الأربعون حديثاً في المهدي (عليه السلام)

الأربعون حديثاً في المهدي (عليه السلام)

تأليف: الحافظ أبي نُعيم الأصبهاني المتوفّى سنة 430 هـ
تحقيق: علي جلال باقر

فهرس المطالب

الإهداء..................359
مقدّمة التحقيق..................359
ترجمة أبي نُعيم الأصبهاني..................375
ترجمة الأربلّي..................379
ترجمة السيوطي..................383
النسخ المعتمدة..................387
منهجيّة العمل..................388
الحديث الأوّل: مدّة ملك المهديّ، وتنعّم الأُمّة في زمانه..................395
الحديث الثاني: في ذِكر المهديّ وأنّه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)..................396
الحديث الثالث: في مدّة ملكه..................397
الحديث الرابع: المهديّ من وُلد فاطمة (عليها السلام)..................398
الحديث الخامس: إنّ من الحسن والحسين (عليهما السلام) مهديّ هذه الأُمّة..................399
الحديث السادس: المهديّ هو الحسيني..................402
الحديث السابع: في القرية التي يخرج منها المهديّ..................403
الحديث الثامن: في صفة وجه المهديّ..................404
الحديث التاسع: في صفة لونه وجسمه..................405
الحديث العاشر: في صفة جبينه..................406
الحديث الحادي عشر: في صفة أنفه..................407
الحديث الثاني عشر: على خدّه الأيمن خالٌ..................408
الحديث الثالث عشر: المهديّ أفرق الثنايا..................410
الحديث الرابع عشر: المهديّ إمام صالح..................411
الحديث الخامس عشر: يبعثُ الله المهديّ غياثاً للناس..................412
الحديث السادس عشر: على رأس المهديّ عمامة..................413
الحديث السابع عشر: على رأس المهديّ مَلَك..................414
الحديث الثامن عشر: بشارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّته بالمهديّ..................415
الحديث التاسع عشر: في اسم المهديّ..................416
الحديث العشرون: في كنيته..................417
الحديث الحادي والعشرون: في اسم أبيه..................418
الحديث الثاني والعشرون: في عدله..................422
الحديث الثالث والعشرون: في خلقه..................423
الحديث الرابع والعشرون: في عطائه..................424
الحديث الخامس والعشرون: عمل المهديّ بسُنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)..................425
الحديث السادس والعشرون: في مجيئه وراياته..................426
الحديث السابع والعشرون: في مجيئه من قبل المشرق..................427
الحديث الثامن والعشرون: في مجيئه وعود الإسلام عزيزاً به..................428
الحديث التاسع والعشرون: في تنعّم الأُمّة في زمن المهديّ (عليه السلام)..................429
الحديث الثلاثون: المهديّ سيّد من سادات الجنّة..................430
الحديث الحادي والثلاثون: في مُلكه..................431
الحديث الثاني والثلاثون: في خلافته..................432
الحديث الثالث والثلاثون: في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا سمعتم بالمهديّ فأتوه فبايعوه..................433
الحديث الرابع والثلاثون: يؤلِّف الله بالمهديّ بين قلوب العباد..................434
الحديث الخامس والثلاثون: لا خير في العيش بعد المهديّ..................435
الحديث السادس والثلاثون: المهديّ يفتح القسطنطينية..................436
الحديث السابع والثلاثون: مجيء المهديّ بعد ملوك جبابرة..................438
الحديث الثامن والثلاثون: المسيح يصلّي خلف المهديّ..................439
الحديث التاسع والثلاثون: المهديّ يكلّم عيسى بن مريم (عليه السلام)..................440
الحديث الأربعون: نجاة الأُمّة بالمهديّ..................441
ثبت مصادر ومراجع التحقيق..................444

بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء..

إلى مَنْ زرع ولم يحصد ثمار زرعه..
إلى مَنْ سهر على راحتنا ولم يجد من يسهر على راحته..
إلى مَن استسلم للمنيّة وعيناه على الدرب..
إلى والدي مع الدعاء له بالرحمة والمغفرة والرضوان..
وإلى التي شَرِبَتْ حبّ الوصيّ وغذّتنيه باللبنِ..
إلى أُمّي العزيزة..
أُهدي هذا الجهد المتواضع.

ابنكم علي

مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أضاء الأرض والسماء بنور النبوّة المحمّدية، وزيّنهما بنجوم أهل بيته الأطهار، حجج الله الأبرار، الأئمّة المعصومين الأخيار، من وُلد فاطمة وعليّ الكرّار (عليهم السلام).
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمّد بن عبد الله الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين، الحجّة بن الحسن العسكري، المهديّ المنتظر (عليه السلام).
أمّا بعد..
ممّا لا شكّ فيه أنّ حديث الثِّقْلَين " إنّي قد تركت فيكم ما إنْ

(٣٥٩)

تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي؛ الثِّقْلَين، وأحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهلُ بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض(1)".
المرويّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مسند أحمد 3 / 14 و17 و26 و59 وج 4 / 367 و371، فضائل الصحابة - لأحمد - 1 / 211 ح 170 وج 2 / 708 ح 968 وص 723 ح 990 وص 747 ح 1032 وص 978 ح 1382 و1383 وص 988 ح 1403.
وانظر: الجمع بين الصحيحين - للحميدي - 1 / 515 ح 841، سنن الترمذي 5 / 621 - 622 ح 3786 و3788، السنن الكبرى - للنسائي - 5 / 45 ح 8148 وص 130 ح 8464، سنن الدارمي 2 / 292 ح 3311، مسند البزّار 3 / 89 ح 864، مسند أبي يعلى 2 / 297 ح 1021 وص 303 ح 1027 وص 376 ح 1140، المعجم الكبير 3 / 65 - 67 ح 2678 - 2683 وج 5 / 166 - 167 ح 4969 - 4971 وص 169 - 170 ح 4980 - 4982، المعجم الأوسط 4 / 81 ح 3439 وص 155 ح 3542، المعجم الصغير 1 / 131 و135، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 418 ح 41، مسند عبد بن حميد: 114 ح 265، الطبقات الكبرى - لابن سعد - 2 / 150، المنمّق: 25، السُنّة - لابن أبي عاصم ـ: 337 ح 753 وص 629 - 631 ح 1548 - 1558، صحيح ابن خزيمة 4 / 62 - 63 ح 2357، أنساب الأشراف 2 / 357، الجعديات 2 / 302 ح 2722، نوادر الأُصول 1 / 163، الذرّيّة الطاهرة: 168 ح 228، جواهر العقدين: 238، المستدرك على الصحيحين 3 / 118 ح 4576 و4577 وص 160 - 161 ح 4711، حلية الأولياء 1 / 355 رقم 57، السنن الكبرى - للبيهقي - 2 / 148 وج 7 / 30 وج 10 / 114، الاعتقاد على مذهب السلف - للبيهقي ـ: 185، تاريخ بغداد 8 / 442 رقم 4551 واقتصر فيه على ذِكر الثِّقْل الأوّل وأسقط الثِّقْل الثاني فلم يذكره!!، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) - لابن المغازلي ـ: 214 - 215 ح 281 - 284، فردوس الأخبار 1 / 53 - 54 ح 197، مصابيح السُنّة 4 / 185 ح 4800 وص 189 ح 4815، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 47، تاريخ دمشق 42 / 219 - 220، كنز العمّال 1 / 185 - 187 ح 943 - 953 وج 13 / 104 ح 36340 و36341.
والحديث أخرجه أبو داود في سننه 4 / 295 ح 4973، إلاّ أنّ يد الخيانة والتحريف حذفته ولم تذكر من الحديث إلاّ قوله: "أمّا بعد "! والحديث موجود في طبعة مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1369 هـ برقم 4973، كما أشار إليه محقّق كتاب " المنتخب من مسند عبد بن حميد"، في الصفحة 114 هامش الحديث 265؛ فلاحظ!

(٣٦٠)

ـ والوارد من طرق الفريقين - بالتواتر ممّا لا يقبل التشكيك فيه ولو بنسبة الواحد من المليون، يحتوي على معان عظيمة وكبيرة.
وفي هذه المقدّمة البسيطة نحاول أن نسلّط الضوء على إحدى هذه المعاني العظيمة والتي هي مورد البحث والتمحيص في هذه الرسالة والدالّة على وجود الإمام المهديّ (عليه السلام) وبقائه طول هذه المدّة.
فلو رجعنا إلى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّي تارك فيكم الثِّقْلَين " أي: إنّي مخلّف لكم وتارك لكم شيئين عظيمين، وفي بعض الروايات: "تارك فيكم خليفتين"(2)، والخطاب هنا إلى الأُمّة جمعاء، من يومهم ذاك إلى قيام الساعة " ما إنْ تمسّكتم بهما " أي: تمسّكتم بهذين الشيئين العظيمين وجعلتموهما نصب أعينكم " لن تضلّوا بعدي أبداً " أي: سوف لن تتيهوا في الأرض، ولن يحيد أحدكم عن الطريق الصحيح المؤدّي إلى الله (عزَّ وجلَّ)، وهنا كلمة " أبداً " يراد بها استمرارية الشيء وديمومته إلى قيام يوم الساعة.
ثمّ إنّ تأبيد عدم الضلال موقوف على تأبيد ما يتمسّك به، فلو أتينا إلى الثِّقْل الأوّل، ألا وهو كتاب الله، لوجدنا أنّه هو الكتاب المنزل المحفوظ منذ نزوله إلى يومنا هذا، وسيبقى كذلك إلى يوم يبعثون، من دون أيّ تغيير أو تحريف، بدليل الآيات والروايات الكثيرة التي وردت بشأن حفظ القرآن، نذكر منها:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) ينابيع المودّة 1 / 105 ح 25 عن تفسير الثعلبي، مسند أحمد 5 / 182 و189.

(٣٦١)

قوله تعالى: (وإنّه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)(3).
وقوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون)(4).
وقوله تعالى: (إنّ علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه * ثمّ إنّ علينا بيانه)(5).
وقوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين)(6).
ولا يخفى أنّه لو كان فيه أيّ تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان لسقطت عنه المصداقية، ولكان محلاًّ للشكّ والظنّ، ولَما أصبح هدىً للمتّقين، بل كان طريقاً إلى ضلالتهم، معاذ الله.
ومنها:
قول الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، عندما سُئل: ما تقول في القرآن؟
قال: "هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد"(7).
وقول الإمام الرضا عليّ بن موسى (عليه السلام) أيضاً عندما سُئل: ما تقول في القرآن؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) سورة فصّلت 41: 41 - 42.
(4) سورة الحجر 15: 9.
(5) سورة القيامة 75: 17 - 19.
(6) سورة البقرة 2: 2.
(7) التوحيد: 224 ح 3، الأمالي - للصدوق ـ: 638 - 639 ح 861.

(٣٦٢)

فقال: "كلام الله لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا"(8).
وقوله (عليه السلام) أيضاً: "إنّ محض الإسلام: شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له... وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأمينه، وصفيّه، وصفوته من خلقه، وسيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وأفضل العالمين، لا نبيّ بعده، ولا تبديل لملّته، ولا تغيير لشريعته، وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد الله هو الحقّ المبين، والتصديق به وبجميع مَن مضى قبله مِن رسل الله وأنبيائه وحججه، والتصديق بكتابه الصادق العزيز، الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)، وأنّه المهيمن على الكتب كلّها، وأنّه حقٌّ مِن فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصّه وعامّه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، لا يقدر أحدٌ من المخلوقين أن يأتي بمثله"(9).
وفي الخطبة رقم 1 من الخطب الواردة في "نهج البلاغة"، قال الإمام أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السلام): "كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسَله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السُنّة نسخه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(8) التوحيد: 223 - 224 ح 2، الأمالي - للصدوق ـ: 639 ح 863.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 / 129.

(٣٦٣)

مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه"(10).
بدلالة هذه الآيات والروايات تكون نفوسنا قد اطمأنّت إلى أنّ الثِّقْلَ الأوّل هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا، من دون أيّ تحريف أو نقص أو زيادة، والتمسّك به حقّاً يهدينا إلى الصراط المستقيم، صراط الثِّقْل الثاني، الّذين أنعم الله عليهم.
والثِّقْل الآخر، المتمثّل بعترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، الّذين قَرَنَهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكتاب الله (عزَّ وجلَّ)، فيجب أن تكون لهم استمرارية الوجود، حتّى يكونوا مصداق كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليتسنّى للأُمّة التمسّك بهم، كما هو الحال في الثِّقْل الأوّل، ولو لم يكن لهذا الثِّقْل وجود مستمرّ إلى يومنا هذا وحتّى قيام الساعة، لانتفى معنى كلام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بشهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، الذي هو أحد العترة الطاهرة، وبشهادة الإمام العسكري (عليه السلام) يسقط الثِّقْل الآخر، وبسقوط أحد الثِّقْلَين لا يبقى أيّ معنىً للحديث، من حيث اقتران الثِّقْلَين أحدهما بالآخر، ومن حيث ديمومتهما إلى قيام يوم الساعة، وهذا مناف أيضاً لقوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى * إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى)(11) أي: أنّ كلام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ككلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
علاوة على أنّ هناك روايات كثيرة تدلّ على وجود الحجّة، وعلى عدم خلوّ الأرض من إمام، وأنّ من مات بلا إمام مات ميتةً جاهليّة، ونحو ذلك، فتكون أصلا للدين ألبتّة.
منها: رواية مسلم، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(10) نهج البلاغة: 44 الخطبة رقم 1.
(11) سورة النجم 53: 3 و4.

(٣٦٤)

يقول: "مَن خلع يداً مِن طاعة لقيَ الله يوم القيامة لا حجّة له، ومَن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليّة"(12).
وعن مسلم أيضاً، والبخاري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: "مَن كره مِن أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنّه مَن خرج مِن السلطان شبراً مات ميتةً جاهليّة"(13).
ورواية أحمد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "مَن مات بغير إمام مات ميتةً جاهليّة"(14).
.. إلى نحو ذلك ممّا لا يحصى.
ومنها: الروايات التي وردت من طرقنا الخاصّة بعدم خلوّ الأرض من حجّة إلى قيام يوم الساعة..
كرواية الشيخ النعماني - صاحب كتاب " الغَيبة " ـ، عن المفضّل بن عمر، قال: "قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال على منبر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(12) صحيح مسلم 6 / 22، وانظر: التاريخ الكبير - للبخاري - 5 / 205، مسند أبي عوانة 4 / 416 ح 7153 7157، السنن الكبرى - للبيهقي - 8 / 156، مصابيح السُنّة 3 / 9 ح 2765، مشكاة المصابيح 2 / 335 رقم 3674.
(13) صحيح مسلم 6 / 21، صحيح البخاري 9 / 84 ح 5 و6 وص 113 ح 7، وانظر: سنن الدارمي 2 / 166 167 ح 2515، مسند أحمد 1 / 275 و297 و310، المعجم الكبير 12 / 124 ح 12759، السنن الكبرى - للبيهقي - 8 / 157، شرح السُنّة 6 / 38 ح 2458.
(14) مسند أحمد 4 / 96.
وانظر: مسند أبي يعلى 13 / 366 ح 7375، المعجم الكبير 19 / 388 ح 910، المعجم الأوسط 6 / 128 ح 5820، مسند الشاميّين - للطبراني - 2 / 437 - 438 ح 1654، مسند الطيالسي: 259 ح 1913، السُنّة - لابن أبي عاصم ـ: 489 ح 1057، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 49 ح 4554، حلية الأولياء 3 / 224 وقال: "هذا حديث صحيح ثابت".

(٣٦٥)

الكوفة: إنّ من ورائكم فتناً مظلمة، عمياء منكسفة، لا ينجو منها إلاّ النومة.
قيل: يا أمير المؤمنين! وما النومة؟
قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه؛ واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله (عزَّ وجلَّ)، ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة لله لساخت بأهلها، ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون، ثمّ تلا: (يَا حَسْرَةً على العِبادِ ما يَأتيهم من رَسول إلّا كانوا به يستهزئون)(15)"(16).
ورواية الخزّاز القمّي الرازي - صاحب " كفاية الأثر " ـ، عن محمّد بن عثمان العَمْري، عن أبيه، يقول: "سُئل أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) - وأنا عنده - عن الخبر الذي رويَ عن آبائه، أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وأنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
فقال (عليه السلام): إنّ هذا حقٌّ كما إنّ النهار حقّ.
فقيل له: يا بن رسول الله! فمَن الحجّة والإمام بعدك؟
قال: ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي، مَن مات ولم يعرفه مات ميتةً جاهلية، أمَا إنّ له غَيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذِّب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج، فكأنّي أنظر إلى الأعلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(15) سورة يس 36: 30.
(16) الغَيبة - للنعماني ـ: 143 باب 10 ح 2.

(٣٦٦)

البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة"(17).
وروى الشيخ الصدوق في " كمال الدين وتمام النعمة"، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الأوّل - يعني: موسى بن جعفر (عليه السلام) ـ، قال: "ما ترك الله (عزَّ وجلَّ) الأرض بغير إمام قطّ منذ قبض آدم (عليه السلام) يهتدي به إلى الله (عزَّ وجلَّ)، وهو الحجّة على العباد، مَن تركه ضلّ، ومَن لزمه نجا، حقّاً على الله (عزَّ وجلَّ)"(18).
.. إلى نحو ذلك ممّا لا يحصى.
وبما أنّنا على يقين بأنّ الدين الإسلامي هو خاتمة الأديان السماوية ولا ننتظر ديناً آخر غيره لإصلاح البشر، وبعدما انتشر الفساد في العالم بشكل كبير حتّى لم يبقَ للعدل والصلاح أيّ مكان في هذا العالم الرحب الكبير، وأنّ الدول الإسلامية باتت لا تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية ولو بالجزء اليسير منه، كان لزاماً علينا أن ننتظر الفرج بعودة الدين الإسلامي إلى ما كانه عليه زمن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، من قوّة ومتانة، بحيث يتمكّن من إصلاح ما فسد وإخراج البشرية من غطرسة الظلم والفساد إلى دوحة العدل والإصلاح.
وبما أنّ الدين الإسلامي لا يمكن له أن يعود كما كان بقوّته وسيطرته وبسط نفوذه إلاّ إذا كان على رأسه مصلح عظيم يلمّ شتات الأُمّة ويجمع كلمتهم، ويردّ عن الدين كلّ أباطيل المبطلين، ويمحو كلّ البدع والضلالات التي أُلحقت به، وذلك بالألطاف الإلهية والعناية الربّانية التي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(17) كفاية الأثر: 296 باب ما جاء عن أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام)، ونحوه في: كمال الدين وتمام النعمة 2 / 409 باب 38 ح 9.
(18) كمال الدين وتمام النعمة 1 / 221 ح 2.

(٣٦٧)

تسدّده وتجعل منه منقذاً لهذه الأُمّة وهادياً لها إلى الصراط المستقيم، له الرئاسة المطلقة والمنزلة العظمى والقدرة الجبّارة لينشر العدل في الأرض بعدما عمّ الظلم والفساد أرجاءها.
إذاً، فالبشارة بظهور المهديّ من وُلد فاطمة (عليها السلام)، وآخر ركن من أركان الثِّقْل الثاني في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ثابتةٌ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد سجّلتها أقلام العلماء والحفّاظ والمفسّرين على اختلاف مشاربهم، وعلى مرّ العصور، في ما رووه من الحديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن هؤلاء: الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني، صاحب المؤلّفات الكثيرة والتصانيف الشهيرة، الذي جمع أربعين حديثاً حول الإمام المهديّ (عليه السلام)، وأنّه لا تنقضي الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنّه من وُلد فاطمة (عليها السلام)، وأنّه كذا وكذا وكذا... إلى آخره من الروايات التي تصف أحواله (عليه السلام).

* * *

عنوان الرسالة:
اختلف العلماء وأصحاب السير في عنوان الرسالة التي اشتملت على الأربعين حديثاً عن الإمام المهديّ (عليه السلام).
يقول صاحب " الطرائف " السيّد ابن طاووس: "جمع الحافظ أبو نُعيم كتاباً في ذلك نحو ستّ وعشرين ورقة من أربعين حديثاً، وسمّاه: كتاب ذِكر المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه"(19).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(19) الطرائف: 179.

(٣٦٨)

ويضيف: "وقد وقفت على كتاب قد ألّفه ورواه وحرّره أبو نُعيم الحافظ، واسمه أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد، وهذا المؤلّف من أعيان رجال الأربعة المذاهب، وله تصانيف وروايات كثيرة، وقد سمّى أبو نُعيم الكتاب المشار إليه: كتاب ذِكر المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، ثمّ ذكر في صدر الكتاب تسعة وأربعين حديثاً أسندها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يتضمّن البشارة بالمهديّ (عليه السلام)، وأنّه مِن وُلد فاطمة (عليها السلام)، وأنّه يملأ الأرض عدلا، وأنّه لا بُدّ من ظهوره، ثمّ ذكر بعد ذلك حديثاً، معنىً بعد معنىً، وروى في كلّ معنىً أحاديث بأسانيدها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال أبو نُعيم بعد رواية التسعة والأربعين حديثاً مشاراً إليه في حقيقة ذِكر المهديّ ونعوته وخروجه وثبوته ما هذا لفظه: وبخروجه يرفع الناس تظاهر الفتن وتلاطم المحن، ويمحق الهرج، وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنين وأربعين حديثاً بأسانيدها.
ثمّ قال أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: أعلام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ المهديّ سيّد من سادات أهل الجنّة؛ وروى عن النبيّ في صحّة هذا المعنى ثلاثة أحاديث.
ثمّ ذكر أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: ذِكْر جيشه وصورته وطول مدّته وأيّامه؛ وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد عشر حديثاً.
ثمّ ذكر ما هذا لفظه: بالعدل وَفِيّ، وبالمال سَخيّ، يحثوه حثواً ولا يعدّه عداً؛ وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) - بإسناده - تسعة أحاديث.
ثمّ ذكر أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: ذكر البيان عن الروايات

(٣٦٩)

الدالّة على خروج المهديّ وظهوره، ثمّ روى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في صحّة هذا المعنى أربعة أحاديث.
ثمّ ذكر ما هذا لفظه: ذِكر البيان في أنّ توطئة أمر المهديّ وخلافته وجيشه من قبل المشرق؛ فروى في هذا المعنى وصحّته عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثين.
ثمّ ذكر أبو نُعيم الحافظ - أيضاً - ما هذا لفظه: ذِكر بيان القرية التي يكون منها خروج المهديّ؛ وروى في صحّة ذلك حديثين يرفعهما إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثمّ ذكر أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: ذِكر بيان أنّ مِن تكرمة الله لهذه الأُمّة أنّ عيسى بن مريم يصلّي خلف المهديّ؛ ثمّ روى في صحّة هذا المعنى ثمانية أحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثمّ ذكر أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: ذِكر ما ينزل الله (عزَّ وجلَّ) من الخسف والنكال على الجيش الّذين يرمون الحرم تكرمة للمهديّ؛ ثمّ روى في صحّة هذا المعنى خمسة أحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسانيدها.
ثمّ ذكر أبو نُعيم الحافظ ما هذا لفظه: ذِكر المهديّ أنّه من وُلد الحسين، وذِكر كنيته وموته حين يبعث؛ وروى أبو نُعيم في صحّة هذا المعنى تسعة أحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسانيدها.
ثمّ ذكر أبو نُعيم - أيضاً - ما هذا لفظه: ذِكر فتح المهديّ المدينة الرومية وردّ ما سبى ملكها من بني إسرائيل إلى بيت المقدس؛ وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة أحاديث بأسانيدها.
ثمّ ذكر أبو نُعيم الحافظ ما هذا لفظه: ما يكون في زمان المهديّ من

(٣٧٠)

 الخصب والأمن والعدل؛ وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بإسناده سبعة أحاديث.
فجملة الأحاديث المذكورة في كتاب ذِكر المهديّ (عليه السلام) ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، المختصّة بهذا المعنى - المقدّم ذِكرها - مئة وستّة وخمسون حديثاً، وأمّا طرق هذه الأحاديث فهي كثيرة تركت ذِكرها في الكتاب كراهية الإكثار والإطناب"(20).
ويقول صاحب " كشف الغمّة": "ووقع إليَّ أربعون حديثاً جمعها الحافظ أبو نُعيم أحمد بن عبد الله (رحمه الله) في أمر المهديّ (عليه السلام)، أوردتُها سرداً كما أوردها"(21).
ويقول الكنجي الشافعي في " البيان في أخبار صاحب الزمان " بعد ذِكر حديث مطوّل عن عليّ الهلالي، عن أبيه: "هكذا ذكره صاحب حلية الأولياء في كتابه المترجم بـ: ذِكر نعت المهديّ (عليه السلام)"(22).
وأورد المقدسي الشافعي في " عقد الدرر " معظم هذه الأحاديث قائلا بعد إيرادها: "أخرجه الحافظ أبو نُعيم في صفة المهديّ".
ويقول محقّق كتاب " عقد الدرر " في المقدّمة: "وقد عمد المؤلّف إلى كتاب (الفتن) لأبي عبد الله نُعيم بن حمّاد المروزي، وإلى كتاب (السنن) لأبي عمرو الداني المُقري، وإلى كتاب (الملاحم) لأبي الحسين ابن المُنادي، وإلى كتب أبي نُعيم أحمد ابن عبد الله الأصفهاني (430 هـ) في: (مناقب المهديّ) و(حلية الأولياء) و(صفة المهديّ) و(فوائد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(20) الطرائف: 181 183.
(21) كشف الغمّة 2 / 467.
(22) البيان في أخبار صاحب الزمان: 479.

(٣٧١)

أبي نُعيم) و(عواليه)، وإلى كتاب أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 هـ) (البعث والنشور)، فنقل كثيراً ممّا فيها إلى هذا الكتاب"(23).
ويقول صاحب كتاب "العرف الوردي": "هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهديّ، لخّصت فيه الأربعين التي جمعها أبو نُعيم، وزدت عليه ما فاته"(24).
يقول العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي (قدس سره) في "أهل البيت (عليهم السلام) في المكتبة العربية": "الأربعون حديثاً في المهديّ (عليه السلام)، للحافظ أبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المتوفّى سنة 430 هـ، وهو أربعون حديثاً ممّا روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المهديّ المنتظر.
نسخة منه ضمن مجموعة في مكتبة العلاّمة السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم في النجف الأشرف، بخطّه.
ونسخة أُخرى منه بخطّ فخر الدين، فرغ منها في 19 رجب سنة 838، محذوفة الأسانيد، في مكتبة فخر الدين النصيري في طهران، أدرجها بكاملها في المجلّد الخامس من كتابه: گنجينه خطوط عُلَما.
نقل عنه الأربلّي في كشف الغمّة 1 / 154، ثمّ أورده بتمامه في 2 / 467 من طبعة إيران، محذوفة الإسناد، وفي طبعة أُخرى 3 / 257.
وفي بحار الأنوار 51 / 78 - 85، وفي أعيان الشيعة 2 / 50، وفي گنجينه خطوط عُلَما / المجلّد الخامس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(23) عقد الدرر: 11.
(24) العرف الوردي: 25.

(٣٧٢)

وهو مطبوع ضمن كتاب: غاية المرام؛ للسيّد هاشم البحراني: 699ـ 701، حيث أدرجه فيه في الباب 141، في إمامة الإمام الثاني عشر من طرق العامّة، محذوف الأسانيد مقتصراً على المتون.
وطبع أيضاً في نامه دانشواران 2 / 711 بحذف أسانيده من الطبعة الأُولى في ترجمة أبي نُعيم الأصبهاني، وفي الطبعة الثانية الحروفية في 7 / 8 - 21، عن مخطوطة كانت في مكتبة ملك زاده وزير العلوم، ويظهر أنّها كانت مسندة فحذفوا أسانيده مخافة التطويل"(25).
ونقل الشيخ البلاغي (قدس سره) في " نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابيّاً " روايتين، إحداهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيها: "الخلف الصالح من وُلدي، وهو المهديّ، اسمه محمّد، وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأُمّه: نرجس"(26).
والأُخرى عن الإمام الرضا (عليه السلام) يقول فيها: "الخلف الصالح من وُلد الحسن بن عليّ العسكري، هو صاحب الزمان، وهو المهديّ"(27).
ونسبهما إلى الحافظ أبي نُعيم في (أربعينه)، إلاّ أنّ الروايتين وبهذا النصّ لم تردا في متن رسالتنا هذه.
فلعلّ الشيخ (قدس سره) وقع نظره عليهما في نسخة أُخرى من نسخ الأربعين، أو أربعين آخر لغير أبي نُعيم، فتكون نسبته للروايتين إلى (أربعين) أبي نُعيم من سهو قلمه الشريف؛ والله العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(25) أهل البيت (عليهم السلام) في المكتبة العربية: 31 رقم 44.
(26) نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً: 94 ح 57.
(27) نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً: 107 ح 77.

(٣٧٣)

ويظهر من هذا كلّه أنّ لأبي نُعيم الأصبهاني رسالة مختصرة تتضمّن أربعين حديثاً منتقاة في الإمام المهديّ (عليه السلام)، يذكر فيه علامات ظهوره المبارك، وصفاته الكريمة، ونسبه الشريف، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما تملأ ظلماً وجوراً، وأنّ الأُمّة تتنعّم في زمانه نعيماً لم تتنعّم مثله قطّ، البرّ والفاجر.

* * *

(٣٧٤)

ترجمة المؤلّف (28)
اسمه ونسبه:
هو: أبو نُعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران، الإمام الحافظ، الثقة العلاّمة، شيخ الإسلام، المهراني الأصبهاني، سبط الزاهد محمّد بن يوسف البنّاء، صاحب كتاب " حلية الأولياء"، كان من أعلام المحدّثين، وأكابر الحفّاظ والثقات.
ولد في أصفهان في شهر رجب سنة 336 هـ في بيت علم وأدب، فقد كان والده من المحدّثين وعلماً من أعلام البلد.
وكديدن كبار العلماء قام أبو نُعيم برحلات عديدة طلباً للعلم والمعرفة، امتدّت على طول البلاد وعرضها آنذاك، حتّى وصل إلى الأندلس مروراً ببغداد ومكّة والبصرة والكوفة ونيسابور، ولقي في كلّ بلد الأئمّة الّذين كانوا فيها وسمع منهم.
ألمّ أبو نُعيم بكثير من فنون العلم، فمن ذلك أنّه كان محدّثاً ومؤرّخاً ومفسّراً وفقيهاً وقارئاً، وله مصنّفات عديدة في كلِّ فنّ من هذه الفنون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(28) اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
وفيات الأعيان 1 / 91 رقم 33، تذكرة الحفّاظ 3 / 1092 رقم 993، سير أعلام النبلاء 17 / 453 رقم 305، طبقات الشافعية الكبرى 4 / 18 رقم 254، تنقيح المقال 6 / 249 رقم 1096.

(٣٧٥)

شيوخه:
لأبي نُعيم شيوخ كثيرون، نقتصر على ذِكر بعضهم:
1 - أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر، المعروف بأبي الشيخ الأنصاري.
2 - أبو أحمد الحاكم محمّد بن محمّد النيسابوري، صاحب التصانيف الكثيرة.
3 - أبو القاسم الطبراني، صاحب التصانيف.
4 - القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن العسّال.
5 - أبو بكر بن الهيثم الأنباري.
بعض تلامذته:
1 - الخطيب البغدادي، صاحب " تاريخ بغداد".
2 - هبة الله بن محمّد الشيرازي.
3 - أبو بكر بن علي الذكواني.
4 - القاضي أبو علي الوخش.
5 - أبو صالح المؤذّن.
بعض مؤلّفاته:
1 - حلية الأولياء.

(٣٧٦)

2 - معرفة الصحابة.
3 - دلائل النبوّة.
4 - المستخرج على البخاري.
5 - تاريخ أصفهان.
6 - المستخرج على مسلم.
7 - الأربعون حديثاً منتقاة في شأن المهديّ (عليه السلام)، وهي الرسالة التي بين أيدينا.
8 - معجم الصحابة.
9 - عمل اليوم والليلة.
10 - صفة الجنّة.
أقوال بعض العلماء فيه:
قال الخطيب البغدادي: لم أرَ أحداً أُطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين، هما: أبو نُعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدي الأعرج.
وقال ابن خلّكان: الحافظ المشهور صاحب كتاب " حلية الأولياء"، كان من أعلام المحدّثين وأكابر الحفّاظ الثقات، أخذ من الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به.
وقال الذهبي: الحافظ الكبير، محدّث العصر، الصوفي الأوّل.
وقال السبكي: الإمام الجليل الحافظ، الصوفي الجامع بين الفقه والتصوّف، والنهاية في الحفظ والضبط... أحد الأعلام الّذين جمع الله لهم بين العلوّ في الرواية والنهاية في الدراية.

(٣٧٧)

وقال ابن مردويه: كان أبو نُعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أُفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلّ يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربّما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، ولم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع.
وقال حمزة بن العبّاس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نُعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى إسناداً منه ولا أحفظ.
وفاته:
اختلف العلماء والمؤرّخون في يوم وشهر وفاة أبي نُعيم، إلاّ أنّهم اتّفقوا على سنة وفاته، فمنهم من قال بأنّه توفّي في العشرين من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين، ومنهم من قال: بأنه توفّي في الثامن والعشرين من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين، ومنهم من قال بأنّه توفّي في الثامن والعشرين من صفر سنة أربعمئة وثلاثين، ومنهم من قال بأنّه توفّي في الثاني عشر من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين.
وبهذا أصبح من الواضح والثابت أنّ سنة الوفاة غير مختلف فيها، وأنّ الفارق بين هذه التواريخ لا يتعدّى الشهر، وبهذا يكون أبو نُعيم قد عاش أربعة وتسعين عاماً.
دُفن في بلدته أصفهان، في المقبرة المعروفة المشهورة بـ: آب بخشگان، قبره في آخرها ممّا يلي المشرق.

* * *

(٣٧٨)

ترجمة صاحب "كشف الغمّة" (29)
هو: الشيخ أبو الحسن بهاء الدين عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي، كان عالماً، فاضلا، محدّثاً، ثقة، شاعراً، أديباً، جامعاً للفضائل والمحاسن.
اشتُهِر في الإنشاء والأدب العربي الجديد أثر انقراض أثر الدولة العبّاسية ببغداد.
كان والده أميراً حاكماً بأربل أيّام الصاحب تاج الدين محمّد ابن الصلايا الحسين.
كتب لمتولّي أربل، ثمّ عمل ببغداد في ديوان الإنشاء.
مصنّفاته:
له مصنّفات عديدة منها:
1 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، كتاب جامع حسن، فرغ من تأليفه سنة 678 هـ.
2 - المقامات الأربع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(29) اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
فوات الوفيات 2 / 57 - 60 رقم 347، كشف الظنون 2 / 1492 و1939، هديّة العارفين 5 / 714، الأعلام 4 / 318، معجم المؤلّفين 2 / 484 رقم 9805، معجم رجال الحديث 13 / 114 رقم 8360، وانظر: مقدّمة " كشف الغمّة".

(٣٧٩)

3 - رسالة الطيف، توجد نسخة مخطوطة منها في مكتبة الفاتيكان.
4 - نزهة الأخيار في ابتداء الدنيا وقدر القويّ الجبّار.
5 - العشّاق وخلوة المشتاق.
6 - حياة الإمامين زين العابدين ومحمّد الباقر (عليهما السلام).
7 - حدائق البيان في شرح التبيان؛ في المعاني والبيان.
8 - ديوان شعر.
شيوخه في الرواية:
1 - السيّد رضي الدين عليّ بن طاووس.
2 - السيّد جلال الدين عليّ بن فخار.
3 - تاج الدين أبو طالب عليّ بن أنجب، الشهير بابن الساعي البغدادي.
4 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
5 - كمال الدين أبو الحسن عليّ بن وضّاح.
الرواة عنه:
1 - الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر، المعروف بالعلاّمة الحلّي.
2 - الشيخ رضي الدين عليّ بن المطهّر.
3 - السيّد شمس الدين محمّد بن فضل العلوي الحسني.
4 - الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمّد بن سالم.

(٣٨٠)

شعره:
له شعر كثير في مدائح الأئمّة (عليهم السلام)، ذكر جملة منها في كتابه " كشف الغمّة"، منها قوله في قصيدة:

وإلى أمير المؤمنين بعثتُها * * * مثل السفاين عمن في تيّارِ
تحكي السهام إذا قطعن مفازةً * * * وكأنّها في فقة الأوتارِ
تنحو بمقصدها أغرّ شأي الورى * * * بزكاء أعراق وطيب نجارِ
حمّال أثقال ومسعف طالب * * * وملاذ ملهوف وموئل جارِ
شرف أقرّ به الحسود وسؤدد * * * شاد العلاء ليعْرب ونزارِ
* * *

وقوله من أُخرى:

سل عن عليّ مقامات عرفن به * * * شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحلِ
مآثر صافحت شهب النجوم عُلا * * * مشيدة قد سمت قدراً على زحلِ
كم من يد لك فينا يا أبا حسن * * * يفوق نائلها صوب الحيا الهطلِ
* * *

وقوله من قصيدة في مدح الإمام الحسن (عليه السلام):

إلى الحسن بن فاطمة أُنيرت * * * بحقّ أينق المدح الجيادِ
أقرّ الحاسدون له بفضل * * * عوارفه قلائد في الهوادِ
* * *

وقوله من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

إنّ في الرزء بالحسين الشهيدِ * * * لعناء يودي بصبر الجليدِ
إنّ رزء الحسين نجل عليّ * * * هدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ

(٣٨١)

وقوله من قصيدة في مدح الإمام الرضا (عليه السلام):

والثمِ الأرض إن مررت على * * * مشهد خير الورى عليّ بن موسى
وأبلِغَنّه تحيّةً وسلاماً * * * كشَذا المِسك من عليِّ بن عيسى
* * *

وقوله من قصيدة في مدح الإمام المهديّ (عليه السلام):

عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى * * * وعن بانتي سلع وعن علمي حزوى
غرامي بناء عن عناني وفكرتي * * * تمثّله للقلب في السرّ والنجوى
من النفر الغرّ الّذين تملّكوا * * * من الشرف العادي غايته القصوى
هم القوم من أصفاهم الودّ مخلِصاً * * * تمسّك في أُخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثراً * * * محاسنها تجلى وآياتها تروى
* * *

(٣٨٢)

ترجمة صاحب "العَرف الوردي" (30)
هو: الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمّد الشافعي الخضيري السيوطي، صاحب المصنّفات الكثيرة الشهيرة، عالم حافظ مشارك في أنواع العلوم.
وُلد في القاهرة سنة 849 هـ، ونشأ بها يتيماً بعد أن توفّي والده سنة 855 هـ - الذي كان من فقهاء الشافعية ـ، وهو في السادسة من عمره، لكنّ الله منحه ذاكرة خصبة، وذكاءً وقّاداً، وقدرة على الحفظ والاستنباط استطاع من خلال ذلك شقّ طريقه في ميدان الدرس، فبعد أن حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره قرأ على جماعة من العلماء بلغوا نحواً من خمسين.
ولمّا بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزوياً عن أصحابه جميعاً، فألّف أكثر كتبه، والتي قيل: إنّها بلغت نحو ستّمئة مصنّف.

* * *

شيوخه:
لجلال الدين السيوطي العديد من المشايخ، نذكر منهم على سبيل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(30) اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
شذرات الذهب 8 / 51 - 55، الضوء اللامع 4 / 65 - 70 رقم 203، النور السافر: 51 - 54، الأعلام 3 / 301، معجم المؤلّفين 2 / 82 رقم 6792، وقد ترجم لنفسه ترجمة وافية في حسن المحاضرة 1 / 288 - 294 رقم 78.

(٣٨٣)

المثال لا الحصر:
1 - علم الدين صالح البلقيني.
2 - شهاب الدين أحمد بن عليّ الشارمساحي.
3 - شرف الدين المناوي.
4 - تقي الدين الشبلي الحنفي.
5 - محيي الدين محمّد بن سليم الكافيجي.
6 - سيف الدين محمّد بن محمّد الحنفي.
7 - شمس الدين محمّد بن موسى السيرائي الحنفي.
8 - قاضي القضاة العزّ أحمد بن إبراهيم الكناني.
9 - بدر الدين محمّد بن الحافظ ابن حجر.
10 - الحافظ تقي الدين ابن فهد.
تلاميذه:
أخذ عنه العلم وتخرّج عليه كثيرون، نذكر منهم:
1 - عليّ بن محمّد الشاذلي.
2 - شمس الدين محمّد الداوودي.
3 - شمس الدين محمّد الشامي.
4 - شمس الدين محمّد بن علي، الشهير بابن طولون الدمشقي.
5 - محمّد بن بدر الدين بن محمّد رضي الدين الغزي.
6 - شمس الدين محمّد بن محمّد، الشهير بابن العجيمي المقدسي الشافعي.

(٣٨٤)

مصنّفاته في أهل البيت (عليهم السلام):
ألّف السيوطي كتباً ورسائل في أهل بيت النبيّ (عليهم السلام)ومناقبهم وفضائلهم، منها:
1 - كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس.
2 - إحياء الميت بفضائل أهل البيت (عليهم السلام).
3 - الثغور الباسمة في مناقب السيّدة فاطمة.
4 - العَرف الوردي في أخبار المهدي.
5 - شدّ الأثواب في سدّ الأبواب؛ مطبوع ضمن كتابه " الحاوي للفتاوي".
6 - القول الجليّ في فضائل عليّ.
مصنّفاته الأُخرى:
وله تصانيف كثيرة ومؤلّفات عديدة في شتّى أبواب العلم، من أشهرها:
1 - الجامع الكبير.
2 - الجامع الصغير.
3 - تفسيره المعروف بـ " الدرّ المنثور".
4 - تنوير الحوالك.
5 - الأشباه والنظائر.
6 - بغية الوعاة.

(٣٨٥)

7 - تاريخ الخلفاء.
8 - تدريب الراوي.
9 - اللآلئ المصنوعة.
10 - الحاوي للفتاوي.
11 - حسن المحاضرة.
12 - الخصائص.
13 - طبقات الحفّاظ.
14 - تفسير القرآن.
15 - الإتقان في علوم القرآن.
16 - إتمام الدراية لقرّاء النقاية.
وهذه كلّها مطبوعة..
إلى غيرها من مصنّفاته الكثيرة الحسنة.
وفاته:
توفّي السيوطي في 19 جمادى الأُولى سنة 911 هـ بمنزله بروضة المقياس، ودفن في حوش قوصون خارج باب القرانة.

* * *

(٣٨٦)

النسخ المعتمدة:
اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على:
1 - صورة نسخة مخطوطة بخطّ فخر الدين، فرغ من كتابتها في 19 رجب سنة 838 هـ، محذوفة الأسانيد، مدرجة بكاملها في المجلّد الخامس من كتاب: گنجينه خطوط عُلَما، من ص 1420 - 1432.
وجعلتها نسخة الأصل.
2 - كتاب " كشف الغمّة"، لأبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي (ت 693 هـ)، تحقيق هاشم الرسولي المحلاّتي، نشر مكتبة بني هاشم، قم 1381 هـ.
يقول فيه: "ووقع إليَّ أربعون حديثاً جمعها الحافظ أبو نُعيم أحمد بن عبد الله (رحمه الله) في أمر المهديّ (عليه السلام)، أوردتها سرداً كما أوردها، واقتصرت على ذِكر الراوي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)"(31).
ورمزت لها بالحرف " ك".
3 - كتاب " العَرف الوردي"، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق مصطفى صبحي الخضر، نشر دار الكوثر، دمشق 1422 هـ.
يقول في مقدّمته: "هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهديّ، لخّصت فيه الأربعين التي جمعها أبو نُعيم، وزدت عليه ما فاته"(32).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(31) كشف الغمّة 2 / 467.
(32) العَرف الوردي: 25.

(٣٨٧)

ورمزت لها بالحرف " ع".
4 - كتاب " نامه دانشواران"، في ج 7 / 8 - 21 من الطبعة الثانية، فقد أورد الأربعين حديثاً في نهاية ترجمة أبي نُعيم الأصبهاني، نقلا عن مخطوطة كانت في مكتبة ملك زادة وزير العلوم، ويظهر أنّها كانت مسندة فحذفوا أسانيدها روماً للاختصار.
ورمزت لها بالحرف " ن".
منهجيّة التحقيق:
اقتصرتُ في تحقيق هذه الرسالة على:
1 - مقابلة جميع الأحاديث مع النسخ المعتمدة في تحقيق هذه الرسالة.
2 - جعلت الأحاديث الأربعين التي في النسخة المخطوطة بخطّ فخر الدين في المتن، واعتمدتها أصلا، وأشرت في الهامش إلى الاختلافات الواردة فيها مع بقية النسخ، وذكرت - كذلك - الجزء والصفحة التي جاء فيها الحديث في النسخ الأُخرى المعتمدة في هذا العمل.
3 - ضبط النصّ، من حيث التقطيع والتصحيح.
4 - استخراج جميع الأحاديث النبوية الشريفة، وإرجاعها إلى مصادرها الأصلية، وقد اقتصرت فيها على ذِكرِ بعضِ أهمّ المصادر المخرِّجة لها من مصادر أهل السُنّة، ورتّبتها حسب التسلسل الزمني لوفيات مؤلّفيها؛ إذ لو أردنا التوسّع في ذِكر المصادر - ولا سيّما المصادر الخاصّة بنا - لطال بنا المقام، والتفصيل مرهونٌ في مظانّه ممّا أُلّفَ في أحوال

(٣٨٨)

ومختصّات الإمام المهديّ عجّل الله فرجه.
5 - شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة.
6 - ترجمة بعض الأعلام الواردة أسماؤهم في السند والمتن.
7 - العناوين الرئيسة للأحاديث أثبتناها من نسختَي " ك " و" ن"، وتتميماً لهذا النسق أضفنا عنوانَي الحديثين الأوّل والثالث من عندنا لعدم وجودها في النسختين آنفتَي الذِكر.
8 - وسعياً منّا لتوفير الجهد على القارئ الكريم بالبحث عن أحوال صاحب الرسالة، فقد كتبنا له ترجمة مختصرة في المقدّمة جمعناها من مصادر مختلفة، وكتبنا - كذلك - ترجمة مختصرة لكلّ من صاحب " كشف الغمّة " أبي الفتح الأربلّي، وصاحب "العَرف الوردي" الحافظ جلال الدين السيوطي.
طبعات الرسالة:
كنت قد حقّقتُ هذه الرسالة سابقاً ونُشرت في قم وبيروت على صفحات مجلّة " تراثنا"، في العدد المزدوج، الأوّل والثاني (77 - 78)، السنة 20، المحرّم 1425 هـ.
ثمّ قمت بتنقيحها وإضافة بعض التعليقات والملحوظات المفيدة والنافعة عليها في هذه الطبعة؛ كيما تكون أتمّ وأكمل، عسى الله تعالى أن ينفع بها، والله من وراء القصد.
وفي الختام:
لا يسعني إلاّ أن أُقدّم خالص شكري وتقديري لسماحة العلاّمة السيّد عليّ الخراساني، الذي تجشّم عناء تصوير النسخة المخطوطة، المحفوظة في " گنجينه خطوط عُلَما"، ونسخة كتاب " نامه دانشواران"، ولِما أتحفني به من ملحوظات نافعة.
ولا يفوتني أيضاً أن أُقدّم شكري وامتناني الكبيرين للأخوين الفاضلين: الأُستاذ المحقّق السيّد محمّد علي الحكيم، والأُستاذ المحقّق جواد حسين الورد، على مساهمتهما في إخراج هذا الجهد البسيط ووضعه بين يدي القارئ الكريم.
ونسأل المولى العليّ القدير أن يوفّقنا جميعاً لِما فيه خدمة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبثّ علومهم ونشرها، وأن يتقبّل منّا هذه البضاعة المزجاة ويوفي لنا الكيل، ويتصدّق علينا، إنّه نعم المجيب.

(٣٨٩)

وآخر دعوانا أنِ:
"اللّهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة، وفي كلّ ساعة، وليّاً وحافظاً، وقائداً وناصراً، ودليلا وعيناً، حتّى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتّعه فيها طويلا".
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً.
 

علي جلال باقر
10 ربيع الآخر 1426 هـ
ذكرى ميلاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
والد الإمام الحجّة المنتظر المهديّ (عليه السلام)

(٣٩٠)

m-mahdi.com

(٣٩١)

m-mahdi.com

(٣٩٢)

m-mahdi.com

(٣٩٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين حقّ حمده، وصلاته وسلامه على سيّدنا محمّد رسولِه وعبدِه

أمّا بعد:
فهذا أربعون حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن المهديّ صلوات الله عليه..

(٣٩٤)

الحديث الأوّل: [مدّة ملك المهديّ، وتنعّم الأُمّة في زمانه] (33)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال:
"يكون في(34) أُمّتي المهديّ، إن أقصر(35) عمره فسبع سنين، وإلاّ فثمان، وإلاّ فتسع (سنين)(36)، تنعّم(37) أُمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قطّ، البرّ والفاجر، يرسل [الله](38) السماء عليهم مدراراً، ولا تؤخّر(39) الأرض شيئاً من نباتها"(40).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(33) أضفناه لتوحيد النسق.
(34) في " ك " و" ن": "من".
(35) في " ك " و" ع " و" ن": "قصر".
(36) لم ترد في " ك " و" ن".
(37) في " ك " و" ع " و" ن": "تتنعّم".
(38) أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(39) في " ك " و" ع " و" ن": "لا تدّخر".
(40) انظر: سنن ابن ماجة 2 / 1366 ح 4083، مسند أحمد 3 / 21، سنن الترمذي 5 / 439 ذ ح 2232، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 234 إلى قوله: "فتسعاً " وص 223 من قوله: "تنعّم أُمّتي"، مصنّف عبد الرزّاق 11 / 371 - 372 ح 20770، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 184، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8675، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 252 ح 551، الإفراد - للدارقطني - كما في كنز العمّال 14 / 274 ح 38706، عقد الدرر: 238.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 467، العَرف الوردي: 44 ح 47، نامه دانشواران 7 / 8.

(٣٩٥)

الحديث الثاني: في ذِكر المهديّ وأنّه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال:
"تُملأ الأرض ظلماً وجوراً، فيقوم رجل من عترتي فيملأُها قسطاً وعدلا، يملك سبعاً أو تسعاً"(41).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(41) انظر: مسند أحمد 3 / 28 وص 70، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8674، عقد الدرر: 16، فرائد السمطين 2 / 322 ح 573.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 468، العَرف الوردي: 45 ح 48، نامه دانشواران 7 / 9.

(٣٩٦)

الحديث الثالث: [في مدّة ملكه] (42)
(عن أبي سعيد الخدري)(43)، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(44):
"لا تنقضي الساعة(45) حتّى يملك الأرض رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جوراً، ويملك(46) سبع سنين"(47).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(42) أضفناه لتوحيد النسق.
(43) في " ك " و" ن": "وعنه".
(44) في " ك " و" ع " و" ن": "قال النبيّ".
(45) في " ع": "الدنيا".
(46) في " ك " و" ع " و" ن": "يملك".
(47) انظر: مسند أحمد 3 / 17، الإحسان بتريب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6787، مسند أبي يعلى 2 / 367 ح 1128 وص 274 ح 987، المستدرك على الصحيحين 4 / 600 ح 8669، تاريخ أصبهان - لأبي نعيم - 1 / 115، عقد الدرر: 236.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 468، العَرف الوردي: 45 ح 49، نامه دانشواران 7 / 9.

(٣٩٧)

الحديث الرابع: في قوله لفاطمة (عليها السلام): المهديّ من وُلدك
عن(48) عليّ بن الحسين، عن أبيه (عليهم السلام)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة (عليها السلام):
"المهديّ من وُلْدِك"(49).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(48) في " ك " و" ن " زيادة: "عن الزهري".
(49) مقاتل الطالبيّين: 138، تاريخ دمشق 19 / 475 وفيه: "أبشري! المهديّ منكِ"، ذخائر العقبى: 236، وانظر: سنن ابن ماجة 2 / 1368 ح 4086، سنن أبي داود 4 / 104 ح 4284، التاريخ الكبير - للبخاري - 3 / 346 رقم 1171، الفتن - لنعيم ابن حمّاد ـ: 231، المعجم الكبير 23 / 267 ح 566، تاريخ الرقّة: 95 ح 143 و144، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8671 و8672، الملاحم - لابن المنادي ـ: 179 ح 120 و121 عن أُمّ سلمة، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 258 ح 566 وص 261 ح 576 وص 263 ح 582، عقد الدرر: 21، ذخائر العقبى: 236.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 468، العَرف الوردي: 56 ح 84، نامه دانشواران 7 / 9.

(٣٩٨)

الحديث الخامس: قوله (عليه السلام): إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّة
يعني: الحسن والحسين (عليهما السلام) عن عليّ بن عليّ الهلالي(50)، عن أبيه، قال:
"دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتّى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (طرفه إليها)(51)، فقال:
حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟!
فقالت: أخشى الضيعة من بعدك.
فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أنّ الله (عزَّ وجلَّ) اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلكِ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّاه.
يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله (عزَّ وجلَّ) سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين، وأكرم النبيّين على الله (عزَّ وجلَّ)،(52) وأنا أبوك،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(50) في " ك " و" ن": "عن عليّ بن هلال"، وفي " ع": "عن عليّ الهلالي".
وانظر ترجمته في: معرفة الصحابة - لأبي نُعيم - 4 / 1975 رقم 2034، أُسد الغابة 3 / 624 رقم 3790، الإصابة 4 / 573 رقم 5700.
(51) في " ك " و" ن": "إليها رأسه".
(52) في " ك " و" ن " زيادة: "وأحبّ المخلوقين إلى الله (عزَّ وجلَّ)".

(٣٩٩)

 ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك، ومنّا مَن له جناحان (أخضران)(53) يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن [عمّ](54) أبيك وأخو بعلك، ومنّا سبطا هذه الأُمّة، وهما ابناكِ الحسن والحسين، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما والّذي بعثني بالحقّ خير منهما.
[يا فاطمة!](55) والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً(56)، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت(57) السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقّر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان)(58)، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جوراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(53) لم ترد في " ك " و" ن".
(54) أثبتناه من " ك " و" ن"، وهو الصحيح.
(55) أثبتناه من " ك " و" ن"، وهو الأنسب للسياق.
(56) الهَرْج: شدّة القتل وكثرته، والفتنة والاختلاط؛ انظر مادّة " هرج " في: الصحاح 1 / 350، لسان العرب 15 / 69.
المَرْجُ: الفِتْنَةُ المُشكِلةُ، والفساد، وفي الحديث: كيف أنتم إذا مَرِج الدِّين؟! أي: فسَدَ وقَلِقَت أسبابه، والمَرْجُ: الخلط؛ انظر: لسان العرب 13 / 65 مادّة " مرج".
والمراد هنا: كثرة الحروب واشتداد الفتن والاضطراب بين الناس.
(57) في " ك " و" ن": "وانقطعت".
(58) ما بين القوسين لم يرد في " ن".

(٤٠٠)

يا فاطمة! لا تحزني ولا تبكي، فإنّ الله (عزَّ وجلَّ) أرحم بك وأرأفُ عليك منّي، وذلك لمكانك منّي وموقعك من قلبي، قد زوّجك الله زوجَك وهو أعظمهم حسباً(59)، وأكرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعيّة، وأعدلهم بالسويّة، وأبصرهم بالقضيّة، وقد سَألتُ ربّي (عزَّ وجلَّ) أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي.
قال عليٌّ(60): فلمّا قبض النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تبق فاطمة [بعده](61) إلاّ خمسة وسبعين يوماً [حتّى](62) ألحقها الله به (عليهما السلام)"(63).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(59) كان في الأصل: "حسناً"، وهو تصحيف، وما أثبتناه من " ك " و" ن".
(60) هو أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام)؛ ويعضده أنّ في " ك": "عليٌّ (عليه السلام)"، وفي المعجم الكبير: "عليٌّ رضي الله عنه"، وفي المعجم الأوسط: "عليُّ بن أبي طالب".
والظاهر أنّ عليّ بن هلال - الراوي للحديث - أراد التأكيد على أنّ الزهراء (عليها السلام) كانت أوّل أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لحوقاً به، وذلك بإتمام روايته للحديث بحديث عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، يذكر فيه مدّة بقاء الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
وما في " ن": "عليّ بن هلال " فهو غلط واضح؛ فلاحظ!
(61) أثبتناه من " ك " و" ن".
(62) أثبتناه من " ك " و" ن".
(63) المعجم الكبير 3 / 57 - 58 ح 2675، المعجم الأوسط 6 / 409 ح 6540، تاريخ دمشق 42 / 130، عقد الدرر: 151، البيان في أخبار صاحب الزمان: 478، فرائد السمطين 2 / 84 ح 403، مجمع الزوائد 9 / 165.
وأورد أبو نُعيم صدر الحديث لغاية قوله: "وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّاه " في معرفة الصحابة 4 / 1976 ح 4962، وكذا ابن الأثير في أُسد الغابة 3 / 624 رقم 3790، وابن حجر في الإصابة 4 / 573 رقم 5700.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 468 - 469، العرف الوردي: 57 ح 86 ذكر فيه قطعةً منه، من: "والذي بعثني بالحقّ - إلى قوله: - ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً"، نامه دانشواران 7 / 9 - 10.
أقول: اختلف المؤرّخون في مدّة مكث سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما اختلفوا في موضع قبرها (عليها السلام).
فالمشهور أنّها بقيت بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) 75 يوماً، كما في تاريخ الأئمّة - لابن أبي الثلج: 6، تاريخ أهل البيت: 72، الكافي 1 / 520، تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم: 166، مجمع الزوائد 9 / 166 عن الطبراني في المعجمين الكبير والأوسط، الاستيعاب 4 / 1898.
إلاّ أنّ هناك أيضاً من يرجّح القول ببقائها (عليها السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 95 يوماً، كابن جرير الطبري في دلائل الإمامة: 45، والشيخ المفيد في مسارّ الشيعة: 54، والشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد: 554، من أنّها (عليها السلام) توفّيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة للهجرة، ذلك إذا اعتمدنا على أنّ وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في 28 صفر، كما هو المشهور، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيّين: 60 بقوله الثابت في ذلك في ما روي عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) أنّها توفّيت بعده بثلاثة أشهر، أي 90 يوماً، ولا سيّما إذا اعتمدنا على ما روي من أنّ وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في شهر ربيع الأوّل، يوم الاثنين لليلتين خلتا منه، كما في كشف الغمّة 1 / 14.
وانظر في ذلك أيضاً: الطبقات الكبرى - لابن سعد - 8 / 23، الاستيعاب 4 / 1898.
والله العالم.

(٤٠١)

الحديث السادس: في أنّ المهديّ هو الحسيني
عن حذيفة، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكّرنا بما هو كائن، ثمّ قال:
"لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا من وُلدي، اسمه اسمي.
فقام سلمان فقال: يا رسول الله! من أيِّ وُلدك هو؟
قال: مِن وَلَدي هذا؛ وضرب بيده على الحسين (عليه السلام)"(64).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(64) المنار المنيف: 148 ح 339 عن الطبراني، التذكرة - للقرطبي ـ: 615، عقد الدرر: 24 عن " صفة المهديّ " لأبي نعيم، ذخائر العقبى: 236، فرائد السمطين 2 / 325 - 326 ح 575، وانظر: سنن أبي داود 4 / 104 ح 4282، المعجم الكبير 10 / 137 ح 10230، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 576 ح 5923 عن ابن مسعود.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، نامه دانشواران 7 / 11.

(٤٠٢)

الحديث السابع: في القرية التي يخرج منها المهديّ
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يخرج المهديّ من قرية يقال لها: كرعة"(65).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(65) الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 295 رقم 1435 وفيه: "من قرية باليمن يقال لها: كرعة"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 511 عن أبي الشيخ في " عواليه " وأبي نُعيم في " مناقب المهديّ"، الحاوي للفتاوي 2 / 66 عن أبي بكر المقري في " معجمه"، معجم البلدان 4 / 513 رقم 10209 وفيه كما في " الكامل " لابن عديّ.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، العَرف الوردي: 56 ح 83، نامه دانشواران 7 / 11.
هذا، وقد روى أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمّي الرازي في كفاية الأثر: 147 - 151 حديثاً طويلا، بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: "قال عليّ (عليه السلام): كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أُمّ سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه، منهم: سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعبد الرحمن بن عوف؛ فقال سلمان: يا رسول الله! إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً وسبطين، فمن وصيّك وسبطاك؟
فأطرق ساعة ثمّ قال: يا سلمان! إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ، وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأَنا خير الأنبياء، ووصيّي خير الأوصياء، وسبطاي خير الأسباط...
إلى أن قال: فيخرج [يعني: المهديّ] من اليمن، من قرية يقال لها: كرعة، على رأسه عمامة، متدرّع بدرعي، متقلّد بسيفي ذي الفَقار، ومناد ينادي: هذا المهديّ خليفة الله فاتّبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، ذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج".
أقول: لقد استفاضت الأحاديث من الفريقين التي تنصّ على ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة؛ وأمّا ما جاء في الحديث المذكور وفي بعض الأحاديث الأُخرى، كحديث الرايات السود التي تظهر في خراسان، وأنّ فيها المهديّ (عليه السلام)، فمن الممكن حملها على وجوه عديدة:
منها: كلّنا نعلم بأنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) حيٌّ يتردّد بين العباد، يمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم، يتنقّل في جميع أنحاء الأرض، يرعى بلطفه محبّيه ومواليه من حيث يشعرون أو لا يشعرون، ولا يعرفونه حتّى يأذن الله له أن يعرّفهم نفسه؛ لذا لا يستبعد أن يكون ابتداء حركته من هذه الأماكن المذكورة في هذه الروايات، أو من أيّ مكان آخر من دون أيّ تحديد، إلاّ أنّ مبدأه وإعلان أمره - من دون شكّ - سيكون من مكّة المكرّمة.
ومنها: إنّه قد يكون المقصود به اليماني، الذي من الممكن أن يكون مبدأ ظهوره من اليمن، وكذا الأمر بالنسبة للخراساني، الذي من الممكن - هو الآخر - أن يظهر من خراسان.
ولكن كون أحدهما يمانياً أو خراسانياً لا يدلّ - بالضرورة - على ظهورهما من اليمن أو خراسان؛ فتأمّل.

(٤٠٣)

الحديث الثامن: في صفة وجه المهديّ
عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"المهديّ رجل من وُلدي، وجهه كالكوكب الدُّرّي"(66).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(66) كنز العمّال 14 / 264 ح 66 عن الروياني في " مسنده"، عقد الدرر: 18 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ"، ذخائر العقبى: 236، ميزان الاعتدال 6 / 37 رقم 7120، لسان الميزان 5 / 24.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، العَرف الوردي: 55 ح 80، نامه دانشواران 7 / 12.

(٤٠٤)

الحديث التاسع: في صفة لونه وجسمه
عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"المهديّ رجل من وُلدي، لونه لون عربي(67)، وجسمه جسم إسرائيلي(68)، على خدّه الأيمن خال، كأنّه كوكب دُرّيّ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً، يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجوّ(69)"(70).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(67) اللون العربي: أي حنطي أو أبيض، وقد ورد في صفة الإمام المهديّ (عليه السلام) أنّ لونه لون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أبيض مشرب بحمرة.
انظر: مسند أحمد 1 / 116، فتح الباري 13 / 264، كنز العمّال 7 / 161 ح 18524 وص 173 ح 18561، شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
(68) جسم إسرائيلي: أي طويل مملوء كأبناء يعقوب (عليه السلام) المعروفين بالأجسام المملوءة؛ انظر: شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
(69) وهذه كناية عن شمول عدله وخيره جميع المخلوقات.
(70) انظر: جواهر العقدين: 307 عن الروياني في " مسنده"، عقد الدرر: 34 عن الطبراني في " معجمه"، فردوس الأخبار 2 / 359 ح 6940، البيان في أخبار صاحب الزمان: 501.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، العَرف الوردي: 55 ح 81، نامه دانشواران 7 / 12.

(٤٠٥)

الحديث العاشر: في صفة جبينه
عن أبي سعيد الخدري، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"المهديّ منّا، أجلى الجبين(71)، أقنى الأنف(72)"(73).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(71) أجلى الجبين: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته.
انظر مادّة " جلا " في: النهاية في غريب الحديث 1 / 290، لسان العرب 2 / 344.
(72) أقنى الأنف: القنا في الأنف: طوله ودقّة ورقّة أرنبته مع حدب في وسطه.
انظر مادّة " قنا " في: النهاية في غريب الحديث والأثر 4 / 116، لسان العرب 11 / 330.
(73) انظر: سنن أبي داود 4 / 105 ح 2485، مصنّف عبد الرزّاق 11 / 372 ح 20773، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 225، مصابيح السُنّة 3 / 492 ح 4212.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469، العَرف الوردي: 27 ح 4، نامه دانشواران 7 / 12.

(٤٠٦)

الحديث الحادي عشر: في صفة أنفه
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال:
"المهديّ منّا أهل البيت، رجل من أُمّتي، أشمّ الأنف(74)، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً"(75).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(74) أشمّ الأنف: الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا؛ ورجل أشمّ الأنف: أي طويل الرأس بيّن الشمم فيها.
انظر: لسان العرب 7 / 206 مادّة " شمم".
(75) انظر: المستدرك على الصحيحين 4 / 600 ح 8670، ونحوه في مسند أحمد 3 / 17، عقدالدرر: 33، البيان في أخبار صاحب الزمان: 500.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 469 - 470، العَرف الوردي: 27 ح 5، نامه دانشواران 7 / 12.

(٤٠٧)

الحديث الثاني عشر: في خاله على خدّه الأيمن
عن أبي أُمامة الباهلي(76)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"بينكم وبين الروم أربع هدن، يوم الرابعة على يد(77) رجل من آل هرقل، تدوم سبع سنين.
فقال له رجل من عبد القيس، يقال له: المستورد بن نحلان(78): يا رسول الله! مَن إمام الناس يومئذ؟
قال: المهديّ من وُلدي، ابن أربعين سنة، كأنّ وجهه كوكب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(76) هو: أبو أُمامة صُدّى بن عجلان بن الحارث، وقيل: عجلان بن عمرو بن وهب، الباهلي السهمي، سكن مصر، ثمّ انتقل منها فسكن حمص من الشام، وكان من المكثرين في الرواية.
توفّي في حمص سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة ستّ وثمانين، وله إحدى وتسعون سنة، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول بعضهم.
انظر: معرفة الصحابة 3 / 1526 رقم 1489، الاستيعاب 4 / 1602 رقم 2853، أُسد الغابة 2 / 398 رقم 2495 وج 5 / 16 رقم 5688، الإصابة 3 / 420 رقم 4063.
(77) في " ع": "يدَي".
(78) كذا في الأصل، وفي " ك " و" ن": "غيلان"، ولم يرد اسم الرجل في " ع".
وقد اختُلِف في اسم أبيه اختلافاً كبيراً مردّه إعجام الحروف وتشابه رسم الكلمة، ففي المعجم الكبير: "خيلان"، وفى مسند الشاميّين وأُسد الغابة: "جيلان"، وفي الإصابة: "حيلان"، وفي البيان في أخبار صاحب الزمان: "غيلان " نقلا عن الطبراني.

(٤٠٨)

دُرّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانيّتان(79)، كأنّه من رجال بني إسرائيل، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك"(80).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(79) القطوانيّتان؛ تثنية القطوانيّة: وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل؛ نسبة إلى قَطَوان - محرّكة ـ؛ وهي موضع بالكوفة تنسب لها الأكسية القطوانيّة. انظر: تاج العروس 2 / 89 مادّة " قطا".
(80) المعجم الكبير 8 / 101 ح 7495، مسند الشاميّين 2 / 410 ح 1600، وأخرجه أبو موسى المديني في " معجمه " كما في أُسد الغابة 4 / 378، عقد الدرر: 36، الإصابة 6 / 89 - 90 رقم 7933، البيان في أخبار صاحب الزمان: 514، فرائد السمطين 2 / 314 ح 565، مجمع الزوائد 7 / 318، كنز العمّال 14 / 286 ح 38680.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 470، العَرف الوردي: 54 ح 78، نامه دانشواران 7 / 12.

(٤٠٩)

الحديث الثالث عشر: قوله (عليه السلام): المهديّ أفرق الثنايا
(عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)(81)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا(82)، أجلى(83) الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضاً"(84).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(81) في " ك " و" ن": "عن عبد الرحمن بن عوف".
(82) يعني انفراجها وتباعدها عن بعضها؛ انظر: لسان العرب 10 / 245 مادّة " فرق".
(83) في " ع": "أعلى".
(84) الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 423، عقد الدرر: 16 و34 و170 عن أبي نُعيم في " عواليه " وفي " صفة المهديّ"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 515، فرائد السمطين 2 / 331 ح 580 - 582، المنار المنيف: 146 - 147.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 470، العَرف الوردي: 45 ح 51، نامه دانشواران 7 / 13.

(٤١٠)

الحديث الرابع عشر: في ذِكر المهديّ وهو إمام صالح
عن أبي أُمامة، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر الدجّال، وقال:
"فتنفي المدينة الخبيث(85) كما ينفي الكِير(86) خبيث(87) الحديد، ويدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص.
فقالت أُمّ شريك(88): فأين العرب يا رسول الله يومئذ(89)؟!
قال: هم يومئذ قليل، وجلّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهديّ، رجل صالح(90)"(91).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(85) في " ك " و" ع " و" ن": "الخبث".
(86) الكِير: الزِّقّ الذي يَنْفُخ فيه الحدّاد، والجمع أكيارٌ وكِيرة؛ انظر: لسان العرب 12 / 200 مادّة " كير".
(87) في " ك " و" ع " و" ن": "خبث".
(88) أُمُّ شريك: هي غزيّة - وقيل: غُزَيلة - بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، القرشية العامرية، كانت عند أبي العَكَرِ بن سُمَى بن الحارث الأزدي الدوسي، فولدت له شريكاً، وكانت قد أسلمت بمكّة.
قيل: إنّها التي وهبت نفسها للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتزوّجها ولم يدخل بها؛ لأنّه كره غيرة نساء الأنصار.
انظر: معرفة الصحابة 6 / 3517 رقم 4111، الاستيعاب 4 / 1942 رقم 4169، أُسد الغابة 6 / 352 رقم 7489، الإصابة 8 / 238 رقم 12099.
(89) في " ك " و" ن": "فأين العرب يومئذ يا رسول الله؟!".
(90) في " ع " زيادة نصّها: "فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمّ يقول له: تقدّم فصلِّ، فإنّها لك أُقيمت؛ فيصلّي بهم إمامهم".
(91) انظر: سنن ابن ماجة 2 / 1361 ح 4077، سنن أبي داود 4 / 115 ح 4322، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 343، مسند الروياني 2 / 199 ح 1239، عقد الدرر: 16.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 470، العَرف الوردي: 51 ح 70، نامه دانشواران 7 / 13.

(٤١١)

الحديث الخامس عشر: في ذِكر المهديّ، وأنّ الله يبعثه غياثاً للناس
عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
"يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً"(92).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(92) المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8673، وانظر: مسند أحمد 3 / 21 - 22، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 223، عقد الدرر: 155 و167، فرائد السمطين 2 / 316 ح 566 - 569.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 470، العَرف الوردي: 45 ح 50، نامه دانشواران 7 / 13.

(٤١٢)

الحديث السادس عشر: في قوله (عليه السلام): على رأسه عمامة (93)
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يخرج المهديّ وعلى رأسه عمامة(94)، فيها مناد ينادي: هذا المهديّ خليفة الله فاتّبعوه"(95).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(93) في " ك": "غمامة".
وراجع ما كتبناه في هامش الحديث السابع، ص 58 - 59.
(94) في " ك": "غمامة".
وراجع ما كتبناه في هامش الحديث السابع، ص 58 - 59.
(95) الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 296، عقد الدرر: 135 عن أبي نُعيم في " مناقب المهديّ".
وراجع: كشف الغمّة 2 / 470، العَرف الوردي: 38 ح 30، نامه دانشواران 7 / 14.

(٤١٣)

الحديث السابع عشر: في قوله (عليه السلام): على رأسه مَلَك
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يخرج المهديّ وعلى رأسه مَلَك ينادي: (إنّ)(96) هذا المهديّ فاتّبعوه"(97).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(96) لم ترد في " ك " و" ن".
(97) مسند الشاميّين 2 / 71 - 72 ح 937، تلخيص المتشابه 1 / 417، البيان في أخبار صاحب الزمان: 512، فرائد السمطين 2 / 316 باب 16.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 38 ح 31، نامه دانشواران 7 / 14.

(٤١٤)

الحديث الثامن عشر: في بشارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّته بالمهديّ
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"أُبشّركم بالمهديّ(98)، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت (جوراً وظلماً)(99)، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً.
فقال له رجل: وما صحاحاً؟
قال: السويّة بين الناس"(100).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(98) في " ع " زيادة: "رجل من قريش، من عترتي".
(99) في " ك " و" ن": "ظلماً وجوراً".
(100) انظر: مسند أحمد 3 / 37 و52، الملاحم - لابن المنادي ـ: 183 - 184 ح 128، مجمع الزوائد 7 / 313 وقال: "قلت: رواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات"، كنز العمّال 14 / 261 - 262 ح 38653 عن أحمد والباوردي في " المعرفة"، عقد الدرر: 164، البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، فرائد السمطين 2 / 310 ح 561، ميزان الاعتدال 5 / 120 رقم 5725.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 29 ح 8، نامه دانشواران 7 / 14.
وكان في " ع " زيادة بعد كلمة " الناس"، نصّها:
"ويملأ قلوب أُمّة محمّد غنىً، ويسعهم عدله حتّى إنّه يأمر منادياً فينادي: مَن له حاجة إليّ؟ فما يأتيه أحد إلاّ رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول: ائت السادن حتّى يعطيك؛ فيأتيه، فيقول: أنا رسول المهديّ إليك لتعطيني مالا؛ فيقول: احث! فيحثي، ولا يستطيع أن يحمله، فليقي حتّى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله، فيخرج به، فيندم، فيقول: أنا كنت أجشع أُمّة محمّد نفساً، كلّهم دُعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيردّه عليه؛ فيقول: إنّا لا نقبل شيئاً أعطيناه.
فيلبث في ذلك ستّاً أو سبعاً أو ثمانياً أو تسع سنين، ولا خير في الحياة بعده".

(٤١٥)

الحديث التاسع عشر: في اسم المهديّ
عن عبد الله بن عمر، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(101).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(101) أخرجه الحافظ أبو نُعيم في " صفة المهديّ " كما في عقد الدرر: 29 - 30، وأخرجه - عن ابن مسعود بهذا اللفظ - الطبراني في المعجم الكبير 10 / 133 ح 10214، وأبو داود والترمذي كما في مطالب السؤول: 313، وابن حبّان في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6785، والبزّار في مسنده 5 / 225 - 226 ح 1832، والشاشي في مسنده 2 / 110 - 111 ح 635، والداني في الفتن: 258 ح 564، وانظر: البيان في أخبار صاحب الزمان: 480 - 481.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، نامه دانشواران 7 / 14.

(٤١٦)

الحديث العشرون: في كنيته
عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يكنّى أبا عبد الله"(102).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(102) عقد الدرر: 31 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 510.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 46 ح 52، نامه دانشواران 7 / 14.

(٤١٧)

الحديث الحادي والعشرون: في ذِكر اسم أبيه
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، (يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً)(103)"(104).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(103) في " ع": "فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً".
(104) عقد الدرر: 29 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ"، وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 193، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10213، مسند الشاشي 2 / 110 ح 634، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 227، المستدرك على الصحيحين 4 / 489 ذ ح 8364.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 31 ح 11، نامه دانشواران 7 / 15.
أقول: وقد تناول الأُستاذُ السيّد ثامر العميدي بحثَ الأحاديث التي وردت فيها عبارة " واسم أبيه اسم أبي"، في مقالة له نشرتها مجلّة "تراثنا" الغرّاء في العددين الثالث والرابع من السنة الحادية عشرة / رجب - ذو الحجّة 1416 هـ، تحت عنوان " تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهديّ (عليه السلام) بكتب الفريقين".
ونظراً لأهمّيّة هذه المقالة، فإنّا نورد فقرات منها، خدمةً للقرّاء الأعزّاء والباحثين عن حقيقة نسب الإمام المهديّ (عليه السلام).
يقول الأُستاذ العميدي: "إنّ تشخيص اسم والد الإمام المهديّ (عليه السلام) في كتب الحديث يعدُّ من موارد الاختلاف المهمّة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا البحث، خصوصاً وأنّ منكري الاعتقاد بصحّة أحاديث المهديّ قد تذرّعوا في إنكارهم بأنّ الأحاديث الواردة في هذا الحقل لم تتّفق على اسم معيّن، بل وحتّى ←

(٤١٨)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

→ القائلين بتواتر أحاديث المهديّ من علماء الإسلام لم تتّفق كلمتهم على اسم المهديّ الكامل تبعاً لاختلاف الموارد في بيان اسم أبيه.
فبعضها يقول: إنّ اسم والد المهديّ (عبد الله) كاسم والد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لحديث (اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)، وهو ما سيأتي مفصّلا.
وبعضها ينفي ذلك ويقول: إنّ اسم والده هو (الحسن)، وبالتحديد الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي (عليهما السلام)، وقد تبنّى هذا القول الشيعة الإمامية الاثنا عشرية برمّتهم، ووافقهم عليه جملة من علماء أهل السُنّة أيضاً كما ستأتي الإشارة إليه في محلّه".
ويضيف الأُستاذ العميدي قائلا: "هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبي المهديّ، ألا وهو (عبد الله) كاسم أبي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). ونودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأُمور وهي:...
إلى أن قال: وبعد بيان هذه الأُمور نستعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي:
الحديث الأوّل: (لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
وأهمّ من أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة، والطبراني، والحاكم؛ كلّهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما أخرجه من الشيعة المجلسيُّ الثاني في (بحار الأنوار)، عن الأربلّي، ونقله الأخير عن كتاب (الأربعين) لأبي نُعيم الأصبهاني.
الحديث الثاني: (لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني، وكذلك الخطيب البغدادي، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود بسنده عن ابن مسعود أيضاً، ولم يخرجه الشيعة.
الحديث الثالث: (المهديّ يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).
وأهمّ من أخرجه من أهل السُنّة: الخطيب البغدادي، وابن حجر، وقد أخرجاه ←

(٤١٩)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من طريق عاصم - أيضاً - بسنده عن ابن مسعود.
وأخرجه من الشيعة ابن طاووس، نقلا عن ابن حمّاد.
هذا، وقد وقع في سند الخطيب لهذا الحديث: أبو نُعيم، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن حمّاد، فهؤلاء كلّهم من رواته.
وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن، ومن أخرجها من العلماء - كما تقدّم - أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الّذين أوردوها عنهم، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.
إنّ ممّا يلحظ على الأحاديث المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحدِّثين، مع تصريحهم بأنّ الأكثر والأغلب على رواية: (واسمه اسمي) فقط، من غير زيادة (واسم أبيه اسم أبي).
فالحديث الأوّل مثلا، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة.
كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً، وقال: (وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأُمّ سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح).
أمّا الطبراني، فقد أخرج الحديث الأوّل بأكثر من عشرة طرق من غير هذه الزيادة، وذلك في الأحاديث التي تحمل الأرقام التالية: 10214 و10215 و10217 و10218 و10219 و10220 و10221 و10223 و10225 و10226 و10227 و10229 و10230، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحدِّثين.
وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح مَن أورد الحديث الأوّل بعدم وجود (واسم أبيه اسم أبي) في أكثر كتب الحفّاظ، قال المقدسي الشافعي بعد أن أورد الحديث عن أبي داود: (أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلّهم هكذا) يريد: (اسمه اسمي) فقط بدون زيادة (واسم أبيه اسم أبي).
ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من ←

(٤٢٠)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

→ طريق عاصم بن أبي النجود، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها، ولا يُتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّيّتها في النقض على ما يدّعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّ (عليه السلام).
ومن هنا يتبيّن أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة عن عاصم؛ ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّد بن عبد الله بن الحسن، أو ابن المنصور الخليفة العبّاسي.
وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّةً، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق، وهو حديث: (إنّ المهديّ اسمه محمّد بن عبد الله، في لسانه رتّةٌ)!
هذا، وقد ردّ زيادةَ (واسم أبيه اسم أبي) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُنّة، منهم الآبري (ت 363 هـ) على ما في (البيان) للكنجي الشافعي؛ إذ روى الكنجي عن كتاب أبي الحسن الآبري المسمّى بـ (مناقب الشافعي)، فقال: (ذَكَرَ هذا الحديث، وقال فيه: وزاد زائدة في روايته: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلا منّي - أو: من أهل بيتي ـ، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قِسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً).
ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نُعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم، والتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ: (واسمه اسمي) فقط، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ: (واسم أبيه اسم أبي)، في ما صرّح به الكنجي الشافعي في كتابه (البيان)".
ويقول أيضاً: "وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام؛ إلاّ أنّه استنكرها بقوله: (وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية، والقول الفصل في ذلك: إنّ الإمام أحمد - مع ضبطه وإتقانه - روى هذا الحديث في مسنده [في] عدّة مواضع: واسمه اسمي).

ومن هنا يتّضح: أنّ حديث: (واسم أبيه اسم أبي) لا يصحّ في حسابات فنّ الدراية أن يكون متعارضاً مع أحاديث كون اسم والد المهديّ هو الحسن (عليه السلام)، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين، مع موافقته لحديث: (واسمه اسمي) المرويّ عن عليّ (عليه السلام)، وابن مسعود، وأبي سعيد، وحذيفة، وسلمان، وأبي هريرة، وابن عمر، وأُمّ سلمة، وغيرهم.
هذا، زيادة على إطباق كلمة أهل البيت (عليهم السلام) من لدن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) على ذلك، مضافاً إلى تأييد مئة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الإمام الحسن العسكري، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم، ورتّبناهم بحسب القرون، ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجري.
وهذا ما يجعل حديث: (واسم أبيه اسم أبي) على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر، ممّا يجب طرحه أو تأويله، وسيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسين (عليهما السلام) ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّ (عليه السلام)".
انتهى ما نقلناه عن مجلّة " تراثنا".

(٤٢١)

الحديث الثاني والعشرون: في ذِكر عدله
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لتُملأنّ الأرضُ ظلماً وعدواناً، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتّى يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً(105) وعدواناً"(106).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(105) في " ك " و" ن": "جوراً".
(106) كنز العمّال 14 / 266 ح 38670 عن الحارث بن أُسامة في " مسنده"، حلية الأولياء 3 / 101، عقد الدرر: 19، وانظر: المعجم الأوسط 8 / 217 ح 8325، مسند البزّار 8 / 257 - 258 ح 3323، تاريخ أصبهان 2 / 134 عن قرّة.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 46 ح 53، نامه دانشواران 7 / 15.

(٤٢٢)

الحديث الثالث والعشرون: في خلقه
عن(107) عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يملأُها قسطاً وعدلا(108)"(109).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(107) في " ك " و" ن " هنا زيادة: "عن زرّ".
وزرّ هو: زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي، من أسد بن خزيمة، يكنّى أبا مريم، وقيل: أبا مطرف، كان فاضلا عالماً بالقرآن، توفّي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مئة سنة وعشرين سنة.
انظر: حلية الأولياء 4 / 181 رقم 274، أُسد الغابة 2 / 101 رقم 1735، الإصابة 2 / 633 رقم 2973.
(108) في " ع " زيادة: "كما ملئت ظلماً وجوراً".
(109) المعجم الكبير 10 / 136 - 137 ح 10229، مسند البزّار 5 / 207 ح 1808، التاريخ الكبير - للبخاري - 6 / 227 رقم 2245، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6876، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 255 ح 557، عقد الدرر: 31، كنز العمّال 14 / 273 ح 38702.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العرف الوردي: 46 ح 54، نامه دانشواران 7 / 15.

(٤٢٣)

الحديث الرابع والعشرون: في عطائه
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يكون عند(110) انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له: المهديّ، يكون عطاؤه هنيئاً"(111).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(110) في " ك " و" ن": "عن".
(111) انظر: مسند أحمد 3 / 80، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 185، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 224، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 235 - 236 ح 510، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 514، تاريخ بغداد 10 / 48 رقم 5178، عقد الدرر: 63، البيان في أخبار صاحب الزمان: 506، البداية والنهاية 6 / 184.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 46 ح 55، نامه دانشواران 7 / 15.

(٤٢٤)

الحديث الخامس والعشرون: في ذِكر المهديّ وعمله بسُنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يخرج رجل من أهل بيتي، ويعمل بسُنّتي، وينزل الله له البركة(112) من السماء، وتخرج له الأرض بركتها(113)، (ويملأُها عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً)(114)، ويعمل على هذه الأُمّة سبع سنين، وينزل بيت المقدس"(115).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(112) في " ع": "القطر".
(113) في " ك " و" ن": "بركاتها".
(114) في " ك " و" ن": "وتُملأ به الأرض عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً"، وفي " ع": "تُملأ الأرض منه قسطاً وعدلا".
(115) انظر: المعجم الأوسط 1 / 421 ح 1079، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 263 ح 585، عقد الدرر: 20 وقال: "أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه، وأخرجه الحافظ أبو نُعيم في صفة المهديّ"، مجمع الزوائد 7 / 317 وقال: "قلت: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار"، المنار المنيف: 151 ح 343.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 43 ح 41، نامه دانشواران 7 / 15.

(٤٢٥)

الحديث السادس والعشرون: في مجيئه وراياته
عن ثوبان(116)، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حَبْواً(117) على الثلج، فإنّ فيها خليفة الله المهديّ(118)"(119).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(116) هو: ثوبان بن بُجدد - وقيل: ابن جحدر ـ، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يكنّى أبا عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، والأوّل أصحّ، وهو من حِمير من اليمن، وقيل: هو من السراة، موضع بين مكّة واليمن، وقيل: هو من سعد العشيرة من مذحج، أصابه سباء فاشتراه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعتقه.
ثبت على ولاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يزل معه سفراً وحضراً إلى أن توفّي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج إلى الشام فنزل مدينة حمص، وتوفّي بها سنة 54 هـ.
انظر: المعجم الكبير 2 / 91 رقم 172، معرفة الصحابة - لأبي نعيم - 1 / 501 رقم 422، أُسد الغابة 1 / 296 رقم 624.
(117) حَبا حُبُوَّاً: مشى على يديه وبطنه، وحَبَا الصَّبِيُّ حَبْواً: مشى على اسْتِه وأشرف بصدره؛ انظر: لسان العرب 3 / 36 مادّة " حبا".
(118) أقول: لعلّ المراد من " فيها خليفة الله المهديّ " أنّ فيها دعوته وأنصاره، وقد أوضحنا في هامش الحديث السابع بأنّ مبدأ خروج الإمام المهديّ (عليه السلام) يكون من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة؛ فراجع!
(119) مسند أحمد 5 / 277، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 188، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531، الملاحم - لابن المنادي ـ: 194 ح 138، البدء والتاريخ 1 / 188، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 516، عقد الدرر: 125.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 47 ح 56، نامه دانشواران 7 / 16.

(٤٢٦)

الحديث السابع والعشرون: في مجيئه من قبل المشرق
عن عبد الله(120)، قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، قالوا(121): ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟! فقال:
"إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيَسألون الحقَّ فلا يُعطونه، فيقاتلون فينصرون فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي، فيملأُها قسطاً كما مَلأَُوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج(122)"(123).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(120) في " ك " و" ن": "عن عبد الله بن عمر"، وفي " ع": "عن ابن مسعود".
(121) في " ك " و" ن": "فقالوا: يا رسول الله"، وفي " ع": "فقلت".
(122) في " ع " زيادة: "فإنّه المهديّ".
(123) سنن ابن ماجة 2 / 1366 ح 4082، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 697 ح 74، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 188، مسند البزّار 4 / 354 - 355 ح 1556 و1557 وص 310 ح 1491، مسند الشاشي 1 / 347 ح 329، مسند أبي يعلى 9 / 17 ح 5084 نحوه مختصراً، الكنى والأسماء 2 / 26 مختصراً، الملاحم - لابن المنادي ـ: 193 ح 136، العلل الواردة في الأحاديث النبويّة - للدارقطني - 5 / 184 السؤال رقم 808، المستدرك على الصحيحين 4 / 511 ح 8434، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 251 ح 547 عن عبد الله بن مسعود، عقد الدرر: 124 عن عبد الله بن مسعود، البيان في أخبار صاحب الزمان: 491، ذخائر العقبى: 17، ميزان الاعتدال 2 / 92 رقم 4300.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 34 ح 21، نامه دانشواران 7 / 16.

(٤٢٧)

الحديث الثامن والعشرون: في مجيئه وعود الإسلام به عزيزاً
عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [يقول](124):
"ويح هذه الأُمّة من ملوك جبابرة(125)، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين(126)، إلاّ مَنْ أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه (ويفرّ منهم)(127) بقلبه، فإذا أراد الله (عزَّ وجلَّ) أن يعيد الإسلام عزيزاً قصم كلّ جبار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أُمّةً بعد فسادها.
فقال (عليه السلام)(128): يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، ولا يخلف وعده، وهو سريع الحساب"(129).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(124) أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(125) في الأصل: "الجبابرة"، ولعلّه تصحيف، وما أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(126) في الأصل: "المطيعون"، وهو تصحيف، وما أثبتناه هو الصحيح، كما في " ك " و" ع " و" ن".
(127) في " ع": "ويقوّمهم".
(128) لم ترد في " ع".
(129) عقد الدرر: 62 - 63 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ".
وراجع: كشف الغمّة 2 / 472 - 473، العَرف الوردي: 47 ح 57، نامه دانشواران 7 / 17.

(٤٢٨)

الحديث التاسع والعشرون: في تنعّم الأُمّة في زمن المهديّ (عليه السلام)
عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال:
"(130)يتنعّم(131) أُمّتي في زمان(132) المهديّ نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ، يرسل [الله](133) السماء عليهم مدراراً، ولا تدع(134) الأرض شيئاً من نباتها (إلاّ أخرجته)(135)"(136).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(130) في " ع " زيادة: "يكون في أُمّتي المهديّ، إن قصر عمره فسبع سنين، وإلاّ فثمان، وإلاّ فتسع سنين".
(131) في " ك " و" ع " و" ن": "تتنعّم"، وفي بعض المصادر: "تنعم".
(132) في " ك " و" ن": "زمن"، وفي " ع": "زمانه".
(133) أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(134) في " ع": "ولا تدّخر".
(135) ما بين القوسين لم يرد في " ع".
(136) الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 223، عقد الدر: 144 - 145 عن الطبراني في " معجمه " وأبي نعيم في " صفة المهديّ"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 519.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 44 ح 47، نامه دانشواران 7 / 17.

(٤٢٩)

الحديث الثلاثون: في ذِكر المهديّ وهو سيّد من سادات الجنّة
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"نحن سبعة(137) بنو(138) عبد المطّلب سادات(139) أهل الجنّة، (أنا، وأخي عليّ، وعمّي حمزة، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهديّ)(140)"(141).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(137) لم ترد في " ك " و" ن".
(138) في " ع": "وُلد".
(139) في " ع": "سادة".
(140) في " ع": "أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهديّ".
(141) الفتن - لابن كثير ـ: 27 عن البخاري في " التاريخ"، سنن ابن ماجة 2 / 1368 ح 4087، عقد الدرر: 144 عن الطبراني في " معجمه"، المستدرك على الصحيحين 3 / 233 ح 4940، تاريخ أصبهان - لأبي نعيم - 2 / 95 رقم 1196، تاريخ بغداد 9 / 434 رقم 5050، تلخيص المتشابه 1 / 197، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) - لابن المغازلي ـ: 95 ح 71، فردوس الأخبار 1 / 47 ح 145، البيان في أخبار صاحب الزمان: 488، فرائد السمطين 2 / 32 ح 370.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 28 ح 7، نامه دانشواران 7 / 17 - 18.

(٤٣٠)

الحديث الحادي والثلاثون: في مُلكه
عن أبي هريرة، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة، لملك فيها رجل من أهل بيتي"(142).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(142) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 576 ح 5922، الملاحم - لابن المنادي ـ: 183، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10216 عن ابن مسعود، عقد الدرر: 18، وانظر: سنن الترمذي 4 / 438 ذ ح 2231 نحوه.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 48 ح 58، نامه دانشواران 7 / 18.

(٤٣١)

الحديث الثاني والثلاثون: في خلافته
عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، (143)لا يصير إلى واحد منهم، ثمّ تجيء(144) الرايات السود(145)، فيقتلونهم(146) قتلا لم يقتله قوم، ثمّ يجيء خليفة الله المهديّ، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه(147)، فإنّه خليفة الله المهديّ"(148).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(143) في " ك " و" ن " زيادة: "ثمّ".
(144) في " ع": "تطلع".
(145) في " ع " زيادة: "من قِبل المشرق".
(146) في " ع": "فيقتلونكم".
(147) في " ع " زيادة: "ولو حبواً على الثلج".
(148) سنن ابن ماجة 2 / 1367 ح 4084، مسند الروياني 1 / 251 ح 637، المستدرك على الصحيحين 4 / 510 ح 8432، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 515، الملاحم - لابن المنادي ـ: 194 نحوه، السنن الواردة في الفتن - للداني ـ: 252 ح 549، عقد الدرر: 58، البيان في أخبار صاحب الزمان: 489.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 35 ح 22، نامه دانشواران 7 / 18.

(٤٣٢)

الحديث الثالث والثلاثون: في قوله (عليه السلام): إذا سمعتم بالمهديّ فأتوه فبايعوه
عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأنّ قلوبهم زبر الحديد(149)، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم(150) ولو حَبْواً على الثلج"(151).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(149) زبر الحديد: القطعة الضخمة منه، والجمع زُبَرٌ، قال الله تعالى: (آتوني زُبَرَ الحديد)، وزُبُرٌ - بالرفع أيضاً ـ، قال الله تعالى: (فتقطّعوا أمرهم بينهم زُبُراً)، أي: قطعاً؛ انظر: لسان العرب 6 / 12 مادّة " زبر".
(150) في " ع": "فليبايعهم".
(151) الحاوي للفتاوي 2 / 64 عن الحسن بن سفيان في " مسنده"، عقد الدرر: 129 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ"، وانظر: مسند أحمد 5 / 277، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 188، الملاحم - لابن المنادي ـ: 194، البدء والتاريخ 1 / 188، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 516.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 48 ح 59، نامه دانشواران 7 / 18.

(٤٣٣)

الحديث الرابع والثلاثون: في ذِكر المهديّ وبه يؤلِّف الله بين قلوب العباد
عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:
"قلت: [يا رسول الله! أَمِنّا آل محمّد المهديُّ أم من غيرنا؟ فقال](152) (رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم))(153):
لا، بل منّا، يختم الله به الدين كما فتح بنا، وبنا يُنقذون من الفتنة(154) كما أُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلِّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً(155) كما ألّف بينهم(156) بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم"(157).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(152) ما بين القوسين المعقوفتين أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(153) لم يرد في " ع".
(154) في " ك " و" ن": "الفتن".
(155) لم ترد في " ع".
(156) في " ع": "بين قلوبهم".
(157) المعجم الأوسط 1 / 97 - 98 ح 157، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 229 عن ابن أبي حاتم في " العوالي"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 507 عن أبي نُعيم في " الحلية"، كنز العمّال 14 / 598 - 599 ح 39682 عن الخطيب في " التلخيص"، عقد الدرر: 142 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ".
وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العرف الوردي: 40 ح 34، نامه دانشواران 7 / 19.

(٤٣٤)

الحديث الخامس والثلاثون: في قوله (عليه السلام): لا خير في العيش بعد المهديّ
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة، لطوّل الله تلك الليلة حتّى يظهر(158) رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي(159)، يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، ويقسم المال بالسويّة، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأُمّة، فيمكث(160) سبعاً أو تسعاً، ثمّ(161) لا خير في العيش(162) بعد المهديّ"(163).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(158) في " ك " و" ع " و" ن": "يملك".
(159) راجع بشأن هذه العبارة ما تقدّم في الحديث الحادي والعشرين، الهامش رقم 2.
(160) في " ك " و" ن": "فيملك".
(161) لم ترد في " ك " و" ن".
(162) في " ك " و" ع " و" ن": "عيش الحياة".
(163) انظر: المعجم الكبير 10 / 135 ح 1022، المعجم الأوسط 2 / 48 ح 1255، مسند الشاشي 2 / 109 ح 632 إلى قوله: "وجوراً"، عقد الدرر: 169.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474، العَرف الوردي: 48 ح 60، نامه دانشواران 7 / 19.

(٤٣٥)

الحديث السادس والثلاثون: في ذِكر المهديّ وبيده تفتح القسطنطينية (164)
عن أبي هريرة، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال:
"لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يفتح القسطنطينية(165)، وجبل الديلم(166)، ولو لم يبق (من

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(164) في " ك " و" ن": قسطنطنية، والصحيح ما في المتن من الأصل و" ع".
والقُسْطَنْطِينِيّة - ويقال لها أيضاً: قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة ـ: قال ابن خُرْداذبه: كانت رومية دار ملك الروم، وكان بها منهم تسعة عشر ملكاً، نزل بعمورية منهم ملكان، وعمورية دون الخليج وبينها وبين القسطنطينية ستّون ميلا، وملك بعدهما ملكان آخران برومية، ثمّ ملك أيضاً برومية قسطنطين الأكبر، ثمّ انتقل إلى بِزَنْطية، وبنا عليها سوراً وسمّاها قسطنطينية، وهي دار ملكهم إلى اليوم واسمها إصطنبول، وهي دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، عَمّرها ملك من ملوك الروم يقال له: قسطنطين فسمّيت باسمه، ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين ممّا يلي الشرق والشمال، وجانباها الغربي والجنوبي في البرّ، وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعاً، وسمك الفصيل ممّا يلي البحر خمسة، بينها وبين البحر فُرْجة نحو خمسين ذراعاً، وذكر أنّ له أبواباً كثيرة نحو مئة باب، منها باب الذهب، وهو حديد مموّه بالذهب.
انظر: معجم البلدان 4 / 395 رقم 9613.
(165) في " ك " و" ن": قسطنطنية، والصحيح ما في المتن من الأصل و" ع".
(166) الدَّيْلَمُ: جيلٌ من الناس سُمّوا بأرضهم، وليس باسم لأب لهم، قيل: هم الترك، وهم بنو الديلم بن باسل بن ضبّة بن أُدّ طابخة بن إلياس بن مُضر، وضعهم بعض ملوك العجم في جبال قرب جيلان فربلوا بها، وقال المنجّمون: الديلم في الإقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة، وعرضها ستّ وثلاثون درجة وعشر دقائق؛ وتقع جنوب بحر الخزر.
انظر: معجم البلدان 2 / 614 رقم 5179، لسان العرب 4 / 395 مادّة " دلم"، مراصد الاطّلاع 2 / 581، تاج العروس 16 / 245 مادّة " دلم"، عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات - بهامش " حياة الحيوان " للدميري - 1 / 225.

(٤٣٦)

الدنيا)(167) إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يفتحها"(168).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(167) ما بين القوسين لم يرد في " ك " و" ع " و" ن".
(168) انظر: سنن ابن ماجة 2 / 928 - 929 ح 2779، فردوس الأخبار 2 / 202 ح 5168، عقد الدرر: 216 وقال: "أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في البعث والنشور، والحافظ أبو نُعيم الأصبهاني"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 516، فرائد السمطين 2 / 318 ح 570، المنار المنيف: 147 ح 336.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474، العَرف الوردي: 48 ح 61، نامه دانشواران 7 / 19.

(٤٣٧)

الحديث السابع والثلاثون: في ذِكر المهديّ وهو يجيء بعد ملوك جبابرة
عن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جدّه(169)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
"سيكون بعدي خلفاء، [ومن بعد الخلفاء](170) أُمراء، وبعد(171) الأُمراء ملوك (جبابرة)(172)، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً(173)"(174).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(169) هكذا رواه الأوزاعي: "عن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جدّه"..
ورواه ابن لهيعة هكذا: "عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جدّه"..
فعلى طريق الأوزاعي يكون الصحابي اسمه " ماجد الصدفي"، وعلى طريق ابن لهيعة يكون اسم الصحابي " جابر بن ماجد الصدفي"، والظاهر أنّ طريق ابن لهيعة هو الصحيح؛ إذ لا يُعرف في الصحابة من اسمه " ماجد"، وإنّما " جابر بن ماجد " الذي وفد على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وشهد فتح مصر.
وعليه يكون الضمير في " جدّه " يعود إلى " عبد الرحمن بن قيس".
انظر: الجرح والتعديل 2 / 494 رقم 2029 وج 5 / 277 رقم 1317، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 67، معرفة الصحابة - لأبي نعيم ـ: 2 / 553 رقم 461، الاستيعاب 1 / 221 رقم 288، الإكمال - لابن ماكولا - 7 / 154، أُسد الغابة 1 / 310 رقم 653، فتح الباري 6 / 677 ح 3517.
(170) ما بين القوسين المعقوفتين أثبتناه من " ك " و" ع " و" ن".
(171) في " ك " و" ع " و" ن": "ومن بعد".
(172) في " ع " بدل ما بين القوسين: "ومن بعد الملوك جبابرة".
(173) في " ع " زيادة: "ثمّ يؤمّر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحقّ ما هو بدونه".
(174) المعجم الكبير 22 / 374 - 375 ح 937، الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 67 مختصراً، الجرح والتعديل 2 / 494 رقم 2029، معرفة الصحابة 2 / 554 ح 1538، الاستيعاب 1 / 221 رقم 288، تاريخ دمشق 61 / 195، عقد الدرر: 216، البيان في أخبار صاحب الزمان: 518، أُسد الغابة 1 / 310 رقم 653.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474، العَرف الوردي: 49 ح 62، نامه دانشواران 7 / 20.

(٤٣٨)

الحديث الثامن والثلاثون: في قوله (عليه السلام): منّا الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم
(عن أبي هريرة،)(175) عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه"(176).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(175) ما بين القوسين لم يرد في " ك " و" ع " و" ن".
(176) عقد الدرر: 25 عن أبي نُعيم في " مناقب المهديّ"، كنز العمّال 14 / 266 ح 38673 عن كتاب " المهديّ"، البيان في أخبار صاحب الزمان: 500، المنار المنيف: 147 ح 337.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474، العَرف الوردي: 49 ح 63، نامه دانشواران 7 / 20.

(٤٣٩)

الحديث التاسع والثلاثون: وهو يكلّم عيسى بن مريم (عليه السلام)
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"ينزل عيسى بن مريم (عليه السلام)، فيقول أميرهم المهديّ: تعال صلّ بنا؛ فيقول: ألا إنّ بعضَكم على بعض أُمراء تكرمة من الله (عزّ وجلّ)(177) لهذه الأُمّة"(178).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(177) ما بين القوسين لم يرد في " ع".
(178) انظر: صحيح مسلم 1 / 95، مسند أحمد 3 / 345 و384، مسند أبي يعلى 4 / 59 ح 2078، مسند أبي عوانة 1 / 99 ح 317، الجمع بين الصحيحين 2 / 397 ح 1665، عقد الدرر: 229، البيان في أخبار صاحب الزمان: 496.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474، العَرف الوردي: 49 ح 64، نامه دانشواران 7 / 20.

(٤٤٠)

الحديث الأربعون: في قوله (عليه السلام) في المهديّ
(179)عن عبد الله بن العبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لن تهلك أُمّة أنا في أوّلها، وعيسى بن مريم في آخرها، والمهديّ في وسطها"(180).

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(179) في " ك " و" ن " زيادة: "وبإسناده يرفعه إلى محمّد بن إبراهيم الإمام، حدّثه أنّ أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين حدّثه، عن أبيه، عن جدّه،...".
(180) أخرجه عن ابن عبّاس بهذا اللفظ: أحمد في " مسنده"، وأبو نُعيم في " عواليه"، كما في عقد الدرر: 146، والكنجي الشافعي في البيان: 508، والحاكم في " تاريخ نيسابور " كما في كنز العمّال 14 / 269 ح 38682، والثعلبي في عرائس المجالس: 404، وابن المغازلي في مناقب الإمام عليّ (عليه السلام): 313 ح 449، والديلمي في فردوس الأخبار 2 / 180 ح 4908، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5 / 394 - 395 وج 47 / 521 - 522، فرائد السمطين 2 / 339 - 340 ذ ح 592 و593، الصواعق المحرقة: 253.
وراجع: كشف الغمّة 2 / 474 - 475، العَرف الوردي: 49 - 50 ح 65، نامه دانشواران 7 / 20.
أقول: روي هذا الحديث - أيضاً - بطرق أُخرى وبألفاظ مختلفة عمّا ورد في المتن..
ففي الفتن - لنعيم بن حمّاد ـ: 353، عن كعب الأحبار، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كيف تهلك أُمّة أنا أوّلها والمسيح آخرها".
وفي نوادر الأُصول: 156 الأصل 122، قال: "وفي رواية أُخرى: (ليدركنّ ←

(٤٤١)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

→ المسيح من هذه الأُمّة أقوام، إنّهم لمثلكم أو خيرٌ منكم - ثلاث مرّات ـ، ولن يخزي الله أُمّة أنا في أوّلها والمسيح في آخرها)".
وفي تفسير الطبري 3 / 288 ح 7133، عن كعب الأحبار، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كيف تهلك أُمّة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها".
وفي المستدرك على الصحيحين 3 / 43 ح 4351، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: لمّا اشتدّ جزع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على مَن قُتل يوم مؤتة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ليدركنّ الدجّالُ قوماً مثلكم أو خير منكم - ثلاث مرّات ـ، ولن يخزي الله أُمّة أنا أوّلها وعيسى بن مريم آخرها".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وفي أخبار الدول: 76:"... والشهداء من أهل بيتي في وسطها".
إذاً، فالوسطية التي جاءت في الحديث المذكور، والآخرية التي وردت في بقيّة الأحاديث، لا تعني بالضرورة أنّ هناك فترة زمنية طويلة بين ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) وبين نزول النبيّ عيسى (عليه السلام)، لكي يكون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوّلها والمهديّ (عليه السلام) في وسطها وعيسى (عليه السلام) في آخرها، وإنّما المراد بالوسط - هنا - هو ما بعد الأوّل وقبل الآخر، بغضّ النظر عن الفاصلة الزمنيّة التي ما بين كلّ منهم (عليهم السلام)، فقد دلّت الأحاديث الكثيرة المرويّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الإمام يظهر أوّلا، ثمّ ينزل المسيح ويصلّي خلفه ويكون من أعوانه.
وبما أنّ الوسط فترة زمنية غير محدّدة، وهو امتداد ما بين الأوّل إلى الآخر، فإنّ كون المهديّ في هذا الوسط دليل واضح على امتداد حياته مع امتداد هذه الفترة الزمنيّة غير المحدّدة؛ لأنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله في أيّ فترة من عمرها، وإلاّ لساخت بأهلها كما جاءت به الروايات، أو: لهلكت الأُمّة ومَن عليها، كما هو واضح من معنى الحديث المذكور؛ لذا فإنّ الحديث يدلّ دلالة واضحة على وجود الإمام المهديّ (عليه السلام) وولادته وبقائه حيّاً طوال هذه الفترة الزمنية.
ويعضد ذلك حديث الثِّقْلَين وغيره من الأحاديث التي تدلّ على بقاء أهل البيت محفوظين كحفظ الكتاب العزيز حتّى يردا على الحوض..
وأمّا الحكمة من وراء تغييبه وإخفائه (عليه السلام) فتتلخّص في ما روي عن عبد الله بن

(٤٤٢)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

→ الفضل الهاشمي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غَيبة لا بُدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل!
فقلت له: ولم جعلت فداك؟
قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه!
قلت: وما وجه الحكمة من غَيبته؟
قال: وجه الحكمة في غَيبته وجه الحكمة في غَيبات من تقدّمه من حجج الله (عزَّ وجلَّ)، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة في ما أتاه الخضر (عليه السلام) إلى وقت افتراقهما.
يا بن الفضل! إنّ هذا الأمر أمرٌ من الله، وسرّ من أسرار الله، وغيب من غيب الله، ومتّى علمنا أنّه جلّ وعزّ حكيم صدّقنا أنّ أفعاله كلّها حكمة وإنْ كان وجهها غير منكشف.
انظر: منتخب الأنوار المضيئة: 81.

(٤٤٣)

ثبت مصادر ومراجع التحقيق

1 - القرآن الكريم.
2 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان، لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ)، تحقيق كمال يوسف الحوت، نشر دار الفكر، بيروت 1407 هـ.
3 - أخبار الدول وتذكار الأُول، لبدر الدين حسن بن عمر بن حبيب الحلبي (ت 779 هـ).
4 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد ابن عبد البَرّ (ت 463 هـ)، تحقيق علي محمّد البجاوي، نشر دار الجيل، بيروت 1412 هـ.
5 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة، لعزّ الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمّد الجزري (ت 630 هـ)، تحقيق ونشر دار الفكر، بيروت 1409 هـ.
6 - الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق علي بن محمّد البجاوي، نشر دار الجيل، بيروت 1412 هـ.
7 - الاعتقاد على مذهب السلف، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1406 هـ.
8 - الإكمال، لعلي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا (ت 475 هـ)، تحقيق ونشر دار الكتب العلمية، بيروت 1411 هـ.
9 - أنساب الأشراف، لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279 هـ)، تحقيق سهيل زكّار ورياض زركلي، نشر دار الفكر، بيروت 1417 هـ.
10 - الأمالي، للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ)، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية في مؤسّسة البعثة، قم 1417 هـ.
11 - أهل البيت (عليهم السلام) في المكتبة العربية، للسيّد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 هـ)، إعداد مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم 1417 هـ.

(٤٤٤)

12 - البدء والتاريخ، لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي (ت 322 هـ)، تحقيق عمران المنصور، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1417 هـ.
13 - البيان في أخبار صاحب الزمان (ذيل كفاية الطالب)، للحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 هـ)، تحقيق محمّد هادي الأميني، نشر دار إحياء تراث أهل البيت (عليهم السلام)، طهران 1404 هـ.
14 - تاج العروس، لمحمّد مرتضى الزبيدي الحنفي (ت 1205 هـ)، تحقيق علي شيري، نشر دار الفكر، بيروت 1414 هـ.
15 - تاريخ الأئمّة، (ضمن مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمّة)، لابن أبي الثلج البغدادي (ت 325 هـ)، نشر مكتبة المرعشي، قم 1406 هـ.
16 - تاريخ أصبهان، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران الأصبهاني (ت 430 هـ)، تحقيق سيّد كسروي حسن، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1410 هـ.
17 - تاريخ أهل البيت (عليهم السلام)، نقلا عن الأئمّة، تحقيق السيّد محمّد رضا الجلالي، نشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم 1410.
18 - تاريخ البخاري، لأبي عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري (ت 256 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
19 - تاريخ بغداد، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
20 - تاريخ دمشق، لأبي قاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر (ت 571 هـ)، تحقيق أبي سعيد عمر بن غرامة العَمري، نشر دار الفكر، بيروت 1415 هـ.
21 - تاريخ الرقّة، لعلي بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحرّاني (ت 334 هـ)، تحقيق إبراهيم صالح، نشر دار البشائر، دمشق 1419 هـ.
22 - تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم، (ضمن مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمّة)، لأبي محمّد عبد الله بن النصر بن الخشّاب البغدادي (ت 567 هـ)، نشر مكتبة المرعشي، قم 1406 هـ.
23 - تاريخ النور السافر، لمحيي الدين عبد القادر العيدروسي، نشر دار الكتب العلميّة.
24 - التذكرة، لأبي عبد الله محمّد بن أبي بكر القرطبي (ت 671 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت 1410 هـ.
25 - تذكرة الحفّاظ، لأبي عبد الله شمس الدين محمّد الذهبي (ت 748 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
26 - تفسير الطبري، لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 هـ)،

(٤٤٥)

 نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1412 هـ.
27 - تلخيص المتشابه، لأحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، تحقيق سكينة الشهابي، نشر دار طلاس، دمشق 1985 م.
28 - التوحيد، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه (ت 381 هـ)، تحقيق هاشم الحسيني الطهراني، منشورات جماعة المدرّسين، قم 1416 هـ.
29 - الجرح والتعديل، لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس ابن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت 327 هـ)، نشر الكتب العلمية، بيروت.
30 - الجعديات (مسند علي بن الجعد، المتوفّى 230 هـ)، لأبي القاسم عبد الله ابن محمّد البغوي (ت 317 هـ)، تحقيق رفعت فوزي عبد الله، نشر مكتبة الخانجي، القاهرة 1415 هـ.
31 - الجمع بين الصحيحين، لمحمّد بن فتوح الحميدي (ت 488 هـ)، تحقيق علي حسين البوّاب، نشر دار ابن حزم، بيروت 1419 هـ.
32 - جواهر العقدين، لعلي بن عبد الله السمهودي (ت 911 هـ)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1415 هـ.
33 - الحاوي للفتاوي، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ابن محمّد السيوطي (ت 911 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1415 هـ.
34 - حسن المحاضرة، لجلال الدين عبد الرحمن بن محمّد السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق خليل المنصور، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1418 هـ.
35 - حلية الأولياء، لأبي نُعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
36 - دلائل الإمامة، لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي (ت 358 هـ)، نشر المطبعة الحيدرية، النجف 1383 هـ.
37 - دلائل النبوّة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1405 هـ.
38 - ذخائر العقبى، لأحمد بن محمّد بن الطبري المكّي (ت 694 هـ)، تحقيق أكرم البوشي، نشر مكتبة الصحابة، جدّة 1415 هـ.

(٤٤٦)

39 - الذرّيّة الطاهرة، لأبي بشر محمّد بن أحمد الدولابي (ت 310 هـ)، تحقيق محمّد جواد الحسيني الجلالي، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي، قم 1407 هـ.
40 - السُنّة، لأبي بكر أحمد بن أبي عاصم الضحّاك (ت 287 هـ)، تحقيق محمّد ناصر الدين الألباني، نشر المكتب الإسلامي، بيروت 1413 هـ.
41 - سنن ابن ماجة، لابن ماجة محمّد بن يزيد القزويني (ت 273 هـ)، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
42 - سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (ت 275 هـ)، نشر دار الجيل، بيروت 1412 هـ.
43 - سنن الترمذي، لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سورة (ت 279 هـ)، تحقيق أحمد محمّد شاكر، نشر دار الكتب العلمية.
44 - سنن الدارمي، لأبي محمّد عبد الله بن بهرام الدارمي (ت 255 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت 1414 هـ.
45 - السنن الكبرى، لأحمد بن شعيب النَّسائي (ت 303 هـ)، تحقيق عبد الغفّار سليمان وكسروي حسن، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1411 هـ.
46 - السنن الكبرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت.
47 - السنن الواردة في الفتن، لعثمان بن سعيد الداني (ت 444 هـ)، تحقيق أبو عمر نضال عيسى العبوشي، نشر بيت الأفكار الدولية.
48 - سير أعلام النبلاء، لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق شعيب الأرنؤوط، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت 1414 هـ.
49 - شذرات الذهب، لأبي الفلاح عبد الحيّ الحنبلي (ت 1089 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت 1414 هـ.
50 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى، لأبي الفضل عيّاض اليحصبي (ت 544 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت 1409 هـ.
51 - صحيح ابن خزيمة، لأبي بكر محمّد بن خزيمة (ت 311 هـ)،

(٤٤٧)

 تحقيق محمّد مصطفى الأعظمي، نشر المكتب الإسلامي، بيروت 1412 هـ.
52 - الصواعق المحرقة، لأحمد بن حجر الهيتمي (ت 974 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1414 هـ.
53 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لشمس الدين بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ)، نشر دار الجيل، بيروت 1412 هـ.
54 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار، لأبي حنيفة النعمان بن محمّد المغربي (ت 363 هـ)، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي، قم 1414 هـ.
55 - طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين أبي نصر عبد الوهّاب بن علي بن عبد الكافي السُبكي (ت 771 هـ)، تحقيق عبد الفتّاح محمّد الحلو ومحمود محمّد الطناحي، نشر دار هجر، القاهرة 1413 هـ.
56 - الطبقات الكبرى، لابن سعد (ت 230 هـ)، تحقيق محمّد عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1410 هـ.
57 - الطرائف، لعلي بن موسى بن طاووس (ت 664 هـ)، تحقيق مهدي الرجائي، نشر مؤسّسة البلاغ، بيروت 1419 هـ.
58 - عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات (بحاشية حياة الحيوان الكبرى)، لكمال الدين الدميري (ت 808 هـ)، نشر دار الفكر، بيروت.
59 - عرائس المجالس (قصص الأنبياء)، لأبي إسحاق أحمد بن محمّد النيسابوري الثعلبي (ت 427 هـ)، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1414 هـ.
60 - العَرف الوردي، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق مصطفى صبحي الخضر، نشر دار الكوثر، دمشق 1422 هـ.
61 - عقد الدرر، ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي (ت القرن 7 هـ)، تحقيق عبد الفتّاح محمّد الحلو، نشر مكتبة عالم الفكر، مصر 1399 هـ.
62 - العلل الواردة في الأحاديث النبويّة، لعلي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي، نشر دار طيبة، الرياض 1424 هـ.

(٤٤٨)

63 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ)، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي، نشر مؤسّسة الأعلمي، بيروت 1404 هـ.
64 - الغَيبة، لمحمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (المتوفّى في القرن الرابع)، نشر مؤسّسة الأعلمي، بيروت 1403 هـ.
65 - فتح الباري، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1410 هـ.
66 - الفتن، لنعيم بن حمّاد المروزي (ت 229 هـ)، تحقيق سهيل زكّار، نشر المكتبة التجارية، مكّة المكرّمة.
67 - فرائد السمطين، لإبراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني (ت 730 هـ)، تحقيق محمّد باقر المحمودي، نشر مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت 1398 هـ.
68 - فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، تحقيق وصي الله بن محمّد عبّاس، نشر دار ابن الجوزي، الرياض 1420 هـ.
69 - فردوس الأخبار، لشيرويه بن شهردار الديلمي (ت 509 هـ)، تحقيق مكتب البحوث والدراسات، نشر دار الفكر، بيروت 1418 هـ.
70 - فوات الوفيات، لمحمّد بن شاكر الكتبي (ت 764 هـ)، تحقيق إحسان عبّاس، نشر دار صادر، بيروت.
71 - الكافي، لمحمّد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328 هـ)، تحقيق ونشر دار الأُسوة الإسلامية، طهران 1418 هـ.
72 - كشف الغمّة، لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي (ت 693 هـ)، تحقيق هاشم الرسولي المحلاّتي، نشر مكتبة بني هاشم، قم 1381 هـ.
73 - كشف الظنون، لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني، المعروف بحاجي خليفة (ت 1067 هـ)، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1413 هـ.
74 - كفاية الأثر، لأبي علي بن محمّد بن علي القمّي الرازي (من علماء القرن الرابع)، تحقيق عبد اللطيف الكوه كمري، انتشارات بيدار، قم 1401 هـ.
75 - كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن

(٤٤٩)

الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفّاري، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي، قم 1416 هـ.
76 - الكنى والأسماء، لأبي بشر الدولابي (ت 310 هـ)، نشر مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد الهند 1322 هـ.
77 - كنز العمّال، لعلي المتّقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (ت 975 هـ)، تحقيق بكر بن حيّان، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت 1413 هـ.
78 - لسان العرب، لابن منظور (ت 711 هـ)، تحقيق علي شيري، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت 1408 هـ.
79 - لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت 1406 هـ.
80 - مجلّة تراثنا، العددان الثالث والرابع من السنة الحادية عشرة / رجب - ذو الحجّة 1416، نشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم 1416 هـ.
81 - مجمع الزوائد، لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1408 هـ.
82 - مراصد الاطّلاع، لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحقّ البغدادي (ت 739 هـ)، تحقيق علي محمّد البجاوي، نشر دار الجيل، بيروت 1412 هـ.
83 - مسارّ الشيعة (سلسلة مؤلّفات المفيد)، للشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان (ت 413 هـ)، تحقيق محمّد مهدي نجف، نشر دار المفيد، بيروت 1414 هـ.
84 - المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1411 هـ.
85 - مسند أحمد بن حنبل، (ت 241 هـ)، نشر دار صادر، بيروت.
86 - مسند أبي عوانة، ليعقوب بن اسحاق الأسفرائيني (ت 316 هـ)، تحقيق أيمن بن عارف الدمشقي، نشر دار المعرفة، بيروت 1419 هـ.
87 - مسند أبي يعلى، لأحمد بن علي بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 هـ)، تحقيق حسين سليم أسد، نشر دار المأمون، دمشق 1410 هـ.
88 - مسند البزّار، لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزّار (ت 292 هـ)، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، نشر مكتبة العلوم والحكم، المدينة 1409 هـ.

(٤٥٠)

89 - مسند الروياني، لأبي بكر محمّد بن هارون الروياني الرازي الآملي الطبري (ت 307 هـ)، تحقيق صلاح بن محمّد بن عويضة، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1417 هـ.
90 - مسند الشاشي، للهيثم بن كليب الشاشي (ت 335 هـ)، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، نشر مكتبة العلوم والحكم، المدينة 1410 هـ.
91 - مسند الشاميّين، لسليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت 1417 هـ.
92 - مشكاة المصابيح، لمحمّد بن عبد الله الخطيب التبريزي (ت 741 هـ)، تحقيق سعيد محمّد اللحّام، نشر دار الفكر، بيروت 1411 هـ.
93 - مصابيح السُنّة، للحسين بن مسعود بن محمّد البغوي (ت 516 هـ)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، نشر دار المعرفة، بيروت 1407 هـ.
94 - مصباح المتهجّد، لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي (ت 460 هـ)، تحقيق ونشر مؤسّسة فقه الشيعة، بيروت 1411 هـ.
95 - المصنّف، لأبي بكر عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، نشر المكتب الإسلامي، بيروت 1403 هـ.
96 - مصنّف ابن أبي شيبة، لعبد الله بن محمّد بن أبي شيبة الكوفي (ت 235 هـ)، تحقيق سعيد اللحّام، نشر دار الفكر، بيروت 1409 هـ.
97 - مطالب السؤول، لمحمّد بن طلحة النصيبي الشافعي (ت 652 هـ)، تحقيق عبد العزيز الطباطبائي، نشر مؤسّسة البلاغ، بيروت 1419 هـ.
98 - المعجم الأوسط، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق أيمن صالح شعبان، نشر دار الحديث، القاهرة 1417 هـ.
99 - معجم البلدان، لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 هـ)، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
100 - معجم رجال الحديث، للسيّد أبو القاسم الخوئي (ت 1413 هـ)، 1413 هـ.

(٤٥١)

101 - المعجم الصغير، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت 1417 هـ.
102 - المعجم الكبير، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق حمدي عبد المجيد، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت 1417 هـ.
103 - معجم المؤلّفين، لعمر رضا كحّالة، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت 1414 هـ.
104 - معرفة الصحابة، لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني (ت 430 هـ)، تحقيق عادل يوسف العزازي، نشر دار الوطن، الرياض 1419 هـ.
105 - مقاتل الطالبيّين، لأبي الفرج الأصفهاني (ت 354 هـ)، تحقيق أحمد صقر، نشر مؤسّسة الأعلمي، بيروت 1408 هـ.
106 - الملاحم، لأحمد بن جعفر بن محمّد ابن المنادي (ت 336 هـ)، تحقيق عبد الكريم العقيلي، نشر دار السيرة، قم 1418 هـ.
107 - مناقب الإمام عليّ (عليه السلام)، لابن المغازلي علي بن محمّد الشافعي (ت 483 هـ)، تحقيق جعفر هادي الدجيلي، نشر دار الأضواء، بيروت 1412 هـ.
108 - المنار المنيف، لابن القيّم الجوزية محمّد بن أبي بكر الحنبلي الدمشقي (ت 751 هـ)، نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب.
109 - منتخب الأنوار المضيّة، لعلي بن عبد الكريم النيلي النجفي (ق 9 هـ)، تحقيق عبد اللطيف الكوهكمري، نشر مطبعة خيّام، قم 1401 هـ.
110 - منتخب عبد بن حميد (ت 249 هـ)، تحقيق صبحي البدري ومحمود محمّد الصعيدي، نشر عالم الكتب، بيروت 1408 هـ.
111 - المنمّق في أخبار قريش، لمحمّد بن حبيب البغدادي (ت 245 هـ)، تحقيق خورشيد أحمد فاروق، نشر عالم الكتب، بيروت 1405 هـ.
112 - ميزان الاعتدال، لشمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق عبد الفتّاح أبو سِنّة، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1416 هـ.

(٤٥٢)

113 - نامه دانشواران ناصري، نشر مؤسّسة مطبوعاتي دار الفكر، قم.
114 - نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً، لمحمّد جواد البلاغي (ت 1352 هـ)، تصحيح وإعداد محمّد علي الحكيم، نشر مؤسّسة دليلنا (دليل ما)، قم 1423 هـ.
115 - النهاية في غريب الحديث، لأبي السعادات المبارك بن محمّد ابن الأثير الجزري (ت 606 هـ)، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، نشر المكتبة العلمية، بيروت.
116 - النهاية في الفتن والملاحم، لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)، تحقيق أحمد عبد الشافي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1411 هـ.
117 - نهج البلاغة، جمع الشريف الرضي (ت 406 هـ)، ضبط النصّ صبحي الصالح، نشر دار الكتاب اللبناني، بيروت 1411 هـ.
118 - نوادر الأُصول، لمحمّد بن علي الحكيم الترمذي (ت بعد 318 هـ)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 1413 هـ.
119 - هديّة العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 هـ)، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت 1413 هـ.
120 - وفيات الأعيان، لأبي العبّاس شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلّكان (ت 681 هـ)، تحقيق إحسان عبّاس، نشر دار صادر، بيروت.

* * *

(٤٥٣)