بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
المهدويون الفائزون بالسكينة
قال مولانا امام العصر بقية الله وخليفته المهدي–ارواحنا فداه- في دعائه الجامع الموسوم بدعاء (توفيق الطاعة):
(اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
نتوقف في هذا اللقاء عند صفة (السكينة) التي يوصينا بالتحلي بها امامنا خاتم الاوصياء –عليه السلام- الى جانب الوقار ويدعو الله ان يتحلى بها المؤمنون عامة ومشايخهم ووجهائهم خاصة كما أشرنا لذلك في الحلقة السابقة، فما معنى هذه الصفة؟ وكيف نتحلى بها ؟
وما هي أهميتها خاصة بالنسبة للذين يسعون للتحلي بصفات الانصار الصادقين للمهدي الموعود –عجل الله فرجه-؟
للاجابة عن هذه الاسئلة نرجع الى النصوص الشريفة فنجد الآيات القرآنية تصرح بأن السكينة هي رحمة الهية خاصة ينصر الله بها المؤمنين، نتدبر معاً في الآيات التالية:
قال تبارك وتعالى في الآية الرابعة من سورة الفتح: "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً"
ونقرأ في الآية (18) من سورة الفتح أيضاً قوله جل جلاله "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً"
ونتأمل معاً في الآية26 من سورة الفتح حيث يقول الله أصدق القائلين:
"إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً"
وقال عزوجل في الآية (26) من سورة التوبة أو براءة "ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ"
وقال في الآية الاربعين من السورة نفسها "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
هذه الآيات الكريمة تحدثت بصورة واضحة عن (السكينة) ويتضح منها أنها حالة روحية يفوز بها المؤمنون كثمرة لنصرتهم الله عزوجل ومبايعة وليه الحق والتزامهم عرى التقوى، فيؤيدهم الله بها نصرة لهم فتزيد ايمانهم وترسخه وتقويه.
وانطلاقاً من هذه الآيات الكريمة نجد مولانا الامام علي الرضا –عليه السلام- يصف السكينة بأنها "ريحٌ من الجنة طيبة" كما ورد في تفسيري العياشي ومجمع البيان وغيرهما وفي ذلك اشارة لطيفة الى أن هذه الصفة من اسمى صفات المؤمنين المجاهدين تقابل حمية الجاهلية وتعصباتها التي يتصف بها أعداؤهم.
ومظهر السكينه هو الطمأنينة والاستقرار النفسي كما جاء في القاموس الفقهي وهذه الحالة ناتجة من الايمان كما يشير لذلك مولانا الامام الباقر –عليه السلام- عندما سئل عن السكينة فقال:
"السكينة –هي- الايمان"
كما في كتاب معاني الأخبار، وهذا المعنى مستفادٌ من كلام جده سيد الرسل الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- حيث قال –كما في أمالي الصدوق-:"أحسن زينة الرجل السكينة مع ايمان"، فالسكينة الحقيقية هي المقترنة بالايمان الصادق بالله عزوجل وهي في الواقع ثمرته. وتعبير عن الفوز برحمة الهية خاصة نتيجة الايمان الصادق؛ قال العلامة الطباطبائي في الجزئين الثاني والتاسع من تفسير الميزان ما ملخصه:
"يمكن ان يستفاد من كلامه تعالى أن السكينة روحٌ الهي او تستلزم روحاً الهياً من امر الله تعالى يوجب سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش.. فالمؤمنون الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله مؤيدون بروح من الله تستتبع استقرار الايمان في قلوبهم... والنور المضيء قدامهم، فالسكينة حالة قلبية توجب ثبات القلب ملازمة لازدياد الايمان وهي غير العدالة التي تردع عن الكبائر والاصرار على الصغائر فان السكينة تردع عن الصغائر والكبائر جميعاً لانها ملازمة لكلمة التقوى"
ايها الاكارم والنتيجة التي نخلص اليها مما تقدم هي:
اولاً: ان السكينة هي من أسمى خصال انصار الله وهي ثمرة نصرتهم له تبارك وتعالى، وهي حالة من الطمأنينة والامن ثقة بالله تبلغ بالمؤمن اعلى مراتب التقوى والحلم والصبر والثبات
ثانياً: ان السبيل العملي للتحلي بها صدق الموالاة والمبايعة لخليفة الله والبراءة من اعدائه عزوجل ايا كانوا، وهذه الموالاة والبراءة هي مظهر الايمان الصادق
ثالثاً: ان هذه الصفة من اهم صفات الانصار الصادقين للامام المهدي –عجل الله فرجه- ولا غنى لهم عنها لعظيم أثرها في الجهاد في سبيل تحقيق الاهداف الالهية السامية للثورة المهدوية الكبرى.
شمس خلف السحاب
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد ... اللهم عجل لوليك الفرج
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
المهدويون الفائزون بالسكينة
قال مولانا امام العصر بقية الله وخليفته المهدي–ارواحنا فداه- في دعائه الجامع الموسوم بدعاء (توفيق الطاعة):
(اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
نتوقف في هذا اللقاء عند صفة (السكينة) التي يوصينا بالتحلي بها امامنا خاتم الاوصياء –عليه السلام- الى جانب الوقار ويدعو الله ان يتحلى بها المؤمنون عامة ومشايخهم ووجهائهم خاصة كما أشرنا لذلك في الحلقة السابقة، فما معنى هذه الصفة؟ وكيف نتحلى بها ؟
وما هي أهميتها خاصة بالنسبة للذين يسعون للتحلي بصفات الانصار الصادقين للمهدي الموعود –عجل الله فرجه-؟
للاجابة عن هذه الاسئلة نرجع الى النصوص الشريفة فنجد الآيات القرآنية تصرح بأن السكينة هي رحمة الهية خاصة ينصر الله بها المؤمنين، نتدبر معاً في الآيات التالية:
قال تبارك وتعالى في الآية الرابعة من سورة الفتح: "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً"
ونقرأ في الآية (18) من سورة الفتح أيضاً قوله جل جلاله "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً"
ونتأمل معاً في الآية26 من سورة الفتح حيث يقول الله أصدق القائلين:
"إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً"
وقال عزوجل في الآية (26) من سورة التوبة أو براءة "ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ"
وقال في الآية الاربعين من السورة نفسها "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
هذه الآيات الكريمة تحدثت بصورة واضحة عن (السكينة) ويتضح منها أنها حالة روحية يفوز بها المؤمنون كثمرة لنصرتهم الله عزوجل ومبايعة وليه الحق والتزامهم عرى التقوى، فيؤيدهم الله بها نصرة لهم فتزيد ايمانهم وترسخه وتقويه.
وانطلاقاً من هذه الآيات الكريمة نجد مولانا الامام علي الرضا –عليه السلام- يصف السكينة بأنها "ريحٌ من الجنة طيبة" كما ورد في تفسيري العياشي ومجمع البيان وغيرهما وفي ذلك اشارة لطيفة الى أن هذه الصفة من اسمى صفات المؤمنين المجاهدين تقابل حمية الجاهلية وتعصباتها التي يتصف بها أعداؤهم.
ومظهر السكينه هو الطمأنينة والاستقرار النفسي كما جاء في القاموس الفقهي وهذه الحالة ناتجة من الايمان كما يشير لذلك مولانا الامام الباقر –عليه السلام- عندما سئل عن السكينة فقال:
"السكينة –هي- الايمان"
كما في كتاب معاني الأخبار، وهذا المعنى مستفادٌ من كلام جده سيد الرسل الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- حيث قال –كما في أمالي الصدوق-:"أحسن زينة الرجل السكينة مع ايمان"، فالسكينة الحقيقية هي المقترنة بالايمان الصادق بالله عزوجل وهي في الواقع ثمرته. وتعبير عن الفوز برحمة الهية خاصة نتيجة الايمان الصادق؛ قال العلامة الطباطبائي في الجزئين الثاني والتاسع من تفسير الميزان ما ملخصه:
"يمكن ان يستفاد من كلامه تعالى أن السكينة روحٌ الهي او تستلزم روحاً الهياً من امر الله تعالى يوجب سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش.. فالمؤمنون الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله مؤيدون بروح من الله تستتبع استقرار الايمان في قلوبهم... والنور المضيء قدامهم، فالسكينة حالة قلبية توجب ثبات القلب ملازمة لازدياد الايمان وهي غير العدالة التي تردع عن الكبائر والاصرار على الصغائر فان السكينة تردع عن الصغائر والكبائر جميعاً لانها ملازمة لكلمة التقوى"
ايها الاكارم والنتيجة التي نخلص اليها مما تقدم هي:
اولاً: ان السكينة هي من أسمى خصال انصار الله وهي ثمرة نصرتهم له تبارك وتعالى، وهي حالة من الطمأنينة والامن ثقة بالله تبلغ بالمؤمن اعلى مراتب التقوى والحلم والصبر والثبات
ثانياً: ان السبيل العملي للتحلي بها صدق الموالاة والمبايعة لخليفة الله والبراءة من اعدائه عزوجل ايا كانوا، وهذه الموالاة والبراءة هي مظهر الايمان الصادق
ثالثاً: ان هذه الصفة من اهم صفات الانصار الصادقين للامام المهدي –عجل الله فرجه- ولا غنى لهم عنها لعظيم أثرها في الجهاد في سبيل تحقيق الاهداف الالهية السامية للثورة المهدوية الكبرى.
شمس خلف السحاب
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد ... اللهم عجل لوليك الفرج
تعليق