الإمام الثاني عشر في منتخب الأثر/ القسم الثالث
بحث مختصر على شكل سؤال وجواب للجزء الثاني من كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني دام ظله الوارف
إعداد: عبد السلام الترابي السدهي
الفهرس
الإهداء
مقدمة المعد
مقدمة المؤلف (دام ظله)
الفصل الاول: في ولادة الحجة (عليه السلام)
السؤال الاول: يحيط بولادته (عليه السلام) الخفاء والغموض (نقلنا خمسة روايات)
السؤال الثاني: في إثبات ولادته رغم انه خفي الولادة
1- جاريتان تشهدان بولادته
2- الشهادة بتاريخ ولادته
3- الإمام العسكري يخبر بولادته
4- الإمام العسكري يعرضه على أصحابه
5- أحد أصحاب العسكري يرى الحجة
السؤال الثالث: إثبات العقيقة عن الحجة (نقلنا ثلاث روايات)
السؤال الرابع: علماء العامة تشهد بولادته (ذكرنا (65) عالما)
السؤال الخامس: بعض من حالات أمه (سلام الله عليها) (نقلنا خمسة روايات)
الفصل الثاني: في غيبته (عليه السلام)
السؤال الأول: فيه من سنن الأنبياء ومنها الغيبة (نقلنا خمسة روايات)
السؤال الثاني: في أن له غيبتان (نقلنا خمسة روايات)
السؤال الثالث: حول الغيبة الكبرى (نقلنا خمسة موارد)
السؤال الرابع: علة الغيبة الكبرى (نقلنا خمسة روايات)
السؤال الخامس: بعض فوائد الانتفاع به في غيبته (ذكرنا خمسة روايات)
الفصل الثالث: في الحوادث التي تقع قبل ظهوره
السؤال الأول: معارك الرايات السود
1- الرايات السود تقاتل في باب اصطخر
2- الرايات السود تنزل الكوفة
3- الرايات السود تصل بيت المقدس
4- الرايات السود من المشرق
5- الرايات السود من أصحاب المهدي
السؤال الثاني: علامات على ظهوره
1- امتلاء الدنيا بالظلم
2- الامتحان والغربلة للشيعة
3- ضعف الإيمان وكثرة الكذب والبلاء
4- الإياس من ظهوره
5- ذهاب العلم
السؤال الثالث: علامات الظهور على شكل نقاط (ذكرنا (50) موردا)
السؤال الرابع: العلامات الكونية على ظهوره (نقلنا خمسة روايات)
السؤال الخامس: العلامات الكونية على شكل نقاط (ذكرنا (15) نقطة)
الفصل الرابع: حول أعماله التي يقوم بها عند ظهوره
السؤال الأول: بعض أعماله التي يقوم بها (ذكرنا خمسة روايات)
السؤال الثاني: التمهيد لنشر العدل
1- قتل الدجال
2- تدمير الأوثان وكل معبود من دون الله
3- ينصره الله على أعدائه
4- لا ترد له راية
5- ظهور الإسلام على كل الأديان
السؤال الثالث: روايات توضح قتاله
1- انه يظهر على أعداء الله
2- ينتقم من أعداء الله
3- يطالب بذحول أهل البيت (عليهم السلام)
4- انه يقوم بالسيف
5- يملك مشارق الأرض ومغاربها
السؤال الرابع: أنه يتبع القرآن والسنة المحمدية الأصيلة (نقلنا خمسة موارد)
السؤال الخامس: شخصيات لها دور قبل ظهوره
1- خروج السفياني
2- النفس الزكية
3- قتال شعيب ابن صالح
4- خروج اليماني ورايات أخرى
5- ظهور الدجال
السؤال السادس: دور الشيعة قبل ظهوره
1- في ما يدل على تمكين الناس لسلطانه
2- الرايات السود من المشرق
3- الإيرانيون والدفاع عن الإسلام
4- رايات أهل المشرق تدفع للمهدي
5- أكثر أنصاره من المشرق
الفصل الخامس: الدوافع لقتاله
السؤال الأول: يقاتل على التأويل (نقلنا روايتين)
السؤال الثاني: روايات مجملة في قتاله (نقلنا خمسة موارد)
السؤال الثالث: روايات مفصلة في قتاله (نقلنا خمسة موارد)
السؤال الرابع: قتال المهدي ضد الدجال (من هو الدجال؟) (نقلنا خمسة موارد)
السؤال الخامس: قتال المهدي ضد السفياني (من هو السفياني؟) (نقلنا خمسة روايات)
إليك يا سيدي ومولاي؛ الحجة ابن الحسن العسكري؛ قرة عيني، وسروري، وبهجتي، وكحل ناظري.
نزيلك حيث ما اتجهت ركابي وضيفك حيث كنت من البلادي
أهديك هذا الكتاب الجليل؛ الخطير الفحوى.
فعسى أن ينال رضاك فأحظى منك بنظرة فهي أمنية شائق يتمنّى ذكر فحنّ إليك.
مولاي فأسألك أن تشفع لي عند ربّك بقبول أعمالي وتبديل سيئاتي إلى حسنات، وتجعلني من همّك، وحزبك، ودعائك، وأن ترغب إلى الله تعالى؛ بأن يرضى عنّي ويقبلني ويلحقني بكم، ويجعلني من شيعتكم المقرّبين، وأوليائكم السابقين السالفين.
إنه وليٌ قدير والحمد لله ربّ العالمين.
المُعد
تعتبر قضية الإمام المهدي من ضروريات المذهب بل الدين الإسلامي لكثرة ما تواتر عن الرسول (صلى الله عليه واله)، وعترته الطاهرين من الأحاديث الشريفة حول منقذ البشرية الإمام الثاني عشر (صلوات الله وسلامه عليه).
وهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ هو ملخص لبعض فصول كتاب (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر) لآية الله العظمى الشيخ صافي الگلپايگاني (دام ظله الشريف)، والذي يعتبر كتابا فريدا من نوعه في هذا المضمار لما يحتويه من بحوث قيمة مستخرجة من كتب الفريقين، ومن بطون المصادر الكثيرة والتي تعتبر بحق كنوزا دفينة حول؛ الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)، وقد حاولت اختصاره، حتى اني حذفت الأسانيد، متوخيا الاختصار، ولكن أشرت إلى المصادر التي نقل عنها المؤلف (دام ظله الشريف)، وجعلته على خمسة فصول، ويحتوي كل فصل؛ على خمسة أسئلة مع أجوبتها، وكل جواب فيه خمسة فروع، أو خمسة روايات تقريباً، وقد اقتضى البحث تكرار بعض الروايات، كما أن البعض صار على شكل نقاط تسهيلا للأمر، فخرج هذا الكتاب ملخصا لبعض فصول الجزء الثانـي من منتخب الأثر، ومن أراد التوسع فعليه بالمصدر المذكور، ونسأله تعالى ان ينفع به سائر اخواني المؤمنين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وسيد المرسلين، مولانا ابي القاسم محمد وعلى آله الطاهرين، الأئمة الاثني عشر خلفائه الهادين المهديّين.
آلا اِن الإسلام بأحكامه البناءة الإلهية، قام في كل عصر وزمان؛ في وجه الضلالات بكل أساليبها، وما زال يسجل انتصاراته في هذه المعارك الايديولوجية.
فكتابه العظيم، وهو القران الكريم، كما كان في عصر نزوله يهدي للتي هي أقوم، فكذلك هو في ما بعد، وفي كل العصور والقرون الى قرننا الخامس عشر هذا، وبعدة الى آخر الدهر.. يهدي للتي هي اقوم، فهو يحمل دينا الهيا ووحيا سماويا، جاء للبشرية كلها في كل عصورها الى ان يرث الله الارض ومن عليها، دين جاء للبقاء والخلود، لهداية جميع الامم، وتحقيق العدل بينها، فهو لا يرضى بتسلط امة على امة ولا بلد على بلد، ولا قوم على قوم، ولا ينظر مصلحة شعب دون شعب...، جاء ليختم الحياة على الارض؛ بإقامة دولة العدل الالهي، على يد خاتم الاوصياء والحجج، صلوات الله وسلامه عليه، ليكون الدين كله لله رب العالمين، وتكون الامم كلها امة واحدة، لا فرق بين ابيضهم واسودهم، واحمرهم واصفرهم.. كلهم امام الحق سواء.
وواجب المسلمين – لاسيما علماء اليوم، وقد يئست البشرية من جميع المدارس، والايديولوجيات المادية والانظمة العلمانية، واجبهم- عرض مبادئ الدين الحنيف الالهية على البشرية الحائرة، وبيان ما فيه من الطاقات القوية الجامعة الكافلة لجميع ما تحتاج إليه، مقتصرا على ما بين في الكتاب والسنة، متعلما من القرآن والنبيّ (صلى الله عليه واله وسلم)، وعترته الطاهرة (عليهم السلام).
فيا أيها المسلمون؛ كونوا شاكرين لهذه النعمة العظمى، ولا تكونوا عنها غافلين او- والعياذ بالله - معرضين عنها او كافرين (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون؛ ان شرّ الدواب عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون)(2)، واتقوا من الالحاد في آيات الله ودينه، قال الله تعالى: (ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير ام من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير)(3)، فخوضوا في بحار هذه العلوم، واستخرجوا ما فيها من الدرر الغالية، وعليكم بالسير والسياحة في رياضها؛ التي عرضها اعرض من السماء والارض، فاقتطفوا من ازهارها الجميلة البهية واثمارها الشهية الروحانية، وخذوا من هذا التراث الاسلامي؛ ما به حياة روحكم واصابة نظر كم وسلامة فكركم ونظام معاشكم ودينكم ودنياكم ولا تبتغوا له بدلا، وكونوا من تلامذة مدرسة الحديث وخرّيجي مدرسة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومدرسة اهل بينه والائمة الصادقين من عترته (عليهم السلام) قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(4).
وهذا الكتاب الذي بين يديك (عزيزي القارئ)؛ هو ملخص من كتابنا الكبير في احاديث مولانا المهدي المنتظر صاحب الزمان (عليه السلام) المسمّى بمنتخب الاثر افردناه لفوائده الجمّة المستقلة المختصّة به ودلالته على عظم امر الخلافة وشأن الولاية والامامة، قال الله تعالى (يوم ندعوا كلّ اناس بإمامهم)(5)، وقال تعالى (انما انت منذر ولكل قوم هاد)(6).
الفصل الاول: في ولادته (عليه السلام)، وانه خفي الولادة
السؤال الاول: تعتبر ولادة الامام الحجة (عليه السلام)، ولادة يحيطها الكثير من الغموض والخفاء على الناس، مما شك البعض في وجوده الشريف، وانه ولد ام لا!؟
فما عندكم في جواب ذلك؟
الجواب:
اِن الظروف الصعبة؛ التي احاطت بولادة الامام الحجة (عليه السلام)، تشبه الى حد ما الظروف التي احاطت بولادة موسى (عليه السلام)، حيث فهم الظلمة؛ خروج امام تكون نهاية دولتهم على يده، وكيف لا يفهمون ويعلمون ذلك وقد؛ تواترت الروايات عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بولادته وخروجه في آخر الزمان، لذا حاولت القضاء على الامام الحجة (عليه السلام)، من حين ولادته، وقاموا بمراقبة بيت والده (اي الامام الحسن العسكري عليه السلام) حتى بعد شهادته حيث كبسوا وفتشوا بيت الامام للبحث عن الحجة (عجل الله فرجه) لقتله والقضاء عليه.
واليك بعض الروايات الدالة على خفاء ولادته:
1- كفاية الأثر(7): عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى: اني لأرجوك ان تكون القائم من اهل بيت محمد الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما!؟ فقال (عليه السلام): يا ابا القاسم ما منا الا قائم بأمر الله، وهاد الى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الارض من اهل الكفر والجحود، ويملأها عدلا وقسطا هو؛ الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم تسميته، وهو سمي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكنيه، وهو الذي تطوى له الارض، ويذلّ له كلّ صعب، يجتمع إليه من اصحابه عدد اهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من اقاصي الارض وذلك قول الله عز وجل: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير)، فإذا اجتمعت له هذه العدّة من اهل الاخلاص، اظهر امره فإذا اكمل له العقد وهي؛ عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله، فلا يزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى، قال عبد العظيم؛ قلت له: يا سيدى وكيف يعلم ان الله قد رضي؟ قال يلقي في قلبه الرحمة.... الحديث بتمامه.
2- كمال الدين(8): عن سعيد بن جبير قال: قال علي بن الحسين سيد العابدين (عليهما السلام): القائم منا تخفي ولادته على الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعته.
3- كشف الغمة(9): عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): ان شيعتك بالعراق كثيرون، فوالله ما في اهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج!؟ فقال: يا ابا عبد الله بن عطاء؛ قد امكنت الحشو من اذنيك! والله ما انا بصاحبكم! قلت فمن صاحبنا؟ قال: انظروا من تخفي على الناس ولادته فهو صاحبكم.
4- غيبة النعماني(10): عن ايوب بن نوح قال: قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام): اِنا نرجو ان تكون صاحب هذا الامر، وان يسوقه الله اليك عفوا بغير سيف؛ فقد بويع لك، وقد ضربت الدراهم باسمك، فقال: ما منا احد اختلفت الكتب إليه، واشير إليه بالأصابع، وسئل عن المسائل، وحملت إليه الاموال، الا اغتيل، او مات على فراشه؛ حتى يبعث الله لهذا الامر؛ غلاما منا خفي المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه.
5- غيبة النعماني(11) (ايضاً): عن عبد الله بن عطاء المكي قال: خرجت حاجا من واسط، فدخلت على ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) فسألني: عن الناس والاسعار؟ فقلت: تركت الناس مادين اعناقهم اليك، لو خرجت لاتبعك الخلق؟ فقال: يا ابن عطاء! قد اخذت تفرش اذنيك للنوكي، لا والله ما انا بصاحبكم ولا يشار الى رجل منا بالأصابع ويمط إليه بالحواجب الا مات قتيلا او حتف انفه، قلت: وما حتف انفه؟ قال يموت بغيظه على فراشه حتى يبعث الله من لا يؤبه لولادته، قلت: ومن لا يؤبه لولادته؟ فقال: انظر من لا يدري الناس انه ولد ام لا، فذاك صاحبكم.
وفي كونه (عليه السلام)؛ خفي الولادة يوجد؛ 13 حديثا(12).
السؤال الثاني: كيف تثبتون كونه (عليه السلام)؛ قد ولد بعد ما عرفنا؛ انه خفي الولادة على عامة الناس للظروف الخطرة التي احاطت به آنذاك؟
الجواب:
ان صاحب الدار ادرى ما في الدار؛ فان: اهل البيت (عليهم السلام) منذ زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قد؛ بشروا بولادته ونسبه وحسبه، وكما صدر عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) من؛ القول بولادته، ورؤية الخواص للإمام الحجة عند ما كان وليدا، ونحن نشير الى بعض من تلك الروايات، وسياتي في السؤال الخامس ما يدل على ذلك ايضاً، وهو في احوال امه (سلام الله عليهما):
1- جاريتان تشهدان بولادته:
الخرائج والجرائح(13): عن السياري: قال: حدثتني نسيم ومارية، قالتا: انه لما سقط صاحب الزمان (عليه السلام)، من بطن امّه جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه الى السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وآله، زعمت الظلمة ان حجة الله داحضة، لو اذن لنا في الكلام لزال الشك.
وفي معجزاته في حياة ابيه (عليهما السلام) يوجد؛ 10 احاديث(14).
2- الشهادة بتاريخ ولادته (عليه السلام):
كمال الدين(15): حدث علي بن محمد، قال: ولد الصاحب (عليه السلام) للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين.
3- الامام العسكري يخبر بولادة ابنه (عليهما السلام):
غيبة الفضل بن شاذان(16): حدثنا احمد بن اسحاق بن عبد الله الاشعري: قال: سمعت ابا محمد ابن علي العسكري (عليه السلام) يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى اراني الخلف بعدي، اشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهر ه فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
اِثبات الهداة(17): عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي انه؛ خرج من ابي محمد (عليه السلام) توقيع؛ زعموا انهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، وقد كذب الله عز وجل قولهم، والحمد لله.
4- الامام العسكري يعرضه على اصحابه:
ينابيع المودة(18): عن ابي غانم الخادم قال: ولد لابي محمد (عليه السلام) ولد فسماه محمدا، فعرضه على اصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الاعناق والانتظار، فاذا امتلأت الارض جورا وظلما؛ خرج فملأها قسطا وعدلا.
وفي من رآه ايام والده (عليهما السلام)؛ يوجد 20 حديثا(19).
5- احد اصحاب الامام العسكري يرى الحجة عند ابيه:
كتاب الغيبة(20): عن ابي سليمان داود بن غسّان البحراني، قال: قرأت على ابي سهل اسماعيل بن علي النوبختي؛ مولد محمد بن الحسن؛ بن علي؛ بن محمد؛ بن علي الرضا؛ بن موسى؛ بن جعفر الصادق؛ بن محمد الباقر؛ بن علي؛ بن الحسين؛ بن علي؛ بن ابي طالب (صلوات الله عليهم اجمعين): ولد (عليه السلام)؛ بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، امه صقيل، ويكنى ابا القاسم؛ بهذه الكنية اوصى النبي (صلى الله عليه واله وسلم)؛ انه قال: اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان.
قال اسماعيل بن علي: دخلت على ابي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)، في المرضة التي مات فيها وانا عنده اذ قال لخادمه عقيد- وكان الخادم اسود نوبيا؛ قد خدم من قبله علي بن محمد، وهو ربي الحسن (عليه السلام)- فقال: يا عقيد اغل لي ماءً بمصطكي؟ فأغلى له ثمّ جاءت به صقيل الجارية ام الخلف (عليه السلام)، فلما صار القدح في يديه وهم بشربه، فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن فتركه من يده، وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به؟ قال ابو سهل: قال عقيد: فدخلت اتحرّى فإذا انا بصبي، ساجد رافع سبّابته نحو السماء، فسلمت عليه؛ فأوجز في صلاته، فقلت: ان سيدي يأمرك بالخروج إليه؟ اذ جاءت امه صقيل؛ فأخذت بيده واخرجته الى ابيه الحسن (عليه السلام)، قال ابو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم، واذا هو درِّّي اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى! وقال يا سيد اهل بينه اسقني الماء! فإني ذاهب الى ربّي؟ واخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده، ثمّ حرك شفتيه، ثم سقاه فلما شربه قال: هيئوني للصلاة؟ فطرح في حجره منديل، فوضاه الصبي واحدة واحدة، ومسح على رأسه وقدميه، فقال له ابو محمد (عليه السلام): ابشر يا بني؛ فأنت صاحب الزمان، وانت المهدي، وانت حجة الله على ارضه، وانت ولدي ووصيّي، وانا ولدتك، وانت محمد بن الحسن، بن علي، بن محمد، بن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي، بن ابي طالب، ولدك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وانت خاتم الائمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وسمّاك وكناك بذلك، عهد الي ابي عن آبائك الطاهرين صلى الله على اهل البيت ربنا، انه حميد مجيد ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم اجمعين.
وفي ثبوت ولادته وكيفيتها وتاريخها يوجد 22 حديثا.
ويدل عليه ايضاً بالمطابقة أو الالتزام؛ وتفسير كثير من الروايات والاحاديث الكثيرة؛ مضافا الى ان مقتضى الاحاديث المتواترة القطعية؛ الدالة على انحصار الخلفاء في ساداتنا الائمة الاثني عشر(عليهم السلام)، والاحاديث الصحيحة الواردة في؛ ان الارض لا تخلو من حجة، مع العلم بوفاة الامام الحسن العسكري والد الحجة (عليهما السلام) هو؛ القطع واليقين بولادة مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)(21).
السؤال الثالث: من السنة المحمدية الثابتة؛ التي لا يتخلى عنها اهل البيت (عليهم السلام) هو؛ العقيقة عن المولود، فلو ثبتت ولادة الحجة كما ذكرتم، وحيث ان بعض الاصحاب رأوه بعد ولادته؛ فلا بد ان الامام العسكري (عليه السلام) قد عق عنه، فهل ذكرت الروايات هذه المسألة ليكون اليقين بولادته مؤكداً؟
الجواب:
نعم اذا راجعنا الروايات التاريخية؛ فإننا نجد ان الامام العسكري (عليه السلام) حتى مع اشهاد الكثير من الاصحاب على وجود الامام الحجة، وانه ولد، وانه الامام الذي من بعده، وان الارض لا تخلو من حجة؛ فانه رغم ذلك؛ عق عنه ايضاً، ليكون اليقين حاصلا بولادته عند الخواص من الشيعة، كما سنتلو عليك من ذلك بعض الروايات:
1- كمال الدين(22): حدثنا؛ محمد بن يحيى العطار قال: حدثني؛ اسحاق بن رياح البصري، عن ابي جعفر العمري، قال: لما ولد السيد (عليه السلام) قال ابو محمد (عليه السلام): ابعثوا الى ابي عمرو؟ فبعث إليه، فصار إليه، فقال له: اشترِ عشرة آلاف رطل خبز، وعشرة آلاف رطل لحم، وفرّقه- احسبه قال: على بني هاشم- وعقّ عنه بكذا وكذا شاة.
2- اثبات الهداة(23): حدث محمد بن ابراهيم الكوفي: ان ابا محمد (عليه السلام)؛ بعث الى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقيقة ابني محمد عليه الصلاة والسلام.
3- البحار(24): حدث الحسن بن المنذر عن حمزة بن ابي الفتح قال: جاءني يوما فقال لي: البشارة! ولد البارحة مولود لابي محمد (عليه السلام) وامر بكتمانه، وامر ان يعق عنه ثلاثمائة شاة! قلت: وما اسمه؟ قال يسمى بمحمد، وكني بجعفر(25).
السؤال الرابع: لقد ذكرت مصادر الحديث عند الشيعة ولادة الامام الحجة (عليه السلام) كما اسلفتم، فهل ذكرت مصادر العامة وعلمائهم قضية ولادة الامام الحجة (عليه السلام) ايضاً؟
الجواب:
لقد صرّح بولادته (عليه السلام)، جماعة كثيرة؛ من اعلام العامة واعيانهم، ولا بأس بذكر اسمائهم، كما ان الكثير منهم ايضاً في هذا العصر ممن يوافق راي الشيعة، كالسابقين؛ في ولادته وبقائه حيا، الى ان يأذن الله تعالى له في الظهور، واليك فهرست بأسمائهم:
1- الشيخ ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي المتوفي سنة 974 ﻫ. في (الصواعق) صرّح بولادة الحجة (عليه السلام).
2- صاحب (روضة الاحباب) للسيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين، المحدّث المعروف، المتوفي سنة 1000 ﻫ.
3- علي بن محمد بن احمد بن عبد الله المالكي المكي المعروف؛ بابن الصبّاغ، المتوفي سنة 855ﻫ، في (الفصول المهمة في معرفة احوال الأئمة).
4- الشيخ شمس الدين ابو المظفر يوسف بن قزاوغلي بن عبد الله سبط الشيخ جمال الدين ابي الفرج، ابن الجوزي، المتوفي سنة 654 ﻫ صاحب؛ (التاريخ الكبير).
5- نور الدين عبد الرحمن بن احمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي، صاحب (شرح الكفاية في شواهد النبوّة).
6- الشيخ الحافظ ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، المتوفي في سنة 658 ﻫ. صاحب كتاب؛ (البيان في اخبار صاحب الزمان) وكتاب؛ (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب).
7- ابو بكر احمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي النيشابوري، الفقيه الشافعي، المتوفي سنة 458 ﻫ، في (شعب الايمان).
8- الشيخ كمال الدين ابو سالم محمد بن طلحة الشافعي القريشي النصيبي، المتوفي سنة 652ﻫ صاحب كتاب؛ (الدّر المنظم) و؛ (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول).
9- الحافظ ابو محمد احمد بن ابراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري، المتوفي سنة 339 ﻫ، روي عنه؛ في كتاب؛ (المسلسلات) و؛ (كتاب النزهة).
10- القاضي فضل بن روزبهان، شارح كتاب؛ (الشمائل) للترمذي، وصاحب كتاب؛ (ابطال نهج الباطل.......).
11- العالم المشهور ابو محمد عبد الله بن احمد بن محمد بن الخشّاب، المتوفي سنة 567 ﻫ، روى في كتابه؛ (تاريخ مواليد الائمة ووفياتهم).
12- الشيخ محيي الدين ابو عبد الله محمد بن علي المعروف؛ بابن العربي الخاتمي الطائي الاندلسي، المتوفي سنة 637 ﻫ، صاحب كتاب؛ (الفتوحات).
13- الشيخ سعد الدين محمد بن المؤيد بن ابي الحسين، المعروف بالحموي؛ وقد صنف كتابا مفردا في (احوال صاحب الزمان)، وافق فيه الامامية.
14- ابو المواهب الشيخ عبد الوهاب بن احمد علي الشعراني، المتوفي سنة 973 ﻫ، صنف؛ (اليواقيت والجواهر).
15- الشيخ حسن العراقي؛ كما ذكره الشعراني في؛ (لواقح الانوار في طبقات الاخيار).
16- الشيخ علي الخوّاص، وقد بالغ الشعراني؛ في مدحه في طبقاته الموسوم ب (لواقح الانوار.....).
17- الحسين بن معين الدين الميبدي، في؛ (شرح الديوان).
18- الحافظ محمد بن محمد محمود البخاري، المعروف بخواجه پارسا، من اعيان علماء الحنفية واكابر مشايخ النقشبندية، توفي سنة 822 ﻫ، في؛ (فصل الخطاب).
19- الحاظ ابو الفتح؛ محمد بن ابي الفوارس، في كتابه؛ (الاربعين).
20- ابو المجد عبد الحق الدهلوي النجاري، صاحب التصانيف الكثيرة، توفي سنة 1052 ﻫ، ذكر في؛ (المناقب) و(احوال الائمة عليهم السلام) ولادة الحجة (عليه السلام).
21- الشيخ احمد الجامي النامقي، كما نقل عنه في؛ (ينابيع المودة) وفي؛ (مجالس المؤمنين).
22- الشيخ فريد الدين محّمد العطار النيشابوري، المقتول؛ سنة 627 ﻫ، كما ذكر في كتاب؛ (مظهر الصفات).
23- جلال الدين محمد العارف البلخي الرومي، المعروف؛ بالمولوي، المتوفي سنة 672 ﻫ، (في ديوانه الكبير).
24- الشيخ العارف باسرار الحروف صلاح الدين الصفدي، المتوفي سنة 764 ﻫ، في (شرح الدائرة).
25- المولوي علي اكبر بن اسد الله المؤودي، في كتاب؛ (المكاشفات).
26- الشيخ عبد الرحمن صاحب كتاب؛ (مرآة الاسرار).
27- ملك العلماء القاضي شهاب الدين بن شمس الدين الدولة آبادي، صرح بولادة الحجة في كتابه، المناقب الموسوم (بهداية السعداء).
28- الشيخ سليمان بن شيخ ابراهيم المعروف بخواجة كلان الحسيني البلخي القندوزي، المتوفي سنة 1294 ﻫ، صاحب؛ (ينابيع المودة).
29- الشيخ عامر بن عامر البصري، صاحب القصيدة التائية المسماة؛ (بذات الانوار).
30- القاضي جواد الساباطي، صاحب كتاب؛ (البراهين الساباطية في الرد على النصاري).
31- الشيخ ابو المعالي صدر الدين القونوي، صاحب؛ (تفسير الفاتحة (و؛)مفتاح الغيب)، وغير هما.
32- الفاضل البارع عبد الله بن محمد المطيري شهرة، المدني حالا، في (الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة).
33- شيخ الاسلام ابو المعالي محمد سراج الدين الرفاعي المخزومي، في كتابه؛ (صحاح الاخبار في نسب السادة الفاطمية الاخيار).
34- مير خواند، المورخ الشهير محمد بن خاوندشاه بن محمود، المتوفي سنة 903 ﻫ، ذكر في (تاريخ روضة الصفا)؛ ولادته (عليه السلام)، وبعض احواله ومعجزاته.
35- نصر بن علي الجهضمي النصري، احد اعلام اهل السنة وثقاتهم.
36- شيخ الاسلام المحدث الكبير؛ ابراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني، المتوفي سنة 730 ﻫ، في كتابه؛ (فرائد السمطين).
37- القاضي المحقق بهلول بهجت افندي، مؤلف كتاب؛ (المحاكمة في تاريخ آل محمد).
38- الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي، في كتاب؛ (معراج الوصول الى معرفة فضيلة آل الرسول).
39- شمس الدين التبريزي، كما نسب إليه ذلك في؛ (ينابيع المودة).
40- المؤرخ الشهير ابن خلكان، في؛ (وفيات الاعيان).
41- المؤرخ ابن الازرق، في؛ (تاريخ ميا فارقين).
42- المولى علي القاري، في كتابه؛ (المرقاة في شرح المشكاة).
43-المؤرخ ابن الوردي، في؛ (تاريخ بن الوردي).
44- السيد مؤمن بن حسن الشبلنجي، صاحب كتاب؛ (نور الابصار).
45- الشيخ النسابة؛ ابو الفوز محمد امين البغدادي السويدي، صاحب كتاب؛ (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب).
46- شيخ الاسلام؛ ابراهيم بن سعد الدين.
47- صدر الأئمة؛ ضياء الدين موفق بن احمد الخطيب، المالكي الخوارزمي، في؛ (المناقب).
48- المولى؛ حسين بن علي الكاشفي، صاحب (جواهر التفسير)، المتوفي سنة 906 ﻫ.
49- السيد علي بن شهاب الهمداني، صرّح بذلك في؛ المودة العاشرة، من كتابه؛ (المودة في القربي).
50- الشيخ محمد الصبّان المصري، المتوفي سنة 1206ﻫ في؛ (اسعاف الراغبين).
51- الناصر لدين الله احمد بن المستضيء بنور الله، الخليفة العباسي، الذي صرّح بعد عمارة السرداب الشريف في سامراء على الشباك؛ بولادة الامام الحجة (عليه السلام).
52- ابو الفلاح عبدالحيّ بن العماد الحنبلي، صاحب كتاب؛ (شذرات الذهب)، المتوفي سنة 1089 ﻫ.
53- الشيخ عبد الرحمن بن علي ين احمد البسطامي، في كتاب؛ (درة المعارف).
54- الشيخ عبد الكريم اليماني، كما نقل عنه في؛ (ينابيع المودة).
55- السيد النسيمي، كما في؛ (كشف الاستار).
56- عماد الدين الحنفي، كما في (كشف الاستار).
57- الفاضل رشيد الدين الدهلوي الهندي، في كتابه؛ (ايضاًح لطافة المقال).
58- الشاه ولي الله الدهلوي، والد صاحب؛ (التحفة في كتاب النزهة).
59- الشيخ احمد الفاروقي النقشبندي، المعروف بالمجدد، في كتابه؛ (المكاتيب).
60- ابو الوليد محمد بن شحنة الحنفي، في؛ (روضة المناظر في اخبار الاوائل والاواخر).
61- الشيخ خالد النقشبندي، المتوفي سنة 1242ﻫ، مؤلف كتاب (فرائد الفوائد)، ورسالة (الرابطة)، وصاحب ديوان ذكر فيه؛ ولادة الحجة في احدى قصائده.
62- السيد باقر السيد عثمان البخاري، مؤلف؛ (جواهر الاولياء).
63- جمال الدين خواجة احمد الحقاني، كما في؛ (جواهر الاولياء).
64- سيد وداية بن سيد عثمان البخاري، كما في؛ (جواهر الاولياء).
65- الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي، في كتابه؛ (الاتحاف بحبّ الاشراف)(26).
السؤال الخامس: إذا ثبتت ولادته، كما ذكرتم، حتى من طرق ابناء العامة، فهلا ذكرتم شيئاً عن امه الشريفة (سلام الله عليها)، وعن اصلها ونسبها وحالاتها؟
الجواب:
لقد ورد الكثير من الروايات، ونقلت المصادر التاريخية؛ عن حالات امه الشريفة (سلام الله عليها)، ونحن نشير الى خمس روايات في ذلك؛ كما اننا لا نريد في هذا الملخص المقتبس اِلا الاختصار، ومن اراد التوسع فليراجع المصادر الروائية، التي نقلنا عنها حيث توجد روايات كثيرة في ثبوت ولادة الحجة وكيفيتها وتاريخها وبعض من حالات امه واسمها (سلام الله عليهما)، حيث يوجد حوالى 426 حديثا(27).
1- كتاب الفضل بن شاذان(28): حدثنا محمد بن علي، بن حمزة، بن الحسين، بن عبيد الله، بن العباس، بن علي، بن ابي طالب (صلوات الله عليه)، قال: سمعت ابا محمد (عليه السلام) يقول: قد ولد ولي الله وحجته على عباده وخليفتي من بعدي، مختونا ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، عند طلوع الفجر، وكان اول من غسله رضوان خازن الجنة مع جمع من الملائكة المقرّبين بماء الكوثر والسلسبيل، ثم غسلته عمّتي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) فسئل؛ محمد بن علي بن حمزة (رضي الله عنه): عن امه (عليها السلام)؟ قال: امه مليكة التي يقال لها بعض الايام: سوسن وفي بعضها؛ ريحانة وكان صيقل ونرجس؛ ايضاً من اسمائها.
وذكر المحدث النوري (رحمه الله)؛ في كتابه (النجم الثاقب): ومن هذا الخبر يظهر وجه الاختلاف في اسم امه المعظمة وانها تسمّى بكل واحد من هذه الاسماء الخمسة.
2- كمال الدين(29): حدّث موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابي طالب (عليهم السلام) قال: حدثتني حكيمة، قالت: بعث الي ابو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجّته في ارضه؟ قالت: فقلت له: ومن امه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها اثر! فقال: هو ما اقول لك، قالت: فجئت فلما سلّمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي (وسيدة اهلي) كيف امسيت؟ فقلت: بل انت سيدتي وسيدة اهلي قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟! قالت: فقلت لها: يا بنية ! ان الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة، قالت: فخجلت واستحيت؛ فلما ان فرغت من صلاة العشاء الاخرة افطرت واخذت مضجعي فرقدت فلما ان كان في جوف الليل قمت الى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ثم قامت فصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت اتفقد الفجر فإذا انا بالفجر الاول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك! فصاح بي ابو محمد (عليه السلام) من المجلس فقال: لا تعجلي يا عمة! فهاك الامر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت؛ الم السجدة ويس، فبينما انا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك؛ ثمّ قلت لها: أتحسين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمة فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك قالت: فأخذتني فترة واخذتها فترة فانتبهت بحسّ سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا انا به (عليه السلام) ساجدا يتلقى الارض بمساجده فضممته الي فإذا انا به نظيف متنظف فصاح بي ابو محمد (عليه السلام): هلمّي اليَّ ابني يا عمة؟ فجئت به إليه، فوضع يديه تحت اليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثمّ ادلي لسانه في فيه وامرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال: تكلم يا بني؟ فقال: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الائمة (عليهم السلام)، الى ان وقف على ابيه ثم احجم، ثم قال ابو محمد (عليه السلام): يا عمة! اذهبي به الى امه ليسلم عليها وآتيني به؟ فذهبت به؛ فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال: يا عمة! اذا كان يوم السابع فأتينا؟ قالت حكيمة: فلما اصبحت جئت لأسلم على ابي محمد (عليه السلام) وكشفت الستر لأتفقد سيدي (عليه السلام) فلم اره! فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة! استودعناه الذي استودعته ام موسى (عليه السلام) قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع؛ جئت فسلمت وجلست فقال: هلمي اليَّ ابني؟ فجئت بسيدي (عليه السلام) وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الاولى ثمّ ادلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا او عسلا ثمّ قال: تكلم يا بنيَّ؟ فقال: اشهد ان لا اله الا الله، وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الائمة الطاهرين (صلوات الله عليهم اجمعين)، حتى وقف على ابيه (عليه السلام) ثمّ تلا هذه الآية: (بسم الله الرحمن الرحيم، ونريد ان نمنّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الارض ونريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون). قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذه؟ فقالت: صدقت حكيمة.
3- البحار(30): حدث علان الرازي قال: اخبرني بعض اصحابنا انه؛ لما حملت جارية ابي محمد (عليه السلام) قال: ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي.
4- تبصرة الولي(31): عن ابي علي الخيزراني عن جارية له، كان اهداها لابي محمد (عليه السلام)، فلما اغار جعفر الكذاب على الدار جاءته فارّة من جعفر، فتزوّج بها، قال ابو علي: فحدّثتني انها حضرت ولادة السيد (عليه السلام) وانّ اسم ام السيد: صقيل، وان ابا محمد (عليه السلام) حدثها بما يجري على عياله، فسألته؛ ان يدعو الله عز وجل لها ان يجعل منيّتها قبله، فماتت في حياة ابي محمد (عليه السلام) وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر ام محمد.
قال ابو علي: سمعت هذه الجارية تذكر: انه لما ولد السيد (عليه السلام)؛ رأت له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ افق السماء؛ ورأيت طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح اجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم ّتطير فأخبرنا ابا محمد (عليه السلام) بذلك! فضحك ثمّ قال: تلك ملائكة نزلت للتبرّك بهذا المولود وهي انصاره اذا خرج.
5- كمال الدين(32): عن محمد بن عثمان العمري انه قال: ولد السيد (عليه السلام) مختونا وسمعت حكيمة تقول: لم ير بأمّه دم في نفاسها وهكذا سبيل امّهات الائمة (عليهم السلام).
وقد مرّ فيما سبق ايضاً؛ ما يشير إليها (سلام الله عليها)(33).
الفصل الثاني: في غيبته عليه السلام
السؤال الاول: يعتبر اهل البيت (عليهم السلام)، كما ورد انهم؛ ورثة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وورثة جميع الانبياء (عليهم السلام) ايضاً، وهذا يدل على الشبه بينهم وبين الانبياء، فهل الامام الحجة (عليه السلام)، فيه شبه؛ او فيه من سنن الانبياء (عليهم السلام اجمعين)؛ ام لا؟
الجواب:
نعم كما ان؛ الائمة (عليهم السلام)، هم ورثة الانبياء فانه تجري فيهم سنن الانبياء الماضين. وهكذا في الامام الحجة (عليه السلام)، فانه قد ورد فيه عدة روايات؛ ان فيه سننا من الانبياء، ومنها الغيبة، وهي حوالي 23 حديثا، نشير الى بعض منها(34):
1- كمال الدين(35): عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) يقول: في القائم سنن من سبعة انبياء؛ سنة من ابينا آدم، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من ايوب، وسنة من محمد (صلوات الله عليهم)، فأما من آدم ونوح؛ فطول العمر، واما من ابراهيم؛ فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من موسى؛ فالخوف والغيبة، واما من عيسى؛ فاختلاف الناس فيه، واما من ايوب؛ فالفرج بعد البلوى، واما من محمد؛ فالخروج بالسيف.
2- غيبة النعماني(36): عن يزيد الكناسي قال: سمعت ابا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: ان صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف، ابنُ امةٍ... يصلح الله له أمره في ليلة.
3- البحار(37): عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: في القائم شبه من موسى بن عمران (عليه السلام)! فقلت: وما سنة موسى بن عمران؟ فقال: خفاء مولده وغيبته عن قومه. قلت: وكم غاب موسى بن عمران (عليه السلام) عن قومه واهله؟ فقال: ثماني وعشرين سنة.
4- الامامة والتبصرة(38): عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الامر اربعة سنن من اربع انبياء؛ سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله) فأما سنة من موسى؛ فخائف يترقب، اما سنة من يوسف؛ فالسجن، واما سنة من عيسى؛ فقيل انه مات ولم يمت، واما سنة من محمد (صلى الله عليه واله)؛ فالسيف.
5- اثبات الوصية(39): عن ابي نصر قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الامر اربع سنن من اربعة انبياء؛ سنة من موسى في غيبته، وسنة من عيسى في خوفه ومراقبة اليهود وقولهم مات ولم يمت وقُتل ولم يقتل، وسنة من يوسف في جماله وسخائه، وسنة من محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في السيف يظهر به(40).
السؤال الثاني: اذا عرفنا ان؛ للإمام الحجة (عليه السلام) سنة من سنن الانبياء ومنها؛ الغيبة، فما هو نوعها، فهل؛ هو غائب الغيبة الطويلة فقط؟ اي ليس له الا هذه الغيبة الطويلة- والتي نحن نعاصره (عليه السلام) في هذه الغيبة- ام لا؟
الجواب:
اذا راجعنا الاثر الوارد عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، واهل بينه الطاهرين، لعلمنا ان؛ للإمام الحجة (عليه السلام)، غيبتان احداهما؛ قصيرة قد مرّت، والثانية؛ طويلة نحن نعيش في زمانها ونعاصرها، وفي ذلك يوجد 10 احاديث نشير الى بعض منها(41):
1- الكافي(42): عن اسحاق بن عمار قال: قال: ابو عبد الله (عليه السلام): للقائم غيبتان احداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الاولى؛ لا يعلم بمكانه فيها الا خاصة شيعته، والاخرى؛ لا يعلم بمكانه فيها الا خاصة مواليه.
2- ينابيع المودة(43): عن كتاب (المحجة فيما نزل في القائم الحجة) في قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين، عن ابيه، عن جدّه علي بن ابي طالب (رضي الله عنهم) قال: فينا نزلت هذه الآية؛ وجعل الله الامامة في عقب الحسين الى يوم القيامة، وان للقائم منا غيبتين احداهما؛ اطول من الاخرى، فلا يثبت على امامته الا من قوي يقينه وصحّت معرفته.
3- غيبة النعماني(44): عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ان لصاحب هذا الامر غيبتين احداهما؛ تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقى على امره من اصحابه الا نفر يسير لا يطلع على موضعه احد من وليّ ولا غيره الا المولى الذي يلي امره.
4- دلائل الامامة(45): عن ابي بصير قال؛ قلت لابي عبد الله (عليه السلام): كان ابو جعفر (عليه السلام) يقول: لقائم آل محمد غيبتان احداهما اطول من الاخرى!؟ فقال: نعم؛ ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتدّ البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، يلجؤون فيه الى حرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه واله وسلم).
5- مرآة العقول(46): عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: للقائم غيبتان، يشهد في احداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه(47).
السؤال الثالث: هل ان غيبة الامام الثانية، ذكرها اهل البيت (عليهم السلام) واكدوا عليها، ام انها يحيط بها الابهام والغموض؛ وليس لنا عنها اي معلومات؟
الجواب:
لم يترك الرسول (صلى الله عليه واله) واهل بينه (عليهم السلام) شيئاً الا بينوه للناس ولذا ورد عنهم (عليهم السلام) روايات كثيرة حوالي 100 رواية في ان؛ الغيبة الثانية طويلة جدا، الى ان يأذن الله تعالى له بالخروج، وهذه الغيبة؛ هي محك الشيعة وابتلائهم، وكذا جميع الناس، واليك بعض منها(48):
1- كفاية الاثر(49): عن مسعدة قال: كنت عند الصادق (عليه السلام)؛ إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى، متكئا على عصاه فسلم؛ فردّ ابو عبد الله الجواب ثم قال: يا ابن رسول الله ناولني يدك اقبّلها؟ فأعطاه يده فقبّلها، ثمّ بكى! فقال ابو عبد الله (عليه السلام): ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جعلت فداك يا ابن رسول الله اقمت على قائمكم منذ مائة سنة اقول: هذا الشهر وهذه السنة، وقد كبرت سني ورق عظمي واقترب اجلي ولا ارى ما احبّ، اراكم مقتلين مشردين، وارى عدوكم يطيرون بالأجنحة فكيف لا ابكي!؟ فدمعت عينا ابي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: يا شيخ؛ ان ابقاك الله حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الاعلى وان حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن ثقله، فقال؛ اني مخلف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي، فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر، قال: يا شيخ ان قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا، واشار الى: موسى (عليه السلام)، وهذا خرج من صلبي، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون، فقال الشيخ: يا سيدي بعضكم افضل من بعض؟ قال: لا، نحن في الفضل سواء، ولكن بعضنا اعلم من بعض، ثم قال: يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا اهل البيت، الا وان شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته هناك يثبت (الله) على هداه المخلصين، اللهم اعنهم على ذلك.
2- كمال الدين(50): عن الاصبغ بن نَباته؛ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ انه ذكر القائم (عليه السلام) فقال: اما ليغيبن حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد حاجة.
3- علل الشرائع(51): عن سدير في حديث عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ان اخوة يوسف كانوا اسباطا اولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: انا يوسف، فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عز وجل في وقت من الاوقات يريد ان يستر حجته؟ لقد كان يوسف (عليه السلام) إليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو اراد الله عز وجل ان يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة ايام من بدوهم الى مصر، فما تنكر؛ هذه الامة ان يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف ان يكون يسير في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتى يأذن الله عز وجل ان يعرفهم بنفسه كما اذن ليوسف حتى قال لهم: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه اذ انتم جاهلون قالوا أ إنك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا اخي...).
4- اثبات الهداة(52): عن السيد ابن محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قد روي لنا اخبار عن آبائك (عليهم السلام)؛ في الغيبة وصحة كونها فاخبرني بمن تقع؟ فقال (عليه السلام): ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) اولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر، فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
5- كتاب الغيبة(53): عن المفضل بن عمر الجعفي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إياكم والتنويه، اما والله ليغيبن امامكم سنينا من دهركم ولتمحّصنّ حتى يقال: مات او هلك بايّ واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في امواج البحر ولا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وايده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري ايٌّ من ايٍّ! قال: فبكيت! فقال: ما يبكيك يا ابا عبد الله؟ فقلت: وكيف لا ابكي وانت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري ايٌّ من ايٍّ فكيف نصنع؟ قال: فنظر الى شمس داخلة في الصفة فقال: يا ابا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا ابين من هذه الشمس(54).
السؤال الرابع: اذا ثبت ان للإمام الحجة (عليه السلام) غيبة طويلة، فما هو السبب والعلة في حصول هذه الغيبة الطويلة، والتي يحصل فيها الامتحان والابتلاء الشديد للمسلمين، وخصوصا السائرين على منهج اهل البيت (عليهم السلام)؛ من الشيعة المؤمنين؟
الجواب:
لا تخلو غيبته (عليه السلام) من حكمة واسباب كما انها قد حصلت لبعض الانبياء السابقين، ونحن نبين بعض الروايات التي تشير إلى علة غيبة (عليه السلام)، والاحاديث التي اشارت الى الحكمة في غيبته وهي 9 احاديث(55):
1- كمال الدين(56): عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: ان لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدَّ منها، يرتاب فيها كل مبطل! فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما اتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى (عليه السلام) الا وقت افتراقهما، يا بن الفضل! ان هذا الامر امر من الله تعالى وسرًّ من سرِّ الله وغيب من غيب الله ومتى علمنا انه عز وجل حكيم صدقنا بان افعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف.
2- اعلام الورى(57): عن اسحاق بن يعقوب عن صاحب الزمان (صلوات الله عليه) في آخر التوقيع الوارد في جواب كتابه؛ الذي سال محمد بن عثمان العمري ان يوصل إليه عجل الله فرجه: اما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم)، انه لم يكن لاحد من آبائي (عليهم السلام) الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي، واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبها عن الابصار السحاب، واني لأمان لأهل الارض كما ان النجوم امان لأهل السماء، فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم، واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم، والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
3- عيون اخبار الرضا(58): عن ابي الحسن بن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) قال: كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم، يطلبون المرعى فلا يجدونه، قلت: ولِمَ ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: لانّ امامهم يغيب عنهم، فقلت: ولِمَ؟ قال: لئلا يكون في عنقه لاحدٍ بيعة اذا قام بالسيف(59).
4- كتاب الغيبة(60): عن علي بن رئاب؛ عن زرارة قال: ان للقائم غيبة قبل ظهوره قلت: ولم؟ قال: يخاف القتل.
5- الاحتجاج(61): في حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيه؛ بعد ذكره معائب بعض اعداء اهل البيت والمتغلبين على الحكم وامهال الله اياهم: كل ذلك لتتم النظرة التي اوحاها الله تبارك وتعالى لعدوه ابليس الى ان يبلغ الكتاب اجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بينه الله في كتابه بقوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الاض كما استخلف الذين من قبلهم)، وذلك اذا لم يبق من الاسلام الا اسمه، ومن القرآن الا رسمه، وغاب صاحب الامر بإيضاح العذر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب، حتى يكون اقرب الناس إليه اشدّ عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على يديه؛ (على الدين كله؛ ولو كره المشركون)(62).
السؤال الخامس: بعد حصول الحكمة الالهية في غيبته وانها لا تخلو من مصلحه الهية؛ نسئل؛ بما ان الامام (عليه السلام) هو غائب بالفعل فهل في غيبته هذه فائدة ونفع عظيم، كما هو الملازم للحكمة في غيبته؟
الجواب:
كما تفضلتم بما ان هناك حكمة الهية في غيبته (عليه السلام)، فان هذه الغيبة الالهية؛ تحصل منها فوائد جمة يمكن الاشارة الى بعضها:
وفي ذلك 7 احاديث(63).
1- ينابيع المودة(64): عن نهج البلاغة: منا المهديّ يسري في الدنيا بسراج ٍ منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين ليحل ربقا، ويعتق رقا، ويصدع شعبا، ويشعب صدعا، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف اثره ولو تابع نظره.
وفي نهج البلاغة: يا قوم؛ هذا ابان ورود كلّ موعد ودنوّ من طلعة مالا تعرفون، الا ومن ادركها منا يسري فيها بسراج ٍ منير ويحذو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقا ويعتق رقا ويصدع شعبا ويشعب صدعا في سترة عن الناس لا يبصر القائف اثره ولو تابع نظره ثم ليُشحذن فيها قوم شحذ القين النصل، تجلى بالتنزيل ابصارُهم ويُغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح.
2- فرائد المسطين(65): عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: نحن ائمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن امان اهل الارض كما ان النجوم امان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك السماء ان تقع على الارض الا بإذنه، وبنا يمسك الارض ان تميد باهلها، وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج بركات الارض، ولولا ما في الارض منا لساخت باهلها. ثمّ قال: ولم تخل الارض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ظاهر مشهور او غائب مستور. ولا تخلو الى ان تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله.
قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب.
3- كمال الدين(66): عن علي (عليه السلام) انه قال؛ في خطبة له على منبر الكوفة: اللهم لا بدّ لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم الى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضلّ اتباع اوليائك بعد اذ هديتهم به، اما ظاهر ليس بالمطاع، او مكتتم مترقب، ان غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم، فإن؛ علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة، فهم بها عاملون.
4- كتاب الفضل بن شاذان(67): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الاسلام والسلطان العادل اخوان توأمان لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه، الاسلام اسٌّ، والسلطان العادل حارس، مالا اسَّ له؛ فمنهدم، وما لا حارس له؛ فضائع، فلذلك إذا رحل قائمنا لم يبق اثر من الدنيا(68).
5- كمال الدين(69): عن جابر بن عبد الله الانصاري انه قال: لما أنزل الله عز وجل على نبيّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)، قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله؛ فمن اولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هم خلفائي يا جابر وائمة المسلمين بعدي، اولهم علي بن ابي طالب، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة؛ بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي وكنيّي حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذلك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للإيمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال (عليه السلام): اي والذي بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجللها سحاب يا جابر هذا من مكنون سرّ الله ومخزون علمه فاكتمه الا عن اهله(70).
الفصل الثالث: سوف نبحث فيه انشاء الله تعالى حول الحوادث التي تقع قبل ظهوره الشريف
ويقع البحث على شكل اسئلة واجوبة كما هو دأبنا في ذلك:
السؤال الاول: لقد ذكرت بعض الروايات حدوث معارك اصحاب الرايات السود والسفياني فهل تذكرون لنا بعض منها؟
الجواب:
1- الرايات السود تقاتل في باب اصطخر:
الفتن(71): عن علي (رضي الله عنه) قال: يلتقي السفياني والرايات السود، فيهم شاب من بنى هاشم، في كفه اليسرى خال، وعلى مقدّمته رجل من بني تميم يقال له: شعيب بن صالح بباب اصطخر، فيكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود ويهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه.
2- الرايات السود تنزل الكوفة:
الفتن(72): عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان؛ الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة الى المهدي.
3- الرايات السود تصل بيت المقدس:
الفتن(73): عن محمد بن الحنيفة قال: تخرج راية سوداء لبني العبّاس، ثم تخرج من خراسان اخرى سوداء، قلانستهم سود، وثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح، او صالح بن شعيب من تميم، يهزمون اصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس، يوطئ للمهدي سلطانه، ويمدّ إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين ان يسلم الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا.
4- الرايات السود من المشرق:
الفتن(74): عن الحسن: أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ذكر بلاء يلقاه اهل بينه؛ حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء من نصرها نصره الله ومن خذلها خذله الله؛ حتى يأتوا رجلا اسمه؛ كاسمي، فيوليه امرهم، فيؤيده الله وينصره.
5- الرايات السود من اصحاب المهدي:
الفتن(75): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثم يمكثون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد ابي سفيان واصحابه من قبل المشرق، يؤدون الطاعة الى المهدي(76).
السؤال الثاني: هل هناك علامات لظهوره (عليه السلام)، يمكن من خلالها معرفة قرب عصر الظهور؟
الجواب:
نعم هناك كثير من الامور التي تكون علامات على قرب ظهوره الشريف، ونحن نشير الى بعض منها في نقاط:
1- امتلاء الدنيا بالظلم:
المصنّف(77): عن علي (عليه السلام)، قال: لتملأن الارض ظلما وجورا حتى لا يقول احد الله الله، يستعلق به، ثم لتملأن بعد ذلك قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
2- الامتحان والغربلة والتمحيص للشيعة:
غيبة الشيخ(78): عن محمد بن منصور عن ابيه قال: كنا عند ابي عبد الله (عليه السلام) جماعة نتحدث فالتفت الينا فقال: في اي شيء انتم؟ أيهات أيهات، لا والله لا يكون ما تمدون إليه اعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه اعينكم حتى تميزوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه اعينكم حتى تتمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه اعينكم الا بعد اياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه اعينكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد.
3- ضعف التدين وكثرة الكذب وشدة البلاء:
نهج البلاغة(79): ومن خطبة له (عليه السلام)؛ الا بابي وامي هم من عدة اسماؤهم في السماء معروفة وفي الارض مجهولة، الا فتوقعوا ما يكون من ادبار اموركم وانقطاع وصلكم واستعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن اهون من الدرهم من حله، ذلك حيث يكون المعطي اعظم اجرا من المعطي، ذاك حيث تسكرون من غير شراب بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير احراج، ذلك اذا عظكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير ما اطول هذا العناء وابعد هذا الرجاء!
4- الإياس من ظهوره:
الكافي(80): عن منصور قال: قال لي ابو عبد الله (عليه السلام) يا منصور! ان هذا الامر لا يأتيكم الا بعد إياس، ولا والله حتى تميزوا، ولا والله حتى تمحّصوا، ولا والله حتى يشقى من يشقى، ويسعد من يسعد(81).
5- ذهاب العلم وظهور الجهل:
كمال الدين(82): عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): لما عرج بي إلى ربّي جل جلاله اتاني النداء: يا محمد؟ قلت: لبيك رب العظمة لبيّك، فأوحى الله تعالى الي: يا محمد! فيم اختصم الملأ الاعلى؟ قلت: الهي لا علم لي فقال: يا محمد هلا اتخذت من الآدميّين وزيرا واخا ووصيا من بعدك؟ فقلت الهي ومَن اتخذ؟ تخير لي انت يا الهي؟ فأوحى الله الي: يا محمد؛ قد اخترت لك من الادميين علي بن ابي طالب، فقلت: الهي ابن عمّي! فأوحى الله الي: يا محمد ان عليا وارثك ووارث العلم من بعدك، وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني امتك، ثم اوحى الله عز وجل الي: يا محمد؛ اني قد اقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين حقا اقول: يا محمد لأدخلن جميع امتك الجنة الا من ابي من خلقي، فقلت: الهي هل واحد يأبي من دخول الجنة!؟ فأوحى الله عز وجل اليّ: بلى، فقلت: وكيف يأبى؟ فأوحى الله اليّ: يا محمد اخترتك من خلقي، واخترت لك وصيا من بعدك، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدك، والقيت محبّته في قلبك، وجعلته ابا لولدك، فحقه بعدك على امتك كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه فقد جحد حقك ومن ابى ان يواليه فقد ابى ان يواليك ومن ابى ان يواليك فقد ابى ان يدخل الجنة، فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما انعم عليّ فإذا مناديا ينادي: ارفع يا محمد رأسك وسلني اعطك؟ فقلت: الهي اجمع امتي من بعدي؛ على ولاية علي بن ابي طالب ليردوا جميعا عليَّ حوضي يوم القيامة؟ فأوحى الله تعالى اليّ: يا محمد؛ اني قد قضيت في عبادي قبل ان اخلقهم وقضائي ماض فيهم؛ لأهلك به من اشاء واهدي به من اشاء، وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على اهلك وامتك، عزيمة مني لأدخل الجنة من احبه ولا ادخل الجنة من ابغضه وعاداه وانكر ولايته بعدك فمن ابغضه ابغضك ومن ابغضك ابغضني ومن عاداه فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن احبه فقد احبك ومن احبك فقد احبني، وقد جعلت له هذه الفضيلة واعطيتك ان؛ اخرج من صلبه احد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول، واخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم، واهدي به من الضلالة وابرء به من العمى واشفي به المريض، فقلت الهي وسيدي متى يكون ذلك؟ فأوحى الله جل وعز: يكون ذلك اذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القرّاء وقل العمل وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة والخونة وكثر الشعراء واتخذ امتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وامر امتك به ونهوا عن المعروف واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصارت الامراء كفرة واولياؤهم فجرة واعوانهم ظلمة وذوو الرأي منهم فسقة وعند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسن بن علي، وظهور الدجال؛ يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: الهي ومتى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى الله اليّ واخبرني؛ ببلاء بني امية وفتنة ولد عمي، وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة، فأوصيت بذلك؛ ابن عمّي حين هبطت الى الارض واديّت الرسالة، ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيّون وكما حمده كلّ شيء قبلي وما هو خالقه الى يوم القيامة(83).
السؤال الثالث: حول هكذا امور؛ والتي تعتبر من علامات الظهور كذهاب العلم وظهور الفتن وما شابه ذلك؛ هل يمكن جمعها في نقاط حتى يسهل معرفتها؟
الجواب:
نعم يمكن جمع تلك العلامات العامة في نقاط اختصارا لها وتسهيلا، اضافة؛ مع ما ذكرنا من روايات في السؤال الثاني، وهي كالاتي:
1- لا يظهر حتى يبصق البعض في وجه بعض.
2- ظهور الفتن.
3- تسلط جماعة على رجل من اهل البيت (عليهم السلام).
4- كثرة القرّاء.
5- قلة العمل.
6- كثرة القتل.
7- قلة الفقهاء الهادون، وكثرة فقهاء الضلالة والخونة.
8- كثرة الشعراء.
9- اتخاذ القبور مساجد.
10- اذا حليّت المصاحف.
11- وزخرفت المساجد.
12- وكثر الجور والفساد.
13- ظهور المنكر والامر به.
14- النهي عن المعروف.
15- اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
16- الامراء كفرة واولياؤهم فجرة واعوانهم ظلمة وذوو الرأي منهم فسقة.
17- تتبرأ البعض من بعض.
18- يشهد البعض على بعض بالكفر.
19- الاختلاف الشديد بين الناس.
20- تشتت الدين وبيعه بالدنيا.
21- تغير الحال وكثرة تمني الموت.
22- يحكم السيف القاطع بين العرب فيكثر القتل.
23- بلاء يصيب الناس.
24- فسق النساء ونشق الشباب.
25- رؤية المنكر معروف والمعروف منكر.
26- النسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين، داخلات في الفتن مائلات الى الشهوات مسرعات الى اللذات مستحلات للمحرمات.
27- خبث السرائر وحسن العلانية.
28- كثرة الطمع بالدنيا.
29- لا يطلبون ما عند الله.
30- الرياء.
31- عدم استجابة دعاء الغريق.
32- لا يبقى من القران الا رسمه ومن الاسلام الا اسمه.
33- عمران المساجد وخرابها من الهدى.
34- خروج الفتن من فقهاء ذلك الزمان.
35- تشبه الرجال بالنساء والتزي بزي الملوك والجبابرة.
36- اضاعة الصلوات وترك الجماعات.
37- شرب القهوات واللعب بالكعاب.
38- الرقود عن العتمات(84) والتفريط في الغدوات.
49- استحلال الكذب.
40- اكل الربا.
41- اخذ الرّشا.
42- قطيعة الرحم.
43- اتخاذ القيان والمعازف.
44- تسلط الظالمين على المسلمين ووقوع المؤمنين في حرج شديد.
45- تسلط اهل الشرق والغرب على رقاب المسلمين.
46- قلة الرجال وكثرة النساء.
47- الصلاة منا.
48- والصلاة تطاولا.
49- والزكاة مغرما.
50- تسلط المنافقين على قبائلهم.
وغير ذلك من العلامات الكثيرة التي لا نستطيع حصرها في هذا المختصر(85).
السؤال الرابع: كما دلت الروايات التي تفضلتم بها، والتي اعتبرت من علامات ظهوره بشكل عام، فهل: توجد روايات تدل على حصول بعض العلامات في عالم الكون والوجود من امور غير طبيعية تحصل في عالم الطبيعة تدل على ظهوره (عليه السلام)؟
الجواب:
نعم فانه سوف تحدث تغييرات في عالم الوجود كثيرة وحوادث غير طبيعية تكون علامات على ظهوره (عليه السلام) ونحن نشير الى بعضها:
1- كتاب الفضل بن شاذان(86): قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): ان القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز كلها ويظهر الله تعالى به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب فلا يبقى في الارض خرابا اِلا عمِّر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيصلي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال: اذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركب ذات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردّت شهادة العدول، واستخفّ الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، واكل الربا والرشا، واستيلاء الاشرار على الابرار، وقتل غلام من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، بين الركن والمقام اسمه محمد بن محمد، ولقبه النفس الزكية، وجاءت صيحة من السماء بان الفائزين علي وشيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج اسند ظهره الى الكعبة، واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، واول ما ينطق به هذه الآية: (بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين)، ثم يقول: انا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليك يا بقية الله في ارضه، فإذا اجتمع العقد وهو عشرة آلاف خرج من مكة، فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة.
2- غيبة النعماني(87): قال: ابو عبد الله (عليه السلام): لابدّ ان يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فان ذلك في كتاب الله لبيّن، ثمّ تلا هذه الآية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين).
3- كمال الدين(88): عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: اثنان بين يدي هذا الامر: خسوف القمر لخمس، وكسوف الشمس لخمس عشر، ولم يكن ذلك منذ هبط آدم (عليه السلام) الى الارض، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين.
4- كمال الدين(89): عن سليمان بن خالد قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول قدام القائم موتتان: موت احمر، وموت ابيض، حتى يذهب من كلّ سبعة خمسة، الموت الاحمر: السيف، والموت الابيض: الطاعون.
5- الارشاد(90): قال امير المؤمنين (عليه السلام): بين يدي القائم (عليه السلام) موت احمر، وموت ابيض، وجراد من حينه، وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الاحمر فالسيف، واما الموت الابيض فالطاعون.
وفي هذه المعاني؛ وغيرها، والتي هي بعض من علائم ظهوره (عليه السلام) يوجد 30 حديثا(91).
السؤال الخامس: هل يمكن ان تجمع لنا العلامات الكونية الدالة على ظهوره الشريف، على شكل نقاط؟
الجواب:
نعم هناك روايات اخرى غير ما ذكرنا تذكر؛ علامات كونية كثيرة، نحن نشير الى هذه العلامات في ضمن نقاط ليسهل الاطلاع عليها ومعرفتها:
1- وجه يطلع في القمر، ويدّ بارزة.
2- نار تظهر في السماء تزجر الناس عن معاصيهم قبل قيام القائم.
3- حمرة تجلل السماء.
4- وكثرة الخسف في الارض مثل في بغداد والبصرة، وبالمشرق وبالمغرب.
5- ركود الشمس من عد الزوال الى وسط اوقات العصر، وطلوعها من المغرب.
6- طلوع نجم بالمشرق.
7- ارتفاع ريح سوداء في بغداد اول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها.
8- نقص الاموال والانفس.
9- جراد يظهر في أوانه وفي غير اوانه، حتى يأتي على الزرع والغلات.
10- مسخ لقوم من اهل البدع؛ حتى يصيروا قردة وخنازير.
11- وجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس.
12- اموات ينتشرون من القبور فيتعارفون ويتزاورون.
13- اتصال اربع وعشرون مطرة، فتحيي الارض بعد موتها.
14- زوال العاهات عمن يعتقد بالإمام المهدي (عليه السلام).
15- وقوع النار في الحجاز وجري الماء في النجف، اي سيل ومطر(92).
الفصل الرابع: وفيه بحث عن اعماله التي يقوم بها الامام الحجة (عليه السلام) عند ظهوره
وفي ذلك عدّة اسئلة:
السؤال الاول: ما هي اهم الاعمال التي يقوم بها الامام الحجة (عليه السلام) عند ظهوره، ونرجو الاشارة الى بعض الروايات الواردة من طرق الفريقين؟
الجواب:
وردت روايات كثيرة في انه (عليه السلام)؛ يملا الارض عدلا، واحصيَّ في ذلك 148 حديثا نحن نشير الى بعض منها:
1- الفتن(93): عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: يحثي المال حثيا، لا يعدّه عدا، يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما.
2- المسند(94): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الارض ظلما وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي، (او من اهل بيتي)، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.
3- كنز العمال(95): عن علي (عليه السلام) قال: تملأ الارض ظلما وجورا حتى يدخل كل بيت خوف وحزن، يسألون درهمين وجريبين فلا يعطونه، فيكون قتال بقتال، ويسار بيسار، حتى يحيط الله بهم في مصره، ثم تملأ الارض عدلا وقسطا.
4- كمال الدين(96): عن عبد الله ابن عمر قال: سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) يقول: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، كذلك؛ سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول.
5- كفاية الاثر(97): (روّي عن علي بن الحسين زين العابدين): كان يقول (صلوات الله عليه): ادعوا لي ابني الباقر؟، وقلت لابني الباقر- يعني محمدا- فقلت له: يا ابه، ولم سميّته الباقر؟ قال: فتبسم، وما رأيته تبسّم قبل ذلك، ثمّ سجد لله تعالى طويلا، فسمعته يقول في سجوده؛ اللهمّ لك الحمد سيّدي على ما انعمت به علينا اهل البيت، يعيد ذلك مرارا، ثمّ قال: يا بني؛ أنّ الامامة في ولده إلى ان يقوم قائمنا (عليه السلام) فيملأها قسطا وعدلا وإنه الامام ابو الائمة، معدن الحلم، وموضع العلم، يبقره بقرا، والله لهو اشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، قلت: فكم الائمة بعده؟ قال: سبعة ومنهم المهدي الذي يقوم بالدين في اخر الزمان(98).
السؤال الثاني: نشر العدل بعد ما تملأ الدنيا ظلما يحتاج الى تمهيد كرفع الظلم ومواجهة اهله، ثم بعد ذلك بسط العدل فهل يعتبر ذلك من مهام الامام الحجة (عليه السلام) عند ظهوره؟
الجواب:
بعد مراجعة كتب الحديث وجدنا بعض الروايات التي تشير الى انه (عليه السلام)؛ يقتل اعداء الله، ويطهر الارض من الشرك ومن كل جور وظلم ويزيل ملك الجبابرة، وفي ذلك 51 حديثا نشير الى بعض منها:
1- قتل الدجال:
كتاب الفضل بن شاذان(99): عن عبد الله بن سنان، قال: سأل ابي عن ابي عبد الله (عليه السلام) عن السلطان العادل؟ قال: هو من افترض الله طاعته بعد الانبياء والمرسلين، على الجنّ والانس اجمعين وهو سلطان بعد سلطان إلى ان ينتهي الى السلطان الثاني عشر، فقال رجل من اصحابه: صف لنا من هم يا ابن رسول الله؟ قال: ثم الذين قال تعالى فيهم: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) والذين خاتمهم الذي ينزل في زمن دولته عيسى (عليه السلام) ويصلي خلفه، وهو الذي يقتل الدجّال، ويفتح الله على يديه مشارق الارض ومغاربها، ويمتدّ سلطانه الى يوم القيامة(100).
2- تدمير الاصنام والاوثان وكل معبود من دون الله:
كمال الدين(101): عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يقول: القائم منا، منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الارض، وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الارض خراب الا قد عمّر وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلي خلفه، قال: قلت: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدول، واستخفّ الناس بالدماء وارتكاب الزنا واكل الربا، واتقي الاشرار مخافة السنتهم، وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بين الركن والمقام، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة، وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فإذا خرج اسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، واول ما ينطق به هذه الآية: (بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين)، ثم يقول: انا بقية الله في ارضه، وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليك يا بقيّة الله في ارضه، فاذا اجتمع اليه العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج، فلا يبقى في الارض معبود من دون الله عز وجل، من صنم وغيره، اِلا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.
3- ينصره الله على اعدائه:
ينابيع المودة(102): عن جعفر الصادق (عليه السلام)، قال عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصرالله.
4- لا ترد له راية:
ما نزل من القران في اهل البيت (عليهم السلام)(103): عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه)؟ قال: هذه نزلت في القائم (عليه السلام)، إذا خرج تعمّم وصلى عند المقام وتضرع الى ربه، فلا تردّ له راية ابدا.
5- ظهور الاسلام على كل الاديان:
البحار(104): عن ابن عباس في قوله عز وجل (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)؟ قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة اِلا الاسلام، حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحيّة، وحتى لا تقرض فأرة جرابا، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وهو قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وذلك يكون عند قيام القائم (عليه السلام)(105).
السؤال الثالث: هل توجد روايات اوضح مما مرّ سابقا حول قتال الامام المهدي (عليه السلام)؛ ضد اعداء الله او ما شابه ذلك؟
الجواب:
نعم توجد روايات كثيرة اصرّح مما سبق تبين؛ ان الامام المهدي (عليه السلام) يقوم بالسيف ويقتل اعداء الله وينتقم منهم وفي ذلك روايات كثيرة:
1- انه يظهر على اعداء الله:
كمال الدين(106): عن ابراهيم الكرخي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) او قال له رجل: اصلحك الله الم يكن علي (عليه السلام) قويا في دين الله عز وجل؟ قال: بلى: قال: فكيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزو جل منعته، قال: قلت: واية آية هي؟ قال: قوله عز وجل: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما) انه؛ كان لله عزو جل ودائع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي (عليه السلام) ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع، فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا اهل البيت لن يظهر ابدا حتى تظهر ودائع الله عزو جل، فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله.
وفي هذا المعنى يوجد 18 حديثا(107).
2- ينتقم من اعداء الله:
دلائل الامامة(108): عن ابي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، قال: سألت ابا جعفر محمد الباقر (عليه السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، لِمَ سمّي علي (عليه السلام) امير المؤمنين وهو اسم لم يسمّ به احد قبله، ولا يحلّ لاحد سواه قلت: فلم سمي سيفه ذا الفقار؟ قال: لأنه ما ضرب به احدا من اهل الدنيا الا افقره به اهله وولده، وافقره في الاخرة الجنة فقلت: يا ابن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق؟ قال: لما قتل جدّي الحسين (عليه السلام) ضجّت الملائكة بالبكاء والنحيب، وقالوا: إلهنا! اتصفح عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك!؟ فأوحى الله اليهم: قرّوا ملائكتي، فوعزتي وجلالي لانتقمن منهم ولو بعد حين، ثم كشف لهم عن الائمة من ولد الحسين، فسرّت الملائكة بذلك، وراوا احدهم قائما يصلي، فقال سبحانه: بهذا القائم انتقم منهم.
3- الطالب بذحول اهل البيت (عليهم السلام):
غيبة النعماني(109)، عن ابي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، فركب هو وابناه الحسن والحسين (عليهم السلام) فمرّ بثقيف فقالوا: قد جاء علي يردّ الماء !فقال علي (عليه السلام): اما والله لاقتلن انا وابناي هذان، وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة، حتى يقول الجاهل؛ ما لله في آل محمد من حاجة.
وفي هذا المعنى وما قبله يوجد 13 حديثا(110).
4- انه يقوم بالسيف:
كمال الدين(111): عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) يقول: في القائم سنن من سبعة انبياء: سنة من ابينا آدم، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من ايّوب، وسنة من محمد (صلوات الله عليهم)، فأما من آدم ونوح فطول العمر، واما من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من موسى فالخوف والغيبة، واما من عيسى فاختلاف الناس فيه، واما من ايوب فالفرج بعد البلوى، واما من محمد فالخروج بالسيف.
تفسير القرطبي(112): في قوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر)؛ روي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه؛ اي العذاب الاكبر: خروج المهدي بالسيف، والادنى: غلاء السعر.
وفي تفسير الآلوسي(113)؛ ايضا ما هذا لفظه: وعن جعفر بن محمد (رضي الله تعالى عنهما) انه؛ خروج المهدي بالسيف.
وفي هذا المعنى والذي قبله يوجد 10 احاديث(114).
5- يملك مشارق الارض ومغاربها:
تأويل الآيات الظاهرة(115): عن ابي الجارود عن ابي جعفر(عليه السلام) في قوله عز وجل؛ (الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور)(116)، قال: هذه لآل محمد والمهدي واصحابه، يملكهم الله تعالى مشارق الارض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله عزو جل به وبأصحابه البدع والباطل كما امات السفهة الحق، حتى لا يرى اثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولله عاقبة الامور.
وفي هذا المعنى يوجد 23 حديثا(117).
السؤال الرابع: هل ان الامور التي يقوم بها الامام المهدي (عليه السلام) اجتهاد جديد منه في الدين، ام هو؛ اتباع للقران والسنة المحمدية الاصيلة؟
الجواب:
ان المستطلع للروايات الكثيرة وبالخصوص التي تتحدث عن آخر الزمان والتي هي تعتبر علامات عند المؤمنين نصل من خلالها الى معرفة قرب ظهور الامام المهدي (عليه السلام) واننا نعيش في مقدمات يوم القيامة وقيام الساعة، يجد ان اكثر الناس يبتعدون عن الدين وتحصل تحريفات كثيرة بالدين وباسم الدين مما يجعل الناس يحملون ظاهرا اسم الاسلام وهم بعيدون كل البعد عن الاسلام الحقيقي الا القليل ممن عصم الله. واليك بعض الروايات الدالة على هذا الدور المهدوي في ارجاع الناس الى القران والسنة:
1- نهج البلاغة(118): ومن خطبة له (عليه السلام) في ذكر الملاحم، يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الراي على القرآن اذا عطفوا القران على الرأي (ومنها)؛ حتى تقوم الحرب بكم على ساق، باديا نواجذها مملوءة اخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها آلا وفي غد، وسياتي غد بما لا تعرفون، يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ اعمالها، وتخرج له الارض من أفاليذ كبدها، وتلقى إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميّت الكتاب والسنة.
2- تفسير العياشي(119): عن زرارة، قال ابو عبد الله (عليه السلام): سئل ابي عن قول الله (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)؟ فقال: انه لم يجيء تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه؛ ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد (صلى الله عليه واله) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الارض كما قال الله.
3- ما نزل من القرآن في اهل البيت (عليهم السلام)(120): عن ابن عباس في قوله عز وجل (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة الا الاسلام حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وهو قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وذلك يكون عند قيام القائم (عليه السلام).
4- كمال الدين(121): عن ابي بصير، قال، قال: ابو عبد الله (عليه السلام): ان في صاحب هذا الامر سنن من الانبياء؛ سنة من موسى بن عمران، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلوات الله عليهم)، فأما سنة من موسى بن عمران؛ فخائف يترقب، واما سنة من عيسى فيقال: فيه ما قيل في عيسى، واما سنة من يوسف؛ فالستر، يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه، واما سنه من محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فيهتدي بهداه ويسير بسيرته.
5- غيبة النعماني(122): عن عبد الله بن عطاء، قال: سألت ابا جعفر الباقر(عليه السلام) فقلت: إذا قام القائم (عليه السلام) بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ويستأنف الاسلام جديدا.
ويدل عليه اخبار كثيرة جدا وذلك؛ لان ردّ الناس الى الكتاب والسنة من اعظم اعمال المهدي (عليه السلام)، ومن صفاته البارزة، قلما يوجد حديث لا يدل عليه بالالتزام او المطابقة، فلا يكون المهدي الا من يكون كذلك، ولا يقوم الا لإقامة الحق، ولا يقوم احد من الناس بردّهم الى الكتاب والسنة، ولا تملأ الارض من العدل والقسط الا به، ولا يعلن امر الله ولا يظهر الاسلام على الاديان الا برد الناس الى الكتاب والسنة، فكل اعماله الاصلاحية لا تتحقق الا به، فهو لا يظهر ولا يقوم ولا يخرج اِلا لإقامة الشرع والعمل بالكتاب والسنة(123).
السؤال الخامس: يظهر من الروايات المتقدمة؛ ان هناك اشخاص على منهج الامام المهدي (عليه السلام)، سيكون لهم دور كبير في العالم الاسلامي، قبل عصر الظهور وكذلك آخرون ممن هم ضد منهج الامام، فهل يوجد بيان في ذلك؟
الجواب:
نعم ان الروايات؛ قد صرّحت بقيام دول قبل ظهوره تكون مهيأة وتامة الاستعداد للتمهيد لظهوره ثم الالتحاق به وانها تخوض حروب، كما تشير الروايات الى ظهور اشخاص ينتمون الى مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ويكون لهم دور كبير من التمهيد لظهوره، وكذلك ظهور اشخاص لهم دور مناهض لخط الامام، واليك نماذج على ذلك:
1 ـ خروج السفياني قبل ظهوره:
الفتن(124): عن الهيثم بن عبد الرحمان، قال: حدثني من سمع عليا (رضي الله عنه) يقول: إذا بعث السفياني الى المهدي جيشا خسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك اهل الشام قالوا لخليفتهم قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته والا قتلناك؟ فيرسل اليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس وتنقل اليه الخزائن وتدخل العرب والعجم واهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال.
تاريخ المدينة المنورة(125): عن ام سلمة (رضي الله عنها) قالت: بينما النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مضطجع في بيته إذ احتفز جالسا، فجعل يتوجع فقلت: بابي انت وامي يا رسول الله مالك تتوجع؟ قال: جيش من امتي يجوز من قبل الشام، يؤمون البيت لرجل منعه الله منهم حتى اذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى، قلت: بابي انت وامي يا رسول الله، كيف يخسف بهم جميعا ومصادرهم شتى؟ قال: ان منهم من جبر (من يكرهه فيجيء مكرها).
2- قتل النفس الزكية:
الفتن(126): عن عمار بن ياسر (رضي الله عنه) قال: اذا قتل النفس الزكية واخوه، يقتل بمكة ضيعة، نادى مناد من السماء: ان اميركم فلان، ذلك المهدي الذي يملأ الارض حقا وعدلا.
غيبة النعماني(127): عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: من المحتوم الذي لا بدّ ان يكون من قبل قيام القائم: خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء.
3- شعيب بن صالح يحمل لواء المهدي (عليه السلام):
الفتن(128): عن عمار بن ياسر قال: إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل اعوان آل محمد خرج المهدي، على لوائه شعيب بن صالح.
4- خروج اليماني ورايات اخرى:
الارشاد(129): عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: خروج السفياني والخراساني واليماني في سنه واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وليس فيها راية اهدى من راية اليماني، لأنه يدعو الى الحق.
الروضة من الكافي(130): عن عمرو بن حنظلة قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني، فقلت: جعلت فداك ان خرج احد من اهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) فقلت له: اهي الصيحة؟ فقال: اما لو كانت، خضعت اعناق اعداء الله عز وجل(131).
وفي ما مر حوالي 63 حديثا.
5- ظهور الدجال:
كمال الدين(132): عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لما عرّج بي الى ربي جلّ جلاله...
وعند ذلك ثلاثة خسوف؛ خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يد رجلٍ من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال، يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: الهي ومتى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى الي واخبرني ببلاء بني امية، وفتنة ولد عمي، وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت الى الارض وادّيت الرسالة: ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيون، وكما حمده كل شيء قبلي وما هو خالقه الى يوم القيامة(133).
السؤال السادس: يظهر مما سبق ان للبلدان الاسلامية دور مهم قبل عصر الظهور الشريف، وبعده ايضاً، فهل هذا يدل على ظهور وقيام انظمة اسلامية، تقوم بدور التمهيد لظهوره (عليه السلام)؟
الجواب:
ان هذا السؤال مهم للغاية، ولكن نختصر جوابه؛ بظهور دولة شيعية في المشرق تمهد له سلطانه، وتكون الى جنبه، ونحن نذكر عدة روايات لتوضيح الامر:
1- فيما يدل على تمكين الناس لسلطانه:
سنن ابن ماجه(134): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يخرج ناس من المشرق فيُوطئون للمهدي، يعني: سلطانه.
سنن ابي داود(135): عن هلال بن عمرو قال: سمعت عليا (رضي الله عنه) يقول: قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): يخرج رجل من وراء النهر، يقال له: الحارث بن الحراث، على مقدمته رجل يقال له: منصور؛ يوطئ او يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وجب على كل مؤمن نصره، او قال: اجابته.
وفي هذا المعنى يوجد 3 احاديث(136).
وهذا التمهيد كما اعتقد؛ يكون بأساليب مختلفة اِما بنشر الثقافة الاسلامية ومنها فكرة الامام المهدي (عليه السلام) وترسيخها في نفوس المسلمين بل البشرية، او انشاء دولة اسلامية شيعية قبله تكون ممهدة لظهوره فكريا وسياسيا وعسكريا.
2- الرايات السود من المشرق:
بحار الانوار(137): عن الباقر (عليه السلام) قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الى الكوفة فاذا ظهر المهدي (عليه السلام) بعث اليه البيعة.
وروي: تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بايلياء(138).
3- الايرانيون والدفاع عن الاسلام:
نور الثقلين(139): عن الامام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى (فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)(140) قال: قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد (صلى الله عليه واله) الا قتلوه.
وعنه (عليه السلام): انه قرأ هذه الآية... فقلنا؛ جعلنا فداك من هؤلاء؟ فقال ثلاثا: هم والله اهل قم، هم والله اهل قم، هم والله اهل قم(141).
بحار الأنوار(142): عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: سيأتي زمان تكون قم واهلها حجة على الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا الى ظهوره.
بحار الأنوار(143) (ايضا): رجل من قم يدعو الناس الى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين.
بحار الانوار(144): عن صفوان ابن يحيى بياع السابري، قال: كنت يوما عند ابي الحسن (عليه السلام)، فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم، ثم قال: ان للجنة ثمانية ابواب، وواحد منها لأهل قم، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد، خمر الله ولايتنا في طينتهم(145).
4- رايات اهل المشرق تدفع للإمام المهدي:
المستدرك على الصحيحين(146): عن عبد الله بن مسعود، قال: اتينا رسول الله (صلى الله عليه واله) فخرج الينا مستبشرا نعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء الا اخبرنا به... حتى مرّت فتية من بني هاشم منهم الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه... فقلنا يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال ! انا اهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وانه سيلقى اهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد.. حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه.
ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون.... فمن ادركه منكم ومن اعقابكم فليأت امام اهل بيتي، ولو حبوا على الثلج، فإنما رايات هدى يدفعونها الى رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، (...) فيملك الارض فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
5- اكثر انصاره من بلاد المشرق في ايران:
ينابيع المودّة(147): قال علي (عليه السلام) حول اصحاب المهدي: بخ بخ للطالقان فإن لله عز وجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجالا عرفوا الله حق معرفته، وهم انصار المهدي آخر الزمان.
سفينه البحار(148): عن الباقر (عليه السلام) انه قال: اصحاب القائم (عليه السلام)؛ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا اولادهم العجم، بعضهم يحمل في ركاب نهارا يعرف باسمه واسم ابيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه، فيرى في مكة على غير ميعاد.
بحار الانوار(149): ذكر الامام الصادق (عليه السلام) اهل قم، وقال لعفان البصري: أتدري لم سمي قم؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: انما سمّي قم؛ لان اهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه، ويقومون معه، ويستقيمون عليه وينصرونه.
تفسير العياشي(150): عن مولى لابي الحسن قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن قوله (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)؟ قال: وذلك والله ان لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان.
وفي اجتماع اهل الشرق والغرب عنده (عليه السلام) حديثان(151).
الفصل الخامس: حول قتاله (عليه السلام) عند ظهوره الشريف والدوافع لذلك
السؤال الاول: لقد قاتل النبي (صلى الله عليه واله) المشركين على التنزيل والايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وبالقران الكريم ونبذ عبادة الاصنام والشرك، فما هي؛ دوافع الامام المهدي (عليه السلام) عندما يقاتل؟
الجواب:
ان قضية تأويل القران وفهم معانيه تعتبر من الامور الحساسة والمهمة في الاسلام، وقد صرحت روايات كثيرة على انحصار حق التفسير والتأويل باهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد في ذلك احاديث كثيرة من النبي محمد (صلى الله عليه واله)؛ في حق علي بن ابي طالب (عليه السلام)؛ انه: يقاتل على التأويل كما قاتل الرسول (صلى الله عليه واله) على التنزيل، وهذا الكلام ورد في حق الامام المهدي (عليه السلام) ايضاً، فان عدم الاخذ بتأويل القران يكون سببا لانحراف الناس وابتعادهم عن الدين الصحيح وعن اهل البيت (عليهم السلام) الذين هم عدل القران والعالمون بتأويله لذا يأتي المهدي ليصحح المفاهيم المغلوطة ويعيد البناء من جديد، والذي قد بناه الرسول (صلى الله عليه واله) قبل اكثر من الف سنة.
وفي ذلك يوجد 18حديثا، ونحن نذكر في ذلك حديثين:
1- كفاية الاثر(152): فقال الراوي: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في بعض غزواته، وقتلَ عليٌ (عليه السلام) اصحاب الالوية وفرّق جمعهم وقتلَ عمرو بن عبد الله المذحجي، وقتل شيبة بن نافع، اتيت رسول الله؛ فقلت له: يا رسول الله! ان عليا قد جاهد في الله حق جهاده! فقال: لأنه مني وانا منه وارث علمي وقاضي ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي ولولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله، الا انه ابو سبطي والائمة بعدي، من صلبه يخرج الله تعالى الائمة الراشدين ومنهم مهدي هذه الامة، فقلت: بابي انت وامي يا رسول الله ما هذا المهدي؟ قال: يا عمّار اعلم ان الله تبارك وتعالى عهد الي؛ انه يخرج من صلب الحسين ائمة تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم وذلك قول الله عز وجل: (قل أرأيتم إن اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين)، يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في اخر الزمان؛ يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وهو سميّي واشبه الناس بي... الحديث(153).
2- نهج البلاغة(154): ومن خطبة له (عليه السلام) في ذكر الملاحم: يعطف الهوى على الهدى، ويعطف الرأي على القران إذا عطفوا القران على الراي، (ومنها)؛ حتى تقوم الحرب بكم على ساق، باديا نواجذها، مملوءة اخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها الا وفي غد وسيأتي غد بما لا تعرفون، يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ اعمالها، وتخرج له الارض من افاليذ كبدها وتلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميّت الكتاب والسنة(155).
وتدل عليه ايضاً روايات كثيرة اخرى، بالالتزام او المطابقة(156).
السؤال الثاني: اذا كان الامام المهدي (عليه السلام) يقاتل على التأويل، فهل؛ توجد روايات تدل على تفاصيل قتاله؟
الجواب:
لقد مرّ سابقا ان الامام (عليه السلام) يخوض حروب كثيرة ضد اشخاص كالسفياني والدجال وغير هما، ونحن نضيف على ذلك تلك الروايات الآتية:
1- كمال الدين(157): عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال؛ في قول الله عز وجل (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل) فقال (عليه السلام): الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة القائم (عليه السلام)، فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وان آمنت بمن تقدمه من آبائه (عليهم السلام).
2- غيبة النعماني(158): عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام) قال، قلت له: صالح من الصالحين سمه لي؟ أريد القائم (عليه السلام)؟ فقال: اسمه اسمي؛ قلت: أيسير بسيرة محمد (صلى الله عليه واله وسلم)؟ قال هيهات هيهات يا زرارة! ما يسير بسيرته قلت: جعلت فداك لِم؟ قال: ان رسول الله سار في امته باللين، كان يتألف الناس، والقائم يسير بالقتل بذاك امر في الكتاب الذي معه، ان؛ يسير بالقتل ولا يستتيب احدا، ويل لمن ناواه.
3- حلية الابرار(159): عن الحسن بن هارون بياع الانماط قال: كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) جالسا فسأله المعلى بن خنيس: أيسير القائم اذا قام بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ فقال: نعم، وذاك؛ ان عليا سار بالمن والكف؛ لأنه علم ان شيعته سيظهر عليهم من بعده، وان القائم اذا قام سار فيهم بالسيف والسبي؛ وذلك انه يعلم ان شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا(160).
4- الكافي(161): عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام)؛ (ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)!؟ انا واهل بيتي الذين اورثنا الله الارض، ونحن المتقون، والارض كلها لنا، فمن احيا ارضا من المسلمين فليعمرّها وليؤدِّ خراجها الى الامام من اهل بيتي وله ما اكل منها، فان تركها او اخربها واخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها واحياها فهو احق بها من الذي تركها، يؤدي خراجه الى الامام من اهل بيتي وله ما اكل منها، حتى يظهر القائم من اهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله (صلى الله وعليه واله) ومنعها، الا ما كان في ايدي شيعتنا؛ فانه يقاطعهم على ما في ايديهم، ويترك الارض في ايديهم(162).
5- عقد الدرر(163): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؛ في قصة المهدي (عليه السلام): كانه من رجال بني اسرائيل فيستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك(164).
السؤال الثالث: ان هذه الروايات التي تفضلت بها تدل على حروبه (عليه السلام)؛ بشكل مجمل، ولكن نحن نريد اشياء مفصلة اكثر لو تفضلت علينا؟
الجواب:
توجد روايات تذكر بعض حروبه بالخصوص وفيها تفاصيل اكثر، ونحن نذكر بعضها:
1- تفسير العياشي(165): عن ابي بكير قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن قوله: (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها)؟، قال: انزلت في القائم (عليه السلام)؛ اذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة واهل الردة والكفار، في شرق الارض وغربها فعرض عليهم؛ الاسلام، فمن اسلم طوعا امره بالصلاة والزكاة، وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب احد الا وحّد الله، قلت له: جعلت فداك ان الخلق اكثر من ذلك!؟ فقال: ان الله اذا اراد امرا قلل الكثير وكثّر القليل.
2- كتاب الفضل بن شاذان(166): قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): ان القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر... الى ان يقول (عليه السلام): فإذا اجتمع العقد وهو عشره آلاف خرج من مكة فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغير ه الا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة(167).
3- تفسير فرات الكوفي(168): قال: حدثنا جعفر بن احمد، معنعنا عن ابي عبد الله (عليه السلام): (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)؟ قال: اذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر الا كره خروجه، حتى لو كان في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن؛ فيَّ مشرك فاكسرني واقتله؟
4- تفسير القمّي(169): عن شهر بن حوشب، قال لي الحجاج؛ بان آية في كتاب الله قد اعيتني! فقلت أيها الأمير! أية آية هي؟ فقال: قوله (وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته)، والله اني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه ثم ارمقه بعيني فما اراه يحرك شفتيه حتى يخمد!؟ فقلت اصلح الله الأمير ليس على ما تأولت. قال كيف هو؟ قلت: ان عيسى ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا فلا يبقى اهل ملة يهودي ولا نصراني الا امن به قبل موته ويصلي خلف المهدي. قال: ويحك انى لك هذا! ومن أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) فقال: جئت بها والله من عين صافية.
5- حلية الابرار(170): عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ينزل عيسى بن مريم عند انفجار الصبح ما بين مهرودين وهما؛ ثوبان اصفران من الزعفران، ابيض الجسم اصهب الرأس افرق الشعر كان رأسه يقطر دهنا بيده حربة يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويهلك الدجال، ويقبض اموال القائم، ويمشى خلفه اهل الكهف؛ وهو الوزير الايمن للقائم وحاجبه ونائبه ويبسط في المشرق والمغرب الدين من كرامة الحجة بن الحسن (صلوات الله عليه).
السؤال الرابع: لقد ذكرتم فيما مضى ان الامام المهدي (عليه السلام) يقاتل شخصيات لها دور قبل ظهوره في اضلال الناس وتحريف الدين كالدجال؛ فهل تذكرون عنه شيئاً مختصرا؟
الجواب:
الدجال اختلف فيه فمنهم من قال: انه يهودي اسمه صاف وكنيته: ابو مهدي، ويقال له: المسيح الدجال، والدجال من الدجل وهو التغطية، لأنه يغطيّ الارض بجموعه (اي يطأ الارض كلها الا مكة والمدينة)، والحق بأباطيله، وفتنته اعظم فتن الدنيا، ولهذا استعاذ النبي (صلى الله عليه واله) منها، وذكرت اوصافه وفتنة الناس به، وهو يظهر في اخر الزمان يدعي الالوهية ويكثر منه الكذب والتلبيس وهو كافر وخروجه من اشراط الساعة ونحن نذكر اختصارا، احاديثا عنه وفيه 26 حديثا(171):
1- الفتن(172): عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ما بين خلق آدم (عليه السلام)؛ الى قيام الساعة امر اكبر من الدجّال.
2- الفتن(173): عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: يتبع الدّجال من أمتي سبعون الفا عليهم التيجان.
3- ميزان الاعتدال(174): عن حذيفة: ان خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان.
4- المحاسن(175): عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال؛ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): من ابغضنا اهل البيت بعثه الله يهوديا! قيل يا رسول الله وان شهد الشهادتين؟ قال: نعم؛ انما احتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه او يؤدّي الجزية وهو صاغر ثم قال: من ابغضنا اهل البيت بعثه الله يهوديا! قيل: وكيف يا رسول الله؟ قال: ان ادرك الدجال آمن به.
5- غيبه الشيخ(176): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): عشر قبل الساعة لا بدّ منها؛ السفياني، والدجّال، والدخان، والدابّة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى، وخسفٌ بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس الى المحشر.
السؤال الخامس: قد ذكرتم سابقا: ان من مهام الامام المهدي (عليه السلام)؛ رفع الظلم فلا بد من ازاحة الظالمين وان ذلك سينقضي القتال ضد الظلمة ومن امثالهم السفياني، فهل تذكر شيئاً عن ذلك؟
الجواب:
نعم ان الامام الحجة (عليه السلام) سوف يقاتل بعض الشخصيات والتي تعيث في الارض فسادا من امثال السفياني: وهو رجل من آل ابي سفيان واسمه عثمان بن عنبسة، يخرج بالشام ويقبل من بلاد الروم منتصرا في عنقه صليب، وتصدر منه الأفاعيل السيئة والاعمال الفظيعة، والسيرة الخبيثة كما وردت بذلك الاحاديث الكثيرة واليك بعضا منها:
1- المستدرك(177): عن ابي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من اهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى اذا صار ببيداء من الارض خسف بهم فلا ينجو الا المخبر عنهم(178).
2- الفتن(179): قال عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم): احذركم؛ سبع فتن تكون بعدي؛ فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة من قبل المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي فتنة السفياني.
3- تاريخ المدينة المنورة(180): عن ام سلمة (رضي الله عنها) قالت: بينما النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مضطجع في بينه اذ احتفز جالسا فجعل يتوجع فقلت: بابي انت وامي يا رسول الله! ما لك تتوجع؟ قال: جيش من امتي يجوز من قبل الشام يؤمّون البيت لرجل منعه الله منهم حتى اذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى، قلت: بابي انت وامي يا رسول الله كيف يخسف بهم جميعا ومصادرهم شتى؟ قال منه من جبر (من يكرهه فيجيء مكرها).
4- تأويل الآيات الظاهرة(181): عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: يخرج القائم فيسير حتى يمرّ بمرّ، فيبلغه؛ ان عامله قد قتل! فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك شيئاً ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي الى البيداء، فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله عز وجل الارض ان تأخذ بأقدامهم وهو قوله عز وجل: (ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا امنا به)، يعني؛ بقيام القائم (وقد كفروا به من قبل) يعني؛ بقيام القائم من ال محمد (صلى الله عليهم)، (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل انهم كانوا في شك مريب)(182).
5- تاريخ المدينة المنورة(183): عن بسر بن لخم المعافري، قال سمعت ابا فراس يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي.
انتهى هذا التلخيص من الجزء الثاني للكتاب الموسوم؛ (منتخب الاثر في الامام الثاني عشر) بحمد الله ومنه، لسبع بقين من ربيع الاول لسنة 1428 هجري، على صاحبها آلاف التحية والسلام، حامدين المولى عز وجل، شاكرين له على جميع نعمائه، ونسأله تعالى؛ ان يعجّل فرج مولانا صاحب العصر والزمان، وان يجعلنا من انصاره واعوانه؛ بحق محمد وآله الطاهرين.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) انتخبنا هذه المقدمة من كتابه (دام ظله)؛ منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 1 ص 10- 15.
(2) الانفال 21- 22.
(3) فصّلت ص 40.
(4) التوبة 119.
(5) الاسراء 71.
(6) الرعد 7.
(7) لابي القاسم على بن محمد بن على الخزاز الرازي، ح 2 ص 277.
(8) لابي جعفر الشيخ الصدوق ج 1 ص 322 ب 31 ح 6.
(9) لابي الفتح علي بن عيسى الاربلي ج 2 ص 522.
(10) لابي عبد الله محمد بن ابراهيم النعماني ص 168 ب 10 ح 9.
(11) كالسابق ص 168 ب 10 ح 8.
(12) منتخب الاثر ج 2 ص 289.
(13) لقطب الدين ابي الحسين الراوندي ج 1 ص 457 ح 2.
(14) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 417.
(15) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج 2 ص 430 ح 4.
(16) للشيخ الفضل بن شاذان النيشابوري عن كفاية المهتدى (الاربعين) ص 111 ح 29.
(17) للشيخ الحر العاملي ج 3 ص 481 ح 184 ب 32.
(18) للشيخ سليمان بن الشيخ ابراهيم الحسيني القندوزي ص 460 ب 82.
(19) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 431.
(20) للشيخ الطوسي عليه الرحمة ص 271 ح 237.
(21) منتخب الاثر ج 2 ص 369-416.
(22) لأبي جعفر الشيخ الصدوق ج 2 ص 430 ب 42 ح 6.
(23) للشيخ الحر العاملي: ج 3 ص 484 ب 32 ف ه ح 198.
(24) للعلامة المجلسي ج 51 ص 15 ب 5 ح 18.
(25) منتخب الاثر ج 2 ص 397-402.
(26) إذا اردت التفاصيل فراجع منتخب الاثر ج 2 ص 369-393.
(27) وبالخصوص المصدر الاساسي الذي نعتمد عليه وهو منتخب الاثر..... ج 2 ص 369-430.
(28) للفضل بن شاذان النيشابوري عن كفاية المهتدى (الاربعين) ص 116 ح 30.
(29) لابي جعفر الشيخ الصدوق ج 2 ص 424 ب 42 ح 1.
(30) للعلامة المجلسي عليه الرحمة ج 51 ص 61 ب 9 ح 13.
(31) للسيد هاشم البحراني: ص 45 ح 12.
(32) لابي جعفر الشيخ الصدوق ج 2 ص 433 ب 42 ح 14.
(33) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 405.
(34) ان اردت التفصيل فراجع منتخب الاثر ج 2 ص 311-318.
(35) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج 1 ص 321 ب 31 ح 3.
(36) لأبي عبد الله محمد بن ابراهيم النعماني ص 163 ب 10 ح 3.
(37) للعلامة المجلسي عليه الرحمة ج 51 ص 216 ب 13 ح 2.
(38) لعلي بن الحسين بن بابويه القمي ص 93 ح 84.
(39) لابي الحسن علي بن الحسين المسعودي ص 202 الطبعة الاولى.
(40) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 314.
(41) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 236-241.
(42) لابي جعفر محمد بن يعقوب الكليني ج 1 ص 340 ح 19.
(43) للشيخ سليمان البلخي القندوزي ص 427 ب 71.
(44) لابي عبد الله محمد بن ابراهيم النعماني ص 171 ح 5.
(45) لابي جعفر محمد بن جرير الطبري ص 293 وكذا غيبة النعماني ص 172 ح 2.
(46) للعلامة المجلسي عليه الرحمة ج 4 ص 47 ح 12.
(47) منتخب الاثر ج 2 ص 239.
(48) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 260-342.
(49) لابي القاسم علي بن محمد الخزاز الرازي ص 260 ب 34 ح 3.
(50) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج 1 ص 302 ب 26 ح 9.
(51) للشيخ الصدوق عليه الرحمة ص 244 ب 179 ح 3.
(52) للشيخ الحرّ العاملي ج 3 ص 458 ف 5 ح 96.
(53) للشيخ الطوسي عليه الرحمة ص 204 نحوه.
(54) راجع منتخب الاثر ج2 ص 260.
(55) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 261-266.
(56) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج 2 ص 481 ب 11 ح 44.
(57) لأمين الاسلام ابي علي الطبرسي؛ ر 4 ق 2 ب 3 ف 3 وكمال الدين ج 2 ص 265.
(58) للشيخ الصدوق ج 1 ص 273 ب 28 ح 6.
(59) منتخب الاثر ج 2 ص 266.
(60) للشيخ الطوسي ص 332 ح 274.
(61) لابي منصور احمد بن علي الطبرسي ج 1 ص 382.
(62) منتخب الاثر ج 2 ص 42.
(63) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 267-271.
(64) للشيخ سليمان ابن ابراهيم القندوزي ص 437.
(65) لشيخ الاسلام الحموئي الخراساني ج1ص45 ب2 ح11.
(66) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج1 ص302 ح11.
(67) عن كفاية المهتدي (الاربعين) ص 322 ذيل ح 39.
(68) منتخب الاثر ج 2 ص 271.
(69) للشيخ ابي جعفر الصدوق ج 1 ص 253 ب 23 ح 3.
(70) منتخب الاثر ج 1 ص 174.
(71) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 172 واصطخر منطقه جنوب ايران.
(72) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 173.
(73) المصدر السابق، ج 5 ص 165.
(74) كالسابق ايضا، ج 5 ص 168.
(75) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 168.
(76) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 2 ص 364.
(77) للحافظ عبد الرزاق ابن همام الصنعاني ج11 ح20776.
(78) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 335 ح 281.
(79) صبحي الصالح خ 187 ص 277.
(80) للشيخ الكليني ج 1 ص 270.
(81) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 2 ص 384 وفي ذلك 42 حديثا.
(82) للشيخ الصدوق ج 1 ص 250 ب 23 ح 1.
(83) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 3 ص 16 وفي ذلك 90 حديثا ايضا.
(84) العتمات اي صلاة الصبح، والغدوات الظهرين.
(85) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 3 ص 16-49، وكذا ص 349-351.
(86) عن كفاية المهتدي (الاربعين) للمير محمد بن محمد المير لوحي الحسيني الاصفهاني، ذيل الحديث 39.
(87) للشيخ النعماني ص250 ب14 ح6.
(88) للشيخ الصدوق ج 2 ص 655 ب 57 ح 25.
(89) للشيخ الصدوق ج 2 ص 655 ب 57 ح 27.
(90) للشيخ المفيد ص 359.
(91) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 3 ص 50.
(92) راجع منتخب الاثر ج 3 ص 50-65.
(93) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 192.
(94) للحميدي ج3 ص36 ومنتخب الاثر ج2 ص223.
(95) كنز العمال في سنن الاقوال والافعال: علاء الدين عليّ المتقي بن حسام الدين الهندي ج 14 ص 586 ح 39659.
(96) كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق عليه الرحمة ج 1 ص 317.
(97) لمحمد بن علي الخزاز ص 237 ب 32 ح 2.
(98) منتخب الاثر ج2 ص 230.
(99) عن كفاية المهتدي (الاربعين) ذيل ح 39، كشف الحق او (الاربعون) ح 34 للخاتون أبادي.
(100) وفي قتله عليه السلام؛ للدجال يوجد 6 احاديث راجع منتخب الاثر ج3 ص162.
(101) للشيخ الصدوق ج 1 ص 330.
(102) سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي ص 426 ب71.
(103) لمحمد ابن العباس وكذا في: تأويل الآيات الظاهرة ص399.
(104) للعلامة المجلسي ج 51 ص 61 ب 5 ح 59.
(105) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 2 ص 303.
(106) للشيخ الصدوق رحمة الله ج 2 ص 641.
(107) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 297.
(108) لابي جعفر محمد بن جرير الطبري ص 239 ح 14.
(109) للشيخ النعماني ص 140 ب 10 ح 1.
(110) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 2 ص 308.
(111) للشيخ الصدوق ج1 ص 321 ب 31 ح 3.
(112) وهو الجامع لأحكام القرآن لمحمد بن احمد الانصاري القرطبي ج 14 ص 107.
(113) روح المعاني للالوسي ج 21 ص 121.
(114) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 1 ص 315.
(115) او الباهرة للسيد شرف الدين علي الحسيني الاستر آبادي ص 339.
(116) الحج 41.
(117) راجع منتخب الاثر ج 3 ص 133.
(118) لابن ابي الحديد المعتزلي ج 2 ح 134.
(119) لابي نظر محمد ابن مسعود السلمي السمرقندي ج2 ص 56 ح48.
(120) لمحمد بن العباس وكذا تأويل الآيات الظاهرة ص 663.
(121) للشيخ الصدوق ح 2 ص 350 ب 3 ح 46.
(122) للشيخ النعماني ص 330 ح 13.
(123) منتخب الاثر ج 2 ص 307.
(124) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 187.
(125) لابي زيد عمر ابن شبة البصرى ج1 ص 309-310.
(126) لنعيم بن حماد المروزي ج 5 ص 183.
(127) للشيخ النعماني ص 264 ب 14 ح 26.
(128) لنعيم بن حماد المروزي ج 4 ص 168.
(129) للشيخ المفيد عليه الرحمة ص 387.
(130) للشيخ الكليني عليه الرحمة ج 8 ص 310 ح 483.
(131) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 3 ص 86.
(132) للشيخ الصدوق عليه الرحمة ج 1 ص 250 ب 23 ح 1.
(133) منتخب الاثر ج 3 ص 19.
(134) لابن ماجه القزويني ج 2 ص 1368.
(135) لابي داود سليمان بن الاشعث السجستاني ج 4 ص 108.
(136) للمزيد راجع منتخب الاثر ج 2 ص 319.
(137) للمجلسي ج 52 ص 217.
(138) عصر الظهور للكوراني ص 228.
(139) للشيخ جمعة العروسي 3/138.
(140) الاسراء 5.
(141) عصر الظهور للشيخ علي الكراني ص 199.
(142) للعلامة المجلسي ج 60 ص 213.
(143) للعلامة المجلسي ج 60 ص 216.
(144) المصدر السابق ج 60 ص 216.
(145) منتخب الاثر ج 3 ص 245.
(146) للحاكم النيسابوري، وعصر الظهور للكوراني ص219.
(147) للقندوزي الحنفي ص 449.
(148) للشيخ عباس القمي ج 2/165.
(149) للعلامة المجلسي: 60/216.
(150) لمحمد بن مسعود العياشي ج 1 ص 66.
(151) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 3 ص 154.
(152) لمحمد بن على الخزاز ب 17 ص 120 ح 1.
(153) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج 2 ص 166.
(154) لابن ابي الحديد المعتزلي ج 2 خ 134 ط مصر. وقد شرح محمد عبده مفتي الديار المصرية سابقا هذه الخطبة بقوله (يعطف..): خبر عن قائم ينادي بالقران، ويطالب الناس باتباعه، ورد كل رأي اليه. وقال ابن ابي الحديد ايضا: هذا اشارة الى امام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان وهو الموعود به في الاخبار والآثار، ومعنى (يعطف الهوى) يقهره ويثنيه عن جانب الايثار والإرادة، عاملا عمل الهدى، (تكملة شرح الخطبة في حاشية منتخب الاثر ج2 ص 306).
(155) راجع منتخب الاثر ج 2 ص 307.
(156) راجع منتخب الاثر ج 3 ص 9، 12، 25، 156، 157، 194، 204، 212، 224، وغير ذلك.
(157) للشيخ الصدوق رحمة الله ج 1 ص 8.
(158) للشيخ النعماني ص 231 ب 13 ح 14.
(159) في احوال محمد وآله الاطهار للسيد هاشم البحراني ج 2 ص 628.
(160) منتخب الاثر ج 3 ص 316.
(161) للشيخ الكليني عليه الرحمة ج 1 ص 407.
(162) منتخب الاثر ج 2 ص318.
(163) في اخبار المنتظر ليوسف بن يحيى المقدسي الشافعي، ص 222 ب9.
(164) منتخب الاثر ج 3 ص 133.
(165) لابي النظر محمد بن مسعود السلمي السمرقندي ج 1 ص 183.
(166) غيبة الفضل بن شاذان عن كفاية المهتدي (الاربعين) ذيل الحديث 39.
(167) منتخب الاثر ج 2 ص 36.
(168) فرات بن ابراهيم الكوفي ص 184.
(169) علي بن ابراهيم القمي ج 1 ص 158.
(170) للسيد هاشم البحراني ج 2 ص620.
(171) منتخب الاثر ج 3 ص 103.
(172) لنعيم ابن حماد المروزي ج 7 ص 284.
(173) المصدر السابق ج 7 ص 303.
(174) لمحمد ابن احمد ابن عثمان ج 1 ص 256.
(175) لابي عبد الله البرقي ج 1 ب 16 ح 39.
(176) للشيخ الطوسي ص 436 ح 426.
(177) الحاكم النيشابوري ج 4 ص 520.
(178) منتخب الاثر ج 3 ص 164.
(179) لنعيم ابن حماد المروزي ج 1 ص 17.
(180) لابن شبّة البصري ج 1 ص 309.
(181) او الباهرة للسيد شرف الدين علي الحسيني الاستر آبادي ص 467.
(182) سبأ 51-54 ومنتخب الاثر ج 3 ص 166.
(183) لابن شبّة البصري ج 1 ص 310.