دَجَّال البَصْرَة
أحمد إسماعيل كويطع. المسمي نفسه: الإمام أحمد الحسن
بقلم: علي الكوراني العاملي
فهرس الموضوعات
مقدمة
الفصل الأول: حركات الدجالين في العراق
تسع حركات دجالين في وقت واحد
حركة جند السماء بقيادة القرعاوي
الفصل الثاني: حركة الدجال أحمد اسماعيل
اعترف من غير قصد أنه في مخابرات صدام!
نسب نفسه إلى الإمام المهدي (عليه السلام)!
اعترف بأنه لم يدرس شيئاً في الحوزة
رد ما افتراه على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
كان هو والقرعاوي يبحثان عن ممولين!
الفصل الثالث: أحمد اسماعيل يشتري حيدر مشتت!
اشترى شريكه حيدر مشتت فآمن به!
حيدر مشتت ينتفض ويفضح شريكه!
مقتل الشيخ حيدر مشتت
الفصل الرابع: محاولات الدَّجَّالَيْن أن يستميلاني اليهما!
كان حيدر مشتت يتردد إلى قم
لا يتورع هو وأصحابه عن الإفتراء!
الفصل الخامس: ثورة الدجال أحمد الحسن في البصرة
جمع خمس مئة مسلح تحت الراتب
الفصل السادس: كيف نرد الأباطيل ونفحم الدجالين
(1) أفحموا الكذابين بطلب المعجزة!
(2) لماذا جاء ابن المهدي جاء قبل أبيه!
(3) عنده معجزات جميع الأنبياء (عليهم السلام)
(4) المهدي (عليه السلام) لا يُهزم فكيف انهزم ابنه؟!
(5) يدعي أنه ابن المهدي (عليه السلام) ولا يحسن قراءة القرآن!
(6) يدعي أنه إمام وهو لا يعرف العربية!
(7) يدعي أنه إمام ولا يعرف لغات العالم!
(8) العنف والتكفير طابع خطابه وأتباعه
(9) حيلتهم في الاستدلال بالاستخارة!
(10) حيلتهم في الاستدلال بالمنامات!
(11) دجال البصرة يُزَوِّرُ النُّصُوص في موقعه؟!
(12) يكفي لفضيحته أن شعاره نجمة إسرائيل!
(13) أصل دينه أنه رأى الإمام المهدي (عليه السلام) في المنام!
الفصل السابع: حقده الأسود على المرجعية وأهل العراق!
لماذا يحقد هذا الدجال على مرجعية الشيعة
رسالته إلى السيد القائد وعدد من العلماء
يطلب من العراقيين أن يطيعوه، ويشتمهم!
غضبه على العراقيين بسبب الانتخابات!
الفصل الثامن: بقية الأدلة التي لفَّقها ابن الدجال!
تحريفه معنى روايات ونصوص روايات!
أدلته المضحكة على أنه ابن المهدي (عليه السلام)!
بطلان استدلاله برواية الوصية
بطلان استدلاله برواية الإثني عشر من أبناء المهدي (عليه السلام)
بطلان استدلاله بروايتين عن أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
بطلان استدلاله برواية: للقائم إسمان، ورواية: بوجهه أثر!
زَوَّرَ الدجال رواية في نسب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)!
لماذا اختار الدجال دليل الاستخارة والمنام؟
نقض استدلاله على حجية المنام!
نقض استدلاله بالاستخارة لإثبات بدعته!
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وآله الطيبين الطاهرين، لا سيما الإمام المهدي، المذخور لإقامة دولة العدل الإلهي في الأرض (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
وبعد، فقد بدأ ادعاء المهدية من صدر الإسلام، إذ حاول بعضهم استغلال أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك، فادعوا المهدية لمعاوية بن أبي سفيان، ووضعوا له حديثاً يقول إن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا له أن يجعله المهدي، وقد ضعفه علماء الجرح والتعديل. (تهذيب التهذيب: 6/220، ومجمع الزوائد:9/357).
ثم ادعى ذلك موسى بن طلحة. (تاريخ دمشق:60/431، وسير الذهبي:4/365).
وفي عصرنا كثر ادعاء المهدية، وكان نصيب العراق بضع حركات، منها حركتان مسلحتان: حركة جند السماء بقيادة الهالك ضياء القرعاوي، الذي ثار في الكوفة من معسكره الذي جهزه وحشد فيه أنصاره، وكانت خطته أن يسيطر على النجف ويقتل المراجع والعلماء، ويعلن النجف إمارة إسلامية على نمط تنظيم القاعدة، فتصدت له الحكومة العراقية، وقتل هو وجماعة من أصحابه.
وحركة زميله المدعو أحمد الحسن، الذي زعم أنه اليماني الموعود، ثم سفير الإمام المهدي (عليه السلام)، ثم ادعى أنه ابن المهدي (عليه السلام)، وثار على الحكومة في البصرة فقَتَلَ من الشرطة والناس نحو خمسين، وقُتل من جماعته نحو خمسين واعتقل أضعافهم، وهرب هو إلى الإمارات، ثم واصل نشاطه يدعو إلى نفسه في العراق وخارجه، وينفق الأموال على الدعاية وتسليح جماعته سراً، على أمل أن يعود ويسيطر على البصرة، ويجعلها إمارة إسلامية، ويتوسع منها إلى العراق!
ونلاحظ أن أعداء الشيعة في العراق ركزوا على إخضاعهم بالإرهاب من جهة، وعلى تشويه عقائدهم، خاصة في زيارة الحسين (عليه السلام)، وفي عقيدتهم بالمرجعية، وعقيدتهم بالإمام المهدي (عليه السلام)، فشجعوا حركات ادعاء المهدية أياً كانت، وغرضهم أن تكثر الإدعاءات فيشكك المسلمون في أصل عقيدة المهدي (عليه السلام)!
وقد تصدى علماء الشيعة لهذا الضال وردوا أباطيله، وكتبت قبل سبع سنوات كتاب فعاليات في العراق..
وهذا الكتاب تجديد له وتكميل. أرجو أن يكتبني الله تعالى فيمن دافع عن دينه وردَّ أباطيل الكذابين المدعين زوراً لمقامات أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن يكفي المؤمنين شرهم وشر من وراءهم، ويثبتهم على ولاية نبيه وآله الطاهرين وخاتمهم المهدي الموعود، صلوات الله عليه.
حرره: علي الكوراني العاملي
بقم المشرفة - سابع شعبان المعظم1433
الفصل الأول: حركات الدجالين في العراق
تسع حركات دجالين في وقت واحد!
من قديمٍ ادعى الكذابون مقامات الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام). بل ادعوا مقام الله تبارك وتعالى! (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلا مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي).
وفي عصرنا، استغلوا عقيدة المسلمين بحتمية ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) فادعى بعضهم أنه المهدي الموعود، أو أنه سفيره ورسوله إلى العالمين أو أنه ابنه، أو أنه ابن الإمام علي (عليه السلام) مباشرة من بويضة، أو أنه الإمام الرباني، وادعى بعضهم المهدية لأشخاص غيرهم.
وحركات الدجالين موجودة في كل بلاد المسلمين، لكن للعراق نصيباً وافراً منها، لأنه عاصمة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقاعدة دولته العالمية بإجماع المسلمين.
ولأن أهله يؤمنون بعقيدة المهدي (عليه السلام)، وينبضون بحبه، فيأمل الدجالون أن يجدوا فيهم من يصيدونه في شباك خداعهم.
وكانت بوادر هذه الحركات قبل هلاك الطاغية صدام، لكنها استفحلت بعد هلاكه بسبب غياب الدولة.
والعامل الأساسي الذي جعلها تستفحل: أن بعض الدول المعادية للعراق تبنت بعضها، وأمدتها بالمال والسلاح، لتخدم أهدافها التخريبية.
وهذا تعداد مجمل لهذه الحركات الضالة:
1. الحركة السلوكية. وقد نشأت في بداية التسعينات بعد أن ألقى الشهيد السيد محمد الصدر (رحمه الله) دروساً حوزويه في العرفان والسلوك وعلم الباطن والحقيقة، مقابل علم الظاهر والشريعة.
وكانت برئاسة عدة أشخاص من أتباعه، قيل منهم الشيخ حازم السعدي وعايد الصدري، وعمار الصدري. وقد وقف السيد الصدر في وجههم.
2. حركة: المنتظرون. وهم جماعة أخرى من تلاميذ المرجع الشهيد السيد محمد الصدر، ظهروا في حياته أيضاً.
3. حركة جند المولى. ويقصدون بالمولى مرجعهم السيد محمد صادق الصدر. زعموا أن الإمام المهدي (عليه السلام) تجلى فيه! وقيل إنهم برئاسة منتظر الخفاجي وفرقد القزويني، وقد وقف ضدهم السيد الصدر أيضاً.
4. حركة الشيخ حيدر مشتت المنشداوي، وكان من أتباع المرجع الصدر، وبدأ حركته في حياته، لكنه كان متحفظاً لم يعلن دعوته إلا لأفراد. وقد ادعى أنه القحطاني الموعود، ثم ادعى أنه اليماني.
5. حركة فاضل عبد الحسين المرسومي، الذي ادعى أنه الإمام الرباني.
6. حركة المختار. برئاسة حبيب الله - أبوعلي المختار، وقيل إنه من بغداد من اهالي الطالبية والده شيوعي سابق وكان يعمل في السحر وقراءة الفال.
7. حركة جند السماء. بقيادة: ضياء عبد الزهرة الكرعاوي.
8. حركة أحمد إسماعيل كويطع السويلمي، الذي ادعى أنه هو اليماني وليس صديقه الشيخ حيدر، والمدعو باليماني. ثم ادعى أنه سفير الإمام المهدي ورسوله إلى العالمين، ثم ادعى أنه ابنه ووصيه.
9. حركة أصحاب القضية: وهم جماعتان:
الأولى: حركة روح الله الذين زعموا أن السيد الخميني(رحمه الله) هو المهدي (عليه السلام) وأنه لم يمت بل غاب، وسوف يظهر!
الثانية: حركة النبأ العظيم. وتدعي أن السيد مقتدى الصدر هو الإمام المهدي (عليه السلام). وقد انتشرت جزئياً في العمارة ثم في بغداد والرصافة.
وقد انقرضت هذه الحركات والحمد لله، والموجودة منها فعلاً (شعبان1433) اثنتان فقط: حركة أحمد كويطع، وحركة المرسومي.
وأهمها على الإطلاق حركتان: جُنْد السماء، التي نشأت حركة مسلحة، وخاضت مع الحكومة العراقية معركة طويلة، وقتل من أعضائها نحو300، من ضمنهم قائدها الكرعاوي. وقبض على نحو600 عضو.
حركة جند السماء بقيادة القرعاوي
ضياء عبد الزهرة القرعاوي، من عشيرة آل أكرع من محافظة الديوانية. كان أحمر الوجه، أصهب الشعر، ثقيل اللسان، قوي الشخصية، وله أخ يكبره بسنوات، كان يدير أعماله حتى قتل، وهو متزوج وله أولاد، وكان عمره عندما قتل 38 سنة، وعاش في الزركة قرب الكوفة18سنة، ولم يكن هو أو عائلته معروفين قبل حركته.
سمى نفسه قاضي السماء، وألف كتاباً بهذا الاسم، قال فيه عن نفسه: (إنني المهدي، وإنني ولد من ولد فاطمة (عليها السلام)).
وزعم أنه وُلد من بيضة مخصبة للزهراء (عليها السلام) من الامام علي (عليه السلام) وقد بقيت حتى استقرت في رحم أمه أم ضياء!
وكتب عنه مراسل جريدة الشرق الأوسط: (الجمعة 14 محرم 1428 هـ 2 فبراير 2007 عدد 10293): (كشف مجلس النواب العراقي أمس، عن أن قائد مجموعة (جند السماء) الذي قتل خلال عملية عسكرية عراقية أميركية، بضواحي مدينة النجف الأحد الماضي، هو مواطن عراقي شيعي يجيد الغناء والعزف على آلة العود، أوصى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بدفنه وأنصاره الذين قتلوا في المعارك.
وقال بيان أصدره مكتب النائب الأول لرئيس البرلمان خالد العطية، إن قائد مجموعة (جند السماء) من مواليد مدينة الحلة هو شاب هادئ نشأ بعيداً عن المشاكل، وكان مغنياً ويجيد العزف على آلة العود، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. وبعد التخرج من أكاديمية الفنون الجميلة كوّن مجموعة تدعي أنها تمهد لنزول المهدي المنتظر.
وأكد الدكتور علي عبد الله، العميد الأسبق لأكاديمية الفنون الجميلة، أن الكرعاوي كان أحد تلامذته في نهاية التسعينات، حيث كان يدرس في قسم الموسيقى. حسب معرفتي بالكرعاوي، فقد كان طالباً هادئاً ومنفتحاً فكرياً، ولم تكن له أية علاقة بالتدين أو التطرف الديني أو الطائفي، بل كان على العكس من ذلك تماماً ولطيف المعشر.
وحسب أحد زملاء الكرعاوي: (كان هدفه أن يكون مطرباً وملحناً في آن واحد، حيث كان يجيد العزف على آلة العود.
وقال زميله الذي درس آلة الكمان ويقيم حالياً في مدينة دنهاخ الهولندية لـ(الشرق الأوسط) عبر الهاتف أمس: (إنني استغرب ما أسمعه الآن من أخبار حول الكرعاوي، ولا أستطيع أن أصدق أنه قائد لمجموعة دينية أو طائفية، وربما هناك خطأ في الموضوع أو خلط في الأسماء) مشيراً إلى أن (كل ما أعرفه عن الكرعاوي بعده عن التدين أو الطائفية، حيث كنا نجلس في القسم الداخلي، وهو يعزف على العود الأغاني الشائعة، وهو يقول غداً سأكون مطرباً مشهوراً).
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع أعلن الثلاثاء أن الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت (جند السماء) بلغت263 قتيلاً و502 أسيراً بينهم 210 أصيبوا بجروح.
وتابع الدباغ: إن جند السماء جماعة عقائدية دينية مسلحة، أرادت الهجوم على الروضة الحيدرية مقام الإمام علي في النجف. وأضاف: لايزال التحقيق جارياً حول ارتباط هذه الجماعة داخلياً وخارجياً، فمن الواضح أن قدرات هذه الجماعة ليست ذاتية، بل إن هناك تداخلاً بين الأهداف الدينية والأهداف الإرهابية تستعمل العنف المسلح.
وأكد الدباغ: هناك من خمسين إلى ستين منزلاً، متوزعة على عشر مزارع، أقاموا فيها سواتر عسكرية وخنادق تحيط بها. ولديهم أجهزة اتصالات ودراجات نارية لمراقبة الطريق، كما كان لديهم أكثر من ثمانين سيارة، ويمتلكون أجهزة خفيفة ومتوسطة).
كما كانت هناك ساحة للتدريب وبطاقات خاصة لدخول المعسكر (...) ومخازن ومطبعة صغيرة لطبع المنشورات، ومولدات كهربائية في الموقع، حيث عثر على سجل يضم أسماء أفراد المجموعة (...) والتحقيق جار لمعرفة امتدادات ومصادر هذه المجموعة).
وقالت جريدة دنيا الوطن العراقية: (قال العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية العراقية، إن نتائج التحقيقات في قضية جند السماء التي شهدتها محافظة بابل جنوب بغداد خلال مطلع العام الحالي خلال احتفالات العاشر من محرم والتي راح ضحيتها نحو300 قتيلاً واعتقال600 آخرين اكتملت وأظهرت أن التسمية الحقيقية لتنظيم جند السماء هي جيش الرعب.
وأضاف خلف: إن قائد التنظيم المدعو ضياء عبد الزهرة الكرعاوي الذي قتل خلال المعارك التي دارت في منطقة الزركة بين محافظتي النجف وبابل كانت تربطه علاقة وثيقة بالنظام السابق، وكان موقوفًا قبل2003.
وأشار إلى أن عمله مع النظام مخابرات النظام السابق تمت خلال توقيفه. وأشار خلف خلال مؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء في بغداد ظهر اليوم أن المزرعة التي كان يتدرب ويختبئ فيها أعضاء التنظيم كانت عبارة عن وكر، ومحاطة بسواتر ترابية، وأن ملكيتها تعود لوالد ضياء الكرعاوي الذي استغلها كمعسكر للتدريب وللعلاج وللمبيت، له ولأتباعه الذين يزيدون عن ألف.
إن عناصر التتنظيم كانوا يرتدون أزياء موحدة، وبدوا كجنود محترفين، إذ يرتدون شماغًا عربيًا من النوع الذي يرتدى في مناطق الفرات الأوسط وأحذية ودشداشة بلون أسود مع صف رصاص بالأسود أيضاً.
وأن لديهم عددًا كبيراً من السيارات، بينها أكثر من سبعين سيارة جديدة غير مستعملة. وكان على ظهر بعض السيارت رشاشات مثبتة ومجهزة للمعارك. وكانت المزرعة مجهزة بمستشفى وصالونات للرياضة وحلاقة كما كان يوجد جناحان خاصان لقائد التنظيم ضياء الكرعاوي فقط. وكانت التعليمات من قبله لأتباعه تقضي بعدم الاقتراب من الأهالي خشية كشفهم أو الشك بهم.
وأضاف خلف أن قائد المجموعة ومساعديه كانوا يخططون لقتل مراجع الدين في النجف عن طريق ترتيب يوم الظهور، حيث يكون ضياء الكرعاوي هو المهدي المنتظر.
وأكد خَلَف تورط دول إقليمية في هذه الأحداث، لكنه لم يُسم هذه الدول وقال إن المجاميع التي دخلت المزرعة على شكل مواكب حسينية هي التي لفتت القوى الأمنية إليها. وأكد أن المحققين أجروا تحقيقًا معمقاً ومفصلاً مع الموقوفين، وأن الأجهزة الأمنية تحتفظ بكثير من التفاصيل.
ثم عرض اعترافات فيديوية لعدد من الموقوفين من تنظيم جند السماء وظهر أخو الكرعاوي المدعو رياض عبد الزهرة الكرعاوي الذي أوضح أن أخاه بقي مسجوناً سنتين وثلاثة أشهر إلى أن أطلق سراحه عام 2002. وقال إنه لجأ إلى العمل التجاري بعد إطلاق سراحه، وكان همه جمع أكبر كمية من المال. وقال إنه ارتبط عن طريق تجارة الخشب بشخص إسمه علي كان على صلة بأياد علاوي زعيم القائمة الوطنية العراقية ورئيس الوزراء العراقية الأسبق، سهل لضياء لقاء علاوي في لبنان، وثم التقى بشخص آخر إسمه أحمد من طرف الشيخ حارث الضاري، سهل له لقاء الضاري في عمان، وفي الإمارات. وسافر لسورية والأردن والإمارات ومصر وإلتقى مرات أخرى بأياد علاوي وحارث الضاري أيضاً... وأنه كَوَّنَ علاقات بمجاميع مهدوية مثل مجموعة الحسني الصرخي. وأكد أن آخر لقاء له مع حارث الضاري كان قبل أسبوعين من الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وظهر أشخاص آخرون في العرض الفيدوي اعترفوا بوجود مخطط لاحتلال مدينة النجف وقتل المراجع الشيعية فيها، وإعلان يوم الظهور للمهدي المنتظر، وإن ضياء الكرعاوي كان يستعد ليكون هو المهدي المنتظر. وأظهرت اعترافات المتهمين وجود ضباط من الجيش السابق في صفوف جند السماء.
ولم يبين المتهمون نوع العلاقة التي كانت تربط قائد التنظيم مع أياد علاوي وحارث الضاري، وعلاقتهما بما كان يخطط له من احتلال النجف وقتل رجال الدين فيها. غير أن شقيق الكرعاوي قال إن الشيخ حارث الضاري قال للكرعاوي إنه يؤيد قيام حكومة علمانية في العراق، ويعارض الفيدرالية. وكان تنظيم جند السماء عرف بعد المعركة التي اندلعت في منطقة الزركة في شهر كانون الثاني/يناير 2007 في التاسع من شهر محرم، وراح ضحيتها عشرات القتلى، واعتقل أعداد أخرى بينهم نساء وأطفال، قيل إنهم انضموا لذويهم للمشاركة في يوم ظهور المهدي المنتظر!
وكشفت البيانات الرسمية ومعارف الكرعاوي أن ضياء عبد الزهرة الكرعاوي كان قد درس الموسيقى في أكاديمية الفنون الجميلة، وتخرج فيها، ولم يكن معروفًا بأي ميول دينية سابقاً.
ولم يكشف حتى الآن غير المصادر الرسمية العراقية أيُّ مصدر مستقل عن أسباب تأسيسه تنظيم جند السماء، والدوافع التي كان يسعى إليها، وعن الجهات التي كانت تموله.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كشف فى أيلول سبتمبر الماضي أمام جلسة لمجلس النواب العراقي عن انتهاء التحقيق في المواجهات الدامية التي وقعت في مدنية كربلاء قبل اسبوعين، والأحداث التي شهدتها منطقة الزركة قرب النجف بداية العام الجاري، ووعد بعرض اعترافات المتهمين في الحادثتين.
وقال المالكي: القضاء أصدر أحكامه في حادثة الزركة، حيث تم تجريم 396 متهماً... وحكم بالإعدام على عشرة منهم، وبالسجن المؤبد على 81، والسجن المؤقت على350 متهماً، والإفراج عن 54 آخرين بعد ثبوت برائتهم. وأشار إلى أن التحقيقات أثبتت تورط جهات داخلية وخارجية في الأحداث، موضحاً بأنه سيتم عرض اعترافات المتهمين على الشعب العراقي. ولم يحدد رئيس الوزراء العراقي تلك الجهات المتورطة).
ولا يتسع المجال للاقتطاف مما نشرته الصحف حول أحداث حركتهم، واعترافاتهم الجهنمية، فنكتفي بخلاصة مقال للسيد أحمد الياسري من موقع:
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?p=156931
أحمد الياسري.. شبكة البروج الأخبارية:
بعد الإعتراف الخطير والمعلن لحسن الحمامي، ما يوصف بالأب الروحي للتنظيم في النجف الأشرف وأمام شاشات التلفاز، حيث أكد أن الإمارات حسب علمه هي من تمول هذا التنظيم الإرهابي المخرب، أكدت التقارير الواردة من مصادر في التحقيقات الأولية ووصفت بالمصادر المطلعة، أن التحقيقات الأولية مع المعتقلين من أنصار الضال الإرهابي الحسني اليماني في البصرة والناصرية ومناطق أخرى، كشفت عن معلومات خطيرة للغاية، وأكدت المخاوف السابقة بأن هذه الجماعة لديها مشروع متكامل يستهدف تصفية مراجع دين وقيادات أمنية، وتجنيد شبكة واسعة من المغرر بهم والعاطلين عن العمل، لتشكيل قوة عسكرية تستطيع أن تحتل مناطق كاملة وتعلن بدء قيام دولة باسم الإمام المهدي المنتظر!
وأكد عضو مجلس في محافظة البصرة رفض الكشف عن اسمه أن أدلة هامة ضبطت بحوزة المعتقلين تؤكد ارتباط الجماعة بأكثر من دولة أجنبية! وأضاف: إنني أستطيع أن أؤكد بأن الإعترافات كشفت عن وجود دعم سعودي لهذه المجموعة بشكل كبير وبإمكانات غير محدودة، بالإضافة إلى وجود دعم لها من دول أخرى! وعلم من مصادر في مجلس الوزراء أن السفارة الأمريكية أبلغت مسؤولين عن عدم رضاهم بالتصدي وبهذا الحزم والقوة لجماعة الحسني اليماني، ووصفت إجراءات الدولة بأنه استخدام مفرط للقوة!
هذا، وكانت الاعترافات الأولية قد كشفت أيضاً أن مجموعات هذا التنظيم كانت وراء اغتيال عدد من ممثلي المرجع السيستاني، واغتيال قائد شرطة الحلة اللواء قيس المعموري.. وقد صرح أحد المسؤولين الأمنيين موضحاً أن الحكومة العراقية ستوفد مبعوثين إلى عدد من الدول المعنية عربياً ودولياً لاطلاعها على الوثائق والادلة المتعلقة بضلوع هذه الدول التي اعتذر عن تسميتها في الوقت الراهن لأسباب وصفها بأنها تتعلق بسير عمليات التحقيق الجارية مع العناصر الذين تم اعتقالهم... وطالب الكثير من أبناء الشعب العراقي عبر الرسائل التي وردت إلى شبكتنا الأخبارية الكشف عن هذه الدول علانية، ووضع الأدلة أمام العالم أجمع، لأن الامر أصبح لا يطاق، وعدَّ التعتيم على هذه الدول بمثابة جريمة تشارك فيها الحكومة بحق شعبها الذي انتخبها!
لأن الأمر يخص أمن دولة وشعب العراق المهدد، من قبل دول تدعي مساندتها للشعب العراقي فيما تساهم بالمال والإعلام بتقويض خيارات الشعب في بناء عراق حر ديمقراطي.. وكانت المواجهات العنيفة قد اندلعت عشية يوم عاشوراء المنصرم، بين جماعة الضال أحمد الحسن اليماني وقوات الأمن في مدينتي البصرة والناصرية، أسفر عن مقتل العشرات بينهم القائد العسكري لهذه الجماعة في البصرة أبو مصطفى الأنصاري، وقد انضمت عناصر من (جيش المهدي) إلى جانب القوات الحكومية للرد على العمليات المسلحة لجماعة الحسني.
وكان لجيش المهدي دور كبير في هذه العمليات وخاصة في البصرة ما استشهد عدد من عناصر الشرطة بينهم ضابطان كبيران).
أقول: وهكذا خطط الوهابية وأيتام صدام، وأنفقوا ملايينهم، ثم غلبوا وكانت عليهم حسرة وخزياً!
سمعت أن حارث الضاري قال للأمير نايف السعودي: لقد قضوا على حركة جند السماء وقتلوا قائدها والعديد من مجاهديها!
فقال له: لا تهتم يا جناب الشيخ، يوجد حركات ومجاهدون كثيرون!
وهكذا انتهى ضياء المغني الذي اختاروه من مخابرات صدام، وصنعوا منه دجالاً يزعم أنه الإمام المهدي صلوات الله عليه، وأنه سيقتل العلماء، ويسيطر على النجف وكربلاء والعراق، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً!
وقد أغدقوا عليه ملايين الدولارات، فصرف بعضها على لهوه وشهواته، وجمع ببقيتها بسطاء حمقى، أو شركاء له في الشيطنة والدجل، وكان بعضهم من الوهابية المتطرفين، لا علاقة لهم بالشيعة من قريب ولا بعيد.
وكانت النتيجة أن مهديهم ضياء عَضَّ على لسانه (الشريف) ومات، وذهب إلى نار جهنم، ولم يملأ شيئاً عدلاً.
وقد رأيت صورته بعد قتله، وكان سالم البدن، مترفاً مُسَمَّناً، يظهر أنه كان يعتني بتجميل وجهه، حتى سوَّد الله وجهه في الدنيا قبل الآخرة، وأهلك معه مئات الشباب وقليل منهم شياطين مثله ووهابيون، وأكثرهم من الفقراء الحمقى الذين استحمرهم واستغلهم، وحسابهم على الله!
وكان بعض الذين قبض عليه منهم يسأل: أين صار الإمام المهدي؟ هل دخل النجف وقتل المراجع والعلماء؟ فلما قيل له إنه قتل، قال: مستحيل!
فلما تيقن أنه قتل قال: قتل؟! إذن ليس هو الإمام المهدي!
الفصل الثاني: حركة الدجال أحمد اسماعيل بن كويطع
اعترف من غير قصد أنه في مخابرات صدام!
إسمه: أحمد إسماعيل كويطع، من قرية الهَمْبُوشي في منطقة الهُوَيْر في قضاء المُدَيْنَة، التابع لمحافظة البصرة. وهو من عائلة فقيرة يدعون أنهم من بني السليمي الذين يرجعون إلى الصيامرة.
هو أيضاً صغير السن، من جيل ضياء القرعاوي وحيدر مشتت. وقد تخرج من كلية الهندسة المدنية في البصرة سنة 1998، ولم يعمل في الهندسة، بل ذهب إلى النجف ولم يدرس، بل رافق حيدر مشتت والقرعاوي، وأمثالهما ممن تقربوا إلى المرجع السيد محمد صادق الصدر وأظهروا أنهم من تلاميذه الخاصين.
وقد اعترف رفقاء القرعاوي أنه كان مجنداً في ذلك التاريخ من مخابرات صدام، من شعبة شؤون الحوزة. ويظهر أن أحمد إسماعيل كان مجنداً من ذلك التاريخ. ومن غبائه أنه فضح نفسه واعترف بأنه رجل مخابرات!
فقد أراد أن يثبت أنه صاحب كرامة، فنشر كتاباً بإسم (كرامات وغيبيات) وذكر فيه صفحة27، أنه أخبر قبل شهور من الحدث بمقتل السيد محمد صادق الصدر، ثم أكده لخواصه في ذلك اليوم يوم الجمعة، فلم يحصل شيء إلى العصر: (فأخذ الطلبة يسألون السيد أحمد الحسن: وين القتل الذي تقول به؟ فكان يقول لهم: إن شاء الله خير، وبقي السيد ينتظر ما أخبره الله به، واليوم طويل حتى صار الليل، فكان ما أخبره الله به)!!
فإذا أخبره الله تعالى كما زعم فلماذا لم يخبر سيده وأستاذه ليأخذ احتياطه!
إن كلامه هذا وحده دليل لمن كان له عقل، على أنه من ضباط مخابرات، وأنه كان من المجموعة المأمورة بقتله!
نسب نفسه إلى الإمام المهدي (عليه السلام)!
كتب عن حياته في موقعه، فحذف إسم جده كويطع، ونسب نفسه إلى الإمام المهدي (عليه السلام)! قال: (إسمه احمد بن اسماعيل بن صالح بن حسين بن سلمان بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام.
كان يعيش بالبصرة في جنوب العراق وأكمل دراسته الأكاديمية وحصل على شهادة بكلوريوس في الهندسة المدنية، ثم انتقل إلى النجف الأشرف وسكن فيها لغرض دراسة العلوم الدينية، وبعد اطلاعه على الحلقات الدراسية والمنهج الدراسي في حوزة النجف وجد أن التدريس متدني (متدنٍّ) لا أقل بالنسبة له.. ولذا قرر الإعتزال في داره ودراسة علومهم بنفسه دون الإستعانة بأحد! فقط كان معهم ويواصل بعضهم ويواصلونه).
فقد حذف إسم جده كويطع وجاء بدله بجد إسمه صالح، ونسب نفسه إلى سلمان بن الإمام المهدي (عليه السلام)، وجعل لنفسه أربعة أجداد إلى الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الخامس. لكن لم يبين كيف طال عمر هؤلاء الأربعة أكثر من ألف ومئتي سنة، فهل مد الله في عمرهم، ثم أماتهم!
اعترف بأنه لم يدرس شيئاً في الحوزة العلمية!
ثم اعترف بأنه لم يدرس في الحوزة شيئاً لأنه لمس تدني مستواها العلمي عن مستواه العالي، فدرس في بيته على نفسه!
ولكنه إلى الآن ما زال يخطئ في اللغة وفي النحو وفي قراءة القرآن، فهذا مستواه من مقدمات العلم، فكيف في العلم نفسه!
الصحيح أن هذا الدجال ذهب إلى النجف بمهمة من مخابرات صدام، وليس للدراسة أو لإصلاح الحوزة كما يزعم. وقد توثقت علاقته في النجف بصديقه الشيخ حيدر مشتت، وكان حيدر أعرف منه بالجو الحوزوي والشيعي، أما أحمد فكان بعيداً عن جو الحوزة والشيعة، إلا ما سمعه ووجهه به مسؤوله في المخابرات.
كان أحمد تلميذاً لحيدر، لكنه أقوى منه شخصية وطموحاً، وأيسر منه مالياً.
ذكر لي بعضهم أنهم كانوا مجموعة من بضع نفرات، والبارز فيهم حيدر ثم ضيفه أحمد، و كانوا يذهبون كثيراً إلى جدول النجف، وهو منخفض فيه بعض البساتين، قال إنهم يزعمون أنهم كانوا يقومون بالإرتياض بالعبادة والعزلة ويأكلون الخبز والخضرة فقط، حتى يصلوا إلى درجات السلوك والمقامات الروحانية بزعمهم!
وفي سنة 1424 هجرية، أطلق حيدر وأحمد دعوتهما للإنضمام إلى حركة اليماني، فكانا شريكين فيها، وجعلا الأمر مبهماً، فلم يكن حيدر يصرح بأنه هو اليماني أو صاحبه!
ويظهر أن أحمد بعد ذلك قَبِل يومها أن يكون حيدر هو اليماني (وآمن به)!
فنشط حيدر في ادعاء أنه اليماني الموعود، الذي سيحكم اليمن، ويمهد للإمام المهدي (عليه السلام)، وكان شريكه أحمد مؤيداً أو ساكتاً!
وقد جاء حيدر مراتٍ إلى قم، محاولاً التأثير على بعض الطلبة والعرب المقيمين فيها! وذات مرة جاء مع مجموعة من أتباعه وقام بتوزيع منشورات تبشر باليماني الموعود! وخرج مع أنصاره على شكل تظاهرة بشعارات وهتافات، متجهين من وسط قم إلى مسجد جمكران، الذي يزوره الناس ليلة الأربعاء، لأنه مسجد الإمام المهدي (عليه السلام). فقامت الشرطة الإيرانية باعتقالهم وإبعادهم إلى العراق.
وبعد سقوط صدام سمعنا عن حركة اليماني حيدر مشتت، فقد استغل فترة الفراغ الأمني والسياسي فأخذ يدعو إلى نفسه. وكان يزورني حيدر مشتت، كما سيأتي.
رد ما افتراه على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
زعم أنه رأى الإمام المهدي (عليه السلام) في المنام في عهد صدام، فأمره بالذهاب إلى الحوزة لإصلاحها! وقد كان موظفو المخابرات الذين أدخلهم صدام في الحوزة وعممهم، يتكلمون يومها عن فساد الحوزة ووجوب إصلاحها!
يدعي أنه أصلح الحوزة العلمية في النجف، قال: (وذلك لأن الحوزة لا يدرَّس فيها القرآن، فدرَّس القرآن فيها)!
ولم يذكر لنا حضرته إسم طالب واحد درسه القرآن، أو إسم رجل عادي علمه قراءة القرآن أو ترتيله! وقد تعلم هذه التهمة للحوزة العلمية في النجف وقم، من الوهابيين، لأن معاهد الوهابيين وجامعاتهم الدينية سطحية، تتلخص الدراسة فيها بتعليم الطالب قراءة القرآن وفتاوى ابن تيمية وتكفير المسلمين! وليس فيها تعمق في اللغة العربية، لا في النحو ولا في المعاني والبيان، ومن سطحيتهم في اللغة أنهم إلى الآن لا يفهمون الحقيقة والمجاز، وينكرون وجود المجاز في القرآن! وليس في مناهجهم دراسة أي كتاب في أصول الفقه، ولا في المنطق ولا الفلسفة، ولا يهتمون بدراية الحديث ومحاكمة الأدلة النقلية، ولا بالتعمق في الأدلة العقلية! فترى الطالب منهم يتخرج من معاهدهم وجامعاتهم (لا عقل ولا نقل) وكأنه شريط مسجل لتلاوة القرآن وفتاوى ابن تيمية، ويسمونه:عالماً ودكتوراً!
ثم تراهم يهاجمون مناهج حوزاتنا، لأنا لا ندرس فيها قراءة القرآن وترتيله! فهذه مرحلة ما قبل الحوزة، ومناهج الحوزة للتعمق في أدبيات وعقليات علوم القرآن والحديث والفقه وأصول الفقه، وكلها بحوث تقوم على القرآن والسنة.
وهم وغيرهم يعرفون أن أصل مذهبنا قائم على القرآن والسنة، تطبيقاً لوصية النبي (صلى الله عليه وآله) المؤكدة والمكررة: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)!
إنهم يريدون تعميم سطحيتهم وتحويل حوزاتنا إلى مكاتب حفافيظ للقرآن والمتون، ولا يريدون مناهج التعمق والاجتهاد، أو لا يفهمون قيمتها!
إن تعليم قراءة القرآن وترتيله وتجويده وتحفيظه، أمور حسنة وضرورية، لكنها مرحلة من مقدمات الدخول في الحوزة، أو عمل من نشاط الحوزة في المجتمع، ولا يصح أن يكون بدل مناهج الحوزة التخصصية المعمقة. وقد أدرك ذلك الشيخ محمد عبده(رحمه الله) عندما تسلم مشيخة الأزهر، فعرَّفه بعضهم يوماً بطالب علم، ومدحه قائلاً: إنه يحفظ البخاري عن ظهر قلب! فأجابه الشيخ محمد عبده: (الحمد لله، زادت عندنا نسخة في البلد)! إنهم يريدون تحويل الحوزة من خط تخريج فضلاء ومجتهدين، إلى تخريج نسخ من القرآن والكافي، كما جعلوا معاهدهم تخرج نسخاً من القرآن ومنهاج السنة لابن تيمية الحراني!
4. أما ادعاؤه أنه نشر قضية الإمام المهدي (عليه السلام) في الحوزة، فيكذبه لأنه لم يطرح شيئاً في النجف إلا شراكته مع مشتت، وبعد سنوات ادعى أنه رسول المهدي وابنه!
وكذلك قوله إنه وقف في وجه صدام عندما كتب القرآن بدمه، ولا أظنه تجرأ على مخالفة واحدة لصدام حتى في أمر صغير! لأنه من المخبرين الذين ضخَّهم صدام في حوزة النجف، وعممهم، وفرضهم عليها!
أما ما سماه الإصلاح الإقتصادي في الحوزة فقال: (ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالب، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه)!
فقد حدثني بعض طلبة النجف أن حيدر مشتت وبعض الطلبة ذهبوا إلى مكتب السيد السيستاني مد ظله، يعترضون على قلة رواتبهم، وقد استمع اليهم نجله السيد محمد رضا ووعدهم خيراً.
وقد يكون أحمد اسماعيل يومها في النجف فذهب معهم، ثم جعل نفسه رئيسهم، وجعل موضوعهم: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة)!
فواقع الأمر أن المرجعية من قديم تعطي لكل طالب في الحوزة راتباً قليلاً، وهو راتب رمزي، بسبب إمكاناتها المتواضعة. وهؤلاء المجموعة الذين منهم حيدر مشتت لم يكونوا طلبة بل موظفين في مخابرات صدام فرضهم على الحوزة كطلبة، وكان المراجع مضطرين لإعطائهم رواتب كبقية الطلبة، لكنهم كانوا يطالبون بأكثر ويسمون ذلك: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة)!
لاحظ جرأة هذا المغرور العامي أحمد اسماعيل، حيث ادعىه أنه بقي في النجف بضعة شهور فتخرج من حوزتها، وأنه قام بالإصلاح على مختلف الأصعدة!
6. زعم المغرور أحمد إسماعيل أنه ذهب إلى النجف للدراسة فرأى ضعف المناهج في الحوزة فقرر أن يدرس في بيته على نفسه!
فقد أجاب على سؤال فقال: (إسمي هو أحمد، كنت أعيش في مدينة البصرة في جنوب العراق، وأكملت دراستي الأكاديمية وحصلت على شهادة بكلوريوس في الهندسة المدنية، ثم انتقلت إلى النجف الأشرف وسكنت فيها لغرض دراسة العلوم الدينية، وبعد اطلاعي على الحلقات الدراسية والمنهج الدراسي في حوزة النجف، وجدت أن التدريس متدني (متدنٍّ) لا أقل بالنسبة لي أو بحسب رأيي كما وجدت أن في المنهج خللاً كبيراً، فهم يدرسون اللغة العربية والمنطق والفلسفة وأصول الفقه وعلم الكلام، العقائد، والفقه، الأحكام الشرعية، ولكنهم أبداً لا يدرسون القرآن الكريم أو السنة الشريفة، أحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) وكذا فإنهم لا يدرسون الأخلاق الإلهية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن. ولذا قررت الإعتزال في داري ودراسة علومهم بنفسي دون الإستعانة بأحد، فقط كنت معهم وأواصل بعضهم ويواصلوني.
أما سبب التحاقي بالحوزة العلمية في النجف فهو أني رأيت رؤيا بالإمام المهدي وأمرني فيها أن أذهب إلى الحوزة العلمية في النجف، وأخبرني في الرؤيا بما سيحصل لي، وحدث بالفعل كل ما أخبرني به في الرؤيا).
6. ثم ادعى الدجال أنه درس على يد الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد سأله صالح المياحي بتاريخ:4/ربيع الثاني/1426: (على يد من من العلماء المراجع درس حضرة السيد؟ فكتب له العقيلي ناطقه: (درس السيد أحمد الحسن على يد الإمام المهدي ولا دخل له بما درسه أو يدرسه المراجع! فهو عبارة عن ناقل عن الإمام المهدي ومبلغ وممهد له).
ومن المؤكد أن (المهدي) الذي درَّس الدجال لايعرف النحو، ولا اللغة، ولا الإملاء ولا أصول الفقه! لكثرة أخطاء تلميذه النابغة في ذلك.
كان هو والقرعاوي يبحثان عن ممولين!
كان أحمد الحسن والقرعاوي أكثر شيطنة من حيدر مشتت، فكانا يسافران إلى الكويت والإمارات وأوروبا، يبحثان عن مشترٍ لهما!
وقد وجد القرعاوي الوهابية وحارث الضاري وبعض البعثيين، فطرح عليهم خطة مهاجمة النجف، وقتل مراجع الشيعة وعلمائهم، وإعلان النجف إمارة إسلامية، فأعجبهم ذلك وأمدوه بالمال! فسارع بإنشاء قاعدة في منطقة الزركة قرب النجف، وأخذ يجمع السلاح والأنصار لساعة الصفر.
ولعل أحمد الحسن هو الذي دل القرعاوي عليهم، لأنه كان على صلة بوهابيين من الكويت في أبي الخصيب بالبصرة، وقيل إنه كان وهابياً لمدة.
لكن المؤكد أنه كان يحمل أفكاراً وهابية كحقده على المراجع والعلماء، وإشكاله على حوزة النجف بأنها لاتُدَرِّس القرآن والحديث، مع أنه لا يحسن قراءة القرآن ومع أن النجف تضم أعمق البحوث القرآنية والحديثية، وعليها يقوم علما أصول الفقه والفقه، ولا يستطيع هذا الدجال وممولوه فهم بحث واحد منها!
ويظهر أن الخطة التي أقنعهم بتمويلها هي الثورة باسم الإمام المهدي (عليه السلام) في البصرة، وإعلانها إمارة إسلامية!
وقد اعترف معاونه حسن حمامي بأنه يتلقى أمواله من الإمارات.
ويظهر أن بندر بن عبد العزيز وهو منسق العمليات بين المخابرات السعودية والصهيونية، اشترط عليه وضع الأسس لحركته، وجمعه بضباط موساد، فكانت ولادة حركته وشعارها نجمة إسرائيل، بحجة أنها نجمة نبي الله داود (عليه السلام) وأنها مقدسة عند اليهود والمسلمين!
وبدأ بعمله في التنومة والبصرة والناصرية، وانتشر وكلاؤه ومكاتبه في عدد من المحافظات، ونشط خارج العراق في الإمارات، وفي غرف البالتوك في النت وفي بعض المهاجر الغربية.
الفصل الثالث: أحمد اسماعيل يشتري حيدر مشتت!
اشترى شريكه حيدر مشتت فآمن به!
وقع الخلاف بين الشريكين حيدر مشتت وأحمد إسماعيل مدة، ثم اتفقا على أن أحمد إسماعيل هو رسول المهدي (عليه السلام) وحيدر شاهد له!
ولا بد أن الدجال أحمد أعطاه مبلغاً كبيراً، فأصدر حيدر بياناً بتاريخ:6جمادى الثاني-1424بعنوان: (أدلتي على أن الشيخ أحمد مرسل من الإمام مكن الله له في الأرض). قال فيه: بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكن الله له في الأرض، رسوله الشيخ أحمد والشاهد له الشيخ حيدر.
ووقَّع فيه: خادم المهدي الشيخ حيدر.
واستمر هذا الاتفاق نحو سنة، ثم اختلفا فادعى حيدر أنه هو اليماني، فانزعج أحمد إسماعيل ولعن صاحبه حيدر، ودفع ناظم العقيلي فكتب بياناًً بعنوان: سامري عصر الظهور! يقصد حيدر، الذي خان البيعة وكفر بعد إيمانه!
وفي هذه المرحلة أضاف أحمد إسماعيل إلى دعوى اليماني دعاوى: أنه سيد، وابن الإمام المهدي (عليه السلام) ووصيه الذي سيحكم بعده، لكنه أرسله قبله سفيراً إلى العالمين! ومن يومها اختفى لقب الشيخ، وصار إسمه: السيد أحمد الحسن!
فقد نشر في موقعه هذه الهوية المكذوبة جاء فيها: (مختصر السيرة الذاتية:
1- مولود في البصرة في العراق.
2- خريج كلية الهندسة- قسم الهندسة المدنية.
3- درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
4- أرسله الإمام المهدي (عليه السلام) للإصلاح في الحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل حوالي أكثر من خمس سنوات، ومارس عملية الإصلاح العلمي والعملي والإقتصادي في الحوزة، وفي المجتمع عموماً.
الإصلاح العلمي: وذلك لأن الحوزة لا يدرَّس فيها القرآن، فدرَّس القرآن فيها ونشر قضية الإمام المهدي (عليه السلام).
ب- صرح علناً بعد تنجيس صدام الكافر للقرآن الكريم بأن صدام فعل هذا تقرباً للشيطان الرجيم، وتعرض بسبب هذا التصريح للمطاردة من قبل قوات صدام الكافرة، وهو الوحيد في النجف الذي تكفل هذا الأمر بقوة، وقال إن صدام كتب موته بيده وكتب نهاية حكمه بيده عندما كتب القرآن بالدم النجس. واعترض على علماء النجف وعلماء المسلمين عموماً لسكوتهم على هذا الفعل الشنيع من صدام الكافر.
ج- الإصلاح العملي: وذلك لترك الحوزة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإهتمام بأحوال الناس. وكان يصدع بكل مكان في الحوزة بضرورة الإهتمام بأحوال الناس الدينية والمعاشية ورفع الظلم والحيف عنهم.
د- الإصلاح الإقتصادي: قام بما يعرف بالثورة ضد الفساد المالي في الحوزة العلمية، وقد نصره في هذا الأمر كثير من طلبة الحوزة ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالب، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه، كما أرسل طلبة من الحوزة العلمية إلى المراجع وطالبهم بإصلاح الفساد المالي الموجود في برانياتهم المتمثل بإغداق الأموال على وكلائهم وترك الفقراء والأيتام والأرامل يتضورون جوعاً.
هـ - وقبل ثلاث سنوات تقريباً في عهد الطاغية صدام أعلن أنه رسول الإمام المهدي فطاردته قوات صدام الكافرة فأنجاه الله بفضله سبحانه وتعالى من يد هذا الطاغية. وهو الآن يدعو إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته والتمكين له). انتهى.
وقد سأله صالح المياحي بتاريخ: 4- ربيع الثاني- 1426: (هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى، وما اسم أمه، أي أم السيد، ومن أي مكان هي؟
فأجابه ناطقه ناظم: (إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي (عليه السلام) وليس من صلبه مباشرة، وقد أثبت زواج الإمام المهدي (عليه السلام) وذريته في كتاب:الرد الحاسم على منكري ذرية القائم. فالولد يطلق تارة يراد منه الولد الصلبي المباشر، ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية).
في تلك الفترة نشط أحمد إسماعيل كويطع في الدعوة إلى نفسه في البصرة والمناطق الجنوبية، وظهرت عليه وعلى جماعته آثار السعة المالية في حياتهم ونشاطهم الإعلامي، فأنشأ موقعاً على النت هو:
وأسس مراكز في العراق والإمارات، وكان له نشاط حذر في قم، بواسطة ثلاثة من الطلبة العراقيين، بينهم مصري غليظ الذهن!
وأخذ أتباعه يدعون إلى بيعته ويحاولون إقناع الناس بالمنامات والإستخارة، وينشرون بياناته الركيكة في محافظات العراق وخارجه، وينشرون كتب إمامهم وهي أوراق حشو وسفسطة لا أكثر!
وقد سألت عنهم بعد أن ثاروا، واشتبكوا مع قوات الحكومة في البصرة والناصرية، وهرب إمامهم أحمد إسماعيل المسمي نفسه أحمد الحسن!
فقالوا: إن جماعته في قم اتصلوا بإمامهم ليذهبوا إلى العراق وينصروه، فأمرهم أن يبقوا في إيران ويعملوا فيها، لأن أرضية إيران لدعوتهم أحسن من العراق!
وذكر لي بعضهم أنهم لايذكرون المراجع وكبار العلماء إلا بقولهم لعنه الله! لأنهم يعتبرون أنهم السبب في فشل دعوتهم ولولاهم لا ستجاب الناس له. ويقولون عن إمامهم إنه غاب ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنوات، ثم يظهر وينتصر، ويملأ الأرض عدلاً!
حيدر مشتت ينتفض ويفضح شريكه!
جاء في مقدمة كراس ناظم العقيلي وهو معاون أحمد الحسن ومعتمده: (لقد كتب الشيخ حيدر المشتت، شتت الله أمره، مقالة ضد السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (عليه السلام) في جريدته المسماة بـ(القائم - العدد11) وهي قائم الكفر وليس قائم الحق! لأنه حاشا الإمام المهدي (عليه السلام) أن تنسب له هكذا جريدة ضالة مضلة، وكذلك أصحابها ضالين ومضلين (ضالون ومضلون). وقال في هذه المقالة: ظهر في الآونة الأخيرة شخص يدعى أحمد الحسن أو البصري).
وكلام العقيلي يدل على أن حيدر مشتت أخذ الثمن وبايع أحمد الحسن، وشهد له زوراً، ثم نكث، وألف كتاباً ينقض فيه دعواه.
وهذه بعض أقوال حيدر مشتت في شريكه أحمد إسماعيل، كما نقلها ناظم العقيلي:
1. قال الشيخ حيدر مشتت مخاطباً شريكه أحمد: (ورد في الرواية عن الباقر (عليه السلام) في ذكر اليماني والتي ذكرتها في منشورك (السيد أحمد الحسن اليماني الموعود) يدعو إلى صاحبكم، أي اليماني , وأنت تقول أنا اليماني، علماً أنك تدعو إلى نفسك! وهذا لا يحتاج إلى برهان بل هو واضح للعيان، وشاهد ذلك الألقاب التي وضعتها لنفسك حيث قلت: أنا روضة من رياض الجنة، أخبر عنها رسول الله! وتسمي نفسك: بقية آل محمد، والركن الشديد، ووصي ورسول الإمام المهدي إلى الناس أجمعين، المؤيد بجبرائيل، المسدد بميكائيل، المنصور بإسرافيل، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
2. وقال الشيخ حيدر: (تدعي أنك اليماني الموعود، وأنك ابن الإمام! والمهدي (عليه السلام) حسيني كما لايخفى، علماً أن الثابت أن اليماني حسني)!
3. وقال: (ورد في منشورك المسمى: (نداء رقم واحد إلى بقيه أعمال الحج) الصادر بتاريخ1شوال1424هـ. ق (إلى السيد محمود الحسني (عليه السلام)) وإلى السيد الحسني الصبيح الوجه من بين جبال الديلم وقزوين، والى السادة الستة الكرام المقربين من الإمام المهدي (عليه السلام) وإلى السادة التسعة عشر المتصلين بالإمام المهدي (عليه السلام): عليكم إظهار الطاعة والإعلان عنها، والإمتثال لوصي الإمام المهدي (عليه السلام) ومبايعته بشكل علني وعلى رؤوس الأشهاد. و بعكسه تكونون عاصين لأمر الإمام المهدي محمد بن الحسن (عليه السلام).
فَيَردُ عليه: أنك وثَّقت هؤلاء الأشخاص ومدحتهم وأقررت باتصالهم بالإمام المهدي، وجعلتهم من خاصته و المقربين اليه، وعددهم كما ذكرت سبعة وعشرين (وعشرون) شخصاً متصلاً بالإمام المهدي (عليه السلام)!
وهؤلاء السبعة والعشرين (العشرون) لم يجيبك (يجبك) أحد منهم ويعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، ولم يظهر الطاعة لك! بل على العكس من ذلك، فإن أولهم وأفضلهم كما قلت السيد محمود الحسني الذي قلت عنه:( (عليه السلام)) قام بتكذيبك على رؤوس الأشهاد، وأظهر كذبك ودجلك، وذلك في فتوى صدرت عنه رد على استفتاء ورد باسم (مهند شياع)!
وقد ذكرتم ذلك في كتابكم: الإفحام لمكذب رسول الإمام! وهذا يستلزم العمل بقول السبعة وعشرين المتصلين بالإمام، وترك قولك، لأنه ليس حجة على الناس)!
أقول: في كلام حيدر مشتت دليل على أن أحمد الحسن يزعم أنه حسني، ويزعم أن المهدي (عليه السلام) حسني، وهذا مخالف لإجماع الشيعة بأن المهدي (عليه السلام) حسيني.
ومعناه أن أحمد الحسن أخذ برأي الوهابية بأن المهدي (عليه السلام) حسني!
4. وقال حيدر مشتت: (ذكرت في الكثير من منشوراتك قال لي أبي,أخبرني أبي، وغير ذلك كالمنشورات الصادرة منك بتاريخ (1 شوال 1424هـ.ق) المسمى البيان الأول. ثم ذكرت في المنشور الصادر عنك بتاريخ (20 صفر 1424هـ.ق) ما هذا نصه: (وأنا العبد الفقير أول من تبرأ منهم بعد جدي الإمام المهدي (عليه السلام)!
فيرد عليك أن هذا تناقض واضح، وأنت تدعي العصمة!
فإن قلت المقصود بأبي معناه جدي استناداً إلى أن الأجداد آباء وإن صعدوا، أقول: قد ذكرت في منشورك (اليماني الموعود) الرواية الواردة عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الليلة التي كانت فيها وفاته: ثم يكون من بعد اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسام: إسم كأسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين. أقول: الرسول (صلى الله عليه وآله) كان في مقام البيان حيث قال: يسلمها إلى ابنه والمقصود ابنه بالمباشرة، وإلا لوكان من ذريته لقال: يسلمها إلى رجل من ذريته أو أحد أبنائه أو إلى حفيده)!!
وهذا دليل على تخبط الدجال أحمد الحسن وكذبه.
5. وقال الشيخ حيدر: (ثم يرد على هذه الروايه عدة إشكالات، أي رواية الوصية: أنها معارضة بروايات الرجعة وقول الأئمة بأن الإمام المهدي (عليه السلام) يسلمها إلى الحسين (عليه السلام)، ففي تفسير العياشي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في روايه طويله قال: إذا جاء الحجة الموت، فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه حفرته الحسين، ولا يلي الوصي إلا الوصي. وهذا يعني أن الذي يلي بعد الإمام المهدي هو الحسين (عليه السلام)).
6. وقال حيدر مشتت مخاطباً أحمد إسماعيل، ما حاصله: (إنك تدعي أنك أول المؤمنين بقضية الإمام المهدي (عليه السلام)، وتشبه نفسك بأمير المؤمنين (عليه السلام)! وبنفس الوقت تقول: إنك الداعي، والداعي هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس أمير المؤمنين (عليه السلام) فلا يمكن أن يكون الداعي هو أول المؤمنين).
7. وقال له: (قلت في المنشور المسمى البيان الأول الصادر باسمك، بتاريخ1 شوال1424 هـ.ق: وأول معجزة أظهرها للمسلمين والناس أجمعين، هو أني أعرف موضع قبر فاطمة (عليه السلام) بضعة محمد(صلى الله عليه وآله).وجميع المسلمين مجمعين(مجمعون) على أن قبر فاطمة (عليها السلام) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (عليه السلام)، وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة (عليه السلام).
وموضع قبر فاطمة (عليه السلام) بجانب قبر الإمام الحسن (عليه السلام) وملاصق له وكأن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) مدفون في حضن فاطمة (عليه السلام).ومستعد أن أقسم على ما أقول. ويرد عليه: أن المعجزة لابد أن تكون ظاهرة للعيان ومحسوسة، وهذا الذي تدعيه ليس محسوساً أو ظاهراً، إلا أن تقول بنبش قبر الإمام الحسن (عليه السلام) والتأكد من صدق كلامه مما لا يجوز شرعاً. وأما قولك إنك مستعد للقسم على ذلك فأقول: لو كان الأمر بالقسم لما احتجت إلى المعجزة التي تدعيها، ولحسم النزاع بالقَسَم من أول الأمر، فما هذا التهافت بالكلام يا رجل)!
8. وقال حيدر مشتت ما حاصله: (إنك ناقضت نفسك فقلت إن الذي يملأ الأرض قسطاًً وعدلاً هو أحمد، وفي نفس الكتاب صفحة24، أتيت بحديث (أتاح الله لآل محمد برجل من أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشى..ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع، فيملؤها قسطاً وعدلاً). فكيف يكون أحمد الحسن هو الذي يملؤها عدلاً؟!
9. (أنت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى أحوالك، هوأحمد إسماعيل السلمي.إسم أبيك اسماعيل وليس المهدي كما تدعي). انتهى.
أقول: إشكالات حيدر مشتت على شريكه قوية! وقد حاول ناظم العقيلي أن يجيب عليها فلم يوفق، لكنه أجاد في السخرية بحيدر مشتت، وكشف تناقضه ودَجَله. ولا عجب فالدجالون المُدَّعون للمهدية، خبراء بكذب بعضهم بعضاً!
قال ناظم العقيلي: (إن الذي أقسم بأبي الفضل العباس هو الشيخ حيدر مشتت نفسه، والذي لقب نفسه الآن بـ(القحطاني) لأنه يخشى الفضيحة لو صرح باسمه الحقيقي، لأنه كان قد صدق بدعوة السيد أحمد الحسن منذ البداية في عصر الطاغية صدام، وقد بايع السيد أحمد الحسن على أن يفديه بالنفس والمال والولد، واستمر يدعوا للسيد أحمد الحسن أكثر من سنه تقريباً، وأصدر الشيخ حيدر مشتت (القحطاني) كثير(اً) من البيانات يشهد فيها وأمام الناس كافة، بأن السيد أحمد الحسن رسول الإمام المهدي! وقد صرح لي شخصياً وعدة مرات بأن السيد أحمد الحسن وصي ولا يعرف حقيقته إلا الله تعالى! ومستعد أقسم على ما أقول. وهذه الحقيقة واضحة ومعروفة لدى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومن شاء فليسأل عنها في النجف الأشرف والعمارة والبصرة والناصرية وبغداد، فكل من عرف هذة القضية من هذه المحافظات يشهد بأن الشيخ حيدر مشتت كان تابعاً للسيد أحمد الحسن أكثر من سنه، وكان يدعو لمناصرة السيد أحمد الحسن وبكل قوة!
ثم ارتد بعد ذلك، وادعى أنه هو اليماني الموعود كذباً وافتراءً! ونصحه السيد أحمد بأن يرجع عن هذا الإدعاء الباطل. وعندما أصرَّ الشيخ حيدر على ذلك فسَّقه السيد أحمد الحسن وبيَّن كذبه، في بيان خاص وزع في أكثر المحافظات.
ودعاه السيد أحمد الحسن إلى القسم بأبي الفضل العباس (عليه السلام)...السيد أحمد الحسن أخبر بأن الشيخ حيدر مشتت إذا أقسم بأبي الفضل العباس (عليه السلام) لابد أن يعاقب عاجلاً أو آجلاً. وأقسم الشيخ حيدر مشتت على أنه هو اليماني الموعود! وقبل أن يخرج من الصحن المقدس ألقى أمن الحضرة عليه القبض واحتجزوه للتحقيق، وكنت أنا حاضراً معه ورأيته كيف فقد توازنه من الخوف، وسألوه (سأله) المسؤلون عدة مرات عن سبب حلفه بأبي الفضل، فامتنع عن الجواب وأنكر أنه اليماني! ثم فقد أعصابه وأصبح كالمرعوب وأخذ ينادي أصحابه الذين ارتدوا معه قائلاً لهم: أمسكوا بالشيخ أحمد فإنه يدعي أنه ابن الإمام! وفعل ذلك لأنه عرف بأن هذه أول عقوبه له من الله بسبب كذبه، وأراد أن يلقى القبض على السيد أحمد الحسن لكي يتساوى معه، ولا تحتسب هذه نقطة ضده. ولم يستطع أحد أن يمس السيد أحمد الحسن مع أنه أيضاً أقسم وأمام الناس كافة بأن الشيخ حيدر كاذب بادعائه! وبعدها صلى ركعتين بأبي الفضل، ودعا الله تعالى، ثم انصرف سالماً غانماً، بينما بقي الشيخ حيدر محجوزاً عند رجال الأمن، ثم بعدها أطلق سراحه وهو مكسور العين، لأنه فعلاً لم يخرج من الضريح إلا وقد ألقي القبض عليه، وكان ذلك تنبيهاً له لعله يرجع عن غيه. قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
والآن سأسرد عليكم ما جرى على الشيخ حيدر بعد ذلك من فضيحة وعار، لو أنه مات أو مسخ لكان له أهون ألف مرة من هذا العار، الذي سيبقى فوق رأسه إلى يوم القيامة! رجع بعد ذلك الشيخ حيدر مشتت وبنى له مكاناً من قصب بين الكوفة والسهلة، وأعلن عن نفسه بأنه (حيدر اليماني) وحرم على أصحابه أكل الطماطة واللحم والشاي وشرب السكائر، وغيرها من الأمور التي أحلها الله تعالى، وبذلك يكون قد حرم ما أحل الله تعالى، وبذلك يكون خارجاً عن الإسلام! وهذه الأمور قد سمع بها كثير من أهل النجف والعمارة والناصرية ومن أراد التأكد فليسال عنها.
ألبس أصحابه عمائم حمراء وأمرهم بأن يتمرغوا في الأرض الوسخة، ونقل أنهم كانوا يتمرغون في ماء المجاري النجسة. إسمع وتعجب!
إستعدَّ هو وأصحابه لقصف مسجد الكوفة في يوم الجمعة، بقذائف الهاون مع العلم أن المسجد كان غاصاً بالمصلين الأبرياء!
وعندنا شهود عيان يشهدون بذلك ومستعدون للقسم عليه , لأنهم كانوا معه في ذلك الوقت، وبعد أن تبين لهم كذبه ودجله تركوه، وهم الآن مع السيد أحمد الحسن. وخلال ذلك وصلت معلومات للشرطة وقوات الاحتلال بأن في ذلك المكان توجد أسلحة وإرهابيين (وإرهابيون) فجاءت مقاتلات الاحتلال وقامت بالهجوم على أصحاب الشيخ حيدر مشتت وفَرُّوا هاربين، وقد أحرق الجنود مكانهم وأصبحوا أفضوحة للناس ولعنة على ألسنهم، وكفى الله الناس شرهم. وقد ورد في الحديث القدسي: الظالم سيفي أنتقم به وأنتقم منه.
عندما افتضح الشيخ حيدر مشتت، وعندما خاب أمله في كسب الناس معه أمر أصحابه بالهجرة إلى إيران، وأخبرهم أنه بمجرد أن يدخلوا إيران سيقتل السيد مقتدى الصدر، وسيهلك كل من في العراق! وأخبرهم أيضاً أنهم سيكوِّنون جيشاً في إيران وسيأتون فاتحين إلى العراق!
وحدث العكس من ذلك تماماً، حيث ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليهم وأودعتهم السجن، والشيخ حيدر معهم في السجن أيضاً وبقية نسائهم وأطفالهم يقتاتون على المزابل في إيران كما نقل لنا عنه.
وبقوا في السجن عدة أشهر، ولم يخرجوا حتى اعترفوا في المحكمة الإيرانية بأنهم أصحاب باطل، وأن الشيخ حيدر مشتت ليس اليماني، وأنه كاذب وأنهم لا يعودن إلى مثل ذلك مرة أخرى وتبرؤوا من الشيخ حيدر.
والشيخ حيدر مشتت أيضاً اعترف أمام المحكمة بأنه مشتبه، وأن دعوته باطلة وخرج بكفالة (30) مليون دينار، كفله أحد الساكنين في إيران على أن يأتي إلى المحكمة في الوقت الذي تحدده له، وقد أقسم الشيخ حيدر أمام ذلك الرجل الذي كفله بالسيدة معصومة (عليها السلام) بأنه مشتبه، وأن دعوته باطلة، وأنه سيبعث مبلغ الكلفة حين وصوله إلى العراق.
ولقد نقل لنا من جهات موثقة بأن المحكمة الإيرانية قد طلبت من الكفيل إما أن يحضر الشيخ حيدر وإما أن يدفع30 مليون دينار، والشيخ حيدر لحد الآن لم يحضر ولم يبعث لذلك الكفيل المسكين مبلغ الكفالة!
ومن أراد أن يتحقق من هذه المسالة فإنها مشهورة في إيران وفي محافظة العمارة عند كل من اطلع على حال الشيخ حيدر المزري. وكل ذلك عقوبة قسمه كذباً بأبي الفضل العباس على أنه هو اليماني! والحق أنه يماني إبليس لعنه الله!
وعندما رجع الشيخ حيدر إلى العراق هو وأصحابه محملين بأوزار العار والشنار، ولم يستطيعوا أن يعلنوا قضيتهم للناس، لأن الناس قد عرفت كذبهم ودجلهم، فابتدعوا طريقة جديدة لكي يواصلوا ضلالهم وإضلالهم للناس، إذ قاموا بطبع جريدة سموها (القائم) وأخذوا يدعون فيها للشيخ حيدر المشتت بصورة غير مباشرة، وقد ترك الشيخ حيدر مشتت إسمه ولقبه السابق (اليماني) حياءً من الناس ولقب نفسه (أبو عبد الله الحسين القحطاني) وأخذ يفسر القرآن في تلك الجريدة تفسيراً باطلاً يضحك الثكلى.
فأقول للشيخ حيدر المشتت: إن هذا أكبر عار عليك إذ أنك كل فترة تغير إسمك ولقبك لكثرة فضائحك، ولكي لا تعرف الناس ماضيك الأسود المخزي، فإن إسمك الحقيقي هو حيدر المشتت المنشداوي، ثم غيرته إلى حيدر اليماني. وبعد فضيحتك غيرته إلى أبو عبد الله الحسين القحطاني! والله أعلم ماذا ستسمي نفسك في المستقبل عندما ستفتضح مرة أخرى..
وبالحقيقة يا شيخ حيدر لو أنك قتلت ألف مرة، ولو أنك مسخت ألف مرة، لكان خيراً لك من هذا العار والشنار). انتهى كلام العقيلي معاون أحمد الحسن.
مقتل الشيخ حيدر مشتت
في صراعه مع أحمد الحسن بالإتهامات والبيانات، كان الشيخ حيدر يسكن في العمارة، وقد أسس مركزاً له ولأنصاره وأصدر (جريدة).
وكان شريكه أحمد إسماعيل يسكن في التنومة قرب البصرة، وكان لا يلتقي بأنصاره مباشرة، بل وضع سماعة في غرفة الإستقبال، وكان يكلمهم من غرفة أخرى، ويلقي عليهم دروسه العجيبة في تفسير القرآن!
ثم سمعنا أن جهة مجهولة هاجمت مركز الشيخ حيدر مشتت بالسلاح عدة مرات، ثم سمعنا بمقتل الشيخ حيدر رمياً بالرصاص عندما كان في سفرة له في بغداد في منطقة زيونة، وقد اتهم أتباعه بدمه شريكه الدجال أحمد إسماعيل!
الفصل الرابع: محاولات الدَّجَّالَيْن أن يستميلاني اليهما!
كان حيدر مشتت يتردد إلى قم
كان حيدر يزورني في قبل هلاكه بعشر سنوات وأكثر، ويسألني بعض الأسئلة عن الإمام المهدي (عليه السلام). وبعد سقوط صدام جاءني محاولاً كسب تأييدي لادعائه بأنه اليماني الموعود، مع أن اليماني يظهر في اليمن، وليس في العراق!
وفي آخر مرة رأيته فيها قال لي: جئت برسالتين: واحدة لك والثانية للسيد القائد الخامنئي. سألته: ممن الرسالة؟ قال: من الإمام صاحب الزمان (عليه السلام)!
فجمعت نفسي وعباءتي وتوجهت اليه قائلاً: يا شيخ حيدر، هل أنت متأكد؟!
قال: نعم. قلت له: لا تستعجل، فإني أسألك:
هل أنت التقيت بالإمام المهدي صلوات الله عليه، الإمام الحجة بن الحسن، التاسع من ذرية الحسين (عليه السلام) الذي بشر به جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وذخره الله تعالى ليملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً؟
هل أنت متأكد أنك التقيت به هو وكتب لي رسالة، وأمرك أن توصلها لي؟!
قال: نعم! فشرحت له ونصحته، ورويتُ له قصة الحلاج كيف ادعى السفارة عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وكتب إلى والد الشيخ الصدوق (قدس سره) في قم، يدعوه إلى الإيمان به، وكيف أجابه، ثم جاء الحلاج إلى قم، فوبخه ونفاه من المدينة!
وختمت بقولي: يا شيخ حيدر أعد النظر فيما قلته، وأنا أعتذر عن استلام رسالتك! فما دمت التقيت بالإمام (عليه السلام) وكلفك بإيصال رسالة لي، فقل له: إن فلاناً رفض أن يستلم الرسالة حتى يرى معجزة، تكون دليلاً على صدقي وصدق الرسالة. فبادر حيدر قائلاً: حسناً، ماذا تريد معجزة؟
قلت له: نفس المعجزة التي طلبها والد الصدوق (رحمه الله) من الحلاج: أن يعيد لحيتي البيضاء بلونها عندما كنت شاباً.
فسكت مدة، ثم قال: حسناً، هل تقبل أن ترى مناماً الليلة؟!
قلت له: كلا، ولا عشرين مناماً، هل نأخذ ديننا من المنامات!
يا شيخ حيدر؟ إن دين الله أعز من أن يؤخذ من منام، بل يحتاج إلى دليل برهاني منطقي تخضع له العقول، ومعجزة واضحة تخضع لها الأعناق.
قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وأما الباطنة فالعقول).
فسكت حيدر مدة، ثم نهض مودعاً: في أمان الله..!
كما كانت لي معه مناقشات أخرى، لا يتسع لها المجال.
أما الدجال أحمد الحسن، فلا بد أن شريكه حيدراً كان يخبره بزيارته لي ومناقشاتي له. وبعد أن اشترى أدعاء اليماني من حيدر، كانت له محاولات متعددة لكي يستميلني إلى حركته! فأرسل لي رسالة يطلب مني الإيمان به، ورسالة بواسطتي إلى سماحة السيد القائد الخامنئي حفظه الله، يطلب منه أن يسلمه قيادة إيران، لأنه رسول المهدي إلى العالمين! فامتنعت عن تسلم الرسالة.
وقال لي الشخص المرسل منه: يقول لك الإمام أحمد: أنت مقبول عند عامة الناس، فإذا جئت إلى صفنا فإنا نستطيع أن نقضي على الدجالين.
سألته: ومن الدجالون؟ قال: المراجع في النجف!
فأجبته برفض أباطيله، وقلت له: ثبت لي أن هذا الحقد على مرجعية الشيعة حقد وهابي! وأن صاحبك وهابي التفكير والتمويل.
ثم أرسل لي أشخاصاً، فناقشتهم وأفحمتهم والحمد لله.
ثم أرسل شخصين واتفقنا على أن أرسل له من يناظره، فأرسلت له الشيخ عبد الحسين الحلفي إلى التنومة، فلم يناظره الدجال لكن قبل المباهلة، وحددوا موعدها على شط العرب، فنكص الدجال ولم يحضر!
جاءني الشيخ عبد الحسين الحلفي يقول: آسف أنه هرب من المباهلة.
سألته: كيف كنت ستباهله؟ قال: تواعدت معه على شط العرب غداً، وعينا المكان، فقبل، وحضرت ولم يحضر. ولو حضر كنت أنوي أن أشبك كتفي بكتفه، وأقول له: أدع أن يهلك الله المبطل منا وينجي المحق، وأرمي بنفسي وإياه في شط العرب. وأنا على يقين أني سأنجو وأنه سيغرق!
ثم جاءني شخص من قبله، فناقشته، وقلت له إني أدعو إمامه للحضور إلى قم للمناقشة، فاتصل به فلم يقبل الحضور، فطلبت منه أن يرسل شخصاً مخولاً، فأرسل لي اثنين معتمدَيْن مُخَوَّلَيْن منه.
فناقشتهما بحضور عدد من الطلبة، وضحكوا من جهلهما وتناقضهما!
وزعما أن إمامهما لم يهرب من المباهلة مع الشيخ الحلفي، فاتفقنا كَتْبِيّاً على معاودة إرساله، وكتبنا اتفاقية المباهلة بالنص التالي:
اتفق الطرفان الموقعان أدناه على المباهلة بالشروط التالية:
1-أن تكون يوم الجمعة في مقبرة عامة، بمرأى من الناس في البصرة. وموثقة بالفيديو.
2- أن يحمل الطرفان تخويلاً خطياً من مدعي السفارة أحمد الحسن، وممن يمثل الطرف الآخر. وأن يكتب أحمد الحسن عند هلاك صاحبه أنه على باطل.
3- أن تكون بألفاظ واردة عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، وأن يتبعها قسم البراءة.
4- لا يضاف إلى هذا الإتفاق أي شرط، والذي ينسحب يكون مبطلاً.
الطرف الذي يمثل السيد أحمد الحسن: السيد صالح الصافي (إسمه وتوقيعه).
الطرف الذي يمثل أحد علماء الشيعة: الشيخ عبد الحسين الحلفي (إسمه وتوقيعه).
وذهب الشيخ الحلفي إلى البصرة وطالبهم بتعيين يوم للمباهلة، لكنهم نكصوا وصاروا يتهربون منه، حتى جاء محرم، وظهر أعوان الدجال بحركة مسلحة في البصرة والناصرية، فقتلوا من الشرطة والناس العشرات، وقُتل منهم عشرات، وألقت الحكومة القبض على مئات منهم، وهرب دجالهم إلى الإمارات ليملأها قسطاً وعدلاً، ويفيض منها العدل إلى الدول المجاورة!
لا يتورع هو وأصحابه عن الإفتراء!
كان لي برنامج مباشر من قناة سحر الفضائية كل يوم جمعة ثم من قناة الكوثر، فنشط دجال البصرة وأعوانه في الإتصال التلفوني، فكان لا يمر برنامج إلا واتصلوا وطرحوا مسألة اليماني، وأنه يظهر من العراق وليس من اليمن!
وكانوا يطرحون شبهات يحاولون أن يستدلوا بها على صحة دعوى صاحبهم!
وكان بعضهم شرساً يفتري جهاراً نهاراً كإمامه الدجال ابن كويطع، قال: نحن نحتج عليك بما ذكرته في كتبك، فقد ذكرت في عصر الظهور رواية أن اليماني الموعود ليس يمانياً، بل له نسب في اليمن!
فأجبته: نعم أنا ذكرت هذه الرواية لكني رددتها! فهل تحتج عليَّ بما رفضته!
أقول: الرواية في صحيح البخاري:4/155، و:8/105، قال: (كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش، أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام خطيباً فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تُؤثر عن رسول الله فأولئك جهالكم! فإياكم والأماني التي تضل أهلها! فإني سمعت رسول الله يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه ما أقاموا الدين). انتهى.
وهذا يدلك على أن القرشيين كانوا يمنعون رواية أي حديث يبشر بظهور قائد قحطاني، لأن ذلك يمس قيادة قريش للعرب والعالم! ولذلك وَبَّخَ معاوية عبدالله بن العاص على المنبر وسماه جاهلاً، لأنه روى أنه سيكون مَلِكٌ من قحطان! وقحطان كل قبائل العرب ما عدا قريش! وقد أثَّر فيه توبيخ معاوية فتاب عن الحديث وجعل اليماني قرشياً! قال: (يا معشر اليمن تقولون إن المنصور منكم والذي نفسي بيده إنه لقرشي أبوه)! (ابن حماد:1/120).
فتشبث أتباع أحمد إسماعيل بهذه الرواية وقالوا لي: إنك اعترفت بأن اليماني لايجب أن يكون من اليمن، فيكون من البصرة، وينطبق على إمامهم!
مع أن رواية أهل البيت (عليهم السلام) نصت على أن اليماني الموعود من اليمن، ففي كمال الدين للصدوق/ 328: (وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني من اليمن).
وفي تلك المدة خصصتُ برنامجاً في قناة الكوثر للرد على مزاعم دجال البصرة، فغاب هو وأتباعه ولم يتصلوا، لكنه كتب في موقعه: (وأضرب لك مثالاً من هذا الزور والكذب الذي تعرضت له أنا شخصياً، فقبل عدة أشهر وفي قناة الكوثر الفضائية الإيرانية وفي برنامج (المهدي الموعود) استضافوا الشيخ علي الكوراني وكانت الحلقة كلها تقريباً مخصصة للحديث عني وتشويه صورة الدعوة، ومن ضمن ما قاله الشيخ الكوراني: إن أحمد الحسن يقول إنه زوج أخته للإمام المهدي. وهو يعلم يقيناً أني لم أقل هذا ويعلم أنه يكذب، ولكنه لا يستحي من الكذب وقول الزور رغم كبر سنه والعمامة التي يضعها على رأسه)!
وقد كذب عليَّ هذا الدجال، فلم أقل ذلك عنه! وهذه تسجيلات البرنامج موجودة، بل نقلته على عهدة الرواة عن شخص غيره!
الفصل الخامس: ثورة الدجال أحمد الحسن في البصرة
جمع خمس مئة مسلحاً تحت الراتب!
استطاع أحمد إسماعيل أن يجند نحو خمس مئة من أتباعه، ويقيم مركزين في محافظة البصرة والناصرية، ومراكز أصغر في بعض محافظات العراق، وبعد أن أكمل استعداده حسب خياله، وأتم تربية أتباعه وتدريبهم وتسليحهم، أعلن ساعة الصفر في يوم عاشوراء، حيث كانت مواكب العزاء تملأ الشوارع، فثار بأصحابه (جنود رسول المهدي) ليحرروا البصرة والناصرية من (الطاغوت) ويقيموا فيهما دولة المهدي الموعود (عليه السلام)، ثم تنطلق منهما إلى العالم وتملؤه عدلاً!
خرجوا دفعة واحدة وسط مواكب عاشوراء وهم يصيحون: ظهر المهدي، ظهر المهدي! فكان بعض الناس يسألهم: أين هو أين المهدي؟! فيجيبونهم بالهتاف: ظهر المهدي ظهر المهدي. وبدؤوا بإطلاق الرصاص على شرطة البصرة فاشتبكت معهم، وامتدت معركتهم إلى الناصرية، واستمر تعقبهم نحو أسبوع. وقتل منهم نحو مئة واعتقل مئات، وهرب (رسول المهدي) واختفى.
واعترضت القوات الأمريكية على الحكومة العراقية بأنها استعملت القوة بشكل مفرط ضد جماعة أحمد الحسن!
(كشفت قيادة شرطة البصرة بالعراق الملف الأمني لزعيم جماعة أنصار المهدي أحمد الحسن الملقب باليماني، الذي يزعم أنه رسول الإمام المهدي المنتظر ويسبق ظهوره، وذلك بعد قيامه بأعمال عنف استهدفت قوات الشرطة، وقتلت المئات في يوم عاشوراء 18/1/2008. وبحسب الملف الذي اطلعت عليه العربية.نت، درس اليماني الهندسة المدنية، واتبع السحر والتنويم المغناطيسي لجذب الأتباع ومعظمهم من خريجي الجامعات والحوزات العلمية الدينية، ويدعون أنهم شاهدوا الرسول أو المسيح في أحلامهم، وأوصوهم باليماني.
وكان رفع نجمة داود شعارا للجماعة من الأمور التي أثارت دهشة قائد الشرطة، حيث يقولون إن هذه النجمة ستكون على راية المهدي المنتظر، وأن نبي بني إسرائيل إيليا سيكون في جيش المهدي!
سحر وشعوذة.. وتبشير:
ويفيد ملفه الأمني لدى شرطة البصرة أن اليماني هو أحمد إسماعيل صالح الحسن من عشيرة البوسويلم في البصرة من مواليد عام 1968، تخرج في كلية الهندسة المدنية جامعة البصرة عام 1992، وبعد ذلك درس في الحوزة بالنجف.
ويقول اللواء عبد الجليل خلف قائد الشرطة للعربية نت: لقد زرنا أهله وجمعنا كل هذه المعلومات عنه، وتبين لنا أنه ليس من أسرة علوية، أي ليس من السادة أي الأسرة الهاشمية التي ترجع في النسب للرسول(صلى الله عليه وآله)، ومارس السحر والشعوذة والتنويم المغناطيسي لجذب الأتباع، فضلاً عن توظيف ما قاله المذهب الشيعي بخصوص ظهور المهدي المنتظر لمصالحه وأهوائه..
له أشقاء منهم ضابط سابق لا يتوافق مع أفكاره، وأخ انضم له وهو مرافق معه وهو متزوج وأولاده الثلاثة معه الآن.
ويضيف: كان يقول لأتباعه إنهم جنود الامام المهدي وهو رسوله إليهم وكان اليوم الموعود هو العاشر من محرم ليتم الانطلاق من البصرة إلى بقية أنحاء العراق حتى تعم الدعوة ويظهر المهدي، كما أخبرهم أنه يلتقي الملائكة وهو مسخر لخدمتهم.
وبحسب قائد الشرطة فقد وصل أتباع اليماني إلى أكثر من 500 شخصاً، ولم يستبعد أن يكونوا أكثر من ذلك. وأشار إلى أن معظمهم من المثقفين والمتعلمين ما بين أساتذة الجامعات أو خريجي الحوزات أو حتى المهندسين، كما يوجد بينهم بعض السذج الأميين، على حد تعبيره. وتم القاء القبض عليهم فيما شكلت 7 لجان تحقيق وبإشراف القضاء في البصرة، كما يقول اللواء عبد الجليل خلف الذي كشف عن إجرائه حواراً مع بعض أتباع اليماني، وقال للعربية.نت: حاورت عدداً منهم واحترمتهم، وهم يعتمدون على الرؤيا، فواحد منهم يقول إنه رأى الحسين وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما وأوصياني على هذا الشخص، وآخر يقول إنه رأى المسيح (عليه السلام) والرسول(صلى الله عليه وآله) وأوصياه على اليماني. وأضاف: يبدو أنهم يخضعون للتنويم المغناطيسي والسحر وقسم منهم لازال يؤمن باليماني ويعتبر أنه وكيل الإمام المهدي. لكني أعتقد أن إصداراتهم مبنية على الدجل.
شعارهم نجمة داود:
يقول اليماني إن سبب استخدام إسرائيل لهذه النجمة أنهم وجدوا في التوارة أن نبياً لهم قد رفعه الله للسماء واسمه إيليا سيخرج في آخر الزمان يحمل هذه الراية، وهي الراية الغالبة، وفي أول ظهوره سيحكم من النيل إلى الفرات، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ولكن المفاجأة لهم أنه سيكون قائداً في جيش الإمام المهدي، وسوف يتهم اليهود إيليا بأنه متآمر عليهم وخائن وسيقاتلونه.
وقال اللواء خلف: إن اليماني نشر قبل أحداث العنف بين أتباعه تقريراً غربياً يفيد بأن الشمس ستطلع من مغربها طوال شهر سبتمبر على المريخ، ويقول لهم هذا ما سيحصل على كوكب الأرض قريباً.
وبينما أكد أن عملية البحث جارية للقبض عليه، قال اللواء خلف إن الدستور العراقي يكفل حرية الفكر، ولولا أن اليماني حمل السلاح ضد الحكومة والشرطة ما كنا نلقي القبض على أتباعه، أو نلاحقه.
يذكر أن أتباع اليماني يدافعون عن أفكارهم وتوجههم ويعتقدون أنهم يبشرون بقرب ظهور المهدي المنتظر، ويؤكدون على معارضتهم للمرجعيات الشيعية وخاصة عدم تسليم مبالغ الخمس وهي ضريبة يدفعها الناس لرجال الدين.
وقبل ثلاثة أعوام بدأ أحمد الحسن بالدعوة إلى نفسه باعتباره وصي ورسول الإمام المهدي، وهو الإمام الثاني عشر لدى الشيعة، وتقول الروايات الدينية إن رجلاً من أهل البيت سيمهد لظهور المهدي وتطلق عليه الروايات لقب اليماني.
ويزعم أحمد الحسن في خطبه وكتبه الموجودة على موقعهم بأنه هو اليماني الموعود وأنه يلتقي بالإمام المهدي. (منقول من العربية نت).
وأذاع راديو سَوَى:
http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1491576#
(كان من بين المعتقلين15قيادياً في التنظيم من ضمنهم حسن الحمامي الزعيم الروحي لجماعة أنصار المهدي، والذي أكد خلال حديثه أمام الصحافيين أن التنظيم كان يسعى لاستهداف المرجعيات الدينية في النجف وضرب مواكب العزاء في عاشوراء. وأضاف الحمامي: القوة الضاربة الجهادية مكونة من عشرة آلاف مجاهد.. وعن الهيكلية التنظيمية والتمويلية لجماعة أنصار المهدي، أضاف الحمامي قائلاً: هناك مسؤولين مختلفين لهذا التنظيم، من مسؤولين للإعلام والمالية، ومسؤول للعلمية، وكنت أنا مسؤول الجمعة والجماعة.
من جانبه، قال أحمد دعيبل الناطق الإعلامي لمحافظة النجف: إن تنظيم أنصار المهدي هو امتداد لجماعة جند السماء، مشيراً إلى وجود تمويل مادي لتنظيم أنصار المهدي من دول مجاورة. وقال: من خلال هذه المعلومات التي وردت من غرفة العمليات في رئاسة الوزراء، ووزعت إلى هذه المحافظات الثلاثة (البصرة و الناصرية و النجف) قامت لجنة أمنية بمداهمة أوكار هؤلاء الإرهابيين، وتم إلقاء القبض على 45 إرهابي من بينهم 15 قيادياً، وتم العثور على أكداس من العتاد ومجموعة من الأسلحة، وعلى مواد شديدة الإنفجار من الـTNT والـC-4 والعثور على أجهزة تفجير. وأكد الناطق الإعلامي لمحافظة النجف أن جماعة أنصار المهدي ضالعة في العديد من العمليات المسلحة ومن بينها تفجير مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله في مدينة الزبير جنوب العراق.
وفي بعض بيانات الحكومة العراقية: (وصل عدد المقتولين في البصرة إلى 97 قتيلاً منهم 9 من رجال الجيش والشرطة والدوائر الأمنية. وقتل من جماعة أحمد إسماعيل كويطع حوالي السبعين، لم يستلم أحداً من أهاليهم لحد الآن الجثث خوفاً من الحق العشائري العام.
وألقي القبض على219 شخص في البصرة لوحدها. أما في الناصرية فوصل عدد الضحايا إلى أكثر 70 شخص، والجرحى إلى 80.
أما قتلى أتباع أحمد إسماعيل فبلغ ستين، والقي القبض على300 شخص).
وبث التلفزيزن العراقي اعتراف مرجعهم الروحي الحمامي بأن تمويلهم من الإمارات وغيرها! ونشرت وكالة أنباء براثا:
http://www.burathanews.com/news_article_34419.html
(اعترف ما يسمى بالزعيم الروحي لجماعة الضال المضل أحمد الحسن أن التمويل كان يأتيهم من عدد من الدول العربية وخاصة من الإمارات!
وأضاف يبدو أن التمويل من الخارج وخاصة الإمارات، وكان شعارنا نجمة داوود، النجمة الإسرائيلية.
وكانت السلطات المدنية في محافظة النجف الأشرف قد اعتقلت45مجرماً من أتباع الضال المضل أحمد الحسن واسمه الحقيقي أحمد اسماعيل كامل وكان من بين المعتقلين15قيادياً في هذا التنظيم الإرهابي من ضمنهم حسن الحمامي الزعيم الروحي لهذه الجماعة الضالة).
هذا، وقد أرسلت الحكومة العراقية الوثائق إلى الحكومتين المعنيتين، معترضة اعتراضاً (أخوياً ناعماً) على هذا التصرف!
ونشرت بعض المواقع: (له شقيق برتبة عميد وله مكانة في الجيش العراقي السابق، وشقيق آخر يمتلك شهادة الدكتوراة في الطاقة النووية وأخ ثالث خريج إحدى الكليات، وشقيقات يعملن كمعلمات وموظفات دولة، ولهم مكانة في الدوائر التي يعملون بها.
عمه أيضاً أحد وجهاء منطقة الهوير، وشخصية في العهد السابق يمتلك من طيبة أهل الجنوب الكثير، قال: إن مجهولين قد زاروه قبل عامين قائلين له: إن ابن أخيه سيصبح شخصية مهمة في المدى القريب، فرحب بهم دون أن يسألهم عن إسمهم وعن المكانة التي سيصل اليها ابن أخيه)!
الفصل السادس: كيف نردُّ الأباطيل ونفحم الدجالين
(1) أفحموا الكذابين بطلب المعجزة!
اتفق علماء الطائفة قديماً وحديثاً على أن سفراء الإمام المهدي (عليه السلام) ختموا بالسفير علي بن محمد السمري رضي الله عنه.
فقد روى الصدوق رضي الله عنه بسند صحيح، في كمال الدين/516، قال: (حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه، فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم. يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام! فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه. ومضى رضي الله عنه، فهذا آخر كلام سمع منه).
فهذا مذهب الشيعة قديماً وحديثاً، وهو أن الله تعالى مد في عمر المهدي كالخضر، وليس له سفير حتى تبدأ علامات ظهوره بخروج السفياني الذي يحكم سوريا، والنداء السماوي من جبرئيل (عليه السلام) بانتهاء عصور الظلم وظهور المهدي الموعود (عليه السلام).
وقد جاء الشيعة من ادعى السفارة عن الإمام المهدي صلوات الله عليه، فطلبوا من المعجزة فلم يكن عنده، فأفحموه ورجع خائباً.
فكل من ادعى أنه سفير الإمام (عليه السلام) أو أنه مكلف منه ولو بتبليغ كلمة، نطلب منه معجزةً تثبت صدقه، وإلا فهو كذاب مفترٍ، أو مجنون لا قيمة لكلامه.
أما من ادعى رؤية الإمام (عليه السلام) ولم يدع أنه سفيره، ولا ادعى أنه كلفه بشيء، فهذا ممكن في عصر الغيبة، ويتوقف على الثقة بصدقه.
وقد طلبنا من دجال البصرة معجزة فعجز، ثم وعدنا بها ونكص، فعرفنا أنه من الكذابين المفترين الدجالين.
(2) لماذا جاء ابن المهدي قبل أبيه!
قلت لمبعوثه: هل هو ابن الإمام المهدي (عليه السلام) ووصيه الذي يحكم بعده؟ قال: نعم. قلت: فلماذا جاء قبل أبيه؟ فَأُفْحِمَ وسكت!
فقلت له: هل أن إمامك أحمد الحسن سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً؟ قال: نعم. قلت: إذن انتفت الحاجة إلى مجيء أبيه! فأفحم وسكت!
(3) عنده معجزات جميع الأنبياء (عليهم السلام)
قلت له: هل إمامك عنده معجزات؟ قال: نعم عنده جميع معجزات الأنبياء والأوصياء(عليهم السلام)، فماذا تريد منها؟ قلت: أريد أن يقتل هذا الطاغية شارون الذي يقتل المسلمين، ويخبرنا متى يُقتل وكيف يُقتل؟
فقام ودخل إلى غرفة واتصل بإمامه تلفونياً، وكان يومها في التنومة قبل أن يثور في البصرة، ويهرب على أثرها. وعاد قائلاً: غداً نجيبك.
ثم جاء مع صاحبه في الغد وقالا: أجابنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) لم يأذن!
فقلت له: ليقل له إن الناس كذبوني ولم يقبلوا أني رسولك حتى يروا معجزة، وهذه المعجزة لا تكلفه إلا قوله: اللهم أهلك شارون! فسكت!
وبتعبير آخر: نحن عندما ثبت لنا صدق نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) وجبت علينا طاعته. وعندما ثبت لنا صدق إمامة أئمتنا الإثني عشر (عليهم السلام) وجبت علينا طاعتهم. ولم يثبت لنا وجوب طاعة أبنائهم، إلا إذا أمرنا الإمام المعصوم بذلك.
فحتى لو كنت أنت إبن الإمام المهدي (عليه السلام)، فلست إمامنا ولا تجب علينا طاعتك. نعم إذا ثبت لنا أن الإمام أمرنا بذلك فيكون واجباً. فأنت تحتاج إلى إثباتين:
الأول، دعواك أنك أبن الإمام (عليه السلام).
والثانية، أنه أمرنا بطاعتك. وحيث لم تثبت لنا ذلك، نقول لك: أيها الرجل لا حق لك علينا، ولا شيء لك عندنا. إذهب إلى من زعمت أنه أباك، أو إذهب إلى المقهى! فالموقف العقلي الشرعي من كل مشكك بصدقك أن تعذره، لأنه لم تتم له الحجة، لا أن تحكم عليه بالكفر، وتنادي عليه بالثبور وعظائم الأمور!
وتقول لنا: لقد تمت الحجة. فنقول: تمت عندك وبخيالك وليس علينا، فلا تتم علينا في مثل هذا الأمر العقائدي والمصيري إلا بيقين لا لبس فيه، وبمعجزة.
فأين معجزتك الواضحة البينه كالشمس التي يشاهدها الناس ويشهدون بها، وليست معجزة خفية ضائعة كالجني تقول إنك رأيته، ولم يره غيرك!
(4) المهدي (عليه السلام) لا يُهزم فكيف انهزم ابنه؟!
من صفات الإمام المهدي (عليه السلام) أن الله ينصره بالرعب فلا ترد له راية ولا يُهزم في أي معركة. (ينصر بالسيف والرعب، وأنه لا ترد له راية). (كمال الدين/327).
والذي يدعي أنه ابنه ومبعوث منه، لا بد أن يكون مثله، مع أنا رأيناه انهزم هو وجنوده في معركة البصرة مع الشرطة، ودخلوا في جحورهم، فقبضوا عليهم فرادى وجماعات! وفرَّ هو حتى وصل إلى مموليه الوهابية في الإمارات!
قد يقال: إن المهدي (عليه السلام) لا يهزم في معركة فتحها هو، ومعركة البصرة فتحتها عليه الحكومة. فالجواب: لا فرق في قاعدة: لا ترد له راية، بين أن يكون هو فتح المعركة أو يكون فتحها عليه غيره!
فيكفينا على كذب ادعائه أنه انغلب وانهزم ولو في معركة واحدة!
(5) يدعي أنه ابن المهدي (عليه السلام) ولا يحسن قراءة القرآن!
قيل لأصحابه الخاصين: ألا ترون أن إمامكم يخطئ في قراءة القرآن! فكيف يكون سفير الإمام المهدي (عليه السلام) إلى العالمين، وابنه المعتمد، وهو يغلط في قراءة القرآن؟! فقد وجدنا له في تسجيل قصير غلطتين!
قال بعضهم: هذا ليس غلطاً بل هو قراءات! فأجبته: إن الخطأ غير القراءة، والقراءة لا بد أن تثبت عن أحد القراء المعتبرين! فسكت ولم يجب.
فقيل له: ما دام إمامك ابن الإمام المهدي (عليه السلام) والخبير بقراءة القرآن، فلماذا لا يسجل القرآن كاملاً بصوته ليضبط المسلمون مصاحفهم على قراءته الصحيحة!
فسكت صاحبه، ثم قال: سوف أطلب منه ذلك!
وقيل له: ومن أجل أن نضبط صلاتنا فلماذا لا تصوروا له صلاته الصحيحة وتنشروها بين الناس؟
(6) يدعي أنه إمام وهو لا يعرف العربية!
والعجيب أن بعض المثقفين اتبعوه وكأنه سحرهم، فلا يحس أحدهم أن هذا الإمام المزعوم لا يعرف قراءة القرآن بشكل صحيح، وأنه يخطئ أخطاء فاضحة في مفردات اللغة العربية، وفي قواعدها النحوية؟!
ولو استعمل أحدهم عقله لقال: كيف يكون إماماً وابن إمام معصوم وهو يخطئ في قراءة القرآن، ولا يعرف العربية، ويخطئ في الصفحة الواحدة عدة أخطاء، تدل على عاميته. وهذه كتبه بين أيديهم فليقرؤوها ويحكموا بأنفسهم!
(7) يدعي أنه إمام ولا يعرف لغات العالم!
قيل لبعض أصحابه: من عقائدنا أن الإمام (عليه السلام) يعرف لغات كل الناس، لانه لا يمكن أن يكون حجة على قوم ولا يعرف لغتهم. فهل يعرف إمامكم لغات العالم؟ قالوا: نعم، يعرفها كلها. فقيل لهم: لماذا لا يظهر ويتكلم بلغات عديدة حتى يرى الناس معجزته فيهتدون إلى دينه؟
(8) العنف والتكفير طابع خطابه وأتباعه
وهذا واضح من عامة كتبه وبياناته وكلام أصحابه وتصرفهم! فمنطقهم خيالي عنيف كمتطرفي القاعدة! وهذا نموذج واحد من كلامه:
(أعلن بإسم الإمام محمد بن الحسن المهدي أن:كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الإمام المهدي بعد13رجب1425هـ ق فهو خارج من ولاية علي بن أبي طالب وهو بهذا إلى جهنم وبئس الورد المورود وكل أعماله العبادية باطلة جملة وتفصيلاً)! وصي ورسول الإمام المهدي (ع) إلى الناس كافة أحمد الحسن- 13/6/1425 هـ. ق.). انتهى.
كما أن الصفة المشتركة له ولأتباعه المراوغة في الألفاظ والأفكار، والعامية والجهل والغرور المفرط بأنفسهم، حتى أن الإمعة منهم يدعي لنفسه مقامات عظيمة!
وغرور أحدهم بنفسه ليس غروراً مسالماً، بل غرور عدوانيٌّ على كل الناس! يطفح شرره من منطقه، ويصعد دخانه من رأسه! ويغلي صدره حقداً على مراجع الدين الكبار في النجف وقم، وعلى بقية العلماء والطلبة، فيصفهم بأقسى الأوصاف! حتى أنه يستحل دماءهم لأنهم برأيه العقبة الكأداء أمام دعوته!
ثم تراه في تعامله وكلامه، لا يحترم أصولاً ولا يعرف حدوداً، حتى حدود التعامل الاجتماعي العادي، فضلاً عن اللياقات!
بل لا يحترم اللغة ومعانيها ولا يقف عند حدودها، فتراه يقفز على المعنى الثابت لأي كلمة أو آية، ويفسرها بالتمحل والمحال، من أجل تأييد بدعته!
إن مشكلة أحدهم أنه لم يَبْنِ أمره على الصدق، بل اختار عن سبق إصرار أهواءً وعمقها في نواياه وتمسك بها، مصراً على جهله، معانداً في خطئه!
إنهم حقاً فصيل من خوارج العصر، بكل ما يحمله عصرنا من مادية وعبادة للذات وتمرد على بديهيات العقل. فجوهرهم والتكفيريين والقتلة واحد، لا فرق بينهم إلا بالأسلوب والأدوات!
فقد اختار أولئك لتحقيق ذواتهم أدوات الإسلام والتكفير، وإسم أهل السنة والجماعة، وادعاء الجهاد. واختار هؤلاء أدوات المهدية وادعاء تكليف الله لهم بالثورة، وقتل من يقف في طريقهم لأنه كافر! أعاذ الله المسلمين منهم جميعاً.
(9) حيلتهم في الإستدلال بالإستخارة!
قال لي صاحبه وهو يحثني على الإيمان بإمامه: ألا تؤمن بالقرآن؟
قلت: بلى. قال: فاستخر الله وافتح القرآن وانظر الآية، فإن كانت الإستخارة جيدة فاتبعه، وإلا فلا.
وكان أحد الفضلاء حاضراً في المجلس فقال له: هل أنت متزوج؟
قال: نعم. قال: وصاحبك هذا؟ قال: لا.
فنهض وأخذ له القرآن وقال له: هذا القرآن فاستخر الله تعالى على أن تطلق زوجتك وتؤثر بها أخاك! فبهت صاحبه واسمه صالح! فقال له الشيخ: مالك ألا تؤمن بالقرآن! خذ القرآن واستخر الله تعالى. فلم يقبل.
فقال له: أنت لم تستخر على طلاق زوجتك، وتريد من فلان أن يستخير على تبديل دينه؟!
فقلت له: إفهم عليَّ:
الإستخارة معناها أنك متحير بين أمرين مباحين لا تعرف أيهما أرجح، فتدعو الله تعالى وتفتح القرآن، فتفهم من الآية الأمر أو النهي أو ترجيح أحدهما.
هذا إذا كان الأمر مباحاً، أما إذا كان واجباً أو حراماً فالإستخارة عليه غلط، لأن الله أعطاك الموقف منه، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا). (الأحزاب:36) فما قضى الله فيه أمراً لا خيرة ولا استخارة فيه.
وهذا كله في السلوك والأعمال، أما العقائد فليست مجالاً للإستخارة أبداً، لأن الله تعالى قضى فيها وأوجب الإعتقاد بما صح للعقل منها، ونهى عما لم يصح.
بل لا معنى للإستخارة في العقائد، لأن معناها جواز الطرفين، وأنك مخير بين هذا وعدمه، وليس في العقائد ما أنت مخير بين الاعتقاد بأنه حق أو بأنه باطل!
فأنت عندما طلبت مني أن أستخير على اتباع أحمد الحسن، فمعناه أنك تقر أني مخير بين اتباعه وعدم اتباعه، لأنهما جائزان، فهل تقر بذلك؟
فإن قلت نعم، فأنا مخير واختار عدم اتباعه، وإن قلت: كلا، لأن الإستخارة بزعمك تأتي دائماً بوجوب اتباعه، وهذا معجزة.
قلنا لك: نحن في هذا المجلس عشرة أشخاص، والآن ندعو ونفتح القرآن، فإن خرجت آية لأحدنا فيها نهيٌ أو تحذيرٌ أو وعيدٌ بالنار، فمعناها أن أحمد الحسن باطل، هل تقبل بذلك وتلتزم به؟ قال: لا.
قال له أحد الحاضرين: ما رأيك أن نستخير على أن أحمد الحسن دجال شيطان، فإن خرجت الآية جيدة، فهل تقبل بذلك؟ قال: لا.
قال أحدهم: ما رأيك أن نستخير على النبوة؟ أو الألوهية؟
قال: هذا لا إستخارة عليه.
فقيل له: فثبت بذلك أنكم انتقائيون في الإستخارة، تقبلون بها إن استطعتم التلبيس بها لتأييد بدعتكم، وترفضونها إن خالفت بدعتكم!
(10) حيلتهم في الإستدلال بالمنامات!
وكذلك استدلالهم بالمنامات، وهم يصيدون به السذج فيقولون للشاب الناشئ: نعطيك ورداً تقرؤه هذا اليوم، وإذا نمت في الليل رأيت مناماً يقول لك إن أحمد الحسن حق فاتبعه! فيرى مناماً من إيحائهم ويقع في شبكتهم!
نقول لهم: إن المنام ليس حجة، لا في العقيدة ولا في العمل، إلا ما استثناه الدليل كمنامات الأنبياء (عليهم السلام).
ثم إذا قلتم إن كل منام حجة، فلا بد أن تقبلوا المنام الذي هو ضدكم أيضاً! فإذا رأى أحد أن دعوة أحمد الحسن باطلة فمنامه حق. وإذا رأى في المنام أن إمامكم دجال يجب قتله، فيجب أن تقبلوا وتساعدوه على قتله!
يقولون: لا يمكن، لأن الرؤيا حق وهي من الله تعالى، والمنام دائماً معنا.
نقول لهم: حسناً، خذوا عشرة من عامة الناس، وأعطوهم الذكر الذي تريدون ليقرؤوه قبل النوم، أو طول النهار ثم ينامون وانظروا ما يرون في المنام.
فقد يرى بعضهم أن دعوتكم وإمامكم حق، لكن إذا رأى أن دعوتكم باطل وأنه يجب قتل إمامكم، فيجب أن تقبلوا أيضاً!
يقولون: لا، لا نقبل إلا ما وافق دعوتنا، ونرفض ما خالفها.
ومعناه أنهم ينقضون قولهم بأن المنام حق، ويصير بعضه حقاً وبعضه باطلاً حسب هواهم! فيكون استدلالهم بالمنامات باطلاً كاستدلالهم بالإستخارة.
طلبت من العالم الفاضل السيد محمد رضا شرف الدين حفيد آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين(قدس سره) أن يكتب لي مناقشته مع أتباع هذا الدجل، فكتب ما يلي:
قال الله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
أثناء إقامتي لأداء الوظيفة الشرعية في شهر الله الكريم بجوار الروضة الزينبية صانها الله، أتاني بعض طلاب العلوم الدينية مصطحباً بعض من انطلت عليه ترهات المتسمي بأحمد الحسن البصري، وارث الشلمغاني الغوي، وطلب مني أن أكلمه عساه يؤوب إلى رشده، فاستقبلتهم مرحباً بهم مصغياً اليهم، ثم سألتهم عما يحتجون به لتلبية تلك الدعوة فأجابوا بأمور ثلاثة:
النص، والرؤيا، والإستخارة.
طالبتهم بالنص فجاؤوني بروايات لا دلالة فيها على المدعى، ولا تصلح للإستناد إليها في فروع الفروع، فكيف تصلح لأمر يعد من الأصول التطبيقية.
وأما الرؤيا فقد عرضوا كلمات تتضمن دعاء الله تعالى أن يبين أمر أحمد الحسن، يزعمون أن من قرأها أربعين ليلة رأى في منامه من يرشده إلى حقانية المدعي!
فاستشهدت لهم بصحيحة ابن أذينة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن أبي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم).
وقلت لهم: فإذا كان المنام لا يصلح حجة في فروع الفروع فكيف فيما نحن فيه؟ والرؤيا إنما تصلح لافتة إلى تقصي دليل نقلي أو مرشدة إلى دليل عقلي، أما أن تكون دليلاً أو جزء من دليل فهذا باطل لا يركن إليه.
ثم إن الرؤى منها ما يكون بفعل تأثير سفلي بالإستعانة بالعوالم الشيطانية، ومنها ما يكون رحمانياً، ومنها ما يكون بالتلقين النفسي وإظهار كوامن اللاشعور وهنا أقترح عليكم أن تلتزموا بتكرار كلمة بطيخة أربعين مرة في كل ليلة قبل النوم، وأنا أضمن لكم أن تروا صحراء بطيخ، قبل حلول الليلة الأربعين!
وأما الإستخارة فإن الشرط في متعلقها أن لا يكون واجباً أو محرماً، ولو كانت دليلاً شرعياً مطرداً كما تزعمون فهل ترضون بأن نستخير على أن تعطوني كل ما تملكون، أو أن تطلقوا حلائلكم فأزوجهن بآخرين؟
ثم أخبرتهم أني قرأت أوراقاً مما كتبه صاحبهم وأنصاره، فهالني ما رأيت من مزخرفات ملتقطة من كتب بعض المتصوفة والباطنيين، تكشف عن مستواه الثقافي. وألفتني فيها كثرة الأخطاء اللغوية والإملائية والإنشائية والنحوية! وقدمت لهم أربع صفحات لخصت فيها تلك الأخطاء راثياً بذلك أبا الأسود والخليل وابن السكيت والكسائي ويعرب بن قحطان، فبادروني بمقولة تضحك الثكلى وهي أن القرآن فيه أخطاء نحوية أيضاً! في قوله تعالى: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا).
فلما أجبتهم بالنصب على المدح، والعطف على إسم الموصول المجرور محلاً، بهتوا مبتسمين ابتسامة عدم الفهم، التي ينبغي أن تضاف في عصرنا هذا إلى قائمة أنواع الإبتسامات!
ثم قلت لهم: إن المدعي زعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو تجلي الصفات بل الذات الإلهية، بل هو الله في الخلق فكيف يكون ذلك؟!
فهل الذات الإلهية التي يُعبر عنها بغيب الغيوب قابلة للحكاية والتجلي، مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يمكنه درك الذات الإلهية فكيف يعبر عنه بأنه الله في الخلق!
فرأيت منهم الوجوم والصمت الناشئ عن عدم فهم لما ينقلونه فكيف لهم أن يدركوا صحته من سقمه! فعطفت على استنهاض فطرتهم فقلت لهم: أحبتي، إن هي إلا نفس واحدة، والأمر خطير غاية الخطورة والعقل يقضي بما أرشد إليه الشرع: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع).
إذهبوا وتعلموا معالم دينكم، فإن العلم نور، وثِقوا بأن هذا الأمر أبين من الشمس، وأنه حين يحين أوانه لايخفى على أحد، بل يُخرج المخدرات من خدورهن بآياته الجلية، ولا يعتمد على المعميات والحزازير والخرافات، فلله الحجة البالغة وهو أحكم من أن يتخذ داعية لا يُحكم قراءة كتابه الكريم.
إن الشخص المذكور ليس إلا سارقاً لجهالات الباطنيين ليضلل بها عوام الناس، فاحذروا منه ومن أمثاله). انتهى.
(11) دجال البصرة يُزَوِّرُ النُّصُوص في موقعه؟!
قال معتمده الشيخ ناظم العقيلي في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم)، وهو منشور في موقعه: (جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في أحد (إحدى) فقراته: (فعندها يظهر ابن المهدي) (بشارة الإسلام/157) وهذا يدل صراحة على أن قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر ابن الإمام المهدي، وهذا الإبن هو الذي أكد عليه في أدعية أهل البيت). انتهى.
وعندما ترجع إلى البحار، تجد أن هذه المزيف وصاحبه العقيلي ارتكبا خيانة وتزويراً! فأصل العبارة: (فعندها يظهر ابن النبي المهدي) فحذفا منها كلمة (النبي) فصارت (ابن المهدي) ليطبقاها على الكذاب أحمد إسماعيل كويطع! ويوهما أنها حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو الأئمة(عليهم السلام) مع أنها أثر عن سطيح الكاهن!
وقد سألت مبعوثه اليَّ: من الذي ينزل المواد في موقع إمامك؟
قال: أنا، أو الإمام أحمد بن الحسن.
قلت له: من الذي حذف كلمة النبي من عبارة سطيح الكاهن؟ فلم يجب!
قال المجلسي (رحمه الله) في البحار:51/162: (باب نادر فيما أخبر به الكهنة وأضرابهم وما وجد من ذلك مكتوباً في الألواح والصخور. روى البرسي في مشارق الأنوار عن كعب بن الحارث قال: إن ذا يزن الملك أرسل إلى سطيح لأمر شك فيه فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه، فخبأ له ديناراً تحت قدمه، ثم أذن له فدخل فقال له الملك: ما خبأت لك يا سطيح؟ فقال سطيح: حلفت بالبيت والحرم، والحجر الأصم والليل إذا أظلم، والصبح إذا تبسم، وبكل فصيح وأبكم، لقد خبأت لي ديناراً بين النعل والقدم، فقال الملك: من أين علمك هذا يا سطيح! فقال: من قبل أخ لي جنى ينزل معي أنى نزلت. فقال الملك: أخبرني عما يكون في الدهور، فقال سطيح: إذا غارت الأخيار وقادت الأشرار، وكذب بالأقدار، وحمل المال بالأوقار، وخشعت الأبصار لحامل الأوزار، وقطعت الأرحام، وظهرت الطغام، المستحلي الحرام، في حرمة الإسلام واختلفت الكلمة، وخفرت الذمة، وقلت الحرمة، وذلك عند طلوع الكوكب الذي يفزع العرب، وله شبيه الذنب، فهناك تنقطع الأمطار، وتجف الأنهار، وتختلف الأعصار، وتغلو الأسعار، في جميع الأقطار. ثم تقبل البربر بالرايات الصفر، على البراذين السبر، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر، فيبدل الرايات السود بالحمر، فيبيح المحرمات، ويترك النساء بالثدايا معلقات، وهو صاحب نهب الكوفة، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة، بها الخيل محفوفة، قتل زوجها وكثر عجزها واستحل فرجها، فعندها يظهر ابن النبي المهدي، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب، وابن عمه في الحرم، وظهر الخفي فوافق الوشمي، فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فيظاهر الروم ويقتل القروم، فعندها ينكسف كسوف، إذا جاء الزحوف، وصف الصفوف. ثم يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن، إسمه حسين أوحسن، فيذهب بخروجه غمر الفتن، فهناك يظهر مباركاً زكياً، وهادياً مهدياً، وسيداً علوياً، فيفرح الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم، فيكشف بنوره الظلماء ويظهر به الحق بعد الخفاء، ويفرق الأموال في الناس بالسواء، ويغمد السيف فلا يسفك الدماء، ويعيش الناس في البشر والهناء، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذاء ويرد الحق على أهل القرى، ويكثر في الناس الضيافة والقرى، ويرفع بعدله الغواية والعمى، كأنه كان غبار فانجلى، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً والأيام حباء، وهو علم للساعة بلا امتراء).
ورواه بهذا النص في مشارق أنوار اليقين/196، واليزدي في إلزام الناصب(2/148).
والذي يظهر من مجموع الروايات أن مليك اليمن سيف بن ذي يزن وعبد المطلب المعاصر له كانا يعرفان بقرب نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد بشرا به، وكذلك بَشَّرَ عبد المطلب (رحمه الله) بالمهدي من ذريته.
كما يظهر أن سطيحاً كان كاهناً مميزاً وكان يصيب في بعض ما يخبر به. لكن الذي يبدو من الرواية أنها موضوعة بعد الإسلام، وفيها مضامين أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام)، فلا يمكن نسبتها إلى سطيح، فضلاً عن ضعف سندها. وشاهدنا منها تزوير الضال المضل أحمد إسماعيل لهذا النص من أجل تأييد بدعته. وكفى بذلك إسقاطاً لصدقيته!
وقد حاول صاحبه المراوغة والتشبث بأنه لا يوجد كلمة النبي في بشارة الإسلام.
فأجبته: هذا كتاب متأخر، ومعناه أن كلمة النبي سقطت من الطباعة، فهل تتمسكون لإثبات إمامة صاحبكم بخطأة من طباع؟!
(12) يكفي لفضيحته أن شعاره نجمة إسرائيل!
عندما تراهم وضعوا نجمة إسرائيل على مراكزهم وكتبهم وبياناتهم. وترى أفرادهم وهم مسلحون يقاتلون الناس والشرطة العراقية، وقد عصبوا رؤوسهم بعصابة نجمة إسرائيل، تعرف أنها مقصودة قصداً مؤكداً في حركتهم!
لقد نشر في موقعه اعتراضهم على السيد صالح الجيزاني والتيار الصدري بأنهم أهانوا نجمة داود (عليه السلام): (هذا الرمز الإلهي، عندما داسوا عليها بأقدامهم)!
وأجابهم السيد صالح الجيزاني بأنه لم يثبت لديه أنها نجمة نبي الله داود (عليه السلام).
ونشر أحمد إسماعيل في موقعه سؤالاً يقول: (ما معنى كلمة إسرائيل؟ وهل الصهاينة الموجودون اليوم في فلسطين هم بنو إسرائيل أو ما بقي منهم؟ وهل النجمة السداسية صهيونية، وماذا تعني النجمة السداسية؟
وأجاب على السؤال: إسرائيل تعني عبد الله، ويوجد بعض اليهود الموجودين في الأرض المقدسة من ذرية يعقوب النبي، وهو عبد الله وهو إسرائيل عند اليهود. والنجمة السداسية عند اليهود هي نجمة داود وتعني المنتصر.
وهي علامة للمصلح المنتظر عندهم وهو إيليا النبي، الذي رفع قبل أن يبعث عيسى بمدة طويلة وهم ينتظرون عودته، وهو أحد وزراء الإمام المهدي الآن.
وما تقدم بناء على أن إسرائيل تعني يعقوب، ولكن الحقيقة إن إسرائيل تعني عبد الله وتعني محمد (اً). وبني (بنو) إسرائيل هم آل محمد! وأيضاً شيعتهم بل والمسلمين (المسلمون) عموماً بحسب ورودها في القرآن). انتهى.
وسأله أحدهم: (ما القصة وراء اختياركم لنجمة داود كرمز للحركة؟
فأجاب: (هي اختيار الله وليس اختياري! والنجمة السداسية هي نجمة داود (عليه السلام) وهو نبي مرسل من الله، ونحن ورثة الأنبياء (عليهم السلام))!
إذن، يزعم أحمد إسماعيل أن نجمة إسرائيل اختارها الله تعالى، لكل الأنبياء (عليهم السلام) ولحركة الإمام المهدي (عليه السلام)، الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً!
ومعناه أن نبينا (صلى الله عليه وآله) قصر في عدم إظهارها شعاراً له، ولم يأمر المسلمين أن يعصبوا بها جباههم كما يفعل جماعة أحمد إسماعيل!
والصحيح أنه لا يوجد دليل على أن نجمة داود (عليه السلام) مقدسة في الإسلام أو شعارٌ للنبي (صلى الله عليه وآله) أو للمسلمين!
وقد سألت وكيله ومعتمده المدعو الح الصافي، عن دليلهم على تقديسها؟ فقرأ الآية: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)! وكرر ما كتبه إمامه أحمد إسماعيل في موقعه!
قال أحمد إسماعيل: (وشكل الدرع الذي عمله داود (عليه السلام) بأمر الله هو سداسي كما موضح في الشكل (1) أدناه حيث البروز الأعلى لحماية منطقة الترقوة والبروزان الجانبيان العلويان لحماية صدر الإنسان، ويتضيق الدرع قليلاً نجد منطقة الوسط من تضيق جسد الإنسان. وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ: أي فصِّل الدرع والبروزان الجانبيان السفليان لحماية منطقة الورك. أما البرواز الأسفل فهو لحماية العورة. والدروع الداودية القديمة موجودة في المتاحف العالمية. وأصل نجمة داود هو كونها رمز(اً) لهذا الدرع..فهذا إثبات النجمة بشكل مبسط من القرآن الكريم)!
وهذا تزوير ودجل! فكيف يكون معنى قوله تعالى لداود: (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ): إجعل الدرع نجمة سداسية لتكون شعاراً لليهود، ثم للمسلمين!
فهل قَصَّر نبينا (صلى الله عليه وآله) وأئمتنا(عليهم السلام) في بيان هذه الحقائق العظيمة، وكل علماء المسلمين وأجيالهم، حتى جاء شخص مغمور مشكوك أحمد بن إسماعيل بن كويطع، فأوحى اليه ممول حركته، المنسق بين المخابرات الأمريكية والموساد، فشرح الله صدره ورأى هذه الحقيقة وحياً في المنام، ورفع نجمة إسرائيل علماً لهداية الأمة، باسم الإمام المهدي (عليه السلام)! وقال إن الله اختارها، ولم أخترها أنا!
هكذا دفعةً واحدة، قفزت نجمة إسرائيل وصارت رمزاً لنبينا وآله وأمته(صلى الله عليه وآله)، ولم يتجرأ أحد قبله ولا بعده، على جعل شعار حركته نجمة دولة إسرائيل!
وقد بلغت به الرقاعة في الإستدلال على نجمة داود، أنه كتب في موقعه:
ما إسم وصي المهدي = أحمد الحسن
م ا س م و ص ي ا ل م هـ د ي
4 + 1 + 6 + 4 + (16) + (9) = 40
ا ح م د ا ل ح س ن
1+8+4+4 +1+3 +8 +6+5 = 40
سابغات وهي درع داود، وهي النجمة السداسية، أو نجمة الصبح
س ا ب غ ا ت
9 + 1 + 2 + 1 + 1 + 4 = 15
وهو رقم المهدي الأول بعد أربعة عشر معصوم في الإسلام هم: محمد وعلي وفاطمة والأئمة من ولد علي وعددهم جميعاً 14 معصوم، ثم يأتي المهدي الأول وهو رقم (15) وهو درع داود، وشعاره درع داود، ودرع داود في القرآن وصفت بأنها سابغات: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). (سبأ:11).
وكتب في موقعه:
مَن نجمة داود = أحمد الحسن
م ن ن ج م ت د ا و د
4+5 +5+3+4+4 +4+1+6+4 = 40
ا ح م د ا ل ح س ن
1+8+4+4 + 1+3 + 8 + 6+5 = 40
من هو أحمد= 37 ما هو كتاب الله= 37
هو رسول المهدي = 37 هو القرآن الكريم = 37. النبأ العظيم = 37
من هو أحمد = ما هو كتاب الله = هو رسول المهدي = هو القرآن الكريم = هو النبأ العظيم.
واعلم أن الحجة على الخلق هو كتاب الله في كل زمان، وأن الحجة من آل محمد هو القرآن الناطق في كل زمان، وأن وصي رسول الله محمد علي ابن أبي طالب هو النبأ العظيم. وفي هذا الزمان فإن وصي الإمام المهدي (عليه السلام) هو النبأ العظيم).
انتهى كلامه البائس. ومن الواضح لمن كان له عقل أن كلامه استجهال للعوام، بل استحمار! فإن العامي باستطاعته أن يكتب مثل هذه الخراطيش الخيالية!
والعامي يعرف أن هذه النجمة شعار الحركة الصهيونية ودولتها إسرائيل، حتى لو كانت نجمة داود (عليه السلام) وسليمان وعيسى وموسى وكل أنبياء بني إسرائيل (عليهم السلام)، فهي في عصرنا شعار الحركة الصهيوينة ودولتها.
واتخاذها شعاراً لحركة إسلامية إما أن يكون عمالةً للصهيونة العالمية، أو جهالة مفرطة بأمر واضح! وليس ابن كويطع مغفلاً إلى هذا الحد، بل يريد ومن فرض عليه نجمة إسرائيل تمرين الناس على أن إسرائيل واليهود مقدسون، وأن شعارنا نفس شعارهم فيحرم إهانته! وهذه درجة متقدمة من التطبيع، وبثوب ديني يربط نجمتهم بالنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام)!
لقد كتب المدير السابق للمخابرات الأمريكية عن نشاطه مع شخصية عربية تنسق بين عمليات المخابرات الصهيونية والأمريكية ضد الشيعة!
ونتوقع أن يكتب الرئيس الحالي يوماً عن تمكنه من جعل نجمة إسرائيل شعاراً لحركة شيعية، باسم الإمام المهدي (عليه السلام)!
وقد حاول حسين المنصوري أحد أبواق ابن كويطع أن يعطي نجمة إسرائيل لوناً إسلامياً، فسفسط اثني عشر دليلاً على ذلك أوهن من بيت العنكبوت!
(1- أن درع نبي الله داود كان سداسياً.2- أن هذه النجمة رويت عن أهل البيت في حرز لحفظ الضائع ولدفع الحمى، ولم يذكر سند تلك الرواية! 3- أن النجوم ترمز لأهل البيت لقول النبي: أهل بيتي نجوم الأرض. 4- إجماع اليهود على أن هذه النجمة هي نجمة داود.5- إقرار الأمة المسيحية لليهود بذلك.6- إعتراف المسلمين عموماً بذلك وعدم إعتراض علماء الإسلام على عرضها في قناة سحر! لم يذكر في أي برنامج! 7- أنها وجدت على لوح خشبي من سفينة نوح! 8- أنها رمز عند اليهود للمصلح المنتظر.9- أنها نجمة الإمام المهدي كما قال كاتب في الأنترنت 10- أنها موجودة في نهاية كل آية من آيات القرآن.11 - أن الشكل السداسي شكل خلايا النحل المباركة.12- أنه يحرم هتكها وكذلك نجمة سليمان الخماسية الموجودة في العلم العراقي وكذا الموجودة على العلم الأمريكي وعلم إسرائيل، فيحرم إحراق تلك الأعلام حتى رفع النجوم منها). انتهى.
وقال إنه استفاد بعض هذه النقاط من إمامه أحمد إسماعيل! وهذا يدل على أنهم يشعرون بالفضيحة بذلك، ويحاولون تبريره بالتخيلات!
(13) أصل دينه أنه رأى الإمام المهدي (عليه السلام) في المنام!
نشر في موقعه بياناً تاريخه:28 شوال/1424هـ.ق. سماه: قصة اللقاء، أي لقاءه بالإمام المهد (عليه السلام)، وقد بدأه بالوعيد والتهديد، وملأه بالتخيلات والدعاوى الكبيرة، وجاء فيه: (وأرى من المهم أن أعرض إلى هذا اللقاء ولو إجمالاً وباختصار، باعتباره يمثل انعطافة تاريخية في حياتي، لأنها المرة الأولى التي يوجهني فيها الإمام المهدي (عليه السلام) للعمل وبشكل علني وصدامي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف على مشرفه آلاف التحية والسلام. وقصة هذا اللقاء هي أني كنت في ليلة من الليالي نائماً فرأيت رؤيا في المنام كأن الإمام المهدي (عليه السلام) واقفاً (واقف) بالقرب من ضريح سيد محمد (عليه السلام) أخو الإمام العسكري (عليه السلام) وأمرني بالحضور للقاءه (عليه السلام). وبعد ذلك استيقظت وكانت الساعة الثانية ليلاً، فصليت أربع ركع من صلاة الليل ثم عدت للنوم فرأيت رؤيا ثانية قريبة من هذه الرؤيا، وأيضاً كان فيها الإمام المهدي (عليه السلام) يحدد لي لقاء معه (عليه السلام)...مرت الأيام والأشهر وشاء لي الله أن ألتقي الإمام (عليه السلام) وأرسلني هذه المرة إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، لأطرح ما أخبرني به على مجموعة من طلبة الحوزة العلمية... وشددت الرحال في نهاية شهر رمضان إلى النجف وبدأت أطرح ما عرفت من الحق، واحتد النقاش بيني وبين بعض طلبة الحوزة العلمية، وكانت النتيجة مقاطعة بيني وبين بعضهم وخلاف تام مع بعضهم، ووافقني بعضهم دون أن ينصرني. وفي آخر يومين من شهر رمضان من هذا العام1424. أمرني الإمام المهدي أن أبدأ بمخاطبة أهل الأرض بأجمعهم وكل بحسبه وبحسب الأوامر التي تصدر من الإمام المهدي. وفي يوم (اليوم) الثالث من شوال أمرني الإمام المهدي بإعلان الثورة على الظالمين وبحثِّ الخطى والعمل بسرعة! وقد دعوت الناس لنصرة الحق وأهله والعمل لإقامة الحق وإعلاء كلمة لا إله إلا الله فإن كلمة الله هي العليا إن كلمة الله هي العليا إن كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). فهل من ناصر لدين الله، هل من ناصر للقرآن، هل من ناصر لولي الله، هل من ناصر لله سبحانه وتعالى؟ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
وإني لا أنتظر نصرة من علماء الدين، وكيف أنتظر منهم نصرة والإمام الصادق يؤكد في أكثر من حديث أن كثير منهم يقاتل الإمام المهدي باللسان والسنان حتى إذا استتب له الأمر استأصل سبعين من كبرائهم، وثلاثة آلاف من صغارهم! وكيف أنتظر منهم نصرة، والصادق يقول: لينصرن الله هذا الأمر بمن لاخلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيمٌ على عبادة الأوثان. والأوثان أو الأصنام هم العلماء غير العاملين، فلا أوثان في زمن الإمام الصادق إلا أبي (أبا) حنيفة وأشباهه.
وبالحق أقول لكم: إن ما يحصل اليوم للناس هو وحي عظيم بالرؤيا ولكن أكثر الناس بنعمة ربهم كافرون، وأكثر الناس لا يشكرون! (ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)!
وقد أخبرت كثيرين بأمور غيبية بعضها حوادث مهمة ومستقبلية وقد حصلت كما أخبرتهم بها، ومنها ارتداد من بايعني في أول الدعوة أي قبل عام ونصف تقريباً وارتداد من بايعني في هذا العام)..
بقية آل محمد (عليهم السلام)، الركن الشديد أحمد الحسن، وصي ورسول الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الناس أجمعين. المؤيد بجبرائيل، المسدد بميكائيل، المنصور بإسرافيل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
النجف الأشراف28 شوال/1424هـ. ق.). انتهى.
ملاحظات
1. كل دليله على أن الإمام المهدي (عليه السلام) أرسله إلى العالمين المنام الذي رآه! وإذا صدق فمنامه من تلقينه لنفسه وتسويلات شيطانه، الذي رآه في المنام وزعم أنه المهدي (عليه السلام).
2. لاحظ قوله: (يوجهني فيها الإمام المهدي (عليه السلام) للعمل وبشكل علني وصدامي في الحوزة العلمية) فهو يكشف عن طبيعته الصِّدَامية وتأصل العنف فيها، وتلاحظ أن هذا تفكير عدد من أمثاله نسبوا أنفسهم إلى حوزة النجف وارتكبوا جرائم عديدة، وقاموا بقتل عدد من علمائها رضوان الله عليهم!
3. قال: (وفي آخر يومين من شهر رمضان من هذا العام1424أمرني الإمام المهدي أن أبدأ بمخاطبة أهل الأرض بأجمعهم...وفي يوم الثالث من شوال أمرني الإمام المهدي بإعلان الثورة على الظالمين وبحثِّ الخطى والعمل بسرعة! وقد دعوت الناس لنصرة الحق وأهله.. فهل من ناصر لدين الله.. هل من ناصر لولي الله). فهو يزعم أنه مأمور بالثورة على الظالمين بدءً بعلماء النجف، ويجب على الناس نصرته، حتى يحكم الأرض ومن عليها! وهذا جوهر حركته وحماقته.
4. قال: (وإني لا أنتظر نصرة من علماء الدين، وكيف أنتظر منهم نصرة والإمام الصادق يؤكد في أكثر من حديث أن كثير منهم يقاتل الإمام المهدي باللسان والسنان، حتى إذا استتب له الأمر أستأصل سبعين من كبرائهم وثلاثة آلاف من صغارهم! وكيف أنتظر منهم نصرة والصادق يقول: (لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا..). انتهى. والحديث في غيبة الطوسي/450.
أقول: هذا المدعي وأمثاله، لا أمل عندهم بأن يصدقهم مراجع النجف وطلبتها لأنهم كشفوا كذبهم وزيفهم. ولم يذكر مصدراً لزعمه أن الإمام المهدي صلوات الله عليه سيقتل سبعين مرجعاً وثلاثة آلاف طالب! لأنه كلام كاذب لا مصدر له.
نعم ورد أنه يخرج على الإمام المهدي (عليه السلام) (البتريون) وهم حركة تتبنى ولاية أهل البيت(عليهم السلام) وولاية أعدائهم معاً، بحجة الوحدة الإسلامية! وقد سماهم الأئمة(عليهم السلام) البترية لأنهم بتروا أمر أهل البيت (عليهم السلام) الذي يقوم على الولاية والبراءة فبتروا البراءة! وقد يكون فيهم معممون من أمثال هذا المدعي الضال!
كما أنه لم يفهم قول الإمام الصادق (عليه السلام) وطبقه بهواه على مراجع النجف فجعلهم أصناماً لأنهم غير (عاملين) وجعل الناس الذين يقلدونهم عبدة أصنام! وقد دخل هذا التفكير إلى الحوزة، فصار بعضهم يشترط في المرجع أن يكون (عاملاً) أي ثائراً، ويسمون غيره (قاعداً)! وحكم بعضهم بوجوب قتل المراجع لأنهم قاعدون غير عاملين! ولو صح منطقهم هذا لوجب أن يعدوا أكثر الأئمة(عليهم السلام) من القاعدين!
إن مشكلة هؤلاء أنهم يريدون من المرجع أن (يقلدهم) ويحمل سلاحه أمامهم! والصحيح أن قعود المرجع وقيامه يتبع قناعته هو، وليس قناعة الآخرين!
5. أخيراً، نلاحظ غروره الفارغ في قوله: (وبالحق أقول لكم إن ما يحصل اليوم للناس هو وحي عظيم بالرؤيا). يتشبه بقول عيسى (عليه السلام) في الإنجيل!
وقد اعتبر منامه وحياً عظيماً، وعلم غيب بأن الذين بايعوه في السنة الأولى والثانية سيكشفونه ويتركونه! وكان سبب تركهم له أنه كان يحضر بينهم فيرون حقيقته البائسة! فأخذ يغيب نفسه ويلقي عليهم محاضرة أسبوعياً من غرفة ثانية في التنومة.
ثم غاب حتى عن أتباعه، إلا عن شركائه في الشيطنة!
الفصل السابع: حقده الأسود على المرجعية وأهل العراق!
لماذا يحقد هذا الدجال على مرجعية الشيعة
لا فرق بين حقد هذا الدجال على علماء الشيعة ومراجعهم، وبين حقد الوهابيين، لا في شدته، ولا في مفرداته وشتائمه. فأكثر أتباعه لا يذكرون إسم مرجع أو عالم كبير إلا مع قولهم: لعنه الله، أو أخزاه الله! أو يصفونه بالمضل، وبالصنم الذي يعبده الناس! ولا يتورعون عن وصف زوجته وبناته وأولاده بأوصاف بذيئة! مما يدل على قباحة ألسنتهم وفقدهم أوليات الأخلاق!
والسبب عند هؤلاء وهؤلاء أن علماء الشيعة حصون الإسلام أمام دعواتهم المنحرفة، وهم يصرحون بأنه لولا مراجع الشيعة وعلماؤهم لنشروا دعوتهم في الجماهير! فمثلهم كمثل السارق الفاشل، يَصُبُّ غضب جامه على الحراس، ويقول لولاهم لكنت دخلت إلى الدار وأخذت كل ما فيها!
قال أحمد إسماعيل كويطع: (هكذا الممهدون للدجال والسفياني من أئمة الضلالة يسعون جاهدين لمحاربة المعصوم (ع) بمحاربة أدلته بتهيئة الأذهان والنفوس والأرواح لرفض دليل جده المصطفى (ص).
ولا يخفى على الجميع انقياد الناس نحو المرجعية، وربما أن المراجع وأذنابهم الضالين المضلين تعودوا وعودوا الناس على رفض أي دعوى تكشف زيفهم وكذبهم وخداعهم، بادعاء أن تلك الدعوة ليست من الفقه ولا من الأصول، وادعاء أن ذلك الدليل في العقائد ولا يجري في الفقه والأصول، وادعاء أن التقييم يحصل من أهل الخبرة من يدعو لصاحب الحق وادعاء أن صاحب الحق متوهم ولا تسأل عن دليل توهمه لأنك لا تفهم الدليل، وادعاء أن صاحب الحق لو كان على حق فإنه سينتصر، لأن ما كان لله ينمو، فعليكم تركه وحيداً في الساحة والانتظار فإذا كان لله فسينمو، وإذا نما فسيقول لك أتركه فإنها مرجعية أو قيادة فاسدة، وإن قلت له: كيف وهو الإمام (ع)؟ فسيقولون لك: الأصل عدم كونه إماماً، أو نائباً للإمام)!
وقال أيضاً: (أنصح السيد السيستاني وهؤلاء الكتاب أن ينظروا بعين الإنصاف إلى هذه الدعوة اليمانية المباركة، وأن ينصفوا أنفسهم بالبحث عن الحق وأهله، وإلا فليعلم الجميع أن من يقف اليوم بالضد من هذه الحركة اليمانية المباركة سيلعنه التالون كما يلعن اليوم من وقف ضد رسول الله محمد بن عبد الله (ص)).
وقال: (أنا العبد الفقير قليل العلم والعمل، لا أدعي أني أعلم من السيد السيستاني ولكن اطلعت على روايات أهل البيت(عليهم السلام) وآراء العلماء الأعلام، فوجدت فتوى السيد السيستاني مخالفة لها تماماً... ومع الأسف كثير من الجهلة الحمقى يطبِّلون ويزمرون لهؤلاء العلماء غير العاملين...
وهؤلاء هم العلماء غير العاملين الذين فشلوا في انتظار الإمام المهدي، فهم لا يكتفون بتكذيبهم للإمام المهدي ووصيه ورسوله).
وقال أيضاً: (الشرك أنواع منها...الشرك الظاهر، وهو أيضاً أقسام منها الشرك الصريح في العقيدة كعبادة الأصنام والأوثان، وعبادة العلماء غير العاملين الضالين، وهم الأصنام التي لها لسان).
وقال: (وعجيب أمر الناس فإذا كان الملوك يخافون على ملكهم الدنيوي الباطل وإذا كان العلماء غير العاملين يخافون على مناصبهم الدينية، فعلى ماذا يخاف الناس؟ هل يعقل أن إنسان(إنساناً)يسلم قياده إلى علماء الضلالة، كأنه دابة مربوطة يقودها صاحبها أينما يشاء! هل يعقل أن الإنسان يرضى أن يكون تابع (تابعاً) لأئمة الضلال حتى يردوه في الجحيم).
وسئل عن علاقته بالمراجع، فأجاب: (كانت لا بأس بها، أما الآن فمعظمهم يطالبون باعتقالي أو قتلي وقد أفتى بعضهم علناً بهدر دمي كالحائري في إيران). وقال: (أفتى أخيراً ثلاثة علماء فتاوى بتكذيب كل من يدعي أنه اليماني إلا بعد الصيحة، وسيتضح للقارئ وهن كلامهم ومخالفته لروايات أهل البيت، بل إن صدور هكذا كلام ممن يدَّعون المرجعية يعد طامة كبرى وداهية عظمى، ولم نكن نتوقع إنهم بهذا المستوى من الغفلة عن دراسة أو فهم روايات أهل البيت).
ومن العجيب أن هذا الدجال يستند في معاداته للمراجع إلى السيد محمد صادق الصدر فيقول: (كان الصراع محتدماً بين أتباع الشهيد الصدر وأتباع باقي المراجع المكذبين للشهيد الصدر حتى وصل الأمر إلى التفسيق بل إلى التكفير، وبتوالي الأيام والأشهر والأعوام بدأ أتباع الشهيد الصدر يزدادون شيئاً فشيئاً حتى أصبحوا نداً قوياً لسائر الناس، ولكن يبقى أتباع المرجعيات المُكذِّبة والمُحارِبة أكثر عدداً وأوسع انتشارا ً، وذلك يعزى لعامل الدعاية الذي يؤثر سريعاً وخصوصاً في المجتمع العراقي).
(بعد استشهاد السيد الصدر انقسم أتباعه إلى سبعة أقسام أو أكثر وهذه الأقسام بعضها انحرف عن نهج السيد الصدر بعد فترة قليلة، وأقروا بمشروعية سائر المراجع الذين حاربوا الشهيد الصدر في حياته وحتى بعد وفاته، وغضوا النظر عن كل ما قاله الشهيد الصدر عن هؤلاء العلماء، أو عن ما قاله العلماء في حق السيد الصدر، من تهم وافتراء).
ويقول عن التيار الصدري: (واتخذ هؤلاء من اسم الشهيد الصدر دعاية يكسبون بها ولاء الناس، مما يدر عليهم الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة ويستلمون هذه الأموال بصفتهم الخليفة الشرعي للشهيد الصدر، وعلى أساس ذلك شيدوا المكاتب والمدارس، وملأت صورهم الشوارع مقرونة بصورة الشهيد الصدر، والشهيد الصدر برئ منهم).
(فليتق الله الشيخ اليعقوبي وغيره ممن يضلون الناس ويبعدونهم عن الحق، وليحذر عقوبة الله في الدنيا والآخرة... إن السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (عليه السلام) يأمر الناس بأقواله باتباع القرآن والهدى. أما اليعقوبي وأمثاله فيأمرون الناس باتباع الهوى والرأي)!
(فيا حائري، لماذا هذه الحرب ضد الإمام المهدي، وبدون علم تُكذب وصي ورسول الإمام المهدي (عليه السلام)! وبدون دليل! (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
وإن أنصار الإمام المهدي (ع) يدعونك للمناظرة العلمية العلنية وأمام الناس في المكان الذي تحدده أنت، لأننا نعرف أنك تخاف أن تدخل العراق، ونعرف رأي السيد الصدر بقوله فيك (جبان جبان) وهي مثبتة في كتاب السفير الخامس...
نقول للجميع وعلى رأسهم الحائري: راجع نفسك ولا تكون (تكن) شريح (شريحاً) القاضي في هذا الزمان، حيث أفتى بقتل الإمام الحسين (ع) ونكرر عليك المناظرة العلمية لإثبات حجة المحتج ولبيان الحق للناس، ولا تكذب وتهدر دم رجلٍ يقول ربي الله، وسيدي ومولاي محمد بن الحسن العسكري... وليس هذا بجديد عليك، فقد سبق وأن غدرت وخذلت (جيش المهدي) في قتالهم ضد الأمريكان، وعدم اعتبارك إياهم شهداء بقولك: إنهم لا يقاتلون بأمرنا وإنهم لا يمثلون مكتبنا في النجف الأشرف.
وأما هدرك دماءنا فأقول إذا كانت عندك غيرةٌ على الإسلام فأصدر فتوى لقتل النواصب الذين يصولون ويجولون في العراق...وأنتم منشغلين بالمتعة وجمع الخمس، وتركتم الناس بين أيدي الأمريكان والماسونية العالمية... واعلم إذا لم تنتهي(تنته) ومكتبك من ترويج هذه الفتوى بحق أنصار الإمام المهدي (ع) فإن وقت الحساب قريب)!
أنصار الإمام المهدي مكن الله له في الأرض 20/رجب/1426 هـ. ق
رسالته إلى السيد القائد وعدد من العلماء
نشر أحمد إسماعيل رسالة مفتوحة إلى السيد القائد الخامنئي مد ظله (يأمره) فيها بأن يؤمن به ويسلمه حكم إيران، لأنه رسول المهدي (عليه السلام)!
وهذا نص رسالة ثانية له إلى السيد القائد الخامنئي وعدد من العلماء، عرَّف فيها بحركته: (السلام على أهل لا اله إلا الله من أهل لا اله إلا الله، السلام على كل قلب وحد الله تعالى وأصبح بيتاً من بيوته. السلام على الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا تأخذهم في الله لومة لائم.
أما بعد إلى السيد علي الخامنئي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد القزويني في إيران السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى الشيخ عبد الحميد المهاجر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى الشيخ علي الكوراني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد مقتدى الصدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد محمود الحسني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى من يهمه الأمر. أرجو منك قراءة رسالتي هذه والتدبر فيها جيداً، وأسال الله تعالى أن يلهمك الحق واتباعه ونصرته، فإنه تعالى هو دليل المتحيرين، ودليل من لا دليل له، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
لا يخفى عليك أننا الآن نعيش عصر الظهور المقدس، وقد تحققت كثير من العلامات وبقيت العلامات المحتومة، وكما تعلم أنها قريبة جداً عن القيام المقدس فأبعدها عن قيام الإمام المهدي (ع) بثمانية أشهر تقريباً، بل إن بعضها يحدث معاصراً للقيام المقدس أو متأخراً عنه، كالخسف بالبيداء.
ووردت أخبار كثير تبين وتؤكد على وجود حركة تمهيدية تسبق قيام الإمام المهدي (ع) وبعض هذه الحركات التمهيدية متصلة بالإمام الحجة (ع) مباشرة وهي جزء من ثورته العالمية، وهذا المعنى مستفاد من كثير من القرائن الموجودة في تلك الأخبار بل بعض الأخبار صرحت باتصال الإمام المهدي (ع) بكثير من أصحابه قبل قيامه المقدس لغرض التمهيد، وهذا موافق للقرآن والسيرة الإلهية في الدعوات الإلهية للأنبياء والرسل (ع) لأنه وكما تعلم إن قيام الإمام المهدي (ع) نقمة وعذاب على المنحرفين فلا يعطيهم إلا السيف ولا يأخذ منهم إلا السيف، ولا يستتيب أحد(اً) وهكذا أمرٌ (أمرٌ هكذا) لابد أن يُسبق بإنذار لكي تتم الحجة على العباد ولكي لا يقولون (لا يقولوا): (رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). (القصص: 47) ولا يقولون:(رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى). (طه:134).
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً...).
وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(النساء: 165) وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان:27) وقال تعالى (أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف:63).
وقبل ثلاث سنوات أعلن السيد أحمد الحسن عن نفسه بأنه مرسل من الإمام المهدي (ع) لقيادة الأمة لنصرته والتمكين له ولمَّ شمل الأمة تحت راية واحدة. وأعلن دعوته هذه في أم القرى حالياً (النجف الأشرف) وفي وسط الحوزة العلمية، وعرض الكثير من الأدلة على صدق قضيته، وأنه التقى بالإمام الحجة بن الحسن (ع) في عالم الشهادة وبعثه رسولاً عنه إلى الناس كافة، ومن تلك الأدلة ما يأتي:
1- تحدى جميع العلماء المكذبين له بالمناظرة في القرآن الكريم، وأن العلم الذي عنده ليس من تحصيله الخاص بل هو من تعليم الإمام المهدي (ع) وقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهله، والأخرى يقال هلك في أي وادٍ سلك. قلت: فكيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله).
ولا توجد عظائم أعظم من القرآن الكريم، معجزة الرسول (ص) الخالدة.
2- أصدر تأويلاً للمتشابهات وصدر منه لحد الآن ثلاث حلقات بعنوان: (أسرار الإمام المهدي (ع) المتشابهات) وتحدى الجميع بالرد على ما ورد في هذا الكتاب من إحكام للمتشابهات القرآنية والعقائدية.
ولم يرد أحد على ذلك ومضت أكثر من سنة تقريباً ولا جواب!!!
3- تحدى السيد أحمد الحسن كل من يكذبه بالمباهلة، ولم يجبه أحد من الذين كذبوه لذلك، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ). (آل عمران61-63).
4- دلت كثير من الأخبار على شخصية السيد أحمد الحسن، بأن إسمه أحمد ومن أهل البصرة وأنه من ذرية الإمام المهدي (ع) وأنه أول المؤمنين وأول الأنصار وأقربهم، وأنه وصي الإمام المهدي وأول المهديين بعد الإمام المهدي.
عن الإمام علي (ع) قال: (سمعت الرسول محمد (ص) قال: أولهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة).
عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله(ص): (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماماً.
ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين (المقربين) له ثلاثة أسامي (أسامٍ) إسم كاسمي وإسم أبي وهو عبد الله وأحمد. والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين). بحار الأنوار:53 /147 والغيبة للطوسي/107.
ما ذكره السيد حيدر الكاظمي في كتابه بشارة الإسلام عن سطيح الكاهن عندما يذكر بعض علامات قيام الإمام المهدي (ع) ثم يقول: (فعندها يظهر ابن المهدي).
ما ذكره الشيخ المفيد(رحمه الله) في الإرشاد عنهم (ع): (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات).
وابن صاحب الوصيات لابد أن يكون ابن الإمام المهدي (ع) لأنه هو وارث وصايا الأئمة (ع) وهو المستحفظ من آل محمد (ص).
ولا يوجد أحد ادعى أنه ابن الإمام المهدي (ع) أي من ذريته، وأنه أول المهديين ووصي الإمام المهدي (ع) غير السيد أحمد الحسن.
أخرج ابن طاووس (رحمه الله) عن الإمام علي (ع): (ويخرج قبله أي قبل الإمام، رجل من أهل بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر.
ومما يؤكد أنه هو المقصود بتلك الأخبار أو ببعضها، النقطة التالية والتي هي مؤيدات غيبية: أُيد السيد أحمد الحسن من جانب الغيب بمؤيدات كثيرة منها:
أ- أُيد بعالم المنام، فقد رأى عشرات المؤمنين مئات المنامات الصادقة بالأئمة الأطهار (ع)، أكد الأئمة (ع) في تلك المنامات على أن السيد أحمد الحسن مرسل من قبل الإمام المهدي (ع)، وقد طبع من تلك الرؤيات كتاب على شكل حلقات صدر منه لحد الآن جزءان بعنوان: (البلاغ المبين-الرؤيا حجة):
وبالنسبة إلى حجية الرؤيا فقد ثبت عن طريق قول المعصومين وفعلهم وتقريرهم أن الرؤيا الصادقة هي أحد طرق الهداية الإلهية إلى معرفة الحق، وخصوصاً إذا كانت الرؤيا بأحد المعصومين (ع)، لأن الشيطان لا يتمثل بهم، كما أشارت إلى ذلك عشرات الأخبار. راجع (دار السلام) للميرزا النوري (رحمه الله).
ب- أخبر السيد أحمد الحسن بعدة إخبارات غيبية لبعض المؤمنين، وقد تحققت في الواقع. سيصدر كتاب حول هذه الغيبيات.
ج- عشرات المؤمنين استخاروا الله تعالى على هذه القضية بالقرآن الكريم وخرجت الخيرة مؤيدة لصدق السيد أحمد الحسن.
عن رسول الله (ص): إستخر ولا تتخير، فكم من تخير أمراً كان هلاكه فيه).
عن الصادق (ع): من استخار الله مرة واحدة وهو راضٍ به خار الله له حتماً).
عن الصادق (ع): يقول الله عز وجل: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني).
عن الصادق (ع): (من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلى لم يؤجر).
وغير هذه الأدلة الكثير نتركها إلى مناسبات أخرى إن شاء الله تعالى.
فالذي أرجوه منك دراسة هذه القضية دراسة معمقة ومركزة، من باب: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. (وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ). (الصافات:24). ومن باب أن المسؤولية ملقاة على عاتق العلماء والمتخصصين في قضية الإمام المهدي (ع).
وأحب أن أنبه إلى أن قضية السيد أحمد الحسن تعرضت إلى مواجهة وتكذيب من عدة جهات، سواء كانت علمائية أو سياسية أو اجتماعية، فهي غريبة في المجتمع كما وصفها رسول الله محمد (ص)، وألصقت كثير من التهم بشخصية السيد أحمد الحسن بدون تورع وبدون تثبت، كالسحر والجنون والعمالة لإسرائيل وغيرها من التهم الباطلة، التي تدل على عدم تورع وتدين قائليها، وإن هم إلا يخرصون.
وهذا الموقف ليس غريباً بل هو سنة الله تعالى في الدعوات الإلهية، فإن هذه التهم لا تكاد تفارق نبي (نبياً) من الأنبياء (ع) فلماذا نذم الأمم المكذبة بالأنبياء والرسل ونحن نعمل عملهم؟!
عن أبي عبد الله (ع): (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب (المشرق والمغرب) قلت له: لما ذلك؟ قال (ع): مما يلقون من بني هاشم).
وعنه (ع): (فإذا هو نشرها، فلم يبقَ في المشرق والمغرب أحد إلا لعنها).
وورد أيضاً إن أمره يظهر في شبهة لكي يستبين. وتواترت الروايات على أنه لا يبقى من الشيعة بعد الغربلة والتمحيص إلا كالملح في الزاد أو كالكحل في العين.
ورغم كل هذا العداء والحملة الإعلامية الضخمة المضادة للسيد أحمد الحسن ولمدة ثلاث سنوات، وبالرغم من قلة عدد أنصاره وأنه صفر اليدين من الإمكانيات المادية، ثبتت قضيته وبكل قوة وصلابة، متصدية لدفع ورفع كل الشبهات التي أُثيرت ضد هذه القضية الحقة المؤيدة من جانب الغيب، ومارس السيد أحمد الحسن وأنصاره دورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن القرآن والعترة الأطهار، وفضح أئمة الكفر والضلال، وبدون أي مداهنة وبالدليل الواضح والبرهان الجلي.
والحمد لله تعالى، القضية تزداد سعة يوم بعد يوم، وتزداد وضوحاً وتحدياً لكل من واجهها بالتكذيب مجرداً عن الدليل.قال تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
ولو كان السيد أحمد الحسن كاذباً (وحاشاه) لما أُيد بتلك المؤيدات الغيبية، ولما استمر كل هذه الفترة، ولما آمنت به تلك الثلة المؤمنة بكشف وشهود وتعريف إلهي، كما وصفوا في بعض الأخبار.
قال تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ.ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة:44-46) وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ). (يونس:69) وقال تعالى: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ). (سبأ:49).
وعن الإمام الصادق (ع): إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تَبَّرَ الله عمره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على محمد وآل محمد).
أنصار الإمام المهدي مكن الله له في الأرض
3/ربيع الأول/1426هـ. ق
ملاحظة:- إن شئت الإطلاع على القضية إكثر فتوجد تقريباً (20) إصدار صدرت من أنصار الإمام المهدي (ع) بين كتاب وكتيب، وبيانات كثيرة ولقاءات مصورة، ومناظرات مع بعض رموز أو جهات الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
عن الإمام الصادق (ع): (رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام).
المرسل الشيخ ناظم العقيلي
النجف الاشرف 1/ ربيع الأول/ 1426 هـ.ق
أقول: هذه الرسالة التي بعثوها إلى المراجع والعلماء، تتضمن كل علم هذا الإمام الدجال! وليس فيها دليل واحد على أن الإمام المهدي (عليه السلام) أرسله إلى العالمين؟! وكل ما تشبثوا به وحشوا به رسائلهم أجنبي عن دعواهم!
بل تدل على تلفيقهم وتزويرهم، بل من أدلة حمقهم أنهم اعتبروا عدم إجابة من وجه اليهم رسائل، دليلاً على صحة دعواه!
بل هو دليل على أنهم أهملوا رسائله، لأنها كشفت ضحالتهم العلمية والعقلية!
وهنا ملاحظة كبيرة، وهي أن الدجال يخاطب علماء الشيعة ويقسو عليهم، وكأنه مبعوث لهم فقط، فأين خطابه لعلماء الوهابية مثلاً وهو يعيش بينهم؟
يطلب من العراقيين أن يطيعوه، ويشتمهم!
أصدر بياناً كما في موقعه، قال فيه: (فيا أهل العراق أن أبي قد أرسلني لأهل الأرض وبدأ بكم وبأم القرى النجف، وإني لمؤيد بجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وبملكوت السماوات... وإني اليوم أستنصركم كما استنصركم جدي الحسين، فهل من ناصر ينصرنا؟ فإن خذلتمونا وغدرتم بنا، فقديماً فعل آباءكم وطالما صبر أبي وسأصبر حتى يأذن الرحمن في أمري، كما صبرت في العام الماضي عندما تركوني كمسلم بن عقيل وحيداً لا ناصر لي ولا معين إلا نفر قليل منهم...
فمن قبلني بقبول الحق فاز وسعد في الدنيا والآخرة، ومن ردني فقد رد الحق وخسر الدنيا والآخرة.
يا من رضيتم بفعل آبائكم واتبعتم الشمر لعنه الله في زمانكم وشبث بن ربعي في دياركم، ولن ينفعكم الندم حينها يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء! ولن تجدوا إلا خسران الدنيا والآخرة، جزاءاً بما اقترفت أيديكم وألسنتكم، من الزور والبهتان والكذب والإفتراء والإتهامات الباطلة.
(يا أهل العراق... ها قد ثبتت عليكم الحجة الحجة بالغةٌ دامغةٌ، على صدق دعوة السيد أحمد: تحدث فزعة في الزوراء فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا إلى قردة وخنازير. فقال يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق.
وقوله: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ): يعني بذلك خروج القائم، هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لا بد منه). غيبة النعماني/269.
(فيا شذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة الإثم، ومحرفي الكلم، وقتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء! لن يمكنكم الله من عنقي كما مكن أسلافكم من جدي الحسين فهذه هي النهاية، واليوم يوم الله الأكبر، وهذا نذير من النذر الأولى، وإنها لإحدى الكبر نذير(اً) للبشر!
وسأعود لأبي محمد بن الحسن المهدي لأخبره بتكذيبكم إياي، وانتهاككم لحرمتي بالبهتان وقول الزور. وأخيراً محاولتكم لسجني وقتلي لا لشيء، فقط لأنكم تعلمون أن الحق الذي جئت به لن يبقي لباطلكم شيئاً، وإلا فها أنتم تصافحون من ينكر وجود الله كالشيوعيين ولا تنكرون عليهم بقول أو فعل.
يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء، ولن تجدوا إلا خسران الدنيا والآخرة جزاءاً بما اقترفت أيديكم وألسنتكم من الزور والبهتان والكذب والإفتراء والإتهامات الباطلة وسيأتيكم أبي غضبان أسفاً بما فعلتم بي وانتهكتم من حرمتي!
وستعلمون حينها عندما لا ينفعكم العلم شيئاً، على من اجترأتم، وأي حرمة لله ولمحمد ولعلي ولأولادهم انتهكتم!
(يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إلى وَلا تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلا عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ).
وقال في بيان آخر: (يا أهل العراق...ها قد ثبتت عليكم الحجة تلو الحجة. بالغةٌ دامغةٌ على صدق دعوة السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي، والممهد الأول له، ويماني، وابن الإمام، وابنه وهو أول المؤمنين المذكور في روايات آل محمد... لأن أهل البيت (عليهم السلام) لم يغادروا صغيرة ولا كبيرة إلا ذكروها في كلامهم في هذا الخصوص حتى مرض البواسير! وهو أحد علامات الإمام المهدي (يقصد نفسه)! ومن أراد فليراجع بشارة الإسلام الباب الأول، ولكنكم تتجاهلون...
يا قوم إني لكم ناصح أمين أن اتبعوا رسول الإمام المهدي السيد أحمد الحسن: (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
بقية آل محمد (عليهم السلام) الركن الشديد أحمد الحسن
وصي ورسول الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الناس أجمعين
المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم
النجف الأشرف28 شوال/1424هـ.ق
1. نلاحظ فقدان هذا (الإمام) الفصاحة فضلاً عن البلاغة! وأن أخطاءه الإملائية والنحوية واللغوية والبلاغية كثيرة، حتى في الآيات!
كما أنه يكتب بعد التاريخ (هـ.ق) أي هجري قمري، مقابل (هـ.ش) أي هجري شمسي، وذلك تقليد للإيرانيين أو الذين يكتبون لهم تمييزاً لحساب الهجرة النبوية بالقمري عن حسابها بالشمسي، كما تعارف أخيراً عند الإيرانيين.
2. خاطب شعب العراق بقوله: (يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء... فيا شذاذ الأحزاب، ونَبَذَة الكتاب، وعصبة الإثم).
وسبب ذلك أنهم رفضوا بدعته وضلالته، ويدل كلامه على عدم فهمه للتاريخ أو تعمده للباطل، وقد أخذ علمه من الوهابيين الذين يبرئون يزيداً وبني أمية من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ويقولون قتله شيعته أهل العراق!
والأوصاف التي ذكرها خاطب الإمام الحسين (عليه السلام) بني أمية وقاتليه وقال لهم: (يا شيعة آل أبي سفيان)! فهم جيش يزيد، وفيهم من أهل الشام وأهل العراق والحجاز واليمن، أما شيعة علي وأهل البيت(عليهم السلام) فكانوا قلة، لأن معاوية أبادهم في مدة عشرين سنة، وطاردهم داخل العراق وخارجه، والذين بقوا منهم كانوا في السجون، وبعضهم استطاع أن يصل إلى كربلاء.
والوهابيون لبغضهم للعراقيين يجعلون خطاب الإمام الحسين (عليه السلام) لبني أمية وشيعتهم، خطاباً لكل العراقيين في كل عصر!
وقد قلدهم أحمد الحسن! ولعله منهم ويظهر التشيع لغرض ضرب التشيع!
3. ارتكب تزويراً وخيانة، فوصل نصين وجعلهما نصاً واحداً!
فالرواية في غيبة النعماني/277: (سئل أبو جعفر (الباقر (عليه السلام)) عن تفسير قول الله عز وجل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)؟ فقال: يريهم في أنفسهم وفي الآفاق، وقوله: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لابد منه).
وهي عامة لكل الناس، وقد جعلها الدجال خاصة بأهل العراق وأهل الزوراء أي بغداد! بل يدل نصها في الكافي:8/381، على أنها آية عالمية لا تخص أهل العراق، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق، قلت له: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)؟ قال: خروج القائم هو الحق من عند الله عز وجل).
فالآفاق في الآية آفاق السماء، وآفاق البلاد التي تخرج عن طاعة طغاة العالم!
لكن الدجال جاء بنص يتعلق بالزوراء لاهو رواية عن أهل البيت(عليهم السلام) ولا وجود له في غيبة النعماني ولا غيرها، فوضعه قبل الرواية ليوهم أنه جزء منها وربط الرواية بأهل العراق وبغداد، وبالعلماء الذين أفتوا لهم بالإنتخابات والإستفتاء على الدستور!
فقد قال هذا المزوِّر بدون ذكر القائل ولا المصدر: (تحدث فزعة في الزوراء فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا إلى قردة وخنازير). ثم وصله برواية غيبة النعماني والكافي!
بينما النص عن بغداد أثر لا سند له، ذكره السيوطي في الدر المنثور:6/62:(عن مالك بن دينار قال:بلغني أن ريحاً تكون في آخر الزمان وظلمة فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا). والملاحم والفتن/283، بدون سند، نقلاً عن فتن السليلي.
وينبغي التنبيه على أني لم أجد أي رواية عن أهل البيت(عليهم السلام) في خراب بغداد أو الزوراء! والمرجح عندي أن روايات ذلك موضوعة من أتباع بني أمية، مقابل روايات أهل البيت(عليهم السلام) عن تهديم الشام في عصر الإمام المهدي (عليه السلام).
4. ماذا يقصد الدجال بقوله: (لأن أهل البيت(عليهم السلام) لم يغادروا صغيرة ولا كبيرة إلا ذكروها في كلامهم في هذا الخصوص حتى مرض البواسير! وهو أحد علامات الإمام المهدي. ومن أراد فليراجع بشارة الإسلام الباب الأول، ولكنكم تتجاهلون)!
فإن كان يقصد أن من علامات المهدي (عليه السلام) البواسير وأنها موجودة فيه هو، فهو أعلم بنفسه، لكن هذا افتراء على الإمام المهدي (عليه السلام).
وإن كان يقصد أن من علامات ظهور المهدي (عليه السلام) مرض البواسير، وأنه ظهر في عصرنا، فهو لا يدل على أنه دعوته حق حتى لو كانت علامة لقرب الظهور.
غضبه على العراقيين بسبب الانتخابات!
عندما سقط صدام باحتلال أمريكا للعراق، وكان الأمن والأمان مسيطراً طالبت المرجعية والزعماء السياسيون بانتخاب البرلمان لإنتاج سلطة بإرادة الشعب العراقي، فقامت قائمة الدول العربية خوفاً من مجيء الشيعة الأكثرية، وأقنعوا أوروبا والأمم المتحدة بتأخير الانتخابات، وأثروا على أمريكا، فأخرت الانتخابات سنة وأكثر! وفي هذه المدة استطاع الوهابيون وفلول صدام أن يتحدوا ويشكلوا قوة إرهابية للضغط على الأمريكان لإعادة الحكم اليهم، وإبعاد الأكثرية الشعبية.
كنت ترى في كل البلاد العربية، موجة دعاية وتهويل واسعة، ضد الانتخابات في العراق بحجة الحرص على انتخابات شعبية حرة ونزيهة بعد زوال الاحتلال!
وكنت ترى استماتة الوهابيين لاستنكار الانتخابات والتحذير منها، بحجج دينية! منها أن الانتخابات حرام، أو أنها حرام في ظل الاحتلال!
وعملاً بتوجيه مموليه، نشط هذا الدجال ضد الانتخابات! فقد نشر في موقعه: (بيان للإمام المهدي (عليه السلام) في أن لا شرعية للانتخابات). قال فيه:
(إن العلماء الذين أفتوا بشرعية الانتخابات هم في الواقع ليسوا علماء أمناء، لجهلهم أو لتجاهلهم لهذا الخبر وأمثاله!! إن الناس تحملوا إثم خروجهم على إمامهم (أحمد اسماعيل) وهم جاهلون غافلون، فهم ذهبوا إلى الانتخابات استناداً إلى فتاوى مراجعهم الذين ظنوا أنهم لا يدخلونهم في باطل ولا يخرجونهم من حق، وإذا بالمراجع يوردوا (ن) الأمة موارد الهلكة ويدخلوها (نها) في سخط الله وغضبه، ويخرجوها (نها) من سعة رحمته، وذلك من خلال استخفافهم بالناس حيث دعوهم إلى هذه الفتنة من دون دليل شرعي من قرآن أو عترة طاهرة!
لقد منع أولئك العلماء غير العاملين صوت الإمام أن يصل إلى الناس، وشغلوا الناس بصراخهم وضجيجهم!
والحق أقول لكم أيها الناس: إن علماءكم غرروا بكم وأضلوكم السبيل وخبطوا بكم خبط عشواء مثلهم كمثل حاطب ليل!
فإذا كانت انتخاباتكم هذه شرعية وصحيحة كما تزعمون فلماذا تنكرون على أبي بكر وعمر وعثمان بيعة الناس لهم؟ولماذا تنكرون على أتباعهم التحزب لهم والتسليم لهم بالبيعة؟! وهم لم يفعلوا أكثر مما فعلتم، ولم يفتوا خلاف ما أفتيتم! بل إن فتواكم هي عين فتواهم!
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثله * * * عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ!
لقد استندتم في مذهبكم إلى رفض خلافة المشايخ الثلاثة، كونها خلافة مخالفة للشرع على الرغم من بيعة الناس لهم، وكانت حجتكم في ذلك القرآن والعترة الطاهرة، وكنتم على صواب من أمركم، فما لكم اليوم تنقضون حجتكم بأيديكم! فما حدا (عدا) مما بدا، حتى تنقلبوا على القرآن والعترة الطاهرة، لتشرعوا لانتخابات بنيتم مذهبكم على نقيضها؟!).
ثم وقف هذا الدجال ضد الاستفتاء على الدستور العراقي، وقال في بيان في موقعه: (فالإمام ظاهر برسوله الخاص السيد أحمد الحسن، الذي مضى على إرساله ما يربو على ثلاث سنوات، أما من أنكر أدلة السيد أحمد الحسن فهو أحد صنفين: إما أن يكون جاهلاً ويقع عليه الانطباق في الآية الكريمة: بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ. وإما أن يكون معانداً منافقاً يضمر ما لا يظهر: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً). إن الناس تحملوا إثم خروجهم على إمامهم وهم جاهلون غافلون، فهم ذهبوا إلى الانتخابات استناداً إلى فتاوى مراجعهم الذين ظنوا أنهم لا يدخلونهم في باطل ولا يخرجونهم من حق، وإذا بالمراجع يوردوا (ن) الأمة موارد الهلكة ويدخلوها (نها) في سخط الله وغضبه ويخرجوها (نها) من سعة رحمته! وذلك من خلال استخفافهم بالناس حيث دعوهم إلى هذه الفتنة من دون دليل شرعي من قرآن أو عترة طاهرة! وها هم فقهاؤكم أيها الناس يسحبونكم مرة أخرى إلى مهاوي جهنم بمنزلق جديد وهو منزلق الدستور الذي راحت تخطه أيد لاحظ لها في دين ولا في آخرة وكأنها تريد طعن إمامكم الحجة المنتظر مرة أخرى بعد طعنة الانتخابات، وهذه المرة ستنحيكم عن القرآن بالدستور، مثلما نحتكم بالأمس عن الإمام بحكومة منتخبة مستوردة).
ملاحظة
كأن هذا البيان كتبه له وهابي، وإلا فالشيعي يدرك الفرق بين حالة وجود نص نبوي وبين حالة العراق في عصرنا. فنحن إنما تمسكنا بخلافة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لوجود النص، أما إذا لم يوجد نص فنحن بالخيار.
وقد رفضنا مسارعة بعضهم لفرض بيعة أبي بكر بالقوة، بدون مشورة! فأين الانتخاب في بيعة أبي بكر، وقد كانوا مشغولين بجنازة النبي (صلى الله عليه وآله) فتفاجؤوا بأن أربعة أشخاص بايعوه، فشهر الطلقاء سيوفهم وأخذوا يجبرون الناس على بيعته بالسيف؟! وأين الانتخابات في خلافة عمر وكانت بوصية أبي بكر؟ وأين الانتخابات في خلافة عثمان، وقد عين عمر لجنة وجعل حق النقض فيها لابن عوف صهر عثمان، فَصَفَقَ على يده؟!
فنظام الحكم في عصرنا مسألة اجتهادية، فقد يرى المرجع وجوب تطبيق ولاية الفقيه بولاية فردية كالمعصوم (عليه السلام)، وقد يرى أن يختار الناس برلمانهم وحكومتهم ويكون دور المرجع وعلماء الدين الإشراف والتوجيه. وقد يرى المرجع لزوم التركيب بين ولاية الفقيه والانتخاب، كما هو الحال في إيران.
لا أظن أن هذا الدجال قرأ كتاباً في أصول الفقه، ولا أظنه يفهمه إن قرأه، ومع ذلك يدعي بكبريائه أنه يجب على جميع الناس في العالم أن يطيعوه ويخضعوا له!
لاحظ قوله: (ومستعد لمناظرة كل أصحاب كتاب بكتابهم، وأنا العبد المسكين الجاهل أعلم منهم بالقرآن وبالإنجيل وبالتوراة وبمواضع التحريف فيها، بما آتاني الله من علم... وأما من أبى وكفر طلباً للدنيا العفنة فإني أباهله في نفس المجلس: ليحيا من يحيا على بينة ويموت من يموت على بينة). انتهى.
فهو لا يحفظ الآية ولا يعرف إملاءها، وهي قوله تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).
الفصل الثامن: بقية الأدلة التي لفَّقها الدجال!
تحريفه معنى روايات ونصوص روايات!
نلاحظ كثرة أخطاء هذا الإمام المزعوم، مما يدل على فقره حتى من الدراسة الأولية! كما أنه يزعم أنه مبعوث للعالمين، لكن خطابه محصور بالشيعة ولا يخاطب السنة، ولا يتكلم على علمائهم أبداً. وهذا يكشف أن مهمته داخل الشيعة فقط!
وهو يقسو عليهم لأنهم لا يؤمنون به! ويخاطبهم بما يثير حفيظتهم، فينفيهم عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) إن لم يؤمنوا به، ويتوعدهم بنار جهنم، مع أنه لم يأتهم بمعجزة ولا آية بينة إلا مناماته ومنامات أتباعه! وروايات يفسرها مكابرة، وروايات يسردها بدون دراسة أسانيدها، ولا بيان وجه دلالتها على مدعاه.
قال هذا الكذاب: (لقد أسفر الصبح لذي عينين، وظهر أمر قائم آل محمد كالشمس في رائعة النهار، لا لبس فيه لكل طالب حق، وجاءكم يا علماء الشيعة من تعرفونه كما تعرفون أبناءكم ولا يخفى عليكم أمره! بالروايات الصحيحة عن الصادقين. فهل تنكرون على علماء اليهود والنصارى أنهم لم يتبعوا محمد(اً) لأنه ذكر في كتبهم باسمه وصفته، وأنه يخرج من فاران وتحتجون عليهم بذلك! إذن فارجعوا إلى كتبكم وحاسبوا أنفسكم! لقد بشركم بي جدي رسول الله وذكرني في وصيته باسمي وصفتي، ووصلت لكم هذه الوصية بسند صحيح، وذكرها علماء الشيعة في كتبهم، وبما وصى رسول الله وهو على فراش الموت، أو ليس بأهم شي!
فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر، وبي وبأبنائي الإثني عشر:
1و2و3: عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه م ح م د، المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماماً.
ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسام: إسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والإسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين). بحار الأنوار:53/145، والغيبة للطوسي/150.
عن الصادق (ع) أنه قال:(إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع). بحار الأنوار: 53/148، والبرهان:3/310، والغيبة للطوسي/385.
في البحار: (قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) يا ابن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال يكون من بعد القائم اثنا عشر إماماً، فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). البحار:53 /145، وكمال الدين:2/358.
وكلامه هذا: فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر، وبي وبأبنائي الإثني عشر: يدل على أنه يدعي أنه الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه!
4 -7: (عن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل: (فقال (ع) ألا وإن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال). بشارة الإسلام/ 148.
عن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم: ومن البصرة حمد...). بشارة الإسلام/181.
وهؤلاء أصحاب المهدي الذين يظهرون معه، وليس قبله!
عن الإمام الباقر (ع):أنه قال: للقائم إسمان إسم يخفى وإسم يعلن. فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد. كمال الدين:2/653.
عن الباقر (ع): مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر. إلزام الناصب:1/417.
وكلامه هذا يدل على أنه يعدي أنه نفس المهدي لا إبنه!
ثم قال هذا الدجال: أخبروكم(أخبركم) أهل البيت باسمي ومسكني وصفتي، فهل خفيت عليكم؟ ولكن: (يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ). (هود: 28).
ولقد دفع أسلافكم آبائي عن حقهم وقالوا في أمير المؤمنين علي (ع) إنه حريص على الملك، لأنه طالب بحقه وسخروا منه حتى ملؤوا كبده قيحاً، وقال لهم: مالعلي وملك لا يبقى، وأقول لكم: مالي وملك لا يبقى، ولكني مأمور وسأصبر كما صبر (ع) حتى يأذن الرحمن في أمري.
لقد بالغ آبائي الصالحين (الصالحون) في الإخبار عن أبي الإمام محمد بن الحسن المهدي وعني، ولم ينسوني من دعائهم بفضل من الله علي:
5- قال الإمام الرضا (ع) في دعاء: اللهم ادفع عن وليك. اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته). مفاتيح الجنان/618.
فإن تنكروني فأنا ابن الحسن سبط النبي المرتهن. الويل لمن ناواني، واللعنة على من عاداني. أنصاري خير أنصار تفتخر الأرض بسيرهم عليها، وتحفهم الملائكة، وأول فوج يدخل الجنة يوم القيامة هم، والله العلي العظيم.
وأقسم بيس وطه والمحكمات وبكهيعص وحمعسق، وبالقسم العظيم آلم، إنهم الفرقة الناجية، وهم أمة محمد (ص) حقاً وصدقاً، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، لأنهم يقرون بحاكمية الله في أرضه دون من سواهم. لا تجرفهم الفتن لأنهم محصوا وغربلوا حتى خرجت المدرة من حب الحصيد، هم رهبان في الليل أسود في النهار، مجاهدون شجعان، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرون أكل خبز الشعير والنوم على المزابل كثير(اً) مع سلامة الدين، ويرون الموت في حب آل محمد (ع) أحلى من الشهد. فطوبى لهم وحسن مآب.
أما بعد فيا شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) بحسب ما تدعون، لقد قامت عليكم الحجة البالغة التامة من الله سبحانه وتعالى بي، وبأني الصراط المستقيم إلى جنات النعيم! فمن سار معي نجا ومن تخلف عني هلك وهوى!
وهذا هو الإنذار الأخير لكم من الله ومن الإمام المهدي (ع) وما بعده إلا آية العذاب والخزي في هذه الحياة الدنيا، وفي الآخرة جهنم يصلونها وبئس المهاد لمن لم يلتحق بهذه الدعوة.
اللهم أنت قلت: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ). وأنا المضطر وابن السبيل واليتيم والمسكين، فأجبني بفضلك ورحمتك وعطائك الابتداء يا مجيب دعوة المضطرين. ربي أستنصرك على عدوك وعدوي فانصرني إنه لا قوة إلا بك أنت سبحانك.
وأعلن بإسم الإمام محمد بن الحسن المهدي أن:كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الإمام المهدي بعد13رجب1425هـ ق فهو خارج من ولاية علي بن أبي طالب، وهو بهذا إلى جهنم وبئس الورد المورود، وكل أعماله العبادية باطلة جملة وتفصيلاً فلا حج ولا صلاة ولا صوم ولا زكاة بلا ولاية.
وصي ورسول الإمام المهدي (ع) إلى الناس كافة
أحمد الحسن- 13/6/1425 هـ. ق.). انتهى.
تلاحظ أن هذا الدجال متوتر ومستعجل ومتخبط! فهو مرة يدعي أنه نفس الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومرة ابنه، ومرة من أصحابه. وقد حكم بكفر من لم يؤمن به من التاريخ الذي ذكره. وأنذرهم بالعذاب، فنزل العذاب عليه وعلى أتباعه من شرطة البصرة!
أدلته المضحكة على أنه ابن المهدي (عليه السلام)!
ذكر تحت عنوان: (أدلة الدعوة) عدة أدلة ركيكة، مضحكة!
منها أنه ثقة، فيجب قبول قوله! والثقة إذا ادعى الإمامة أو النبوة وجب قبول قوله!
ومنها أنه جاء بعلوم لا يستطيعها غيره! ولم نر منها شيئاً!
ومنها أن العلماء لم يجيبوا على رسائله وقد طلب منهم أن ينشروا فتوى بتكذيبه وتحديه فلم يفعلوا! وأنه دعاهم إلى المباهلة وهو مستعد أن يقسم قسم البراءة فلم يستجيبوا.
ولكنه كذب في قوله هذا، فقد اتفق معه على المباهلة الشيخ عبد الحسين الحلفي في التنومة، وفي اليوم المقرر نكص أحمد إسماعيل على عقبيه ولم يحضر.
ثم كتبنا اتفاقاً بين الشيخ عبد الحسين الحلفي ووكيله صالح الصافي على مباهلة إمامه في البصرة بحضور وسائل الإعلام، ووقعه عنه. لكنهم نكصوا!
كما نكص عن الإتيان بمعجزة، وقد قال لي وكيله: ماذا تطلب معجزة؟ فطلبت منه أن يدعو صاحبه بأن يهلك الله شارون، فاتصل بإمامه تلفونياً وقال: غداً أجيبكم، وفي اليوم التالي قال: إن الإمام المهدي (عليه السلام) لم يأذن له بذلك!
ومن أدلته تخريفاته في حساب الجمل، كالتي رأيتها في حسابه لنجمة إسرائيل! وهي هذر وخيالات، لا تبلغ مرحلة الإحتمال المعتد به، ولا تصل حتى إلى الظنون!
بطلان استدلاله برواية الوصية
طبَّل المبتدع وأتباعه كثيراً برواية الوصية وأنها تنص على أحمد إسماعيل!
ونصها من كتاب الغيبة للطوسي/150، ومختصر البصائر/39: (أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثَبَّتَّهَا لقيتْني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لا تراني ولا أراها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد (عليهم السلام)، فذلك اثنا عشر إماماً.
ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامٍ إسم كإسمي وإسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين).
ولم يذكر المدعي وجه الإستدلال بها، لكن غرضه الفقرة الأخيرة منها وهي التي تأمر الإمام الثاني عشر (عليه السلام) بأن يسلم الوصية أو الإمامة عندما تحضره الوفاة إلى (ابنه أول المقربين) الذي له ثلاثة أسماء أو أربعة، أحدها أحمد!
وقد فسرها هذا الدجال بنفسه بنفسه لأن إسمه أحمد! وهذه هرطقة مضحكة!
لأن الرواية إن صحت فهي تأمر الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره وإقامته دولة العدل الإلهي، إذا حضرته الوفاة أن يسلمها إلى ابنه!
فزمن الرواية وتسليم الوصية أو الإمامة يومذاك! فجعلها هذا المزيف لزماننا، وجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي سيتسلم الإمامة من أبيه بعد ظهوره وحكمه ووفاته؟!
فلا الزمان ينطبق على زماننا، ولا الشخص الذي تأمر الوصية المهدي (عليه السلام) أن يسلمه إياها، ينطبق على هذا المجنون!
لكن الدجال يطوى الزمان والأنساب، ويقول جدي الإمام المهدي، ثم يقول أنا ابن الإمام المهدي الذي سيرثه بعد أن يظهر ويحكم العالم، وقد سلمني الإمامة من الآن، وأرسلني اليكم فأطيعوني! أليست هذه الهرطقة بعينها!
ثم لو صحت الرواية، فإن الأمر فيها للإمام (عليه السلام) أن يسلم الإمامة لابنه، أي المباشر وقد اعترف هذا الدجال بأنه ليس الإبن المباشر للإمام المهدي (عليه السلام)!
فقد سأله صالح المياحي بتاريخ: 4-ربيع الثاني-1426، عن ادعائه بأنه ابن الإمام المهدي (عليه السلام): (هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى، وما إسم أمه أي أم السيد، ومن أي مكان هي)؟
فأجابه ناطقه ناظم العقيلي: (إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي (ع) وليس من صلبه مباشرة. وقد أثبت زواج الإمام المهدي (ع) وذريته في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) فالولد يطلق تارة ويراد منه الولد الصلبي المباشر ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية). انتهى.
فقد انتهى الأمر وبطل تشبثه برواية الوصية على فرض صحتها. وقد أشكل عليه بذلك شريكه في البدعة حيدر مشتت.
على أن سند الرواية لايتم على مباني علماء الجرح والتعديل، فقد قال عنها الحر العاملي: (وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة). (الإيقاظ من الهجعة/362). ففيها مجهولون لم يوثقهم أحد من علمائنا مثل: علي بن سنان الموصلي، وأحمد بن محمد بن الخليل، وجعفر بن أحمد البصري.
بطلان استدلاله برواية الإثني عشر من أبناء المهدي (عليه السلام)
استدل الدجال بأحاديث أنه يحكم بعد المهدي (عليه السلام) اثنا عشر مهدياً، فادعى أنه ابن الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يحكم بعده، وقد أرسله قبله!
أقول: نعم صح عندنا عن أهل البيت(عليهم السلام) أن الذي يتولى مراسم دفن الإمام المهدي هو الحسين (عليه السلام) وأنه أول من يرجع من الأئمة(عليهم السلام) وأنه يحكم بعد الحسين (عليه السلام) اثنا عشر مهدياً من ولده، وقد يكونون من ولد المهدي (عليه السلام).
ومن تلك الأحاديث:(أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي (عليهما السلام)، وإن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً). (مختصر البصائر/24، بسند صحيح عن الصادق (عليه السلام)).
ومنها: (عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك (عليه السلام) أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً؟ فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً ولم يقل إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). (كمال الدين/358، بسند موثق).
وقال المفيد: (ليس بعد دولة القائم لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله).(الإرشاد:2/387). راجع في الموضوع في: الأصول الستة عشر/91، وكمال الدين/335، ومختصر البصائر/38 و158، وشرح الأخبار:3/400، ومعجم أحاديث الإمام المهدي:3/332، و:4/87، و:5 /240، و475. والصراط المستقيم:2/152.
والقدر المتيقن أن هؤلاء الإثنا عشر ليسوا أئمة، بل من شيعة الأئمة(عليهم السلام) ومن ذرية الحسين (عليه السلام) ويظهر أنهم من أبناء المهدي (عليه السلام). وبعض علمائنا يرى أن كونهم من أولاده (عليه السلام) خبر آحاد، كالمفيد(رحمه الله). (الإرشاد:2/387).
والنتيجة: كل هذه الأحاديث تنص على أن هؤلاء المهديين يكونون بعد الإمام المهدي (عليه السلام) لا قبله، لكن هذا الدجال يكابر ويزوِّر ويقول إنهم من أولاد المهدي (عليه السلام) وأنا أولهم، وأنا جئتكم قبل الإمام المهدي (عليه السلام)!
بطلان استدلاله بروايتين عن أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
ذكر في بيانه (4 -7) روايتين عن أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام)، الأولى: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها: (ألا وإن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال).
والثانية: عن الإمام الصادق (عليه السلام) فيها: (ومن البصرة حمد).
ومن تزويره أنه نقل الرويات من كتاب معاصر هو بشارة الإسلام/148، و181، ومؤلفه السيد حيدر الكاظمي متوفى1336. وقد أوردناها في المعجم الموضوعي /381، بعنوان: (أحاديث لم يثبت سندها تُسَمِّي أصحابه (عليه السلام) وبلدانهم).
وهي أربع روايات، ثلاثة منها في دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الشيعي برقم 526و527و527، والرابعة في الملاحم والفتن لابن طاووس، نقلاً عن فتن السليلي. وكلها تتحدث عن أصحابه الثلاث مئة وثلاثة عشر، الذين يكون معه لا قبله!
أما أولى روايات دلائل الإمامة/311، وفي طبعة/554، فليس فيها ذكر للبصرة ولا أحمد! وفيها: (هذا ما أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأودعه إياه من تسمية أصحاب المهدي (عليه السلام) وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس..الخ.).
والرواية الثانية في دلائل الإمامة أيضاً/ 307، وطبعة/562، جاء فيها: (ومن حلوان رجلان، ومن البصرة ثلاثة رجال، وأصحاب الكهف وهم سبعة).
فكيف ادعى الدجال أنه هو أحد الرجال الثلاثة، ووقتهم مع ظهور الإمام (عليه السلام)!
على أن في سندها ضعافاً ومجهولين، وسندها: (حدثني أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيدالله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي عبد الله الخراساني قال: حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: قلت له: جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم...الخ.).
والثالثة في دلائل الإمامة/566، فيها: (ومن البصرة: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، وأحمد بن مليح، وحماد بن جابر، وأصحاب الكهف سبعة نفر).
فلو صحت الرواية فالمذكور فيها هم: أحمد بن مليح وزميلاه ابن سعد وابن جابر وهم يظهرون مع الإمام (عليه السلام)، ولا ينطبق أحد منهم على هذا المدعي، لأنه أحمد إسماعيل بن كويطع، وهو يدعي أنه ابن الإمام المهدي (عليه السلام)!
على أن سندها غير تام أيضاً، لأنه نفس السند الأول: قال الطبري(رحمه الله): (وبالإسناد الأول أن الصادق (عليه السلام) سمى أصحاب القائم لأبي بصير فيما بعد فقال..).
أما الرواية الرابعة في ملاحم ابن طاووس/145، وفي طبعة/288، وقد نقلها من كتاب الفتن للسليلي الحساني قال: (حدثنا الحسن بن علي المالكي قال: حدثنا أبو النضر عن ابن حميد الرافعي قال: حدثنا محمد بن الهيثم البصري قال: حدثنا سليمان بن عثمان النخعي قال: حدثنا سعيد بن طارق، عن سلمة بن أنس، عن الإصبع بن نباتة قال: خطب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم، فقال له أبو خالد الحلبي: صفه لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي:ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخلقاً وحسناً برسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا أدلكم على رجاله وعددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة، وجعل علي يعدد رجال المهدي والناس يكتبون، فقال: رجلان من البصرة ورجل من الأهواز، ورجل من عسكر مكرم، ورجل من مدينة تستر...).
وفي آخرها: (أحصاهم لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر، يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقل مما يتم الرجل عشاءه، عند بيت الله الحرام... كأني أنظر إليهم والزي واحد، والقد واحد، والحسن واحد، والجمال واحد واللباس واحد، كأنما يطلبون شيئاً ضاع منهم).
فهي لو صح سندها تتحدث عن أصحاب المهدي (عليه السلام) الذين يظهرون معه لا قبله! فلا يمكن للمبتدع أن يستدل بها! على أن في سندها مجاهيل وضعافاً.
بطلان استدلاله برواية: للقائم إسمان، ورواية: بوجهه أثر!
قال هذا الدجال: (عن الإمام الباقر (ع):أنه قال: للقائم إسمان إسم يخفى وإسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمد). (كمال الدين:2/653).
عن الباقر (ع): (مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر). (إلزام الناصب:1/417).
أقول: يبدو أن هذا المبتدع يدعي أنه هو المهدي (عليه السلام) أو يمهد لذلك، بحجة أن إسمه أحمد، والمهدي (عليه السلام) كجده (صلى الله عليه وآله) إسمه المعلن محمد والخفي أحمد! وعليه يمكن لكل من إسمه أحمد أن يدعي ذلك!
كما أنه بادعائه أنه المهدي (عليه السلام) يكذب نفسه بأنه ابن المهدي!
كما استدل الدجال بأن من صفة الإمام المهدي (عليه السلام): (مشرف الحاجبين، غاير العينين، بوجهه أثر). (إلزام الناصب:1/417).
وكأنه يريد أن يقول إن الإمام المهدي (عليه السلام) في وجهه أثر، وأنا في وجهي أثر، فأنا المهدي! وهذا موجب للسخرية، إذ كل من في وجهه اثر يمكنه أن يدعي ذلك!
ثم إن الأثر في وجه المهدي (عليه السلام) شامة جميلة تميزه، والأثر في وجه أحمد إسماعيل كويطع كما ذكروا، أثر قبيح، ولعله أثر ضربة في مناسبة لا تشرفه!
وأصل الحديث في غيبة النعماني/223، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ذاك المشرب حمرة الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز وبوجهه أثر. رحم الله موسى). راجع: معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام):3/237.
وهذه الصفة سواء صحت أم لم تصح، فليس فيها دليل على ادعاء الدجال!
زَوَّرَ الدجال رواية في نسب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)!
قال في موقعه: (قال الأصبغ بن نباتة: أتيت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) ذات يوم فوجدته مفكراً ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض، أرغبةً منك فيها؟ فقال (عليه السلام): لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط، و لكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويكون له غيبة وحيرة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال (عليه السلام): ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين. فقلت: وإن هذا لكائن؟ قال (عليه السلام): نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة).
وأضاف: وهذا الولد هو ابن الإمام المهدي، لأن الإمام المهدي هو الحادي عشر من ولد علي (عليه السلام) والذي من صلبه هو من نتكلم عنه الممهد للإمام سلطانه)!
وقد ارتكب التزوير في قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (لكن فكري في مولود يكون من ظهري. الحادي عشر من ولدي. هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً).
فحذف الياء من كلمة (ظهري) فصارت العبارة: (من ظهر الحادي عشر) وطبقها على نفسه وزعم أنه هو من ظهر الحادي عشر، أي الإمام المهدي (عليه السلام)!
فقد روت هذا الحديث مصادرنا المتعددة بالياء في كلمة ظهري، وسقطت الياء من طبعة غيبة الطوسي، فأخذها المبتدع وطبَّل بها!
وقد جاء مبعوثه بكتاب غيبة الطوسي وقال:أنظروا! هذه رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) تثبت ظهور ابن الإمام المهدي (عليه السلام): (من ظهر الحادي عشر)!
فقلت له: أنظر إلى مصادر الحديث الأخرى، التي هي أقدم من غيبة الطوسي تجد فيها: (ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملؤها عدلاً)!
فهل إذا سقط حرف من الناسخ أومن منضد الحروف، وكان مثبتاً في مصادر عديدة، تتشبث فيه لتثبت بدعتك وإمامة إمامك؟ ثم ألا ترى أن الوصف بعده: (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً) مختصٌّ بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في مصادر السنة والشيعة، ولم يوصف به أحد غيره! فإذا كان هذا وصف إمامك فلم يبق عمل للإمام المهدي (عليه السلام)، ولا لزوم له!
لكنه كان مشيطناً كإمامه، فكابر ولم يَسْتَحِ!
والحديث الذي ذكره مستفيض وهو في الإمامة والتبصرة/120، والكافي:1/338، وكفاية الأثر/219، وغيبة النعماني/69، وكمال الدين/288، ونصه وسنده من الأخير، وله أسانيد أخرى أقدم من غيبة الطوسي(رحمه الله) وكلها فيها: (فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)! ألا يكفي ذلك لمن له عقل لإثبات أن الياء سقطت من نسخة غيبة الطوسي؟!
لكن الكذاب يغمض عينيه ويتشبث بنسخة كتاب سقطت منها الياء، ليجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي هو الحادي عشر (عليه السلام)!
لماذا اختار الدجال دليل الاستخارة والمنام؟
الجواب: لأنه يتشبث بذلك لجرِّ الناس إلى بدعته! وقد رأيت أنه يزوِّر النصوص! والاستخارة والمنام فخَّان ينصبهما لصيد العوام السذج، والمثقفين قليلي العقل، ويؤكد على شرعيتهما في أصول الدين وفروعه!
يقول للشخص: إني رسول الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقد أرسلني قبل ظهوره، وأدعوك إلى الإيمان بي وبيعتي على الموت. فيطلب منه دليلاً على دعواه، فيقول له: إن القرآن كلام الله وهو أكبر دليل، فاطلب منه النصيحة واسأله: هل تؤمن بأحمد الحسن وتتبعه أم لا، وافتح القرآن وستخرج لك آية تهديك سواء السبيل!
أو يقول له: إن المنام دليل ملكوتي، والأمر الذي تراه في المنام أمرٌ إلهي حقيقي خاصة إذا رأيت في المنام أحد المعصومين (عليهم السلام) يأمرك باتباع أحمد الحسن!
فيأخذ المسكين الإستخارة ويفتح القرآن فتخرج له مثلأً آية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). فيقول له: الله أكبر هل رأيت؟ لقد أمرك بالإيمان بي وبجهاد الكافرين والمنافقين معي!
أما إذا خرجت له مثلأً آية: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ). فيقول له: إستخارتك غير جيدة، ولا بد أن تصفِّي نيتك وتأخذها مرة ثانية!
أو يقول له: صم ثلاثة أيام، أو صلِّ في هذه الليلة ركعتين واطلب من الله تعالى فسترى مناماً يهديك إلى الطريق الصحيح، ويوقعه في جو الإيحاء والتخيل!
أو يستعمل معه أسلوب (التلباثي) أي التأثير النفسي، شبيهاً بالتنويم المغناطيسي فيرى بعض المساكين مناماً من تخيله أو من إيحاء الدجال وصاحبه، فيعتبره أمراً إلهياً من عالم الملكوت باتباع الدجال، عليه الصلاة والسلام!
نشر في موقعه سؤالاً من زينب الموسوي، يقول: (كيف أستطيع أن أصدق بأن السيد أحمد الحسن هو رسول ووصي الإمام المهدي (ع) بأقصر الطرق؟
فأجابها الدجال: (أقصر طريق للإيمان بالغيب هو الغيب، إسألي الله بعد أن تصومي ثلاثة أيام وتتوسلي بحق فاطمة بنت محمد (ص)، أن تعرفي الحق من الله بالرؤيا، أو الكشف، أو بأي آية من آياته الغيبية الملكوتية سبحانه وتعالى).
وهكذا دلاها بغرور على أقصر طريق للضلال، لتدخل في حركته المسلحة البائسة، التي درَّب شبابها ونساءها، ثم قتلهم وشردهم على مذبح شهوته للزعامة!
وقال في موقعه عن الاستخارة: (الاستخارة بالقرآن وهو من الإمداد الغيبي التي يؤيد بها الله تعالى من يشاء من عباده، وهي خارجة عن التلاعب والدجل البشري. أنت بدورك أخي المتلقي، أقصد القرآن واطلب من الله النصيحة، فالقرآن هو الناصح الأمين. ومن العجيب أن يأخذ الإنسان النصيحة من الله وبعدها يتهم الله! سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله).
وهكذا يوقع العامي المسكين في فخه، وإذا خرجت الآية مخالفة فعذره جاهز وهو عدم صحة نية المستخير، وصاحب المنام! فينصحه بإعادة الإستخارة حتى تخرج موافقة، وحتى يرى المنام الذي يضلله!
إن هذا الدجال كالبَرَّاج والفوَّال الذي يعالج الناس من الصَّرَع بتبخير البخور وكتابة الحجابات، فلا يضره مئة حالة يفشل فيها، أما إذا شفي مريضه في حالة واحدة فهو يكبر ويهلل، ويطبل ويزمر، لأن المعجزة تحققت، وجاءه التأييد من الغيب، ومن كلام الله تعالى، أو من عالم الملكوت!
نقض استدلاله على حجية المنام!
قال في موقعه: (وأما الرؤيات (الرؤى) فكل مدة من الزمن يأتيني وفد من محافظات بعضها بعيدة عن النجف، وقد رأى الكثير منهم في منامهم ما يؤيد هذه الدعوة الحقة، ولو كانت رؤية أو رؤيتان لكان هنالك سبيل لأعداء آل محمد على ردها، ولكن ماذا يفعل هؤلاء لرد مئات، بل آلاف الرؤيات القادمة، ومعضمها (ومعظمها) مؤيد بأنه فيها أحد المعصومين، وهم يقولون: من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بنا. فلم يعد للظالمين إلا قول إن الرؤيا ليست بحجة مع أنها جزء من النبوة، ومع أن الرسول والأئمة اهتموا بها وبسماعها وتأويلها أشد الاهتمام. مع أن نبوات بعض الأنبياء (عليه السلام) كان معظمها رؤيا وتأويل (تأويلاً) كنبوة دانيال (عليه السلام) ومع أن نرجس أم الإمام المهدي (عليه السلام) جاءت إلى العراق لتتزوج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لأنها رأت رؤيات صادقة، وعرضت نفسها لخطر الحرب والسبي وهي حفيدة قيصر الروم.
ومع أن وهب النصراني نصر الحسين (عليه السلام) لأنه رأى عيسى (عليه السلام) في المنام.
ومع إن نجيب بني أمية خالد بن سعيد بن العاص الأموي آمن وأسلم بسبب رؤيا رآها بالنبي (صلى الله عليه وآله). فردَّ هؤلاء الجهلة الرؤيا جملة وتفصيلاً دون تدبر أو تفكر وقال أبعد الله شره عن المؤمنين).
وقال الدجال: (الحقيقة أن الناس يختلفون في الآية المطلوبة والدالة على صدق المرسل عندهم، فبعضهم يعتبر العلم والحكمة هو الآية، وبعضهم يعتبر الآيات الملكوتية.. أما ما تبقى من الناس فيعتبرون الآية المادية هي الدليل لا غيرها، وهؤلاء بالحقيقة منكوسين، ماديين (منكوسون، ماديون) وفي الغالب حتى لو جاءت الآية المادية لا يؤمنون إلا قليل منهم...
1. ما هي الآية الملكوتية؟ 2. على من تكون هذه الآيات الملكوتية حجة؟
والجواب: أن الآيات الملكوتية كثيرة جداً، منها الآفاقية الملكوتية، ومنها الأنفسية، قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت: 53) أي قيام القائم بالحق. ومن هذه الآيات:
1. نور البصيرة واطمئنان القلب. والسكينة إذا كان الإنسان على فطرة الله التي فطر الناس عليها لم يلوثها، أو أنه عاد إليها بعد انتباهه من الغفلة وتذكره.
2. الفراسة والتوسم في الآفاق والأنفس.
3. الرؤيا الصادقة في النوم.
4. الرؤيا الصادقة في اليقظة (الكشف ومنها:
أ- الرؤيا الصادقة في الصلاة.
ب- الرؤيا الصادقة في الركوع.
ج - الرؤيا الصادقة في السجود.
د - الرؤيا الصادقة في السنة بين النوم واليقظة.
هـ- الرؤيا الصادقة عند قراءة القران.
و - الرؤيا الصادقة عند السير إلى أبى عبد الله الحسين (ع).
ز - الرؤيا الصادقة عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
ح - الرؤيا الصادقة في أضرحة الأئمة والأنبياء (ع) والمساجد والحسينيات وغيرها كثير. وكل هذه الأنواع من الكشف والرؤيا الصادقة هي آيات إلهية لأنها لا تكون إلا بأمر الله وبمشيئة الله سبحانه وتعالى، ويقوم بها ملائكة الله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. فهذه الآيات حجة بالغة لله... فهذه الآيات حجة دامغة، سواء على أصحابها أم على الناس القريبين منهم والمعاشرين لهم، أو على الأقل فهي على غير أصحابها إن لم تكن حجة لكثرتها، فهي سبب يحفزهم بقوة للبحث في الدعوة الإلهية وتصديق الرسول الذي أرسل بها، ولكن مع الأسف معظم الناس سيبقون غافلين عن الآيات الملكوتية...
الآية الجسمانية المادية: وهي آخر العلاج وآخر العلاج الكي، مع أن الكي للحيوان لا للإنسان... وفي هذه المرحلة الأخيرة من الآيات أي مرحلة الآية المادية يكون العذاب مرافق (مرافقاً) للآية. قال تعالى: (هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (الأعراف: 73) فبمجرد التكذيب بهذه الآية واتخاذ موقف مضاد ينزل العذاب...إذا تمت أسباب العذاب وكذب الرسول و استهزأ به القوم وخصوصاً علماء السوء ومقلدوهم العميان، بدأت مرحلة جديدة وهي مقدمات العذاب وهي كمقدمات العاصفة الهوجاء.. وهؤلاء الشاذين(الشاذون) علماء الضلالة غير العاملين، وأتباعهم أصحاب الجمعيات اللاخيرية، وغيرهم لعنهم الله وأخزاهم وأظهر عارهم في هذه الحياة الدنيا وكللهم به على رؤوسهم العفنة، يقومون باستغلال الأرملة والمساكين لتحصيل الأموال وجمعها، ثم نهبها باسم هؤلاء المظلومين المستضعفين، وإذا أعطوهم منها فالقليل وبأساليب رخيصة، ووالله إني لأستحي أن أصرح بها وأعجب كيف يفعلها هؤلاء الأراذل قوم لوط في هذا الزمان، فأحدهم سود الله وجهه في الدنيا والآخرة عمره ناهز الستين تأتيه امرأة فيغلق عليها الباب ويدعوها إلى الفاحشة باسم المتعة)!
أحمد الحسن
26/صفر/1425 هـ.ق- النجف الأشرف
أقول: لاشك في وجود الرؤيا الصادقة، وأنها حجة شرعية وكاشفة عن واقع، وقد ذكر القرآن منها رؤيا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) بذبح إسماعيل (عليه السلام)، و رؤيا نبي الله يوسف (عليه السلام) ورؤيا نبينا (صلى الله عليه وآله) بفتح مكة: (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ..) ورؤياه لاثني عشر قرداً من قريش ينزون على منبره يضلون أمته: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا). (الإسراء:60).
كما لاشك في وجود الرؤيا الكاذبة وتسمى أضغاث أحلام، كما تسمى الأحلام، ففي الكافي بسند صحيح:8/90، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن، وتحزين من الشيطان، وأضغاث أحلام).
وفيه أن أبا بصير سأل الصادق (عليه السلام): (جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟! قال: صدقت، أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وإنما هي شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر، فهي صادقة، لا تختلف إن شاء الله، إلا أن يكون جنباً أو ينام على غير طهور، ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره، فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها). ومعناه أن الوقت وحالة الشخص مؤثران في نوع الرؤيا.
وقد عقد الحر العاملي في الفصول المهمة:1/691، باباً بعنوان: أنه لا يجوز العمل بالمنامات في الأحكام الشرعية. وفيه قول الإمام الصادق (عليه السلام): (ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم؟ فقلت: إنهم يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال: كذبوا، فإن دين الله أعز من أن يرى في النوم... الحديث).
كما روى قول الإمام الصادق (عليه السلام) للمفضل بن عمر: (فَكِّرْ يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها، فمزج صادقها بكاذبه، فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي بها أو مضرة يحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد).
وختم بقوله: وتواترت الروايات بأن بعض الرؤيا صادق وبعضها كاذب وتواترت أيضاً بوجوب الرجوع في جميع الأحكام الشرعية إلى أهل العصمة.
أقول: ما دامت رؤيا غير المعصومين(عليهم السلام)، لا يعلم أنها صادقة أم كاذبة، فلا يمكن الجزم بأنها صادقة والعمل بها!
وما دامت الروايات متواترة عن أهل البيت(عليهم السلام) على عدم حجية الرؤيا في إثبات الأحكام الشرعية، فعدم حجيتها في العقائد بطريق أولى.
فإن قلت: ألم يقل النبي (صلى الله عليه وآله): (من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة واحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة). (من لا يحضره الفقيه:2/585).
فالجواب أولاً، أن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصوم والمؤمن، لكن قد يتمثل بصورة ما ويقول للرائي إنه المعصوم أو المؤمن الفلاني!
فلا بد إذن أن يعلم الرائي أن الصورة التي رآها للمعصوم (عليه السلام) في منامه مطابقة تماماً لصورة المعصوم الواقعية، وهذا يتوقف على معرف الرائي أوصاف المعصوم معرفة دقيقة، وأن تكون منطبقة على صورة الذي رآه في المنام!
ومن الممكن لنا أن نعرف ملامح صورة النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي والإمام المهدي (عليه السلام)، أما بقية الأئمة (عليهم السلام) فيصعب ذلك لتضارب الروايات وقلتها.
ومع كثرة ما سمعت من منامات الرائين، فقد كنت أسأل أحدهم عن ملامح المعصوم الذي رآه فيقول إنه لم يرها، أو أنها لا تنطبق على ملامح المعصوم الذي قال إنه رآه! فلا تكاد تجد مناماً تتوفر فيه شروط الصحة.
هذا إذا غضضت النظر عن شخصية الرائي وظروفه وظروف منامه!
والجواب ثانياً، أنه إذا تمت شروط الصحة في المنام، يمكن الاستفادة منه في غير الأحكام الشرعية والعقائد، لما عرفت من تواتر الأحاديث على عدم حجية الرؤيا فيهما. وأكبر فائدة للمنام الأمل والتفاؤل، ولذا سمى النبي (صلى الله عليه وآله) المنامات الحسنة بالمبشرات.
ففي الكافي:8/90، بسند صحيح عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا).
وعليه: فلا طريق لمعرفة أن هذا الدجال أو غيره رسول الإمام المهدي (عليه السلام) من المنام، لأن ذلك من العقائد، بل لا يمكن أن نعرف بالمنام أنه صادق أو كاذب أو مؤمن أو فاسق، ولا إثبات أي صفة له أو لغيره، لنرتب عليها حكماً شرعياً!
فإن قلت: إن سيرة الأئمة (عليهم السلام) والمتشرعة ومنهم العلماء الكبار، أنهم يهتمون بالرؤية في المنام، ويرتبون عليها الآثار؟
فالجواب: وقد ورد وصف رؤيا المؤمن بأنها واحد من سبعين جزءً من النبوة، ووردت صفات لأصحاب الرؤيا الصادقة، لتمييزها عن أضغاث الأحلام، وتأثيرات الشيطان، والخيالات الفاسدة.
لكن كل ذلك يبقى خارج نطاق الأحكام والعقائد، وتبقى حالات الرؤيا الصادقة قليلة جداً وأصحابها الذين تنطبق عليهم صفات أهل الرؤيا الصادقة أقل عدداً.
فمن أين لمثل هذا الدجال ومن يخدعهم بمثل هذه الرؤيا، وإن توفرت لهم فلا يصح أن يستعملوها دليلاً على صدقه، فضلاً عن وجوب اتباعه وبيعته وفدائه بالمال والعرض والنفس والدم!
هذا، وقد انتقدني هذا الدجال لأني اعتبرت رؤية المعصوم في المنام لا تفيد غالباً أكثر من الظن. فقال في جوابه على سؤال في موقعه: (والشيخ علي الكوراني عندما سأله أحدهم في قناة سحر الفضائية عن هذه الرواية...وأكمل إجابته بأنه لا يعتمد على ظن، فالظاهر أن الرؤيا بالمعصوم (ع) عند الشيخ علي الكوراني في أحسن أحوالها ظن! سبحان الله، هم لا يجعلون البحث عن الحقيقة هدفهم، بل يحاولون التكذيب بأي طريقة حتى وإن كانوا غير مقتنعين بها! فمع أن قضية الإمام المهدي (ع) مرتبطة ارتباط وثيق بالرؤيا... ومع ذلك يحاولون بكل طريقة إهمال هذا الدليل الملكوتي العظيم، وهو الرؤيا والتي صدقها واعتمدها القرآن والرسول والأئمة).
أقول: يخلط هذا المبتدع عن عمد بين رؤيا المعصوم (عليه السلام) كالتي وردت في القرآن وبين رؤيا شخص للمعصوم، ولا يعلم أن ملامحه كانت بصفاته، وبين الرؤيا العادية الصادقة والكاذبة، فيعتبر الجميع دليلاً ملكوتياً وحجة شرعية.
ولو صح أن كل رؤية دليل ملكوتي لوجب هذا المبتدع أن يلغي دعوته ويقفل دكانه، لأن بعضهم رآه على صورة شيطان يلبس قطيفة حمراء!
نقض استدلاله بالاستخارة لإثبات بدعته!
تطلق الاستخارة في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) على معان، منها:
1- أن تدعو الله تعالى أن يختار لك الخير في أمورك، أو في عمل تنوي القيام به، وفي بعض أحاديثها الغسل وصلاة ركعتين، ثم الدعاء.
2- أن تدعو الله تعالى أن يهدي قلبك إلى الإختيار الصائب في عمل تريد القيام به فتصلي أو تقرأ دعاء، ثم تنظر ما يلقي الله في قلبك ويشرح له صدرك، فتعمل به.
3- أن تنوي الأمر، وتدعو الله تعالى وتفتح القرآن وتنظر في أول آية في الصفحة اليمنى، فإن كانت أمراً بخير أو مدحاً أو وصفاً للجنة مثلاً، فهي جيدة وتعمل بها. وإن كانت نهياً أو تحذيراً أو ذماً فهي غير جيدة.
وهذا النوع من الإستخارة هو الشائع، وبعضهم يستخير بالسبحة فيدعو الله ويقبض قبضة من حباتها ويحسبها اثنتين اثنتين، فإن بقيت واحدة فهي جيدة ويعمل بها، وإن بقيت اثنتان فهي غير جيدة ولا يعمل ما نواه.
ويستخير الناس عادة عند من يثقون به من العلماء أو المؤمنين، وبعضهم يكثر من الاستخارة ويفرط فيها، ولكنها لاضرر فيها مادامت بين أمرين أو أمور مباحة سيختار الإنسان واحداً منها، فاختياره له بالإستخارة أفضل من اختياره بدونها.
لكن الخلل والضرر إذا استعمل الخيرة على القيام بعمل حرام أو ترك عمل واجب، أو كان يكرر الإستخارة حتى تأتي موافقة لما يحب..الخ.
والإستخارة التي يدعو اليها هذا الدجال هي: أن تدعو وتفتح القرآن فإن خرجت آية أمر بخير أو مديح للأنبياء والمؤمنين، أو وصف للجنة، فيجب أن تعمل بها وتؤمن به وتبايعه! وإن خرجت نهياً أو ذماً لأشرار أو وصفاً للنار وتحذيراً منها، فعذره حاضر بأنك لم تخلص النية، وعليك أن تعيد الإستخارة وتكررها حتى تخرج موافقة لهواه! وهذه الإستخارة غير مشروعة لأن فيها عدة مخالفات:
فهي استخارة على العقائد، والإستخارة لا تُشْرَعُ على الأحكام الشرعية فكيف بالعقائد، كما لا تصح على فعل حرام أو ترك واجب.
وطلب هذا المضلل أن يبايعوه على طاعته وفدائه بكل شئ، يتضمن الدخول في عقيدة جديدة، وارتكاب المحرمات وترك الواجبات من أجلها!
وقد رأينا ما أمر به أنصاره في شهر محرم الماضي في البصرة والناصرية وغيرهما من قتل للناس لمجرد أنهم لا يؤمنون بطاغيتهم!
(تمَّ الكتاب)