سرور البشر في منتخب الأثر / القسم الأول

سرور البشر في منتخب الأثر/ القسم الأول
بحث مختصر على شكل سؤال وجواب للجزء الأول من كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني دام ظله الوارف

إعداد: عبد السلام الترابي السدهي

الفهرس

الإهداء
المقدمة
مقدمة المؤلف دام ظله
السؤال الاول: الفائدة العلمية المترتبة على الاحاديث الشريفة؟
بيان: إن الروايات الواردة في إمامة الاثني عشر على اربع طوائف
السؤال الثاني: هل ذكرت الاحاديث: أن عدد الأئمة والخلفاء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هم اثنا عشر؟
السؤال الثالث: ما هي الكتب التي ذكرت الروايات القائلة بانحصار عدد الأئمة (عليهم السلام) باثني عشر امام؟
السؤال الرابع: ما المراد باثني عشر خليفة؛ أهل البيت؛ أم الراشدون؛ أم الأمويون؛ أم العباسيون؟
السؤال الخامس: اشكال وجوابه: هل إن الخلافة: المقصود بها الخلافة الظاهرية أم الباطنية؟
السؤال السادس: هل يمكن ان تلخص لي مضامين الروايات التي وردت حول الأئمة (عليهم السلام) والتي ذكرت ان عددهم إثنا عشر، وهل هذه الروايات تفسّر بعضها البعض ام لا؟
السؤال السابع: يا حبذا لو تنقل لنا حديثا واحدا لكل طائفة حتى يكون ذلك سرورا لنا وثباتا لقلوبنا على محبة اهل البيت (عليهم السلام)؟
السؤال الثامن: هل بإمكانك أن تلخص الامور التي نستفيدها من احاديث هذه الطوائف والتي ذكرت لنا بعض الامثلة عليها سابقا؟
السؤال التاسع: سبب لغط الناس وضجيجهم عند ما ذكر رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الخلفاء الاثني عشر من بعده؟
السؤال العاشر: لقد ذكرت الاحاديث صفات الأئمة الاثني عشر ومنها لفظ الخليفة والأمير والحاكم يا حبذا لو تذكرون معاني هذه الكلمات وهل هي مترادفة ام لا؟
السؤال الحادي عشر: إذا كان منصب الخلافة منصبا الهيا فهل يحق لنا اطلاق لفظ الخليفة على كل من تصدّى لحكومة المسلمين وتسلط عليهم؟
السؤال الثاني عشر: ما الذي يراد من معنى الامام والولي إذا اطلق على غير الله تعالى؟ وما هو المراد منهما إذا أطلقا على خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
السؤال الثالث عشر: على أي مذهب نستطيع أن نطبق هذه الاحاديث اليوم؟
السؤال الرابع عشر: لقد قام البعض من علماء العامة بتطبيق روايات الاثني عشر على غير مذهب اهل البيت فماذا تقول في ذلك؟
السؤال الخامس عشر: زيادات موضوعة في حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

الإهداء

اليك يا سيدي ومولاي؛ الحجة ابن الحسن العسكري؛ قرة عيني، وسروري، وبهجتي، وكحل ناظري.
نزيلك حيث ما اتجهت ركابي
وضيفك حيث كنت من البلادي
اهديك هذا الكتاب الجليل؛ الخطير الفحوى.
فعسى أن ينال رضاك فأحضى منك بنظرة فهي امنية شائق يتمنّى ذكر فحنّ اليك.
مولاي فأسألك ان تشفع لي عند ربّك بقبول اعمالي وتبديل سيئاتي الى حسنات، وتجعلني من همّك، وحزبك، ودعائك، وأن ترغب إلى الله تعالى؛ بأن يرضى عنّي ويقبلني ويلحقني بكم، ويجعلني من شيعتكم المقرّبين، واوليائكم السابقين السالفين، إنه وليٌ قدير والحمد لله ربّ العالمين.

المُعد

المقدمة

اللهم يا واحد يا أحد صلِّ على صفوتك وصفوة خلقك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وزبدة اوليائك علي (عليه السلام) المؤيد، وعترته الذين هم افاضل البشر وشفعاء يوم الحشر، واجر لساننا بالحق بحق محمد وآله اهل الحق.
أما بعد تعتبر قضية وراثة الصالحين للأرض، وإنشاء حكومة سماوية عادلة تطبق العدالة في أرجائها، من الوعود الالهية الحتمية التي نصّ عليها القرآن الكريم وطابقته السنة الشريفة وأقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، قال عزّ من قائل: (ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أنّ الارض يرثها عبادي الصالحون)(1).
حيث قال المفسّرون أن مؤدّى الآية الكريمة هو: أن الارض ستتطهّر من الشرك والمعصية وينشأ فيها مجتمع صالح يعبدون الله ولا يشركون به شيئاً، كما يشير إليه قوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض... يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)(2)، وهذا الوعد الإلهي هو في الدنيا والآخرة لان الآية مطلقة، فأما الوعد الدنيوي؛ فقد اشارت الروايات: الى اختصاصه بزمن ظهور الامام المهدي (عليه السلام) الذي أخبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الاخبار المتواترة المروية من طرق الفريقين.
فقد ورد في تفسير القمي: وقوله: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) قال: الكتب كلها ذكر (أن الارض يرثها عبادي الصالحون) قال: القائم واصحابه؛ قال: والزبور فيه ملاحم والتحميد والتمجيد والدعاء.
عزيزي القارئ: وهذا الكتاب الذي بين يديك هو خلاصة الجزء الاول من كتاب منتخب الاثر في الامام الثاني عشر الذي كتبه العلامة الفذ المرجع الديني المدافع عن حريم آل محمد الورع الثقة والاديب الباهر آية الله في الانام الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني دام ظله، احد زعماء الطائفة الشيعية، نزيل قم المقدسة حرسها الله من البليات، حيث بين فيه الاحاديث الواردة عن الامام المهدي (عليه السلام)، وقام بعرضها وبيانها وشرحها بأحسن البيان، ودفع عنها الشبهات، وهو المتضلع في فنّ الحديث والفقه والاصول، فخرج هذا الكتاب في غاية الاتقان واحسن المرام فجزاه الله عن الدين والمسلمين احسن الجزاء.
فكان كتابا قيماً وملاذا قويا لعشاق الامام المهدي (عليه السلام)، وهو يقع في ثلاث مجلدات كبيرة، ولكي تعم فائدتها طلب مني أخي العزيز، الحاج ابو الزهراء الشالجي (رعاه الله) مدير مطبعة ثامن الحجج (عليه السلام)، أن اختصره على شكل سؤال وجواب فيطبع على شكل كتيبات صغيرة الحجم يمكن تداولها بسهولة وقراءتها بمرونة فلبيت الطلب، وها أنا ذا اضع الجزء الاول منه ملخصا مبسطا في هذا الكتيب الصغير الذي بين يديك عزيزي القارئ والذي سميته (سرور البشر في منتخب الاثر)، وارجو من العلي القدير أن ينفع به سائر المؤمنين.

عبد السلام الترابي السدهي
قم المقدسة

مقدمة المؤلف دام ظله (3)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وسيد المرسلين مولانا أبي القاسم محمد، وعلى آله الطاهرين، الأئمة الاثني عشر، خلفائه الهادين المهديّين، واللعن الدائم على اعدائهم واعداء شيعتهم ومواليهم اجمعين؛ من الان الى قيام يوم الدين.
إنّ الاحاديث الشريفة تتضّمن جميع ما يحتاج إليه الإنسان، فيجب علينا الاهتمام بها، بدراستها والتفقّه فيها في جميع المناسبات؛ في الكليات والجامعات وفي المحاضرات، وفي الصحف والمجلات والجرائد والإذاعات وغيرها.
وأيهم الله إنّي لا أظن ان أحداً درس هذه الاحاديث وما تحويه من العلوم والمعارف بوسعه أن يعدل عنها الى غيرها، اللّهم إلا أن يكون في قلبه مرض.
وقد سعت السياسات- التي لا ترى من مصلحتها عناية المسلمين بالاحاديث واهتمامهم بهذه الثروة العلمية والقواعد الحكيمة- لإخفائها وابعادها عن واقع حياة المسلمين؛ عقيدة وسياسة ونظاماً وأخلاقاً، حتى صار المسلمون سائلين بعد ما كانوا مسؤولين، وخادمين بعدما كانوا مخدومين، كما وصفهم بذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بأنهم (يستخدمون ولا يستخدمون).
ففي البرهة الاُولى من الزمان حدثت؛ مصيبة المنع عن تدوين السنّة والحديث، وحصلت إلى جانبها مصيبة الاسرائيليات، وكان مثل كعب الأحبار بطلها الفذ؛ من خواص ذوي السلطة ومرجعهم في تفسير القران، وقصص الأنبياء والإخبار عن الملاحم والمسائل المهمّة الاُخرى.
هذا على الرغم من؛ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمّا رأى بعضهم يقرأ من كتب أهل الكتاب قال: (لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتّباعي)(4)، وعلى الرغم من وجود إمام مثل علي (عليه السلام) الذي هو؛ باب مدينة العلم بنص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله فيه: (علي مع الحقّ والحقّ معه ولا يفارقه)، وعلى الرغم من وجود عترته بينهم، والتي قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها وفي القران: (إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض).
وفي الفترة الثانية؛ التي؛ بدأت من عصر بني اَميّة وتكاملت في عصر بني العباس، سيّما المأمون؛ جاءت السياسات الحاكمة المعارضة للقوانين الاسلامية الى اِستضعاف المسلمين؛ في الحكم والإدارة والمال وما يتعلق بهم وبيت مالهم، وجاءت الى جانب ذلك؛ بالفلسفة اليونانية؛ بما يوجد فيها من الآراء الإلحادية والمبادئ التي لا تتفق في النهاية مع رسالة الله تعالى وهداية الأنبياء في معرفة الله تعالى وأسمائه الحُسنى وصفاته الكمالية وأفعاله الحكمية، وإن أصّر بعض المشتغلين بها على التوفيق بين المدرستين؛ مدرسة الأنبياء - ودعوتهم التوحيدية التي قررّها وبينها القران بأحسن التقرير وأكمل التبيين والتي يتفق الكل عليها وعلى اُصولها القيّمة القويمة، فلم يختلفوا حتى في أصل واحد - ومدرسة الفلاسفة الذين اختلفوا في اُصولهم اختلافا كثيراً فلم يجمعوا في المبادئ الأولية على كلمة واحدة ولم يجعلوا أمام البشرية مسلكا مشخصا بمبادئه الفكرية والعملية ولم يهدوها الى حقّ اتفقوا عليه.
ولولا عناية جماعة من العلماء الأفذاذ ورجالات التفسير والحديث والمعارف - والذين لم يتتلمذوا إلا في مكتب القران والحديث ولم يغترفوا إلا من بحار علوم أهل البيت (عليهم السلام) ولم يسألوا الا أهل الذكر، ولم يا خذوا إلا من أولئك الذين علمهم من علم الله تعالى، وعندهم ما نزل إلى الرسل وما نزل به الروح الأمين الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - لاندرست آثار النبوّة.
نعم؛ هؤلاء الأعاظم - هم تلامذة مدرسة الإسلام ومدرسة القران ومدرسة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام أمير المؤمنين وسائر الائمة (عليهم السلام)- لهم علينا حق كبير وعظيم، فقد حفظوا الآثار والمعارف الاسلامية طول القرون والاعصار حتى وصلت الينا وهي منذ يومها الاول وزمان بلاغها؛ اقوم المعارف الحقيقية والالهية واتقنها.
وهذا الملخص عزيزي القارئ؛ هو من الجزء الاول من كتابنا الكبير المهدي المنتظر صاحب الزمان (عليه السلام) المسمّى بمنتخب الاثر؛ افردناه لفوائده الجمة المستقلة به، ودلالته على عظم امر الخلافة وشأن الولاية والامامة، والحمد لله اولا وآخرا(5).
السؤال الاول:
لقد اعتمد مؤلف كتاب منتخب الاثر (دام ظله) في بحثه عن الامام الثاني عشر (عليه السلام)؛ على التراث الاسلامي الضخم الذي يتضمن روايات كثيرة من كتب الفريقين، فبحثه في الحقيقة استدلال بالأثر، مع ما اضاف الى ذلك من امور كردّ الشبهات وتوضيح الدلالات وقضايا اخرى ستعرفها، والسؤال هو: ما هي الفائدة العلمية المترتبة على الاحاديث الشريفة؟
الجواب:
لقد امرنا القرآن الكريم؛ باتباع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، والسير على نهجة؛ وهو قوله تعالى (ولكم في رسول الله اسوه حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)(6). وهذا الاتباع والتأسي به؛ يستلزم اتباع عترته الشريفة (عليهم السلام)، وقد أكدّ القرآن الكريم وكذلك الرسول الأمين باتباعمها، وهم خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الحقيقيون، قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)(7).
وهذه الأحاديث الجمّة التي ذكرت في كتاب منتخب الاثر هو عرض لهذه الاوامر وإن كان المذكور في هذا الكتاب الشريف خاص حول اهل البيت والإمام المهدي بالخصوص (عليهم السلام)، وهذه الثروة العلمية التي صدرت عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بينه بشكل عام تشكل تراث ضخم جليل مملوء بالمعارف الحقيقية والبرامج التربوية والتعاليم الاخلاقية والسياسية والاجتماعية، واصول التقدم والرقي، وحقوق الانسان والحرية والمدنية، وغيرها من التعاليم الصحيحة السليمة والقواعد الحكيمة والمناهج القيّمة القويمة، التي لو تمسّكت البشرية بها ما سقطت في هاوية الفساد والظلم والاستكبار والاستعباد، ولم تقهر ولم يستضعفها جبابرتها الاقوياء.
ولم يقع المسلمون فيما وقعوا فيه من الفساد الاجتماعي والتفرّق والتخالف والتخاصم وغلبة الاشرار وسلطة الكفار، والمعيشة الضنك؛ إلا لإعراضهم عن مناهج وتعاليم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بينه (عليهم السلام)، واخذهم بالمناهج المستوردة الدخيلة.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من شيء يقرّبكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نيتكم عنه)(8).
فالاحاديث الشريفة تتضمّن جميع ما يحتاج إليه الانسان، فيجب علينا الاهتمام بها؛ بدراستها والتفقه فيها، في الكليات والجامعات واثناء المحاضرات وجميع المناسبات(9).
ومن هذه الاحاديث المهمة؛ الاحاديث المتواترة التي تنصّ على عدد الخلفاء والأئمة ومن يملك امر هذه الأمة، ويلى ولاية الامور، مما يدور عليه كيان الاسلام واجراء الاحكام، وغير ذلك، من اقامة العدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ الثغور وامن البلاد الاسلامية، فدلّ ذلك على عدم اهمال الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) امر الامة الاسلامية وسعادتها في الدارين(10).
بيان
قبل البدء بالسؤال الثاني علينا؛ أن نعرف أن الامام المهدي (عليه السلام) هو احد الأئمة الاثني عشر الذين بشّر بهم النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلهم خلفاء واوصياء على الدين من بعده، وقد جمع المؤلف (دام ظله) الاحاديث الواردة في ذلك وجعلها على طوائف فالطائفة الاولى؛ تنص على مقدار عدد الأئمة وحصر الخلافة في هذا العدد، والطائفة الثانية؛ تضيف على ذلك كلمة (كلهم من قريش)، والطائفة الثالثة؛ تدل على ان عددهم كعدد نقباء بني اسرائيل، والطائفة الرابعة؛ تشرح وتبين الطوائف الثلاث المشار إليها. وهذه الطائفة الرابعة على اقسام عدّة بعضها تصرّح بأسماء الأئمة وأن آخرهم المهدي (عليه السلام). وهذا كله في الجزء الاول من الكتاب الموسوم(11).
عزيزي القارئ بعد أن حصلت على بعض الإلمام بالجزء الاول من الكتاب المذكور نقدم لك باختصار باقي مضامينه على شكل سؤال وجواب.
السؤال الثاني: هل ذكرت الاحاديث: أن عدد الأئمة والخلفاء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هم اثنا عشر؟
الجواب:
نعم إن الاحاديث الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بينه (عليهم السلام) بينت ان الخلفاء الشرعيين بعد الرسول هم اثنا عشر خليفة؛ وان هذه الروايات كما ذكرنا سابقا في بيان الفصل الاول انها على طوائف، فالطائفة الاولى اشارت الى ان الخلفاء الشرعيين بعد الرسول هم اثنا عشر خليفة وانا اذكر لك رواية في ذلك من طرق العامة ثم اخرى من طرقنا الشيعية:
في مسند احمد بن حنبل عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون لهذه الامة اثنا عشر خليفة(12). فهذه الرواية ويعضدها عدّة روايات اخرى تبين؛ انّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قد عيّن ونصّب خلفاء على الامة من بعده، وحصر عددهم باثني عشر خليفة لا يزيدون ولا ينقصون.
فهذه الرواية مثال على الطائفة الاولى من الروايات الجمة التي نصّت على العدد المذكور وحصر الخلفاء فيه، مثل احاديث ابن مسعود وأنس، وطائفة من احاديث جابر بن سمرة(13).
وإما الرواية التي من طرقنا:
ففي الملاحم لابن المنادي(14)؛ وغيبة النعماني(15): لا يزال اهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة وقال: (لأبي او آخر)(16).
السؤال الثالث: ما هي الكتب التي ذكرت الروايات القائلة بانحصار عدد الأئمة (عليهم السلام) باثني عشر امام؟
الجواب:
لقد نقل احمد ابن حنبل في مسنده، من النصوص على الاثني عشر، من جابر بن سمرة اربعة وثلاثين حديثا، تذكر عددهم وأنهم من قريش كما ذكرت كتب اخرى ذلك في روايات كثيرة تبين وتؤيد ما رواه احمد في مسنده، بأن الخلفاء بعد الرسول اثنا عشر خليفة، وانا اذكر لك أيها القارئ بعضهم مثل؛ مسند الطيالسي الجزء الثالث، صحيح البخاري الجزء الرابع، وصحيح مسلم في كتاب الإمارة، حيث ذكر في ذلك احاديث كثيرة، وسنن أبي داود؛ كتاب المهدي، وسنن الترمذي؛ كتاب الفتن، والمعجم الكبير الجزء الثاني حيث ذكر رواية جابر من سبعة وثلاثين طريقا. في ذلك، والمعجم الاوسط الجزء الاول، وكتاب الملاحم لابن المنادي وغيرها من الكتب السنية والشيعية وقد انهى المؤلف دام لطفه الروايات في ذلك الى 148 رواية(17).
السؤال الرابع:
بعد ما حصل اليقين بأن الأئمة الذين بشرّ بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخلافة والامامة اثنا عشر، فهل يراد بهم اهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي علي بن ابي طالب والحسن والحسين و... الى الامام المهدي (عليهم السلام) ام يقصد بهم الخلفاء الراشدين كأبي بكر وعمر وعثمان..... وما بعدهم من الامويين او بإضافة العباسيين الى الراشدين؟ ام ماذا؟
الجواب:
بعد ملاحظة النصوص الواردة واختصاص الخلافة باثني عشر امام فإنا لا نعرف مصداق لهؤلاء الاثني عشر غير اهل البيت عليهم السلام المشهورين، وكذا اجماع المسلمين على ذلك، والذين ورد ذكرهم والتصريح بأسمائهم في الطائفة الرابعة المشار إليها التي شرحت وبينت الطوائف الثلاث من الروايات التي سنتلو عليك منها ذكرا، وهي كثيرة فقد اشار مؤلف كتاب منتخب الاثر دام ظله الى 162 حديث ورواية من طرق الفريقين في ذلك، وهذا فقط في الطائفة الرابعة، وإذا ضممنا إليها قسم من الطوائف الثلاث اي التي صرحت بأسمائهم فإن عدد الروايات المصرحة بأسمائهم سوف يكون 213 حديثا(18).
وانا اذكر لك في البداية امثلة على الطائفة الثانية والثالثة حتى نصل الى الطائفة الرابعة.
حتى تعرف، وتقر عينك بأن المراد بهؤلاء الخلفاء المصّرح بعددهم الاثني عشر، هم علي بن ابي طالب (عليه السلام)؛ والحسن والحسين (عليهما السلام) سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم علي بن الحسين زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، ثم المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه، الذي سيملأها قسطا وعدلا ويتحقق الوعد الالهي على يديه بوراثة الارض واقامة حكومة الله العادلة بعد ما يقضي على المستكبرين.
واليك عزيزي القارئ امثلة تلك الطوائف المزبورة:
اولا: روايتان عن الطائفة الثانية:
وهذه الطائفة جملة من الروايات ذكرها علماء الحديث من الفريقين، حيث اشير فيها عن لسان الرسول والأئمة المعصومين بأن خلفاء الرسول الاثني عشر كلهم من قريش.
فقد ورد في مسند احمد ابن حنبل عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج(19).
وهذه الرواية التي من طرق العامة، وجملة اخرى من الروايات التي زادت على الطائفة الاولى، بكون الخلفاء الاثني عشر من قريش، مثل احاديث جابر ويوجد فيها (كلهم من بني هاشم) اخرجه القندوزي في ينابيع المودة والسيد علي بن شهاب في مودة القربى(20).
واما روايتنا من طرق الخاصة فهي:
عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش(21).
وثانيا: روايتان عن الطائفة الثالثة:
روي في غيبة النعماني عن مسروق قال: كنا جلوسا الى ابن مسعود بعد المغرب وهو يعلم القرآن، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أسالت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كم يكون لهذه الامة من خليفة؟ فقال: ما سألني عنها احد منذ قدمت العراق، نعم وقال: خلفاؤكم اثنا عشر عدّة نقباء بني اسرائيل(22).
وهذه الرواية من الطائفة الثالثة حيث دلت على أنهم (عدد نقباء بني اسرائيل) وفي هذه الطائفة ما يدل على ان عددهم كعدد أسباط بني اسرائيل او عدد شهور الحول، او السنة، او كعدة نقباء موسى (عليه السلام)، او حواري عيسى (عليه السلام)؛ وهو ما روي في كتبنا ايضاً عن ابي قتادة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل وحواري عيسى (عليه السلام)(23).
وثالثا: روايتان ايضاً عن الطائفة الرابعة:
روي في الكافي(24) رواية صرحت بأسمائهم جميعا، حيث نقل حديثا عن عبد الله بن جعفر الطيار قوله: كنت عند معاوية انا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن ام سلمه وأسامه بن زيد، فجرى بيني وبين معاوية كلام، فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا اولى بالمؤمنين من انفسهم، ثم اخي علي بن ابي طالب اولى بالمؤمنين من انفسهم، فاذا استشهد علي، فالحسن بن علي اولى بالمؤمنين من انفسهم، ثم ابني الحسين من بعده اولى بالمؤمنين من انفسهم فاذا استشهد فابنه علي بن الحسين اولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي اولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا حسين، ثم تكملة اثني عشر اماما تسعة من ولد الحسين... الخ الرواية.
فهذه الرواية وغيرها قد بينت أنّ المراد بالاثني عشرهم؛ اهل البيت (عليهم السلام).
ولا يخفى عليك ان هذه الرواية مذكورة في الكافي وغير ه من الكتب الشيعية الكثيرة(25).
واما في كتب العامة فأنقل لك ما ذكرة صاحب ينابيع المودة(26): في حديث طويل نقله عن المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في قضية مجيء يهودي من يهود المدينة إلى علي (عليه السلام) وعرضه بعض الاسئلة عليه، قال (اليهودي):أخبرني كم لهذه الامة بعد نبيّها من إمام؟ وأخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة؟ وأخبرني من يسكن معه في منزله؟ قال علي (عليه السلام): لهذه الامة بعد نبيّها اثنا عشر إماما لا يضرّهم خلاف من خالفهم، قال اليهودي: صدقت، قال علي (عليه السلام): ينزل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في جنة عدن وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمان جلّ جلاله، قال اليهودي: صدقت، قال علي (عليه السلام)، والذي يسكن معه في الجنة: هؤلاء الائمة الاثنا عشر؛ أولهم أنا وآخرنا القائم المهدي، قال: صدقت، قال علي (عليه السلام) سل عن الواحدة، قال: أخبرني كم تعيش بعد نبيّك وهل تموت أو تقتل؟ قال: أعيش بعده ثلاثين سنة وتخضب هذه – وأشار إلى لحيته – من هذا – وأشار برأسه – فقال اليهودي: أشهد أن لا إله الا الله؛ وأشهد أنّ محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأشهد إنك وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(27).
السؤال الخامس:
أن ظاهر هذه الاحاديث المارّة يدل على أن الاثني عشر يملكون ظاهرا وفعليا ولا تخرج الولاية والخلافة عنهم إلى غيرهم، فهم حائزون للخلافة الظاهرة كالخلافة الباطنة التي أقرّ بثبوتها -للائمة الاثني عشر المعروفين من أهل البيت (عليهم السلام) - جماعة من أكابر أهل السنة، والحال أنه لم يملك منهم الأمر في الظاهر إلا الإمام علي وابنه الإمام الحسن (عليهما السلام)، في مدة قليلة لا تتجاوز عن ستّ سنين، وأما الإمام الثاني عشر المهدي القائم في آخر الزمان (عليه السلام) فلم يملك بعد، إذا فما معنى هذه الاحاديث وهل الظاهر منها المعنى المذكور أو معنى آخر؟
الجواب عن ذلك:
أنّ هذه الاحاديث إنشاءٌ وأمرٌ ونصب ٌ لا إخبارٌ وإعلام كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الناس تبع لقريش) فإن جملة الحديث كما صرّح بعضهم في شرحه وإن كانت خبرية لكنها بمعنى الامر (إنشائية) أي ائتمّوا بقريش، وكونوا تبعا لهم، ويدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في رواية اخرى: قدموا قريشا ولا تقدّموها.
وكقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان). فإنّ المراد به الامر والحكم والاختصاص الشرعي وإن كان لفظه لفظ الخبر وهو ما استظهره ابن حجر.
ولا شبهة ايضاً في أنّ احاديث الاثني عشر تدّل على الامر والحكم، وأن الامر والحكم والملك والإمامة والخلافة الشريعة لهم دون غيرهم وأنّه يجب على الناس الائتمام بهم واطاعتهم، فهم اولو الامر الذين اوجب الله على الامة إطاعتهم وقرن طاعتهم بطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين المتواتر، فقال: فلا تقدّموهم فتضلّوا ولا تأخّروا عنهم فتهلكوا. وهذا واضح، مضافا إلى ما في نفس هذه الاحاديث من الدلالة على ذلك(28).
وبالنظر الى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا) لعله المقصود: سواء كانت مقاليد الملك والسلطة الظاهرية بأيديهم أم لم تكن، وسواء اتبعهم الناس ام لم يتبعوهم في التصدي للحكم والسياسة والادارة، فإن الله نصّبهم للخلافة والزعامة الدينية والسياسية واعطاهم الإمامة، وما على الناس إلا إتباعهم فإن نكلوا عنهم فإمامتهم باقية فيهم لأنها مقام رباني وسلطة الهية؛ باطنية، وظاهرية، وإن ترتب على عدم توليهم الزعامة الظاهرية بسبب خدلان الناس لهم وعدم توليتهم؛ المفاسد الكثيرة، وهذا ما أشارت إليه سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) في خطبها؛ ولا سيما خطبتها بنساء المهاجرين والانصار، وأنا اذكر لك خطبتها حتى يتمّ سرورك بموالاتك لعلي (عليه السلام) واولاده المعصومين (عليهم السلام).
روى العلامة المجلسي (ره) عن عبد الله بن الحسن، عن امّه فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) قالت: لمّا اشتدّت علة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغلبها، اجتمع عندها نساء المهاجرين والانصار، فقلن لها، يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف أصبحت عن علتك؟ فقالت عليها السلام: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم قبل أن عجمتهم، وشنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحدّ، وخور القناة، وخطل الرّأي، و(بئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون)، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشنّت عليهم غارها، فجدعا وعقرا وسحقا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرّسالة، وقواعد النبوّة، ومهبط الوحي الأمين، والطبين(29) بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدّة وطئه، ونكال وقعته، وتنمّره في ذات الله عزّ وجلّ.
والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه لاعتلقه، ولسار بهم سيرا سجحا، لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا، قد تحيّر بهم الريّ غير متحلّ منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب، ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون،
ألا هلمّ؛ فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث! إلى أيّ سناد استندوا، وبأيّ عروة تمسّكوا، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، (أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتبع أمّن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون).
أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثمّ احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا، وذعافا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غبّ ما سنّ الأوّلون، ثمّ طيبوا عن أنفسكم نفسا، وطمأنوا للفتنة جأشا، وابشروا بسيف صارم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، وزرعكم حصيدا فيا حسرتي لكم، وأنّى بكم، وقد عمّيت (قلوبكم) عليكم أنلزمكموها وأنتم كارهون(30).
لقد صدقت بضعة الرسول التي تفرغ عن لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ حيث بينت أنّ الإمامة هي رحمة الله الشاملة وأن الاهتداء بها اهتداء الى الصراط المستقيم وأن ترك التمسّك بالإمامة يستلزم وقوع المفاسد الكثيرة التي أشارت إليها سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها).
السؤال السادس: هل يمكن ان تلخص لي مضامين الروايات التي وردت حول الأئمة (عليهم السلام) والتي ذكرت ان عددهم إثنا عشر، وهل هذه الروايات تفسّر بعضها البعض ام لا؟
الجواب:
نعم يمكن ان اجمع لك مضامين هذه الروايات الكثيرة التي ذكرها مصنف كتاب منتخب الاثر دامت الطافة، والتي هي اكثر من ثلاثمائة حديث ورواية من كتب الفريقين، على شكل طوائف اوضح مما ذكرناه في البيان للفصل الاول، ولتعلم عزيزي القارئ؛ إن الاحاديث يفسّر بعضها البعض بشكل واضح ممّا يجعل الباحث في غنى عن شرحها.
1- طائفة من الاخبار دلّت على ان أول الخلفاء الالهين هو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وآخرهم المهدي (عليه السلام).
2- وطائفة دلّت على أن اولهم علي وثانيهم الحسن وثالثهم الحسين عليهم السلام وأن التسعة الباقين هم من ولد الحسين (عليه السلام).
3- وطائفة دلت على أن التاسع من صلب الحسين الذي هو ثاني عشرهم المهدي (عليه السلام).
4- وطوائف كثيرة ايضاً ذكرت عددهم وعرَّفتّهم شخصيا.
5- وهناك طوائف اخرى شرحت اجمالا وتفصيلا الاحاديث التي بشرت بالأئمة الاثني عشر(31).
السؤال السابع: يا حبذا لو تنقل لنا حديثا واحدا لكل طائفة حتى يكون ذلك سرورا لنا وثباتا لقلوبنا على محبة اهل البيت (عليهم السلام)؟
الجواب:
نعم لقد وردت هذه الروايات التي قسّمناها على طوائف خمس تقريباً، وهي مفسرة للاحاديث التي تحتاج الى تفسير، فهي تشرح بعضها بعضا وتجعل الباحث في غنى عن شرحها(32).
واليك رواية على الطائفة الاولى:
فقد ورد في ينابيع المودّة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يا علي انت وصي حربك حربي وسلمك سلمي، وانت الامام وأبو الأئمة الاحد عشر الذين هم المطهّرون المعصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، فويل لمبغضيهم، يا علي لو أنّ رجلا احبك واولادك في الله لحشرة الله معك ومع اولادك، وانتم معي في الدرجات العلى، وانت قسيم الجنّة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار(33).
وأما الرواية التي نذكرها كمثال آخر على روايات الطائفة الثانية:
فهي من كفاية الاثر(34)؛ قال أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أباذر ايتني بابنتي فاطمةّ؟ قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك؟ قال: فلبّت (فلبست خ ل) منحلها (منجلها ج ل) وأبرزت (واتزرت خ ل) وخرجت حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا رأت رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انكبّت عليه وبكت وبكى رسول الله لبكائها وضمّها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة (مغضوبة خ ل) وسوف يظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين، وأنت أول من يرد عليّ الحوض.
قالت: يا أبه أين ألقاك؟
قال: تلقيني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبّيك وأطرد أعداءك ومبغضيك. قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: تلقيني عند الميزان.
قالت: يا أبه وإن لم ألقك عند الميزان؟
قال: تلقيني عند الصراط وأنا أقول: سلم سلم شيعة علي.
قال أبو ذر: فسكن قلبها، ثم التفت اليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا أباذر إنّها بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين، وبعلها سيد الوصيّين، وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنّهما إمامان إن قاما او قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة معصومون قوّامون بالقسط، ومنّا مهديّ هذه الامّة قال: قلت: يا رسول الله فكم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل(35).
واما الرواية على الطائفة الثالثة:
عن أبي سعيد الخدري(36) قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: اهل بيتي أمان لأهل الارض كما ان النجوم أمان لأهل السماء، قيل: يا رسول الله فالأئمة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم الأئمة بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين (عليه السلام) أمناء معصومون، ومنّا مهدي هذه الأمة، ألا إنهم اهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما بال اقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي(37).
وإما الرواية على الطائفة الرابعة:
كمثال فهي ما ورد(38) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقال له: نعثل فقدّم عدّة اسئلة للرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم).... ومنها قوله: فأخبرني عن وصّيك من هو؟ فما من نبي إلا وله وصّي وان نبينا موسى بن عمران أوصى الى يوشع بن نون؟ فقال: نعم إن وصيّي والخليفة من بعدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) وبعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة ابرار. قال: يا محمد فسمّهم لي؟ قال: نعم، إذا مضى الحسين فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد، فاذا مضى محمد فابنه جعفر، فاذا مضى جعفر فابنه موسى، فاذا مضى موسى فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن، ثم الحجّة بن الحسن، فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني اسرائيل. قال: فأين مكانكم من الجنة؟ قال: معي في درجتي.
قال: اشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله، واشهد أنهم الاوصياء من بعدك ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة، وفيما عهد الينا موسى بن عمران أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي، يقال له؛ احمد خاتم الانبياء لا نبي بعده، فيخرج من صلبه أئمة ابرار عدد الاسباط.... ثم ذيل الرواية قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى، ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله تعالى له بالخروج فيظهر الاسلام ويجدد الدين، ثم قال عليه السلام: طوبى لمن احبّهم والويل لمبغضهم، طوبى لمن تمسّك بهم.
فانتفض نعثل وقام بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنشأ يقول:

صلى العلي ذو العلى عليك يا خير البشر * * * بكم هدانا ربّنا وفيكم نرجو ما امر
حباهم ربّ العلى ثم صفاهم من كدر * * * آخرهم يشفي الظمأ وهو الامام المنتظر
انت النبي المصطفي والهاشمي المفتخر * * * ومعشر سميتهم أئمة اثني عشر
قد فاز من والاهم وخاب من عادى الزهر * * * عترتك الاخيار لي والتابعون ما امر
من كان عنهم معرضا فسوف يصلى بالسقر(39)

وهناك روايات شارحة للطائفة الخامسة كما ذكرنا كرواية(40) ابراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في دعاء يقرأ بعد صلاة تصلى للأمر المخوف، وهي التي كانت الزهراء (عليها السلام) تصليها:
(اسألك أن تصلي على محمد وآله وان تقضي لي حوائجي وتسمع محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجّة صلواتك عليهم ورحمتك وبركاتك ورحمتك صوتي، فيشفعوا لي اليك وتشفعهم فيّ ولا تردّني خائبا..... الدعاء(41).
السؤال الثامن: هل بإمكانك أن تلخص الامور التي نستفيدها من احاديث هذه الطوائف والتي ذكرت لنا بعض الامثلة عليها سابقا؟
الجواب:
نعم لكن ذلك يعلم بعد ملاحظة ما نستخلصه من تلك الروايات، فإنها ذكرت صفات للاثني عشر (عليهم السلام)، وهذه الروايات قد جمعها مؤلف كتاب منتخب الاثر (دام ظله) فإذا اردت استقصائها فراجع المصدر. خلاصتها: أن الاسلام لا يزال عزيزا بهم، أنهم اثني عشر، كلهم من قريش، وكلهم من بني هاشم، أن الهرج وقيام الساعة يكون بعد فقد آخرهم، إنهم الخلفاء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، انهم الامراء، انهم رجال، انهم اثني عشر قيماً وكلهم لا يرى مثله، كعدّة نقباء بني اسرائيل انهم كتاب حطة، وجوب التمسّك بهم، انهم كسفينة نوح، انهم الأئمة الراشدون، وهم من ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، انهم اهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن عترته، كعدد حواري عيسى (عليه السلام)، هلاك من خالفهم، أنهم بعدد شهور الحول (السنة)، انهم اعلم الخلق، من آذاهم لا ينال شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنهم احد الثقلين وعدل القرآن، انهم الكلمة الباقية، انهم المطهرون من الرجس والدنس، أنهم الأئمة الزهر، أن المهدي (عليه السلام) منهم وآخرهم، حبّهم نافع في مواطن كثيرة، الشفاعة لمن تمسّك بهم، من خالفهم في جهنّم، خلقوا من نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطينه، هم الامناء المعصومون، نزول الملائكة عليهم في ليلة القدر، أنهم أئمة محدثون، انهم العدول، الراسخون في الدين والعلم، انهم مع الرسول في جنته، بشرّ بهم موسى وهارون عليهما السلام، اولهم قسيم الجنة والنار، ليس منهم إلا مقتول او مسموم، عندهم علم الرسول وفهمه وحكمته، منهم الصديقون والصالحون، وحسن الرفقة مع الانبياء في الجنة، هم السعداء واولوا الالباب، وإن عيسى معهم آخر الزمان، الذين امرنا بصلتهم لأنهم ارحام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، هم الهداة المهديون، يعملون بالهدى ودين الحق، هم شهداء على الناس، اجتباهم الله، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج، هم ملة ابراهيم (عليه السلام)، أن الله عصمهم من النسيان والاشتباه، وهم اولوا الأمر الذين امر القرآن بطاعتهم، وغير ذلك من الصفات التي وردت لهم في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي كثيرة ذكرنا بعضها كمثال حيث لا مجال لحصرها هنا(42).
واما الذي نستفيده من تلك الطوائف فهو:
1- نستفاد ان عدد الخلفاء محصور في اثني عشر فقط لا يزاد عليهم ولا ينقص.
2- بقاء الارض وسكونها عن الاضطراب ما داموا باقين عليها.
3- عدم انقضاء هذا الامر (دين الاسلام) قبل موتهم عليهم السلام، واستمرار بقاء الاسلام ببقائهم.
4- بقاء الامام الثاني عشر حي على وجه البسيطة وان طال عمره الشريف.
5- عزة الدين وعدم قدرة الطواغيت على محوه ودرس آثاره إلى مدة هؤلاء الاثني عشر. قال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون)(43).
6- مفاد الروايات بطوائفها المتعددة: أن عزّة الاسلام تبقى ببقائهم (وان لم تكن ازمة الحكم والسلطة بأيديهم) ولا ترتفع بجميع مراتبها، نعم العزّة المطلقة لا تتحقق إلا في دولتهم وتولّيهم الامور ظاهرا، نعم نقصد عزّة الاسلام ببعض مراتبها الذي يمنع زوال الدين ويجعله مصونا ومحفوظا بهؤلاء الاثني عشر وان العزة المطلقة سوف تتحقق حتما في دولة الثاني عشر منهم، (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)(44).
7- انّ امامة هؤلاء الائمة (عليهم السلام) إنما تكون على التوالي دون التفريق، وهذا أمر يستفاد من صراحة هذه الاحاديث بذلك(45).
السؤال التاسع:
رواية وسؤال
ورد في صحيح مسلم عن الشعبي، عن جابر ابن سمرة قال: انطلقت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعي أبي؛ فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا الى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها(46) الناس! فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.
والسؤال: عن وجه كثرة كلامهم ولغطهم وعلة صراخهم، وضجتهم!؟ (وهذا الذي يظهر من تلك الرواية)، التي أصَمَّت جابرا بل منعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من إتمام خطبته وبيان ما لعله كان بصدده من تعريف الاثني عشر بأكثر من ذلك؟
والجواب عن هذا السؤال:
كما قال بعض الشارحين للاحاديث: أنّه قد ظهر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع ما فهموا منه قرب ارتحاله إلى الرفيق الاعلى، وظهر منه أنه يريد في هذه الحجّة الاخيرة؛ إكمال الدين وإتمام النعمة بإعلان النظام الشرعي في الحكومة والدولة، وإبلاغ ما أنزل الله تعالى عليه في الإدارة والسياسة والوصية لمن يصلح للقيادة والولاية، فقد أكد وكرّر الوصية بالثقلين (الكتاب والعترة) بادئا بقوله (صلى الله علي وآله وسلم): (إني تارك فيكم الثقلين) الظاهر: في أنه وصيّة منه، وأن رجوعه الى المولى جلّ شأنه قريب، وأوصاهم بالتمسك بهما فقال: (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) وحذرهم التقدم عليهما الموجب للضلال والتأخر عنهما الموجب للهلاك، كما أعلن ولاية الامام علي (عليه السلام) في غدير خم بالإعلان والبلاغ الذي لم نجد مثله منه في إبلاغ حكم من الاحكام، وكان في القوم فئة لا ترتضي ذلك لأهواء سياسية خاصّة، وهم الذين خالفوا نصوص الثقلين وغيرها وتركوا التمسك بالعترة والاخذ عنهم، والائتمام بهم وبالغوا في ذلك وفي صرف الناس عنهم، حتى إنهم رجّحوا الاخذ عن أعداء العترة الطاهرة ومبغضيهم على الاخذ من احاديث اهل البيت وشيعتهم، والكلام في ذلك طويل، ونكتفي بما قيل للشافعي: إنّ اُناسا لا يصبرون على سماع منقبة او فضيلة لأهل البيت، وإذا سمعوا احدا يذكرها قالوا: هذا رافضي واخذوا في حديث آخر، فأنشأ الشافعي يقول:

إذا في مجلس ذكروا عليا * * * وسبطيه وفاطمة الزكية
وقال تجاوزوا يا قوم هذا * * * فهذا من حديث الرافضية
فأجرى بعضهم ذكرى سواهم * * * فأيقن أنه لسلقلقية
برئت الى المهيمن من اناس * * * يرون الرفض حبّ الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربّي * * * ولعنته لتلك الجاهلية(47)

نعم هذه الفئة السياسية التي تحزّبت وتشكلت في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأت؛ أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لا يدع تكرار التنصيص على هذا الامر وإتمام الحجّة عليهم؛ سعت سعيها لإخفاء ذلك فلما رأوا أنّه صلى الله عليه وآله سلم يصرّح بعدد الخلفاء خافوا من سماع القوم كلامه وكلمته التي خفيت على جابر لكثرة صراخهم وشدة ضجّتهم ولعله قال: (كلهم اهل بيتي) او قال على ما في بعض طرق الحديث: (من بني هاشم) او غير ذلك، وخافوا من ذلك، اومن ان يأتي بتمام كلامه ويتّم خطبته فيعرّف الاثني عشر؛ بأوصافهم المختصة بهم وبأسمائهم فضجّوا ورفعوا اصواتهم بالصراخ او التكبير حتى لم يستيقن ابن سمرة حسب ما جاء في بعض طرق الحديث قال: فزعم أنّه قال:... الخ.
والذي يؤيد هذا النظر ويقرّبه ما صدر عن هذه الفئة عندما أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابة وصيّته وطلب الدواة والقرطاس حتى؛ يكتب لهم ما لا يضلون بعده ابدا كما ضمن لهم ذلك بالتمسك بالكتاب والعترة في حديث الثقلين، فمنعتها هذه الفئة التي غلبت على الحكم والسلطان بعده، فقالوا فيه غلب عليه الوجع، أي لا يفهم ما يقول ويقول هجرا وهذيانا، كلمة لا يرضى احد ان تقال لأبيه وهو في مثل هده الحالة؛ فكان ابن عباس يقول: الرزية كل الرزية ما حالوا بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّته. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون(48).
السؤال العاشر: لقد ذكرت الاحاديث صفات الأئمة الاثني عشر ومنها لفظ الخليفة والأمير والحاكم يا حبذا لو تذكرون معاني هذه الكلمات وهل هي مترادفة ام لا؟
الجواب:
إذا راجعنا كتب اللغة وجدنا معانيها فالخليفة هو النائب عن الغير سواء كان الغير غائبا او ميتا او عاجزا.... وسواء كان المنوب عنه والمستنيب هو الله تعالى او النبي او غيره. والخليفة في القرآن ظاهر في خليفة الله تعالى وان الامر المستخلف فيه هو من شؤون الله تعالى وليس لاحد ان يتصرف فيه بدون إذنه تعالى واستخلافه كقوله تعالى: (انّي جاعل في الارض خليفة)(49) وقوله تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض)(50) فالخلفاء هم نوّاب الله تعالى على عباده وقوّامه على خلقه.
واما الامراء فهم الحكام سواء كانوا خلفاء ام لم يكونوا، فكل خليفة أمير وحاكم وليس كل أمير وحاكم خليفة.
والخلافة منصب الهى ونيابة عن الله في خلقه قائمة على اساس العدل والقيم الانسانية والرفق لأن سلطته متصلة بسلطة الله الحكيم العادل الرحمن الرحيم الجبّار القاهر الجواد القدّوس العطوف الغفار السلام، فلا تتم ولا تتحقق إلا بالجعل الالهي لا يشركه في ذلك أحد، وهذا ايضاً ثابت بحكم العقل.
وإن الخليفة لطف من الله لا يختص بزمان دون زمان(51).
السؤال الحادي عشر: إذا كان منصب الخلافة منصبا الهيا فهل يحق لنا اطلاق لفظ الخليفة على كل من تصدّى لحكومة المسلمين وتسلط عليهم؟
الجواب:
لقد دلت كثير من الروايات التي سنشير الى بعض منها: أن لفظ الخليفة والخلافة إذا اطلق في الكتاب والسنة، أريد منهما خليفة الله والخلافة الالهية العظمى(52)، فليس يجوز اطلاق هذا العنوان حتى على نحو التجوز والمسامحة على غير اهل هذا المنصب الشرعي الالهي، فلا يجوز اطلاق لفظ (خليفة الرسول) على فلان وفلان وعثمان ومعاوية واضرابهم وامراء بني العباس سواء في دمشق وبغداد والاندلس وغيرها من امصار المسلمين. فإذا لقب شخص غير الأئمة الاثني عشر بلفظ خليفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) او الرسول فهو ليس من باب الحقيقة بل تجوزا وحتى التجوز لا يجوز فيه(53).
فمن الاحاديث التي ذكرت الخليفة وأريد به الخلافة الالهية هي؛ الاحاديث الكثيرة التي وردت من طرق الفريقين كالرواية الواردة في الأمالي(54): عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنك تُدعى أمير المؤمنين (عليه السلام) فمن أمّرك عليهم؟ قال: الله جلّ جلاله أمّرني عليهم، فجاء الرجل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أيصدق علي فيما يقول إن الله أمّره على خلقه؟ فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: إنّ عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته، إنّ عليا خليفة الله وحجّة الله وإنّه لإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعةّ الله، ومعصية مقرونة بمعصية الله، فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني، لأنّه منّي خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولديّ الحسن والحسين، ثم قال: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله(55).
وكذا ما ورد: في الامام المهدي (عليه السلام) وإنه خليفة الله(56).
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث حذيفة: إن كان لله خليفة في الارض فضرب ظهرك واخذ مالك فأطعه (وعلى رواية فالزمه)(57).
وقال الشيخ بهاء الدين العاملي يمدح امام العصر والزمان سلام الله عليه:
خليفة ربّ العالمين وظله على ساكني الغبراء من كلّ ديار(58)
السؤال الثاني عشر: ما الذي يراد من معنى الامام والولي إذا اطلق على غير الله تعالى؟ وما هو المراد منهما إذا أطلقا على خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
الجواب:
إذا اطلق عليهم لفظ الامام فإنه يراد بهذا اللفظ: أنه صاحب المقام المجعول من الله تعالى، سواء كان نبيا او وصي نبي، (وإن كان معناه في اللغة عاما، حيث يصح اطلاقه على إمام الجماعة، او امام في اللغة، او الفن الفلاني)؛ الذي نصبه الله تعالى إماما وجعله علما لعباده ومنارا في بلاده يرجع إليه القاصي، ويفيء إليه الداني، وهو لقب يختص بحجّة الله، سواء كان نبيا او وصيا كقوله تعالى؛ (وإذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين)(59).
وقوله تعالى في الانبياء والاوصياء (عليهم السلام): (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة)(60).
ومما يدل على ظهور هذا اللفظ في ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف امام زمانه فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا)(61).
واما لفظ الولي: فهو تارة تستعمل بالإضافة مثل ولي الله، او ولي الناس، او ولي المؤمنين، ونحو ذلك، والمتبادر الى الذهن من جميع ذلك؛ أنه على معنى لفظ الخليفة والامام، فله قدسيّته وروحانيّته، واستمداده من ولاية الله الكاملة المطلقة.
فالخليفة والامام والولي قد تصدق على معنى واحد، بل كل منها دائم الصدق على ما يصدّق عليه الآخر فيجوز أن نقول خليفة الله او ولي الله، إمام المسلمين، او وليهم(62).
السؤال الثالث عشر:
حسنا بعد معرفة كل هذا فإنا يلزم علينا التمسك والاعتقاد بهؤلاء الأئمة الاثني عشر، والآن نسئل ونقول: أنّ الاحاديث التي ذكرتهم (عليهم السلام)، على أي مذهب من مذاهب المسلمين يمكن تطبيقها؛ فإنّ الشيعة الامامية تعتقد بإمامة هؤلاء الاثني عشر، وغيرهم يعتقد ويحمل ويطبق احاديث الأئمة الاثني عشر على بعض الصّحابة، وبعضهم لعله يحمله على الملوك والامراء الامويين او العباسيين؟ فماذا تقول؟
الجواب:
لا يمكن ان نحمل ونطبّق احاديث الأئمة الاثني عشر على صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من الذين تصدوا للحكم؛ لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن تٌحمل على الملوك الامويين لزيادتهم على الاثني عشر ولظلمهم الفاشي، ولكونهم من غير بني هاشم لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (كلّهم من بني هاشم)، ولا يمكن الحمل والتطبيق على الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور وقلة رعايتهم لما أمر به تعالى في قوله على لسان رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى)(63)، وحديث الكساء، فتتبعوا ذرية الرسول قتلا وتشريدا، فلا بدّ من أن تحمل هذه الاحاديث على الأئمة الاثني عشر من اهل بينه وعترته (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنهم؛ كانوا أعلم اهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم عن آبائهم متصلة بجدّهم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبالوراثة اللدنية، كذا عرّفهم اهل العلم والتحقيق واهل الكشف والتوفيق.
وشهد على ذلك حديث الثقلين الوارد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وما مرّ من الاحاديث المتكررة في ذلك(64).
السؤال الرابع عشر: لقد قام البعض من علماء العامة بتطبيق روايات الاثني عشر على غير مذهب اهل البيت فماذا تقول في ذلك؟
الجواب:
عزيزي القارئ يجده في ما سطره يراع العلامة صاحب كتاب منتخب الاثر حيث قال دام ظله:
نعم لقد قامت المدارس السياسية الغالبة على الحكم، القائمة على نفي ولاية اهل البيت (عليهم السلام) وترك النصوص الحاكمة بإمامتهم، إما بترك إخراج هذه الاحاديث وروايتها، او بالتشكيك في طرقها، وردّّ رجالها بجريمة حبّ اهل البيت ورواية فضائلهم، او تفسير ها على خلاف ظاهرها للحيرة والدهشة امام هذه الاحاديث المتواترة الصحيحة، فسلكوا في تفسير ها مسالك وعرة، وحملوها على احتمالات واهية، وآراء باطلة لا يمكن لهم الجزم بواحد منها، فأنكر كل واحد منهم تفسير الآخر بالردّ والنقض، فبقوا حائرين عاجزين عن صرف انطباق هذه الاحاديث على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، المؤيدة بغيرها من النصوص الكثيرة المتواترة، وكمثال على ذلك (راجع قول ابن البطال في فتح الباري) وإنما وقعوا في هذا الحيص والبيص الشديد لأنهم لم يريدوا الاخذ بمداليلها الظاهرة المستقيمة المنطقية على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) (عند مذهب الشيعة الاثني عشرية) طمعا او خوفا من الحكومات الطاغوتية التي لم تسمح لهم بالإفصاح عن الحق، واشترت اخلاقهم وافهامهم بعرض الدنيا وزخارفها وحطامها، فصيّرتهم عملاء لسياستها التي بنيت على الاستعلاء والاستضعاف، واستعباد عباد الله، وجعلتهم المدافعين عن ظلمهم وجرائمهم وسيرتهم الكسروية والقيصرية، فحملوا قبائح اعمالهم وما يعبثون بمصالح المسلمين وفيئهم، وما يرتكبون في بلاطهم من انواع المعاصي والاشتغال بالملاهي والمعازف، وإسرافهم في الاموال وتبذيرها وصرفها فيما حرّمه الله تعالى، ومنعها اهلها من الفقراء والضعفاء؛ على المحامل القائمة على تأويل الاحكام والنصوص، كقولهم: بحرية ارباب الحكم وعدم جواز استنكار اعمالهم ووجوب طاعتهم وإن كانوا مثل يزيد والوليد، وغير هما من طواغيت وملوك بني امية وبني العباس، وغير هم من الجبابرة الذين جعلوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، كما نرى اليوم في البلاد الاسلامية من الحكام العملاء للدول الغربية المستكبرة! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فلهم أقاويل مختلفة متناقضة في تفسير الاحاديث الواردة في الاثني عشر:
أحدها: قال بعضهم؛ إن قوله (اثنا عشر) إشارة الى من بعد الصحابة من خلفاء بني امية، لاستقامة السلطنة.
ولكن أيها العزيز هذا الرأي مخالف لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ويكون من بعدي) اي بلا فصل ولا تراخي، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل يكون بعد الصحابة، فلا يشمل اذن خلفاء بني امية، كما ان بني امية ليسوا خلفاء بالاتفاق، وإنهم ملوك وشرّ ملوك، وكيف يمكن تنزيل الحكام الامويين الجبابرة الفجرة منزلة نقباء بني اسرائيل وحواري عيسى.
وهل مثل يزيد يكون خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو قاتل الحسين (عليه السلام) ريحانة الرسول وسيد شباب اهل الجنة، والفاسق المعلن بالمنكرات والكفر، والمتمثل بأشعار ابن الزبعري المعروفة والتي يظهر منها كفره وعدائه للإسلام والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال لعنه الله:

نعب الغراب فقلت صح أولا تصح * * * فقد اقتضيت من الرسول ديوني(65)

او القائل:

لعبت هاشم بالملك فلا * * * خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم انتقم * * * من بني احمد ما كان فعل(66)

وهو الذي امر مسلم بن عقبة فاستباح المدينة ثلاثا، فقتل خلقا من الصحابة، ونهبت بأمره المدينة، وافتضّت فيها الف عذراء، وقيل تولد من النساء اربعة آلاف ولد، من تلك الواقعة(67)، وكتب التاريخ والحديث مشحونة بالكثير من تلك الجرائم والمثالب على الخلفاء الامويين وغيرهم.
هذا مضافا الى دلالة هذه الروايات؛ على انحصار الخلفاء في الاثني عشر(68).
السؤال الخامس عشر:
مما يقف عليه المتتبع في احاديث الاثني عشر؛ ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير(69) رواية عن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة. (أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا، وصاحب رحى داره؛ يعيش حميدا ويموت شهيدا. قيل من هو يا رسول الله؟ قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم التفت إلى عثمان فقال: وانت سيسألك الناس ان تخلع قميصا كساك الله عزّ وجل، والذي نفسي بيده لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط).
فما هو رأيكم بهذا الحديث الذي لعلّه يتبادر إلى ذهن البعض؛ أنه يلزم منه تطبيق روايات الاثني عشر على هؤلاء؟
الجواب:
اعلم إننا لم نقف على احد احتجّ بهذه الزيادة التي بين قوسين، والمكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتفسير هذه الاحاديث، او اثبات؛ إن خلافة هؤلاء الثلاثة شرعية منصوصة، بل الظاهر اتفاقهم على عدم وجود نصّ من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على ولاية هؤلاء الثلاثة، ولا ريب انها من وضع العثمانيين ومحاولتهم لإخفاء مطاعن عثمان وأحداثه وبدعه في الاسلام، التي استنكرها مثل طلحة، وعائشة، وعمّار، وغير هم من المسلمين الاوائل، على كثرتهم في الامصار، استنكارا شديدا وفتحت على المسلمين باب الفتن والحروب الداخلية، وأدت الى ثورة المسلمين ومطالبتهم إياه تطبيق اعماله وأحكامه على القوانين الشريعة، ولكنه لم يتنازل عمّا كان عليه من سياساته المالية والحكومية، حتى انتهى ذلك الى تشّدد الثوّار فصار ما صار وقتل عثمان.
ولأجل ايضاح زيادة هذه العبارة على الخبر؛ أن الحديث ضعيف سندا، حيث من رجاله عبد الله بن صالح واتهم بالكذب، وإنه ليس بثقة وإنه منكر الحديث، وحديثه ليس بحجّة، وإنه متّهم وليس بشيء وغير ذلك، ومن رجاله الليث ابن سعد، وهو من فقهاء الدولة العباسية، فكان محلا لثقة المنصور الجبّار الفتّاك، وخدم الخلفاء العباسيين الذين جاءوا بعد المنصور، وقام الليث بتضعيف موالاة المصريين لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن الثورة على عثمان انطلقت من مصر، فكان الليث يذكر للمصريين فضائل لعثمان إذ لعلّ عبد الله بن صالح وضع هذه الزيادة ورواها الليث هذا، حيث كان يرى أن للحديث روح وهي اقصر من ظاهر الحديث! فرواية الحديث الموضوع على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمصلحة سياسية او غيرها من المصالح، لا يعتبر كذبا على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)!.
وكان هذا الليث؛ يعيش حياة الترف والبذخ والاسراف والاستكبار، ممّا يجعل سوء الظنّ به محلا في وضع هكذا زيادة للحديث منه، او من غيره من رجالات الخبر، فكان يستخدم الفقه والعلم تجارة ليجلب رضا هارون امبراطور عصره، وزوجته امبراطورة عصرها(70).
وكذلك متن الرواية فان نسبة صدور هكذا كلام إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنه نسب إكساء مثل عثمان قميص زعامة الناس وسيادتهم الى الله تعالى! توهين لمقام الرسالة المعظمة، تقدّس الله الحكيم المنزّه عن ذلك، وتعالى عمّا يقوله الظالمون علوا كبيراً، فلقد قام عثمان بسوء اداره لم يرتضها من الصحابة إلا المروانيّون والامويّون واذنابهم، الذي يؤثر امثال الحكم وابنه مروان على الصحابة العظام؛ والذي يلعب به مروان حتى صار سائقا له يسوقه حيث يشاء، فهل يزعم احد انّ الله تعالى يكسي قميص الخلافة لمثل هذا، ثم يهدّده بانّه إن خلعه لا يدخل الجنة!
قال سيد قطب: ولقد كان من سوء الطالع ان تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير، ضعفت عزيمته عن عزائم الاسلام، وضعفت ارادته عن الصمود لكيد مروان وكيد امية من ورائه.
وقال: منح عثمان من بيت المال زوج ابنته؛ الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم.... ومنح الزبير ذات يوم ستمائة الف، ومنح طلحة مائتي الف، ونفل مروان ابن الحكم (طريد رسول الله) (صلى الله عليه وآله وسلم)) خمس خراج افريقية.
وحكى ايضاً نقلا عن المسعودي: إنه كان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسين ومائة الف دينار وألف الف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغير هما مائة الف دينار، وخلّف إبلا وخيلا كثيرا(71).
ثم إن ممّا يسهل الخطب ويدل ايضاً على وضع هذه الزيادة؟ عدم وجودها في غير المعجم من الكتب المعتمدة(72).
انتهى تلخيص الجزء الاول من الكتاب الموسوم: (منتخب الاثر في الامام الثاني عشر) بحمد الله ومنه ويليه تلخيص الجزء الثاني انشاء الله تعالى.
في ليلة ولادة سلطان العصر والزمان سلام الله عليه في سنة 1426 ﻫ على صاحبها آلاف التحية والسلام.


 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) الانبياء 105.
(2) النور 55.
(3) انتخبناه من كتاب منتخب الاثر في الامام الثاني عشر لآية الله العظمى الشيخ صافي الگلبايگاني دام ظله ج 1 ص 6- 10 بتصرف.
(4) تفسير القرطبي ج 13 ص 355.
(5) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلبايگاني دام ظله الشريف ج 1 ص 15.
(6) الاحزاب 7.
(7) النساء 59.
(8) الكافي ج 2 ص 74.
(9) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر لآية الله العظمى الشيخ صافي الگلبايگاني دام ظله، ج 1. ص 12 بتصرف.
(10) المصدر السابق ج 1 ص 13 بتصرف.
(11) كتاب منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج1 ص 14.
(12) مسند احمد ج 5، ص 106، وراجع منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 1 ص 21.
(13) راجع منتخب الاثر ج 1 ص 13.
(14) الملاحم والفتن لابن المنادي ص 113، باب سياق المأثور سندا في الخلفاء.
(15) لابي عبد الله محمد النعماني ص 103، باب 4 حديث 33.
(16) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 88.
(17) راجع منتخب الاثر من ص 19 _ 98.
(18) راجع منتخب الاثر ج 1 من ص101 _ 162.
(19) مسند أحمد بن محمد بن حنبل ج 5 ص 62.
(20) منتخب الاثر ج 1 ص 13.
(21) كفاية الاثر لابي القاسم الخزاز الرازي ص 27، البحار ج 36، ص 282.
(22) مسند أحمد ج 1 ص 398، وراجع منتخب الاثر ج 1 ص 42.
(23) كشف الاستار ص 74، كفاية الاثر ص 139، بحار الانوار ج 36 ص 332.
(24) الكافي ج 1، ص 529، والعيون ج 1 ص 47، والخصال ج 2 ص 477 وغيرها من المصادر.
(25) منتخب الاثر ج 1 ص 128.
(26) ينابيع المودة ص 443.
(27) منتخب الاثر ج 1 ص112.
(28) منتخب الاثر ج 1 ص 27 _ 28 الحاشية.
(29) الطبّين : الفطن الحاذق وهو امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) الإمام الحق.
(30) البحار ج 43 ص 158، ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج، ج 16ص 234، وابن جرير الطبري، في دلائل الإمامة ص 40.
(31) منتخب الاثر ج 1 ص 258.
(32) منتخب الاثر ج 1 ص 258.
(33) ينابيع المودة ص 85 _ 16.
(34) كفاية الاثر ص 36.
(35) منتخب الاثر چ 1 ص 86.
(36) منتخب الاثر ج 1 ص 114.
(37) كفاية الاثر ص 29، وبحار الانوار ج 6 3 ص 291.
(38) فرائد السمطين ج 2 ص 132.
(39) منتخب الاثر ج 1 ص 170.
(40) مصباح المتهجد وسلاح المتعبد للكفعمي ص 211.
(41) منتخب الاثر ج 1 ص 248.
(42) اقتبسنا كل ذلك من بعض الروايات التي ذكرها المصنف دام ظلة في كتابه منتخب الاثر، ولم نستوفي كل الروايات.
(43) الصف 8.
(44) التوبة 33.
(45) منتخب الاثر ج 1 ص 262.
(46) أي منعوني عن سماعها او أسكتوني عن السؤال عنها.
(47) فردوس الاخبار ج 5، ذيل ح 8319، عن تنزيه الشريعة ج 1 ص 399.
(48) منتخب الاثر ج 1 ص 29.
(49) البقرة 30.
(50) سورة ص 26.
(51) منتخب الاثر ج 1 ص 264.
(52) منتخب الاثر ج 1 ص 265.
(53) منتخب الاثر ج 1 ص 267.
(54) الأمالي للشيخ الصدوق ص 116، المجلس 27.
(55) منتخب الاثر ج 1 ص 127.
(56) راجع سنن ابن ماجة ج 2 ص 519، ومسند احمد ج 5 ص 277.
(57) سنن ابي داود ج 2 ص 200 ومسند احمد ج 5 ص 430.
(58) منتخب الاثر ج 1 ص 265.
(59) البقرة 124.
(60) الانبياء 73.
(61) المسائل الخمسون للرازي المسألة 47، منتخب الاثر ج 1 ص 270.
(62) منتخب الاثر ج 1 ص271.
(63) الشورى 23.
(64) منتخب الاثر ج 1 ص 277.
(65) مقتل الحسين للمقرم ص 348.
(66) المصدر السابق ص 357.
(67) راجع مروج الذهب للمسعودي، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، والصواعق المحرقة، وراجع كتاب منتخب الاثر ج 1 ص 284.
(68) منتخب الاثر ج 1 ص 280.
(69) المعجم الكبير ج 1 ص 7.
(70) منتخب الاثر ج 1 ص 300.
(71) مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 332.
(72) منتخب الاثر ج 1 ص 302.