الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٦٣) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وعدٌ حتمي
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٦٣) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وعدٌ حتمي

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ أحمد صالح آل حيدر تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٦/٠١ المشاهدات المشاهدات: ٤١٨٤ التعليقات التعليقات: ٠

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وعدٌ حتمي

الشيخ أحمد صالح آل حيدر

قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة الجمعة ٢]
كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [أنه قال:] لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً. كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) ص٤٤٥
إن البعث المذكور في الآية الكريمة يشير إلى حقيقتين:
الأولى: التزكية وتهذيب النفوس.
الثاني: العلم بالقرآن الكريم والإيمان بما جاء فيه.
ثم جاء البعث الآخر المذكور في الحديث الشريف وهو امتداد للبعث الأول فكما أن البعث الأول كان قد أخرج البشرية من ظلمات الشرك والكفر إلى نورانية الإيمان والصلاح والرشاد والهدى كذلك سيكون البعث الثاني فانه أيضاً سوف يكون فجراً يخرج من ركام الظلام الذي حاكه الإنسان لمستقبله فقد نسي متغافلاً ومتهاوناً كل تعاليم الأنبياء والكتب السماوية وتمسك بشريعةِ هواه ورغباته وشهواته فأظلمت النفوس وقست القلوب وانقلبت المفاهيم الفطرية التي هي متسالمه في أفراد نوعه وأخذه الشطط إلى أن كفر وجحد بنعمة الخالق العظيم وملأ الأرض ظلماً وجوراً.
فحينئذٍ تبزغ النعمة الإلهية الكبرى التي وعد الله بها المتقون والتي كثيراً ما أنتظرها المستضعفون فيملأ الأرض قسطاً وعدلا بمعنى يقيم دولة العدالة التي تزيل كل أشكال الظلم والفساد والعدوان فيردَ الحق إلى اهلة وينتصر للمظلوم ويذيق الظالمين أشد العذاب على ما اجرموا وفعلوا ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [سورة القصص ٥]
فهو وعد حتمي لا تغيير فيه ولا تبديل .
فيجعل المستضعفين في دولته قادة ويبث الخير والهدى والإيمان في كل أرجاء الدنيا وينير طريق الإنسان بأبهى صور العيش الكريم فلا صوت يعلو فوق صوت الخير والحق في دولته الميمونة والمباركة حيث يفيض نعمته على كل الخلائق .
فدولته هي الدولة الحقيقية لحقوق الإنسان والاقتصاد والرخاء والنعم. ....فمن هنا لنا وقفه مع منكري هذه العقيدة فنقول لهم....
إن الأثر المترتب على الاعتقاد بالإمام الغائب هو الأثر المترتب على الاعتقاد بالغيب ومن هنا نرى أن البعث الثاني أكثر وقعاً وأشد تغييراً وأثراً في هذا العالم .....
وإن الآثار المترتبة على عدم الاعتقاد به صلوات الله عليه هي مدمره ومقزمه للعقل والفطرة وهو ضربٌ من الوهم بل هو الوهم نفسه حيث يأخذ بالإنسان إلى حضيض عالم الغفلة وعدم إدراك حقائق عالمه الكاملة فمن ينكر الاعتقاد بالعقيدة المهدوية بدعوى أن ليس لها أثر حسي سوف يضطر لأن ينكر الاعتقاد بالله (عزّ وجل) لأن عدم الأثر واحد.. وذلك لأن العالم مكون من شهادةٍ وغيب وهو غير قابل للنكران!
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [سورة الرعد ٩]
وإن أعظم دليل وجداني تذعن له النفس وتجده جلياً وتبصره ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [سورة فصلت ٥٣]
وهذا الدليل يدلك على أن العالم عنصران هما الغيب والشهادة فنكران عقيدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عج هو نكران لعالم الغيب وهو الله تعالى.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016