مختصر إثبات الرجعة

مختصر إثبات الرجعة

تأليف: الفضل بن شاذان
[التحقيق]: السيد باسم الموسوي

الفهرس

المؤلف
منهج التحقيق
(مختصر إثبات الرجعة)
مصادر المقدمة والتحقيق

[المقدمة]

[ترجمه] المؤلف:
هو أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الازدي النيشابوري، المتوفى سنة 260 هـ.
قال عنه الشيخ الطوسي: (فقيه متكلم جليل القدر، له كتب ومصنفات)(1) ثم ذكر كتبه وعد منها كتاب (إثبات الرجعة).
وقال عنه النجاشي: (كان أبوه من أصحاب يونس، وروي عن أبي جعفر الثاني وقيل عن الرضا أيضا (عليهما السلام)، وكان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلالة في هذا الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه وذكر الكنجي أنه صنف مائة وثمانين كتابا)(2) ثم عد كتبه ومنها: (إثبات الرجعة).
وقال عنه ابن داود الحلي ـ بعد أن نقل قولي الشيخ والنجاشي ـ: (كان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتكلمين، حاله أعظم من أن يشار إليها، قيل: إنه دخل على أبي محمد العسكري (عليه السلام) فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه فتناوله أبو محمد (عليه السلام) ونظر فيه وترحم عليه، وذكر أنه قال: (أغبط أهل خراسان لمكان الفضل وكونه بين أظهرهم) وكفاه بذلك فخرا)(3).
الكتاب:
لقد ذكر النجاشي نقلا عن أبي القاسم يحيي بن زكريا الكنجي كتابين للفضل بن شاذان ـ من جملة كتبه ـ هما: (الرجعة) و(إثبات الرجعة).
أما كتابه الأول فقد ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة 10|162 رقم 294 تحت عنوان (الرجعة وأحاديثها) وقال: (الرجعة وأحاديثها: للفضل بن شاذان بن الخليل بن أبي محمد الازدي النيشابوري، المتوفي سنة 260 هـ، وهو غير (إثبات الرجعة) له أيضا، وهذا هو الذي يعبر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي، وكان عند الميرلوحي الأصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم: كفاية المهتدي).
وعاد فذكره في الذريعة 16/78 رقم 395 بعنوان (كتاب الغيبة) وذكر أن نسخة منه عند الميرزا إبراهيم الأصفهاني، كما ذكر أن المحدث النوري نقل في (مستدرك الوسائل) عن هذا الكتاب بتوسط الميرلوحي الأصفهاني الذي كان يمتلك نسخة من هذا الكتاب.
أما كتابه الثاني (إثبات الرجعة) فهو أصل رسالتنا هذه، وقد ذكره له إسماعيل باشا البغدادي في إيضاح المكنون 1/23 إضافة إلى من ذكره له من الشيعة.
وقد ذكره العلامة الطهراني في الذريعة 1|93 رقم 450 بعنوان (إثبات الرجعة).
وعبر عنه في الذريعة 22|367 رقم 7472 قائلا: (منتخب إثبات الرجعة: للفضل بن شاذان، انتخبه بعض فضلاء المحدثين، كما كتب عليه الشيخ الحر بخطه، صورة الخط في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمد السماوي: هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان، بخط بعض فضلاء المحدثين).
وذكرها أيضا في الذريعة 20/201 رقم 2574 بعنوان (مختصر الغيبة للفضل بن شاذان) ونسب المختصر هذا إلى السيد بهاء الدين علي النيلي النجفي، وقال: (وذكرت هذه النسخة بعنوان: منتخب إثبات الرجعة، لاحتمال تعددهما، فراجع) كما مر آنفا.
النسخة:
إن ما حصلنا عليه من نسخ هذه الرسالة هي النسخة التي فرغ من كتابتها ابن زين العابدين محمد بن حسين الارموي في ثمان ليال بقين من ذي القعدة سنة 1350 هـ نقلا عن نسخة صاحب الوسائل المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفي سنة 1104 هـ، وكان عليها خطه قدس سره. ونسخة رسالتنا هذه محفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مشهد، ضمن مجموعة رقم 7442 مع مخطوطتي كتابي الامالي والإفصاح في إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكلاهما للشيخ المفيد، وقد احتلت نسختنا هذه الأوراق من 1 ـ 11 من المجموعة، وقد فات المفهرس أن يذكر وجودها ضمن المجموعة المذكورة آنفا فذكر كتابي الشيخ المفيد دونها ! وقد دلنا عليها سماحة العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي على أثر تتبعاته وتنقيباته في مخطوطات المكتبات المختلفة، وزودتني مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث مشكورة بمصورتها، وفقهم الله جميعا.
والنسخة هذه تحتوي على (20) حديثا فقط تدور حول موضوع إمامة المهدي (عليه السلام) وغيبته وبعض علائم الظهور اختارها منتخبها من أصل الكتاب لهذا الغرض كما يبدو، ولا ندري نسبة ما خرج في هذه الرسالة من الأحاديث إلى أصل الكتاب، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحاديث العشرون لم تذكر موضوع الرجعة إلا في الحديثين رقم 7 و16.
كما أن هناك نسخة مخطوطة أخري ـ لم نستطع الحصول عليها ـ بعنوان (مختصر كتاب الرجعة) لابن شاذان في مكتبة آية الله الحكيم، في النجف الاشرف، ضمن مجموعة تحتوي على خمسة كتب أخرى، جاء ذكرها في فهرس المكتبة 1|56 برقم 316، وهي نسخة المحدث الحر العاملي ـ صاحب (وسائل الشيعة) ـ وعلي ظهرها تملك جماعة من الاعلام بخطوطهم، وآخر من تملك النسخة الشيخ محمد السماوي، المتوفى سنة 1370 هـ.
وجاء ذكرها أيضا في (سلسلة تعريف المخطوطات) نشر جامعة طهران 5/423 رقم 40 في عداد نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم.
وهناك روايات في رجوع الأموات إلى الحياة الدنيا تجدها في مصادر أهل السنة المعتمدة ولم يستنكروها بل عدوها من الكرامات(4) فابن أبي الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد الله الأموي القرشي ألف كتابا في ذلك بعنوان (من عاش بعد الموت) وصدر هذا الكتاب بتحقيق علي أحمد جاب الله عن دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1987 م، فليس بدعا أن تقول الشيعة بالرجعة بعد أن نطق بها القرآن الكريم(5) والاحاديث الواردة عن النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما أن العقل لا يمنع من وقوع ذلك، وكل ذلك في مقدور الله سبحانه..
ولمزيد الاطلاع على موضوع الرجعة راجع (الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة) للمحدث الحر العاملي.
منهج التحقيق:
لما كانت جل كتب الفضل بن شاذان قد فقدت على مر العصور ولم يصلنا منها إلا النزر القليل ـ ومما فقد منها كتابا (الرجعة) و(إثبات الرجعة) على فرض تعددهما، ولم يصلنا إلا هذا المنتخب من الأصل ـ كان أساس العمل في هذه النسخة هو محاولة تخريج أحاديثها علي أكبر عدد ممكن من المصادر الأصول تعضيدا لها، ومن ثم تشخيص الاختلافات فيما بينها وبين هذه الرسالة وإثبات ما هو الصواب أو الارجح في المتن بما في ذلك الإضافات على النسخة وقد حصرناها بين معقوفتين [ ]، فما كان منها مأخوذا من المصادر لم نذكر له هامشا، وما كان من عندنا ـ وهو قليل ـ أثبتنا له هامشا موضحا ذلك.
هذا ولم نطلب التطابق التاما بين أحاديث هذه الرسالة وبقية المصادر لما لهذه الرسالة من مسحة مصدرية، وما ذكر من مصادر لأحاديثها إنما لوحظ فيه اتحاد المتن نصا أو مضمونا، إلا ما كان من (إثبات الهداة) حيث نقل مؤلفه المحدث الحر العاملي بعض أحاديث هذه الرسالة فكان بذلك نسخة أخري لها، أو بالأحرى النسخة الأُم لهذه النسخة والتي كانت عنده.
والحمد لله رب العالمين.

السيد باسم الموسوي

صورة الورقة الأولى من نسخة الرسالة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) ـ مشهد.
صورة الورقة الأخيرة من نسخة الرسالة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) ـ مشهد.

مختصر إثبات الرجعة
[نبذة يسيرة من كتاب]
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه نبذة يسيرة من كتاب (إثبات الرجعة) لشيخ الفرقة وثقة الطائفة أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل النيشابوري، تغمده الله تعالى بغفرانه، وفسح له في جنانه، ووفقنا الله لجمع جميع ما فيه، والاستضاءة بعوالي جواهره، وغوالي لاليه، إنه قريب مجيب.
قال ـ روح الله روحه الشريفة وأردفه بمننه المنيفة (6):
حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا حماد بن عيسي، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر اليماني، قال: حدثنا أبان بن أبي عياش، قال: حدثنا سليم بن قيس الهلالي، قال: قلت لامير المؤمنين (عليه السلام): إني سمعت سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن والاحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والاحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنتم تخالفونهم فيهما وتزعمون(7) أن ذلك كله باطل، أفتري الناس يكذبون على الله وعلى رسوله متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟!
قال: فقال علي (عليه السلام): قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وخاصا وعاما، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عهده حتى قام خطيبا فقال: (أيها الناس فقد كثر الكذب علي(8)، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، (ثم كذب عليه من بعده أكثر مما كذب عليه في زمانه)(9).
وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس:
رجل منافق، مظهر للاسلام، متصنع للايمان، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) متعمدا، فلو علم الناس(10) أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا رجل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، رآه وسمع منه، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر، ووصفهم بما وصف، فقال عز وجل: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة)(11) ثم تقربوا بعده إلى الائمة الضالة(12) والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الاعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصمه الله، فهذا أحدا الاربعة.
ورجل آخر سمع من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شيئا ولم يحفظه على وجهه، ووهم فيه ولم يتعمد كذبا، فهو في يده، ويعمل به، ويرويه ويقول: أنا سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شيئا أمر به، ثم نهي عنه (وهو لا يعلم)(13)، أو سمعه نهى عن شيء ينهى عنه، ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخة ولم يعلم الناسخ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
ورجل رابع لم يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهو مبغض للكذب خوفا من الله تعالى وتعظيما لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لم ينس بل حفظ ما سمعه على وجهه فجاء به كما سمع، لم يزد فيه ولم ينقص، وعلم الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، (ويعلم)(14) أن أمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كأمر القرآن، وفيه كالقرآن ناسخ ومنسوخ، وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الكلام له وجهان: كلام(15) عام وكلام خاص مثل القرآن، وقال الله تبارك وتعالي في كتابه: (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(16) فاشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عني الله به ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وليس كل أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يسأله عن الشيء، ولا كل من يسأله فيفهم، ولا كل من يفهم يستحفظ، وقد كان فيهم قوم لم يسألوه عن شيء قط، وكانوا يحبون أن يجيء الاعرابي (أو)(17) الطارئ أو غيره(18) فيسأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم يسمعون.
وكنت أدخل عليه في كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة، فيخلني فيها يجيبني بما أسأل، وأدور معه حيثما دار، (و) قد علم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، وربما يأتيني رسول الله صلى الله على وآله وسلم في بيتي أكثر من ذلك في بيته، وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه ولا يبقي عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة (في بيتي) لم تقم(19) عني فاطمة (عليها السلام) ولا أحد من بني، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكت عنه وفنيت(20) مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها، وظهرها وبطنها، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه علي وكتبته منذ دعا لي الله بما دعا، وما ترك شيئا علمه الله من حلال أو حرام، أو أمر أو نهي، أو طاعة أو معصية، أو شيء كان أو يكون، ولا كتاب منزل علي أحد من قبله، إلا علمنيه وحفظته، فلم أنس حرفا واحدا منها.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا أخبرني بذلك كله وضع يده علي صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا، وكان يقول: اللهم علمه وحفظه ولا تنسه شيئا مما أخبرته وعلمته.
فقلت له ذات يوم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله (إنك) منذ دعوت لي(21) الله بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء(22) مما علمتني، وكل ما علمتني كتبته(23)، أتتخوف(24) علي النسيان؟
فقال: يا أخي، لست أتخوف عليك النسيان و(لا) الجهل، وإني أحب أن أدعو لك، وقد أخبرني الله تعالى أنه قد أخلفني فيك وفي شركائك الذين(25) قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعتي وقال فيهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(26).
قلت: من هم يا رسول الله؟
قال: الذين هم الأوصياء من بعدي، والذين لا يضرهم خذلان من خذلهم، وهم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض، بهم تنصر(27) أمتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع البلاء، وبهم يستجاب الدعاء.
قلت: سمهم لي يا رسول الله؟
قال: أنت يا علي أولهم، ثم ابني هذا ـ ووضع يده علي رأس الحسن ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده علي رأس الحسين ـ ثم سميك علي ابنه زين العابدين، وسيولد في زمانك يا أخي فأقرئه مني السلام، ثم أبنه محمد الباقر، باقر علمي وخازن وحي الله تعالي، ثم ابنه جعفر الصادق، ثم ابنه موسي الكاظم، ثم ابنه علي الرضا، ثم ابنه محمد التقي، ثم ابنه علي النقي، ثم ابنه الحسن الزكي، ثم ابنه الحجة القائم، خاتم أوصيائي وخلفائي، والمنتقم من أعدائي، الذي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله إني لأعرف جميع من يبايعه(28) بين الركن والمقام، وأعرف أسماء أنصاره، وأعرف قبائلهم
قال محمد بن إسماعيل: ثم قال حماد(29) بن عيسي: قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد الله (عليه السلام) فبكي وقال: صدق سليم، فقد روي لي هذا الحديث أبي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال: سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سأله سليم بن قيس(30).
حدثنا محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عيسي، عن أبي شعبة الحلبي، عن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: سألت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله عن الأئمة بعده، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت منهم يا حسن، فقلت: يا رسول الله، فمتي يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال: يا حسن، مثله مثل الساعة، أخفي الله علمها علي أهل السماوات والأرض، لا تأتي إلا بغتة.
أقول: صوابه حماد بن عثمان(31).
حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي، إن قريشا ستظهر عليك ما استبطنته، وتجتمع كلمتهم علي ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحق دمك فإن الشهادة من ورائك(32).
واعلم أن ابني ينتقم من ظالميك وظالمي أولادك وشيعتك في الدنيا، ويعذبهم الله في الآخرة عذابا شديدا.
فقال سلمان الفارسي: من هو يا رسول الله؟ قال: التاسع من ولد ابني الحسين، الذي يظهر بعد غيبته الطويلة فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله، وينتقم من أعداء الله، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال: متى يظهر يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يعلم ذلك إلا الله، ولكن لذلك علامات، منها: نداء من السماء وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بالبيداء.
حدثنا صفوان بن يحيي، قال: حدثنا أبو أيوب إبراهيم بن زياد الخزاز، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت علي مولاي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فرأيت في يده صحيفة كان ينظر إليها ويبكي بكاءا شديدا، قلت: فداك أبي وأمي يا ابن رسول الله، ما هذه الصحيفة؟
قال: هذه نسخة اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، كان فيه اسم الله تعالى ورسوله وأمير المؤمنين وعمي الحسن بن علي وأبي (عليهم السلام) واسمي واسم ابني محمد الباقر وابنه جعفر الصادق وابنه موسي الكاظم وابنه علي الرضا (عليهم السلام) وابنه محمد التقي وابنه علي النقي وابنه الحسن الزكي وابنه الحجة القائم بأمر الله، المنتقم من أعداء الله، الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(33).
حدثنا فضالة بن أيوب ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا أبان بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): (أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم جعفر بن محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم موسي بن جعفر أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن موسي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحجة بن الحسن الذي تنتهي إليه الخلافة والوصاية ويغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما(34).
حدثنا محمد بن أبي عمير ـ رضي الله عنه ـ، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معني قول رسول الله صلى الله عليه وآله (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) من العترة؟ فقال ـ (عليه السلام) ـ: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم، لا يفارقون كتاب الله عز وجل ولا يفارقهم حتى يردوا علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حوضه(35).
حدثنا الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) لأصحابه قبل أن يقتل بليلة واحدة: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: يا بني إنك ستساق إلى العراق، تنزل في أرض يقال لها: عمورا وكربلا، وإنك تستشهد بها، وتستشهد معك جماعة، وقد قرب ما عهد إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وإني راحل إليه غدا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة فإني قد أذنت له، وهو مني في حل، وأكد فيما قاله تأكيدا بليغا فلم يرضوا وقالوا: والله ما نفارقك أبدا حتى نرد موردك.
فلما رأي ذلك قال: فابشروا بالجنة، فوالله إنما نمكث ما شاء الله تعالى بعد ما يجري علينا، ثم يخرجنا الله وإياكم حين(36) يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين، وأنا وأنتم نشاهدهم و(عليهم)(37) السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال.
فقيل له: من قائمكم يا ابن رسول الله؟ قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر، وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابني، وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما(38).
حدثنا صفوان بن يحيي ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت علي سيدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودتهم وأوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال: يا كابلي، إن أولي الأمر الذين جعلهم الله عز وجل أئمة الناس وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثم الحسن عمي، ثم الحسين أبي، ثم أنتهي الأمر إلينا، وسكت.
فقلت له: يا سيدي، روي لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن الأرض لا تخلوا من حجة لله(39) تعالى على عباده، فمن الحجة والإمام بعدك؟
قال: ابني محمد، واسمه في صحف الأولين(40): باقر، يبقر العلم بقرا، وهو الحجة والإمام بعدي، ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء: الصادق.
قلت: يا سيدي، فكيف صار اسمه (الصادق) وكلكم صادقون؟
قال: حدثني (أبي)(41) عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراءً علي الله جل جلاله وكذبا عليه، فهو عند الله (جعفر الكذاب)، المفتري علي الله تعالي، والمدعي ما ليس له بأهل، المخالف لأبيه، والحاسد لأخيه، وذلك الذي يروم كشف ستر الله عز وجل عند غيبة ولي الله.
ثم بكي علي بن الحسين (عليه السلام) بكاءً شديدا ثم قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه، جهلا منه برتبته، وحرصا علي قتله إن ظفر به، وطمعا في ميراث أخيه، حتى يأخذه بغير حق.
فقال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله، وإن ذلك لكائن؟!
فقال: إي وربي، إن ذلك مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله ثم يكون ماذا؟
قال: ثم تمتد الغيبة بولي(42) الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده.
يا أبا خالد، إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، فإن الله تبارك وتعالي أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به(43) الغيبة (عندهم) بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف، أولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقا، والدعاة إلى دين الله ـ عز وجل ـ سرا وجهرا.
وقال (عليه السلام): انتظار الفرج من أعظم الفرج(44).
حدثنا محمد بن عبد الجبار، قال: قلت لسيدي الحسن بن علي: يا ابن رسول الله ـ جعلني الله فداك ـ أحب أن أعلم من الامام وحجة الله علي عباده من بعدك؟
قال (عليه السلام): إن الامام والحجة بعدي ابني، سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه، الذي هو خاتم حجج الله واخر خلفائه.
قال: ممن هو يا ابن رسول الله؟
قال: من (ابنة)(45) ابن قيصر ملك الروم، إلا أنه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة، ثم يظهر ويقتل الدجال، فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فلا يحل لأحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته قبل خروجه صلوات الله عليه(46).
حدثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري سلام الله عليه يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف بعدي، أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالي في غيبته، ثم يظهره فيملأ(47)، الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(48).
حدثنا محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله(49) بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: قد ولد ولي الله وحجته علي عباده وخليفتي من بعدي مختونا ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر، وكان أول من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقربين بماء الكوثر والسلسبيل، ثم غسلته(50) عمتي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).
فسئل محمد بن علي بن حمزة عن أمه ـ (عليه السلام) ـ، قال: أمه مليكة التي يقال لها في بعض الأيام: سوسن، وفي بعضها: ريحانة، وكان صقيل(51) ونرجس أيضا من أسمائها(52).
حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيشابوري، قال: لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي ـ وهو رجل شديد النصب، وكان مولعا بقتل الشيعة فأخبرت بذلك وغلب علي خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي، وتوجهت إلى دار أبي محمد (عليه السلام) لاودعه وكنت أردت الهرب، فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه، وكان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه، وكاد أن ينسني ما كنت فيه.
فقال: يا إبراهيم، لا تهرب فإن الله تبارك وتعالي سيكفيك شره.
فازداد تحيري، فقلت لابي محمد (عليه السلام): يا سيدي، جعلني الله فداك، من هو وقد أخبرني بما كان في ضميري؟!
فقال: هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما فيملاها عدلا وقسطا، فسألته عن أسمه، قال: هو سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه، ولا يحل لأحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلا عن(53) أهله.
فصليت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهر(54) بفضل الله تعالى واثقا بما سمعته من الصاحب (عليه السلام) فبشرني عمي علي بن فارس بأن المعتمد قد أرسل أبا أحمد ـ أخاه ـ وأمر بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أحمد في ذلك اليوم وقطعه عضوا عضوا، والحمد لله رب العالمين(55).
حدثنا عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب ـ رضي الله عنه، قال: قال أبو محمد (عليه السلام): قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين: إحداهما: أنهم كانوا يعلمون (أنه) ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها.
وثانيتهما: أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة علي أن زوال ملك الجبابرة والظلمة علي يد القائم منا، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله، فأبي الله تعالى أن يكشف أمره لواحد منهم إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون(56).
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا حماد بن عيسي، قال: حدثن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالي مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء(57).
حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي نصر، (في الأصل المخطوط: أبي بصير، ويبدوا أنه تصحيف لان أبا بصير لا يروي عن عامر بن واثلة. راجع: (معجم رجال الحديث 21: 45) عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عشر قبل الساعة لابد منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسي (عليه السلام)، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
ورواه أيضا بلفظه عن الحسن بن محبوب ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا علي بن رئاب، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، قال: حدثنا سعيد بن جبير، قال: حدثنا عبد الله بن العباس، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إن للساعة علامات، منها: السفياني، وذكر مثله، إلا أنه حذف الدابة، وزاد: وخسف بالمغرب.
حدثنا محمد بن أبي عمير ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا جميل بن دراج، قال: حدثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: استعيذوا بالله من شر السفياني والدجال وغيرهما من أصحاب الفتن.
قيل له: يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أما الدجال فعرفناه وقد تبين من مضامين أحاديثكم شأنه، فمن السفياني وغيره من أصحاب الفتن، وما يصنعون؟
قال (عليه السلام): أول من يخرج منهم رجل يقال له: أصهب بن قيس، يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في الناس وجور عظيم.
ثم يخرج الجرهمي من بلاد الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن، ولكل واحد من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم، ويغلب علي أهلها الظلم والفتنة منهم، فبينا هم كذلك يخرج عليهم السمرقندي من خراسان مع الرايات السود، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، وهذا الملعون يظهر الزهد قبل خروجه ويتقشف(58)، ويتقنع بخبز الشعير والملح الجريش، ويبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهال والرذال(59)، ثم يدعي الخلافة فيبايعونه، ويتبعهم العلماء الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل فيقولون: إنه خير أهل الارض، وقد يكون خروجه وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة، فأول من يقاتل السفياني القحطاني فينهزم ويرجع إلى اليمن ويقتله اليماني، ثم يفر الأصهب والجرهمي بعد محاربات كثيرة من السفياني فيتبعهما ويقهرهما، ويقهر كل من ينازعه ويحاربه إلا اليماني.
ثم يبعث السفياني جيوشا إلى الأطراف ويسخر كثيرا من البلاد، ويبالغ في القتل والفساد، ويذهب إلى الروم لدفع الملك الخراساني ويرجع منها منتصرا في عنقه صليب، ثم يقصد اليماني، فينهض اليماني لدفع شره، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة ومقاتلات شديدة، فيتبع اليماني فتكثر(60) الحروب وهزيمة السفياني، فيجده اليماني في نهر اللومع ابنه في الاساري فيقطعهما إربا إربا، ثم يعيش في سلطنته فارغا من الأعداء ثلاثين(61) سنة، ثم يفوض الملك بابنه السعيد ويأوي مكة وينتظر ظهور قائمنا (عليه السلام) حتى يتوفي فيبقي ابنه بعد وفاة أبيه في ملكه وسلطانه قريبا من أربعين سنة، وهما يرجعان إلى الدنيا بدعاء قائمنا (عليه السلام).
قال زرارة: فسألته عن مدة ملك السفياني، قال (عليه السلام): تمد إلى عشرين سنة(62).
عنه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق(63).
حدثنا صفوان بن يحيي ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا محمد بن حمران، قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): إن القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوي له الأرض، وتظهر له الكنوز كلها، ويظهر الله تعالى به دينه علي الدين كله ولو كره المشركون، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ولا يبقي في الأرض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسي بن مريم (عليه السلام) فيصلي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا بن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركبت ذوات(64) الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدل، واستخف الناس بالدماء(65)، وارتكاب الزنا، وأكل الربا والرشا، واستيلاء الأشرار على الأبرار، وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن(66) ولقبه النفس الزكية، وجاءت(67) صيحة من السماء بأن الحق مع علي وشيعته، فعند ذلك خروج قائمنا (عليه السلام).
فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وأول ما ينطق به هذه الآية (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين)(68) ثم يقول: أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم، فلا يسلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه، فإذا اجتمع له العقد ـ وهو أربعة آلاف(69) رجل ـ خرج من مكة، فلا يبقي في الأرض معبود دون الله عزّ وجلّ من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة.
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله(70).
حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران ـ رضي الله عنه ـ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة وهو قول الله عز وجل: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)(71) وهم أصحاب القائم (عليه السلام)(72).
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ـ رضي الله عنه ـ، قال: حدثنا عاصم بن حميد قال: حدثنا محمد بن مسلم، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام): متى يظهر قائمكم؟ قال: إذا كثرت الغواية، وقلت الهداية، وكثر الجور والفساد، وقل الصلاح والسداد، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ومال الفقهاء إلى الدنيا، وأكثر الناس إلى الاشعار والشعراء، ومسخ قوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وقتل السفياني، ثم خرج الدجال وبالغ في الاغواء والاضلال، فعند ذلك ينادي باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء، فكأني أنظر إليه قائما بين الركن والمقام، وينادي جبرئيل (عليه السلام) بين يديه: البيعة لله، فتقبل إليه شيعته.

* * *

هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان، بخط بعض فضلاء المحدثين، وقد قوبل بأصله، حرره محمد الحر.

* * *

هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها، وكانت لصاحب الوسائل ـ رحمة الله عليه ـ، وكان قوله: (هذا ما وجدناه) إلى آخره بخطه الشريف المبارك.
وأيضا علي ظهر النسخة كان بخطه ما هذا لفظه: مالكه من كرم الله الفقير محمد الحر.
واتفق لي الفراغ في ثمان ليال بقين من ذي القعدة سنة الف وثلاثمائة وخمسين من الهجرة النبوية في الحضرة الحيدرية، وأنا الاحقر ابن زين العابدين محمد حسين الارموي، عفي الله عنهما.

مصادر المقدمة والتحقيق:

1 ـ إثبات الهداة: للمحدث محمد بن الحسن الحر العاملي، تعليق أبو طالب التجليل التبريزي، المطبعة العلمية ـ قم 1404 هـ.
2 ـ الاحتجاج: لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، نشر المرتضي، 1403 هـ ق.
3 ـ اختيار معرفة الناقلين (رجال الكشي): لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (ت 460 ه)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، قم 1404 هـ.
4 ـ الإرشاد: للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه)، مكتبة بصيرتي ـ قم.
5 ـ الاستيعاب: لابن عبد البر النمري القرطبي (ت 463 هـ)، دار صادر، مطبعة السعادة الطبعة الأولى 1328 هـ.
6 ـ الإصابة: لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، دار صادر، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى 1328 هـ.
7 ـ الاعلام: لخير الدين الزركلي (ت 1396 هـ)، دار العلم للملايين، الطبعة السادسة، بيروت 1984 م.
8 ـ إكمال الدين: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي (ت 381 هـ)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم 1405 هـ.
9 ـ بحار الأنوار: لشيخ الإسلام محمد باقر المجلسي (ت 1111 هـ)، مؤسسة الوفاء ـ بيروت 1403 هـ.
10 ـ البداية والنهاية: لأبي الفداء الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ)، دار الفكر ـ بيروت 1402 هـ.
11 ـ تحف العقول: لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.
12 ـ تنقيح المقال: لعبد الله ـ بن محمد حسن المامقاني (ت 1531 هـ)، المكتبة المرتضوية ـ النجف الاشرف.
13 ـ تهذيب التهذيب: لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 582 هـ)، دار الفكر ـ بيروت 1404 هـ.
14 ـ جامع الرواة: لمحمد بن علي الاردبيلي (ت 1101 هـ)، مكتبة آية الله ـ المرعشي العامة ـ قم 1403 هـ ق.
15 ـ الخرائج والجرائح: لأبي الحسين سعيد بن هبة الله ـ بن الحسين الراوندي (ت 573 هـ)، مخطوط.
16 ـ الخصال: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي (ت 381 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم 1403 هـ.
17 ـ الذريعة: للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1389 هـ)، الطبعة الثالثة، دار الأضواء ـ بيروت 1403 هـ.
18 ـ الرجال: لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ)، منشورات الرضي ـ قم 1381 هـ.
19 ـ الرجال: لتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ت 707 هـ)، منشورات الرضي ـ قم.
20 ـ الروض الانف:
21 ـ كتاب سليم بن قيس (السقيفة): لسليم بن قيس الهلالي العامري، المتوفي حدود سنة 90 هـ، تحقيق السيد علاء الدين الموسوي، مؤسسة البعثة، بيروت ـ 1408 هـ.
22 ـ شرح الشفا (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض): لأحمد شهاب الدين الخفاجي المصري، دار الفكر ـ بيروت.
23 ـ عيون أخبار الرضا عليهـ السلام: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ)، منشورات جهان، طهران ـ 1363 هـ.
24 ـ الغدير: للعلامة عبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت 1386 هـ)، الطبعة الخامسة، دار الكتاب العربي ـ بيروت 1403 هـ.
25 ـ الغيبة: لمحمد بن أبي إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق علي أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق ـ طهران.
26 ـ الغيبة: لشيح الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ)، مكتبة نينوي ـ طهران.
27 ـ الفهرست (فوز العلوم): لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم (ت 385 هـ)، طبعة رضا تجدد، إيران 1393 هـ.
28 ـ الفهرست: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ)، منشورات الشريف الرضي ـ قم.
29 ـ فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي (ت 450 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم 1407 هـ.
30 ـ الكافي: لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328|329 هـ)، دار الكتب الإسلامية ـ طهران 1404 هـ.
31 ـ كشف الغمة: لأبي الحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح الاربلي (ت 693 هـ)، 1381 هـ.
32 ـ كفاية الأثر: لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي (من أعلام القرن الرابع)، منشورات بيدار ـ قم.
33 ـ لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الافريقي المصري (ت 711 هـ)، أدب الحوزة، قم 1405 هـ.
34 ـ مستدرك الوسائل: للمحدث الشيخ حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث ـ قم 1407 هـ.
36 ـ معاني الاخبار: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ـ القمي، (ت 381 هـ)، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم 1361 هـ. ش.
37 ـ معجم رجال الحديث: لاية الله ـ العظمي السيد أبو القاسم الخوئي ـ مد ظله ـ الوارف، منشورات مدينة العلم ـ قم، ودار الزهراء ـ بيروت، 1403 هـ.
38 ـ منتخب الانوار المضيئة: للسيد علي بن عبد الكريم النيلي النجفي (من أعلام القرن التاسع)، تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري، مطبعة الخيام ـ قم 1401 هـ.
39 ـ منهج المقال: للميرزا محمد الاسترآبادي (ت 1026 هـ)، طبعة حجرية ـ طهران.
40 ـ نهج البلاغة: جمع الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسن الموسوي (ت 406 هـ)، شرح الشيخ محمد عبدهـ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة الاستقامة ـ مصر.

* * *

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) الفهرست: 124 رقم 552.
(2) فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): 306 رقم 840.
(3) الرجال: 151 رقم 1200.
راجع في تفصيل ترجمته: اختيار معرفة الناقلين (رجال الكشي) 2/817، منهج المقال: 260، تنقيح المقال 2/9، جامع الرواة 2/5، الرجال ـ للشيخ الطوسي ـ: 420 رقم 1، معجم رجال الحديث 13/298 رقم 9355، مصفي المقال: 360، الاعلام ـ للزركلي ـ 5/149، مقدمة تحقيق كتابه (الايضاح).
(4) لاحظ: الاستيعاب 1/192، البداية والنهاية 6/156 و158، الروض الانف 2/370، الاصابة 1 / 565 و2/24 تهذيب التهذيب 3/410، الخصائص الكبري 2/85، شرح شفا القاضي عياض ـ للخفاجي ـ 3/105 و108.
راجع: الغدير 11/103 و105 و113 و119 و135 و167 و187 و190.
(5) من الآيات الشريفة التي استدل بها الشيعة علي وقوع الرجعة:
قول تعالى: (... ثم بعثناكم من بعد موتكم...) البقرة 2: 55.
وقوله تعالى: (ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) البقرة 2: 243.
وقوله تعالى: (... فأماته الله مائة عام ثم بعثه... وانظر إلي العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما...) البقرة 2: 259.
وقوله تعالى: (... ثم ادعهن يأتينك سعيا..) البقرة 2: 260.
(6) كتاب سليم: 61، الكافي: 50|1، الغيبة ـ للنعماني ـ: 75/10 قطعة منه، وعنه في البحار 36: 273|69، الخصال: 255|131، إكمال الدين: 284 /37 قطعة منه، تحف العقول: 193 قطعة منه، نهج البلاغة 1: 214/205 قطعة منه، الاحتجاج: 264 قطعة منه.
(7) أي: تقولون.
(8) كتاب سليم والمصادر الاخرى: قد كثرت علي الكذابة.
(9) لم ترد هذه الجملة في بقية المصادر.
(10) في كتاب سليم: المسلمون، وهو موافق لبقية الرواية.
(11) المنافقون 63: 4.
(12) في كتاب سليم وغيبة النعماني: أئمة الضلال، وفي بقية المصادر: أئمة الضلالة.
(13) أثبتناه من بقية المصادر.
(14) ليست في المصادر الاخرى.
(15) في الاصل المخطوط والخصال: وكلام، وما أثبتناه وفق كتاب سليم وبقية المصادر.
(16) الحشر 59: 7.
(17) أثبتناه من بعض المصادر، وفي بعضها: و.
(18) خلت المصادر الاخري من: (أو غيره) وفي تحف العقول: أو الذمي.
(19) في الاصل المخطوط: يقم، وما أثبتناه من المصادر جميعا.
(20) ورد في هامش الاصل المخطوط: (في نسخة: نفدت).
(21) في الاصل المخطوط: إلي، وما أثبتناه وفق المصادر كلها.
(22) في الاصل المخطوط: شيئا، وهو تصحيف.
(23) في غيبة النعماني: فلم تأمرني بكتبه، وفي بعض المصادر: لم أكتبه.
(24) في الاصل المخطوط: أفتخوف، وما أثبتناه من كتاب سليم.
(25) في غيبة النعماني: الذين يكونون بعدك وإنما تكتبه لهم.
(26) النساء 4: 59.
(27) في الأصل المخطوط: ينصرون، وما أثبتناه من غيبة النعماني.
(28) في الأصل المخطوط: (لاعرف (لاعرفه/خ ل) ما سألتم عني يبايع)، وما أثبتناه من كتاب سليم.
(29) في الأصل المخطوط: محمد، وهو تصحيف.
(30) كفاية الأثر: 168 بسند آخر، وعنه في البحار 36: 341|205.
(31) هذا قول الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ـ قدس سره ـ الناسخ الاول لهذه الرسالة. راجع معجم رجال الحديث 6|217 و231.
(32) الغيبة ـ للطوسي ـ 117 و203 قطعة منه لغاية: (فإن الشهادة من ورائك).
(33) كفاية الأثر: 177 وعنه في البحار 36: 345|211، الكافي 1: 444|4، الغيبة ـ للنعماني ـ 95/27، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 47|8، إكمال الدين: 270|15.
(34) معاني الأخبار: 90|4، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 57|25، إكمال الدين: 240/64 وعنها في البحار 23: 147/110.
(35) أخرج الحر العاملي ذيل الحديث في إثبات الهداة 3: 569|681، وروي القطب الراوندي ما بمعناه في الخرائج والجرائح ـ مخطوط ـ: 220.
(36) في الأصل المخطوط: حتى، والارجح ما أثبتناه.
(37) أضفناه استدراكا لسقط مقدر.
(38) إكمال الدين: 319|2، الاحتجاج: 318، وعنه البحار 36: 386|1، وفي الخرائج والجرائح ـ مخطوط ـ: 70 قطعة منه.
(39) في الأصل المخطوط: الله، وما أثبتناه من الاحتجاج.
(40) في الأصل المخطوط: الصحف الاولين، وفي الاحتجاج: التوراة.
(41) أثبتناه من الاحتجاج.
(42) في الأصل المخطوط: لولي، وما أثبتناه من الاحتجاج.
(43) في الأصل المخطوط: فيه، وما أثبتناه من الاحتجاج.
(44) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة 3: 569 و680، ونقله المحدث النوري عن (الغيبة) في مستدرك الوسائل 12: 280|3.
(45) ما بين المعقوفين أثبتناه من إثبات الهداة، حيث ان أم الامام (عليهما السلام) هي مليكة بنت يشوعا ابن قيصر الروم، راجع: إكمال الدين: 417|1 والغيبة ـ للطوسي ـ: 124.
(46) إكمال الدين: 408|7 وعنه البحار 51: 161|9، كفاية الاثر: 291، ونقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة 3: 569|682.
(47) في الأصل المخطوط: ثم يظهر يملأ، وما أثبتناه من إكمال الدين.
(48) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة 3: 570|683.
(49) في الأصل المخطوط: عينه، وهو تصحيف، راجع: معجم رجال الحديث 16|326.
(50) في الأصل المخطوط: غسله، وما أثبتناه هو الصواب.
(51) في الأصل المخطوط: صيقل، والأشهر ما أثبتناه عن (كشف الغمة) للاربلي.
(52) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة: 3: 700|136، ونقله المحدث النوري عن (الغيبة) لابن شاذان في مستدرك الوسائل 12: 281|4.
(53) في الأصل المخطوط: من، وما أثبتناه من المستدرك.
(54) استظهر به أي استعان به. لسان العرب 4: 525.
(55) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة 3: 570|685.
(56) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة 3: 700|137.
(57) الغيبة ـ للطوسي ـ: 267 بإسناده عن الفضل بن شاذان، وعنه في البحار 52: 209|48، منتخب الانوار المضيئة: 24.
(58) في الأصل المخطوط: يتغشف، تصحيف، والقشف: يبس العيش (لسان العرب 9: 282).
(59) في الأصل المخطوط: الرزائل، تصحيف، والرذائل جمع الرذل: الدون من الناس (لسان العرب 11: 280).
(60) في الأصل المخطوط: فيكثر، ولعلها تصحيف: فتكون.
(61) في الأصل المخطوط: ثلاثون.
(62) الغيبة ـ للنعماني ـ 255، الإرشاد ـ للمفيد ـ: 360، الغيبة ـ للطوسي ـ: 271 وعنه في البحار 52: 210|52.
(63) إكمال الدين: 330|16، الفصول المهمة ـ لابن الصباغ المالكي ـ: 302، ونقل المحدث الحر العاملي قطعة منه في إثبات الهداة 3: 570|686.
(64) في الأصل المخطوط: ركب ذات، وما أثبتناه من إكمال الدين والفصول المهمة.
(65) في الأصل المخطوط: بالدنيا، وما أثبتناه من إكمال الدين والفصول المهمة.
(66) في الأصل المخطوط: محمد، وما أثبتناه من إكمال الدين.
(67) في الأصل المخطوط: جاء، وما أثبتناه من إكمال الدين.
(68) هود 11: 88.
(69) في إكمال الدين والفصول المهمة: عشرة ألاف.
(70) إكمال الدين: 654|21 وعنه في البحار 52: 323|34، منتخب الأنوار المضيئة: 32.
(71) البقرة 2: 148.
(72) نقله المحدث الحر العاملي في إثبات الهداة 3: 570|687.