فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب المركز » ترجمة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام من كتاب (المشجَّر الكشّاف)
 كتب المركز

الكتب ترجمة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام من كتاب (المشجَّر الكشّاف)

القسم القسم: كتب المركز الشخص المؤلف: السيد محمد أحمد عميد الدين الحسيني النجفي الشخص المحقق: الشيخ محمد جاسم الماجدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٢/٢٥ المشاهدات المشاهدات: ٤٩٠٩٨ التعليقات التعليقات: ١

ترجمة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام من كتاب (المشجَّر الكشّاف)
للعلَّامة السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي
المتوفّىٰ في بداية القرن العاشر الهجري

تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد جاسم الماجدي
تقديم: مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي عليه السلام

فهرست الموضوعات

مقدّمة المركز
الإهداء
مقدّمة التحقيق
ترجمة المؤلّف
وفاته
مدَّة حياته
كتاب المشجّر الكشّاف
النسخ المعتمدة
الفصل الأوَّل: الخلف الحجَّة المهدي صاحب الزمان (م ح م د)
الفصل الثاني: في النصّ علىٰ الأئمّة الاثني عشر
الفصل الثالث: في غيبته عليه السلام
الفصل الرابع: في علامات الظهور
الفصل الخامس: في النصّ علىٰ إمامة الاثني عشر عليهم السلام
مراجع التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز:
لقد حازت القضيّة المهدوية علىٰ الكثير من الاهتمام من قِبَل العلماء والمفكّرين والأُدباء بما فيهم علماء الأنساب، نحن وإن لم نجد أنَّ هذا الاهتمام قد بلغ إلىٰ الحدِّ المرجو والمطلوب لما تمثّله هذه القضيّة الكبرىٰ من أهمّية في التراث الإسلامي بل والبشري إلَّا أنَّ ذلك يمثّل علىٰ أقلّ تقدير أرضية ومنطلقاً لمن يريد البحث والتنقيب في هذه القضيّة الكبرىٰ.
إذ لا يخفىٰ أنَّ القضيّة المهدوية وما يتفرَّع عليها من عقيدة باختلاف مشاربها وألوانها تمثّل المطلب المستقبلي للبشرية، وبما احتوته من تصريحات وإشارات علىٰ لسان الوحي تكون سبيل النجاة الوحيد في هذه الدنيا لتحقيق آمال وطموحات ما يصبو إليه بنو الإنسان من سعادة وعدالة علىٰ وجه الأرض وما سواها، فما تختزنه هذه القضيّة وما يتفرَّع عليها لا بدَّ أن يشكّل لذوي الأقلام سواء أكانوا علماء أم مفكّرين أم أُدباء أم مؤرّخين أفضل منطلق تدويني وأخصب أرض منتجة يمكن أن يسعىٰ إليها متخصّص.
وقد أوقف الكثير من العلماء والمؤرّخين جزءاً من أقلامهم لهذه العقيدة الكبرىٰ، ونقَّبوا في مفاصلها، وغاصوا في بحارها، فاستخرجوا للقرّاء بعضاً من مكامنها ودررها وبقيٰ الكثير غائراً في الأعماق يحتاج إلىٰ جهود كبيرة وعناءٍ طويل، وهذا ما يقع علىٰ عاتقنا في هذا الزمان، فإنَّ الوسائل المتاحة لمثل هكذا أبحاث وعلىٰ مستوياتها المختلفة قد توفَّرت خاماتها الأوَّلية مع يسر وسهولة في الكثير من أدوات البحث والتحقيق، وسنسأل عن ذلك حثيثاً إذ أنَّ من أوجب الواجبات العلمية علىٰ أهل الفكر والتحقيق والأدب أن يسخّروا ما جادت به السماء علىٰ أناملهم فيمدّ بني الإنسان بمداد يدَّخر لهم ذخراً وينتفع به فكراً.
ومن بين أُولئك المؤرّخين والنسّابة هذا العلم العالم الجليل والمؤرّخ الكبير السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي صاحب كتاب (المشجَّر الكشّاف)، والذي خصَّص في كتابه القيّم فصلاً خاصّاً في ترجمة الإمام المهدي عليه السلام، فضلاً عمَّا ألحقه في الفصل الثاني بالنصِّ على الأئمّة الاثني عشر، وما يتضمَّنه من نصّ عليه عجَّل الله تعالىٰ فرجه الشريف، وأتلاه بفصل ثالث ورابع في غيبته وعلاماته علىٰ التوالي، فيما كان الخامس من فصول هذا الكتاب هو نصوص علىٰ إمامة الاثني عشر عليهم السلام.
وقد قام الشيخ الجليل محمّد الماجدي بجهد مضن بإخراج ما يخصّ الإمام المهدي عليه السلام من هذا السفر بحلَّة قشيبة تسرُّ الناظرين، فللَّه درُّه وعليه أجره، ونحن إذ نُقدِّم له هذا الكتاب نودُّ الإشارة إلىٰ أنَّ قضيّة ولادة الإمام المهدي عليه السلام في التراث الإسلامي أخذت نصيباً لا بأس به وإن كانت ما تستحقّه أكبر ممَّا بأيدينا أضعاف مضاعفة إلَّا أنَّ الوقوف حول ما تُرجِم إلينا من قِبَل أهل النسب والتراجم في ولادته عليه السلام يشكّل بعداً مهمّاً من أبعاد العقيدة به عليه السلام، ولا بدَّ أن تُسخَّر له الكثير من الأقلام لتُترجِم من أرَّخ ولادته، وتُعرِّف القرّاء بأهمّية هؤلاء النسّابة وأهمّية قولهم في إثبات ولادته ونسبه، إذ أنَّ قول النسابة في الولادة يشكّل دليلاً قويَّاً بمعزل عن الأدلَّة التي ساقها الإمامية في ولادة الإمام الثاني عشر من أهل البيت عليهم السلام، وإليك أيّها القارئ الكريم ببلوغرافيا فيمن أثبت من علماء الأنساب ولادة الإمام عليه السلام.
ولا يفوتنا هنا التنبيه علىٰ قضيّة أنَّ من أثبت ولادة الثاني عشر من أهل البيت عليهم السلام ليس فقط هم النسّابة، وإنَّما الكثير من المؤرّخين والأُدباء والشعراء فضلاً عن أهل الحديث وغيرهم، ونحن لسنا بصدد ذكر هؤلاء وإلَّا فالعدد كثير.
بعض من علماء الأنساب الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي عليه السلام:
١ _ النسّابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري، من أعلام القرن الرابع الهجري، كان حيَّاً سنة (٣٤١هـ)، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرىٰ التي انتهت سنة (٣٢٩هـ).
قال في (سرّ السلسلة العلوية): (وولد علي بن محمّد النقي عليه السلام: الحسن بن علي العسكري عليه السلام من أُمّ ولد نوبية تُدعىٰ ريحانة، ووُلِدَ سنة إحدىٰ ثلاثين ومائتين، وقُبِضَ سنة ستّين ومائتين بسامراء، وهو ابن تسع وعشرين سنة...)، إلىٰ أن قال:
(وولد على النقي بن محمّد التقى عليه السلام جعفراً، وهو الذي تسمّيه الإمامية جعفر الكذّاب، وإنَّما تسمّيه الإمامية بذلك لادّعائه ميراث أخيه الحسن عليه السلام دون ابنه القائم الحجَّة عليه السلام، لا طعن في نسبه)(١).
٢ _ السيّد العمري النسّابة المشهور، من أعلام القرن الخامس الهجري، قال في (المجدي في أنساب الطالبيين): (ومات أبو محمّد عليه السلام وولده من نرجس عليها السلام معلوم عند خاصّة أصحابه وثقات أهله، وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها في ذلك، وامتحن المؤمنون بل كافّة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلىٰ مال أخيه وحاله، فدفع أن يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة علىٰ قبض جواري أخيه...)(٢).
٣ _ الفخر الرازي الشافعي (ت ٦٠٦هـ)، قال في كتابه (الشجرة المباركة في أنساب الطالبية) تحت عنوان: أولاد الإمام العسكري عليه السلام ما هذا نصّه: (أمَّا الحسن بن العسكري الإمام عليه السلام فله ابنان وبنتان: أمَّا الابنان: فأحدهما صاحب الزمان عجَّل الله تعالىٰ فرجه الشريف، والثاني موسىٰ درج في حياة أبيه. وأمَّا البنتان: فاطمة درجت في حياة أبيها، وأُمّ موسىٰ درجت أيضاً)(٣).
٤ _ المروزي الأزورقاني (ت بعد سنة ٦١٤هـ)، فقد وصف في كتاب (الفخري)(٤) جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذّاب، وفيه أعظم دليل علىٰ اعتقاده بولادة الإمام المهدي عليه السلام.
٥ _ السيّد النسّابة أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت ٨٢٨هـ)، قال في (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب): (أمَّا على الهادي فيُلقَّب العسكري لمقامه بسُرَّ من رأىٰ وكانت تُسمّىٰ العسكر، وأُمّه أُمّ ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلىٰ سُرَّ من رأىٰ، فأقام بها إلىٰ أن تُوفّي، وأعقب من رجلين هما: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري عليه السلام، كان من الزهد والعلم علىٰ أمر عظيم، وهو ولد الإمام محمّد المهدى صلوات الله عليه، ثاني عشر الأئمّة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم، من أُمّ ولد اسمها نرجس، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقَّب بالكذّاب لادّعائه الإمامة بعد أخيه الحسن)(٥).
وقال في (الفصول الفخرية) المطبوع باللغة الفارسية ما ترجمته: (أبو محمّد الحسن الذي يقال له: العسكري، والعسكر هو سامرّاء، جلبه المتوكّل وأباه إلىٰ سامرّاء من المدينة، واعتقلهما. وهو الحادي عشر من الأئمّة الاثني عشر، وهو والد محمّد المهدي عليه السلام ثاني عشرهم)(٦).
٦ _ النسّابة الزيدي السيّد أبو الحسن محمّد الحسيني اليماني الصنعاني، من أعيان القرن الحادي عشر، ذكر في المشجَّرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهم السلام، وتحت اسم الإمام علي التقي المعروف بالهادي عليه السلام خمسة من البنين وهم: الإمام العسكري، الحسين، موسىٰ، محمّد، علي.
وتحت اسم الإمام العسكري عليه السلام مباشرةً كتب: (محمّد بن) وبإزائه: (منتظر الإمامية)(٧).
٧ _ محمّد أمين السويدي (ت ١٢٤٦هـ)، قال في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب): (محمّد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنىٰ الأنف، صبيح الجبهة)(٨).
٨ _ النسّابة المعاصر محمّد ويس الحيدري السوري، قال في (الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والأويسية) في بيان أولاد الإمام الهادي عليه السلام: (أعقب خمسة أولاد: محمّد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة، فالحسن العسكري أعقب محمّد المهدي صاحب السرداب).
ثمّ قال بعد ذلك مباشرةً وتحت عنوان: الإمامان محمّد المهدي والحسن العسكري: (الإمام الحسن العسكري: وُلِدَ بالمدينة سنة (٢٣١هـ)، وتُوفّي بسامرّاء سنة (٢٦٠هـ)، الإمام محمّد المهدي: لم يُذكر له ذرّية ولا أولاد له أبداً).
ثمّ علَّق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصّه: (وُلِدَ في النصف من شعبان سنة (٢٥٥هـ)، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّ، أقنىٰ الأنف، أشمّ، أروع، كأنَّه غصن بان، وكأنَّ غرّته كوكب درّي، في خدّه الأيمن خال كأنَّه فتات مسك علىٰ بياض الفضَّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أُذنه، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً)(٩).
وختاماً فإنَّ مركز الدراسات التخصّصية إذ يتقدَّم بالشكر لسماحة الشيخ المحقّق علىٰ جهده الكبير في تحقيق هذا الكتاب علىٰ ثلاث نسخ مخطوطة، فإنَّه يفتح الباب واسعاً لأصحاب الأقلام الكريمة من الكتّاب والمحقّقين للكتابة من جهة وتحقيق التراث المهدي من جهة أُخرىٰ لرفد المكتبة الإسلاميّة والعقائدية بما نحن أحوج إليه من أيّ أمر آخر ألَا وهو عقيدة المصلح العالمي، والذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
نسأله تعالىٰ أن يوفّقنا وجميع المنتظرين لنيل رضاه، ويغمرنا ببركات دعائه، وأن يجعلنا من أنصاره والمستشهدين بين يديه.

مدير المركز
السيّد محمّد القبانچي

الإهداء

إلىٰ سيّدي ومولاي..
خليفة الله وخليفة آبائه المهديين..
إلىٰ وصيّ الأوصياء الماضين..
وبقية الله من الصفوة المنتجبين..
حافظ أسرار ربّ العالمين..
الإمام المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلىٰ آبائه أجمعين..
أُهدي هذا الجهد الضئيل لعلّي أحظىٰ منه بالقبول.

* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ). (القصص: ٥)
مقدّمة التحقيق

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علىٰ المبعوث رحمة للعالمين، النبيّ المسدَّد، المصطفىٰ المؤيَّد، المحمود الأحمد، حبيب إله العالمين، أبي القاسم محمّد، وعلىٰ آله الطيّبين الطاهرين، الأوصياء الهادين المهديين.
وبعد..
فإنَّ من القضايا الإسلاميّة المهمّة التي لم تأخذ ما تستحقّه من اهتمام من قِبَل الكتّاب والباحثين هي القضيّة المهدوية وما فيها من أبعاد ومجالات للبحث لا زالت غضَّة طريّة، وبحاجة إلىٰ من يُنقِّب فيها ويرفع اللثام عن مكنون دررها، وما خفي منها.
لاسيّما وأنَّ غزارة الموروث المهدوي تقتضي تمييز الصحيح من السقيم، وإيضاح المراد من نصوصه وبيان مداليله، كلّ ذلك حتَّىٰ نتمكَّن من تحديد المعالم الواضحة للفكر المهدوي، وحتَّىٰ لا نسمح للمتطفّلين أن يستغلّوا هذا الموروث لغاياتهم الشخصية، من خلال تضليل الناس وادّعاء ما ليس فيهم من مقامات وعناوين تشير إليها بعض الروايات التي هي بحاجة إلىٰ دراسة وتحليل.
هذا، ولا يخفىٰ أنَّ هناك الكثير ممَّا كُتِبَ في القضيّة المهدوية، منه ما ظهر إلىٰ حيِّز الوجود، وأخذ حظَّه من النشر والاهتمام، ومنه ما قد تعرَّض للضياع والتلف، ومنه ما هو موجود ولكنَّه بحاجة إلىٰ تقويمه وإبرازه بالشكل اللائق به.
وهذه الترجمة التي بين أيدينا هي من النحو الثالث، فقد صادف حينما كنت بصدد كتابة بحث في الأنساب أن وقع بين يديَّ كتاب (المشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف)، الذي هو بجميع نسخه عبارة عن صور لمخطوطات لم تُنضَّد ولم تُطبَع بالشكل المتعارف عليه اليوم، وذلك لصعوبة هذا العمل، لأنَّ أغلب ما في هذا الكتاب هو مشجَّرات يصعب ترتيبها وتبويبها وقراءة بعض التعليقات الواردة عليها.
ووجدت في الباب الأوَّل من هذا الكتاب ترجمة للإمام الحجَّة عجَّل الله تعالىٰ فرجه الشريف، هي بحسب نظري قد وُضِعَت في غير محلّها، وكُتِبَت إلىٰ من لا يطلبها، لأنَّ كتاب (المشجَّر الكشّاف) لا يُقلِّب أوراقه إلَّا من كان باحثاً عن نسب، أو طالباً لتعلّم أُصول هذا الفنّ وفروعه، فعزمت علىٰ إخراج هذه الترجمة وتحقيقها والتعليق عليها، وإبرازها بالصورة اللائقة بها، عسىٰ أن ننتفع بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتىٰ الله بقلب سليم.
ترجمة المؤلّف:
هو شمس الدين أبو علي محمّد بن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسّابة، المنتهي نسبه إلىٰ زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه السلام، فهو من آل عميد الدين الذين كانوا من أشراف العراق المعروفين في زمن ابن عنبة(١٠) صاحب كتاب (عمدة الطالب)، وكانوا يسكنون في النجف وسورا(١١) والحلَّة.
وكان لهم منصب النقابة، وهم بيت عزّ وشرف، ففيهم علماء وفضلاء ونسّابون وزهّاد وحفّاظ للقرآن المجيد، فمن هذا البيت السيّد جلال الدين حسن بن عميد الدين النقيب الزاهد الكريم، وهو الذي التمس من ابن عنبة تأليف كتاب في الأنساب، فلبّىٰ طلبه وكتب له (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)، ومنهم شمس الدين محمّد صاحب الترجمة الذي كان نقيباً بسورا(١٢).
ومنهم جدّه أبو تغلب علي عميد الدين الذي كان في النجف، وله شهرة عظيمة وكرامات كثيرة وكان في غاية الزهد والتقوىٰ، وكان عالماً فاضلاً ومدرِّساً في أنواع العلوم(١٣).
ولم نعثر علىٰ تأريخ ولادته ولا وفاته، ولكن عند الرجوع إلىٰ أهل التراجم والسير وعلماء الأنساب نجد أنَّهم مجمعون علىٰ أنَّه من علماء القرن العاشر، وقد ذكر هو بنفسه أُموراً في كتابه (المشجَّر الكشّاف) يمكن من خلالها الاطّلاع علىٰ جانب من حياته، منها ما ذكره في ترجمة أخيه شرف الدين حسين، وهو قوله: (شرف الدين حسين، ذو الكرم والشجاعة والثروة، سافر إلىٰ خراسان هو وأخوه شمس الدين محمّد جامع هذا الكتاب وكاتبه، خرجا من النجف في ذي القعدة سنة سبعة وأربعين وثمانمائة، وتزوّجا بسبزوار وأولدا، وتوفّي رحمه الله شهيداً محروقاً علىٰ يد التركمان في حال نهبهم لخراسان، سلخ ربيع الأوَّل سنة ثلاث وستّين وثمانمائة، ونقله أخوه المذكور شمس الدين محمّد إلىٰ المشهد الرضوي بطوس، ودفنه هناك)(١٤).
ومنها ما جاء في صفحة (١٣٤) من نسخة القاهرة، عند ذكر المير علي بن عبد الرحيم بن محمّد بن مرتضىٰ، قال: (رأيته بخراسان بشيروان سنة (٨٦١) زمن السلطان السعيد أبو القاسم تغمَّده الله برحمته).
وفي صفحة (١٢٢) من هذه النسخة، قال في بعض التراجم: (عاشرته بمدينة سبزوار إلىٰ (٨٦٧هـ)).
ومن هذا يتَّضح أنَّ صاحب الترجمة خرج من النجف الأشرف سنة (٨٤٧هـ)، ونزل بسبزوار إحدىٰ مدن خراسان، وتزوَّج بها ووُلِدَ له فيها ستّة أبناء ذكرهم في كتابه (المشجَّر الكشّاف)، ومنهم: كمال الدين علي الذي وُلِدَ يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجَّة سنة (٨٨٦) هجرية، ومنهم: السيّد أبو طالب عبد الله، والذي له أولاد وأعقاب كثيرة في الحلَّة وسورا وواسط وطرابلس وغيرها.
وفاته:
لم يذكر أحد من المؤرِّخين وعلماء الأنساب تأريخاً محدَّداً للعام الذي وُلِدَ فيه ولا العام الذي توفّي فيه، بل وجدنا عند البعض تفاوتاً ملحوظاً في تقدير المدَّة التي عاش فيها المؤلِّف، من قبيل ما ذكره محقِّق نسخة دار الكتب المصرية (حسين محمّد الرفاعي) الذي وضع لنفسه ألقاباً كبيرة وكثيرة، فقد ذكر هذا المحقِّق أنَّ سنة وفاة النجفي صاحب الترجمة هي (٤٣٣) هجرية.
وهذا غريب جدَّاً، ولا ندري من أين جاء بهذا التأريخ، وأيّ شيء أوقعه في هذا الاشتباه؟ مع أنَّه هو ناسخ الطبعة المصرية، ولا بدَّ أنَّه قد اطَّلع علىٰ ما ذكره المصنِّف نفسه من تواريخ لمواليد أبنائه وسنة وفاة أخيه وقبل ذلك هجرتهما معاً سنة (٨٤٧هـ).
بل ما ذكر من تواريخ لغيره ممَّن ذكر في المشجّرات، والتي هي متأخّرة كثيراً عن هذا التأريخ الذي ذكره، وأنَّ أغلبها في القرن التاسع الهجري، هذا ولنا كلام مع هذا المحقِّق سيأتي عند الحديث عن كتاب (المشجَّر الكشّاف).
وأمَّا محقِّق نسخة المدينة المنوَّرة (أنس يعقوب الكتبي) فقد قال في مقدّمته علىٰ الكتاب: (يظهر من مطاوي كتابه هذا أنَّه عاش إلىٰ سنة (٩٠٠هـ))، وهذا ما يجعله من علماء القرن التاسع، ولكن لنا أن نسأل: من أين علم الكتبي بأنَّ المصنِّف عاش إلىٰ حوالي (٩٠٠) هجرية؟ وكتابه قد ذُكِرَت في مشجّراته تواريخ كثيرة لمواليد أبنائه وأبناء أبنائه وغيرهم، وبعضها يتجاوز هذا التاريخ بكثير، ومن ذلك ما ذكر تعليقاً علىٰ حفيد أخيه وأنَّه وُلِدَ سنة (٩٠٩) هجرية(١٥).
بل وجدنا ما هو أبعد من ذلك، وهو تحديداً ما ذكره تعليقاً عند ذكر (أحمد بن عبد الكريم بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن الحسين شرف الدين)، حيث وردت عبارة: (وُلِدَ سنة ١٠٩٣هـ)(١٦) فوق لفظة أحمد المتقدِّم، وهذا ما يجعله من رجال القرن الثاني عشر؛ لأنَّه مولود في أواخر القرن الحادي عشر.
فإذن ما يشتمل عليه الكتاب لا ينتج ما ذهب إليه الكتبي في تحقيقه علىٰ نسخة المدينة المنوَّرة.
وهناك رأي ثالث في هذه المسألة، وهو ما ذهب إليه كلّ من الشيخ آغا بزرك الطهراني(١٧) في كتاب (الذريعة)، والسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي(١٨)، حيث صنَّف هذان العلمان ابن عميد الدين النجفي علىٰ أنَّه من علماء القرن العاشر، فقد ذكره الشيخ الطهراني في كتاب (إحياء الداثر في القرن العاشر)، وهو المجلَّد السابع من كتاب (طبقات أعلام الشيعة)، وفيه يقول: (محمّد العميدي: شمس الدين أبو علي النسّابة العميدي الحسيني النجفي، مؤلِّف المشجَّر الكشّاف، وهو ابن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب عميد الدين المنتهي نسبه إلىٰ زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليهما السلام)(١٩).
وقال السيّد المرعشي النجفي في كتاب (كشف الارتياب) المطبوع في مقدّمة (لباب الأنساب)(٢٠) في أنساب القرن العاشر: (كان من أجلَّاء علماء الأنساب، وله من الكتب كتاب المشجَّر الكشّاف...) الخ.
وهذا هو أقرب الأقوال وأرجحها، لما عُرِفَ عن الرجلين من دقَّة وتثبّت، وفي ظنّي أنَّه توفّي في مطلع القرن العاشر وفي سنيّه الأُولىٰ(٢١).
مدَّة حياته:
حينما كنت بصدد البحث عن حياة السيّد ابن عميد الدين النجفي تردَّدت كثيراً في قبول ما ذكره الشيخ الطهراني والسيّد المرعشي النجفي وما ذُكِرَ في طيّات كتاب (المشجَّر الكشّاف)، ومنشأ هذا التردّد هو ما وجدته في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) للسيّد ابن عنبة، الذي ذكر في كتابه هذا ابن عميد الدين النجفي وقال عنه: (وشمس الدين محمّد ويكنّىٰ بأبي علي، العالم الورع النقيب النسّابة)، وقال أيضاً بعد أن ذكر بعض إخوته: (ولكلّ منهم أولاد).
وهذه الأوصاف لا تُطلَق إلَّا علىٰ من بلغ مبلغ الرجال وقارب الثلاثين عاماً، كما أنَّ هناك قرائن كثيرة يمكن أن يستفاد منها أنَّ ابن عنبة يريد من شمس الدين هذا هو نفس ابن عميد الدين صاحب (المشجَّر الكشّاف)، وإن لم يذكر هذا الكتاب؛ إذ من الواضح أنَّه لم يقم بكتابته أو نشره آنذاك، هذا مضافاً إلىٰ أنَّ ابن عنبة قد كتب كتابه (عمدة الطالب) في سنة (٨١٢ هـ)(٢٢).
فلو كان السيّد ابن عميد الدين النجفي حين كتابة ابن عنبة لكتابه (عمدة الطالب) بعمر ثلاثين سنة _ وهذا أقلّ ما يمكن أن يناسب ما ذُكِرَ من أوصاف في كتاب (عمدة الطالب) _ وقلنا مع ذلك: إنَّه توفّي في مطلع القرن العاشر، فهذا يعني أنَّه قد عاش قرابة مائة وعشرين سنة، وهذا هو الاحتمال الأوَّل.
وأمَّا الاحتمال الثاني فهو فيما لو أضفنا إلىٰ ذلك ما يمكن استخراجه واستنتاجه من تواريخ بعض المواليد المذكورة في مشجّرات هذا الكتاب، والتي منها ما تقدَّم، فحينئذٍ سيكون عمر المؤلِّف أكثر من مائة وخمسين سنة، وهذا بعيد عادةً.
وفي نهاية المطاف اتَّضح لدينا أنَّ الكتاب الأصلي للنجفي قد اختلط مع إضافات وتعليقات محمّد مرتضىٰ الزبيدي(٢٣) الذي نسخه بيده، ولم يعمد إلىٰ تمييز الأصل عن الإضافة، وحينئذٍ يمكن أن تكون التواريخ المتقدِّمة والتي يبتني عليها الاحتمال الثاني هي ممَّا أضافه الزبيدي من استدراك وتعليق وتكملة لبعض السلاسل النسبية.
وعليه يترجَّح لدينا الاحتمال الأوَّل، وهو القول بأنَّ صاحب المشجَّر قد عاش ما يقارب المائة وعشرين سنة، وهو أمر غير مستبعد لمن تتبَّع وتدبَّر.
كتاب المشجّر الكشّاف:
وهو من الكتب المشهورة التي يعتمد عليها الكثير من النسّابين، ويشتمل بين دفَّتيه علىٰ خمسة عشر باباً، أوَّلها في ولادة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وعمره ووفاته مع ترجمة للإمام الحجَّة المنتظر عليه السلام والدلائل الدالّة عليه.
وبعد ذلك وفي بداية الباب الثاني ينتقل المؤلِّف إلىٰ تشجير كلّ من تفرَّع من الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، حتَّىٰ يصل إلىٰ الباب الرابع عشر الذي يذكر فيه ذراري أمير المؤمنين عليه السلام من غير فاطمة الزهراء عليها السلام، وفي الباب الخامس عشر يذكر ذرّية العبّاس وأبي طالب ونسبهما إلىٰ آدم عليه السلام، وكذلك أنساب بعض الصحابة، ودولة بني أُميّة وبعض أُصول العرب وغيرهم.
قال الشيخ الطهراني في كتاب الذريعة: (المشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف، للسيّد أحمد بن محمّد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسّابة، فيه أنساب آل عبد مناف ونبذة من نسب الخلفاء العبّاسيين والأُمويين ويسير من أُصول الأُمم المتقدِّمين، ولم يرتّبه علىٰ أبواب، فرتَّبه أحد العلماء علىٰ خمسة عشر باباً من دون تبديل ولا تغيير لكلام المؤلِّف عن صورته الأصلية)(٢٤).
ويبتدأ المصنِّف كتابه هذا بقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أودع في أصداف شرايف الأنساب جواهر زواهر الأحساب...)، وينهي كتابه بتشجير أبي البشر آدم عليه السلام مع وجود بعض التعليقات علىٰ من ورد ذكره فيها(٢٥).
النسخ المعتمدة:
إنَّ لهذا الكتاب نسخاً عديدة، وقد اطَّلعت علىٰ ثلاث منها، وأجريت مقابلة بينها، وهي:
١ _ نسخة المدينة المنوَّرة: والتي حقَّقها السيّد أنس الكتبي بعد أن وجدها في مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة المنوَّرة، وكتب في أوَّل مقدّمته: (الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد...) الخ، وهي نسخة منقولة مع ملحقات وإضافات وتذييل السيّد محمّد مرتضىٰ الزبيدي الحسيني صاحب القاموس المتوفّي سنة (١٢٠٥هـ)، ولم يُنضَّد منها إلَّا ترجمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والتي هي في الباب الأوَّل من هذا الكتاب، وترك الباقي علىٰ حاله وبخطّ ناسخه، ولم يضع تعليقاً في أيّ صفحة من صفحاته، نعم في آخره وضع ملحقاً مشتملاً علىٰ نسب أُسرته(٢٦).
وتمتاز هذه النسخة بأنَّها قد كُتِبَت بخطّ واضح وليس فيه سقط أو تشويش أو مواضع تالفة، عدد صفحاتها (٣١٩)، وقد كُتِبَ في آخرها: (قد وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب في ١٩ صفر الخير سنة ١٣١٤، أربعة عشر وثلثماية وألف من الهجرة النبوية علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأزكىٰ التحيّة، بقلم الفقير إليه تعالىٰ محمّد أبي النصر هاشم الجعفري النابلسي عفي عنه)، بعد ذلك ذكر الناسخ ملحقات للسيّد محمّد مرتضىٰ الزبيدي بلغت (٢٣) صفحة.
٢ _ النسخة الثانية: وهي التي تُسمّىٰ بالنسخة التيمورية، وذلك لأنَّ ناسخها (الجعفري النابلسي) كان قد أهداها إلىٰ (أحمد تيمور باشا)(٢٧) صاحب أعظم خزانة كتب في القاهرة، وهي مختومة بختم كتب فيه: (وقف أحمد بن إسماعيل بن محمّد تيمور بمصر)، وعدد صفحاتها (٢١٧)، وقد كتب ناسخها مقدّمة لها أوَّلها: (الحمد لله رفيع الدرجات، الواحد في الذات والصفات، الذي أتقن بحكمته المصنوعات، وفضَّل النوع الإنساني علىٰ سائر المخلوقات...) الخ. وهي نسخة كبيرة الحجم كُتِبَت بخطّ واضح باللونين الأسود والأحمر من قِبَل نفس ناسخ النسخة الأُولىٰ.
وجاء في آخرها: (تمَّ كتاب بحر الأنساب المسمّىٰ بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف، تأليف محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي، ونقل عن النسخة الموجودة في الكتبخانة الخديوية في مصر القاهرية المعزّية، وهي سقيمة جدَّاً وفيها تحريف كثير، وكان الفراغ من كتابتها في يوم الاثنين ٢٨ ربيع الثاني سنة ١٣٣٨هجرية، وكتبت هذه النسخة برسم حضرة العالم الفاضل والأديب الكامل صاحب السعادة أحمد باشا تيمور أصلح الله له الأُمور ووفَّقه للعمل الصالح المبرور، بقلم الفقير إلىٰ الله تعالىٰ محمّد أبي النصر بن يوسف بن أسعد بن عبد الله بن محمّد هاشم الجعفري النابلسي غفر الله له وللمسلمين وصلّىٰ الله علىٰ محمّد وآله وسلَّم).
٣ _ النسخة الثالثة: وهي نسخة دار الكتب المصرية في القاهرة، عدد صفحاتها (٢٦٤)، وهي أيضاً مشتملة علىٰ زيادات الزبيدي، وقد حقَّقها (حسين محمّد الرفاعي) من علماء الأزهر، الذي قام بإدراج إضافات اختلطت مع الكتاب الأصل، وفي كثير من المواضع ينسب لنفسه ما كتبه الزبيدي من تعليقات.
وهذه النسخة هي بخطّ حسين الرفاعي نفسه، وقد كتب في أوَّل مقدّمته: (الحمد لله الذي تقدَّست صفاته وسمت قدرته...) الخ، وتاريخ نسخها هو (١٣٥٦هـ)، فهي قد كُتِبَت بعد النسخة الأُولىٰ بأكثر من أربعين سنة، وبعد النسخة الثانية بثمانية عشر سنة، ومع ذلك فهي نسخة رديئة جدَّاً إذا قيست بالنسخة الأُولىٰ أو الثانية، فهي مع اشتمالها علىٰ مواضع كثيرة غير واضحة، قد عمد الرفاعي فيها إلىٰ إسقاط الكثير من تعليقات الزبيدي وإلىٰ إسقاط بعض ما كتبه المؤلِّف النجفي بدافع مذهبي بعيد عمَّا يقتضيه المقام من أمانة النقل.
كما أنَّه نسب في مواضع عدَّة من ملحقاته بعض الأُسر الموجودة في مصر والمغرب العربي إلىٰ الإمام الحجَّة المنتظر عليه السلام، وهذا ممَّا لا يمكن قبوله لأنَّه مخالف لما تعتقد به الطائفة الإمامية الحقَّة.
ومع ذلك فإنَّ هذه النسخة هي المشهورة والمتداولة بكثرة بخلاف النسخة الأُولىٰ، قال الشيخ الطهراني في كتاب الذريعة: (ونسخته في الخديوية كما يظهر من فهرسها في مائة وثلاثة وأربعين ورقة وعلىٰ مواضع منها خطّ السيّد محمّد بن مرتضىٰ الحسيني، شارح القاموس الموسوم بتاج العروس، وينقل عنه في شرح قاموسه أيضاً في مادّة زهر وغيرها، ورأىٰ السيّد حسين بن محمّد القطب الرفاعي المولود (١٩١٣م)، تلك النسخة وألحق بها ما أراد إلحاقه من الأنساب والمشجّرات وسمّاه (بحر الأنساب المحيط)، وطبعه في (١٣٥٥هـ ق)، وممَّا أدخله فيه نسب الشيخ عبد القادر مع أنَّه لم يكن ثابتاً)(٢٨).
وهناك نسخة أُخرىٰ محقَّقة لهذا الكتاب لم نطَّلع عليها، ولعلَّها إحدىٰ النسخ المتقدِّمة، وهي محقَّقة من قِبَل (عارف أحمد عبد الغني وعبد الله بن حسين السادة).
هذا وقد اعتمدنا في تحقيق ترجمة الإمام الحجَّة عليه السلام المستخرجة من الباب الأوَّل من هذا الكتاب علىٰ النسخ الثلاث، وسنشير إلىٰ النسخة الأُولىٰ والتي هي نسخة المدينة المنوَّرة بالرمز (م)، وإلىٰ النسخة الثانية وهي النسخة التيمورية بالرمز (ت)، وإلىٰ النسخة الثالثة وهي نسخة القاهرة بالرمز (ق).
وقد اشتمل عملنا في التحقيق علىٰ ما يلي:
١ _ مقابلة النسخ الثلاث المتقدِّمة فيما بينها للوقوف علىٰ ما هو الصحيح منها.
٢ _ تقويم النصّ ومراجعته وتصحيحه طبقاً للضوابط والمعايير المعتمدة في التحقيق.
٣ _ تقطيع المتن وتنظيم فقراته بحسب اقتضاء الحال.
٤ _ تخريج الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة من الموسوعات الحديثية المعتبرة، وضبطها وتمييزها عن غيرها، وكذا الأبيات الشعرية.
٥ _ شرح وإيضاح بعض العبائر والمفردات الغامضة والغريبة.
٦ _ ذكر أسانيد الروايات الواردة في الترجمة إن وُجِدَت والتعليق علىٰ بعضها بما يناسبها.
٧ _ تتميماً للفائدة قمنا بوضع فهارس فنّية مفصَّلة في آخر الترجمة، اشتملت علىٰ: (فهرست المواضيع، فهرست المصادر ومراجع التحقيق، الآيات القرآنية، الروايات الشريفة، الأعلام، الأُمم والطوائف والقبائل، البلدان والمواضع، الأشعار)، وذلك تسهيلاً للقرّاء الكرام والباحثين لمعرفة مبتغاهم بأيسر الطرق وأسرعها.
هذا ونسأل الله تعالىٰ أن يمنَّ علينا بتوفيقه ويشملنا بفضله وكرمه، ويُسدِّد خطانا للسير علىٰ نهج نبيّه وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، إنَّه نعم المولىٰ ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

* * *
www.m-mahdi.com
الصفحة الأُولىٰ من نسخة المدينة المنوَّرة
www.m-mahdi.com
الصفحة الأخيرة من نسخة المدينة المنوَّرة
www.m-mahdi.com
الصفحة الأُولىٰ من النسخة التيمورية
www.m-mahdi.com
الصفحة الأخيرة من النسخة التيمورية
www.m-mahdi.com
الصفحة الأُولىٰ من نسخة القاهرة
www.m-mahdi.com
الصفحة الأخيرة من نسخة القاهرة
الفصل الأوَّل: الخلف الحجَّة المهدي صاحب الزمان (م ح م د)
تحيّة الله ورضوانه * * * علىٰ الإمام الحجَّة القائم(٢٩)
علىٰ إمام حكمه نافذ * * * إذا أراد الحكم في العالم
خليفة الله علىٰ خلقه * * * والآخذ الحقّ من الظالم
العادل العالم أكرم به * * * من عادل في حكمه عالم
مطهِّر الأرض ومحيي الورىٰ * * * العلويّ الطاهر الفاطمي
ناصر دين الله كهف الورىٰ * * * مولىٰ الندىٰ خير بني آدم
الصاحب الأعظم والماجد * * * الأكرم المولىٰ أبو القاسم
وصاحب الدولة يحيي بها * * * ممتحن في الزمن الغاشم
والنافذ الحكم فرعياً له * * * وجاده الوابل من حاكم(٣٠)
من حاتم حتَّىٰ يوازىٰ به * * * عبيده أكرم به من حاتم
لو أنَّني شاهدته مقبلاً * * * في محفل ذي عيثر قاتم
لقلت من فرط سروري به * * * أهلاً وسهلاً بك من قادم

الإمام الثاني عشر: اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكنيته كنيته.
ولا يحلُّ لأحد أن يتسمّىٰ باسمه ويتكنّىٰ بكنيته قبل خروجه من الغيبة، لما قد ورد من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم النهي عن ذلك(٣١)، وإنَّما يُعبَّر عنه بأحد ألقابه(٣٢).
ولم يخلف أبوه ولداً ظاهراً، وخلَّفه أبوه غائباً مستتراً، وكان مولده ليلة النصف من شعبان، قبل طلوع الفجر، سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية، كان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب، وجعله آية للعالمين، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيىٰ صبياً، وجعله إماماً في حال الطفولية الظاهرة، كما جعل عيسىٰ عليه السلام في المهد نبيَّاً.
وقد سبق النصُّ عليه في ملَّة الإسلام من نبيّ الهدىٰ عليه السلام، ثمّ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ونصَّ عليه الأئمّة عليهم السلام واحداً بعد واحد إلىٰ أبيه الحسن عليه السلام، ونصَّ عليه أبوه عند ثقاته، وخاصَّة شيعته.
ومنها: ما نقله الإمامان أبو داود والترمذي، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه، يرفعه إلىٰ أبي سعيد الخدري، قال: سمعت النبيّ صلّىٰ الله عليه (وآله) وسلَّم يقول: (المهدي منّي، أجلىٰ الجبهة، أقنىٰ الأنف، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلِئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين)(٣٣).
ومنها: ما نقله أبو داود بسنده في صحيحه، يرفعه إلىٰ علي بن أبي طالب عليه السلام، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبقَ من الدهر إلَّا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً))(٣٤)، كذلك أيضاً عن أبي داود في صحيحه، يرفعه إلىٰ أُمِّ سَلَمة، قالت: سمعت النبيّ صلّىٰ الله عليه (وآله) وسلَّم يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة عليها السلام)(٣٥).
ومنها: ما رواه القاضي أبو محمّد الحسن بن مسعود البغوي في كتابه المسمّىٰ بـ (شرح السُّنَّة)، وأخرجه الإمامان البخاري ومسلم، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلىٰ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّىٰ الله عليه (وآله) وسلَّم: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)(٣٦).
ومنها: ما أخرجه أبو داود والترمذي بسندهما في صحيحهما، يرفعه كلّ واحد منهما بسنده إلىٰ عبد الله بن مسعود، أنَّه قال: قال رسول الله صلّىٰ الله عليه (وآله) وسلَّم: (لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم، حتَّىٰ يبعث الله رجلاً منّي أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(٣٧). وأيضاً روىٰ الثعلبي في تفسيره كذلك(٣٨).
فإن اعترض معترض وقال: إنَّ الحجَّة الخلف الصالح لم يجتمع مواطاة اسميّ الأبوين في حقّه.
قلنا: سايغ شايع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب علىٰ الجدِّ الأعلىٰ، وقد نطق القرآن بذلك، فقال تعالىٰ: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ)(٣٩)، وقال تعالىٰ حكايةً عن يوسف عليه السلام: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)(٤٠)، ونطق بذلك النبيّ صلّىٰ الله عليه (وآله) وسلَّم حكايةً عن جبريل عليه السلام في حديث الإسراء، أنَّه قال: (قلت: من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم عليه السلام)(٤١)، فعُلِمَ أنَّ لفظة الأب تُطلَق علىٰ الجدِّ وإن علا، ولفظة الاسم تُطلَق علىٰ الكنية وعلىٰ الصفة.
وقد ذكر الإمامان البخاري ومسلم، كلّ واحد منهما يرفعه بسنده إلىٰ سهل بن سعد الساعدي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمّىٰ عليَّاً بأبي تراب ولم يكن له اسم أحبّ إليه منه، فأطلق لفظة الاسم علىٰ الكنية(٤٢).
وكان للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سبطان، أبو محمّد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ولمَّا كانت الحجَّة من ولد أبي عبد الله الحسين، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم علىٰ الكنية لفظة الاسم، لأجل المقابلة بالاسم في حقّ أبيه، وأطلق علىٰ الجدِّ لفظة الأب.
فكأنَّه قال: يواطئ اسمه اسمي، فهو محمّد وأنا محمّد، وكنية جدّه اسم أبي، إذ هو أبو عبد الله وأبي (عبد الله) لتكون تلك الألفاظ مختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنَّه من ولد أبي عبد الله الحسين عليه السلام بطريق جامع موجز، فحينئذٍ تنتظم الصفات، وتوجد بأسرها مجتمعة للحجَّة الخلف الصالح ابن الحسين عليهما السلام.
والنصوص عليه متواترة علىٰ وجه لا يتخالج فيها الشكّ لأحد أنصف من نفسه.
وأُمُّه نرجس بنت يوشعا بن قيصر ملك الروم، من أولاد الحواريين من قِبَل الأُمّ، وكان اسمها عند أبيها مليكة.
قال بشر بن سليمان(٤٣) النخّاس من ولد أبي أيّوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد عليهما السلام، قال(٤٤): كان مولانا أبو الحسن علي بن محمّد العسكري عليه السلام فقَّهني في أمر(٤٥) الرقيق، فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلَّا بإذنه، وأجتنب بذلك موارد الشبهات حتَّىٰ كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام.
فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسُرَّ من رأىٰ وقد مضىٰ هوىٰ(٤٦) منها إذ قرع الباب قارع، فعدوت(٤٧) مسرعاً، فإذا بكافور الخادم(٤٨) رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمّد عليهما السلام يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت، فرأيته يُحدِّث ابنه أبا محمّد، وأُخته حكيمة(٤٩) من وراء الستر.
فلمَّا جلست(٥٠) قال: (يا بشر، إنَّك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإنّي مزكّيك ومسرِّحك(٥١) بفضيلة تسبق شأو(٥٢) الشيعة في الموالاة بها بسرٍّ أطلعك عليه وأنفذك في تبليغ أمره(٥٣))، وكتب كتاباً مطلقاً بخطّ رومي ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه، وأخرج شقة(٥٤) صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً.
فقال: (خذها وتوجَّه بها إلىٰ بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلىٰ جانبك زوارق السبايا وبرزت الجواري منها فستحدق بهم طوائف المتبايعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فاشرف من البعد عن المسمّىٰ عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلىٰ أن تبرز للمتبايعين جارية صفتها كذا، لابسة خزّين صفيقين(٥٥)، تمنع من السفور ولمس المعترض(٥٦)، والانقياد(٥٧) لمن يحاول لمسها أو شغل نظره بتأمّل مكاشفتها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخّاس فتصرخ صرخة، فاعلم أنَّها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المتبايعين: عليَّ بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبةً، فتقول له بالعربية: لو برزت في زيّ سليمان علىٰ مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق علىٰ مالك.
فيقول لها النخّاس: فما الحيلة؟ ولا بدَّ من بيعك؟ فتقول الجارية: وما العجلة؟ ولا بدَّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إلىٰ أمانته ووفائه. فعند ذلك قم إلىٰ عمر بن يزيد النخّاس، وقل له: إنَّ معي كتاباً مطلقا(٥٨) لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية وخطّ رومي ووصف فيه كرمه ووفائه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمَّل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك).
قال بشر بن سليمان النخّاس: فامتثلت جميع ما حدَّه لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية، فلمَّا نظرت في الكتاب بكت بكاءاً شديداً وقالت لعمر بن يزيد النخّاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة(٥٩) المغلظة متىٰ امتنع من بيعها منه قتلت نفسها.
فما زلت أُشاحّه في ثمنها حتَّىٰ استقرَّ الأمر علىٰ مقدار ما كان أصحبنيه مولاي في الشقة الصفراء، فاستوفاه منّي، وتسلَّمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلىٰ حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتَّىٰ أخرجت كتاب مولانا من جيبها وهي تلثمه وتضعه علىٰ خدِّها (وتطبقه علىٰ جفنها)(٦٠) وتمسحه علىٰ بدنها.
فقلت تعجّباً منها: أتلثمين كتاباً ولا تعرفين صاحبه؟ قالت: أيّها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء، أعرني سمعك وفرِّغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يوشعا(٦١) بن قيصر ملك الروم، وإنّا من(٦٢) ولد الحواريين ننسب إلىٰ وصيّ المسيح شمعون، أُنبيك العجب إنَّ جدّي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع من نسل الحواريين من القسّيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أُمراء الأجناد وقوّاد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهو(٦٣) ملكه عرشاً مرصَّعا(٦٤) من أصناف الجواهر إلىٰ صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة.
فلمَّا صعده ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفاً، ونُشرَت أسفار الإنجيل تسافلت(٦٥) الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض وتقوَّضت الأعمدة فانهارت إلىٰ القرار، وخرَّ الصاعد من العرش مغشيَّاً عليه، فتغيَّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدّي: أيّها الملك، أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة علىٰ زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني(٦٦).
فتطيَّر جدّي من ذلك تطيّراً شديداً، وقال للأساقفة(٦٧): أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لأُزوِّج منه هذه الصبية فندفع نحوسه عنكم بسعوده، فلمَّا فعلوا ذلك حدث علىٰ الثاني ما حدث علىٰ الأوَّل، وتفرَّق الناس، وأقام جدّي قيصر مغتمَّاً، فدخل قصره وأُرخيت الستور، وأريت من تلك الليلة كأنَّ المسيح وشمعون وعدَّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدّي، ونصبوا فيه منبراً يوازي(٦٨) السماء علوَّاً وارتفاعاً في الموضع الذي كان جدّي نصب فيه عرشه.
فيدخل عليهم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مع فتية وعدَّة من بنيه، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول: يا روح الله، إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلىٰ أبي محمّد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلىٰ شمعون فقال: قد أتاك الشرف فصِلْ رحمك برحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قد فعلت، فصعد المنبر وخطب محمّد وزوَّجني من ابنه، (وشهد المسيح عليه السلام)(٦٩) وشهد بنو محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والحواريون.
فلمَّا استيقظت من نومي أشفقت أن أقصَّ هذه الرؤيا علىٰ أبي وجدّي مخافة القتل، فكنت أُسرّها في نفسي ولا أُبديها لهم، فضرب صدري لمحبَّة أبي محمّد، حتَّىٰ امتنعت من الطعام والشراب، وضعفت نفسي ورقَّ(٧٠) شخصي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلَّا أحضره جدّي وسأله عن دائي، فلمَّا برح(٧١) به البأس(٧٢) قال: يا قرَّة عيني، فهل يخطر ببالك شهوة فأُزودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدّي، أرىٰ أبواب الفرج عليَّ مغلقة فلو كشفت علىٰ من في سجنك من المسلمين من الأُسارىٰ وفككت عنهم الأغلال وتصدَّقت عليهم ومنَّيتهم الخلاص رجوت أن يهب لي المسيح وأُمّه عافية وشفاء.
فلمَّا فعل ذلك تجلَّدت في إظهار الصحَّة في بدني وتناولت يسيراً من الطعام، فسرَّ بذلك جدّي وأقبل علىٰ إكرام الأُسارىٰ وإعزازهم، فأريت أيضاً بعد أربعة عشر(٧٣) ليلة كأنَّ سيّدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف (وصيفة) من وصايف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيّدة النساء أُمّ زوجك أبي محمّد عليه السلام، فأتعلَّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد من زيارتي، فقالت سيّدة النساء: إنَّ ابني أبا محمّد لا يزورك (وأنت مشركة بالله علىٰ مذهب النصارىٰ، وهذه أُختي مريم تبرأ إلىٰ الله تعالىٰ من دينك)(٧٤)، فإن ملت إلىٰ رضا الله عز وجل ورضا المسيح ومريم عنك ضمنت لك زيارة أبي محمّد إيّاك، فقولي: إنّي أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله.
فلمَّا تكلَّمت بهذه الكلمة ضمَّتني سيّدة نساء العالمين إلىٰ صدرها وطيَّبت نفسي، وقالت: الآن توقَّعي زيارة أبي محمّد إيّاك فإنّي منفذته إليك، فانتبهت وأنا أقول: وا شوقاه إلىٰ لقاء أبي محمّد، ثمّ رأيت بعد ذلك أبا محمّد كأنّي أقول له: لمَ جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك، قال: (ما كان امتناعي وتأخيري عنك إلَّا لشركك فإذا قد أسلمت)(٧٥) فإنّي زائرك كلّ ليلة إلىٰ أن يجمع الله تعالىٰ شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلىٰ هذه الغاية.
قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأُسارىٰ(٧٦)؟ فقالت: أخبرني أبو محمّد ليلة من الليالي: أنَّ جدّك سيسرّب(٧٧) جيوشاً إلىٰ قتال المسلمين يوم كذا، ثمّ يتبعهم، فعليك باللحاق به متنكّرة في زيّ الخدم مع عدَّة من الوصايف من طريق كذا، ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتَّىٰ كان من أمري ما رأيت وما شاهدت، وما شعر بأنّي ابنة ملك الروم إلىٰ هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطّلاعي إيّاك عليه.
ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته، وقلت: نرجس، فقال: اسم الجواري، فقلت: العجب أنَّك رومية ولسانك عربي، قلت: بلغ من ولوع جدّي بي (وحمله إيّاي علىٰ تعلّم الآداب أن أوعز إلىٰ امرأة ترجمان له في الاختلاف إليَّ، فكانت تقصدني صباحاً ومساءً وتفيدني(٧٨) العربية حتَّىٰ استمرَّ عليها لساني واستقام.
قال بشر: فلمَّا انكفأت(٧٩) بها إلىٰ سُرَّ من رأىٰ دخلت علىٰ مولانا أبي الحسن العسكري عليه السلام فقال لها: (كيف أراكِ الله عزّ الإسلام وذلّ النصرانية، وشرف أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم؟)، قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟
قال: (فإنّي أُريد أن أُكرمكِ، فأيّما أحبُّ إليكِ عشرة آلاف درهم أم بشرىٰ لك فيها شرف الأبد؟)، قالت: بل البشرىٰ، قال عليه السلام: (فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
قالت: ممَّن؟ قال عليه السلام: (ممَّن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية؟)، قالت: من المسيح ووصيّه، قال: (فممَّن زوَّجك المسيح ووصيّه؟)، قالت: من ابنك أبي محمّد، قال: (فهل تعرفينه؟)، قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة التي أسلمت فيها علىٰ يد سيّدة النساء أُمّه؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: (يا كافور، أُدْعُ لي أُختي حكيمة)، فلمَّا دخلت عليه قال عليه السلام لها: (ها هي)، فاعتنقتها طويلاً وسرَّت بها كثيراً، فقال لها مولانا: (يا بنت رسول الله، أخرجيها إلىٰ منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنَّها زوجة أبي محمّد وأُمّ القائم عليه السلام))(٨٠).
قالت حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسىٰ بن جعفر عليهم السلام(٨١): بعث إليَّ أبو محمّد الحسن بن علي عليه السلام، فقال: (يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنَّها ليلة النصف من شعبان، فإنَّ الله تبارك وتعالىٰ سيُظهِر في هذه الليلة الحجَّة وهو حجَّته في أرضه).
قالت: فقلت له: ومن أُمّه؟ قال لي: (نرجس)، قلت له: جعلني الله فداك، والله ما بها أثر، فقال: (هو ما أقول لكِ).
قالت: فجئت، فلمَّا سلَّمت وجلست، جاءت تنزع خفّي وقالت لي: يا سيّدتي، كيف أمسيتي؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
قالت: فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمَّة(٨٢)؟ قالت: فقلت لها: يا بنيَّة، إنَّ الله تعالىٰ سيهب لكِ في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة.
قالت: فخجلت واستحيت من ذلك، فلمَّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة (أفطرتُ)(٨٣) وأخذتُ مضجعي فرقدتُ، فلمَّا أن كان في جوف الليل قمت إلىٰ الصلاة، ففرغتُ من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة، ثمّ جلستُ معقّبة(٨٤)، ثمّ اضطجعتُ ثمّ انتبهتُ فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلَّت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقَّد الفجر الأوَّل فإذا أنا بالفجر الأوَّل كذنب السرحان وهي نائمة.
قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام من المجلس، فقال: (لا تعجلي يا عمَّة، فهاكِ الأمر قد قرب)، قالت: فجلست، وقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها، فقلت: اسم الله عليك، ثمّ قلت لها: تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمَّة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لكِ.
قالت حكيمة: ثمّ أخذتني فترة وأخذتها فترة(٨٥) فانتبهت بحسّ سيّدي، فكشفت الثوب عنه، فإذا أنا به عليه السلام ساجد(٨٦) يتلقّىٰ الأرض بمساجده، فضممته عليه السلام إليَّ، فإذا به نظيف متنظّف، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: (هلمّي إليَّ ابني)، فجئت به إليه، فوضع يده تحت أليتيه وظهره، ووضع قدميه علىٰ صدره، ثمّ أدلىٰ لسانه في فيه، وأمرَّ يده علىٰ عينيه وسمعه ومفاصله.
ثمّ قال: (تكلَّم يا بني)، فقال: (أشهد أن لا إله إلَّا الله (وحده لا شريك له)(٨٧)، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ صلّىٰ علىٰ أمير المؤمنين وعلىٰ الأئمّة عليهم السلام، إلىٰ أن وقف علىٰ أبيه ثمّ أحجم(٨٨)، ثمّ قال أبو محمّد عليه السلام: (يا عمَّة، اذهبي به إلىٰ أُمّه ليسلِّم عليها وائتيني به)، فذهبت به فسلَّم (عليها)(٨٩) وردَّته، فوضعته في المجلس، ثمّ قال: (يا عمَّة، إذا كان يوم السابع فائتينا).
قالت حكيمة: فلمَّا أصبحت جئت لأُسلِّم علىٰ أبي محمّد عليه السلام، وكشفت الستر لأتفقَّد سيّدي فلم أرَه، فقلت: جُعلت فداك، ما فعل سيّدي؟ فقال: (يا عمَّة، استودعناه الذي استودعته أُمّ موسىٰ عليه السلام).
قالت حكيمة: فلمَّا كان اليوم السابع جئت وسلَّمت وجلست، فقال: (هلمّي إليَّ ابني)، فجئت بسيّدي عليه السلام وهو في الخرقة، ففعل به ما فعل في الأُولىٰ، ثمّ أدلىٰ لسانه في فيه كأنَّما يغذّيه لبناً وعسلا(٩٠)، ثمّ قال: (تكلَّم يا بني)، فقال عليه السلام: (أشهد أن لا إله إلَّا الله)، وثنّىٰ بالصلاة علىٰ محمّد وعلىٰ أمير المؤمنين وعلىٰ الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتَّىٰ وقف علىٰ أبيه عليه السلام، ثمّ تلا هذه الآية: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٩١).
قال موسىٰ: فسألت عقبة الخادم عن هذا، فقال: صدقت حكيمة.
قال محمّد بن عبد الله الطهوي(٩٢): قصدت حكيمة بنت محمّد عليه السلام بعد مضيّ أبي محمّد عليه السلام، أسألها عن الحجَّة، وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها، فقالت لي: أُجلس، فجلست، ثمّ قالت لي: يا أبا محمّد(٩٣)، إنَّ الله تبارك وتعالىٰ لا يُخلي الأرض من حجَّة ناطقة أو صامتة، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام تفضيلاً للحسن والحسين، وتنزيهاً لهما أن يكون في الأرض عديلهما.
إلَّا أنَّ الله تعالىٰ خصَّ ولد الحسين بالفضل علىٰ ولد الحسن عليهما السلام، كما خصَّ ولد هارون علىٰ ولد موسىٰ عليه السلام، وإن كان موسىٰ حجَّة علىٰ هارون، فالفضل لولده إلىٰ يوم القيامة، ولا بدَّ للأُمَّة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقّون، لئلَّا يكون للخلق علىٰ الله حجَّة، وإنَّ الحيرة الآن لا بدَّ واقعة بعد مضيّ أبي محمّد الحسن عليه السلام.
فقلت: يا مولاتي، هل كان للحسن عليه السلام عقب؟ فتبسَّمت وقالت: إذا لم يكن للحسن عليه السلام عقب فمن الحجَّة بعده؟ وقد أخبرتك أنَّه لا إمامة(٩٤) لأخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام.
فقلت: يا سيّدتي، حدّثيني بولادة(٩٥) مولاي وغيبته عليه السلام، قالت: نعم، كانت لي جارية يقال لها: نرجس(٩٦)، فزارني ابن أخي، وأقبل يُحدِّق النظر إليها، فقلت له: (يا سيّدي لعلَّك هويتها، فأرسلها إليك؟ فقال لها: (لا يا عمَّة، ولكنّي أتعجَّب منها)، فقلت:)(٩٧) وما يعجبك منها؟ فقال عليه السلام: (سيخرج منها ولد كريم علىٰ الله عز وجل، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً).
فقلت: فأرسلها إليك، يا سيّدي؟ فقال: (استأذني في ذلك أبي)، قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن عليه السلام، (فسلَّمت وجلست)(٩٨)، فبدأني، وقال: (يا حكيمة، ابعثي بنرجس إلىٰ ولدي أبي محمّد)، قالت: فقلت: يا سيّدي، علىٰ هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك.
فقال لي: (يا مباركة، إنَّ الله تعالىٰ أحبَّ أن يشرككِ في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً)، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلىٰ منزلي وزيَّنتها وهيَّأتها(٩٩) لأبي محمّد عليه السلام، وجمعت بينه وبينها في منزلي، فأقام عندي أيّاماً ثمّ مضىٰ إلىٰ والده عليهما السلام ووجَّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضىٰ أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمّد عليه السلام مكان والده، فكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، وقالت: يا مولاتي ناوليني خفّكِ، فقلت: بل أنت سيّدتي ومولاتي، والله لا دفعت إليكِ خفّي لتخلعيه ولا خدمتيني، بل أخدمكِ علىٰ بصري، فسمع أبو محمّد عليه السلام ذلك، فقال: (جزاكِ الله خيراً يا عمَّة).
فجلست عنده إلىٰ وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف، فقال عليه السلام لي: (يا عمَّة، بيتي الليلة عندنا، فإنَّه سيولد الليلة المولود الكريم علىٰ الله عز وجل، الذي يحيي اللهعز وجل به الأرض بعد موتها).
قلت: فممَّن يا سيّدي، ولست أرىٰ بنرجس شيئاً من أثر الحبل؟ فقال: (من نرجس لا من غيرها)، قالت: فوثبت إليها فقلَّبتها ظهراً لبطن فلم أرَ بها أثر حبل، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت، فتبسَّم ثمّ قال: (إذا كان وقت الفجر يظهر لكِ بها الحبل، لأنَّ مثلها مثل أُمّ موسىٰ عليه السلام لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلىٰ وقت ولادتها، لأنَّ فرعون كان يشقُّ بطون الحبالىٰ في طلب موسىٰ عليه السلام، وهذا نظير موسىٰ عليه السلام).
قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها (بما قال)(١٠٠)، وسألتها عن حالها، فقالت: يا مولاتي ما أرىٰ بي شيئاً من هذا، قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلىٰ وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي ولا تُقلِّب جنباً إلىٰ جنب، حتَّىٰ إذا كان في آخر الليل (وقت طلوع الفجر)(١٠١) وثبت فزعة، فضممتها إلىٰ صدري وسمَّيت عليها(١٠٢).
فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: (اقرئي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ))، فأقبلت أقرأ عليها، وقلت لها: ما حالكِ؟ قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبر به أبو محمّد مولاي، فأقبلت أقرأ عليها كما أقرئني(١٠٣)، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ بمثل ما أقرأ وسلَّم عليَّ.
قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: (لا تعجبي(١٠٤) من أمر الله عز وجل، إنَّ الله تعالىٰ يُنطِقنا صغاراً بالحكمة(١٠٥)، ويجعلنا حجَّةً في أرضه كباراً).
فلم يستتمّ الكلام حتَّىٰ غُيِّبَتْ عنّي نرجس، فلم أرَها كأنَّه ضُرِبَ بيني وبينها (حجاب)(١٠٦)، فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة، فقال لي: (ارجعي يا عمَّة فإنَّك ستجدينها في مكانها)، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كُشِفَ(١٠٧) الغطاء الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشىٰ بصري، فإذا أنا بالصبي ساجد لوجهه(١٠٨)، جاث علىٰ ركبتيه، رافع سبّابتيه نحو السماء، وهو يقول: (أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ جدّي رسول الله صلّىٰ الله عليه وسلَّم وآله، وأنَّ أبي أمير المؤمنين)، ثمّ عدَّ إماماً إماماً إلىٰ أن بلغ نفسه، فقال: (اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبِّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً).
فصاح أبو محمّد عليه السلام فقال: (يا عمَّة، تناوليه وهاتيه)، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمَّا مثلت بين يدي أبيه وهو علىٰ يدي سلَّم علىٰ أبيه فتناوله الحسن عليه السلام منّي والطير ترفرف علىٰ رأسه، وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: (امضي به إلىٰ أُمّه لترضعه وردّيه إليَّ).
قالت: فناولته أُمّه فأرضعته، ورددته إلىٰ أبي محمّد عليه السلام والطير ترفرف علىٰ رأسه، فصاح بطير منها فقال: (احمله واحفظه وردّه إلينا كلّ أربعين يوماً)، فتناوله الطير وطار به إلىٰ جوّ السماء، فأتبعه سائر الطيور، فسمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: (استودعتك الذي استودعته أُمّ موسىٰ(١٠٩)).
فبكت نرجس، فقال: (أُسكتي، فإنَّ الرضاع محرَّم عليه إلَّا من ثديكِ، وسيعاد إليكِ كما رُدَّ موسىٰ إلىٰ أُمّه، (وذلك قول الله عز وجل:)(١١٠) (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ)(١١١).
قالت حكيمة: قلت: فما هذا الطير؟ قال: (هذا روح القدس الموكَّل بالأئمّة عليهم السلام، يُوفِّقهم ويُسدِّدهم ويربيهم العلم(١١٢)).
قالت حكيمة: فلمَّا أن كان بعد أربعين يوماً ردَّ الغلام (ووجَّه)(١١٣) إليَّ ابن أخي فدعاني فدخلت عليه فإذا أنا بصبي متحرِّك يمشي بين يديه.
فقلت: يا سيّدي، هذا ابن سنتين، فتبسَّم عليه السلام فقال: (إنَّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشئون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإنَّ الصبي منهم إذا أتىٰ عليه شهر كان كمن أتىٰ عليه سنة، وإنَّ الصبي منّا ليتكلَّم في بطن أُمّه ويقرأ القرآن، ويعبد الله تعالىٰ عند الرضاعة تطيعه(١١٤) الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءاً).
قالت حكيمة: فلم أزل أرىٰ ذلك الصبي في كلّ أربعين يوماً إلىٰ أن رأيته قبل مضيّ أبي محمّد عليه السلام بأيّام قلائل رجلا(١١٥) فلم أعرفه، فقلت لابن أخي عليه السلام: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: (هذا ابن نرجس، وهذا خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدونه(١١٦) فاسمعي وأطيعي).
قالت حكيمة: فمضىٰ أبو محمّد عليه السلام بعد ذلك بأيّام قلائل، وافترق الناس كما ترىٰ، ووالله إنّي لأراه(١١٧) صباحاً ومساءاً، وإنَّه ليُبيِّن عمَّا سألوني عنه فأُخبرهم(١١٨)، ووالله لأُريد(١١٩) أن أسأله عن الشيء فيبتدئني به، وإنَّه ليرد عليَّ الأمر فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن أُخبرك بالحقّ.
فقال محمّد بن عبد الله: فوَالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطَّلع عليها أحد إلَّا الله تعالىٰ، فعلمت أنَّ ذلك صدق وعدل من الله تعالىٰ، وأنَّ الله قد أطلعها علىٰ ما لم يُطلِع عليه أحداً من خلقه(١٢٠).
قال أبو جعفر العمري(١٢١): لمَّا وُلِدَ السيّد عليه السلام قال أبو محمّد عليه السلام: (ابعثوا إلىٰ أبي عمرو(١٢٢))، فبُعِثَ إليه فصار إليه، فقال له: (اشتر عشرة آلاف(١٢٣) رطل خبز وعشرة آلاف رطل لحم وفرِّقه _ وأحسبه قال: علىٰ بني هاشم _ وعقّ عنه بكذا وكذا شاة)(١٢٤).
وروىٰ أنَّه لمَّا وُلِدَ السيّد عليه السلام رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أُفق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها علىٰ رأسه ووجهه وسائر جسده، ثمّ تطير، فأخبرنا أبا محمّد عليه السلام بذلك، فضحك ثمّ قال: (تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرَّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج)(١٢٥).
قال أبو الحسن موسىٰ بن جعفر عليه السلام _ لمَّا وُلِدَ الرضا عليه السلام _: (إنَّ ابني هذا وُلِدَ مختوناً طاهراً مطهَّراً، وليس من الأئمّة أحد يُولَد إلَّا مختوناً طاهراً مطهَّراً، ولكنّا سنمرّ الموسىٰ عليه لإصابة السُّنَّة واتّباع الحنيفية)(١٢٦).

* * *
الفصل الثاني: في النصّ على الأئمّة الاثني عشر

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: (آمنوا بليلة القدر فأنَّه ينزل فيها أمر السنة، وإنَّ لذلك ولاة من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده)(١٢٧).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لابن عبّاس: (إنَّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنَّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال ابن عبّاس: من هم؟ فقال: (أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدَّثون)(١٢٨).
وقال أبو جعفر عليه السلام: (إنَّ الله أرسل محمّداً إلىٰ الجنِّ والأنس، وجعل من بعده اثني عشر وصيَّاً، منهم من سبق ومنهم من بقي، وكلّ وصيّ جرت به سُنَّة، فالأوصياء من بعد محمّد علىٰ سُنَّة أوصياء (عيسىٰ)(١٢٩)، وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين عليه السلام (علىٰ سُنَّة المسيح عليه السلام)(١٣٠))(١٣١).
وقال جابر(١٣٢): دخلت علىٰ فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها، فعددت اثني عشر اسماً آخرهم القائم عليه السلام(١٣٣).
وقال مسروق(١٣٤): فبينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول فتىٰ شاب: هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنَّك لحدث السنّ، وإنَّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه يكون من بعدي اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل(١٣٥).
وقال الشعبي(١٣٦): قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال أمر أُمَّتي ظاهراً حتَّىٰ يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش).
وقال أبو هاشم الجعفري: قلت لأبي محمّد عليه السلام: جلالتك تمنعني عن مسألتك، أفتأذن لي أن أسألك؟ قال: (سَلْ)، فقلت: يا سيّدي، هل لك ولد؟ قال: (نعم)، قلت: فإن حدث حدث فأين أسأل عنه؟ قال: (في المدينة)(١٣٧).
وقال عمرو (بن)(١٣٨) الأهوازي: أراني أبو محمّد ابنه، وقال: هذا صاحبكم بعدي(١٣٩).
وقال داود بن القاسم الجعفري: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد عليه السلام يقول: (الخلف من بعدي الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟)، قلت: ولمَ جعلني الله فداك؟ قال: (لأنَّكم لا ترون شخصه، ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه)، قلت: فكيف نذكره؟ قال: (قولوا: الحجَّة من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم)(١٤٠).
قال محمّد بن إسماعيل وحكيمة بنت محمّد بن علي وهي عمَّة الحسن عليه السلام وأبو عمرو العمري وأبو علي بن مطهَّر وأبو عبد الله بن صالح وإبراهيم بن إدريس وجعفر بن علي وأبو نصر طريف الخادم، (إنَّهم)(١٤١) رأوا صاحب الزمان عليه السلام، وبعضهم ذكر صفته وقدّه عليه السلام(١٤٢).
وكان أبو محمّد يعرضه علىٰ خواصّه وأُمنائه الموثوق بهم من الشيعة الإمامية لزوال الشبهة، وحصول اليقين لهم، وانتشار الخبر بوجود صاحب الزمان عليه السلام فيهم، وقد عرضه في مجلس واحد علىٰ أربعين نفساً منهم، حتَّىٰ حصل لهم العلم بوجود عينه، وتحقَّقوه وشاهدوا منه الآيات والبراهين، فظلَّت أعناقهم لها خاضعين.
فلمَّا قُبِضَ أبو محمّد عليه السلام وهو ابن خمس وستّين ثار جعفر بن علي الملقَّب بالكذّاب(١٤٣)، واختار(١٤٤) ظاهر تركة أخيه عليه السلام، وسعىٰ في حبس جواري أبي محمّد عليه السلام واعتقال حلائله(١٤٥)، وشنَّع علىٰ أصحابه بانتظارهم ولده، وقطعهم بوجوده والقول بإمامته، وأغرىٰ بالقوم حتَّىٰ أخافهم وشرَّدهم، وجرىٰ علىٰ مخلفي أبي محمّد عليه السلام بسبب ذلك أمر عظيم، من حبس وتهديد واستخفاف وذلّ، فلم يظفر السلطان منهم بطائل.
ثمّ جاء إلىٰ الشيعة الإمامية واجتهد عندهم في القيام مقام أبي محمّد، فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقد فيهم ما رام وتعرَّض له فصار إلىٰ سلطان الوقت والتمس مرتبة أخيه، وبذل مالاً جليلاً وتقرَّب بكلّ ما ظنَّ التقرّب به فلم ينتفع بشيء من ذلك، ولجعفر أخبار كثيرة في هذا المعنىٰ لا يحتملها هذا الموضع(١٤٦).

* * *
الفصل الثالث: في غيبته عليه السلام

وأمَّا غيبته فقد تواترت الأخبار بها قبل ولادته، واستفاضت بدولته قبل غيبته، وهو صاحب السيف من أئمّة الهدىٰ، والمنتظر لدولة الإيمان، والقائم بالحقّ، وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأُخرىٰ، كما جاءت به الأخبار عن آبائه الصالحين الصادقين(١٤٧).
فأمَّا الغيبة القصرىٰ فمنذ وُلِدَ صلوات الله عليه إلىٰ أن قُطِعَت السفارة بينه وبين شيعته، وعدم السفراء بالوفاة، وأمَّا الطولىٰ فهي بعد الأُولىٰ، وفي آخرها يقوم بالسيف.
وكانت مدَّة الغيبة وهي زمان السفارة أربعاً وسبعين سنة(١٤٨)، منها خمس سنين كان مع أبيه عليه السلام، وتسع وستّون سنة بعد أبيه، كان يُعرَف فيها أخباره ويُقتَصُّ آثاره ويُهتدىٰ إليه بوجود سفير بينه وبينهم، وباب قد دلَّ الدليل القاطع علىٰ صدقه، وصحَّة بابيَّته وسفارته(١٤٩)، وهي معجزة كالتي كانت تظهر علىٰ يد كلّ واحد من الأبواب.
وعدد(١٥٠) الأبواب وهم السفراء أربعة:
أوَّلهم أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، وكان أسدياً يتَّجر في السمن، ومن أجل ذلك قيل له: السمّان، وكان رضي الله تعالىٰ عنه باباً وثقةً لأبيه وجدّه علي بن محمّد عليهما السلام من قبل، ثمّ تولّىٰ البابية من قِبَل صاحب الأمر عليه السلام(١٥١).
وظهرت له المعجزات الكثيرة علىٰ يديه من قِبَله عليه السلام، وعلىٰ أيدي الباقين من السفراء رضي الله عنهم بعدد السيل والليل، وكذلك يخرج علىٰ أيديهم التوقيعات وجوابات مسائل الشيعة، وتصل أيضاً علىٰ أيديهم الأخماس والصدقات إلىٰ صاحب الأمر عليه السلام ليفرّقها في أهلها ويضعها في موضعها، علىٰ هذا مضىٰ لسبيله أبو عمرو عثمان بن سعيد رحمة الله تعالىٰ عليه.
ثمّ قام ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان مقامه، بنصّ أبي محمّد عليه السلام ونصّ أبيه عثمان بأمر صاحب الأمر عليه السلام(١٥٢)، (وسدَّ مسدَّه)(١٥٣) في جميع ما نيط به، وفوَّض إليه القيام بذلك، ثمّ مضىٰ علىٰ منهاج أبيه رضوان الله عليه في آخر جمادىٰ الآخرة سنة خمس وثلثمائة، وقيل: سنة أربع وثلثمائة.
(ثمّ قام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنصّ أبي جعفر محمّد بن عثمان عليه وأقامه مقام نفسه، بأمر الإمام عليه السلام(١٥٤)، وعاش رضي الله عنه سفيراً كما قد ذكرناه إحدىٰ وعشرين سنة، ومات رضي الله عنه في شعبان سنة ٣٢٦، ست وعشرين وثلاثمائة)(١٥٥).
وقام مقامه أبو الحسن علي بن محمّد السمري بنصّ أبي القاسم الحسين بن روح(١٥٦) عليه، ووصيَّته إليه رضي الله تعالىٰ عنه، وقام بالأمر منها علىٰ منهاج من مضىٰ وتقدَّم عليه من الأبواب الثلاثة، وعاش علىٰ ذلك أربع سنين، فلمَّا استكمل أيّامه وقرب أجله أخرج للناس توقيعاً فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، عظَّم الله أجر إخوانك فيك فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستَّة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلىٰ أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة ولا ظهور إلَّا بعد إذن الله تعالىٰ ذكره، وذلك بعد طول الأمد(١٥٧) وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمن ادَّعىٰ المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر(١٥٨)، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليّ العظيم).
فانتسخوا هذا التوقيع وخرجوا من عنده، فلمَّا كان يوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك؟ فقال: لله أمر هو بالغه، وقضىٰ(١٥٩).
فهذا آخر كلام سُمِعَ منه رضي الله تعالىٰ عنه، وكان وفاته في سنة تسع وعشرين وثلثمائة، ووقعت بعد مضيّ السمري الغيبة الثانية وهي الطولىٰ، ولم يؤقّت لأحد غايتها ولا نهايتها، فمن عيَّن لذلك وقتاً فقد افترىٰ كذباً وزوراً.

* * *
الفصل الرابع: في علامات الظهور

إلَّا أنَّه قد جاءت الآثار بذكر العلامات لزمان قيامه عليه السلام، وحوادث تكون أمام خروجه، منها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العبّاس في الملك، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره علىٰ خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمشرق(١٦٠)، وركود الشمس من عند الزوال إلىٰ وقت العصر وطلوعها من المغرب.
وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، (وهدم سور الكوفة)(١٦١)، وإقبال رايات سود من خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي (بمصر)(١٦٢)، وتملّكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثمّ ينعطف حتَّىٰ يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولاً وتبقىٰ في الجوّ ثلاثة أيّام.
وخلع العرب أعنَّتها وتملّكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلىٰ مصر، ورايات كندة إلىٰ خراسان، وورود خيل من قِبَل المغرب حتَّىٰ تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من قِبَل المشرق ونحوها.
وشقّ في الفرات حتَّىٰ يدخل الماء أزقَّة الكوفة، وخروج ستّين كذّاباً كلّهم يدَّعي النبوَّة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلّهم يدَّعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العبّاس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر ممَّا يلي الكرخ بمدينة بغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في أوَّل النهار، وزلزلة حتَّىٰ ينخسف كثير منها.
وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتَّىٰ يأتي علىٰ الزرع والغلَّات، وقلَّة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين(١٦٣) من العجم، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ لقوم من أهل البدع حتَّىٰ يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد علىٰ بلاد السادات، ونداء يسمعه أهل الأرض كلّ أهل لغة بلغتهم.
فقيل له (أعني الرضا عليه السلام)(١٦٤): أيُّ نداء هو؟ قال: ينادون في رجب ثلاثة أصوات: صوت: ألَا لعنة الله علىٰ الظالمين، والصوت الثاني: أزفت(١٦٥) الأزفة(١٦٦) يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث: يرون صدراً ووجها(١٦٧) في عين الشمس يقول: إنَّ الله بعث فلاناً فاسمعوا وأطيعوا.
فعند ذلك يأتي الناس الفرج، وتودّ الأموات أن يكونوا(١٦٨) أحياء، ويشفىٰ صدور قوم مؤمنين، وموت أحمر وموت أبيض، فالموت الأحمر السيف والموت الأبيض الطاعون، وخروج رجل معروف(١٦٩) اسمه اسم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، يسرع الناس إلىٰ طاعته، المشرك والمؤمن، يملأ الجبال خوفاً.
ويهدم حائط مسجد الكوفة ممَّا يلي دار عبد الله بن مسعود، ومنادي ينادي باسم القائم عليه السلام، ليلة ثلاث وعشرين من رمضان، يُسمَع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقىٰ راقد إلَّا قام، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام علىٰ رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبريل الروح الأمين عليه السلام، وأموات يُنشرون من القبور حتَّىٰ يرجعون إلىٰ الدنيا فيتعارفون ويتزاورون.
ثمّ يُختَم (ذلك) بأربع وعشرين مطرة تتَّصل فتحيىٰ بها الأرض بعد موتها، وتعمُّ(١٧٠) بركاتها وتزول بعد ذلك كلّ عاهة عن معتقدي الحقّ من شيعته _ المهدي _ عليه السلام، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكَّة، فيتوجَّهون بعد ذلك لنصره، كما جاءت به الآثار عنه عليه السلام، ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون.
وقال الصادق عليه السلام: (لا يخرج القائم إلَّا في وتر من السنين، سنة إحدىٰ أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع)(١٧١).
وقال عليه السلام: (يُنادىٰ باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين بن علي عليهما السلام، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرَّم، قائماً بين الركن والمقام، جبريل عن يمينه ينادي: البيعة لله، فيسير(١٧٢) إليه شيعته من أطراف الأرض.
فإذا قام أتىٰ المؤمن في قبره، فقال له: يا هذا إنَّ صاحبك قد أتىٰ فإن تشأ تلحقه فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربّك فأقم)(١٧٣).
ويبايعه بين الركن والمقام ثلثمائة وثلاثة وعشر(١٧٤) رجلاً عدَّة أهل بدر، من النجباء والأبدال والأخيار، كلّهم شباب لا كهل فيهم، ثمّ يصيرون إليه من أطراف الأرض تطوىٰ لهم طيَّاً حتَّىٰ يبايعوه، فيملأ الله الأرض به عدلاً وحلما(١٧٥) كما ملئت جوراً وظلماً.
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: (يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو(١٧٦) له، فيدخل حتَّىٰ يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية يسأله الناس أن يُصلّي بهم الجمعة، فيأمر أن يُخَطّ له مسجد علىٰ الغري ويُصلّي بهم هناك، ثمّ يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهراً يجري إلىٰ الغري(١٧٧) حتَّىٰ ينزل الماء في النجف ويعمل علىٰ فوهته القناطر والأرحاء(١٧٨)، فكأنّي بالعجوز علىٰ رأسها (مكتل فيه)(١٧٩) برّ تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء).
وقال عليه السلام: (كأنّي بالقائم علىٰ نجف الكوفة قد سار إليها من مكَّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، والمؤمنون بين يديه، وهو يُفرِّق الجنود في البلاد)(١٨٠).
وقال الصادق عليه السلام: (يملك القائم سبع سنين تطول له الأيّام والليالي حتَّىٰ تكون السنة من سنيّه مقدار عشر سنين من سنيّكم، فيكون سنيّ ملكه سبعين سنة من سنيّكم هذه(١٨١)، وإذا آن(١٨٢) قيامه مطر الناس جمادىٰ الآخرة وعشرة أيّام من رجب مطراً لم يرَ الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، (وكأنّي أنظر إليهم مقبلين من قِبَل جهينة ينفضون شعورهم من التراب)(١٨٣).
وقال عليه السلام: (إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها، واستغنىٰ العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمّر الرجل في ملكه حتَّىٰ يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أُنثىٰ، وتظهر الأرض كنوزها حتَّىٰ يراها الناس علىٰ وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك، استغنىٰ الناس بما رزقهم الله من فضله)(١٨٤).
وقال أبو جعفر عليه السلام في حديث طويل: ((إذا قام القائم سار إلىٰ الكوفة فيهدم أربعة مساجد، ولم يبقَ علىٰ وجه الأرض مسجد له شُرَف(١٨٥) إلَّا هدمها وجعلها جماء(١٨٦)، ووسَّع الطريق الأعظم وكسر كلّ جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنيف والميازيب إلىٰ الطرقات، ولا يترك بدعة إلَّا أزالها ولا سُنَّة إلَّا أقامها)(١٨٧)، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث علىٰ ذلك سبع سنين _ كما تقدَّم _، ثمّ يفعل الله ما يشاء).
قيل له: جُعلت فداك، فكيف تطول السنون؟ قال: (يأمر الله الفلك باللبوث وقلَّة الحركة، فتطول بذلك الأيّام والسنون).
قال: قلت: إنَّهم يقولون: إنَّ الفلك إن تغيَّر فسد، قال: (ذلك قول الزنادقة، فأمَّا المسلمون فلا سبيل لهم إلىٰ ذلك، وقد شقَّ الله القمر لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، وردَّ الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة فقال: (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)(١٨٨))(١٨٩).
وقال الصادق عليه السلام: (إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلىٰ الإسلام جديداً، (وهداهم إلىٰ أمر قد دُثِرَ، وضلَّ عنه الجمهور)(١٩٠)، وإنَّما سُمّي المهدي مهدياً لأنَّه يهتدي به أُناس (مضلّون عنه)(١٩١)، وسُمّي القائم لقيامه بالحقّ).
وقال عليه السلام: (إذا قام القائم من آل محمّد عليه السلام أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، (ثمّ أقام خمسمائة فضرب أعناقهم، ثمّ أقام خمسمائة أُخرىٰ حتَّىٰ)(١٩٢) يفعل ذلك ستّ مرَّات)، قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: (نعم، منهم ومن مواليهم).
(وقال عليه السلام: (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتَّىٰ يردّه إلىٰ أساسه، وحوَّل المقام إلىٰ الموضع الذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة وعلَّقها علىٰ الكعبة)(١٩٣).
وقال الباقر عليه السلام في حديث طويل: (إذا قام القائم سار إلىٰ الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف (نفس)(١٩٤) يُدعون البترية، عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت(١٩٥)، فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتَّىٰ يأتي علىٰ آخرهم، ثمّ يدخل الكوفة فيقتل بها كلّ منافق مرتاب)(١٩٦))(١٩٧).
وقال علي بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام(١٩٨)، قال(١٩٩): (إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور، وآمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركتها، وردّ كل حقّ إلىٰ أهله، ولم يبقَ أهل دين حتَّىٰ يُظهِروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أمَا سمعت الله عز وجل يقول: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ طَوْعاً وَكَرْهاً (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)(٢٠٠))(٢٠١)، وحكم في الناس بحكم داود وحكم محمّد عليهما السلام، (فحينئذٍ تُظهِر الأرض كنوزها، وتُبدي بركاتها، فلا يجد الرجل منكم يومئذٍ موضعاً لصدقته، ولا لبرّه؛ لشمول الغنىٰ جميع المؤمنين)(٢٠٢)، (ثمّ قال: (إنَّ دولتنا آخر الدول، ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلَّا ملكوا قبلنا، لئلَّا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: لو ملكنا لسرنا بهذه السيرة، وهو قول الله تعالىٰ: (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٢٠٣))(٢٠٤))(٢٠٥).
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: (إذا قام القائم من آل محمّد عليهم السلام ضرب فساطيط لمن يُعلِّم الناس القرآن علىٰ ما أنزل الله عز وجل، فأصعب ما يكون علىٰ من حفظ اليوم، لأنَّه يخالف فيه التأليف)(٢٠٦).
(وقال الصادق عليه السلام: (يخرج القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسىٰ عليه السلام، الذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسليمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً)(٢٠٧).
وقال عليه السلام: إذا قام قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلىٰ بيّنة يلهمه الله تعالىٰ، فيحكم بعلمه ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه، ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم، قال الله تعالىٰ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(٢٠٨))(٢٠٩))(٢١٠).
وقد روي عن الباقر عليه السلام أنَّه يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم(٢١١)، وقد روي أنَّه لن يمضي مهدي الأُمَّة إلَّا قبل القيامة بأربعين يوماً فيكون فيه الهرج، وعلامات خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء، والعلم عند الله(٢١٢).
(قال أبو جعفر عليه السلام: (سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين، فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال له: أمَّا اسمه فإنَّ حبيبي قد عهد إليَّ أن لا أُحدِّث به حتَّىٰ يبعثه الله عز وجل، قال: فأخبرني عن صفته، قال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره علىٰ منكبه، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، بأبي ابن(٢١٣) خيرة الإماء)(٢١٤))(٢١٥).
وروي أنَّ الصادق عليه السلام كثيراً ما يقول:

لكلّ أُناس دولة يرقبونها * * * ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ(٢١٦)

وأمَّا أولاده عليه السلام فقد وردت الروايات عنهم عليهم السلام بأنَّه يولد له الأولاد، فغير ممتنع أن يكون له في هذا الوقت أهل وولد، وجائز أن يكون ذلك بعد خروجه، وفي أيّام دولته، ولا قطع علىٰ أحد الأمرين، والله أعلم(٢١٧).
قال السيّد الحميري:

إنّي أدين بما دان الوصيّ به * * * يوم الخريبة من قتل المخلينا(٢١٨)
وما به دان يوم النهر دنتُ به * * * وشاركت كفّه كفّي بصفّينا(٢١٩)
في سفك ما سفكت فيه إذا حضروا * * * وأبرز الله للقسط الموازينا
تلك الدماء معاً يا ربّ في عنقي * * * ثمّ اسقني مثلها آمين آمينا
آمين من مثلهم في مثل حالهم * * * في عصبة هاجروا لله شارينا
في عصبة حول مهدي يسيّرهم * * * من بطن مكَّة ركباناً وماشينا
ليسوا يريدون إلَّا الله ربّهم * * * نعم المراد توخّاه المريدونا
حتَّىٰ يلاقوا بني حرب بجمعهم * * * فيضربوا الهام منهم والعرانينا(٢٢٠)
هنّاك ربّي بما أعطاك من شرف * * * منه أبا حسن خير الوصيّينا
وزادك الله أضعافاً مضاعفةً * * * حتَّىٰ ينيلك ما نال النبيّينا
الله يشهد لي أنّي أُحبِّكم * * * حبَّاً أدين به فيكم له دينا
لا أبتغي بدلاً من معشر بكم * * * حتَّىٰ أُغيَّب في الأكفان مدفونا(٢٢١)
* * *
الفصل الخامس: في النصّ على إمامة الاثني عشر عليهم السلام

عن عيون أخبار الرضا عليه السلام، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله تعالىٰ عنه، قال: حدَّثنا محمّد بن همّام، قال: حدَّثنا أحمد بن بندار(٢٢٢)، قال: حدَّثنا أحمد بن هلال(٢٢٣)، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمَّا أُسري بي إلىٰ السماء أوحىٰ إليَّ ربّي جل جلاله، فقال: يا محمّد، إنّي أطلعت علىٰ الأرض إطلاعاً فاخترتك منها فجعلتك نبيَّاً، وشققت لك من اسمي اسماً، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ أطلعت الثانية فاخترت منها علياً، وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيتك، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا العلي الأعلىٰ وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثمّ عرضت ولايتهم علىٰ الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرَّبين. يا محمّد، لو أنَّ أحداً عبدني حتَّىٰ ينقطع ويصير كالشنّ(٢٢٤) البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنَّتي ولا أظللته تحت عرشي. يا محمّد، أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ربّي. فقال عز وجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسىٰ بن جعفر وعلي بن موسىٰ ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجَّة بن الحسن القائم في وسطهم كأنَّه كوكب درّي.
قلت: يا ربّ، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم الذي يحلُّ حلالي ويُحرِّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي (وهو راحة)(٢٢٥) لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللَّات والعزّىٰ طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس بهما يومئذٍ أشدُّ من فتنة العجل والسامري)(٢٢٦).
انتهاء الباب الأوَّل في ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، وبعثته، وعمره، ووفاته، والدلائل علىٰ المهدي المنتظر(٢٢٧).

* * *
مراجع التحقيق

القرآن الكريم.
١ _ الإرشاد في معرفة حجج الله علىٰ العباد: أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت ٤١٣هـ)/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت لتحقيق التراث/ دار المفيد للطباعة والنشر/ الطبعة الثانية/ (١٤١٤هـ/ ١٩٩٣م).
٢ _ الأُصول من الكافي: ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني الرازي (ت ٣٢٩هـ)، صحَّحه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري/ نشر: دار الكتب الإسلاميّة/ الطبعة الثالثة/ (١٣٨٨هـ).
٣ _ أعيان الشيعة: السيّد محسن الأمين العاملي/ حقَّقه وأخرجه: حسن الأمين/ دار التعارف للمطبوعات/ بيروت/ لبنان.
٤ _ إعلام الورىٰ بأعلام الهدىٰ: الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث/ قم المشرَّفة/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤١٧هـ).
٥ _ الأمالي: الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بابويه القمّي (ت ٣٨١هـ)/ تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة/ مؤسّسة البعثة/ قم/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤١٧هـ).
٦ _ بحر الأنساب المسمّىٰ بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف: السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي/ تحقيق: أنس يعقوب الكتبي/ بخط الناسخ: محمّد أبي النصر هاشم الجعفري النابلسي/ منشورات: الخزانة الكتبية الحسنية الخاصّة.
٧ _ بحر الأنساب المسمّىٰ بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف: السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي/ تحقيق: حسين محمّد الرفاعي وبخطّه، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة/ (١٤٢٩هـ/ ٢٠٠٨م).
٨ _ تاج المواليد في مواليد الأئمّة ووفياتهم: الشيخ الطبرسي رحمه الله (ت ٥٤٨هـ).
٩ _ دلائل الإمامة: محمّد بن جرير بن رستم الطبري (الشيعي)/ تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة/ مؤسّسة البعثة/ قم المشرَّفة/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤١٣هـ).
١٠ _ الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة: محمّد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤٣٠هـ/ ٢٠٠٩م).
١١ _ روضة الواعظين وبصيرة المتَّعظين: الشيخ محمّد بن الفتال النيسابوري الشهيد في سنة (٥٠٨هـ)/ مقدّمة: السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان/ منشورات الرضي/ قم/ إيران.
١٢ _ سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت ٣٥٧هـ)، تحقيق وتعليق: سعيد محمّد اللحّام، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤١٠هـ/ ١٩٩٠م).
١٣ _ طبقات أعلام الشيعة: العلَّامة الشيخ آغا بزرك الطهراني/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤٣٠هـ/ ٢٠٠٩م).
١٤ _ طبقات النسّابين: بكر بن عبد الله أبو زيد، مؤسّسة الرسالة للطباعة والنشر/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية/ (١٤١٨هـ/ ١٩٩٨م).
١٥ _ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت ٨٢٨هـ)/ تحقيق: محمّد صادق آل بحر العلوم/ مؤسّسة أنصاريان للطباعة والنشر/ ط ٢/ قم/ (١٤٢٥هـ/ ٢٠٠٤م).
١٦ _ عيون أخبار الرضا: الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بابويه القمّي (ت ٣٨١هـ)/ صحَّحه وقدَّم له وعلَّق عليه الشيخ حسين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤٠٤هـ/ ١٩٨٤م).
١٧ _ الغيبة: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠هـ)/ تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح/ مؤسّسة المعارف الإسلاميّة/ قم المقدَّسة/ الطبعة الأُولىٰ/ (١٤١١هـ).
١٨ _ كشف الغمَّة في معرفة الأئمّة: أبو الحسن علي بن عيسىٰ بن أبي الفتح الأربلي (ت ٦٩٣هـ)/ نشر: دار الأضواء/ بيروت/ لبنان.
١٩ _ كمال الدين وتمام النعمة: الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت ٣٨١هـ)، صحَّحه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرَّفة/ إيران (١٤٠٥هـ).
٢٠ _ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت ١٣٢٠هـ)/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث/ الطبعة الثانية/ (١٣٠٨هـ/ ١٩٨٨م)/ بيروت/ لبنان.
٢١ _ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢هـ)/ تحقيق: ماجد بن أحمد العطية.
٢٢ _ معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: تأليف ونشر: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، تحت إشراف الشيخ علي الكوراني/ الطبعة الأُولىٰ/ ١٤١١هـ.
٢٣ _ معجم البلدان: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ (١٣٩٩هـ/ ١٩٧٩م).
٢٤ _ المفيد من معجم رجال الحديث: الشيخ محمّد الجواهري/ منشورات مكتبة المحلَّاتي/ قم/ الطبعة الثانية/ (١٤٢٤هـ).
٢٥ _ مناقب آل أبي طالب: أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب (ت ٥٨٨هـ)/ تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف/ إصدارات المكتبة والمطبعة الحيدرية.
٢٦ _ منية السائل: مجموعة فتاوىٰ هامّة لآية الله العظمىٰ السيّد أبي القاسم الخوئي/ جمعه ورتَّبه: موسىٰ مفيد الدين عاصي/ (١٤١٢هـ/ ١٩٩١م).

* * *



 

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) سرّ السلسلة العلوية: ٣٩ و٤٠/ انتشارات شريف الرضي/ ط ١/ (١٤١٣هـ).
(٢) المجدي في أنساب الطالبيين: ١٣٠/ نشر مكتبة المرعشي/ ط ١/ (١٤٠٩هـ).
(٣) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية: ٧٨ و٧٩/ نشر مكتبة المرعشي/ ط ١/ (١٤٠٩هـ).
(٤) الفخري في أنساب الطالبيين: ٨/ نشر مكتبة المرعشي/ ط ١/ (١٤٠٩هـ).
(٥) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ١٩٩/ منشورات المطبعة الحيدرية/ ط ٢/ (١٣٨٠هـ).
(٦) الفصول الفخرية: ١٣٤ و١٣٥.
(٧) روضة الألباب لمعرفة الأنساب: ١٠٥.
(٨) سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: ٣٤٦.
(٩) الدرر البهية: ٧٣ و٧٤/ ط حلب/ سورية.
(١٠) نسّابة العراق أبو العبّاس جمال الدين أحمد بن علي بن حسين بن عنبة الداوودي الطالبي الحسني (ت ٨٢٨هـ)، له كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، وكتاب بحر الأنساب (مشجَّر)، وكتاب تحفة الطالب باختصار عمدة الطالب، وكتاب التحفة الجمالية في الأنساب (فارسي). (طبقات النسّابين: ٢١٧).
(١١) سورا: موضع بالعراق من أرض بابل، قريب من الوقف والحلَّة المزيدية، وهي في السابق مدينة السريانيين. (معجم البلدان ٣: ٢٧٨).
(١٢) المشجَّر الكشّاف: ١١٨/ طبعة المدينة.
(١٣) نفس المصدر.
(١٤) المشجَّر الكشّاف: ١١٧/ طبعة المدينة.
(١٥) المشجَّر الكشّاف: ١١٧/ ط المدينة المنوَّرة.
(١٦) المشجَّر الكشّاف: ٧٥/ ط القاهرة.
(١٧) الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد رضا الطهراني النجفي (١٢٩٣هـ - ١٣٨٩هـ)، فقيه مؤرِّخ، اشتهر بتأليفه موسوعة (الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة)، وهي أكبر فهرس يضمُّ عناوين الكتب والمؤلَّفات والمصنَّفات الشيعية، وكذلك له موسوعة (طبقات أعلام الشيعة).
(١٨) السيّد شهاب الدين بن السيّد شمس الدين المرعشي النجفي (١٣١٥هـ - ١٤١١هـ)، ينتهي نسبه إلىٰ الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين عليه السلام، وهو أحد أكبر فقهاء المسلمين ومن عظماء مراجع الشيعة في القرن العشرين.
(١٩) طبقات أعلام الشيعة: ٢٢٨.
(٢٠) لباب الأنساب: ١٠١.
(٢١) سيتَّضح فيما بعد أنَّ من ذُكِرَ في المشجَّر متأخِّراً عن هذا التأريخ هو ممَّا أضافه الزبيدي وليس المصنّف نفسه.
(٢٢) مقدّمة كتاب عمدة الطالب بقلم محمّد صادق آل بحر العلوم: ١٢/ طبعة انصاريان الثانية.
(٢٣) محدِّث لغوي فقيه نسّابة، ينتهي نسبه إلىٰ الإمام زين العابدين عليه السلام، وُلِدَ في الهند عام (١١٤٥هـ)، ونشأ في اليمن ورحل إلىٰ الحجاز وأقام بمصـر، وتوفّي فيها عام (١٢٠٥هـ)، ألَّف الكثير من الكتب، أهمّها وأضخمها شرحه علىٰ القاموس المسمّىٰ (تاج العروس).
(٢٤) الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة ٢١: ٣١.
(٢٥) من هذه التعليقات قوله: (وقيل: أوَّل من مات من ولد آدم عبد الصمد، وآخر من يموت عبد الله، فإذا كان يوم القيامة تلاقيا فيقول أحدهما للآخر: كم بيننا؟ فيقول: يوماً أو بعض يوم، والله أعلم).
(٢٦) وجدتُ مؤخَّراً في الانترنيت وثيقة صادرة من علماء المدينة المنوَّرة ومشتملة علىٰ أختامهم، يرفضون فيها انتساب هذه الأُسرة إلىٰ النسب الشريف.
(٢٧) العلَّامة أحمد بن إسماعيل بن محمّد تنكور، المشهور بأحمد باشا تيمور (١٢٨٨هـ - ١٣٤٨هـ)، أديب مصري بارز، من أب كردي وأُمّ تركية.
(٢٨) الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة ٢١: ٣١.
(٢٩) القصيدة لابن أبي الفتح الأربلي، ذكرها في كتابه كشف الغمَّة ٣: ٣٦٠.
(٣٠) أضفناه من (كشف الغمَّة).
(٣١) ومن ذلك ما ورد في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: عن سعد، عن اليقطيني، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال: أمَّا اسمه فإنَّ حبيبي عهد إليَّ أن لا أُحدِّث باسمه حتَّىٰ يبعثه الله).
وعن محمّد بن زيد، عن عبّاد الأَسدي، عن الحسن بن حمّاد، عن عبَاد بن ربيعة، عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خبر في صفة المهدي عليه السلام، قال: (وهو الذي لا يسمّيه باسمه ظاهراً قبل قيامه إلَّا كافر به). (مستدرك ‏الوسائل ١٢: ٢٨٥).
وقال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة: (وحمل الصدوق وجملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار علىٰ ظاهره فأفتوا بالتحريم، ويمكن الحمل علىٰ الكراهة لحكمة لا يعلمها إلَّا الله تعالىٰ، ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلىٰ حدِّ التكفير، فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل: (من ترك فرق شعره فُرِقَ بمنشار من نار)، ويؤيِّد الكراهة التصـريح باسمه في بعض الأحاديث، كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ فاطمة عليها السلام وفيه أسماء الأئمّة عليهم السلام وغيره، ويمكن الحمل علىٰ وقت الخوف عليه كزمن الغيبة الصغرىٰ، ويدلُّ عليه ما في بعض التوقيعات: (ملعون من سمّاني في محفل من الناس) أو (من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله)، وقول عثمان بن سعيد العمري حين قيل له: فالاسم؟ قال: (إيّاك أن تبحث عن هذا، فإنَّ عند القوم أنَّ هذا النسل قد انقطع)، وقوله أيضاً لمَّا سُئِلَ عن الاسم: (محرَّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، وليس لي أن أُحلِّل وأُحرِّم، ولكن عنه عليه السلام، فإنَّ الأمر عند السلطان أنَّ أبا محمّد عليه السلام مضىٰ ولم يخلف ولداً، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتَّقوا الله وأمسكوا عن ذلك). (أعيان الشيعة ٢: ٤٤).
إذن ففي زماننا هذا وبعد أن عُلِمَ اسمه عليه السلام، وتَرَكَ السلطان البحث عنه؛ لعدم اعتقاده بوجوده كلّ هذا العمر الطويل، فإنَّ ذكر اسمه المبارك جائز لا محذور فيه، وقد سُئِلَ مرجع الطائفة السيّد أبو القاسم الخوئي قدس سره سؤالاً نصّه: هل يجوز شرعاً تسمية الإمام الحجَّة عجَّل الله تعالىٰ فرجه الشريف باسمه الشريف الخاصّ في محفل من الناس، أم أنَّ الروايات المانعة من ذلك تعمُّ زمان الغيبة الكبرىٰ؟ فأجاب قدس سره بقوله: لا تعمُّ تلك لزماننا هذا. (منية السائل: ٢٢٢).
(٣٢) فكان يُعبَّر عنه عليه السلام في الأخبار وكلام الرواة بالصاحب، والقائم، وصاحب الزمان، وصاحب الدار، والحضرة، والناحية المقدَّسة، والرجل، والغريم، والغلام، وغير ذلك، ولا يُصـرِّحون باسمه، قال الشيخ المفيد: (والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديماً بينها ويكون خطابها عليه للتقيّة).
(٣٣) سنن أبي داود ٢: ٣١٠/ كتاب المهدي، والترمذي علىٰ ما في مطالب السؤول.
(٣٤) ما بين القوسين نقلناه من (مطالب السؤول) لأنَّه متمِّم لما قبله.
(٣٥) سنن أبي داود ٢: ٣١٠.
(٣٦) صحيح البخاري ٤: ١٤٣؛ صحيح مسلم ١: ٩٤.
(٣٧) سنن أبي داود ٢: ٣١٠؛ سنن الترمذي ٣: ٣٤٣.
(٣٨) لم نجده في تفسير الثعلبي المطبوع.
(٣٩) سورة الحجّ: ٧٨.
(٤٠) سورة يوسف: ٣٨.
(٤١) روضة الواعظين: ٥٨.
(٤٢) صحيح البخاري ٧: ١٤٠؛ صحيح مسلم ٧: ١٢٤.
(٤٣) ورد في النسخ الثلاث: (بشير بن سليم)، والصواب ما أثبتناه، وهو مجهول، والرواية وإن دلَّت علىٰ وثاقته إلَّا أنَّها ضعيفة وهو راويها.
(٤٤) إكمال الدين: ٤١٧/ الباب الحادي والأربعون: ما روي في نرجس أُمّ القائم عليهما السلام)، والرواية عن محمّد بن علي بن حاتم النوفلي، قال: حدَّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسىٰ الوشّاء البغدادي، قال: حدَّثنا أحمد بن طاهر القمّي، قال: حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن بحر الشيباني، قال: وردت كربلاء سنة ستّ وثمانين ومائتين، قال: وزرت قبر غريب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ انكفأت إلىٰ مدينة السلام متوجِّهاً إلىٰ مقابر قريش، فلمَّا وصلت منها إلىٰ مشهد الكاظم عليه السلام، فإذا أنا بشيخ قد انحنىٰ صلبه وتقوَّس منكباه وثفنت جبهته وراحتاه، وهو يقول لآخر معه عند القبر: يا ابن أخي، لقد نال عمّك شرفاً بما حمَّله السيّدان من غوامض الغيوب وشرائف العلوم التي لم يحمل مثلها إلَّا سلمان، وقد أشرف عمّك علىٰ استكمال المدَّة وانقضاء العمر وليس يجد في أهل الولاية رجلاً يفضي إليه بسرّه، قلت: يا نفس لا يزال العناء والمشقَّة ينالان منك بإتعابي الخفّ والحافر في طلب العلم، وقد قرع سمعي من هذا الشيخ لفظ يدلُّ علىٰ علم جسيم وأثر عظيم، فقلت: أيّها الشيخ، ومن السيّدان؟ قال: النجمان المغيَّبان في الثرىٰ بسرَّ من رأىٰ، فقلت: إنّي أقسم بالموالات وشرف محلّ هذين السيّدين من الإمامة والوراثة، إنّي خاطب علمهما وطالب آثارهما وباذل من نفسي الأيمان المؤكَّدة علىٰ حفظ أسرارهما، قال: ... قال: صدقت أنا بشر بن سليمان... الخ. وهناك مصادر أُخرىٰ ذكرت هذه الرواية، هي: دلائل الإمامة (ص ٢٦٢): حدَّثنا المفضَّل بن محمّد بن عبد الله بن المطَّلب الشيباني سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، قال: حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن يحيىٰ الذهبي الشيباني، قال... كما في إكمال الدين بتفاوت.
غيبة الطوسي (ص ١٢٤) كما في إكمال الدين بتفاوت، بإسناده عن بشر بن سليمان النخّاس.
روضة الواعظين (ج ١/ ص ٢٥٢) كما في إكمال الدين بتفاوت يسير، مرسلاً.
مناقب ابن شهر آشوب (ج ٤/ ص ٤٤٠) عن بشر بن سليمان النخّاس، مختصراً.
منتخب الأنوار المضيئة (ص ٥١/ ف ٥) كما في إكمال الدين، عن الشيخ محمّد بن علي بن بابويه.
إثبات الهداة (ج ٣/ ص ٣٦٣/ ب ٢٩/ ف ٢/ ح ١٧) عن إكمال الدين.
حلية الأبرار (ج ٢/ ص ١٥/ ب ١) كما في إكمال الدين، عن ابن بابويه.
البحار (ج ٥١/ ص ٦/ ب ١/ ح ١٢) عن غيبة الطوسي.
(٤٥) في نسخة (ت): (في أسرىٰ الرقيق).
(٤٦) يعني زماناً غير قليل.
(٤٧) في نسخة (ت) و(ق): (فغدوت).
(٤٨) عدَّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام، قائلاً: (كافور الخادم، ثقة).
(٤٩) في نسختي (ق) و(م): (حليمة)، والصواب ما أثبتناه.
(٥٠) في النسخ الثلاث: (دخلت)، والصواب ما أثبتناه.
(٥١) كذا في روضة الواعظين، وفي إكمال الدين وغيره: (مشرّفك).
(٥٢) في بعض النسخ: (سائر الشيعة)، والشأو مصدر الأمد والغاية، يقال: فلان بعيد الشأو، أي عالي الهمَّة.
(٥٣) في الغيبة وإكمال الدين: (في ابتياع أَمَة)، وفي روضة الواعظين ودلائل الإمامة: (في تتبّع أمره).
(٥٤) وهي الصرَّة التي تُجعَل فيها الدنانير.
(٥٥) الصفيق من الثياب هو المتين، الجيّد النسج، الكثيف. (لسان العرب ١٠: ٢٠٤/ مادّة صفق).
(٥٦) في بعض النسخ: (وليس يمكن التوصّل)، بدلاً من: (ولمس المعترض).
(٥٧) ورد في النسخ الثلاث: (وللانقياد)، والصواب ما أثبتناه.
(٥٨) في بعض المصادر: (ملطفاً)، وفي أُخرىٰ: (لطيفاً) و(لصيقاً).
(٥٩) المحرجة: اليمين الذي يُضيِّق المجال علىٰ الحالف ولا يبقي له مندوحة عن برِّ قسمه، والمغلظة: المؤكَّدة.
(٦٠) أضفناه من (إكمال الدين).
(٦١) في إكمال الدين: (يشوعا)، وفي دلائل الإمامة: (يسوعا).
(٦٢) في إكمال الدين: (وأُمّي من ولد الحواريين تُنسَب...) الخ.
(٦٣) البهو: هو البيت المقدَّم أمام البيوت.
(٦٤) في إكمال الدين: (مصنوعاً)، وفي بعض النسخ: (مسوغاً).
(٦٥) في دلائل الإمامة: (تساقطت الصلبان).
(٦٦) الملكانية: أصحاب ملكا الذي ظهر بالروم واستولىٰ عليها، ومعظم الروم ملكانية، قالوا: إنَّ الكلمة اتَّحدت بجسد المسيح. (الملل والنحل).
(٦٧) جمع أُسقف، وهي مرتبة دينية عند النصارىٰ، وهي لمن كان فوق القسّيس ودون المطران.
(٦٨) في نسخة (م): (يباري).
(٦٩) غير موجود في النسخ الثلاث، وأضفناه من كتاب (إكمال الدين).
(٧٠) في إكمال الدين ورد بلفظ: (ودقَّ).
(٧١) برح به الأمر: أي أضرَّ به.
(٧٢) في إكمال الدين ورد بلفظ: (برح به اليأس).
(٧٣) في إكمال الدين ورد بلفظ: (بعد أربع ليال).
(٧٤) ما بين القوسين محذوف في نسخة (ق).
(٧٥) ما بين القوسين محذوف في نسخة (ق).
(٧٦) في إكمال الدين: (الأسر)، وفي بعض نسخه: (وكيف صرت في الأُسارىٰ).
(٧٧) أي سيرسل.
(٧٨) في روضة الواعظين: (تغذيني).
(٧٩) انكفأت: أي رجعت.
(٨٠) ما بين القوسين لا يوجد في النسخ الثلاث، وقد نقلناه من كتاب (إكمال الدين) للشيخ الصدوق، وهو تمام الرواية.
(٨١) روىٰ هذه الرواية الشيخ الصدوق في (إكمال الدين): عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن يحيىٰ العطّار، عن أبي عبد الله الحسين بن رزق الله (وفي بعض النسخ: الحسين بن عبيد الله)، عن موسىٰ بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسىٰ بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدَّثتني حكيمة... الخ.
وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (ص ١٤٠): عن ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي عبد الله المطهَّري، عن حكيمة بنت محمّد بن علي، قالت... الخ.
وفي دلائل الإمامة (ص ٢٦٨): حدَّثنا أبو المفضَّل محمّد بن عبد الله، قال: حدَّثني إسماعيل الحسني، عن حكيمة بنت محمّد بن علي عليه السلام، أنَّها قالت... الخ.
(٨٢) في نسخة (ق) و(م): (عمّاه)، وفي (ت): (عمَّتاه)، والصواب ما أثبتناه.
(٨٣) غير موجود في النسخ الثلاث، وقد نقلناه من إكمال الدين (ص ٤٢٤).
(٨٤) في نسخة (ت) و(م): (مقعية).
(٨٥) في البحار: (وأخذتها فطرة)، والمراد بالفترة سكون المفاصل وهدوءها قبل غلبة النوم، والمراد من الفطرة إنشقاق البطن بالمولود وخروجه منها.
(٨٦) في (م) و(ق): (ساجداً).
(٨٧) أضفناها من (إكمال الدين).
(٨٨) أي سكت.
(٨٩) أضفناه من (إكمال الدين).
(٩٠) في روضة الواعظين: (لبناً أو عسلاً).
(٩١) سورة القصص: ٥ و٦.
(٩٢) إكمال الدين ٢: ٤٢٦/ ب ٤٢/ ح ٢: عن الحسين بن أحمد بن أدريس، عن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن إبراهيم الكوفي، عن محمّد بن عبد الله الطهوي، قال... الخ.
وفي دلائل الإمامة (ص ٢٦٩)، قال: وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثنا أبو علي بن همّام، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد، قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر، عن أبي نعيم، عن محمّد بن القاسم العلوي، قال: دخلنا جماعة من العلوية علىٰ حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسىٰ، فقالت: جئتم تسألون عن ميلاد وليّ الله؟ قلنا: بلىٰ والله، قالت: كان عندي البارحة وأخبرني بذلك، وإنَّه كانت عندي صبيَّة يقال لها: نرجس... الخ.
والطهوي الذي روىٰ هذا الحديث لا وجود له في كتب الرجال، نعم ذكر السيّد الخوئي قدس سره محمّد بن عبد الله الطهوري من أصحاب الرضا عليه السلام، ومحمّد بن عبد الله الطاهري من أصحاب الرضا والهادي عليهما السلام، وكلاهما مجهول.
(٩٣) كذا في النسخ الثلاث وفي (روضة الواعظين)، وفي إكمال الدين: (يا محمّد).
(٩٤) في (م) و(ت): (إنَّ الإمامة)، وفي (ق): (إنَّ الأمانة)، والصواب ما أثبتناه.
(٩٥) في نسخة (ق): (بولاية).
(٩٦) قد يقال بأنَّ هذا يتعارض مع ما ذُكِرَ في رواية بشر بن سليمان التي تتحدَّث عن مجيء أُمّ الإمام القائم عليه السلام مع الأُسارىٰ من بلاد الروم، وأنَّ بشر بن سليمان اشتراها للإمام الهادي عليه السلام وليس للسيّدة حكيمة.
ويمكن رفع هذا التعارض بأن يقال: لا منافاة بين الروايتين، لأنَّه في الرواية الأُولىٰ يقول الإمام عليه السلام للسيّدة حكيمة: (يا بنت رسول الله أخرجيها وعلّميها الفرائض والسنن، فإنَّها زوجة أبي محمّد وأُمّ القائم عليه السلام)، فكانت هي عند حكيمة في تلك الحالة حتَّىٰ اشتهرت بجارية حكيمة، وجرىٰ بعد ذلك ما ورد في الرواية التي بين أيدينا.
(٩٧) ما بين القوسين غير موجود في النسخ الثلاث، وقد أخذناه من (إكمال الدين).
(٩٨) غير موجود في النسخ الثلاث، وقد أخذناه من (إكمال الدين).
(٩٩) في إكمال الدين والبحار: (ووهبتها).
(١٠٠) نقلناه من (إكمال الدين).
(١٠١) ما بين القوسين غير موجود في (ت).
(١٠٢) يعني قلت: (اسم الله عليك)، كما مرَّ في الحديث السابق.
(١٠٣) في نسخة (م): (كما أمرني).
(١٠٤) ما ورد في النسخ الثلاث: (لا تعجبين)، والصواب ما أثبتناه.
(١٠٥) كذا في النسخ الثلاث، وفي إكمال الدين: (بالحكمة صغاراً).
(١٠٦) نقلناه من (إكمال الدين).
(١٠٧) في (ت) و(م): (أكشف).
(١٠٨) في بعض المصادر: (علىٰ وجهه).
(١٠٩) في إكمال الدين: (أستودعك الله الذي أودعته أُمّ موسىٰ موسىٰ).
(١١٠) ما بين القوسين غير موجود في نسخة (ق).
(١١١) سورة القصص: ١٣.
(١١٢) في بعض المصادر: (بالعلم)، وفي أُخرىٰ: (يُزيِّنهم بالعلم).
(١١٣) نقلناه من (إكمال الدين).
(١١٤) في (ت): (تضيفه).
(١١٥) وهذا غريب، لأنَّ كلّ الذين تشرَّفوا برؤيته أيّام أبيه عليه السلام رأوه وهو صبي.
(١١٦) كذا في النسخ الثلاث، والصواب: (تفقدوني) كما في بقيَّة المصادر.
(١١٧) في (م): (لا أراه).
(١١٨) كذا في النسخ الثلاث، وفي إكمال الدين: (وإنَّه لينبئني عمَّا تسألون عنه فأُخبركم).
(١١٩) في (م) و(ق): (لا أُريد).
(١٢٠) كذا في نسختي (م) و(ق) نقلاً عن روضة الواعظين، وفي إكمال الدين للشيخ الصدوق (ص ٤٣٠): (لأنَّ الله عز وجل قد أطلعه علىٰ ما لم يُطلِع عليه أحداً من خلقه).
(١٢١) محمّد بن عثمان بن سعيد (ثاني السفراء).
(١٢٢) يعني عثمان بن سعيد (أوَّل السفراء).
(١٢٣) ورد في النسخ الثلاث: (أربعة آلاف)، وفي إكمال الدين: (عشرة آلاف)، وهو الصواب لأنَّه يتناسب مع مقدار اللحم الذي طلبه الإمام عليه السلام مع الخبز.
(١٢٤) إكمال الدين (ص ٤٣١): عن محمّد بن علي ماجيلويه ومحمّد بن موسىٰ وأحمد بن محمّد بن يحيىٰ العطّار، عن أبيه، عن إسحاق البصـري، عن أبي جعفر العمري، قال... الخ.
(١٢٥) إكمال الدين (ص ٤٣١): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيىٰ العطّار، قال: حدَّثني أبو علي الخيزراني، عن جارية له كان أهداها لأبي محمّد عليه السلام، فلمَّا أغار جعفر الكذّاب علىٰ الدار جاءته فارَّة من جعفر، فتزوَّج بها، قال أبو علي: فحدَّثتني أنَّها حضرت ولادة السيّد عليه السلام، ... وسمعت هذه الجارية تذكر أنَّه لمَّا وُلِدَ... الخ.
(١٢٦) إكمال الدين (ص ٤٣٣)، روىٰ الحديث عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار، قال: حدَّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن محمّد بن الحسين بن (يـ)زيد، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، قال: سمعت أبا الحسن موسىٰ بن جعفر عليه السلام يقول... الخ.
(١٢٧) الإرشاد ٢: ٣٤٦، روىٰ الحديث عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيىٰ، عن أحمد بن محمّد بن عيسىٰ ومحمّد بن أبي عبد الله ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد جميعاً، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آمنوا ...) الخ.
(١٢٨) أُصول الكافي ١: ٢٤٧، روىٰ الحديث بنفس الإسناد المتقدِّم عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عبّاس... الخ.
(١٢٩) محذوف من نسخة (ق).
(١٣٠) محذوف من نسخة (ق).
(١٣١) الكافي ١: ٥٣٢، روىٰ الحديث عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسىٰ بن عبيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (إنَّ الله أرسل...) الخ.
(١٣٢) أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري، صحابي ذائع الصيت، عمَّر طويلاً، وكان من كبار الشيعة، وُلِدَ في المدينة قبل خمسة عشر سنة من الهجرة، ومات في أيّام عبد الملك بن مروان في سنة (٧٨) هجرية، وهو ابن نيف وتسعين سنة وقد ذهب بصره، ودُفِنَ في البقيع.
(١٣٣) عيون أخبار الرضا ٢: ٥٢، روىٰ الحديث عن الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدَّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسىٰ وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت علىٰ فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر اسماً آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمّد وأربعة منهم علي عليهم السلام.
وروىٰ بطريق آخر عن علي بن الحسين بن شاذويه وأحمد بن هارون، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن مالك بن السلولي، عن درست، عن عبد الحميد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن الباقر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت علىٰ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقدّامها لوح يكاد ضوئه يغشي الأبصار، وفيه اثنا عشر اسماً، ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه، وثلاثة أسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر، قلت: أسماء من هؤلاء؟ قالت: (هذه أسماء الأوصياء أوَّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم)، قال جابر: فرأيت فيه محمّد محمّد محمّد في ثلاثة مواضع، وعلياً علياً علياً علياً في أربعة مواضع.
(١٣٤) مسروق بن الأجدع بن مالك بن أُميّة الهمداني الكوفي، تابعي روىٰ عن جماعة من الصحابة، مات سنة (٦٣) هجرية، قال الشعبي: كان مسروق إذا قيل له: أبطأت عن علي وعن مشاهده، يقول: أرأيتم لو أنَّه صفَّ بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)، أكان ذلك حاجزاً لكم؟ قالوا: نعم، قال: فوَالله لقد نزل بها ملك كريم علىٰ لسان نبيّكم. فتأمَّل.
(١٣٥) روضة الواعظين: ٢٦١، نقلاً عن إكمال الدين: ٦٧، وهذه الرواية عامّية ذكرها الصدوق ردَّاً علىٰ من يدَّعي أنَّ الروايات الواردة بهذا المضمون هي من مخترعات الإمامية.
(١٣٦) كذا في روضة الواعظين، وفي إكمال الدين (ص ٢٧٤)، بسند الصدوق عن سليمان بن عبد الله مولىٰ عامر الشعبي، عن عامر، عن جابر أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال أمر...) الخ.
(١٣٧) روضة الواعظين: ٢٦٢، وهو مروي في الكافي بتغيير طفيف، عن محمّد بن يحيىٰ، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري، قال... الخ.
(١٣٨) غير موجود في نسخة (ق).
(١٣٩) روضة الواعظين: ٢٦٢.
(١٤٠) نفس المصدر.
(١٤١) ورد في النسخ الثلاث: (كلّهم)، والصواب ما أثبتناه.
(١٤٢) روضة الواعظين: ٢٦٢.
(١٤٣) أي هجم علىٰ بيت الإمام عليه السلام ونهب ممتلكاته وأثاثه وما أمكن حمله، فقد روي عن الحسن بن الوجناء، قال: حدَّثني أبي، عن جدّه، أنَّه كان في دار الحسن بن علي عليه السلام، فكبستنا الخيل وفيهم جعفر الكذّاب، واشتغلوا بالنهب والغارة...؛ وفي إكمال الدين (ص ٤٣١): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيىٰ العطّار، قال: حدَّثني أبو علي الخيزراني عن جارية له كان أهداها لأبي محمّد عليه السلام، فلمَّا أغار جعفر الكذّاب علىٰ الدار جاءته فارّة من جعفر، فتزوَّج بها... الخ. وأمَّا سبب تسميته بالكذّاب فلأنَّه ادَّعىٰ الإمامة بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وقد روي عن الإمام زين العابدين أنَّه قال: حدَّثني أبي، عن أبيه عليه السلام، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا وُلِدَ ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، فسمّوه الصادق؛ فإنَّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدَّعي الإمامة إجتراءً علىٰ الله وكذباً عليه، فهو عند الله جعفر الكذّاب المفتري علىٰ الله عز وجل، والمدَّعي لما ليس له بأهل، المخالف علىٰ أبيه والحاسد لأخيه...).
(١٤٤) في (ت): (واحتاز).
(١٤٥) وقد كان سبباً في اعتقال أُمّ الإمام المهدي عليه السلام وسجنها لمدَّة سنتين كما ورد في بعض الأخبار، وهذا علىٰ القول ببقائها حيّة بعد الإمام العسكري عليه السلام، وأمَّا علىٰ القول بأنَّها توفيت في حياته فتكون المعتقلة إحدىٰ جواري الإمام عليه السلام.
(١٤٦) قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه في كتاب الغيبة (ص ٢٢٧)، بعد أن ذكر رواية أثبت من خلالها شربه للخمر واستهتاره: (وما روي فيه وله من الأفعال والأقوال الشنيعة أكثر من أن تُحصىٰ ننزّه كتابنا عن ذلك).
(١٤٧) منها ما روي في إكمال الدين (ص ٣٢٤): عن علي عليه السلام أنَّه قال: (وإنَّ للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الأُخرىٰ)، وفي كتاب الغيبة للنعماني (ص ١٧٧): عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: (لقائم آل محمّد غيبتان: إحداهما أطول من الأُخرىٰ)، قال: (نعم).
(١٤٨) هناك من يذهب إلىٰ أنَّ زمان الغيبة الصغرىٰ هو (٦٩) سنة وليس (٧٤) كما ذكره المصنِّف، والاختلاف هنا منهجي ومبنائي كما يقال، فمن ذهب إلىٰ أنَّ الغيبة الصغرىٰ تبدأ من حين إمامته عليه السلام ونيابة السفراء ويجعل ذلك من الفوارق بينها وبين الغيبة الكبرىٰ فبالتأكيد سوف تكون فترة الغيبة الصغرىٰ (٦٩) سنة، أمَّا من يذهب إلىٰ أنَّ الغيبة الواقعية تبدأ من حين ولادته عليه السلام فهي بالتأكيد ستكون كما ذكرها المصنِّف أي (٧٤) سنة، ولكن الغريب من المصنِّف أنَّه جمع بين الأمرين أي مدَّة (٧٤) والتي هي من المفترض أن تكون بحساب الولادة، وبين تصـريحه بأنَّها (زمان السفارة)، وهذا ما لم يقل به أحد من المؤرِّخين.
(١٤٩) ورد في النسختين (م)، (ق): (وصحَّة ما بينه وبين سفارته)، والصواب ما أثبتناه، وهو الوارد في (تاج المواليد).
(١٥٠) في نسخة (م): (وعدَّة).
(١٥١) قال عنه الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدَّىٰ إليكم فعنّي يؤدّيه). (كتاب الغيبة: ٣٥٤).
(١٥٢) روىٰ الشيخ الطوسي بسنده عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: (لمَّا مضىٰ أبو عمرو رضي الله تعالىٰ عنه، أتتنا الكتب بالخطّ الذي كنّا نكاتب به، بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه). (كتاب الغيبة: ٣٦١).
(١٥٣) محذوف في نسخة (ق).
(١٥٤) روىٰ الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة (ص ٣٧١): عن أبي محمّد هارون بن موسىٰ، قال: أخبرني أبو علي محمّد بن همّام رضي الله عنه وأرضاه، أنَّ أبا جعفر محمّد بن عثمان العمري قدَّس الله روحه جمعنا قبل موته وكنّا وجوه الشيعة وشيوخها، فقال لنا: (إن حدث عليَّ حدث الموت فالأمر إلىٰ أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أُمرت أن أجعله في موضعي بعدي، فارجعوا إليه، وعوّلوا في أُموركم عليه).
(١٥٥) ما بين القوسين غير موجود في النسخ الثلاث، وأضفناه من تاج المواليد (ص ٦٨).
(١٥٦) روىٰ الشيخ الطوسي في الغيبة (ص ٣٩٤)، بسنده عن الصفواني، قال: (أوصىٰ الشيخ أبو القاسم رضي الله عنه إلىٰ أبي الحسن علي بن محمّد السمري رضي الله عنه، فقام بما كان إلىٰ أبي القاسم).
(١٥٧) في النسخ الثلاث: (الأمل)، والصواب ما أثبتناه.
(١٥٨) قال الشيخ المجلسي في البحار (ج ٥٢/ ص ١٥١)، تعليقاً علىٰ هذه العبارة: (لعلَّه محمول علىٰ من يدَّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليه السلام إلىٰ الشيعة، علىٰ مثال السفراء، لئلَّا ينافي الأخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه عليه السلام).
(١٥٩) أُنظر: إكمال الدين: ٥١٦، روىٰ عن أبي محمّد الحسن بن أحمد المكتَّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ علي بن محمّد السمري قدس سره فحضرته قبل وفاته بأيّام، فأخرج إلىٰ الناس توقيعاً نسخته: ... الخ.
(١٦٠) وفي الإرشاد (ج ٢/ ص ٣٦٨): (وخسف بالمغرب وخسف بالمشرق).
(١٦١) أضفناه من كتاب الإرشاد تتميماً للمعنىٰ.
(١٦٢) أضفناه من كتاب الإرشاد تتميماً للمعنىٰ.
(١٦٣) في نسختي (م) و(ق): (صفتين).
(١٦٤) ليس في كلام المؤلِّف المتقدِّم علىٰ هذه العبارة ما يشير إلىٰ أنَّه رواية عن الإمام الرضا عليه السلام، وكان الأولىٰ به أن يذكر الرواية بتمامها أو يحذف ما ذكره هنا، والذي هو شطر من رواية ذكرها الشيخ الطوسي في الغيبة، وهي ما رواه بسنده عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنَّه قال: (لا بدَّ من فتنة صمّاء صيلم، يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكم من مؤمن متأسِّف حيران حزين عند فقد الماء المعين، كأنّي بهم أسرّ ما يكونون وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً للكافرين، فقلت: وأيّ نداء هو؟ ...). (الغيبة: ٤٣٩).
(١٦٥) أي قربت القيامة ودنت، وسمّيت بالأزفَّة لقربها.
(١٦٦) في النسخ الثلاث: (بالأزقَّة يا معشر المؤمنين)، والصواب ما أثبتناه.
(١٦٧) في تاج المواليد: (يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس).
(١٦٨) في نسخة (ت): (تكون).
(١٦٩) في تاج المواليد: (خروج رجل بقزوين).
(١٧٠) في كتاب الإرشاد (وتعرف).
(١٧١) إعلام الورىٰ ٢: ٢٨٦؛ الإرشاد ٢: ٣٧٨؛ الغيبة: ٤٥٣، روضة الواعظين: ٢٦٣.
(١٧٢) في نسخة (م): (فيصير).
(١٧٣) الغيبة للشيخ الطوسي (ص ٤٨٩)، روىٰ الحديث عن الفضل، عن محمّد بن علي، عن جعفر بن بشير، عن خالد بن أبي عمارة، عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام: (إذا قام...) الخ.
(١٧٤) وقد ورد في النسخ الثلاث: (وثلاثة وعشرون)، والصواب ما أثبتناه.
(١٧٥) في نسخة (م): (فيملأ الأرض به عدلاً)، وقوله في المتن: (عدلاً وحلماً) مخالف لما ورد في الأخبار؛ لأنَّ الوارد في الأخبار هو عبارة: (عدلاً وقسطاً) أو (قسطاً وعدلاً).
(١٧٦) في كتاب الإرشاد: (فتصغو) أي تميل، وفي روضة الواعظين: (فيصطفوا له).
(١٧٧) في نسخة (ت): (العزّا).
(١٧٨) الأرحاء: جمع رحىٰ، وهي آله طحن الحنطة.
(١٧٩) أضفناه من كتاب الإرشاد (ج ٢/ ص ٣٨٠)، وفي هامشه أنَّ المكتل هو الزنبيل.
(١٨٠) روضة الواعظين: ٢٦٤.
(١٨١) ورد في النسخ الثلاث: (حتَّىٰ تكون السنة من سنينكم عشرة، فتكون سنين ملكه سبعين سنة من سنينكم هذه)، والصواب ما أثبتناه.
(١٨٢) في نسخة (ت): (وأذان).
(١٨٣) أضفناه من كتاب روضة الواعظين (ص ٢٦٤).
(١٨٤) الإرشاد ٢: ٣٨٢، وقد روىٰ الحديث عن المفضَّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول... الخ.
(١٨٥) أي ارتفاع وإشراف.
(١٨٦) أي مستوية ملساء، ولعلَّ تأنيث الضمير باعتبار الأرض.
(١٨٧) ما بين القوسين غير موجود في نسخة (ق).
(١٨٨) سورة الحجّ: ٤٧.
(١٨٩) روضة الواعظين: ٢٦٤.
(١٩٠) سقط من نسخة (ق).
(١٩١) سقط من نسخة (ق)، وفي روضة الواعظين (ص ٢٦٤): (لأنَّه يهدي إلىٰ أمر مضلول عنه).
(١٩٢) غير موجود في النسخ الثلاث، وأضفناه من الإرشاد (ج ٢/ ص ٣٨٢).
(١٩٣) الإرشاد ٢: ٣٨٣، وفيه إضافة: (وكتب عليها: هؤلاء سرّاق الكعبة).
(١٩٤) أضفناه من الإرشاد.
(١٩٥) في نسخة (ت): (شئت).
(١٩٦) سقط من نسخة (ق).
(١٩٧) الإرشاد ٢: ٣٨٤، وفيه إضافة: (ويهدم قصورها، ويقتل مقاتلتها حتَّىٰ يرضىٰ الله عزَّ وعلا).
(١٩٨) في النسخ الثلاث: (عن أبيه)، والصواب ما أثبتناه.
(١٩٩) كشف الغمَّة ٣: ٢٦٤.
(٢٠٠) سقط من نسختي (م) و(ق).
(٢٠١) سورة آل عمران: ٨٣.
(٢٠٢) سقط من النسخ الثلاث، وأضفناه من الإرشاد.
(٢٠٣) سورة الأعراف: ١٢٨؛ سورة القصص: ٨٣.
(٢٠٤) ما بين القوسين غير موجود في نسخة (ق).
(٢٠٥) الإرشاد ٢: ٣٨٤.
(٢٠٦) الإرشاد ٢: ٣٨٦.
(٢٠٧) نفس المصدر.
(٢٠٨) سورة الحجر: ٧٥ و٧٦.
(٢٠٩) ما بين القوسين غير موجود في نسخة (ق).
(٢١٠) الإرشاد ٢: ٣٨٦.
(٢١١) في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (ص ٤٧٤)، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: (إنَّ القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها...) الخ.
(٢١٢) الإرشاد ٢: ٣٨٧.
(٢١٣) في نسخة (ت): (يأتي من).
(٢١٤) ما بين القوسين غير موجود في نسخة (ق).
(٢١٥) رواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة (ص ٤٧٠)، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسىٰ بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول... الخ.
(٢١٦) أمالي الصدوق: ٥٧٨، عن ابن المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمَّن سمع أبا عبد الله يقول... الخ.
(٢١٧) إلىٰ هنا ينتهي الباب الأوَّل من كتاب (بحر الأنساب) في نسخة (ق)، وما بعده موجود في نسخة (ت) و(م).
(٢١٨) أضفناه من كتاب مناقب آل أبي طالب (ج ٢/ ص ٣٧٣) ليستقيم المعنىٰ.
(٢١٩) روىٰ أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني (ج ٧/ ص ٢٢)، عن سليمان بن سفيان: أنَّ السيّد والعبدي اجتمعا فأنشد السيّد:

إنّي أدين بما دان الوصيّ به * * * يوم الخريبة من قتل المخلينا
وما به دان يوم النهر دنت به * * * وشاركت كفّه كفّي بصفّينا

فقال له العبدي: أخطأت، لو شاركت كفّك كفّه كنت مثله، ولكن قل: تابعت كفّه كفّي، لتكون تابعاً لا شريكاً. فكان السيّد بعد ذلك يقول: أنا أشعر الناس إلَّا العبدي.
(٢٢٠) الهام: الرؤوس، العرانين: جمع عِرنين - بكسر العين - وهو الأنف.
(٢٢١) روضة الواعظين: ٢٦٧.
(٢٢٢) كذا في عيون أخبار الرضا، وفي إكمال الدين: (مابنداذ)، وهو مجهول الحال.
(٢٢٣) العبرتائي، وهو متَّهم في دينه غالٍ.
(٢٢٤) الشن: القربة البالية.
(٢٢٥) أضفناه من (عيون أخبار الرضا).
(٢٢٦) عيون أخبار الرضا ٢: ٦١، ومع أنَّ الشيخ الصدوق مع جلالة قدره وعلوّ منزلته قد أخرج هذا الحديث في كتابه (عيون أخبار الرضا) الذي هو من الكتب المعتبرة والمصادر المعتمدة، نجد أنَّ محقّق نسخة (م) يُعلِّق علىٰ هذا الحديث في هامش نفس الصفحة بقوله: (هذا حديث غريب، ليس له أصل في الكتب المعتبرة والمعتمدة).
(٢٢٧) كما في نسختي (م) و(ت).

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٣ / ٤.٠
 التعليقات
الدولة:
الإسم: علي سعد
العراق
النص: نشكر مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ونبارك للامة الاسلامية على ماتجده في موقع الحقيقة كل ماتقر به العين بفضل سماحة اية الله العظمى علي الحسيني دام الله عليه البركات
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٢/٢٥ ١١:٥٤ ص
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016