فعاليات صهيونية وهابية في العراق- حركة أحمد إسماعيل نموذجاً

فعّاليات صهيونية وهّابية في العراق
حركة أحمد إسماعيل نموذجاً

بقلم: محمد علي نصر الدين

الفهرس

مقدمة
ادعاء المهدية مشكلة عامة في بلاد المسلمين وخاصة بالعراق
أبرز صفاتهم: العامية، والتزوير، والوقاحة!
الفصل الأول: التمويل الوهابي الصهيوني المشترك
أحمد إسماعيل.. ونجمة إسرائيل؟!
نجمة إسرائيل.. ومصدر التمويل
النظام الصدامي المقبور ساهم بإنشاء جماعة الدجال أحمد الحسن
لماذا يخفي أحمد إسماعيل هويته؟
الفصل الثاني: الشركة المساهمة لادعاء اليماني الموعود
تأسيس شركة ادعاء اليماني الموعود!
اختلاف الشريكين وفسخ الشراكة!
دعوة أحمد إسماعيل تأخذ شكل حركة سرية منظمة!
قناة الكوثر، والصرخي، وأحمد اسماعيل
الفصل الثالث: مطالبته للسيد القائد أن يسلمه إيران!
رسالته إلى السيد القائد وعدد من العلماء
رد ما افتراه على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
حقد أحمد إسماعيل وأمثاله على مراجع الشيعة وعلمائهم
الفصل الرابع: حقده على العراقيين
يطلب من العراقيين أن يطيعوه، ويشتمهم!
غضبه على العراقيين بسبب الانتخابات!
الفصل الخامس: الأدلة التي زوَّرها ولفَّقها ابن كاطع!
روايات حرف معناها، وروايات حرف في نصها
بطلان استدلاله برواية الوصية
بطلان استدلاله برواية الإثني عشر من أبناء المهدي عليه السلام
بطلان استدلاله بروايتين عن أصحاب المهدي عليه السلام
بطلان استدلاله برواية: للقائم إسمان، ورواية: بوجهه أثر!
تزويره وأتباعه لرواية في البحار!
تزويره وأتباعه لرواية في نسب المهدي عليه السلام
الفصل السادس: بطلان استدلاله بالمنامات والإستخارة!
لماذا اختار دليل الإستخارة والمنام؟
ما هو موقفه إذا خرجت الإستخارة أو جاء المنام ضده؟
أصل دينه أنه رأى الإمام المهدي عليه السلام في المنام سنة 1424!
استدلاله على حجية المنام..لتضليل العوام!
نقض استدلاله على حجية المنامات المؤيدة لبدعته!
نقض استدلاله بالاستخارة الموافقة لبدعته!
ختام في الإشارة إلى بقية أدلته التي لفّقها!

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وآله الطيبين الطاهرين، لا سيما الإمام المهدي المذخور لإقامة العدل الإلهي في الأرض.
ادعاء المهدية مشكلة عامة في بلاد المسلمين وخاصة بالعراق
ابتلي الناس من قديم بالكذابين المدعين لمقامات الأنبياء والأوصياء، فكم من شخص ادعى النبوة أو الإمامة، بل كم من فرعون كبير أو صغير قال للناس أنا ربكم الأعلى، ودعاهم إلى طاعته وعبادته بدل الله تعالى!
وفي عصرنا، استغل بعض أهل الأهواء عقيدة المسلمين بحتمية ظهور الإمام المهدي عليه السلام، فقد رأوا إجماع المسلمين على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر العالم بأن الله تعالى قدَّر وقضى أن ينهي الظلم على الأرض، ويقيم دولة العدل الكاملة الشاملة، على يد المهدي الموعود من ذريته صلى الله عليه وآله وسلم.. فسولت له نفسه الشيطانية واستغل البشارة النبوية، وادعى أنه المهدي الموعود، أو رسوله، أو ابنه.. الخ.
حدث ذلك وما زال في الحجاز والشام ومصر وإفريقيا والمغرب وغيرها.
أما العراق، فكان نصيبه أكثر من غيره لأن المسلمين أجمعوا على أنه سيكون عاصمة الإمام المهدي وقاعدة دولته العالمية، فاستهوى ذلك أعداء الدين ودفعوا بعض الكذابين إلى ادعاء المهدوية أو السفارة والوكالة عن الإمام المهدي، وغرَّروا ببعض بسطاء الناس فأدخلوهم في حزبهم، وغسلوا أدمغتهم، وأنفقوا عليهم وسلحوهم، وشرعوا بقتال الناس والدولة، وأعلنوا أن هدفهم قتل المراجع والعلماء وكل من يقف في طريقهم، ليسيطروا على العراق فيملؤوه عدلاً بزعمهم، ثم ينشروا عدلهم إلى العالم!
أبرز صفاتهم: العامية، والتزوير، والوقاحة!
الصفة المشتركة لهؤلاء الكذابين، وأتباعهم المشيطنين والمغرورين: العامية والجهل، مع إعجاب بأنفسهم وغرور مفرط، وادعاء لمقامات عظيمة!
فالواحد منهم يزايد على كل الناس، تماماً كالخوارج الذين كان إمامهم حرقوص بن زهير يزايد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرى أنه أفضل منه! فقد اعترض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يقسم الغنائم في حنين وقال له: إعدل يا محمد! والله إنها قسمة ما أردت بها وجه الله! فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: ويحك من يعدل إذا لم أعدل. (راجع صحيح بخاري: 5/106، والمحلى:11/219، ونظرية عدالة الصحابة/34).
ترى الواحد منهم يحمل طناً من الغرور بنفسه، وليس غروره مسالماً بل عدوانيٌّ على الآخرين، يطفح شرره من منطقه ويصعد دخانه من رأسه!
وترى صدره يغلي حقداً على مراجع الدين الكبار في النجف وقم، وعلى بقية العلماء والطلبة، فيصفهم بأقسى الأوصاف! حتى أنه يستحل دماءهم لأنهم برأيه العقبة الكأداء أمام دعوته، فلو استجابوا له لاستجاب كل الناس!
أما في تعامله وكلامه، فتراه لا يحترم أصولاً ولا يعرف حدوداً، حتى حدود التعامل الإجتماعي العادي، فضلاً عن اللياقات! وحتى حدود اللغة ومعانيها، فهو لا يتحرج في أن يقفز على المعنى الثابت لأي كلمة أو آية، ويستعملها في معنى سوفسطائي، ما دام ذلك يؤيد بدعته ويخدم هواه!
إن مشكلة أحدهم أنه لم يَبْنِ أمره على الصدق، بل اختار عن سبق إصرار أهواءً وعمقها في نواياه وتمسك بها، مصراً على جهله، معانداً في خطئه!
إنهم حقاً خوارج العصر، بكل ما يحمله عصرنا من مادية وعبادة للذات، وتمرد على بديهيات العقل، وانقلاب على مقدسات الفطرة الإنسانية..
إنهم لا يستندون في تكميل وجودهم إلى فلسفة (سارتر) في حرية الإنسان في تكميل وجوده وتحقيق ذاته! بل يستغلون اسم الله تعالى والدين، والنبي والأئمة، ويرفعون شعار إنقاذ البشرية وتعميم العدل والقسط في العالم!
 فجوهر شخصيتهم وشخصية التكفيريين والقتلة واحد، لا فرق إلا بالأسلوب والأدوات! فقد اختار أولئك لتحقيق ذواتهم أدوات الإسلام والتكفير وادعاء الجهاد، واختار هؤلاء أدوات المهدية وادعاء تكليف الله لهم بإقامة العدل في العالم، وقتل من يقف في طريقهم! أعاذ الله المسلمين منهم.

محمد علي نصر الدين
ربيع الأول 1429

الفصل الأول: التمويل الوهابي الصهيوني المشترك

أحمد إسماعيل.. ونجمة إسرائيل؟!
أول سؤال يخطر على ذهن الذي يرى موقعهم، ويرى أفرادهم وهم مسلحون يقاتلون الناس والشرطة العراقية، وقد عصبوا رؤوسهم بعصابة عليها نجمة إسرائيل، أو رسموها في مراكزهم: لماذا جعل أحمد إسماعيل شعار حركته نجمة إسرائيل؟
لقد نشروا في موقعه اعتراضهم على السيد صالح الجيزاني، بسبب إهانة التيار الصدري لنجمة داود هذا الرمز الإلهي عندما داسوا عليها بأقدامهم!
وأجابهم السيد صالح الجيزاني بأنه لم يثبت لديه أنها نجمة نبي الله داود.
ونشر أحمد إسماعيل في موقعه سؤالاً يقول: ما معنى كلمة إسرائيل؟ وهل الصهاينة الموجودون اليوم في فلسطين هم بنو إسرائيل أو ما بقي منهم؟ وهل النجمة السداسية صهيونية، وماذا تعني النجمة السداسية؟
وأجاب على السؤال: إسرائيل تعني عبد الله، ويوجد بعض اليهود الموجودين في الأرض المقدسة من ذرية يعقوب النبي، وهو عبد الله وهو إسرائيل عند اليهود. والنجمة السداسية عند اليهود هي نجمة داود، وتعني المنتصر، وهي علامة للمصلح المنتظر عندهم وهو إيليا النبي، الذي رفع قبل أن يبعث عيسى بمدة طويلة وهم ينتظرون عودته، وهو أحد وزراء الإمام المهدي الآن. وما تقدم بناء على أن إسرائيل تعني يعقوب، ولكن الحقيقة إن إسرائيل تعني عبد الله وتعني محمد (اً). وبني (بنو) إسرائيل هم آل محمد! وأيضاً شيعتهم بل والمسلمين (المسلمون) عموماً بحسب ورودها في القرآن. انتهى.
وسأله أحدهم: ما القصة وراء اختياركم لنجمة داود كرمز للحركة؟
فأجاب: هي اختيار الله وليس اختياري! والنجمة السداسية هي نجمة داود وهو نبي مرسل من الله، ونحن ورثة الأنبياء!
إذن: نجمة إسرائيل اختيار الله تعالى، ليس لإسرائيل فحسب بل لكل الأنبياء ولحركة الإمام المهدي، الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً!
وقد سألنا وكيله ومعتمده المدعو الصافي، عن دليلهم على أن نجمة داود مقدسة في الإسلام؟ فقرأ الآية: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)! ولم يزد شيئاً على ما قاله إمامه أحمد إسماعيل في موقعه! قال أحمد إسماعيل: وشكل الدرع الذي عمله داود (ع) بأمر الله هو سداسي كما موضح في الشكل (1) أدناه حيث البروز الأعلى لحماية منطقة الترقوة والبروزان الجانبيان العلويان لحماية صدر الإنسان، ويتضيق الدرع قليلاً نجد منطقة الوسط من تضيق جسد الإنسان. وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ: أي فصِّل الدرع والبروزان الجانبيان السفليان لحماية منطقة الورك. أما البروز الأسفل فهو لحماية العورة. والدروع الداودية القديمة موجودة في المتاحف العالمية. وأصل نجمة داود هو كونها رمز(اً) لهذا الدرع.. فهذا إثبات النجمة بشكل مبسط من القرآن الكريم! انتهى.
فهل عرفت هذا النبوغ، بل هذا الوحي في تفسير القرآن، وأن معنى قوله تعالى لداود: (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ): إجعل الدرع نجمة سداسية لتكون شعاراً لليهود وللعالم! وهل عرفت أن نبيك صلى الله عليه وآله وسلم قصَّر في بيان هذه الحقائق العظيمة، وبعده الأئمة، وكل علماء المسلمين وأجيالهم، حتى جاء أحمد بن إسماعيل بن كاطع وهو شخص مغمور من قرى البصرة، فأوحى اليه ممول حركته، المنسق بين المخابرات الأمريكية والموساد، فشرح الله صدره ورأى هذه الحقيقة وحياً في المنام، ورفع نجمة إسرائيل علماً لهداية الأمة، باسم الإمام المهدي!
هكذا دفعةً واحدة، قفزت نجمة إسرائيل وصارت رمزاً لنبينا وآله وأمته، ورمزاً لدولة الإمام المهدي العالمية التي يريد أن يقيمها ابنه البار أحمد إسماعيل! ولم يتجرأ أحد قبله ولا بعده، على جعل شعار حركته نجمة دولة إسرائيل، لكنه قائد شجاع، رفع نجمة إسرائيل عالية علماً وشعاراً، وأعطاها طابعاً دينياً!
وإياك أن تكون من الكافرين فتسأله من أين جئتنا بقداسة نجمة إسرائيل؟ وما دليلك على ذلك من عقل قطعي، أو آية بينة، أو رواية صريحة، أو سيرة للمسلمين متصلة؟! فإنه رسول المهدي وقد رأى مناماً بأن نجمة داود مقدسة، ومنامه وحيٌ مبين، وحجةٌ على العالمين!
لقد بلغت به الرقاعة في الإستدلال على نجمة داود، أنه كتب في موقعه:
ما سم وصي المهدي = أحمد الحسن
م ا س م وص ي ا ل م هـ د ي
4 + 1 + 6 + 4 + (16) + (9) = 40
ا ح م د ا ل ح س ن
1+8+4+4 +1+3 +8 +6+5 = 40
سابغات وهي درع داود، وهي النجمة السداسية، أو نجمة الصبح
س ا ب غ ا ت
9 + 1 + 2 + 1 + 1 + 4 = 15
وهو رقم المهدي الأول بعد أربعة عشر معصوم في الإسلام هم: محمد وعلي وفاطمة والأئمة من ولد علي وعددهم جميعاً 14 معصوم، ثم يأتي المهدي الأول وهو رقم (15) وهو درع داود، وشعاره درع داود، ودرع داود في القرآن وصفت بأنها سابغات: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). (سبأ:11).

وكتب في موقعه:
مَن نجمة داود = أحمد الحسن
م ن ن ج م ت د ا ود
4+5 +5+3+4+4 +4+1+6+4 = 40
ا ح م د ا ل ح س ن
1+8+4+4 + 1+3 + 8 + 6+5 = 40
من هو أحمد= 37 ما هو كتاب الله= 37
هو رسول المهدي = 37 هو القرآن الكريم = 37. النبأ العظيم = 37
من هو أحمد = ما هو كتاب الله = هو رسول المهدي = هو القرآن الكريم = هو النبأ العظيم.
واعلم أن الحجة على الخلق هو كتاب الله في كل زمان، وأن الحجة من آل محمد هو القرآن الناطق في كل زمان، وأن وصي رسول الله محمد (ص) علي ابن أبي طالب (ع) هو النبأ العظيم. وفي هذا الزمان فإن وصي الإمام المهدي (ع) هو النبأ العظيم. انتهى كلامه.
أقول: من الواضح لمن كان له عقل أن كلام أحمد إسماعيل خلط وتزوير، واستجهال للعوام، بل استحمار! فإن العامي يعرف أن هذه النجمة شعار الحركة الصيهونية ودولتها إسرائيل، حتى لو كانت نجمة داود وسليمان وعيسى وموسى وكل أنبياء بني إسرائيل، فهي في عصرنا شعار الحركة الصهيوينة ودولتها، واتخاذها شعاراً لحركة إسلامية لايخلو إما أن يكون عمالةً للصهيونة العالمية، أو جهالة مفرطة بأمر واضح!
ولا نظن الرجل جاهلاً مغفلاً إلى هذا الحد! بل نطمئن إلى أنه ومن دفعه يريدون تمرين الناس على أن إسرائيل واليهود مقدسون، وأن شعارنا نفس شعارهم فيحرم إهانته! وهذه درجة متقدمة من التطبيع، وبثوب ديني يربط نجمتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت، وبالإمام المهدي أرواحنا فداه!
لقد كتب المدير السابق للمخابرات الأمريكية شيئاً عن نشاطه المشترك مع شخصية عربية تنسق بين عمليات المخابرات الصهيونية والأمريكية ضد الشيعة! ونتوقع أن يكتب الرئيس الحالي يوماً عن تمكنه من جعل نجمة إسرائيل شعاراً لحركة شيعية، باسم الإمام المهدي!
وقد حاول حسين المنصوري أحد أبواق أحمد إسماعيل، أن يعطي نجمة إسرائيل لوناً إسلامياً، فسفسط اثني عشر دليلاً على ذلك أوهن من بيت العنكبوت!
1- أن درع نبي الله داود كان سداسياً.2- أن هذه النجمة رويت عن أهل البيت في حرز لحفظ الضائع ولدفع الحمى، ولم يذكر سند تلك الرواية! 3- أن النجوم ترمز لأهل البيت لقول النبي: أهل بيتي نجوم الأرض. 4- إجماع اليهود على أن هذه النجمة هي نجمة داود.5- إقرار الأمة المسيحية لليهود بذلك.6- إعتراف المسلمين عموماً بذلك وعدم إعتراض علماء الإسلام على عرضها في قناة سحر! لم يذكر في أي برنامج! 7- أنها وجدت على لوح خشبي من سفينة نوح! 8- أنها رمز عند اليهود للمصلح المنتظر.9- أنها نجمة الإمام المهدي كما قال كاتب في الانترنت 10- أنها موجودة في نهاية كل آية من آيات القرآن.11 - أن الشكل السداسي شكل خلايا النحل المباركة.12- أنه يحرم هتكها وكذلك نجمة سليمان الخماسية الموجودة في العلم العراقي وكذا الموجودة على العلم الأمريكي وعلم إسرائيل، فيحرم إحراق تلك الأعلام حتى رفع النجوم منها. انتهى.
وقال إنه استفاد بعض هذه النقاط من إمامه أحمد إسماعيل!
وهذا يدل على أنهم يشعرون بالفضيحة في ارتباطهم، ويحاولون تبريره ولو بالتخليط والتخيلات!
نجمة إسرائيل.. ومصدر التمويل
استطاع أحمد إسماعيل بجهوده الشيطانية أن يجند نحو خمس مئة من أتباعه، ويقيم مركزين في محافظة البصرة والناصرية، ومراكز أصغر في بعض محافظات العراق، وبعد أن أكمل استعداده حسب خيالاته، وأتم تربية أتباعه وتدريبهم وتسليحهم، أعلن ساعة الصفر في أيام عاشوراء، وثار بأصحابه (جنود رسول المهدي) في البصرة والناصرية ليحرروا هاتين المحافظتين من (الطاغوت) ويقيموا فيهما دولة المهدي الموعود ثم تنطلق منهما إلى العالم وتملؤه عدلاً!
خرجوا دفعة واحدة وسط مواكب عاشوراء في البصرة وهم يصيحون: ظهر المهدي ظهر المهدي! فكان بعض الناس يسألهم: أين هو أين المهدي؟! فيجيبونهم بالهتاف: ظهر المهدي ظهر المهدي. وبدؤوا بإطلاق الرصاص!
وكانت النتيجة أن شرطة البصرة اشتبكت معهم، وقتلت منهم نحو مئة، واعتقلت مئات، وهرب (رسول المهدي) واختفى. واعترضت القوات الأمريكية على الحكومة العراقية بأنها استعملت القوة بشكل مفرط ضد جماعة أحمد الحسن!
واعترف عليه أتباعه أنه تلقى أموالاً وأسلحة من دولتين خليجيتين هما الإمارات والسعودية! فأرسلت الحكومة العراقية الوثائق إلى الحكومتين المعنيتين، معترضة اعتراضاً (أخوياً) على هذا التصرف!
ولا يتسع المجال للاقتطاف مما نشرته الصحف العراقية ووسائل الإعلام الأخرى حول أحداث حركتهم، واعترافاتهم بأفكارهم الجهنمية، وما ارتكبوه من جرائم قتل لعلماء وشخصيات، فنكتفي بخلاصة مقال للسيد أحمد الياسري من موقع:
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?p=156931

الدجال أحمد الحسن موظف في مخابرات صدام!
أحمد الياسري.. شبكة البروج الأخبارية:
بعد الاعتراف الخطير والمعلن لحسن الحمامي، ما يوصف بالأب الروحي للتنظيم في النجف الأشرف وأمام شاشات التلفاز، حيث أكد أن الإمارات حسب علمه هي من تمول هذا التنظيم الإرهابي المخرب، أكدت التقارير الواردة من مصادر في التحقيقات الأولية ووصفت بالمصادر المطلعة، أن التحقيقات الأولية مع المعتقلين من أنصار الضال الإرهابي الحسني اليماني في البصرة والناصرية ومناطق أخرى، كشفت عن معلومات خطيرة للغاية، وأكدت المخاوف السابقة بأن هذه الجماعة لديها مشروع متكامل يستهدف تصفية مراجع دين وقيادات أمنية، وتجنيد شبكة واسعة من المغرر بهم والعاطلين عن العمل، لتشكيل قوة عسكرية تستطيع أن تحتل مناطق كاملة وتعلن بدء قيام دولة باسم الإمام المهدي المنتظر!
وأكد عضو مجلس في محافظة البصرة رفض الكشف عن اسمه أن أدلة هامة ضبطت بحوزة المعتقلين تؤكد ارتباط الجماعة بأكثر من دولة أجنبية! وأضاف: إنني أستطيع أن أؤكد بأن الإعترافات كشفت عن وجود دعم سعودي لهذه المجموعة بشكل كبير وبإمكانات غير محدودة، بالإضافة إلى وجود دعم لها من دول أخرى! وعلم من مصادر في مجلس الوزراء أن السفارة الأمريكية أبلغت مسؤولين عن عدم رضاهم بالتصدي وبهذا الحزم والقوة لجماعة الحسني اليماني، ووصفت إجراءات الدولة بأنه استخدام مفرط للقوة!
هذا، وكانت الاعترافات الأولية قد كشفت أيضاً أن مجموعات هذا التنظيم كانت وراء اغتيال عدد من ممثلي المرجع السيستاني، واغتيال قائد شرطة الحلة اللواء قيس المعموري.. وقد صرح أحد المسؤولين الأمنيين موضحاً أن الحكومة العراقية ستوفد مبعوثين إلى عدد من الدول المعنية عربياً ودولياً لاطلاعها على الوثائق والادلة المتعلقة بضلوع هذه الدول التي اعتذر عن تسميتها في الوقت الراهن لأسباب وصفها بأنها تتعلق بسير عمليات التحقيق الجارية مع العناصر الذين تم اعتقالهم... وطالب الكثير من أبناء الشعب العراقي عبر الرسائل التي وردت إلى شبكتنا الأخبارية الكشف عن هذه الدول علانية، ووضع الأدلة أمام العالم أجمع، لأن الامر أصبح لا يطاق، وعدَّ التعتيم على هذه الدول بمثابة جريمة تشارك فيها الحكومة بحق شعبها الذي انتخبها! لأن الأمر يخص أمن دولة وشعب العراق المهدد، من قبل دول تدعي مساندتتها للشعب العراقي فيما تساهم بالمال والإعلام بتقويض خيارات الشعب في بناء عراق حر ديمقراطي.. وكانت المواجهات العنيفة قد اندلعت عشية يوم عاشوراء المنصرم، بين جماعة الضال أحمد الحسن اليماني وقوات الأمن في مدينتي البصرة والناصرية، أسفر عن مقتل العشرات بينهم القائد العسكري لهذه الجماعة في البصرة أبو مصطفى الأنصاري، وقد انضمت عناصر من «جيش المهدي» إلى جانب القوات الحكومية للرد على العمليات المسلحة لجماعة الحسني. وكان لجيش المهدي دور كبير في هذه العمليات وخاصة في البصرة ما استشهد عدد من عناصر الشرطة بينهم ضابطان كبيران.
فضح الدجال نفسه ليثبت أنه صاحب كرامة!!
فقد نشر في موقعه كتاباً باسم (كرامات وغيبيات) وذكر فيه صفحة27 أنه أخبر قبل شهور بمقتل السيد محمد محمد صادق الصدر، ثم أكده لخواصه في ذلك اليوم يوم الجمعة، فلم يحصل شيء إلى العصر (فأخذ الطلبة يسالون السيد أحمد الحسن وين القتل الذي تقول به؟ فكان يقول لهم: إن شاء الله خير، وبقي السيد ينتظر ما أخبره الله به واليوم طويل حتى صار الليل فكان ما أخبر الله به)!!
إنه هذا وحده دليل لمن كان له عقل أنه من ضباط مخابرات صدام!
لماذا يخفي أحمد إسماعيل هويته؟
نشر في موقعه هذه الهوية المكذوبة جاء فيها: مختصر السيرة الذاتية:
1- مولود في البصرة في العراق. 2- خريج كلية الهندسة/ قسم الهندسة المدنية.
3- درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف. 4- أرسله الإمام المهدي للإصلاح في الحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل حوالي أكثر من خمس سنوات، ومارس عملية الإصلاح العلمي والعملي والإقتصادي في الحوزة، وفي المجتمع عموماً.
أ- الإصلاح العلمي: وذلك لأن الحوزة لا يدرَّس فيها القرآن، فدرَّس القرآن فيها ونشر قضية الإمام المهدي.
ب- صرح علناً بعد تنجيس صدام الكافر للقرآن الكريم بأن صدام فعل هذا تقرباً للشيطان الرجيم، وتعرض بسبب هذا التصريح للمطاردة من قبل قوات صدام الكافرة، وهو الوحيد في النجف الذي تكفل هذا الأمر بقوة، وقال إن صدام كتب موته بيده وكتب نهاية حكمه بيده عندما كتب القرآن بالدم النجس. واعترض على علماء النجف وعلماء المسلمين عموماً لسكوتهم على هذا الفعل الشنيع من صدام الكافر.
ج - الإصلاح العملي: وذلك لترك الحوزة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإهتمام بأحوال الناس. وكان يصدع بكل مكان في الحوزة بضرورة الإهتمام بأحوال الناس الدينية والمعاشية ورفع الظلم والحيف عنهم.
د- الإصلاح الإقتصادي: قام بما يعرف بالثورة ضد الفساد المالي في الحوزة العلمية، وقد نصره في هذا الأمر كثير من طلبة الحوزة ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالب، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه،كما أرسل طلبة من الحوزة العلمية إلى المراجع وطالبهم بإصلاح الفساد المالي الموجود في برانياتهم المتمثل بإغداق الأموال على وكلائهم وترك الفقراء والأيتام والأرامل يتضورون جوعاً.
هـ - وقبل ثلاث سنوات تقريباً في عهد الطاغية صدام أعلن أنه رسول الإمام المهدي فطاردته قوات صدام الكافرة فأنجاه الله بفضله سبحانه وتعالى من يد هذا الطاغية. وهو الآن يدعو إلى الإمام المهدي وضرورة نصرته والتمكين له. انتهى.
وقد سأله صالح المياحي بتاريخ: 4/ ربيع الثاني/1426: على يد من من العلماء المراجع درس حضرة السيد ومن أي بلد هو؟ فأجاب معتمده ناظم العقيلي: درس السيد أحمد الحسن على يد الإمام المهدي ولا دخل له بما درسه أو يدرسه المراجع، فهو عبارة عن ناقل عن الإمام المهدي ومبلغ وممهد له، وهو من محافظة البصرة من العراق.
وسأله: هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى، وما اسم أمه أي أم السيد، ومن أي مكان هي؟ فأجابه:إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي وليس من صلبه مباشرة، وقد أثبت زواج الإمام المهدي وذريته في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) فالولد يطلق تارة يراد منه الولد الصلبي المباشر، ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية.

الفصل الثاني: الشركة المساهمة لادعاء اليماني الموعود

تأسيس شركة ادعاء اليماني الموعود!
يظهر أن أصل الفكرة من الشيخ حيدر مشتت المنشداوي، من عشيرة آل بو محمد، من العمارة أو ميسان، أما المدعو أحمد إسماعيل، فهو من قرية الهمبوشي في منطقة الهوير في قضاء المدينة، التابع لمحافظة البصرة، وهو من عائلة فقيرة يقولون إنهم من بني السليمي الذين يرجعون إلى الصيامرة.
وكان صديقاً للشيخ حيدر، وكان حيدر أعرف منه بالجو الحوزوي والشيعي، أما أحمد فكان بعيداً عن جو الحوزة والشيعة، إلا ما تعلمه في عمله في البصرة.
وقد أمضى حيدر مدة في النجف ورأى شيئاً من الدروس، بعكس أحمد اسماعيل الذي ذهب إلى النجف زائراً وبقي فيها شهرين أو بضعة شهور، ضيفاً عند حيدر، وكانا يتناجيان في مشروعهما، وذكر لي بعضهم أنهم كانوا مجموعة من بضع نفرات، وكثيراً ما كانوا يذهبون إلى جدول النجف ويقومون بالإرتياض بالعبادة والعزلة، ويأكلون الخبز والخضرة فقط!
وأخيراً في سنة 1424 هجرية، اتفقا على إطلاق دعوى حركة اليماني الذي نصت الأحاديث الشريفة على أنه ناصر الإمام المهدي ووزيره، فكانا شريكين فيها، وجعلا الأمر مبهماً، فلم يكن حيدر يصرح بأنه هو اليماني أو صاحبه!
وكان حيدر أكثر عملاً لهدفه وأوسع تحركاً من شريكه أحمد، وقد جاء مرات إلى قم، محاولاً التأثير على بعض الطلبة والعرب المقيمين فيها!
وقبل بضع سنين جاء مع مجموعة من أتباعه وقام بتوزيع منشورات تبشر باليماني الموعود! وخرج مع أنصاره على شكل تظاهرة بشعارات وهتافات، متجهين من وسط قم إلى مسجد جمكران خارج قم، الذي يزوره الناس ليلة الأربعاء لأنه مسجد الإمام المهدي. فقامت الشرطة الإيرانية باعتقالهم وإبعادهم إلى العراق.
لكن أحمد الحسن كان أكثر شيطنة منه، فكان يسافر إلى الإمارات يبحث عن مشترٍ لحركته! حتى أقنع بعض الجهات العربية - الصهيونية بتبنيه وإمداد حركته، فوسَّع نشاطه، وجمع حوله بعض الأتباع النشطين، فأخذوا يتحركون في الإمارات والبصرة وغيرها، ويدعون لإمامته!
قال الشيخ الكوراني: زارني حيدر مشتت في قم، محاولاً كسب تأييدي لادعائه بأنه اليماني الموعود، مع أن اليماني يظهر في اليمن، وليس في العراق!
قال لي: جئت برسالتين، واحدة لك والثانية للسيد القائد الخامنئي حفظه الله.
سألته: ممن الرسالة؟ قال: من الإمام صاحب الزمان!
جمعت نفسي وتوجهت إليه قائلاً: يا شيخ حيدر، هل أنت متأكد؟!
قال: نعم. قلت له: لا تستعجل.. فإني أسألك: هل أنت التقيت بالإمام المهدي صلوات الله عليه، الإمام الحجة بن الحسن، التاسع من ذرية الحسين، الذي بشر به جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وذخره الله تعالى ليملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.. هل أنت التقيت به وكتب لي رسالة، وأمرك أن توصلها لي؟!
قال: نعم! فشرحت له ونصحته، ورويتُ له قصة الحلاج كيف ادعى السفارة عن الإمام المهدي وكتب إلى والد الشيخ الصدوق في قم، يدعوه إلى الإيمان به، وكيف أجابه، ثم جاء الحلاج إلى قم، فوبخه ونفاه من المدينة!
وختمت بقولي: أعتذر عن استلام رسالتك! وما دمت التقيت بالإمام وكلفك بإيصال رسالة لي، فقل له: إن فلاناً رفض أن يستلم الرسالة حتى يرى معجزة، تكون دليلاً على صدقي وصدق الرسالة.
فبادر حيدر قائلاً: حسناً، ماذا تريد معجزة؟ قلت له: نفس المعجزة التي طلبها والد الصدوق قدس سره من الحلاج: أن يعيد لحيتي البيضاء، بلونها عندما كنت شاباً.
 فسكت مدة، ثم قال: حسناً، هل تقبل أن ترى مناماً الليلة؟!
 قلت له: كلا، ولا عشرين مناماً! فهل نأخذ ديننا يا شيخ حيدر من المنامات؟ إن دين الله أعز من أن يؤخذ من منام، بل يحتاج إلى دليل برهاني منطقي تخضع له العقول، ومعجزة واضحة تخضع لها الأعناق. قال الإمام الكاظم: إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة وأما الباطنة فالعقول. فسكت حيدر مدة، ثم نهض مودعاً: في أمان الله..!
اختلاف الشريكين وفسخ الشراكة!
في هذه المدة وقع الخلاف بين الشريكين حيدر مشتت وأحمد إسماعيل، ثم اتفقا على أن أحمد إسماعيل هو رسول المهدي وحيدر شاهد له، وأصدر حيدر بياناًً بتاريخ:6/جمادى الثاني/1424 بإسم: أدلتي على أن الشيخ أحمد مرسل من الإمام، مكن الله له في الأرض ووقَّع فيه: خادم المهدي الشيخ حيدر.
وقال فيه:بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكن الله له في الأرض، رسوله الشيخ أحمد والشاهد له الشيخ حيدر.
واستمر ذلك أكثر من سنة، ثم اختلفا، فادعى حيدر أنه هو اليماني، فانزعج أحمد إسماعيل ولعن صاحبه حيدر، ودفع ناظم العقيلي فكتب بياناًً باسم: سامري عصر الظهور! يقصد حيدر، الذي خان البيعة وكفر بعد إيمانه!
في هذه المرحلة أضاف أحمد إسماعيل إلى دعوى اليماني دعاوى: أنه سيد، وابن الإمام المهدي ووصيه الذي سيحكم بعده، لكنه أرسله قبله سفيراً إلى العالمين! ومن يومها اختفى لقب الشيخ، وصار إسمه: السيد أحمد الحسن!
جاء في مقدمة كراس ناظم العقيلي: لقد كتب الشيخ حيدر المشتت (شتت الله أمره) مقالة ضد السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) في جريدته المسماة بـ(القائم - العدد11) وهي قائم الكفر وليس قائم الحق! لأنه حاشا الإمام المهدي (ع) أن تنسب له هكذا جريدة ضالة مضلة، وكذلك أصحابها ضالين ومضلين (ضالون ومضلون). وقال في هذه المقالة: ظهر في الآونة الأخيرة شخص يدعى أحمد الحسن أو البصري). انتهى.
ونورد فيما يلي نماذج من أقوال حيدر مشتت في شريكه أحمد إسماعيل،كما نقلها ناظم العقيلي، الذي هو معتمد أحمد إسماعيل وأول المدافعين عن بدعته!
1. قال الشيخ حيدر مشتت مخاطباً شريكه أحمد: ورد في الرواية عن الباقر (ع) في ذكر اليماني والتي ذكرتها في منشورك (السيد احمد الحسن اليماني الموعود) يدعو إلى صاحبكم، أي اليماني , وأنت تقول أنا اليماني، علماً أنك تدعو إلى نفسك! وهذا لا يحتاج إلى برهان بل هو واضح للعيان، وشاهد ذلك الألقاب التي وضعتها لنفسك حيث قلت: أنا روضة من رياض الجنة أخبر عنها رسول الله (ص)! وتسمي نفسك: بقية آل محمد، والركن الشديد، ووصي ورسول الإمام المهدي إلى الناس أجمعين، المؤيد بجبرائيل، المسدد بميكائيل، المنصور بإسرافيل، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
2. وقال الشيخ حيدر: تدعي أنك اليماني الموعود، وأنك ابن الإمام! والمهدي (ع) حسيني كما لايخفى، علماً أن الثابت أن اليماني حسني!
 3. وقال: ورد في منشورك المسمى (نداء رقم واحد إلى بقيه أعمال الحج) الصادر بتاريخ1شوال1424هـ. ق (إلى السيد محمود الحسني)، وإلى السيد الحسني الصبيح الوجه من بين جبال الديلم وقزوين، والى الساده الستة الكرام المقربين من الإمام المهدي (ع) وإلى السادة التسعة عشر المتصلين بالإمام المهدي (ع): عليكم إظهار الطاعة والإعلان عنها، والإمتثال لوصي الإمام المهدي (ع) ومبايعته بشكل علني وعلى رؤوس الأشهاد. وبعكسه تكونون عاصين لأمر الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع). فَيَردُ عليه: أنك وثَّقت هؤلاء الأشخاص ومدحتهم وأقررت باتصالهم بالإمام المهدي، وجعلتهم من خاصته والمقربين اليه، وعددهم كما ذكرت سبعه وعشرين (وعشرون) شخصاً متصلاً بالإمام المهدي (ع)! وهؤلاء السبعة والعشرين (العشرون) لم يجيبك (يجبك) أحد منهم ويعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، ولم يظهر الطاعة لك! بل على العكس من ذلك، فإن أولهم وأفضلهم كما قلت السيد محمود الحسني الذي قلت عنه قام بتكذيبك على رؤوس الأشهاد، وأظهر كذبك ودجلك، وذلك في فتوى صدرت عنه رد على استفتاء ورد باسم (مهند شياع)! وقد ذكرتم ذلك في كتابكم: الإفحام لمكذب رسول الإمام! وهذا يستلزم العمل بقول السبعة وعشرين المتصلين بالإمام، وترك قولك، لأنه ليس حجه على الناس!
4. وقال حيدر مشتت: ذكرت في الكثير من منشوراتك قال لي أبي , أخبرني أبي , وغير ذلك كالمنشورات الصادرة منك بتاريخ (1 شوال 1424هـ.ق) المسمى البيان الأول. ثم ذكرت في المنشور الصادر عنك بتاريخ (20 صفر 1424هـ.ق) ما هذا نصه: وأنا العبد الفقير أول من تبرأ منهم بعد جدي الإمام المهدي (ع)! فيرد عليك أن هذا تناقض واضح، وأنت تدعي العصمة! فإن قلت المقصود بأبي معناه جدي استناداً إلى أن الأجداد آباء وإن صعدوا، أقول: قد ذكرت في منشورك (اليماني الموعود) الرواية الواردة عن الصادق (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته: ثم يكون من بعد اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسام: إسم كأسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين. أقول: الرسول (ص) كان في مقام البيان حيث قال: يسلمها إلى ابنه والمقصود ابنه بالمباشرة، وإلا لوكان من ذريته لقال: يسلمها إلى رجل من ذريته أو أحد أبنائه أو إلى حفيده!!
5. وقال الشيخ حيدر: ثم يرد على هذه الروايه عدة إشكالات، أي رواية الوصية: أنها معارضة بروايات الرجعة وقول الأئمة بأن الإمام المهدي (ع) يسلمها إلى الحسين (ع)، ففي تفسير العياشي عن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله في رواية طويلة قال: إذا جاء الحجة الموت، فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه حفرته الحسين، ولا يلي الوصي إلا الوصي. وهذا يعني أن الذي يلي بعد الإمام المهدي هو الحسين(ع).
6. وقال حيدر مشتت مخاطباً أحمد إسماعيل ما حاصله: إنك تدعي أنك أول المؤمنين بقضية الإمام المهدي، وتشبه نفسك بأمير المؤمنين! وبنفس الوقت تقول: إنك الداعي، والداعي هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس أمير المؤمنين فلا يمكن أن يكون الداعي هو أول المؤمنين.
7. وقال: قلت في المنشور المسمى البيان الأول الصادر باسمك، بتاريخ1 شوال1424 هـ.ق: وأول معجزة أظهرها للمسلمين والناس أجمعين، هو أني أعرف موضع قبر فاطمة (ع) بضعة محمد (ص). وجميع المسلمين مجمعين (مجمعون) على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع)، وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة (ع). وموضع قبر فاطمة(ع) بجانب قبر الإمام الحسن(ع)، وملاصق له وكأن الإمام الحسن المجتبى (ع) مدفون في حضن فاطمة (ع)، ومستعد أن أقسم على ما أقول. ويرد عليه: أن المعجزة لابد أن تكون ظاهرة للعيان ومحسوسة، وهذا الذي تدعيه ليس محسوساً أو ظاهراً، إلا أن تقول بنبش قبر الإمام الحسن (ع) والتأكد من صدق كلامه مما لا يجوز شرعاً. وأما قولك إنك مستعد للقسم على ذلك فأقول: لو كان الأمر بالقسم لما احتجت إلى المعجزة التي تدعيها، ولحسم النزاع بالقسم من أول الأمر، فما هذا التهافت بالكلام يا رجل!!
8. وقال حيدر مشتت ما حاصله: إنك ناقضت نفسك فقلت إن الذي يملأ الأرض قسطاًً وعدلاً هو أحمد، وفي نفس الكتاب صفحة24، أتيت بحديث أتاح الله لآل محمد برجل من أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشى.. ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع، فيملؤها قسطاً وعدلاً. فكيف يكون أحمد الحسن هو الذي يملؤها عدلاً؟!
9. وقال الشيخ حيدر: أنت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى أحوالك، هو أحمد إسماعيل السلمي..إسم ابيك هو اسماعيل وليس المهدي كما تدعي. انتهى.
أقول: إشكالات حيدر مشتت على شريكه قوية! وقد حاول ناظم العقيلي أن يجيب عليها فلم يوفق، لكنه أجاد في السخرية بحيدر مشتت، وكشف تناقضه ودَجَله. ولا عجب فالمدَُّعون للمهدية خبراء بكذب بعضهم بعضاً!
قال ناظم العقيلي: إن الذي أقسم بأبي الفضل العباس هو الشيخ حيدر مشتت نفسه والذي لقب نفسه الآن بـ(القحطاني) لأنه يخشى الفضيحة لو صرح باسمه الحقيقي لأنه كان قد صدق بدعوة السيد أحمد الحسن منذ البداية في عصر الطاغية صدام، وقد بايع السيد أحمد الحسن على أن يفديه بالنفس والمال والولد، واستمر يدعوا للسيد أحمد الحسن أكثر من سنه تقريباً، وأصدر الشيخ حيدر مشتت (القحطاني) كثير (اً) من البيانات يشهد فيها وأمام الناس كافة، بأن السيد أحمد الحسن رسول الإمام المهدي! وقد صرح لي شخصياً وعدة مرات بأن السيد أحمد الحسن وصي ولا يعرف حقيقته إلا الله تعالى! ومستعد أقسم على ما أقول وهذه الحقيقة واضحة ومعروفة لدى الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ومن شاء فليسأل عنها في النجف الاشرف والعمارة والبصرة والناصرية وبغداد، فكل من عرف هذة القضية من هذة المحافظات يشهد بأن الشيخ حيدر مشتت كان تابعاً للسيد أحمد الحسن أكثر من سنه، وكان يدعو لمناصرة السيد أحمد الحسن وبكل قوة! ثم ارتد بعد ذلك وادعى أنه هو اليماني الموعود كذباً وافتراءا! ونصحه السيد أحمد بأن يرجع عن هذا الإدعاء الباطل. وعندما أصرَّ الشيخ حيدر على ذلك فسَّقه السيد أحمد الحسن وبيَّن كذبه، في بيان خاص وزع في أكثر المحافظات.
ودعاه السيد أحمد الحسن إلى القسم بأبي الفضل العباس (ع)...السيد أحمد الحسن أخبر بأن الشيخ حيدر مشتت إذا أقسم بأبي الفضل العباس (ع) لابد أن يعاقب عاجلاً أو آجلاً. وأقسم الشيخ حيدر مشتت على أنه هو اليماني الموعود! وقبل أن يخرج من الصحن المقدس ألقى أمن الحضرة علبه القبض واحتجزوه للتحقيق، وكنت أنا حاضراً معه ورأيته كيف فقد توازنه من الخوف، وسألوه (سأله) المسؤلون عدة مرات عن سبب حلفه بأبي الفضل (ع) فامتنع عن الجواب وأنكر أنه اليماني! ثم فقد أعصابه وأصبح كالمرعوب وأخذ ينادي أصحابه الذين ارتدوا معه قائلاً لهم: أمسكوا بالشيخ (السيد) أحمد فإنه يدعي أنه ابن الإمام! وفعل ذلك لأنه عرف بأن هذه أول عقوبة له من الله بسبب كذبه، وأراد أن يلقى القبض على السيد أحمد الحسن لكي يتساوى معه، ولا تحتسب هذه نقطة ضده.
ولم يستطع أحد أن يمس السيد أحمد الحسن مع أنه أيضاً أقسم وأمام الناس كافة بأن الشيخ حيدر كاذب بادعائه! وبعدها صلى ركعتين بأبي الفضل (ع) ودعا الله تعالى، ثم انصرف سالماً غانماً، بينما بقي الشيخ حيدر محجوزاً عند رجال الأمن، ثم بعدها أطلق سراحه وهو مكسور العين، لأنه فعلاً لم يخرج من الضريح إلا وقد ألقي القبض عليه، وكان ذلك تنبيهاً له لعله يرجع عن غيه قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
والآن سأسرد عليكم ما جرى على الشيخ حيدر بعد ذلك من فضيحة وعار، لو أنه مات أو مسخ لكان له أهون ألف مرة من هذا العار، الذي سيبقى فوق رأسه إلى يوم القيامة! رجع بعد ذلك الشيخ حيدر مشتت وبنى له مكاناً من قصب بين الكوفة والسهلة، وأعلن عن نفسه بأنه (حيدر اليماني) وحرم على أصحابه أكل الطماطة واللحم والشاي وشرب السكائر، وغيرها من الأمور التي أحلها الله تعالى، وبذلك يكون قد حرم ما أحل الله تعالى، وبذلك يكون خارجاً عن الإسلام! وهذه الأمور قد سمع بها كثير من أهل النجف والعمارة والناصرية ومن أراد التأكد فليسال عنها.
ألبس أصحابه عمائم حمراء وأمرهم بأن يتمرغوا في الأرض الوسخة، ونقل أنهم كانوا يتمرغون في ماء المجاري النجسة. إسمع وتعجب!
استعد هو وأصحابه لقصف مسجد الكوفة في يوم الجمعة، بقذائف الهاون مع العلم إن المسجد كان غاصاً بالمصلين الأبرياء! وعندنا شهود عيان يشهدون بذلك ومستعدون للقسم عليه , لأنهم كانوا معه في ذلك الوقت، وبعد أن تبين لهم كذبه ودجله تركوه، وهم الآن مع السيد أحمد الحسن.
وخلال ذلك وصلت معلومات للشرطة وقوات الإحتلال بأن في ذلك المكان توجد أسلحة وإرهابين (وإرهابيون)، فجاءت مقاتلات الإحتلال وقامت بالهجوم على أصحاب الشيخ حيدر مشتت وفروا هاربين، وقد أحرق الجنود مكانهم وأصبحوا أفضوحة للناس ولعنة على ألسنهم، وكفى الله الناس شرهم. وقد ورد في الحديث القدسي: الظالم سيفي أنتقم به وأنتقم منه.
عندما افتضح الشيخ حيدر مشتت، وعندما خاب أمله في كسب الناس معه أمر أصحابه بالهجرة إلى إيران، وأخبرهم أنه بمجرد أن يدخلوا إيران سيقتل السيد مقتدى الصدر، وسيهلك كل من في العراق! وأخبرهم أيضاً أنهم سيكوِّنون جيشاً في إيران وسيأتون فاتحين إلى العراق! وحدث العكس من ذلك تماماً، حيث ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليهم وأودعتهم السجن، والشيخ حيدر معهم في السجن أيضاً وبقية نسائهم (وبقيت نساؤهم) وأطفالهم يقتاتون على المزابل في إيران كما نقل لنا عنه. وبقوا في السجن عدة أشهر، ولم يخرجوا حتى اعترفوا في المحكمة الإيرانية بأنهم أصحاب باطل، وأن الشيخ حيدر مشتت ليس اليماني، وأنه كاذب وأنهم لا يعودن إلى مثل ذلك مرة أخرى وتبرؤوا من الشيخ حيدر. والشيخ حيدر مشتت أيضاً اعترف أمام المحكمة بأنه مشتبه، وأن دعوته باطلة وخرج بكفالة (30) مليون دينار، كفله أحد الساكنين في إيران على أن يأتي إلى المحكمة في الوقت الذي تحدده له، وقد أقسم الشيخ حيدر أمام ذلك الرجل الذي كفله بالسيدة معصومة (ع) بأنه مشتبه، وأن دعوته باطلة، وأنه سيبعث مبلغ الكلفة حين وصوله إلى العراق.
ولقد نقل لنا من جهات موثقة بأن المحكمة الإيرانية قد طلبت من الكفيل إما أن يحضر الشيخ حيدر وإما أن يدفع(30) مليون دينار، والشيخ حيدر لحد الآن لم يحضر ولم يبعث لذلك الكفيل المسكين مبلغ الكفالة!!
ومن أراد أن يتحقق من هذه المسالة فإنها مشهورة في إيران وفي محافظة العمارة عند كل من اطلع على حال الشيخ حيدر المزري. وكل ذلك عقوبة قسمه كذباً بأبي الفضل العباس على أنه هو اليماني! والحق أنه يماني إبليس لعنه الله!
وعندما رجع الشيخ حيدر إلى العراق هو وأصحابه محملين بأوزار العار والشنار، ولم يستطيعوا أن يعلنوا قضيتهم للناس، لأن الناس قد عرفت كذبهم ودجلهم، فابتدعوا طريقة جديدة لكي يواصلوا ضلالهم وإضلالهم للناس، إذ قاموا بطبع جريدة سموها (القائم) وأخذوا يدعون فيها للشيخ حيدر المشتت بصورة غير مباشرة، وقد ترك الشيخ حيدر مشتت إسمه ولقبه السابق (اليماني) حياءا من الناس ولقب نفسه (أبو عبد الله الحسين القحطاني) وأخذ يفسر القرآن في تلك الجريدة تفسيراً باطلاً يضحك الثكلى. فأقول للشيخ حيدر المشتت: إن هذا أكبر عار عليك إذ أنك كل فترة تغير إسمك ولقبك لكثرة فضائحك، ولكي لا تعرف الناس ماضيك الأسود المخزي، فإن إسمك الحقيقي هو حيدر المشتت المنشداوي، ثم غيرته إلى حيدر اليماني وبعد فضيحتك غيرته إلى أبو عبد الله الحسين القحطاني! والله أعلم ماذا ستسمي نفسك في المستقبل عندما ستفتضح مرة أخرى..
وبالحقيقة يا شيخ حيدر لو أنك قتلت ألف مرة ولو أنك مسخت ألف مرة لكان خيراً لك من هذا العار والشنار. انتهى.
أقول: بعد هذا، سكن الشيخ حيدر في العمارة وأسس مركزاً له ولأنصاره، واشتد صراعه مع شريكه أحمد إسماعيل الذي يسكن في التنومة قرب البصرة، ثم سمعنا بجهة مجهولة هاجمت مركزهم، واشتبكت معهم بالسلاح عدة مرات، ثم سمعنا بمقتل الشيخ حيد مشتت رمياً بالرصاص، عندما كان في سفرة له في بغداد في زيونة، وأن أتباعه اتهموا بدمه أحمد إسماعيل!
ملاحظة: يستعمل أحمد إسماعيل وتلاميذه كلمة (قسم) بدل (أقسم) وهو غلط. ولهم أغلاط في تركيب الجمل تدل على هبوط مستواهم العلمي حتى في العربية.
دعوة أحمد إسماعيل تأخذ شكل حركة سرية منظمة!
في السنوات الأربع الأخيرة نشط أحمد إسماعيل كاطع في الدعوة إلى نفسه، في البصرة والمناطق الجنوبية، وظهرت عليه وعلى جماعته آثار السعة المالية في حياتهم ونشاطهم الإعلامي، فأنشأ موقعاً على النت هو:
 http://www.almhdyoon.org

وأسس مراكز لدعوته في العراق والإمارات، وكان له نشاط حذر في قم، بواسطة بضعة نفر من الطلبة العراقيين بينهم مصري غليظ الذهن! وأخذ أتباعه يدعون إلى بيعته ويحاولون إقناع الناس بالمنامات والإستخارة، وينشرون بيانات إمامهم في محافظات العراق وخارجه، وينشرون كراريس إمامهم ويسمونها (كتباً) وهي أوراق سفسطة لا أكثر!
وقد سألت عنهم بعد أن ثار أتباع أحمد اسماعيل في البصرة، واشتبكوا لأيام مع قوات الحكومة العراقية في البصرة والناصرية وغيرها، وقامت بتصفية أكثرهم، وهرب إمامهم أحمد إسماعيل المسمي نفسه أحمد الحسن! فقالوا: إنهم اتصلوا بإمامهم ليذهبوا إلى العراق وينصروه، فأمرهم أن يبقوا في إيران ويعملوا فيها، لأن أرضية إيران لدعوتهم أحسن من العراق! فهم يجتمعون في قم ويسافرون لنشر دعوتهم في الأهواز وغيرها!
وذكر لي بعضهم أنهم لا يذكرون المراجع وكبار العلماء إلا بقولهم لعنه الله! لأنهم يعتبرون أنهم السبب في فشل دعوتهم! فلو استجابوا لهم وآمنوا لانتشرت دعوتهم في الناس!
ويقولون عن إمامهم أحمد إسماعيل إنه غاب ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنوات، ثم يظهر وينتصر! ويملأ الأرض عدلاً!
قناة الكوثر، والصرخي، وأحمد اسماعيل
كان الشيخ الكوراني يقدم برنامجاً مباشراً من قناة سحر الفضائية كل يوم جمعة، وكان لا يمر برنامج إلا ويتصل به جماعة أحمد إسماعيل، يطرحون مسألة اليماني وأنه يظهر من العراق وليس اليمن! أو يطرحون شبهات يحاولون أن يستدلوا بها على صحة دعوى صاحبهم! وكان بعضهم شرساً يقول: نحن نحتج عليك بما ذكرته في كتبك، فقد ذكرت في عصر الظهور رواية أن اليماني الموعود ليس يمنياً بل له نسب في اليمن! فأجابه الشيخ الكوراني: نعم أنا ذكرت هذه الرواية لكني رددتها! فهل تحتج عليَّ بما رفضته؟!
أقول: الرواية في صحيح البخاري:4/155، و:8/105، قال:كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش، أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام خطيباً فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تُؤثر عن رسول الله فأولئك جهالكم! فإياكم والأماني التي تضل أهلها! فإني سمعت رسول الله يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه ما أقاموا الدين). انتهى.
وهذا يدلك على سيطرة القرشيين على رواية الحديث ومصادره، وأنهم انوا يمنعون رواية أي حديث يبشر بظهور قائد قحطاني، لأن ذلك يمس قيادة قريش للعرب والعالم! ولذلك صبَّ معاوية غضبه على عبدالله بن العاص ووبخه على المنبر وسماه جاهلاً، لأنه روى أنه سيكون مَلِكٌ من قحطان! وقحطان كل قبائل العرب ما عدا قريش! ولا بد أنه وبخه في قصره أكثر، واعتبره عديم الفهم والغيرة! وقد أثَّر فيه توبيخ معاوية فتاب ابن العاص توبة نصوحاً وجعل اليماني قرشياً! قال: يا معشر اليمن تقولون إن المنصور منكم، والذي نفسي بيده إنه لقرشي أبوه! (ابن حماد:1/120). كما روى ابن حماد/103، و109: ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن. فتشبث أتباع أحمد إسماعيل بهذه الرواية وقالوا للشيخ الكوراني أنت اعترفت بأن اليماني لايجب أن يكون من اليمن، فيكون من البصرة، وينطبق على إمامهم أحمد إسماعيل!
مع أن الرواية عن أهل البيت نصت على أن اليماني الموعود من اليمن، ففي كمال الدين للصدوق/ 328: وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام وخروج اليماني من اليمن. ومعجم أحاديث الإمام المهدي:3/242. وعن عبيد بن زرارة قال: ذكر عند أبي عبد الله السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولما يخرج كاسر عينيه بصنعاء؟. (معجم أحاديث الإمام المهدي:3/478).
وفي هذه المدة خصص الشيخ الكوراني برنامجاً في قناة الكوثر للرد على مزاعم أحمد إسماعيل، فلم يتصل أحد من أتباعه، لكن أحمد إسماعيل كتب في موقعه: وأضرب لك مثالاً من هذا الزور والكذب الذي تعرضت له أنا شخصياً، فقبل عدة أشهر وفي قناة الكوثر الفضائية الإيرانية وفي برنامج (المهدي الموعود) استضافوا الشيخ علي الكوراني وكانت الحلقة كلها تقريباً مخصصة للحديث عني وتشويه صورة الدعوة، ومن ضمن ما قاله الشيخ الكوراني: إن أحمد الحسن يقول إنه زوج أخته للإمام المهدي. وهو يعلم يقيناً أني لم أقل هذا ويعلم أنه يكذب، ولكنه لا يستحي من الكذب وقول الزور رغم كبر سنه والعمامة التي يضعها على رأسه! وقد كذب أحمد إسماعيل على الشيخ الكوراني فلم يقل ذلك عنه بل نقله على عهدة الرواة عن شخص غيره، زعم أنه زوج أخته للإمام المهدي عليه السلام وأقام وليمة للعرس! وقد تعرض باختصار لذكر الصرخي المسمى (الحسني) فقال إنه يدعي أنه سيد، والصرخيون ليس فيهم سادة، لكن هذا أمر يتبع وسائل الإثبات الشرعية، ويدعي المرجعية والأعلمية والإرتباط الخاص بالإمام المهدي أرواحنا فداه، وهذا لا يمكننا قبوله إلا بدليل ومعجزة.
وفي اليوم التالي للبرنامج قام جماعة الصرخي بمهاجمة القنصليتين الإيرانيتين في كربلاء والبصرة، وحاولوا إحراقهما احتجاجاً على المساس بمرجعهم السيد محمود الصرخي، من الشيخ علي الكوراني، في فضائية الكوثر الإيرانية!
وقد استغرب الناس هذا التصرف، وقال الشيخ الكوراني: إن هذا الأسلوب ليس أسلوب المراجع! وكان الأحرى بالصرخي أن يتصل بي ويوضح لي براءته مما اتهمته به، حتى أصحح في البرنامج الثاني وأعتذر منه على مرأى الناس إن كنت أسأت له! ثم إن المسيء باعتقادهم لبناني في فضائية إيرانية، فإن كان لا بد من الهجوم، فيينبغي أن يكون على السفارة اللبنانية وليس على القنصليات الإيرانية!
ثم قال الشيخ الكوراني: اتصلت بي فضائية العربية حول هجوم أنصار الصرخي على القنصليات الإيرانية في العراق بسبب كلامي، فوجدت أسئلتهم تصب الزيت على نار الصرخي فبرَّدت زيتهم، وأعدته اليهم سالماً! لأن القضية في الواقع ليست قضية الصرخي والمساس به في برنامج في قناة إيرانية، بل صراعٌ بريطاني أو أمريكي مع إيران على أرض العراق!

الفصل الثالث: طلبه من السيد القائد الخامنئي أن يسلمه إيران!

رسالته إلى السيد القائد وعدد من العلماء
نشر أحمد إسماعيل رسالة مفتوحة إلى السيد القائد الخامنئي مد ظله، (يأمره) فيها بأن يؤمن به ويسلمه حكم إيران، لأنه رسول المهدي!
وهذا نص رسالة ثانية له إلى السيد القائد الخامنئي وعدد من العلماء، عرَّف فيها بحركته: السلام على أهل لا اله إلا الله من أهل لا اله إلا الله، السلام على كل قلب وحد الله تعالى وأصبح بيتاً من بيوته. السلام على الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا تأخذهم في الله لومة لائم.
أما بعد إلى السيد علي الخامنئي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد القزويني في إيران السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى الشيخ عبد الحميد المهاجر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى الشيخ علي الكوراني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد مقتدى الصدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى السيد محمود الحسني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إلى من يهمه الأمر. أرجو منك قراءة رسالتي هذه والتدبر فيها جيداً، وأسال الله تعالى أن يلهمك الحق واتباعه ونصرته، فإنه تعالى هو دليل المتحيرين، ودليل من لا دليل له، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
لا يخفى عليك أننا الآن نعيش عصر الظهور المقدس، وقد تحققت كثير من العلامات وبقيت العلامات المحتومة، وكما تعلم أنها قريبة جداً عن القيام المقدس فأبعدها عن قيام الإمام المهدي (ع) بثمانية أشهر تقريباً، بل إن بعضها يحدث معاصراً للقيام المقدس أو متأخراً عنه، كالخسف بالبيداء.
ووردت أخبار كثير تبين وتؤكد على وجود حركة تمهيدية تسبق قيام الإمام المهدي (ع) وبعض هذه الحركات التمهيدية متصلة بالإمام الحجة (ع) مباشرة وهي جزء من ثورته العالمية، وهذا المعنى مستفاد من كثير من القرائن الموجودة في تلك الأخبار بل بعض الأخبار صرحت باتصال الإمام المهدي (ع) بكثير من أصحابه قبل قيامه المقدس لغرض التمهيد، وهذا موافق للقرآن والسيرة الإلهية في الدعوات الإلهية للأنبياء والرسل (ع)، لأنه وكما تعلم إن قيام الإمام المهدي (ع) نقمة وعذاب على المنحرفين فلا يعطيهم إلا السيف ولا يأخذ منهم إلا السيف، ولا يستتيب أحد، وهكذا أمر لابد أن يُسبق بإنذار لكي تتم الحجة على العباد ولكي لا يقولون: (رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(القصص: 47) ولا يقولون: (رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى) (طه:134).
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً...) وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(النساء: 165) وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان:27) وقال تعالى (أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف:63).
وقبل ثلاث سنوات أعلن السيد أحمد الحسن عن نفسه بأنه مرسل من الإمام المهدي (ع) لقيادة الأمة نحو نصرة الإمام المهدي (ع) والتمكين له ولمَّ شمل الأمة تحت راية واحدة. وأعلن دعوته هذه في أم القرى حالياً (النجف الأشرف) وفي وسط الحوزة العلمية، وعرض الكثير من الأدلة على صدق قضيته، وانه التقى بالإمام الحجة بن الحسن (ع) في عالم الشهادة وبعثه رسولاً عنه إلى الناس كافة، ومن تلك الأدلة ما يأتي:
1- تحدى جميع العلماء المكذبين له بالمناظرة في القرآن الكريم، وأن العلم الذي عنده ليس من تحصيله الخاص بل هو من تعليم الإمام المهدي (ع) وقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهله، والأخرى يقال هلك في أي وادٍ سلك. قلت: فكيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله). ولا توجد عظائم اعظم من القرآن الكريم، معجزة الرسول (ص) الخالدة.
2- أصدر تأويلاً للمتشابهات وصدر منه لحد الآن ثلاث حلقات بعنوان (أسرار الإمام المهدي (ع) المتشابهات) وتحدى الجميع بالرد على ما ورد في هذا الكتاب من إحكام للمتشابهات القرآنية والعقائدية. ولم يرد أحد على ذلك ومضت اكثر من سنة تقريباً ولا جواب!!!.
3- تحدى السيد أحمد الحسن كل من يكذبه بالمباهلة، ولم يجبه أحد من الذين كذبوه لذلك، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ). (آل عمران61-63).
4- دلت كثير من الأخبار على شخصية السيد أحمد الحسن، بان اسمه احمد ومن أهل البصرة وانه من ذرية الإمام المهدي (ع) وانه أول المؤمنين وأول الأنصار وأقربهم وانه وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين بعد الإمام المهدي (ع).
 عن الإمام علي (ع) قال: (سمعت الرسول محمد (ص) قال (أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة) عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله(ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص)، فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين (المقربين) له ثلاثة أسامي (أسامٍ) اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والإسم الثالث المهدي. وهو أول المؤمنين). بحار الأنوار:53 /147 والغيبة للطوسي/107.
· ما ذكره السيد حيدر الكاظمي في كتابه بشارة الإسلام عن سطيح الكاهن عندما يذكر بعض علامات قيام الإمام المهدي (ع) ثم يقول: (فعندها يظهر ابن المهدي).
· ما ذكره الشيخ المفيد قدس سره في الإرشاد عنهم (ع) (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات). وابن صاحب الوصيات لابد أن يكون ابن الإمام المهدي (ع) لأنه هو وارث وصايا الأئمة (ع) وهو المستحفظ من آل محمد (ص). ولا يوجد أحد ادعى أنه ابن الإمام المهدي (ع) أي من ذريته، وأنه أول المهديين ووصي الإمام المهدي (ع) غير السيد أحمد الحسن·.
أخرج ابن طاووس قدس سره عن الإمام علي (ع): (ويخرج قبله أي قبل الإمام، رجل من أهل بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر.
ومما يؤكد أنه هو المقصود بتلك الأخبار أو ببعضها، النقطة التالية والتي هي مؤيدات غيبية: أُيد السيد أحمد الحسن من جانب الغيب بمؤيدات كثيرة منها:
أ- أُيد بعالم المنام، فقد رأى عشرات المؤمنين مئات المنامات الصادقة بالأئمة الأطهار (ع)، أكد الأئمة (ع) في تلك المنامات على أن السيد أحمد الحسن مرسل من قبل الإمام المهدي (ع)، وقد طبع من تلك الرؤيات كتاب على شكل حلقات صدر منه لحد الآن جزءان بعنوان: (البلاغ المبين-الرؤيا حجة):
وبالنسبة إلى حجية الرؤيا فقد ثبت عن طريق قول المعصومين وفعلهم وتقريرهم أن الرؤيا الصادقة هي أحد طرق الهداية الإلهية إلى معرفة الحق، وخصوصاً إذا كانت الرؤيا بأحد المعصومين (ع)، لأن الشيطان لا يتمثل بهم،كما أشارت إلى ذلك عشرات الأخبار. راجع (دار السلام) للميرزا النوري قدس سره.
ب- أخبر السيد أحمد الحسن بعدة إخبارات غيبية لبعض المؤمنين، وقد تحققت في الواقع. سيصدر كتاب حول هذه الغيبيات.
ج- عشرات المؤمنين استخاروا الله تعالى على هذه القضية بالقرآن الكريم وخرجت الخيرة مؤيدة لصدق السيد أحمد الحسن.
عن رسول الله (ص): إستخر ولا تتخير، فكم من تخير أمراً كان هلاكه فيه).
عن الصادق (ع): من استخار الله مرة واحدة وهو راضٍ به خار الله له حتماً).
عن الصادق (ع): يقول الله عز وجل: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني). عن الصادق (ع): (من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلى لم يؤجر). وغير هذه الأدلة الكثير نتركها إلى مناسبات أخرى إن شاء الله تعالى.
فالذي أرجوه منك دراسة هذه القضية دراسة معمقة ومركزة، من باب: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. (وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ). (الصافات:24)، ومن باب أن المسؤولية ملقاة على عاتق العلماء والمتخصصين في قضية الإمام المهدي (ع).
وأحب أن أنبه إلى أن قضية السيد أحمد الحسن تعرضت إلى مواجهة وتكذيب من عدة جهات، سواء كانت علمائية أو سياسية أو اجتماعية، فهي غريبة في المجتمع كما وصفها رسول الله محمد (ص)، وألصقت كثير من التهم بشخصية السيد أحمد الحسن بدون تورع وبدون تثبت،كالسحر والجنون والعمالة لإسرائيل وغيرها من التهم الباطلة، التي تدل على عدم تورع وتدين قائليها، وإن هم إلا يخرصون. وهذا الموقف ليس غريباً بل هو سنة الله تعالى في الدعوات الإلهية، فإن هذه التهم لا تكاد تفارق نبي (نبياً) من الأنبياء (ع) فلماذا نذم الأمم المكذبة بالأنبياء والرسل ونحن نعمل عملهم؟!
عن أبي عبد الله (ع): (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب (المشرق والمغرب) قلت له: لما ذلك؟ قال (ع): مما يلقون من بني هاشم). وعنه (ع): (فإذا هو نشرها، فلم يبقَ في المشرق والمغرب أحد إلا لعنها).
وورد أيضاً إن أمره يظهر في شبهة لكي يستبين. وتواترت الروايات على أنه لا يبقى من الشيعة بعد الغربلة والتمحيص إلا كالملح في الزاد أو كالكحل في العين.
ورغم كل هذا العداء والحملة الإعلامية الضخمة المضادة للسيد أحمد الحسن ولمدة ثلاث سنوات، وبالرغم من قلة عدد أنصاره وأنه صفر اليدين من الإمكانيات المادية، ثبتت قضيته وبكل قوة وصلابة، متصدية لدفع ورفع كل الشبهات التي أُثيرت ضد هذه القضية الحقة المؤيدة من جانب الغيب، ومارس السيد أحمد الحسن وأنصاره دورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن القرآن والعترة الأطهار، وفضح أئمة الكفر والضلال، وبدون أي مداهنة وبالدليل الواضح والبرهان الجلي. والحمد لله تعالى، القضية تزداد سعة يوم بعد يوم، وتزداد وضوحاً وتحدياً لكل من واجهها بالتكذيب مجرداً عن الدليل. قال تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ). (يونس:39).
ولو كان السيد احمد الحسن كاذباً (وحاشاه) لما أُيد بتلك المؤيدات الغيبية، ولما استمر كل هذه الفترة، ولما آمنت به تلك الثلة المؤمنة بكشف وشهود وتعريف إلهي، كما وصفوا في بعض الأخبار.
قال تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة:44-46) وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ). (يونس:69) وقال تعالى: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ). (سبأ:49). وعن الإمام الصادق (ع): إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على محمد وآل محمد.
أنصار الإمام المهدي مكن الله له في الأرض
3/ربيع الأول/1426هـ. ق
ملاحظة:- إن شئت الإطلاع على القضية إكثر فتوجد تقريباً (20) إصدار صدرت من أنصار الإمام المهدي (ع) بين كتاب وكتيب، وبيانات كثيرة ولقاءات مصورة، ومناظرات مع بعض رموز أو جهات الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
عن الإمام الصادق (ع): (رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام).
المرسل الشيخ ناظم العقيلي
النجف الاشرف -1/ ربيع الأول/ 1426 هـ.ق
أقول: هذه الرسالة ورسائله المشابهة للمراجع والعلماء، تتضمن كل علمه! وتدل على غروره وطموحاته الجنونية، وعندما يهملون رسائله ولا يجيبونه لأن رسائله تكشف عن ضحالته العلمية والعقلية! يعتبر ذلك عجزاً منهم، أو إقراراً منهم ببدعته!
رد ما افتراه على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
1. لم يذكر أي تاريخ لولادته ولا دراسته وتخرجه من كلية الهندسة! ولا تاريخ دخوله الحوزة، وكم أمضى فيها وعند من درس فيها، وهل يحمل حتى ورقة صغيرة من أستاذ معروف يقول إن فلاناً درس عندي كتاب نحو، أو فقه! وهذا يدل على أنه حافٍ من العلم ومتسلق! ويكفي ما تراه من جهله بالعربية في كتاباته!
2. يزعم أنه رأى الإمام المهدي عليه السلام في المنام في عهد صدام، فأمره بالذهاب إلى الحوزة، ثم أرسله لإصلاحها! وقد كان موظفو المخابرات الذين أدخلهم صدام في الحوزة وعممهم، يتكلمون يومها عن فساد الحوزة ووجوب إصلاحها!
3. يدعي أنه أصلح الحوزة العلمية في النجف، قال: وذلك لأن الحوزة لا يدرَّس فيها القرآن، فدرَّس القرآن فيها!
ولم يذكر لنا حضرته إسم طالب واحد درسه القرآن، أو إسم رجل عادي علمه قراءة القرآن أو ترتيله! وقد تعلم هذه التهمة للحوزة العلمية في النجف وقم، من الوهابيين، لأن معاهد الوهابيين وجامعاتهم الدينية سطحية، تتلخص الدراسة فيها بتعليم الطالب قراءة القرآن وفتاوى ابن تيمية وتكفير المسلمين! وليس فيها تعمق في اللغة العربية، لا في النحو ولا في المعاني والبيان، ومن سطحيتهم في اللغة أنهم إلى الآن لا يفهمون الحقيقة والمجاز، وينكرون وجود المجاز في القرآن! وليس في مناهجهم دراسة أي كتاب في أصول الفقه، ولا في المنطق ولا الفلسفة، ولا يهتمون بدراية الحديث ومحاكمة الأدلة النقلية، ولا بالتعمق في الأدلة العقلية! فترى الطالب منهم يتخرج من معاهدهم وجامعاتهم لا عقل ولا نقل وكأنه شريط مسجل لتلاوة القرآن وفتاوى ابن تيمية، ويسمونه: عالماً ودكتوراً!
ثم تراهم يهاجمون مناهج حوزاتنا، لأنا لا ندرس فيها قراءة القرآن وترتيله! فهذه مرحلة ما قبل الحوزة، ومناهج الحوزة للتعمق في أدبيات وعقليات علوم القرآن والحديث والفقه وأصول الفقه، وكلها بحوث تقوم على القرآن والسنة.
وهم وغيرهم يعرفون أن أصل مذهبنا قائم على القرآن والسنة، تطبيقاً لوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤكدة والمكررة:إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي!
إنهم يريدون تعميم سطحيتهم وتحويل حوزاتنا إلى مكاتب حفافيظ للقرآن والمتون، ولا يريدون مناهج التعمق والاجتهاد، أو لا يفهمون قيمتها!
إن تعليم قراءة القرآن وترتيله وتجويده وتحفيظه، أمور حسنة وضرورية، لكنها مرحلة من مقدمات الدخول في الحوزة، أو عمل من نشاط الحوزة في المجتمع، ولا يصح أن يكون بدل مناهج الحوزة التخصصية المعمقة. وقد أدرك ذلك الشيخ محمد عبده عندما تسلم مشيخة الأزهر، فعرَّفه بعضهم يوماً بطالب علم، ومدحه قائلاً: إنه يحفظ البخاري عن ظهر قلب! فأجابه الشيخ محمد عبده: الحمد لله، زادت عندنا نسخة في البلد! إنهم يريدون تحويل الحوزة من خط تخريج فضلاء ومجتهدين، إلى تخريج نسخ من القرآن والكافي، كما جعلوا معاهدهم تخرج نسخاً من القرآن ومنهاج السنة لابن تيمية الحراني!
4. أما ادعاؤه أنه نشر قضية الإمام المهدي في الحوزة، فهو كذب أيضاً، فغاية ما ادعاه الشراكة مع مشتت، وبعد سنوات ادعى أنه رسول المهدي وابنه!
وكذلك لا نعرف صدق قوله إنه وقف في وجه صدام عندما كتب القرآن بدمه، ولا أظنه تجرأ على مخالفة واحدة لصدام في شيء صغير! بل أظن أنه من المخبرين السريين الذين ضخَّهم صدام في حوزة النجف، وعممهم، وفرضهم عليها!
5. أما ما سماه الإصلاح الاقتصادي في الحوزة فقال: ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالب، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه! فقد حدثني بعض طلبة النجف أن حيدر مشتت وبعض الطلبة ذهبوا إلى مكتب السيد السيستاني مد ظله، يعترضون على قلة رواتبهم، وقد استمع اليهم نجله السيد محمد رضا ووعدهم خيراً. وقد يكون أحمد اسماعيل يومها في النجف فذهب معهم، ثم جعل نفسه رئيسهم، وجعل موضوعهم: إصلاح الفساد المالي في الحوزة! فواقع الأمر أن المرجعية من قديم تعطي لكل طالب في الحوزة راتباً قليلاً، وهو راتب رمزي، بسبب إمكاناتها المتواضعة. وهؤلاء المجموعة الذين منهم حيدر مشتت لم يكونوا طلبة، بل موظفين في مخابرات صدام فرضهم على الحوزة كطلبة، وكان المراجع مضطرين لإعطائهم رواتب كبقية الطلبة، لكنهم كانوا يطالبون بأكثر ويسمون ذلك: إصلاح الفساد المالي في الحوزة! لاحظ جرأة هذا المغرور العامي أحمد اسماعيل، وادعاءه أنه بقي في النجف شهرين أو بضعة شهور فتخرج من حوزتها، وبادر الإمام المهدي عليه السلام فأرسله لإصلاح فسادها، فقام بذلك على مختلف الأصعدة! صلوا على محمد وآل محمد!
6. زعم المغرور أحمد إسماعيل أنه ذهب إلى النجف للدراسة فرأى ضعف المناهج في الحوزة فقرر أن يدرس في بيته على نفسه! فقد أجاب على سؤال فقال: إسمي هو أحمد كنت أعيش في مدينة البصرة في جنوب العراق، وأكملت دراستي الأكاديمية وحصلت على شهادة بكلوريوس في الهندسة المدنية، ثم انتقلت إلى النجف الأشرف وسكنت فيها لغرض دراسة العلوم الدينية، وبعد اطلاعي على الحلقات الدراسية والمنهج الدراسي في حوزة النجف، وجدت أن التدريس متدني (متدنٍّ) (لا أقل بالنسبة لي أو بحسب رأيي) كما وجدت أن في المنهج خللاً كبيراً، فهم يدرسون اللغة العربية والمنطق والفلسفة وأصول الفقه وعلم الكلام (العقائد) والفقه (الأحكام الشرعية)، ولكنهم أبداً لا يدرسون القرآن الكريم أو السنة الشريفة (أحاديث الرسول محمد (ص) والأئمة (ع)) وكذا فإنهم لا يدرسون الأخلاق الإلهية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن. ولذا قررت الإعتزال في داري ودراسة علومهم بنفسي دون الإستعانة بأحد، فقط كنت معهم وأواصل بعضهم ويواصلوني. أما سبب التحاقي بالحوزة العلمية في النجف فهو أني رأيت رؤيا بالإمام المهدي وأمرني فيها أن أذهب إلى الحوزة العلمية في النجف، وأخبرني في الرؤيا بما سيحصل لي، وحدث بالفعل كل ما أخبرني به في الرؤيا.
6. ثم ادعى أحمد إسماعيل أنه درس على يد الإمام المهدي، فقد سأله صالح المياحي بتاريخ:4/ربيع الثاني/1426 هـ.ق. عن دراسته فكتب له:على يد من من العلماء المراجع درس حضرة السيد؟ فكتب له العقيلي ناطقه:درس السيد احمد الحسن على يد الإمام المهدي ولا دخل له بما درسه أو يدرسه المراجع! فهو عبارة عن ناقل عن الإمام المهدي ومبلغ وممهد له (ع).
ومن المؤكد أن (مهديه) الذي درَّسه لا يعرف النحو، ولا اللغة، ولا الإملاء، ولا أصول الفقه! لكثرة أخطاء تلميذه النابعة في ذلك.
حقد أحمد إسماعيل وأمثاله على مراجع الشيعة وعلمائهم
عندما ترى حقد أحمد إسماعيل على مراجع الشيعة وعلمائهم، تتذكر حقد الوهابيين، فهو واحد حتى في مفرداته وشتائمه، وفي أنه صار عقدة من مراجع الشيعة وكبار علمائهم، فتراهم لا يذكرون بينهم إسم مرجع أو عالم كبير إلا مع قولهم: لعنه الله، أو أخزاه الله! أو يصفونه بالمضل، وبالصنم الذي يعبده الناس! ولا يتورعون عن وصف زوجته وبناته وأولاده بأوصاف بذيئة!
والسبب عند هؤلاء وهؤلاء أن علماء الشيعة هم حصون الإسلام أمام دعواتهم المنحرفة، وأفكارهم الضالة، وهم يصرحون بأنه لولا مراجع الشيعة وعلماؤهم لنشروا دعوتهم في الجماهير! فمثل هؤلاء كمثل السارق الفاشل، يَصُبُّ غضب جامه على الحراس، ويقول لولاهم لكنت دخلت إلى الدار وأخذت كل ما فيها!
قال أحمد إسماعيل كاطع: هكذا الممهدون للدجال والسفياني من أئمة الضلالة يسعون جاهدين لمحاربة المعصوم (ع) بمحاربة أدلته بتهيئة الأذهان والنفوس والأرواح لرفض دليل جده المصطفى (ص). ولا يخفى على الجميع انقياد الناس نحو المرجعية، وربما أن المراجع وأذنابهم الضالين المضلين تعودوا وعودوا الناس على رفض أي دعوى تكشف زيفهم وكذبهم وخداعهم، بادعاء أن تلك الدعوة ليست من الفقه ولا من الأصول، وادعاء أن ذلك الدليل في العقائد ولا يجري في الفقه والأصول، وادعاء أن التقييم يحصل من أهل الخبرة من يدعو لصاحب الحق وادعاء أن صاحب الحق متوهم ولا تسأل عن دليل توهمه لأنك لا تفهم الدليل، وادعاء أن صاحب الحق لو كان على حق فإنه سينتصر، لأن ما كان لله ينمو، فعليكم تركه وحيداً في الساحة والانتظار، فإذا كان لله فسينمو، وإذا نما فسيقول لك أتركه فإنها مرجعية أو قيادة فاسدة، وإن قلت له: كيف وهو الإمام (ع)؟ فسيقولون لك: الأصل عدم كونه إماماً، أو نائباً للإمام...!
وقال أحمد إسماعيل: أنصح السيد السيستاني وهؤلاء الكتاب أن ينظروا بعين الإنصاف إلى هذه الدعوة اليمانية المباركة، وأن ينصفوا أنفسهم بالبحث عن الحق وأهله، وإلا فليعلم الجميع أن من يقف اليوم بالضد من هذه الحركة اليمانية المباركة سيلعنه التالون كما يلعن اليوم من وقف ضد رسول الله محمد بن عبد الله (ص). وقال:أنا العبد الفقير قليل العلم والعمل، لا أدعي أني أعلم من السيد السيستاني ولكن اطلعت على روايات أهل البيت وآراء العلماء الأعلام، فوجدت فتوى السيد السيستاني مخالفة لها تماماً... ومع الأسف كثير من الجهلة الحمقى يطبِّلون ويزمرون لهؤلاء العلماء غير العاملين... ويمنعون الماعون: وهؤلاء هم العلماء غير العاملين الذين فشلوا في انتظار الإمام المهدي، فهم لا يكتفون بتكذيبهم للإمام المهدي ووصيه ورسوله....
وقال: الشرك أنواع منها...الشرك الظاهر، وهو أيضاً أقسام منها الشرك الصريح في العقيدة كعبادة الأصنام والأوثان، وعبادة العلماء غير العاملين الضالين، وهم الأصنام التي لها لسان.
وقال: وعجيب أمر الناس فإذا كان الملوك يخافون على ملكهم الدنيوي الباطل وإذا كان العلماء غير العاملين يخافون على مناصبهم الدينية، فعلى ماذا يخاف الناس؟ هل يعقل أن إنسان (إنساناً) يسلم قياده إلى علماء الضلالة، كأنه دابة مربوطة يقودها صاحبها أينما يشاء! هل يعقل أن الإنسان يرضى أن يكون تابع (تابعاً) لأئمة الضلال حتى يردوه في الجحيم.
وسئل عن علاقته بالمراجع، فأجاب: كانت لا بأس بها أما الآن فمعظمهم يطالبون باعتقالي أو قتلي، وقد أفتى بعضهم علناً بهدر دمي كالحائري في إيران. وقال: أفتى أخيراً ثلاثة علماء فتاوى بتكذيب كل من يدعي أنه اليماني إلا بعد الصيحة، وسيتضح للقارئ وهن كلامهم ومخالفته لروايات أهل البيت، بل إن صدور هكذا كلام ممن يدَّعون المرجعية يعد طامة كبرى وداهية عظمى، ولم نكن نتوقع إنهم بهذا المستوى من الغفلة عن دراسة أو فهم روايات أهل البيت عليهم السلام.
ومن العجيب أن أحمد إسماعيل يستند في معاداته للمراجع إلى السيد محمد صادق الصدر فيقول: كان الصراع محتدماً بين أتباع الشهيد الصدر وأتباع باقي المراجع المكذبين للشهيد الصدر حتى وصل الأمر إلى التفسيق بل إلى التكفير، وبتوالي الأيام والأشهر والأعوام بدأ أتباع الشهيد الصدر يزدادون شيئاً فشيئاً حتى أصبحوا نداً قوياً لسائر الناس، ولكن يبقى أتباع المرجعيات المُكذِّبة والمُحارِبة أكثر عدداً وأوسع انتشارا ً، وذلك يعزى لعامل الدعاية الذي يؤثر سريعاً وخصوصاً في المجتمع العراقي. بعد استشهاد السيد الصدر انقسم أتباعه إلى سبعة أقسام أو أكثر، وهذه الأقسام بعضها انحرف عن نهج السيد الصدر بعد فترة قليلة، وأقروا بمشروعية سائر المراجع الذين حاربوا الشهيد الصدر في حياته وحتى بعد وفاته، وغضوا النظر عن كل ما قاله الشهيد الصدر عن هؤلاء العلماء، أو عن ما(عما) قاله العلماء في حق السيد الصدر، من تهم وافتراء.
ويقول عن التيار الصدري: واتخذ هؤلاء من اسم الشهيد الصدر دعاية يكسبون بها ولاء الناس، مما يدر عليهم الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة ويستلمون هذه الأموال بصفتهم الخليفة الشرعي للشهيد الصدر، وعلى أساس ذلك شيّدوا المكاتب والمدارس، وملأت صورهم الشوارع مقرونة بصورة الشهيد الصدر، والشهيد الصدر برئ منهم.
فليتق الله الشيخ اليعقوبي وغيره ممن يضلون الناس ويبعدونهم عن الحق، وليحذر عقوبة الله في الدنيا والآخرة... إن السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي يأمر الناس بأقواله باتباع القرآن والهدى. أما اليعقوبي وأمثاله فيأمرون الناس باتباع الهوى والرأي!
فيا حائري، لماذا هذه الحرب ضد الإمام المهدي، وبدون علم تكذب وصي ورسول الإمام المهدي! وبدون دليل! (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
وإن أنصار الإمام المهدي (ع) يدعونك للمناظرة العلمية العلنية وأمام الناس في المكان الذي تحدده أنت، لأننا نعرف أنك تخاف أن تدخل العراق، ونعرف رأي السيد الصدر بقوله فيك (جبان جبان) وهي مثبتة في كتاب السفير الخامس...
نقول للجميع وعلى رأسهم الحائري: راجع نفسك ولا تكون (تكن) شريح (شريحاً) القاضي في هذا الزمان، حيث أفتى بقتل الإمام الحسين (ع) ونكرر عليك المناظرة العلمية لإثبات حجة المحتج ولبيان الحق للناس، ولا تكذب وتهدر دم رجلٍ يقول ربي الله، وسيدي ومولاي محمد بن الحسن العسكري... وليس هذا بجديد عليك، فقد سبق وأن غدرت وخذلت (جيش المهدي) في قتالهم ضد الأمريكان، وعدم اعتبارك إياهم شهداء بقولك: (إنهم لا يقاتلون بأمرنا وإنهم لا يمثلون مكتبنا في النجف الأشرف)... وأما هدرك دماءنا فأقول إذا كانت عندك غيرةٌ على الإسلام فأصدر فتوى لقتل النواصب الذين يصولون ويجولون في العراق...وأنتم منشغلين بالمتعة وجمع الخمس، وتركتم الناس بين أيدي الأمريكان والماسونية العالمية...
واعلم إذا لم تنتهي (تنته) ومكتبك من ترويج هذه الفتوى بحق أنصار الإمام المهدي (ع)، فإن وقت الحساب قريب!

أنصار الإمام المهدي مكن الله له في الأرض 20/رجب/1426 هـ. ق

الفصل الرابع: حقده على العراقيين

يطلب من العراقيين أن يطيعوه، ويشتمهم!
أصدر بياناً كما في موقعه، قال فيه: فيا أهل العراق أن أبي قد أرسلني لأهل الأرض وبدأ بكم وبأم القرى النجف، وإني لمؤيد بجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وبملكوت السماوات... وإني اليوم أستنصركم كما أستنصركم جدي الحسين، فهل من ناصر ينصرنا؟ فإن خذلتمونا وغدرتم بنا، فقديماً فعل آباءكم وطالما صبر أبي وسأصبر حتى يأذن الرحمن في أمري،كما صبرت في العام الماضي عندما تركوني كمسلم بن عقيل وحيداً لا ناصر لي ولا معين إلا نفر قليل منهم... فمن قبلني بقبول الحق فاز وسعد في الدنيا والآخرة، ومن ردني فقد رد الحق وخسر الدنيا والآخرة.
يا من رضيتم بفعل آبائكم واتبعتم الشمر لعنه الله في زمانكم وشبث بن ربعي في دياركم، ولن ينفعكم الندم حينها يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء! ولن تجدوا إلا خسران الدنيا والآخرة، جزاءاً بما اقترفت أيديكم وألسنتكم، من الزور والبهتان والكذب والإفتراء والإتهامات الباطلة.
يا أهل العراق... ها قد ثبتت عليكم الحجة الحجة بالغةٌ دامغةٌ، على صدق دعوة السيد أحمد: (تحدث فزعة في الزوراء فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا إلى قردة وخنازير). فقال يريهم في أنفسهم المسخ. ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق وقوله (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لا بد منه).غيبة النعماني/269.
فيا شذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب وعصبة الإثم ومحرفي الكلم، وقتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء، لن يمكنكم الله من عنقي كما مكن أسلافكم من جدي الحسين فهذه هي النهاية، واليوم يوم الله الأكبر، وهذا نذير من النذر الأولى، وإنها لإحدى الكبر نذير(اً) للبشر! وسأعود لأبي محمد بن الحسن المهدي لأخبره بتكذيبكم إياي، وانتهاككم لحرمتي بالبهتان وقول الزور. وأخيراً محاولتكم لسجني وقتلي لا لشيء، فقط لأنكم تعلمون أن الحق الذي جئت به لن يبقي لباطلكم شيئاً، وإلا فها أنتم تصافحون من ينكر وجود الله كالشيوعيين ولا تنكرون عليهم بقول أو فعل.
يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء، ولن تجدوا إلا خسران الدنيا والآخرة جزاءاً بما اقترفت أيديكم وألسنتكم من الزور والبهتان والكذب والإفتراء والإتهامات الباطلة وسيأتيكم أبي غضبان أسفاً بما فعلتم بي وانتهكتم من حرمتي! وستعلمون حينها عندما لا ينفعكم العلم شيئاً على من اجترأتم، وأي حرمة لله ولمحمد ولعلي ولأولادهم انتهكتم! (يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إلى وَلا تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلا عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ).

بقية آل محمد الركن الشديد أحمد الحسن
وصي ورسول الإمام المهدي عليه السلام إلى الناس أجمعين
المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم
النجف الأشرف28 شوال/1424هـ.ق

وقال في بيان آخر: يا أهل العراق...ها قد ثبتت عليكم الحجة تلو الحجة. بالغةٌ دامغةٌ على صدق دعوة السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي والممهد الأول له، ويماني، وابن الإمام، وابنه وهو اول المؤمنين المذكور في روايات آل محمد... لأن أهل البيت لم يغادروا صغيرة ولا كبيرة إلا ذكروها في كلامهم في هذا الخصوص حتى مرض البواسير! وهو أحد علامات الإمام المهدي (يقصد نفسه)!. ومن أراد فليراجع بشارة الإسلام الباب الأول، ولكنكم تتجاهلون... يا قوم إني لكم ناصح أمين أن اتبعوا رسول الإمام المهدي السيد أحمد الحسن: (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
ملاحظات
1. نلاحظ فقدان هذا (الإمام) الفصاحة فضلاً عن البلاغة! وأن أخطاءه النحوية واللغوية والإملائية كثيرة، حتى في الآيات!
 كما أنه يكتب بعد التاريخ (هـ.ق) أي هجري قمري، مقابل (هـ.ش) أي هجري شمسي، وهذا تأثر بما يكتبه الإيرانيون أو الذين يكتبون لهم، تمييزاً لحساب الهجرة النبوية بالقمري، عن حسابها بالشمسي، كما تعارف أخيراً عند الإيرانيين.
2. خاطب شعب العراق بقوله: يا قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء... فيا شذاذ الأحزاب ونَبَذَة الكتاب وعصبة الإثم.. الخ. وهذا حقدٌ منه على من يرفض بدعته وضلالته، ويدل على عدم فهمه للتاريخ أو تعمده الباطل، وقد أخذ علمه من الوهابيين الذين يبرئون يزيداً وبني أمية من قتل الإمام الحسين ويقولون قتله شيعته أهل العراق! ويغمضون عيونهم عن مخاطبة الإمام الحسين لمن قاتلوه وقتلوه بقوله: يا شيعة آل أبي سفيان! فهم جيش يزيد في ذلك العصر، وفيهم من أهل الشام وأهل العراق والحجاز واليمن، أما شيعة علي وأهل البيت فكانوا قلة، لأن معاوية أبادهم في مدة عشرين سنة وطاردهم داخل العراق وخارجه، والذين بقوا منهم كانوا في السجون، وبعضهم استطاع أن يصل إلى كربلاء.
 والوهابيون لغرضهم ومرضهم، يجعلون خطاب الإمام الحسين لأسلافهم شيعة آل أبي سفيان، خطاباً لكل العراقيين في ذلك العصر، وكل عصر! وقد قلدهم أحمد الحسن! ولعله مقتنع بأفكارهم لكنه يظهر التشيع والإعتقاد بالإمام المهدي، لتحقيق هدفه وهدف من يموله!
3. ارتكب تزويراً وخيانة، فوصل نصين وجعلهما نصاً واحداً! والرواية في غيبة النعماني/277: سئل أبو جعفر(الباقر) عن تفسير قول الله عز وجل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)؟ فقال: يريهم في أنفسهم وفي الآفاق، وقوله: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لابد منه.
فهي عامة لكل الناس، وقد جعلها أحمد اسماعيل خاصة بأهل العراق وأهل الزوراء أي بغداد! بل يدل نصها في الكافي:8/381، على أنها آية عالمية لا تخص أهل العراق، فعن الإمام الصادق قال: يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق، قلت له: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)؟ قال: خروج القائم هو الحق من عند الله عز وجل.
فالآفاق في الآية آفاق السماء، وآفاق البلاد التي تخرج عن طاعة طغاة العالم!
والتزوير الذي ارتكبه أحمد اسماعيل أنه جاء بنص يتعلق بالزوراء لا هو رواية عن أهل البيت ولا وجود له في غيبة النعماني ولا غيرها، فوضعه قبل الرواية ليوهم أنه جزء منها، وليربط الرواية بأهل العراق وبغداد، وبالعلماء الذين أفتوا لهم بالإنتخابات والإستفتاء على الدستور! قال هذا المزوِّر بدون ذكر القائل ولا المصدر: (تحدث فزعة في الزوراء فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا إلى قردة وخنازير). ثم وصلها برواية غيبة النعماني والكافي! بينما هذا النص عن بغداد أثر وليس رواية، ذكره السيوطي في الدر المنثور:6/62:عن مالك بن دينار قال: بلغني أن ريحاً تكون في آخر الزمان وظلمة فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا. وتاريخ بغداد:13/182، وتاريخ دمشق:61/255، والملاحم والفتن/283، عن ابن عباس بدون سند، نقلاً عن فتن السليلي. فتبين لك أن هذا المدعي (فَبْرك) ذلك، وهو موقع بتوقيعه في موقعه! فهو يدل على أنه يزور في مدعياته! وسيأتي منه أشد من هذا!
وينبغي التنبيه على أني لم أجد أي رواية عن أهل البيت في خراب بغداد أو الزوراء! والمرجح عندي أن رواياته موضوعة من أتباع بني أمية، مقابل روايات أهل البيت عن تهديم الشام في عصر الإمام المهدي.
غضبه على العراقيين بسبب الإنتخابات!
عندما سقط صدام باحتلال أمريكا للعراق، وكانت الأمن والأمان مسيطراً طالبت المرجعية والزعماء السياسيون بإنتخابات للبرلمان، لأجل إنتاج سلطة بإرادة الشعب العراقي، فقامت قائمة الدول العربية خوفاً من مجيء الشيعة، لأنهم يعرفون أنهم أكثرية، وأقنعوا أوروبا والأمين العام للأمم المتحدة بتأخير الإنتخابات، وأثروا على أمريكا، فأخرت الإنتخابات سنة وأكثر!
وفي هذه المدة استطاع التكفيريون والصداميون أن يتحدوا ويشكلوا قوة إرهابية للضغط على الأمريكان لإعادة الحكم اليهم، وإبعاد الأكثرية الشعبية. كنت ترى في كل البلاد العربية، موجة دعاية وتهويل واسعة، ضد الإنتخابات في العراق، بحجة الحرص على إنتخابات شعبية حرة ونزيهة.
وكنت ترى استماتة الوهابيين ومن يؤثرون عليهم لاستنكار الإنتخابات والتحذير منها، بحجج دينية! منها أن الإنتخابات من أصلها حرام، أو أنها حرام في ظل الإحتلال، فيجب إنهاء الإحتلال قبل أي إنتخابات وقبل تشكيل أي سلطة!.الخ.
وعملاً بتوجيه مموليه، قام أحمد اسماعيل بكل ما يمكنه ضد الإنتخابات! فقد نشر في موقعه: بيان للإمام المهدي في أن لا شرعية للإنتخابات. قال فيه:
إن العلماء الذين أفتوا بشرعية الإنتخابات هم في الواقع ليسوا علماء أمناء، لجهلهم أو لتجاهلهم لهذا الخبر وأمثاله!! إن الناس تحملوا إثم خروجهم على إمامهم (أحمد اسماعيل) وهم جاهلون غافلون، فهم ذهبوا إلى الإنتخابات استناداً إلى فتاوى مراجعهم الذين ظنوا أنهم لا يدخلونهم في باطل ولا يخرجونهم من حق، وإذا بالمراجع يوردوا (ن) الأمة موارد الهلكة ويدخلوها (نها) في سخط الله وغضبه، ويخرجوها (نها) من سعة رحمته، وذلك من خلال استخفافهم بالناس حيث دعوهم إلى هذه الفتنة من دون دليل شرعي من قرآن أو عترة طاهرة! لقد منع أولئك العلماء غير العاملين صوت الإمام أن يصل إلى الناس، وشغلوا الناس بصراخهم وضجيجهم! والحق أقول لكم أيها الناس: إن علماءكم غرروا بكم وأضلوكم السبيل وخبطوا بكم خبط عشواء مثلهم كمثل حاطب ليل، فإذا كانت إنتخاباتكم هذه شرعية وصحيحة كما تزعمون فلماذا تنكرون على أبي بكر وعمر وعثمان بيعة الناس لهم؟ولماذا تنكرون على أتباعهم التحزب لهم والتسليم لهم بالبيعة؟! وهم لم يفعلوا أكثر مما فعلتم! ولم يفتوا خلاف ما أفتيتم! بل إن فتواكم هي عين فتواهم! لا تنه عن خلق وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ!
لقد استندتم في مذهبكم إلى رفض خلافة المشايخ الثلاثة، كونها خلافة مخالفة للشرع، على الرغم من بيعة الناس لهم، وكانت حجتكم في ذلك القرآن والعترة الطاهرة، وكنتم على صواب من أمركم، فما لكم اليوم تنقضون حجتكم بأيديكم! فما حدا (عدا) مما بدا، حتى تنقلبوا على القرآن والعترة الطاهرة، لتشرعوا لإنتخابات بنيتم مذهبكم على نقيضها؟!.
ثم وقف أحمد اسماعيل ضد الإستفتاء على الدستور العراقي، وقال في بيان في موقعه: فالإمام ظاهر برسوله الخاص السيد أحمد الحسن، الذي مضى على إرساله ما يربو على ثلاث سنوات، أما من أنكر أدلة السيد أحمد الحسن فهو أحد صنفين: إما أن يكون جاهلاً ويقع عليه الإنطباق في الآية الكريمة: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ). وإما أن يكون معانداً منافقاً يضمر ما لا يظهر. (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً). إن الناس تحملوا إثم خروجهم على إمامهم وهم جاهلون غافلون، فهم ذهبوا إلى الإنتخابات استناداً إلى فتاوى مراجعهم الذين ظنوا أنهم لا يدخلونهم في باطل ولا يخرجونهم من حق، وإذا بالمراجع يوردوا (ن) الأمة موارد الهلكة ويدخلوها (نها) في سخط الله وغضبه ويخرجوها (نها) من سعة رحمته! وذلك من خلال استخفافهم بالناس حيث دعوهم إلى هذه الفتنة من دون دليل شرعي من قرآن أو عترة طاهرة! وها هم فقهاؤكم أيها الناس يسحبونكم مرة أخرى إلى مهاوي جهنم بمنزلق جديد وهو منزلق الدستور الذي راحت تخطه أيد لاحظ لها في دين ولا في آخرة وكأنها تريد طعن إمامكم الحجة المنتظر مرة أخرى بعد طعنة الإنتخابات، وهذه المرة ستنحيكم عن القرآن بالدستور، مثلما نحتكم بالأمس عن الإمام بحكومة منتخبة مستوردة.
ملاحظة
لم يدرك أحمد إسماعيل أن الفرق كبير بين حالة وجود نص نبوي، وبين حالة العراق في عصرنا. فنحن تمسكنا بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بالخلافة، ورفضنا مسارعة بضعة نفر ومحاولتهم فرض بيعة أبي بكر بالقوة، بدون مشورة المسلمين!
فأين الإنتخاب في بيعة أبي بكر، ولم يعرف المسلمون بالأمر، بل كانوا مشغولين بجنازة النبي فتفاجؤوا بأن أربعة أشخاص بايعوه، وأن الطلقاء أخذوا يجبرون الناس على بيعته بالسيف؟! وأين الإنتخابات في خلافة عمر، وقد تسلمها بوصية من أبي بكر؟ وأين الإنتخابات في خلافة عثمان، وقد عين عمر لجنة من ستة، وجعل حق النقض فيهم لصهر عثمان عبد الرحمن بن عوف، فَصَفَقَ على يد عثمان؟! فلم يدرك هذا الجاهل أن الحكم الشرعي يختلف بين وجود النص من نبي أو إمام معصوم وعدمه، وبين حضور المعصوم وغيابه. وأن نظام الحكم في زمن الغيبة مسألة اجتهادية، فقد يرى المرجع وجوب تطبيق ولاية الفقيه بولاية فردية كالمعصوم، وقد يرى أن يختار الناس برلمانهم وحكومتهم ويكون دور المرجع وعلماء الدين الإشراف والتوجيه. وقد يرى المرجع وجوب التركيب بين ولاية الفقيه والإنتخاب،كما هو الحال في إيران.
لا أظن أن أحمد إسماعيل قرأ كتاباً في أصول الفقه والإجتهاد، ولا أظنه يفهمه إن قرأه، بل هو لا يريد أن يفهم إلا كبرياءه وادعاءه بأنه يجب على جميع الناس في العالم أن يطيعوه ويخضعوا له! لاحظ قوله: وأتحدى علماء جميع طوائف المسلمين شيعة وسنة، وعلماء النصارى واليهود، بأني مرسل بالنسبة للمسلمين من المهدي، وبالنسبة للنصارى من عيسى، وبالنسبة لليهود من إيليا، ومستعد لمناظرة كل أصحاب كتاب بكتابهم، وأنا العبد المسكين الجاهل أعلم منهم بالقرآن وبالإنجيل وبالتوراة وبمواضع التحريف فيها، بما آتاني الله من علم، بل لا طاقة لهم على رد ما آتاني الله من علمه، بل إني على يقين إن من طلب الحق منهم (كذا). وأما من أبى وكفر طلباً للدنيا العفنة فإني أباهله في نفس المجلس: ليحيا من يحيا على بينة ويموت من يموت على بينة. انتهى. لاحظ أنه لم يحفظ الآية، ولا يعرف إملاءها، وهي قوله تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).

الفصل الخامس: الأدلة التي زوَّرها ولفَّقها ابن كاطع!

روايات حرف معناها، وروايات حرف في نصها
قال الكذاب أحمد بن إسماعيل بن كاطع: لقد أسفر الصبح لذي عينين، وظهر أمر قائم آل محمد كالشمس في رائعة النهار، لا لبس فيه لكل طالب حق، وجاءكم يا علماء الشيعة من تعرفونه كما تعرفون أبناءكم ولا يخفى عليكم أمره! بالروايات الصحيحة عن الصادقين. فهل تنكرون على علماء اليهود والنصارى أنهم لم يتبعوا محمد (اً) لأنه ذكر في كتبهم باسمه وصفته، وأنه يخرج من فاران وتحتجون عليهم بذلك! إذن فارجعوا إلى كتبكم وحاسبوا أنفسكم! لقد بشركم بي جدي رسول الله وذكرني في وصيته باسمي وصفتي، ووصلت لكم هذه الوصية بسند صحيح، وذكرها علماء الشيعة في كتبهم، وبما وصى رسول الله وهو على فراش الموت، أو ليس بأهم شي! فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الاثني عشر، وبي وبأبنائي الإثني عشر:
1و2و3: عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه م ح م د، المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسام: إسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والإسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين). بحار الأنوار:53/145 والغيبة للطوسي/150.
عن الصادق (ع) أنه قال: (إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع). بحار الأنوار: 53/148، والبرهان:3/310، والغيبة للطوسي/385.
في البحار: (قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) يا ابن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال يكون من بعد القائم اثنا عشر إماماً، فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). البحار:53 /145، وكمال الدين:2/358.
4 -7: (عن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل: (فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال). بشارة الإسلام/ 148. عن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم: ومن البصرة حمد...). بشارة الإسلام/181. عن الإمام الباقر (ع):أنه قال: للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد. كمال الدين:2/653. عن الباقر (ع): مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر. إلزام الناصب:1/417.
أخبروكم (أخبركم) أهل البيت (ع) باسمي ومسكني وصفتي، فهل خفيت عليكم؟ ولكن: (يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ). (هود: 28).
ولقد دفع أسلافكم آبائي عن حقهم وقالوا في أمير المؤمنين علي (ع) إنه حريص على الملك، لأنه طالب بحقه وسخروا منه حتى ملؤوا كبده قيحاً، وقال لهم: مالعلي وملك لا يبقى، وأقول لكم: مالي وملك لا يبقى، ولكني مأمور وسأصبر كما صبر (ع) حتى يأذن الرحمن في أمري. لقد بالغ آبائي الصالحين (ع) في الأخبار عن أبي الإمام محمد بن الحسن المهدي وعني ولم ينسوني من دعائهم بفضل من الله علي:
5- قال الإمام الرضا (ع) في دعاء: اللهم ادفع عن وليك. اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته). مفاتيح الجنان/618.
فإن تنكروني فأنا ابن الحسن سبط النبي المرتهن. الويل لمن ناواني، واللعنة على من عاداني، أنصاري خير أنصار تفتخر الأرض بسيرهم عليها، وتحفهم الملائكة، وأول فوج يدخل الجنة يوم القيامة هم، والله العلي العظيم.
وأقسم بيس وطه والمحكمات وبكهيعص وحمعسق، وبالقسم العظيم آلم، إنهم الفرقة الناجية، وهم أمة محمد (ص) حقاً وصدقاً، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، لأنهم يقرون بحاكمية الله في أرضه دون من سواهم. لا تجرفهم الفتن لأنهم محصوا وغربلوا حتى خرجت المدرة من حب الحصيد، هم رهبان في الليل أسود في النهار، مجاهدون شجعان لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرون أكل خبز الشعير والنوم على المزابل كثير(اً) مع سلامة الدين، ويرون الموت في حب آل محمد (ع) أحلى من الشهد. فطوبى لهم وحسن مآب.
أما بعد فيا شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) بحسب ما تدعون، لقد قامت عليكم الحجة البالغة التامة من الله سبحانه وتعالى بي وبأني الصراط المستقيم إلى جنات النعيم! فمن سار معي نجا ومن تخلف عني هلك وهوى!
وهذا هو الإنذار الأخير لكم من الله ومن الإمام المهدي (ع) وما بعده إلا آية العذاب والخزي في هذه الحياة الدنيا، وفي الآخرة جهنم يصلونها وبئس المهاد لمن لم يلتحق بهذه الدعوة. اللهم أنت قلت: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ). وأنا المضطر وابن السبيل واليتيم والمسكين، فأجبني بفضلك ورحمتك وعطائك الابتداء يا مجيب دعوة المضطرين. ربي أستنصرك على عدوك وعدوي فانصرني إنه لا قوة إلا بك أنت سبحانك. وأعلن بأسم الإمام محمد بن الحسن المهدي أن: كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الإمام المهدي بعد13رجب1425هـ ق فهو خارج من ولاية علي بن أبي طالب وهو بهذا إلى جهنم وبئس الورد المورود وكل أعماله العبادية باطلة جملة وتفصيلاً فلا حج ولا صلاة ولا صوم ولا زكاة بلا ولاية.

وصي ورسول الإمام المهدي (ع) إلى الناس كافة
أحمد الحسن- 13/6/1425 هـ. ق.). انتهى.

ملاحظات عامة
لاحظت أخطاءه النحوية واللغوية، مما يدل على فقدانه العصمة التي يدعيها، وفقدانه حتى الدراسة الأولية! كما لاحظت في كلامه القسوة وعنف البادية، ومسارعته إلى تخوين العلماء لأنهم لم يؤمنوا به، وقد سماهم غير العاملين، أما هو ومن شاكله فهم علماء عاملون، ونتيجة لعمله في الجهاد والإصلاح، اكتشف بعد ثلاثين سنة أنه ابن الإمام المهدي فأخبره أنه أبوه وأرسله مصلحاً للعالم قبله، حتى إذا جاء وقت ظهور المهدي يكون ابنه قد أنجز عمله وملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ووفر عليه الجهد والجهاد ولم يبق معنى لظهوره إلا التفرج على عمل ابنه!
كما أنه يزعم أنه مبعوث للعالمين، لكن خطابه محصور بالشيعة ولا يخاطب السنة، ولا يتكلم على علمائهم أبداً. وهذا يكشف أن مهمته داخل الشيعة فقط وهو يقسو عليهم لأنهم لا يؤمنون به! ويخاطبهم بما يثير حفيظتهم، فينفيهم عن ولاية أمير المؤمنين إن لم يؤمنوا به، ويتوعدهم بنار جهنم، مع أنه لم يأتهم بمعجزة ولا آية بينة، إلا مناماته ومنامات أتباعه!
كما نلاحظ أنه لا يقدم تصوراً متكاملاً من أحاديث النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولا يتعرض لما أجمع عليه المسلمون من أحاديث، بل ينتقي روايات ونصوصاً ويسردها بدون تمحيص ولا تحقيق ولا دراسة لأسانيدها، ولا بيان لوجه دلالتها على مدعاه.
بطلان استدلاله برواية الوصية
طبَّل المبتدع وأتباعه كثيراً برواية الوصية وأنها تنص على أحمد إسماعيل!
ونصها من كتاب الغيبة للطوسي/150، ومختصر البصائر/39: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثَبَّتَّهَا لقيتْني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لا تراني ولا أراها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً. فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامٍ إسم كإسمي واسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين.
ولم يذكر المدعي وجه الإستدلال بها، لكن غرضه الفقرة الأخيرة منها وهي التي تأمر الإمام الثاني عشر بأن يسلم الوصية أو الإمامة عندما تحضره الوفاة إلى (ابنه أول المقربين) الذي له ثلاثة أسماء أو أربعة، أحدها أحمد! وقد فسرها أحمد إسماعيل بنفسه لأن إسمه أحمد! وهذه هرطقة مضحكة! لأن الرواية إن صحت فهي تأمر الإمام المهدي بعد ظهوره وإقامته دولة العدل الإلهي، إذا حضرته الوفاة أن يسلمها إلى ابنه! فزمن الرواية وتسليم الوصية أو الإمامة يومذاك وليس زماننا! فكيف يجعلها هذا المزيف لزماننا، ويجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي سيتسلم الإمامة من أبيه بعد حكمه وعند احتضاره؟!
فلا الزمان ينطبق على زماننا، ولا الشخص الذي تأمر الوصية المهدي أن يسلمه إياها، ينطبق على أحمد بن إسماعيل!
لكن هذا المزيف يطوى الزمان، ويطوى الأنساب، ويقول أنا جدي الإمام المهدي، ثم يقول انا ابن الإمام المهدي الذي سيرثه بعد أن يظهر ويحكم العالم وقد سلمني الإمامة من الآن وأرسلني اليكم فأطيعوني! أليست هذه الهرطقة بعينها!
ثم لو صحت الرواية، فإن الأمر فيها للإمام أن يسلم الإمامة لابنه، أي المباشر وقد اعترف أحمد إسماعيل بأنه ليس الإبن المباشر للإمام المهدي! فقد سأله صالح المياحي بتاريخ: 4/ربيع الثاني/1426 هـ.ق. عن ادعائه بأنه ابن الإمام المهدي: هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى، وما اسم أمه أي أم السيد، ومن أي مكان هي)؟
فأجابه ناطقه ناظم العقيلي: إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي (ع) وليس من صلبه مباشرة. وقد أثبت زواج الإمام المهدي (ع) وذريته في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) فالولد يطلق تارة ويراد منه الولد الصلبي المباشر ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية. انتهى. وانتهى الأمر وبطل تشبثه بهذه الرواية للوصية على فرض صحتها. وقد أشكل عليه بذلك شريكه في البدعة حيدر مشتت، وسيأتي كلامه من كتاب السامري للعقيلي.
على أن سند الرواية لايتم على مباني علماء الجرح والتعديل، فقد قال عنها الحر العاملي: وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة.. (الإيقاظ من الهجعة/362). ففيها مجهولون لم يوثقهم أحد من علماء الرجال، مثل: علي بن سنان الموصلي، وأحمد بن محمد بن الخليل، وجعفر بن أحمد البصري.
بطلان استدلاله برواية الإثني عشر من أبناء المهدي عليه السلام
استدل أحمد إسماعيل لبدعته بأحاديث أنه يحكم بعد المهدي اثناعشر مهدياً، فادعى أنه ابن الإمام المهدي الذي يحكم بعده، وقد أرسله قبله!
أقول: نعم صح عندنا عن أهل البيت أن الذي يتولى مراسم دفن الإمام المهدي هو الحسين وأنه أول من يرجع من الأئمة ويحكم بعد المهدي عليه السلام حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر، وأنه يحكم بعده اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين، وقد يكونون من ولد المهدي.
ومن تلك الأحاديث: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي، وإن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً. (مختصر البصائر/24، بسند صحيح عن الصادق).
ومنها: عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد: يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً؟ فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً ولم يقل إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا. (كمال الدين/358، بسند موثق). وقال المفيد: ليس بعد دولة القائم لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله. (الإرشاد:2/387).
راجع في الموضوع في: الأصول الستة عشر/91، وكمال الدين/335، ومختصر البصائر/38 و158، وشرح الأخبار:3/400، ومعجم أحاديث الإمام المهدي:3/332، و:4/87، و:5 /240، و475. والصراط المستقيم:2/152.
وينبغي الإلفات إلى أن القدر المتيقن أن هؤلاء الإثنا عشر ليسوا أئمة، بل من شيعة الأئمة ومن ذرية الحسين ويظهر عندي أنهم من أبناء المهدي وبعض علمائنا يرى أن كونهم من أولاده خبر آحاد، كالمفيد. (الإرشاد:2/387).
أقول:كل هذه الأحاديث تنص على أن هؤلاء المهديين يكونون بعد الإمام المهدي لا قبله، لكن أحمد إسماعيل يكابر ويزوِّر ويقول إنهم من أولاد المهدي وأنا أولهم، وأنا قبل الإمام المهدي!
بطلان استدلاله بروايتين عن أصحاب المهدي
ذكر أحمد إسماعيل في بيانه (4 -7) روايتين عن أصحاب الإمام المهدي، الأولى: عن أمير المؤمنين فيها: ألا وإن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال). والثانية: عن الإمام الصادق عليه السلام فيها: ومن البصرة حمد.
ومن جهالة المبتدع وضعفه العلمي أنه لم يعرف مصدر الروايات الأصلي فنقلهما عن كتاب معاصر هو بشارة الإسلام/148، و181، ومؤلفه السيد حيدر الكاظمي متوفى1336.
وقد أوردها في المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي /381، تحت عنوان: أحاديث لم يثبت سندها تُسَمِّي أصحابه وبلدانهم وهي أربع روايات ثلاثة منها في دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الشيعي برقم 526و527و527، والرابعة في الملاحم والفتن لابن طاووس، نقلاً عن فتن السليلي. وكلها تتحدث عن أصحاب الإمام المهدي الثلاث مئة وثلاثة عشر، الذين يكون معه لا قبله!
أما أولى روايات دلائل الإمامة/311، وفي طبعة/554، فليس فيها ذكر للبصرة ولا لأحمد! وفيها: هذا ما أملاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين وأودعه إياه من تسمية أصحاب المهدي وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم، السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس...الخ.
والرواية الثانية في دلائل الإمامة أيضاً/ 307، وطبعة/562، جاء فيها: ومن حلوان رجلان، ومن البصرة ثلاثة رجال، وأصحاب الكهف وهم سبعة.
ولا يمكن لأحمد إسماعيل أن يدعي أنه هو أحد الرجال الثلاثة، لأن وقتهم مع ظهور الإمام! على أن سندها فيه ضعاف ومجهولون، وهو: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيدالله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال حدثنا محمد بن زياد، عن أبي عبد الله الخراساني قال حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: قلت له: جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم...الخ.
والرواية الثالثة في دلائل الإمامة/566، فيها: ومن البصرة: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، وأحمد بن مليح، وحماد بن جابر، وأصحاب الكهف سبعة نفر.
فلو صحت الرواية فالمذكور فيها هم: أحمد بن مليح وزميلاه ابن سعد وابن جابر وهم يظهرون مع الإمام، ولا ينطبق أحد منهم على هذا المدعي لأنه أحمد إسماعيل بن كاطع، وهو يدعي أنه ابن الإمام المهدي!
على أن سند الرواية غير تام أيضاً، لأنه نفس السند الأول: قال الطبري:وبالإسناد الأول أن الصادق سمى أصحاب القائم لأبي بصير فيما بعد فقال....
وأما الرواية الرابعة في ملاحم ابن طاووس/145، وطبعة/288، فقد نقلها من كتاب الفتن للسليلي الحساني قال: حدثنا الحسن بن علي المالكي قال: حدثنا أبو النضر عن ابن حميد الرافعي قال: حدثنا محمد بن الهيثم البصري قال: حدثنا سليمان بن عثمان النخعي قال: حدثنا سعيد بن طارق، عن سلمة بن أنس، عن الإصبع بن نباتة قال: خطب أمير المؤمنين علي خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم، فقال له أبو خالد الحلبي: صفه لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي:ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخلقاً وحسناً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا أدلكم على رجاله وعددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة، وجعل علي يعدد رجال المهدي والناس يكتبون، فقال: رجلان من البصرة ورجل من الأهواز، ورجل من عسكر مكرم، ورجل من مدينة تستر....
وفي آخرها: أحصاهم لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر، يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقل مما يتم الرجل عشاءه، عند بيت الله الحرام... كأني أنظر إليهم والزي واحد، والقد واحد، والحسن واحد والجمال واحد واللباس واحد، كأنما يطلبون شيئاً ضاع منهم.
فهي لو صح سندها تتحدث عن أصحاب المهدي عليه السلام الذين يظهرون معه لا قبله فلا يمكن للمبتدع أن يستدل بها! على أن سندها فيه عدة مجاهيل وضعاف.
بطلان استدلاله برواية: للقائم إسمان، ورواية: بوجهه أثر!
قال أحمد إسماعيل كاطع: عن الإمام الباقر (ع): أنه قال: (للقائم إسمان إسم يخفى وإسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمد). كمال الدين:2/653. عن الباقر (ع): (مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر). (إلزام الناصب:1/417).
أقول: يبدو أن هذا المبتدع يدعي أنه هو المهدي، بحجةأن إسمه أحمد، والمهدي كجده صلى الله عليه وآله وسلم إسمه المعلن محمد والخفي أحمد! وعليه يمكن لكل من إسمه أحمد أن يدعي ذلك! كما أن المبتدع بادعائه انه المهدي، يكذب نفسه بأنه ابن المهدي! وقد ذكرأن الرواية في المجلد الثاني من كتاب كمال الدين للصدوق مع أنه مجلد واحد، ونصها: عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال أمير المؤمنين وهو على المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان، شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له إسمان: اسم يخفى وإسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم. ورواه في الخرائج:3/1149، وصححه، وفي منتخب الأنوار المضيئة/53، وصححه، وإعلام الورى:2/294، ووسائل الشيعة:16/244، والبحار الأنوار:51/35، ووقع في رمزه غيبة الطوسي وهو خطأ. لاحظ معجم أحاديث الإمام المهدي:3/41.
أما الرواية الثانية التي استدل بها المبتدع فهي أن من صفة الإمام المهدي أنه: (مشرف الحاجبين، غاير العينين، بوجهه أثر). (إلزام الناصب:1/417).
وكأنه يريد أن يقول إن الإمام المهدي في وجهه أثر، وأنا في وجهي أثر، فأنا المهدي! وهذا موجب للسخرية، غذ كل من في وجهه اثر يمكنه أن يدعي ذلك! ثم إن الأثر في وجه المهدي شامة جميلة تميزه، والأثر في وجه أحمد إسماعيل كاطع كما ذكروا، أثر قبيح، ولعله أثر ضربة في مناسبة لا تشرفه!
وأصل الحديث في غيبة النعماني/223، عن الإمام الباقر قال: ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز وبوجهه أثر. رحم الله موسى. راجع: معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام:3/237.
من تزويرات الكذاب أحمد إسماعيل أيضاً!
تزويره وأتباعه لرواية في البحار!
قال معتمده الشيخ ناظم العقيلي في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم)، وهو منشور في موقعه: جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في أحد (إحدى) فقراته: (فعندها يظهر ابن المهدي) بشارة الإسلام/157، وهذا يدل صراحة على أن قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام يظهر ابن الإمام المهدي،وهذا الابن هو الذي أكد عليه في أدعية أهل البيت). انتهى.
وعندما ترجع إلى البحار، تجد أن هذه المزيف وصاحبه العقيلي ارتكبا خيانة وتزويراً! فأصل العبارة فعندها يظهر ابن النبي المهدي فحذفا منها كلمة (النبي) فصارت(ابن المهدي) ليطبقاها على الكذاب أحمد إسماعيل كاطع! ويوهما أنها حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الأئمة مع أنها أثر عن سطيح الكاهن!
قال المجلسي في البحار:51/162: باب نادر فيما أخبر به الكهنة وأضرابهم وما وجد من ذلك مكتوباً في الألواح والصخور. روى البرسي في مشارق الأنوار عن كعب بن الحارث قال: إن ذا يزن الملك أرسل إلى سطيح لأمر شك فيه فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه، فخبأ له ديناراً تحت قدمه، ثم أذن له فدخل فقال له الملك: ما خبأت لك يا سطيح؟ فقال سطيح: حلفت بالبيت والحرم، والحجر الأصم، والليل إذا أظلم، والصبح إذا تبسم، وبكل فصيح وأبكم، لقد خبأت لي ديناراً بين النعل والقدم، فقال الملك: من أين علمك هذا يا سطيح! فقال: من قبل أخ لي جنى ينزل معي أنى نزلت. فقال الملك: أخبرني عما يكون في الدهور، فقال سطيح: إذا غارت الأخيار وقادت الأشرار، وكذب بالأقدار، وحمل المال بالأوقار، وخشعت الأبصار لحامل الأوزار، وقطعت الأرحام، وظهرت الطغام، المستحلي الحرام، في حرمة الإسلام واختلفت الكلمة، وخفرت الذمة، وقلت الحرمة، وذلك عند طلوع الكوكب الذي يفزع العرب، وله شبيه الذنب، فهناك تنقطع الأمطار، وتجف الأنهار، وتختلف الأعصار، وتغلو الأسعار، في جميع الأقطار. ثم تقبل البربر بالرايات الصفر، على البراذين السبر، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر، فيبدل الرايات السود بالحمر، فيبيح المحرمات، ويترك النساء بالثدايا معلقات، وهو صاحب نهب الكوفة، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة، بها الخيل محفوفة، قتل زوجها وكثر عجزها واستحل فرجها، فعندها يظهر ابن النبي المهدي، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب، وابن عمه في الحرم، وظهر الخفي فوافق الوشمي، فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فيظاهر الروم ويقتل القروم، فعندها ينكسف كسوف، إذا جاء الزحوف، وصف الصفوف. ثم يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن، إسمه حسين أو حسن، فيذهب بخروجه غمر الفتن، فهناك يظهر مباركاً زكياً، وهادياً مهدياً، وسيداً علوياً، فيفرح الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم، فيكشف بنوره الظلماء ويظهر به الحق بعد الخفاء، ويفرق الأموال في الناس بالسواء، ويغمد السيف فلا يسفك الدماء، ويعيش الناس في البشر والهناء، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذاء ويرد الحق على أهل القرى، ويكثر في الناس الضيافة والقرى، ويرفع بعدله الغواية والعمى، كأنه كان غبار فانجلى، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً والأيام حباء، وهو علم للساعة بلا امتراء. وهو في مشارق أنوار اليقين/196.
والذي يظهر من مجموع الروايات أن مليك اليمن سيف بن ذي يزن وعبد المطلب المعاصر له كانا يعرفان بقرب نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد بشرا به، وكذلك بشر عبد المطلب بالمهدي من ذريته. كما يظهر أن سطيحاً كان كاهناً مميزاً وكان يصيب في بعض ما يخبر به. لكن الذي يبدو من الرواية أنها موضوعة بعد الإسلام، وفيها مضامين أحاديث عن النبي والأئمة، فلا يمكن نسبتها إلى سطيح، فضلاً عن ضعف سندها. وشاهدنا منها تزوير المبتدع الضال المضل أحمد اسماعيل لهذا النص من أجل تأييد بدعته. وكفى بذلك إسقاطاً لصدقيته!
تزويره وأتباعه لرواية في نسب المهدي!
قال في موقعه على لسان تابعه ضياء الزبيدي: قال الأصبغ بن نباتة: أتيت أمير المؤمنين علياً ذات يوم فوجدته مفكراً ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض، أرغبةً منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط، ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويكون له غيبة وحيرة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين. فقلت: وإن هذا لكائن؟ قال: نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة). وأضا الزبيدي: وهذا الولد هو ابن الإمام المهدي لأن الإمام المهدي هو الحادي عشر من ولد علي والذي من صلبه هو من نتكلم عنه، الممهد للإمام سلطانه!
ملاحظات
1. ارتكب المبتدع التزوير في قول أمير المؤمنين عليه السلام: لكن فكري في مولود يكون من ظهري. الحادي عشر من ولدي. هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً فحذف الياء من كلمة (ظهري) فصارت العبارة: (من ظهر الحادي عشر) وطبقها على نفسه وزعم أنه هو من ظهر الحادي عشر، أي الإمام المهدي عليه السلام! وبذلك أعطى نفسه صفة أنه يملأ الأرض عدلاً! فلم يبق دور ولا لزوم للإمام المهدي!
2. روت هذا الحديث مصادرنا المتعددة، لكن مع الياء في كلمة ظهري، وقد سقطت الياء من طبعة غيبة الطوسي، فأخذها المبتدع وطبَّل بها!
وقد رأيت وكيله في مجلس وهو يحمل كتاب غيبة الطوسي ويقال:أنظروا! هذه رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام تثبت ظهور ابن الإمام المهدي: (من ظهر الحادي عشر)! فأجبته: أنظر إلى مصادر الحديث الأخرى، التي هي أقدم من غيبة الشيخ الطوسي تجد فيها: ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملؤها عدلاً! فهل إذا سقط حرف من الناسخ أومن منضد الحروف وكان موجوداً في مصادر عديدة، تتشبث فيه لتثبت بدعتك وإمامة إمامك؟ ثم ألا ترى أن الوصف الذي بعده وصفٌ مختصٌّ بالإمام المهدي اتفقت عليه مصادر السنة والشيعة ولم يوصف به أحد غيره يملأ الأرض قسطاً وعدلاً! فإذا كان هذا وصف إمامك فلم يبق عمل للإمام المهدي، ولا لزوم له!
لكنه كان مشيطناً كإمامه، يكابر ويفجر، ولا يستحي!
والحديث الذي ذكره مستفيض وهو في الإمامة والتبصرة/120، والكافي:1/338، وكفاية الأثر/219، وغيبة النعماني/69، وكمال الدين/288، ونصه وسنده من الأخير، وله أسانيد أخرى قال الصدوق قدس سره: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي، عن منذر بن محمد بن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ ابن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته متفكراً ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكراً تنكت في الأرض أرغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً،تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون! فقلت: يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ. أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة. قلت: وما يكون بعد ذلك؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات.
أقول: هذه المصادر من أعظم المصادر المعتبرة عند علماء الطائفة، وكلها أقدم من غيبة الطوسي قدس سره، وكلها فيها: فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً!
ألا يكفي ذلك لمن له عقل أن يفهم أن الياء سقطت من نسخة غيبة الطوسي؟!
ألا تكفيه المصادر الأخرى التي روت الحديث بدون كلمة من ظهري، كالملاحم والفتن/353، وفيه: لا والله ما رغبت فيها قط، ولكن في مولود يكون، وهو الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملؤها قسطاً وعدلاً! وفي الصراط المستقيم:2/126: فوجده متفكراً فقال: فيم؟ فقال: في الحادي عشر من ولدي، هو المهدي. راجع: معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام:3/44، و61.
لكن الكذاب يغمض عينيه ويسد عيون أتباعه عن كل ذلك، ويتشبث بنسخة غيبة الطوسي/363، التي سقطت منها الياء، ليجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي هو الحادي عشر عليه السلام! ولو رأى مصدرين آخرين سقطت منهما الياء أيضاً وهما: الهداية الكبرى/362، والاختصاص/ 209، لزادت فرحته! لأن صاحب البدعة مشربٌ ببدعته وضلالته، يتشبث لأجلها بالطحالب، بل يتشبث ببيت العنكبوت!

الفصل السادس: بطلان استدلاله بالمنامات والإستخارة!

لماذا اختار دليل الإستخارة والمنام؟
- لماذا اختار أحمد إسماعيل كاطع دليل المنامات والإستخارة، وأكد عليهما؟
- الجواب: لأنه يتشبث لجرِّ الناس إلى بدعته بكل شيء، على طريقة الحشوية الذين يحشون أذهانهم وأذهان الناس بكل ما يتصورونه نافعاً لهم! فتراه يبحث عن أي آية أو رواية يمكن أن يفسرها للعوام بنفسه ودعوته! بل يزوِّر النصوص كما رأيت! أو يتشبث بأي كلمة من أي قالها شخص يتصورها تنفعه! أو بالإستخارة والمنام! لأنهما فخَّان ينصبهما لصيد العوام السذج، والمثقفين قليلي العقل، فتراه يؤكد على شرعيتهما في أصول الدين وفروعه!
- أما كيف يطلب من الناس الإستخارة والمنام؟ فيقول للشخص إني رسول الإمام المهدي #وقد أرسلني قبل ظهوره، وأدعوك إلى الإيمان بي وبيعتي. فيناقشه الشخص أو يطلب منه دليلاً على دعواه، فيقول له: إن القرآن كلام الله وهو أكبر دليل، فاطلب منه النصيحة وهل تؤمن بأحمد الحسن وتتبعه، ام لا، وافتح القرآن وستخرج لك آية تهديك سواء السبيل!
أو يقول له: إن المنام دليل ملكوتي، والأمر الذي تراه في المنام أمرٌ إلهي حقيقي خاصة إذا رأيت في المنام أحد المعصومين يأمرك باتباع أحمد الحسن!
فيأخذ المسكين الإستخارة ويفتح القرآن فتخرج له مثلأً آية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). فيقول له: الله أكبر هل رأيت؟ لقد أمرك بالإيمان بي وبجهاد الكافرين والمنافقين معي!
أما إذا خرجت له مثلأً آية: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ). فيقول له: إستخارتك غير جيدة، ولا بد أن تصفِّي نيتك وتأخذها مرة ثانية!
أو يقول له: صم ثلاثة أيام، أو صلِّ في هذه الليلة ركعتين واطلب من الله تعالى فسترى مناماً يهديك إلى الطريق الصحيح، ويوقعه في جو الإيحاء والتخيل، أو يستعمل معه أسلوب (التلباثي) أي التأثير النفسي، شبيهاً بالتنويم المغناطيس! فيرى بعض المساكين مناماً من تخيله أو من إيحاء أحمد أو صاحبه، فيعتبره أمراً إلهياً من عالم الملكوت باتباع الإمام والرسول أحمد الحسن، عليه الصلاة والسلام!
نشر في موقعه سؤالاً يقول: كيف أستطيع أن أصدق بأن السيد أحمد الحسن هو رسول ووصي الإمام المهدي (ع) بأقصر الطرق؟ زينب الموسوي- 16/ صفر1426 هـ.ق.
فأجابها أحمد إسماعيل: أقصر طريق للإيمان بالغيب هو الغيب، إسألي الله بعد أن تصومي ثلاثة أيام وتتوسلي بحق فاطمة بنت محمد (ص)، أن تعرفي الحق من الله بالرؤيا، أو الكشف، أو بأي آية من آياته الغيبية الملكوتية سبحانه وتعالى.
وهكذا دلاها بغرور على أقصر طريق لتؤمن به، وتدخل في حركته المسلحة البائسة، التي درَّب شبابها ونساءها، ثم قتلهم وشردهم على مذبح شهوته للزعامة!
وقال في موقعه عن الإستخارة: الإستخارة بالقرآن وهو من الإمداد الغيبي التي يؤيد بها الله تعالى من يشاء من عباده، وهي خارجة عن التلاعب والدجل البشري أنت بدورك أخي المتلقي أقصد القرآن واطلب من الله النصيحة، فالقرآن هو الناصح الأمين. ومن العجيب أن يأخذ الإنسان النصيحة من الله وبعدها يتهم الله! سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله.
ما هو موقفه إذا خرجت الإستخارة أو جاء المنام ضده؟
حسب هذا الدجَّال حسابه! فإذا خرجت الإستخارة لمصلحته، فقد وقع العامي المسكين في الفخ وكبَّر أحمد إسماعيل وأتباعه لهذه الآية الإلهية، وطبَّلوا بها وزمَّروا في الدعاية لإمامته، ليصيدوا مسكيناً آخر بهذا الشَّرَك (الإلهي)!
وإذا خرجت مخالفة فأعذارهم جاهزة، وهي عدم صحة نية المستخير، وصاحب المنام، والنصيحة له بإعادة الإستخارة حتى تخرج موافقة، وطلب المنام مرة أخرى!
إن مثل أحمد إسماعيل كالبَرَّاج والفوَّال الذي يعالج الناس من الصَّرَع بتبخير البخور وكتابة الحجابات، فلا يضره مئة حالة يفشل فيها، أما إذا جاءت حالة واحدة شُفي فيها المريض، لأنه انتهت نوبة صرعه، أو صح من ذات نفسه، أو استعمل مع حجاب الفوال دواء فشفاه الله، أو دعاءً فاستجابه الله تعالى.. ففي هذه الحالة ترى أحمد إسماعيل يكبر ويهلل، ويطبل ويزمر، لأن المعجزة تحققت وجاءه التأييد من الغيب، ومن كلام الله تعالى، أو من عالم الملكوت!
طلبت من العالم الفاضل السيد محمد رضا شرف الدين حفيد آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين +أن يكتب لي مناقشته من أتباع أحمد إسماعيل، فتفضل بما يلي: قال الله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). أثناء إقامتي لأداء الوظيفة الشرعية في شهر الله الكريم بجوار الروضة الزينبية صانها الله، أتاني بعض طلاب العلوم الدينية مصطحباً بعض من انطلت عليه ترهات المتسمي بأحمد الحسن البصري وارث الشلمغاني الغوي، وطلب مني أن أكلمه عساه يؤوب إلى رشده، فاستقبلتهم مرحباً بهم مصغياً اليهم، ثم سألتهم عما يحتجون به لتلبية تلك الدعوة فأجابوا بأمور ثلاثة: النص، والرؤيا، والإستخارة. طالبتهم بالنص فجاؤوني بروايات لا دلالة فيها على المدعى ولا تصلح للإستناد إليها في فروع الفروع، فكيف تصلح لأمر يعد من الأصول التطبيقية.
وأما الرؤيا فقد عرضوا كلمات تتضمن الدعاء من الله تعالى أن يبين أمر أحمد الحسن، يزعمون أن من قرأها أربعين ليلة رأى في منامه من يرشده إلى حقانية المدعي! فاستشهدت لهم بصحيحة ابن أذينة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن أبي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم. وقلت لهم: فإذا كان المنام لا يصلح حجة في فروع الفروع فكيف فيما نحن فيه؟ والرؤيا إنما تصلح لافتة إلى تقصي دليل نقلي أو مرشدة إلى دليل عقلي، أما أن تكون دليلاً أو جزء من دليل فهذا باطل لا يركن إليه. ثم إن الرؤى منها ما يكون بفعل تأثير سفلي بالإستعانة بالعوالم الشيطانية، ومنها ما يكون رحمانياً، ومنها ما يكون بالتلقين النفسي وإظهار كوامن اللاشعور، وهنا أقترح عليكم أن تلتزموا بتكرار كلمة بطيخة أربعين مرة في كل ليلة قبل النوم وأنا أضمن لكم أن تروا صحراء بطيخ قبل حلول الليلة الأربعين!
وأما الإستخارة فإن الشرط في متعلقها أن لا يكون واجباً أو محرماً، ولو كانت دليلاً شرعياً مطرداً كما تزعمون فهل ترضون بأن نستخير على أن تعطوني كل ما تملكون، أو أن تطلقوا حلائلكم فأزوجهن بآخرين؟
ثم أخبرتهم أني قرأت أوراقاً مما كتبه صاحبهم وأنصاره فهالني ما رأيت من مزخرفات ملتقطة من كتب بعض المتصوفة والباطنيين، تكشف عن مستواه الثقافي وألفتني فيها كثرة الأخطاء اللغوية والإملائية والإنشائية والنحوية! وقدمت لهم أربع صفحات لخصت فيها تلك الأخطاء راثياً بذلك أبا الأسود والخليل وابن السكيت والكسائي ويعرب بن قحطان، فبادروني بمقولة تضحك الثكلى وهي أن القرآن فيه أخطاء نحوية أيضاً! في قوله تعالى: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا). فلما أجبتهم بالنصب على المدح، والعطف على اسم الموصول المجرور محلاً، بهتوا مبتسمين ابتسامة عدم الفهم، التي ينبغي أن تضاف في عصرنا هذا إلى قائمة أنواع الإبتسامات!
ثم قلت لهم: إن المدعي زعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو تجلي الصفات بل الذات الإلهية، بل هو الله في الخلق فكيف يكون ذلك؟! فهل الذات الإلهية التي يُعبر عنها بغيب الغيوب قابلة للحكاية والتجلي، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكنه درك الذات الإلهية فكيف يعبر عنه بأنه الله في الخلق! فرأيت منهم الوجوم والصمت الناشئ عن عدم فهم لما ينقلونه فكيف لهم أن يدركوا صحته من سقمه! فعطفت على استنهاض فطرتهم فقلت لهم: أحبتي، إن هي إلا نفس واحدة، والأمر خطير غاية الخطورة والعقل يقضي بما أرشد إليه الشرع: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: (هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع). إذهبوا وتعلموا معالم دينكم، فإن العلم نور، وثِقوا بأن هذا الأمر أبين من الشمس، وأنه حين يحين أوانه لا يخفى على أحد، بل يُخرج المخدرات من خدورهن بآياته الجلية، ولا يعتمد على المعميات والحزازير والخرافات، فلله الحجة البالغة وهو أحكم من أن يتخذ داعية لا يُحكم قراءة كتابه الكريم. إنه الشخص المذكور ليس إلا سارقاً لجهالات الباطنيين ليضلل بها عوام الناس ن فاحذروا منه ومن أمثاله. انتهى.
أصل دينه أنه رأى الإمام المهدي عليه السلام في المنام سنة 1424!
نشر في موقعه بياناً تاريخه:28 شوال/1424هـ.ق. سماه: قصة اللقاء، أي لقاءه بالإمام المهد عليه السلام، وقد بدأه بالوعيد والتهديد بآيات الله تعالى، وملأه بالتخيلات والدعاوى الكبيرة، وجاء فيه: وأرى من المهم أن أعرض إلى هذا اللقاء ولو إجمالاً وباختصار، باعتباره يمثل انعطافة تاريخية في حياتي، لأنها المرة الأولى التي يوجهني فيها الإمام المهدي عليه السلام للعمل وبشكل علني وصدامي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف على مشرفه آلاف التحية والسلام. وقصة هذا اللقاء هي أني كنت في ليلة من الليالي نائماً فرأيت رؤيا في المنام كأن الإمام المهدي عليه السلام واقفاً (واقف) بالقرب من ضريح سيد محمد عليه السلام أخو الإمام العسكري عليه السلام وأمرني بالحضور للقاءه عليه السلام. وبعد ذلك استيقظت وكانت الساعة الثانية ليلاً، فصليت أربع ركع من صلاة الليل ثم عدت للنوم فرأيت رؤيا ثانية قريبة من هذه الرؤيا، وأيضاً كان فيها الإمام المهدي عليه السلام يحدد لي لقاء معه عليه السلام...مرت الأيام والأشهر وشاء لي الله أن ألتقي الإمام عليه السلام وأرسلني هذه المرة إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، لأطرح ما أخبرني به على مجموعة من طلبة الحوزة العلمية... وشددت الرحال في نهاية شهر رمضان إلى النجف وبدأت أطرح ما عرفت من الحق، واحتد النقاش بيني وبين بعض طلبة الحوزة العلمية، وكانت النتيجة مقاطعة بيني وبين بعضهم وخلاف تام مع بعضهم، ووافقني بعضهم دون أن ينصرني. وفي آخر يومين من شهر رمضان من هذا العام1424. أمرني الإمام المهدي أن أبدأ بمخاطبة أهل الأرض بأجمعهم وكل بحسبه وبحسب الأوامر التي تصدر من الإمام المهدي. وفي يوم(اليوم) الثالث من شوال أمرني الإمام المهدي بإعلان الثورة على الظالمين وبحثِّ الخطى والعمل بسرعة! وقد دعوت الناس لنصرة الحق وأهله والعمل لإقامة الحق وإعلاء كلمة لا إله إلا الله فإن كلمة الله هي العليا إن كلمة الله هي العليا إن كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فهل من ناصر لدين الله، هل من ناصر للقرآن، هل من ناصر لولي الله، هل من ناصر لله سبحانه وتعالى؟ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
وإني لا أنتظر نصرة من علماء الدين، وكيف أنتظر منهم نصرة والإمام الصادق يؤكد في أكثر من حديث أن كثير منهم يقاتل الإمام المهدي باللسان والسنان، حتى إذا استتب له الأمر أستأصل سبعين من كبرائهم وثلاثة آلاف من صغارهم! وكيف أنتظر منهم نصرة، والصادق يقول: لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيمٌ على عبادة الأوثان. والأوثان أو الأصنام هم العلماء غير العاملين فلا أوثان في زمن الإمام الصادق إلا أبي (أبا) حنيفة وأشباهه.
وبالحق أقول لكم: إن ما يحصل اليوم للناس هو وحي عظيم بالرؤيا، ولكن أكثر الناس بنعمة ربهم كافرون! وأكثر الناس لا يشكرون! (ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)! وقد أخبرت كثيرين بأمور غيبية بعضها حوادث مهمة ومستقبلية، وقد حصلت كما أخبرتهم بها، ومنها ارتداد من بايعني في أول الدعوة أي قبل عام ونصف تقريباً، وارتداد من بايعني في هذا العام.
بقية آل محمد. الركن الشديد أحمد الحسن، وصي ورسول الإمام المهدي عليه السلام إلى الناس أجمعين المؤيد بجبرائيل، المسدد بميكائيل، المنصور بإسرافيل
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. النجف الأشراف 28 شوال/1424هـ. ق.. انتهى.
ملاحظات
1. يتضح أن دليله على أن الإمام المهدي عليه السلام أرسله إلى العالمين، هو المنام الذي رآه! وإذا صدق في نقل منامه فهو من تلقينه لنفسه وتسويلات شيطانه، والذي رآه في المنام لا بد أن يكون شيطاناً قال له إنه هو الإمام المهدي عليه السلام. وقد جعل هو وأتباعه المنام من الأدلة الشرعية، وسيأتي بطلان ذلك.
2. لاحظ قوله: يوجهني فيها الإمام المهدي عليه السلام للعمل وبشكل علني وصدامي في الحوزة العلمية فهو يكشف عن طبيعته الصدامية وتأصل العنف فيها، وهذا نمط تفكير الخوارج أمثاله الذين نسبوا أنفسهم إلى حوزة النجف، وقد ارتكبوا فيها جرائم عديدة، وقاموا بقتل عدد من علمائها رضوان الله عليهم!
3. قال: وفي آخر يومين من شهر رمضان من هذا العام1424 أمرني الإمام المهدي أن أبدأ بمخاطبة أهل الأرض بأجمعهم... وفي يوم الثالث من شوال أمرني الإمام المهدي بإعلان الثورة على الظالمين وبحثِّ الخطى والعمل بسرعة! وقد دعوت الناس لنصرة الحق وأهله..فهل من ناصر لدين الله.. هل من ناصر لولي الله.
فأحمد اسماعيل يزعم أنه مأمور بالثورة على الظالمين بدءً بعلماء النجف، ويجب على جميع الخلق نصرته، حتى يحكم الأرض ومن عليها! وهذا جوهر حركته وحماقته، تماماً كالخوارج الذين يرى أحدهم نفسه أنه ولي الله المبعوث بواسطة الإمام المهدي عليه السلام، أو بواسطة ابن لادن، أو بواسطة الإسلام، أو بواسطة الله تعالى وعليه أن يقتل من خالفه ويحكم الأرض!
4. قال: وإني لا أنتظر نصرة من علماء الدين، وكيف أنتظر منهم نصرة والإمام الصادق يؤكد في أكثر من حديث أن كثير منهم يقاتل الإمام المهدي باللسان والسنان، حتى إذا استتب له الأمر أستأصل سبعين من كبرائهم وثلاثة آلاف من صغارهم! وكيف أنتظر منهم نصرة والصادق يقول: لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا... انتهى. والحديث في غيبة الطوسي/450.
أقول: هذا المدعي وأمثاله، لا أمل عندهم بأن يصدقهم مراجع النجف وطلبتها لأنهم كشفوا كذبهم وزيفهم. ولم يذكر مصدراً لزعمه أن الإمام المهدي صلوات الله عليه سيقتل سبعين مرجعاً وثلاثة آلاف طالب! لأنه كلام كاذب لا مصدر له. نعم ورد أنه يخرج على الإمام المهدي عليه السلام البتريون وهم حركة تتبنى ولاية أهل البيت وولاية ظالميهم وأعدائهم معاً، بحجة الوحدة الإسلامية!
وقد سماهم الأئمة البترية لأنهم بتروا أمر أهل البيت الذي يقوم على ركني الولاية والبراءة، فبتروا البراءة وأبقوا بزعمهم الولاية ن ومحال أن توجد الولاية بلا براءة! وقد يكون فيهم معممون من أمثال هذا المدعي الضال!
كما أنه لم يفهم قول الإمام الصادق عليه السلام وطبقه بهواه على مراجع النجف فجعلهم أصناماً لأنهم غير عاملين وجعل الناس الذين يقلدونهم عبدة أصنام!
وقد دخل هذا التفكير إلى الحوزة، فصار بعضهم يشترط في المرجع أن يكون عاملاً أي ثائراً، ويسمون غيره قاعداً! وحكم بعضهم بوجوب قتل المراجع لأنهم قاعدون غير عاملين! ولو صح منطقهم هذا لوجب أن يعدوا أكثر الأئمة المعصومين من القاعدين، وعامة مراجعنا في التاريخ، إلا من ندر.
إن مشكلة هؤلاء أنهم يريدون من المرجع أن (يقلدهم) ويحمل سلاحه ويركض أمامهم! والصحيح أن قعود المرجع وقيامه يتبع الظرف الإجتماعي والسياسي، ويتبع قناعته هو بوجوب ذلك أو جوازه، وليس قناعة الآخرين!
إن هذا المتهور وأمثاله يريدون الثورة والقتل بأية حال، لأنها الطريق لتحقيق هدفهم الشيطاني، ولعلهم يعتبرون الإمام الخميني + قاعداً، لأنه سكت نصف قرن أو أكثر، حتى جاء الظرف المناسب! بل لعلهم في يعتبرون الأئمة المعصومين غير الثائرين، قاعدين! وهم عامة الأئمة ما عدا علي والحسين والمهدي.
5. أخيراً، نلاحظ غروره الفارغ في قوله: وبالحق أقول لكم إن ما يحصل اليوم للناس هو وحي عظيم بالرؤيا...الخ.. وكأنه قرأ الإنجيل الذي يكرر قول عيسى: حقاً أول لكم وهي ترجمة لقوله عليه السلام بالسريانية: آمين أقول لكم: أي حقاً أقول لكم!
وقد اعتبر أحمد اسماعيل منامه وحياً عظيماً، وزعم أنه قد علم الغيب وأخبر به! وهو أن الذين بايعوه في السنة الأولى والثانية سيكشفونه ويتركونه! وكان سبب تركهم له أنه كان يحضر بينهم فيكتشفون حقيقته البائسة! وأخيراً كان يلقي عليهم محاضرة أسبوعية في بيته في التنومة، ثم اخترع الغياب حتى عن أتباعه، فكان يجلس في غرفة ويجلسون في صالون بيته ويلقي عليهم درساً بواسطة مكبر صوت!
ثم اخترع الغياب الكامل، إلا عن شركائه في الشيطنة!
استدلاله على حجية المنام.. لتضليل العوام!
قال أحمد اسماعيل كاطع في موقعه: وأما الرؤيات (الرؤى) فكل مدة من الزمن يأتيني وفد من محافظات بعضها بعيدة عن النجف، وقد رأى الكثير منهم في منامهم ما يؤيد هذه الدعوة الحقة، ولو كانت رؤية أو رؤيتان لكان هنالك سبيل لأعداء آل محمد على ردها، ولكن ماذا يفعل هؤلاء لرد مئات، بل آلاف الرؤيات القادمة، ومعضمها (معظمها) مؤيد بأنه فيها أحد المعصومين، وهم يقولون: من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بنا. فلم يعد للظالمين إلا قول إن الرؤيا ليست بحجة مع أنها جزء من النبوة، ومع أن الرسول والأئمة اهتموا بها وبسماعها وتأويلها أشد الاهتمام. مع أن نبوات بعض الأنبياء عليه السلام كان معظمها رؤيا وتأويل (تأويلاً)كنبوة دانيال عليه السلام ومع أن نرجس أم الإمام المهدي عليه السلام جاءت إلى العراق لتتزوج الإمام الحسن العسكري عليه السلام لأنها رأت رؤيات صادقة، وعرضت نفسها لخطر الحرب والسبي وهي حفيدة قيصر الروم.
ومع أن وهب النصراني نصر الحسين عليه السلام لأنه رأى عيسى عليه السلام في المنام.
ومع إن نجيب بني أمية خالد بن سعيد بن العاص الأموي آمن وأسلم بسبب رؤيا رآها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فردَّ هؤلاء الجهلة الرؤيا جملة وتفصيلاً دون تدبر أو تفكر.
وقال أبعد الله شره عن المؤمنين:
وقال أحمد إسماعيل: الحقيقة أن الناس يختلفون في الآية المطلوبة والدالة على صدق المرسل عندهم، فبعضهم يعتبر العلم والحكمة هو الآية، وبعضهم يعتبر الآيات الملكوتية.. أما ما تبقى من الناس فيعتبرون الآية المادية هي الدليل لاغيرها، وهؤلاء بالحقيقة منكوسين ماديين (منكوسون ماديون)، وفي الغالب حتى لو جاءت الآية المادية لا يؤمنون إلا قليل منهم...
1. ما هي الآية الملكوتية؟ 2. على من تكون هذه الآيات الملكوتية حجة؟ والجواب أن الآيات الملكوتية كثيرة جداً، منها الآفاقية الملكوتية، ومنها الأنفسية قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت: 53) أي قيام القائم بالحق. ومن هذه الآيات:
1. نور البصيرة واطمئنان القلب. والسكينة إذا كان الإنسان على فطرة الله التي فطر الناس عليها لم يلوثها، أو أنه عاد إليها بعد انتباهه من الغفلة وتذكره.
2. الفراسة والتوسم في الآفاق والأنفس.
3. الرؤيا الصادقة في النوم.
4. الرؤيا الصادقة في اليقظة (الكشف) ومنها:
أ - الرؤيا الصادقة في الصلاة.
ب - الرؤيا الصادقة في الركوع.
ج - الرؤيا الصادقة في السجود.
د - الرؤيا الصادقة في السنة بين النوم واليقظة.
هـ- الرؤيا الصادقة عند قراءة القران.
و - الرؤيا الصادقة عند السير إلى أبى عبد الله الحسين (ع).
ز - الرؤيا الصادقة عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
ح - الرؤيا الصادقة في أضرحة الأئمة والأنبياء (ع) والمساجد والحسينيات وغيرها كثير. وكل هذه الأنواع من الكشف والرؤيا الصادقة هي آيات إلهية لأنها لا تكون إلا بأمر الله وبمشيئة الله سبحانه وتعالى، ويقوم بها ملائكة الله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. فهذه الآيات حجة بالغة لله... فهذه الآيات حجة دامغة، سواء على أصحابها أم على الناس القريبين منهم والمعاشرين لهم، أو على الأقل فهي على غير أصحابها إن لم تكن حجة لكثرتها، فهي سبب يحفزهم بقوة للبحث في الدعوة الإلهية وتصديق الرسول الذي أرسل بها، ولكن مع الأسف معظم الناس سيبقون غافلين عن الآيات الملكوتية...
الآية الجسمانية المادية: وهي آخر العلاج وآخر العلاج الكي، مع أن الكي للحيوان لا للإنسان... وفي هذه المرحلة الأخيرة من الآيات أي مرحلة الآية المادية يكون العذاب مرافق (مرافقاً) للآية. قال تعالى: (هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (الأعراف: 73) فبمجرد التكذيب بهذه الاية واتخاذ موقف مضاد ينزل العذاب...إذا تمت أسباب العذاب وكذب الرسول واستهزأ به القوم وخصوصاً علماء السوء ومقلدوهم العميان، بدأت مرحلة جديدة وهي مقدمات العذاب وهي كمقدمات العاصفة الهوجاء.. وهؤلاء الشاذين(الشاذون) علماء الضلالة غير العاملين، وأتباعهم أصحاب الجمعيات اللاخيرية، وغيرهم لعنهم الله وأخزاهم وأظهر عارهم في هذه الحياة الدنيا وكللهم به على رؤوسهم العفنة، يقومون باستغلال الأرملة والمساكين لتحصيل الأموال وجمعها، ثم نهبها باسم هؤلاء المظلومين المستضعفين، وإذا أعطوهم منها فالقليل وبأساليب رخيصة، ووالله إني لأستحي أن أصرح بها وأعجب كيف يفعلها هؤلاء الأراذل قوم لوط في هذا الزمان، فأحدهم سود الله وجهه في الدنيا والآخرة عمره ناهز الستين تأتيه امرأة فيغلق عليها الباب ويدعوها إلى الفاحشة باسم المتعة!

أحمد الحسن
26/صفر/1425 هـ.ق- النجف الأشرف

نقض استدلاله على حجية المنامات لإثبات بدعته!
لاشك في وجود الرؤيا الصادقة، وأنها حجة شرعية وكاشفة عن واقع، وقد ذكر القرآن منها رؤيا نبي الله إبراهيم عليه السلام بذبح إسماعيل (عليه السلام)، ورؤيا نبي الله يوسف عليه السلام ورؤيا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بفتح مكة: (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ...) ورؤياه لاثني عشر قرداً من قريش ينزون على منبره يضلون أمته: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا). (الإسراء:60).
كما لاشك في وجود الرؤيا الكاذبة وتسمى أضغاث أحلام، كما تسمى الأحلام، ففي الكافي بسند صحيح:8/90، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن، وتحزين من الشيطان، وأضغاث أحلام).
وفيه أن أبا بصير سأل الإمام الصادق عليه السلام: جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟! قال: صدقت، أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وإنما هي شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر، فهي صادقة، لا تختلف إن شاء الله، إلا أن يكون جنباً أو ينام على غير طهور، ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره، فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها. وتدل الرواية على أن الوقت وحالة الشخص تؤثران في نوع الرؤيا.
وقد عقد الحر العاملي في الفصول المهمة:1/691، باباً بعنوان: أنه لا يجوز العمل بالمنامات في الأحكام الشرعية وفيه قول الإمام الصادق عليه السلام: ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم؟ فقلت: إنهم يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال: كذبوا، فإن دين الله أعز من أن يرى في النوم... الحديث.
كما روى قول الإمام الصادق عليه السلام للمفضل بن عمر: فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها، فمزج صادقها بكاذبه، فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي بها أو مضرة يحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الإعتماد.
وختم بقوله: وتواترت الروايات بأن بعض الرؤيا صادق وبعضها كاذب وتواترت أيضا بوجوب الرجوع في جميع الأحكام الشرعية إلى أهل العصمة.
أقول: ما دامت رؤيا غير المعصومين، لا يعلم أنها صادقة أم كاذبة، فلا يمكن الجزم بأنها صادقة والعمل بها!
وما دامت الروايات متواترة عن أهل البيت على عدم حجية الرؤيا في إثبات الأحكام الشرعية، فعدم حجيتها في العقائد بطريق أولى.
فإن قلت: ألم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة واحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة. (من لا يحضره الفقيه:2/585).
فالجواب أولاً، أن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمعصوم والمؤمن، لكن قد يتمثل بصورة ما ويقول للرائي إنه المعصوم أو المؤمن الفلاني!
فلا بد إذن أن يعلم الرائي أن الصورة التي رآها للمعصوم عليه السلام في منامه مطابقة تماماً لصورة المعصوم الواقعية، وهذا لا يتوفر إلا إذا عرف الرائي أوصاف المعصوم معرفة دقيقة وكانت منطبقة على صورة الذي رآه في المنام!
ومن الممكن لنا أن نعرف ملامح صورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والإمام المهدي (عليه السلام)، أما بقية الأئمة فيصعب ذلك لتضارب الروايات وقلتها.
لكن على كثرة ما سمعت من منامات الرائين، فقد كنت أسأل أحدهم عن ملامح المعصوم الذي رآه، فيقول إنه لم يرها، أو أنها لا تنطبق على ملامح المعصوم الذي قال إنه رآه! فلا تكاد تجد مناماً تتوفر فيه شروط الصحة. هذا إذا غضضت النظر عن شخصية الرائي وظروفه وظروف منامه!
والجواب ثانياً، أنه إذا تمت شروط الصحة في المنام، فيمكن الإستفادة منه، لكن في غير الأحكام الشرعية والعقائد، لما عرفت من تواتر الأحاديث على عدم حجية الرؤيا فيهما. وأكثر فائدة للمنام الأمل والتفاؤل، ولذا سمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنامات الحسنة بالمبشرات. ففي الكافي:8/90، بسند صحيح عن الإمام الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا.
وعليه: فلا طريق لمعرفة أن أحمد إسماعيل أو غيره رسول الإمام المهدي عليه السلام من المنام، لأن ذلك من العقائد، بل لا يمكن أن نعرف بالمنام أنه صادق أو كاذب أو مؤمن أو فاسق، ولا إثبات أي صفة له أو لغيره، لنرتب عليها حكماً شرعياً!
فإن قلت: إن سيرة الأئمة والمتشرعة ومنهم العلماء الكبار، أنهم يهتمون بالرؤية في المنام، ويرتبون عليها الآثار؟
فالجواب: وقد ورد وصف رؤيا المؤمن بأنها واحد من سبعين جزءً من النبوة ووردت صفات لأصحاب الرؤيا الصادقة، وصفات للرؤيا للصادقة لتمييزها عن أضغاث الأحلام، وتأثيرات الشيطان، وتأثيرات الخيالات الفاسدة، ولكن كل ذلك يبقى خارج نطاق الأحكام والعقائد، وتبقى حالات الرؤيا الصادقة قليلة جداً وأصحابها الذين تنطبق عليهم صفات أهل الرؤيا الصادقة أقل عدداً.
فمن أين لمثل أحمد إسماعيل ومن يدعوهم إلى الإيمان به بمثل هذه الرؤيا، وإن توفرت لهم فلا يصح أن يستعملوها دليلاً على صدقه، فضلاً عن وجوب اتباعه وبيعته وفدائه بالمال والعرض والنفس والدم! وقد انتقدني أحمد إسماعيل لأني اعتبرت رؤية المعصوم في المنام لا تفيد غالباً أكثر من الظن، فقال في جوابه على سؤال في موقعه: والشيخ علي الكوراني عندما سأله أحدهم في قناة سحر الفضائية عن هذه الرواية...وأكمل إجابته بأنه لا يعتمد على ظن، فالظاهر إن الرؤيا بالمعصوم (ع) عند الشيخ علي الكوراني في أحسن أحوالها ظن!! سبحان الله، هم لا يجعلون البحث عن الحقيقة هدفهم، بل يحاولون التكذيب بأي طريقة حتى وإن كانوا غير مقتنعين بها! فمع أن قضية الإمام المهدي (ع) مرتبطة ارتباط وثيق بالرؤيا... ومع ذلك يحاولون بكل طريقة إهمال هذا الدليل الملكوتي العظيم، وهو الرؤيا والتي صدقها واعتمدها القرآن والرسول والأئمة.
أقول: يخلط أحمد إسماعيل بين رؤيا المعصوم عليه السلام، كالتي وردت في القرآن وبين رؤيا شخص للمعصوم ولا يعلم أن ملامحه كانت بصفاته، وبين الرؤيا العادية الصادقة والكاذبة، فيعتبر الجميع دليلاً ملكوتياً وحجة شرعية. ولو صح ذلك لوجب عليه أن يلغي دعوته ويقفل دكانه ن لأن بعضهم كما ذكر رأى أحمد إسماعيل على صورة شيطان!
نقض استدلاله بالإستخارة لإثبات لبدعته!
تطلق الإستخارة في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة على معان، منها:
1- أن تدعو الله تعالى أن يختار لك الخير في أمورك، أو في عمل تنوي القيام به وقد تضمنت أحاديثها الغسل وصلاة ركعتين، ثم الدعاء.
2- أن تدعو الله تعالى أن يهدي قلبك إلى الإختيار الصائب في عمل تريد القيام به فتصلي أو تقرأ دعاء ثم تنظر ما يلقي الله في قلبك ويشرح له صدرك، فتعمل به.
3- أن تنوي الأمر الذي تريد عمله، وتدعو الله تعالى وتفتح القرآن وتنظر في أول آية في الصفحة اليمنى، فإن كانت أمراً بخير أو مدحاً أو وصفاً للجنة مثلاً اعتبرتها جيدة وأقدمت على العمل الذي نويته. وإن كانت نهياً أو تحذيراً أو ذماً اعتبرتها غير جيدة، ولم تقدم على ما نويته. وهذ الأخيرة هي الشائعة، وبعضهم يستخير بالسبحة فيدعو الله ويقبض قبضة من حباتها ويحسبها اثنتين اثنتين فإن بقيت واحدة فهي جيدة ويعمل بها، وإن بقيت اثنتان فهي غير جيدة ولا يعمل ما نواه.
 ويستخير الناس عادة عند من يثقون به من العلماء أو المؤمنين، وبعضهم يكثر من الإستخارة ويفرط فيها، ولكنها لاضرر فيها مادامت بين أمرين أو أمور مباحة سيختار الإنسان واحداً منها، فاختياره له بالإستخارة أفضل من اختياره بدونها.
لكن الخلل والضرر إذا استعمل الإستخارة في على القيام بعمل حرام أو ترك ترك عمل واجب، أو كان يكرر الإستخارة حتى تأتي موافقة لما يحب..الخ.!
والإستخارة التي يدعو اليها أحمد إسماعيل هي: أن تدعو وتفتح القرآن فإن خرجت آية أمر بخير أو مديح للأنبياء والمؤمنين، أو وصف للجنة، فيجب أن تعمل بها وتؤمن به وتبايعه! وإن خرجت نهياً أو ذماً لأشرار أو وصفاً للنار وتحذيراً منها، فعذره حاضر بأنك لم تخلص النية، وعليك أن تعيد الإستخارة وتكررها حتى تخرج موافقة لهواه! وهذه الإستخارة غير مشروعة لأن فيها عدة مخالفات لقواعد الإستخارة، فهي استخارة على العقائد، والإستخارة لا تشرع على الأحكام الشرعية فكيف بالعقائد، كما لا تصح على فعل حرام أو ترك واجب، وبيعة أحمد إسماعيل على طاعته وفدائه بكل شيء، يتضمن الدخول في عقيدة جديدة، وارتكاب المحرمات وترك الواجبات من أجلها! وقد رأينا ما أمر به أنصاره في شهر محرم الماضي في البصرة والناصرية وغيرهما!
ختام في الإشارة إلى بقية أدلته التي لفقها!
ذكر تحت عنوان: (أدلة الدعوة) عدة أدلة مضحكة، منها أنه ثقة فيجب قبول قوله! ومنها أنه جاء بعلوم لا يستطيعها غيره! ولم نر شيئاً منها! ومنها أن العلماء لم يجيبوا على رسائله وتحديه وقد طلب منهم أن ينشروا فتوى بتكذيبه وتحديه فلم يفعلوا! وأنه دعاهم إلى المباهلة وهو مستعد أن يقسم قسم البراءة فلم يستجيبوا. وهو كاذب في قوله، فقد اتفق معه على المباهلة الشيخ عبد الحسين الحلفي في التنومة، وفي اليوم المقرر نكص أحمد إسماعيل على عقبيه ولم يحضر، ثم اتفق الشيخ عبد الحسين مع وكيله فلان الصافي على المباهلة في البصرة بحضور وسائل الإعلام، وكتبا الإتفاق ووقعاه، لكنهم نكصوا. وقد قال وكيله للشيخ الكوراني: ماذا تطلب معجزة؟ فطلب منه أن يدعو صاحبه بأن يهلك الله أولمرت، فاتصل بغمامه تلفونياً وقال: غداً أجيبكم، وفي اليوم التالي قال: إن الإمام المهدي عليه السلام لم يأذن له بذلك!
ومن أدلته تخريفاته في حساب الجمل،كالتي رأيتها في حسابه لنجمة إسرائيل! وهي هذر وخيالات، لا تبلغ مرحلة الاحتمال المعتد به، ولا تصل حتى إلى الظنون!
انتهى.