حول المهدي المنتظر عليه السلام والأطروحة الإلهية لآخر الزمان

حول المهدي المنتظر عليه السلام والأطروحة الإلهية لآخر الزمان

تأليف: العلامة المحقق السيد سامي البدري
ألقي في الملتقى الفكري الثاني عشر الذي أقامه
المركز الإسلامي في انجلترا بتأريخ 22 شعبان 1421
الطبعة الأولى 1421 ـ 2000
دار طور سينين للطباعة النشر ـ العراق ـ بغداد

فهرس المحتويات

ارتباط قضية المهدي عليه السلام بنهاية حركة التاريخ
القدر المتفق عليه بين اهل الديانات السماوية الثلاث حول نهاية التاريخ
اختلاف المسلمين عن اليهود والنصارى في هوية القائد الالهي الموعود وكتابه
اختلاف الشيعة عن السنة في قضية القائد الموعود
الغيبة لا تعني تعطيل العمل بالاحكام الاسلامية
علامات الظهور
الاساس الموضوعي لتمييز الصادق ممن مدعي المهدوية
خصائص دولة المهدي عليه السلام المرتقبة
مشروع انتظار القائد الموعود عند اليهود والمسيحيين
مشروع الحوار بين المسلمين حول المهدي الموعود
مشروع الحوار الاسلامي المسيحي

ارتباط قضية المهدي عليه السلام بنهاية حركة التاريخ

آخر الزمان تعبير عن المرحلة النهائية لحركة التاريخ، وقد عني بها الفلاسفة الوضعيون عموما والماركسيون خصوصا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين وكان افضل ما قدمته الماركسية للفكر البشري هو تبنيها للحتمية التاريخية(1) ومحاولتها اكتشاف سنن التاريخ ومراحله وتنبيهها الى اهمية معرفة قوانين التاريخ في التنبوء بمسار حركة التاريخ ونتائجها ودور هذه المعرفة في الارتقاء بوعي الانسان وتفعيل حركته الايجابية باتجاه المرحلة التاريخية التي يرتقبها، غير ان الماركسية كانت قد تورطت في خطأ قاتل حين انكرت وجود الله تعالى وتعاملت مع حركة النبوات من خلال الصيغ المحرفة للدين الالهي ومن ثم فشلت في اكتشاف المراحل العامة لحركة التاريخ واكتشاف السنن التي تنقل الواقع من مرحلة الى اخرى ثم تقف به عند نهايته المحتومة.
ولئن انفتح الفكر البشري الوضعي من خلال الفكر الماركسي في القرن التاسع عشر الميلادي على ادراك الحتمية التاريخية ومن ثم العمل على اكتشاف مراحل التاريخ الحتمية والقوانين العامة للتاريخ ثم اخطأ في اكتشافها(2)، فان الفكر النبوي منذ انظلاقته الاولى قبل الاف السنين قد بنى تصوراته عن حركة المجتمع البشري على اساس هذه الحتمية وقدم فكرة واضحة عن سنن التاريخ ومراحله، وقد احتفظ التراث الديني لليهود والنصارى والمسلمين بنصوص مشتركة حول ذلك، ويستطيع الباحث ان يقول ان هذه القضية هي احدى اهم القضايا الاساسية المشتركة بين الاديان الثلاثة.
وهنا اود ان اؤكد ان النصوص الدينية التي يحفل بها تراث الاديان الثلاثة يقدم بالاضافة الى ذلك معلومات موحدة عن الشخوص التاريخيين الذين تتقوم بهم حركة التاريخ ونهايتها، فلسنا فقط امام فكرة مشتركة حول نهاية حركة التاريخ بل امام تصورات موحدة عن هوية شخوصها التاريخيين يمكن استفادتها من تلك النصوص.
نعم بلحاظ هذه النصوص التي تتحدث عن الاشخاص التاريخيين وجدت قراءات وتفسيرات مختلفة جعلتنا امام مصاديق مختلفة للفكرة الواحدة والباب مفتوح لحوار علمي هادئ بين الاديان الثلاثة واتجاهاتها الداخلية لبحث سبل الوصول الى القراءة الموحدة لتلك النصوص.
وفي ضوء هذه المقدمة نستطيع القول:
ان قضية المهدي الموعود الحجة بن الحسن العسكري بن الحسين المظلوم الشهيد في المعتقد الشيعي ترتبط اساسا بمراحل حركة التاريخ وسننها كما تقدمها الحركة النبوية ككل من خلال وثائقها الاساسية القرآن والتوراة والانجيل.
وان الحركة الشيعية تدعي من خلال تراثها المعتبر ان المهدي الموعود بطل نهاية التاريخ الذي تشخصه النصوص الشيعية بمحمد بن الحسن العسكري بن الحسين المظلوم الشهيد هو نفسه الذي تشخصه النصوص الدينية المسيحية واليهودية.
دليلنا على هذا التصور ما يؤكده القرآن من ان نهاية التاريخ المشرقة امر حتمه الله تعالى وبينه في القرآن وفي كتبه التي انزلها على الانبياء السابقين، وتاكيد القران ان خبر بعثة النبي المكي موجود في التوراة والانجيل وتاكيد اهل البيت في اخبارهم ان الكتب السابقة بشرت بمحمد واهل بيته وان عليا والحسين والمهدي قد ذكروا في الكتب السابقة كما ذكر النبي (ص).

القدر المتفق عليه بين اهل الديانات السماوية الثلاث حول نهاية التاريخ

يتفق اتباع الديانات السماوية الثلاث المسلمون والنصارى واليهود على الايمان بان المستقبل النهائي لمسيرة الحياة على الارض هي انتصار اطروحة الايمان على اطروحة الكفر وسيادة الحق والعلم والعدل الاجتماعي وعبادة الله تعالى ووراثة الارض من قبل الصالحين وانتهاء الخرافة والضلال والظلم وكل اشكال الانحراف.
ويتفقون ايضا على ان الشخص الذي سيحقق الله على يده على العهد هو من ذرية ابراهيم.
وان الشريعة التي يحكم بها هذا الشخص ليست هي شريعة موسى وانما هي شريعة النبي الذي سيبعثه الله تعالى الى الازمنة الاخيرة(3) هذا النبي الذي ينتظره الاميون.
في القرآن الكريم قوله تعالى:
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، إِنَّ فِي هذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ) الأنبياء/105-106
وفي الكتاب المقدس الْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ لِدَاوُدَ:
لاَ يُقْلِقْكَ أَمْرُ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ فَاعِلِي الإِثْمِ، 2فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يَذْوُونَ، وَكَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. 3تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ (مُطْمَئِنّاً) وَرَاعِ الأَمَانَةَ. 4ابْتَهِجْ بِالرَّبِّ فَيَمْنَحَكَ بُغْيَةَ قَلْبِكَ. 5سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فَيَتَوَلَّى أَمْرَكَ. 6يُظْهِرُ بَرَاءَتَكَ كَالنُّورِ، وَحَقَّكَ ظَاهِراً كَشَمْسِ الظَّهِيرَةِ. 7اسْكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ وَانْتَظِرْهُ بِصَبْرٍ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ، بِفَضْلِ مَكَائِدِهِ. 8كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَانْبُذِ السَّخَطَ، وَلاَ تَتَهَوَّرْ لِئَلاَّ تَفْعَلَ الشَّرَّ. 9لأَنَّ فَاعِلِي الشَّرِّ يُسْتَأْصَلُونَ. أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ. 10فَعَمَّا قَلِيلٍ (يَنْقَرِضُ) الشِّرِّيرُ، إِذْ تَطْلُبُهُ وَلاَ تَجِدُهُ. 11أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَتَمَتَّعُونَ بِفَيْضِ السَّلاَمِ.... 16الْخَيْرُ الْقَلِيلُ الَّذِي يَمْلِكُهُ الصِّدِّيقُ أَفْضَلُ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ، 17لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ سَتُكْسَرُ، أَمَّا الأَبْرَارُ فَالرَّبُّ يَسْنِدُهُمْ. 18الرَّبُّ عَلِيمٌ بِأَيَّامِ الْكَامِلِينَ، وَمِيرَاثُهُمْ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.... 27حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ، فَتَسْكُنَ مُطْمَئِنّاً إِلَى الأَبَدِ. 28لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْعَدْلَ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ، بَلْ يَحْفَظُهُمْ إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا ذُرِّيَّةُ الأَشْرَارِ فَتَفْنَى. 29الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى الأَبَدِ. 30فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْطِقُ دَائِماً بِالْحِكْمَةِ، وَيَتَفَوَّهُ بِكَلاَمِ الْحَقِّ 31شَرِيعَةُ إِلَهِهِ ثَابِتَةٌ فِي قَلْبِهِ، فَلاَ تَتَقَلْقَلُ خَطَوَاتُهُ. 32يَتَرَبَّصُ الشِّرِّيرُ بِالصِّدِّيقِ وَيَسْعَى إِلَى قَتْلِهِ. 33لَكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَدَعُهُ يَقَعُ فِي قَبْضَتِهِ، وَلاَ يَدِينُهُ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ. 34انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاسْلُكْ دَائِماً فِي طَرِيقِهِ، فَيَرْفَعَكَ لِتَمْتَلِكَ الأَرْضَ، وَتَشْهَدَ انْقِرَاضَ الأَشْرَارِ. 35قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ مُزْدَهِراً وَارِفاً كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ الْمُتَأَصِّلَةِ فِي تُرْبَةِ مَوْطِنِهَا، 36ثُمَّ عَبَرَ وَمَضَى، لَمْ يُوجَدْ. فَتَّشْتُ عَنْهُ فَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى أَثَرٍ. 37لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ، فَإِنَّ نِهَايَةَ ذَلِكَ الإِنْسَانِ تَكُونُ سَلاَماً. 38أَمَّا الْعُصَاةُ فَيُبَادُونَ جَمِيعاً. وَنِهَايَةُ الأَشْرَارِ انْدِثَارُهُمْ، 39لَكِنَّ خَلاَصَ الأَبْرَارِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، فَهُوَ حِصْنُهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ. 40يُعِينُهُمُ الرَّبُّ حَقّاً، وَيُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَيُخَلِّصُهُمْ لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا بِهِ.

اختلاف المسلمين عن اليهود والنصارى في هوية القائد الإلهي الموعود وكتابه

ويختلف المسلمون مع اليهود والنصارى في تعيين هوية الشخص الذي يجري الله تعالى على يده هذا الحدث العظيم المرتقب وفي الامة التي ينطلق منها ذلك القائد الالهي الكبير وفي الشريعة الالهية التي يعمل بها ويطبقها.
فيعتقد المسلمون جميعا: بانه من ذرية اسماعيل من ذرية محمد (ص) خاتم الانبياء من فاطمة بنت النبي (ص). وان امة هذا القائد هي امة محمد (ص) وان شريعته هي شريعة محمد (ص).
روى ابو داود وابن ماجة وابن حنبل والطبراني والحاكم في المستدرك وغيرهم قول النبي (ص): “ لو لم يبق من الدهر (الدنيا) الا يوم واحد لبعث الله رجلا من اهل بيتي يملؤها (الارض) عدلا كما ملئت جورا ”.
وقوله (ص) ايضا: “ المهدي من عترتي من ولد فاطمة ”.
ويعتقد اليهود والنصارى: انه من ذرية اسحاق من ذرية يعقوب ومن ذرية داود.
ويقول النصارى: بان هذا القائد الاسرائيلي هو المسيح عيسى بن مريم وانه قتل على يد اليهود ثم احياه الله تعالى واقامه من الاموات ورفعه الى السماء وانه سينزله في في آخر الدنيا ليحقق به وعده.
اما اليهود فيقولون: انه لم يولد بعد. قال المفسر اليهودي حنان ايل في تعليقته على الفقرة 20 من الاصحاح 17 من سفر التكوين التي تشير الى وعد الله تعالى في اسماعيل وهي (أما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه ها أنا ذا أباركه وأنميه وأكثره جدا جدا ويلد اثني عشر رئيسا واجعله أمة عظيمة).
(نلاحظ من هذه النبوءة في هذه الآية ان 2337 سنة مضت قبل ان يصبح العرب /سلالة إسماعيل/ أمة عظيمة [بظهور الإسلام سنة 624م] في هذه الفترة انتظر إسماعيل بشوق حتى تحقق الوعد الإلهي أخيرا وسيطر العرب على العالم. أما نحن ذرية اسحق فقد تأخر تحقق الوعد الذي أعطي لنا بسبب ذنوبنا. من المؤكد ان هذا الوعد الإلهي سيتحقق فيما بعد فلا نيأس)(4).
وفي سفر اشعيا 11 1:
وَيُفْرِخُ بُرْعُمٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ جُذُورِهِ، 2: وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفِطْنَةِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَخَافَتِهِ. 3وَتَكُونُ مَسَرَّتُهُ فِي تَقْوى الرَّبِّ، وَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ مَا تَشْهَدُ عَيْنَاهُ، وَلاَ يَحْكُمُ بِمُقْتَضَى مَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ، 4إِنَّمَا يَقْضِي بِعَدْلٍ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحَكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيُعَاقِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ، 5لأَنَّهُ سَيَرْتَدِي الْبِرَّ وَيَتَمَنْطَقُ بِالأَمَانَةِ. 6فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْحَمَلِ، وَيَرْبِضُ النِّمْرُ إِلَى جِوَارِ الْجَدْيِ، وَيَتَآلَفُ الْعِجْلُ وَالأَسَدُ وَكُلُّ حَيَوَانٍ مَعْلُوفٍ مَعاً، وَيَسُوقُهَا جَمِيعاً صَبِيٌّ صَغِيرٌ. 7تَرْعَى الْبَقَرَةُ وَالدُّبُّ مَعاً، وَيَرْبِضُ أَوْلاَدُهُمَا مُتجَاوِرِينَ، وَيَأْكُلُ الأَسَدُ التِّبْنَ كَالثَّوْرِ، 8وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ فِي (أَمَانٍ) عِنْدَ جُحْرِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الفَطِيمُ يَدَهُ إِلَى وَكْرِ الأَفْعَى (فَلاَ يُصِيبُهُ سُوءٌ). 9لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُسِيئُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِيءُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تَغْمُرُ الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10: فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَنْتَصِبُ أَصْلُ يَسَّى رَايَةً لِلأُمَم ِ، وَإِلَيْهِ تَسْعَى (واياه تنظر) جَمِيعُ الشُّعُوبِ (Gentiles)، وَيَكُونُ مَسْكَنُهُ مَجِيداً.
والقول الفصل فيما اختلف فيه المسلمون عن النصارى واليهود بشأن القائد الموعود وهل هو من ذرية اسحاق او ذرية اسماعيل يكون من خلال التحقيق في مسالة من هو النبي الذي ينتظره الاميون هل هو عيسى ام محمد (ص)؟. ومسألة من هو الوارث الابدي لإمامة ابراهيم هل هو اسماعيل والاصفياء من ذريته ام اسحاق والاصفياء من ذريته؟ وكذلك من هو القائد الالهي الذي سيتعرض لمحنة الذبح بلا ذنب ويكون قتله سببا لهداية كثيرين كما يكون قتله سببا لحفظ الدين ونشره كما يكون من ذريته نسل تطول ايامه يتحقق على يده الغد ا لمشرق في تاريخ البشرية؟
والمسالتان الاوليان: بحثهما علماء المسلمين وادركهما الكثير من علماء اليهود والنصارى واعلنوا اتباعهم للنبي واهل بيته(5).
اما المسالة الثالثة: فقد قامت المسيحية البولسية على تفسير النصوص التي تتحدث عن رجل الالام والمحن المذبوح كما يذبح الكبش انه عيسى بن مريم الا ان النص يابى الانطباق عليه لان عيسى لم يكن له نسل سواء طالت ايامه او قصرت، وهي مسالة جديدة وفقنا الله تعالى لا ثارتها وقد هيئنا نصوصها كاملة نرجو ان تر النور قريبا.
اما لفظة (يسى) التي تشير والد داود في النص الانف الذكر فانه بعد استقرارا المسائل الثلاث الانفة الذكر يصبح من السهل اكتشاف تحريفها، وكونها في الاصل تشير الى محمد (ص) وولده المهدي.

اختلاف الشيعة عن السنة في قضية القائد الموعود

يعتقد الشيعة: ان هذا القائد الموعود هو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد سنة 256 هجرية وقد نص ابوه الحسن العسكري على امامته، ثم غاب المهدي باذن الله تعالى غيبتين صغرى وكبرى نظير غيبتي عيسى الاولى وهي الغيبة الصغرى كانت حين انجاه الله تعالى من مكر السلطة العباسية فكان يعيش حالة الاختفاء منذ ولادته حيث اخفاه ابوه وبعد وفاة ابيه سنة 261 صار يوجه شيعة ابيه بواسطة وكلائه النواب الاربعة الذين استمرت نيابتهم تسعا وستين سنة تقريبا (261-329)، الثانية وهي الغيبة الكبرى التي بدأت بعد موت النائب الرابع علي بن محمد السمري وقد اخبر الشيعة عند موته بعدم وجود نائب خاص بعده حتى يظهر الله تعالى وليه في آخر الزمان.
ويرى أهل السنة: ان المهدي لم يولد بعد بل يولد في اخر الزمان.
والقول الفصل فيما اختلف فيه الشيعة عن السنة بشأن القائد الموعود، وهل ولد حقا وانه ابن الحسن العسكري او هو سوف يولد في المستقبل؟ يكون من خلال التحقيق في مسالة وجود اوصياء معصومين للنبي وان شيعة هؤلاء الاوصياء مصدَّقون في النقل عن ائمتهم شانهم في ذلك شان اتباع المذاهب الاخرى حينما ينقلون عن ائمتهم مسائل الفقه ومسائل التاريخ الخاص بهم.
وقد اجمع جمهور الشيعة منذ اقدم عصورهم على ان ائمتهم قد نص النبي عليهم وبين عددهم وان الائمة قد نص السابق منهم على اللاحق وان الحسن العسكري اخبر انه له ولد وانه وصيه وانه المهدي المنتظر.
وقد استدل الشيعة على مسألة النص من النبي (ص) على الامامة الالهية لاهل بيته بحديث الثقلين وحديث السفينة واستدلوا على عددهم بحديث الاثني عشر واستدلوا على ان اول الائمة الالهيين هو علي ثم الحسين ثم الحسين بحديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الكساء وحديث الحسن والحسين سبطان من الاسباط وكلها مروية في الحديث السنية المعتبرة.
اما امامة التسعة من ذرية الحسين فقد استدلوا عليها باحاديث الوصية في كتب الشيعة المعتبرة كقول الامام الباقر (ع):
(يكون تسعة أئمة من ذرية الحسين بن علي تاسعهم قائمهم) رواه الكليني.
وقول الامام الصادق (ع):
(أترون ان الموصي منا يوصي إلى من يريد لا والله ولكنه عهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى رجل فرجل حتى انتهى إلى نفسه).
وفي لفظ آخر:
(إلى أن ينتهي إلى صاحب هذا الأمر)(6).
وبالواقع التاريخي الذي تميزت به سيرة هؤلاء التسعة من وراثة الجامعة والجفر التي كتبها علي عن النبي في لقاءاتهما الخاصة وما جرى على يدهم من الاخبار بالمغيبات والكرامات التي لا يجريها الله تعالى الى علي يد اصفيائه المؤيدين بتاييد خاص منه.
وقد حاول الاخوة من اهل السنة رد فكرة النص من النبي على الائمة وعلى اولهم علي بمنع دلالة او تضعيف اسانيد النصوص النبوية التي يستشهد بها الشيعة على دعواهم، وقد قابلهم علماء الشيعة بمناقشة ردودهم وبيان خطئها.
وقد حاول البعض من فرق الشيعة وبخاصة الزيدية رد فكرة الاثني عشرية وقابلهم علماء الشيعة بالرد عليهم.
وحاول بعض المعاصرين من الكتاب رد فكرة ولادة المهدي بدعوى ان القائلين بذلك هم واحد من اثني عشرة فرقة انقسمت اليها شيعة الحسن العسكري استنادا الى كتابي فرق الشيعة للنوبختي والمقالات والفرق للاشعري الشيعي وقد اجبنا عن ذلك مفصلا في كتابنا حول امامة اهل البيت ووجود المهدي (ع).

الغيبة لا تعني تعطيل العمل بالاحكام الاسلامية

لم تكن الغيبة لتعني تعطيل العمل باحكام الاسلام، كيف يكون ذلك وأصل مسالة وجود اوصياء للنبي انما هي الحفاظ على الاسلام ليبقى سليما ميسرا لمن اراد العمل به، وقد ادى الائمة (ع) وظيفتهم هذه على اتم وجه حيث ربوا حملة امناء لعلومهم ولم يكن تسلم الحكم في المجتمع الاسلامي ككل من قبلهم الا بعض شؤونهم ولم يتوفر الشرط الاساس لنهوض اغلبهم فيه وهو شرط وجود الناصر الكفوء وانقياده لهم كما اشار امير المؤمنين (اما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكاس اولها)، ان الغيبة كانت مكرا الهيا في قبال مكر العباسيين ارادوا قتل الامام واراد الله تعالى حفظه وادخاره لليوم الموعود. ومن جانب اخر فان من ابرز حكم الغيبة واسرارها الواضحة على صعيد الامة الخاصة /شيعة اهل البيت /هي اتاحة الفرصة لحملة تراث الائمة ان يمارس مسؤولياتها الفكرية والعلمية والسياسية ككل على اساس فهمهم البشري غير المعصوم للقرآن والتراث الفكري الذي خلفته التجربة المعصومة للنبي والائمة، وتأتي فكرة عودة المعصوم الغائب في آ خر الدنيا وظهوره مرة ثانية على المسرح الاجتماعي والسياسي لتقييم التجارب السابقة للمسيرة غير المعصومة والكشف عن مستوى تمثيلها وصدق تعبيرها وأمانتها من ناحية، ومن ناحية اخرى لتحقيق الوعد الالهي الانف الذكر (انظر شبهات وردود للمؤلف الطبعة الثالثة ص 23-24).
ان مفهوم انتظار الفرج يرتبط بالمهدي محمد بن الحسن العسكري الذي عاش مشردا مختفيا ولا زالت هذه ا لحالة ترافق وجوده الشريف (اللهم عجل فرج وليك الحجة بن الحسن (ع)، وليس له ربط بالامة الا من ناحية كونه قائدها المعصوم المعد لاداء وظيفة الهية خاصة قدر الله لها ان تكون خاتمة المسيرة على الارض كلها وان يعينه فيها النبي عيسى (ع). ويتضح من ذلك سر انحصار هذا المفهوم ضمن الدائرة الشيعية، اذ ان الدائرة السنية لا تؤمن بمهدي مولود غائب مشرد خائف طريد.

علامات الظهور

الاخبار التي تتحدث عن علامات ظهور المهدي سواء في الكتب الشيعية او في الكتب السنية تستهدف غالبا تشخيص زمن الظهور، ويوجد اتجاهان في دراستها:
الاول: يدرسها على انها تخبر بحوادث مستقلة عن بعضها البعض.
الثاني: يدرسها على انها تخبر عن وضع اجتماعي وسياسي وتكنولوجي يعيشه العالم قبيل الظهور. وبعبارة اخرى ترسم لنا حالة العالم السياسية والاجتماعية والتكنولوجية قبيل الظهور.
وفي ظل الاتجاه الثاني يتضح لاي باحث في علامات الظهور ان العالم اليوم اقرب من أي وقت مضى الى عهد الظهور.
فمن الناحية التكنولوجية تتحدث الاخبار عن عالم فيه طائرات تنقل المسافرين من بلد الى بلد وإذاعات بعدد شعوب العالم تستطيع بث الخبر الواحد في ان واحد للعالم اجمع وتلفون متلفز يسمع من في المشرق اخاه الذي في المغرب ويرى صورته، وكومبيوترات يدوية تحتوي على برامج متنوعة تغني حاملها عن اصطحاب الاف الكتب.
ومن الناحية الاجتماعية تتحدث عن وضع اجتماعي للنساء تظهر فيه كاسيات عاريات وهو كناية عن التبرج والسفور، وظهور انواع من المنكرات مما لا يتصوره الانسان قبل حدوثه.
ومن الناحية السياسية تتحدث عن كشف عن هيكل سليمان الذي يستلزم قيام دولة اسرائيل في قلب العالم العربي والاسلامي. ووجود حركات اسلامية في المجتمعات الاسلامية تسعى لاقامة الحكم الاسلامي يسجن الكثير من افرادها وقيام دولة توطئ للمهدي في المشرق، واختلاف العاملين الشيعة في وعدم اجتماع كلمتهم وتجتمع كلمتهم بييعتهم للمهدي وظهور دعوات مهدوية كاذبة وغير ذلك وكل ذلك مما جاء ذكره في احاديث علامات الظهور.

الاساس الموضوعي لتمييز الصادق من مدعي المهدوية

الاساس الموضوعي الوحيد الذي يمكننا ان نعتمد لتشخيص الصادق من الكاذب من مدعي المهدوية هو المؤيدات الالهية التي تجري على يد من يدعي المهدوية بعد تصديقه للنبوة الخاتمة وحركة ابائه اوصياء النبي الخاتم، كما هو الحال مع أي مدعي للنبوة والرسالة وتختم هذه المؤيدات بظهور عيسى بن مريم الذي قص القرآن علينا خبره انه يحيي الموتى ويبرئ الا كمه والابرص(7).
وبهذا الاساس يقطع الطريق على كل حالة كاذبة سواء تعمد صاحبها الكذب او وقع ضحية حالة كشف عرفاني خاطئ من قبيل ما وقع للمهدي السوداني حين خيل اليه انه هو المهدي الموعود بما تجسد في خياله ان النبي قد اخبره مباشرة بانه هو حيث قال في احدى رسائله (المؤرخة قبل 16شعبان 1299هجرية:
(اخبرني سيد ا لوجود (ص) باني المهدي المنتظر وخلفني عليه السلام بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعة والاقطاب والخضر (ع) وايدني بالملائكة المقربين والاولياء الاحياء والميتين من لدن ادم الى زماننا هذا وكذلك المؤمنين من الجن وفي ساعة الحرب يحضر معهم امام جيش سيد ال وجود (ص) بذاته الكريمة وكذلك الخلفاء الاربعة والاقطاب والخضر واعطاني سيف النصر من حضرته (ص) واعلمت انه لا ينصر علي معه احد ولو كان الثقلين الانس والجن ثم اخبرني سيد الوجود (ص)... بانه تخرج راية من نور وتكون معي في حالة الحرب يحملها عزرائيل (ع) فيبثبت بها اصحابي وينزل الرعب في قلوب اعدائي فلا يلقاني احد بعداوة الا خذله الله.
فمن له سعادة صدق صدِّق باني المهدي المنتظر ولكن الله جعل في قلوب الذين يحبون الجاه النفاق فلا يصدقون حرصا على جاههم... وامرني سيد الوجود (ص) بالهجرة الى ماسة بجبل قدير وامرني ان اكاتب بها جميع المكلفين امرا عاما فكاتبنا بذلك الامراء ومشايخ الدين فانكرالاشقياء وصدق ا لصديقون... وقد اخبرني سيد الوجود (ص) بانه من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله كررها ثلاث مرات، وجميع ما اخبرتكم به من خلافتي على المهدية الخ فقد اخبرني به سيد الوجود (ع) يقظة في حال الصحة خاليا من الموانع الشرعية لا بنوم ولا جذب ولا سكر ولا جنون...)(8).
وقال في رسالة اخرى (... فلولا اني على نور من الله وتاييد من رسول الله (ص) لما قدرت على شيء ولا ساغ لي ان احكي شيئا، وما اخبرت عن النبي (ص) بما اخبرت الا بامر من رسول الله وقد اخبرني (ص) باخبار ليست عند الاولياء ولا عند العلماء وليكن معلوما عندكم اني لا افعل شيئا الا بامر النبي (ص) او ملك الالهام مأذونا من النبي (ص) وقد اخبرني (ص) ان الامة تهتدي بي بدون المشقة التي حصلت له (ص)، واني مخلوق من نور عنان قلبه (ص) وبشرني (ص) ان اصحابي كاصحابه وان عوامهم لهم رتبة عند الله كرتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني)(9).
فالملاحظ على فقرات الرسالتين هو انحصار الادلة على صدق مدعي المهدية الذاتية وليس الموضوعية مضافا الى عدم تحقق ما اخبر به من النصر المؤزر لحركته.
ان المهدي على التصور الشيعي انسان مشخص وهو ابن الحسن العسكري ولد سنة 255 هجرية وعايش اهل الارض من القرن الثالث الهجري والى القرن الخامس عشر الهجري والى ما شاء الله فلا بد له ان يثبت ذلك بطريقة موضوعية وهي اما جريان المعجزات على يده وقد جرت المعجزات على يد اصف بن برخيا وزير سليمان ولم يكن اصف نبيا وذلك حين احضر عرش ملكة سبأ باقل من لمح البصر:
(قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ... * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل/38-40.
والطريقة الاخرى هي ان يستخدم طرقا اعتيادية تكشف عن عمر صاحبها وهويته من قبيل ان يخبر اهل لندن انه مر من بلادهم في القرن العاشر الميلادي ووضع رسالة بخط يده على رق غزال في المنطقة الفلانية وكانت في ذلك الوقت مكتبة المدينة ولكنها اندثرت بفعل عوامل مختلفة ثم يخاطب الانكليز بامكانكم الحفر عدة امتار لتعثروا على مكتبتكم المندثرة وفيها وثائق تعتزون بها وبامكانهم ان تفتحوا اللفاقة الفلانية لتجدوا رسالتي اليكم وهذه نسخة ثانية منها، وبنفس الاسلوب يخاطب الروس او الايرانيين او العرب او الصينيين وغيرهم ممن تعمر به الارض عند ظهوره، ولا بد انه يطرح هذا الطلب بما يكشف عن درايته وعلمه بالحلقات المفقودة العزيزة في كل بلد من اجل ان يحرك اهل كل بلاد نحو التنقيب لكشف الحقيقة ولا بد ان يطرحها من موقع قوي من قبيل بعد ان يحقق النجاج في دولة ظهوره فيكون ادعائه وطلبه من موقع رئيس دولة ادعى واقوى واكثر اثارة وغرابه حيث لو ظهر سنة 1455هجرية –2034 ميلادية سيدعي انه محمد بن الحسن العسكري وان عمره مثلا 1200 سنة وهو بمنظر ابن الثلاثين وبالتاكيد سوف يتبادر الى اذهان السياسيين انذاك ان هذا الرئيس قد جن او اصيب بالخرف ولكنهم حين يسمعون منه دعواه وطلبه وتحمله نفقات التنقيب ونتائج اثارية يقدرها علماء اثار كل بلد يتحول الموفق لصالحه ويتحرك الاخرون لاختبار الدعوى.
ولا مانع من اجتماع الطريقتين.

خصائص دولة المهدي عليه السلام المرتقبة

ان دولة المهدي المرتقبة لا تعني ان الاسلام سوف يبقى معطلا حتى تقام دولته عند ظهور المهدي، بل تعني قيام دولة خاصة كان نموذجها المصغر هو دولة وملك سليمان فقد كان ملكه مؤيدا بقوى الجن والريح والحيوان فضلا عن مؤمني الانس وتزيد على دولة سلميان بان دولة المهدي تعم الارض كلها ولا توجد دولة بعدها وتتصل بعهد القيامة الصغرى ثم تختم الحياة على الارض وق اشار القرآن الى هذه القيامة الصغرى في اخر الزمان بقوله:
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل/82-88
قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ): أي جاء الوقت المحدد والحدث الموعود.
قوله تعالى: (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ): والدابة كل ماش على الارض كما في قوله تعالى (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا(56)) هود/56 وهي هنا انسان ميت يحييه الله تعالى بقرينة قوله تعالى اخرجنا من الارض وقوله تكلمهم، والحاجة الى هذه الاية هي ان الناس بعد ظهور المهدي والمسيح قد يبقى الكثير منهم على ما الفه من دين او مذهب ابائه كما اخبر القرآن عن الناس في زمن الانبياء:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(104)) المائدة/104.
قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ): أي نحشر من كل امة جماعة ممن يكذب باياتنا.
قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ). اشارة الى الحشر الاكبر والقيامة الكبرى.
ان القيامة الصغرى التي اشارت اليها الايات تقوم على فكرة عدم الاكتفاء باقامة دولة العدل المطلق وان ينعم كل انسان وكل فئة بالامان والعدل والكفاية الاقتصادية والاجتماعية في ظلها كهدف يستوعب حركة للمهدي والمسيح المرتقبة، بل هناك هدف اخر وهو الحوار بين الاديان والمذاهب ومحاكمتها على اساس وسائل الاثبات الواقعية والتاريخية التي تستدعي احياء شهودها ورجالها التاريخيين الذين كانوا طرفا اساسا في تلك المذاهب او الافكار وقد ادخر الله تعالى رسوله عيسى ليقوم بمهمة احياء هؤلاء الشهود التاريخيين بين يدي الحاكم الاعلي المهدي من ال محمد (ص).
ومن الطريف ان البعض يستنكر على الشيعة قولهم بهذه القيامة الصغرى والتي تسمى بالرجعة وهو يعتقد ان عيسى بن مريم سوف يعود مرة ثانية الى الحياة الدنيا ويقتدي بامام المسلمين انذاك كما في رواية البخاري (كيف بكم اذا نزل عيسى بن مريم وامامكم منكم). الا يسائل هذا البعض نفسه كيف سوف يعرف الناس ان هذا الشخص هو عيسى اذا لم يمارس احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص، ثم ان عيسى عليه السلام حين يحيي الموتى هل يتصور البعض انه سيحيي انسانا مات لتوِّه ثم يعيش ساعة باحياء عيسى له ثم يموت بعدها، ام ان الاكثر تاثيرا والابلغ في الا مر هو ان يحيي عيسى (ع) شخصا ميتا مضت عليه قرون ويعيش بعد احيائه سنوات عديدة، والابلغ منه حين يحيي شخصا كعلي بن ابي طالب مثلا الذي اختلف المسلمون على موقعه بعد الرسول بين قائل هو كالرسول في موقعه الرسالي والسياسي الا انه لا نبي بعد الرسول وانه لا تجوز مخالفته كما لا تجوز مخالفة الرسول وانه كتب عن النبي (ص) كتبا توارثها الائمة من ولده من بعده ووصلت الى المهدي (ع) وبين منكر لذلك كله ليجعل منه الشخص الرابع في الفضل بل لا يعد له بعضهم فضلا بعد ابي بكر وعمر(10).
ان المهدي (ع) يخرج للناس الصحيفة الجامعة التي كتبها علي على الجلد بخط يده واملاء النبي وتوارثها الائمة بنص الهي من النبي على واحد واحد منهم ونشروا ما فيها وكتب الشيعة عن ائمتهم السنة النبوية بهذا الطريق الوثائقي الفريد، حيث معصوم يكتب عن النبي ثم يروي المعصوم بنفسه من تلك الوثيقة كما في قول الامام الصادق (ع) (انا لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ولكنها اثار من رسول الله (ص) اصل علم نتوارثها كابرا عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)(11). غير ان البعض قد يبقى على ما عنده لما الفه عن ابائه وهنا من اجل توفير حجة حسية تقطع العذر يكون احياء صاحب الكتاب ليكتب بيده وليعرف انه الذي كتب وليحدثهم عن مجريات الامور كما شاهدها وجرت، وهكذا حين يقول عيسى للمسيحيين ان المسيحية التي بايديكم هي لم تكن مني بل من بولس مثلا، ويحيي له بولس ليحدثهم كيف حرف رسالة المسيح من رسالة جاءت تبشر بمحمد واهل بيته الى رسالة تجعل من المسيح خاتم الرسل بل تجعه ثالث ثلاثة.
ويتضح من ذلك ان دولة المهدي ليست لاقامة العدل المطلق في المجتمع البشري حسب بل للانتقال به الى الوحدة الفكرية والمذهبية القائمة على اساس الوثائق التاريخية الصحيحة وهي بذلك تمثل خاتمة المطاف لحركة الانبياء والرسل جميعا وانتصار العقل والعلم والتوحيد على الجهل والخرافة والشرك.

مشروع انتظار القائد الموعود عند اليهود والمسيحيين

على الرغم من العداوة التاريخية الشديدة بين اليهود والنصارى وذلك بسبب دعوى اليهود انهم قتلوا عيسى بن مريم، وتصديق النصارى بذلك فانهم التقوا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلادي على العقيدة بانتظار المسيح ودعم مشروع سياسي يقوم على تلك العقيدة وهو مشروع قيام اسرائيل بصفتها مقدمة لظهور المسيح ومن ثم جندت مئات الكنائس والجمعيات المسيحية في امريكا واوربا تدعو لدعم دولة اسرائيل بعد قيامها بتلك الصفة(12).
ففي 1980 تم اعلان تأسيس منظمة في القدس المحتلة باسم (السفارة المسيحية الدولية في القدس) وقد اختصر مؤسسها اهدافها بقوله:
(اننا صهاينة اكثر من الاسرائيليين انفسهم، وان القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله وان الله قد اعطى هذه الارض لاسرائيل الى الابد).
ويرى اعضاء هذه السفارة:
(انه اذا لم تبق اسرائيل فانه لا مكان للمسيح عند مجيئه الثاني).
وبدأت السفارة فور تأسيسها بالاحتفال الدولي السنوي بالعيد اليهودي المسيحي عيد العريش فحضره اكثر من الف رجل دين مسيحي وفي عام 1982 حضره ثلاثة آلاف رجل دين مسيحي.
وصارت السفارة المسيحية الدولية احدى المنظمات الرئيسية التي تدعى لجلسات الاستماع امام لجان الكونغرس الامريكي عند طرح قضايا الصراع العربي الاسرائيلي وبخاصة مسألة القدس.
وفي سنة 1985 اعلنت القيادات الصهيونية المسيحية في مؤتمرها المنعقد في بال في سويسرا قولهم:
(نحن الوفود المجتمعين هنا من دول مختلفة وممثلي كنائس متنوعة، وفي نفس هذه القاعة الصغيرة والتي اجتمع فيها منذ 88 عاماً الدكتور تيودور هرتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الاول والذي وضع اللبنة الاولى لاعادة ميلاد دولة اسرائيل جئنا معا للصلاة ولإرضاء الرب، ولكي نعبر عن شغفنا العظيم باسرائيل (الشعب والارض والعقيدة) ولكي نعبر عن التضامن معها وتأييدنا لها)(13).
وقد تأسست في اميركا كنيسة باسم الكنيسة التدبيرية (Indespensationalism) بلغ عدد اتباعها نحو ستين مليون شخص تؤمن هذه الكنيسة بان للعودة الثانية للمسيح شروطا منها قيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم فيها.
وقد كان من اتباع هذه الكنيسة (جورج بوش) و(ريغان) رئيسا الولايات المتحدة السابقان
وفي تشرين الاول عام 1983 قال (ريغان) امام لجنة العلاقات العامة الامريكية الاسرائيلية:
(انني اتساءل هل اننا نحن الجيل الذي سيشهد معركة (هرمجيدون). ان النبوءات في العهد القديم تصف تماما الوقت الذي نحن فيه)(14).
وقول (ريغان) هذا يستند الى كتاب (كوكب الارض العظيم الراحل) (THE late gread planet Erth) تأليف هال ليندسي (Hal lindsey) نشره لاول مرة عام 1970 وباع منه اكثر من (15) مليون نسخة يركز فيه على ان اهم اشارة لنهاية التاريخ وعودة المسيح الثانية هي عودة اليهود الى ارض اسرائيل بعد الاف السنين كما اشار فيه الى ان الاتحاد السوفيتي هو ياجوج الذي يتعاون معه العرب وحلفاؤهم لمهاجمة اسرائيل ويؤكد على ان قوة اسرائيل العسكرية، ستنتصر على قوى الشر تمهيدا للقدوم الثاني للمسيح المنقذ بعد معركة (هرمجيدون) (الموقع الذي ستجرى فيه المعركة الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر في سهل المجدل في فلسطين)(15).

مشروع الحوار بين المسلمين حول المهدي الموعود

في ضوء القدر المشترك بين التصورين الشيعي والسني حول الاطروحة الالهية في اخر الزمان الذي يتمثل بان القائد الموعود هو المهدي من ذرية النبي من ذرية فاطمة وان الامة الاسلامية هي مادة الانطلاق وان القرآن والسنة هي المنهج فان امام السنة والشيعة مشروعين للحوار هما:
اولا: مشروع الحوار الشيعي السني بهدف بناء القاعدة الصلبة للوحدة الاسلامية التي تقوم على وحدة القبلة ووحدة الكتاب وخاتمية النبي ووحدة المستقبل المشرق بظهور المهدي من ال محمد (ص) ثم دراسة المسائل المختلف عليها بروح المحبة والاخوة ومنهج البحث العلمي ولعل من اخطر المسائل التي تواجه المسلمين جميعا هي مسالة الضوابط الموضوعية التي تشخص المهدي الموعود وبخاصة وان تجربتين سياستين كبيرتين قد حصلتا تحت هذا العنوان وهما تجربة المهدي الاسماعيلي في القرن الثالث والرابع الهجري والمهدي السوداني في القرن الثالث عشر الهجري.

ثانيا: مشروع الحوار الاسلامي المسيحي

هناك دائرة واسعة من التصورات الدينية يشترك فيها المسيحيون والمسلمون سواء فيما يتعلق بالله تعالى او النبوة او الخاتمة السعيدة على الارض ودور المسيح في صناعة هذه الخاتمة وهذه التصورات المشتركة يجهلها الكثير من الشعوب المسيحية والاسلامية، ونشرها بينهم يقلل من الفجوة الكبيرة التي فصلت بينهم والعواطف السلبية التي تكونت بفعل ظروف استثنائية وسياسات خاطئة مارستها دول الطرفين تاريخيا واذا ما ردمت تلك الفجوة ومحيت تلك النظرة العدائية وحلت محلها نظرة التقدير والاحترام المتبادل امكن عند ذاك بحث المسائل المختلف عليها بروح المحبة والاحترام والمسالة ليست صعبة ولا مستحيلة، اذ ان ما بين المسلمين والمسيحيين لم يكن ليرقى الى مستوى العداوة التاريخية التي حكمت العلاقة التاريخية بين المسيحيين واليهود حيث ان اليهود لا يعترفون بالمسيح عيسى بن مريم بل ينعتونه وامه بنعوت قبيحة ثم هم يعترفون انه قتلوه وقد صدقهم المسيحيون بذلك ومع ذلك فان جهود اليهود الصهيونيين قد اثمرت نتيجة ايجابية وصار المعسكر المسيحي حليفا قويا لاسرائيل بل وجد ملايين المسيحيين مؤيدين لاسرائيل اكثر من قسم من اليهود انفسهم.


 

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) هناك نوعان من الحتمية: 1. الحتميّة في الطبيعة: ويراد بها القول بوجود علاقات ضرورية ثابتة في الطبيعة توجب أن تكون كلّ ظاهرة من ظواهرها مشروطة بما يتقدّمها أو بصحبها من الظواهر الاُخرى. ومعنى ذلك أنّ القول بالحتمية ضروريّ لتعميم نتائج الإستقراء العلمي، فلولا اعتقادنا أنّ ظواهر الطبيعة تجري وفق نظامٍ كلّيٍّ دائم لما استطعنا أن نعمّم نتائج الإستقراء. 2 - الحتميّة التأريخيّة: ونريد بها الوقوع الضروري للحدث التأريخي، أو الإتّجاه التأريخي، بمعنى أنّهما لو توفّرت الشروط التي توجب حدوثهما لحدثا ا ضطرا راً. (المعجم الفلسفي، مصطلح الحتمية). ويوجد في الفكر البشري موقفان من الحتمية التأريخية: الأوّل: موقف ينادي بالحتمية التأريخية، ويدعو إلى استخلاص الأحكام الكلّية التي تمكنّ من التنبّؤ بما سيحدث في المستقبل (اُنظر في فلسفة التأريخ، محمود صبحي: 36). الثاني: موقف ينكر الحتمية التأريخية ويرفضها، مدّعياً عدم إمكانية استخلاص قوانين كلّية للتأريخ، ومن ثمّ التنبّؤ بالحوادث التأريخيّة أو الإتّجاه التأريخي على أساسها (الماديه التأريخية).
(2) ان انتماء ماركس الى اليهودية قبل الحادية يفرض علينا ان نفسر ادراكه لحتمية بلوغ المجتمع البشري مرحلة تصفى فيها كل التناقضات الاجتماعية ويسود فيها الوئام والسلام كان بتاثير التراث الديني الذي دان به لفترة غير قليلة من حياته.
(3) في انجيل يوحنا 14: 6 فلما راى الناس الآية التي اتى بها يسوع قالوا: حقا هذا هو النبي الآتي الى العالم. وبهامش طبعة دار المشرق يعلق المحقق على هذا النص قائلا: كان انتظار نبي للازمنة الاخيرة منتشرا في بيئات مختلفة.
(4) The stone edtion , The chumash , by R. Nosson scherman, R. meir ziotowitz , Third edtion first impression 1994. p. 76: (حنان ايل) (Chananel) صاحب النص الآنف الذكر هو رأس علماء اليهود في القيروان تـ (1055م) (447هجـ) مؤلف اشهر تفسير للتلمود وتفسير للأسفار الخمسة الأولى من التوراة، وقد استشهد بآرائه المفسرون من بعده منهم المفسر (بكيا) (Bachya) (1263-1340م)(662-741م) وقد احتوى تفسيره على أربعة مناهج من التفسير، وهي المنهج الظاهري والمنهج المدراشي والمنهج الفلسفي والمنهج الصوفي واحتوى تفسيره على آراء كنعان ايل.
(5) قال ابن تيمية (661-729هـ) في قوله: (وغلط كثير ممن تشرف بالإسلام من اليهود فظنوا انهم (أي الاثنى عشر رئيسا) الذين تدعوا إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم البداية والنهاية لابن كثير ط1 ج6/250.
(6) الكافي ج 1 ص 277 الروايات 1-4. وأيضا بصائر الدرجات للصفار ص470 الروايات 1-10، 12.
(7) كثرت الامراض المستعصية على العلاج زمن المسيح وكانت من معجزاته ا نه عالج تلك الامراض بالمسح عليها، وسيتكرر هذه الامر بظهور المسيح الثاني حيث سيكون العالم قبيل ظهوره قد شاعت فيه ظاهرة المشوهين خلقيا بسبب اشعة الراديوم المستخدمة في الحروب وولعلنا نعيش ارهاصات هذه المرحلة وبخاصة بعد ان جربت الاسلحة الجديدة في حرب الخليج وينتظر الخبراء ظهور حالات التشوه الخلقي بسبب تلك الاشعاعات.
(8) انظر الاثار الكاملة للامام المهدي (السوداني)في سبع مجلدات، المجلد الاول ص 139-143 وايضا سعادة المهتدي بسيرة الامام المهدي ص 01تاليف اسماعيل عبد القادر الكردفاني تحقيق د. محمد ابراهيم ابو سليم ط1سنة 1972 بيروت.
(9) الاثار الكاملة المجلد الخامس ص 94 نسخة معدلة من الرسالة 40.
(10) روى البخاري في صحيحه قال: حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبى بكر احدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم (صحيح البخاري ج4/203طبعة دار الفكر بيروت.
(11) بصائر الدرجات 299.
(12) انظر كتاب البعد الديني في السياسة الآميريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي / يوسف الحسن / رسالة دكتوراه.
(13) انظر مقال: الصهيونية المسيحية في اميركا حسني حداد مجلة شؤون فلسطينية العدوان 92-93 10/9/1990.
(14) انظر مقال: الخليج: في الطريق الى هرمجيدون. محمد اسماك جريدة السفير 0/9/1990.
(15) مقال حسني حداد السابق.