وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)

وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)

الجزء الأول والثاني

آية الله الحاج الميرزا محمد تقي الأصفهاني (رحمه الله)
تقديم وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
رقم الإصدار: 12
الطبعة الخامسة 1442هـ

الفهرس

مقدّمة المركز..................3
المقدّمة..................9
[أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]..................11
فصل: في بعض الأدعية والزيارات..................23
وأمَّا زيارته (عليه السلام)..................33
دعاء العهد الصغير..................37
صلاة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه)..................38
فصل: [الفوائد الحاصلة عند الدعاء للإمام (عجَّل الله فرجه)]..................41
[ذكر اثني عشر حديثاً عن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]..................47
فصل: [النهي عن التوقيت]..................55
الجزء الثاني..................59
[تتمَّة أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]..................63
تنبيه..................81
فصل: [معرفة صفات وخصوصيَّات الإمام (عجَّل الله فرجه)]..................97
فصل: [دعاء العهد]..................103
المصادر والمراجع..................107

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز:
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين.
الاعتقاد بالمهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) من الأُمور المجمع عليها بين المسلمين، بل من الضروريَّات التي لا يشوبها شكٌّ(1).
وقد جاءت الأخبار الصحيحة المتواترة عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّ الله تعالى سيبعث في آخر الزمان رجلاً من أهل البيت (عليهم السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت ظلماً وجوراً، وجاء أنَّ ظهوره من المحتوم الذي لا يتخلَّف، حتَّى لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يوم واحد، لطوَّل الله (عزَّ وجلَّ) ذلك اليوم حتَّى يظهر.
وكيف وأنَّى يتخلَّف وعد الله (عزَّ وجلَّ) في إظهار دينه على الدِّين كلِّه ولو كره المشركون؟! وكيف لا يُحقِّق تعالى وعده للمستضعفين المؤمنين باستخلافهم في الأرض، وبتمكين دينهم الذي ارتضى لهم، وإبدالهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) روي عن النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال: «من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمّد».
راجع: شرح إحقاق الحقِّ (ج 13/ ص 235 و236/ باب من أنكر خروج المهدي فقد كفر).

(٣)

من بعد خوفهم أمناً، ليعبدوه تعالى لا يُشركون به شيئاً؟!
وقد أجمع المسلمون على أنَّ المهديَّ المنتظر (عجَّل الله فرجه) من أهل البيت (عليهم السلام)، وأنَّه من ولد فاطمة (عليها السلام).
وأجمع الإماميَّة - ومعهم عدد من علماء أهل السُّنَّة - أنَّه (عجَّل الله فرجه) من ولد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، فأثبتوا اسمه ونعته وهويَّته الكاملة.
هكذا فقد اعتقد الإماميَّة - ومعهم بعض علماء أهل السُّنَّة - أنَّ المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) قد وُلِدَ فعلاً، وأنَّه حيٌّ يُرزَق، لكنَّه غائب مستور.
وماذا تُنكِر هذه الأُمَّة أنْ يستر الله (عزَّ وجلَّ) حجَّته في وقت من الأوقات؟ وماذا تُنكِر أنْ يفعل الله تعالى بحجَّته كما فعل بيوسف (عليه السلام)، أنْ يسير في أسواقهم ويطأ بُسُطهم وهم لا يعرفونه، حتَّى يأذن الله (عزَّ وجلَّ) له أنْ يُعرِّفهم بنفسه كما أذن ليوسف ﴿قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي﴾ (يوسف: 90)(2).
أوَلم يُخلِف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أُمَّته الثقلين: كتاب الله وعترته، وأخبر بأنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليه الحوض؟!
أوَلم يُخبِر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه سيكون بعده اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش، وأنَّ عدد خلفائه عدد نقباء موسى (عليه السلام)؟!
وإذا كان الله تعالى لم يترك جوارح الإنسان حتَّى أقام لها القلب إماماً لتردَّ عليه ما شكَّت فيه، فيقرُّ به اليقين ويبطل الشكُّ، فكيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) الاستدلال منتزع من الكافي (ج 1/ ص 384 و385/ باب في الغيبة/ ح 4).

(٤)

يترك هذا الخلق كلَّهم في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم لا يُقيم لهم إماماً يردُّون إليه شكَّهم وحيرتهم(3)؟!
وحقًّا ﴿لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحجّ: 45).
ولا ريب أنَّ للعقيدة الشيعيَّة في المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) - وهي عقيدة قائمة على الأدلَّة القويمة العقليَّة - رجحاناً كبيراً على عقيدة من يرى أنَّ المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) لم يُولَد بعد، يقرُّ بذلك كلُّ من ألقى السمع وهو شهيد إلى قول الصادق المصدَّق (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليَّةً»(4).
ناهيك عن أنَّ من معطيات الاعتقاد بالإمام الحيِّ أنَّها تمنح المذهب غناءً وحيويَّة لا تخفى على من له تأمُّل وبصيرة(5).
ولا ريب أنَّ إحساس الفرد المؤمن أنَّ إمامه معه يعاني كما يعاني، وينتظر الفرج كما ينتظر، سيمنحه ثباتاً وصلابةً مضاعفة، ويستدعي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) انظر محاججة هشام بن الحَكَم مع عمرو بن عبيد في كمال الدِّين (ص 237 - 239/ باب 21/ ح 23).
(4) حديث مشهور تناقله علماء الطرفين في مجاميعهم الحديثيَّة بتعابير تتَّفق في مضمونها. انظر على سبيل المثال: مسند أحمد (ج 4/ ص 96)؛ مسند أبي داود (ص 259)؛ المصنَّف لابن أبي شيبة (ج 8/ ص 598/ ح 42)؛ المعجم الأوسط للطبراني (ج 6/ ص 70)؛ مجمع الزوائد (ج 5/ ص 218 و225)؛ وغيرها من المصادر.
(5) انظر كلام المستشرق الفرنسي الفيلسوف هنري كاربون في مناقشاته مع العلَّامة الطباطبائي في كتاب (الشمس الساطعة).

(٥)

منه الجهد الدائب في تزكية نفسه وتهيئتها ودعوتها إلى الصبر والمصابرة والمرابطة، ليكون في عداد المنتظرين الحقيقيِّين لظهور مهديِّ آل محمّد (عليه وعليهم السلام)؛ خاصَّة وأنَّه يعلم أنَّ اليُمْن بلقاء الإمام لن يتأخَّر عن شيعته لو أنَّ قلوبهم اجتمعت على الوفاء بالعهد، وأنَّه لا يحبسهم عن إمامهم إلَّا ما يتَّصل به ممَّا يكرهه ولا يُؤثِره منهم(6).
ولا يُماري أحد في فضل الإمام المستور الغائب - غيبة العنوان لا غيبة المعنون - في تثبيت شيعته وقواعده الشعبيَّة المؤمنة وحراستها، كما لا يماري في فائدة الشمس وضرورتها وإنْ سترها السحاب.
كيف، ولولا مراعاته ودعائه (عجَّل الله فرجه) لاصطلمها الأعداء ونزل بها اللأواء؟!
ولا يشكُّ أحد من الشيعة أنَّ إمامه أمان لأهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء(7).
وقد وردت روايات متكاثرة عن أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام) تنصبُّ في مجال ربط الشيعة بإمامهم المنتظر (عجَّل الله فرجه)، وجاء في بعضها أنَّه (عجَّل الله فرجه) يحضر الموسم فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه(8)، وأنَّه (عجَّل الله فرجه) يدخل عليهم ويطأ بُسُطهم، كما وردت روايات جمَّة في فضل الانتظار، وفي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(6) راجع: الاحتجاج (ج 2/ ص 325)، عنه بحار الأنوار (ج 53/ ص 181/ ح 8).
(7) قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض». كمال الدِّين (ص 235/ باب 21/ ح 19).
(8) راجع: كمال الدِّين (ص 470/ باب 43/ ح 8).

(٦)

فضل إكثار الدعاء بتعجيل الفرج، فإنَّ فيه فرج الشيعة.
وقد عني مركز الدراسات التخصُّصيَّة في الإمام المهديِّ (عجَّل الله فرجه) بالاهتمام بكلِّ ما يرتبط بهذا الإمام الهمام (عجَّل الله فرجه)، سواءً بطباعة ونشر الكُتُب المختصَّة به (عجَّل الله فرجه)، أو إقامة الندوات العلميَّة التخصُّصيَّة في الإمام (عجَّل الله فرجه) ونشرها في كُتيِّبات أو من خلال شبكة الانترنيت، ومن جملة نشاطات هذا المركز نشر سلسلة التراث المهدويِّ، ويتضمَّن تحقيق ونشر الكُتُب المؤلَّفة في الإمام المهديِّ (عجَّل الله فرجه)، من أجل إغناء الثقافة المهدويَّة، ورفداً للمكتبة الإسلاميَّة الشيعيَّة.
نسأله (عزَّ من مسؤول) أنْ يأخذ بأيدينا، وأنْ يُبارك في جهودنا ومساعينا، وأنْ يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله ربِّ العالمين.
ومن الله التوفيق.

مدير المركز
السيِّد محمّد القبانچي

(٧)

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسَلين وآله المعصومين، ولاسيّما إمام زماننا خاتم الوصيِّين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين أبد الآبدين.
أمَّا بعد..
فيقول غريق الآمال والأماني محمّد تقي بن عبد الرزَّاق الموسوي الأصفهاني (عفى الله عنهما) لإخوانه في الإيمان:
لقد جمعت في هذا الكتاب المختصر جملة من الأعمال بعنوانها وظيفة المؤمنين في زمان غيبة صاحب الزمان (صلوات الله عليه) أي حضرة الحجَّة بن الحسن بن عليِّ بن محمّد بن عليِّ بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب (عليهم السلام).
وهي أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها.
وسمَّيته بـ (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام [(عليه السلام)]).
ومن الله التوفيق.

* * *

(٩)

[أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]

الأوَّل:
الاغتمام لفراقه (عليه السلام) ولمظلوميَّته.
فقد ورد في (الكافي) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«نفس المهموم لنا، المغتمِّ لظلمنا تسبيح»(9).
الثاني:
انتظار فرجه وظهوره (عليه السلام).
فقد ورد في (كمال الدِّين) عن الإمام محمّد التقي (عليه السلام) أنَّه قال:
«إنَّ القائم منَّا هو المهدي الذي يجب أنْ يُنتَظر في غيبته، ويُطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي...» إلى آخر الحديث(10).
وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال:
«أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج»(11).
وفي حديث آخر عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(9) الكافي (ج 2/ ص 226/ ح 16).
(10) كمال الدِّين (ج 2/ ص 377/ ح 1)، وعنه في البحار (ج 51/ ص 156/ ح 1).
(11) تُحَف العقول (ص 201).

(١١)

«من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه»(12).
ولقد ذكرت هذا الموضوع مفصَّلاً إضافةً إلى بقيَّة الوظائف في كتاب (مكيال المكارم)(13).
الثالث:
البكاء على فراقه ومصيبته (عليه السلام).
فقد ورد في (كمال الدِّين) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«والله ليغيبنَّ إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصنَّ حتَّى يقال: مات أو هلك، بأيِّ وادٍ سلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين»(14).
وروي عن الرضا (عليه السلام) أنَّه قال:
«من تذكَّر مصابنا، وبكى لما ارتُكِبَ منَّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة»(15).
الرابع:
التسليم والانقياد، وترك الاستعجال في ظهوره (عليه السلام).
يعني ترك قول (لِـمَ، ولأيِّ شيء) في أمر ظهوره (عليه السلام)، بل يُسلِّم بصحَّة ما يصل إليه من ناحيته (عليه السلام)، وأنَّه عين الحكمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(12) البحار (ج 52/ ص 126/ ح 18).
(13) مكيال المكارم (ج 2/ ص 141).
(14) كمال الدِّين (ج 2/ ص 347/ ح 35).
(15) أمالي الصدوق (ص 68/ المجلس 17/ ح 4)، وعنه في البحار (ج 44/ ص 278/ ح 1).

(١٢)

فقد ورد في (كمال الدِّين) عن الإمام محمّد التقي (عليه السلام) أنَّه قال:
«إنَّ الإمام بعدي ابني عليٌّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قوله أبيه، وطاعته طاعة أبيه».
ثمّ سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثمّ قال: «إنَّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقِّ المنتظر».
فقلت له: يا ابن رسول الله، لِـمَ سُمِّي القائم؟
قال: «لأنَّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته».
فقلت له: ولِـمَ سُمِّي المنتظر؟
قال: «لأنَّ له غيبة يكثر أيَّامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، ويُنكِره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب بها الوقَّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلِّمون»(16).
الخامس:
أنْ نصله (عليه السلام) بأموالنا، يعني: يُهدى إليه (عليه السلام).
فقد ورد في (الكافي) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«ما من شيء أحبُّ إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام، وإنَّ الله ليجعل له الدرهم في الجنَّة مثل جبل أُحُد».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(16) كمال الدِّين (ج 2/ ص 378/ ح 3)، كفاية الأثر (ص 279)، وعنه في البحار (ج 51/ ص 157/ ح 5).

(١٣)

ثمّ قال: «إنَّ الله تعالى يقول في كتابه: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245]».
قال: «هو والله في صلة الإمام خاصَّة»(17).
أمَّا في هذا الزمان حيث إنَّ الإمام (عليه السلام) غائب، يصرف المؤمن ذلك المال الذي جعله صلةً وهديَّةً له (عليه السلام) في موارد فيها رضاه، كأنْ يُنفِقها على الصالحين الموالين له (عليه السلام)، فقد ورد في (البحار) نقلاً عن (كامل الزيارات) أنَّ الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
«من لم يقدر أنْ يزورنا فليزر صالحي موالينا يُكتَب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يُكتَب له ثواب صلتنا»(18).
السادس:
التصدُّق عنه (عليه السلام) بقصد سلامته.
كما ورد ذلك في كتاب (النجم الثاقب) مفصَّلاً(19).
السابع:
معرفة صفاته، والعزم على نصرته في أيِّ حالٍ كان، والبكاء والتألُّم لفراقه (عليه السلام).
كما ورد ذلك أيضاً في كتاب (النجم الثاقب) مفصَّلاً(20).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(17) الكافي (ج 1/ ص 451/ ح 2).
(18) البحار (ج 102/ ص 295/ ح 1)، عن كامل الزيارة (ص 319).
(19) النجم الثاقب (ص 442).
(20) النجم الثاقب (ص 424).

(١٤)

الثامن:
طلب معرفته (عليه السلام) من الله (عزَّ وجلَّ).
فيقرأ هذا الدعاء المروي عن الصادق (عليه السلام) في (الكافي) و(كمال الدِّين) وغيره:
«اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإنَّكَ إِنْ لَم تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَم أَعرِفْ نَبِيَّكَ.
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فإنَّكَ إِنْ لَم تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعرفْ حُجَتَكَ.
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَن دِيْنِي»(21).
التاسع:
المداومة على قراءة هذا الدعاء المروي عن الصادق (عليه السلام) كما ورد في (كمال الدِّين)، وهو:
«يَا اللهُ، يَا رَحْمنُ، يَا رَحِيمُ، يَا مُقلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِيْنِكَ»(22).
العاشر:
إعطاء القرابين نيابةً عنه (عليه السلام) بقدر الاستطاعة.
كما ورد ذلك في (النجم الثاقب)(23).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(21) الكافي (ج 1/ ص 272/ ح 5)، كمال الدِّين (ج 2/ ص 342/ ح 24)، وعنه في البحار (ج 52/ ص 146/ ح 70).
(22) كمال الدِّين (ج 2/ ص 352/ ح 49).
(23) النجم الثاقب (ص 444).

(١٥)

الحادي عشر:
عدم ذكر اسمه، وهو نفس اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتسميته بألقاب، مثل: القائم، المنتظر، الحجَّة، المهدي، الإمام، الغائب، وغيرها.
فقد ورد في أخبار كثيرة أنَّ تسمية اسمه في عصر الغيبة حرام(24).
الثاني عشر:
القيام احتراماً عند ذكر اسمه، وخصوصاً لقب (القائم).
كما ورد ذلك في (النجم الثاقب)(25).
الثالث عشر:
إعداد السلاح للجهاد بين يديه.
فقد ورد في (البحار) عن (غيبة النعماني) أنَّ الصادق (عليه السلام) قال:
«ليعدَّنَّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإنَّ الله تعالى إذا علم ذلك من نيَّته رجوت لأنْ ينسئ في عمره حتَّى يُدرِكه»(26).
الرابع عشر:
التوسُّل به (عليه السلام) في المهمَّات، وإرسال رسائل الاستغاثة له (عليه السلام) كما ورد نصُّها في (البحار)(27).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(24) الكافي (ج 1/ ص 332).
(25) النجم الثاقب (ص 444).
(26) البحار (ج 52/ ص 366/ ح 146)، عن غيبة النعماني (ص 320/ ح 10).
(27) البحار (ج 94/ ص 29).

(١٦)

الخامس عشر:
القسم على الله تعالى به (عليه السلام) في الدعاء، وجعله شفيعاً في قضاء الحوائج، كما ورد في (كمال الدِّين)(28).
السادس عشر:
الثبات على الدِّين القويم، وعدم اتِّباع الدعوات الباطلة المزخرفة.
وذلك لأنَّ الظهور لا يكون قبل خروج السفياني والصيحة في السماء، فقد ورد في أخبار كثيرة:
«اسكن ما سكنت السماء من النداء، والأرض من الخسف بالجيش»(29).
وورد في (البحار) عن (غيبة الطوسي) أنَّ الإمام الرضا (عليه السلام) قال:
«ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء، صوتاً منها: ألَا لعنة الله على القوم الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث - يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس -: هذا أمير المؤمنين قد كرَّ في هلاك الظالمين»(30).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(28) كمال الدِّين (ص 493/ ح 18).
(29) أمالي الطوسي (ص 412)، ومعاني الأخبار (ص 266)، وعنهما في البحار (ج 52/ ص 189/ ح 16 و17).
(30) غيبة الطوسي (ص 268)، وعنه في البحار (ج 52/ ص 289/ ح 28).

(١٧)

وورد في حديث آخر:
«أنَّ جبرئيل ينادي في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان نداء يسمعه جميع الخلائق: (أنَّ الحقَّ مع عليٍّ وشيعته)، وفي آخر النهار ينادي إبليس: (أنَّ الحقَّ مع عثمان وشيعته)، فعند ذلك يرتاب المبطلون»(31).
وفي حديث آخر:
«ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: ألَا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه»(32).
وورد في (كمال الدِّين) عن الصادق (عليه السلام):
«أوَّل من يبايع القائم (عليه السلام) جبرئيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثمّ يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس، ثمّ ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق: ﴿أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل: 1]».
وفي حديث آخر:
«فيبعث الله تبارك وتعالى ريحاً فتنادي بكلِّ وادٍ: هذا المهدي، يقضي بقضاء داود وسليمان (عليهما السلام) لا يريد عليه بيِّنة»(33).
السابع عشر:
العزلة عن عموم الناس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(31) الإرشاد (ج 2 / ص 371).
(32) كمال الدِّين (ج 2/ ص 372/ ح 5).
(33) كمال الدِّين (ج 2/ ص 671/ ح 19).

(١٨)

فقد ورد في (كمال الدِّين) عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال:
«يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إنَّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أنْ يناديهم الباري (جلَّ جلاله) فيقول: عبادي وإمائي، آمنتم بسرِّي وصدَّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منِّي، فأنتم عبادي وإمائي حقًّا، منكم أتقبَّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي».
قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله، فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: «حفظ اللسان ولزوم البيت»(34).
أي يبتعد عن معاشرة الناس إلَّا في الضرورات، فإنَّهم يُنسونه ذكر إمامه.
الثامن عشر:
الصلاة عليه (عجَّل الله فرجه).
وسيأتي ذكر بعض الصلوات المرويَّة إنْ شاء الله تعالى.
التاسع عشر:
ذكر فضائله ومناقبه (سلام الله عليه).
وذلك لأنَّه وليُّ النعمة وسبب كلِّ النِّعَم الإلهيَّة الواصلة إلينا، كما أوضحت ذلك في كتاب (مكيال المكارم)(35)، فأحد أنواع الشكر لوليِّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(34) كمال الدِّين (ج 1/ ص 330/ ح 15).
(35) مكيال المكارم (ج 1/ ص 36).

(١٩)

النعمة هو ذكر فضائله وكمالاته وإحسانه، كما ورد في (مكارم الأخلاق)(36) عن سيِّد الساجدين (عليه السلام) في حقِّ ذي المعروف علينا من (رسالة الحقوق).
العشرون:
إظهار الشوق لرؤية جماله المبارك حقيقةً.
كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما أشار إلى صدره وتأوَّه شوقاً إلى لقائه(37) [وهو لم يُولَد بعد].
الحادي والعشرون:
دعوة الناس لمعرفته وخدمته وخدمة آبائه الطاهرين.
فقد ورد في (الكافي) عن سليمان بن خالد أنَّه قال للصادق (عليه السلام):
إنَّ لي أهل بيت وهم يسمعون منِّي، أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): «نعم، إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]»(38).
الثاني والعشرون:
الصبر على المصاعب، وعلى تكذيب وأذى ولوم أعدائه في زمان غيبته (عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(36) مكارم الأخلاق (ص 459).
(37) غيبة النعماني (ص 214)، وعنه في البحار (ج 51/ ص 115/ ح 14).
(38) الكافي (ج 2/ ص 211/ ح 1).

(٢٠)

فقد ورد في (كمال الدِّين) عن سيِّد الشهداء (عليه السلام) أنَّه قال:
«أمَا إنَّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»(39).
الثالث والعشرون:
إهداء ثواب الأعمال الصالحة كقراءة القرآن وغيرها إليه (سلام الله عليه).
الرابع والعشرون:
زيارته (عليه السلام).
وهذين العملين الأخيرين غير مختصَّين به (عليه السلام)، بل وردا بشأن جميع الأئمَّة (عليهم السلام).
الخامس والعشرون:
الدعاء لتعجيل ظهوره، وطلب الفتح والنصر له (عليه السلام) من الله تعالى.
ولهذا العمل فوائد وثمار كثيرة جدًّا، وقد جمعتها نقلاً عن أخبار الأئمَّة الأطهار، وذكرتها في كتاب (أبواب الجنَّات آداب الجمعات) باللغة الفارسيَّة، وفي كتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام)) وهو باللغة العربيَّة.
وقد ورد في التوقيع الشريف المروي في (الاحتجاج) عنه (عليه السلام):

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(39) كمال الدِّين (ج 1/ ص 317/ ح 3).

(٢١)

«وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنَّ ذلك فرجكم»(40).
وروي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنَّه قال:
«والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلَّا من ثبَّته الله (عزَّ وجلَّ) على القول بإمامته، ووفَّقه للدعاء بتعجيل فرجه»(41).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(40) الاحتجاج (ج 2/ ص 284).
(41) كمال الدِّين (ج 2/ ص 348/ ضمن الحديث 1).

(٢٢)

فصل في بعض الأدعية والزيارات

أمَّا الأدعية الواردة عن الأئمَّة (عليهم السلام) المختصَّة به (عليه السلام) فكثيرة جدًّا، وسأذكر في هذا المختصر خمساً منها:
1 - روي في (الفقيه) عن الإمام محمّد التقي (عليه السلام) أنَّه قال:
«إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:
رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً، وَبِالْقُرْآنِ كِتَاباً، [وَبِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نَبِيًّا] وَبِعَلِيٍّ (عليه السلام) وَلِيًّا، وَاَلْحَسَنِ وَاَلْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَاَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَاَلْحُجَّةِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهم السلام) أَئِمَّةً.
اَللَّهُمَّ وَلِيَّكَ اَلْحُجَّةَ فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَاُمْدُدْ لَهُ فِي عُمُرِهِ، وَاِجْعَلْهُ اَلْقَائِمَ بِأَمْرِكَ، اَلمُنْتَصِرَ لِدِينِكَ، وَأَرِهِ مَا يُحِبُّ، وَتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي ذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ وَفِي شِيعَتِهِ وَفِي عَدُوِّهِ، وَأَرِهِمْ مِنْهُ مَا يَحْذَرُونَ، وَأَرِهِ فِيهِمْ مَا يُحِبُّ وَتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَاِشْفِ بِهِ صُدُورَنَا وَصُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ»(42).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(42) من لا يحضره الفقيه (ج 1/ ص 327)، وفي مصباح المتهجِّد أنَّ الصادق الأمين (عليه السلام) قال: «... ولا في أحد من أحبَّتي».

(٢٣)

2 - ورد في (مكارم الأخلاق) وغيره عن الصادق (عليه السلام) قراءة هذا الدعاء بعد كلِّ فريضة:
«اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَللَّهُمَّ إِنَّ رَسُولَكَ اَلصَّادِقَ اَلمُصَدَّقَ اَلْأَمِينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: إِنَّكَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ: مَا تَرَدَّدَتُ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كُتَرَدُّدِي فِي قَبْضِ رُوحِ عَبْدِيَ اَلمُؤْمِنِ يَكْرَهُ اَلمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ.
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ لِوَليِّكَ اَلْفَرَجَ وَاَلرَّاحَةَ وَاَلنَّصْرَ وَاَلْكَرَامَةَ وَاَلْعَافِيَةَ، وَلَا تَسُؤنِي فِي نَفْسِي وَلَا في أَحَدٍ مِن أَحِبَّتِي»(43).
3 - الدعاء المذكور في (جمال الأُسبوع) عن الإمام الرضا (عليه السلام) في دعائه للحجَّة (عجَّل الله فرجه).
وليس لهذا الدعاء وقت معيَّن، بل في أيِّ وقتٍ تيسَّر قراءته، وأرجو أنْ لا تنسوني عندها بالدعاء:
«اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاِدْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَلِسَانِكَ اَلمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ وَعَيْنِكَ اَلنَّاظِرَةِ فِي بَرِيَّتِكَ وَشَاهِدِكَ عَلَى عِبَادِكَ اَلْجَحْجَاحِ اَلمُجَاهِدِ اَلمُجْتَهِدِ عَبْدِكَ اَلْعَائِذِ بِكَ.
اَللَّهُمَّ وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاِحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(43) مكارم الأخلاق (ص 284).

(٢٤)

وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ اَلَّذِي لَا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاِحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ وَآبَاءَهُ أَئِمَّتَكَ وَدَعَائِمَ دِينِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ، وَاِجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ اَلَّتِي لَا تَضِيعُ، وَفِي جِوَارِكَ اَلَّذِي لَا يُحْقَرُ، وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ اَلَّذِي لَا يُقْهَرُ.
اَللَّهُمَّ وَآمِنْهُ بِأَمَانِكَ اَلْوَثِيقِ اَلَّذِي لَا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاِجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ اَلَّذِي لَا يُضَامُ مَنْ كَانَ فِيهِ، وَاُنْصُرْهُ بِنَصْرِكَ اَلْعَزِيزِ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ اَلْغَالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلَائِكَتِكَ.
اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ اَلْحَصِينَةَ، وَحُفَّهُ بِالمَلَائِكَةِ حَفًّا.
اَللَّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ اَلْقَائِمِينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْبَاعِ اَلنَّبِيِّينَ.
اَللَّهُمَّ اِشْعَبْ بِهِ اَلصَّدْعَ، وَاُرْتُقْ بِهِ اَلْفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِ اَلْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِ اَلْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقَائِهِ اَلْأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَاُنْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَاِفْتَحْ لَهُ فَتَحاً يَسيْراً، وَاِجْعَلْ لَهُ مِن لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلْطَاناً نَصِيُراً.
اَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ اَلْقَائِمَ اَلمُنْتَظَرَ وَاَلْإِمَامَ اَلَّذِي بِهِ تُنْتَصَرُ، وَأَيِّدْهُ بِنَصْرٍ عَزِيزٍ وَفَتْحٍ قَريبٍ، وَوَرِّثْهُ مَشَارِقَ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا اَللَّآتِي بَارَكْتَ فِيهَا، وَأَحْيِ بِهِ سُنَّةَ نَبيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ اَلخَلْقِ، وَقَوِّ نَاصِرَهُ وَاُخْذُلْ خَاذِلَهُ وَدَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ عَلَى مَنْ غَشَّهُ.
اَللَّهُمَّ اُقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ اَلْكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعَائِمَهُ وَاَلْقُوَّامَ بِهِ، وَاِقْصِمْ

(٢٥)

بِهِ رُؤُوسَ اَلضَّلَالَةِ وَشَارِعَةَ اَلْبِدَعِ وَمُمِيتَةَ اَلسُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ اَلْبَاطِلِ، وَأَذْلِلْ بِهِ اَلْجَبَّارِينَ، وَأَبِرْ بِهِ اَلْكَافِرِينَ وَجَمِيعَ اَلمُلْحِدِينَ حَيْثُ كَانُوا وَأَيْنَ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا حَتَّى لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً.
اَللَّهُمَّ وَطَهِّرْ مِنْهُمْ بِلَادَكَ، وَاِشْفِ مِنْهُمْ عِبَادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ اَلمُرْسَلِينَ، وَدَارِسَ حِكَمِ اَلنَّبِيِّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا مُحِيَ مِنْ دِينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضًّا جَدِيداً صَحِيحاً مَحْضاً لَا عِوَجَ فِيهِ وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتَّى تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ اَلْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نِيرَانَ اَلْكُفْرِ، وَتظهر بِهِ مَعَاقِدَ اَلْحَقِّ، وَمَجْهُولَ اَلْعَدْلِ، وَتُوضِحَ بِهِ مُشْكِلَاتِ اَلْحُكْمِ.
اَللَّهُمَّ وَإِنَّهُ عَبْدُكَ اَلَّذِي اِسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاِصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَاِصْطَفَيْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ وَاِئْتَمَنْتَهُ عَلَى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ اَلذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ اَلْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ اَلرِّجْسِ، وَصَرَفتَهُ عَنِ اَلدَّنَسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ اَلرَّيْبِ.
اَللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ اَلطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلَمْ يَأْتِ حُوباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ لَكَ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طَاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً، وَأَنَّهُ اَلتَّقِيُّ اَلْهَادِيُّ اَلمَهْدِيُّ اَلطَّاهِرُ اَلتَّقِيُّ اَلْوَفِيُّ اَلرَّضِيُّ اَلزَّكِيُّ.
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ، وَأَعْطِهِ فِي نَفسِهِ وَوَلدِهِ وَأَهْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِه مَا تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتُسِرُّ بِهِ نَفسَهُ، وَتُجْمِعُ لَهُ مُلْكَ

(٢٦)

اَلمَمْلَكَاتِ كُلِّها قَرِيِبِهَا وَبَعِيِدِهَا وَعَزِيِزِهَا وَذَلِيلِهَا حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلَى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ عَلَى كُلِّ بَاطِلِ.
اَللَّهُمَ وَاُسْلُكْ بِنَا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ اَلْهدَى، وَاَلمَحَجَّةَ اَلْعُظْمَى، وَاَلطَّرِيقَةَ اَلْوُسْطَى اَلَّتي يَرجِعُ إِلَيهَا اَلْغَالِي وَيَلْحَقُ بِهَا اَلتَّالِي.
اَللَّهُمَّ وَقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَثَبِّتْنَا عَلَى مُشَايَعَتِهِ، وَاُمْنُنْ عَلَينَا بِمُتَابَعَتِهِ، وَاِجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ، اَلقَوَّامِينَ بأَمرِه، اَلصَّابِرِينَ مَعَهُ، اَلطَّالِبِينَ رِضَاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ فِي أَنْصَارِه وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحِمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَّا لَكَ خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ حَتَّى لَا نعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ، وَحَتَّى تُحِلَّناَ مَحِلَّهُ، وَتَجْعَلَنَا فِي اَلْجَنَّةِ مَعَهُ، وَلَا تَبْتَلِنَا فِي أَمْرِهِ بِالسَّأْمَةِ وَاَلْكَسَلِ وَاَلْفَتَرةِ وَاَلْفَشَلِ، وَاجْعَلْنَا ممَّن تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِيِنِكَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَليِّكَ، وَلَا تَسْتَبْدِلْ بِنَا غَيْرَنَا فَإنَّ اِسْتِبْدَالَكَ بِنَا غَيْرَنَا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَبِيرٌ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وُلَاةِ عُهُودِهِ، وبَلِّغْهُم آمَالَهُمْ، وَزِدْ في آجَالِهِمْ، وَاُنْصُرْهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُ مَا أَسْنَدْتَ إِلَيهِمْ مِنْ أَمْرِ دِينِكَ، وَاِجْعَلْنَا لَهُم أَعْوَاناً، وَعَلَى دِينِكَ أَنْصَاراً، وَصَلِّ عَلَى آبَائِهِ اَلطَّاهِرِينَ، اَلْأَئِمَّةِ اَلرَّاشِدِيْنَ.
اَللَّهُمَّ فَإِنَّهُمْ مَعَادِنُ كَلِمَاتِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَوُلَاةُ أَمْرِكَ، وَخَالِصَتُكَ مِنْ عِبَادِكَ، وَخِيَرتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وأَوْلِيَائِكَ وَسَلَائِلِ أَوْلِيَائِكَ، وَصَفوَتِكَ وَأَوْلَادِ أَصْفِيَائِكَ، صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

(٢٧)

اَللَّهُمَّ وَشُرَكَاؤُهُ فِي أَمْرِهِ وَمُعَاوِنُوهُ عَلَى طَاعَتِكَ اَلَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ حِصْنَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَفْزَعَهُ وَأُنْسَهُ اَلَّذِينَ سَلَوْا عَنِ اَلْأَهْلِ وَاَلْأَوْلَادِ وَتَجَافَوا اَلْوَطَنَ وَعَطَّلُوا اَلْوَثِيرَ مِنَ اَلْمِهَادِ، قَدْ رَفَضُوا تِجَارَاتِهِم، وَأَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ، وَفُقِدُوا فِي أَندِيَتِهِمْ بغَيْرِ غَيْبةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ، وَحَالَفُوا اَلْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُم عَلَى أَمْرِهِمْ، وَخَالَفُوا اَلْقَرِيبَ مِمَّنْ صَدَّ عَن وِجْهَتِهِمْ، وَاِئتَلَفْوا بَعْدَ اَلتَّدَابُر وَاَلتَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِمْ، وَقَطَعُوا اَلْأَسْبَابَ اَلمُتَّصِلَةِ بِعَاجِلِ حُطَامٍ مِنَ اَلدُّنْيَا، فَاجْعَلْهُم اَللَّهُمَّ فِي حِرْزِكَ وَفِي ظِلِّ كَنَفِكَ، وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَن قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ خَلْفِكَ، وَأَجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِن كِفَايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ لَهُمْ وَتَأْيِيدِكَ وَنَصْرِكَ إِيَّاهُمْ مَا تُعِينُهُمْ بِهِ عَلَى طَاعَتِكَ، وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُوُرِكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاِمْلَأْ بِهِمْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ اَلْآفَاقِ، وَقُطْرٍ مِنَ اَلْأَقْطَارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَرَحْمَةً وَفَضْلاً، وَاُشْكُرْ لَهُمْ عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ، وَمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى اَلْقَائِمِينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ، وَادَّخِرْ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ اَلدَّرَجَاتِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ، وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدْ، آمِينَ رَبَّ اَلْعَالَمِينَ»(44).
4 - الصلوات التي وردت عنه (عليه السلام) في (جمال الأُسبوع) و(البحار)، وتشتمل على الدعاء له والصلاة عليه:
بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
«اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ اَلمُرْسَلِينَ، وَخَاتَمِ اَلنَّبِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(44) جمال الأُسبوع (ص 513).

(٢٨)

اَلْعَالَمِينَ، ‏اَلمُنْتَجَبِ فِي اَلْمِيثَاقِ، اَلمُصْطَفَى فِي اَلظِّلَالِ، اَلمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، اَلْبَرِي‏ءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ،‏ اَلمُؤَمَّلِ لِلنَّجَاةِ، اَلمُرْتَجَى لِلشَّفَاعَةِ، اَلمُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اَللهِ.
اَللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَاِرْفَعْ دَرَجَتَهُ،‏ وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ اَلْفَضْلَ وَاَلْفَضِيلَةَ وَاَلمَنْزِلَةَ وَاَلْوَسِيلَةَ وَاَلدَّرَجَةَ اَلرَّفِيعَةَ، وَاِبْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ اَلْأَوَّلُونَ وَاَلْآخِرُونَ‏.
وَصَلِّ عَلَى أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ اَلْغُرِّ اَلمُحَجَّلِينَ، وَسَيِّدِ اَلْوَصِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
‏وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
‏وَصَلِّ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
‏وَصَلِّ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.

(٢٩)

وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
‏وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
وَصَلِّ عَلَى اَلْخَلَفِ اَلْهَادِي اَلمَهْدِيِّ إِمَامِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ اَلمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‏.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، اَلْأَئِمَّةِ اَلْهَادِينَ، اَلْعُلَمَاءِ اَلصَّادِقِينَ، اَلْأَبْرَارِ اَلمُتَّقِينَ، دَعَائِمِ دِينِكَ، ‏وَأَرْكَانِ تَوْحِيدِكَ، وَتَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَخُلَفَائِكَ فِي أَرْضِكَ، ‏الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلَى عِبَادِكَ، وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ، ‏وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ،‏ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، ‏وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلَائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ‏.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ، صَلَاةً زَاكِيَةً نَامِيَةً كَثِيرَةً دَائِمَةً طَيِّبَةً، لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَسَعُهَا إِلَّا عِلْمُكَ، وَلَا يُحْصِيهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ.

(٣٠)

اَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ اَلمُحْيِي سُنَّتَكَ، اَلْقَائِمِ بِأَمْرِكَ، اَلدَّاعِي إِلَيْكَ، اَلدَّلِيلِ عَلَيْكَ‏، حُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَشَاهِدِكَ عَلَى عِبَادِكَ.
اَللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ، وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقَائِهِ.
اَللَّهُمَّ اِكْفِهِ بَغْيَ اَلْحَاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ اَلْكَائِدِينَ، وَاُزْجُرْ عَنْهُ إِرَادَةَ اَلظَّالِمِينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي اَلْجَبَّارِينَ‏.
اَللَّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ وَخَاصَّتِهِ وَعَامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ‏ وَجَمِيعِ أَهْلِ الدُّنْيَا مَا تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، ‏وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا أَمَّلَهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اَللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا اِمْتَحَى (مُحِيَ) مِنْ دِينِكَ، وَأَحْيِ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ كِتَابِكَ‏، وَأَظْهِرْ بِهِ مَا غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضًّا جَدِيداً خَالِصاً مُخْلَصاً لَا شَكَّ فِيهِ، وَلَا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلَا بَاطِلَ عِنْدَهُ، وَلَا بِدْعَةَ لَدَيْهِ‏.
اَللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاِهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلَالَةٍ، وَاِقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نَارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلِّ جَائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلَى كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ سُلْطَانٍ.
‏اَللَّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ نَاوَاهُ، وَأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عَادَاهُ، وَاُمْكُرْ بِمَنْ كَادَهُ، ‏وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاِسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعَى فِي إِطْفَاءِ نُورِهِ، وَأَرَادَ إِخْمَادَ ذِكْرِهِ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ اَلمُصْطَفَى، وَعَلِيٍّ اَلمُرْتَضَى،‏ وَفَاطِمَةَ اَلزَّهْرَاءِ،

(٣١)

وَاَلْحَسَنِ اَلرِّضَا، وَالْحُسَيْنِ اَلمُصَفَّى، ‏وَجَمِيعِ الْأَوْصِيَاءِ مَصَابِيحِ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ اَلْهُدَى‏، وَمَنَارِ اَلتُّقَى، وَاَلْعُرْوَةِ اَلْوُثْقَى، وَاَلْحَبْلِ اَلمَتِينِ، وَاَلصِّرَاطِ اَلمُسْتَقِيمِ.
‏وَصَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ وَوُلَاةِ عَهْدِكَ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فِي أَعْمَارِهِمْ، ‏وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصَى آمَالِهِمْ دِيناً وَدُنْيَا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»(45).
5 - الدعاء الذي ذُكِرَ في (النجم الثاقب) لكافَّة الأوقات، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، وخاصَّةً في ليلة الثالث والعشرين منه، فتقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبيِّ وآله (عليهم الصلاة والسلام):
«اَللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ اَلْقَائِمِ بِأَمْرِكَ اَلْحُجَّةِ بْنِ اَلحَسَنِ اَلمَهْدِيِّ عَلَيه وَعَلَى آبَائِهِ أَفْضَلُ اَلصَّلَوَاةِ وَاَلسَّلَامِ فِي هَذِهِ اَلسَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيًّا وَحَافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَمُؤَيِّداً حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَولاً وَعَرْضاً وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَتَهُ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ اَلْوَارِثينَ.
اَللَّهُمَّ اُنْصُرْهُ وَاِنْتَصِرْ بِهِ، وَاِجْعَلِ اَلنَّصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلَى يَدِهِ، وَاِجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ وَاَلْفَتحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلَا تُوَجِّهِ اَلْأَمْرَ إلَى غَيْرِهِ.
اَللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ اَلحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ اَلْخَلْقِ.
اَللَّهُمَّ إنِّي أَرْغَبُ إِلَيكَ فِي دَولَةٍ كَرِيمةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإسَلَامَ وَأَهْلَهُ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(45) جمال الأُسبوع (ص 500)، والبحار (ج 99/ ص 114)، النجم الثاقب (ص 434).

(٣٢)

وَتُذِلَّ بهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ اَلدُّعَاةِ إلَى طَاعَتِكَ، وَاَلْقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ، وَآتِنَا فِي اَلدُّنيَا حَسَنةً، وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ، واِجْمَعْ لَنَا خَيرَ اَلدَّارَيْنِ، واِقْضِ عَنَّا جَمِيعَ مَا تُحِبُّ فِيهِمَا، وَاجْعَلْ لَنَا فِي ذَلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ فِي عَافِيةٍ، آمين رَبَّ اَلْعَالَمِينَ، وَزِدْنا مِن فَضْلِكَ وَيَدِكَ اَلمَلْأَى، فَإنَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنقُصُ مِنْ مُلْكِهِ وَعَطَاؤُكِ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ».
وأمَّا زيارته (عليه السلام):
فقد ورد في (الاحتجاج) أنَّ حضرة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه) قال في توقيعه الشريف إلى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري:
«إذا أردتم التوجُّه بنا إلى الله وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى:
سَلَامٌ عَلَى آلِ يس، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اَللهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِهِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اَللهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ‏.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اَللهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اَللهِ وَدَلِيلَ إِرَادَتِهِ‏.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اَللهِ وَتَرْجُمَانَهُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأَطْرَافِ نَهَارِكَ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اَللهِ فِي أَرْضِهِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مِيثَاقَ اَللهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَعْدَ اَللهِ الَّذِي ضَمِنَهُ‏.

(٣٣)

اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْعَلَمُ اَلمَنْصُوبُ، وَاَلْعِلْمُ اَلمَصْبُوبُ، وَاَلْغَوْثُ وَاَلرَّحْمَةُ اَلْوَاسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ‏.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ‏.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ فِي اَللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَاَلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْإِمَامُ اَلمَأْمُونُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلمُقَدَّمُ اَلمَأْمُولُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ بِجَوَامِعِ اَلسَّلَامِ‏.
أُشْهِدُكَ يَا مَوْلَايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،‏ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لَا حَبِيبَ إِلَّا هُوَ وَأَهْلُهُ.
وَأُشْهِدُكَ يَا مَوْلَايَ أَنَّ عَلِيًّا أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ حُجَّتُهُ، ‏وَاَلْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَاَلْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، ‏وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ ابْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى حُجَّتُهُ، ‏وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ اِبْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَاَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ.

(٣٤)

‏وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اَللهِ، أَنْتُمْ اَلْأَوَّلُ وَاَلْآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا رَيْبَ فِيهَا يَوْمَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً، وَأَنَّ اَلمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ نَاكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَاَلْبَعْثَ حَقٌّ،‏ وَأَنَّ اَلصِّرَاطَ حَقٌّ، وَاَلْمِرْصَادَ حَقٌّ، وَاَلْمِيزَانَ حَقٌّ، وَاَلْحَشْرَ حَقٌ، ‏وَاَلْحِسَابَ حَقٌّ، وَاَلْجَنَّةَ وَاَلنَّارَ حَقٌّ، وَاَلْوَعْدَ وَاَلْوَعِيدَ بِهِمَا حَقٌّ.
يَا مَوْلَايَ، شَقِيَ مَنْ خَالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ، فَاشْهَدْ عَلَى مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، ‏وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَرِيءٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالْحَقُّ مَا رَضِيتُمُوهُ، وَاَلْبَاطِلُ مَا أَسْخَطْتُمُوهُ،‏ وَاَلمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ، وَاَلمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ‏، وَبِأَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، وَبِكُمْ يَا مَوْلَايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتِي خَالِصَةٌ لَكُمْ، آمِينَ آمِينَ».
ويقرأ هذا الدعاء بعد الزيارة:
«اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ، وَكَلِمَةِ نُورِكَ،‏ وَأَنْ تَمْلَأَ قَلْبِي نُورَ اَلْيَقِينِ، وَصَدْرِي نُورَ اَلْإِيمَانِ، وَفِكْرِي نُورَ اَلنِّيَّاتِ، وَعَزْمِي نُورَ اَلْعِلْمِ‏، وَقُوَّتِي نُورَ اَلْعَمَلِ، وَلِسَانِي نُورَ اَلصِّدْقِ، وَدِينِي نُورَ اَلْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، ‏وَبَصَرِي نُورَ اَلضِّيَاءِ، وَسَمْعِي نُورَ اَلْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتِي نُورَ اَلمُوَالَاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ (عليهم السلام)، حَتَّى أَلْقَاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ، فَيَسَعَنِي رَحْمَتُكَ، يَا وَلِيُّ يَا حَمِيدُ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَخَلِيفَتِكَ فِي

(٣٥)

بِلَادِكَ، وَاَلدَّاعِي إِلَى سَبِيلِكَ، ‏وَاَلْقَائِمِ بِقِسْطِكَ، وَاَلثَّائِرِ بِأَمْرِكَ، وَلِيِّ اَلمُؤْمِنِينَ، وَبَوَارِ اَلْكَافِرِينَ، وَمُجَلِّي اَلظُّلْمَةِ، وَمُنِيرِ اَلْحَقِّ، وَاَلنَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَاَلصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ اَلتَّامَّةِ فِي أَرْضِكَ، اَلمُرْتَقِبِ اَلْخَائِفِ، وَاَلْوَلِيِّ اَلنَّاصِحِ، ‏سَفِينَةِ اَلنَّجَاةِ، وَعَلَمِ اَلْهُدَى، وَنُورِ أَبْصَارِ اَلْوَرَى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدَى،‏ وَمُجَلِّي اَلْعَمَى (الْغَمَّاءِ)، الَّذِي يَمْلَأُ اَلْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ، وَابْنِ أَوْلِيَائِكَ، الَّذِينَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً.
اَللَّهُمَّ اُنْصُرْهُ، وَاِنْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَأَوْلِيَاءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصَارَهُ، وَاِجْعَلْنَا مِنْهُمُ.
‏اَللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَطَاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ، ‏وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَاُحْرُسْهُ وَاِمْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَاُنْصُرْ نَاصِرِيهِ، وَاُخْذُلْ خَاذِلِيهِ، وَاقْصِمْ قَاصِمِيهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاُقْتُلْ بِهِ اَلْكُفَّارَ وَاَلمُنَافِقِينَ وَجَمِيعَ اَلمُلْحِدِينَ حَيْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، بَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَاِمْلَأْ بِهِ اَلْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وَاجْعَلْنِي اَللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ، ‏وَأَرِنِي فِي آلِ

(٣٦)

مُحَمَّدٍ (عليهم السلام) مَا يَأْمُلُونَ، وَفِي عَدُوِّهِمْ مَا يَحْذَرُونَ، ‏إِلَهَ اَلْحَقِّ آمِينَ، يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَاَلْإِكْرَامِ، يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ»‏.
دعاء العهد الصغير:
ويُقرَأ يوميًّا بعد صلاة الصبح باعتباره زيارة له (عليه السلام)، وقد ورد في (البحار) و(زاد المعاد) وغيرها، وهو:
«اَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَايَ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْهِ، عَنْ جَمِيعِ اَلمُؤْمِنِينَ وَاَلمُؤْمِنَاتِ، ‏فِي مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ،‏ وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ اَلصَّلَوَاتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اَللهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ، ‏وَمُنْتَهَى رِضَاهُ، وَعَدَدَ مَا أَحْصَاهُ كِتَابُهُ، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
اَللَّهُمَّ (إِنِّي) أُجَدِّدُ لَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي.
اَللَّهُمَّ كَمَا شَرَّفْتَنِي بِهَذَا اَلتَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلَى مَوْلَايَ وَسَيِّدِي صَاحِبِ الزَّمَانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَاَلذَّابِّينَ عَنْهُ،‏ وَاجْعَلْنِي مِنَ اَلمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي اَلصَّفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتَابِكَ‏، فَقُلْتَ: ﴿صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصفّ: 4]، عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ (عليهم السلام).

(٣٧)

اَللَّهُمَّ هَذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ»(46).
صلاة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه):
كما ورد في (جمال الأُسبوع) وغيره، وهي ركعتان في كلِّ ركعة تقرأ الحمد و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وعندما تصل إلى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تُكرِّرها مائة مرَّة.
وفي رواية تُصلِّي بعدها مائة مرَّة على النبيِّ وآله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وبرواية السيِّد ابن طاوس (رحمة الله عليه) تقرأ هذا الدعاء(47) بعدها:
«‏اَللَّهُمَّ عَظُمَ اَلْبَلَاءُ، وَبَرِحَ اَلْخَفَاءُ(48)، وَانْكَشَفَ اَلْغِطَاءُ، وَضَاقَتِ اَلْأَرْضُ وَمُنِعَتِ اَلسَّمَاءُ، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ اَلمُشْتَكَى، وَعَلَيْكَ اَلمُعَوَّلُ فِي اَلشِّدَّةِ وَاَلرَّخَاءِ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اَلَّذِينَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِمْ، وَعَجِّلِ اَللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقَائِمِهِمْ، وَأَظْهِرْ إِعْزَازَهُ، ‏يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، اِكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَايَ، ‏يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، اُنْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَايَ‏، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، اِحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَايَ، ‏يَا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(46) زاد المعاد (ص 322).
(47) وورد في رواية: أنَّ حضرة صاحب الأمر (عليه السلام) علَّم هذا الدعاء لأحد الأصحاب، وببركته نجا من القتل. (المؤلِّف).
(48) يعني زاد ظلم الأعداء. وفي بعض النُّسَخ: (برح الخفاء)، يعني اشتدَّت صعوبة اختفاء إمامنا، أو اشتدَّت صعوبة اختفاء طريق نجاة المؤمنين. (المؤلِّف).

(٣٨)

مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ اَلزَّمَانِ، يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ اَلزَّمَانِ، يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ اَلزَّمَانِ،‏ اَلْغَوْثَ اَلْغَوْثَ اَلْغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، اَلْأَمَانَ اَلْأَمَانَ اَلْأَمَانَ‏»(49).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(49) جمال الأُسبوع (ص 280)، البحار (ج 91/ ص 190).

(٣٩)

فصل: [الفوائد الحاصلة عند الدعاء للإمام (عجَّل الله فرجه)]

ونورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقيَّة الله (عليه السلام) بتعجيل ظهوره من الله (جلَّ شأنه)، والتي جمعتها من الآيات والأخبار، وهي كثيرة، وسأكتفي هنا بذكر (أربعة عشر) منها، وهي:
1 - يكون سبباً لطول العمر، كما ورد خاصَّةً في الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن الصادق (عليه السلام) بأنْ يُقرَأ بعد كلِّ فريضة(50).
2 - أنَّه نوع من أداء حقِّه (سلام الله عليه)، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
«قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتَّقين»(51).
أقول: ولأنَّ الإمام (عجَّل الله فرجه) رئيس وأفضل جميع المؤمنين، فيكون أداء حقِّه من أهمّ أعمال الخير وأفضلها.
3 - أنَّه سبب للحصول على شفاعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما ورد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(50) مكارم الأخلاق (ص 289)، تقدَّم في (ص 17 و18).
(51) البحار (ج 74/ ص 229/ ضمن الحديث 25).

(٤١)

عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(52)، ويُستفاد من بعض الأحاديث أنَّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر (عليه السلام).
4 - أنَّه يساعد اللهُ الداعيَ له (عليه السلام)، لأنَّ الدعاء له نوع من أنواع المساعدة والنصرة، ونصرته نصرة الله تعالى، وقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ [الحجّ: 40].
5 - إدخال السرور عليه بذلك، وقد ورد في (الكافي) عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنَّه قال:
«ما عُبِدَ الله بشيء أحبّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن»(53).
6 - أنَّه موجب لدعاء صاحب الأمر (عليه السلام) للداعي، وهذا يُستفاد من جملة من الروايات(54).
7 - أنَّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك لأنَّ نفع ظهوره (عليه السلام) يعود لهم جميعاً، بل لجميع الخلائق من أهل السماوات والأرضين، كما أوضحتُ ذلك في كتاب (مكيال المكارم)(55) بذكر روايات كثيرة حوله، فإنْ دعوت له (عليه السلام) بهذه النيَّة فسيكون دعاءً لهم جميعاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(52) الخصال (ص 196/ ح 1): «أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرُّوا إليه، والمحبُّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده».
(53) الكافي (ج 2/ ص 188/ ح 2).
(54) مهج الدعوات (ص 360): «واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيِّدين، وفي سبيلك مجاهدين، وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين...».
(55) مكيال المكارم (ج 1/ ص 377/ الباب الخامس).

(٤٢)

8 - أنَّه إظهار للمحبَّة والولاء له (عليه السلام)، فهو أقرب ذرّيَّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليه، فإظهار المحبَّة له أداء لأجر الرسالة، ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23].
9 - أنَّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمان غيبته(56).
10 - أنَّ الدعاء بتعجيل ظهوره (عليه السلام) تعظيم لله، وتعظيم لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتعظيم لكتاب الله حيث إنَّه سيعمل به في ظهوره، وتعظيم لدين الله (جلَّ شأنه) حيث إنَّه سيظهر ويغلب على الدِّين كلِّه، وتعظيم المسلمين بنجاتهم من الكُفَّار، وهذا موجب لدخول الجنَّة، كما ورد ذلك عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في (الخصال)(57).
11 - أنَّ الدعاء بتعجيل الفرج له (عليه السلام) موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم، وهذا موجب لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام، كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)(58).
12 - فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام)(59).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(56) الكافي (ج 2/ ص 507/ ح 2): «دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ويدفع المكروه».
(57) الخصال (ص 28/ ح 100): «حملة القرآن عرفاء أهل الجنَّة».
(58) تفصيل ذلك في مكيال المكارم (ج 1/ ص 439)، الصحيفة السجَّاديَّة الجامعة (ص 323/ دعاء 147): «اللَّهُمَّ وصلِّ على أولياءهم المعترفين بمقامهم...».
(59) مجمع البيان (ج 9/ ص 238): عن حارث بن مغيرة، قال: كنَّا عند أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: «العارف منكم لهذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه كمن جاهد مع قائم آل محمّد بسيفه»، ثمّ قال: «بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه»، ثمّ قال الثالثة: «بل والله كمن استُشهِدَ مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في فسطاطه».

(٤٣)

13 - الحصول على أجر لا يعلمه إلَّا الله (جلَّ شأنه)، وهو الفوز بثواب طلب ثأر سيِّد الشهداء (عليه السلام)، وذلك لأنَّ صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه) سيأخذ بثأره، فكلَّما تدعو بتعجيل فرجه (عليه السلام) ستشرك في أجر عمله (عليه السلام).
14 - ما ورد في (كمال الدِّين) عن أحمد بن إسحاق أنَّه قال:
دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليٍّ (عليه السلام) وأنا أُريد أنْ أسأله عن الخلف بعده.
فقال لي مبتدئاً: «يا أحمد بن إسحاق، إنَّ الله تبارك وتعالى لم يخلُ الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام)، ولا يخليها إلى أنْ تقوم الساعة من حجَّة الله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه يُنزل الغيث، وبه يُخرج بركات الأرض».
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك؟
فنهض (عليه السلام) مسرعاً، فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنَّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، فقال: «يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله (عزَّ وجلَّ) وعلى حُجَجه ما عرضت عليك ابني هذا، إنَّه سميُّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيُّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً. يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأُمَّة

(٤٤)

مثل الخضر (عليه السلام)، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلَّا من ثبَّته الله (عزَّ وجلَّ) على القول بإمامته، ووفَّقه للدعاء بتعجيل فرجه».
فقال أحمد ابن إسحاق: فقلت له: يا مولاي، فهل من علامة يطمئنُّ إليها قلبي؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح، قال: «أنا بقيَّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق»(60).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(60) كمال الدِّين (ج 2/ ص 348).

(٤٥)

[ذكر اثني عشر حديثاً عن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبي

يقول العاصي والجاني محمّد تقي بن عبد الرزَّاق الموسوي الأصفهاني (عفى الله تعالى عنهما):
لقد رأيت من المناسب، بل اللازم في هذا المقام ذكر اثني عشر حديثاً عن غيبة ذلك الإمام عالي المقام عن أبصار الأنام نقلاً عن الأئمَّة الكرام (عليهم الصلاة والسلام)، حتَّى يكون نفعه للخواصِّ والعوامِّ بالكمال والتمام، فيكون لهذا الضعيف ذخيرة يوم القيامة. وقد انتخبتها من كتاب (كمال الدِّين وتمام النعمة) تأليف الشيخ الصدوق(61) (رحمه الله تعالى)، آملاً أنْ يكون هذا العمل تحت النظر المبارك لذلك الوليِّ إنْ شاء الله تعالى.
الحديث الأوَّل:
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال: «المهدي من ولدي، اسمه اسمي،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(61) اسمه المبارك: محمّد بن عليِّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمِّي. بشارة ولادته جاءت من صاحب الأمر (عليه السلام). توفَّى سنة (381 هـ). قبره في أطراف طهران، جلالة قدره غنيَّة عن البيان، صنَّف نحو ثلاثمائة كتاب، رحمة الله عليه. (المؤلِّف).

(٤٧)

وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، تكون له غيبة وحيرة تضلُّ فيها الأُمَم، ثمّ يُقبل كالشهاب الثاقب، يملأها عدلاً وقسطاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً»(62).
الحديث الثاني:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال الأصبغ بن نباتة:
أتيت أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فوجدته متفكِّراً ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك متفكِّراً تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟!
فقال: «لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قطُّ، ولكن فكَّرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً، تكون له حيرة وغيبة يضلُّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون».
فقلت: يا أمير المؤمنين، وإنَّ هذا لكائن؟!
فقال: «نعم، كما أنَّه مخلوق»(63).
الحديث الثالث:
عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) أنَّه قال:
«ما منَّا أحد إلَّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلَّا القائم الذي يُصلِّي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، فإنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يُخفي ولادته،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(62) كمال الدِّين (ج 1/ ص 286/ ح 1 و4).
(63) كمال الدِّين (ج 1/ ص 289/ ح 1).

(٤٨)

ويُغيِّب شخصه، لئلَّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيِّدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يُظهِره بقدرته في صورة شابٍّ دون أربعين سنة، ذلك ليُعلَم أنَّ الله على كلِّ شيء قدير»(64).
الحديث الرابع:
عن سيِّد الشهداء (عليه السلام) أنَّه قال:
«قائم هذه الأُمَّة هو التاسع من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حيٌّ»(65).
الحديث الخامس:
عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنَّه قال لأبي خالد الكابلي:
«ثمّ تمتدُّ الغيبة بوليِّ الله (عزَّ وجلَّ) الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمَّة بعده. يا أبا خالد، إنَّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلِّ زمان، لأنَّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف، أُولئك المخلصون حقًّا وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله (عزَّ وجلَّ) سرًّا وجهراً»(66).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(64) كمال الدِّين (ج 1/ ص 316/ ح 2).
(65) كمال الدِّين (ج 1/ ص 317/ ح 2).
(66) كمال الدِّين (ج 1/ ص 320/ ح 2).

(٤٩)

الحديث السادس:
عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنَّه قال:
«هو المهدي من هذه العترة، تكون له حيرة وغيبة يضلُّ فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام»(67).
الحديث السابع:
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، برواية عبد الله بن أبي يعفور أنَّه قال:
«من أقرَّ بالأئمَّة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقرَّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نبوَّته».
فقلت: يا سيِّدي، ومن المهدي من ولدك؟
قال: «الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه، ولا يحلُّ لكم تسميته»(68).
الحديث الثامن:
عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) أنَّه قال:
«إذا فُقِدَ الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنَّكم أحد عنها. يا بنيَّ، إنَّه لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتَّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنَّما هي محنة من الله (عزَّ وجلَّ) امتحن بها خلقه»(69).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(67) كمال الدِّين (ج 1/ ص 330/ ح 14).
(68) كمال الدِّين (ج 1/ ص 338/ ح 12).
(69) المصدر السابق.

(٥٠)

الحديث التاسع:
عن الإمام الرضا (عليه السلام) حيث سُئِلَ: يا ابن رسول الله، ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال: «الرابع من ولدي، ابن سيِّدة الإماء، يُطهِّر الله به الأرض من كلِّ جور، ويُقدِّسها من كلِّ ظلم، الذي يشكُّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحداً، وهو الذي تُطوى له الأرض، ولا يكون له ظلٌّ، وهو الذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه، يقول: ألَا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ معه وفيه»(70).
الحديث العاشر:
عن الإمام محمّد التقي (عليه السلام)، حيث قال له عبد العظيم الحسني: إنِّي لأرجو أنْ تكون القائم من أهل بيت محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً، فقال:
«يا أبا القاسِم، ما منَّا إلَّا وهو قائم بأمر الله (عزَّ وجلَّ) وهادٍ إلى دين الله، ولكن القائم الذي يُطهِّر الله (عزَّ وجلَّ) به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سميُّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيُّه، وهو الذي تُطوى له الأرض، ويذلُّ له كلُّ صعب،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(70) كمال الدِّين (ج 2/ ص 371/ ح 5).

(٥١)

يجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض، وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148]، فإذا اجتمعت له هذه العدَّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله (عزَّ وجلَّ)، فلا يزال يقتل أعداء الله حتَّى يرضى الله (عزَّ وجلَّ)».
قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيِّدي، وكيف يعلم أنَّ الله (عزَّ وجلَّ) قد رضي؟
قال: «يلقى في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللَّات والعزَّى فأحرقهما»(71).
أقول: اللَّات والعزَّى يعني الظالم الأوَّل والثاني.
الحديث الحادي عشر:
عن الإمام عليٍّ النقي (عليه السلام) أنَّه قال: «الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟».
فقلت: ولِـمَ جعلني الله فداك؟!
فقال: «لأنَّكم لا ترون شخصه، ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه».
قلت: فكيف نذكره؟
قال: «قولوا: الحجَّة من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»(72).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(71) كمال الدِّين (ج 2/ ص 377/ ح 2).
(72) كمال الدِّين (ج 2/ ص 381/ ح 5).

(٥٢)

الحديث الثاني عشر:
عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حيث سأله أحمد بن إسحاق قائلاً: فما السُّنَّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال: «طول الغيبة يا أحمد».
قلت: يا ابن رسول الله، وإنَّ غيبته لتطول؟!
قال: «إي وربِّي حتَّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولا يبقى إلَّا من أخذ الله (عزَّ وجلَّ) عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيَّده بروح منه»(73).
أقول: صدر الحديث السابق في ذكر الفائدة الرابعة عشر من فوائد الدعاء لحضرة بقيَّة الله (عجَّل الله فرجه).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(73) كمال الدِّين (ج 2/ ص 385).

(٥٣)

فصل: [النهي عن التوقيت]

واعلم أنَّ ظهور حضرة صاحب الأمر (عليه السلام) لم يُوقَّت بوقت معيَّن في الأخبار، وقد ورد في (غيبة النعماني) عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنَّه قال لأبي بصير:
«إنَّا أهل بيت لا نُوقِّت، وقد قال محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم): كذب الوقَّاتون. يا أبا محمّد، إنَّ قُدَّام هذا الأمر خمس علامات: أوَّلهنَّ النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكيَّة، وخسف بالبيداء»(74).
ونذكر هنا عريضة تُرسَل إلى حضرة حجَّة الله (عجَّل الله فرجه) نقلاً عن البحار (ج 94/ ص 29):
تُكتَب هذه العريضة وتُحصى وتُوضَع في طينة طاهرة ثمّ تُرمى في نهر أو عين ماء، ويقول راميها عند ذلك:
«يَا سَيِّدي يَا أَبَا اَلْقَاسِم، يَا حُسَيْن بن رُوْح، سَلَامٌ عَلَيكَ، أَشْهَدُ أَنَّ وَفَاتَكَ فِي سَبِيلِ اَللهِ، وَأَنَّكَ حَيٌّ عِندَ اَللهِ مرزوقٌ، وَقَد خَاطَبتُكَ في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(74) غيبة النعماني (ص 289/ ح 6).

(٥٥)

حَيَاتِكَ اَلَّتِي لَكَ عَندَ اَللهِ (عزَّ وجلَّ)، وَهَذِهِ رُقعَتي وَحَاجَتي إلَى مَوْلَانَا (عليه السلام)، فَسَلِّمْهَا إِليهِ، فَأَنْتَ اَلثِّقَةُ اَلْأَمينِ(75).
بسم الله الرحمن الرحيم
كَتَبْتُ إلَيْكَ يَا مَولَايَ (صَلَواتُ اَلله عَلَيكَ) مُسْتَغِيثاً، وَشَكَوتُ مَا نَزلَ بِي مُستَجِيراً باللهِ (عزَّ وجلَّ) ثمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَد دَهَمَني، وَأَشْغَلَ قَلبَي، وَأَطَالَ فِكْري، وَسَلَبَني بَعْضَ لُبِّي، وَغَيَّر خَطِيرَ نِعمَةِ اَللهِ عِنْدِي، أَسْلَمَني عِندَ تَخيُّلِ وُرُودِه اَلخَليلُ، وَتَبرَّأَ مِنِّي عِنَدَ تَرَائِي إقْبَالِهِ إِليَّ اَلحِمِيمُ، وَعَجَزَتْ عَن دِفَاعِهِ حِيلَتي، وَخَانَني في تَحَمُّلِهِ صَبْرِي وَقُوَّتي، فَلَجَأْتُ فِيهِ إلَيكَ، وَتَوَكَّلْتُ في اَلمَسْأَلَةِ لِلهِ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) عَلَيهِ وَعَلَيكَ وَفي دِفَاعِهِ عَنِّي عِلْماً بِمَكَانِكَ مِنَ اَللهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ وَلِيُّ اَلتَّدْبِيرِ وَمَالِكِ اَلْأُمورِ، وَاثِقاً بِكَ في اَلمُسَارَعَةِ فِي اَلشِّفَاعَةِ إِلَيهِ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) في أَمْري، مُتَيقِّناً لِإِجَابَتِهِ تَبَاركَ وَتَعالى إيَّاكَ بِإِعْطَاءِ سُؤْلي، وَأَنْتَ يَا مَولَايَ جَدِيرٌ بِتَحْقِيقِ ظَنِّي وَتَصْدِيقِ أَمَلِي فِيكَ في أَمْرِ كَذَا وَكَذَا (تَكْتُبُ حَاجَتَكَ)...، مِمَّا لَا طَاقةَ لِي بِحَمْلِهِ، وَلَا صَبْرَ لِي عَلَيهِ، وَإِنْ كُنْتُ مُستَحِقًّا لَهُ وَلِأَضْعَافِهِ بقَبيحِ أَفعَالِي وَتَفريطي فِي اَلْوَاجِبَاتِ اَلَّتِي لِلهِ (عزَّ وجلَّ) عَلَيَّ، فَأَغِثْنِي يَا مَولَايَ (صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيكَ) عِندَ اَللَّهْفِ، وَقَدِّمِ اَلمَسْأَلَةَ للهِ (عزَّ وجلَّ) في أَمْرِي قَبلَ حُلولِ اَلتَّلَفِ وَشِمَاتَةِ اَلْأَعْدَاءِ، فَبِكَ بُسِطَتِ اَلنِّعْمَةُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(75) في البحار (ج 99/ ص 235): (ثمّ تصعد النهر والغدير وتعهد بعض الأبواب إمَّا عثمان بن سعيد العمري، أو ولده محمّد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو عليّ بن محمّد السمري، فهؤلاء كانوا أبواب المهدي (عليه السلام)، فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان...).

(٥٦)

عَلَيَّ، وَاِسْأَلِ اَللهَ (جلَّ جلاله) لِي نَصْراً عَزيزاً وَفَتْحاً قَريباً فِيهِ بلُوغُ اَلْآمَالِ، وَخَيرُ اَلمبَادِي، وَخَوَاتِيمُ اَلْأَعْمَالِ، وَاَلْأَمْنُ مِنَ اَلمَخَاوِفِ كُلِّها فِي كُلِّ حَالٍ، إنَّهُ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) لِمَا يَشَاءُ فَعَّالٌ، وَهُو حَسْبِي وَنِعْمَ اَلْوَكِيلُ في اَلمَبْدَءِ وَالمَآلِ»(76).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(76) البحار (ج 99/ ص 234).

(٥٧)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسَلين وخير الخلق أجمعين محمّد وآله المعصومين، ولاسيّما إمام زماننا خاتم الوصيِّين، ولعنة الله على أعدائهم وظالميهم إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد، فيقول غريق بحار السيِّئات والأماني محمّد تقي بن عبد الرزَّاق الموسوي الأصفهاني (عفى الله تعالى عنهما) لإخوانه في الإيمان:
هذا هو الجزء الثاني من كتاب (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (عليه السلام)) الذي جمعت فيه جملة من الأعمال التي يجب على أهل الإيمان - في زمن غيبة إمام العصر يعني الحجَّة بن الحسن العسكري (عجَّل الله فرجه) المواظبة عليها، وأنْ يجعلوها دستوراً لأعمالهم -، وكلُّ ما جمعت فيه إلى الآن - من كُتُب الإماميَّة المعتبرة - يزيد على خمسين أمراً، وذكرت في الجزء الأوَّل من الكتاب خمس وعشرين وظيفة، وأذكر الباقي في هذا الجزء بعون الله (جلَّ جلاله)، فأقول:...

* * *

(٦١)

[تتمَّة أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها في زمن غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه)]

السادس والعشرون:
أنْ يُظهِر العلماء عملهم ويرشدوا الجاهلين إلى جواب شُبُهات المخالفين كي لا يضلُّوا وينقذوهم من الحيرة إنْ وقعوا فيها.
وهذا الأمر مهمٌّ جدًّا في هذا الزمان، وهو واجب على العلماء، فقد ورد في (تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)) أنَّ الإمام محمّد التقي (عليه السلام) قال:
«إنَّ من تكفَّل بأيتام آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، المنقطعين عن إمامهم، المتحيِّرين في جهلهم، الأُسراء في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين بردِّ وساوسهم، وقهر الناصبين بحُجَج ربِّهم، ودليل أئمَّتهم، ليفضلون عند الله على العباد بأفضل المواقع، بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحُجُب، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء»(77).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(77) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) (ص 116).

(٦٣)

وروي عن الإمام عليٍّ النقي (عليه السلام) أنَّه قال:
«لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالِّين عليه، والذابِّين عن دينه بحُجَج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلَّا ارتدَّ عن دين الله، ولكنَّهم الذين يمسكون أزمَّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سُكَّانها، أُولئك هم الأفضلون عند الله (عزَّ وجلَّ)»(78).
وفي (أُصول الكافي) عن معاوية بن عمَّار، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل راوية لحديثكم يبثُّ ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم، ولعلَّ عابداً من شيعتكم ليست له هذه الرواية، أيَّهما أفضل؟
قال: «الرواية لحديثنا يشدُّ به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد»(79).
إذن على ضوء هذه الأحاديث وغيرها يجب على كلِّ عالم أنْ يُظهِر علمه بقدر ما يستطيع، خصوصاً في هذا الزمان الذي ظهرت فيه البدع، وقد ورد في (أُصول الكافي) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال:
«إذا ظهرت البدع في أُمَّتي فليُظهِر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله»(80).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(78) المصدر السابق.
(79) الكافي (ج 1/ ص 33).
(80) الكافي (ج 1/ ص 54).

(٦٤)

وروي في كتاب الفتن من (البحار) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام):
«يا عليُّ، لو هدى الله بك رجلاً واحداً خير لك ممَّا طلعت عليه الشمس»(81).
السابع والعشرون:
الاهتمام بأداء حقوق صاحب الزمان (عليه السلام) كلٌّ بقدر استطاعته، وعدم التقصير في خدمته.
فقد ورد في (البحار) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه سُئِلَ: هل وُلِدَ القائم؟
قال: «لا، ولو أدركته لخدمته أيَّام حياتي»(82).
أقول: تأمَّل أيُّها المؤمن كيف يجلُّ الإمام الصادق (عليه السلام) قدره، فإنْ لم تكن خادماً له فلا أقلَّ أنْ لا تُحزِن قلبه ليلاً ونهاراً بسيِّئاتك، فإنْ لم تَجُد بالعسل فلا تُعطِ السمَّ.
الثامن والعشرون:
أنْ يبدأ الداعي بالدعاء له (عليه السلام) طالباً من الله تعالى تعجيل ظهوره، ثمّ يدعو لنفسه.
وهذا الأمر واضح في دعاء يوم عرفة من الصحيفة السجَّاديَّة المباركة، إضافة إلى اقتضاء حبِّه وأداء حقوقه ذلك، ويُستفاد هذا الأمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(81) البحار (ج 8/ ص 484/ ط حجر).
(82) البحار (ج 51/ ص 148/ ح 22)، عن غيبة النعماني (ص 245/ ح 46).

(٦٥)

أيضاً من بعض الأحاديث، كلُّ هذا مع تحصيل أكثر من ثمانين فائدة من الفوائد الدنيويَّة والأُخرويَّة المترتِّبة على الدعاء له (عليه السلام) بتعجيل فرجه وظهوره، وقد ذكرت هذه الفوائد مع مصادرها وأدلَّتها في كتاب (أبواب الجنات) وكتاب (مكيال المكارم)(83)، وبعضها تقدَّم في هذا الكتاب.
ومن الطبيعي أنَّ الشخص العاقل يُؤْثِر تحصيل تلك الفوائد على دعاء لا يعلم يُستجاب أم لا، بل تقديم الدعاء له (عليه السلام) يكون وسيلة لاستجابة دعائه إنْ شاء الله تعالى، كما هو شأن تقديم الصلاة على محمّد وآل محمّد في الدعاء، حيث يكون موجباً لاستجابة ما بعده من دعاء، كما ورد في الحديث(84).
التاسع والعشرون:
إظهار المحبَّة والولاء له (عليه السلام).
فقد ورد في (غاية المرام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال في حديث المعراج: إنَّ الله تعالى قال له:
«يا محمّد، أتُحِبّ أنْ تراهم؟ فقال: تقدَّم أمامك، فتقدَّمت أمامي فإذا عليُّ بن أبي طالب، والحسن والحسين، وعليُّ بن الحسين، ومحمّد بن عليٍّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليُّ بن موسى، ومحمّد بن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(83) مكيال المكارم (ج 1/ ص 377/ الباب الخامس).
(84) الكافي (ج 2/ ص 491/ باب الصلاة على النبيِّ محمّد وأهل بيته/ ح 1)، نصُّ الحديث: عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا يزال الدعاء محجوباً حتَّى يُصلِّي على محمّد وآل محمّد».

(٦٦)

عليٍّ، وعليُّ بن محمّد، والحسن بن عليٍّ، والحجَّة القائم كأنَّه الكوكب الدُّرِّي في وسطهم.
فقلت: يا ربِّ، من هؤلاء؟
قال: هؤلاء أئمَّة الحقِّ، وهذا القائم، محلِّل حلالي، ومحرِّم حرامي(85)، وينتقم أعدائي. يا محمّد، أحببه فإنِّي أُحِبُّه، وأحبّ من يُحِبّه»(86).
أقول: يتَّضح من الأمر بمحبَّته - مع أنَّ محبَّة جميع الأئمَّة واجبة - أنَّ في محبَّته خصوصيَّة معيَّنة كانت وراء أمر الله تعالى هذا، وأنَّ في وجوده المبارك صفات وشؤون تقتضي هذا التخصيص.
الثلاثون:
الدعاء لأنصاره وخُدَّامه.
كما ورد ذلك في دعاء يونس بن عبد الرحمن المتقدِّم(87).
الواحد والثلاثون:
لعن أعدائه (عليه السلام).
كما هو ظاهر من أخبار كثيرة، ومن الدعاء الوارد عنه (عليه السلام)(88).
الثاني والثلاثون:
التوسُّل بالله تعالى أنْ يجعلنا من أنصاره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(85) أي يُظهِر جميع أحكام الدِّين حتَّى يعمل بها بلا تقيَّة. (المؤلِّف).
(86) غاية المرام (ص 189/ ح 105، وص 256/ ح 24).
(87) في (ص 21) من هذا الكتاب، و(ص 313) من كتاب جمال الأُسبوع.
(88) الاحتجاج (ج 2/ ص 316).

(٦٧)

كما ورد ذلك في دعاء العهد وغيره(89).
الثالث والثلاثون:
رفع الصوت في الدعاء له (عليه السلام)، وخصوصاً في المجالس والمحافل العامَّة.
فهو إضافة إلى أنَّه تعظيم لشعائر الله تعالى، فقد ظهر استحباب ذلك في بعض فقرات دعاء الندبة المروي عن الصادق (عليه السلام)(90).
الرابع والثلاثون:
الصلاة على أنصاره وأعوانه (عليه السلام).
وهو نوع من الدعاء لهم، وقد ورد ذلك في دعاء عرفة من الصحيفة السجَّاديَّة المباركة وبعض الأدعية الأُخرى.
الخامس والثلاثون:
الطواف حول الكعبة المشرَّفة نيابةً عنه (عليه السلام)، وقد أوردت الدليل على ذلك في كتاب (مكيال المكارم)(91)، وأعرضت عن ذكره هنا طلباً للاختصار.
السادس والثلاثون:
الحجُّ نيابةً عنه (عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(89) يأتي في (ص 75).
(90) والعبارة هي: «إلى متى أجار فيك يا مولاي وإلى متى».
وفي القاموس: جأر يعني رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة. (المؤلِّف).
(91) مكيال المكارم (ج 2/ ص 216).

(٦٨)

السابع والثلاثون:
إرسال النائب عنه للحجِّ.
ودليله ودليل الذي قبله الحديث المروي في (الخرائج)(92)، وقد ذكرته في (مكيال المكارم)(93)، ومذكور أيضاً في (النجم الثاقب)(94).
الثامن والثلاثون:
تجديد العهد والبيعة له (عليه السلام) في كلِّ يوم أو في كلِّ وقت ممكن.
واعلم أنَّ معنى البيعة على قول أهل اللغة: العهد والاتِّفاق على أمر، والمراد من البيعة والعهد معه (عليه السلام) هو أنْ يقرَّ المؤمن بلسانه ويعزم بقلبه أنْ يطيعه كلّ الطاعة، وينصره في أيِّ وقت ظهر فيه، وهذا الأمر يحصل بقراءة دعاء العهد الصغير الذي تقدَّم (ص 28)، أو الكبير الذي يأتي (ص 75).
وأمَّا وضع اليد في يد شخصٍ ما بعنوان أنَّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام (عليه السلام)، فهو من البدع المضلَّة، فلم ترد في القرآن أو الروايات، نعم لقد كان متعارفاً عند العرب أنْ يضع الرجل يده بيد رجل آخر لإظهار البيعة والعهد بصورة جليَّة، وقد ورد في بعض الأحاديث أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد صافح في مقام البيعة ثمّ وضع يده المباركة في إناء ماء ثمّ أخرجها وأمر نساء المسلمين أنْ يضعن أيديهنَّ في ذلك الماء في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(92) الخرائج والجرائح (ص 73).
(93) مكيال المكارم (ج 2/ ص 215).
(94) النجم الثاقب (ص 774/ فارسي).

(٦٩)

مقام البيعة له (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهذا لا يصلح أنْ يكون دليلاً على أنَّ هذا الشكل من البيعة جائز في كلِّ زمان حتَّى زمان غيبة الإمام (عليه السلام)، بل يظهر من بعض الأحاديث وجوب الاكتفاء بالإقرار اللساني والعزم القلبي في عدم إمكان بيعة شخص الإمام أو النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهذا الحديث مفصَّل في ذكر هذا الأمر، وقد أورده جمع من العلماء في كُتُبهم.
ومن جملتها ما ورد في تفسير (البرهان) عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد أنْ نصب الأمير (عليه السلام) خليفةً له أوضح جملة من فضائله، ثمّ قال:
«معاشر الناس إنَّكم أكثر من أنْ تصافقوني بكفٍّ واحدة، وأمرني الله (عزَّ وجلَّ) أنْ آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعليٍّ (عليه السلام) بإمرة المؤمنين ومن جاء بعده من الأئمَّة منِّي ومنه على ما أعلمتكم أنَّ ذرّيَّتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم: إنَّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلَّغت من أمر ربِّنا وربِّك في أمر عليٍّ أمير المؤمنين وأمر ولده من صلبه من الأئمَّة...» إلى آخر الحديث(95).
فإنْ كان جائزاً وضع اليد في يد غير الإمام بعنوان البيعة مع الإمام (عليه السلام) لكان قد أمر الناس أنْ تضع كلُّ طائفة يدها في يد أحد كبار الصحابة مثل سلمان وأبي ذرٍّ وغيرهم، فإذن لا يصحُّ هذا العمل إلَّا مع شخص النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشخص الإمام (عليه السلام) في زمان ظهوره، كالجهاد المختصِّ بزمان حضور الإمام (عليه السلام)، وعلاوة على ذلك لم يرد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(95) البرهان (ج 1/ ص 442).

(٧٠)

أيُّ حديث في أيِّ كتاب روائي يقول: إنَّ في زمان الأئمَّة (عليهم السلام) بايع أحد المسلمين أحد صحابة الأئمَّة (عليهم السلام) الكبار بعنوان أنَّ نفس الأئمَّة (عليهم السلام) جعلوهم مراجع نستعينهم في هذا الأمر.
التاسع والثلاثون:
ذكر بعض الفقهاء، مثل المحدِّث الحرُّ العاملي (رحمه الله) في (الوسائل)، حيث قال: يُستَحبُّ زيارة قبور الأئمَّة الأطهار (عليهم السلام) نيابةً عن الإمام (عجَّل الله فرجه)(96).
الأربعون:
روي في (أُصول الكافي) عن المفضَّل أنَّه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهله، والأُخرى يقال: هلك، في أيِّ وادٍ سلك؟!».
قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟
قال: «إذا ادِّعاها مدَّعٍ فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله»(97).
أقول: يعني اسألوه عن أُمور لا يصل إليها علم الناس، مثل الإخبار عن الجنين في رحم أُمِّه، أذكر هو أم أُنثى؟ وفي أيِّ وقتٍ يُولَد؟ ومثل الإخبار عمَّا أضمرتموه في قلوبكم ممَّا لا يعلم به إلَّا الله تعالى، والتكلُّم مع الحيوانات والجمادات، وشهادتهما على صدقه وحقِّه في هذا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(96) الوسائل (ج 10/ ص 464/ ح 1).
(97) الكافي (ج 1/ ص 340).

(٧١)

الأمر كما حصل أمثالها مع الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام) مكرَّراً، وقد ذُكِرَت مفصَّلة في الكُتُب.
الحادي والأربعون:
تكذيب من يدَّعي النيابة الخاصَّة عنه (عليه السلام) في الغيبة الكبرى، كما ورد ذلك في التوقيع الشريف المذكور في (كمال الدِّين)(98) و(الاحتجاج)(99).
الثاني والأربعون:
عدم تعيين وقت لظهوره (عليه السلام)، وتكذيب من يُعيِّن ذلك وتسميته كذَّاباً.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال لمحمّد ابن مسلم:
«من وقَّت لك من الناس شيئاً فلا تهابنَّ أنْ تُكذِّبه، فلسنا نُوقِّت لأحد وقتاً»(100).
وفي حديث آخر عن الفضيل أنَّه قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام): هل لهذا الأمر وقت؟
فقال: «كذب الوقَّاتون، كذب الوقَّاتون، كذب الوقَّاتون»(101).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(98) كمال الدِّين (ص 516/ ح 44)، نصُّ الحديث: «... وسيأتي من شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر...».
(99) الاحتجاج (ج 2/ ص 478).
(100) غيبة الطوسي (ص 262)، وعنه في البحار (ج 52/ ص 104/ ح 8).
(101) غيبة الطوسي (ص 262).

(٧٢)

وفي (كمال الدِّين) عن الرضا (عليه السلام) أنَّه قال:
«حدَّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) أنَّ النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذرّيَّتك؟ فقال (عليه السلام): مثله مثل الساعة التي ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ [الأعراف: 187]»(102).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدًّا.
الثالث والأربعون:
التقيَّة من الأعداء.
وأمَّا معنى التقية الواجبة فهو أنْ يتوقَّف المؤمن عن إظهار الحقِّ إذا وجد خوفاً عقلائيًّا من الضرر في نفسه أو ماله أو كرامته، فلا يُظهِر الحقَّ، بل إذا اضطرَّ لحفظ نفسه أو ماله أو كرامته أنْ يوافق المخالفين بلسانه فليفعل، إلَّا أنَّ قلبه يجب أنْ يكون مخالفاً للسانه، فقد ورد في (كمال الدِّين) عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنَّه قال:
«لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقيَّة له، إنَّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيَّة».
فقيل له: يا ابن رسول الله، إلى متى؟
قال: «إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترك التقيَّة قبل خروج قائمنا فليس منَّا»(103).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(102) كمال الدِّين (ج 2/ ص 373).
(103) كمال الدِّين (ج 2/ ص 371).

(٧٣)

والأخبار في وجوب التقيَّة كثيرة جدًّا، وما عرضته من معنى التقيَّة الواجبة هو نفس معنى الحديث المذكور في هذا الباب في كتاب (الاحتجاج) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد أكَّد الإمام (عليه السلام) في ذلك الحديث بقوله:
«وترك التقيَّة فإنَّ في ذلك إذلالكم وسفك دمائكم ودماء المؤمنين...» إلى آخر الحديث(104).
وفي (خصال) الشيخ الصدوق (رحمه الله) بسند صحيح عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
«قوام الدِّين بأربعة(105): بعالم ناطق مستعمل له، وبغنيٍّ لا يبخل بفضله على أهل دين الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبَّر عن طلب العلم، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنيُّ بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى، فلا تغرَّنَّكم كثرة المساجد وأجساد القوم مختلفة، قيل: يا أمير المؤمنين، كيف العيش في ذلك الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرَّانيَّة - يعني في الظاهر - [و]خالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحبّ، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله (عزَّ وجلَّ)»(106).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(104) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، قال: «... إيَّاك ثمّ إيَّاك أنْ تترك التقيَّة التي أمرتك بها، فإنَّك شائط بدمك ودم إخوانك...»، راجع: الاحتجاج (ج 1/ ص 355).
(105) أي إقامة أحكام الدِّين الإسلامي متوقِّفة على وجود هؤلاء الأربعة.
(106) الخصال (ص 197/ ح 5).

(٧٤)

والأخبار في هذا الباب كثيرة جدًّا، وقد ذكرت جملة منها في (مكيال المكارم)(107).
الرابع والأربعون:
التوبة الحقيقيَّة من الذنوب.
وإنْ كانت التوبة من الأعمال المحرَّمة واجبة في كلِّ زمان إلَّا أنَّ أهمّيَّتها في هذا الزمان من جهة أنَّ أحد أسباب غيبة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه) وطولها هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور كما ورد ذلك في (البحار) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكذلك في التوقيع الشريف المروي في (الاحتجاج) حيث يقول:
«فما يحبسنا عنهم إلَّا ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نُؤثِره منهم»(108).
ومعنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة والعزم على تركها في المستقبل، وعلامة ذلك إبراء الذمَّة من الواجبات التي تُرِكَت، وأداء حقوق الناس الباقية في ذمَّته، وإذابة اللحم الذي نشأ في بدنك من المعاصي، وتحمُّل مشاقِّ العبادة بما يُنسيك ما اكتسبته من لذَّة المعصية.
وبهذه الأُمور الستَّة تتحقَّق التوبة كاملاً، وتكون كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كُتُب متعدِّدة.
فانتبه إلى نفسك، ولا تقول: وعلى فرض أنِّي أتوب ولكن الناس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(107) مكيال المكارم (ج 2/ ص 284).
(108) الاحتجاج (ج 2/ ص 325)، وعنه في البحار (ج 53/ ص 177).

(٧٥)

لا يتوبون فيستمرُّ الإمام (عليه السلام) في غيبته، فذنوب الجميع تُؤدِّي إلى غيبته وتأخُّر ظهوره!
فأقول: إنْ كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره (عليه السلام) فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكاً معهم في ذلك، فأخشى أنْ يصبح حالك تدريجاً كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وحبس المأمون للرضا (عليه السلام) في سرخس، أو حبس المتوكِّل للإمام عليٍّ النقي (عليه السلام) في سامرَّاء!
الخامس والأربعون:
ما روي في (روضة الكافي) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«إذا تمنَّى أحدكم القائم فليتمنَّه في عافية، فإنَّ الله بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رحمة ويبعث القائم نقمة»(109).
أقول: يعني اسألوا الله تعالى أنْ تلاقوه (عليه السلام) وأنتم مؤمنون ومعافون من ضلالات آخر الزمان، كي لا تكونوا محلًّا لانتقامه.
السادس والأربعون:
أنْ يدعو المؤمن الناس إلى محبَّته (عليه السلام) ببيان إحسانه (عليه السلام) إليهم وبركات ومنافع وجوده المقدَّس لهم وحبِّه (عليه السلام) لهم وأمثالها، ويتحبَّب إليه بما يكسب به حبَّه (عليه السلام) له.
السابع والأربعون:
أنْ لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغيبة، بل يبقى طريًّا بذكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(109) الكافي (ج 8/ ص 233/ ح 306).

(٧٦)

مولاه (عليه السلام)، وقد قال ربُّ العالمين (جلَّ شأنه) في القرآن المجيد في سورة الحديد: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: 16].
وقد روي في (البرهان) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«نزلت هذه الآية - ﴿وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ - من أهل زمان الغيبة، ثمّ قال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [الحديد: 17]»(110).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال في معنى موت الأرض:
«كفر أهلها، والكافر ميِّت، يُحييها الله بالقائم (عليه السلام)، فيعدل فيها، فيُحيي الأرض ويُحيي أهلها بعد موتهم»(111).
وفي (كمال الدِّين) بسند صحيح عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال:
«للقائم منَّا غيبة أمدها طويل، كأنِّي بالشيعة يجولون جولان النَّعَم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألَا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة»(112).
أقول: أيُّها المؤمنون المنتظرون إمام زمانكم، لتسرَّ قلوبكم وتقرَّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(110) البرهان (ج 4/ ص 291/ ح 1).
(111) البرهان (ج 4/ ص 291/ ح 4).
(112) كمال الدِّين (ج 1/ ص 303/ ح 14).

(٧٧)

عيونكم بهذه البشارة العظمى التي هي أعظم البشارات، واسعوا أنْ تكون قلوبكم رقيقة غير قاسية في زمان غيبة إمام زمانكم.
فإنْ قلتم: إنَّ رقَّة القلب وقساوته خارجان عن اختيارنا.
أقول: صحيح ما تقولون، ولكن مقدّمات ومسبّبات ذلك باختياركم، أي تستطيعون القيام بأعمال تجعلون بها قلوبكم نقيَّة، وتستطيعون القيام بأعمال تُقسي قلوبكم، فإنْ كنتم تخشون قساوة القلب فاتركوا ما يُسبِّب ذلك، وواظبوا على الأعمال التي تُنقِّي وتُرقِّق القلب، كما ورد في (مجمع البيان) في تفسير الآية المذكورة، حيث قال:
(فغلظت قلوبهم وزال خشوعها ومرنوا على المعاصي)(113).
وروي عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام):
«إنَّ الله لا يعاقب على ذنب كما يعاقب على قساوة القلب»(114).
وسأُشير هنا إلى بعض منها كما قد رأيتها في كُتُب الحديث مذكِّراً بذلك نفسي وإخواني في البلدان، ومن الله التوفيق.
أمَّا ما يُرقِّق ويُنقِّي القلب فأُمور:
1 - الحضور في مجالس ذكر بقيَّة الله (عجَّل الله فرجه) وشرح صفاته وخصائصه وشؤونه ومجالس الوعظ على ضوء نصائح أهل البيت (عليهم السلام) ومجالس قراءة القرآن بشرط التأمُّل والتفكُّر في معاني الآيات القرآنيَّة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(113) مجمع البيان (ج 9/ ص 238).
(114) تحف العقول (ص 296)، ولفظ الحديث: عن الباقر (عليه السلام): «... وما ضُرِبَ عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب».

(٧٨)

2 - زيارة القبور.
3 - كثرة ذكر الموت.
4 - مسح رؤوس اليتامى، والحبُّ والإحسان إليهم.
وأمَّا ما يُسبِّب قساوة القلب، فمنها:
1 - ترك ذكر الله (جلَّ شأنه).
2 - أكل الطعام المحرَّم.
3 - مجالسة أهل الدنيا، وكثرة زيارتهم.
4 - الأكل على الشبع.
5 - كثرة الضحك.
6 - كثرة التفكير بالأكل والشرب.
7 - كثرة الحديث فيما لا ينفع في الآخرة.
8 - طول الأمل.
9 - عدم أداء الصلاة في أوَّل الوقت.
10 - مجالسة ومصاحبة أهل المعاصي والفسق.
11 - الاستماع للكلام غير النافع في الآخرة.
12 - الذهاب إلى الصيد للهو واللعب.
13 - تولِّي الرئاسة في أُمور الدنيا.
14 - الذهاب إلى المواطن الدنيئة المخجلة.
15 - كثرة مجالسة النساء.
16 - كثرة أموال الدنيا.

(٧٩)

17 - ترك التوبة.
18 - الاستماع إلى الموسيقى.
19 - شرب مسكر وكلِّ شراب حرام.
20 - ترك مجالس أهل العلم.
أي ترك الحضور في المجالس التي تُرقِّق وتُنقِّي القلب والحاوية على ذكر أحكام الدِّين، وأحاديث ومواعظ الأئمَّة الطاهرين، وشؤون صاحب الزمان (عليه السلام)، وآيات القرآن الكريم، وخصوصاً إذا كان المتحدِّث مطابق عمله قوله بما يجعل لقوله تأثير خاصٌّ في قلب المستمع، فقد ورد عن الرضا (عليه السلام) أنَّه قال:
«من جلس مجلساً يُحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(115).
والخلاصة: رقِّقوا قلوبكم من قساوة القلب على حذر، فأخشى أنْ يصل الأمر بحيث لا تُؤثِّر الموعظة بعده في القلوب ويحرم من رحمة الله (جلَّ شأنه).
الثامن والأربعون:
الاتِّفاق والاجتماع على نصرة صاحب الزمان (عليه السلام)، أي تتَّفق قلوب المؤمنين مع بعضها وتتعاهد لنصرته (عليه السلام) والوفاء بعهده، وقد ورد في التوقيع الشريف عن الناحية المقدَّسة إلى الشيخ المفيد (رحمه الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(115) أمالي الصدوق (ص 68/ المجلس 17/ ح 4)، وعنه في البحار (ج 44/ ص 278/ ح 1).

(٨٠)

تعالى)، وهو آخر توقيع أورده الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (رحمه الله) في كتاب (الاحتجاج)، وجاء فيه:
«ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخَّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا»(116).
التاسع والأربعون:
الاهتمام في أداء الحقوق الماليَّة المتعلِّقة بذمَّتهم من قبيل الزكاة والخُمُس وسهم الإمام (عليه السلام).
وهذا الأمر واجب في كلِّ زمان، إلَّا أنَّ له أثراً خاصًّا في زمان غيبة الإمام (عليه السلام)، فاهتمَّ به، وجاءت التوصية والأمر به، فيقول الإمام (عليه السلام) في نفس ذلك التوقيع:
«ونحن نعهد إليك... إنَّه من اتَّقى ربَّه من إخوانك في الدِّين، وأخرج ممَّا عليه إلى مستحقِّيه، كان آمناً من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المضلَّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته فإنَّه يكون خاسراً بذلك لأُولاه وآخرته»(117).
تنبيه:
واعلم أنَّ من جملة الحقوق الماليَّة المترتِّبة على الشخص أنْ يُوصِل في كلِّ سنة مبلغاً من المال إلى إمام زمانه (عليه السلام)، وهذا غير سهم الإمام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(116) الاحتجاج (ج 2/ ص 325).
(117) المصدر السابق.

(٨١)

الواجب، لأنَّ سهم الإمام مفروض في أشياء خاصَّة في ظروف خاصَّة ورد ذكرها في الكُتُب الفقهيَّة، وهذا الأمر أي إهداء مبلغ من المال سنويًّا للإمام (عليه السلام) ليس له شرط خاصٌّ، بل هو تكليف على الجميع، سواء كان الشخص فقيراً أو غنيًّا، ففي كلِّ الأحوال يجب أنْ يُخرج مقداراً من ماله سنويًّا ويُقدِّمه هديَّةً لإمام زمانه (عليه السلام).
وقد روي في (البحار) وفي (البرهان) عن المفضَّل أنَّه قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) يوماً ومعي شيء، فوضعته بين يديه، فقال: «ما هذا؟».
فقلت: هذه صلة مواليك وعبيدك.
قال: فقال (عليه السلام) لي: «يا مفضَّل، إنِّي لأقبل ذلك وما أقبل من حاجة بي إليه، وما أقبله إلَّا ليزكوا به».
ثمّ قال: «سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله، قلَّ أو كثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلَّا أنْ يعفو الله عنه».
ثمّ قال: «يا مفضَّل، إنَّها فريضة فرضها الله تعالى على شيعتنا في كتابه إذ يقول: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: 92]»(118).
وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) في تفسير الآية الشريفة: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ [الرعد: 21]، إلى أنْ قال:
«هو صلة الإمام في كلِّ سنة ممَّا قلَّ أو كثر».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(118) البحار (ج 96/ ص 216)، والبرهان (ج 1/ ص 297).

(٨٢)

ثمّ قال (عليه السلام): «وما أُريد بذلك إلَّا تزكيتكم»(119).
وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) أنَّه قال:
«لا تدعوا صلة آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين) من أموالكم، من كان غنيًّا فعلى قدر غناه، ومن كان فقيراً فعلى قدر فقره، ومن أراد أنْ يقضي الله الحوائج إليه فليصل آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين) وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله»(120).
وفي (الفقيه) عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً أنَّه قال:
«درهم يوصل به الإمام أفضل من ألف ألف درهم في غيره في سبيل الله»(121).
أقول: ومن الرؤيا الصادقة أنِّي رأيت في ليلة في عالم الرؤيا شخصاً جليلاً قال: المؤمن الذي يُخرج شيئاً من ماله صلةً لإمامه في زمان غيبته ثوابه ألف مرَّة ومرَّة مقابل الذي يُقدِّم ذلك إلى إمامه في زمان ظهوره وحضوره.
وسيأتي في الوظيفة الحادية والخمسين حديثاً يُؤيِّد ذلك.
ولا يخفى أنَّ في هذا الزمان الذي كان إمامنا (عليه السلام) غائباً يجب أنْ يُصرَف ذلك المال الذي يُقدِّمه المؤمن هديَّةً له (عليه السلام) في ما يرضاه، كأنْ يُصرَف في طبع الكُتُب المتعلِّقة به (عليه السلام)، أو في المجالس التي تُذكَر فيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(119) البحار (ج 96/ ص 216/ ح 5)، والبرهان (ج 2/ ص 289).
(120) البحار (ج 96/ ص 216/ ح 6).
(121) الفقيه (ج 2/ ص 72).

(٨٣)

فضائله وأخلاقه، أو يُعطى إلى أحبَّائه بعنوان هديَّة عنه (عليه السلام)، وهكذا مع تقديم الأهمّ فالأهمّ، والله العالم.
ومن جملة الحقوق الماليَّة صلة الرحم، ومساعدة الجار حتَّى في إعارتهم لوازم المنزل مثلاً كالأواني والمصابيح وغيرها، وإنْ احتاجوا إلى أُمور زهيدة الثمن كالملح والتوابل ونحوها فتُهدى إليهم.
الخمسون:
المرابطة.
واعلم أنَّ المرابطة على قسمين:
الأوَّل: ما ذكره الفقهاء في كتاب الجهاد، وهو أنْ يقيم المؤمن في ثغر من الثغور ويربط دابَّته قريباً من بلاد الكُفَّار لأجل أنْ يُخبِر المسلمين إنْ أراد الكُفَّار الهجوم عليهم، أو يدافع عن المسلمين في حال تعرُّضهم لاعتداءات الكفرة إنْ لزم الأمر، وهذا العمل سواء كان في زمان حضور الإمام (عليه السلام) أو في غيبته مستحبٌّ مؤكَّد، كما ذكر ذلك العلَّامة (رحمه الله) في (الإرشاد)، والشهيد (رحمه الله) في (الروضة)، وقد روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال:
«كلُّ ميِّت يختم على عمله إلَّا المرابط في سبيل الله، فإنَّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتَّان القبر»(122).
وفي حديث آخر ورد في (الجواهر) عن (المنتهى) أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(122) المنتهى (ج 2/ ص 902).

(٨٤)

«رباط الخيل ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه»(123).
ولهذا القسم من المرابطة شرطان:
1 - أنْ يكون الوقوف في منطقة حدوديَّة لحفظ بلاد الإسلام وشرع خير الأنام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من اعتداءات الأجانب، ولذلك قالوا: إنْ لم يستطع الرجل البقاء في ذلك المكان فعليه أنْ يجعل فيه شخصاً آخر نيابةً عنه.
2 - أنْ يكون أقلّ زمان المرابطة هناك ثلاثة أيَّام كما ذُكِرَ ذلك في (الإرشاد) وغيره، وأكثره أربعون يوماً، فإنْ بقي أكثر من أربعين يوماً فإنَّه يُحسَب من المجاهدين، وله ثواب المجاهد في سبيل الله.
الثاني: المرابطة بأنْ يُعِدَّ المؤمن فرسه وسيفه تهيُّؤاً واستعداداً لظهور الإمام (عليه السلام) لنصرته، وهذا القسم من المرابطة ليس له زمان أو مكان معيَّن، وقد ورد في (روضة الكافي) عن أبي عبد الله الجعفي أنَّه قال:
قال لي أبو جعفر بن عليٍّ (عليه السلام): «كم الرباط عندكم؟».
قلت: أربعون.
قال (عليه السلام): «لكن رباطنا رباط الدهر، ومن ارتبط فينا دابَّة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاحاً كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرَّة ولا من مرَّتين ولا من ثلاث ولا من أربع، فإنَّما مثلنا ومثلكم مثل نبيٍّ كان في بني إسرائيل، فأوحى الله (عزَّ وجلَّ)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(123) جواهر الكلام (مجلَّد الحجّ والجهاد/ ص 555)، والمنتهى (ج 2/ ص 902).

(٨٥)

إليه أنْ ادع قومك للقتال فإنِّي سأنصرك، فجمعهم من رؤوس الجبال، ومن غير ذلك، ثمّ توجَّه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتَّى انهزموا، ثمّ أوحى الله إليه أنْ ادع قومك إلى القتال فإنِّي سأنصرك، فدعاهم فقالوا: وعدتنا النصر فما نصرنا، فأوحى الله تعالى إليه: إمَّا أنْ يختاروا القتال أو النار، فقال: يا ربِّ، القتال أحبُّ إليَّ من النار، فدعاهم، فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدَّة أهل بدر، فتوجَّه بهم، فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتَّى فتح الله لهم (عزَّ وجلَّ) لهم»(124).
وقال المجلسي (رحمه الله) في شرح قوله: «رباطنا رباط الدهر»:
(أي يجب على الشيعة أنْ يربطوا أنفسهم على طاعة إمام الحقِّ وانتظار فرجه ويتهيَّؤوا لنصرته).
وقال (رحمه الله) في شرح قوله (عليه السلام): «كان له وزنها...» إلخ:
(أي كان له ثواب التصدُّق بضعفي وزنها ذهباً وفضَّةً كلَّ يوم...، أو من الثواب مثلي وزن الدابَّة)، (والله تعالى هو العالم).
وقد وردت أخبار أُخرى في هذا الخصوص، وقد ذكرتها في كتاب (مكيال المكارم) في آخر الجزء الثاني منه(125).
الحادي والخمسون:
الاهتمام في اكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، وأداء الطاعات والعبادات الشرعيَّة، واجتناب المعاصي والذنوب التي نُهِيَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(124) روضة الكافي (ص 381).
(125) مكيال المكارم (ج 2/ ص 397).

(٨٦)

عنها في الشرع المقدَّس، لأنَّ مراعاة هذه الأُمور في زمان غيبة الإمام أعسر من مراعاتها في زمان ظهوره (عليه السلام)، بلحاظ ازدياد الفتن ولكثرة الملحدين والمشكِّكين والمتصدِّين لإضلال المؤمنين.
ولهذا ورد في الحديث النبوي الشريف أنَّه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام):
«يا عليُّ، واعلم أنَّ أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبيَّ وحُجِبَ عنهم، فآمنوا بسواد على بياض»(126).
وروي في (البحار) عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال:
«من سرَّه أنْ يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإنْ مات وقام القائم (عليه السلام) بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه»(127).
وروي في (الكافي) عنه (عليه السلام) أنَّه قال:
«ومن صلَّى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوِّه في وقتها فأتمَّها كتب الله (عزَّ وجلَّ) بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانيَّة، ومن صلَّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمَّها كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله (عزَّ وجلَّ) له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله (عزَّ وجلَّ) حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقيَّة على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة، إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) كريم»(128).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(126) كمال الدِّين (ج 1/ ص 288/ ح 8).
(127) البحار (ج 52/ ص 140).
(128) الكافي (ج 1/ ص 333).

(٨٧)

وإنْ قلت: إنَّ في زماننا هذا حيث إمامنا غائب كيف يجب أنْ نحفظه بالتقيَّة؟!
أقول: كثيراً ما يحصل في المواقع التي تجب فيها التقيَّة فلا تُراعى أنْ يُظهِر الأعداء سوء الأدب نحوه (عليه السلام) فيذكرونه بكلام بذيء فيقولون ما يجب أنْ لا يقولوه، فيكون المخالف للتقيَّة هذا سبباً في عدم حفظ الإمام (عليه السلام)، كما قال الله (جلَّ شأنه) في القرآن المجيد: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108].
والأخبار في هذا الباب كثيرة جدًّا.
الثاني والخمسون:
قراءة دعاء الندبة المتعلِّق به (عليه السلام) في يوم الجمعة، وعيد الغدير، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، بتوجُّه وخشوع.
كما ورد في (زاد المعاد)(129).
الثالث والخمسون:
اعتبار أنفسنا ضيوفاً عنده (عليه السلام) في أيَّام الجمعة المخصَّصة له (عليه السلام) فنزوره بهذه الزيارة التي ذكرها السيِّد ابن طاوس (رحمه الله) في كتاب (جمال الأُسبوع):
«اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اَللهِ فِي أَرْضِهِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اَللهِ فِي خَلْقِهِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(129) زاد المعاد (ص 438).

(٨٨)

‏اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اَللهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ اَلمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ اَلمُؤْمِنِينَ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلمُهَذَّبُ اَلْخَائِفُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْوَلِيُّ اَلنَّاصِحُ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِينَةَ اَلنَّجَاةِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اَلْحَيَاةِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ صَلَّى اَللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اَللهُ لَكَ مَا وَعَدَكَ مِنَ اَلنَّصْرِ وَظُهُورِ اَلْأَمْرِ.
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ، أَنَا مَوْلاَكَ عَارِفٌ بِأُولَاكَ وَأُخْرَاكَ، ‏أَتَقَرَّبُ إِلَى اَللهِ تَعَالَى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ اَلْحَقِّ عَلَى يَدَيْكَ، ‏وَأَسْأَلُ اَللهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ اَلمُنْتَظِرِينَ لَكَ، وَاَلتَّابِعِينَ وَاَلنَّاصِرِينَ لَكَ عَلَى أَعْدَائِكَ، وَاَلمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيَائِكَ.
يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ، صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ،‏ هَذَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَوْمُكَ اَلمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ اَلْكَافِرِينَ بِسَيْفِكَ، ‏وَأَنَا يَا مَوْلَايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجَارُكَ، وَأَنْتَ يَا مَوْلَايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلَادِ اَلْكِرَامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيَافَةِ وَالْإِجَارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ‏»(130).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(130) جمال الأُسبوع (ص 37).

(٨٩)

الرابع والخمسون:
روي في (كمال الدِّين) و(جمال الأُسبوع) بأسانيد صحيحة ومعتبرة عن الشيخ الثقة الجليل القدر عثمان بن سعيد العمري أنَّه أمر بقراءة هذا الدعاء، وقال:
(يجب على الشيعة أنْ يقرأوا هذا الدعاء في زمان غيبة الإمام (عليه السلام)).
أقول: إنَّ هذا الشيخ الجليل كان النائب الأوَّل من النوَّاب الأربعة في عصر الغيبة الصغرى، فإنَّ كلَّ ما يأمر به صادر عن صاحب الأمر (روحي له الفداء)، وعلى هذا فكلَّما ملكت حسن التوجُّه فاقرأ هذا الدعاء الشريف ولا تُقصِّر في ذلك، وخصوصاً بعد صلاة العصر من يوم الجمعة، فقد قال السيِّد الجليل عليُّ بن طاوس في كتاب (جمال الأُسبوع):
(إنْ كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإيَّاك أنْ تُهمِل الدعاء به فإنَّنا عرفنا ذلك من فضل الله (جلَّ جلاله) الذي خصَّنا به، فاعتمد عليه).
ويُفهَم من هذه العبارة أنَّ أمراً بهذا الشأن صدر من حضرة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه) إلى السيِّد (رحمه الله)، وهذا غير بعيد عن مقام السيِّد.
وهذا الدعاء هو:
«اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ‏.
اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ.

(٩٠)

اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.
اَللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي.
اَللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَيْتَنِي لِوِلَايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مِنْ وِلَايَةِ وُلَاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ‏حَتَّى وَالَيْتُ وُلَاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيًّا وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسَى وَعَلِيًّا وَمُحَمَّداً وَعَلِيًّا وَالْحَسَنَ وَاَلْحُجَّةَ اَلْقَائِمَ اَلمَهْدِيَّ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
اَللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَعَافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، ‏وَثَبِّتْنِي عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، وَبِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ اَلْعَالِمُ غَيْرُ اَلمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ اَلَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي اَلْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ،‏ فَصَبِّرْنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلَا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ، وَلَا اَلْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ، وَلَا أُنَازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ، وَلَا أَقُولَ: لِـمَ وَكَيْفَ وَمَا بَالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لَا يَظْهَرُ وَقَدِ امْتَلَأَتِ اَلْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ، وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّهَا إِلَيْكَ‏.
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظَاهِراً نَافِذَ الْأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ اَلسُّلْطَانَ وَاَلْقُدْرَةَ وَاَلْبُرْهَانَ وَاَلْحُجَّةَ وَاَلمَشِيَّةَ وَاَلْحَوْلَ وَاَلْقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذَلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ اَلمُؤْمِنِينَ‏ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ

(٩١)

ظَاهِرَ اَلمَقَالَةِ وَاضِحَ اَلدَّلَالَةِ، هَادِياً مِنَ اَلضَّلَالَةِ، شَافِياً مِنَ اَلْجَهَالَةِ، أَبْرِزْ يَا رَبِّ مُشَاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ،‏ وَاِجْعَلْنَا مِمَّنْ تَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنَا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاُحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ.
اَللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ‏، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، (وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ)، بِحِفْظِكَ اَلَّذِي لَا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاِحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلسَّلَامُ.
اَللَّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزِدْ فِي أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ فِي كَرَامَتِكَ لَهُ، ‏فَإِنَّهُ اَلْهَادِي اَلمَهْدِيُّ، وَاَلْقَائِمُ اَلمُهْتَدِي، وَاَلطَّاهِرُ اَلتَّقِيُّ اَلزَّكِيُّ اَلنَّقِيُّ اَلرَّضِيُّ اَلمَرْضِيُّ اَلصَّابِرُ اَلشَّكُورُ اَلمُجْتَهِدُ.
اللَّهُمَّ وَلَا تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ اَلْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَاِنْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلَا تُنْسِنَا ذِكْرَهُ وَاِنْتِظَارَهُ، وَاَلْإِيمَانَ بِهِ، وَقُوَّةَ اَلْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ، وَاَلدُّعَاءَ لَهُ وَاَلصَّلَاةَ عَلَيْهِ‏، حَتَّى لاَ يُقَنِّطَنَا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيَامِهِ، ‏وَيَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ،‏ فَقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ حَتَّى تَسْلُكَ بِنَا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ اَلْهُدَى، وَاَلمَحَجَّةَ اَلْعُظْمَى، وَاَلطَّرِيقَةَ اَلْوُسْطَى‏، وَقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَثَبِّتْنَا عَلَى مُتَابَعَتِهِ (مُشَايَعَتِهِ)، وَاِجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوَانِهِ وَأَنْصَارِهِ وَاَلرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ،‏ وَلَا تَسْلُبْنَا ذَلِكَ فِي حَيَاتِنَا، وَلَا عِنْدَ وَفَاتِنَا، حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ لَا شَاكِّينَ وَلَا نَاكِثِينَ وَلَا مُرْتَابِينَ وَلَا مُكَذِّبِينَ.

(٩٢)

اَللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَاُنْصُرْ نَاصِرِيهِ، وَاُخْذُلْ خَاذِلِيهِ، وَدَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ، ‏وَأَظْهِرْ بِهِ اَلْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ اَلْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبَادَكَ اَلمُؤْمِنِينَ مِنَ اَلذُّلِ،‏ وَاِنْعَشْ بِهِ اَلْبِلَادَ، وَاُقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ اَلْكُفْرِ، وَاِقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ اَلضَّلَالَةِ، وَذَلِّلْ بِهِ اَلْجَبَّارِينَ وَاَلْكَافِرِينَ، وَأَبِرْ بِهِ اَلمُنَافِقِينَ وَاَلنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ اَلمُخَالِفِينَ وَاَلمُلْحِدِينَ فِي مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، حَتَّى لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلَادَكَ، وَاِشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبَادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا اِمْتَحَى مِنْ دِينِكَ، وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ، حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضًّا جَدِيداً صَحِيحاً لَا عِوَجَ فِيهِ‏ وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرَانَ اَلْكَافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اِسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاِرْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ، ‏وَاِصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ اَلذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ اَلْعُيُوبِ،‏ وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى اَلْغُيُوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ اَلرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ اَلدَّنَسِ‏.
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ اَلْأَئِمَّةِ اَلطَّاهِرِينَ، وَعَلَى شِيعَتِهِ اَلمُنْتَجَبِينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمَالِهِمْ مَا يَأْمُلُونَ،‏ وَاِجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لَا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ.
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا، وَغَيْبَةَ إِمَامِنَا (وَلِيِّنَا)، وَشِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا، وَوُقُوعَ اَلْفِتَنِ بِنَا، وَتَظَاهُرَ اَلْأَعْدَاءِ عَلَيْنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا.

(٩٣)

اَللَّهُمَّ فَفَرِّجْ (فَافْرُجْ) ذَلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَإِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلَهَ اَلْحَقِّ آمِينَ.
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهَارِ عَدْلِكَ فِي عِبَادِكَ، وَقَتْلِ أَعْدَائِكَ فِي بِلَادِكَ، ‏حَتَّى لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا، وَلَا بَقِيَّةً إِلَّا أَفْنَيْتَهَا، وَلَا قُوَّةً إِلَّا أَوْهَنْتَهَا، وَلَا رُكْناً إِلَّا هَدَمْتَهُ، وَلَا حَدًّا إِلَّا فَلَلْتَهُ، وَلَا سِلَاحاً إِلَّا أَكْلَلْتَهُ، وَلَا رَايَةً إِلَّا نَكَّسْتَهَا، وَلَا شُجَاعاً إِلَّا قَتَلْتَهُ، وَلَا جَيْشاً إِلَّا خَذَلْتَهُ، وَاِرْمِهِمْ يَا رَبِّ بِحَجَرِكَ اَلدَّامِغِ، وَاِضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ اَلْقَاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ اَلْقَوْمِ اَلمُجْرِمِينَ، ‏وَعَذِّبْ أَعْدَاءَكَ وَأَعْدَاءَ وَلِيِّكَ وَأَعْدَاءَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبَادِكَ اَلمُؤْمِنِينَ‏.
اَللَّهُمَّ اِكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكَيْدَ مَنْ أَرَادَهُ (كَادَهُ)، وَاُمْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ، ‏وَاِجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَى مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً، وَاِقْطَعْ عَنْهُ مَادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ‏، وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ، وَأَخْزِهِمْ فِي عِبَادِكَ، ‏وَاِلْعَنْهُمْ فِي بِلَادِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِكَ، وَأَصْلِهِمْ نَاراً، وَاُحْشُ قُبُورَ مَوْتَاهُمْ نَاراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضَاعُوا اَلصَّلَاةَ، وَاِتَّبَعُوا اَلشَّهَوَاتِ، وَأَضَلُّوا عِبَادَكَ، وَأَخْرَبُوا بِلَادَكَ.
اَللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ اَلْقُرْآنَ، وَأَرِنَا نُورَهُ سَرْمَداً لَا لَيْلَ فِيهِ، وَأَحْيِ بِهِ اَلْقُلُوبَ اَلمَيِّتَةَ، وَاِشْفِ بِهِ اَلصُّدُورَ اَلْوَغِرَةَ(131)، وَاِجْمَعْ بِهِ اَلْأَهْوَاءَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(131) أي يا إلهي اشف بظهور حضرة صاحب الأمر (عليه السلام) صدور المؤمنين التي تقطَّعت على فراقه.

(٩٤)

اَلمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ اَلْحُدُودَ اَلمُعَطَّلَةَ، وَاَلْأَحْكَامَ اَلمُهْمَلَةَ، حَتَّى لَا يَبْقَى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ، وَلَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ، وَاِجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ،‏ وَاَلمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ، وَاَلرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ، وَاَلمُسَلِّمِينَ لِأَحْكَامِهِ، وَمِمَّنْ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى اَلتَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ‏.
وَأَنْتَ يَا رَبِّ اَلَّذِي تَكْشِفُ اَلضُّرَّ، وَتُجِيبُ اَلمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ،‏ وَتُنْجِي مِنَ اَلْكَرْبِ اَلْعَظِيمِ، فَاِكْشِفِ اَلضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاِجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ لَهُ‏.
اَللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام)، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام)،‏ وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ اَلْحَنَقِ وَاَلْغَيْظِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام)، ‏فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فَائِزاً عِنْدَكَ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ، وَمِنَ اَلمُقَرَّبِينَ، آمِينَ رَبَّ اَلْعَالَمِينَ»‏(132).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(132) جمال الأُسبوع (ص 522)، كمال الدِّين (ص 512/ ح 43).

(٩٥)

كلٌّ بلسانه، ويستيقظ لقوَّته وهيبته كلُّ نائم، ويقعد كلُّ قائم، ويقوم كلُّ قاعد، وذلك نداء جبرئيل (عليه السلام)(134).
الثالث:
تُظلِّله غمامة بيضاء أينما اتَّجه (سلام الله عليه)، ويخرج صوت منها يقول: «هذا هو المهدي خليفة الله فاتَّبعوه»، وهذه الرواية أوردها علماء السُّنَّة أيضاً(135).
الرابع:
أنَّ الناس يستغنون ببركة نور جماله الذي يملأ العالم عن نور الشمس والقمر(136).
الخامس:
يُخرج معه (عليه السلام) الحجر الذي كان مع موسى (عليه السلام) وضربه بعصاه فنبعت منه اثنتا عشرة عيناً، فينادي مناديه (عليه السلام) عندما يريد التحرُّك بأصحابه من مكَّة: ألَا لا يحملنَّ رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً، فيحمل الحجر على البعير، فلا ينزل منزلاً إلَّا نصبه فتنبع منه عيون، فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآناً روي، ويسقون ويطعمون دوابَّهم منه(137).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(134) غيبة النعماني (ص 253/ باب 14/ ح 13).
(135) بيان الكنجي الشافعي (ص 511 / باب 15).
(136) دلائل الإمامة (ص 241).
(137) الكافي (ج 1/ ص 231/ ح 3).

(٩٨)

السادس:
يُخرج معه (عليه السلام) عصا موسى (عليه السلام)، فيُخيف بها الأعداء وتبتلع خيولهم، وكلُّ عمل كان يقوم به موسى (عليه السلام) بعصاه يقوم به صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه)(138).
السابع:
في صباح الليلة التي يظهر فيها (عليه السلام) في مكَّة يستيقظ المؤمن أينما كان من الأرض، فيجد تحت رأسه ورقة مكتوب فيها: «طاعة معروفة»(139).
الثامن:
يراه المؤمنون وهم بعيدون عنه في بقاع الأرض وهو في مكانه كأنَّه عندهم(140).
التاسع:
ترتفع في ظهوره كلُّ علَّة ومرض في المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى منهم أحد مريضاً في كلِّ العالم(141).
العاشر:
يُغني فقراء المؤمنين في زمانه، فلا يبقى فقير في جميع أنحاء الأرض، وتُؤدَّى ديون كلِّ الشيعة(142).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(138) الكافي (ج 1/ ص 231/ ح 1).
(139) كمال الدِّين (ج 2 / ص 654/ باب 57/ ح 22).
(140) الكافي (ج 4/ ص 57/ ح 329).
(141) الخرائج والجرائح (ج 2/ ص 839/ ح 54).
(142) مسند أحمد (ج 3/ ص 37).

(٩٩)

الحادي عشر:
يصبح جميع المؤمنين والمؤمنات عالمين بأحكام دينهم، فلا يحتاج أحد لآخر في هذا الأمر(143).
الثاني عشر:
تطول الأعمار حتَّى يرى الرجل منهم ألف ولد من ذرّيَّته، وفي رواية: أنَّهم كلَّما كبروا كبرت معهم ملابسهم، وتنصبغ باللون الذي يريدون(144).
الثالث عشر:
ينتشر الأمن في الطُّرُق وجميع البلاد(145).
الرابع عشر:
اتَّفقت روايات الشيعة والسُّنَّة على انتشار العدل في الأرض في زمانه (عليه السلام)، فلا يظلم أحد أحداً(146).
الخامس عشر:
أنَّه يحكم بعلم الباطن، ويقتل كلَّ الكُفَّار والمنافقين حتَّى لو تظاهروا أنَّهم من أصحابه، وينشر دين الإسلام في كلِّ الأرض، فلا تُقبَل بعد ذلك الجزية، ويقتل مانع الزكاة(147).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(143) غيبة النعماني (ص 238/ باب 13/ ح 30).
(144) دلائل الإمامة (ص 241).
(145) كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد (ص 286).
(146) كمال الدِّين (ج 2/ ص 525/ باب 47/ ح 1).
(147) تفسير العيَّاشي (ج 2/ ص 56/ ح 49).

(١٠٠)

السادس عشر:
ينتصر (عليه السلام) على كلِّ الملوك، وتتَّسع دولته فتشمل كلَّ الأرض(148).
السابع عشر:
تتآلف الحيوانات فيما بينها حتَّى المتوحِّشة منها(149).
الثامن عشر:
لو كان الكافر أو المشرك في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله، فيقتله(150).
التاسع عشر:
قد ورد في بعض الروايات أنَّ جيش السفياني يبلغ ثلاث مائة ألف رجل يُرسِلهم من المدينة إلى مكَّة لقتل الإمام (عليه السلام) في ابتداء الظهور المبارك، فعندما يكونون في الصحراء الفاصلة بين مكَّة والمدينة ينادي جبرئيل (عليه السلام) أنْ يا أيَّتها الأرض اخسفي بهم، فتُخسَف بهم بأجمعهم، فلا يبقى منهم سوى رجلين أو ثلاثة(151).
العشرون:
إحياء جماعة كثيرة من المخالفين بإعجازه (عليه السلام) لينتقم منهم(152).
ولقد ذكرت الروايات المتعلِّقة بهذه الأُمور في كتاب (مكيال المكارم).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(148) غيبة النعماني (ص 319/ باب 21/ ح 8).
(149) مختصر بصائر الدرجات (ص 201)، الاحتجاج (ج 2/ ص 290).
(150) تفسير فرات (ص 481/ ح 627).
(151) تفسير الطبري (ج 15/ ص 17).
(152) إثبات الهداة (ج 3/ ص 569/ باب 32/ ح 681).

(١٠١)

فصل: [دعاء العهد]

وورد في كتاب (زاد المعاد) وغيرها عن الصادق (عليه السلام) أنَّ من يقرأ دعاء العهد أربعين صباحاً سيكون من أنصار القائم (عليه السلام)، وإنْ مات قبل الظهور أخرجه الله (جلَّ شأنه) من قبره لنصرته، وأنَّ الله تعالى يكتب له بقراءة كلِّ كلمة ألف حسنة، ويغفر له ألف سيِّئة، وهذا هو الدعاء:
«اَللَّهُمَّ رَبَّ اَلنُّورِ اَلْعَظِيمِ، وَرَبَّ اَلْكُرْسِيِّ اَلرَّفِيعِ، وَرَبَّ اَلْبَحْرِ اَلمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ اَلتَّوْرَاةِ وَاَلْإِنْجِيلِ وَاَلزَّبُورِ، وَرَبَّ اَلظِّلِّ وَاَلْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ اَلْقُرْآنِ (اَلْفُرْقَانِ) اَلْعَظِيمِ، وَرَبَّ اَلمَلاَئِكَةِ اَلمُقَرَّبِينَ، وَاَلْأَنْبِيَاءِ (وَ)اَلمُرْسَلِينَ‏.
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ (بِاسْمِكَ) اَلْكَرِيمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ اَلمُنِيرِ، وَمُلْكِكَ اَلْقَدِيمِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، ‏أَسْأَلُكَ بِاِسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ اَلسَّمَاوَاتُ وَاَلْأَرَضُونَ، وَبِاِسْمِكَ اَلَّذِي يَصْلَحُ بِهِ اَلْأَوَّلُونَ وَاَلْآخِرُونَ، ‏يَا حَيًّا قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيًّا بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيًّا حِينَ لَا حَيَّ، ‏يَا مُحْيِيَ اَلمَوْتَى وَمُمِيتَ اَلْأَحْيَاءِ، يَا حَيُّ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
اَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا اَلْإِمَامَ اَلْهَادِيَ اَلمَهْدِيَّ اَلْقَائِمَ بِأَمْرِكَ صَلَوَاتُ اَللهِ

(١٠٣)

عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ اَلطَّاهِرِينَ، ‏عَنْ جَمِيعِ اَلمُؤْمِنِينَ وَاَلمُؤْمِنَاتِ، فِي مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَوَاتِ زِنَةَ عَرْشِ اَللهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ،‏ وَمَا أَحْصَاهُ عِلْمُهُ (كِتَابُهُ)، وَأَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ (عِلْمُهُ).
اَللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا وَمَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لَا أَحُولُ عَنْهَا وَلَا أَزُولُ أَبَداً.
اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَاَلذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاَلمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ، (وَاَلمُمْتَثِلِينَ لِأَوَامِرِهِ)، وَاَلمُحَامِينَ عَنْهُ، وَاَلسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ، وَاَلمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ‏.
اَللَّهُمَّ إِنْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ اَلمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً مَقْضِيًّا، فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي، مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شَاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَنَاتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ اَلدَّاعِي فِي اَلْحَاضِرِ وَاَلْبَادِي.
‏اَللَّهُمَّ أَرِنِي اَلطَّلْعَةَ اَلرَّشِيدَةَ، وَاَلْغُرَّةَ اَلْحَمِيدَةَ، وَاُكْحُلْ نَاظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، ‏وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاُسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاُشْدُدْ أَزْرَهُ،‏ وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ اَلْحَقُّ: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الروم: 41].
فَأَظْهِرِ اَللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، اَلمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ، ‏حَتَّى لَا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ اَلْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ اَلْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.
‏وَاِجْعَلْهُ اَللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ، وَنَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً

(١٠٤)

غَيْرَكَ،‏ وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ، وَمُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وَاجْعَلْهُ اَللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ اَلمُعْتَدِينَ.
اَللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ، وَاِرْحَمِ اِسْتِكَانَتَنَا بَعْدَهُ‏.
اَللَّهُمَّ اِكْشِفْ هَذِهِ اَلْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ، ‏إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ‏».
فَتَضْرِبُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَدَكَ عَلَى فَخِذِكَ اَليُمْنَى، وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ تَقُولُ: «‏الْعَجَلَ الْعَجَلَ، يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ اَلزَّمَانِ»(153).

* * *

وأخيراً ألتمس من القُرَّاء الكرام الدعاء، راجياً المولى (جلَّ شأنه) أنْ يجعلني وإخواني في الدِّين من أنصار صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه).
قد تمَّ الكتاب بيد مؤلِّفه الجاني محمّد تقي بن عبد الرزَّاق الموسوي الأصفهاني (عفى الله تعالى عنهما) في شهر ربيع الثاني سنة (1332).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(153) زاد المعاد (ص 223).

(١٠٥)

المصادر والمراجع

1 - القرآن الكريم.
2 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: الحرُّ العاملي/ ط 1/ 1425هـ/ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.
3 - الاحتجاج: أحمد بن عليٍّ الطبرسي/ تعليق وملاحظات: السيِّد محمّد باقر الخرسان/ 1386هـ/ دار النعمان/ النجف الأشرف.
4 - الإرشاد: الشيخ المفيد/ تحقيق: مؤسَّسة آل البيت (عليهم السلام)/ ط 2/ 1414هـ/ دار المفيد/ بيروت.
5 - الأمالي: الشيخ الصدوق/ ط 1/ 1417هـ/ مركز الطباعة والنشر في مؤسَّسة البعثة/ قم.
6 - الأمالي: الشيخ الطوسي/ تحقيق: مؤسَّسة البعثة/ ط 1/ 1414هـ/ دار الثقافة/ قم.
7 - بحار الأنوار الجامعة لدُرَر أخبار الأئمَّة الأطهار: العلَّامة المجلسي/ تحقيق: يحيى العابدي الزنجاني وعبد الرحيم الربَّاني الشيرازي/ ط 2/ 1403هـ/ مؤسَّسة الوفاء/ بيروت.
8 - البيان في أخبار صاحب الزمان المطبوع ضمن كفاية الطالب: محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي/ ط 2/ 1404هـ/ دار إحياء

(١٠٧)

تراث أهل البيت (عليهم السلام)/ طهران.
9 - تُحَف العقول عن آل الرسول: ابن شعبة الحرَّاني/ تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/ ط 2/ 1404هـ/ مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
10 - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام)/ ط 1 محقَّقة/ 1409هـ/ مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)/ قم.
11 - تفسير البرهان: السيِّد هاشم البحراني/ مؤسَّسة البعثة/ قم.
12 - تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن): محمّد ابن جرير الطبري/ تقديم: الشيخ خليل الميس/ ضبط وتوثيق وتخريج: صدقي جميل العطَّار/ 1415هـ/ دار الفكر/ بيروت.
13 - تفسير العيَّاشي: محمّد بن مسعود العيَّاشي/ تحقيق: السيِّد هاشم الرسولي المحلَّاتي/ المكتبة العلميَّة الإسلاميَّة/ طهران.
14 - تفسير فرات الكوفي: فرات بن إبراهيم الكوفي/ تحقيق: محمّد الكاظم/ ط 1/ 1410هـ/ مؤسَّسة طبع ونشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي/ طهران.
15 - جمال الأُسبوع: ابن طاوس/ تحقيق: جواد القيُّومي/ ط 1/ 1371ش/ مطبعة أختر شمال/ مؤسَّسة الآفاق.
16 - جواهر الكلام: الشيخ الجواهري/ تحقيق: عبَّاس

(١٠٨)

القوجاني/ ط 2/ 1365ش/ مطبعة خورشيد/ دار الكُتُب الإسلاميَّة/ طهران.
17 - الخرائج والجرائح: قطب الدِّين الراوندي/ بإشراف: السيِّد محمّد باقر الموحِّد الأبطحي/ ط 1/ 1409هـ/ مؤسَّسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)/ قم.
18 - الخصال: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/ 1362ش/ مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
19 - دلائل الإمامة: محمّد بن جرير الطبري الشيعي/ ط 1/ 1413هـ/ مؤسَّسة البعثة/ قم.
20 - زاد المعاد: العلَّامة محمّد باقر المجلسي/ تعريب وتعليق: علاء الدِّين الأعلمي/ ط 1/ 1423هـ/ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.
21 - شرح إحقاق الحقِّ: السيِّد شهاب الدِّين المرعشي النجفي/ تصحيح: السيِّد إبراهيم الميانجي/ منشورات مكتبة آية الله المرعشي/ قم.
22 - الصحيفة السجَّاديَّة: تحقيق: محمّد باقر الأبطحي/ ط 1/ 1411هـ/ مطبعة نمونه/ مؤسَّسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ومؤسَّسة الأنصاريان/ قم.
23 - غاية المرام وحجَّة الخصام: السيِّد هاشم البحراني/ تحقيق: السيِّد عليّ عاشور.

(١٠٩)

24 - الغيبة: ابن أبي زينب النعماني/ تحقيق: فارس حسُّون كريم/ ط 1/ 1422هـ/ أنوار الهدى.
25 - الغيبة: الشيخ الطوسي/ تحقيق: عبد الله الطهراني وعليّ أحمد ناصح/ ط 1/ 1411هـ/ مطبعة بهمن/ مؤسَّسة المعارف الإسلاميَّة/ قم.
26 - الفتن: أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد المروزي/ تحقيق وتقديم: سهيل زكار/ 1414هـ/ دار الفكر/ بيروت.
27 - الكافي: الشيخ الكليني/ تحقيق: عليّ أكبر الغفاري/ ط 5/ 1363ش/ مطبعة حيدري/ دار الكُتُب الإسلاميَّة/ طهران.
28 - كامل الزيارات: جعفر بن محمّد بن قولويه/ تحقيق: الشيخ جواد القيُّومي/ ط 1/ 1417هـ/ مؤسَّسة نشر الفقاهة.
29 - كفاية الأثر في النصِّ على الأئمَّة الاثني عشر: أبو القاسم عليُّ بن محمّد الخزَّاز القمّي الرازي/ تحقيق: السيِّد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي/ 1401هـ/ انتشارات بيدار.
30 - كمال الدِّين وتمام النعمة: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/ 1405هـ/ مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
31 - مجمع البيان في تفسير القرآن: أمين الإسلام أبو عليٍّ الفضل ابن الحسن الطبرسي/ قدَّم له: السيِّد محسن الأمين العاملي/ ط 1/ 1415هـ/ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.

(١١٠)

32 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: عليُّ بن أبي بكر الهيثمي/ 1408هـ/ دار الكُتُب العلميَّة/ بيروت.
33 - مختصر بصائر الدرجات: الحسن بن سليمان الحلّي/ ط1/ 1370هـ/ منشورات المطبعة الحيدرية/ النجف الأشرف.
34 - مسند أبي داود: سليمان بن داود الطيالسي/ دار المعرفة/ بيروت.
35 - مسند أحمد: أحمد بن حنبل/ تحقيق عدَّة محقِّقين/ ط 1/ 1416هـ/ مؤسَّسة الرسالة/ بيروت.
36 - المصنَّف: ابن أبي شيبة/ تحقيق وتعليق: سعيد اللحَّام/ ط 1/ 1409هـ/ دار الفكر/ بيروت.
37 - معاني الأخبار: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/ 1379هـ/ مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
38 - المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد الطبراني/ 1415هـ/ دار الحرمين.
39 - مكارم الأخلاق: حسن بن الفضل الطبرسي/ ط 6/ 1392هـ/ منشورات الشريف الرضي.
40 - مكيال المكارم: ميرزا محمّد تقي الأصفهاني/ تحقيق: عليّ عاشور/ ط 1/ 1421هـ/ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.
41 - من لا يحضره الفقيه: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق:

(١١١)

عليّ أكبر الغفاري/ ط 2/ مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.

42 - مهج الدعوات ومنهج العبادات: ابن طاوس/ كتابخانه سنائي.
43 - النجم الثاقب: النوري/ ط 1/ 1415هـ/ أنوار الهدى/ مطبعة مهر/ قم.
44 - وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): الحرُّ العاملي/ ط 2/ 1414هـ/ مؤسَّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث/ قم.

* * *

(١١٢)