الحكومة العالميّة للإمام المهدي (عليه السلام) في القرآن والسنّة
المؤلف: الشيخ محمود شريعة زاده الخراساني
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
الطبعة: الثانية - تاريخ النشر: 1383 هـ.ق
فهرس الموضوعات
المقدّمة
الباب الأوّل: بعض خصائص الكريمة وحياته الشريف
موجز عن حياة أمّ الإمام المهديّ (عليهما السلام)
إخبار الإمام المهديّ (عليه السلام) بالمغيبات
الإمام المهديّ مع والده
إمامة الإمام المهديّ (عليه السلام) والغيبة الصغرى
النوّاب الأربعة
المؤمنون المنتظرون
من خصائص دولة الإمام المهديّ (عليه السلام)
الباب الثاني: الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهديّ (عليه السلام) وأصحابه
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة إبراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحجّ
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الفرقان
سورة الشعراء
سورة النمل
سورة القصص
سورة العنكبوت
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة ص
سورة الزمر
سورة غافر
سورة فصّلت
سورة الشورى
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
سورة الفتح
سورة ق
سورة الذاريات
سورة الطور
سورة النجم
سورة القمر
سورة الرحمن
سورة الحديد
سورة المجادلة
سورة الصفّ
سورة التغابن
سورة الملك
سورة القلم
سورة المعارج
سورة الجنّ
سورة المدّثر
سورة التكوير
سورة الانشقاق
سورة البروج
سورة الطارق
سورة الغاشية
سورة الفجر
سورة الشمس
سورة الليل
سورة القدر
سورة البيّنة
سورة والعصر
الباب الثالث: الروايات والأحاديث عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرين
في أحاديث النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
بشارة بالإمام المهديّ (عليه السلام)
خلفاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر
إنّ اوصيائي أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ
المهديّ (عليه السلام) وإمداد الملائكة
الشاكّ في المهديّ (عليه السلام) كافر
الإمام المهديّ (عليه السلام) شفيع الأمّة
الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) مختارون من قبل الله
حتميّة الظهور
أحاديث الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)
العلائم قبل الظهور
الحيّ والميّت يفرح بظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
لم يكن في أمّة مهديّ ينتظر غيره
غلبة الحقّ وحتميّة الظهور
النداء من السّماء بأحقّيّة آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
أحاديث الإمام الحسن (عليه السلام)
يظهر الإمام المهديّ (عليه السلام) شاباً دون الأربعين
الدنيا تسع البرّ والفاجر حتّى يظهر إمام الحقّ
المهديّ من الأئمّة الاثني عشر
منّا مهديّ هذه الأمّة
ما منّا إلّا مسموم أو مقتول
أحاديث الإمام الحسين (عليه السلام)
المهديّ (عليه السلام) وارث الأنبياء (عليهم السلام)
الخير كلّه في ذلك الزمان
هو التاسع من ولدي
مدّة حروبه ثمانية أشهر
يسع عدله البرّ والفاجر
أحاديث الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام)
من بركات ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
في قائم آل محمّد (عليهم السلام) سنن الأنبياء
أجر الثابت على ولايت آل محمّد (عليهم السلام) في الغيبة
يظهر المهديّ (عليه السلام) وحوله الملائكة المقرّبين
خفاء ولادته وخروجه وليس لأحد في عنقه بيعة
أحاديث الإمام الباقر محمّد بن عليّ (عليهما السلام)
يد الإمام المهديّ (عليه السلام) يد الله
طوبى لمن كان من أنصار الإمام المهديّ (عليه السلام)
آيتان قبل ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
تسخير الأرض للمهدي (عليه السلام) وأصحابه
الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه
أحاديث الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)
تظهر الأرض كنوزها عند ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
حينما يظهر الإمام المهديّ (عليه السلام) يعرفه جميع النّاس
اللهمّ العن أوّل ظالم..
الإمام المهديّ (عليه السلام) يحيي سنن المرسلين
أحاديث الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) يطهّر الأرض من أعداء الله
الإمام الكاظم (عليه السلام) يدعو بتعجيل فرج قائم آل محمّد (عليهم السلام)
الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) يتمنّى أن يكون من المنتظرين للإمام المهديّ (عليه السلام)
تمحيص النّاس قبل الظهور
المنتقم من أعداء الله
أحاديث الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
الإمام المنصور
الدعاء للمهدي (عليه السلام) في صلاة الجمعة
ارتباط ثورة الحسين (عليه السلام) بظهور المهديّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) يقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام)
أحاديث الإمام محمّد بن عليّ الجواد (عليه السلام)
المخلصون ينتظرون الإمام المهديّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الموتور بوالده
أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج
الإمام المهديّ (عليه السلام) يملأ الأرض عدلاً وقسطاً
الإمام المهديّ (عليه السلام) من الميعاد
أحاديث الإمام الهادي عليّ النقيّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو القائم
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الحجّة من آل محمّد (عليهم السلام)
الصبر مفتاح الفرج
انتظار الإمام المهديّ (عليه السلام)
المؤمَّل لإظهار الحقّ
أحاديث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو بقيّة الله في أرضه والمنتقم من أعدائه
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو القائم
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو حجّة الله في خلقه
الإمام المهديّ (عليه السلام) أشبه النّاس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)
الإمام المهديّ (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً
أحاديث الإمام حجّة بن الحسن (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) يدعو الله لظهوره
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو المنتقم من الظالمين
من أنكرني فليس منّي
إنّ الأرض لا تخلو من حجّة
الباب الرابع: ذكر مجموعة من الأحاديث والحكايات في: بعض العلائم عند ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) عند الحجر الأسود
الإمام المهديّ (عليه السلام) يعرف جميع اللغات
الإمام المهديّ (عليه السلام) أخبرني بأشياء
هذا هو الإمام المهديّ (عليه السلام) في صورة أبيه
أنا القائم وأنا الَّذي أخرج في آخر الزمان
هذا والله صاحب العصر والزَّمان
رأيت الإمام المهديّ (عليه السلام) في خيمة قد أشرقت الأرض بنوره
الإمام المهديّ (عليه السلام) يأمر ببناء مسجد جمكران
هذا الدعاء من الإمام المهديّ (عليه السلام) لشفاء المريض
هذا الدعاء علمنياه الإمام المهديّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) في حرم العسكريّين (عليهما السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) في منزل العلاّمة بحر العلوم (رحمه الله)
الإمام المهديّ (عليه السلام) ينعي الشيخ المفيد (رحمه الله)
النجاة من القتل ببركة دعاء علّمه صاحب الزمان (عليه السلام) وهو دعاء الفرج
الإمام المهديّ (عليه السلام) يقرأ القرآن في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام)
الوصول إلى القافلة وسقي الماء العذب ببركة الإمام المهدي (عليه السلام)
إعانة الإمام المهدي (عليه السلام) للعلاّمة الحلّي في كتابة الكتاب
دعاء العلوي المصري الَّذي علّمه الإمام المهدي (عليه السلام)
مراسلة الإمام المهدي (عليه السلام)
(يَا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهلَنَا الضُرُّ وَجِئنَا بِبِضَاعَةٍ مُزجَاةٍ فَأَوفِ لَنَا الكَيل وَتَصَدَّق عَلَينَا إنَّ الله يَجزِي المُتَصَدِّقِينَ)(1).
يا عزيز آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
يا عزيز الزهراء (عليها السلام).. يا آخر النجوم الزواهر.. أيّها المنقذ للبشر، يا مهديّ فاطمة (عليه السلام): لقد ألمَّ ما ألمّ، ونزل علينا ما أنت به أعلم، وجئناك ببضاعتنا المزجاة فأوف لنا الكيل، وقد مددنا أيادينا إليك نستعطف جودك وكرمك ونقول: «يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله» وأنت المدعو في المهمات، وعليك الأمل في كلّ لحظة، فلا تحرمنا من رأفتك وعنايتك، فتصدّق علينا بالعناية بما أنت أهله والله يحبّ المتصدّقين.
أهدي ثواب هذا الكتاب إلي روح المرحوم والدي حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ ميرزا محمّد عليّ شريعة زاده الخراساني (الواعظ المعروف بـ «الكربلائي») وهكذا إلى روح والدتي الماجدة، أرجو من خلاله أن أكون وفيّاً معهم، وقابلتهم بالإحسان مقابل خدماتهم العظيمة في حقّنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (55/النور/24)
طيلة هذه السنين كنت ولا زلت أعيش ببركه الإمام الحجّة بن الحسن (عليه السلام) وعجّل الله فرجه، ولاشكّ أن كلّ هذه الفيوضات المنتشرة في عالمنا هي ببركة وجوده المقدّس، وآمل من الله أن تكون آخرتي كذلك، وأن يحشرني الله تعالى مع محمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وانطلاقاً من هذا الشعور، أي شعور وجوب شكر النعم، شرعت في كتابة هذا الكتاب ليكون تعبيراً عن شكري وامتناني لآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
هذا وقد طالعت العديد من المصادر والكتب المتعلّقة بالإمام المهديّ (عليه السلام) لتدوين هدا الكتاب الَّذي هو عبارة عن الآيات والأحاديث الواردة فيه وفي أصحابه، ولم أقتصر فيه على كتاب فريق دون فريق بل لاحظت عامة المصادر المتوفرة عندي.
وأحياناً يكون في الآية عموم يشمل عدة مصاديق وأفراد فيكون الإمام المهديّ (عليه السلام) أفضل وأتم وأكمل وأشرف تلك المصاديق باعتباره الإمام المذخور لنجاة البشريّة، أوقد تشير الآية نوعاً ما إلى حكومته ودولته ووراثته الأرض، أو الى أصحابه وأتباعه أو علامات ظهوره وما شابه ذلك، أو يكون الاستشهاد بالآية من باب التأويل، أومن باب الجري والتطبيق، أومن باب الاستشهاد والتمثيل، وفي قسم الآيات حاولنا الاستيعاب لكلّ ما ورد.
أمّا الأحاديث فانتخبنا شذرة منها، ولم نشأ إثقال الكتاب بدرج المصادر المتأخّرة بل اكتفينا بأمّهات المصادر.
ثمّ إن العديد من الروايات الموجودة في الكتاب معتبرة السند، وانتخبت عن كلّ إمام من الأئمّة الاثني عشر خمسة أحاديث فقط، فيها إشارة الى حكومة الإمام المهديّ (عليه السلام) العالمية وحاكميته الأرض، وكلّي رجاء من الله سبحانه أن يتقبّل منّي هذه البضاعة المزجاة، وأن تكون مرضيّة عند إمامنا المهديّ (عليه السلام).
وكان هد في الآخر من هذا الكتاب هو تقديم معرفة عصرية عميقة لمحبّي أهل البيت (عليهم السلام) حول آخر إمام من أئمتنا (عليهم السلام)، ولنكون معاً ممّن ينتظره (عليه السلام) بوعي ودراية ومعرفة تامة في غيبته الكبرى.
وقد أخبرنا الإمام الصّادق (عليه السلام) عن غيبته (عليه السلام)، وأمرنا بانتظاره والصبر على طول غيبته، وحينما سئل (عليه السلام) عن عملنا في آخر الزمان أمرنا بقراءة هذا الدعاء ليثبّتنا الله تعالى على حبّه في غيبته:
«أللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك أللهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك أللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني»(2).
وفي الحقيقة فهذه هي عقيدتنا أي التوحيد للّه عزّ وجلّ، ثمّ الاعتقاد والتصديق والمعرفة بالنبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وبالحجج الإلهيّة من آله، وماذا بعد الحقّ إلّا الضلال.
وقد قسمت الكتاب إلى أربعة أبواب: الأوّل في بعض خصائصه وحياته الكريمة، الثاني في الآيات النازلة أو المفسّرة أو المؤوّلة به، والثالث: في أحاديث الرسول وعترته فيه عليهم أفضل الصّلاة والسّلام، والرابع: في ذكر مجموعة من الأحاديث والحكايات.
وأختم المقدّمة هذه ببيت يروى عن الإمام الصّادق (عليه السلام) كما في أمالي الصّدوق: المجلس: 74 ح 4:
لكلّ أناس دولة يرقبونها * * * ودولتنا في آخر الدهر تظهر
طهران - محمود شريعة زاده الخراساني
الباب الأوّل: بعض خصائصه الكريمة ونبذة عن حياته الشريفة
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو بقيّة الله على الأرض الملقّب ب - «المنتظر» وكنيته نفس كنية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وهو ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وأمه السيّدة نرجس (عليهما السلام)، وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة خلفاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ولذا فهو آخر الآل ومظهر الحقّ وآية الصدق ومنقذ الناس من الظلمات والضلالات. لقد ولد (عليه السلام)، في مدينة سامرّاء عام: 255 هـ، وتصدّى للإمامة وهو في الخامسة من عمره الشريف، فهو من مصاديق قوله تعالى: (وآتيناه الحكم صبيّاً)(3)، وكانت له غيبتان اختفى فيهما عن عموم الناس، استمرت الغيبة الصغرى 75 عاماً ارتبط فيها مع الناس من خلال وكلائه الأربعة واحداً بعد واحد وهم:
«أبو عمر وعثمان بن سعيد وأبو جعفر محمّد بن عثمان والحسين بن روح وعلي بن محمّد السمري».
وقال أحد علماء أهل السنة وهو القاضي فضل الله بن روزبهان الخنجي الشافعي في مدح المصطفى والأئمّة (عليهم السلام) وقد وردت في ترجمة القاضي المذكور فلاحظ مقدّمة إحقاق الحقّ: ص 74 - 82 مثلاً وهو من أعلام القرن العاشر -:
سلام على المصطفى المجتبى * * * سلام على السيّد المرتضى
سلام على ستّنا فاطمة * * * من اختارها الله خير النساء
سلام من المسك أنفاسه * * * على الحسن الألمعي الرضا
سلام على الأورعي الحسين * * * شهيد ثوى جسمه كربلاء
سلام على سيّد العابدين * * * على ابن الحسين الزكي المجتبى
سلام على الباقر المهتدي * * * سلام على الصادق المقتدى
سلام على الكاظم الممتحن * * * رضيّ السجايا إمام التقى
سلام على الثامن المؤتمن * * * عليّ الرضا سيّد الأصفياء
سلام على المتّقي التقي * * * محمّد الطيب المرتجى
سلام على الألمعي النقي * * * عليّ المكرم هادي الوري
سلام على السيّد العسكري * * * إمام يجهز جيش الصفا
سلام على القائم المنتظر * * * أبي القاسم الغر نور الهدى
سيطلع كالشمس في غاسق * * * ينجيه من سيفه المنتضى
ترى يملأ الأرض من عدله * * * كما ملئت جور أهل الهوى
سلام عليه وآبائه * * * وأنصاره ما تدوم السماء
وفي كشف الغمّة: 3 / 283، والفردوس للديلمي: 4 / 222: 6668 -: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «المهديّ طاووس أهل الجنّة».
وفي فرائد السمطين: 2 / 334: 585 -:
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من أنكر خروج المهديّ فقد كفر بما أنزل على محمّد».
وفي نوادر المجزات الطبري: ص 196 ح 5، ودلائل الإمامة: ص 441 ح 413 وشرح الأخبار: 3 / 378: 1251 -:
قال رسول الله (ص): «المهديّ من ولدي وجهه كالكوب الدرّيّ».
وفي المستدرك للحاكم: 4 / 441 عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهديّ سلطانه».
وفي العطر الوردي: ص 64 قال (ص): «إنّ المهديّ يبايع بين الركن والمقام».
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 1 / 14 -:
ولقد علمت بأنّه لابدّ من * * * مهديّكم وليومه أتوقّع
تحميه من جند الإله كتائب * * * كالبحر أقبل زاخراً يتدفّع
موجز عن حياة أمّ الإمام المهديّ «عليهما السلام»
هي السيّدة نرجس الروميّة، ولها عدّة تسميات أخرى مثل: «مليكة، مليكا، سوسن، ريحانة، مريم، خمس، حكيمة، سبيكة وصيقل».
وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: 208 ح 178 ونحوه في كمال الدين:
ص 417 باب (41) ح 1، بسند هما عن بشر الأنصاري النخّاس قال: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكري (عليهما السلام) يدعوك إليه، فأتيته فلمّا جلست بين يديه قال لي:
«يا بشر إنّك من ولد الأنصار وهذه المولاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإنّي مزكّيك ومشرِّفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في المولاة (بها) بسرّ أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة فكتب كتاباً لطيفاً بخطّ روميّ ولغة روميّة وطبع عليه خاتمه وأخرج شقيقة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً، فقال: خذها وتوجّه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوةً يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فاشرف من البعد على المسمّي عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض، ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة روميّة من وراء ستر رقيق فاعلم أنّها تقول واهتك ستراه.
فيقول بعض المبتاعين: عَلَيَّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة.
فتقول له بالعربيّة: لو برزت في زيّ سليمان بن داود، وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك.
فيقول النخّاس: فما الحلية ولا بدّ من بيعك.
فتقول الجارية: وما العجلة ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته.
فعند ذلك قم إلى عمرو بن يزيد النخّاس وقل له: إنّ معك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة وخطّ روميّ ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان، فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاء شديداً وقالت لعمر بن يزيد: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرّجة والمغلّظة(4) إنّه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت أشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدنانير فاستوفاه (منّي) وتسلّمت الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها الى الحجيرة الّتي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه وتطبّقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها.
فقلت تعجّباً منها تلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه.
فقالت أيّها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم، وأمّي من ولد الحواريّين تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون أنبّئك بالعجب.
إنّ جدّي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريّين من القسّيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقوّاد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهيّ ملكه عرشاً مصنوعاً من أصناف الجوهر (إلى صحن القصر) ورفعه فوق أربعين مرقاة، فلمّا صعد ابن أخيه وأحدقت الصّلب، وقامت الأساقفة عكّفاً، ونشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصّلب من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوّضت أعمدة العرش، فانهارت إلى القرار، وخرّ الصاعد من العرش مغشيّاً عليه، فتغيرّت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم (الجدّي):
أيّها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الّدين المسيحيّ والمذهب الملكاني، فتطيّر جدّي من ذلك تطيّراً شديداَ وقال للأساقفة:
أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصّلبان وأحضروا أخا هذا المدبّر العاثر المنكوس جدّه لأزوّجه هذه الصبيّة، فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثّاني (مثل) ما حدث على الأوّل وتفرّق النّاس، وقام جدّي قيصر مغتمّاً فدخل منزل النساء وأرخيت السّتور وأريت في تلك اللّيلة كأنّ المسيح وشمعون وعدّة من الحواريّين قد اجتمعوا في قصر جدّي ونصبوا فيه منبراً من نور يباري السماء علوّاً وارتفاعاً في الموضع الّذي كان نصب جدّي فيه عرشه، ودخل عليهم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وختنه ووصيّه (عليه السلام) وعدّة من أبنائه (عليهم السلام).
فتقدّم المسيح إليه فاعتنقه فيقول له محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته مليكة لابني هذا - وأومأ بيده إلى أبي محمّد (عليه السلام) ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال (له): قد أتاك الشرف فصل رحمك رحم آل محمّد (عليهم السلام)، قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر فخطب محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وزوّجني من ابنه، وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء محمّد (عليهم السلام) والحواريّون.
فلمّا استيقظت أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل فكنت أسرّها ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبّة أبي محمّد (عليه السلام) حتّى امتنعت من الطّعام والشّراب فضعفت نفسي ودقّ شخصي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الرّوم طبيب إلّا أحضره جدّي وسأله عن دوائي فلمّا برح به اليأس قال:
يا قرّة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فأزوّدكها في هذه الدّنيا، فقلت: يا جدّي أرى أبواب الفرج عَلَيَّ مغلقة فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من أساري المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم ومنّيتهم الخلاص رجوت أن يهب (لي) المسيح وأمّه عافية.
فلمّا فعل ذلك تجلّدت في إظهار الصحّة من بدني قليلاً وتناولت يسيراً من الطعام، فسرّ بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فأريت [أيضاً] بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيّدة نساء العالمين فاطمة (عليها السلام) قد زارتني ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم:
هذه سيّدة نساء العالمين أمّ زوجك أبي محمّد (عليه السلام) فأتعلّق بها أبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد (عليه السلام) من زيارتي.
فقالت سيّدة النساء (عليها السلام): إنّ ابني أبا محمّد لا يزورك، وأنت مشركة بالله على مذهب النصارى، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فإن ملت إلى رضي الله ورضي المسيح ومريم (عليهما السلام) وزيارة أبي محمّد إيّاك فقولي:
أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ أبي محمّداً رسول الله، وطيّبت نفسي وقالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمّد فإنّي منفذته إليك فانتبهت وأنا أنول وأتوقّع لقاء أبي محمّد (عليه السلام).
فلمّا كان في اللّيلة القابلة رأيت أبا محمّد (عليه السلام) وكأنّي أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبّك فقال ما كان تأخّري عنك إلّا لشركك، فقد أسلمت وأنا زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله تعالى شملنا في العيان؛ فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى، فقالت: أخبرني أبو محمّد (عليه السلام) ليلة من اللّيالي أنَّ جدّك سيسيّر جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثمّ يتبعهم، فعليك باللّحاق بهم متنكّرة في زيّ الخدم مع عدّة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأنّي ابنة ملك الرّوم الى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطّلاعي إيّاك عليه، ولقد سألني الشيخ الّذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس، فقال: اسم الجواري.
قلت: العجب أنّك روميّة ولسانك عربيّ؟ قالت: نعم من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلّم الآداب أن أوعز إليّ امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليَّ وكانت تقصدني صباحاً ومساء وتفيدني العربيّة حتّى استمرّ لساني عليها واستقام.
قال بشر: فلمّا انكفأت بها إلى سرّ من رأي دخلت على مولاي أبي الحسن (عليه السلام) فقال: كيف أراك الله عزّ الإسلام وذلّ النصرانيّة وشرف محمّد وأهل بيته (عليهم السلام)؟
قالت: كيف أصفك لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به منّي، قال: فإنّي أحببت أن أكرمك فما أحبّ إليك، عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قالت: ممّن؟ قال: ممّن خطبك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالروميّة (قالت من المسيح ووصيّه؟) قال لها ممّن زوّجك المسيح (عليه السلام) ووصيّه؟ قالت: من ابنك أبي محمّد (عليه السلام)؟ فقال: هل تعرفينه؟
قالت: وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ اللّيلة الّتي أسلمت على يد سيّدة النساء صلوات الله عليها، قال: فقال مولانا:
يا كافور أدع أختي حكيمة، فلمّا دخلت قال لها: هاهيه فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها أبو الحسن (عليه السلام): يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسّنن فإنّها زوجة أبي محمّد وأمّ القائم (عليه السلام)»(5).
إخبار الإمام المهديّ (عليه السلام) بالمغيبات
قال أبو الأديان: كنت أخدم الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت إليه في علّة الّتي توفيّ بها، فكتب الإمام رسائل عديدة إلى شيعته في المدائن ودفعها لي وقال: إمض بها إلى المدائن، فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سرّ من رأي - سامراء - يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري، وتجدني على المغتسل(6).
قال أبو الأديان فقلت: يا سيّدي فإذا كان ذلك فمَن؟
قال (عليه السلام): من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي.
فقلت: زدني؟ قال (عليه السلام): مَن يصليّ عَلَيَّ فهو القائم بعدي.
فقلت: زدني؟ قال (عليه السلام): من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي.
ثمّ منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان؛ وخرجت بالكتب إلى المدائن، وأخذت جواباتها، ودخلت سرّ من رأي يوم الخامس عشر كما قال لي (عليه السلام)، فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار، والشيعة من حوله يعزونه ويهنئونه (أي بالإمامة)، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة، لأنّي كنت أعرفه.. فتقدّمت فعزّيت وهنّيت، فلم يسألني عن شيء، ثم خرج غلام فقال: يا سيّدي، قد كفّن أخوك فقم للصّلاة عليه.
فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ (عليهما السلام) على نعشه مكفّناً فتقدّم جعفر ليصلّي على أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة وبشعره قطط (أي مجعد) وبأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر وقال: تأخّر يا عمّ، فأنا أحقّ بالصّلاة على أبي، فتأخّر جعفر فتقدّم الصبيّ وصلّي عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه.
ثمّ قال الصبيّ: يا بصري هات جوابات الكتب الّتي معك، فدفعتها إليه، وقلت في نفسي: هذه بيّنتان وبقي الهميان، ثمّ خرجت إلي جعفر وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء: يا سيّدي مَن الصبيّ؟ فقال: والله ما رأيته قطّ ولا أعرفه، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، فعرفوا موته، فقالوا: فمَن؟ فأشار الناس إلى جعفر، فسلّموا عليه وعزّوه وقالوا: إنّ معنا كتباً ومالاً فتقول ممّن الكتب؟ وكم المال؟.. فقام جعفر ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب؟ فخرج الخادم - أي خادم المهديّ (عليه السلام) - فقال: معكم كتب فلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار، عشرة دنانير منها مطليه، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا: الّذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام.
وهكذا تمّت جميع العلائم الّتي أخبر بها الإمام العسكري (عليه السلام) لخادمه أبي الأديان، ومنذ ذلك اليوم بدأت الغيبة الصغرى لإمامنا المهديّ عجّل الله فرجه الشريف.
الإمام المهديّ مع والده
لقد قضى الإمام المهديّ (عليه السلام) خمس سنوات أو أقلّ في ظلال رعاية أبيه الحسن العسكري (عليه السلام) ونهل منه روحانيته، وكان مؤيّداً بروح القدس مختفياً عن النّاس، لا يراه أحد إلّا الخواصّ من الشيعة وبعض مواليه المطّلعين من ولادته، مدعوماً ومؤيّداً بروح القدس، تصدّى الإمامة بعد استشهاد أبيه (عليه السلام) في سنة: (260 هـ) لزومة الدين، ومنذ هذه السنة بدأت غيبته الصغرى.
إمامة الإمام المهديّ (عليه السلام) والغيبة الصغرى
قال الإمام الصّادق (عليه السلام): «للقائم غيبتان: إحداهما طويلة والاُخرى قصيرة فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصّة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه في دينه»(7).
وخلال غيبته الصغرى حاول المعتمد العبّاسي العثور عليه وتصفيته، ولذلك لم يكن الإمام (عليه السلام) يظهر إلّا لنوّابه الخاصّين الّذين يلتقون معه (عليه السلام) بشكل خفيّ وسرّي للغاية، ومن ثَمّ يلتقون بالشيعة فيوصلون رسائلهم ويعرضون مشاكلهم وحوائجهم للإمام (عليه السلام)، فكان طابع هذه اللقاءات السرّية والحذر الشديدين وهكذا استمر الأمر خلال عمر الغيبة الصغرى عبر أربعة نوّاب.
النوّاب الأربعة
1 - النائب الأوّل: أبو عمرو عثمان بن سعيد العَمري الأسدي، وكان هذا الرجل الصالح نائباً للإمام الهادي (عليه السلام) والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وأخيراً للإمام المهديّ (عليه السلام)، وبدأت نيابته للإمام الحجّة (عليه السلام) من عام: (260 هـ) إلى عام: (280 هـ).
2 - النائب الثاني: محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، وناول شرف النيابة بعد موت والده من عام: (280) إلى عام: (305 هـ)، وكان هذا الرجل الصالح قد مارس الوكالة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من قبل، فكانت نيابته للإمام المهديّ (عليه السلام).
3 - النائب الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي، بدأت نيابته من عام: (305 هـ) إلى عام: (326 هـ).
4 - النائب الرابع: أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري، شرّف بالنيابة من عام: (326 هـ) بعد وفاة الحسين بن روح واستمرّ إلى عام: (329 هـ) وتوفّي في النصف من شعبان من نفس العام (فكانت مدّة وكالته 31 شهراً فقط)، وكانوا أربعتهم في بغداد وقبورهم في بغداد أيضاً ولهم مزارات معروفة، وكان عمر الإمام المهديّ (عليه السلام) إلى نهاية الغيبة الصغرى (74) عام(8).
الغيبة الكبرى
عن الإمام الجواد (عليه السلام) - في حديث - أنّه سئل عن القائم فقيل: لِمَ سمّي بالمنتظر؟ قال: «لأنّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون»(9).
وكان الإمام المهديّ (عليه السلام) قد كتب كتاباً إلى نائبه الأخير أخبره فيه أنّه سيموت إلى ستّة أيام وأمره فيه بعدم الوصيّة إلى أحد من بعده لمقام النيابة فقد وقعت الغيبة الكبرى: «فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلأ الأرض جوراً وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر.. وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله»(10).
المؤمنون المنتظرون
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّ أعظم النّاس يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبيّ وحجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد في بياض»(11) أي آمنوا بما وجدوه مسطوراً في الكتب بدءاً بتوحيد الله والاعتراف بصفاته الثبوتيّة وانتهاءً بالإيمان بالنبوّة فالولاية فالبعث والحساب، أي آمنوا بأصول الدين وأركانه بواسطة الأخبار الصحيحة الّتي أخذوها عن أسلافهم يدلّ على ذلك قوله (عليه السلام):
«أفضل العبادة انتظار الفرج»(12).
من خصائص دولة الإمام المهديّ (عليه السلام)
وقبل أن أذكر الآيات والروايات حول حكومة الإمام (عليه السلام) أحببت أن أنوه لبعض خصائص وصفات دولته المباركة، وهي الطموحات الّتي تترقبها كلّ المجتمعات البشرية والآمال الّتي ينتظرها الجميع، والّتي ستتحوّل إلى الأرض الواقع في دولة الإمام المهديّ (عليه السلام)، وهذه الخصوصيّات مستفادة من الآيات والروايات.
1 - تمتاز حكومته (عليه السلام) بأنّها حكومة عالميّة تملك الشرق والغرب سواء، فيكون - الإمام المهديّ (عليه السلام) - الوارث الحقيقي للأرض وما عليها، وله الحاكميّة المطلقة.
2 - وتكون حكومته على أساس العقيدة الإسلاميّة الًّتي تستقي فكرتها من القرآن العظيم، ويكون حكمه مرضيّاً عند الله تعالى وعند النّاس جميعاً، لأنّ الدّين عند الله الإسلام، فطابعها طابع إسلامي، وشعارها التوحيد والاعتراف بنبوّة النبيّ الخاتم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) والولاية لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
3 - الدستور الأساسي لهذه الدولة هو القرآن الكريم.
4 - زوال الخوف واستقرار الأمن والطمأنينة في هذه الدولة.
5 - العدالة الاجتماعية هي المعلم البارز في الدولة المهدويّة في جميع نواحي الحياة، فيحيى الأرض بها.
6 - ظهور بركات الأرض والسّماء، فتظهر المعادن والخزائن، وتكون من حقّ الأئمّة كلّها، فيقسمها الإمام بين النّاس بالسويّة.
7 - ازدياد المنتوج الزارعي على أثر بركات السّماء، فتبدو الأرض كلّها خضراء جميلة مليئة بالثروة الزارعيّة.
8 - وعلى الصعيد السياسي والجماهيري تكون كلمة النّاس واحدة، وكلّهم يعيشون مطمئنّين تحت راية الامام المهديّ (عليه السلام).
9 - وورد في بعض الروايات المعتبرة أنّ منادياً ينادي في يوم الظهور: «يا أهل العالم اليوم يوم العدل والخلاص».
10 - بروز التقدم الصناعي والتكنلوجي على أثر تكامل العقول وانتشار العلوم الجديدة عن الإمام (عليه السلام).
11 - اتصال المدن بعضها مع البعض الآخر فلا توجد مناطق نائيه توتر حالة الأمن أو تخيف النّاس.
12 - خلوّ النّاس من الرذائل والمفاسد الأخلاقيّة كالحسد والكذب والبغضاء، وامتيازهم بالأخلاق والصدق والطيب والآداب وطهارة القلوب والسلوك.
13 - زوال الآفات المدمرة والأمراض الخطيرة.
14 - خلّو النّاس من الفقر، بل يمتاز الجميع بالثراء العريض على أثر التقدم الاقتصادي وفاعليه الأسواق العالميّة، وتوزيع الثروة بشكل عادل؟.
15 - التقدم الطبّي والصحّي هو الآخر من خصائص الدولة، فيمتاز أناس ذلك الزمان بطول العمر على أثر التطوّر الروحي والصحّي.
16 - اللغة العربيّة هي السائدة في جميع هذه الدولة العظيمة باعتبارها لغة القرآن - الدستور -.
17 - وبعد نزول عيسى بن مريم (عليهما السلام) من السّماء واقتدائه بالإمام المهديّ (عليه السلام) يؤمن جميع النصارى بالمهديّ ويدخلون الإسلام ويعترفون بالنبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهكذا كافة أصحاب الأديان والكتب السماويّة.
18 - اجتماع علماء العالم كلّهم واتّصالهم بالإمام المهديّ وعرض طاقاتهم الفكريّة والتقنية، وجعلها تحت خدمته بعد إيمانهم الكامل به (عليه السلام).
19 - ولشدّة الأمن والسلم تتعايش الحيوانات المفترسة مع الحيوانات الأليفة بكلّ ثقة دون أن يؤذي إحداها الأخرى، وهذا ببركة الإمام (عليه السلام).
20 - وتظهر في دولته المباركة كلّ مزايا الرجال الشريفة وانسانيّتهم الراقية القائمة على أساس المحبّة والرأفة.
21 - لا تعدّي في تلك الدولة المباركة، فكلّ حقّ يصل إلى صاحبه دون أيّ إضرار.
22 - ويتمّ تطبيق الأحكام الإسلاميّة القرآنيّة في جميع أركان الدولة المهدويّة الشريفة، من أبسط الأحكام الشرعيّة إلى أكبرها وأشدّها وأهمّها.
23 - وتتكوّن دولته في ظهوره الشريف من 313 رجلاً و50 امرأة يتصلون به (عليه السلام) وبين بقيّة القواعد الشعبيّة.
24 - ويتمّ حلّ جميع المشاكل دون أيّ تأخير.
25 - وتكون أكثر الأمور الكونيّة مطيعة للإمام المهديّ (عليه السلام) كالماء والهواء والزمان وبقيّة المخلوقات الاُخرى. كانت هذه نماذج مختصرة وسريعة جدّاً لخصائص دولة الإمام المهديّ (عليه السلام) وامتيازاتها، وبعض الآثار الكونيّة والاجتماعيّة الَّتي ستظهر في دولة الحقّ بفضل المهديّ (عليه السلام) المبشَّر به (عليه السلام) وبدولته من قبل أنبياء الله جميعاً وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الّذين بشّروا المنتظرين لدولة الإمام المهديّ (عليه السلام)، وحتّى الأموات الّذين انتظروا الإمام المهديّ، ثمّ ماتوا فإنّ الله تعالى يحييهم بإذنه وقدرته في دولة الإمام المهديّ (عليه السلام)، فهم الّذين كانوا يدعون باستمرار: «اللهمّ أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة»(13).
الباب الثاني: الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهديّ (عليه السلام) وأصحابه
سورة البقرة
1 - (الم *ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيبَ فِيهِ هُدَىً لِلمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ)(14)
روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال(15): «المتقون شيعة عليّ (عليه السلام) والغيب فهو الحجّة الغائب (عليه السلام) وشاهد ذلك قول الله عزّ وجلّ (وَيَقُولُونَ لَولا أَنزَلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ للّه فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ)(16)».
وروى عنه (عليه السلام) أيضاً في قول الله (يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ) قال: «من أقرّ بقيام القائم أنّه حقّ»(17).
وفي كفاية الأثر(18) لأبي القاسم الخزاز بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكر فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أوصياء بأسمائهم وقال: «ثمّ يغيب عنهم إمامهم.. فإذا عجّل الله خروج قائماً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» ثمّ قال: «طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتّقين على محجتهم، أولئك وصفهم الله في كتابه وقال: (الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ) وقال: (اولئك حِزب الله ألا إِنَّ حزب الله هُمُ المُفلِحُونَ)(19)».
وفي تأويل الآيات عن تفسير القمي عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال: «هم المتقون الَّدين يؤمنون بالغيب وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة..».
2 - (فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتَا عَشَرَةَ عَيناً قّد عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشرَبَهُم كُلُوا وَاشربُوا مِن رِزقِ الله)(20).
عن جابر، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) - في حديث طويل - أنّه سأل عن عدد الأئمّة فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يا جابر سألتني عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور، وهي عند الله اثنتا عشرة شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدّتهم عدّة العيون الّتي انفجرت لموسى بن عمران (عليه السلام) حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وعدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل» ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يا جابر أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم»(21).
3 - (فَأَينَمَا تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ الله)(22).
وفي الاحتجاج(23) عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في حديث طويل ذكر فيه أولي الأمر وقال:
«وهم وجه الله الّذي قال: (فّأَينَمَا تُوَلَّوا فَثَمَّ وَجهُ الله) هم بقيّة الله، يعني المهديّ يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملؤ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
4 - (وَإذَا ابتَلى إِبرَاهيِمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَاتَمَهُنَّ)(24).
عن المفضل بن عمر، عن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عزّ وجلّ (وإذا ابتلى..) ما هذه الكلمات؟ قال (عليه السلام): «هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه».
فقلت يا ابن رسول الله فما يعني بقوله فاتمّهن؟ قال: «يعني فأتمّهن إلى القائم (عليه السلام) اثنتي عشر إماماً؛ تسعة من ولد الحسين (عليه السلام)».
5 - (قَالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَإلهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسماَعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلهاً وَاحِداً وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ)(25).
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: سألته عن تفسير هذه الآية، قال: «جرت في القائم (عليه السلام)»(26).
6 - (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً)(27).
عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) قال: «إذا أوذن الإمام دعا الله عزّ وجلّ باسمه العبراني فانتجب له أصحابه الثلاثمئة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الالوية»(28).
وفي كمال الدين(29) عن الصادق (عليه السلام) قال: «لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام).. إنّهم ليُفتقدون عن فُرُشهم ليلاً فيصبحون بمكّة وبعضهم يسير في السحاب يُعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.
قال، قلت: جعلت فداك أيّهم أعظم إيماناً؟ قال (عليه السلام): «الَّذي يسير في السحاب بهاراً».
وأيضاً قال أبو جعفر (عليه السلام): «والله لكأنّي أنظر إلى القائم (عليه السلام) وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد الله حقّه ثمّ يقول: يا أيّها النّاس من يحاجني في الله فأنا أولى بالله.. (في حديث قال فيه): فيكون أوّل من يبايعه جبريل، ثمّ الثلاثمئة والثلاثة عشر رجلاً، فمن كان ابتلي بالمسير وافي، ومن لم يبتل بالمسير فقد من فراشه..
وذلك قول الله: (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً)(30).
وفي روضة(31) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (فَاستَبِقوا الخَيرَات) قال: «الخيرات: الولاية وقوله (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً) يعني أصحاب القائم (عليه السلام) الثلاثمئة والبضعة عشر... هم والله الأمّة المعدودة.. يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف».
وأيضاً عن علّي بن الحسين (عليهما السلام) أنّه قال: «الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكّة وهو قول الله عزّ وجلّ (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً) وهم أصحاب ألقائم (عليه السلام)»(32).
وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله: (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً) قال: «نزلت في القائم (عليه السلام) وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد»(33).
وفي كتاب الغيبة(34) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «لا يزال النّاس ينقصون حتّى لا يقال (الله) فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه، فيبعث الله قوماً من أطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله إنّي لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء.. فيتوافون من الآفاق ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، وهو قول الله (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً) حتّى أنّ الرجل ليحتبي فلا يَحُلّ حبوته حتّى يُبَلّغه الله ذلك».
وأيضاً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل حول المهديّ وأصحابه وأعدائه قال فيه: «ويجيء والله ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكّة على غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف، يتلو بعضهم بعضاً وهي الآية الّتي قال الله (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جميعاً..)»(35).
وأيضاً عن أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) في ذكر أصحاب المهديّ (عليه السلام) قال: «فذلك ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أهل بدر يجمعهم الله إلى مكّة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيتوافون في صبيحتها إلى المسجد الحرام لا يختلف منهم رجل واحد... يلقي بعضهم بعضاً كأنّهم بنو أب وأمّ، وإن افترقوا عشاء التقوا غدوة وذلك تأويل هذه الآية: (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً)»(36).
وعن الرضا (عليه السلام) وقد سئل عن الآية، قال: «وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان»(37).
وفي حديث طويل للإمام الجواد (عليه السلام) حول المهديّ وأصحابه قال فيه: «تطوى له الأرض، ويذل له كلّ صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر.. من أقاصي الأرض وذلك قول الله (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله..»(38).
7 - (وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(39).
وعن الباقر (عليه السلام) فيما رواه العياشي، والنعماني في الغيبة، في حديث له قال: «وذلك الخوف (بالشام) إذا قام القائم (عليه السلام)، وأمّا الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام) وذلك قوله: (وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ)»(40).
وفي غيبة النعماني: ص 250 باب (14) ح 6 عن الصادق (عليه السلام) قال: «لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبيّن» ثمّ تلا هذه الآية.
وفي الإمامة والتبصرة من الحيرة: ص 129، وكمال الدين: ص 469 باب: (57) ح 3، وكفاية الأثر: ص 153، والغيبة للشيخ الطوسي: ص 147، ح 109: عن الصّادق (عليه السلام) قال: «إن قدّام القائم علامات تكون من الله للمؤمنين» قلت: وماهي جعلني الله فداك؟ قال: «ذلك قول الله عزّ وجلّ: (وَلَنَبلُوَنَّكُم) يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام)».
8 - (هَل يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَإِلَى الله تُرجَعُ الأُمُور)(41).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «ينزل المهديّ في سبع قباب من نور، لا يعلم في أيّها هو حين ينزل في ظهر الكوفة»(42).
وفي الحديث بسند آخر عنه أيضاً: «إنّه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق»(43).
9 - (إِنَّ الله مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ)(44).
عن الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر.. وإنّ أصحاب القائم (عليه السلام) يبتلون بمثل ذلك»(45).
10 - (كَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً)(46).
قال الصادق (عليه السلام): «لا يخرج القائم في أقلّ من الفئة، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف»(47).
11 - (أَو كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَريَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا)(48).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار، أماته الله مئة عام ثمّ بعثه»(49).
وأيضاً سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل في كتاب الله مثل للقائم (عليه السلام)؟ فقال: «نعم آية صاحب الحمار، أماته الله مئة عام ثم بعثه»(50).
12 - (يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤتِ الحِكمَةَ فَقَد أُتِيَ خَيراً كَثِيراً)(51).
سأل أبو بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) من الآية، فقال: «معرفة الإمام واجتناب الكبائر، ومن مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهليّة.. فمن مات وهو عارف بالإمامة يضرّه [شيء] تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه.. لا بل كمن قاتل معه، لا بل والله كمن استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(52).
13 - (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)(53).
المؤمنون هنا هم الأئمّة (عليهم السلام)، وقد روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل يذكر فيه قصّة المعراج وأنّه رأى أنوار الأئمّة، جاء فيه: «يا محمّد تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ، فقال عزّ وجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي وإذاً أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ، قلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم الّذي يحلّل حلالي ويحرّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الّذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزّي طريين فيحرقهما، فلفتنة النّاس يومئذ بهما أشدّ من فتنة العجل والسامري»(54).
سورة آل عمران
1 - (شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُوا العِلمِ قَائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم إِنَّ الدِّين عِندَ الله الإِسلامَ)(55).
عن محمّد بن عثمان العمري (النائب الخاصّ للإمام الحجّة (عليه السلام)) قال: لمّا ولد الخلف المهديّ (عليه السلام) سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء، ثمّ سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره، ثمّ رفع رأسه وهو يقول: «(شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ..)»(56).
2 - (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيهَا زَكَرِيَّا المِحرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزقاً)(57).
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في حديث طويل حول الجفنة السماويّة الّتي نزلت على فاطمة (عليها السلام) قال فيه: «فأكلوا منها شهراً، وهي الجفنة الّتي يأكل منها القائم (عليه السلام) وهي عندنا»(58).
3 - (إنَّ أَولَى النَّاسِ بِإِبرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا)(59).
عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في حديث طويل حول المهديّ وغيبته وظهوره وأصحابه قال فيه: «والله لكأنّي أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد النّاس حقّه، ثمّ يقول.. يا أيّها النّاس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم»(60).
4 - (وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِي السَّموَاتِ وَالأَرضِ طَوعاً وَكَرهاً وَإِلَيهِ يُرجَعُونَ)(61).
عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «(وَلَهُ أَسلَمَ..)» قال: «إذا قام القائم لا يبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(62).
وأيضاً في خطبة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان بعض التطوّرات عند الظهور قال: «وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية، ويبعث الله الفتية من كهفهم.. فبعث [القائم] أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة، ويبعث بالآخر فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون).
5 - (مَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً..)(63).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «سيروا فيها ليالي وأيّاماً آمنين» فقال: «مع قائمنا أهل البيت، وأمّا قوله (مَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عِقد أصحابه كان آمناً»(64).
6 - (بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ).(65)
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ الملائكة الّذين نصروا محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر في الأرض، ما صعدوا بعد، ولا يصعدون حتّى ينصروا صاحب هذا الأمر وهم خمسة آلاف»(66).
7 - (وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ)(67).
عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: «ما زال منذ خلق الله آدم دولة الله ودولة لإبليس فأين دولة الله، أما هو إلّا قائم واحد؟»(68).
8 - (وَلُيَمِحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمحَقَ الكَافِرِينَ)(69).
عن ابن عبّاس، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّ عليّ بن أبي طالب إمام أمّتي وخليفتي عليهم بعدي، ومن ولده القائم المهديّ المنتظر الّذي يملأ الله عزّ وجلّ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر».
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ فقال: «إي وربّي (وليمحّص الله الّذين آمنوا ويمحّص الكافرين)»(70).
9 - (أَم حَسِبتُم أَنَّ تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ)(71).
عن الرضا (عليه السلام) قال: وكان جعفر (عليه السلام) يقول فيما رواه عنه الحميري في قرب الإسناد(72): «والله لا يكون الّذي تمدّون إليه أعناقكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا، ثمّ يذهب من كلّ عشرة شيء، ولا يبقي منكم إلّا الأندر» ثمّ تلى هذه الآية.
ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة(73)، وخلط الآية بالآية (16) من سورة التوبة.
10 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ)(74).
عن بريدة بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله: (يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا..) قال: «اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوّكم، ورابطوا إمامكم المنتظر (عليه السلام).
يا جابر إنّ هذا الأمر [أمرٌ] من أمر الله وسرّ من سرّ الله، مطوي عن عباد الله، فإيّاك والشك فيه، فإنّ الشكّ في أمر الله عزّ وجلّ كفر»(75).
وعن يعقوب السرّاج، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتبقى الأرض يوماً بغير عالم منكم يفزع النّاس إليه؟ قال: «إذاً لا يُعبد الله، لا تخلو الأرض من عالم منّا، ظاهر يفزع النّاس إليه في حلالهم وحرامهم، وإن ذلك لمبيّن في كتاب الله، قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا) على دينكم (وَصَابِرُوا) عدوّكم فمن يخالفكم (وَرَابِطُوا) إمامكم (وَاتَّقُوا الله) فيما أمركم به وافترض عليكم»(76).
سورة النساء
1 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا أَنزَلنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرِدَهَا..)(77).
في حديث طويل عن جابر، عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «فينادي مناد من السماء:
يا بيداء، أبيدي بالقوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة نفر يحوّل الله وجوههم إلى أقفيتهم.. وفيهم نزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ) والقائم يومئذ بمكّة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام..»(78).
2 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم)(79).
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: «هم خلفائي وأئمّة المسلمين من بعدي يا جابر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ثمّ الحسن ثمّ الحسين... ثمّ سميّي محمّد وكنيّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده، ابن الحسن بن عليّ، ذاك الّذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه..»(80).
وفي حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعد ذكر الآية: «وذكر أولي الأمر: منهم مهديّ هذه الأمّة الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، والله إنّي لأعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء الجميع وقبالهم»(81).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) فيقول الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) قال: «الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السلام) إلى أن تقوم السّاعة»(82).
وعن أبان، أنّه دخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: فسألته عن قول الله: (وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) فقال: «ذلك عليّ ثمّ الحسن ثمّ الحسين..»(83) حتّى سماهم إلى آخرهم (عليهم السلام).
وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فيما رواه الصدوق، وقد سأله جابر الجعفي، لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام، فقال (عليه السلام): «لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام، قال الله: (وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم) وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الأئمّة الَّذين قرن الله عزّ وجلّ طاعتهم بطاعته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) وهم المعصومون المطهّرون الَّذين لا يذنبون ولا يعصون، وهم المؤيّدون الموفقون المسدّدون، بهم يرزق الله عباده، وبهم تعمر
بلاده وبهم تنزل القَطر من السّماء، وبهم يخرج بركات الأرض، وبهم يُمهل أهل المعاصي، ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم»(84).
ونحو هذا المعنى ذكره العيّاشي في تفسيره: 1 / 246، ح 153، والكليني في الكافي: 1 / 205، ح 1، وص 206 ح 5، وج 2: ص 21 ح 9، ورجال الكشي: ص 424 ح 799.
3 - (اَلَّذِينَ أَنعَمَ الله عَلَيهِم مِنَ النَبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُلئِكَ رَفِيقاً)(85).
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال - عن هذه الآية -: «الأئمّة الاثني عشر بعدي»(86).
وعن عليّ بن إبراهيم قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «(وحسن أولئك رفيقاً) القائم من آل محمّد»(87).
وفي حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيه: «والمهديّ يجعله الله من أحبّ منّا أهل البيت»(88).
4 - (وَإِن مِن أَهلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً)(89).
وعن الباقر (عليه السلام) قال: «إنّ عيسى ينزل قبل القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة يهوديّ ولا نصرانيّ إلّا آمن به من قبل موته ويصلّي [عيسى] خلف المهديّ»(90).
سورة المائدة
1 - (اَليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ)(91).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «يوم يقوم القائم (عليه السلام) يئس بنو أميّة، فهم الّذين كفروا، يئسوا من آل محمّد (عليهم السلام)»(92).
2 - (وَلَقَد أَخَذَ الله مِيثَاقَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَبَعَثنَا مِنهُم اِثنَي عَشَرَ نَقِيبَاً)(93).
لقد رويت عدّة روايات متعدّدة عن طرق أهل الشيعة والسنّة حول هذه الآية الشريفة أنّ المراد بها الإشارة إلى خلفاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الاثني عشر، وأوّلهم أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وآخرهم القائم (عليه السلام)، وأنّ عددهم بعدد نقباء بني إسرائيل(94).
3 - (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذنَا ميثَاقَهُم فَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكَّرُوا بِهِ)(95).
عن أبي الربيع الشامي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «لا تشتر من السودان أحداً، فإن كان ولا بد فمن النوبة، فإنهم من الّذين قال الله عزّ وجلّ: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) أما إنّه سيذكرون ذلك الحظّ وسيخرج مع القائم (عليه السلام) هنا عصابة منهم»(96).
4 - (أُذكُرُوا نِعمَةَ الله عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكَاً وَآتَاكُم مَا لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ)(97).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «الأنبياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإبراهيم وإسماعيل وذريّته والملوك: الأئمّة (عليهم السلام)» قال الراوي: فقلت: وأيّ ملكٍ أعطيتهم؟ فقال (عليه السلام): «ملك الجنّة وملك الكرّة»(98).
5 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوفَ يَأتِي الله بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَفِرِينَ)(99).
وقال بعض من أهل الله وأصحاب الكشف والشهود وعلماء الحروف: إنّني ناقل عن الإمام عليّ كرّم الله وجهه: سيأتي الله بقوم يحبّهم الله ويحبّونه، ويملك من هو بينهم غريب وهو المهديّ، أحمر الوجه بشعره صهوبة، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة، يعتزل في صغرة عن أمّه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، فعند ذلك كملت إمامته، وتقرّرت خلافته، والله يبعث من في القبور.. وتزهو الأرض بمهديّها، وتجري به أنهارها، وتعدم الفتن والغارات، ويكثر الخير والبركات.
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ صاحب هذا الأمر محفوظٌ له فلا تذهبنّ يميناً ولا شمالاً، فإنّ الأمر والله واضح، والله لو أنّ أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحوّلوا هذا الأمر من موضعه الّذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أنّ النّاس كفروا جميعاً حتّى لا يبقي أحد لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله» ثمّ قال: «أما تسمع الله يقول: (يا أيّها الَّذين آمن من يرتد) وقال في آية أخرى: (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين)».
ونحوه في الغيبة(100)، عن الإمام الصّادق (عليه السلام).
سورة الأنعام
1 - (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمَّىً عِندَهُ)(101).
وفي كتاب الغيبة(102) بأسانيد ثلاثة عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّها أجلان أجل محتوم وأجل موقوف» فقال له حمران بن أعين: إنّي لأرجوا أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر (عليه السلام): «لا والله إنّه لمن المحتوم».
وفي الثاني عن عبد الملك بن أعين قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فجرى ذكر القائم (عليه السلام)، فقلت له: أرجوا أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني؟ فقال (عليه السلام): «لا والله إنّه لمن المحتوم الَّذي لا بدّ منه».
2 - (قُل إِنَّ الله قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ)(103).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله: (إِنَّ الله قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً) قال: «وسيريكم في آخر الزمان آيات منها دابّة الأرض والدجّال ونزول عيسى بن مريم (عليه السلام) وطلوع الشمس من مغربها»(104).
3 - (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلُّ شَيءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذنَاهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مُبلِسُونَ)(105).
روى أبو حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال في تفسير هذه الآية: «يعني بذلك قيام القائم (عليه السلام)»(106).
4 - (قُل هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَّبعَثَ عَلَيكُم عَذَابَاً مِن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ)(107).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) في هذه الآية: «(مِن فَوقِكُم) هو الدخان والصيحة، (أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم) وهو الخسف، (أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً) وهو اختلاف في الدّين وطعن بعضكم على بعض»(108).
5 - (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين)(109).
تقدّم في ذيل الآية: (54) من سورة المائدة ما يرتبط بالآية، فراجع هنا.
6 - (يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتَ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفساً إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرَاً قُل انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)(110).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «الآيات هم الأئمّة (وبعض آيات ربّك) القائم (عليه السلام) فيومئذ (لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) عند قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه (عليهم السلام)»(111).
وفي الفتن(112) عن أبي هريرة، ونحوه في المصنّف لا بن أبي شيبة(113) وتفسير الطبري، والمستدرك للحاكم، والدرّ المنثور، عن عبد بن حميد وابن مردويه كلّهم عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «خمساً لا أدري أيّتهنّ أوّل من الآيات وأيّتهنّ إذا جاءت لم ينفع نفساً إيمانها.. طلوع الشمس من مغربها والدجّال ويأجوج ومأجوج والدخان والدابّة».
وعن أبو جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله (يوم يأتي... من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) قال: «يعني صفوتنا ونصرتنا.. إنّ نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف، ونصرتنا بالدين أفضل والقيام فيها.. إنّ القرآن نزل أثلاثاً فثلث فينا وثلث في عدوّنا وثلث في الفرائض والأحكام، ولو أنّ آية نزلت في قوم ثمّ ماتوا أولئك ماتت الآية إذاً ما بقي من القرآن شيء، إنّ القرآن يجري من أوّله إلى آخره وآخره إلى أولّه ما قامت السماوات والأرض فلكلّ قوم آية يتلونها.. إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء.. سيأتي على النّاس زمان لا يعرفون ما هو التوحيد حتّى يكون خروج الدجّال وحتّى ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتل الله الدجّال على يديه، ويصلّي بهم رجلٌ منّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عيسى يصلّي خلفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحن أفضل منه»(114).
وقال الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام): «بعث الله محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تُغمد إلى أن تضع إلى الحرب أوزارها، ولن تضح الحرب أوزارها حتّى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن النّاس كلّهم في ذلك اليوم، فيومئذ (لا ينفع نفساً إيمانها) وسيف منها ملفوف، وسيف منها مغمود سلّه إلى غيرنا وحكمه إلينا»(115).
وفي تفسير العيّاشي(116) عن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربّك) الآية، قال: «طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابّة والدجّال، والرجل يكون مصرّاً ولم يعمل على الإيمان ثمّ تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه».
وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله عزّ وجلّ: (يَومٌ يَأتِي.. خَيراً) قال: «يعني خروج القائم المنتظر منّا» ثمّ قال (عليه السلام): «طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»(117).
سورة الأعراف
1 - (وَعَلَى الأَعرَافَ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُم)(118).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقد سألها فاطمة (عليها السلام) عن الآية: «هم الأئمّة بعدي عليّ وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنّة إلّا من يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرهم وينكرونه، لا يُعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم»(119).
2 - (فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ)(120).
عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن شيء في الفرج فقال: «أو ليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج، إنّ الله يقول: (انتظروا وإنّي معكم من المنتظرين)»(121).
وفي تفسير العيّاشي(122) أيضاً وكمال الدين، وقد جرى التلفيق بينهما، عن الرضا (عليه السلام) قال: «ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح (انتظروا وإنّي معكم من المنتظرين) وقوله: (وارتقبوا إنّي معكم رقيب) فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم».
وروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) في ثواب المنتظر للفرج، قال: «من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كمن كان في فسطاط القائم (عليه السلام)»(123).
وفي كمال الدّين(124) عن الإمام الباقر (عليه السلام) وقد قال الراوي له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر؟ فقال: «أترى من حبس نفسه على الله عزّ وجلّ لا يجعل الله له مخرجاً.. رحم الله عبداً حبس نفسه علينا، رحم الله عبداً أحياء أمرنا» قلت: فإن متّ قبل أن أدرك القائم؟ قال: «القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمّد نصرته كان كالمقارع بين يديه بسيفه، لا بل كالشهيد معه».
وأيضاً منه(125) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من الله عزّ وجلّ».
3 - (اِستَعِينُوا بِالله وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ للّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ)(126).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «وجدنا في كتاب عليّ (عليه السلام): (انّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) أنا وأهل بيتي الّذين أورثنا الأرض، ونحن المتّقون، والأرض كلّها لنا، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فعمّرها فليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها فإن تركها أو أخرجها وأخذوها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الّذي تركها، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيني وله ما أكل منها، حتّى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها، كما حواها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ومنعها إلّا ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم»(127).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) أيضاً: «دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا، لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزّ وجلّ: (وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ)(128).
4 - (وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ... أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ)(129).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث له: «(وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شيء) عِلم الإمام، ووسع علمه الَّذي هو من علمه (كُلَّ شيء) هم شيعتنا (فسأكتبها للذين يتقون) يعني ولاية غير الإمام وطاعته» ثمّ قال: «(يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) يعني النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) والوصيّ، والقائم (يأمرهم بالمعروف) إذا قام (وينهاهم عن المنكر) والمنكر من أنكر فضل الإمام وجَحَدَه، (ويحلّ لهم الطيّبات) أخذ العلم من أهله، (ويحرّم عليهم الخبائث) والخبائث قول من خالف، (ويضع عنهم إصرهم) وهي الذنوب الّتي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام، (والأغلال الّتي كانت عليهم) والأغلال ما كانوا يقولون ممّا لم يكونوا أُمروا به من ترك فضل الإمام، فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم، والإصر: الذنب وهي الآصار، ثمّ نسبهم فقال: (الَّذين آمنوا به) يعني بالإمام (وعزّروه ونصروه وَاتَّبَعُوا النُّور الَّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) يعني الَّذي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة النّاس لهم، ثمّ قال: (أُنِيبُوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلَمُوا لَهُ) ثمّ جزّأهم فقال: (لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ) والإمام يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) على الحوض»(130).
5 - (وَمِن قَومِ مُوسى أُمَّةٌ يَهدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ)(131).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «(قوم موسى) هم أهل الإسلام»(132).
وأيضاً قال (عليه السلام): «إذا قام قائم آل محمّد (عليهم السلام) استخرج من ظهر الكوفة (الكعبة) سبعة وعشرين رجلاً، خمسة وعشر من قوم موسى الّذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكوفة، ويوشع بن نون وسلمان وأبا دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً»(133).
6 - (وَأَوحَينَا إِلى مُوسى إِذِ استَسقَاهُ قَومُهُ أَن اضرِب بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتَا عَشَرَةَ عَيناً)(134).
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «ألواح موسى عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيّين»(135).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) حول الآية الشريفة: «إذا قام قائم بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة، نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلاً إلّا انبعث عين منه، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظامئاً روى، فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة»(136).
7 - (يَسأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرسَاهَا قُل إِنَّمَا عِلمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماَوَاتِ وَالأَرضِ لا تَأتِيكُم إِلَّا بَغتَةً)(137).
عن دعبل الخزاعي قال: أنشدت مولاي عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدتي الّتي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * * * ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلى قولي:
خروج إمامٍ لامحالة خارج * * * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كلّ حق وباطل * * * ويجزى على النعماء والنقمات
بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثمّ رفع رأسه إلَيَّ فقال: «يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلّا أنّي سمعت بخروج إمامٍ منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً».
فقال: «يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وأمّا متى، فإخبارٌ عن الوقت فقد حدّثني أبي.. عن آبائه (عليهم السلام) أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: مثله مثل السّاعة الّتي لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السماوات والأرض لا يأتيكم إلّا بغتة»(138).
سورة الأنفال
1 - (لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ البَاطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمُونَ)(139).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: «(ليحقّ الحق) فإنّه يعني ليحقّ حقّ آل محمّد (عليهم السلام) حين يقوم القائم (عليه السلام)، وأمّا قوله (ويبطل الباطل) يعني القائم، فإذا قام يبطل باطل بني أميّة»(140).
2 - (وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للّهِ)(141).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «لم يجيء تأويل هذه الآية بعد، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) رخّص لهم لحاجته وحاجة أصحابه فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم لكنّهم يقتلون حتّى يوحّد الله عزّ وجلّ وحتّى لا يكون الشّرك»(142).
وفي حديث طويل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال فيه: «ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو قول الله: (وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة) يقاتلون والله حتّى يوحَّدَ الله ولا يشرَك به شيئاً، وحتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد، ويخرج الله من الأرض بذرها وينزل من السّماء قطرها ويخرج النّاس خراجهم على رقابهم إلى المهديّ (عليه السلام) ويوسّع الله على شيعتنا...»(143).
وفي الكافي رواية عن الكاظم (عليه السلام) استشهد فيها بالآية الثامنة والتاسعة من سورة الصفّ المشابهة للآية: 32 و33 من هذه السورة، فلاحظ.
وروى زرارة غيرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «لم يجيء تأويل هذه الآية، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية وليبلغنّ دين محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما بلغ الليل حتّى يكون مشرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالى: (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)»(144).
3 - (وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أُولَى بِبَعضٍ)(145).
سيأتي ذيل الآية: 6 من سورة الأحزاب، فلاحظ.
سورة التوبة
1 - (وَأَذَانٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ)(146).
روى عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في قول الله (وَأذَانٌ) قالا: «خروج القائم وأذانٌ دعوته إلى نفسه»(147).
2 - (هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلىَ الدِّينِ كُلَّهُ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ)(148).
عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: «(هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ) قال: «والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم (عليه السلام) فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه، ولا يبقى كافر إلّا قتل حتّى أن لو كان كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن، في بطني كافر، فاكسرني واقتله»(149).
وفي مجمع البيان(150) عن العيّاشي، وفي تأويل الآيات(151) عن محمّد بن العبّاس بسند هما عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه تلا هذه الآية وقال: «أظهر بعد ذلك؟ قالوا: نعم، قال: كلاّ فو الّذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا ويُنادي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بكرة وعشيّاً».
وأيضاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال: «كلّ ذلك لتتم النَظِرة الَّتي أوحاها الله تعالى لعدوّه إبليس، إلى أن يبلغ الكتاب اجله، ويحق القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق.. وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا إسمه ومن القرآن إلّا رسمه، وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب.. وعند ذلك يؤيّده الله بجنودٍ لم تروها، ويظهر دين نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) على الدّين كلّه ولو كره المشركون»(152).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) في الآية الشريفة، قال: «يكون أن لا يبقى أحدٌ إلّا أقرّ بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)» وفي خبر آخر عنه: «ليظهره الله في الرجعة»(153).
وأيضاً قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ ذلك يكون عند خروج القائم (عليه السلام)»(154).
وأيضاً عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمّد فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(155).
وفي مختصر إثبات الرجعة عن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام): «أنّ القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تُطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز كلّها، ويُظهر الله تعالى به دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ولا يبقى في الأرض خراب إلّا عُمِّرَ، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلّى خلفه(156)»(157).
وعن الخصيبي بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: «لو كان ظهر على الدّين كلّه ما كان مجوسيّة ولا نصرانيّة ولا يهوديّة.. وإنّما قوله ليظهره على الدّين كلّه في هذا اليوم وهذا المهديّ وهذه الرجعة..»(158).
3 - (وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(159).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «موسّع على شيعتنا أن ينفقوا ممّا في أيديهم بالمعروف فإذا قام قائمنا حرّم على كلّ ذي كنز كنزه حتّى يأتيه به فيستعين به على عدوّه، وهو قول الله عزّ وجلّ: (والّذين يكنزون)»(160).
4 - (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ الله اثنا عَشَرَ شَهراً فِي كِتَابِ الله يَومَ خَلَقَ السَّماَوَاتِ وَالأَرضَ)(161).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) - في حديث طويل - أنّه (عليه السلام) استخرج رقّاً أبيض ففضه فإذا فيه سطران:
الأوّل: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله.
والثاني: إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيّم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، الحسن بن عليّ، الحسين بن عليّ، عليّ بن الحسين، محمّد بن عليّ، جعفر بن محمّد، موسى بن جعفر، عليّ بن موسى، محمّد بن عليّ، عليّ بن محمّد، الحسن بن عليّ، والحجّة بن الحسن القائم، ثمّ قال:
«أتدري متى كتب هذا في هذا؟» قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم، قال: «قبل أن يخلق آدم بألفي عام»(162).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في الآية الكريمة، قال: «أمّا السنّة فهي جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وشهورها اثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين و.. إلى إبني جعفر وإبنه موسى وإبنه عليّ وابنه محمّد وإبنه عليّ وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمّد الهاديّ المهديّ اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه»(163).
ونحوه ذكر ابن شهر آشوب، وفيه: «وفي خبر آخر: (أَربَعَة حُرُم) عليّ والحسن والحسين والقائم، بدلالة قوله (ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّم)»(164).
وعن الحسين (عليه السلام) قال: «منّا اثنا عشر مهديّاً أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحقّ، يحيى الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحقّ على الدّين كلّه ولو كره المشركون..»(165).
5 - (قُل هَل تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحدَى الحُسنَيَينِ وَنَحنُ نَتَرَبَّصُ بِكُم أَن يُصِيبَكُمُ الله بِعَذَابٍ مِن عِندِهِ أَو بِأَيدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُتَرَبِّصُونَ)(166).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إمّا موت في طاعة الله أو أُدرِكُ ظهوره أمام، ونحن نتربّص بهم مع ما نحن فيه من الشدّة أن يصيبهم الله بعذاب من عنده، قال: هو المسخ (أو بأيدينا) وهو القتل..»(167).
سورة يونس
1 - (ويَقُولُونَ لَولاَ أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ للّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ)(168).
تقدّم في ذيل الآية: (2) من سورة البقرة، ولاحظ الآية: (71) من سورة الأعراف.
2 - (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَهَا وَازَّيَنَت وَظَنَّ أَهلُهَا أَنَّهُم قَادِرُونَ عَلَيهَا أَتَاهَا أَمرُنَا لَيلاً وَنَهَارَاً)(169).
عن المفضّل بن عمرو، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال عن هذه الآية: «يعني القائم بالسيف»(170).
3 - (أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُّتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهدى)(171).
عن عبدالرحمان بن مسلمة الجريري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يوبّخونا ويكذّبونا أنا نقول: إنّ صيحتين تكونان(172)، يقولون: من أين تعرف المحقّة من المبطلة إذا كانتا؟ قال: «فماذا تردّون عليهم؟» قلت: ما نردُّ عليهم شيئاً، قال: «قولوا لهم يصدّق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل أن تكون، أنّ الله عزّ وجلّ يقول: (أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلّا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون)»(173).
وأيضاً قال الإمام الصادق (عليه السلام): «ينادي منادٍ ألا إنّ فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون، أوّل النهار، وينادي آخر النهار ألا إنّ عثمان وشيعته هم الفائزون.. (فقيل): فما يدرينا أيّما الصادق من الكاذب؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: (أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ) الآية(174).
4 - (بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَالِمِينَ)(175).
وفي تفسير العيّاشي: عن حمران بن، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وفي مختصر بصائر الدرجات: عن زرارة عن الصادق (عليه السلام)، واللفظ للعيّاشي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها فقال: «إنّ هذا الَّذي تسألوني عنه لم يأت أوانه، قال الله: (بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله) الآية»(176).
5 - (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعدُ إن كُنتُم صَادِقِينَ)(177).
عن الحسين (عليه السلام) في حديث له تقدّم بعضه ذيل الآية: (33) من سورة التوبة قال فيه: «له غيبة يرتدّ فيها أقوام، ويثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون ويقال لهم: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)؟ أمّا إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(178).
6 - (قُل أَرَأَيتُم إِن أَتَاكُم عَذَابُهُ بَيَاتَاً أَو نَهَارَاً مَاذَا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَ)(179).
عن الباقر (عليه السلام): قال: «فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقه أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم»(180).
7 - (لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ)(181).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) في هذه الآية(182) قال: «يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره، وقتل أعدائهم، وبالنجاة في الآخر، والورود على محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) واله الصادقين على الحوض».
8 - (فَلَولا كَانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَومَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفنَا عَنهُم عَذَابَ الخِزيِ)(183).
عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عزّ وجلّ: (عذاب الخِزْيِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ما هو عذاب خِزيِ الدنيا؟ فقال (عليه السلام): «وأيّ خزي أخزي يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذ شقّ أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول النّاس: ما هذا؟ فيقال: مسخ فلان السّاعة» فقلت: قبل قيام القائم (عليه السلام) أو بعده؟ قال (عليه السلام): «لا، بل قبله»(184).
سورة هود
1 - (وَلَئِن أَخَّرنَا عَنهُم العَذَابَ إِلى أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ)(185).
عن الباقر والصّادق (عليهما السلام) قالا: «إِنّ الأمّة المعدودة هم أصحاب المهديّ في آخر الزمان، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً كعدّة أهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف»(186).
وروى عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «العذاب خروج القائم (عليه السلام) والأمّة المعدودة عدّة أهل بدر وأصحابه»(187).
وعن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «أصحاب القائم (عليه السلام) الثلاثمئة والبضعة عشر رجلاً هم والله الأمّة المعدودة الَّتي قال الله في كتابه، يجمعون له في ساعة واحدة قَزَعَاً كقَزَع الخريف»(188).
وأيضاً عن الصادق (عليه السلام) في الآية، قال: «يعني كعدّة بدر (ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم) قال: العذاب»(189).
وأيضاً عن الصادق (عليه السلام) في الآية، قال: «هو القائم وأصحابه»(190).
2 - (أَلا لَعنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ)(191).
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «لابدّ من فتنة صماّء صيلم يذهب فيها كلّ وليجة وبطانة - وفي رواية: يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة - وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض والسّماء، كم من مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده، ثمّ أطرق، ثمّ رفع رأسه، وقال: بأبي وأمّي سمّي جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النّور يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأنّي به آيس ما كانوا، قد نودوا نداءً يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين، وعذاباً على الكافرين» فقيل له: بأبي وأمّي أنت وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام): «ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: (ألا لعنة الله على الظالمين) والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين!
والثالث: يرون يداً بارزاً مع قَرن الشمس يُنادي: ألا إنّ الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم»(192).
3 - (قالَ لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوي إِلى رُكنٍ شَدِيدٍ)(193).
عن الصادق (عليه السلام) قال: «قوّة القائم (عليه السلام)، والركن الشديد أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً»(194).
وأيضاً عن الصادق (عليه السلام) قال: «ما كان قول لوط (عليه السلام).. إلّا تمنّياً لقوّة القائم (عليه السلام)، ولا ذكر إلّا شدة أصحابه، وإنّ قلبه لأشدّ من زبر الحديد، ولو مرّوا بجبال الحديد لقلعوها، ولا يكفّون سيوفهم حتّى يرضى الله عزّ وجلّ»(195).
4 - (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)(196).
عن السيد ابن طاووس في خطبة طويلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) منها: «ثمّ يخرج عن الكوفة مئة ألف بين مشرك ومنافق حتّى يضربوا دمشق لا يصدّهم عنها صاد وتقبل رايات (من) شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختّمة في رؤوس القنا بخاتم السيّد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم تطير بالمشرق.. ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ، فيومئذ تأويل هذه الآية: (وما هي من الظالمين ببعيد)(197).
5 - (بَقِيَّةُ الله خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ)(198).
عن الباقر (عليه السلام) في حديث له عن الملاحم، قال: «وجاءت صيحة من السّماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، وأوّل ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّةُ الله خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ) ثمّ يقول: أنا بقيّة الله في أرضه وخليفته، وحجّته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلّم إلّا قال: «السّلام عليك يا بقيّة الله في أرضه»، فإذا اجتمع إليه العِقد، وهو عشرة آلاف رجل، خرج، فلا يبقى في الأرض معبودٌ دون الله عزّ وجلّ من صنم وغيره إلّا وقعت فيه نارٌ فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به»(199).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، سأله رجل عن القائم يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: «لا، ذاك اسم سمّي الله به أمير المؤمنين (عليه السلام)، لم يسمّ أحد قبله ولا يسمّي به بعده إلّا كافر» قلت: جعلت فداك كيف يسلّم عليه؟ قال (عليه السلام): «يقولون: السّلام عليك يا بقيّة الله ثمّ قرأ: (بَقِيَّةُ الله خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ)(200).
وعن الإمام عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام) في حديث له قال: «وعليه تجتمع هذه الأمّة ثمّ قرأ: (بِسمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيم* بَقِيَّةُ الله خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ) ثمّ قال: نحن بَقِيَّةُ الله»(201).
6 - (وَارتَقَبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ)(202).
تقدّم ذيل الآية: (71) من سورة الأعراف، ما يرتبط بها.
7 - (وَلَقَد آتَينَا مُوسَى الكِتَابَ فَاختُلِفَ فِيهِ وَلَولاَ كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَينَهُم وَإِنَّهُم لَفِي شَكٍّ مِنهُ مُرِيبٍ)(203).
عن الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «اختلفوا كما اختلف هذه الأمّة في الكتاب، وسيختلفون في الكتاب الَّذي مع القائم الَّذي يأتيهم به حتّى ينكره ناس كثير فيقدّمهم فيضرب أعناقهم»(204).
سورة يوسف
1 - (حَتَّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جَائَهُم نَصرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأسُنَا عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ)(205).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «والله لا يكون ما تأملون حتّى يهلك المبطلون، ويضمحلّ الجاهلون، يأمن المتّقون، وقليل ما يكون، حتّى يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتّى يكونوا على النّاس أهون من الميتة، وهو قول ربّي عزّ وجلّ في كتابه: (حَتَّى إِذَا استَيأَسَ) وذلك عند قيام قائمنا المهديّ (عليه السلام)»(206).
سورة الرعد
1 - (وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَّشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي الله وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ)(207).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «إنّ بين يدي القائم سنين خَدَّاعَةً، يُكذَّب فيها الصادق، ويصدّق فيها الكاذب، ويقرّب فيها الماحل - وفي حديث: وينطق فيها الرُّوَيبِضةُ -» فقيل له: وما الرُّوَيبِضةُ وما الماحل؟ قال: «أوما يقرؤون القرآن قوله (وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ) قال: يريد المكر» فقيل: وما الماحل: قال: «يريد المكّار»(208).
ونحوه ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) برواية أنس بن مالك وأبي هريرة وعوف بن مالك الأشجعي، رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار(209)، والطبراني في المعجم(210)، وأحمد في مسنده(211)، وابن ماجه في سننه(212)، والحاكم في المستدرك(213)، وقد فسّر (الرُّوَيبِضةُ) في الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالفاسق يتكلّم في أمر العامة أو من لا يؤبه به.
2 - (اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُم وَحُسنُ مَآبٍ)(214).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية» فقلت له: وما طوبى، قال: «شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ (عليه السلام) وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عزّ وجلّ: (طُوبَى لَهُم وَحُسنُ مَآبٍ)»(215).
أقول: ولذيل الحديث شواهد كثيرة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
سورة إبراهيم
1 - (وَذَكِّرهُم بِأَيَّامِ الله)(216).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام) قالا: «أيّام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرّة، ويوم القيامة»(217).
2 - (فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ)(218).
عن محمّد بن مسلم في حديث جاء في ذيله في معني قوله تعالى: (رَبَّنَا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتَالَ لَولاَ أخرتنا) الآية، قال الباقر (عليه السلام): «أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (عليه السلام)»(219).
3 - (وَسَكَنتُم فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم)(220).
عن سعد بن عمر، عن غير واحد من حضر أبا عبد الله (عليه السلام) ورجل يقول: قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن عليّ - ذكر دور العبّاسيّين - فقال رجل: أراناها الله خراباً، أو خرّبها بأيدينا، فقال له أبوعبد الله (عليه السلام): «لا تقل هكذا، بل تكون مساكن القائم وأصحابه، أما سمعت الله يقول: (وسكنتم في مساكن الَّذين ظلموا أنفسهم)»(221).
4 - (وَقَد مَكَرُوا مَكرَهُم وَعِندَ الله مَكرُهُم وَإِن كَانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبَالُ)(222).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «وإن كان مكر بني برهان بالقائم لتزول منه قلوب الرجال»(223).
سورة الحجر
1 - (قَالَ رَبِّ فَاَنظِرنِي إِلَى يَومِ يُبعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ)(224).
عن وهب بن جميع قال: سألت جعفر الصادق (عليه السلام) أيّ يوم هو؟ قال: «يا وهب، أتحسب أنّه يوم يبعث الله فيه النّاس؟ إنّ الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبته فيقول: يا ويله، من هذا اليوم! فيأخذ فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو اليوم الوقت المعلوم»(225).
وعن الصادق (عليه السلام) في الآية الكريمة، قال: «يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه وصيّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على الصخرة الَّتي في بيت المقدس»(226).
وفي سعد السعود: ص 34 فيما نقله من صحف إدريس (عليه السلام): قال: ربّ فانظرني إلى يوم يبعثون؟ قال: لا ولكنّك من المنتظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فإنّه يوم قضيت وحتمت أن أطهّر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي، وأنتخب لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للإيمان، وحشوتها بالروح والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والشعار والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عندي بعد الهدى.. واستخلفهم في الأرض وأمكن له دينهم الَّذي ارتضيته لهم، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، يقيمون الصّلاة لوقتها، يؤتون الزكاة لحينها، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..
ذلك الوقت حجبته في علم غيبي ولا بدّ أنّه واقع ليبيدك يومئذ وخيلك ورجلك وجنودك أجمعين فاذهب فإنّك من المنتظرين إلى يوم الوقت المعلوم.
وفي منتخب الأنوار المضيئة: ص 203 عن زين العابدين (عليه السلام) قال: «الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو على ركبته فيقول: يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله».
وفي كمال الدين: 1 / 371 باب: (35) ح 5: عن الرضا (عليه السلام) قال: «لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقيّة له، إنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة» فقيل له: يا بن رسول الله إلى متى؟ قال: «إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا» فقيل له: يا بن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: «الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يطهّر الله به الأرض من كلّ جور، ويقدّسها من كلّ ظلم، الَّذي يشكّ النّاس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه..»(227).
2 - (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ)(228).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «كأنّي أنظر إلى القائم (عليه السلام) وأصحابه في نجف الكوفة كأنّ على رؤوسهم الطير فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم متنكّبين قسيتهم، قد أثر السجود بجباههم، ليوث بالنهار، رهبان بالليل، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، يعطي الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً، ويعطيهم صاحبهم التوسم، لا يقتل أحدٌ منهم إلّا كافراً أو منافقاً، فقد وصفهم الله بالتوسّم في كتابه: (إنّ في ذلك لآيات للمتوسمين)»(229).
وفي كمال الدين: ص 671 باب: (58) ح 20: عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إذا قام القائم لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمان إلّا عرفه صالح هو أم طالح، لأن فيه آية للمتوسّمين وهي بسبيل مقيم».
وفي الإرشاد: ص 365: عن الصادق (عليه السلام) قال: «إذا قام قائم آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) حكم بين النّاس بحكم داود (عليه السلام) لا يحتاج إلى بيّنة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه، ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم قال الله سبحانه: (إنّ في ذلك لآيات للمتوسمين وإنّها لبسبيل مقيم)».
3 - (وَلَقَد آتَينَاكَ سَبعاً مِنَ المَثَانِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ)(230).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) في هذه الآية، قال: «سبعة أئمّة والقائم (عليه السلام)»(231).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ ظاهرها الحمد، وباطنها ولد الولد والسّابع منها القائم (عليه السلام)»(232).
سورة النحل
1 - (أَتَى أَمرُ الله فَلا تَستَعجِلُوهُ)(233).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّ أوّل من يبايع القائم (عليه السلام) جبرئيل ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه، ثمّ يضع رجلاً على البيت الحرام ورجلاً على بيت المقدّس، ثمّ ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق: (أَتَى أَمرُ الله فَلا تَستَعجِلُوهُ)»(234).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في آية الكريمة، قال: «هو أمرنا، أَمَرَ الله عزّ وجلّ ألّا نستعجل به حتى يؤيّده بثلاثة أجناد: الملائكة والمؤمنين والرعب، وخروجه كخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وذلك قوله عزّ وجلّ: (كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ)»(235).
2 - (هَل يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلاَئِكَةُ أَو يَأتِيَ أَمرُ رَبِّكَ)(236).
في تفسير القمي: 1 / 348: عن الباقر (عليه السلام) في قوله: (أَو يَأتِيَ أَمرُ رَبِّكَ) قال: «من العذاب والموت وخروج القائم».
3 - (وَأَقسَمُوا بِالله جَهدَ أَيمَانِهِم لا يَبعَثُ الله مَن يَمُوتُ بَلَى وَعداً عَلَيهِ حَقَّاً)(237).
في تفسير العيّاشي: 2 / 259 ح 26، والكافي: 8 / 50 ح 14، وسعد السعود: ص 116، واللفظ للعيّاشي: عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال في الآية، في حديث له: «لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا قبائع سيوفهم على عواتقهم، فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان من قبورهم مع القائم..».
ونحوه بأسانيد في العيّاشي: 2 / 259 و260 ح 28 و29، ودلائل الإمامة: ص 248، وتفسير القمي: 1 / 385.
4 - (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ الله بِهِمُ الأَرضَ أَوُ يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ)(238).
في تفسير العيّاشي: 2 / 261 ح 34: عن الباقر (عليه السلام) في حديث له في أئمّة أهل البيت، قال: «فالزم هؤلاء، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمئة رجل ومعه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عامداً إلى المدينة حتّى يمرّ بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الَّذين خسف الله بهم، وهي الآية الَّتي قال الله: (أفأمن الَّذين مكروا السيّئات أن يخسف الله بهم الأرض)».
سورة الإسراء
1 - (فَإِذَا جَاءَ وَعدُ أُولاهُمَا بَعَثنَا عَلَيكُم عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعداً مَفعُولاً * ثُمَّ رَدَدنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وأَمدَدنَاكُم بِأَموَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلنَاكُم أَكثَرَ نَفِيراً)(239).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «خروج الحسين (عليه السلام) في الكرّة في سبعين رجلاً من أصحابه الّذين قتلوا معه، عليهم البيّض المُذَهَّب، لكلّ بيضة وجهان، والمؤدّي إلى النّاس: أنّ الحسين (عليه السلام) قد خرج في أصحابه، حتّى لا يشكّ فيه المؤمنون، وأنّه ليس بدجّال ولا شيطان، الإمام الَّذي بين أظهر النّاس يومئذ، فإذا استقرّ عند المؤمن أنّه الحسين (عليه السلام) لا يشكّون فيه، وبلغ عن الحسين (عليه السلام) الحجّة القائم بين أظهر النّاس وصدّقه المؤمنون بذلك، جاء الحجّة الموت، فيكون الَّذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه حفرته الحسين (عليه السلام)، ولا يلي الوصيّ إلّا الوصيّ».
وفي حديث آخر: «ثمّ يملكهم الحسين حتّى يقع حاجباه على عينه»(240).
وعن حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كان يقرأ (بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد) ثمّ قال: «وهو القائم وأصحابه أولي بأس شديد»(241).
2 - (وَمَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنَا لِوَلِيِهِ سُلطَاناً فَلاَ يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً)(242).
في تفسير العيّاشي: 2 / 290: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «هو الحسين بن عليّ، قتل مظلوماً ونحن أولياءه، والقائم منّا إِذا قام طلب بثأر الحسين فيقتل حتّى يقال: قد أسرف في القتل، وقال: المقتول الحسين (عليه السلام) ووليّه القائم، والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله (أَنَّهُ كَانَ مَنصُوراً) فإنّه لا يذهب من الدنيا حتّى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
وفي تفسير فرات الكوفي: ص 240 ح 324: عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الآية الشريفة، قال: «سمّي الله المهديّ المنصور كما سمّي أحمد ومحمّد محموداً، وكما سمّي عيسى المسيح عليهم الصّلاة والسَّلام».
وفي تفسير العيّاشي: 2 / 291 ح 69: عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يا ابن رسول الله زعم ولد الحسن (عليه السلام) أنّ القائم منهم فإنّهم أصحاب الأمر، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال: «نحن والله أصحاب الأمر، وفينا القائم، ومنّا السفّاح والمنصور، وقد قال الله: (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً) نحن أولياء الحسين بن عليّ (عليهما السلام) وعلى دينه».
وفي كامل الزيارات: ص 63 باب: (18) ح 5: عن أبي عبد الله الصّادق (عليه السلام) في الآية، قال: «ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً.. لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً..».
ونحوه في الكافي: 8 / 255 ح 364، لكن ليس فيه ذكر القائم.
3 - (يَومَ نَدعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِم)(243).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية، قال: «أعرف إمامك، فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك، تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه»(244).
ونحوه في كتاب الغيبة النعماني: ص 329 باب: (25) ح 1 و2.
وفي الكافي أيضاً ص 372 ح 7: عنه (عليه السلام) قال: اعرف العلامة فاذا عرفته لم يضرك، تقدم هذا الأمر أو تأخّر.. فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر (عليه السلام).
ونحوه في كتاب الغيبة للنعماني: ص 330 باب: (25) ح 6 و7، وكتاب الغيبة للطوسي: ص 459 ح 472.
4 - (وَقُل جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقَاً)(245).
عن حكيمة قالت: لمّا ولد القائم كان نظيفاً مفروغاً، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقَاً)(246).
وعن الباقر (عليه السلام) قال: «إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل»(247).
سورة الكهف
1 - (أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحَابِ الكَهفِ والرَّقِيمِ كَانُوا مِن آياتِنَا عَجَباً)(248).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أصحاب الكهف أعوان المهديّ (عليه السلام)»(249).
وتقدّم ذيل الآية: (159) من سورة الأعراف ما يرتبط بأصحاب الكهف.
2 - (قَالَ هَذَا رَحمَةٌ مِن رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعدُ رَبِّي حَقَّاً)(250).
في تفسير العيّاشي: 2 / 351 ح 86: عن الصادق (عليه السلام) في قوله: (أجعل بينكم وبينهم ردماً) قال: «التقيّة» (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقيباً) قال: «.. إذا عمل بالتقيّة لم يقدروا في ذلك على حيلة، وهو الحصن والحصين وصار بينك وبين أعداء الله سدّاً لا يستطيعون له نقيباً» (فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء) قال: «رفع التقيّة عند الكشف (وفي البحار: 12 / 207، ح 34: نقلاً عن العيّاشي: رفع التقيّة عند قيام القائم) فينتقم من أعداء الله». قال المجلسي (رحمه الله): كأنّ هذا كلام على سبيل التمثيل والتشبيه، أي جعل الله التقيّة لكم سدّاً لرفع الضرر المخالفين عنكم إلى قيام القائم (عليه السلام) ورفع التقيّة.
سورة مريم
1 - (فَاختَلَفَ الأَحزَابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظِيمٍ)(251).
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن هذه الآية؟ فقال: «انتظروا الفرج من ثلاث» فقيل: يا أمير المؤمنين وما هنّ؟ فقال: «اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان» فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: «أوما سمعتم قول الله عزّ وجلّ: (إنّ نشا ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)(252) هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان»(253).
وفي تفسير(254) عن الباقر (عليه السلام) في حديث طويل له آخر الزمان، قال: «وإنّ أهل الشام يختلفون عند ذلك عن ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار حتّى يقتلوا قتلاً لم يقتله شيء قط، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شيء قط، وهو من بني ذنب الحمار، وهي الآية: (فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)».
وقد تقدّم بعضه ذيل الآية: 148 البقرة.
2 - (حتَّى إِذَا رَأَوا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضعَفُ جُنداً * وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهتَدَوا هُدَى)(255).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) - في حديث - أنّه قال: «(حتّى إذا رأوا ما يوعدون) فهو خروج القائم، وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم ما نزل بهم من الله على يدى قائمه، فذلك قوله: (من هو شرّ مكاناً) (يعني عند القائم) (وأضعف جنداً) يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتّباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه، (ويزيد الله الّذين اهتدوا هدى) يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه»(256).
أقول: وسيأتي ذيل الآية: (24) من سورة الجنّ ما يقرب منها.
سورة طه
1 - (وَلَقَد عَهِدنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزماً)(257).
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أخذ الله الميثاق على النبيين وقال: (ألست بربّكم) وأنّ هذا محمّد رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى، فثبتت لهم النبوّة.
ثمّ أخذ الميثاق على اُلي العزم: أنّي ربّكم، ومحمّد رسولي، وعليّ أمير المؤمنين، والأوصياء من بعده ولاة أمري، وخزّان علمي، وأنّ المهديّ (عليه السلام) أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم من أعدائي، وأعبد به طوعاً أو كرهاً؟ قالوا: أقررنا يا ربّنا وشهدنا، ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهديّ، ولم يكن لآدم عزيمة على الإقرار، وهو قول الله تبارك وتعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً).
2 - (فَاصبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ)(258).
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فاصبر على ما يقولون) يا محمّد من تكذيبهم إيّاك، فإنّي منتقم منهم برجل منك، وهو قائمي الّذي سلّطته على دماء الظلمة»(259).
3 - (قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدَى)(260).
وفي تأويل الآيات(261) عن كتاب محمّد بن العبّاس بسنده إلى الكاظم (عليه السلام) قال: «سألت أبي عن قول الله عزّ وجلّ: (فستعلمون من أصحاب الصراط السويّ ومن اهتدى) قال: الصراط السويّ هو القائم، والهدى من اهتدى إلى طاعته».
سورة الأنبياء
1 - (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأسَنَا إِذَا هُم مِنهَا يَركُضُونَ * لاَ تَركُضُوا وَارجِعُوا إِلَى مَا أُترِفتُم فِيهِ وَمَسَاكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ * قَالُوا يَا وَيلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَت تِلكَ دَعوَاهُم حَتَّى جَعَلنَاهُم حَصِيداً خَامِدِينَ)(262).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إذا قام القائم (عليه السلام) بعث إلى بني اُميّة بالشام هربوا إلى الروم، فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتّى تتنصّروا فيعلّقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم (عليه السلام) طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم (عليه السلام) لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قبلكم منّا فيدفعونهم إليهم فذلك قوله: (لا تركضوا وارجعوا)»(263).
قال: «يسألهم الكنوز وهو أعلم بها» قال: «فيقولون (يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين فما زالت دعواهم حتّى جعلناهم حصيداً خامدين) بالسيف».
وفي تفسير العيّاشي(264) في حديث طويل تقدّم بعضه ذيل الآية: (148) من سورة البقرة عن الباقر (عليه السلام) قال: «لكأنّي أنظر إليهم - يعني القائم (عليه السلام) وأصحابه - مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً كأنّ قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره..، ثمّ يرسل جريدة خيل إلى الروم فيستحضرون بقية بني أميّة فإذا انتهوا إلى الروم قالوا: أخرجوا إلينا أهل ملّتنا عندكم فيأبون ويقولون: والله لا نفعل، فتقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناكم، ثمّ ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول: انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان، وهو قول الله: (فلمّا أحسّوا بأسنا) قال: يعني الكنوز الَّتي كنتم تكنزون، (قالوا يا ويلنا) لا يبقى منهم مخبر».
وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات(265)، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وقد سئل عن قوله: (فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون) قال: «ذلك عند قيام القائم عجّل الله فرجه».
ونحوه في الكتاب المذكور(266) أيضاً، ودلائل الإمامة(267) كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام).
2 - (وَجَعلنَاهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وإِقَامَ الصَّلاتِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)(268).
في كفاية الأثر(269) عن زيد الشهيد قال: كنت عند أبي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) إذا دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر، فأشخص جابر ببصره نحوه ثمّ قام إليه فقال: يا غلام أقبل، فأقبل... فقال شمائل كشمائل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما اسمك يا غلام، قال: محمد.. قال: أنت إذاً الباقر.. فانكبّ عليه وقبّل رأسه ويديه ثمّ قال:.. إنّ الَّذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ثمّ تلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (جعلناهم.. عابدين).
3 - (وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(270).
روى عن الباقر (عليه السلام) قال: «القائم (عليه السلام) وأصحابه»(271).
سورة الحجّ
1 - (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا * وَإِنَّ الله عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ)(272).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّما هو القائم (عليه السلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام) وهو يقول: نحن أولياء الدم وطلاّب الترة»(273).
وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات: 1 / 338 ح 16، والغيبة للنعماني: ص 241: عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير الآية، قال: «هي في القائم وأصحابه».
2 - (اَلَّذِينَ إِن مَكَّنَاهُم فِي الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)(274).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «هذه الآية لآل محمّد وفي المهديّ وأصحابه، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدّين ويميت الله عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق، حتّى لا يرى أثر الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وللّه عاقبة الأمور»(275).
وفي تفسير فرات(276) عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال: «إذا رأيت هذا الرجل منّا فاتبعه فإنّه هو صاحبه».
وفيه أيضاً(277): عن زيد الشهيد، قال: «إذا قام القائم (عليه السلام) من آل محمّد يقول: يا أيّها النّاس نحن الّذين وعدكم الله في كتابه: (اَلَّذِينَ إِن مَكَّنَاهُم فِي الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)».
3 - (وَيُمسِكُ السَّماَءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلَّا بَإِذنِهِ)(278).
عن الإمام الصادق وزين العابدين (عليهما السلام) قالا: «نحن أئمّة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغرّ المحجّلين وموالي المؤمنين، ونحن أمان لأهل الأرض.. ونحن الَّذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه.. ولم تخلّ الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم السّاعة..».
فقلت للصادق (عليه السلام): كيف ينتفع النّاس بالحجّة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب»(279).
سورة المؤمنون
1 - (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ)(280).
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): «إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثمّ خلق الأبدان بعد ذلك، فما تعارف منها في السَّماء تعارف في الأرض.. فإذا قام القائم ورّث الأخَ في الدّين ولم يورّث الأخ في الولادة، وذلك قول الله: (قد أفلح المؤمنون.. * فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)»(281).
سورة النور
1 - (الله نُورُ السَّماَوَاتِ وَالأَرضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ المِصبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيتُونَةٍ لاَ شَرقِيَّةٍ وَلاَ غَربِيَّةٍ يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ)(282).
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت مسجد الكوفة وأمير المؤمنين يكتب بإصبعيه ويتبسّم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الّذي يضحك؟ فقال: «عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها».
فقلت له: أيّ آية؟ فقال: «(الله نور السماوات) (المشكاة) محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) (فيها مصباح) أنا المصباح (في زجاجة الزجاجة): الحسن والحسين (كأنّها كوكب درّيّ) وهو عليّ بن الحسين (يوقد من شجرة مباركة) محمّد بن عليّ (زيتونة) جعفر بن محمّد (لا شرقيّة) موسى بن جعفر (ولا غربيّة) عليّ بن موسى الرضا (يكاد زيتها يضيء) محمّد بن عليّ (ولو لم تمسسه نار) عليّ بن محمّد (نور على نور) الحسن بن عليّ (يهدي الله لنوره من يشاء): القائم المهديّ»(283).
وفي المحكم والمتشابه: ص 25 عن التفسير النعماني بسنده عن أمير المؤمنين في حديث طويل له منه، في نعت المعصوم وأنّه نور الله وذكر الآية، وقال: والكواكب الدرّيّ القائم المنتظر (عليه السلام) الَّذي يملأ الأرض عدلاً.
وفي التوحيد(284) للصدوق: عن الباقر (عليه السلام) في حديث له في تفسير الآية، قال فيه: (نُورٌ عَلى نُور) يعني إماماً مؤيّداً بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمّد (عليهم السلام).
وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم السّاعة، فهؤلاء الأوصياء الَّذين جعلهم الله عزّ وجلّ خلفاء في أرضه وحججه على خلقه، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم.
2 - (وَأَقسَمُوا بِالله جَهدَ أَيمَانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنَّ * قُل لاَ تُقسِمُوا طَاعَةٌ مَعرُوفَةٌ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ)(285).
عن عبد الله بن عجلان، قال: ذكرنا خروج القائم (عليه السلام) عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: «يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة»(286).
3 - (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلُيَمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يَعبُدونَنِي لاَ يُشرِكُونَ بِي شَيئاً)(287).
في كفاية الأثر: ص 56: عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) في حديث له عند ذكر الآية، وقد سئل عن الخوف المذكور في الآية، فقال: «في زمن كلّ واحد منهم (أي الأوصياء) سلطان يعتريه ويؤذيه، فإذا عجّل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
وفي الاحتجاج: 1 / 256: عن أمير المؤمنين في حديث طويل، قال فيه: «كلّ ذلك لتتمّ النظرة الَّتي أوحاها الله تعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحقّ القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق الَّذي قد بيّنه في كتابه بقول: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) وذلك إذا لم بيق من الإسلام إلّا إسمه ومن القرآن إلّا رسمه، وغاب صاحب الأمر».
وقد تقدّم بعضه الآخر ذيل الآية: (33) من سورة التوبة.
وفي مختصر بصائر الدرجات: ص 32: عن كتاب الواحدة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية لبّيك لبّيك يا داعي الله قد أطّلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم، ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتّى ينجز الله ما وعدهم في قوله عزّ وجلّ: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً...».
وفي مجمع البيان: 7 / 152: عن العيّاشي بإسناده عن زين العابدين (عليه السلام) أنّه قرأ هذه الآية وقال: «هم شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا، وهو مهديّ هذه الأمّة، وهو الَّذي قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً».
وفي تأويل الآيات: 2 / 615: عن تفسير محمّد بن العبّاس ونحوه في الغيبة للطوسي: ص 176 ح 133: عن زين العابدين (عليه السلام) في قوله: (إِنَّهُ لحقّ) قال: «هو قيام القائم وفيه نزلت: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم)».
وفي تأويل الآيات(288) عن كتاب محمّد بن العباس: عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) قال (عليه السلام): «عني به ظهور القائم (عليه السلام)».
وفي الغيبة(289)، عنه (عليه السلام) في الآية، قال: «نزلت في القائم وأصحابه».
وفيها أيضاً ص: 276 باب: (14) ح 56: عنه (عليه السلام) أنّه قال: «إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تعالى ملكاً إلى السماء الدنيا، فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور، ونصب لمحمّد وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) منابر من نور فيصعدون عليها، وتجمع لهم الملائكة والنبيّيون، وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا ربّ ميعادك الَّذي وعدت به في كتابك وهو هذه الآية: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) الآية، ثمّ يقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك، ثمّ يخرّ محمّد وعليّ والحسن والحسين سجّداً ثمّ يقولون: يا ربّ اغضب فإنّه قد هتك حريمك، وقتل أصفياؤك، وأذلّ عبادك الصالحون، فيفعل الله ما يشاء، وذلك يوم معلوم».
سورة الفرقان
1 - (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(290).
عن الباقر (عليه السلام) قال في الآية: «هو محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) القائم في آخر الزمان، لأنّه لم يجتمع نسب وسبب في الصحابة والقرابة إلّا له فلأجل ذلك استحقّ الميراث بالنسب والسبب»(291).
2 - (وَعِبَادُ الرَّحمَانِ الَّذِينَ يَمشُونَ عَلَى الأَرضِ هَوناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً *... حَسُنَت مُستَقَرّاً وَمُقَاماً)(292).
عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) في حديث له عند ذكر الآية فقال: «في زمن كلّ واحد منهم (أي الأوصياء) سلطان يعتريه ويؤذيه، فإذا عجّل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(293).
وعن أمير المؤمنين في حديث طويل قال فيه: «كلّ ذلك لتتمّ النظرة الَّتي أوحاها الله تعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحقّ القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحقّ الَّذي قد بيّنه في كتابه بقوله، وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا اسمه ومن القرآن إلّا رسمه، وغاب صاحب الأمر»(294).
وقد تقدّم بعضه الآخر ذيل الآية: (33) من سورة التوبة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية لبّيك لبّيك يا داعي الله قد أطلّوا بسك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم، ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتّى ينجز الله ما وعدهم في قوله عزّ وجلّ: (وعد الله.. شيئاً) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً..»(295).
وفي مجمع البيان: 7 / 152: عن العيّاشي بإسناده عن زين العابدين (عليه السلام) أنّه قرأ هذه الآية وقال: «هم شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا، وهو مهديّ هذه الأمّة، وهو الَّذي قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لم لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً ظلما».
وفي تأويل الآيات: 2 / 615: عن تفسير محمّد بن العبّاس ونحوه في الغيبة(296) للطوسي، عن زين العابدين (عليه السلام) في قوله: (إِنَّهُ لَحَقٌ) قال: «هو قيام القائم وفيه نزلت: (وعد الله.. أمناً)».
سورة الشعراء
1 - (إِن نَشَاء نُنَزِّل عَلَيهِم مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّت أَعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ)(297).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «خمس علامات قبل قيام القائم (عليه السلام) الصيحة، وخروج السفياني، والخسف، وقتل النفس الزكيّة، واليماني».
فقيل له: جعلت فداك، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه! قال: «لا»، فلمّا كان من الغدّ تلوت هذه الآية، فقلت له: أهي الصيحة؟
قال: «أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عزّ وجلّ»(298).
وسيأتي ذيل الآية: (37) من سورة مريم ما يرتبط بهذه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فلاحظ.
وفي تأويل الآيات: 1 / 386 ح 2: عن تفسير محمّد بن العبّاس عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «نزلت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم ينادي باسمه من السَّماء».
وفي مختصر البصائر: ص 482 ح 532: عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه».
وفي الإرشاد للمفيد: ص 359: عن الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «سيفعل الله ذلك لهم (بني أميّة وأتباعهم، وآيته) ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه».
وفي الغيبة للنعماني: ص 260 و261: بأسانيد عن الصادق (عليه السلام) وقد قال له رجل من همدان: إنّ هؤلاء العامّة يعيروننا ويقولون لنا إنّكم تزعمون أنّ منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر؟، وكان متكئاً فغضب وجلس ثمّ قال: «لا تروه عنّي.. أشهد أنّي قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إنّ ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ لبيّن حيث يقول: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلّت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إنّ الحقّ في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته.. فيثبّت الله الَّذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ وهو النداء الأوّل ويرتاب يومئذ الَّذين قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا..».
هذا واللفظ للسند الأوّل والثاني.
وفي تفسير القمي: 2 / 118: عن الصادق (عليه السلام) في الآية، قال: «تخضع رقابهم - يعني بني أميّة - وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر».
وفي الغيبة للنعماني: ص 263 باب: (14) ح 23: عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «أما إنّ النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبيّن (وتلا الآية وقال:) إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنّما على رؤوسهم الطير».
وفي الغيبة للطوسي: 177 ح 134: عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ القائم لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء يُسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب وفيه نزلت هذه الآية».
وفي كمال الدين: ص 371 باب: (35) ح 5: عن الرضا (عليه السلام) في حديث له تقدّم صدره ذيل الآية: 38 من سورة الحجر، قال فيه: «وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين النّاس فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الَّذي تُطوى له الأرض، ولا يكون له ظلّ، وهو الَّذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإنّ الحقّ معه وهو قول الله عزّ وجلّ: (إن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).
2 - (فَفَرَرتُ مِنكُم لَمَّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكماً وَجَعَلَنِي مِنَ المُرسَلِينَ)(299).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «إذا قام القائم (عليه السلام) تلا هذه الآية مخاطباً للنّاس»(300).
وفي الغيبة(301)، عن الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة يقول فيها: (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربّي حكماً وجعلني من المرسلين).
3 - (أَفَرَأَيتَ إِن مَتَّعنَاهُم سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ)(302).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية، قال: «خروج القائم (عليه السلام)»(303).
سورة النمل
1 - (أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكم خُلَفَاءَ الأَرضِ)(304).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «نزلت في القائم (عليه السلام)، هو والله المضطر إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه، ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض»(305).
وفي تفسير(306) عن الباقر (عليه السلام) في حديث له، تقدّم بعضه ذيل الآية: (148) من سورة البقرة، قال: «يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب، ثمّ أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتّى إذا كان قبل خروجه بليلتين، انتهى المولى الَّذي يكون بين يديه حتّى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم هاهنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً، فيقول: كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه، ثمّ يأتيهم من القابلة فيقول لهم: أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشيرة، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتّى يأتوا صاحبهم، ويعدهم إلى الليلة الَّتي تليها».
ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام): «والله لكأنّي أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد الله حقّه ثمّ يقول: يا أيّها النّاس من يحاجّني في الله فأنا أولى النّاس بالله، ومن يحاجني في آدم.. نوح.. إبراهيم.. موسى.. عيسى.. محمّد.. كتاب الله.. فأنا أولى النّاس.. ثمّ ينتهي إلى المقام فيصلّى ركعتين ثمّ ينشد الله حقّه».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «هو والله المضطرّ في كتاب الله، وهو قول الله: (أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكم خُلَفَاءَ الأَرضِ) وجبرئيل على الميزاب في صورة طائر أبيض، فيكون أوّل خلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلاثمئة والبضعة العشر رجلاً».
ونحوه باختصار في الغيبة(307) عن الباقر (عليه السلام) وفي تأويل الآيات(308) عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الصادق (عليه السلام).
وفي تأويل الآيات، عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «هذه نزلت في القائم (عليه السلام) إذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع إلى ربّه فلا تردّ له راية أبداً»(309).
وفي إثبات الهداة(310) في الآية الشريفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «هو والله القائم إذا قام في الكعبة وصلّى ركعتين ودعا الله، فهذا ممّا لم يكن بعد، وسيكون إن شاء الله».
سورة القصص
1 - (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِىَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ)(311).
روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في هذه الآية: «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفنّ علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها»(312).
وروي عن السيّدة حكيمة عمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنّها قالت: بعث إلَيَّ أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: «يا عمّة اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه» فقلت له: ومن اُمّه؟ قال: «نرجس».
قلت له: والله - جعلني الله فداك - ما بها أثر، قال: «هو ما أقول لك».
قالت: فجئت، فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خُفّي وقالت لي: يا سيّدتي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
قالت - فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمّة؟ فقلت لها: بنَيّة إنّ الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة، فخجلت واستحيت، فلمّا فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلمّا كان في جوف الليل قمت إلى الصَّلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثمّ جلست معقبة، ثمّ اضطجعت، ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت ونامت، فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) من المجلس فقال: «لا تعجلي يا عمّة، فإنّ الأمر قد قرب».
فجلست وقرأت (الم سجدة) و(يس) فبينما أنا كذلك نرجس فزعة فوثبت إليها وقلت لها: اسم الله عليك، تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمّة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك، فهو ما قلت لك.
قالت حكيمة: ثمّ اخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيّدي،
فكشفت فإذا به (عليه السلام) ساجداً يتلقى الأرض بمساجده، فضممته (عليه السلام) إلى فإذا أنا به نظيف منظّف فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): «هلمّ إلى بابني يا عمّة» فجئت به إليه، فوضع يده تحت إليته وظهره، ووضع قدميه على صدره، ثمّ أدنى لسانه في فيه وأمرَّ يده الأخرى على عينيه وسمعه ومفاصله ثمّ قال له: «تكلّم يا بني» فقال: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً رسول الله» ثمّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة إلى أن وقف إلى أبيه.
قالت حكيمة: فلمّا كان في اليوم السابع جئت وسلّمت وجلست فقال أبو محمّد (عليه السلام): «هلمي إِلَيَّ ابني» فجئت بسيّدتي في الخرقة، ففعل به كفعلته الأولى، فقال - الإمام المهديّ -: «أشهد أن لا إله إلّا الله» ثنّي بالصَّلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين، ثمّ تلا هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ)(313).
وفي حلية الأبرار(314): عن كشف البيان للشيباني قال: روي في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) في الآية أنّهما قالا: «إنّ هذه مخصوصة بصاحب الأمر الّذي يظهر في آخر الزمان، ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقاً وغرباً، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً».
وفي معاني الأخبار للشيخ الصدوق(315) وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل(316) عن المفضّل، عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي» فقال المفضّل: ما معنى ذلك؟ قال (عليه السلام): «معناه أنّكم الأئمّة بعدي، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ) فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة».
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) والصادق (عليه السلام): «إنّ المراد من فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش، يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا»(317).
سورة العنكبوت
1 - (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لا يُفتَنُونَ)(318).
عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: «لا يكون ما تَمُدُّن إليه أعناقكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا، فلا يبقى منكم إلّا القليل»، ثمّ قرأ: (ألم * أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون) ثمّ قال: «إنّ قدّام هذا الأمر علامات، حدث يكون بين الحرمين.. عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً»(319).
2 - (بَل هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ)(320).
عن عليّ بن أسباط قال: سئل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: (فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ) قال (عليه السلام): «نحن هم» فقال الرجل: جعلت فداك، حتّى يقوم القائم؟ قال: «كلّنا قائم بأمر الله عزّ وجلّ واحد بعد واحد حتّى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا»(321).
سورة الروم
1 - (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ الله)(322).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال عن الآية: «(وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ الله) عند قيام القائم (عليه السلام)»(323).
وفي الآية أيضاً عن الصادق (عليه السلام) قال: «في قبورهم بقيام القائم (عليه السلام)»(324).
سورة لقمان
1 - (وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)(325).
عن الإمام موسى بن جعفر قال: «النعمة الظاهرة: الإمام الظاهر، والباطنة: الإمام الغائب».
فقلت له: ويكون في الأئمّة من يغيب؟ قال: «نعم يغيب عن أبصار النّاس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منّا، يسهّل الله له كلّ عسير ويذلّل الله له كلّ صعبٌ، ويظهر له كلّ كنوز الأرض، ويقرّب له كلّ بعيد، ويبير به كلّ جبّار عنيد، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد، ذلك ابن سيّدة الإماء، الَّذي تخفى على النّاس وولادته، ولا يحلّ لهم تسميته، حتى يظهره الله عزّ وجلّ فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً»(326).
سورة السجدة
1 - (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ العَذَابِ الأَدنَى دُونَ العَذَابِ الأَكبَرِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ)(327).
عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (ولنذيقنهم..) قال: «الأدنى: غلاء السعر، والأكبر: المهديّ (عليه السلام) بالسيف»(328). وعن الباقر والصادق (عليهما السلام) قالا: «أنّ العذاب الأدنى الدابة والدجّال»(329).
ونحوه في تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات(330) ومختصر البصائر(331).
وفي كشف البيان للشيباني كما في المحجّة(332) عن الصادق (عليه السلام): «أنّ الأدنى القحط والجدب، والأكبر خروج القائم المهديّ (عليه السلام) بالسيف في آخر الزمان».
2 - (أَوَلَم يَرَوا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرضِ الجُرُزِ فَنُخرِجُ بِهِ زِرعاً تَأكُلُ مِنهُ أَنعَامُهُم وَأَنفُسُهُم أَفَلاَ يُبصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الفَتحُ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * قُل يَومَ الفَتحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُم وَلاَ هُم يُنظَرُونَ * فَأَعرِض عَنهُم وَانتَظِر إِنَّهُم مُنتَظِرُونَ)(333).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «(يوم الفتح) يوم تفتح الدنيا على القائم (عليه السلام)، لا ينفع أحداً تقرّب بالإيمان مالم يكن قبل ذلك مؤمناً، وبهذا الفتح موقناً، فذلك الَّذي ينفعه إِيمانه، ويعظم عند الله قدره وشأنه وتزخرف له يوم القيامة والبعث جنانه، وتحجب عنه نيرانه، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ولذريّته الطيّبين (عليهم السلام)»(334).
وفي مختصر البصائر(335): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال فيه: «وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم (عليه السلام): كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية، فالمسلمون يومئذ أهل صواب.. فلا يقبل الله يومئذ إلّا دينه الحقّ، ألا للّه الدين الخالص، فيومئذ تأويل هذه الآية».
سورة الأحزاب
1 - (وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ الله)(336).
عن الحسين (عليه السلام) قال: «لمّا أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.. سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن تأويلها؟ فقال: ما عنى بها غيركم وأنتم أولوا الأرحام فإذا مت فأبوك عليّ وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به.
فقلت يا رسول الله ومَن بعدي أولى بي؟ فقال: ابنك عليّ أولى بك من بعدك، فإذا مضى فابنه محمّد - وعدهم (عليهم السلام) إلى آخرهم - فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك أعطاهم الله علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم يؤذوني فيهم لأنا لهم الله شفاعتي»(337).
2 - (هُنَا لِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنُونَ وَزُلزِلُوا زِلزَالاً شَدِيداً)(338).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه: «أما إنّه سيأتي على الناس زمان يكون الحقّ فيه مستوراً، والباطل ظاهراً مشهوراً، وذلك إذا كان أولى النّاس بهم أعداهم له، واقترب الوعد الحقّ، وعظم الإلحاد، وظهر الفساد، (هنالك.. شديداً) ونحلهم الكفّار أسماء الأشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب النّاس إليه ثمّ يتيح الفرج لأوليائه، ويظهر صاحب الأمر على أعدائه»(339).
3 - (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً)(340).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في بيت اُمّ سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): هذه الآية فيك وفي سبطي والأئمّة من ولدك.
فقلت يا رسول الله وكم الأئمّة بعدك؟ قال: أنت يا عليّ، ثمّ ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين عليّ ابنه - وعدهم كلّهم (عليهم السلام) - والحجّة من ولد الحسين، هكذا أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت الله تعالى عن ذلك فقال: يا محمّد هم الأئمّة بعدك مطهّرون معصومون، وأعدائهم ملعونون»(341).
4 - (مَلعُونِينَ أَينَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقتِيلاً *سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبدِيلاً)(342).
في شرح نهج البلاغة(343) في ذكر خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال عنها المؤلّف: «ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة، خطب بها عليّ (عليه السلام) بعد انقضاء أمر النهروان منها: «فانظروا أهل بيت نبيّكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم، فليُفرِّجنّ الله الفتنة برجل منّا أهل البيت، بأبي ابن خَيرَة الإماء، لا يعطيهم إِلّا السيف هرجاً هرجاً، موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتّى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أميّة حتّى يجعلهم حطاماً ورفاتاً (مَلعُونِينَ أَينَمَا ثُقِفُوا.. تَبدِيلاً)».
سورة سبأ
1 - (وَجَعَلنَا بَينَهُم وَبينَ القُرَى الَّتِي بَارَكنَا فِيهَا قُرَىً ظاهِرَةً وَقَدَّرنَا فِيهَا السَّيرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)(344).
عن محمّد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام) أنّ أهل بيتي يؤذونني يقرِّعونني بالحديث الّذي روي عن آبائك أنّهم قالوا: «خدّامنا وقوّامنا شرار خلق الله» فكتب: «ويحكم، ما تقرؤون ما قال الله: (بَينَهُم وَبينَ القُرَى الَّتِي بَارَكنَا فِيهَا قُرَىً ظاهِرَةً) ونحن والله القرى الَّتي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة»(345).
وعن الصادق (عليه السلام) في حديث له تقدّم بعضه ذيل الآية: 97 / آل عمران، قال فيه وتلا هذه الآية: (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) قال: «مع قائمنا أهل البيت»(346).
2 - (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُم التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَد كَفَرُوا بِهِ مِن قَبلُ وَيَقذِفُونَ بِالغَيبِ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَينَهُم وَبَينَ مَا يَشتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشيَاعِهِم مِن قَبلُ إِنَّهُم كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)(347).
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في حديث له عن فتنة السفياني بالشّام والعراق والحجاز جاء فيه: «ثمّ يخرجون (أي جنود السفياني) متوجهين إلى مكّة حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله سبحانه جبرئيل.. فيضربها.. ضربة يخسف الله بهم فذلك قوله.. (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) فلا ينفلت منهم إلّا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير..»(348).
وفي مجمع البيان(349) قال: وروى أصحابنا في أحاديث المهديّ عن أبي عبد الله وأبي جعفر (عليهما السلام) مثله.
وفي الملاحم(350) بسنده عن عبد العزيز بن رفيع.. عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وسئل عن الآية، فقال: «يبعث جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم..».
قال ابن رفيع: فذكرت ذلك لأبي جعفر محمّد بن عليّ فقال: «هي بيداء المدينة» وبهذا المعني أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ذكر الآيات.
وفي الفتن(351) عن عليّ (عليه السلام) قال: «إذا نزل جيش في طلب الَّذين خرجوا إلى مكّة فنزلوا البيداء خسف بهم ويُباد بهم، وهو قوله عزّ وجلّ: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) من تحت أقدامهم، ويخرج رجل من الجيش في طلب ناقة له ثمّ يرجع إلى النّاس فلا يجد منهم أحداً ولا يحسّ بهم، وهو الَّذي يحدّث النّاس بخبرهم».
وفي مختصر(352) عن رضي الدين ابن طاووس عن كتاب خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر فيها توجه السفياني نحو المدينة ومكّة، وقال: «ويبعث [السفياني] خيلاً في طلب رجل من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكّة، أميرهم رجل من غطفان، حتّى إذا توسطوا الصفائح البيض بالبيداء يخسف بهم، فلا ينجوا منهم أحد إلّا رجل واحد يحوّل الله وجهه في قفاه لينذرهم وليكون آية لمن خلفه فيومئذ تأويل هذه الآية: (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ)».
وفي الغيبة(353) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «المهديّ أقبل، جعدٌ، بخدّه خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق، وإذا كان ذلك خرج السفياني.. بالشام فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتي المدينة بجيش جرار حتّى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عزّ وجلّ..».
وفي كتاب سليم(354) في حديث طويل لأمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى معاوية يقول فيها: «وأنّ رجلاً من ولدك، مشوم ملعون، جلف جاف، منكوس القلب، فظ غليظ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة.. فيبعث جيشاً إلى المدينة.. ويهرب منهم رجلٌ زكيّ نقيّ، الَّذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وإنّي لأعرف إسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته وهو من ولد ابني الحسين.. وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكّة.. ثمّ يسير ذلك الجيش إلى مكّة.. فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم، قال الله عزّ وجلّ: (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ) من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحدٌ غير رجل واحد يقلب الله وجهه من قبل قفاه.. ويبعث الله للمهديّ أقواماً يُجمعون من الأرض قزعاً كقزع الخريف.. فيدخل المهديّ الكعبة ويبكي ويتضرّع».
وعن عليّ (عليه السلام) في حديث يصف فيه جيش السفياني وأعمالهم الشنيعة بالشام والمدينة قال فيه: «فعند ذلك يشتدّ غضب الله عليهم فيخسف بهم الأرض وذلك قوله: (وَلَو تَرَى) أي من تحت أقدامهم»(355).
وفي خبر آخر: «أنّهم يخرجون المدينة حتى لا يبقى رائح ولا سارح».
وفي مجمع البيان(356) عن زين العابدين (عليه السلام) والحسن المثنى أنّهما قالا: «هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم».
ونحوه في تفسير النقاش كما في عقد الدر(357).
وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات(358) عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «يخرج القائم (عليه السلام) فيسير حتّى يمرّ بمرّ، فيبلغه أنّ عامله قد قتل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئاً، ثمّ ينطلق فيدعوا النّاس، حتّى ينتهي إلى البيداء، فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله عزّ وجلّ الأرض أن تأخذ بأقدامهم، وهو قوله عزّ وجلّ: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * وقالوا آمنّا به) يعني بقيام القائم (وقد كفروا به من قبل) يعني بقيام آل محمّد (عليهم السلام) (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد * من مكان قريب * .. مريب)».
وفي تفسير القمي(359) عن الباقر (عليه السلام) في حديث له قال فيه: «فإذا جاء القائم إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم..» وذكر نحو ما تقدّم.
وفيه أيضاً(360) عن الباقر (عليه السلام): «(ولو ترى إذ فزعوا) من الصوت وذلك الصوت من السماء، (وأخذوا من مكان قريب) من تحت أقدامهم خسف بهم».
وفي تفسير العيّاشي(361) في حديث طويل للإمام الباقر (عليه السلام) وذكر نحو ما تقدّم عن تفسير محمّد بن العبّاس وقال: «فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم..».
سورة ص
1 - (إِصبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ * وَاذكُر عَبدَنَا دَاوُودَ)(362).
في القراءات للسياري(363) وعنه بسند محمّد بن العبّاس إليه كما في تأويل الآيات(364) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «فاصبر على ما يقولون يا محمّد من تكذيبهم إيّاك، فإنّي منتقم منهم برجل منك، وهو قائمي الَّذي سلّطته على دماء الظلمة، واذكر عبدنا داود..».
2 - (قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)(365).
عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام) قال: «إنّه مرجوم باللعن، مطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه، وإنّ في علم الله السابق أنّه إذا خرج القائم (عليه السلام) لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوماً باللعن»(366).
3 - (قُل مَا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ * إِن هُوَ إِلَّا ذِكرٌ لِلعَالَمِينَ وَلَتَعلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ)(367).
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في حديث له وتلا الآيتين الأوليّين فقال: «هو أمير المؤمنين (عليه السلام) (ولتعلمنّ نبأه بعد حين) عند خروج القائم (عليه السلام)»(368).
سورة الزمر
1 - (وَأَشرَقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبِّهَا).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحداً، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد في كلّ سنة غلام لا يولد له جارية، يكسوه الثوب فيطول عليه كلّما طال، ويتلوّن عليه أيّ لون شاء»(369).
سورة غافر
1 - (قَالُوا رَبَّنَا أَمَّتَنَا اثنَتَينِ وَأَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إِلَى خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ)(370).
في بحار الأنوار(371) قال: روى السائل عن السيّد المرتضى رضي الله عنهُ عن خبر رواه النعماني في كتاب التسلّي، عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إذا احتضر الكافر حضره رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعليّ صلوات الله عليه وجبرئيل وملك الموت، فيدنوا إليه عليّ (عليه السلام) فيقول: يا رسول الله إنّ هذا كان يبغضنا أهل البيت.. فاذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النّار.. حتّى يقوم قائمنا أهل البيت فيبعثه الله فيضرب عنقه وذلك قوله: (ربّنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) الآية».
2 - (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ)(372).
عن الصادق (عليه السلام) وسئل عن الآية فقال: «ذلك والله في الرجعة، أما علمت أنّ أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، والأئمّة بعدهم قتلوا ولم يُنصروا، ذلك في الرجعة»(373).
وفي فرات(374) وتأويل الآيات(375)، عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «أوّل من ينفض رأسه من التراب الحسين بن عليّ في خمسة وتسعين (خ: وسبعين) ألفاً وهو قول الله: (إنّا لننصر.. الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار)».
سورة فصّلت
1 - (فَأَخَذَتهُم صَاعِقَةُ العَذَابِ الهُونِ)(376).
جاء في تأويل الآيات(377) في حديث للإمام الصادق أنّه قال: «هو السيف إذا قام القائم (عليه السلام)».
2 - (اِدفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)(378).
في تأويل الآيات(379) عن تفسير محمّد بن العبّاس، عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: اُمرت بالتقيّة.. ثمّ اُمر بها عليّ.. ثمّ الأئمّة.. فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرّد السيف ولم يأخذ من النّاس ولم يعطهم إلّا بالسيف».
3 - (سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ)(380).
عن أبي بصير قال: سئل الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية؟ فقال (عليه السلام): «يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق، وقوله: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ) يعني بذلك خروج القائم هو الحقّ من عند الله عزّ وجلّ يراه هذا الخلق لا بدّ منه»(381).
وورد أيضاً عن الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام) كما في تأويل الآيات(382) عن تفسير محمّد بن العبّاس، والكافي(383)، والإرشاد(384).
سورة الشورى
1 - (حم * عسق)(385).
في تأويل الآيات(386) عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «(حم) حميم، و«عين» عذاب و«سين» سنون كسني يوسف (عليه السلام) و«قاف» قذف ومسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني وأصحابه، وناس من كلب ثلاثون ألف يخرجون معه، وذلك حين يخرج القائم (عليه السلام) بمكّة وهو مهديّ هذه الأمّة».
وفيه أيضاً(387) عن الإمام الباقر (عليه السلام): «(حمعسق) عدد سني القائم (عليه السلام)».
2 - (وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَستَعجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنهَا وَيَعلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ)(388).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «أي الساعة قيام القائم (عليه السلام) قريب»(389).
وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله: (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ) قال: «يقولون متى ولد، ومَن رآه، وأين هو، ومتى يظهر؟ كلّ ذلك شكاً في قضائه وقدرته اولئك الَّذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة»(390).
3 - (الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ * مَن كَانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرثَ الدُّنيَا نُؤتِهِ مِنهَا وَمَالَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ)(391).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «يرزق الله المودّة في القربى مَن يشاء من عباده وهي حرث الآخرة، يستوفي الله نصيب من يريد المودّة في القربى، ومن يريد حرث الدنيا المحض الَّتي ليست فيها المودّة ليس له في قيام القائم (عليه السلام) من نصيب من فيضه وبركاته»(392).
وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) في الآية: (من كان يريد حرث الآخرة) قال: «معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمّة» (نزد له في حرثه) قال: «نزيده منها يستوفي نصيبه من دولتهم» (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) قال: «ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب»(393).
4 - (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأولئِكَ مَا عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ)(394).
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) في الآية، قال: «يعني القائم وأصحابه والقائم إذا قام انتصر من بني أميّة ومن المكذبين والنصاب»(395).
5 - (خَاشِعِينَ مِنَ الذُلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرَفٍ خَفِيٍّ)(396).
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «يعني إلى القائم (عليه السلام)»(397).
سورة الزخرف
1 - (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ)(398).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الآية: «جعل الإمامة في عقب الحسين (عليه السلام) يخرج من صلبه تسعة من الأئمّة، ومنهم مهديّ هذه الأمّة» ثمّ قال: «لو أنّ رجلاً ضعن بين الركن والمقام ثمّ لفي الله مبغضاً لأهل بيتي دخل النّار»(399).
وعن زين العابدين (عليه السلام) في حديث له قال: «وفينا نزلت هذه الآية (وجعلها كلمة باقية في عقبه) والإمامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) إلى يوم القيامة، وإنّ للقائم منّا غيبتين، إحداهما أطول من الأخرى يطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه وصحّت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً ممّا قضينا وسلّم لنا أهل البيت»(400).
وعن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام): يا بن رسول الله إنّ قوماً يقولون: إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسن والحسين؟ قال (عليه السلام): «كذبوا والله أو لم يسمعوا الله تعالى ذكره يقول: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) فهل جعلها إلّا في عقب الحسين» ثمّ قال: «يا جابر إنّ الأئمّة هم الَّذين نصّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عليهم بالإمامة، وهم الَّذين قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لمّا أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور إثنا عشر إسماً: عليّ وسبطاه وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والحجّة القائم، فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة والطهارة، والله ما يدعيه أحدٌ غيرنا إلّا حشره الله تعالى مع إبليس وجنوده» ثمّ تنفّس (عليه السلام) وقال: «لا رعى الله هذه الأمّة فإنّها لم ترع حقّ نبيّها، أما والله لو تركوا الحقّ على أهله لما اختلف في الله تعالى اثنان... يا جابر مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتي ولا يأتي»(401).
وعن الباقر (عليه السلام) في الآية الكريمة، قال: «في عقب الحسين (عليه السلام) فلم يزل هذا الأمر منذ أفضى إلى الحسين (عليه السلام) ينتقل من ولد إلى ولد..»(402).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث له، وذكر المهديّ ثمّ ذكر هذه الآية، فقال: «يعني بذلك الإمامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة..»(403).
2 - (هَل يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً وَهُم لاَ يَشعُرُونَ)(404).
عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الآية؟ فقال (عليه السلام): «هي ساعة القائم تأتيهم بغتة»(405).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) وقد سأله الكميت: متى يقوم الحقّ فيكم، متى يقوم مهديّكم؟ قال (عليه السلام): «لقد سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك، فقال: إنّما مثله كمثل السّاعة لا تأتيكم إلّا بغتة»(406).
سورة الدخان
1 - (حم * وَالكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ)(407).
عن الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام): «إنّ الله أنزل القرآن في ليلة القدر إلى البيت المعمور جملة واحدة، ثمّ أنزل من البيت المعمور على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في طول ثلاث وعشرين سنة، (فِيهَا يفرق) يعني في ليلة القدر (كلّ أمرٍ حَكِيم) أي يقدّر الله كلّ أمر من الحقّ والباطل وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشيئة، يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ويلقيه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الأئمّة حتّى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان (عليه السلام)، ويشترط له ما فيه البداء والمشيّة والتقديم والتأخير»(408).
سورة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
1 - (وَالَّذِينَ اهتَدَوا زَادَهُم هُدَىً وَآتَاهُم تَقوَاهُم)(409).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث له ثمّ قرأ: «(وَالَّذِينَ اهتَدَوا) بولاية عليّ (زَادَهُم هُدَىً) حيث عرّفهم الأئمّة من بعده والقائم (عليه السلام)، (وَآتَاهُم تَقوَاهُم) أماناً من النّار»(410).
سورة الفتح
1 - (لَو تَزَيَّلُوا لَعَذَّبنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذَاباً أَلِيماً)(411).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقد سئل: ما بال أمير المؤمنين، لم يقاتل مخالفيه في الأوّل؟ قال: «لآية في كتاب الله تعالى: (لو تزيلوا لعذّبنا الَّذين كفروا منهم عذاباً أليماً)».
قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: «ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين وكذلك القائم (عليه السلام) لن يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله تعالى، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله فقتلهم»(412).
سورة ق
1 - (وَاستَمِع يَومَ يُنَادِ المُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَومَ يَسمَعُونَ الصَّيحَةَ بِالحَقِّ ذَلِكَ يَومُ الخُرُوجِ)(413).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «ينادي المنادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم»(414).
ثمّ روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «(يوم الخروج) هي الرجعة».
سورة الذاريات
1 - (وَفِي السَّماَءِ رِزقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ)(415).
عن ابن عبّاس، قال: هو خروج المهديّ (عليه السلام)(416).
2 - (فَوَرَبِّ السَّماَءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ مَا أَنَّكُم تَنطِقُونَ)(417).
عن إسحاق بن عبد الله، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في قول الله عزّ وجلّ(418).
وعن ابن عبّاس في الآية، قال: قيام القائم (عليه السلام).
سورة الطور
1 - (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنشُورٍ)(419).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «الليلة الَّتي يقوم فيها قائم آل محمّد ينزل رسول الله وأمير المؤمنين وجبرئيل على حراء، فيقول له جبرئيل: أجب، فيخرج رسول الله رقّاً من حجزة إزاره فيدفعه إلى فيقول: اكتب بسم الله الرّحمن الرحيم هذا عهدٌ من الله ورسوله ومن عليّ بن أبي طالب لفلان بن فلان باسمه واسم أبيه، وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنشُورٍ) وهو الكتاب الَّذي كتبه عليّ بن أبي طالب، و(رق منشور) الَّذي أخرجه رسول الله من حجزة إزاره، (والبيت المعمور) هو رسول الله المملي رسول الله والكاتب عليّ»(420).
2 - (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلكِن أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ)(421).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «فإنّ للذين ظلموا آل محمّد حقهم عذاباً دون ذلك، يعني عذاباً في الرجعة»(422).
سورة النجم
(وَالمُؤتَفِكَةُ أَهوَى)(423).
في تفسير(424) قال: المؤتفكة: البصرة، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له بعد وقعة جمل قال فيها: «وقد ائتفكت بأهلها مرّتين وعلى الله تمام الثالثة في الرجعة».
سورة القمر
(اِقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ)(425).
في تفسير القمي(426) وروي أيضاً في قوله (اقتربت السَّاعة) قال: «خروج القائم (عليه السلام)».
سورة الرحمن
(يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيمَاهُم فَيُؤخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقدَامِ)(427).
في حديث طويل عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «ذلك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثمّ يخبط بالسيف خبطاً»(428).
سورة الحديد
1 - (أَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ * اِعلَمُوا أَنَّ الله يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ)(429).
قال في كتاب الغيبة(430) ونحوه في تأويل الآيات(431) نقلاً عن الشيخ المفيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «نزلت هذه الآية في سورة الحديد: (وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ) في أهل زمانه الغيبة، وإنّما الأمد أمد الغيبة ثمّ قال: عزّ وجلّ: (أَنَّ الله يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا) فإنّه أراد عزّ وجلّ يا أمّة محمّد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كالّذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد، فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيّامها، دون غيرهم من أهل الأزمنة، وإنّ الله تعالى نهى الشيعة عن الشكّ في حجّة الله تعالى أو أن يظنوا أنّ الله تعالى يُخلي أرضه منها طرفة عين، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه لكميل بن زياد: «بلى اللهمّ لا تخلو الأرض من حجّة الله إمّا ظاهرٌ معلوم أو خائف مغمور، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته»، وحذّرهم من أن يشكوا ويرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسوا قلوبهم».
ثمّ قال (عليه السلام): «ألا تسمع قوله تعالى في الآية التالي لهذه الآية: (اِعلَمُوا أَنَّ الله يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ) أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمّة الضلال».
ونحو هذا باختصار ورد في كمال الدين(432) وتأويل الآيات(433) نقلاً عن تفسير محمّد بن العبّاس، عن الباقر (عليه السلام)، وبتفصيل عن الصادق (عليه السلام) عن الشيخ المفيد(434) وروي نحوه باختصار عن ابن عبّاس بما يرتبط بالآية: (18) كما في الغيبة(435).
2 - (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِم لَهُم أَجرُهُم وَنُورُهُم والَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولئِكَ أَصحَابُ الجَحِيمِ)(436).
في مجمع البيان(437) عن تفسير العيّاشي بسنده عن الباقر (عليه السلام) قال: «العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، كمن جاهد والله مع قائم آل محمّد (عليه السلام) بسيفه.. بل والله كمن استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في فسطاطه، وفيكم آية من كتاب الله.. (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِم) صرتم والله صادقين شهداء عند ربّكم».
وفي تأويل الآيات(438) عن كتاب البشارات بسنده عن الصادق (عليه السلام) نحوه دون الاستشهاد بالآية.
سورة المجادلة
(اُولئِكَ حِزبُ الله أَلا إِنَّ حِزبَ الله هُمُ المُفلِحُونَ)(439).
تقدّم ذيل الآية: (2) من سورة البقرة ما يرتبط بالآية فلاحظ.
سورة الصفّ
(يُرِيدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ الله بِأَفوَاهِهِم وَالله مُتِمُّ نُورِهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ)(440).
عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) في قول الله: (يُرِيدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ الله بِأَفوَاهِهِم) قال: «يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بأفواههم.. والله متمّ نور الإمامة، لقوله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أَنزَلنَا) فالنور هو الإمام، (هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ) هو الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه، هي دين الحقّ، (لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، يقول الله (وَالله متمّ نوره) ولاية القائم (وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ) بولاية عليّ»(441).
سورة التغابن
1 - (فَآمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلنَا وَالله بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ)(442).
عن زيد بن أرقم، قال: لمّا نزل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد، أمر بالدوحات فقمن ونادى الصّلاة جامعة، فاجتمع النّاس فخطب خطبة بالغة إلى أن قال: «معاشر النّاس، فآمنوا بالله ورسوله والنور..» ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «النور فيّ مسلوك، ثمّ عليّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهديّ الّذي يأخذ بحقّ الله وبكلّ حقّ هو لنا..»(443).
2 - (وَأَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيتُم فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولَنَا البَلاَغُ المُبِينُ)(444).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في الآية أنّه قال: «أما والله ما هلك من كلّ قبلكم وما هلك من هلك حتّى يقوم قائمنا (عليه السلام) إلّا في ترك ولايتنا وجحود حقنا، وما خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من الدنيا حتّى ألزم رقاب هذه الأمّة حقّنا»(445).
سورة الملك
(قُل أَرَأَيتُم إِن أَصبَحَ مَاؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ)(446).
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «هذه الآية نزلت في القائم إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بإمام ظاهرٌ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض، وحلال الله وحرامه»(447).
ثمّ قال: «والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بدّ أن يجيء تأويلها».
وعن عمّار بن ياسر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل في فضائل عليّ، قال فيه: «إنّ الله عهد إلَيَّ أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة، والتاسع من ولده يغيب عنهم، ذلك قوله عزّ وجلّ: (قُل أَرَأَيتُم إِن أَصبَحَ مَاؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ) يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل وهو سميّي وأشبه النّاس به»(448).
وعن الصادق (عليه السلام) في الآية، قال: «إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد»(449).
وعن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) قال: «إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون»(450).
سورة القلم
1 - (إِذَا تَتلَى عَلَيهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)(451).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «يعني تكذيبه بقائم آل محمّد (عليه السلام) إذ يقول له: لسنا نعرفك، ولست من ولد فاطمة (عليها السلام) كما قال المشركون لمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)».
سورة المعارج
1 - (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلكَافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ)(452).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «نارٌ تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتّى تأني دار بني سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع داراً لبني أميّة إلّا أحرقتها وأهلها، ولا داراً فيها وترٌ لآل محمّد إلّا أحرقتها، وذلك المهديّ (عليه السلام)»(453).
وفي كتاب الغيبة(454) عن الصادق (عليه السلام) قال: «تأويلها فيما يأتي، عذاب يقع في الثويّة - يعني ناراً - حتّى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتّى تمرّ بثقيف لا تدع وتراً لآل محمّد إلّا أحرقته، وذلك قبل خروج القائم (عليه السلام)».
ونحوه في الحديث: (49) عن الباقر (عليه السلام).
2 - (خَاشِعَةٌ أَبصَارُهُم تَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ذلِكَ اليَومُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)(455).
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: «يعني خروج القائم (عليه السلام)»(456).
سورة الجنّ
(حَتَّى إِذَا رَأَوا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً)(457).
عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) أنّه قال: «يعني بذلك القائم وأنصاره»(458).
سورة المدّثر
1 - (وَثِيَابُكَ فَطَهِّر)(459).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ عليّاً (عليه السلام) كان عندكم فأتي بني ديوان واشترى ثلاثة أثواب بدينار، القميص إلى فوق الكعب، والإزار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى إلييه، ثمّ رفع يده إلى السَّماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتّى دخل منزله».
ثمّ قال الصادق (عليه السلام): «هذا اللباس الّذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه، ولكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم، ولو فعلناه لقالوا: مجنون، ولقالوا: مراءٍ، والله تعالى يقول: (وَثِيَابُكَ فَطَهِّر) قال: وثيابك ارفعها ولا تجرّها، وإذا قام قائمنا كان هذا اللباس»(460).
2 - (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذلِكَ يَومَئِذٍ يَومٌ عَسِيرٌ * عَلَى الكَافِرِينَ غَيرُ يَسِيرٍ)(461).
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله: (فإذا نقر في الناقور) قال: «الناقور هو النداء من السَّماء: ألا إنّ وليّكم فلان بن فلان القائم بالحقّ، ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم فذلك: (يوم عسير * على الكافرين غير يسير) يعني بالكافرين المرجئة الّذين كفروا بنعمة الله وبولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)»(462).
وعن الصادق (عليه السلام) قال في الآية الكريمة: «إنّ منّا إماماً مظفراً مستتراً، فإذا أراد الله عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة، فظهر فقام بأمر الله تبارك وتعالى»(463).
وعن الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: «إذا نقر في اُذن الإمام القائم، أذِنَ له في القيام»(464).
3 - (ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً وَجَعَلتُ لَهُ)(465).
عن الباقر (عليه السلام) في الآية، قال: «يعني بهذه الآية إبليس اللعين خلقه وحيداً من غير ولا أم، وقوله: (وجعلت له مالاً ممدوداً) يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم يوم يقوم القائم (عليه السلام)..»(466).
4 - (فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ)(467).
عن الصادق (عليه السلام) قال: «عذاب بعد عذاب يعذبه القائم (عليه السلام)»(468).
5 - (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينَ * حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ)(469).
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال في الآيتين: «فذلك يوم القائم (عليه السلام) وهو يوم الدين (حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ): أيّام القائم»(470).
سورة التكوير
1 - (فَلا أُقسِمُ بِالخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّس)(471).
عن أمّ هاني قالت: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الآية؟ قال (عليه السلام): «الخنّس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه عند النّاس سنة ستين ومئتين، ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل وإذا أدركت زمانه قرّت عينك»(472).
وأيضاً عن أمّ هاني عن أبي جعفر محمّد الباقر (عليه السلام) وسألته عن الآيتين قال: «هذا مولودٌ في آخر الزمان، هو المهديّ من هذه العترة، تكون له حيرة وغيبة، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام، فيا طوبى لك إن أدركته، ويا طوبى لمن أدركه»(473).
سورة الانشقاق
1 - (لَتَركَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَقٍ)(474).
عن سدير الصير في عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها».
فقلت له: ولِمَ ذاك يا بن رسول الله؟ قال (عليه السلام): «لأنّ الله أبي إلّا أن يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم وإنّه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله تعالى: (لتركبن طبقاً عن طبق) أي سنن من كان قبلكم»(475).
سورة البروج
(والسَّماَءِ ذَاتِ البُرُوجِ)(476).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أمّا السَّماء فأنا، وأمّا البروج فالأئمّة، أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ (عليهم السلام)»(477).
سورة الطارق
(إِنَّهُم يَكِيدُونَ كَيداً * وَأَكِيدُ كَيداً * فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمهِلهُم رُوَيداً)(478).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «كادوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكادوا عليّاً (عليه السلام) وكادوا فاطمة (عليها السلام)، فقال الله: يا محمّد (إنّهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً فمهل الكافرين) يا محمّد (أمهلهم رويداً)(479).
سورة الغاشية
(هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصلَى نَاراً حَامِيَةً)(480).
عن سليمان الديلمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ) قال (عليه السلام): «يغشاهم القائم بالسيف» قال: قلت: (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ) قال: «خاضعة لا تطيق الامتناع» قلت: (عاملة)؟ قال: «عملت بغير ما أنزل الله عزّ وجلّ» قلت: (ناصبة)؟ قال: «نصب غير ولاة الأمر» قلت: (تَصلَى نَاراً حَامِيَةً) قال: «تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنّم»(481).
سورة الفجر
1 - (وَالفَجرِ * وَلَيَالٍ عَشرٍ * وَالشَّفعِ والوَترِ * وَاللَّيلِ إِذَا يَسرِ)(482).
عن جابر، عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «والفجر جدّي، وليالٍ عشر أئمّة، والشفع أمير المؤمنين، والوتر اسم القائم»(483).
عن جابر الجعفي، عن الصادق (عليه السلام) قال: «(وَالفَجرِ) هو القائم، (وَلَيَالٍ عَشرٍ) الأئمّة (عليهم السلام) من الحسن إلى الحسن، (وَالشَّفعِ) أمير المؤمنين وفاطمة، (والوَترِ) هو الله وحده لا شريك له، (وَاللَّيلِ إِذَا يَسرِ) هي دولة حبتر فهي تسري إلى دولة القائم (عليه السلام)»(484).
2 - (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً)(485).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له قال فيها: «وتخرج لهم الأرض كنوزها، ويقول القائم (عليه السلام): كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين، أذن لهم في الكلام، فيومئذ تأويل هذه الآية: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً)..»(486).
سورة الشمس
1 - (وَالشَّمسِ وَضُحهَا * وَالقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * والنَّهَارِ إِذَ اجَلاَّهَا * وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَاهَا)(487).
عن الإمام الحسين (عليه السلام) وقد سئل عن الآية فقال: «(وَالشَّمسِ) محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، (وَالقَمَرِ) أمير المؤمنين (عليه السلام) يتلو محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلم)، (والنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا) ذلك القائم من آل محمّد يملأ الأرض عدلاً وقسطاً»(488).
ونحوه عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «(الشمس) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أوضح للنّاس دينهم، (والقمر) أمير المؤمنين (عليه السلام) تلا رسول الله (والنّهار إذا جلاّها) ذاك الإمام من ذريّة فاطمة فيجلي ظلام الجور والظلم يعني به القائم (عليه السلام)»(489).
وعن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أنّه قال ما ملخّصه: «(وَالشَّمسِ) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، (وَالقَمَرِ) أمير المؤمنين (عليه السلام) (والنَّهَارِ إِذَ اجَلاَّهَا): الأئمّة منّا أهل البيت يملكون الأرض في آخر الزمان فيملئونها عدلاً وقسطاً، المعين لهم كمعين موسى على فرعون، والمعين عليهم كمعين فرعون على موسى»(490).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: «(والشمس وضحاها) الشمس: أمير المؤمنين (عليه السلام) ضحاها قيام القائم (عليه السلام) لأنّ الله سبحانه قال: (وَأَن يُحشَرَ النَّاسُ ضُحَى)(491)، (والقمر إذا تلاها) الحسن والحسين (عليهما السلام)، (والنّهار إذا جلاّها) هو قيام القائم (عليه السلام)، (والليل إذا يغشاها) حبتر ودولته قد غشي عليه الحقّ..»(492).
سورة الليل
1 - (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)(493).
عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى) قال: «الليل في هذا الموضع فلان، يغشى أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته الَّتي جرت له عليه، وأمير المؤمنين يصبر في دولتهم حتّى تنقضي، (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) النَّهَارُ هو القائم منّا، إذا قام غلبت دولته الباطل والقرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس وخاطب الله نبيّه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا»(494).
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى) قال: «دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم، (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) وهو القائم (عليه السلام) إذا قام»(495).
2 - (فَأَنذَرتُكُم نَارَاً تَلَظَّى * لَا يَصلاَهَا إِلَّا الأَشقَى * الَّذِي كذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى)(496).
عن الصادق (عليه السلام) قال: «(فَأَنذَرتُكُم نَارَاً تَلَظَّى) هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من كلّ ألفٍ تسعمئة وتسعة وتسعين، (لَا يَصلاَهَا إِلَّا الأَشقَى) هو عدوّ آل محمّد، (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى) أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته»(497).
سورة القدر
1 - (إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ * وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ * لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهر * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ)(498).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «الليلة فاطمة، والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، قوله: (وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ) يعني خيراً من ألف مؤمن، وهي أمّ المؤمنين، (تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) والملائكة المؤمنون الَّذين يملكون علم آل محمّد، والروح القدس هي فاطمة، (بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ) يعني حتّى يخرج القائم (عليه السلام)»(499).
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «(لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهر) يعني فاطمة (عليها السلام)، وقوله (تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) والملائكة في هذه الموضع الَّذين يملكون علم آل محمّد، والروح: روح القدس وهو في فاطمة (عليها السلام) و(مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ) من كل أمر مسلّمة، (حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ) حتّى يقوم القائم (عليه السلام)»(500).
سورة البيّنة
(وَذَلِكَ دِينُ القيِّمَةِ)(501).
عن الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية، قال: «ذلك دين القائم (عليه السلام)»(502).
سورة والعصر
(وَالعَصرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ)(503).
عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن الآية: فقال (عليه السلام): «العصر عصر خروج القائم (عليه السلام) (إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ) يعني أعداءنا، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني بآياتنا، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يعني بمواسات الإخوان، (وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ) يعني بالإمامة، (وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ) يعني في الفترة»(504).
الحكومة العالميّة للإمام المهديّ (عليه السلام) في أحاديث النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
بشارة بالإمام المهديّ (عليه السلام)
1 - قال في المسند(505) عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أبشركم بالمهدي، يبعث في أمّتي على اختلافٍ من النّاس وزلال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً».
فقال رجل: وما صحاحاً؟ قال: «بالسويّة بين النّاس» ثمّ قال: «ويملأ الله قلوب أمّة محمّد غنىً، ويسعهم عدله حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلّا رجل فيقول: أنا، فيقول: أنت السَدّان - يعني الخازن - فقل له: إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احث، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمّة محمّد نفساً، أَوَ عَجَزَ عنّي ما وسعهم؟ قال: فيردّه، فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه..».
خلفاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر
2 - عن ابن عبّاس(506) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي، الإثنا عشر، أوّلهم: أخي، وآخرهم ولدي».
قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: «عليّ بن أبي طالب».
قيل: فمن ولدك؟ قال: «المهديّ الَّذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
والَّذي بعثني بالحقّ بشيراً، لولم يبق من الدنيا إلّا يوم واحدة لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب».
إنّ اوصيائي أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ
3 - عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أنا سيّد النبيّين، وعليّ سيّد الوصيّين، وإنّ أوصيائي بعدي إثنا عشر، أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ»(507).
المهديّ (عليه السلام) وإمداد الملائكة له
4 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يخرج المهديّ وعلى رأسه ملك ينادي: هذا المهديّ خليفة الله فاتّبعوه»(508).
الشاكّ في المهديّ (عليه السلام) كافر
5 - عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّ عليّاً وصيّي، ومن ولده القائم المنتظر المهديّ الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، والَّذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لا عزّ من الكبريت الأحمر».
فقام إليه جابر بن عبد الله، فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك، قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إي وربّي ليمحّص الله الَّذين آمنوا ويمحق الكافرين» ثمّ قال: «يا جابر إنّ هذا أمرٌ من أمر الله وسرّ من أسرار الله، فإيّاك والشكّ، فإنّ الشكّ في أمر الله عزّ وجلّ كفرٌ»(509).
الإمام المهديّ (عليه السلام) شفيع الأمّة
6 - قال الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أنا واردكم على الحوض، وأنت يا عليّ الساقي، والحسن الرائد، والحسين الآمر، وعليّ بن الحسين الفارط، ومحمّد بن عليّ الناشر، وجعفر بن محمّد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعليّ بن موسى معين المؤمنين، ومحمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم، وعليّ بن محمّد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين، والحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به، والمهديّ شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلّا لمن يشاء ويرضى»(510).
7 - وفي كتاب الفتن(511) عن الحسن البصري: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) «ذكر بلاءً حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصرها ينصره الله ومن خذلها خذله الله حتّى يأتي رجلاً اسمه كاسمي فيولّوه أمرهم فيؤيّده الله وينصره».
الأئمّة الاثنا عشر (عليهم السلام) مختارون من قبل الله
8 - عن الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام) قال: «دخلت أنا وأخي على جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ثمّ قبّلنا وقال: بأبي أنتما من إمامين صالحين، اختاركما الله منّي ومن أبيكما وأمّكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة، تاسعهم قائمهم، وكلّكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء»(512).
حتميّة الظهور
9 - وعن الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام) قال: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، كذلك سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول»(513).
وقريب منه في كتاب الغيبة(514).
أحاديث الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)
العلائم قبل الظهور
1 - قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إذا أراد الله أن يظهر آل محمّد، بدأ الحرب من صفر إلى صفر، وذلك أوان خروج المهديّ (عليه السلام)».
قال ابن عبّاس: يا أمير المؤمنين، ما أقرب الحوادث الدالّة على ظهوره؟
فدمعت عيناه وقال: «إذا فتق بثق في الفرات، فبلغ أزقة الكوفة، فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم»(515).
الحيّ والميّت يفرح بظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
2 - قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): «يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون مشرب بالحمرة، مُبدّح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبَه شامة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، له اسمان: اسم يخفى واسم يعلَن فأمّا الَّذي يخفى فأحمد، وأمّا الَّذي يعلَن ف - «محمّد» إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد، وأعطاه الله تعالى قوّة أربعين رجلاً، ولا يبقى ميّت إلّا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه»(516).
لم يكن في أمّة مهديّ ينتظر غيره
3 - قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): «ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟» قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: «أفضل الرسل محمّد، وإنّ أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل النّاس بعد الرسل والأوصياء الأسباط، وإنّ خير الأسباط سبطا نبيّكم - الحسن والحسين - وإنّ أفضل الخلق بعل الأسباط الشهداء، وإنّ أفضل الشهداء حمزة بن عبدالمطّلب، قال ذلك النبيّ، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين مخضّبان، بكرامة خص الله عزّ وجلّ بها نبيّكم، والمهديّ منّا في آخر الزمان، لم يكن في أمّة من الأمم مهديّ ينتظر غيره»(517).
غلبة الحقّ وحتميّة الظهور
4 - وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في خطبة له يذكر فيها غلبة بني أميّة والباطل على المسلمين، ثمّ يقول:
«وأيم الله لو فرّ قومكم تحت كلّ حجر لجمعكم لشرّ يومٍ لهم، والَّذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك الأرض رجلٌ منّي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً»(518).
النداء من السّماء بأحقّيّة آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)
5 - وفي الفتن(519) وبيان(520) بسنده إلى الطبراني ثمّ إلى ابن حمّاد عن عليّ (عليه السلام) قال: «إذا نادى منادٍ من السماء: إنّ الحقّ في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهديّ على أفواه النّاس، ويشربون حبّه، ولا يكون لهم ذكرٌ غيره».
أحاديث الإمام الحسن (عليه السلام)
يظهر الإمام المهديّ (عليه السلام) شاباً دون الأربعين
1 - لمّا صالح الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام) معاوية، دخل النّاس عليه ولامه بعض الشيعة على بيعته، فقال (عليه السلام): «ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الَّذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنّي إمامكم ومفترض الطاعة عليكم، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عَلَيَّ؟».
قالوا بلى.
قال (عليه السلام): «أما علمتم أنّ الخضر (عليه السلام) لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار وكان ذلك سخطاً لموسى بن عمران (عليه السلام) إذ خفى عليه وجه الحكمة في ذلك وكان عند الله حكمة وصواباً؟ أما علمتم أنّه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية في زمانه إلّا القائم الَّذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم خلفه؟ وأنّ الله عزّ وجلّ يُخفي ولادته ويغيّب شخصه لئلاّ يكون في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيّدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابّ دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير»(521).
الدنيا تسع البرّ والفاجر حتّى يظهر إمام الحقّ
2 - قال في مقاتل الطالبيّين(522) ونحوه في مناقب الكوفي(523) وغيره، عن الإمام الحسن (عليه السلام) في كلام له بعد ما قال له سفيان بن أبي ليلي (أو الليل) بعد صلح الحسن (عليه السلام): أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلّمت الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مئة ألف كلّهم يموت دونك... فقال (عليه السلام): «إنّا أهل بيت إذا علمنا الحقّ تمسكنا به» وذكر كلاماً في غلبة الباطل عاجلاً على المسلمين، ثمّ ذكر كلاماً في حبّ أهل البيت وقال بعده: «أبشر يا سفيان فإنّ الدنيا تسع البرّ والفاجر حتّى يبعث الله إمام الحقّ من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)».
المهديّ من الأئمّة الاثني عشر
3 - قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): «الأئمّة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهديّ هذه الأمّة»(524).
منّا مهديّ هذه الأمّة
4 - وعن الإمام الحسن (عليه السلام) قال: «الأئمّة عدد نقباء بني إسرائيل، ومنّا مهديّ هذه الأمّة»(525).
ما منّا إلّا مسموم أو مقتول
5 - وفي قصّة: سمّ معاوية للإمام الحسن، قال (عليه السلام) عند ما كان يتقيأ دماً على أثر السمّ: «والله إنّه لعهدٌ عهده إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السلام)، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول»(526).
أحاديث الإمام الحسين (عليه السلام)
المهديّ (عليه السلام) وارث الأنبياء (عليهم السلام)
1 - قال الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام): «في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة من موسى بن عمران، وهو قائمنا أهل البيت، يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة»(527).
الخير كلّه في ذلك الزمان
2 - قال الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام): «لا يكون الأمر الَّذي تنتظرونه حتّى يبرأ بعضكم من بعض» فقال اله الراوي: ما في ذلك الزمان من خير؟ فقال الحسين (عليه السلام): «الخير كلّه في ذلك الزمان يقوم قائمنا ويدفع ذلك كلّه»(528).
هو التاسع من ولدي
3 - عن الحسين (عليه السلام) قال: «قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الَّذي يقسم ميراثه وهو حيّ»(529).
مدّة حروبه ثمانية أشهر
4 - قال عيسى الخشاب للحسين (عليه السلام): أنت صاحب الأمر؟ قال: «لا ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، المكنّى بعمّه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر»(530).
يسع عدله البرّ والفاجر
5 - عن الحسين (عليه السلام) قال: «من أحبّنا.. للّه جئنا نحن وهو كهاتين.. ومن أحبّنا.. للدنيا فإنّه إذا قام قائم العدل وسع عدله البرّ والفاجر»(531).
أحاديث الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام)
من بركات ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
1 - عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: «إذا قام قائمنا أذهب الله عزّ وجلّ عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوّة الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً، ويكونون من حكّام الأرض وسنامها»(532).
في قائم آل محمّد (عليهم السلام) سنن الأنبياء
2 - قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): «في القائم منّا سنن من سنن الأنبياء (عليهم السلام) سنّة من آدم، وسنّة من نوح، وسنّة من إبراهيم، وسنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة أيّوب، وسنّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فأمّا من آدم ومن نوح فطول العمر، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال النّاس، وأمّا موسى فالخوف والغيبة، وأمّا من عيسى فاختلاف النّاس فيه، وأمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى، وأمّا من محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) فالخروج بالسيف»(533).
أجر الثابت على ولايت آل محمّد (عليهم السلام) في الغيبة
3 - قال عليّ بن الحسين (عليهما السلام): «من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد»(534).
يظهر المهديّ (عليه السلام) وحوله الملائكة المقرّبين
4 - قال الامام زين العابدين (عليه السلام) لأبي خالد الكابلي: «يا أبا خالد، لتأتين فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم، ينجيهم الله من كلّ فتنة مظلمة، كأنّي بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل أمامه، معه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد نشرها، لا يهوي بها إلى قوم إلّا أهلكهم الله عزّ وجلّ».
خفاء ولادته وخروجه وليس لأحد في عنقه بيعة
5 - عن زين العابدين (عليه السلام) قال: «القائم منّا تخفى ولادته على النّاس حتّى يقولوا لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة»(535).
أحاديث الإمام الباقر محمّد بن عليّ (عليهما السلام)
يد الإمام المهديّ (عليه السلام) يد الله
1 - قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد، فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم».
طوبى لمن كان من أنصار الإمام المهديّ (عليه السلام)
2 - قال مولانا أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «لا يقوم القائم (عليه السلام) إلّا على خوف شديد من النّاس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب النّاس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في النّاس، وتشتّت في دينهم، وتغيّر من حالهم، حتّى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءاً من عظموا ما يرى من كلب النّاس وأكل بعضهم بعضاً، فخروجه إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالفه وخالف أمره»(536).
آيتان قبل ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
3 - عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام) قال: «آيتان تكونان قبل قيام القائم (عليه السلام) لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره».
فقال له رجل: يا بن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟!.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «إنّي أعلم ما تقول ولكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام)»(537).
تسخير الأرض للمهدي (عليه السلام) وأصحابه
4 - قال أبو جعفر (عليه السلام): «إذا خرج القائم (عليه السلام) من مكّة ينادي مناديه: ألا لا يحملنّ أحد طعاماً ولا شراباً، وحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلاً إلّا انفجرت منه عيون، فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآناً روي، ورويت دوابهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة»(538).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يدعو النّاس إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه
5 - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «ثمّ يظهر المهديّ بمكّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: اذكّركم الله أيّها النّاس ومقامكم بين يدي ربّكم، فقد اتخذ الحجّة، وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراء على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوداع، فإنّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنّته، فيظهر في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر على غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنّهار، فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهديّ، فيبعث المهديّ جنوده في الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيّة»(539).
أحاديث الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)
تظهر الأرض كنوزها عند ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
1 - قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظَلَمَة، يعمّر الرجل في ملكه حتّى يولد له ألف ذكر، لا تولد فيهم أنثى، وتظهر الأرض كنوزها حتّى تراها النّاس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله، ويأخذ من زكاته، لا يوجد أحد يقبل منه ذلك، استغنى النّاس بما رزقهم من فضله»(540).
2 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لمّا كان من أمر الحسين ما كان، ضجّت الملائكة وقالوا: يا ربّنا هذا الحسين صفيك وابن صفيّك وابن بنت نبيّك» قال: «فأقام الله ظلّ القائم وقال: بهذا (يعني المهديّ) أنتقم له من ظالميه»(541).
حينما يظهر الإمام المهديّ (عليه السلام) يعرفه جميع النّاس
3 - قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): «إذا خرج القائم لم يبق بين يديه أحدٌ إلّا عرفه صالح أو طالح»(542).
اللهمّ العن أوّل ظالم..
4 - عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «هل تدري ما أوّل - ما - يبدأ به القائم (عليه السلام)»؟»
قلت: لا.
قال (عليه السلام): «يخرج هذين (الأوّل والثاني) رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح»(543).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يحيي سنن المرسلين
5 - عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ سنن الأنبياء (عليهم السلام) بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت.. هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيّدة الإماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله عزّ وجلّ فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها وينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلّى خلفه»(544).
أحاديث الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) يطهّر الأرض من أعداء الله
1 - عن يونس بن عبدالرحمان، قال: دخلت على موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله أنت القائم بالحقّ؟، فقال: «أنا القائم بالحقّ، ولكنّ القائم الَّذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، ويرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون».
ثمّ قال (عليه السلام): «طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا، والبراءة من أعدائنا، اولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمّة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم، وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة»(545).
الإمام الكاظم (عليه السلام) يدعو بتعجيل فرج قائم آل محمّد (عليهم السلام)
2 - عن الحسن بن القاسم العبّاسي، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ببغداد وهو يصلي صلاة جعفر عند ارتفاع النهار يوم الجمعة فلم اُصلّ خلفه حتّى فرغ، ثمّ رفع يديه إلى السَّماء، ثمّ قال:
«يا من لا تخفى عليه اللغات، ولا تتشابه عليه الأصوات، ويا من هو كلَّ يومٍ في شأن، يا من لا يشغله شأن عن شأن، يا مدبّر الأمور، يا باعث من في القبور، يا محيي العظام وهي رميم..، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وعلى منارك في عبادك، الداعي إليك بإذنك، القائم بأمرك، المؤدّي عن رسولك عليه وآله السَّلام، اللهمّ إذا أظهرته فأنجز له ما وعدته، وسُق إليه أصحابه، وانصره وقوّ ناصريه، وبلّغه أفضل أمله، وأعطه سؤله، وجدّد به عن محمّد وأهل بيته بعد الذُّلّ الَّذي قد نزل بهم بعد نبيّك فصاروا مقتولين مطرودين مشرّدتين خائفين غير آمنين، لقوا في جنبك ابتغاء مرضاتك وطاعتك الأذى والتكذيب، فصبروا على ما أصابهم فيك، راضين بذلك مسلّمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد عليهم، اللهمّ عجّل فرج قائمهم بأمرك وانصره، وانصر به دينك الَّذي غيّر وبدّل، وجدّد به ما امتحي منه وبدّل بعد نبيّك (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(546).
الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) يتمنّى أن يكون من المنتظرين للإمام المهديّ (عليه السلام)
3 - ومن دعاء للإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال فيه: «اللهمّ إنّا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيّك صلوات الله عليهم..، فاجعلنا من الصادقين المصدّقين لهم، المنتظرين لأيّامهم، الناظرين إلى شفاعتهم»(547).
تمحيص النّاس قبل الظهور
4 - عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) وقد سئل عن وقت الظهور، فقال: «ما يكون ذلك حتّى تُمَيّزوا وتمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل»(548).
المنتقم من أعداء الله
5 - عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) أنّه كان إذا فرغ من صلاة العصر رفع يديه إلى السَّماء وقال:
«.. أسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم، الَّذي لا يخيب من سألك به، أن تصلّي على محمّد وآله، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك، وأنجز له ما وعدته، يا ذا الجلال والإكرام»(549).
أحاديث الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام)
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
1 - عن الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: «أنا صاحب هذا الأمر، ولكنّي لست بالَّذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً.. وإنّ القائم هو الَّذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبّان، قويّاً في بدنه حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان، ذاك الرابع من ولدي، يغيّبه الله في ستره ما شاء، ثمّ يظهره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(550).
الإمام المنصور
2 - عن أيّوب بن نوح، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إنّي أرجوا أن تكون صاحب هذا الأمر، وأن يسوقه الله إليك بغير سيف، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك، فقال (عليه السلام): «ما منّا أحدٌ اختلف إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه، حتّى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منّا خفي الولادة والمنشأ، غير خفي في نسبه»(551).
الدعاء للمهدي (عليه السلام) في صلاة الجمعة
3 - قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في الدعاء للقائم (عليه السلام) في قنوت صلاة الجمعة: «اللهمّ أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك، وحفّه بملائكتك، وأيّده بروح القدس من عندك، واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصداً يحفظونه من كلّ سوء، وأبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً، ولا تجعل لأحد من خلقك على وليّك سلطاناً، وائذن له في جهاد عدوّك وعدوّ، واجعلني من أنصاره، إنّك على كلّ شيء قدير»(552).
ارتباط ثورة الحسين (عليه السلام) بظهور المهديّ (عليه السلام)
4 - عن الريان بن شبيب، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أوّل يوم من المحرّم فقال في حديث له: «.. ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة ألاف لنصره فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ إلى أن يقوم القائم (عليه السلام) فيكونون من أنصاره، وشعارهم يا لثارات الحسين»(553).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام)
5 - عن الهروي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائهم؟».
فقال الرضا (عليه السلام): «هو كذلك».
فقلت: وقول الله عزّ وجلّ: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرى)(554) ما معناه؟ قال (عليه السلام): «صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضى شيئاً كان كمن أتاه، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب، لكان الراضي عند الله عزّ وجلّ شريك القاتل، وإنّما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم».
قال: قلت له: بأيّ شيء يبدأ القائم منكم إذا قام؟
قال: «يبدأ ببني شيبه، فيقطع أيديهم، لأنّهم سرّاق بيت الله عزّ وجلّ»(555).
أحاديث الإمام محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام)
المخلصون ينتظرون الإمام المهديّ (عليه السلام)
1 - قال الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا (عليهما السلام): «إنّ الإمام بعدي ابني عليّ، أمره أمري وقوله قولي، وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه» ثمّ سكت.
فقلت له: يا ابن رسول الله فمَن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً ثمّ قال: «إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر».
فقلت له: يا ابن رسول الله لِمَ سمّي القائم؟ قال: «لأنّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته».
فقلت له: ولِمَ سمّي بالمنتظر؟ قال: «لأنّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون»(556).
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الموتور بوالده
2 - عن حصين الثعلبي، قال: لقيت أبا جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام) في حجّ أو عمرة فقلت له: كبرت سنّي ودقّ عظمي، فلست أدري يقضي لي لقاؤك أم لا، فاعهد إلَيَّ عهداً وأخبرني متى الفرج؟
فقال (عليه السلام): «إنّ الشريد الطريد الفريد الوحيد، المفردَ من أهله، الموتور بوالده(557)، المكنّي بعمّه، هو صاحب الرايات، واسمه اسم نبيّ».
فقلت: أعد علَيَّ، فدعا بكتاب أديم أو صحيفة فكتب لي فيها(558).
أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج
3 - عن عبدالعظيم الحسني، قال: دخلت على الجواد (عليه السلام) وأنا أريد أسأله عن القائم أهو المهديّ أو غيره؟ فابتدأني هو وقال: «يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو المهديّ الَّذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والَّذي بعث محمّداً بالنبوّة وخصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبق من الدنيا إلّا يومٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وإنّ الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ».
ثمّ قال (عليه السلام): «إنّ أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج»(559).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يملأ الأرض عدلاً وقسطاً
4 - عن عبدالعظيم الحسني (رحمه الله)، عن محمّد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام) (في حديث) قال: «القائم الَّذي يطهّر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً، هو الَّذي تخفى على النّاس ولادته، ويغيب عنهم شخصه»(560).
الإمام المهديّ (عليه السلام) من الميعاد
5 - عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنّا عند أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا (عليهما السلام)، فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): هل يبدو له في المحتوم؟ قال (عليه السلام): «نعم».
قلنا له: فنخاف أن يبدو للّه في القائم؟ فقال: «إنّ القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد»(561).
أحاديث الإمام الهادي عليّ النقيّ (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو القائم
1 - عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت الإمام الهادي (عليه السلام) يقول: «إنّ الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(562).
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الحجّة من آل محمّد (عليهم السلام)
2 - عن داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن (عليهما السلام) - عليّ بن محمّد - يقول: «الخلف من بعدي إبني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟».
فقلت: ولِمَ جعلني الله فداك؟ فقال (عليه السلام): «إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه».
فقلت: فكيف نذكره؟ فقال (عليه السلام): «قولوا: الحجّة من آل محمّد (عليهم السلام)»(563).
الصبر مفتاح الفرج
3 - عن أبي الحسن الثالث الإمام الهادي (عليه السلام) قال: «إذا رُفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم»(564).
انتظار الإمام المهديّ (عليه السلام)
4 - حدّثنا موسى بن عمران النخعي، قال: قلت لعليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام): علّمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.
فقال (عليه السلام): «إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشاهدتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرّة، تمام مئة تكبيرة، ثمّ قل: بأبي أنتم واُمّي وأهلي ومالي وأسرتي، أشهد الله وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما أتيتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، موالٍ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعادٍ لهم، وسلمٌ لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ونصرتي لكم معدّة، حتّى يحيي الله تعالى دينه بكم، ويردّكم في أيّامه ويظهركم لعدله ويمكّنكم في أرضه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، يهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ في رجعتكم، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم، والسَّلام عليكم، وحشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم، أرضاكم عنّي، ومكّنني من دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في أيّامكم»(565).
المؤمَّل لإظهار الحقّ
5 - وعن مصباح في زيارة المهديّ عند أجداده (عليهم السلام)، قال السيّد (رحمه الله): هي مرويّة عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه:
«اللهمّ وصلّ على الأئمّة الراشدين، والقادة الهادين، والسَّادة المعصومين، والأتقياء الأبرار، مأوى السكينة والوقار، وخزّان العلم، ومنتهى الحلم والفخار، ساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلّة الرشاد، الألبّاء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهّاد، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمّة الهدى، ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظة الإسلام، وحججك على جميع الأنام الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والحجّة بن الحسن صاحب العصر والزّمان، وصيّ الأوصياء، وبقيّة الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمَّل لإظهار حقّك، المهديّ المنتظر، والقائم الَّذي به ينتصر... اللهمّ أنجز لهم وعدك، وطهّر بسيف قائمهم أرضك، وأقم به حدودك المعطّلة وأحكامك المهملة والمبدَّلة، وَأَحيِ به القلوب الميِّتة، واجمع به الأهواء المتفرّقة، واجل به صدأ الجور عن طريقتك، حتّى يظهر الحقّ في أحسن صورته، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته، ولا يستخفي بشيءٍ من الحقّ مخافة أحدٍ من الخلق..»(566).
أحاديث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو بقيّة الله في أرضه والمنتقم من أعدائه
1 - عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وأنا أريد أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: «يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلّ الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخلّيها إلى أن تقوم السَّاعة من حجّة للّه على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزّل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض».
قال: فقلت له: يا بن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟، فنهض (عليه السلام) مسرعاً ودخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال (عليه السلام):
«يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عزّ وجلّ وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنّه سمّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنّيه الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمّة مثل الخضر (عليه السلام) ومثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلّا من ثبّته الله على القول بإمامته، ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه».
فقلت له: يا مولاي هل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربيّ فصيح فقال: «أنا بقيّة الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق».
فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً، فلمّا كان من الغدّ عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله، لقد عظم سروري بما مننت به علَيَّ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال (عليه السلام): «طول الغيبة يا أحمد».
قلت: يا بن رسول الله وإنّ غيبته لتطول؟
قال: «إي وربّي حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلون به، ولا يبقى إلّا من أخذ الله عزّ وجلّ عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيّده بروحٍ منه.
يا أحمد بن إسحاق، هذا أمر من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك، وكن من الشاكرين، تكن معنا غداً في علّيّين»(567).
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو القائم
2 - لمّا حملت جارية العسكري (السيّدة نرجس) قال لها الإمام العسكري (عليه السلام): «لتحملين ذكراً واسمه محمّد، وهو القائم من بعدي»(568).
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو حجّة الله في خلقه
3 - عن محمّد بن عثمان العمري، قال: سمعت أبي، يقول: سئل أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وأنا عنده عن الخبر الَّذي روي عن آبائه (عليهم السلام): «أنّ الأرض لا تخلو من حجّة الله على جميع خلقه إلى يوم القيامة، ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة».
فقال (عليه السلام): «إنّ هذا حقّ كما أنّ النَّهار حقّ».
فقيل له: يا بن رسول الله فمَن الحجّة والإمام بعدك؟
فقال (عليه السلام): «ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج فكأنّي انظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة»(569).
الإمام المهديّ (عليه السلام) أشبه النّاس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)
4 - عن أحمد بن إسحاق بن سعد، قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) يقول: «الحمد للّه الَّذي لم يخرجني من الدنيا حتّى أراني الخلف من بعدي، أشبه النّاس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) خَلقاً وخُلقاً، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثمّ يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً»(570).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً
5 - عن عيسى بن صبيح، قال: دخل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) علينا الحبس وكنت به عارفاً فقال لي: «لك خمس وستّون سنة وشهر ويومان».
وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال، وقال (عليه السلام): «هل رزقت ولداً؟».
فقلت: لا.
فقال: «اللهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد الولد» ثمّ تمثّل (عليه السلام):
من كان ذا عضد يدرك ظلامته * * * إنّ الذليل الَّذي ليست له عضد
قلت له: ألك الولد؟
قال (عليه السلام): «إي والله، سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً، فأمّا الآن فلا».
ثمّ تمثّل:
لعلك يوماً أن تراني كأنّما * * * بني حوالي الاُسود اللوابد
فانّ تميماً قبل أن يلد الحصا * * * أقام زماناً (وهو) في النّاس واحد(571)
أحاديثه (عليه السلام) - روحي لتراب مقدمه الفداء -
1 - عن طريف أبو نصر، قال: دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) وهو في المهد، فقال: «علَيَّ بالصندل الأحمر» فأتيته به، ثمّ قال: «أتعرفني؟».
قلت: نعم.
قال: «من أنا؟»
فقلت: أنت سيّدي وابن سيّدي.
فقال: «ليس عن هذا سألتك».
قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك فبيّن لي.
قال (عليه السلام): «أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي»(572).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يدعو الله لظهوره
2 - عن الحميري، قال: سألت محمّد بن عثمان العمري، فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟
قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: «اللهمّ أنجز لي ما وعدتني»(573).
الإمام المهديّ (عليه السلام) هو المنتقم من الظالمين
3 - عن الحميري، عن محمّد بن عثمان العمري، قال: رأيته (الحجّة بن الحسن) صلوات الله عليه متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار(574) وهو يقول: «اللهمّ انتقم من أعدائي»(575).
من أنكرني فليس منّي
4 - عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل إلَيَّ كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علَيَّ، فوردت في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): «أما ما سألت عنه - أرشدك الله وثبّتك - من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس منّي، وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام)، أمّا سبيل عمّي جعفر ووُلده فسبيل إخوة يوسف (عليه السلام)»(576).
إنّ الأرض لا تخلو من حجّة
5 - عن الأزدي قال: بينما أنا في الطواف قد طفت ستّاً وأنا أريد ان أطوف السابع فإذا أنا بحلقه عن يمين الكعبة وشابّ حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلى النّاس يتكلم، فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه، فذهبت أكلمه فزبرني النّاس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقالو: هذا ابن رسول الله يظهر في كلّ سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم.
فقلت: يا سيّدي مسترشداً أتيتك فأرشدني هداك الله، فناولني (عليه السلام) حصاة فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الَّذي دفع إليك؟ فقلت: حصاة
وكشفت عنها، فإذا أنا بسبيكة ذهب، فذهبت فإذا أنا به (عليه السلام) قد لحقني فقال لي: «ثبتت عليك الحجّة وظهر لك الحقّ وذهب عنك العمي، أتعرفني؟» فقلت: لا.
فقال (عليه السلام): «أنا المهديّ وأنا قائم الزمان، أنا الَّذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ولا يبقى النّاس في فترة، وهذه أمانة لا تحدّث بها إلّا اخوانك من أهل الحقّ»(577).
الباب الرابع: ذكر مجموعة من الأحاديث والحكايات في بعض العلائم عند ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: «القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالظفر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّره، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلّا أخرجه، ويتنعّم النّاس في زمانه نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ»(578).
قال الراوي: فقلت: يا ابن رسول الله فمتى يخرج قائمكم؟، قال (عليه السلام):
1 - إذا تشبّه الرجال بالنساء.
2 - والنساء بالرجال.
3 - وركبت ذوات الفروج السروج.
4 - وأمات النّاس الصلوات.
5 - واتّبعوا الشهوات.
6 - وأكلوا الربا.
7 - واستخفّوا بالدماء.
8 - وتظاهروا بالزنا.
9 - وشيّدو البناء.
10 - واستحلّوا الكذب.
11 - وأخذوا الرشاء.
12 - واتّبعوا الهوى.
13 - وباعوا الدّين بالدنيا.
14 - وقطعوا الأرحام.
15 - ومنّوا بالطعام(579).
16 - وكان الحلم ضعفاً.
17 - والظلم فخراً.
18 - والأمراء فجرة.
19 - والوزراء كذبة.
20 - والأمناء خونة.
21 - والأعوان ظلمة.
22 - والقرّاء فسقة.
23 - وظهر الجور.
24 - وكثر الطلاق.
25 - وبدا الفجور.
26 - وقبلت شهادة الزور.
27 - وشربت الخمور.
28 - وركبت الذكور الذكور.
29 - واستغنت النساء بالنساء.
30 - واتخذوا الفيء مغنماً.
31 - والصدقة مغرماً.
32 - واتُّقي الأشرار مخافة ألسنتهم.
33 - وخرج السفياني من الشّام.
34 - واليماني من اليمن.
35 - وخسف بالبيداء بين مكّة والمدينة.
36 - وقتل غلام من آل محمّد بين الركن والمقام.
37 - وصاح صائح من السَّماء بأنّ الحقّ معه ومع اتباعه.
«فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوّل ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّةُ الله خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ)(580).
ثمّ يقول: أنا بقيّة الله، وخليفته، وحجّته عليكم، فلا يسلّم مسلّم عليه إلّا قال: السَّلام عليك يا بقيّة الله في الأرض، فاذا اجتمع عنده العقد، عشرة آلاف رجل، فلا يبقى يهودي ولا نصراني، ولا أحد ممّن يعبد غير الله، إلّا آمن به، وصدّقه، وتكون الملّة واحدة ملّة الإسلام، وكلّما كان في الأرض من معبود سوى الله فينزل عليه نار من السَّماء فتحرقه»(581).
يستفاد من بعض الأحاديث والروايات أنّ هذه الحوادث والعلامات منها ما هو محتوم ومنها ما هو مشترط، والله أعلم.
الإمام المهديّ (عليه السلام) عند الحجر الأسود
1 - عن أبي عبد الله بن صالح، أنّه رآه (يعني المهديّ (عليه السلام))عند الحجر الأسود والنّاس يتجاذبون عليه وهو يقول: «ما بهذا أُمروا»(582).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يعرف جميع اللغات
2 - وعن غانم الهندي قال: أتيت بغداد في طلب المهديّ (عليه السلام) وقد مشيت على الجسر مفكراً أين أجده، إذ أتاني آت فقال لي: أجب مولاك! فلم يزل يمشي معي حتّى أدخلني داراً وبستاناً، فإذا مولاي قاعد فلما نظر إلي قال: «يا غانم أهلاً وسهلاً» فكلمني بالهندية وسلّم عليَّ وقال: «أنت تريد الحجّ في هذه السنة مع أهل قم، فلا تحجّ في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحجّ من عام قابل»، وألقى إليَّ صرّة وقال: «اجعل هذه نفقتك ولا تخبر بشيء ممّا رأيت»(583).
الإمام المهديّ (عليه السلام) أخبرني بأشياء
3 - وعن محمّد بن شاذان الكابلي، قال: كنت لم أزل أطلب المهديّ (عليه السلام) وأقمت في المدينة ولا ذكرته لأحد إلّا استهزاء بي، فلقيت شيخاً من بني هاشم وهو يحيى بن محمّد العريضي فقال لي: إنّ الَّذي تطلبه بصرياء، قال: فقصدن صرياء فجئت إلى دهليز مرشوش وطرحت نفسي على الدكان فخرج إليَّ غلام أسود، فزجرني وانتهرني وقال لي: قم من هذا المكان وانصرف، فقلت: لا أفعل فدخل الدار ثمّ خرج إليَّ وقال لي: اُدخل، فدخلت فإذا مولاي قاعد بوسط الدار، فلمّا نظر إليَّ سماني باسم لم يعرفه أحد إلّا أهلي بكابل، وأخبرني بأشياء، ثمّ انصرفت عنه، ثمّ أتيت السنة الثانية فلم أجده في الدار أحداً(584).
هذا هو الإمام المهديّ (عليه السلام) في صورة أبيه
4 - عن عبد الله السوري قال: صرت إلى بستان بني عامر، فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء وفتىً جالساً على مصلّى واضعاً كمّه على فيه، فقلت لهم: من هذا؟ فقالوا: محمّد بن الحسن (عليه السلام) وكان في صورة أبيه (عليه السلام)(585).
أنا القائم وأنا الَّذي أخرج في آخر الزمان
5 - عن راشد الهمداني، قال (ما ملخّصه): لمّا انصرفت من الحجّ ظللت الطريق فوقعت في أرض خضراء نصرة وتربتها أطيب تربة وفيها فسطاطاً، فلمّا بلغته رأيت الخادمين وقالا: اجلس، فقد أراد الله بك خيراً، فدخل أحدهما ثمّ خرج فقال: اُدخل، فدخلت فإذا فتى جالس وقد علّق فوق رأسه سيف طويل فسلّمت عليه، فردّ السَّلام عليَّ فقال: «من أنا؟» فقلت: لا أعلم.
فقال: «أنا القائم، أنا الَّذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
فسقطت على وجهي، فقال: «لا تسجد لغير الله، إرفع رأسك وأنت راشد من بلد همدان، أتحبّ أن ترجع إلى أهلك».
قلت: نعم، وناولني صرة وأومأ إلى الخادم فهو مشى معي خطوات، فرأيت أسد آباد، فقال: هذه أسد آباد امض يا راشد، فالتفتّ فلم أره، فدخلت أسد آباد وفي الصرّة خمسون ديناراً، فدخلت همدان وبشّرت أهلي، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير(586).
هذا والله صاحب العصر والزَّمان
6 - وعن أبي نعيم الأنصاري الزيدي، قال: كنت بمكّة عند المستجار وجماعة من المقصّرة، وفيهم المحمودي وعلاّن الكليني وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الأحول الهمداني، وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً، ولم يكن منهم مخلص علمته غير محمّد بن القاسم العلوي العقيقي، فبينما نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومئتين، إذ خرج علينا شابٌّ من الطواف عليه ازاران محرم بهما، وفي يده نعلان، فلمّا رأيناه قمنا جميعاً هيبةً له، فلم يبق منّا أحد إلّا قام وسلّم عليه، ثمّ قعد والتفت يميناً وشمالاً، ثمّ قال: «أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: في دعائه؟»(587).
قلنا: وما كان يقول؟
قال: «كان يقول: اللهمّ إنّي أسألك باسمك الَّذي به تقوم السَّماء، وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحقّ والباطل، وبه تجمع بين المتفرِّق، وبه تفرّق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً».
ثمّ نهض فدخل الطواف، فلمّا كان الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الأوّل، جلس في مجلسه متوسطاً، ثمّ نظر يميناً وشمالاً، وقال: «أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول بعد صلاة الفريضة؟».
قلنا: وما كان يقول؟
قال: «كان يقول: اللهمّ إليك رفعت الأصوات، ودعيت الدعوات، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الأعمال، يا خير مسئول وخير من أعطى، يا صادق، يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء وتكفّل بالإجابة، يا من قال: (اُدعُونِي أَستَجِب لَكُم)(588) يا من قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيب دَعوة الدَّاعي إِذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون)(589) يا من قال: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم)(590)».
ثمّ قال: «أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر؟».
قلنا: وما كان يقول؟
قال: «كان يقول: يا من لا يزيده الحاح الملحّين إلّا جوداً وكرماً، يا من له خزائن السَّموات والأرض، يا من له خزائن ما دقّ وجلّ، لا تمنعك اساءتني من إحسانك إليَّ، أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا ربّاه يا الله، إفعل بي ما أنت أهله، وأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها، لا حجّة لي ولا عذر لي عندك، أبوء إليك بذنوبي كلّها واعترف بها كي تعفو عنّي وأنت أعلم بها منّي، بؤت إليك بكلّ ذنب أذنبته، وكلّ خطيئة أخطأتها وبكلّ سيّئة عملتها، يا ربّ اغفر لي، وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم».
وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من غد في ذلك الوقت فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسّطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال: كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر -: «عبيدك بفنائك مسكينك ببابك، فقيرك بفنائك أسألك ما لا يقدر عليه سواك».
ثمّ نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمّد بن القاسم العلوي، فقال: «يا محمّد بن القاسم، أنت على خير إن شاء الله».
وقام فدخل الطواف، فما بقي أحد منّا إلّا وقد تعلّم ما ذكر من الدعاء، وأنسينا أن نتذكّر أمره إلّا في آخر يوم.
فقال لنا المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟
قلنا: لا.
قال: هذا والله صاحب الزَّمان.
فقلنا: وكيف ذاك يا أبا عليّ؟
فذكر أنّه مكث يدعو ربّه عزّ وجلّ ويسأله أن يريه صاحب الأمر سبع سنين.
قال: فبينا أنا يوماً في عشية عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته فسألته ممّن هو؟ فقال: «من النّاس».
فقلت: من أيّ النّاس، من عربها أو مواليها؟
فقال: «من عربها».
فقلت: من أيّ عربها؟
فقال: «من أشرفها وأشمخها».
فقلت: ومن هم؟
فقال: «بنو هاشم».
فقلت: من أيّ بني هاشم؟
فقال: «من أعلاها ذروةً، وأسناها رفعةً».
فقلت: وممّن هم؟
قال: «ممّن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلّى بالليل والنّاس نيام».
فقلت: إنّه علويّ فأحببته على العلوية، ثمّ افتقدته من بين يديّ، فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض، فسألت القوم الَّذين كانوا حوله: أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم، يحجّ معنا كلّ سنة ماشياً.
فقلت: سبحان الله، والله ما أرى به أثر مشي، ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه وبت في ليلتي تلك، فرأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في المنام فقال: «يا محمودي رأيت طلبتك فهو صاحب زمانكم» فقلت: ومن ذاك يا سيّدي؟
فقال: «الَّذي رأيته في عشيّتك».
فلمّا سمعنا ذلك منه، عاتبناه على ألّا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنّه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدّثناه.
رأيت الإمام المهديّ (عليه السلام) في خيمة قد أشرقت الأرض بنوره
7 - عن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال (ما ملخّصه): قدمت المدينة ومكّة لطلب صاحب الزَّمان فبينا أنا في الطواف قال لي رجل اسمر اللون: من أيّ البلاد أنت؟
قلت: من الأهواز.
قال: أتعرف إبراهيم بن مهزيار؟
قلت: أنا هو، فعانقني، فقلت له: هل تعرف من أخبار صاحب الزَّمان؟
قال لي: فارتحل معي إلى الطائف في خفية من أصحابك.
فمشينا إلى الطائف من رملة إلى رملة حتّى وصلنا إلى الفلاة، فبدت لنا خيمة قد أشرقت بها الرمال وتتلألأ بها تلك البقاع، ثمّ أسرعنا حتّى وصلنا إليها، فبالإذن دخلت على صاحب الزَّمان (عليه السلام) قال لي: «مرحباً بك يا أبا إسحاق».
فقلت: بأبي وأمّي ما زلت أتفحّص عن أمرك بلداً فبلد - حتّى مَنَّ الله علَيَّ بمن أرشدني إليك، ثمّ قال: «يا أبا إسحاق، ليكن هذا المجلس مكتوماً عندك».
قال إبراهيم: فمكثت عنده حيناً اقتبس منه موضحات الأعلام ونيّرات الأحكام، فأذن لي في الرجوع إلى الأهواز، وأردفني من صالح دعائه ما يكون ذخراً عند الله لي ولعقبي وقرابتي، وعرضت عليه مالاً كان معي يزيد على خمسين ألف درهم، سألته أن يتفضّل بقبوله، فتبسّم وقال: «يا أبا إسحاق، استعن به على منصرفك ولا تحزن لا عراضنا عنه، وبارك الله فيما خولك، وادام لك ما حولك، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين واستودعه نفسك وديعة لا تضيع بمنّه ولطفه، إنشاء الله تعالى»(591).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يأمر ببناء مسجد جمكران
8 - جاء في كتاب مؤنس الحزين(592) عن سبب بناء المسجد المقدّس - في مدينة قم - في جمكران بأمر الإمام (عليه السلام) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثله الجمكراني، قال: كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين(593) وثلاثمئة، نائماً في بيتي، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من النّاس على باب بيتي فأيقظوني، وقالوا: قم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزَّمان، فإنّه يدعوك. قال: فقمت وتعبّأت وتهيّأت، فقلت: دعوني حتّى ألبس قميص، فإذا بنداء من جانب الباب: «هو ما كان قميصك» فتركه وأخذت سراويلي، فنودي: «ليس ذلك منك فخذ سراويلك» فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه، فنودي: «الباب مفتوح».
فلمّا جئت إلى الباب، رأيت قوماً من الأكابر فسلّمت عليهم، فردّوا ورحّبوا بي، وذهبوا بي إلى موضع، هو المسجد الآن، فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان، وعليها وسائد حسان، ورأيت فتىً في زيّ ابن ثلاثين متّكئاً عليها، وبين يديه شيخ، وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلّون في تلك البقعة، وعلى بعضهم ثياب بيض، وعلى بعضهم ثياب خضر.
وكان ذلك الشيخ هو الخضر (عليه السلام)، فأجلسني ذلك الشيخ (عليه السلام) ودعاني الإمام (عليه السلام) بإسمي، وقال: «إذهب إلى حسن بن مسلم وقل له: إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها، ونحن نخرّبها، زرعت خمس سنين، والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة؟ ولا رخصة لك في العود إليها، وعليك ردّ ما انتفعت به من غلاّت هذه الأرض ليبني فيها مسجد، وقل لحسن بن مسلم: إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرّفها، وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابّين، فلم تنتبه عن غفلتك، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نعمة الله من حيث لا تشعر».
قال حسن بن مثله: قلت: يا سيّدي، لابدّ لي في ذلك من علامة، فإنّ القوم لا يقبلون مالا علامة ولا حجّة عليه، ولا يصدّقون قولي.
قال: «إنّا سنعلم هناك، فاذهب وبلّغ رسالتنا، واذهب إلى السيّد أبي الحسن وقل له: يجيء ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه النّاس حتّى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلّته كلّ عام، ويصرف إلى عمارته.
وقل للنّاس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّروه ويصلّوا أربع ركعات، ركعتان للتحيّة، في كلّ ركعة يقرأ الحمد مرّة وسورة الإخلاص سبع مرّات، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزَّمان (عليه السلام) هكذا: يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى (إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ) كرّره مئة مرّة، ثمّ يقرؤها إلى آخرها، وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، فإذا أتمّ الصَّلاة يهلّل ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مئة مرّة».
ثمّ قال (عليه السلام) ما هذه حكاية لفظة: «فمن صلاّها فكأنّما في البيت العتيق».
قال حسن بن مثله: قلت في نفسي كأنّ هذا موضع أنت تزعم إنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزَّمان (عليه السلام)، مشيراً إلى ذلك الفتى المتّكئ على الوسائد، فأشار ذلك الفتى إلَيَّ أن اذهب.
فرجعت، فلمّا سرت بعض الطريق دعاني ثانية، وقال: «إنّ في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه، فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه، وإلّا فتعطي من مالك، وتجيء به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثمّ تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى، ومن به علّة شديدة، فإنّ الله يشفي جميعهم، وذلك المعز أبلق، كثير الشعر، وعليه سبع علامات، سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب، سود وبيض كالدراهم».
فذهبت فأرجعوني ثالثة، وقال (عليه السلام): «تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً، فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر، وهو الثالث والعشرون، وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة، وكلاهما يوم مبارك.
قال حسن بن مثلة: فعدت حتّى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكّراً حتّى أسفر الصبح، فأدّيت الفريضة وجئت إلى عليّ بن المنذر، فقصصت عليه الحال، فجاء معي حتّى بلغت المكان الَّذي ذهبوا بي إليه البارحة، فقال: والله إنّ العلامة الَّتي قال لي الإمام واحد منها أنّ هذه السلاسل والأوتاد هاهنا.
فذهبنا إلى السيّد الشريف أبي الحسن الرضا، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خدّامه وغلمانه يقولون: إنّ السيّد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم.
فدخلت عليه السَّاعة وسلّمت عليه وخضعت، فأحسن في الجواب وأكرمني ومكّن لي في مجلسه، وسبقني قبل أن أحدّثه وقال: يا حسن بن مثله، إنّي كنت نائماً فرأيت شخصاً يقول لي: «إنّ رجلاً من جمكران يقال له: حسن بن مثله يأتيك بالغدوّ، ولتصدقنّ ما يقول، واعتمد على قوله، فإنّ قوله قولنا فلا تردّن عليه قوله، فانتبهت من رقدتي، وكنت أنتظرك الآن.
فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً، فأمر بالخيول لتسرج، وتخرجوا فركبوا، فلمّا قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع، وكان ذلك المعز خلف القطيع، فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به، فأقسم جعفر الراعي إنّي ما رأيت هذا المعز قطّ، ولم يكن في قطيعي إلّا أنّي رأيته وكلّما أريد أن آخذه لا يمكنني، والآن جاء إليكم، فأتوا بالمعز كما أمر به السيّد إلى ذلك الموضع وذبحوه.
وجاء السيّد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه إلى ذلك الموضع، وأحضروا الحسن بن مسلم واستردّوا منه الغلاّت، وجاؤوا بغلاّت رهق، وسقّفوا المسجد بالجذوع، وذهب السيّد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته، فكان يأتي المرضى والأعلاّء ويمسّون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحّون.
قال أبو الحسن محمّد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أنّ السيّد أبا الحسن الرضا في المحلّة المدعوة (بموسويان) من بلدة قم، فمرض بعد وفاته ولدٌ له فدخل بيته وفتح الصندوق الَّذي فيه السلاسل والأوتاد، فلم يجدها(594).
هذا الدعاء من الإمام المهديّ (عليه السلام) لشفاء المريض
9 - قال الكفعمي في البلد الأمين، عن المهديّ (عليه السلام): «من كتب هذا الدعاء في إناء جديد بتربة الحسين (عليه السلام) وغسّله وشربه، شفى من علّته: بِسمِ الله الرَّحمَان الرَّحِيم، بسم الله دواء، والحمد للّه شفاء، ولا إله إلّا الله كفاء، هو الشافي شفاء، وهو الكافي كفاء، اذهب البأس بربّ النّاس(595) شفاء، لا يغادره سقم، وصلّى الله على محمّد وآله النجباء».
ورأيت بخط السيّد زين العابدين عليّ بن الحسين الحسيني رحمة الله أنّ هذا الدعاء تعلّمه رجل كان مجاوراً الحائر على مشرّفه السّلام عن المهديّ سلام الله عليه في منامه، وكان به علّة فشكاها إلى القائم عجّل الله فرجه فأمره بكتابته وغسله وشربه، ففعل ذلك فبرأ في الحال(596).
هذا الدعاء علمنياه الإمام المهديّ (عليه السلام)
10 - في كتاب الكلم الطيّب والغيث الصيّب للسيّد الأيّد المتبحّر السيّد عليّ خان شارح الصحيفة، ما لفظه: رأيت بخط بعض أصحابي من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات ما صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف، الأخ العالم العامل، جامع الكمالات الأنسيّة والصفات القدسيّة، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الحائري الأنصاري أنار الله تعالى برهانه يقول: سمعت الشيخ الصالح التقي المتورّع الشيخ الحاج عليّا المكّي، قال: إنّي ابتليت بضيق وشدّة ومناقضة خصوم، حتّى خفت على نفسي القتل والهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعد في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك، وكنت متحيّراً فرأيت في المنام أنّ قائلاً في زيّ الصلحاء والزهّاد، يقول لي: إنّا أعطيناك الدعاء الفلاني، فادع به تنج من الضيق والشدّة، ولم يتبيّن لي مَنِ القائل؟ فزاد تعجّبي، فرأيت مرّة اُخرى الحجّة المنتظر (عليه السلام) فقال: «ادع بالدعاء الَّذي أعطيتكه، وعلّم من أردت».
قال: وقد جرّبته مراراً عديدة، فرأيت فرجاً قريباً، وبعد مدّة ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان، وكنت متأسّفاً على فواته، مستغفراً من سوء العمل، فجاءني شخص وقال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني وما كان في بالي أن رحت إلى ذلك المكان، فأخذت الدعاء، وسجدت للّه شكراً، وهو: بِسمِ الله الرَّحمَان الرَّحِيم، ربّ أسألك مدداً روحانيّاً تقوّي به قوى الكلّية والجزئية، حتّى أقهر عبادي نفسي كلّ نفس قاهرة، فتنقبض لي إشارة رقائقها انقباضاً تسقط به قواها حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلّا ونار قهري قد أحرقت ظهوره، يا شديد يا شديد، يا ذا البطش الشديد، يا قهار، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة، فانفعلت له النفوس بالقهر، أن تودعني هذا السرّ في هذه السّاعة حتى اُليّن به كلّ صعب، واُذلّل به كلّ منيع، بقوّتك يا ذا القوّة المتين.
تقرأ ذلك سحراً ثلاثاً إن أمكن، وفي الصبح ثلاثاً، وفي المساء ثلاثاً، فاذا اشتدّت الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة: يا رحمان يا رحيم، يا ارحم الراحمين، أسألك اللّطف بما جرت به المقادير(597).
الإمام المهديّ (عليه السلام) في حرم العسكريّين (عليهما السلام)
11 - حدّثني الأخ الصفي المذكور عن المولى السلماسي (رحمه الله) قال: صلّينا مع السيّد مهديّ بحر العلوم في داخل حرم العسكريّين (عليهما السلام)، فلمّا أراد النهوض من التشهّد إلى الركعة الثالثة، عرضته حالة فوقف هنيئة ثمّ قام.
ولمّا فرغنا تعجّبنا كلّنا، ولم نفهم ما كان وجهه، ولم يجترأ أحد منّا على السؤال عنه، إلى أن أتينا المنزل، واُحضرت المائدة، فأشار إليَّ بعض السادة من أصحابنا أن أسأله منه، فقلت: لا وأنت أقرب منّا، فالتفت (رحمه الله) إليَّ وقال: فيم تقاولون؟ قلت - وكنت أجسر النّاس عليه -: إنّهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصّلاة.
فقال: إنّ الحجّة - عجّل الله تعالى فرجه - دخل الروضة للسَّلام على أبيه (عليه السلام) فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الأنور إلى أن خرج منها(598).
الإمام المهديّ (عليه السلام) في منزل العلاّمة بحر العلوم (رحمه الله)
12 - نقل عن ناظر أمور السيّد في أيّام مجاورته بمكّة، قال: كان السيّد بحر العلوم (رحمه الله) مع كونه في بلد الغربة منقطعاً عن الأهل والأخوة، قويّ القلب في البذل والعطاء، غير مكترث بكثرة المصارف، فاتّفق في بعض الأيّام أن لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرّفته الحال، وكثرة المؤنة، وانعدام المال، فلم يقبل شيئاً، وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار، فيجلس في القبة المختصة به، ونأتي إليه بغليان فيشربه، ثمّ يخرج إلى قبّة اُخرى تجتمع فيها تلامذته، من كلّ المذاهب فيدرس لكلّ على مذهبه.
فلمّا رجع من الطواف في اليوم الَّذي شكوته في أمسه نفود النفقة، وأحضرت الغليان على العادة، فإذا بالباب يدقّه أحد، فاضطرب أشدّ الاضطراب، وقال لي: خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان، وقام مسرعاً خارجاً عن الوقار والسكينة والآداب، ففتح الباب، ودخل شخص جليل في هيئة الأعراب، وجلس في تلك القبّة، وقعد السيّد عند بابها، في نهاية الذلّة والمسكنة، وأشار إليَّ أن لا أقرّب إليه الغليان.
فقعدا ساعة يتحدّثان، ثمّ قام فقام السيّد مسرعاً وفتح الباب، وقبّل يده وأركبه على جمله الَّذي أناخه عنده، ومضى لشأنه، ورجع السيّد متغيّر اللون وناولني براة، وقال: هذه حوالة على رجل صرّاف، قاعد في جبل الصفا اذهب إليه وخُذ منه ما أُحيل عليه.
قال: فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف، فلمّا نظر إليها قبّلها وقال: عليَّ بالحماميل، فذهبت وأتيت بأربعة حماميل، فجاء بالدراهم من الصنف الَّذي يقال له: ريال فرانسه، يزيد كلّ واحد على خمسة قرانات العجم، وما كانوا يقدرون على حمله، فحملوها على أكتافهم، وأتينا بها إلى الدار.
ولمّا كان في بعض الأيّام، ذهبت إلى الصرّاف لأسأل منه حاله، وممّن كانت تلك الحوالة فلم أر صرّافاً ولا دكاناً، فسألت عن بعض من حضر في ذلك المكان عن انصراف، فقال: ما عهدنا في هذا المكان صرّافاً أبداً وإنّما يقعد فيه فلان، فعرفت أنّه من أسرار الملك المنّان، وألطاف وليّ الرحمان(599).
الإمام المهديّ (عليه السلام) ينعي الشيخ المفيد (رحمه الله)
13 - قال السيّد القاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين، ما معناه: إنّه وجد هذه الأبيات بخطّ صاحب الأمر (عليه السلام) مكتوبة على قبر الشيخ المفيد (رحمه الله):
لا صوّت الناعي بفقدك إنّه * * * يوم على آل الرسول عظيم
إن كنت قد غيّبت في جدث الثرى * * * فالعدل والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهديّ يفرح كلّما * * * تُلِيَت عليك من الدروس علوم(600)
النجاة من القتل ببركة دعاء علّمه صاحب الزمان (عليه السلام) وهو دعاء الفرج
14 - الشيخ الجليل أمين الإسلام فضل بن الحسن الطبرسي صاحب التفسير في كتاب كنوز النجاح، قال: دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنّان، أبا الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الليث (رحمه الله) في بلدة بغداد، في مقابر قريش، وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش والتجأ إليه من خوف القتل، فنجّى منه ببركة هذا الدعاء.
قال أبو الحسن المذكورة: إنّه علّمني أن أقول: «اللهمّ عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانقطع الرجاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض ومنعت السَّماء، وإليك يا ربّ المشتكى، وعليك المعوّل في الشدّة والرخاء، اللهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد أُلي الأمر الَّذين فرضت علينا طاعتهم، فعرفتنا بذلك منزلتهم، ففرج عنّا بحقّهم فرجاً عاجلاً كلمح البصر، أو هو أقرب، يا محمّد يا عليّ، إكفياني فإنّكما كافياي وانصراني فإنّكما ناصراي، يا مولاي يا صاحب الزمان، الغوث الغوث (الغوث)، أدركني أدركني أدركني».
قال الراوي: إنّه (عليه السلام) عند قوله: «يا صاحب الزمان» كان يشير إلى صدره الشريف(601).
الإمام المهديّ (عليه السلام) يقرأ القرآن في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام)
15 - حدّثني العالم الفاضل الصالح الورع في الدين الميرزا حسين اللاهيجي المجاور للمشهد الغروي أيّده الله وهو من الصلحاء الأتقياء، والثقة الثبت عند العلماء، قال: حدّثني العالم الصفي المولى زين العابدين السلماسي المتقدّم ذكره قدّس الله روحه، أنّ السيّد الجليل بحر العلوم أعلى الله مقامه، ورد يوماً في حرم أمير المؤمنين عليه آلاف التحيّة والسَّلام، فجعل يترنّم بهذا المصرع:
چه خوش است صوت قرآن * * * زتو دل ربا شنيدن
فسُئل (رحمه الله) عن سبب قراءته هذا المصرع، فقال: لمّا وردت في الحرم المطهر رأيت الحجّة (عليه السلام) جالساً عند الرأس يقرأ القرآن بصوت عال، فلمّا سمعت صوته قرأت المصرع المزبور، ولمّا وردت الحرم ترك قراءة القرآن، وخرج من الحرم الشريف(602).
الوصول إلى القافلة وسقي الماء العذب ببركة الإمام المهدي (عليه السلام)
16 - حدّثني رجل من أهل الإيمان يقال له: الشيخ قاسم، وكان كثير السفر إلى الحجّ قال: تعبت يوماً من المشي، فنمت تحت شجرة، فطال نومي ومضى عنّي الحاجّ كثيراً، فلمّا انتبهت علمت من الوقت أنّ نومي قد طال وأنّ الحاجّ بَعُدَ عنّي، وصرت لا أدري إلى أين أتوجّه، فمشيت على الجهة وأنا أصيح بأعلى صوتي: يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (عليه السلام) كما ذكره ابن طاووس في كتاب الأمان فيما يقال عند اضلال الطريق.
فبينا أنا أصيح كذلك وإذا براكب على ناقة وهو على زيّ البدو، فلمّا رآني قال لي: أنت منقطع عن الحاجّ؟ فقلت: نعم، فقال: اركب خلفي لألحقك بهم، فركبت خلفه، فلم يكن إلّا ساعة وإذا قد أدركنا الحاجّ، فلمّا قربنا أنزلني وقال لي: إمض لشأنك.
فقلت له: إنّ العطش قد أضرّ بي، فأخرج من شداده ركوة فيها ماء، وسقاني منه، فوالله إنّه ألذُّ وأعذب ماء شربته.
ثمّ إنّي مشيت حتّى دخلت الحاجّ والتفتُّ إليه فلم أره، ولا رأيته في الحاجّ قبل ذلك ولا بعده، حتّى رجعنا(603).
إعانة الإمام المهدي (عليه السلام) للعلاّمة الحلّي في كتابة الكتاب
السيّد الشهيد القاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين في ترجمة آية الله العلاّمة الحلّي قدّس سرّه، أنّ من جملة مقاماته العالية، أنّه اشتهر عند أهل الإيمان أنّ بعض علماء أهل السنّة ممّن تتلمّذ عليه العلامة في بعض الفنوان ألّف كتاباً في ردّ الإماميّة، ويقرأ للنّاس في مجالسه ويضلّهم، وكان لا يعطيه أحداً خوفاً من أن يردّه أحد من الإماميّة، فاحتال (رحمه الله) في تحصيل هذا الكتاب إلى أن جعل تتلمذه عليه وسيلة لأخذه الكتاب منه عارية، فالتجأ الرجل واستحيي من ردّه وقال: إنّي آليت على نفسي أن لا أعطيه أحد أزيد من ليلة، فاغتنم الفرصة في هذا المقدار من الزمان، فأخذه منه وأتى به إلى بيته لينقل منه ما يتسّر فيه.
فلمّا اشتغل بكتابته وانتصف الليل، غلبه النوم، فحضر الحجّة (عليه السلام) وقال: «ولّني الكتاب وخذ في نومك».
فانتبه العلاّمة وقد تمّ الكتاب بإعجازه (عليه السلام)(604).
دعاء العلوي المصري الَّذي علّمه الإمام المهدي (عليه السلام)
قال ابن طاووس: وجدت في مجلّد عتيق دكر كاتبه أنّ اسمه الحسين بن عليّ بن هند وأنّه كتب في شوّال سنّة ستّ وتسعين وثلاثمئة دعاء العلوي ممّا هذا لفظه وإسناده:
دعاء علّمنا سيّدنا المؤمّل صلوات الله عليه رجلاً من شيعته وأهله في المنام وكان مظلوماً، ففرّج الله عنه وقتل عدوّه.
حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي بحرّان، قال: حدّثني محمّد بن عليّ العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر، قال: دهمني أمر عظيم، همّ شديد، من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجّاً فصرت من الحجاز إلى العراق، فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن عليّ (عليهما السلام) عائذاً به ولائذاً بقبره، ومستجيراً به، من سطوة من كنت أخافه، فأقمت بالحائر (الحسيني) خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرّع ليلي ونهاري، فتراءى لي قيّم الزمان (مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)) وولّى الرحمان وأنا بين النائم واليقظان، فقال لي: «يقول لك الحسين بن عليّ (عليهما السلام) يا بنيّ، خفت فلاناً؟».
فقلت: نعم، أراد هلاكي، فلجأت إلى سيّدي (عليه السلام) أشكوا إليه عظيم ما أراد بي.
فقال (عليه السلام): «هلاّ دعوت الله ربّك عزّ وجلّ وربّ آبائك بالأدعية الَّتي دعا بها من سلف من الأنبياء (عليهم السلام) فقد كانوا في شدّة فكشف الله عنهم ذلك».
قلت: وبما ذا أدعوه.
فقال (عليه السلام): «إذا كان ليلة الجمعة، فاغتسل وصلّ صلاة الليل فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء، وأنت بارك على ركبتيك» فذكر لي دعاء.
قال: ورأيته مثل ذلك الوقت، يأتيني وأنا بين النائم واليقظان، قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر علَيَّ هذا القول والدعاء حتّى حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فاغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّيت صلاة الليل، وسجدت سجدة الشكر، وجثوت على ركبتي، ودعوت الله جلّ وتعالى بهذا الدعاء، فأتاني ليلة السبت فقال لي: «قد اُجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك عند فراغك من الدعاء عند مَن وشى به إليه».
فلمّا أصبحت ودّعت سيّدي، وخرجت متوجّهاً إلى مصر، فلمّا بلغت الأُردن وأنا متوجّه إلى مصر، رأيت رجلاً من جيراني بمصر وكان مؤمناً، فحدّثني أنّ خصمك قبض عليه أحمد بن طولون، فأمر به فأصبح مذبوحاً من قفاه.
قال: وذلك في ليلة الجمعة، فأمر به فطرح في النيل، وكان فيما أخبرني جماعة من أهلينا وإخواننا الشيعة أنّ ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي (حجّة بن الحسن) صلوات الله عليه.
والدعاء هذا:
رَبِّ مَن ذَا الَّذِي دَعَاكَ فَلَم تُجِبهُ وَمَن ذَا الَّذِي سَأَلَكَ فَلَم تُعطِهِ وَمَن ذَا الَّذِي نَاجَاكَ فَخَيَّبتَهُ أَو تَقَرَّبَ إِلَيكَ فَأَبعَدتَهُ، رَبِّ هذَا فِرعَونَ ذُو الأَوتَادِ مَعَ عِنَادِهِ وَكُفرِهِ وَعُتُوِّهِ وَادِّعَائِهِ الرُّبُوبيَّةِ لِنَفسِهِ، وَعِلمِكَ بِأَنَّهُ لاَ يَتُوبُ وَلاَ يَرجعُ وَلاَ يَؤُبُ وَلاَ يُؤمِنُ وَلاَ يَخشَعُ، استَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَأَعطَيتَهُ سُؤلَهُ، كَرَمَاً مِنكَ وَجُوداً، وَقِلَّةَ مِقدَارٍ لِمَا سَأَلَكَ عِندَكَ مَعَ عِظَمِهِ عِندَهُ، أَخذَاً بِحُجَّتِكَ عَلَيهِ، وَتَأكيداً لَهَا حِينَ فَجَرَ وَكَفَرَ وَاستَطَالَ عَلَى قَومِهِ وَتَجَبَّرَ وَبِكُفرِهِ عَلَيهِمُ افتَخَرَ وَبِظُلمِهِ لِنَفسِهِ تَكَبَّرَ، وَبِحِلمِكَ عَنهُ استَكبَرَ فَكَتَبَ وَحَكَمَ عَلَى نَفسِهِ جُرأَةً مِنهُ أَنَّ جَزَاءَ مِثلِهِ أَن يُغرَقَ فِي البَحرِ، فَجَزَيتَهُ بِمَا حَكَمَ بِهِ عَلَى نَفسِهِ، إِلهي وَأَنَا عَبدُكَ ابنُ عَبدِكَ وَابنُ أَمَتِكَ، مُعتَرِفٌ لَكَ بِالعُبُوديَّةِ، مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنتَ الله خَالِقي لاَ إِله لِي غَيرُكَ، وَلاَ رَبَّ لِي سِوَاكَ، مُقِرٌّ بِأَنَّكَ رَبِّي وَإِلَيكَ إِيَابِي، عَالِمٌ بَأَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، تَفعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحكُمُ مَا تُرِيدُ، لاَ مُعَقِّبَ لِحُكمِكَ وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِكَ، وَأَنَّكَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ، لَم تَكُن مِن شَيءٍ وَلَم تَبنِ عَن شَيءٍ كُنتَ قَبلَهُ، وَأَنتَ الكَائِنُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ، وَالمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيءٍ، خَلَقتَ كُلَّ شَيءٍ بِتَقدِيرٍ، وَأَنتَ السَّمِيعُ البَصيرُ، وأَشهَدُ أَنَّكَ كَذَلِكَ كُنتَ وَتَكونُ وَأَنتَ حَيٌّ قَيُّومٌ لاَ تَأخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَومٌ، وَلاَ تُوصَفُ بِالأَوهَامِ وَلاَ تُدرَكُ بِالحَواسِّ وَلاَ تُقَاسُ بِالمِقيَاسِ، وَلاَ تُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، وَأَنَّ الخَلقَ كُلَّهُم عَبيدُكَ وَإمَاؤُكَ، وَأَنتَ الرَبُّ وَنَحنُ المَربُوبُونَ، وَأَنتَ الخَالِقُ وَنَحنُ المَخلوقُونَ، وَأَنتَ الرَّازِقُ وَنَحنُ المَرزوقُونَ، فَلَكَ الحَمدُ يَا إِلهي إِذ خَلَقتَني بَشَراً سَويّاً، وَجَعَلَني غَنِيّاً مَكفِيّاً بَعدَ مَا كُنتُ طِفلاً صَبِيّاً، تُقَوِّتَني مِنَ الثَّديِ لَبَناً مَريئاً، وَغَذَّيتَني غَذَاءً طَيِّباً هَنيئاً، وَجَعَلتَني ذَكَراً مِثَالاً سَويّاً، فَلَكَ الحَمدُ حَمداً إِن عُدَّ لَم يُحصَ وَإِن وُضِعَ لَم يَتَّسِع لَهُ شَيءٌ، حَمداً يَفُوقُ عَلَى جَميعِ حَمدِ الحَامِدِينَ وَيَعلُو عَلَى حَمدِ كُلِّ شَيءٍ، وَيَفخُمُ وَيَعظُمُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَكُلَّمَا حَمِدَ الله شَيءٌ، وَالحَمدُ للّهِ كَمَا يُحِبُّ الله أَن يُحمَدَ، والحَمدُ للّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَزِنَةَ مَا خَلَقَ وَزِنَةَ أَجَلِّ مَا خَلَقَ، وَبِوَزنِ أَخَفِّ مَا خَلَقَ وَبِعَدَدِ أَصغَرِ مَا خَلَقَ، وَالحَمدُ للّهِ حتَّى يَرضى رَبُّنَا، وَبَعدَ الرِّضَا وَأَسأَلُهُ أَن يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن يَحمَدَ لِي أَمرِي، وَيَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَأَن يَغفِرَ لِي ذَنبِي.
إِلهي وَإِنِّي أَدعُوكَ وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهَا صَفوَتُكَ أَبُونَا آدَمَ (عليه السلام) وَهُوَ مُسِيءٌ ظَالِمٌ حِينَ أَصَابَ الخَطِيئَةَ فَغَفَرتَ لَهُ خَطِيئَتُهُ وَتُبتَ عَلَيهِ وَاستَجَبتَ لَهُ دَعوَتَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَريباً يَا قَريبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَغفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَتَرضى عَنِّي، فَإِن لَم تَرضَ عَنِّي فَاعفُ عَنِّي فَإِنِّي مُسِيءٌ ظَالِمٌ خَاطِئٌ عاصٍ، وَقَد يَعفُو السَّيِّدُ عَن عَبدِهِ وَلَيسَ بِرَاضٍ عَنهُ، وَأَن تُرضِيَ عَنِّي خَلقَكَ وَتُمِيطَ عَنِّي حَقَّكَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي دَعَاكَ بِهِ إِدرِيسُ (عليه السلام) فَجَعَلتَهُ صِدِّيقاً نَبِيّاً وَرَفَعتَهُ مَكَاناً عَلِيّاً وَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَجعَلَ مَآبِي إِلَى جَنَّتِكَ، وَمَحَلِّي فِي رَحمَتِكَ، وَتُسكِنَني فِيهَا بِعَفوِكَ، وَتُزَوَّجَنِي مِن حُورِهَا بِقُدرَتِكَ يَا قَدِيرُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ إِذ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَغلُوبٌ فَانتَصِرَ فَفَتَحتَ [لَهُ] أَبوَابَ السَّماَءِ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ وَفَجَّرتَ [لَهُ](605) الأَرضَ عُيُونَاً فَالتَقَى المَاءُ عَلَى أَمرٍ قَد قُدِرَ، وَنَجَّيتَهُ عَلَى ذَاتِ أَلوَاحٍ وَدُسُرٍ، فَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تُنجِيَنِي مِن ظُلمِ مَن يُرِيدُ ظُلمِي وَتَكُفَّ عَنِّي بَأسَ مَن يُرِيدُ هَضمِي، وَتَكفِيَني شَرَّ كُلِّ سُلطَانٍ جَائِرٍ، وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ، وَمُستَخَفٍّ قَادِرٍ، وَجَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَكُلِّ شَيطَانٍ مَرِيدٍ، إِنسِيٍّ شَدِيدٍ، وَكَيدَ كُلِّ مَكِيدٍ، يَا حَلِيمُ يَا وَدُودُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ صَالِحٌ (عليه السلام) فَنَجَّيتَهُ مِنَ الخَسفِ، وَأَعلَيتَهُ عَلَى عَدُوِّهِ، وَاستَجَبتَ دُعَاؤَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُخَلِّصَنِي مِن شَرَّ مَا يُرِيدُنِي أَعدَائِي بِهِ، وَيَبغِي لِي حُسَّادِي، وَتَكفِيَهُم بِكِفَايَتِكَ، وَتَتَوَلاّنِي بِوِلاَيَتِكَ، وَتَهدِيَ قَلبِي بِهُدَاكَ، وَتُؤَيِّدَنِي بِتَقوَاكَ، وَتُبَصِّرَنِي(606) بِمَا فِيهِ رِضَاكَ، وَتُغنِيَني بِغِنَاكَ، يَا حَلِيمُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ وَخَليلُكَ إِبرَاهِيمُ حِينَ أَرَادَ نَمرُودُ إِلقَاءَهُ فِي النَّارِ فَجَعَلتَ النَّارَ لَهُ بَرداً وَسَلاَماًً وَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن نُبَرِّدَ عَنِّي حَرَّ نَارِكَ، وَتُطفِئَ عَنِّي لَهيبُهَا، وَتَكفِيَني حَرَّهَا، وَتَجعَلَ نَائِرَةَ أَعدَائِي في شِعَارِهِم وَدِثَارِهِم، وَتَرُدَّ كَيدَهُم فِي نُحُورِهِم، وَتُبَارِكَ لِي فيمَا أَعطَيتَنيهِ كَمَا بَارَكتَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ، إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ الحَمِيد المَجِيدُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالإِسمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ إِسماَعِيلُ (عليه السلام) فَجَعَلتَهُ نَبِيّاً وَرَسُولاً وَجَعَلتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنسَكاً وَمَسكَناً وَمَأوَىً، وَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ رَحمَةً مِنكَ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفسَحَ لِي فِي قَبرِي، وَتَحُطَّ عَنِّي وِزرِي، وَتَشُدُّ لِي أَزرِي، وَتُغفِرَ لِي ذَنبِي، وَتَرزُقَنِي التَّوبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئاتِ وَتَضَاعُفِ الحَسَنَاتِ وَكَشفِ البَلِيَّاتِ، وَرِبحِ التِّجَارَاتِ، وَدَفعِ مَعَرَّةِ السَّعَايَاتِ، إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَمُنزِلَ البَرَكَاتِ وَقَاضِي الحَاجَاتِ وَمُعطِيَ الخَيرَاتِ وَجَبَّارُ السَّماَوَاتِ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ ابنُ خَلِيلِكَ إِسماَعِيلُ (عليه السلام) الَّذِي نَجَّيتَهُ مِن الذِّبحِ وَفَدَيتَهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ وَقَلَّبتَ لَهُ المِشقَصَ حَتَّى نَاجَاكَ مُوقِناً بِذِبحِهِ رَاضِياً بِأَمرِ وَالِدِهِ، واستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُنجِيَني مِن كُلِّ سُوءٍ وَبَلِيَّةٍ، وَتَصرِفَ عَنِّي كُلَّ ظُلمَةٍ وَخيمَةٍ، وَتَكفِيَني مَا أَهَمَّني مِن أُمُورِ دُنيَايَ وَآخِرَتي، وَمَا أُحَاذِرُهُ وَأَخشَاهُ، وَمِن شَرِّ خَلقِكَ أَجمَعِينَ، بِحَقِّ آلِ يَاسِينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ لُوطٌ (عليه السلام) فَنَجَّيتَهُ وَأَهلَهُ مِنَ الخَسفِ وَالهَدمِ وَالمَثلاتِ وَالشِّدَّةِ وَالجَهدِ، وَأَخرَجتَهُ وَأَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ، وَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَأذَنَ بِجَمعِ ما شِئتَ مِن شَملي، وَتُقِرَّ عَينِي بِوَلَدِي وَأَهلِي وَمَالِي، وَتُصلِحَ لِي أُمُورِي، وَتُبَارِكَ لِي فِي جَمِيعِ أَحوَالِي، وَتُبَلِّغَني فِي نَفسي آمَالِي، وَتُجِيرَنِي، مِنَ النَّارِ، وَتَكفِيَني شَرَّ الأَشرَارِ بِالمُصطَفَينِ الأَخيَارِ، الأَئِمَّةِ الأَبرَارِ وَنُورِ الأَنوَارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الأَخيَارِ، الأَئِمَّةِ المَهدِيِّينَ، والصَّفوَةِ المُنتَجَبِينَ، صَلَوَاتُ الله عَلَيهِم أَجمَعِينَ، وَتَرزُقَنِي مُجَالَسَتَهُم وَتَمُنُّ عَلَيَّ بِمُرَافَقَتِهِم، وَتُوَفِّقَ لِي صُحبَتَهُم مَعَ أَنُبِيَائِكَ المُرسَلِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهلِ طَاعَتِكَ أَجمَعِينَ، وَحَمَلَةَ عَرشِكَ وَالكَرُّوبيِّينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ يَعقُوبُ وَقَد كُفَّ بَصَرَهُ وَشُتِّتَ جَمعُهُ، وَفُقِدَ قُرَّةُ عَينِهِ إِبنُهُ، فَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَجَمَعتَ شَملَهُ، وَأَقرَرتَ عَينَهُ، وَكَشَفتَ ضُرَّهُ، وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّدٍ، وَأَن تَأذَنَ لِي جَمِيعَ مَا تَبَدَّدَ مِن أَمرِي، وَتُقِرَّ عَينِي بِولدي وَأَهلِي، وتُصلِحَ لِي شَأنِي كُلَّهُ، وَتُبَارِكَ لِي فِي جَمِيعِ أَحوَالِي، وَتُبَلِّغَنِي فِي نَفسي آمَالِي، وَتُصلِحَ لِي أَفعَالِي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ يَا كَرِيمُ يَا ذَا المَعَالِي بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ ونَبِيُّكَ يُوسُفُ (عليه السلام) فَاستَجَبتَ لَهُ وَنَجَّيتَهُ مِن غَيَابَتِ الجُبِّ، وَكَشَفتَ ضُرَّهُ، وَكَفَيتَهُ كَيدَ إِخوَتِهِ، وَجَعَلتَهُ بَعدَ العُبُودِيَّةِ مَلِكاً، وَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَدفَعَ عَنِّي كَيدَ كُلِّ كَائِدٍ وَشَرَّ كُلِّ حَاسِدٍ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ مُوسى بن عِمرَانَ إِذ قُلتَ تَبَارَكتَ وَتَعَالَيتَ: وَنَادَينَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبنَاهُ نَجِيّاً(607) وَضَرَبتَ لَهُ طَرِيقاً فِي البَحرِ يَبَساً، وَنَجَّيتَهُ وَمَن تَبِعَهُ مِن بَنِي إِسرَائِيلَ، وَأَغرَقتَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا، وَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَسأَلُكَ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُعِيذَنِي مِن شَرِّ خَلقِكَ، وَتُقَرِّبَنِي مِن عَفوِكَ، وَتَنشُرَ عَلَيَّ مِن فَضلِكَ مَا تُغنِيَني بِهِ عَن جَمِيعِ خَلقِكَ، وَيَكُونَ لِي بَلاغاً أَنَالُ بِهِ مَغفِرَتَكَ وَرِضوَانَكَ، يَا وَلِيِّي وَوَلِيَّ المُؤمِنِينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالإِسمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ دَاوُودُ، فَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَسَخَّرتَ لَهُ الجِبَالَ يُسَبِّحنَ مَعَهُ بِالعَشِيِّ وَالإِبكَارِ، وَالطَّيرُ مَحشُورَةٌ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ، وَشَدَّدتَ مُلكَهُ وَآتَيتَهُ الحِكمَةَ وَفَصلَ الخِطَابِ، وَاَلَنتَ لَهُ الحَدِيدَ، وَعَلَّمتَهُ صُنعَةَ لَبُوسٍ لَهُم، وَغَفَرتَ ذَنبَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُسَخِّرَ لِي جَمِيعِ أُمُورِي، وَتُسَهِّلَ لِي تَقدِيرِي، وَترزُقَنِي مَغفِرَتَكَ وَعِبَادَتَكَ، وَتَدفَعَ عَنِّي ظُلمِ الظَّالِمِينَ وَكَيدَ الكَائِدِينَ وَمَكرِ المَاكِرِينَ وَسَطَوَاتِ الفَرَاعِنَةِ الجَبَّارينَ وَحَسَدِ الحَاسِدينَ، يَا أَمَانَ الخَائِفِينَ وَجَارَ المُستَجِيرينَ وَثِقَةِ الوَاثِقِينَ وَرَجَاءِ المُتَوَكِّلِينَ وَمُعتَمَدِ الصَّالِحِينَ، يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكِ اللهمَّ بِالإِسمِ الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ عَبدَكَ وَنَبِيُّكَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُودَ (عليهما السلام) إِذ قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكاً لاَ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعدِي، إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ، فَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَأَطَعتَ لَهُ الخَلقَ، وَحَمَلتَهُ عَلَى الرِّيحِ، وَعَلَّمتَهُ مَنطِقَ الطَّيرِ، وَسَخَّرتِ لَهُ الشَّيَاطِينَ مِن كُلِّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصفَادِ، هَذَا عَطَاؤُكَ لاَ عَطَاء غَيرِكَ، وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَهدِيَ لِي قَلبي، وَتَجمَعَ لِي لُبِّي، وَتَكفِيَني هَمِّي، وَتُؤمِنَ خَوفي، وَتَفُكَّ، أَسرِي، وَتَشُدَّ أَزرِي، وَتُمَهِلَني وَتُنَفِّسَني، وَتَستَجِيبَ دُعَائي، وَتَسمَعَ نِدَائي، وَلاَ تَجعَلَ فِي النَّارِ مَأواي، وَلاَ الدُّنيا أَكبَرَ هَمِّي، وَأَن تُوَّسِّعَ عَلَيَّ رِزقِي، وَتُحَسِّنَ خُلقي، وَتُعتِقَ رَقَبَتي، فإِنَّكَ سَيِّدي وَمَولاي وَمؤَمَّلي.
إِلهي وأَسأَلُكَ اللهمَّ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَيُّوبُ (عليه السلام) لَمَّا حَلَّ بِهِ البَلاءُ بَعدَ الصِحَّةِ، وَنَزَلَ السُّقمُ مِنهُ مَنزِلَ العَافِيَةِ، وَالضِّيقُ بَعدَ السِّعَةِ، فَكَشَفتَ ضُرَّهُ وَرَدَدتَ عَلَيهِ أَهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم حِينَ نَادَاكَ دَاعِيَاً لَكَ رَاغِباً إِلَيكَ رَاجِياً لِفَضلِكَ شَاكِياً إِلَيكَ: رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَكَشَفتَ ضُرَّهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَكشِفَ ضُرِّي، وَتُعَافِيَني فِي نَفسي وأَهلِي وَمَالِي وَولدي وَإِخوَاني فِيكَ، عَافِيَةً بَاقِيَةً شَافِيَةً كَافِيَةً وَافِرَةً هَادِيَةً نَامِيَةً مُستَغنِيَةً عَنِ الأَطِبَّاءِ وَالأَدوِيَةِ، وَتَجعَلَهَا شِعَاري وَدِثَاري، وَتُمَتَّعني بِسَمعي وَبَصَري، وَتَجعَلَهُمَا الوَارِثَينِ مِنِّي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٍ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يُونُسُ بنُ مُتّى فِي بَطنِ الحُوتِ حينَ نَادَاكَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ، أَن لا إِلهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وَأَنتَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَأَنبَتَّ عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ وَأَرسَلتَهُ إِلى مَائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَستَجِيبَ دُعَائِي، وَتُدَارِكَني بِعَفوِكَ فَقَد غَرَقتُ فِي بَحرِ الظُّلمِ لِنَفسِي، وَرَكِبَتني مَظَالِمُ كَثِيرَةٌ لِخَلقِكَ عَلَيَّ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاستُرنِي مِنهُم، وَأَعتِقنِي مِنَ النَّارِ، وَاجعَلني مِن عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ فِي مَقَامِي هَذَا بِمَنِّكَ يَا مَنَّانُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ عِيسَى بنُ مَريَمُ (عليهما السلام) إِذ أَيَّدَتهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَأَنطَقتَهُ فِي المَهدِ فَأَحيَا بِهِ المَوتى وَأَبرأَ بِهِ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ بإِذنِكَ، وَخَلَقَ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَصَارَ طَائِرَاً بإِذنِكَ، وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُفَرِّغَني لِمَا خَلَقتَ لَهُ، وَلاَ تَشغَلَني بِمَا تَكَفَّلتَهُ لِي، وَتَجعَلَني مِن عُبَّادِكَ وَزُهَّادِكَ فِي الدُّنيَا وَمِمَّن خَلَقتَهُ لِلعَافِيَةِ وَهَنَّأتَهُ بِهَا مَعَ كَرَامَتِكَ، يَا كَرِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ آصِفُ بنُ بَرخِيَا عَلَى عَرشِ مَلَكَةِ سَبَا فَكَانَ أَقَلَّ مِن لَحظَةِ الطَّرفِ حَتَّى كَانَ مَصَوَّرَاً بَينَ يَدَيهِ، فَلَمَّا رَأَتهُ قِيلَ أَهكَذَا عَرشُكِ؟ قَالَت كَأَنَّهُ هُوَ، فَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، و[أن] تُكَفِّرَ عَنِّي سَيِّئاتي، وَتَقبَلَ مِنِّي حَسَنَاتِي، وَتَقبَلَ تَوبَتِي وَتَتُوبَ عَلَيَّ، وَتُغنِي فَقرِي، وَتَجبُرَ كَسرِي، وَتُحيِيَ فُؤَادِي بِذِكرِكَ، وَتُحيِيَنِي فِي عَافِيَةٍ، وَتُمِيتَني فِي عَافِيَةٍ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالإِسمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ زَكَرِيَّا (عليه السلام) حِينَ سَأَلَكَ دَاعِياً لَكَ رَاغِبَاً إِلَيكَ رَاجِياً لِفَضلِكَ، فَقَامَ فِي المِحرَابِ يُنَادِي نِدَاءً خَفِيّاً فَقَالَ رَبِّ هَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيَّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيَّاً، فَوَهَبتَ لَهُ يَحيَى وَاستَجَبتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُبقِيَ لِي أَولاَدِي وَأَن تُمَتِّعَنِي بِهِم، وَتَجعَلَنِي وَإِيَّاهُم مُؤمِنِينَ لَكَ رَاغِبِينَ فِي ثَوَابِكَ خَائِفِينَ مِن عِقَابِكَ، رَاجِينَ لِمَا عِندَكَ آيِسِينَ مِمَّا عِندَ غَيرِك، حَتَّى تُحيِيَنَا حَيَاةً طَيِّبَةً وَتُمِيتَنَا مَيتَةً طَيِّبَةً، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالإِسمِ الَّذِي سَأَلَتكَ بِهِ امرَأَةُ فِرعَونَ إِذ قَالَت رَبِّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتَاً فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِن القَومِ الظَّالِمِينَ، فَاستَجَبتَ لَهَا دُعَاءَهَا وَكُنتَ مِنهَا قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تُقِرَّ عَينِي بِالنَّظَرِ إِليَ جَنَّتِكَ وَوَجهِكَ الكَرِيمِ وَأَولِيَائِكَ، وَتُفَرِّجَنِي بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتُؤنِسَنِي بِهِ وَبِآلِهِ وَبِمُصَاحَبَتِهِم وَمرَافَقَتِهِم وَتَمَكِّنَ لِي فِيهَا، وَتُنَجِّيَني مِنَ النَّارِ وَمَا أَعَدَّ لأَهلِهَا مِن السَّلاسِلِ وَالأَغلاَلِ وَالشَّدَائِدِ وَالأَنكَالِ وَأَنوَاعِ العَذَابِ بِعَفوِكَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي دَعَتكَ بِهِ عَبدَتُكَ وَصِدِّيقَتُكَ مَريَمُ البَتُولَ وَأُمُّ المَسِيحِ الرَّسُولِ (عليهما السلام) إِذ قُلتَ: (وَمَريَمَ ابنَتَ عِمرَانَ الَّتِي أَحصَنَت فَرجَهَا فَنَفَخنَا فِيهِ مِن رُوحِنَا وَصَدَّقَت بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَت مِنَ القَانِتِينَ)(608) فَاستَجَبتَ دُعَاءَهَا وَكُنتَ مِنهَا قَرِيباً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تُحصِنَني بِحِصنِكَ الحَصِينِ، وَتَحجُبَنِي بِحِجَابِكَ المَنِيعِ، وَتَحرُزَنِي بِحِرزِكَ الوَثِيقِ، وَتَكفِيَنِي بِكِفَايَتِكَ الكَافِيَةِ مِن شَرِّ كُلِّ سَاحِرٍ وَجَورِ كُلِّ سُلطَانٍ فَاجِرٍ بِمَنعِكَ يَا مَنِيعُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالإِسمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبِيُّكَ وَصَفِيُّكَ وَخِيَرَتُكَ مِن خَلقِكَ وَأَمِينُكَ عَلَى وَحيِكَ وَبَعِيثُكَ إِلى بَرِيَّتِكَ وَرَسُولِكَ إِلى خَلقِكَ مُحَمَّدٌ خَاصَّتُكَ وَخَالِصَتُكَ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فَاستَجَبتَ دُعَاءَهُ وَأَيَّدَتهُ بِجُنُودٍ لَم يَرَوهَا، وَجَعَلتَ كَلِمَتَكَ العُليَا وَكَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفلَى، وَكُنتَ مِنهُ قَرِيبَاً، يَا قَرِيبُ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاَةً زَاكِيَةً نَامِيَةً بَاقِيَةً مُبَارَكَةً كَمَا صَلَّيتَ عَلى أَبِيهِم إِبرَاهِيمَ وَآلِ إِبرَاهِيمَ، وَبَارِك عَلَيهِم كَمَا بَارَكتَ عَلَيهِم، وَسَلَّمَ عَلَيهِم كَمَا سَلَّمتَ عَلَيهِم، وَزِدهُم فَوقَ ذَلِكَ كُلِّهِ زِيَادَةٌ مِن عِندِكَ، وَاخلُطنِي بِهِم وَاجعَلنِي مِنهُم وَاحشُرنِي مَعَهُم وَفِي زُمرَتِهِم حتَّى تَسقِيَني مِن حَوضِهِم، وَتُدخِلَني فِي جُملَتِهِم وَتَجمَعَني وَإِيَّاهُم، وَتُقِرَّ عَيني بِهِم، وَتُعطِيَني سُؤلي وَتُبَلِّغَني آمَالي فِي دِيني وَدُنيَايَ وَآخِرَتي وَمَحيَايَ وَمَمَاتي، وَتُبَلِّغَهُم سَلامي وَتَرُدَّ عَلَيَّ مِنهُم السَّلامُ وعليهم السلام وَرَحمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ.
إِلهي وَأَنتَ الَّذِي تُنَادي فِي أَنصَافِ كُلِّ لَيلَةٍ، هَل مِن سَائِلٍ فَأُعطِيَهُ؟ أَم هَل مِن دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ أَم هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ؟ أَم هَل مِن رَاجٍ فَأُبَلِّغَهُ رَجَاءَهُ؟ أَم هَل مِن مَؤَمِّلٍ فَأُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ؟ هَا أَنَا سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ، وَمِسكينُكَ بِبَابِكَ، وَضَعيفُكَ بِبَابِكَ، وَفَقِيرُكَ بِبَابِكَ، وَمُؤَمِّلُكَ بِفِنَائِكَ، أَسأَلُكَ نَائِلَكَ وَأَرجُو رَحمَتَكَ، وَأُؤَمِّلُ عَفوَكَ، وَأَلتَمِسُ غُفرَانَكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعطِني سُؤلي وَبَلِّغني أَمَلِي وَاجبُر فَقري، وَارحَم عِصيَاني، وَاعفُ عَن ذُنُوبي، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ المَظَالِم لِعِبَادِكَ رَكِبَتني وَقَوِّ ضَعفِي وَأَعِزَّ مَسكَنَتي وَثَبِّت وَطأَتي وَاغفِر جُرمي وَأَنعِم بَالي وَأَكثِر مِنَ الحَلالِ مَالي، وَخِر لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي وَأَفعَالي، وَرضِّني بِهَا وَارحَمني وَوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدا مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِمَاتِ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدَّعَوَاتِ مِن بِرِّهِمَا مَا أَستَحِقُّ بِهِ ثَوَابَكَ وَالجَنَّةَ، وَتَقَبَّل حَسَنَاتِهِمَا، وَاغفِر سَيِّئَاتِهِمَا، وَاجزِهِمَا بِأَحسَنِ مَا فَعَلا بِي ثَوَابَكَ وَالجَنَّةَ.
إِلهي وَقَد عَلِمتُ يَقِيناً أَنَّكَ لاَ تَأمُرُ بِالظُّلمِ وَلاَ تَرضَاهُ، وَلاَ تَمِيلُ إِلَيهِ وَلاَ تَهوَاهُ، وَلاَ تُحِبُّهُ وَلاَ تَغشَاهُ، وَنَعلَمُ مَا فِيهِ هؤُلاءِ القَومِ مِن ظُلمِ عِبَادِكَ وَبَغيِهِم عَلَينَا، وَتَعَدَّيهِم بِغَيرِ حَقٍّ وَلاَ مَعرُوفٍ بَل ظُلماً وَعُدوَاناً وَزُوراً وَبُهتَاناً، فَإِن كُنتَ جَعَلتَ لَهُم مُدَّةً لابُدَّ مِن بُلُوغِهَا أَو كَتَبتَ لَهُم آجَالاً يَنَالُونَهَا، فَقَد قُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ وَوَعُدُكَ الصِّدقُ (يَمحُو الله مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ)(609) فَأَنَا أَسأَلُكَ بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَنبِيَاؤُكَ المُرسَلُونَ وَرُسُلُكَ.
وَأَسأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ وَمَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ أَن تَمحُوَ مِن أُمِّ الكِتَابِ ذَلِكَ، وَتَكتُبَ لَهُم الاِضمِحلاَلَ وَالمَحَقَ حَتَّى تُقَرِّبَ آجَالَهُم وَتَقضي مُدَّتَهُم وَتُذهِبَ أَيَّامَهُم وَتُبَتِّرَ أَعمَارَهُم وَتُهلِكَ فُجَّارَهُم وَتُسَلِّطَ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ حَتَّى لاَ تُبقِيَ مِنهُم أَحَداً وَلا تُنَجِّيَ مِنهُم أَحَداً وَتُفَرِّقَ جُمُوعَهُم، وَتُكِلَّ سِلاَحَهُم وَتُبَدِّدَ شَملَهُم وَتُقَطِّعَ آجَالَهُم وَتُقَصِّرَ أَعمَارَهُم وَتُزَلزِلَ أَقدَامَهُم وَتُطَهِّرَ بِلاَدَكَ مِنهُم وَتُظهِرَ عِبَادِكَ عَلَيهِم، فَقَد غَيَّرُوا سُنَّتَكَ وَنَقَضُوا عَهدَكَ وَهَتَكُوا حَريمَكَ وَأَتَوا عَلَى مَا نَهَيتَهُم عَنهُ وَعَتَوا عُتُوَّاً كَبيراً وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأذَن لِجَمعِهِم بِالشَّتَاتِ وَلَحِيِّهِم بِالمَمَاتِ وَلأَزوَاجِهِم بِالنَّهَبَاتِ وَخَلِّص عِبَادَكَ مِن ظُلمِهِم وَأَقبِض أَيدِيَهُم عَن هَضمِهِم وَطَهِّر أَرضَكَ مِنهُم وَأذَن بِحَصدِ نَبَاتِهِم وَاستئصَالِ شَأفَتِهِم وَشَتَاتِ شَملِهِم وَهَدمِ بُنيَانِهِم يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكرَامِ.
وَأَسأَلُكَ يَا إِلهي وَإِلهَ كُلِّ شَيءٍ وَرَبِّي وَرَبَّ كُلُّ شَيءٍ، وَأَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبدَاكَ وَرَسُولاَكَ وَنَبِيَّاكَ وَصَفِيَّاكَ مُوسى وَهَارُونَ (عليهما السلام) حِينَ قَالاَ دَاعِيَينِ لَكَ رَاجِيَينِ لِفَضلِكَ: (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَموَالاً فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلَى أَموَالِهِم وَاشدُد عَلَى قُلُوبِهِم فَلا يُؤمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمِ)(610) فَمَننتَ وَأَنعَمتَ عَلَيهِمَا بِالإِجَابَةِ لَهُمَا إِلى أَن قَرَعتَ سَمعَهُمَا بِأَمرِكَ، فَقُلتَ اللهمَّ رَبِّ: (قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُمَا فَاستَقِيمَا وَلاَ تَتّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعلَمُونَ)(611) أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَطمِسَ عَلَى أَموَالِ هؤُلاءِ الظَّلَمَةِ وَأَن تَشدُدَ عَلَى قُلُوبِهِم وَأَن تَخسِفَ بِهِم بَرَّكَ وَأَن تُغرِقَهُم فِي بَحرِكَ، فَإِنَّ السَّماَوَاتِ وَالأَرضِ وَمَا فِيهِمَا لَكَ، وَأَرِ الخَلقَ قُدرَتَكَ فِيهِم وَبَطشَكَ عَلَيهِم فَافعَل ذَلِكَ بِهِم وَعَجِّل لَهُم ذَلِكَ، يَا خَيرَ مَن سُئِلَ وَخَيرَ مَن دُعِيَ وَخَيرَ مَن تَذَلَّلَت لَهُ الوُجُوهُ وَرُفِعَت إِلَيهِ الأَيدِي وَدُعِيَ بِالأَلسُنِ وَشَخَصَت إِلَيهِ الأَبصَارِ وَأَمَّت إِلَيهِ القُلُوبُ وَنُقِلَت إِلَيهِ الأَقدَامُ، وَتُحُوكِمَ إِلَيهِ فِي الأَعمَالِ.
إِلهي وَأَنَا عَبدُكَ وَأَسأَلُكَ مِن أَسماَئِكَ بِأَبهَاهَا وَكُلُّ أَسماَئِكَ بَهِيٌّ، بَل أَسأَلُكَ بِأَسماَئِكَ كُلِّهَا، أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُركِسَهُم عَلَى أُمِّ رُؤُوسِهِم فِي زُبَيتِهِم، وَتُردِيَهُم فِي مَهوَى حُفرَتِهِم، وَارمِهِم بِحَجَرِهِم، وَذَكِّهِم بِمَشَاقِصِهِم وَاكبُبهُم عَلَى مَنَاخِرِهِم وَاخنُقهُم بِوَتَرِهِم وَاردُد كَيدَهُم فِي نُحُورِهِم وَأَوبِقهُم بِنَدَامَتِهِم حَتَّى يَستَخذِلُوا وَيَتَضَاءَلُوا بَعدَ نَخوَتِهِم وَيَنقَمِعُوا وَيَخشَعُوا بَعدَ استِطَالَتِهِم أَذِلاٌّءَ مَأسُورِينَ فِي رِبقِ حَبَائِلِهِم الَّتِي كَانُوا يُؤَمِّلُونَ أَن يَرَونَا فِيهَا، وَتُرِيَنَا قُدرَتَكَ فِيهِم وَسلطَانَكَ عَلَيهِم، وَتَأخُذَهُم أَخذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخذَكَ الأَلِيمُ الشَّدِيدُ، وَتَأخُذَهُم يَا رَبِّ أَخذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ فَإِنَّكَ عَزِيزٌ مُقتَدِرٌ شَدِيدُ العِقَابِ شَدِيدُ المِحَالِ.
اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّل إِيرَادَهُم عَذَابَكَ الَّذِي أَعدَدتَهُ لِلظَّالِمِينَ مِن أَمثَالِهِم وَالطَّاغِينَ مِن نُظَرَائِهِم، وَارفَع حِلمَكَ عَنهُم وَاحلُل عَلَيُهِم غَضَبَكَ الَّذِي لاَ يَقُومُ لَهُ شَيءٌ، وَأمُر فِي تَعجِيلِ ذَلِكَ عَلَيهِم، بِأَمرِكَ الَّذِي لاَ يُرَدُّ وَلاَ يُؤَخَّرُ، فَإِنَّكَ شَاهدُ كُلِّ نَجوَى وَعَالِمُ كُلِّ فَحوَى، وَلاَ تَخفَى عَلَيكَ مِن أَعمَالِهِم خَافِيَةٌ، وَلاَ تَذهَبَ عَنكَ مِن أَعَمَالِهِم خَائِنَةٌ وَأَنتَ عَلاُّمُ الغُيُوبِ عَالِمٌ بِمَا فِي الضَّماَئِرِ وَالقُلُوبِ.
وَأَسأَلُكَ اللهمَّ وَأُنَادِيكَ بِمَا نَادَاكَ بِهِ سَيِّدِي وَسَأَلَكَ بِهِ نُوحٌ إِذ قُلتَ تَبَارَكتَ وَتَعَالَيتَ: (وَلَقَد نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعمَ المُجِيبُونَ)(612) أَجَلِ اللهمَّ يَا رَبِّ أَنتَ نِعمَ المُجِيبُ وَنِعمَ المَدُعُوُّ وَنِعمَ المَسئُولُ وَنِعمَ المُعطِي، أَنتَ الَّذِي لاَ تُخَيِّبُ سَائِلَكَ وَلاَ تَرُدُّ رَاجِيكَ وَلاَ تَطرُدُ المُلِحُّ عَن بَابِكَ وَلاَ تَرُدُّ دُعَاءَ سَائِلِكَ وَلاَ تَمِلُّ دُعَاءَ مَن أَمَّلَكَ، وَلاَ تَتَبَرَّمُ بِكَثرَةِ حَوَائِجِهِم إِلَيكَ وَلاَ بِقَضَائِهَا لَهُم، فَإِنَّ قَضَاءَ حَوَائِجَ جَمِيعِ خَلقِكَ إِلَيكَ فِي أَسرَعِ لَحظٍ مِن لَمحِ الطَّرفِ، وَأَخَفُّ عَلَيكَ وَأَهوَنُ عِندَكَ مِن جِنَاحِ بَعُوضَةٍ.
وَحَاجَتِي يَا سَيِّدِي وَمَولاَيَ وَمُعتَمَدِي وَرَجَائِي أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَغفِرَ لِي ذَنبِي فَقَد جِئتُكَ ثَقِيلَ الظَّهرِ بِعَظِيمِ مَا بَارَزتُكَ بِهِ مِن سَيِّئاتِي وَرَكِبَنِي مِن مَظَالِمِ عِبَادِكَ مَا لاَ يَكفِينِي وَلاَ يُخَلِّصُنِي مِنهُ غَيرُكَ وَلاَ يَقدِرُ عَلَيهِ وَلاَ يَملِكُهُ سِوَاكَ، فَامحُ يَا سَيَّدِي كَثرَةَ سَيِّئاتِي بِيَسِيرِ عَبَرَاتِي بَل بِقَسَاوَةِ قَلبِي وَجُمُودِ عَينِي، لاَبَل بِرَحمَتِكَ الَّتِي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ وَأَنَا شَيءٌ فَلِتَسَعَنِي رَحمَتُكَ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ، يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، لاَ تَمتَحِنِّي فِي هَذِهِ الدُّنيَا بِشَيءٍ مِنَ المِحَنِ، وَلاَ تُسَلِّط عَلَيَّ مَن لا يَرحَمُنِي، وَلاَ تُهلِكنِي بِذُنُوبِي وَعَجَّل خَلاَصِي مِن كُلِّ مَكرُوهٍ، وَادفَع عَنِّي كُلَّ ظُلمٍ وَلاَ تَهتِك سَترِي وَلاَ تَفضَحنِي يَومَ جَمعِكَ الخَلائِقَ لِلحِسَابِ، يَا جَزِيلَ العَطَاءِ وَالثَّوَابِ، أَسأَلُكَ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُحيِيَنِي حَيَاةَ السُّعَدَاءِ وَتُمِيتَنِي مَيتَةَ الشُّهَدَاءِ، وَتَقبَلَنِي قَبُولَ الأَوِدَّاءِ، وَتَحفَظَنِي فِي هَذَهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ مِن شَرِّ سَلاطِينِهَا وَفُجَّارِهَا وَشِرَارِهَا وَمُحِبِّيهَا وَالعَامِلِينَ لَهَا وَمَا فِيهَا، وَقِني شَرَّ طُغَاتِهَا وَحُسَّادِهَا وَبَاغِي الشِّركِ فِيهَا حَتَّى تَكفِيَنِي مَكرَ المَكَرَةِ، وَتَفقأَ عَنِّي أَعيُنَ الكَفَرَةِ، وَتُفحِمَ عَنِّي أَلسُنَ الفَجَرَةِ، وَتَقبِضَ لِي عَلَى أَيدِي الظَّلَمَةِ، وَتُوهِنَ عَنِّي كَيدَهُم، وَتُمِيتَهُم بِغَيظِهِم، وَتَشغَلَهُم بِأَسماَعِهِم وَأَبصَارِهِم وأَفئِدَتِهِم، وَتَجعَلَنِي مِن ذَلِكَ كُلِّهِ فِي أَمنِكَ وَأَمَانِكَ وَحِرزِكَ وَسُلطَانِكَ وَحِجَابِكَ وَكَنَفِكَ وَعِيَاذِكَ وَجَارِكَ، وَمِن جَارِ السُّوءِ، وَجَلِيسِ السُّوءِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، إِنَّ وَلِيِّي الله الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ.
اللهمَّ بِكَ أَعُوذُ وَبِكَ أَلُوذُ وَلَكَ أَعبُدُ وَإِيَّاكَ أَرجُو وَبِكَ أَستَعِينُ وَبِكَ أَستَكفِي وَبِكَ أَستَغِيثُ وَبِكَ أَستَقدِرُ وَمِنكَ أَسأَلُ، أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلاَ تَرُدَّنِي إِلَّا بِذَنبٍ مَغفُورٍ وَسَعي مَشكُورٍ وَتِجَارَةٍ لَن تَبُورَ، وَأَن تَفعَلَ بِي مَا أَنتَ أَهلُهُ وَلاَ تَفعَلَ بِي مَا أَنَا أَهلُهُ، فَإِنَّكَ أَهلُ التَّقوَى وَأَهلُ المَغفِرَةِ وَأَهلُ الفَضلِ وَالرَّحمَةِ.
إِلهِي وَقَد أَطَلتُ دُعَائِي وَأَكثَرتُ خِطَابِي، وَضِيقُ صَدرِي حَدَانِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَحَمَلَنِي عَلَيهِ، عِلمَاً مِنِّي بِأَنَّهُ يُجزِيكَ مِنهُ قَدرُ المِلحِ فِي العَجِينِ، بَل يَكفِيكَ عَزمُ إِرَادَةٍ وَأَن يَقُولَ العَبدُ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَلِسَانٍ صَادِقٍ: «يَا رَبِّ» فَتَكُونَ عِندَ ظَنِّ عَبدِكَ بِكَ، وَقَد نَاجَاكَ بِعَزمِ الإِرَادَةِ قَلبِي، فَأَسأَلُكَ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تُقرِنَ دُعَائِي بِالإِجَابَةِ مِنكَ، وَتَبلُغَنِي مَا أَمَّلتُهُ فِيكَ مِنَّةً مِنكَ وَطَولاً وَقُوَّةً وَحَولاً، لاَ تُقِيمَنِي مِن مَقَامِي هَذَا إِلَّا بِقَضَاءِ جَمِيعِ مَا سَأَلتُكَ فَإِنَّهُ عَلَيكَ يَسِيرٌ وَخَطَرُهُ عِندِي جَلِيلٌ كَثِيرٌ، وأَنتَ عَلَيهِ قَدِيرٌ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ.
إِلهِي وَهَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَالهَارِبِ مِنكَ إِلَيكَ مِن ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتهُ وَعُيُوبٍ فَضَحَتهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانظُر إِلَيَّ نَظرَةَ رَحِيمَةً أَفُوزُ بِهَا إِلَى جَنَّتِكَ، وَاعطِف عَلَيَّ عَطفَةً أَنجُو بِهَا مِن عِقَابِكَ، فَإِنَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ لَكَ وَبِيَدِكَ وَمَفَاتِيحُهُمَا وَمَغَالِيقُهُمَا إِلَيكَ، وَأَنتَ عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ وَهُوَ عَلَيكَ هَيِّنٌ يَسِيرٌ، فَافعَل بِي مَا سَأَلتُكَ يَا قَدِيرُ وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَليِّ العَظِيمِ وَحَسبُنَا الله وَنِعمَ الوَكِيلُ، نِعمَ المُولى وَنِعمَ النَّصِيرُ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ(613).
مراسلة الإمام المهدي (عليه السلام)
إذا اردت استغاثه بالإمام المهدي (عليه السلام) تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قبور الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) أو فشدّها واختمها واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه واطرحها في نهر أو بئر عميقة أو غدير ماء فإنّها تصل إلى مولانا صاحب الأمر (عليه السلام) وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه ان شاء الله(614).
تكتب: بسم الله الرّحمن الرحيم
كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً، وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عزّ وجلّ ثمّ بك، من أمر دهمني وأشغل قلبي، وأطال فكري وسلبني بعض لُبّي، وغيّر خطير نعمة الله عندي، أسلمني عند تخيّل وروده، الخليل، وتبرأ منّي عند ترائي إقباله إلَيَّ الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي، وخانني في تحمّله صبري وقوّتي، فلجأت فيه إليك، وتوكّلت في المسألة للّه جلّ ثنائه عليه وعليك في دفاعه عنّي، علماً بمكانك من الله ربّ العالمين وليّ التدبير ومالك الأمور، واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة إليه جلّ ثناءه في أمري، متيقناً لإجابته تبارك وتعالى إيّاك بإعطاء سؤلي، وأنت يا مولاي جدير بتحقيق ظنّي وتصديق أملي فيك في أمري كذا وكذا - وتذكر حاجتك - فيما لا طاقة لي بجملة، ولا صبر لي عليه، وإن كنت مستحقاً له ولا ضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات الَّتي للّه عزّ وجلّ فاَغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف وقدّم المسألة للّه عزّ وجلّ في أمري قبل حلول التلف، وشماته الأعداء، فيك بسطت النعمة علَيَّ، وأسأل الله جلّ جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً فيه بلوغ الآمال وخير المبادئ وخواتيم الأعمال، والأمن من المخاوف كلّها في كلّ حال، إنّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدئ والمآل.
ثمّ تصعد النهر أو الغدير وتعمّد بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمري، أو ولده محمّد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو عليّ بن محمّد السمري، فهؤلاء كانوا أبواب الإمام المهدي (عليه السلام) فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان، سلام عليك، أشهد أنّ وفاتك في سبيل الله وأنّك حيّ عند الله مرزوق، وقد خاطبتك في حياتك الَّتي لك عند الله عزّ وجلّ، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا (عليه السلام) فسلّمها إليه فأنت الثقة الأمين.
ثمّ ارمها في النهر أو البئر أو الغدير، تقضى حاجتك إن شاء الله.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) يوسف: 88.
(2) الكافي للكليني: ج 1 ص 337 ح5.
كمال الدين للصدوق: ص 342 - 343 ح 24، الغيبة للشيخ الطوسي: ص 334 ح 279، جمال الأسبوع: ص 314 بحار الأنوار: ج 52 ص 146 ح 70، حديث الابرار: ج 2 ص 588.
(3) سورة مريم: 12.
(4) المغلّظة: المؤكدة من اليمين، والمحرّجة: اليمين الّتي تضيق مجال الحالف بحيث لا يبقي له مندوحة عن برّ قسمة (هامش البحار).
(5) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: 208 ح 178، ونحوه في كمال الدين: باب: (41) ح 1.
(6) كمال الدين: 2 / 475.
(7) بحار الأنوار: ج 52 ص 155 ح 10، 53: ص 342.
(8) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص 353 ص وما بعده.
(9) بحار الأنوار: ج 51 ص 30، ح 4.
(10) كمال الدين: ج 2 ص 516، ح 44، الغيبة للطوسي ص 243 وفي ط: ص 395.
(11) كمال الدين: ص 288، باب (25) ح 8.
(12) كمال الدين: ص 287، باب (25) ح 6.
(13) الفقرة من دعاء العهد من مصباح الزائر: ص 169، مصباح الكفعمي: ص 550، البلد الأمين: ص 82.
(14) (1 - 3 / البقرة / 2).
(15) كمال الدين: ص 18 و340، ح 20.
(16) سورة يونس: 20.
(17) كمال الدين: ج 2 ص 340.
(18) كفاية الأثر: ص 60.
(19) سورة مجادلة: 58.
(20) 60 / البقرة / 2.
(21) التحصين لابن طاووس: 570 - 571 باب (24) اليقين: ص 245.
(22) 115 / البقرة / 2.
(23) الاحتجاج: ج 1 ص 240.
(24) (124 / البقرة / 2).
(25) سورة البقرة: 133.
(26) تفسير العيّاشي: ج 1 ص 61، ح 102.
(27) سورة البقرة: 148.
(28) تفسير العيّاشي: ج 1 ص 67، ح 118 ؛ والغيبة للنعماني: ص 312، ح 320.
(29) كمال الدين: ج 2 ص 672، باب: (58) ح 24 ؛ وتفسير العيّاشي: ج 1 ص 67، ح 118،
والغيبة للنعماني: ص 312.
(30) تفسير العياشي: 2 / 56، ح 49، وتفسير القمي: 2 / 205، والغيبة للنعماني: ص 181 باب: (10) ح والكافي: 8 / 313: 487.
(31) روضة الكافي: ص 313.
(32) كتاب الغيبة للنعماني: ص 168، وكمال الدين للصدوق: ج 1 ص 654 باب: (57) ح 21.
(33) كتاب الغيبة للنعماني: 127.
(34) الغيبة للشيخ الطوسي: ص 477، ح 503.
(35) تفسير العياشي: 1 / 64، ح 117، ونحوه في الغيبة للنعماني: ص 279 باب: (14)، والإرشاد للمفيد: ص 359، والغيبة للطوسي: 441، ح 434.
(36) دلائل الإمامة للطبري: ص 560، وملاحم ابن طاووس: ص 201.
(37) تفسير العياشي: 1 / 66 ح 117.
(38) كمال الدين للصدوق: ج 2 ص 377 باب: (36) ح 2.
(39) سورة البقرة: 155.
(40) تفسير العيّاشي: 1 / 68، والغيبة للنعماني: ص 251 باب: (41) ح 7.
(41) 210 / البقرة / 2.
(42) تفسير العيّاشي: 1 / 103، ح 301.
(43) تفسير العيّاشي: 1 / 103، ح 303.
(44) سورة البقرة: 249.
(45) نوادر الأخبار: ص 279، ح 8 والغيبة للنعماني: ص 316 باب: (21) ح 13، والغيبة للطوسي: ص 472 - 491.
(46) سورة البقرة: 249.
(47) تفسير العيّاشي: 1 / 134 - 444.
(48) سورة البقرة: 259.
(49) الغيبة للطوسي: ص 422: 404.
(50) الغيبة للطوسي: 423: 405.
(51) سورة البقرة: 269.
(52) أعلام الدين: ص 459.
(53) سورة البقرة: 285.
(54) فرائد السمطين: ج 2 ص 32.
(55) سورة آل عمران: 18 - 19.
(56) كمال الدين: ص 433 باب: (42)، ح 13.
(57) 37 / آل عمران / 3.
(58) تفسير العيّاشي: 1 / 171، ح 41.
(59) 68 / آل عمران / 3.
(60) تفسير العيّاشي: 2 / 56، ح 49، وتفسير القمي: 2 / 205، والكافي: 8 / 313، ح 487، والغيبة للنعماني: ص 181 باب: (10) ح 30، ومجمع البيان: 5 / 144.
(61) 83 / آل عمران / 3.
(62) تفسير العيّاشي: 1 / 320.
(63) 97 / آل عمران / 3.
(64) علل الشرائع: ص 89 باب: (81) ح 5.
(65) 125 / آل عمران / 3.
(66) تفسير العيّاشي: 1 / 197، ح 138.
(67) 140 / آل عمران / 3.
(68) تفسير العيّاشي: 1 / 340، ح 784.
(69) 141 / آل عمران / 3.
(70) كمال الدين: ص 287 باب: (25) ح 7.
(71) 142 / آل عمران / 3.
(72) قرب الإسناد: ص 162.
(73) الغيبة للطوسي: 336: 283.
(74) 200 / آل عمران / 3.
(75) الغيبة للنعماني: ص 27 و199.
(76) تفسير العيّاشي: 1 / 212، 181.
(77) 47 / النساء / 4.
(78) كتاب الغيبة للنعماني: ص 280 ح 67، والاختصاص: ص 256.
(79) 59 / النساء / 4.
(80) كمال الدين: ص 253 (23) ح 3، وكفاية الأثر: ص 53.
(81) كتاب سليم بن قيس: ص 103، وتفسير العيّاشي: 1 / 14، ح 2 وص 253 ح 177، وكتاب الغيبة للنعماني: ص 81 باب: (4) ح 10، وكمال الدين: 1 / 284، ح 37.
(82) كمال الدين 1 / 222 باب (22) ح 8.
(83) تفسير العيّاشي: 1 / 251، 171.
(84) علل الشرايع: ص 123 باب: (103) ح 1.
(85) 69 / النساء / 4.
(86) تفسير فرات الكوفي: ص 112، وتفسير القمي: 1 / 142، والأربعون للخزاعي: ح 24، وشواهد التنزيل: 1 / 154 ح 207.
(87) شواهد التنزيل: 1 / 197، ح 207.
(88) تفسير فرات: ح (113 و114)، والكافي: 1 / 450، ح 34.
(89) 159 / النساء / 4.
(90) تفسير القمي: 1 / 158.
(91) 3 / المائدة / 5.
(92) تفسير العيّاشي: 2 / 9، ح 1117.
(93) 12 / المائدة / 5.
(94) أمالي الصدوق: م 51 ح 4 و5 و6 و7، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 54 ح 10، كمال الدين: ص 270 - 271، ح 16، الخصال: ص 466 - 467، ح 6، ونحوه في مسند أحمد: 1 / 398، ح 3772، ومسند أبي يعلي: 8 / 444، ح 5031، وج 9 / 222، ح 5322 ومسند البزاز: 2 / 231، ح 1586، والمعجم الكبير للطبراني: 10 / 195، ح 1031، والمستدرك للحاكم: 4 / 501، والغيبة للنعماني: ص 106 ح 37، فصل فيما روى أنّ الأئمّة اثنا عشر إماماً، والمئة منقبة لإبن شاذان: ص 71 المنقبة: (41).
(95) 14 / المائدة / 5.
(96) الكافي 5 / 352.
(97) 20 / المائدة / 5.
(98) مختصر بصائر الدرجات: ص 28.
(99) 54 / المائدة / 5.
(100) الغيبة للنعماني: ص 316 باب: (21) ح 12.
(101) 2 / الأنعام / 6.
(102) الغيبة للنعماني: ص 301.
(103) 37 / الأنعام / 6.
(104) تفسير القمي: 1 / 189.
(105) 44 / الأنعام / 6.
(106) تفسير أبي حمزة الثمالي: ص 164، ح 91، وتفسير القمي ج 1 ص 200 بصائر الدرجات: ص 78 ح 5. ولاحظ ما ورد في دلائل الإمامة للطبري: ص 250 عن الصادق (عليه السلام) حول الآية وآيات أخرى مماثلة لها.
(107) 65 / الأنعام / 6.
(108) تفسير القمي: 1 / 204.
(109) 89 / الأنعام 6.
(110) 158 / الأنعام 6.
(111) الإمامة والتبصرة من الحيرة: ص 103 باب (26) ح 91 كمال الدين: ص 18 و30 و 336، ح 8.
(112) كتاب الفتن لابن: ص 653 ح 1839.
(113) كتاب المصنّف لابن أبي شبية: 15 / 6665 ح 19130، وتفسير الطبري: 8 / 74، والمستدرك للحاكم: 4 / 545، والدّر المنثور: 3 / 59.
(114) تفسير فرات الكوفي: ص 138 ح 166.
(115) تفسير القمي: 2 / 320 والكافي: 5 / 10، ح 2، والخصال 1 / 274 باب: (5) ح 18، وتهذيب الأحكام: 4 / 114 باب (31) ح 336، وتحف العقول: ص 228.
(116) تفسير العيّاشي: 1 / 384، ح 128.
(117) كمال الدين: ص 357 باب: (33) ح 54.
(118) 46 / الأعراف / 7.
(119) كفاية الأثر: ص 194.
(120) 71 / الأعراف / 7.
(121) تفسير العيّاشي: 2 / 138 ح 50، وكمال الدين: ص 645 ح 4.
(122) تفسير العيّاشي: 2 / 20، ح 2، وكمال الدين: 2 / 645 ح 5.
(123) كمال الدين: ص 664 باب: (55) ح 1.
(124) كمال الدين: باب: (55) ح 2.
(125) كمال الدين: باب: (55) ح 3.
(126) 128 / الأعراف / 7.
(127) الكافي: 1 / 407 و408، وتفسير العيّاشي: 2 / 25.
(128) الغيبة للطوسي: ص472، ح 493.
(129) 156 - 157 / الأعراف / 7.
(130) الكافي: 1 / 429، ح 83.
(131) سورة الأعراف: 159.
(132) تفسير العيّاشي: 2 / 32.
(133) تفسير العيّاشي: 2 / 32 ح، 90 والإرشاد: 2 / 386.
(134) 160 / الأعراف / 7.
(135) الخرائج: 2 / 895.
(136) بصائر الدرجات: ص 208، والكافي: 1 / 231، ح 3 وكمال الدين: ص 670 والغيبة للنعماني: ص 238.
(137) سورة الأعراف: 187.
(138) كمال الدين: 2 / 372 باب: (35) ح 6، وعيون أخبار الرضا: 2 / 265 باب: (66) ح 35.
(139) 8 / الأنفال / 8.
(140) تفسير العيّاشي: 2 / 50، ح 24.
(141) 39 / الأنفال / 8.
(142) الكافي: 8 / 201، ح 243.
(143) تفسير العيّاشي: 2 / 56، ح 49.
(144) تفسير العيّاشي: 2 / 56، مجمع البيان: ذيل الآية الكريمة.
(145) 75 / الأنفال / 8.
(146) 3 / التوبة / 9.
(147) تفسير العيّاشي: 2 / 217، ح 1782.
(148) 33 / التوبة / 9.
(149) كمال الدين: ص 670، تفسير الفرات: ص 184، وتفسير العيّاشي 2 / 17.
(150) مجمع البيان: 5 / 280.
(151) تأويل الآيات 2 / 689.
(152) الاحتجاج: 1 / 256.
(153) تفسير العيّاشي: 2 / 87.
(154) التبيان: 5 / 209.
(155) مجمع البيان: 3 / 25.
(156) في مختصر سيأتي قسم منه ذيل الآية: (بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) من سورة هود.
(157) مختصر إثبات الرجعة للفضل بن شاذان: ح 18.
(158) الهداية الكبرى للخصيبي: ص 74 و82 و98، ومختصر بصائر الدرجات: ص 178.
(159) 34 / التوبة / 9.
(160) تفسير العيّاشي: 2 / 87، ح 54، والكافي: 4 / 61، والتهذيب للطوسي: 4 / 143 باب: (39) ح 402.
(161) 36 / التوبة / 9.
(162) الغيبة للنعماني: ص 88، وتأويل الآيات: 1 / 204، ح 12.
(163) كتاب الغيبة للطوسي: ص 149 ح 110.
(164) مناقب ابن شهر آشوب: 1 / 284.
(165) كمال الدين: 1 / 317، ح 3، وعيون أخبار الرضا: 1 / 68 باب: (6) ح 36.
(166) 52 / التوبة / 9.
(167) الكافي 8 / 285، ح 431.
(168) 20 / يونس / 10.
(169) 24 / يونس / 10.
(170) دلائل الإمامة: ص 250.
(171) 35 / يونس / 10.
(172) أي الَّتي كانت في أوّل النّهار وهي الحقّ، والَّتي كانت آخره وهي الباطل وذلك عند قيام القائم.
(173) الكافي: 8 / 208، ح 252، والغيبة للنعماني: ص 266 باب: (14) ح 32.
(174) الكافي: 8 / 209، ح 253.
(175) 39 / يونس / 10.
(176) تفسير العيّاشي: 2 / 122 ح 20، ومختصر بصائر الدرجات: ص 24.
(177) 48 / يونس / 10.
(178) كمال الدين: ص 317 باب: (30) 3 ح.
(179) 50 / يونس / 10.
(180) تفسير القمي: 1 / 312.
(181) 64 / يونس / 10.
(182) تقدّم في حديث له بعضه، ذيل الآية: 156 من سورة الأعراف.
(183) 98 / يونس / 10.
(184) الغيبة للنعماني: باب: (14) ح 41.
(185) 8 / هود / 11.
(186) مجمع البيان: 5 / 246.
(187) الغيبة للنعماني: ص 241 باب: (13) ح 36.
(188) تفسير العيّاشي: 2 / 57، ح 49.
(189) تفسير العيّاشي: 2 / 140، ح 7.
(190) تفسير العيّاشي: 2 141، ح 9.
(191) 18 / هود / 11.
(192) الغيبة للنعماني ص 180 باب: (10) ح 28، والغيبة للطوسي: ص 439، ح 431، وكمال الدين: 2 / 370 باب: (35) ح 3، وأيضاً ص: 371 ح 4، وعيون الأخبار الرضا: 2 / 6 باب: (30) ح 14، وإثبات الوصيّة: ص 227.
(193) 80 / هود / 11.
(194) تفسير العيّاشي: 2 / 156، وتفسير القمي: 1 / 335.
(195) كمال الدين: ص 673 باب: (58) ح 26.
(196) (83 / هود / 11).
(197) مختصر بصائر الدرجات: ص 200.
(198) (86 / هود / 11).
(199) كمال الدين: ص 330 باب: (32)ح 16، ومختصر إثبات الرجعة: ح 18، واعلام الورى: ص 433، والفصول المهمّة: ص 302.
(200) الكافي: 1 / 411، ح 2، تفسير فرات: ص 63.
(201) كمال الدين: 2 / 382 باب: (37) ح 9، الخصال: ص 394 ح 102، إثبات الوصيّة: ص 225 ومعاني الأخبار: ص 123، ح 1.
(202) (93 / هود / 11).
(203) (110 / هود / 11).
(204) الكافي: 8 / 287، ح 432.
(205) 110 / يوسف / 12.
(206) دلائل الإمامة: ص 251.
(207) (13 / الرعد / 13).
(208) الغيبة للنعماني: ص 278 باب: (14) ح 62.
(209) مشكل الآثار: باب (67) ح 464.
(210) المعجم الكبير: 18 / 123 - 125.
(211) مسند أحمد: 2 / 291.
(212) سنن ابن ماجة: ص 4036.
(213) المستدرك: 4 / 465.
(214) (29 / الرعد / 13).
(215) كمال الدين: 2 / 358 باب: (33) ح 55. ومثله في معاني الأخبار: ص 112 ح 1.
(216) (5 / إبراهيم / 14).
(217) تفسير القمي: 1 / 367، والخصال: ص 108 باب الثلاثة: ح 75، معاني الأخبار: ص 366، والصراط المستقيم: 2 / 264 باب: (11) فصل: (14) عن كتاب الحضرمي.
(218) (44 / إبراهيم / 14).
(219) تفسير العيّاشي: 1 / 258 ح 196، وج 2 / 235 ح 48، والكافي: 8 / 330 ح 506.
(220) (45 / إبراهيم / 14).
(221) تفسير العيّاشي: 2 / 420 ح 2305.
(222) (46 / إبراهيم / 14).
(223) تفسير العيّاشي: 2 / 235.
(224) (36 - 38 / الحجر / 15).
(225) تفسير العيّاشي: 2 / 428، ونحوه في دلائل الإمامة: ص 240.
(226) تفسير القمي: 2 / 245.
(227) سيأتي في حديث، بقيّته ذيل الآية: (4) من سورة الشعراء.
(228) (75 / الحجر / 15).
(229) منتخب الأنوار المضيئة: ص 195.
(230) (87 / الحجر / 15).
(231) تفسير العيّاشي: 2 / 250، ح 39.
(232) تفسير العيّاشي: 2 / 250، ح 37.
(233) (1 / النحل / 16).
(234) كمال الدين: ص 671 باب: النوادر ح 18، وتفسير العيّاشي: 3 / 3، ح 2363، ودلائل الإمامة: ص 252.
(235) الغيبة للنعماني: ص 198 باب: (11) ح 9، وص 243 باب: (13) ح 43.
(236) (33 / النحل / 16).
(237) (38 / النحل / 16).
(238) (45 / النحل / 16).
(239) (5 - 6 / الإسراء / 17).
(240) تفسير العيّاشي: 3 / 37 ح 2464، والكافي: 8 / 206 ح 250، وكامل الزيارات: ص 62 باب: (18) ح 1 و7.
(241) تفسير العيّاشي: 3 / 38 ح 2465.
(242) (33 / الإسراء / 17).
(243) (71 / الإسراء / 17).
(244) الكافي 1 / 371، ح 1 و2.
(245) (81 / الإسراء / 17).
(246) الخرائج: 1 / 455.
(247) الكافي: 8 / 287.
(248) (9 / الكهف / 18).
(249) الدّر المنثور: 4: 215.
(250) (98 / الكهف / 18).
(251) 37 / مريم / 19.
(252) 4 / الشعراء / 41.
(253) الغيبة للنعماني: ص 252، وتأويل الآيات: 1 / 387 ح 4 عن كتاب محمّد بن العبّاس.
(254) تفسير العيّاشي: 1 / 64 ح 117.
(255) (75 - 76 / مريم / 19).
(256) الكافي 1 / 431، ح 90.
(257) (115 / طاها / 20).
(258) (130 / طاها / 20).
(259) القراءات للسيّاري: ص 49.
(260) (135 / طاها / 20).
(261) تأويل الآيات: 1 / 323 ح 26.
(262) (12 - 15 / الأنبياء / 21).
(263) الكافي 8 / 51، ح 15.
(264) تفسير العيّاشي 2 / 6059 ح 49.
(265) تأويل الآيات: 1 / 326، ح 6.
(266) تأويل الآيات: 1 / 326 ح 7.
(267) دلائل الإمامة: ص 250.
(268) (73 / الأنبياء / 21).
(269) كفاية الأثر: ص 297.
(270) (105 / الأنبياء / 21).
(271) تفسير القمي: 2 / 77، ومجمع البيان: 4 / 66.
(272) (39 / الحجّ / 22).
(273) تفسير القمي: 2 / 84.
(274) (41 / الحجّ / 22).
(275) تفسير القمي: 2 / 87، وتأويل الآيات عن تفسير محمّد بن العبّاس: 1 / 343 ح 25.
(276) تفسير فرات الكوفي: ص 274 ح 370.
(277) تفسير الكوفي: ح 371.
(278) (65 / الحجّ / 22).
(279) كمال الدين: 1 / 207 باب: (21) ح، وأمالي الصدوق: م 34 ح 15.
(280) (1 / المؤمنون / 23).
(281) دلائل الإمامة: ص 260.
(282) (35 / النور / 24).
(283) غاية المرام: ص 742، والبرهان: ج 3 ص 136 - 137، ح 16، والمحجّة: ص 147 ولم ينسبه إلى كتاب أو مؤلّف.
(284) التوحيد للصدوق: ص 158 باب: (15) ح 4.
(285) (53 / النّور / 24).
(286) كمال الدين: 2 / 654 باب: (57) ح 22.
(287) (55 / النّور / 24).
(288) تأويل الآيات: ص 365.
(289) كتاب الغيبة للنعماني: ص 240 باب: (13) ح 35.
(290) (54 / الفرقان / 25).
(291) المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 181.
(292) (63 و76 / الفرقان / 25).
(293) كفاية الأثر: ص 56.
(294) الاحتجاج: 1 / 256.
(295) مختصر بصائر الدرجات: ص 32 عن كتاب الواحدة.
(296) كتاب الغيبة للطوسي: ص 176، ح 133.
(297) (4 / الشعراء / 26).
(298) الكافي: 8 / 310 ح 483، والغيبة للنعماني: ص 252 باب: (14) ح 9، وكمال الدين: 649 / باب: (57) ح 1 و7، والخصال: ص 303 باب: (5) ح 82، دلائل الإمامة: 261، والغيبة للطوسي: ح 427.
(299) (21 / الشعراء / 26).
(300) الغيبة للنعماني: ص 174 باب: (10) ح 2 و11، وكمال الدين: 1 / 328 باب: (32) ح 1.
(301) الغيبة للنعماني: ص 174 باب: (10) ح 10.
(302) (206 / الشعراء / 26).
(303) تأويل الآيات: 1 / 392: عن تفسير محمّد بن العبّاس.
(304) (62 / النمل / 27).
(305) تفسير القمي: 2 / 129.
(306) تفسير العيّاشي: 2 / 56 ح 49.
(307) الغيبة للنعماني ص 314 باب (20) ح 6.
(308) تأويل الآيات: 1 / 402.
(309) تأويل الآيات: 1 / 403 ح 6.
(310) إثبات الهداة: 3 / 576 باب: (32) فـ (51) ح 730.
(311) (5 - 6 / القصص / 28).
(312) تأويل الآيات الظاهرة: ص 407، وفي ط: 1 / 414، شواهد التنزيل: 1 / 431 ح 590 مع مغايرة في العبارة، ونحوه في نهج البلاغة: ح 128، وخصائص الأئمّة: ص 70.
(313) كمال الدين: ص 424، والغيبة للطوسي: 237 ح 205 و207، ودلائل الإمامة: ص 497 ح 489 و490.
(314) حلية الأبرار: 2 / 597.
(315) معاني الأخبار للصدوق: ص 79 ح 1.
(316) شواهد التنزيل: 1 / 555 ح 589.
(317) المحجّة: ص 168 عن الشيباني في كشف البيان.
(318) (2 / العنكبوت / 29).
(319) قرب الإسناد: ص 164، والإرشاد: ص 360.
(320) (49 / العنكبوت / 29).
(321) القراءات للسياري: ص 43، والكافي: 1 / 536 ح 2.
(322) (5 / الروم / 30).
(323) تأويل الآيات: 1 / 434: عن كتاب محمّد بن العبّاس.
(324) دلائل الإمامة: ص 248.
(325) (20 / لقمان / 31).
(326) كمال الدين: ص 369 باب: (34) ح 6، وكفاية الأثر: ص 266.
(327) (21 / السجدة / 32).
(328) تأويل الآيات: 2 / 444: عن تفسير محمّد بن العبّاس، والمحجّة: ص 173 نقلاً عن تفسير النقاش.
(329) مجمع البيان: 4 / 332.
(330) تأويل الآيات: 2 / 444 ح 7.
(331) مختصر البصائر: ص 210.
(332) المحجّة البيضاء: ص 173.
(333) (27 - 30 / السجدة / 32).
(334) تأويل الآيات: 2 / 445.
(335) مختصر البصائر: ص 195.
(336) (6 / الأحزاب / 33، و75 / الأنفال / 8).
(337) كفاية الأثر: ص 175.
(338) (11 / الأحزاب / 33).
(339) الاحتجاج: 1 / 251.
(340) (33 / الأحزاب / 33).
(341) كفاية الأثر: ص 156، والصراط المستقيم: 2 / 150 قال: وأسند عليّ بن محمّد القمي...
(342) (62 / الأحزاب / 33).
(343) شرح النهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 58.
(344) (18 / سبأ / 34).
(345) كمال الدين: 483 باب: (45) ح 2، وكتاب الغيبة للطوسي: 345 ح 295.
(346) علل الشرايع: ص 91 باب: (81) ح 5.
(347) (51 - 54 / سبأ / 34).
(348) تفسير الطبري: 22 / 73.
(349) مجمع البيان: 4 / 398.
(350) الملاحم لابن المنادي: ص 183.
(351) كتاب الفتن لنعيم بن حماد: 2 / 329.
(352) مختصر البصائر: ص 199.
(353) الغيبة للنعماني: ص 304 باب: (18) ح 14.
(354) كتاب سليم: ص 197.
(355) البدء والتاريخ: 2 / 177.
(356) مجمع البيان: 4 / 397.
(357) عقد الدر: ص 76.
(358) تأويل الآيات: 2 / 478 ح 12.
(359) تفسير القمي: 2 / 205.
(360) تفسير القمي: 2 / 205.
(361) تفسير العيّاشي: 2 / 195 ح 1729.
(362) (17 / ص / 38).
(363) كتاب القراءات للسيّاري: ص 49.
(364) تأويل الآيات: 2 / 53 ح 1.
(365) (77 / ص / 38).
(366) معاني الأخبار للصدوق: ص 139.
(367) (88 / ص / 38).
(368) الكافي: 8 / 287.
(369) كتاب الغيبة للطوسي: ص 465 ح 484، والإرشاد: ص 363، ودلائل الإمامة: ص 241 و 260، وتفسير القمي: 2 / 253.
(370) (11 / غافر / 40).
(371) بحار الأنوار: 45 / 312.
(372) (51 / غافر / 40).
(373) تفسير القمي / 2 / 258.
(374) تفسير فرات الكوفي: ص 537 ح 689.
(375) تأويل الآيات: 2 / 762.
(376) (17 / فصّلت / 41).
(377) تأويل الآيات: 2 / 804 سورة الشمس ح 1.
(378) (34 / فصّلت / 41).
(379) تأويل الآيات: 2 / 539.
(380) (53 / فصّلت / 41).
(381) الغيبة للنعماني: ص 269 باب: (14) ح 40.
(382) تأويل الآيات: 2 / 541.
(383) الكافي: 8 / 381 ح (575)، وأيضاً: 8 / 166 ح (181).
(384) الإرشاد: ص 359.
(385) (1 - 2 / الشورى / 42).
(386) تأويل الآيات: ص 528.
(387) تأويل الآيات: 1 / 542، وتفسير القمي: 2 / 267.
(388) (17 - 18 / الشورى / 42).
(389) ينابيع المودّة: ص 428.
(390) الهداية الكبرى للخصيبي: ص 392.
(391) (19 - 20 / الشورى / 42).
(392) ينابيع المودّة: ص 427، وغاية المرام: ص 749.
(393) الكافي: 1 / 435.
(394) (41 / الشورى / 42).
(395) تفسير الفرات الكوفي: ص 150، وتفسير القمي: 2 / 278، وتأويل الآيات: 2 / 549.
(396) (45 / الشورى / 42).
(397) تأويل الآيات: 2 / 550 ح 30.
(398) (28 / الزخرف / 43).
(399) كفاية الأثر: ص 86.
(400) كمال الدين: 1 / 323 باب: (31) ح 8.
(401) كفاية الأثر: ص 246.
(402) الإمامة والتبصرة: ص 49 باب: (5) ح 32، وعلل الشرايع: 1 / 702 باب: (156) ح 6 وكمال الدين: ص 415 باب: (40) ح 4.
(403) كمال الدين: 2 / 358 باب: (33) ح 57.
(404) (66 / الزخرف / 43).
(405) تأويل الآيات: 2 / 571.
(406) كفاية الأثر: ص 248.
(407) (1 - 4 / الدخان / 44).
(408) تفسير القمي: 2 / 290، ومجمع البيان: 5 / 61 باختصار.
(409) (17 / محمّد / 47).
(410) تأويل الآيات: 2 / 585: عن تفسير محمّد بن العبّاس بسنده.
(411) (25 / الفتح / 48).
(412) كمال الدين: ص 641، وعلل الشرايع: 1 / 147 باب: (122)، وتفسير القمي: 2 / 316.
(413) (41 - 42 / ق / 50).
(414) تفسير القمي: 2 / 327.
(415) (22 / الذاريات / 51).
(416) الغيبة للطوسي: ص 175 ح 130.
(417) (23 / الذاريات / 51).
(418) تقدّم ذيل الآية: (55) من سورة النور ما يرتبط بالآية عن زين العابدين (عليه السلام).
(419) (1 - 3 / الطور / 52).
(420) دلائل الإمامة: ص 256.
(421) (47 / الطور / 52).
(422) الإيقاظ من الهجمة: ص 298 باب: (9)، وتفسير القمي: 2 / 323: بنحو الإرسال.
(423) (53 / النجم / 53).
(424) تفسير القمي: 2 / 339.
(425) (1 / القمر / 54).
(426) تفسير القمي: 2 / 340.
(427) (41 / الرحمان / 55).
(428) بصائر الدرجات: ص 356 باب (17) ح 8 وص 359: ح 17، والاختصاص: ص 304، وكتاب الغيبة للنعماني: ص 242 باب: (13) ح 39 باختصار.
(429) (16 - 17 / الحديد / 57).
(430) الغيبة للنعماني: ص 24.
(431) تأويل الآيات: 2 / 662 ح 14.
(432) كمال الدين: 2 / 668 باب: (58) ح 12 و13.
(433) تأويل الآيات: 2 / 663 ح 15.
(434) ص 662.
(435) كتاب الغيبة للطوسي: ص 175 ح 130.
(436) (19 / الحديد / 57).
(437) مجمع البيان: 9 / 238.
(438) تأويل الآيات: 2 / 665 ح 21.
(439) (22 / المجادلة / 58).
(440) (8 - 9 / الصفّ / 61).
(441) الكافي: 1 / 432 ح 91.
(442) (8 / التغابن / 64).
(443) الاحتجاج: 1 / 77، وروضة الواعظين: ص 95، والعدد القويّة: ص 176، والصراط المستقيم: 1 / 303.
(444) (12 / التغابن / 64).
(445) الكافي: 1 / 426 ح 74.
(446) (30 / الملك / 67).
(447) كمال الدين: ص 325، والغيبة لطوسي: ص 158 ح 115.
(448) كفاية الأثر: ص 120.
(449) كمال الدين للصدوق: 2 / 351 باب: (33) ح 48.
(450) كمال الدين: 2 / 360 باب: (34) ح 3، وإثبات الوصيّة: ص 226.
(451) (15 / القلم / 68) و(13 / المطّففين / 83).
(452) (1 - 2 / المعراج / 70).
(453) تفسير القمي: 2 / 385.
(454) الغيبة للنعماني: ص 272 باب: (14) ح 48.
(455) (44 / المعراج / 70).
(456) تأويل الآيات: 2 / 726 ح 7.
(457) (24 / الجنّ / 72).
(458) الكافي: 1 / 434 ح 91.
(459) 4 / المدثر / 74.
(460) الكافي: 6 / 455 ح 2.
(461) (8 - 10 / المدثر / 74).
(462) تأويل الآيات: 2 / 732 ح 3.
(463) الكافي: 1 / 343 ح 30، وكمال الدين: 2 / 349 باب: (33) ح 42، والغيبة للطوسي ص 164 ح 126، وإثبات الوصيّة: ص 228، ورجال الكشي: ص 192 الرقم: (338).
(464) تأويل الآيات: 2 / 732.
(465) (11 - 12 / المدثر / 74).
(466) تأويل الآيات: 2 / 734 ح 5.
(467) (19 - 20 / المدّثر / 74).
(468) تفسير القمي: 2 / 395.
(469) (46 - 47 / المدّثر / 74).
(470) تفسير الفرات الكوفي: ص 514 ح 673.
(471) (15 - 16 / التكوير / 81).
(472) الكافي: 1 / 341 ح 22 و23، والغيبة للنعماني: ص 149 باب: (10) ح 6 و7، وكمال الدين: 2 / 324 باب: (32) ح 1، وللطوسي: ص 159 ح 116، وتأويل الآيات: 2 / 769، والهداية الكبرى للخصيبي: ص 481، وإثبات الوصيّة: ص 224.
(473) كمال الدين: ص 330 باب: (32) ح 14.
(474) (19 / الانشقاق / 84).
(475) كمال الدين: ص 480 باب: (44) ح 6، وعلل الشرايع: ص 245 باب: (178) ح 7.
(476) (1 / البروج / 85).
(477) الاختصاص: ص 223.
(478) (15 - 17 / الطارق / 86).
(479) تفسير القمي: 2 / 416، وتأويل الآيات: 2 / 784.
(480) (1 - 4 / الغاشية / 88).
(481) الكافي: 8 / 50 ح 13، وثواب الأعمال: ص 248 ح 10.
(482) (1 - 4 / الفجر / 89).
(483) مناقب ابن شهر آشوب: 1 / 281.
(484) تأويل الآيات: 2 / 792 ح 1.
(485) (22 / الفجر / 89).
(486) مختصر البصائر: ص 210.
(487) (1 - 4 / الشمس / 91).
(488) تفسير فرات الكوفي: ص 563 ح 721.
(489) تفسير فرات الكوفي: ص 563 ح 723، وتأويل الآيات: 2 / 805 ح 3.
(490) تفسير فرات: ص 563 ح 722.
(491) 59 / طاها / 20.
(492) تأويل الآيات: 2 / 803 ح 1.
(493) (1 - 2 / اللَّيل / 92).
(494) تفسير القمي: 2 / 425.
(495) تأويل الآيات: 2 / 87 ح 1.
(496) (14 - 17 / اللَّيل / 92).
(497) تأويل الآيات: 2 / 807 ح 1.
(498) سورة القدر / 97.
(499) تفسير فرات الكوفي: ص 581.
(500) تأويل الآيات: 2 / 818.
(501) (5 / البيّنة / 98).
(502) تأويل الآيات: 2 / 831: عن تفسير محمّد بن العبّاس.
(503) سورة العصر / 103.
(504) كمال الدين: ص 656 باب: (58) ح 1.
(505) مسند أحمد بن حنبل: 17 / 426، ح 11326.
(506) كمال الدين: ص 280 باب: (24) ح 27.
(507) كمال الدين: ص 280 باب: (24) ح 28.
(508) مسند الشاميّين للطبراني: 3 / 72 ح 973.
(509) كشف الغمّة: 2 / 521، وفرائد السمطين: 2 / 335.
(510) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 فصل: (6)، مئة منقبة لابن شاذان: ص 23 - 24 من المنقبة الخامسة، الاستنصار للكراجكي: ص 23، الطرائف لابن طاووس: ص 174، كتاب الأربعين لمحمّد طاهر القمي الشيرازي: ص 354، العدد القويّة: ص 89 ح 153، فرائد السمطين: ج 2 ص 321 ح 572.
(511) الفتن لابن حمّاد: 1 / 313 ح 94.
(512) كمال الدين للصدوق: ص 269 باب: (24) ح 12، والهداية الكبرى: ص 374.
(513) كمال الدين ص 317 باب: (30) ح 4.
(514) الغيبة للطوسي: ص 425 ح 410.
(515) الصراط المستقيم: 2 / 258 باب (11).
(516) كمال الدين للصدوق: 2 / 653 باب: (57) ح 17.
(517) دلائل الإمامة: ص 479 ح 470، وشرح الأخبار: 1 / 124 ح 54.
(518) أمالي الشجري: 2 / 84.
(519) الفتن لابن حماد: 1 / 334 ح 965.
(520) بيان الكنجي: ص 512 باب: (16).
(521) كمال الدين: 1 / 315 باب: (29) ح 2.
(522) مقاتل الطالبيّين: ص 43.
(523) مناقب محمّد بن سليمان الكوفي: ج 2 ص 128.
(524) كفاية الأثر ص 223.
(525) كفاية الأثر: ص 224.
(526) كفاية الأثر: ص 226.
(527) كمال الدين: ص 317 باب: (30) ح 1.
(528) الغيبة للنعماني: باب: (12) ح 9، والغيبة للطوسي: ص 437 ح 429.
(529) كمال الدين: 1 / 317 باب: (30) ح 2.
(530) كمال الدين: 1 / 318 باب: (30) ح 5.
(531) المحاسن: ص 61 باب: (80) ح 104.
(532) الخصال: ص 541 ح 14.
(533) كمال الدين للصدوق: ص 322 باب: (31) ح 3.
(534) كمال الدين: 2 / 323 باب: (31) ح 7.
(535) كمال الدين: 1 / 322 باب: (31) ح 6.
(536) الغيبة للنعماني: ص 253 باب: (14) ح 13 و19 و22.
(537) الكافي: 8 / 212 ح 258.
(538) كمال الدين: ص 670 باب النوادر ح 7، الكافي: 1 / 231 ح 3، بصائر الدرجات: ص 408 ح 54، الغيبة للنعماني: ص 238 ح 29.
(539) الفتن لابن حماد: ص 213.
(540) الإرشاد: 2 / 381.
(541) الكافي 1 / 465 ح 6، وأمالي الطوسي: المجلس: (14) ح 92.
(542) بحار الأنوار: 52 / 389 ح 208.
(543) بحار الأنوار: 52 / 389 ح 200.
(544) كمال الدين: 2 / 345 باب: (33) ح 31.
(545) كمال الدين للصدوق: ص 361 باب: (34) ح 5.
(546) جمال الأسبوع: ص 285.
(547) مصباح المتهجّد: ص 708.
(548) الغيبة للنعماني: ص 208 (12) ح 14.
(549) فلاح السائل: ص 199.
(550) كمال الدين: 2 / 376 باب: (35) ح 7.
(551) الكافي: 1 / 341 ح 25.
(552) مصباح المتهجّد: ص 326.
(553) عيون أخبار الرضا: 1 / 233 باب: (28) ح 58.
(554) الأنعام: 164.
(555) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 247 باب: (28) ح 5، وعلل الشرايع: ص 229 باب: (164) ح 1.
(556) كمال الدين: ص 278 باب: (36) ح 3.
(557) الموتور بوالده: أي قتل والده ولم يطلب بدمه، والمراد بالوالد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أو الإمام الحسين (عليه السلام) أو جنس ليشمل جميع الأئمّة (عليهم السلام) لأنّهم قتلوا ولم يطلب بثأرهم.
(558) الغيبة للنعماني: ص 178 ح 22، ونحوه في دلائل الإمامة: ص 261.
(559) كمال الدين: ص 377 باب: (36) ح 1.
(560) كمال الدين: ص 378 باب: (36) ح 2.
(561) الغيبة للنعماني: ص باب: (18) ح 10.
(562) كمال الدين: ص 383 باب: (37) ح 10، وكفاية الأثر: ص 288.
(563) الكافي: 1 / 328 وص 332 ح 1، والهداية الكبرى: ص 87.
(564) الكافي: 1 / 341 ح 24، وكمال الدين: ص 381 باب: (37) ح 4، والإمامة والتبصرة: ص 131 ح 137.
(565) عيون أخبار الرضا: 2 / 272 باب: (68). من لا يحضره الفقيه: 2 / 609 ح 3213.
(566) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 272 - 278 باب: (68) ح 1. من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 609 ح 3213. التهذيب: ج6 ص 95 - 102 باب: (46) ح 1.
(567) كمال الدين للصدوق: ص 384 باب: (38) ح 1.
(568) كمال الدين: ص 408 باب: (38) ح 4.
(569) كمال الدين: ص 409 باب: (38) ح، وكفاية الأثر: ص 292.
(570) كمال الدين: ص 408 باب: (38) ح 7.
(571) الخرائج: 1 / 478 باب: (13) ح 19.
(572) كمال الدين: 2 / 441 باب (43) ح 12، وإثبات الوصيّة: ص 221، والهداية للخصيبي: ص 358، الغيبة للطوسي: ص246 ح 215.
(573) من لا يحضره الفقيه: 2 / 520 ح 3115، وكمال الدين: ص 440 (43) ح 9، الغيبة للطوسي: ص 364 ح 330.
(574) المستجار: موضع من جدار الكعبة المشرفة يقرب من الركن اليماني - وهو محلّ انشقاق جدار البيت لفاطمة بنت أسد (عليهما السلام) حينما جاءها المخاض وهي تطوف حول الكعبة فدخلت في الكعبة وولدت عليّاً وخرجت من نفس المكان يوم الثالث وعلى يديها عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) - وهو محلّ استجابة الدعاء، رزقنا الله وإيّاكم لزيارة هذا المكان الشريف إن شاء الله.
(575) كمال الدين: ص 440 باب: (43) ح 10.
(576) كمال الدين: ص 483 باب: (45) ح 4. الغيبة للطوسي: ص 290 ح 247.
(577) كمال الدين: ص باب: (43) ح 18، والغيبة للطوسي: ص 253 ح 223، والخرائج: 2 / 784: (15) ح 110.
(578) كمال الدين: ص 330 باب: (32) ح 16، ومختصر إثبات الرجعة: ص 216.
(579) في نسخة «وظنّوا بالطعام».
(580) 86 / هود / 11.
(581) كمال الدين: ص 330 باب: (32) ح 16، ومختصر إثبات الرجعة: ص 216.
(582) الكافي: 1 / 331 ح 7، والإرشاد: 2 / 352.
(583) كمال الدين: ص 437 ح 6، وعنه في ينابيع المودّة: بتخليص: ص 63.
(584) كمال الدين: ص 440 باب: (43) ذيل الحديث: (6).
(585) كمال الدين: ص448 باب: (43) ح 13.
(586) كمال الدين: ص 453 باب: (43) ح 20.
(587) كمال الدين: ص 470 باب: (43) ح 24.
(588) 60 / غافر / 40
(589) 186 / البقرة / 2.
(590) 53 / الزمر / 39.
(591) كمال الدين: ص 445 ح 19.
(592) مؤنس الحزين في معرفة الحقّ واليقين، من مصنّفات أبي جعفر محمّد بن بابويه القمي (رحمه الله).
(593) في النسخة: «وتسعين» ولا ريب أنّه مصحف.
(594) بحار الأنوار: ج 53 ص 230 نقلاً عن تاريخ قم للشيخ حسن بن محمّد بن الحسن القمي من معاصري الشيخ الصدوق من أعلام القرن الرابع.
(595) يراجع البلد الأمين، لعلّ الصحيح هو: «البأس».
(596) جنّة المأوى للمحدّث النوري، المطبوع في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 3 ص 226 - 227، الحكاية السادسة.
(597) جنة المأوى للمحدّث النوري: في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 225 - 226، الحكاية الخامسة.
(598) جنّة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهدي (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج53 ص237، الحكاية الحادية عشرة.
(599) جنة المأوى للمحدّث النوري: في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 237 - 238، الحكاية الثانية عشرة.
(600) جنة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 255 - 256، الحكاية الخامسة عشرة.
(601) جنة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 275، الحكاية الأربعون.
(602) جنة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 302، الحكاية الرابعة والخمسون.
(603) جنة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 300، الحكاية الخمسون.
(604) جنة المأوى للمحدّث النوري: المطبوع، في آخر ترجمة الإمام المهديّ (عليه السلام) من بحار الأنوار: ج 53 ص 252، الحكاية الثانية والعشرون.
(605) هذا هو الظاهر الموافق للبلد الأمين، وما بين المعقوفات منه، وفي المهج: «ففتحنا... وفجّرنا».
(606) وتنصرني (خ ل).
(607) (52 / مريم / 19).
(608) (12 / التحريم / 66).
(609) (39 / الرعد / 13).
(610) (88 / يونس / 10).
(611) (89 / يونس / 10).
(612) (75 / الصافّات / 37).
(613) مهج الدعوات / ص 285 - 293، والبلد الأمين: ص 293 - 402.
(614) المصباح للكفعمي: 404، والبلد الأمين: ص 157.