الصحيفة المباركة المهديّة

الصحيفة المباركة المهديّة
مجموعة مهمّة من الصلوات والأدعية والزيارات و...
الصادرة عن الناحية المقدّسة أو الواردة عن سائر المعصومين (عليهم السلام) حول الإمام القائم المنتظر (عجّل الله فرجه)

المؤلّف: السيّد مرتضى المجتهدي السيستاني
الناشر: منشورات الماس
المطبعة: نينوا
الطبعة: الاُولى شعبان المعظّم 1433 هـ ق

فهرس موضوعات الكتاب

قصيدة تفضّل بها الشاعر العبقريّ محمّد باقر الإيرواني النجفي
المقدّمة
نكتة مهمّة
طلب معرفة الإمام أرواحنا فداه من الله (عزَّ وجلَّ)
الحياة المعنويّة للإنسان
في ضرورة الدعاء، عقلاً ونقلاً
تأثير الدعاء
آداب الدعاء
1 - الإقبال والتوجّه في الدعاء
2 - اليقين
اليقين وتأثيره في إجابة الدعاء
اليقين وآثاره العجيبة
3 - الاشتغال بالدعاء من جهته
أهميّة المداومة على الدعاء
لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه
أوّل مظلوم في العالم
نصيحة من الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاط (رحمه الله)
التجربة المهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني
في كيفيّة الدعاء بتعجيل فرجه وظهوره صلوات الله عليه تصريحاً وتلويحاً
في المكارم الّتي تحصل بالدعاء له أرواحنا فداه
تفصيل الكلام في بعض آثار الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه
1 - وقوع الفرج له صلوات الله عليه وللداعي
2 - دعاء مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه في حقّ الداعي له بالفرج والنصر
في المواضع الّتي ندبت فيها الإحياء وقلّة المنام مخصوصاً
في الأزمنة المخصوصة به أرواحنا فداه
في الأمكنة الّتي يتأكّد الدعاء لتعجيل الفرج فيها
إقامة مجالس الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)
إهداء ثواب الصلاة وسائر الأعمال إليه أرواحنا فداه
في الأماكن المخصوصة به أرواحنا فداه
1 - مسجد الكوفة
2 - مسجد السهلة
3 - المسجد المقدّس في جمكران
التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة
الاعتياد بعصر الغيبة!
غيّروا أساليبكم الفكريّة!
إلى أمير عالم الوجود
لزوم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه
الانتظار
انتظار الفرج أو الاعتقاد به؟!
المعرفة، أو طريق الانتظار
درك الحضور علامة المعرفة
ما هو معنى الحضور؟
المكانة العظيمة للإمام المنتظر أرواحنا فداه في كلمات أهل البيت (عليهم السلام)
(1) - في الصلوات
1 - صلاة الإمام القائم أرواحنا فداه
2 - صلاة أخرى للحجّة القائم أرواحنا فداه
3 - صلاة المسجد المقدّس في جمكران
4 - كيفيّة الصلاة في مقامه صلوات الله عليه بالحلّة والنعمانيّة
5 - الصلاة المنسوبة إلى مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه لقضاء الحوائج
6 - صلاة التوجّه إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
7 - صلاة الفرج ودعائه، لدفع الشدائد
8 - في صلاة الاستغاثة به أرواحنا فداه
9 - صلاة الهديّة إليه صلوات الله عليه
10 - صلاة الهديّة إليه صلوات الله عليه في يوم الخميس
11 - صلاة الاستغاثة بمولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه في ليلتي الخميس والجمعة
12 - هذه الصلاة بكيفيّة اُخرى
13 - صلاة الحاجة في ليلة الجمعة
14 - صلاة اُخرى
15 - الصلاة في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب
16 - صلاة ليلة النصف من شعبان
17 - صلاة اُخرى في هذه الليلة
(2) - في تعقيبات الصلوات
18 - دعاء يقرأ بعد صلاة الصبح
19 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في تعقيب صلاة الصبح
20 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه بعد صلاة الصبح
21 - دعاء آخر له صلوات الله عليه بعد صلاة الصبح
22 - 24 - أدعية علّمها مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه رجلاً لدفع الشدائد
25 - الدعاء للفرج بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر في الجمعة وغيرها
26 - الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه في تعقيب صلاة الظهر
27 - الدعاء له صلوات الله عليه بعد صلاة العصر
28 - الدّعاء للقائم أرواحنا فداه بعد كلّ صلاة
29 - الدعاء له أرواحنا فداه بعد كلّ فريضة
30 - الدعاء له أرواحنا فداه بعد الصلاة المكتوبة
31 - دعاء يقرأ بعد الصلاة
32 - دعاء منقول عنه صلوات الله عليه في رفع الحوائج
33 - دعاءٌ يقرأ في تعقيب الفرائض يوجب التشرّف
34 - دعاء الرؤية
35 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عقيب الركعتين الاُوليين من صلاة الليل
36 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الركعة الرابعة من صلاة الليل
(3) - في أدعية الاُسبوع
37 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في يوم الخميس
38 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في عصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة
39 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في ليلة الجمعة
حكاية دعاء العلويّ المصريّ
40 - دعاء العلويّ المصريّ للإمام المهديّ أرواحنا فداه يقرأ في الشدائد
يوم الجمعة يوم صاحب الزمان أرواحنا فداه
الأمر بالدعاء في خطبة صلاة الجمعة
فضيلة دعاء الندبة
41 - دعاء الندبة في يوم الجمعة و...
42 - دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) بعد قراءة دعاء الندبة
43 - الدعاء لتعجيل الفرج في عقيب صلاة الفجر في يوم الجمعة
44 - الدعاء لظهوره (عليه السلام) في يوم الجمعة
45 - دعاءٌ آخر لظهوره أرواحنا فداه في يوم الجمعة
46 - دعاءٌ من قرأه عقيب الجمعة يكون من أصحاب القائم صلوات الله عليه
47 - ذكر الصلوات في ظهر يوم الجمعة لمن أراد أن يدرك صاحب الأمر صلوات الله عليه
48 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في يوم الجمعة والعيدين
حكاية صلوات ضرّاب الأصفهاني
49 - صلوات ضرّاب الأصفهاني المرويّة عن مولانا المهديّ صلوات الله عليه
ذكر دعاء الفرج لحسن بن وجناء
50 - الدعاء لظهورهم (عليهم السلام) في عصر الجمعة
51 - دعاء لظهوره صلوات الله عليه في قنوت صلاة الجمعة
52 - فضيلة قراءة سورة الإسراء في ليلة الجمعة
(4) - في أدعية الشهور
53 - الدعاء في ظهر يوم عاشوراء لظهور مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
54 - دعاء آخر في يوم عاشوراء لطلب الثأر مع الإمام المهديّ صلوات الله عليه
55 - دعاء آخر لطلب ثار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء
56 - الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه يقرأ في كلّ يوم من شهر رجب
57 - دعاء آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه يقرأ في كلّ يوم من شهر رجب
58 - الدعاء الثالث يقرأ في أيّام شهر رجب قرئه مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)
59 - دعاء يوم الثالث من شعبان
فضيلة ليلة النصف من شعبان
60 - دعاء ليلة النصف من شعبان
61 - دعاء آخر يقرأ في ليلة النصف من شعبان
فضيلة دعاء كميل في هذه الليلة
62 - دعاء الافتتاح

63 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد كلّ صلاة في شهر رمضان
64 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان
65 - دعاء آخر في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان
66 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان
67 - الدعاء له صلوات الله عليه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان
68 - دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان
69 - الدعاء الثالث لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وفي غيرها
من أدب الشيعة بالنسبة إلى الإمام صلوات الله عليه في يوم عيد الفطر
70 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة
71 - دعاء يوم عيد الغدير من قرئه كان كمن يكون تحت راية القائم صلوات الله عليه وفي فسطاطه من النجباء والنقباء
72 - تسبيح مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه من يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر
(5) - في أدعية المطلقة الّتي لا تختصّ قراءتها بيوم خاصّ
73 - دعاء العهد
في بيان معنى البيعة معه صلوات الله عليه
74 - دعاء العهد الثاني من قرئه يرفع إسمه في ديوان القائم أرواحنا فداه
75 - دعاء أيّام الغيبة
76 - دعاء أيّام الغيبة برواية اُخرى
77 - دعاء المعرفة يقرأ في أيّام الغيبة
78 - دعاء آخر يقرأ في الغيبة
79 - دعاء آخر أيضاً يقرأ في الغيبة
80 - دعاء الغريق
81 - دعاء يصلح لأيّام الغيبة
82 - دعاء آخر يصلح لأيّام الغيبة علّمه في المنام
83 - الدعاء للنجاة من الفتن
84 - دعاء الإمام الجواد (عليه السلام) لرفع الظلم عن العالم
85 - دعاء من قرئه يحفظ من شرّ الدجّال
86 - دعاء الفرج (إلهي عظُم البلاء)
87 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في حرم الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
88 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في قنوت الصلوات
89 - هذا الدعاء برواية اُخرى
90 - دعاء سيّد الشهداء (عليه السلام) للطلب بدمه
91 - دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام عن ظالميهم بعد شهادة ولده الصغير عبد الله
92 - دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام عن الأعداء
93 - الدعاء لأن يجعل الله الدّاعي من أصحاب القائم صلوات الله عليه
94 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في سجدة الشكر
95 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الساعة المخصوصة به
96 - الدعاء الثاني في الساعة المخصوصة به صلوات الله عليه
97 - دعاء السفر في الساعة المخصوصة به أرواحنا فداه
98 - الصلاة على مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
99 - الدعاء عند وقوع الصيحة
100 - الدعاء للفرج في يوم الظهور
101 - دعاء الشيعة عند خروج مولانا القائم أرواحنا فداه
102 - دعاء لمن أراد التشرّف بخدمته صلوات الله عليه
103 - الطريق إلى مشاهدته أرواحنا فداه بقراءة السور المباركة الكوثر والتوحيد وآل عمران
104 - الصلاة على سيّدتنا النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليه
105 - من خواصّ سورة يس
106 - فضيلة سور المسبّحات
107 - فضيلة قراءة سورة الكهف
108 - قراءة سورة القارعة توجب الأمن من فتنة الدجّال
(6) - في أدعية مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
109 - قراءته صلوات الله عليه سورة القدر قبل ولادته (عليه السلام)
110 - قراءته أرواحنا فداه القرآن قبل ولادته (عليه السلام) برواية اُخرى
111 - في ما قرئه أرواحنا فداه بعد ولادته وقراءته القرآن
112 - دعائه صلوات الله عليه عند ولادته برواية اُخرى
113 - دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته وقراءته (عليه السلام) كتب السماويّة
114 - دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته
115 - دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته
116 - الدعاء عند العطاس
117 - دعائه أرواحنا فداه عند البيت
118 - دعاءٌ آخر عند البيت
119 - تحميده صلوات الله عليه لله عند ملاقاته إبراهيم بن مهزيار
120 - الدعاء المرويّ عنه صلوات الله عليه عند شروع الصلاة
121 - دعاء الإمام العالم الحجّة أرواحنا فداه
122 - دعاء سهم الليل
123 - دعاءٌ آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه
124 - دعاء آخر عن الإمام الحجّة أرواحنا فداه
125 - دعاء آخر عنه صلوات الله عليه
126 - دعاء عظيم الشأن لقضاء الحوائج
127 - دعاء أمر بكتابته وغسله وشربه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه للشفاء عن الأمراض
128 - الدعاء للنجاة من الشدائد والحفظ من اللصوص
129 - دعاء مرويّ عنه صلوات الله عليه للنجاة من الضيق والشدّة
130 - حرز لمولانا القائم أرواحنا فداه
131 - دعاء الحجاب لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
132 - دعائه أرواحنا فداه في أوّل ظهوره
133 - دعائه صلوات الله عليه عند العبور عن وادي السلام
134 - نقش خاتم مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
(7) - في الأدعية الّتي دعا بها مولانا الحجّة (عليه السلام) للناس أو على الناس وفيه فصلان:
الفصل الأوّل: في الأدعية الّتي دعا بها مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه للنّاس
135 - دعائه أرواحنا فداه في السرداب للشيعة
136 - دعائه أرواحنا فداه لشيعته
137 - دعاء آخر عنه أرواحنا فداه لشيعته
138 - دعائه أرواحنا فداه لنسيم الخادمة
139 - دعائه صلوات الله عليه للعمري وابنه (رضوان الله عليهما)
140 - دعائه صلوات الله عليه لمحمّد بن عثمان وأبيه (رضوان الله عليهما)
141 - دعائه أرواحنا فداه لمحمّد بن عثمان وفيه دعاء لعثمان بن سعيد (رضوان الله عليهما)
142 - الدعاء للشيخ أبي القاسم حسين بن روح (قدّس سرّه)
143 - دعائه أرواحنا فداه لإبراهيم بن مهزيار
144 - دعائه أرواحنا فداه في التوقيع إلى محمّد بن إبراهيم
145 - دعائه أرواحنا فداه في التوقيع إلى عليّ بن محمّد السمري (رضوان الله عليه)
146 - دعائه أرواحنا فداه للحميري
147 - دعاء آخر للحميري
148 - دعائه أرواحنا فداه لأبي العبّاس محمّد بن جعفر القمي الحميري
149 - دعائه أرواحنا فداه لإسحاق بن يعقوب في التوقيع إليه
150 - دعاء آخر لأحمد بن إسحاق في التوقيع إليه
151 - دعائه أرواحنا فداه لأبي الحسن الخضر
152 - دعائه أرواحنا فداه لعليّ بن الحسين
153 - دعائه أرواحنا فداه لقاسم بن علاء
154 - دعائه صلوات الله عليه لحسن بن القاسم بن العلاء
155 - دعائه صلوات الله عليه للصقريّ
156 - دعائه صلوات الله عليه للرجلين من أهل مصر
157 - دعائه صلوات الله عليه لوالدي محمّد بن يزداذ
158 - دعائه أرواحنا فداه لبعض المؤمنين
159 - دعائه صلوات الله عليه لمحمّد بن شاذان بن نعيم
160 - دعائه أرواحنا فداه للشيخ المفيد في التوقيع إليه
161 - دعائه أرواحنا فداه للشيخ المفيد (قدّس سرّه) في توقيع آخر
162 - دعاء آخر للشيخ المفيد (قدّس سرّه)
163 - دعائه أرواحنا فداه للسيّد حمّود ابن السيّد حسّون
الفصل الثاني: في الأدعية الّتي دعا بها مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه على الناس
164 - دعائه أرواحنا فداه على معاوية
165 - دعائه صلوات الله عليه على الشلمغاني وأمثاله
166 - دعائه صلوات الله عليه على أحمد بن هلال العبرتائي
167 - دعائه أرواحنا فداه على مدّعي البابيّة
168 - دعائه أرواحنا فداه على أهل الغلوّ
169 - دعائه أرواحنا فداه على بني شيصبان على ما رواه عليّ بن إبراهيم بن مهزيار
170 - دعائه أرواحنا فداه على من أكل من أموالهم في جواب سؤالات الأسدي
171 - دعائه أرواحنا فداه على من أكل من أموالهم حراماً في التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد (قدّس سرّه)...
172 - دعائه صلوات الله عليه على من سمّاه في محفل من الناس
(8) - في الأدعية الّتي نقلها مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام)
173 - دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشدائد المنقول عن مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه
حكاية حرز اليماني
174 - حرز اليماني (النسخة الاُولى)
175 - الحرز اليماني (النسخة الثانية)
176 - الحرز اليماني (النسخة الثالثة)
177 - الحرز اليماني (النسخة الرابعة) وهي النسخة المخطوطة للسيّد بحر العلوم أعلى الله مقامه
اختتام دعاء السيفي
اختتامٌ آخر
178 - الحرز اليماني (النسخة الخامسة) وهي النسخة الثانية المنسوبة إلى السيّد بحر العلوم (قدّس سرّه)
179 - دعاء الحريق يقرأ في الصباح
180 - دعاء الإلحاح للإمام الصادق (عليه السلام) المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
181 - دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الفريضة المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
182 - دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في سجدة الشكر المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
183 - دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) في المسجد الحرام المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
184 - دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) في عقيب الصلاة المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
حكاية دعاء العبرات
185 - دعاء العبرات يقرأ في المهمّات
186 - النسخة الثانية لدعاء العبرات
ونختم هذا الباب بدعاء زكريّاء النبيّ (عليه السلام) المنقول عن مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه
(9) - في الاستخارات المرويّة عن مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
الاستخارات
هل للاستخارة وقت خاصّ أم لا؟
لزوم الاستخارة
دعاء الاستخارة آخر مرسوم خرج عن الناحية المقدّسة
187 - الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في الاستخارات
نكتةٌ مهمّة
ما قاله أرواحنا فداه في جواز الاستخارة بالصلاة والرقاع وعدم جوازها بالخواتيم
188 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالقرآن
189 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالقرآن
190 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في دعاء آخر للاستخارة بالقرآن
191 - كيفيّة الاستخارة بالقرآن المنقول عن الآخوند الهمداني (رحمه الله)
192 - الاستخارة بالرقاع المرويّة عن مولانا الحجّة صلوات الله عليه
انواع الاستخارة بالتسبيح المرويّة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
193 - الاستخارة الاُولى بالسبحة
194 - الاستخارة الثانية بالسبحة
195 - الاستخارة الثالثة بالسبحة
196 - الاستخارة الرابعة بالسبحة
197 - الاستخارة الخامسة بالسبحة
(10) - في إرسال الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
الرقعة
قضيّة للرقعة إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قضيّة اُخرى لكتابة الرقعة إليه صلوات الله عليه
198 - كيفيّة كتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
199 - كتابة الرقعة إلى الله تعالى وإلى الإمام الحجّة أرواحنا فداه
200 - الرقعة الكشمرديّة تجعل في طيّ رقعة الإمام أرواحنا فداه
201 - النسخة الثانية للرقعة الكشمرديّة
202 - الرقعة الاستغاثة الاُخرى إلى الإمام الحجّة صلوات الله عليه
(11) - في التوسّل بمولانا بقيّة الله صلوات الله عليه
التوسّل
حكاية دعاء التوسّل للخواجة نصير (رحمه الله) الّذي علّمه إيّاه مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
دعاء الاعتصام للخواجة نصير الدين الطوسي (رحمه الله)
203 - دعاء التوسّل المعروف بدعاء التوسّل للخواجة نصير (رحمه الله)
204 - التوسّل بمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
205 - التوسّل بمولانا القائم أرواحنا فداه في الشدائد
206 - توسّلٌ آخر بمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
207 - التوسّل به صلوات الله عليه في كلّ أمر صعب (يا فارس الحجاز)
208 - التوسّل به أرواحنا فداه أيضاً في كلّ أمر صعب (يا محمّد يا عليّ)
209 - توسّل آخر به أرواحنا فداه (يا صاحب الزّمان)
210 - توسّل آخر به صلوات الله عليه
211 - التوسّل به أرواحنا فداه في الشدائد (يا حجّة القائم)
212 - التوسّل لدفع المرض
213 - التوسّل بمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الاثنين والخميس
(12) - في الزيارات
في استحباب زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في كلّ زمان ومكان
في بيان إهداء ثواب الزيارات إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
آداب الزيارة
214 - الزيارة الرجبيّة يزار بها كلّ المشاهد في شهر رجب
215 - زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الأحَد المنقول عن مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
216 - زيارة الناحية المقدّسة
217 - زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء
218 - زيارة الشهداء
219 - دعاء يقرأ للإستيذان قبل الورود في حرم الأئمّة (عليهم السلام) والسرداب المقدّس
220 - زيارة الإمامين العسكريّين (عليهما السلام)
221 - زيارة الإمام الهادي (عليه السلام)
222 - زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
223 - زيارة اُمّ القائم (عليهما السلام)
224 - زيارة عمّة القائم في حرم العسكريّين (عليهم السلام)
225 - زيارة مولانا القائم أرواحنا فداه في السرداب المقدّس
226 - زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
227 - زيارة ثالثة لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
228 - زيارة رابعة في السرداب المقدّس
229 - زيارة خامسة لمولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه
230 - زيارة سادسة يُزار بها مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
231 - زيارة آل يس
232 - زيارة الندبة
233 - زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الجمعة
234 - زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه يزار بها في المضائق والمخاوف
235 - زيارة مختصرة لمولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه
236 - زيارة مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه في الحرم المطهّر الرضوي
237 - زيارة للخلف القائم أرواحنا فداه
238 - كيفيّة التسليم عليه أرواحنا فداه
239 - كيفيّة التسليم عليه أرواحنا فداه بنحو آخر
(13) - في زيارة نوّاب مولانا القائم (عليه السلام) وما نقلوه من الأدعية والزيارات غير ما نقلوه في الأبواب السابقة
240 - زيارة أبواب الإمام الحجّة أرواحنا فداه
241 - زيارة النائب الأوّل عثمان بن سعيد (قدّس سرّه)
242 - صلاة الحاجة، عن مولانا محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
243 - دعاء عظيم الشأن، عظّمه النائب الثاني محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
244 - دعاء السمات المرويّ عن النائب الثاني محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
245 - دعاء يوم عيد الفطر المرويّ عن محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
246 - زيارة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير المنقولة عن عثمان بن سعيد وحسين بن روح
247 - زيارة مولانا الصادق (عليه السلام) المنقولة عن عثمان بن سعيد وحسين بن روح (قدّس سرّه)ما
248 - دعاء الخضر (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل
قنوتات الأئمّة (عليهم السلام)، رواها النائب الثالث حسين بن روح (قدّس سرّه)
249 - قنوت الإمام الحسن (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
250 - دعاء الإمام الحسن (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
251 - قنوت الإمام الحسين (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
252 - دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
253 - قنوت الإمام السجّاد (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
254 - دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
255 - قنوت الإمام الباقر (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
256 - دعاء الإمام الباقر (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
257 - قنوت الإمام الصادق (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
258 - دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
259 - قنوت الإمام الكاظم (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
260 - دعاء الإمام الكاظم (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
261 - قنوت الإمام الرضا (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
262 - قنوت الإمام الجواد (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
263 - دعاء الإمام الجواد (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
264 - قنوت الإمام الهادي (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
265 - دعاء الإمام الهادي (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
266 - قنوت الإمام العسكري (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
267 - دعاء الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
268 - قنوت مولانا الحجّة صلوات الله عليه برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
269 - دعاء مولانا الحجّة أرواحنا فداه في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
270 - نقش خاتم مولانا أبي جعفر السمّان (قدّس سرّه)
(14) - في الأدعية الواردة لظهوره صلوات الله عليه في سائر الدعوات
271 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
272 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)
273 - الدعاء للفتح والظفر في دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام)
274 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء السجدة بعد زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
275 - في دعاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) لطلب الفرج ودفع الهمّ
276 - الدعاء للفرج في التسليم على فاطمة الزهراء (عليها السلام)
277 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلاة على السيّدة النّساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
278 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد صلاة زيارتها (عليها السلام)
279 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام)
280 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاءٍ آخر للإمام زين العابدين (عليه السلام)
281 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام)
282 - دعاءٌ آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام) في الدعاء على أهل الشام
283 - الدعاء لظهوره ورؤيته أرواحنا فداه في حرز الإمام زين العابدين (عليه السلام)
284 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في حرز آخر للإمام زين العابدين (عليه السلام)
285 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام)
286 - دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) لظهوره أرواحنا فداه
287 - دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) لإحياء الشيعة في عصر الظهور
288 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء عظيم لمولانا الصادق (عليه السلام)
289 - الدعاء له أرواحنا فداه في دعاء الإمام الصادق (عليه السلام)
290 - الشهادة بظهوره صلوات الله عليه في دعاء الإمام الهادي (عليه السلام)
291 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعد ولادة مولانا القائم (عليه السلام)
292 - ما ورد فيه صلوات الله عليه في دعاء العديلة الكبيرة
293 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء العديلة الصغيرة
294 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاحتراز
295 - ذكر الأولياء والأبدال في دعاء كنز العرش
296 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء كنز العرش
297 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الفرج
298 - إظهار الإيمان به صلوات الله عليه في الدعاء للأمن والأمان
299 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء المرويّ في الاستغاثة
300 - ذكره صلوات الله عليه في الدعاء لسعة الرزق
301 - الدعاء للخدمة للأبدال وأوليائه صلوات الله عليه في دعاء المناجاة
302 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالمصحف
303 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الثناء والمسألة
304 - الدعاء لتعجيل الفرج في دعاء الساراي
305 - الدعاء له صلوات الله عليه في دعاء المستجاب
306 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء عشرات
307 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
308 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في بعض الصلوات
309 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء معاشر أهل البيت (عليهم السلام)
310 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في دعاء معاشر أهل البيت (عليهم السلام)
311 - الدعاء للفرج في قنوت الأئمّة (عليهم السلام)
312 - دعاءٌ آخر للفرج في قنوت الأئمّة (عليهم السلام)
313 - الدعاء للفرج في قنوت صلاة الفجر
314 - الدعاء لتعجيل الفرج في الدعاء في قنوت صلاة الفجر
315 - الدعاء لتعجيل الفرج في قنوت صلاة الصبح
316 - الدعاء للفرج في قنوت ظهر الجمعة
317 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد كلّ صلاة
318 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في تعقيب الصلوات
319 - الدعاء له صلوات الله عليه في الدعاء بعد الفرائض
320 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الصلاة الّتي يصلّيها المظلوم
321 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الصلاة للانتقام الظالم
322 - الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الدعاء بعد صلاة جعفر (عليه السلام)
323 - الاستعاذة من فتنة الدجّال في الدعاء بعد صلاة الحاجة
324 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد صلاة تصلّيها فاطمة الزهراء (عليها السلام)
325 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد صلاة عيد الفطر
326 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء يقرأ بعد صلاة الصبح
327 - التعوّذ من غلبة الدجّال في تعقيب صلاة الصبح
328 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الصلاة في الليلة الجمعة
329 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلوات عقيب صلاة الظهر من يوم الجمعة
330 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء طويل يقرأ في يوم الجمعة
331 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الطويل، يقرأ في يوم الجمعة
332 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الظهر من يوم الجمعة
333 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في يوم الجمعة
334 - ذكره صلوات الله عليه في دعاء يقرأ في ليلة السبت
335 - الرجاء للظهور في دعاء ليلة الأحد
336 - الدعاء له صلوات الله عليه في الصباح والمساء
337 - الإقرار به أرواحنا فداه في دعاء يقرأ في كلّ صباح
338 - ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في أوّل الصبح
339 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء ما بين زوال الشمس إلى الغروب
340 - الدعاء لهلاك الأعداء كلّهم في دعاء اليوم الخامس والعشرين من كلّ شهر
341 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه عند دخول شهر رمضان
342 - الدعاء للفرج في دعاء كلّ يوم من شهر رمضان وأوّل ليلة منه
343 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الّذي يقرأ في كلّ يوم من شهر رمضان
344 - الدعاء له صلوات الله عليه في دعاء يقرأ في كلّ يوم من شهر رمضان
345 - الدعاء لإيجاد حالة الانتظار في دعاء الليلة الثانية من شهر رمضان
346 - الدعاء للفرج في دعاء الليلة السادسة من شهر رمضان
347 - الدعاء للفرج في دعاء اليوم الثامن من شهر رمضان
348 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الليلة الثانية عشر من شهر رمضان
349 - الدعاء لتعجيل الفرج في دعاء الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان
350 - الدعاء للفرج في دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان
351 - الدعاء للفرج في دعاء اليوم العشرين من شهر رمضان
352 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء آخر في اليوم العشرين من شهر رمضان
353 - الدعاء للفرج في دعاء اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان
354 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء في ليلة القدر
355 - الدعاء للفرج في الدعاء بعد الصلاة في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
356 - الدعاء للفرج عند الذهاب إلى صلاة عيد الفطر
357 - الدعاء لنصرته صلوات الله عليه في يوم عيد الفطر
358 - ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عرفة
359 - ذكره صلوات الله عليه في الدعاء بعد زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في يوم عرفة
360 - الدعاء للأمن من شرّ الدجّال في دعاء عيد الأضحى
361 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الوارد في يوم عيد الغدير
362 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عيد الغدير
363 - الدعاء للفرج في الدعاء في يوم عيد الغدير
364 - ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عيد الغدير
365 - الدعاء للفرج في دعاء آخر في يوم عيد الغدير
366 - دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في دعاء يوم المباهلة
367 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الزيارة في يوم عاشوراء
368 - الدعاء للفرج في دعاء يوم مولد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
369 - الإقرار بالرجعة في الدعاء بعد زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان
370 - الدعاء لإيجاد حالة الانتظار في الدعاء عقيب صلاة اللّيل في ليلة النصف من شعبان
371 - الدعاء لأن يكون الدّاعي من أنصاره صلوات الله عليه
372 - التعوّذ من غلبة الدجّال
373 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء لدفع العقارب
374 - ذكره صلوات الله عليه في بعض الرقاع
375 - ذكره صلوات الله عليه في رقعة اُخرى
376 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الوداع بالنيابة
377 - ذكر ظهوره أرواحنا فداه في الدعاء عند أخذ التربة
378 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء كنز العرش
379 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء الفرج
380 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء الاعتقاد
381 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء قاف
382 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء توسّل آخر
383 - التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء الوارد بعد صلاة الحاجة في يوم الجمعة
384 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء رقعة الحاجة
385 - التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء في رقعة اُخرى للحاجة
386 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء ليلة السبت
387 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء السفر
388 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل
389 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
390 - توسّل آخر به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
391 - التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بالقرآن
392 - التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء في ليالي شهر رمضان
(15) - في الأدعية الواردة حول ظهوره صلوات الله عليه في الزيارات
393 - الإقرار بالظهور والرجعة في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
394 - الإقرار بالظهور في زيارة اُخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام)
395 - الإقرار بالرجعة في زيارة اُخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام)
396 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
397 - ذكره صلوات الله عليه في إحدى زيارات أمير المؤمنين (عليه السلام)
398 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في وداع أمير المؤمنين (عليه السلام)
399 - التوسّل به صلوات الله عليه في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
400 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
401 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الروضة
402 - الشهادة بظهوره صلوات الله عليه في التسليم على سيّد الشهداء (عليه السلام)
403 - التوسّل به صلوات الله عليه في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
404 - ذكر انتقامه صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
405 - ذكر الوعد بالنصر والفتح في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
406 - البشارة بالظهور في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
407 - دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
408 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
409 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
410 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
411 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
412 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات لسيّد الشهداء (عليه السلام)
413 - الدعاء للرجعة في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
414 - الشهادة بالرجعة والانتقام في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
415 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
416 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
417 - الدعاء للفرج في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
418 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
419 - الإقرار بالرجعة في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
420 - الدعاء للرجعة في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
421 - ذكره صلوات الله عليه في زيارة يوم عرفة
422 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات يوم عاشوراء
423 - ذكره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات في يوم عاشوراء
424 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات في يوم عاشوراء
425 - الدعاء للانتقام من الأعداء في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء
426 - الشهادة بالظهور والرجعة في زيارة الأربعين
427 - الدعاء لأوليائه صلوات الله عليه في زيارة أربعين
428 - الدعاء لفرجه صلوات الله عليه في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر جمادي الاُولى
429 - الشهادة بالظهور والرجعة في زيارة مولانا أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
430 - البشارة بانتقامه صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
431 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
432 - ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى للشهداء
433 - الشهادة بالرجعة والظهور في زيارة الشهداء
434 - الشهادة بالقيام والانتقام في زيارة الشهداء
435 - إظهار التهيّؤ لنصرته صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
436 - الدعاء للفرج في زيارة مسلم (عليه السلام)
437 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام)
438 - الدعاء للفرج في زيارة مولانا عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)
439 - ما ورد له صلوات الله عليه في زيارة سيّدتنا فاطمة المعصومة (عليها السلام)
440 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سيّدتنا فاطمة المعصومة (عليها السلام)
441 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمام الجواد (عليه السلام)
442 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمام الهادي (عليه السلام)
443 - الدعاء للانتقام من ظالمي اُمّه فاطمة الزهراء (عليها السلام) في زيارة الإمام عليّ الهادي (عليه السلام)
444 - ذكره صلوات الله عليه في زيارة الإمام عليّ الهادي (عليه السلام)
445 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى للإمام الهادي (عليه السلام)
446 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة العسكريّين (عليهما السلام)
447 - ذكره أرواحنا فداه في زيارة اُمّه (عليها السلام)
448 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُمّه (عليها السلام)
449 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سائر الأئمّة (عليهم السلام)
450 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في وداع مشاهد أهل البيت (عليهم السلام)
451 - ذكره وزيارته صلوات الله عليه في زيارة الأئمّة (عليهم السلام)
452 - الدعاء لدرك عصر الظهور في الوداع الجامع
453 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات الجامعة
454 - ذكر السلام عليه صلوات الله عليه في زيارة جامعة
455 - الإقرار بالظهور والرجعة في نسخة ثانية للزيارة الجامعة
456 - الإقرار بالظهور والرجعة في هذه الزيارة ثانياً
457 - دعاء آخر للظهور والرجعة في هذه الزيارة
458 - ذكره صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة السابعة
459 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة السابعة
460 - التوسّل به صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة الثانية عشرة
461 - ذكر السلام عليه صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة الرابعة عشرة
462 - الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة جامعة اُخرى
463 - الإقرار بالظهور والرجعة في زيارة جامعة اُخرى
464 - الدعاء له أرواحنا فداه في إحدى زيارات الجامعة
465 - الإقرار بالرجعة في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في ليلة الفطر
466 - الإقرار بالرجعة في زيارة ليلة عرفة
467 - الإقرار بالرجعة في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة
(16) - في بيان ما أمر بإتيانه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وفيه فصلان:
الفصل الأوّل: في بعض التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدّسة
1 - التوقيع في فضيلة سورتي القدر والإخلاص في الصلاة
2 - التوقيع في فضيلة سجدة الشكر بعد الفريضة
3 - التوقيع في فضيلة السجدة على اللوح وبيان اُمور اُخرى
4 - التوقيع في أفضل أوقات صلاة جعفر الطيّار (عليه السلام) و...
5 - التوقيع في وجوب التكبير وعدمه عند القيام للركعة الثانية
6 - توقيع آخر في الاقتداء في الصلاة
7 - التوقيع فيمن يصلّى صلاة العصر فاستيقن أنّه لم يصلّ الظهر إلاّ ركعتين
8 - التوقيع فيما يقرأ في الركعتين الأخيرتين
9 - التوقيع في الصلاة في الخزّ
10 - التوقيع في الصلاة مع ثوب القزّ والأبريسم
11 - التوقيع في الصلاة حين طلوع الشمس وغروبها
12 - التوقيع في جواز الصلاة وأمام المصلّي النار والصورة
13 - التوقيع في الصلاة مع الحديد
14 - التوقيع في جواز الصلاة في المحمل...
15 - التوقيع في ردّ اليدين في القنوت
16 - التوقيع في حكم السجدة على غير ما تصحّ السجدة عليه
17 - التوقيع في الصلاة وفي رجليه بطيط
18 - التوقيع في الرجوع إلى رواة الأحاديث في الحوادث الواقعة
19 - التوقيع في المسح على الرجلين
20 - التوقيع في جواب سؤال أحمد بن إسحاق
21 - التوقيع في حرمة ثمن المغنّية
22 - التوقيع في نحر الهدي و...
23 - التوقيع في الاكتفاء بهديٍ واحد في الحجّ
24 - التوقيع في جواز الإحرام في كساء خزّ
25 - التوقيع في بيان بعض المسائل للمحرم
26 - التوقيع في المحرم إذا ترك رفع خشب العمارية و...
27 - التوقيع في استظلال المحرم من المطر
28 - التوقيع في التسبيح بطين القبر
29 - التوقيع في وداع شهر رمضان
30 - التوقيع في الجارية المشروطة
31 - كلامه صلوات الله عليه في تأخير صلاة العشاء والصبح
الفصل الثاني: في ذكر بعض العبادات الّتي إلتفت إليها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
32 - لقاء السيّد أحمد الرشتي بالإمام أرواحنا فداه
33 - صلاة الليل
34 - مدح مولانا بقيّة الله صلوات الله عليه لزيارة الجامعة الكبيرة
35 - الزيارة الجامعة الكبيرة
36 - زيارة عاشوراء
37 - الدعاء بعد زيارة عاشوراء
38 - زيارة أمين الله وفضيلتها
39 - الوداع بعد زيارة أمين الله
40 - زيارة وارث
41 - تشرّف الصالح الصفيّ الحاج عليّ البغدادي
42 - أدعية الصحيفة الكاملة السجّاديّة
خاتمة الكتاب أو الملحقات في بيان أعمال وفضيلة بعض الأماكن وغيرها
1 - فضل مسجد الكوفة، وأنّه مصلّى صاحب الزمان (عليه السلام) في عصر الظهور
الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة الأربعاء
التشرّف إلى مسجد الكوفة في أربعين ليلة من ليالي الجمعة
المداومة على العبادة أربعين يوم أو ليلة
أعمال مسجد الكوفة
ذكر الصلاة والدعاء على دكّة القضاء
ذكر الصلاة والدعاء في بيت الطشت المتّصل بدكّة القضاء
ذكر الصلاة والدعاء في وسط المسجد
صفة صلاة اُخرى عند الباب المذكور
صفة صلاة للحاجة عند الباب المذكور
مناجاة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)
ذكر صلاة الحاجة هناك خاصّة
ذكر الصلاة والدعاء على دكّة الصادق (عليه السلام)
2 - فضل مسجد السهلة، وفيه مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه
أعمال مسجد السهلة
ما يدلّ على أنّ عمل الاستجارة في مسجد السهلة يوجب التشرّف
3 - المسجد المقدّس في جمكران وما يعمل فيه بأمره (عليه السلام)
في فضيلة الدفن في كربلاء
في فضيلة البكاء على سيّد الشهداء (عليه السلام)
في فضيلة الصيام لقيام قائم آل محمّد (عليهم السلام)
في فضيلة الانتظار
قصيدة ابن عرندس الحلّي (رحمه الله) وبيان فضيلتها
فهرس المنابع والمصادر

قصيدة تفضّل بها الشاعر العبقريّ محمّد باقر الإيرواني النجفي في تاريخ كتاب «الصحيفة المباركة المهدية»
باسم النبيّ وآله الأطهار * * * اُبدي الثناء والمدح بالأشعار
هم خير خلق الله سادات الملا * * * والإفتخار بعترة المختار
حجج الإله على العباد وحبّهم * * * فرض بأمر الواحد القهّار
الله فضّلهم بكلّ كرامةٍ * * * وهم الهداة وخيرة الأخيار
هم أولياء الله من والاهم * * * نال النعيم وخصمهم في النار
فوجودهم سرّ الوجود وجودهم * * * عمّ الوجود على مدى الأدوار
والعالمون العاملون بعلمهم * * * والكلّ منهم قدوة الأبرار
فمحمّد هو جدّهم وأبوهمُ * * * أعني عليّاً رمز كلّ فخّار
والاُمّ فاطمة وسيّدة النسا * * * في العالمين وزهرة الأزهار
وأئمّة الإسلام إثني عشرةً * * * والابتداء بحيدر الكرّار
وختامهم مهديّ آل محمّد * * * والربّ غيّبه عن الأنظار
وبيمنه رزق الورى وبه النجا * * * وهو الملاذ لنا من الأخطار
هذا معزّ الأولياء وهادمٌ * * * بنيان أهل الشرك والأشرار
هذا مبيد الظالمين بسطوةٍ * * * جبّارة وبصارم بتّار
ويعيد للإيمان أعظم دولة * * * حقّاً ويقطع دابر الكفّار
هذا هو البدر المنير إذا بدا * * * ويشعّ هذا الكون بالأنوار
وسيملاُ الدنيا بعدل شامل * * * والعدل يشمل سائر الأقطار
ويطهّر الأرض الوسيعة كلّها * * * من جور أهل الجور والفجّار
لظهوره نصبو بشوق بالغ * * * ومن الأعادي آخذ بالثار
وبحبّه نشدو ونلهج باسمه * * * طول النهار وفي دجى الأسحار
طوبى لمن قد عدّ من أعوانه * * * والفوز للأعوان والأنصار
وكلامه المأثور سلوان لنا * * * ونشيدنا بكلامه المعطار
وإلى المؤلّف مدحنا وثناؤنا * * * وتحيّة الإجلال والأكبار
قد فاز مجتهديّ سيّد مرتضى * * * بالجدّ في التحقيق باستمرار
فكتابه المختار مصداق له * * * وبمحتواه منوّر الأفكار
وصحيفة مهديّة أرّختها: * * * معنىً مباركةً بنصر الباري 170/ 663/ 342/ 244
وناظمُ الشعر والتاريخ غير خفيّ * * * محمّد الباقر بن الصادق النجفي
جمع المجموع:1419 هجري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة

الحمد لله الّذي خلقنا وأرسل إلينا رسوله خاتم النبيّين، وأظهر لنا ولاية أوليائه الأئمّة المهديّين لكمال الدين(1) وإقبال الأعمال(2)، وهدانا إلى مكارم الأخلاق(3) واكتساب ثواب الأعمال(4)، لندخل في دار السلام(5)، ونخلّد في جنّات الخلود(6)، ونصل إلى المقام الأسنى(7) في جنّة المأوى(8) حتّى نرى الملك يقول لنا: «سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحيمٍ»(9).
ثمّ الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد (صلّى الله عليه وآله) الطيّبين الطاهرين الّذين جاؤوا لبيان تكاليف الأنام(10)، بـ الكلم الطيّب(11)، وإرشاد العباد إلى بحار الأنوار(12) من المصباح(13)، الّذي كأنّه «كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ»(14)، المضيء ل منهاج العارفين(15) الّذين أرادوا مدينة العلم والحكمة فأتوها من باب السعادة(16).
سيّما على خاتمهم وقائمهم، صاحب الدعوة النبويّة، والصولة الحيدريّة، والعصمة الفاطميّة، والحلم الحسنيّة، والشجاعة الحسينيّة، والعبادة السجّاديّة، والمآثر الباقريّة، والآثار الجعفريّة، والعلوم الكاظميّة، والحجج الرضويّة، والجود التقويّة، والنقاوة النقويّة، والهيبة العسكريّة، والغيبة الإلهيّة، القائم بالحقّ، والدّاعي إلى الصدق المطلق، كلمة الله وأمان الله وحجّة الله، الغالب بأمر الله والذّابّ عن حرم الله، إمام السرّ والعَلَن، رافع الكرب والمِحَن، صاحب الجود والمنن، الإمام بالحقّ أبي القاسم محمّد بن الحسن صاحب العصر والزّمان، خليفة الله وإمام الإنس والجانّ، الّذي هو النجم الثاقب(17) في الليل الديجور، والأمان من أخطار الأسفار والأزمان(18)، والجُنّة الواقية(19) في البأساء والضرّاء.
وهذا الكتاب بضاعة مزجاة من العبد الضعيف الفاني، وهديّة إليك أيّها المولى الرؤوف العالي، فإن تقبّلته منّي فمن منن الله الملك المنّان الّذي مَنّ عليَّ بوجودك وجودك يا صاحب الزمان، وبقبولك يكون الكتاب الباقيات الصالحات(20) وزاد المعاد(21) في يوم «لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونٌ»(22)، ويكون فلاح السائل(23) ومصباح المتهجّد(24) لمن قرئه وطلب مفتاح الفلاح(25) ل فتح الأبواب(26).
فبقبولك الحسن يا صاحب الجود والمنن، يصير هذا الكتاب تبصرة الوليّ(27) في كشف مفاتح الغيب(28) لمن قرئه مع التأمّل والترتيل، ويدخل إن شاء الله في زمرة أوليائك المقرّبين، الّذين هم العدد القويّة(29)، أعدّهم الله تعالى لنصرك وعونك.
ف «يا أَيُّهَا الْعَزيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ الله يَجْزِي الْمُتَصَدِّقينَ»(30).
وهذه مجموعة من الصلوات والأدعية والزيارات و... الصادرة عن الناحية المقدّسة العليا، أو المنقولة حول صاحب الولاية الكبرى في العالمين وبقيّة الله في الأرضين الحجّة بن الحسن العسكري، عليه وعلى آبائه الطيّبين الطاهرين وأولاده المكرّمين أفضل التحيّة والسلام.
والمؤلّف قد سعى في تأليف ما وصل إليه من الأدعية والزيارات و... المذكورة في الكتب المعتبرة(31)، وإن لم يدّع أنّ الكتاب مجموعة جامعة كاملة.
لأنّ عصر الغيبة وافتراقنا عن إمامنا الحجّة صلوات الله عليه، قد أخذ عنّا كثيراً من الأدعية الصادرة عن الناحية المقدّسة، وكذلك كثيراً من الصلوات والزيارات والأذكار، لأنّنا مع الأسف في عصر الغيبة في البُعد والغفلة عن ساحته الشريفة، فلم ندر ما صدرت عن ناحيته المقدّسة؟
فقد وصل عنه صلوات الله عليه إلى أوليائه ما كتموه عنّا ولم يسطروه، ونستدلّ لما ذكرنا بما جرى للعالم الربّاني والفقيه الصمداني آية الله المرحوم الشيخ مرتضى الحائري عليه رضوان الله تعالى وهو ما قاله:
كان صديق لي يرتبط مع الإمام الحجّة صلوات الله عليه، ويجيء عندي في بعض الأيّام وكانت مرابطتي معه متداومة إلى أوّل الثورة في ايران، فبعدها لم يجئ عندي ولم أره منذ سنين!
وكانت لي مشكلة قلتها له في أيّام مرابطتي معه وسئلت عنه حلّها وهي: أنّ بعض الطلّاب وغيرهم يراجعونني لأخذ المساعدات وأنا لم أعرف بعضهم ولذلك كنت في شكّ من جواز مساعدتي لهم وعدمه.
لأنّي إن ساعدت من لم أعرفه يحتمل أن يكون غير مستحقّ للمساعدة، وفي صورة عدم مساعدتي له يحتمل أن يكون محتاجاً، فأظهرت هذه المشكلة للرجل المرتبط مع مولاي الحجّة صلوات الله عليه.
فقال لي: أنا آتيك بجوابها عن الإمام (عليه السلام) إن شاء الله. فذهب من عندي وراجعني بعد أيّام وأعطاني دعاءً عن الإمام الحجّة صلوات الله عليه وقال: إن سألك من لم تعرفه فاقرأ هذا الدعاء أوّلاً ثمّ أعطه شيئاً، فإنّ الحجّة (عليه السلام) قال: إذا قرء الدعاء لم يمكن للسائل أن يصرف المال في ما هو غير مرضيّ عندنا.
وكان الدعاء مختصراً وكنت كراراً عند الشيخ الاُستاذ شاهداً لقراءته الدعاء عند رجوع من لم يعرفه إليه.
والغرض من ذكر هذه القضيّة المهمّة الّتي قد لا يتحمّله بعض، أن تعلم أنّه لم يصل إلينا كلّ ما صدر عن الناحية المقدّسة، وكثيراً من الأدعية والزيارات والصلوات كانت في القلوب السليمة من أوليائه، ولم يظهروها للنّاس حتّى دخلوا في القبور.
وقال المحدّث النوري: أخبرني جماعة من ثقات الأصحاب أنّهم رأوا صاحب الأمر (عليه السلام) في اليقظة، وشاهدوا منه معجزات متعدّدات، وأخبرهم بعدّة مغيّبات، ودعا لهم بدعوات مستجابات، وأنجاهم من أخطار مهلكات تضيق عن تفاصيلها الكلمات(32).
وما جمعناه في هذا الكتاب هو الموجود في الكتب المعتبرة. وما حصل لي فهو من ألطاف المولى الكريم، فما رأيت فيه من الحسن والبهاء فهو من تأييدات القائم بالحقّ والدّاعي إلى الصدق المطلق، وما رأيت فيه من النقص والخطاء فمن مؤلّف هذه السطور، المؤمِّل من الله تبارك وتعالى إعطاء الصدق والإخلاص، وأن يجعل الكتاب تذكرةً وطريقاً للتقرّب إليه وإلى وليّه صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه.
ويشتمل الكتاب مضافاً إلى مقدّمته وخاتمته، على أبواب متعدّدة، تشتمل على معارف إلهيّة، واعلموا: «إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً»(33)، «فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا الله قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوُهُ عِنْدَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَحيمٌ»(34).
نكتة مهمّة
إنّ أئمّتنا عليهم الصلاة والسلام لمّا كانوا في جوّ سياسيّ أسّسته الحكومة الملعونة الحبتريّة(35) لأن لا تنعقد الدولة العادلة العلويّة، لم يكن لهم مجال لبيان الأسرار الإلهيّة، لوجود الطغاة الأمويّة والعبّاسيّة، ولذا قال أوّل من غصب حقّه، أمير امرة المحقّة، عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام):
كان لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سرّ لا يعلمه إلّا قليل،... ولولا طغاة هذه الاُمّة لبثثت هذا السرّ(36).
فلم يبيّنوا الأسرار للناس، ولم يبثّوها إلّا إلى قليل منهم من نقبائهم وأفاضل أوليائهم. ولم يمكن لهم إفشاء الأسرار والحقائق المعنويّة لعدم قدرة الناس على التحمّل - لكونهم في الدولة الحبتريّة الّتي تدوم إلى الحكومة الإلهيّة القائميّة، لأنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ»(37) هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم (عليه السلام)(38) -، فأوردوا كثيراً منها تحت عنوان الأدعية والمناجاة، فتحسّسْ عن الأسرار والحقائق فيها.
ثمّ إنّ أهل البيت (عليهم السلام) لم يكن بيانهم للأسرار في الأدعية والزيارات للجوّ السياسي في عصرهم منحصراً بها، بل ذكروا مسائل مهمّة من الاعتقادات والمعارف العالية في الدعوات والمناجاة والزيارات، وتظهر هذه الحقيقة بالرجوع إليها.
ومضافاً إلى ما بيّنوه فيها من الأسرار والاعتقادات، بيّنوا فيها كثيراً من المسائل الّتي لها تأثير أساسي في حياة الإنسان وعلّموا المجتمع البشري أحسن درس من دروس الحياة.
عليك بالدقّة في الصحيفة الكاملة السجّاديّة الّتي أيّد صحّتها الإمام المنتظر أرواحنا فداه حتّى ترى أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) كم بيّن من الحقائق العظيمة في ألفاظ قصيرة بعنوان الدعاء والمناجاة. وبالدقّة في أدعية أخرى من الإمام السجّاد (عليه السلام) ومن سائر أهل البيت (عليهم السلام) تظهر هذه الحقيقة.
فالآن نذكر مثالاً من الدروس الحياتيّة الّتي علّمونا إيّاها في الأدعية:
في المناجاة الإنجيليّة للإمام السجّاد (عليه السلام) ندعو الله تعالى:
أسألك من الهمم أعلاها.
هذا الكلام تنبيهٌ من الإمام زين العابدين (عليه السلام) لكلّ من يدعو الله؛ بمعني أنّ الداعي كائناً من كان وإن كان يعدّ نفسه حقيراً جدّاً، لابدّ له أن يطلب من الله تعالى أن يعطيه أعلى الهمم حتّى يقدر أن يتحوّل في حياته تحوّلاً عظيماً حتّى يكون لوجوده تأثير أساسيّ في المجتمع. هذه حقيقة تتحقّق في الخارج مع لمعان نور الإمام (عليه السلام) في قلب الإنسان.
وما ورد عنهم (عليهم السلام) من الدعوات و...، هو طور سيناء الولاية؛ فمن شاء أن يذهب إلى الوادي الأيمن، ويصعد إلى طور سيناء الهداية، فعليه بخلع نعليه وتطهير ثيابه، وتعلّم آداب الدعاء والاستجابة حتّى يرى العناية والإجابة.
هذا ما وصل إلينا من الكتاب والرواية، فخذه واغتنم ولا تيأس من رَوْح الله «إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ»(39)، فكن على ذلك من يقين حتّى ترى النور وتعرف السرّ، لأنّ الأئمّة (عليهم السلام) يهدون الناس إلى الأسرار والحقائق بما قالوا في دعواتهم ومناجاتهم.
قال في العدد القويّة: إنّ نور الإمامة يهدي القلوب والعقول إلى سلوك طريق الحقّ، ويوضح لها المقاصد في سلوك سبيل النجاة، كما يهدي نور الشمس والقمر أبصار الخلائق إلى سلوك الطرق، ويوضح لها المناهج السهلة ليسلكوها، والمسالك الوغرة ليتركوها، فهما نوران هاديان، أحدهما: يهدي البصائر وهو نور الإمامة، والآخر: يهدي الأبصار وهو نور الشمس والقمر.
ولكلّ واحد من هذين النورين محالٌّ يتحمّلها، فمحلّ ذلك النور الهادي للأبصار البروج الاثنا عشر الّتي أوّلها الحمل وآخرها الحوت، فينقل من واحد إلى آخر، فيكون محالّ النور الثاني الهادي للبصائر وهو نور الإمامة منحصراً في إثنا عشر(40).
طلب معرفة الإمام أرواحنا فداه من الله (عزَّ وجلَّ)
ولهداية البصائر وحياة القلب يجب على الإنسان معرفة الإمام (عليه السلام)، لئلّا يموت ميتة الجاهليّة، ويلزم عليه طلب معرفته من الله (عزَّ وجلَّ)، فإنّه ليس العلم بكثرة التعليم والتعلّم بل هو نور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه، «وَمَنْ يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِ»(41).
وفي الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ): «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثيراً»(42)، فقال:
طاعة الله ومعرفة الإمام(43).
وفيه: عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
هل عرفت إمامك؟
قال: قلت: إي والله؛ قبل أن أخرج من الكوفة.
فقال (عليه السلام): حسبك إذاً(44).
وفيه: في الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان تبارك وتعالى، الطاعة للإمام بعد معرفته(45).
وفيه: عن أبي خالد الكابلي قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ) «آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أَنْزَلْنا»(46)، فقال:
يا أبا خالد؛ النور والله الأئمّة من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الّذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض.
والله يا أبا خالد؛ لَنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب الله (عزَّ وجلَّ) نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم.
والله يا أبا خالد؛ لا يحبّنا عبد ويتولّانا حتّى يُطهّر الله قلبه، ولا يُطهّر الله قلب عبد حتّى يُسلّم لنا، ويكون سلماً لنا، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر(47).
وقد أمر الله عباده بتحصيل معرفة الإمام، والدعاء من الأبواب الّتي أمر الله تعالى أن يؤتى منها فقال: «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(48)، «وَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ»(49)، وقال تعالى أيضاً: «إِنَّكَ لا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ الله يَهْدي مَنْ يَشاءُ»(50).
وفي الكافي: بإسناده عن محمّد بن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
المعرفة من صنع من هي؟
قال: من صنع الله، ليس للعباد فيها صنع(51).
والآيات والروايات الدالّة على هذا المطلب كثيرة، فاللازم على العبد أن يسأل الله تعالى أن يرزقه ويكمل له معرفة إمام زمانه، ويؤيّد ما ذكرنا ويدلّ عليه أيضاً ورود الدعاء لذلك بالخصوص.
وهذا لا ينافي كون العبد مختاراً ومأموراً بالطلب والنظر في وسائل المعرفة، لأنّه نظير الرزق الّذي اُمر العباد بطلبه، والدعاء له أيضاً، والله هو الرازق جلّ شأنه، فإنّ المجاهدة والسعي وظيفة العبد، والإيصال وظيفة الخالق المتعال، قال تبارك وتعالى: «وَالَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا»(52).
كما أنّ الزرع والسقي ونحوهما وظيفة العباد لكونها تحت قدرتهم، والإنبات والإنماء والحفظ عن الآفات إلى حصول النتيجة وبلوغ المراد وظيفة الله، لخروجها عن قدرة العباد، لكن عليهم الدعاء والمسألة لحصول النتيجة المقصودة.
وكذلك معرفة الإمام لها وسائل وأسباب، رتّبها الله تعالى لعباده، وهي مقدورة لهم، مثل النظر في معجزاته، وأخلاقه، وإخبار الأئمّة السابقين به وبخصائصه، وبطول غيبته، وما يرد على المؤمنين في زمان غيبته، وبالشؤون الّتي خصّه الله تعالى بها، والدلائل الّتي دلّ عليها وغير ذلك، فعليهم السعي في تحصيل معرفته بالأسباب المذكورة ونحوها(53).
ولمّا كانت المعرفة من صنع الله يلزم بحكم العقل الدعاء والاستغاثة لطلب المعرفة، وللنجاة عن المهالك، كما أنّ من وظائف الناس الاستمداد والاستعانة والاستنجاد والاستغاثة به (عليه السلام) حين الشدائد والأهوال والبلايا والأمراض، وعند تقادم الشبهات والفتن من الجهات والجوانب، ومن الأقارب والأجانب، وعند عدم مشاهدة طريق الخلاص، وانتهاء الطرق في مضائق ضيقة.
فحينها يطلب منه (عليه السلام) حلّ الشبهات ورفع الكربات ودفع البليّات وسدّ الخلّات والإرشاد على الطريق إلى المقصود بما يراه صلاحاً، ويوصل المتوسّل المستغيث إليه بحسب القدرة الإلهيّة والعلوم اللدنيّة الربّانيّة الّتي لديه، وكلٌّ حسب حاله وبمقدار ما يعلم، وقادر على إجابة مسؤوله، بل إنّ فضله وصل ويصل دائماً إلى كلّ أحد بمقدار أهليّته واستعداده، وبملاحظة مصلحة نظام العباد والبلاد، ولم يغفل ولن يغفل عن النظر بأمور رعاياه، المطيع منهم والعاصي، والعالم والجاهل، والشريف والدنيّ، والقويّ والضعيف، وقد قرّر نفسه (عليه السلام) ذلك في التوقيع الّذي بعثه إلى الشيخ المفيد:
نحن وإن كنّا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الّذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنّا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذلّ الّذي أصابكم(54).
وروى الشيخ الكليني والنعماني وغيرهما بأسانيدهم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في خطبة طويلة خطبها بالكوفة:
اللّهم لابدّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلّمونهم علمك، لكيلا يتفرّق أتباع أوليائك، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقّب، إن غاب عن النّاس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل، فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذّبون، ويأباه المسرفون، بالله كلام يكال بلا ثمن لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه، ويؤمن به ويتّبعه، وينهج نهجه فيفلح به...(55).
وروى الشيخ الجليل عليّ بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصيّة عن الإمام أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) أنّه قال:
لما ولد الصاحب (عليه السلام) بعث الله (عزَّ وجلَّ) ملكين، فحملاه إلى سرادق العرش حتّى وقف بين يدي الله، فقال له: مرحباً بك، وبك أعطي، وبك أعفو، وبك أعذب(56).
وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسند معتبر عن أبي القاسم الحسين بن روح النائب الثالث أنّه قال: اختلف أصحابنا في التفويض وغيره، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيّام استقامته، فعرّفته الخلاف، فقال: أخرني، فأخرته أيّاماً فعدت إليه، فأخرج إليّ حديثاً بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الأئمّة واحداً بعد واحد إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السلام)، ثمّ يخرج إلى الدنيا، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله (عزَّ وجلَّ) عملاً عرض على صاحب الزّمان (عليه السلام)، ثمّ على واحد بعد واحد إلى أن يعرض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ يعرض على الله (عزَّ وجلَّ)، فما نزل من الله فعلى أيديهم، وما عرض إلى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله (عزَّ وجلَّ) طرفة عين.
ونقل السيّد حسين المفتي الكركي سبط المحقّق الثاني في كتاب دفع المناوات عن كتاب البراهين أنّه روى عن أبي حمزة عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: سمعته (عليه السلام) يقول:
لا يرسل الله (عزَّ وجلَّ) ملكاً إلى الأرض بأمر إلاّ ابتدأ بالإمام (عليه السلام) فيعرضه عليه، وأن تنزل الملائكة من الله (عزَّ وجلَّ) على صاحب هذا الأمر.
وفي حديث أبي الوفاء الشيرازي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له:
وأما الحجّة؛ فإذا بلغ منك السيف المذبح - وأومأ بيده إلى الحلق - فاستغث به، فإنّه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث به(57).
وروى الشيخ الكشّي والشيخ الصفّار في البصائر عن رميلة قال:
وعكت وعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدت من نفسي خفّة يوم الجمعة، فقلت: لا أصيب شيئاً أفضل من أن أفيض عليّ من الماء، واُصلّي خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) ففعلت، ثمّ جئت المسجد، فلمّا صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد عليّ ذلك الوعك، فلمّا انصرف أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل القصر ودخلت معه.
فقال: يا رميلة؛ [ما لي] رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض؟!
[فقلت: نعم]، وقصصت عليه القصّة الّتي كنت فيها، والّذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال [لي]: يا رميلة؛ ليس من مؤمن يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولا يحزن إلّا حزنّا لحزنه، ولا يدعو إلّا آمنّا له، ولا يسكت إلّا دعونا له، فقلت [له]: يا أمير المؤمنين، جعلت فداك هذا لمن معك في المصر، أرأيت من كان في أطراف الأرض؟
قال: يا رميلة؛ ليس يغيب عنّا مؤمن في شرق الأرض ولا في غربها(58).
الحياة المعنويّة للإنسان
فإذا حصل لك هذا القدر من الإيمان والمعرفة يوجد تحوّلاً في وجودك.
قال ذو الفيض القدسي العلّامة المجلسي في ثالث بحاره: كما أنّ جسد الإنسان له حياة ظاهريّة من جهة الروح الحيوانيّة المنبعثة عن القلب الظاهري، وبها يسمع ويبصر ويمشي وينطق ويحسّ؛ فكذا له حياة معنويّة من جهة العلم والإيمان والطاعات، فالإيمان ينبعث من القلب المعنوي فيسري في ساير الأعضاء، فينوّر العين بنور آخر، كما قال (عليه السلام):
المؤمن ينظر بنور الله، ويسمع بسمع آخر(59).
وبالجملة يتصرّف الإيمان في بدنه وعقله ونفسه، ويملكه بأسره...(60).
في ضرورة الدعاء، عقلاً ونقلاً
قبل الورود في بيان آداب الدعاء وشرائطه، نذكر أنّ العقل والنقل يدلّان على الحثّ عليه:
«أمّا العقل: فلأنّ دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكّن منه واجب، وحصول الضرر ضروري الوقوع لكلّ إنسان في دار الدنيا، إذ كلّ إنسان لا ينفكّ عمّا يشوّش نفسه ويشغل عقله ويضرّ به، إمّا من داخل كحصول عارض يغشى مزاجه، أو من خارج كأذيّة ظالم، أو مكروه يناله من خليط أو جار، ولو خلا من الكل بالفعل فالعقل يجوز وقوعه فيها واعتلاقه بها.
 كيف لا؟ وهو في دار الحوادث الّتي لا تستقرّ على حال ففجايعها لا ينفكّ عنها آدميّ إمّا بالفعل أو بالقوّة، فضررها إمّا حاصل واقع أو متوقّع الحصول، وكلاهما يجب إزالته مع القدرة عليه والدعاء محصِّل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه.
وقد نبّه أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين صلوات الله عليه وآله على هذا المعنى حيث قال:
ما من أحد ابتلي وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافي الّذي لا يأمن من البلاء(61).
وقد ظهر من «النقل»: احتياج كلّ أحد إلى الدعاء معافاً ومبتلى، وفايدته رفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل، أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود ودوامه ومنعه من الزوال، لأنّهم (عليهم السلام) وصفوه بكونه سلاحاً، والسلاح ممّا يستجلب (يجلب) به النفع ويستدفع به الضرر وسمّوه أيضاً ترساً، والترس: جنّة يتوقّى بها من المكاره.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: تدعون ربّكم بالليل والنّهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء(62).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
الدعاء ترس المؤمن، ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك(63).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام):
الدعاء أنفذ من السنان الحديد(64).
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام):
إنّ الدعاء يردّ ما قدّر وما لم يقدّر.
قال: قلت: وما قد قدّر فقد عرفته، فما لم يقدّر؟
قال: حتّى لا يكون(65).
وقال (عليه السلام):
عليكم بالدعاء، فإنّ الدعاء والطلب إلى الله تعالى يردّ البلاء، وقد قدّر وقضى فلم يبق إلّا إمضائه فإذا دعا الله وسئل صرْفه صرَفه(66).
وروى زرارة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
ألا أدلّكم على شيء لم يستثن فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قلت: بلى.
قال: الدعاء يردّ القضاء وقد أبرم إبراماً، وضمّ أصابعه(67).
وعن الإمام سيّد العابدين (عليه السلام):
إنّ الدعاء والبلاء ليتوافقان إلى يوم القيامة، إنّ الدعاء ليردّ البلاء وقد اُبرم إبراماً(68).
وعنه (عليه السلام):
الدعاء يردّ البلاء النازل وما لم ينزل»(69).
تأثير الدعاء
وما ورد في الحثّ على الدعاء عقلاً ونقلاً فهو لتأثيره، في إيجاد آثاره العجيبة بشرط أن يكون دعاء الداعي مع رعاية آدابه وشرائطه، فإذا كان كذلك فلا ريب في تأثيره.
قال في المختار من كلمات الإمام المهدي (عليه السلام): لا ريب أنّ الدعاء مؤثّر فيما يدعى له، فقد دلّ عليه الكتاب العزيز وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، والعيان الّذي هو من أكبر البرهان على تصديق كلام الله (عزَّ وجلَّ) وما جاء به المعصوم (عليه السلام)، وما اهتمّ الإسلام بذلك، فهنا ينبغي الإشارة إلى هذه النواحي:
الدعاء في الكتاب العزيز: وهو المذكور في آي منه تخصّ بعض الأنبياء (عليهم السلام)، وفي آي اُخرى تعمّ عامّة الناس كائناً من كان.
فمن الاُولى: قوله تعالى: «هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى...»(70)، و«اَلْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمعيلَ وَإِسْحقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ»(71)، دلّ على أنّ إبراهيم (عليه السلام) بقرينة آخر الآية قد دعا الله (عزَّ وجلَّ) وطلب منه الولد فوهبه له.
ومن الثانية: آية «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ اُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبُوا لي وَلْيُؤْمِنُوا بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»(72)، «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(73)، وغيرهما من آيات لا يسع ذكره المقام، ولولم تكن في القرآن الكريم إلّا هذه الآية وقبلها لكفى ترغيباً في الدعاء.
وأيّ ضمان كضمان الله (عزَّ وجلَّ) في الإجابة لدعوة الداعي، وأيّ شيء آثر في التأثير منها، أو هل بعد ضمان الله ضمان، وبعد قول الله قول؟
الدعاء في الأحاديث: واعلم أنّ عرض الدعاء في الأحاديث على وجوه وتصاريف يجمعها الترغيب البالغ غير الموصوف فيه، ونحن نذكر نبذة منها:
ما رواه الشيخ الكليني في الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: «إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ»(74)، قال: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء.
قلت: «إِنَّ إِبْراهيمَ لَأَوَّاهٌ حَليمٌ»(75).
قال: الأوّاه هو الدعّاء(76).
الإمام الباقر (عليه السلام):
أيّ العبادة أفضل؟
فقال: ما من شيء أفضل عند الله (عزَّ وجلَّ) من أن يسأل ويطلب ممّا عنده، وما أحد أبغض إلى الله (عزَّ وجلَّ) ممّن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده(77).
الإمام الصادق (عليه السلام):
يا ميسر؛ ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه، إنّ عند الله (عزَّ وجلَّ) منزلة لا تنال إلّا بمسألة، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يسأل لم يعط شيئاً، فسَلْ تُعط، يا ميسر، إنّه ليس من باب يقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه(78).
الإمام الصادق (عليه السلام):
عليكم بالدعاء؛ فإنّكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار(79).
أمير المؤمنين (عليه السلام):
أحبّ الأعمال إلى الله (عزَّ وجلَّ) في الأرض الدعاء(80).
الإمام الصادق (عليه السلام):
... وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً دعّاء(81).
رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض(82).
أمير المؤمنين (عليه السلام):
الدعاء مفاتيح الجنان ومقاليد الفلاح، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقيّ وقلب تقيّ، وفي المناجاة سبب النجاة، وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتدّ الفزع فإلى الله المفزع(83).
الإمام الرضا (عليه السلام):
عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟
قال: الدّعاء(84).
الإمام الصادق (عليه السلام):
إنّ الدعاء يردّ القضاء وقد نزل من السماء وقد اُبرم إبراماً(85).
الإمام الصادق (عليه السلام):
... فأكثر من الدعاء، فإنّه مفتاح كلّ رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا ينال ما عند الله (عزَّ وجلَّ) إلّا بالدعاء، وإنّه ليس بابٌ يكثر قرعه إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه(86).
الإمام الصادق (عليه السلام):
عليك بالدعاء؛ فإنّه شفاء من كلّ داء(87).
الإمام الصادق (عليه السلام):
الدعاء كهف الإجابة كما أنّ السحاب كهف المطر(88).
الإمام الصادق (عليه السلام):
هل تعرفون طول البلاء من قصره؟
قلنا: لا.
قال: إذا اُلهم أحد(89) الدعاء عند البلاء فاعلموا أنّ البلاء قصير(90).
الإمام الصادق (عليه السلام):
من تقدّم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: صوت معروف، ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدّم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إنّ ذا الصوت لا نعرفه(91).
الإمام الصادق (عليه السلام):
إذا رقّ أحدكم فليدع، فإنّ القلب لا يرقّ حتّى يخلص(92).
الإمام الصادق (عليه السلام):
إذا اقشعّر جلدك ودمعت عيناك، فدونك دونك فقد قصد قصدك(93).
العيان المصدّق لهما: والكلّ يعلم أنّ في أدوار الحياة أزمّات تحدث أو حدثت لكلّ منّا لا يجد إلى الخلاص منها سبيلاً، ونرى بعين العيان أنّها لا ترتفع الأزمنة الحادثة مهما كانت المحاولات والتدابير المتّخذة من أجل ذلك، حتّى وصول الشفرة إلى العظم يندفع المؤمن منّا إلى مفتّح الأبواب، ويقرع الباب فينفتح له وتذهب الأزمة، ولا سيّما إذا كثر قرعه، فإنّه كما تقدّم الحديث العلوي: ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك ولا اُريد بالمثل: وصول الشفرة إلى العظم قصر الدعاء على هذه الحالة المشدّدة، بل لاُبدّ أن يدعو العبد في الرخاء والبلاء، وقد قال الصادق (عليه السلام):
إنّ الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء(94).
ومن سرّه أن يستجاب له في الشدّة فليكثر الدعاء في الرخاء(95).
وكذا لا اُريد بالأزمة أن لا يُدعى لما دونها مع أنّه من أدب العبوديّة أن لا يمتنع العبد من الطلب من المولى، حتّى كملح الطعام، أو قطع الشراك، أو غير ذلك ممّا قلّ أو كثر(96).
آداب الدعاء
إذا اتضّح ما ذكرنا من أهميّة الدعاء وآثاره العجيبة في وصول الداعي إلى حاجته إذا كان راعياً لآداب الدعاء فلنذكر آدابه:
نقل في «المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام)»:
احفظ آداب الدعاء، وانظر من تدعو، وكيف تدعو، ولماذا تدعو؟ وتفكّر ماذا تسأل، وكم تسأل، ولماذا تسأل؟ والدعاء استجابة الكلّ منك للحقّ، وتذويب المهجة في مشاهدة الربّ، وترك الاختيار جميعاً، وتسليم الاُمور كلّها ظاهراً وباطناً إلى الله، فإن لم تأت بشرط الدعاء، فلا تنتظر الإجابة، فإنّه يعلم السرّ وأخفى، فلعلّك تدعوه بشيء قد علم من سرّك خلاف ذلك.
واعلم أنّه لو لم يكن الله قد أمرنا بالدعاء لكنّا إذا أخلصنا الدعاء، تفضّل علينا بالإجابة، فكيف وقد ضمن ذلك لمن أتى بشرائط الدعاء(97).
ثمّ قال: «والآداب اُمور:
الأوّل: الابتداء بالبسملة.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا يردّ دعاء أوّله «بسم الله الرّحمن الرّحيم»(98).
الثاني: التحميد. قال مولانا الصادق (عليه السلام): كلّ دعاء لا يكون قبله تحميد فهو أبتر(99).
وآخر:
إنّ في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّ المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله (عزَّ وجلَّ) فمجّده.
قال: قلت: كيف اُمجّده؟
قال: تقول: يا مَنْ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء(100).
الثالث: الصلاة على محمّد وآله.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم، وزكاة لأعمالكم(101).
وقال مولانا الصادق (عليه السلام):
لا يزال الدعاء محجوباً حتّى يصلّي على محمّد وآل محمّد(102).
وآخر:
من كانت له إلى الله (عزَّ وجلَّ) حاجة فليبدأ بالصلاة على محمّد وآله، ثمّ يسأله حاجته، ثمّ يختم بالصلاة على محمّد وآل محمّد، فإنّ الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت الصلاة على محمّد وآل محمّد لا تحجب عنه(103).
الرابع: الاستشفاع. قال مولانا الكاظم (عليه السلام):
إذا كانت لك حاجة إلى الله فقل:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ، فَإِنَّ لَهُما عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ، وَقَدْراً مِنَ الْقَدْرِ، فَبِحَقِّ ذلِكَ الشَّأْنِ وَبِحَقِّ ذلِكَ الْقَدْرِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا....
فإنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن ممتحن إلّا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم(104).
ولابدّ من تقديم الوسيلة إلى الله (عزَّ وجلَّ) لنجح الحاجات، وقد أمرنا تعالى بذلك بقوله جلّ جلاله: «وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ»(105)، ولا وسيلة أقرب من محمّد وآل محمّد صلىّ الله عليهم وسلّم وهي الشفاعة، وقد جاء في زيارة الجامعة الكبيرة:
اللّهم إِنّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي....
ودلّ النصّ على أنّ الأئمّة (عليهم السلام) هم الوسيلة، ولا ينافي تفسيرها بالمرقاة أو غيرها، ففي الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله.
ثمّ الآية هكذا: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ»(106).(107)
ولعلّ صفة الإيمان والتقوى شرط لابتغاء الوسيلة إليه تعالى، كما أنّ الابتغاء بدونهما غير نافع، فإذا اجتمعت نفعت، إذ لا ولاية إلّا مع الإيمان والتقوى.
الخامس: الاعتراف بالذنب. ففي ما قاله مولانا الصادق (عليه السلام):
إنّما هي المدحة، ثمّ الإقرار بالذنب ثمّ المسألة، والله ما خرج عبد من ذنب إلّا بالإقرار(108).
السادس: أن لا يكون الدعاء عن قلب لاه ساه، بل بالإقبال والتوجّه، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام):
إنّ الله لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثمّ استيقن الإجابة(109).
لأنّ الساهي غير داع، ولا دعاء إلّا بإقبال القلب إلى المدعوّ.
السابع: طيب المطعم والمشرب والملبس، لأنّ الدعاء الصالح من العمل الصالح، وكيف يجتمع الصلاح مع الحرام والخبيث، وفي قوله تعالى: «يا أَيَّهُا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً»(110)، دلالة على الملازمة بين العمل الصالح وأكل الطيّب.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
من أحبّ أن يستجاب دعاؤه فليطيّب مطعمه ومكسبه(111).
وآخر:
طهّر مأكلك، ولا تدخل في بطنك الحرام(112).
وآخر:
أطب كسبك تستجاب دعوتك، فإنّ الرجل يرفع اللقمة إلى فيه حراماً فما تستجاب له أربعين يوماً(113).
وفي الحديث القدسيّ:
فمنك الدعاء وعليّ الإجابة، فلا تحجب عنّي دعوة إلّا دعوة آكل الحرام(114).
وقال مولانا الصادق (عليه السلام):
من سرّه أن يستجاب دعاؤه فليطيّب كسبه(115).
وآخر:
إذا أراد أحدكم أن يستجاب له فليطيّب كسبه، وليخرج من مظالم الناس، وإنّ الله لا يرفع دعاء عبد وفي بطنه حرام، أو عنده مظلمة لأحد من خلقه(116).
الثامن: مظلمة العباد. قال مولانا الصادق (عليه السلام):
إنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: وعزّتي وجلالي لا اُجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها، ولأحد عنده مثل تلك المظلمة(117).
وقال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
إنّ الله أوحى إلى عيسى بن مريم: قل للملإ من بني اسرائيل:... إنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة(118).
التاسع: الذنب يمنع قضاء الحاجة. قال الإمام الباقر (عليه السلام):
إنّ العبد يسأل الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته وأحرمه إيّاها، فإنّه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان منّي(119).
العاشر: حسن الظنّ بالإجابة المعبّر به عن الاستيقان، لعدم تخلّف الوعد منه تعالى، لأنّه أمر بالدعاء وضمن الاستجابة بقوله عزّ من قائل: «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(120)، فلا يخلف وعده، كما نصّ (عزَّ وجلَّ) بذلك في آي من القرآن الكريم، منها: «وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»(121).
وكيف يخلف الوعد وهو الغنيّ القادر الحنّان الرحيم الكريم.
وفي حديث:
فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن الإجابة(122).(123)
الحادي عشر: الإلحاح في الدعاء.
عدّه العلّامة المجلسي (رحمه الله) من آداب الدعاء وقال: في الوحي القديم:
لا تملّ من الدّعاء، فإنّي لا أملّ من الإجابة(124).
وروى عبد العزيز الطويل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله في حاجته ما لم يستعجل(125).
وعنه (عليه السلام):
إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته، يقول الله تعالى: استعجل عبدي أتراه يظنّ أنّ حوائجه بيد غيري(126).
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
إنّ الله يحبّ السائل اللحوح(127).
وروى الوليد بن عقبة الهجري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
والله لا يلحّ عبد مؤمن على الله في حاجة إلّا قضاها له(128).
وروي أبو الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه، إنّ الله يحبّ أن يسأل ويطلب ما عنده(129).
وعن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام):
جعلت فداك إنّي قد سألت الله تعالى حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء.
فقال له: يا أحمد؛ إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل، حتّى يقنّطك، إنّ أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إنّ المؤمن ليسأل الله حاجة فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته واستماع نحيبه.
ثمّ قال: والله ما أخّر الله عن المؤمنين ما يطلبون في هذه الدّنيا خير لهم ممّا عجّل لهم فيها، وأيّ شيء الدنيا(130).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام):
إنّ العبد الوليّ لله يدعو الله في الأمر ينوبه، فيقال للملك الموكّل به: إقض لعبدي حاجته ولا تعجّلها، فإنّي أشتهي أن أسمع نداءه وصوته.
وإنّ العبد العدوّ لله ليدعو الله في الأمر ينوبه، فيقال للملك الموكّل به: إقض لعبدي حاجته وعجّلها، فإنّي أكره أن أسمع نداءه وصوته.
قال: فيقول الناس: ما اُعطي هذا إلّا لكرامته، وما منع هذا إلّا لهوانه(131).
وعنه (عليه السلام):
لا يزال المؤمن بخير ورخاء ورحمة من الله ما لم يستعجل فيقنط فيترك الدعاء. قلت له: كيف يستعجل؟
قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا، ولا أرى الإجابة(132).
وعنه (عليه السلام):
إنّ المؤمن ليدعو الله في حاجته فيقول (عزَّ وجلَّ): أخّروا إجابته، شوقاً إلى صوته ودعائه، فإذا كان يوم القيامة قال الله: عبدي دعوتني وأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، ودعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا.
قال: فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدّنيا ممّا يرى من حسن الثواب(133).
وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
رحم الله عبداً طلب من الله حاجة فألحّ في الدّعاء، اُستجيب له أو لم يستجب له.
وتلا هذه الآية: «وَأَدْعُو رَبّي عَسى أَنْ لا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبّي شَقِيّاً»(134).(135)
وفي التوراة:
يا موسى؛ من أحبّني لم ينسني، ومن رجا معروفي ألحّ في مسألتي.
يا موسى؛ إنّي لست بغافل عن خلقي ولكن اُحبّ أن تسمع ملائكتي ضجيج الدّعاء من عبادي، وترى حفظتي تقرّب بني آدم إليَّ بما أنا مقوّيهم عليه ومسبّبه لهم.
يا موسى؛ قل لبني إسرائيل: لا تبطرنّكم النعمة فيعاجلكم السلب، ولا تغفلوا عن الشكر فيقارعكم الذلّ، وألحّوا في الدّعاء تشملكم الرحمة بالإجابة، وتهنئكم العافية(136).
وعن منصور الصيقل قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربّما دعا الرجل فاستجيب له ثمّ اُخّر ذلك إلى حين؟ قال: فقال: نعم.
قلت: ولِمَ ذلك ليزداد من الدعاء؟
قال: نعم(137).
وللكفعمي (رحمه الله) كلام لطيف في آداب الدعاء:
إنّ للدّعاء أركاناً وأسباباً وأوقاتاً وأجنحة، فأركانه ستّةٌ: حضور القلب والرّقّة والاستكانة والخشوع وتعلّق القلب بالله وقطعه عن الأسباب، وأسبابه: الصلاة على محمّد وآله، وأوقاته: الأسحار، وأجنحته: الصدق، فإذا وافق أركانه قوي، وإن وافق أسبابه أنجح، وإن وافق أوقاته فاز، وإن وافق أجنحته طار(138).
إعلم إنّ ما ذكرناه هو من الاُمور المهمّة في آداب الدعاء وشرائطه، ونتأكّد هنا على بعض الاُمور:
1 - الإقبال والتوجّه في الدعاء
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله): يلزم أن يكون قلب الداعي عند الدعوات موصوفاً بالإقبال على الله جلّ جلاله في طلب الحاجات، كما إنّك تقدر أن تقبل على شهوة من الشهوات الّتي أكثرها ضرر في الحياة وبعد الممات، وأن يكون امتداد يدك إلى الله جلّ جلاله أرجح من امتداد يدك إلى طعام أو شراب.
فإنّك إذا مددتها إلى ربّ الأرباب وإلى ما عرض عليك من دوام نعيم دار الثواب، فإنّه أهمّ من كلّ ما تمدّها إليه، فأحضر عقلك وقلبك لمدّها بقدر تعظيم من تعرّض عليه، ومتى نقصت الله جلّ جلاله عن هذا الحال في التعظيم والإجلال، فبالله عليك كيف ترجو وأنت مستخف في الفعال والمقال أن تظفر بإجابة الابتهال؟ فهل رأيت عاصياً يتقرّب إلى سلطانه بعصيانه أو طالباً يتقرّب إلى من يطلب منه بهوانه(139)؟
2 - اليقين
إنّ لليقين تأثير مهمّ في استجابة الدعاء، لأنّه يدفع ويرفع الموانع، ويطهّر القلب من آثار الآثام، فمن أراد أن يخلص نفسه عن جملة الصفات الذميمة، وتزيينها بمحمود الخصال المرضيّة من غير تعب في تحصيل معرفة جزئيات الأمراض وعلاجها، ومنافع أضدادها وثمراتها، فعليه بتحصيل نور اليقين الّذي إذا تحلى به القلب يطهّره من جميع الأدناس قهراً، ويشرق عليه نور تلك الخصال طراً، وبدونه لا ينفع رفع مرض، ولا يمكن جلب خصلة، ولذا ترى الأخبار متواترة في جعلها جميعاً من ثمراته، ويشاهدها الوجدان الصحيح والعقل الصريح، وليس الغرض سهولة تحصيل هذه المرتبة العالية وصعوبة كسب غيرها، كيف؟ واليقين أقلّ ما قسم بين العباد، فدون الوصول إليه خرط القتاد، بل لأنّ كسب غيرها بدونه مستعار لا دوام له، وصورة عمل لا حقيقة له، ويحتاج صاحبه في أعمالها إلى تحمّل مشاقته وتكلّف مؤنته، بخلاف من وقف على حقيقة الحال وعلم المبدأ والمآل.
وفي حديث معاذ قال:
قلت: يا رسول الله؛ ما أعمل؟
قال: إقتد بنبيّك يا معاذ؛ في اليقين.
قال: قلت: أنت رسول الله وأنا معاذ.
قال: وإن كان في عملك تقصير، الخبر(140).
وفي وصيّة لقمان لابنه: يا بنيّ لا يستطاع العمل إلّا باليقين، ولا يعمل العبد إلّا بقدر يقينه، ولا تقصر عامل حتّى ينقص يقينه(141).
اليقين وتأثيره في إجابة الدعاء
نذكر أمران لهما تأثير مهمّ في إجابة الدعاء:
1 - رفع الموانع والحجب عن القلب وتطهيره من الظلمات الباطنيّة.
2 - ايجاد المقتضي، وتحصيل صفاء الباطن وتنوير القلب.
يحتاج الإنسان لإجابة دعائه إلى هذين الأمرين ويلزم عليه إتيانهما حتّى لا يشتدّ عليه الأمر ولا يضطرّ.
فعليه: 1 - أن يزيح الغشاوة عن قلبه، 2 - ويستبدلها بالأنوار الإلهيّة، واليقين يحقّق هذا الأمرين، لأنّه يزيل الشكّ والظلمة من جهة، ويوجد الصفاء والنورانيّة في القلب من جهة اُخرى.
وكلّ من وصل إلى مرتبة اليقين في المعارف والاعتقادات العالية الصحيحة باطنه نورانيّ، لأنّ وجود اليقين في القلب ملازم لوجود النور، ولا يوجد نور كنور اليقين.
قال مولانا الباقر (عليه السلام):
لا نور كنور اليقين(142).
وبديهيّ أنّ اليقين إذا وقع في الفؤاد وصار القلب نورانيّاً فلا يبقى محلّ للظلمة؛ لأنّ النور والظلمة لا يجتمعان في موضع واحد.
فمع تحصيل اليقين تنقشع الظلمة عن القلب الّتي هي المانعة من إجابة الدعاء وتتحقّق فيه النورانيّة المقتضية لإجابته.
ونذكر لمزيد الاطّلاع في مجال تأثير اليقين في إجابة الدعاء قضيّة مهمّة ذكرناها في المجلّد الأوّل من كتاب أسرار النجاح وهي:
نقل المرحوم آية الله العظمى الخوئي في تأثير قراءة بسم الله الرحمن الرحيم - إذا صدرت عن جزم ويقين - قضيّة عن الشيخ أحمد خادم استاد الفقهاء الميرزا الشيرازي الكبير أنّه قال: كان للسيّد خادم آخر يسمّى بالشيخ محمّد، اعتزل الناس بعد رحيل الميرزا الشيرازي.
وجاء رجل في يوم من الأيّام إلى الشيخ محمّد وعند غروب الشمس رأى الشيخ محمّد قد ملأ مصباحه بالماء وأضاءه! فتعجّب الرجل جدّاً وسأل الشيخ محمّد عن علّته!
أجابه الشيخ محمّد: منذ أن مات السيّد الشيرازي اعتزلت عن الناس لكثرة الهموم الواردة عليّ ولزمت البيت وقد استولى على قلبي حزن شديد، وفي آخر ساعة من أحد الأيّام ورد عليّ شابّ عليه زيّ طلّاب العرب وآنس بي ومكث عندي إلى غروب الشمس ومن لذّة بياناته وكلماته زال عنّي الحزن تماماً، وتكرّر مجيئه إليّ حتّى آنست به.
وفي أحد الأيّام حين كان يتحدّث معي تذكرت أنّ مصباحي لا زيت فيه، لأنّ الدكاكين كانت تُغلق عند غروب الشمس. ولهذا فكرت بأنّني لو خرجت لشراء الزيت فأحرم من بياناته، وفي صورة عدم شراء الزيت سأبقى في الظلمة حتّى الصباح.
فلمّا وجدني متحيّراً إلتفت إليّ وقال: ما لك لا تصغي إليّ؟
قلت: أنا ملتفت لما تقول.
قال: كلّا، إنّك غير منتبه كاملاً لما أقول.
فقلت: الواقع أنّ مصباحي في هذه الليلة لا زيت فيه.
فقال: عجيب!! إنّني ذكرت لك أحاديثاً كثيرة في فضيلة بسم الله الرحمن الرحيم وفوائدها، فلم تستفد منها حتّى تستغني عن شراء الزيت؟!
قلت: لا أتذكّر أنّك حدّثتني حديثاً في هذا الصدد؟!
فقال: هل نسيت ما قلت لك إنّ من خواصّ بسم الله الرحمن الرحيم وفوائدها أنّك إذا قرأتها قاصداً لشيء يحصل لك ما قصدته، املأ مصباحك بالماء وقل قاصداً أنّ الماء له فائدة الزيت: بسم الله الرحمن الرحيم.
فقبلت ذلك وقمت وملأت مصباحي بالماء وقلت بالنيّة المذكورة: بسم الله الرحمن الرحيم فلمّا أسرجته أنار.
منذ ذلك اليوم أنا أملأ مصباحي بالماء وأقول بالنيّة المذكورة: بسم الله الرحمن الرحيم فيضيء مصباحي.
قال آية الله العظمى الخوئي بعد نقل القضيّة: العجيب أنّ ما يعمله الشيخ محمّد من إنارة مصباحه بالماء لم يفقد أثره مع انتشار خبره بين الناس.
وكما ترى أنّ قراءة بسم الله الرحمن الرحيم مرّة واحدة عن يقين لها أثر خارق العادة.
وكذا الأوحديّ من الناس الّذي هو عالم بالإسم الأعظم، يستفاد من الأسماء الشايعة ذكرها في ألسنة الناس، ولكنّه يمتاز عن غيره بيقينه، لأنّ ليقينه في ما يتلفّظه تأثيراً تامّاً.
اليقين وآثاره العجيبة
لمّا كان اليقين من المسائل الأساسيّة المهمّة، لذلك نستمرّ في البحث عنه ونذكر لهذه المسألة مقدّمة مختصرة:
إنّ كثيراً من الّذين يسعون في السير والسلوك ويجتهدون في الطرق المعنويّة، يتفحّصون عن الاُمور الموجودة في أنفسهم الّتي هي الموانع لترقّيهم ويسعون لفهم العوامل الباعثة لتوقّفهم، بل الموجبة لحالة التسافل الروحي.
ما هي العوامل الّتي توجب التوقّف أو التسافل؟ وكيف يعرفها الإنسان؟ وأهمّ من ذلك: كيف يمكن له رفعها؟
هذه أسئلة مهمّة قد يتّفق لكثير من الّذين يجتهدون في الاُمور المعنويّة ولا يعلمون كيف يمكن لهم حلّ مشكلهم، وكيف يمكن تحصيل الجواب لأسئلتهم؟ وفي عقيب الأسئلة المذكورة قد يبرز للإنسان سؤال أهمّ منها بحيث يحلّ العلم بجوابه الكثير من المشكلات السابقة وهو:
هل يلزم للسير والسلوك في طريق عالم المعنى أن يعرف السالك موانع طريقه؟ هل لابدّ له أن يعرف الاُمور الّتي توجب توقّفه بل تنزّله في بعض الأزمنة حتّى يجتهد في رفعها؟ أم يوجد طريق يوجب السير فيه رفع الموانع وإن لم يعرفها؟ هل يوجد شيء يهدم أثر السموم - من أيّ نوع كان السمّ -؟
إن وجد هذا الشيء الّذي هو علاج لجميع الأمراض ورافع أثر كلّ السموم فلابدّ للإنسان بذل الجهد في تحصيله. فلا يحتاج بعد ذلك إلى معرفة نوع السمّ الّذي قد ابتلى به.
من الأعاظم مَن يعتقد بوجود طرق قد يتمكّن للإنسان بمعرفتها أن يسير في ليلة واحدة مسيرة مائة عام! ويعتقد بوجود عوامل تمكّن السالك من إزالة الموانع - وإن لم يعرفها - حتّى يصل إلى المقصود.
لقد عدّ المحدّث النوري اليقين من هذا القبيل واعتقد أنّ اليقين لشدّة تأثيره، يرفع الموانع وآثارها بدون لزوم معرفة جزئيّات الموانع ويسبّب المقتضي لتعالى الإنسان.
قال: من أراد أن يخلص نفسه عن جملة الصفات الذميمة وتزيينها بمحمود الخصال المرضيّة من غير تعب في تحصيل معرفة جزئيّات الأمراض وعلاجها ومنافع أضدادها وثمراتها؛ فعليه بتحصيل نور اليقين الّذي إذا تحلّى به القلب يطهّره من جميع الأدناس قهراً، ويشرق عليه نور تلك الخصال طرّاً، وبدونه لا ينفع رفع مرض ولا يمكن جلب خصلة؛ ولذا ترى الأخبار متواترة في جعلها جميعاً من ثمراته(143).
ولكنّه قال المحدّث النوري بعد كلامه هذا: بأنّ امتداد اليد على شوك المغيلان أسهل من الوصول إلى اليقين ولكن من وصل إلى اليقين يتنوّر قلبه وترتفع الموانع أو يرتفع أثرها.
ونحن نكتفي بهذا المقدار من الكلام، ومن شاء أن يعلم حول اليقين زيادة على ما قلنا فليرجع إلى باب اليقين من المجلّد الأوّل من كتابنا أسرار النجاح.
3 - الاشتغال بالدعاء من جهته
قال مولانا الإمام الصادق (عليه السلام):
ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم وإن كنتم عاصين.
قال: قلت: وما جهة الدعاء؟
قال: إذا أدّيت الفريضة مجّدت الله وعظمته وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه، وتصلّي على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتجتهد في الصلاة عليه، وتشهد له (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بتبليغ الرسالة، وتصلّي على أئمّة الهدى (عليهم السلام)، ثمّ تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمه عندك وعليك وما صنع بك فتحمده، وتشكره على ذلك.
ثمّ تعترف بذنوبك ذنب ذنب، وتقرّ بها أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفى عليك منها، فتتوب إلى الله من معاصيك وأنت تنوي ألّا تعود، وتستغفر منها بندامة وصدق نيّة وخوف ورجاء، ويكون من قولك:
اللّهم إِنّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبي، وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَأَعِنّي عَلى طاعَتِكَ، وَوَفِّقْني لِما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ما يُرْضيكَ، فَإِنّي لَمْ أَرَ أَحَداً بَلَغَ شَيْئاً مِنْ طاعَتِكَ إِلّا بِنِعْمَتِكَ عَلَيْهِ قَبْلَ طاعَتِكَ، فَأَنْعِمْ عَلَيَّ بِنِعْمَةٍ أَنالُ بِها رِضْوانَكَ وَالْجَنَّةَ.
ثمّ تسأل بعد ذلك حاجاتك، فإنّي أرجو ألّا يخيبك إن شاء الله تعالى(144).
أهميّة المداومة على الدعاء
إنّ للمداومة على الأدعية أثراً مهمّاً في إجابة الدعاء ونيل الداعي مبتغاه، وهذه نكتة مهمّة يلزم التوجّه إليها على كلّ من يمارس الدعاء؛ لأنّ أغلب الناس لا يستطيعون تحصيل مرامهم من خلال قراءة الدعاء أو الذكر أو الزيارة مرّة واحدة.
وعلى سبيل المثال أنّ الأمراض الجسميّة سواءً كانت سطحيّة أو بدايتها يقدر الإنسان على علاجها بنسخة واحدة، وأمّا إذا صارت مزمنة وطالت مدّة الابتلاء بها احتاج علاجها إلى استعمال الأدوية مرّات عديدة، وكذا في الأمراض النفسانيّة، فمن ابتلى بمرض نفسيّ شديد، أو لم يكن شديداً، ولكن توغّل في النفس وطالت مدّة الابتلاء به فإنّه لا يمكن رفعه بقراءة الدعاء مرّة واحدة بل يلزم تكرار الدعاء حتّى يبرأ من المرض، كما هو الحال في الأمراض الجسميّة أيضاً.
فعلى هذا كما أنّ الأمراض الجسديّة تحتاج إلى تعاطي العلاج بصورة متكرّرة كيما يؤثّر الدواء أثره فكذلك في الاُمور الّتي تقع في دائرة الدعاء لابدّ من تكرار الدعاء حتّى نرى أثر إجابته.
نعم؛ قد يتمكّن بعض الناس من تحصيل مبتغاهم بقراءة دعاء واحد أو ذكر إسم من أسماء الله تعالى ولكن أمثال هؤلاء نوادر في الواقع البشري، ولا يصحّ لسائر الناس أن يتوقّع إجابة دعائه بقراءته مرّة واحدة.
هذه إحدى جهاتِ التأكيد في الروايات على الإلحاح والإصرار في الأدعية.
لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه
بعد ما ذكرناه من آداب الدعاء وشرائطه نقول: إنّ ألزم الدعاء في عصر الغيبة الدعاء لظهور مولانا بقيّة الله في العالمين، لأنّه صاحبنا وصاحب العصر والزّمان بل صاحب الأمر ووليّ العوالم، وكيف تجوز الغفلة عنه وهو إمامنا، والغفلة عن الإمام هي الغفلة من أصل من اُصول الدين، فعليك بالدعاء له عليه الصلاة والسلام قبل الدعاء لنفسك وأهلك وإخوانك.
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في كتاب جمال الاُسبوع: وقد قدّمنا في جملة عمل اليوم والليلة من اهتمام أهل القدوة بالدّعاء للمهديّ صلوات الله عليه فيما مضى من الأزمان، ما ينبّه على أنّ الدّعاء له من مهمّات أهل الإسلام والإيمان، حتّى روينا في تعقيب الظّهر من عمل اليوم واللّيلة دعاء الصّادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه قد دعا به للمهدي صلوات الله عليه أبلغ من الدّعاء لنفسه سلام الله عليه.
وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم والليلة أيضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهديّ (عليهم السلام) أبلغ من الدّعاء لنفسه صلوات الله عليهما، وفي الاقتداء بالصّادق والكاظم (عليهما السلام) عذر لمن عرف محلّهما في الإسلام(145).
وقال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس بعد ذكر فضائل الدعاء للإخوان: إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الّذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أنّه لولاه ما خلق الله نفسك، ولا أحداً من المكلّفين في زمانه وزمانك، وإنّ اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكلّ ما أنت وغيرك فيه، وسبب لكلّ خير تبلغون إليه، فإيّاك ثمّ إيّاك أن تقدّم نفسك أو أحداً من الخلائق في الولاء والدعاء له بأبلغ الإمكان.
واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإيّاك أن تعتقد إنّني قلت هذا لأنّه محتاج إلى دعائك، هيهات هيهات إن اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك وولائك، بل إنّما قلت هذا لمّا عرّفتك من حقّه العظيم عليك، وإحسانه الجسيم إليك، ولأنّك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعزّ عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جلّ جلاله أبواب الإجابة بين يديك.
لأنّ أبواب قبول الدعوات قد غلقتها - أيّها العبد - بأغلاق الجنايات، فإذا دعوت لهذا المولى الخاصّ عند مالك الأحياء والأموات، يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله، فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتّسع رحمة الله جلّ جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلّقك في الدعاء بحبله.
ولا تقل: فما رأيت فلاناً وفلاناً من الّذين تقتدي بهم من شيوخك بما أقول يعملون، وما وجدتهم إلّا وهم عن مولانا الّذي أشرت إليه صلوات الله عليه غافلون وله مهملون، فأقول لك: إعمل بما قلت لك، فهو الحقّ الواضح، ومن أهمل مولانا وغفل عمّا ذكرت عنه فهو والله الغلط الفاضح.
أقول: فكيف ترى هذا الأمر منهم عليهم أفضل السلام؟ هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام؟ ولا تتوقّف عن الإكثار من الدعاء له صلوات الله عليه؟ ولمن يجوز الدعاء له في المفروضات؟
ففي ما رويناه بإسنادنا من صحّة الروايات عن محمّد بن عليّ بن محبوب شيخ القميين في زمانه في كتاب المصنّف عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كلّما كلّمت الله تعالى في صلاة الفريضة فليس بكلام.
أقول: فلا عذر لك إذن في ترك الاهتمام(146).
قال في مكيال المكارم: أنّ الدعاء كما دلّت عليه الآيات والروايات من أعظم أقسام العبادات، ولا شكّ أنّ أجلّ أنواع الدعاء وأعظمها الدعاء لمن أوجب الله تعالى حقّه، والدعاء له على كافّة البريّات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات، كما أنّه لا ريب في أنّ المراد من الاشتغال بالله هو الاشتغال بعبادة الله، فهو الّذي يكون المداومة به سبباً لأن يؤيّده الله في العبادة، ويجعله من أوليائه.
فينتج أنّ المواظبة في الدعاء لمولانا الحجّة صلوات الله عليه ومسألة التعجيل في فرجه وظهوره، وكشف غمّه، وتحصيل سروره، يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة، كما لا يخفى.
فاللازم على كافّة أهل الإيمان أن يهتمّوا ويواظبوا بذلك في كلّ مكان وزمان.
وممّا يناسب ما ذكرناه، ويؤيّده ما ذكره الأخ الأعزّ الإيماني الفاضل المؤيّد بالتأييد السبحاني، الآغا ميرزا محمّد باقر الأصفهاني أدام الله تعالى علاه، وآتاه ما يتمنّاه في هذه الأيّام، فإنّه قال:
رأيت ليلة من هذه الليالي في المنام، أو بين اليقظة والمنام، الإمام الهمام مولى الأنام والبدر التمام، وحجّة الله على ما فوق الثرى، وما تحت الثرى، مولانا الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام فقال ما معناه:
قولوا على المنابر للناس وأمروهم أن يتوبوا، ويدعوا في فرج الحجّة (عليه السلام) وتعجيل ظهوره، ليس هذا الدعاء كصلاة الميّت واجباً كفائيّاً يسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليوميّة الّتي يجب على كلّ فرد من المكلّفين الإتيان بها، إلى آخر ما قال، والله المستعان في كلّ حال(147).
اتّضح بما ذكرناه لزوم الدعاء لظهور الإمام المنتظر أرواحنا فداه.
أوّل مظلوم في العالم
بعد ما ذكرناه من لزوم الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) نقول:
مع الأسف أنّ في أكثر المجالس الدينيّة قد يغفل الناس عن الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه. ولو علمنا كثرة غفلتنا عن ساحته الشريفة، ندرك جيّداً أنّه صلوات الله عليه أوّل مظلوم في العالم.
نذكر بعض القضايا الدالّة على مظلوميّته صلوات الله عليه:
1 - قال حجّة الإسلام والمسلمين الحاج السيّد إسماعيل الشرفي رحمة الله عليه: سرت إلى العتبات المقدّسة وكنت مشتغلاً بالزيارة في الحرم المطهّر لسيّد الشهداء (عليه السلام) ولمّا كان دعاء الزائر مستجاباً إذا دعا الله عند الرأس الشريف فدعوت الله فيه أن يشرّفني برؤية مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه وأن يقرّ عيني بالنظر إلى وجهه الشريف.
وبينما كنت مشغولاً بالزيارة فإذاً شمس جماله قد أشرقت، وإنّي وإن لم أعرفه صلوات الله عليه حين التشرّف بخدمته ولكنّه قد مال قلبي إليه ميلاً شديداً. فسلّمت عليه وسألت عنه من أنتم؟
فقال: أنا أوّل مظلوم في العالم! ولكنّي لم أفهم ما هو المقصود من كلامه الشريف وقلت في نفسي: لعلّه من العلماء الأعلام في النجف ولم يتوجّه الناس إليه ولذلك يعتقد أنّه أوّل مظلوم في العالم! ثمّ غاب عنّي فعلمت أنّ الله قد أجاب دعائي وأنّه مولاي صاحب الزمان ونعمة لقائه قد زالت عنّي سريعاً.
2 - نقل حجّة الإسلام والمسلمين السيّد احمد الموسوي - وهو من الشائقين لدرك مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) عن حجّة الإسلام والمسلمين العالم الربّاني الشيخ محمّد جعفر الجوادي أنّه فاز بلقاء الإمام المنتظر أرواحنا فداه في - الكشف أو الشهود - فرآه صلوات الله عليه في شدّة الحزن فسأله عن حاله صلوات الله عليه. فقال له الإمام أرواحنا فداه: دلم خون است، دلم خون است.
وهو كناية عن غاية حزنه صلوات الله عليه.
3 - قال الإمام الحسين (عليه السلام) في عالم الكشف لعالم من علماء قم:
«مهديّنا في عصره مظلوم، كلّموا واكتبوا في شؤون المهديّ (عليه السلام) إلى نهاية استطاعتكم. التكلّم في شخصيّة هذا المعصوم هو التكلّم في شخصيّة جميع المعصومين (عليهم السلام)، لأنّ المعصومين مساوون في العصمة والولاية والإمامة ولكنّه لما كان العصر عصر مهديّنا ينبغي التكلّم حول شخصيّته.
وقال (عليه السلام) في خاتمة كلامه:
واؤكّد ثانياً: كلّموا واكتبوا كثيراً حول مهديّنا. إنّ مهديّنا مظلوم يلزم أن يكتب ويقال حوله أكثر ممّا قيل وكتب حوله فيما مضى»(148).
نصيحة من الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاط (رحمه الله)
بعد وضوح مظلوميّة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه نقول: لابدّ لنا من التوجّه بأن لا يكون قصدنا في الدعوات الوصول إلى المقامات، بل ندعو الله طالبين رضاه والتقرّب إليه وإلى الإمام المنتظر صلوات الله عليه.
وعليكم بالالتفات إلى هذه القضيّة:
قال السيّد الشرفي المذكور رحمة الله عليه وهو من المنتظرين لظهور الإمام الحجّة أرواحنا فداه: كنّا نسافر في أيّام التبليغ إلى البلاد المختلفة، ففي بعض أسفارنا قبيل شهر رمضان تشرّفت مع صديق من أصدقائي بخدمة الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاط - وهو من السابقين والثابتين في صراط الانتظار وكان يشوّق النّاس إلى هذا الصراط - وطلبنا منه أن يعظنا ويعلّمنا أمراً. فعلّمنا طريقة ختم الآية الشريفة: «وَمَنْ يَتَّقِ الله...»(149) وقال: تصدّقا أوّلاً، وصوما أربعين يوماً واقرءا الختم صائمين.
وما هو المهمّ في بياناته أعلى الله مقامه هو: لابدّ أن يكون الغرض من هذا العمل، التقرّب إلى ثامن الحجج صلوات الله عليه ولا تعملاه بنيّة الوصول إلى الماديّات.
قال السيّد الشرفي رحمة الله عليه: شرعت في العمل ولم أقدر على إكماله وتركته ولكن صديقي أتمّ العمل وبعد ذهابه إلى المشهد المقدّس تشرّف في الحرم المطهّر وزار مولانا ثامن الحجج (عليه السلام) فرآه صلوات الله عليه بصورة النور. فكملت له هذه الحالة بمرور الأيّام حتّى قدر على مشاهدته والتكلّم معه صلوات الله عليه.
وغرضنا من نقل هذه القضيّة، بيان النكتة المهمّة اللازمة رعايتها في قراءة الأدعية والتوسّلات، وهي أنّه لابدّ للإنسان مضافاً إلى رعاية الإخلاص في الصلوات والأدعية والتوسّلات، أن يجعل غرضه من إتيان هذه الأعمال التقرّب إلى الله فيقرّب عند الرسول وأهل بيته (عليهم السلام)، بمعنى أن يأتي بالأعمال بنيّة العبوديّة لا الوصول إلى المقامات.
قال أحد المشاهير في هذه الاُمور الّذي كان لأدعيته أثر مهمّ في حلّ مشكلات الناس لرجل يعتقد أنّه صاحب بصيرة: ما هو شأني عند الله بنظرتكم؟!
فقال له بعد التأمّل: قد أكثرت المداخلة في اُمور الله!
فلابدّ للداعي أن لا يسيء الاستفادة من الأدعية بل عليه أن يدعو الله للعبوديّة لا للمداخلة في اُمور الله وجذب العباد إلى نفسه.
التجربة المهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني
نذكر قضيّة مهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني تدلّ على أهميّة مسألة الانتظار:
أنّه اشتغل منذ الطفولة بالعبادات والرياضات الشرعيّة وتحمّل زحماتٍ كثيرة للوصول إلى المقامات المعنويّة، وكتب ما عمل به من الأذكار والأوراد والختومات وكذا الصلوات والآيات في مدّة عمره ولاشتمال ما كتبه على الأسرار والنكات المهمّة لم يجعله في أيدى الناس واختفى ما كتبه.
قال لي المرحوم والدي المعظّم أعلى الله مقامه حول ما كتبه الشيخ:
لقد أعطى الحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني في أواخر أيّام حياته كتابه هذا، لآية الله المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي(150).
وغرضنا من نقل هذه القضيّة نكتة مهمّة ذكرها الشيخ رحمة الله عليه في آخر كتابه ينبغي أن يستفاد منها كلّ من يسلك طريق المعنويّات ويسعى في السير والسلوك، وهو هذا:
يا ليت ما عملته من قراءة الأوراد والأذكار والختومات للوصول إلى المقامات المعنويّة كانت في سبيل التقرّب إلى مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه).
فانظروا إلى ما قاله الرجل الإلهي المعروف عند الخاصّ والعامّ وإلى إظهار تأسّفه في آخر عمره وتمنّيه في آخر حياته أنّه عمل ما عمل للتقرّب إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه.
لا شكّ في أنّ للحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني قدرة مهمّة روحيّة وقلّ مثله في الشخصيّات البارزة، ومع ذلك كلّه كانت امنيّته أنّ ما فعله طول حياته كان بقصد التقرّب إلى أمير عالم الوجود. ولم يسع في تحصيل القدرة من أجل شفاء المرضى ولم يجعل ما يشابه ذلك مقصداً لأعماله.
أعظم عبرة للإنسان - في أيّ طريق يسعى - أن يعتبر من تجارب أعاظم الرجال في ذلك الطريق، وأن يستفيد من جهادهم طول حياتهم وما كسبوه من معارف بعد سنين وسنين. وأن يتوجّه إلى آخر تجاربهم طيلة حياتهم.
عليكم بالدقّة في هذه النكتة:
الاستفادة من التجارب المهمّة لأعاظم الرجال يزيد في القيمة المعنويّة لحياة الإنسان مئات مرّات.
فاسعوا في العمل بما جرّبه المرحوم الحاج الشيخ حسنعلي الأصفهاني وكتبه في كتابه، واقرؤا الأدعية والزيارات وساير العبادات للتقرّب إلى الله حتّى تكونوا مقرّبين عند وليّه مولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى له الفرج، واطرحوا المقاصد الصغيرة. وهذه الحقيقة لو عملتم بها لانتفعتم من حياتكم أكمل الانتفاع.
في كيفيّة الدعاء بتعجيل فرجه وظهوره صلوات الله عليه تصريحاً وتلويحاً
إذا عرفت لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان (عليه السلام) ممّا نقلناه عن السيّد الأجلّ ابن طاووس (رحمه الله) نذكر ما قاله صاحب مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام) في كيفيّة الدعاء بتعجيل فرجه وآثاره المرتّبة عليه، أنّه قال:
إعلم أنّ هذا المقصد الأسنى والمطلب الأعلى يحصل بأنحاء نشير إليها ليكون الناظر فيها على بصيرة، ويقدر على استخراج أمثالها بلطيف النظر وحسن السريرة:
الأوّل: أن يسأل الله تعالى ذلك مصرّحاً بالفارسيّة أو العربيّة أو غيرهما، مثل أن يقول: اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ مَوْلانا صاحِبِ الزَّمانِ، وَعَجَّلَ الله تَعالى فَرَجَهُ وَظُهُورَهُ.
الثاني: أن يسأل من الله عزّ إسمه تعجيل فرج آل محمّد (عليهم السلام)، لأنّ فرجه فرجهم كما ورد في الدعوات والروايات.
الثالث: أن يسأل تعجيل الفرج لجميع المؤمنين والمؤمنات، أو لأولياء الله تعالى، فإنّ بفرجه فرج أولياء الله، كما في الرواية.
الرابع: أن يؤمّن على دعاء من دعا لذلك، لأنّ آمين بمعنى استجب، وهو دعاء أيضاً، ولأنّ الدّاعي والمؤمّن شريكان في الدعاء، كما ورد في الرواية.
الخامس: أن يسأل من الله (عزَّ وجلَّ) استجابة دعاء من يدعو بتعجيل فرج مولانا (عليه السلام)، والفرق بين هذا وسابقه، أنّ التأمين لا يكون إلّا بمحضر من يدعو، وهذا ليس من شرطه الحضور.
السادس: أن يسأل تهيئة أسباب توجب تعجيل فرجه.
السابع: أن يسأل رفع ما يمنع من ظهوره (عليه السلام).
الثامن: أن يسأل مغفرة الذنوب الباعثة لتأخير فرجه، الصادرة من الداعي وغيره من أهل الإيمان.
التاسع: أن يسأل الله تعالى العصمة والحفظ من أمثال تلك الذنوب فيما يأتي من الزمان.
العاشر: أن يطلب هلاك أعدائه الّذين يمنع وجودهم عن التعجيل في فرج أوليائه.
الحادي عشر: أن يسأل من الله رفع الظالمين عن جميع المؤمنين، فإنّ ذلك يحصل ببركة ظهور إمامهم المنتظر.
الثاني عشر: أن يسأل بسط العدل في مشارق الأرض ومغاربها، فإنّه لا يحصل إلّا بظهوره (عليه السلام)، على حسب وعد الله (عزَّ وجلَّ) وأنبيائه وأوليائه (عليهم السلام).
الثالث عشر: أن يقول: اللّهم أَرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرُورَ، ناوياً حصوله بذاك الظهور، فإنّ الرخاء والسرور الكامل التامّ لا يحصل للمؤمن إلّا بظهور الإمام الغائب عن أبصار الأنام.
الرابع عشر: أن يسأل من الله (عزَّ وجلَّ) أن يجعل أجر عباداته وأعماله التعجيل في أمر فرج مولاه وظهوره (عليه السلام) على نحو يرضاه.
الخامس عشر: أن يطلب توفيق هذا الدعاء أي الدعاء لمولانا (عليه السلام) ومسألة التعجيل في أمر فرجه لجميع المؤمنين والمؤمنات، لأنّا قد بيّنّا سابقاً أنّ في اتّفاق المؤمنين في ذلك تأثيراً خاصّاً، كما ورد في الرواية فإذا سأل المؤمن تسهيل مقدّمات مطلوبه فقد سعى في تحصيل المطلوب بنحو مرغوب.
السادس عشر: أن يسأل من الله (عزَّ وجلَّ) أن يظهر دين الحقّ وأهل الإيمان على جميع الملل والأديان، فإنّ ذلك لا يحصل بحسب وعده إلّا بظهور مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) كما وردت به الروايات في كتاب البرهان.
السابع عشر: أن يسأل الله عزّ إسمه الانتقام من أعداء الدين وظالمي أهل بيت سيّد المرسلين، لما ورد في الأخبار أنّه يحصل بظهور الإمام الغائب عن الأبصار وخاتم الأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
الثامن عشر: أن يصلّي عليه، ويريد بذلك طلب رحمة خاصّة إلهيّة يتيسّر بها استباق فرجه وظهوره.
ويستفاد هذا من العبارة المرويّة في الصلوات عليه وعلى آبائه (عليهم السلام)، المذكورة في كامل الزيارات وغيره في باب زيارة مولانا الرضا (عليه السلام).
ففيها بعد الصلاة على كلّ واحد منهم:
اللّهم صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ، وَالْقائِمِ في خَلْقِكَ، صَلاةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ، وَتَنْصُرُهُ بِها....
التاسع عشر: أن يسأل التعجيل في كشف الكرب عن وجهه، وتفريج الهمّ والغمّ عن قلبه (عليه السلام)، لأنّ هذا من لوازم استيلائه وهلاك أعدائه.
المكمّل للعشرين: أن يسأل الله تعالى التعجيل في طلب ثار مولانا الشهيد المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فإنّ هذا في الحقيقة دعاء بتعجيل ظهور ولده الحجّة (عليه السلام)، لأنّه الطالب بثأره، والمنتقم من قتلته(151).
في المكارم الّتي تحصل بالدعاء له أرواحنا فداه
قال صاحب المكيال أعلى الله مقامه: فلنذكر المكارم والفوائد العظام الّتي تترتّب على الدعاء بتعجيل فرجه (عليه السلام) بنحو الاختصار والإجمال، ثمّ نذكرها مع أدلّتها بحسب ما يقتضيه الحال:
1 - قوله (عليه السلام): وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم.
2 - يوجب ازدياد النعم.
3 - إظهار المحبّة الباطنيّة.
4 - أنّه علامة الانتظار.
5 - إحياء أمر الأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.
6 - سبب فزع الشيطان اللعين.
7 - النجاة من فتن آخر الزمان ومهالكه.
8 - أنّه أداء لبعض حقوقه في الجملة، وأداء حقّ ذي الحقّ من أوجب الاُمور.
9 - أنّه تعظيم لله ولدين الله.
10 - دعاء صاحب الزمان (عليه السلام) في حقّه.
11 - شفاعته له في يوم القيامة.
12 - شفاعة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له إن شاء الله تعالى.
13 - أنّه امتثال لأمر الله تعالى وابتغاء من فضل الله تعالى.
14 - يوجب إجابة الدعاء.
15 - أنّه أداء أجر الرسالة.
16 - يوجب دفع البلاء.
17 - يوجب سعة الرزق إن شاء الله تعالى.
18 - غفران الذنوب.
19 - التشرف بلقائه في اليقظة أو المنام.
20 - الرجعة إلى الدنيا في زمان ظهوره (عليه السلام).
21 - يصير من إخوان النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
22 - استباق وقوع الفرج لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام).
23 - اُسوة بالنبيّ والأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
24 - أنّه وفاء بعهد الله وميثاقه.
25 - ما يترتّب على برّ الوالدين من الفوائد والمكارم.
26 - درك فضل رعاية الأمانة.
27 - زيادة إشراق نور الإمام في القلب.
28 - طول العمر إن شاء الله تعالى.
29 - التعاون على البرّ والتقوى.
30 - الفوز بنصر الله والغلبة على الأعداء بعون الله تعالى.
31 - الاهتداء بنور القرآن المجيد.
32 - صيرورته معروفاً عند أصحاب الأعراف.
33 - الفوز بثواب طلب العلم إن شاء الله تعالى.
34 - الأمن من المخاوف والعقوبات الاُخرويّة إن شاء الله تعالى.
35 - البشارة والرفق عند الموت.
36 - إجابة دعوة الله ودعوة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
37 - كونه مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في درجته.
38 - يصير أحبّ الخلق إلى الله تعالى.
39 - يصير أعزّ الخلق وأكرمهم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
40 - أنّه يصير من أهل الجنّة إن شاء الله تعالى.
41 - يشمله دعاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
42 - غفران الذنوب وتبدّل السيّئات بحسنات.
43 - يؤيّده الله تعالى في العبادة.
44 - يدفع به العقوبة عن أهل الأرض إن شاء الله تعالى.
45 - فيه ثواب إعانة المظلوم.
46 - فيه ثواب إجلال الكبير والتواضع له.
47 - فيه ثواب طلب ثار مولانا المظلوم الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
48 - تحمّل أحاديث الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام).
49 - إضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة.
50 - شفاعة لسبعين ألفاً من المذنبين.
51 - دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقّه يوم القيامة.
52 - دخول الجنّة بغير حساب.
53 - السلامة من عطش يوم القيامة.
54 - الخلود في الجنّة.
55 - يوجب خمش وجه إبليس وقرح قلبه.
56 - يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة.
57 - أنّ الله (عزَّ وجلَّ) يخدمه من خدم الجنّة.
58 - يكون في ظلّ الله الممدود، وتنزل عليه الرحمة مادام مشتغلاً بذلك الدعاء.
59 - فيه ثواب نصيحة المؤمن.
60 - أنّ المجلس الّذي يدعى فيه للقائم (عجّل الله فرجه) يكون محضراً للملائكة المكرمين.
61 - أنّ الداعي لهذا الأمر الجليل ممّن يباهي به الإله الجليل.
62 - يستغفر له الملائكة.
63 - يكون من خيار الناس بعد الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام).
64 - أنّه إطاعة لأُولي الأمر الّذين فرض الله تعالى طاعتهم.
65 - يوجب سرور الله (عزَّ وجلَّ).
66 - يوجب سرور رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
67 - أنّه أحبّ الأعمال إلى الله تعالى شأنه.
68 - أنّ الداعي بهذا الأمر الشريف يكون ممّن يحكّمهم الله تعالى في الجنان إن شاء الله تعالى.
69 - أنّه يحاسب حساباً يسيراً.
70 - الأنيس الشفيق له في البرزخ والقيامة.
71 - أنّه أفضل الأعمال.
72 - يوجب زوال الغمّ.
73 - أنّه أفضل من الدعاء في حقّ الإمام زمان ظهوره.
74 - دعاء الملائكة في حقّه.
75 - يشمله دعاء سيّد الساجدين عليه الصلاة والسلام، وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من العوائد.
76 - أنّه تمسّك بالثقلين.
77 - أنّه اعتصام بحبل الله تعالى.
78 - يوجب كمال الإيمان.
79 - درك مثل ثواب جميع العباد.
80 - أنّه تعظيم شعائر الله (عزَّ وجلَّ).
81 - فيه ثواب من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
82 - فيه ثواب من استشهد تحت راية القائم (عليه السلام).
83 - فيه ثواب الإحسان إلى مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).
84 - فيه ثواب إكرام العالم.
85 - فيه ثواب إكرام الكريم.
86 - الحشر في زمرة الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام).
87 - ارتفاع الدرجات في روضات الجنّات.
88 - الأمن من سوء الحساب في يوم الحساب.
89 - الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة.
90 - الفوز بالشفاعة الفاطميّة(152).
وينبغي التنبيه على اُمور:
الأوّل: أنّ الفوائد المذكورة والمكارم المزبورة تحصل بذلك الدعاء بأيّ نحو كان وبأيّ لسان، لعموم ما دلّ عليها، أو إطلاقها، وعدم مخصّص يخصّها.
الثاني: أنّ أكثر تلك المكارم يحصل بإكثار الدعاء بتعجيل فرج مولانا القائم (عليه السلام) لقوله: وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج.
الثالث: أنّ كمال تلك المكارم إنّما يكون بتحصيل ملكة التقوى، وتهذيب النفس عمّا يغويها، وردعها عمّا يرديها، وبسط الكلام في هذا المقام ينافي ما أردنا من الاختصار، فالأولى الاقتصار بهذا المقدار والإشارة كافية لأولى الأبصار وأهل النظر والاعتبار، ونسأل الله تعالى أن يعجّل في فرج مولانا الغائب عن الأبصار ويجعلنا بمنّه في زمرة الأنصار(153).
تفصيل الكلام في بعض آثار الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه
1 - وقوع الفرج له صلوات الله عليه وللداعي:
قال في المكيال: قوله عليه الصلاة والسلام في التوقيع المرويّ في كمال الدين وكتاب الاحتجاج على أهل اللّجاج:
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم.
أقول: لاريب بملاحظة ما ذكر قبل هذا الكلام، في أنّ المراد بالفرج ظهوره (عليه السلام)، لا دعاء الناس بتعجيل فرج نفوسهم فانظر في كلامه قبل ذلك، لشرح صدرك وإصلاح حالك، حيث قال (عليه السلام):
وأمّا علّة ما وقع من الغيبة، فإنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَلَكُمْ تَسُؤْكُمْ»(154)، إنّه لم يكن لأحد من آبائي إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب، وعلى من اتّبع الهدى إنتهى كلامه صلوات الله وسلامه عليه.
وأمّا إسحاق بن يعقوب المخاطب بهذا التوقيع الشريف، فلم يتعرّض له الأصحاب بشيء، إلّا أنّ اعتماد الكليني وسائر المشائخ على روايته، يدلّ على حسن حاله وجلالته، وسلام مولانا عليه في التوقيع حسبه في الدلالة على الشأن الرفيع والمقام المنيع.
وأمّا المشار إليه بقوله (عليه السلام): فإنّ ذلك فرجكم، فأحد اُمور:
أحدها: أن يكون المراد بذلك فرجه صلوات الله عليه، ويكون الكلام تعليلاً للأمر بدعاء الفرج، يعني أنّ فرجكم يترتّب على ظهوري وفرج أمري، ويقرّب هذا الاحتمال قرب إسم الإشارة منه.
ويؤيّده أيضاً جميع ما ورد في الروايات، من أنّ بفرجه فرج أولياء الله.
الثاني: أن يكون المراد بذلك فرجه أيضاً، ويكون الكلام تعليلاً للأمر بالإكثار من الدعاء.
الثالث: أن يكون المراد بذلك نفس هذا الدعاء، يعني أن يحصل الفرج لكم بالدعاء لتعجيل فرجي وظهوري.
الرابع: أن يكون المراد بذلك الإكثار، يعني أنّه يحصل الفرج في أمركم بإكثاركم من الدعاء بتعجيل فرجي.
هذا ما اختلج بالبال من وجوه الاحتمال في هذا المقال، والله تعالى هو العالم بخفيّات الاُمور وحقايق الأحوال، ويقرّب الاحتمالين الأخيرين أنّ ذلك تستعمل في الإشارة إلى البعيد غالباً، كما تبيّن في علم النحو، فتدبّر.
ويؤيّدهما أيضاً ما في بعض الروايات: أنّ الملائكة يدعون للداعي لأخيه المؤمن في غيبته بما يدعو به لأخيه أضعافاً مضاعفة، وبعض آخر فيه أيضاً دلالة على المقصود، ونيل الفرج بالدعاء لفرجه المسعود.
فإن قلت: فما معنى حصول الفرج للداعي بهذا الدعاء؟
قلت: حصول الفرج بسبب هذا الدعاء يقع للداعي بأحد أنحاء:
منها: أن يبلغ بمأموله وما يهتمّ بحصوله من الاُمور الدنيويّة أو غيرها ببركة دعائه لمولاه، فإنّه الوسيلة لكلّ خير وصلاح، والداعي لمن يدعو له بالفرج والفلاح.
ومنها: أن يعطيه الله بدل ما يرجوه عند ما يسأله ويدعوه، بحيث يدفع عنه الحاجة والهموم، ويكشف عنه الشدّة والغموم، ببركة دعائه لفرج مولاه المظلوم، فإنّ إعانة المظلوم يصير سبباً لإعانة الله تعالى، كما يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.
ومنها: أن يمنحه الله تعالى الصبر على النوائب والسرور في كلّ ما يصيبه من الشدائد والمصائب، ويلين له الصبر في البعد على المقصود، كما ألان الحديد لداود (عليه السلام).
هذا كلّه إذا لم تقتض الحكمة الإلهية وقوع الفرج بالكلّية بظهور صاحب الدعوة النبويّة، والصولة الحيدريّة، والشجاعة الحسينيّة، وأمّا إن وقع الفرج المأمول فهو نهاية المسؤول(155).
2 - دعاء مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه في حقّ الداعي له بالفرج والنصر
قال في مكيال المكارم: من آثار الدعاء لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه شمول دعائه صلوات الله عليه لمن يدعو له.
ويدلّ على ذلك، مضافاً إلى أنّه مقتضى شكر الإحسان الّذى هو أولى به من كلّ إنسان، قوله صلوات الله عليه في حجابه المرويّ في مهج الدعوات بعد الدعاء لتعجيل فرجه ما لفظه:
وَاجْعَلْ مَنْ يَتْبَعُني لِنُصْرَةِ دينِكَ مُؤَيَّدينَ، وَفي سَبيلِكَ مُجاهِدينَ، وَعَلى مَنْ أَرادَني وَأَرادَهُمْ بِسُوءٍ مَنْصُورينَ....
إذ لا ريب في أنّ الدعاء له، وبتعجيل فرجه، اتّباع ونصرة له، فإنّ من أقسام النصرة للإيمان ولمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه النصرة باللسان، والدعاء له من أقسام النصرة اللسانيّة، كما لا يخفى.
ويدلّ على المطلوب أيضاً ما ذكره عليّ بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى: «وَإِذا حُيّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها»(156)، قال:
السلام وغيره من البرّ، إذ لا يخفى أنّ الدعاء من أفضل أنواع البرّ، فإذا دعا المؤمن لمولاه صلوات الله عليه بخالص الدعاء كافاه مولاه أيضاً بخالص الدعاء، ودعاؤه مفتاح كلّ خير ومقلاع كلّ ضير.
ويشهد لذلك ويؤيّده ما رواه القطب الراوندي (رحمه الله) في الخرائج قال:
حدّث جماعة من أهل أصفهان، منهم أبو العبّاس أحمد بن النصر، وأبو جعفر محمّد بن علويّة قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له: عبد الرحمان، وكان شيعيّاً، قيل له: ما السبب الّذي أوجب عليك القول بإمامة عليّ النقيّ (عليه السلام) دون غيره من أهل الزمان؟
 قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليّ، وهو أنّي كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين، فخرجت مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلّمين، فبينا نحن بالباب إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا (عليهم السلام)، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الّذي قد اُمر بإحضاره؟ فقيل: هو رجل علويّ، تقول الرافضة بإمامته.
ثمّ قال: وقدّرت أنّ المتوكّل يحضره للقتل، فقلت: لا أبرح من هيهنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل، أيّ رجل هو؟
قال: فأقبل على فرس، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفّين، ينظرون إليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي، فصرت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شرّ المتوكّل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابّته، لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا اُكرّر في نفسي الدعاء له، فلمّا صار بإزائي أقبل بوجهه عليّ، ثمّ قال:
استجاب الله دعاك، وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك.
فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني: ما شأنك؟ فقلت: خيراً، ولم اُخبر بذلك مخلوقاً.
ثمّ انصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان، ففتح الله عليّ بدعائه وجوهاً من المال، حتّى أنا اليوم اُغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد مضى لي من العمر نيّفاً وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة ذلك الرجل، الّذي علم ما كان في نفسي، واستجاب الله دعاءه في أمري.
أقول: فانظر أيّها العاقل كيف كافأ مولانا الهادي (عليه السلام) دعاء ذلك الرجل بسبب الإحسان ذلك بأن دعا له بما عرفت مع كونه خارجاً حينئذ عن زمرة أهل الإيمان أفترى من نفسك في حقّ مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه أن لا يذكرك بدعاء الخير إذا دعوت له، مع كونك من أهل الإيمان؟! لا والّذى خلق الإنس والجانّ، بل هو يدعو لأهل الإيمان وإن كانوا غافلين عن هذا الشأن، لأنّه وليّ الإحسان.
وممّا يؤيّد ما ذكرناه في هذا المقام، ما ذكره بعض إخواني الصالحين الكرام، أنّه رأى الإمام صلوات الله عليه في المنام، فقال (عليه السلام) له:
إنّي أدعو لكلّ مؤمن يدعو لي بعد ذكر مصائب سيّد الشهداء (عليه السلام) في مجالس العزاء.
نسأل الله التوفيق لذلك إنّه سميع الدعاء(157).
أقول: فإن شاهدت بعد الدعاء له صلوات الله عليه وقوع حالة لك، فاعلم أنّه من دعائه (عليه السلام) لك ومن نظره (عليه السلام) إليك.
في المواضع الّتي ندبت فيها الإحياء وقلّة المنام مخصوصاً
قال المحدّث النوري في دار السلام: نذكر هاهنا الأوقات الّتي يستحبّ فيها الإحياء وقلّة المنام مخصوصاً ليدعو الداعي فيها لصاحب العصر والزّمان (عليه السلام) أكثر ممّا يدعو في غير هذه الأوقات.
منها: شهر رمضان وخصوصاً ليالي القدر، ففي دعاء هلاله الّذي رواه السيّد بن طاووس عن أمالي أبي المفضّل الشيباني:
اللّهم أَهِلَّهُ عَلَيْنا بِالْأَمْنِ وَالْايمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، وَصِحَّةٍ مِنَ السُّقْمِ، وَفَراغٍ لِطاعَتِكَ مِنَ الشُّغْلِ، وَاكْفِنا بِالْقَليلِ مِنَ النَّوْمِ يا رَحيمُ.
وفي فضائل الأشهر للصدوق (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته في أوّل يوم منه في الكوفة:
اُنظر أن لا تكون بالليل نائماً، وبالنهار غافلاً، فينقضي شهرك وقد بقي عليك وزرك، فتكون عند استيفاء الصائمين اُجورهم من الخاسرين وعند فوزهم بكرامة مليكهم من المحرومين، وعند سعادتهم بمجاورة ربّهم من المطرودين.
وفي التهذيب عن الصادق (عليه السلام) - في حديث طويل -:
وفي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين يصلّي في كلّ واحدة منهما إذا قوى مائة ركعة، سوى هذه الثلاث عشرة ركعة، وليسهر فيهما حتّى يصبح، الخبر.
وفي الكافي عن أبي حمزة، عنه (عليه السلام):
فاطلبها أي ليلة القدر في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وصلّ في كلّ واحدة منها مائة ركعة، وأحيهما إن استطعت إلى النور.
وفي كتاب عمل شهر رمضان للسيّد بن طاووس (رحمه الله)، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
قال موسى (عليه السلام): إلهى اُريد قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر.
وفيه عن الباقر (عليه السلام):
من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار.
وفيه عنه (عليه السلام):
من أحيا ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وصلّى فيه مائة ركعة، وسّع الله عليه معيشته في الدّنيا، الخبر.
ومنها: ليلة عيد الفطر، وفيه عنه (عليه السلام) قال:
كان عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يحيي ليلة عيد الفطر بصلاة حتّى يصبح، ويبيت ليلة الفطر في المسجد ويقول: يا بنيّ ما هي بدون ليلة يعني ليلة القدر.
ومنها: الليالي الأربع الّتي رواها الشيخ عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين عليّ (عليهم السلام) قال:
كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال في السنة، وهي أوّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر وليلة الأضحى.
وفي البحار عن نوادر الراوندي، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خبر:
ألا؛ وإنّ في رجب ليلة من حرم النوم على نفسه وقام فيها حرّم الله جسده على النّار، وصافحه سبعون ألف ملك، ويستغفرون له إلى يوم مثله، فإن عاد عادت الملائكة.
وفي الإقبال عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
كنت نائماً ليلة النصف من شعبان، فأتاني جبرئيل فقال: يا محمّد؛ أتنام في هذه الليلة؟
قلت: يا جبرئيل؛ وما هذه الليلة؟
قال: هي ليله النصف من شعبان، قم يا محمّد؛ فأقامني، الخبر.
وفي ثواب الأعمال عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
من أحيا ليلة العيد وليله النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم يموت القلوب.
ومنها: ليلة عاشورا، وفيه عن كتاب دستور المذكرين بإسناده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:
من أحيى ليلة عاشورا، فكأنّما عبد الله عبادة جميع الملائكة وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة.
ومنها: ليلة الأضحى لمن كان في المشعر، ففي الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث له:
ولا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة إلى أن قال: وإن استطعت أن تحيي تلك الليلة فافعل، فإنّه بلغنا أنّ أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، لهم دويّ كدويّ النحل، الخبر.
ومنها: ليلة الجمعة، ففي الكافي عن الصادق (عليه السلام):
إنّ ليلة الجمعة مثل يومها فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل.
ومنها: ليالي شعبان، ففي دعاء أيّامه:
اَلَّذي كانَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله) يَدْأَبُ في صِيامِهِ وَقِيامِهِ في لَياليهِ وَأَيَّامِهِ بُخُوعاً لَكَ في إِكْرامِهِ وَإِعْظامِهِ إِلى مَحَلِّ حِمامِهِ(158).
في الأزمنة المخصوصة به أرواحنا فداه
قال المحدّث النوري (رحمه الله): ذكر بعض الأزمنة والأوقات المختصّة بإمام العصر صلوات الله عليه، وتكليف الرعايا فيها بالنسبة إليه (عليه السلام)، وعددها ثمانية:
الأوّل: ليلة القدر، بل الليالي الثلاثة المردّدة بينها.
الثاني: يوم الجمعة.
الثالث: يوم عاشوراء.
الرابع: حين اصفرار الشمس إلى غروبها في كلّ يوم.
الخامس: عصر الاثنين.
السادس: عصر الخميس.
السابع: ليلة ويوم النصف من شعبان.
الثامن: يوم النوروز(159).
قال صاحب المكيال أعلى الله مقامه: إعلم أنّ ليوم الجمعة اختصاصاً وانتساباً إلى مولانا الحجّة (عليه السلام) من وجوه عديدة، تقتضي الاهتمام فيه بالدعاء له (عليه السلام)، قد ذكرناها في كتاب أبواب الجنّات في آداب الجمعات، نشير إليها تذكرة لأُولي الألباب:
الأوّل: وقوع ولادته فيه.
الثاني: انتقال الإمامة إليه.
الثالث: وقوع ظهوره فيه.
الرابع: استيلاؤه فيه على أعدائه.
الخامس: أنّه يوم أخذ العهد والميثاق له ولآبائه الأطهار (عليهم السلام).
السادس: أنّه يوم خصّه الله تعالى بلقب القائم (عليه السلام).
السابع: أنّه من جملة ألقابه الشريفة، وقد ذكرنا هناك وجوهاً اُخرى، من أرادها فليرجع إلى ذلك الكتاب(160).
في الأمكنة الّتي يتأكّد الدعاء لتعجيل الفرج فيها
إعلم أنّه كما يتأكّد الدعاء بتعجيل فرج مولانا الحجّة (عليه السلام) في أزمنة مخصوصة كذلك يتأكّد في أمكنة مخصوصة، إمّا للتأسّي به (عليه السلام)، أو لرواية ذلك عن الأئمّة الكرام، أو لاعتبارات عقليّة مقبولة عند اُولي الأفهام.
فمنها المسجد الحرام: ويشهد لذلك مضافاً إلى أنّه من مظانّ الإجابة فينبغي الاهتمام فيه بما علم أهمّيته عند الله (عزَّ وجلَّ) وعند أوليائه، وعرف أعمّيّة نفعه لأحبّائه دعاؤه لذلك في ذاك المقام.
فقد روى الشيخ الصدوق في كمال الدين قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ (رحمه الله) قال: سألت محمّد بن عثمان العمريّ (رحمه الله) فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام، وهو يقول:
اللّهم أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني.
وقال الصدوق أيضاً: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ قال: سمعت محمّد بن عثمان العمريّ (رحمه الله) يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار، وهو يقول:
اللّهم انْتَقِمْ لي مِنْ أَعْدائي.
ومنها العرفات في محلّ الوقوف: ويدلّ على ذلك وروده في الدعاء المرويّ عن الصادق (عليه السلام) في ذلك المقام، والدعاء مذكور في زاد المعاد، فليرجع إليه أخيار العباد.
ومنها السرداب: يعني سرداب الغيبة في سامراء، ويشهد للاهتمام بالدعاء هناك ما ورد في كتب الزيارات.
ومنها المقامات المنسوبة إليه، ومشاهده، ومواقفه المباركة بيمن وقوفه (عليه السلام) فيها: كمسجد الكوفة، ومسجد السهلة، ومسجد صعصعة، ومسجد جمكران وغيرها، لأنّ عادة أهل المودّة جارية على أنّهم إذا شهدوا موقفاً من مواقف محبوبهم تذكّروا لأخلاقه، وتألّموا لفراقه، ودعوا في حقّه، بل يأنسون بمواقفه ومنزله حبّاً له، كما قيل:

أمرّ على الديار ديار ليلى * * * اُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا
فما حبّ الديار شغفن قلبي * * * ولكن حبّ من سكن الديارا

وقيل أيضاً في هذا المعنى:

ومِن مذهبي حبّ الديار لأهلها * * * وللناس فيما يعشقون مذاهب

فينبغي المؤمن المخلص إذا دخل السرداب المباركة، أو شهد موقفاً من مواقفه الكريمة المشرّفة، أن يتذكّر صفات مولاه، من صفات الجمال والجلال والكمال وما هو فيه من بغي أهل العناد والضلال، ويتفجّع غاية التفجّع من تصوّر تلك الأحوال، ويسأل من القادر المتعال أن يسهّل فرج مولاه، ويعطيه ما يتمنّاه من دفع الأعداء ونصر الأولياء.
هذا، مضافاً إلى أنّ المقامات المذكورة مواقف عبادته ودعائه (عليه السلام)، فينبغي للمؤمن المحبّ التأسّي به في ذلك، فإنّ الدعاء بتعجيل فرجه، وكشف الكرب عن وجهه، من أفضل العبادات وأهمّ الدعوات.
ومنها حرم مولانا الشهيد المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): لأنّ المؤمن إذا تصوّر في حرمه الشريف ما وقع عليه وعلى أهله، من أنواع الظلم والمصائب، وعلم أنّ الطالب بدمه، والمنتقم من أعدائه وظالميه، مولانا الصاحب (عليه السلام)، بعثه عقله وحبّه إلى الدعاء بتعجيل فرجه وظهوره، دعاء المحبّ الراغب.
ويشهد لذلك ما في رواية أبي حمزة الثماليّ، المرويّة في كامل الزيارات، في الباب التاسع والسبعين عن الصادق (عليه السلام) حيث قال في موضع من تلك الزيارة بعد الصلاة على الحسين صلوات الله عليه:
وتصلّي على الأئمّة (عليهم السلام) كلّهم، كما صلّيت على الحسن والحسين (عليهما السلام) وتقول: اللّهم أَتْمِمْ بِهِمْ كَلِماتِك، وأَنْجِزْ بِهِمْ وَعْدَكَ....
وفي موضع آخر منها قال (عليه السلام):
ثمّ ضع خدّك عليه وتقول:
اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ.
اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، اُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَيْنِ....
ووجه الدلالة واضح، لأنّ مولانا الحجّة (عليه السلام) هو الّذي يطلب بدم الحسين (عليه السلام) ويشفي صدره بالانتقام من أعدائه.
ومنها حرم مولانا الرضا (عليه السلام): لورود ذلك في الزيارة المرويّة في كامل الزيارات ففيها بعد الصلاة على كلّ واحد من الأئمّة (عليهم السلام):
اللّهم صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ، وَالْقائِمِ في خَلْقِكَ، صَلاةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ، وَتَنْصُرُهُ بِها....
ومنها حرم العسكريّين (عليهما السلام) بسرّ من رأى: ويشهد له ما ورد في زيارة مذكورة لهما في الكتاب المذكور:
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ومنها مشهد كلّ واحد من الأئمّة (عليهم السلام): لأنّه من أفضل ما يتقرّب به إليهم ويسرّهم ويزلف لديهم، ويشهد لذلك ما ورد في كامل الزيارات، في باب الزيارة لجميع الأئمّة (عليهم السلام) فراجع.
بل يمكن أن يقال: إنّ هذا الدعاء من أهمّ وظائف الأنام في كلّ مكان له خصوصيّة واحترام، قال الله تعالى شأنه: «في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ»(161)، فإنّ ذلك الدعاء من أفضل الأذكار، وأحبّها عند اُولي الأبصار وأهمّها عند أهل الاعتبار، فينبغي الاهتمام به في آناء اللّيل وأطراف النّهار(162).
إقامة مجالس الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)
بعد علمك بالأوقات المؤكّدة للدعاء لصاحب العصر والزمان، والأزمنة والأمكنة الّتي يتأكّد الدعاء له (عليه السلام) نقول:
كما يمكن أن يدعو الداعي منفرداً يمكن له الدعاء مجتمعاً بإقامة المجالس لذكره عليه الصلاة والسلام، فإنّه يترتّب عليها مضافاً على الدعاء له (عليه السلام) اُمور حسنة اُخرى، مثل: احياء أمر الأئمّة (عليهم السلام) وذكر أحاديث أهل البيت و....
عدّ صاحب المكيال أعلى الله مقامه من تكاليف الأنام في غيبة الإمام إقامة المجالس الّتي يذكر فيها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، وينشر فيها مناقبه وفضائله، ويدعى له فيها، وبذل النفس والمال في ذلك، لأنّه ترويج لدين الله وإعلاء كلمة الله وإعانة على البرّ والتقوى، وتعظيم شعائر الله ونصرة وليّ الله.
ويدلّ على ذلك مضافاً إلى اجتماع العناوين المذكورة وغيرها فيه، قول الصادق (عليه السلام) في حديث مرويّ في الوسائل وغيره:
تزاوروا، فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا، وأحاديثنا تعطّف بعضكم على بعض، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم(163).
وجه الدلالة: تعليله الأمر بالتزاور بكونه سبباً ووسيلة لإحياء أمرهم وذكر أحاديثهم، فإقامة مجالس التزاور الّتي يذكر فيها الإمام صلوات الله عليه ومناقبه وما يتعلّق بأمره ممّا لا ريب في رجحانها واستحبابها عندهم.
ويدلّ على المقصود أيضاً قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث الأربعمائة:
إنّ الله تبارك وتعالى إطّلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، اُولئك منّا وإلينا، الخبر(164).
مسألة فقهيّة: الظاهر من الأدلّة، جواز صرف الزكاة الواجبة في هذه الجهة الراجحة، فإنّها من سبيل الله الّذي جعله الله تعالى أحد مصارف الزكاة في آية «إِنَّمَا الصَّدَقات...»(165) وبسط الكلام موكول إلى الفقه.
إيقاظ وتنبيه: يمكن القول بوجوب إقامة تلك المجالس في بعض الأحيان، كأن يكون الناس في معرض الانحراف والضلال، وتكون إقامة تلك المجالس سبباً لردعهم عن الردى وإرشاداً لهم إلى سبيل الهدى، نظراً إلى أدلّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضالّ، وردع أهل البدعة والضلال، والله تعالى هو العاصم في كلّ حال(166).
إهداء ثواب الصلاة وسائر الأعمال إليه أرواحنا فداه
كما تدري أنّ الاُمور المهمّة اللازمة ذكرها كثيرة جدّاً، ولكن لا يمكن جمعها في مقدّمة الكتاب أسئل الله تبارك وتعالى أن يعجّل سريعاً في ظهور نقطة العلم ومعدنه حتّى يبثّه بثّاً بثَّا، فإنّ في صدره الشريف علماً جمّاً. جعلنا الله من خدّام أصحابه وأعوانه والمستشهدين بين يديه.
حدّث أبو محمّد الصيمري قال: حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله البجلي بإسناد، رفعه إليهم صلوات الله عليهم قال:
من جعل ثواب صلوته لرسول الله وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وسلّم، أضعف الله له ثواب صلوته أضعافاً مضاعفة، حتّى ينقطع النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده:
يا فلان؛ هديّتك إلينا وألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفساً وقرِّ عيناً بما أعدّ الله لك، وهنيئاً لك بما صرت إليه(167).
في الأماكن المخصوصة به أرواحنا فداه
نذكر هنا بعض الأماكن المخصوصة بمولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه لمزيد الاطّلاع.
قال المحدّث النوري: وليس خفيّاً أنّ من جملة الأماكن المختصّة المعروفة بمقامه صلوات الله عليه مثل: وادي السلام ومسجد السهلة، والحلّة، ومسجد جمكران في خارج قم، وغيرها.
والظاهر أنّه تشرّف في تلك المواضع بعضُ من رآه أرواحنا فداه أو ظهرت هناك معجزة ولهذا دخلت في الأماكن الشريفة المباركة، وأنّ هناك محلّ اُنس وهبوط الملائكة وقلّة الشياطين، وهي أحد الأسباب المقرّبة لإجابة الدعاء وقبول العبادة.
وجاء في بعض الأخبار: إنّ الله (عزَّ وجلَّ) يحبّ أن يعبد في الأماكن الّتي هي أمثال هذه الأماكن مثل المساجد ومشاهد الأئمّة (عليهم السلام) ومقابر أولاد الأئمّة والصالحين والأبرار في أطراف البلاد، وهي من الألطاف العينيّة (الغيبية) الإلهية للعباد الضالّين والمضطرّين والمرضى والمستدينين والمظلومين والخائفين والمحتاجين ونظائرهم من أصحاب الهموم وموزّعي القلوب ومشتّتي الظاهر ومختلّي الحواسّ.
فإنّهم يلجئون إلى هناك ويتضرّعون ويتوسّلون إلى الله (عزَّ وجلَّ) بصاحب ذلك المقام، ويطلبون علاج أوجاعهم وشفاءَهم، ودفع شرّ الأشرار وكثيراً ما يُجابون فيعود الّذي ذهب إلى هنا مريضاً مشافاً مشافياً، ويذهب المظلوم فيرجع بظلامته، ويذهب المضطرب فيرجع هادئ البال. وبالطبع فكلّما يسعى أن يكون هناك أكثر أدباً واحتراماً فيرى خيراً أكثر.
ويحتمل أنّ جميع تلك المواضع داخلة في جملة بيوت الله تعالى الّتي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسم الله (عزَّ وجلَّ)، ومدح من سبّح الحقّ تعالى بكرةً وأصيلاً ولا يسع المقام تفصيلاً أكثر من هذا(168).
1 - مسجد الكوفة
اعلم أنّ مسجد الكوفة أحد المساجد الأربعة الّتي ورد الأمر بشدّ الرحال إليها وهي المسجد الحرام بمكّة، ومسجد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة، والمسجد الأقصى ببيت المقدّس، ومسجد الكوفة(169).
2 - مسجد السهلة
إعلم أنّه ليس بعد مسجد الكوفة الأعظم، مسجد أفضل من مسجد السهلة في تلك البقعة، وهو بيت إدريس وإبراهيم (عليهم السلام)، ومحل ورود الخضر ومسكنه، وورد أنّه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين(170).
3 - المسجد المقدّس في جمكران
سبب بناء المسجد المقدّس في جمكران بأمر الإمام صلوات الله عليه في اليقظة على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال:
كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني، وقالوا: قم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزمان صلوات الله عليه فإنّه يدعوك.
قال: فقمت وتعبّأت وتهيّأت، فقلت: دعوني حتّى ألبس قميصي، فإذا بنداء من جانب الباب: هو ما كان قميصك، فتركته وأخذت سراويلي، فنودي: «ليس ذلك منك، فخذ سراويلك»، فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: الباب مفتوح.
فلمّا جئت إلى الباب، رأيت قوماً من الأكابر، فسلّمت عليهم، فردّوا ورحّبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن، فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان، وعليها وسائد حسان، ورأيت فتى في زيّ ابن ثلاثين متّكئاً عليها وبين يديه شيخ، وبيده كتاب يقرؤه عليه، وحوله أكثر من ستّين رجلاً يصلّون في تلك البقعة، وعلى بعضهم ثياب بيض، وعلى بعضهم ثياب خضر.
وكان ذلك الشيخ هو الخضر (عليه السلام)، فأجلسني ذلك الشيخ (عليه السلام)، ودعاني الإمام صلوات الله عليه باسمي، وقال:
اذهب إلى حسن بن مسلم، وقل له: إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها، ونحن نخرّبها، زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة؟ ولا رخصة لك في العود إليها، وعليك ردّ ما انتفعت به من غلّات هذه الأرض ليبنى فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم:
إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرّفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك، وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابّين، فلم تنتبه عن غفلتك، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر.
قال حسن بن مثلة: [قلت:] يا سيّدي لابدّ لي في ذلك من علامة، فإنّ القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجّة عليه، ولا يصدّقون قولي، قال:
إنّا سنعمل هناك فاذهب وبلّغ رسالتنا، واذهب إلى السيّد أبي الحسن(171) وقل له: يجيء ويحصره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه الناس حتّى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد، ليجلب غلّته كلّ عام، ويصرف إلى عمارته.
وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّزوه، ويصلّوا هنا أربع ركعات(172).
قال حسن بن مثلة: قلت في نفسي: كأنّ هذا موضع أنت تزعم أنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزّمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتّكئ على الوسائد، فأشار ذلك الفتى إليّ أن أذهب...(173).
المسجد الشريف في جمكران من الأمكنة المهمّة المعنويّة في العالم ويلزم للّذين يتشرّفون في هذا المكان المقدّس أن يراعوا أدب المكان وأن يدركوا ما فيه من المعنويّة المهمّة؛ حتّى يملؤوا وجودهم عند تشرّفهم في ذلك المكان من الوجد المعنوي والصفاء والنورانيّة.
نذكر هنا عدّة ملاحظات لمن يتشرّف في هذا المكان المقدّس:
1 - أمر مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه في اليقظة - بتوسّط حسن بن مثلة الجمكراني - العلويّ العظيم الشأن السيّد أبي الحسن الرضا أن يبنى المسجد؛ وجميع المدارك والمنابع الّتي نقلت القضيّة ذكرت القضيّة بعنوان اليقظة لا النوم.
2 - لقد أخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذلك قبل أمر مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه ببناء المسجد في المكان الموجود بمئات الأعوام.
وفي رواية نقلها صاحب كتاب «أنوار المشعشعين: 454/1» أخبر عنه مفصّلاً امير دائرة الوجود ووليّ عوالم الإمكان عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام). وبيّن في الرواية في أهميّة المسجد المقدّس سرّاً لا يتحمّله الناس.
3 - المسجد المقدّس في جمكران في عصر ظهور مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه أكبر مقام لقدرته صلوات الله عليه بعد الكوفة؛ وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرواية إنّ راية جند صاحب الأمر (أرواحنا فداه) تهتزّ في عصر الظهور على الجبل الأبيض وهو جبل الخضر قرب المسجد.
4 - نكتة مهمّة يلزم التوجّه إليها وهي أنّ المكانة العظيمة للمسجد المقدّس ومركزيّته للتحوّلات الروحيّة والمعنويّة لا تختصّ بعصر الظهور بل تشمل عصر الغيبة أيضاً.
ونستفاد ذلك من بيان مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه حيث قال: «فمن صلّيها فكأنّما صلّى في البيت العتيق». والكعبة هي مركز مغناطيسيّة للأرض وتؤثّر في الإنسان روحاً وجسماً وهي مقابلة للبيت المعمور والأمكنة الجوّيّة والفضائيّة المعنويّة.
فعلى هذا فالإنسان مع وجوده في بيت الله وإقامة الصلاة فيها يفتح له طريق الارتباط ويجعل نفسه تحت اختيار الجذبات الأرضية والسماويّة ويتعرّض لوجود الأشعّة الغير المرئيّة الّتي تحدث فيه تحوّلاً عظيماً.
وللمكان الأصلي في المسجد المقدّس في جمكران هذا الأثر العظيم، ويدلّ على هذا كلام مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه من أنّ الصلاة فيها كالصلاة في البيت العتيق.
إنّ للمكان الأصلي للمسجد المقدّس أسراراً مخفيّة لا علم للناس بها. وكما قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
ما من علم إلّا وأنا أفتحه وما من سرٍّ إلّا والقائم يختمه(174).
أخبر أوّلاً مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن بناء المسجد المقدّس في جمكران وأنّ فيه سرّاً، وستتّضح تمام أسراره في عصر ظهور صاحب الأمر أرواحنا فداه إن شاء الله.
نحن نجدّد خاطرة عصر ظهوره الجليل في الأذهان ونرجو من الله تعالى أن يعجّل ظهوره الأنور حتّى يبثّ أسرار العالم ويبسط العلم والعدل في الأرض.
5 - لابدّ لمن يتشرّف بهذا المكان المقدّس أن يعلم أنّه يضع قدمه في مكان له عظمة كثيرة ومحلّ نظر صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه فالزائر يرى نفسه في محضره بل كأنّه ورد في بيته وحضر في خدمته صلوات الله عليه.
فعلى الّذين يتشرّفون بهذا المكان المقدّس أن يرعوا شرائط الحضور أكثر من الأماكن الاُخرى، ويعلموا أنّ علم مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه محيط بهم كاملاً وعلمه لا يشمل فقط أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم بل يشمل أفكارهم ونيّاتهم، وبل يشمل أيضاً الأفكار والنيّات المختفية في أنفسهم، فلذا لابدّ لهم أن يواظبوا على أعمالهم وأقوالهم وأفكارهم، لأنّهم ضيف الإمام أرواحنا فداه فيه، فعليهم رعاية شرائط الأدب أكثر ممّا يراعون قبل التشرّف.
6 - ومن شرائط الأدب للمتشرّف في المسجد المقدّس في جمكران أن يعيّن هدفه، وينتخب أحسن المقاصد وأهمّها وأعلاها ولا يقيّد نفسه بالمقاصد الصغيرة والمسائل الماديّة النفسيّة ويعلم أنّ أكبر المسائل في هذا الزمان هو تعجيل ظهور مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه.
لأنّ في عصر ظهوره صلوات الله عليه ترتفع جميع المشكلات الماديّة والمعنويّة عن الناس ولا يدخل الحزن في بيت أحد.
فالأحسن أن يدعو في هذا المكان المقدّس لنجاة الناس جميعاً من المشكلات ويجعل غرضه الأصلي من تشرّفه في المسجد المقدّس في جمكران الاستغاثة والدعاء لإمام العصر أرواحنا فداه وتعجيل ظهوره الشريف.
التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة
نحن وإن ألّفنا هذا الكتاب بتوفيق الله ولطف وليّه صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه للتعرّف على إحدى التكاليف في عصر الغيبة وهو الدعاء لتعجيل ظهور الإمام أرواحنا فداه ولكنّه ينبغي أن نكتب في مقدّمته بعض الوظائف الاُخرى في عصر الظلمة والغيبة، ونرجو درك الفرج إن شاء الله وكوننا في آخر عصر الغيبة، لأنّه بناءً على الروايات الواردة عن الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) يلزم علينا أن نتوقّع ظهوره صلوات الله عليه صباحاً ومساءاً.
ومع الأسف لم يطّلع مجتمعنا إلى الآن على جميع التكاليف في عصر الغيبة، وما كتب في هذا الموضوع من الكتب الجيّدة قد ذكر فيها بعض وظائف هذا العصر لا كلّها، ولو عرف الناس من أوّل أيّام الظلمة أحوالهم الضائعة لم يطل عصر الغيبة هكذا.
وعلى أيّ حال، لابدّ لكلّ الناس وبالأخصّ الّذين من شأنهم بيان وظائف الناس في عصر الغيبة وقد غفلوا أو تغافلوا، الحزن والخجل من عملهم.
هل ينبغي لنا الغفلة عن أمير عالَم الوجود والعالِم بجميع الحوائج في هذه المنظومة وغيرها من المجَرّات السماويّة وهو يعيش في أوساطنا؟
هل ينبغي أن تكون أدمغة ميليارات من الناس في حجاب الظلمة لخفاء نور الله؟ هل ينبغي أن يكون لجميع الناس مرآة تعكس ما في العالم وهي القلب ولكنّهم غافلون عن عظمته؟
متى ترجع القلوب إلى حياتها الأصليّة وتعرف الحياة الواقعيّة العالية الإنسانيّة؟ متى يعرف الناس عظمة قلبهم ومرآة الّتي يشاهدون بها العالم؟ متى تتحرّك عقول الناس لتصل إلى المقامات العالية العلميّة؟ متى يترك الناس الظلمة والظلم والتزوير ويصل الناس إلى الحكومة الإلهيّة العادلة العالميّة؟ متى... ومتى...
هل يمكن وقوع كلّ ذلك إلّا في حكومة مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه؟ فلِمَ لا نحسّ عظمة عصر ظهوره ولِمَ لا نشكو من ظلمة هذا الزمان، ولِمَ لا نطّلع على مستقبل العالم(175)، ولِمَ لا نعمل بتكاليفنا في أيّام الغيبة؟!
الاعتياد بعصر الغيبة!
وجواب كلّ هذه الأسئلة هو أنّنا قد اعتدنا بعصر الغيبة وظلمتها والظلم فيها! فصرنا مجذوبين إلى الظلم والظلمة ومعتادين به، لأنّ للعادة قدرة قويّة تجذب الإنسان من غير قصد إلى المحاسن أو المساوي.
اعتياد الإنسان بأيّ شيء كان يجرّه إليه كفطرته وطبيعته بحيث كأنّه لا إرادة له على خلافه وقد جعل الله تعالى هذه القدرة في العادة حتّى تجرّ الإنسان إلى المحاسن بغير قصد ومشقّة ويجتنب عن أعمال السوء، ولهذه الجهة عدّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) العادة طبيعة ثانية للإنسان وقال:
العادة طبع ثانٍ(176).
هذه الجملة مع اختصارها تشتمل على حقائق مهمّة؛ وبناءً على ما قاله (عليه السلام) كما أنّ الإنسان يتحرّك لمقتضياته الفطريّة الطبيعيّة كذلك يتحرّك على ما اعتاد عليه.
فعلى الإنسان أن يستفيد من هذه القدرة العظيمة في الأهداف الصحيحة العالية ويجتنب أن يلوّث نفسه بالعادات السيّئة.
مع الأسف إنّ مجتمع العالميّة لعدم وجود القيادة الصحيحة وعدم القدرة على سوق المجتمع نحو الفضائل الأخلاقيّة والخصال العالية الإنسانيّة، قد صار معتاداً بعادات غير صحيحة شخصيّة واجتماعيّة.
وللعادات الاجتماعيّة قدرة أكثر من العادات الشخصيّة بحيث تقدر أن تجرّ الإنسان بسهولة إلى ما اعتاد المجتمع عليه.
ومن العادات السيّئة الاجتماعيّة الّتي قد ابتلى المجتمع بها وصار أسيراً في قيودها، هي الاعتياد بما يجري على الناس والصبر عليه بحيث لا يتفكّر في المستقبل ولا يتأمّل في المنجى الجائي!
مع أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكذا أهل بيته (عليهم السلام) ببياناتهم حول مسألة «الانتظار» وتشويق الناس إليها قد أعلنوا أنّه لا يصحّ التحرّق والصبر عليها وببياناتهم ساقوا الناس إلى المستقبل المشرق.
ومع الأسف إنّ الّذين كانت وظيفتهم أن يبيّنوا هذه المسألة للناس قد قصّروا في وظيفتهم ولم يسعوا في الوصول إلى المستقبل المشرق، فدام عصر الغيبة هكذا!
وإلى الآن نجد أنّ أكثريّة أفراد المجتمع معتادون على الغفلة عن ظهور وليّ الله الأعظم أرواحنا فداه وورثوها - بدليل قانون الوراثة - عن أعقابهم وفي النتيجة فمجتمعنا متوقّف عن الحركة إلى الدرجات العالية؛ مع أنّ الإنسان إذا ترك عاداته الغير الصحيحة وتحلّى بالخصال الإنسانيّة يرتقى إلى الدرجات العالية.
قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات(177).
فلابدّ لمجتمعنا أن يعيش في حالة الانتظار والدعاء لظهور منجى العالم مولانا صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) ويترك عادته القديمة وهي الغفلة عن وجود ظلمة عصر الغيبة! ويدعو - من أعماق وجوده - الله تعالى أن يعجّل في ظهور الحكومة العادلة المهدويّة.
غيّروا أساليبكم الفكريّة!
مع رفرفة روحيّة وتغيير أساليبكم الفكريّة أوجدوا تحوّلاً مهمّاً في أنفسكم وابتعدوا عن الّذين لا تفاوت عندهم بين ظهور صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وغيبته واعلموا يقيناً كما أنّ الغفلة عن الأب الظاهري ذنب عظيم؛ كذلك الغفلة عن الأب المعنوي ذنب أعظم ولها عاقبة مظلمة.
فإن لم تشعروا إلى الآن بتفاوت بين ظهور الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) وغيبته ولم تتفكّروا في ظهوره الّذي هو واهب الحياة، وإن كنتم إلى الآن لم تدعو لتعجيل ظهوره القيّم، ولم تعلموا أنّ في ذمّتكم وظيفة مخصوصة بالنسبة إلى صاحبكم وإمام زمانكم؛ فالآن إذ علمتم الحقيقة في أنّ على ذمّة الناس في عصر الغيبة وظائف ثقيلة، فأنجوا أنفسكم وتلافوا مع همّة عالية جدّيّة أوقاتكم الماضية، ووضعوا أقدامكم في صراط الانتظار.
فعلينا أن نعلم أنّ محبّته ورأفته الشديدة لمحبّي مقام الولاية توجب العفو والغفران عن الغفلة الماضية، وقلبه الرحيم يجري قلم العفو عن غفلاتنا.
ألم يقل يوسف النبيّ على نبيّنا وآله و(عليه السلام) لإخوانه - مع كمال ظلمهم له -:
«لا تَثْريبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ»(178).
واعلموا يقيناً أنّ الروح العظيم الإنساني لم يخلق لأن يتعلّق بالمادّيات والمسائل الرخيصة بل خلق لأن ينجذب إلى المسائل الإلهيّة بمعرفته الله تعالى وخلفائه والاُمور المعنويّة.
هل ينبغي للّذي يمكن له الارتباط مع إمام العصر أرواحنا فداه كالسيّد بحر العلوم والشيخ الأنصاري أعلى الله مقامهما أن يملأ روحه من الأفكار الماديّة ويقيّد وجوده بقيود الغفلات؟ هل ينبغي للّذي يقدر أن يطير على فضاء المعرفة بأهل البيت (عليهم السلام) أن يكسر جناحه ويجعل نفسه في سجن الدنيا وسيلة للعب الشياطين.
هل ينبغي أن يعرف مفاسد عصر الغيبة افراد قليل فقط من ميليارات نفوس في سطح العالم؟
لِمَ لا يعلم كلّ الناس قيمة نفسه ولِمَ لا يعلم أنّه لا قيمة له إلّا مع توجّهه إلى الله وإلى وليّه؟
إن كان لم يمكن للناس النيل إلى تك المرتبة وهي تختصّ بأشخاص مخصوصة، فلِمَ لم نكن من هذه العدّة. قال الشاعر بالفارسيّة:

كاروان رفت وتو در خواب وبيابان در پيش * * * كى روى؟ ره ز كه پرسى؟ چه كنى؟ چون باشى؟

إلى أمير عالم الوجود
إعلموا يقيناً أنّ من طلب الإمام المنتظر أرواحنا فداه صادقاً وخدم في صراطه صلوات الله عليه ودعا لتعجيل ظهوره وسعى فيه، ففي النهاية يهدى إلى الطريق وتفتح له الكوّة. فعلى هذا لا ترفعوا أيديكم عن الخدمة في الغيبة الّتي هي كحبل وضعه الأعداء على عنق أوّل مظلومٍ في العالم علىّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وربطوا به يداه والغيبة قيّدت يدا الإمام المنتظر صلوات الله عليه.
فمع سعيكم لمقدّمات ظهوره أرواحنا فداه ينقطع خيط من حبل غيبته. واطمئنّوا أنّ من ضحّى بحياته في طريق إمامه صلوات الله عليه ولم يكن في شكّ من الأمر؛ يقع منظوراً لمولاه ويسرّ الإمام أرواحنا فداه خاطره بكلام أو خبر أو نظر ويرضى قلبه. إذ لا يمكن أن يطلب الإنسان الحقيقة ويقدم في طريقها ولا ينال في العاقبة كلّها أو بعضها.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
من طلب شيئاً ناله أو بعضه(179).
اعتقدوا يقيناً وإن كان الآن عصر الغيبة ولم يصل زمان إظهار ولاية الإمام المنتظر وقدرته صلوات الله عليه أنّ مولانا صاحب الأمر هو قطب دائرة الإمكان وأمير عالم الوجود وولايته المطلقة تشمل كلّ العالم.
نقرأ في زيارته:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ(180).
كلّ من في عالم الوجود في عصر الغيبة الظلمانيّة وكذا في عصر ظهوره اللامع يعيش في ظلّ وجوده المقدّس، وكلّ العالَم مديون لإمامته وولايته وليست فقط الذرّات الماديّة في العالم بل أكابر العالمين الّذين لهم نفخة عيسويّة هم تابعون له ويتبعون أوامره بل أنّ عيسى روح الله وصل إلى مقام كريم ببركته وبركات آبائه الطاهرين وليس هو فقط في عصر الظهور تحت لواء إمامته وولايته بل الآن أيضاً هو تابع له. نقرأ في زيارته أرواحنا فداه:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ(181).
فهذا المقام أي مقام الولاية ليس مخصوصاً بعصر ظهوره اللامع، بل الآن أيضاً في مكانته العظيمة يفتخر الأتباع بانضوائهم تحت لواء إمامته صلوات الله عليه.
كلّ النجباء والنقباء وسائر أولياء الله، الّذين تركوا أنفسهم واخلصوا نيّاتهم، على قدر قيمتهم عند الله، قد حصل لهم طريق أو كمّة إلى مقام نورانيّته أي نور عالم الوجود في هذا العصر والزمان، وأنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه يدفع غربته بهؤلاء الأشخاص الّذين ارتقوا إلى المقامات العالية. ورد في رواية:
وما بثلاثين من وحشة(182).
وغرضنا من بيان هذه المطالب هو أنّ الغيبة ليست بمعنى قطع إمداداته الغيبيّة عن الموجودات، وأنّه أرواحنا فداه في هذا الزمان لا يساعد أحداً ولا يوجد طريق أو كمّة إلى النور، بل كما قلنا: إنّ الّذين يسعون للوصول إليه مع الصداقة؛ وفي ظلّ حظّهم عن بحار معارفه صلوات الله عليه يتوقّعون ظهوره في طول حياتهم، يضيفون على استحكام قلوبهم المحكمة بخبر عنه أو نظر منه إليهم.
وهكذا نسمع خطاب هذه الشخصيّات المخلصة: «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِي الْمُقَدَّسِ طُوى»(183).
فاخلعوا نعلكم حتّى تروا كيف أوقعوا الجراح على أرجلكم لتتوقّفوا عن السير إلى أمير عالم الوجود.
ومع الأسف أنّ بعض الأفراد مضافاً إلى أنّهم لا يخلصون نيّاتهم، يلقون الحصى في نعل غيرهم ويتعبونهم. هؤلاء مع لسانهم الحادّ يلدغون قلوب أحبّائه صلوات الله عليه - لأنّهم للإلقاءات الشيطانيّة - يميلون أن يتوقّف الكلّ عن السير في طريقه أرواحنا فداه. كأنّهم لا يدرون أنّ العداوة مع صراطه ومع أحبّائه، عداوة مع شخصه الشريف أرواحنا فداه.
ألم يقل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوّك، وأعداؤك عدوّك، وعدوّ صديقك، وصديق عدوّك(184).
بناءً على هذا؛ ألا تكون العداوة مع أحبّاء الإمام المنتظر صلوات الله عليه مخالفة مع شخصه صلوات الله عليه؟
نترك هذا الكلام لأنّه لا يناسب مذاق الكلّ! لأنّ الحصاة والأرض الحصباء في الحال كثيرة وكذا الرمال في الصحاري السخونة والقحط أظهر وجهه الكريه إلى الناس واشتغل فكرهم بالمطر وصلّى بعضهم صلاة الاستسقاء ولكنّه قد مضى عن غيبة الماء المعين مئات السنين وانفصلت أيدى الناس عن ماء الحياة الماديّة والمعنويّة ومع ذلك لا يسعون للوصول إليه وهم في فكر المطر مع أنّه ببركته ينزل عليهم.
ألم نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:
وبكم ينزّل الغيث.
ولكنّه كنّا هكذا ونكون هكذا، نسينا الأصل ونتفحّص عن الفرع كما أنّنا نغفل عن مسبّب الأسباب ونذهب إلى تحصيل الأسباب!
لزوم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه
لابدّ لنا أن نعلم أنّ التوجّه إلى الإمام المنتظر صلوات الله عليه هو التوجّه إلى الله تعالى؛ كما أنّ التوجّه إلى سائر الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) هو التوجّه إليه (عزَّ وجلَّ).
فزيارة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) والتوسّل بهم، يوجب التوجّه إلى الله الكريم، لأنّ من قصد التقرّب إلى الله يتوجّه إليهم. نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:
وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ.
إنّ الإنسان مع توجّهه إلى ساحة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) يجذب إلى نفسه عوامل الارتقاء بل يرفع موانع الوصول إلى المقامات العالية أيضاً. حيث أنّ الإنسان بالتوجّه إلى مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه وكذلك سائر الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) يفتح أبواب رحمة الله ومغفرته إليه وترتفع عن باطنه الظلمات.
قال الإمام باقر العلوم (عليه السلام) في شرح كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) «أنا باب الله»:
يعني مَن تَوَجَّهَ بي إِلَى الله غفر له(185).
فعلى هذا مع التوجّه إلى باب الله يغفر الله ذنوبه ويرفع موانعه.
وكلّ المعصومين (عليهم السلام) هم أصحاب «مقام النورانيّة» وبهذه الجهة كلّهم محيط على كلّ عصر وزمان ويلزم التوجّه في كلّ عصر وزمان إليهم أجمعين، ولكنّه بناء على المقامات التنزّلية الزمانيّة يلزم على كّل إنسان أن يتوجّه إلى إمام عصره أكثر من سائر الأئمّة (عليهم السلام). عليكم بالتوجّه إلى رواية عبد الله بن قدامة الترمدي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
من شكّ في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل الله (عزَّ وجلَّ)؛ أحدها معرفة الإمام في كلّ زمان وأوان بشخصه ونعته(186).
ففي كلّ عصر يجب معرفة إمام هذا العصر وكيف يمكن أن يعرف الإنسان إمامه ويطّلع عن عظمته صلوات الله عليه ولكنّه لا يتوجّه إليه؟!
بناء على هذا، لا يصحّ للإنسان عدم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه وعدم معرفة أوصافه وخصوصيّات مقامه الرفيع وإن كان يتوجّه إلى سائر الأئمّة (عليهم السلام).
فما هو وظيفتنا في هذا العصر أن نتوجّه توجّهاً خاصّاً إلى مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه الّذي نحن في عصر إمامته.
نقرأ في الدعاء الّذي علّمه بعض أصحابه صلوات الله عليه إلى أحد المعاريف الماضية من العلماء وهو المرحوم الملّا قاسم الرشتي وقال: علّمه المؤمنين حتّى يدعوا به في مشكلاتهم لأنّه مجرّب:
يا محمّد يا عليّ يا فاطمة، يا صاحب الزّمان أدركني ولا تهلكني.
فلمّا علّمه الدعاء هكذا، قال: فتأمّلت؛ فقال: هل تعلم العبارة غلطاً؟ قلت له: نعم. لأنّ الخطاب فيها إلى الأربعة ويلزم أن يذكر الفعل بعدها جمعاً.
قال: أخطأت، لأنّ الناظم في كلّ العالم في هذا العصر هو صاحب الأمر أرواحنا فداه ونحن في هذا الدعاء نجعل محمّداً وعليّاً وفاطمة (عليهم السلام) شفعاءً عنده ونستمدّ منه لوحده(187).
ويلزم التوجّه إلى هذه النكتة:
كما أنّ في عصر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفي زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان سلمان وأبو ذر ومقداد وساير أولياء الله يتوجّهون إليهما، وكذا الأولياء في عصر الإمام المجتبى (عليه السلام) وأيضاً في عصر سيّد الشهداء (عليه السلام) يتوجّهون إليهما، كذلك في هذا العصر من ارتقى إلى الدرجات العالية المعنويّة لا ينسى ذكر مولاه بقيّة الله أرواحنا فداه ويتوجّه إليه.
نقرأ في دعاء الندبة:
أين وجه الله الّذي إليه يتوجّه الأولياء.
فأولياء الله في هذا الزمان يتوجّهون إلى إمام عصرهم وأنّهم وإن يكونوا غير معروفين بين الناس ولكنّهم يرتبطون مع إمامهم ويستفيدون من كلامه.
نقرأ في زيارة آل يس:
السّلام عليك حين تقرأ وتبيّن.
بناءً على هذا يلزم على الإنسان في كلّ عصر يعيش أن يتوجّه إلى إمام عصره توجّهاً خاصّاً.
نذكر رواية عن مولانا ثامن الحجج (عليه السلام) عليكم بالتوجّه إليها: عن مولانا الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قول الله تبارك وتعالى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُناسٍ بِإِمامِهِمْ»(188) قال: يدعى كلّ قوم بإمام زمانهم، وكتاب الله وسنّة نبيّهم(189).
ومعنى الرواية أنّ في يوم القيامة يسئل عن كلّ إنسان عن ثلاث مسائل حياتيّة: هل عمل: 1 - بما هي وظيفة المأموم بالنسبة إلى إمام عصره 2 - وكتاب الله 3 - وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم لا؟
فيسأل في يوم القيامة عن مسألة الإمامة ومعرفة الإنسان إمام عصره أو عدم معرفته؟
من الطرق المهمّة للتوجّه إلى صاحب الزمان أرواحنا فداه هو الإتيان بالصلوات وقراءة الأدعية والزيارات الّتي وردت عن الأئمّة الأطهار له (عليهم السلام) أو صدرت عن ناحيته المقدّسة.
هذه توصية مولانا محمّد بن عثمان - وهو النائب الثاني لصاحب الأمر أرواحنا فداه - إلى أحمد بن إبراهيم في جواب استدعائه عنه:
توجّه إليه بالزيارة(190).(191)
يمكن الاستفادة من هذا الكلام: أنّه يمكن بقراءة الزيارات والأدعية المتعلّقة به صلوات الله عليه أن يتوجّه الإنسان إليه ويجذب قلبه بوجوده الشريف.
ومسألة الالتفات إلى شخصيّة الإمام الحجّة أرواحنا فداه والتألّم والتأسّف لهجرانه وفراقه لا يختصّ بعصر الغيبة بل كان موجوداً أيضاً في عصر حضور الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، وأهل البيت (عليهم السلام) بيّنوا عظمة مقامه ومكانة شخصيّته أرواحنا فداه وأظهروا تأسّفهم لغيبته وفراقه.
وفي الواقع أنّهم (عليهم السلام) لم يظهروا فقط ببياناتهم وظيفة الناس بالنسبة إلى سيّد عالم الوجود بأنّ عليهم ذكره والتأسّف والتحسّر لغيبته وفراقه، بل إنّ أهل بيت الوحي (عليهم السلام) أظهروا ذلك عملاً أيضاً بالبكاء والتأوّه من القلب الحزين لغيبته الطويلة، فعلّموا الناس بذلك الانتظار والتأسّف للغيبة.
ولكنّه مع الأسف أنّ الشيعة قد أغفلوا هذه المسألة الأساسيّة الّتي لها تأثير عظيم في حياتهم الدنيويّة والاُخرويّة.
الأعاظم الّذين كانت وتكون وظيفتهم إرشاد الناس إلى هذا الموضوع المهمّ الّذي أثره يظهر في عالم الوجود قد أهملوه؛ ومع غفلة الشيعة وعدم التفاتهم إلى هذه المسألة في المضيّ والحال، فالعالم محروم عن نعمة ظهور مولانا بقيّة الله الأعظم أرواحنا فداه وهكذا يحكم على العالم الظلم والثروة والتزوير وإدامة الحكومة الملعونة الحبتريّة قد ابتلى ميليارات من المسلمين وغيرهم بأيديها الملوّثة بالدماء.
وقد صار المجتمع غريقاً في المسائل الدنيويّة واهتمّ بالأسباب حتّى نسي مسبّب الأسباب، نعم إنّ الدنيا دار الأسباب ولابدّ لنا من السعي فيها ولكنّه لا بحدّ الغفلة عن مسبّب الأسباب. إنّ المجتمع قليل الالتفات إلى مسبّب الأسباب وغافل أيضاً عن وليّه وخليفته.
من العلل المهمّة للغفلة أو قلّة التوجّه لكثير من الناس إلى الإمام العصر أرواحنا فداه هي عدم معرفتهم بشخصيّته صلوات الله عليه، الّتي قد صرّحت بعظمتها الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
ومع الأسف إنّ الّذين كانت وظيفتهم إبلاغ هذه الحقيقة إلى الناس وإرشادهم إلى سيّد عالم الوجود وزعيمه، لم يوفّقوا إلى إتيان هذه الوظيفة المهمّة الشرعيّة.
والآن نقول لصاحب العصر والزمان صلوات الله عليه ما قاله إخوة يوسف لأبيهم وبذلك نعتذر من الإمام الرؤوف ونطلب منه العفو والغفران: «يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئينَ»(192).
مع عفوه عنّا وغفرانه لما سلفنا، نرجو التلافي في المستقبل ونتذكّره إن شاء الله ونوجّه الناس إلى ساحته المقدّسة بحسب قدرتنا.
الانتظار
ترك العادات الاجتماعيّة والانطلاق عن قيد الغفلة عن الآثار العظيمة لظهور مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه يصل الإنسان إلى أعلى وأفضل المقامات وفي ظلّ انتظار الإنسان لظهوره صلوات الله عليه ليس فقط نجاته عن الغفلة عن صاحب الأمر بل تصير الغيبة له بمنزلة المشاهدة. فعليكم بالدقّة إلى هذه الرواية العجيبة:
قال الإمام السجّاد (عليه السلام) لأبي خالد الكابلي:
تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة بعده.
يا أبا خالد؛ إنّ أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً.
وقال (عليه السلام): انتظار الفرج من أعظم الفرج(193).
لقد عدّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) في هذه الرواية، الّذين يعيشون في عصر الغيبة ولم يحبسوا أنفسهم في قيد الغفلة وينتظرون ظهور الإمام المنتظر أرواحنا فداه أفضل الناس في كلّ زمان. لأنّهم قد قدروا بالعقل والمعرفة الّتي أعطاهم الله، على عدم ابتلائهم بالعادة الاجتماعيّة وهي الغفلة عن ظهور إمام العصر أرواحنا فداه بل قدروا على ايجاد التحوّل الروحي في أنفسهم بحيث صارت الغيبة عندهم كالمشاهدة.
على ما قاله الإمام السجّاد (عليه السلام) في هذه الرواية: هم الصادقون من الشيعة والتابعون لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) واقعاً.
نحن إذا أردنا أن نصل إلى مقامات شيعتهم حقّاً لابدّ لنا أن نسلك طريقتهم ونضع أقدامنا على ما وضعوا أقدامهم ونزيل الاعتياد بالغفلة ونتزيّن أنفسنا بالتوجّه وانتظار الظهور. إذ أنّ الانتظار يبدع الفكر ويوجب القدرة ويوجد العمل! وعلى هذا الأساس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
أفضل جهاد اُمّتي انتظار الفرج(194).
والانتظار مقدّمة لاستيلاء الحكومة العالميّة لمولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه، وعلّة توصية الكثير من الروايات حول هذا الموضوع هي أهميّته.
وقد عدّ الإمام الصادق (عليه السلام) من شرائط قبول العبادة، الانتظار لحكومة الإمام المنتظر صلوات الله عليه؛ وبعد بيانه لما قلنا قال (عليه السلام):
إنّ لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء، ثمّ قال: من سرّ أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة(195).
وقال (عليه السلام) في رواية اُخرى حول وظيفة الناس في عصر غيبة الإمام المنتظر أرواحنا فداه:
وانتظر الفرج صباحاً ومساءاً(196).
وأمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: إنّ الاتّصاف بصفة الانتظار من صفات المحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) ويصف المحبّين لهم باتّصافهم بالانتظار في كلّ يوم وليلة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
إنّ محبّينا ينتظر الرَّوْح والفرج كلّ يوم وليلة(197).
... سئل أحد أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) عن تكليف الشيعة في عصر الغيبة:
كيف تصنع شيعتك؟
قال (عليه السلام): عليكم بالدّعاء وانتظار الفرج(198).
فعلى هذا كما ورد في الرواية، انتظار ظهور المصلح من شرائط قبول أعمال المكلّفين ومن وظائف محبّي أهل البيت (عليهم السلام).
فمن يرى نفسه صالحاً لابدّ له أن ينتظر ظهور المصلح كما أنّ الخلق الّذي ينتظر ظهور المصلح لابدّ له أن يكون صالحاً.
والآن نزيد على قيمة الكلام من درر ما قاله الإمام الجواد (عليه السلام) في وجوب انتظار الحكومة العالميّة للإمام المنتظر أرواحنا فداه.
قال السيّد عبد العظيم الحسني (عليه السلام):
دخلت على سيّدي محمّد بن عليّ (عليهما السلام) وأنا اريد أن أسأله عن القائم، أهو المهديّ أو غيره؟ فبداني، فقال (عليه السلام):
يا أبا القاسم؛ إنّ القائم منّا هو المهديّ الّذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولْدي.
والّذي بَعَث محمّداً بالنّبوّة وخصّنا بالإمامة أنّه لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وإنّ الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ.
ثمّ قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج(199).
نحن في انتظار يوم يعلو صوته العالم ويشفى القلوب المؤلمة ويذهب إليه رجال الله الّذين وصفهم في كتابه: «أَيْنَما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَميعاً»(200).
ويدلّ على تأثير الدعاء في تعجيل الفرج ما رواه العيّاشي في تفسيره عن الفضل بن أبي قرّة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أوحى الله إلى إبراهيم (عليه السلام) أنّه سيولد لك فقال لسارة، فقالت أألد وأنّا عجوز فأوحى الله إليه أنّها ستلد ويعذّب أولادها أربعمئة سنة بردّها الكلام عليّ.
قال: فلمّا طال على بني اسرائيل العذاب ضجّوا وبكوا إلى الله تعالى أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلّصهم من فرعون فحطّ عنهم سبعين ومئة سنة.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): هكذا أنتم لو فعلتم لفرّج الله عنّا فأمّا إذا لم تكونوا فإنّ الأمر ينتهي إلى منتهاه(201).
ويناسب المقام ما رواه المسعودي في كتاب إثبات الوصيّة:
أنّه تعالى إنّما عنى بقوله «فَاخْلَعْ نَعْلَيْك» اردد صفور(202) إلى شعيب فرجع فردّها وخرج إلى مصر بعد غيبته بضع عشر سنة وقد كان طال على الشيعة الانتظار بعد أن رأوا موسى (عليه السلام) فاجتمعوا إلى فقيههم وعالمهم فسألوه الخروج معهم إلى موضع يحدّثهم فيه، فخرج بهم إلى الصحراء وقعد يحدّثهم وقال لهم:
إنّ الله جلّ وعلا أوحى إليّ أن يفرّج عنكم بعد أربعة أشهر.
فقالوا: ما شاء الله.
فقال لهم: إنّ الله أوحى إليّ أن يفرجّ عنكم بقولكم ما شاء الله ثلاثة أشهر.
فقالوا: كلّ نعمة من الله.
فقال لهم: إنّ الله أوحى إليّ أن يفرّج عنكم بقولكم كلّ نعمة من الله شهرين.
فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله.
فقال لهم: إنّ الله جلّ جلاله أوحى إليّ أن يفرّج بما قلتم بعد شهر.
فقالوا: لا يصرف السّوء إلاّ الله.
فقال لهم: إنّ الله قد أوحى إليّ بأنّه يفرّج عنكم إلى جمعة بما قلتم.
فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
فقال لهم: إنّ الله أوحى إليّ أن يفرّج عنكم في هذا اليوم فانتظروا الفرج.
فقالوا: الحمد لله ربّ العالمين، فجلسوا ينتظرون إذ أقبل موسى (عليه السلام) بيده العصا وعليه مدرعة صوف - إلى أن قال: -
اشتدّت المحنة على بني اسرائيل بعد ظهور موسى (عليه السلام) وكانوا يضربون ويحمل عليهم الحجارة والماء والحَطَب فصاروا إلى موسى فقالوا له: كنّا نتوقّع الفرج فلمّا فرّج عنّا بك غلظت المحنة علينا، فناجى موسى ربّه في ذلك، فأوحى الله إليه: عرّف بني اسرائيل أنّي مهلك فرعون بعد أربعين سنة، فأخبرهم بذلك، فقالوا: ما شاء الله كان.
فأوحى الله إليه: عرّفْهُم أنّي نقّصت من مدّة فرعون بقولهم: ما شاء الله كان عشر سنين وأني مهلكه بعد ثلاثين سنة.
فقالوا: كلّ نعمة من الله، فأوحى الله إلى موسى أنّي نقصت من أيّامه لقولهم(203) كلّ نعمة من الله عشر سنين وإنّي مهلكه بعد عشرين سنة.
فقالوا: لا يأتي بالخير إلاّ الله، فأوحى الله إليه قد نقّصت من أيّامه بقولهم لا يأتي بالخير إلاّ الله عشر سنين وأنّي مهلكه بعد عشر سنين.
فقالوا: لا يصرف السوء إلاّ الله، فأوحى الله: قد بترت عمره ومحقت أيّامه بقولهم لا يصرف السّوء إلاّ الله، فأخرج بني اسرائيل من مصر فعذّب موسى (عليه السلام) فرعون قبل أن يخرج من مصر الخ(204).
انتظار الفرج أو الاعتقاد به؟!
الانتظار ليس بمعنى التهيّؤ لدرك الظهور فقط، بل مضافاً إلى ذلك لابدّ أن يكون الإنسان يفكّر به مع الأمل لدركه.
يمكن أن يكون الكثير من الناس متهيّئين لاستقبال الضيف ولكنّهم لم يدعو أحداً ولم يكونوا منتظرين للضيف. فمن كان كذلك لا يقال له: أنّه منتظر للضيف وإن كان له التمكّن من الضيافة، لأنّه لا ينتظر مجيء الضيف ولا يتأسّف عن عدم مجيئه.
يتّضح ممّا قلنا أنّ في التهذيب والتطهير الروحي هناك نقص إذا كان مع عدم الالتفات إلى مجيء يوم لا يوجد الظلم في العالم. لأنّ الّذي لا يلتفت إلى ذلك قد نسي تكليفاً مهمّاً من تكاليفه وهو الانتظار لتطهير العالم والحركة إلى هذا المقصد الأعلى.
وبعبارة اُخرى: أنّ إصلاح النفس يصل إلى تكامله بشرط أن يكون الإنسان في فكرة تطهير كلّ العالم ولا يفكر في إصلاح نفسه فقط. فمن يسعى لإصلاح نفسه لابدّ له أن يكون منتظراً لظهور مصلح العالم ولا يكتفي بالاعتقاد بهذا الأمر.
فعلى هذا لابدّ أن يتوجّه الإنسان إلى هذه النكتة وهي أنّ بين حالة الانتظار وبين الاعتقاد به تفاوت كثير. لأنّ كلّ الشيعة بل كثير من الملل الاُخرى أيضاً يعتقدون بظهور مصلح في العالم يملؤه قسطاً وعدلاً ولكنّه ليس كلّ من يعتقد بذلك ينتظر ذلك الزمان.
الإنسان المنتظر هو - مضافاً إلى عقيدته - من ينتظر درك عصر الظهور ويعمل على أساس الانتظار والرجاء.
وفي الروايات الّتي وردت في مدح الانتظار دلالة على لزوم الرجاء والأمل وإمكان وقوع الفرج ودرك ظهور الإمام المنتظر أرواحنا فداه، لأنّه إن لم يوجد الأمل والانتظار وكان الإنسان مأيوساً عن درك عصر الظهور فكيف يعمل بالروايات الّتي تعلّم الناس درس الرجاء والأمل والانتظار؟
فمضافاً على الاعتقاد بمسألة الظهور والتهيّؤ لدرك ذلك الزمان - بدليل الروايات الّتي تعلّمنا الانتظار - فإنّ وظيفة كلّ إنسان أن يفكر بالظهور ويكون راجياً لدركه ومعتقداً بإمكان وقوع الظهور في عصره وأن يدعو لدركه مع العافية ويعلم أنّ الله يفعل ما يشاء.
ويناسب المقام ما رواه عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبد الله، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة قال: قال محمّد بن عبد الله للرّضا (عليه السلام) وأنا أسمع: حدّثني أبي عن أهل بيته، عن آبائه (عليهم السلام) أنّه قال له بعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين، وعدوّاً يقال له: الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، فأعاد عليه الحديث فقال:
عليكم بهذا البيت فحجوه. أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بدراً، فإن مات ينتظر أمرنا كان كمن كان مع قائمنا صلوات الله عليه هكذا في فسطاطه - وجمع بين السبّابتين - ولا أقول: هكذا - وجمع بين السبّابة والوسطى - فإنّ هذه أطول من هذه.
فقال: أبو الحسن (عليه السلام) صدق(205).
وما رواه معاوية بن وهب قال:
كنت جالساً عند جعفر بن محمّد (عليهما السلام) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر فقال: السّلام عليك ورحمة الله.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): وعليك السّلام ورحمة الله؛ يا شيخ؛ اُدن منّي.
فدنا منه، وقبّل يده وبكى، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): وما يبكيك يا شيخ؟
قال له: يا بن رسول الله؛ أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة أقول: هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ولا أراه فيكم فتلومني أن أبكي.
قال: فبكى أبو عبد الله (عليه السلام)، ثمّ قال:
يا شيخ؛ إن اُخّرت منيّتك كنت معنا، وإن عجّلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فقال الشيخ: ما اُبالي ما فاتني بعد هذا يا بن رسول الله.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
يا شيخ؛ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله المنزل، وعترتي أهل بيتي تجيء وأنت معنا يوم القيامة(206).
المعرفة، أو طريق الانتظار
من الاُمور الّتي تعلّمنا مسألة الانتظار ويلزم أن نتوجّه إليها، هي مسألة المعرفة بالله وخلفائه وعظمة شأنهم.
من كان يسلك واقعاً في طريق معرفة الله ومعرفة الصحيحة للأئمّة الأطهار (عليهم السلام) وينوّر قلبه بسبب ألطافهم بأنوار المعارف الإلهيّة، يعرف بذلك وظائفه الاُخرى ويعلم أنّ الغفلة عن الإمام الغائب (عليه السلام) قبيحة.
وهذه النورانيّة توجد بإشراق نور الإمام (عليه السلام) لأنّ الإمام (عليه السلام) في كلّ زمان ينوّر قلوب أحبّائه. عليكم بالدقّة في هذه الرواية العجيبة الّتي نقلناها سابقاً:
عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ) «فَآمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أَنْزَلْنا»(207).
فقال: يا أبا خالد؛ النور والله الأئمّة من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الّذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض.
والله يا أبا خالد؛ لَنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب الله (عزَّ وجلَّ) نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم.
والله يا أبا خالد؛ لا يحبّنا عبد ويتولّانا حتّى يُطهّر الله قلبه، ولا يُطهّر الله قلب عبد حتّى يُسلّم لنا، ويكون سلماً لنا، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر(208).
فهل يصحّ لمن كان قلبه منوّراً بنور الإمام أرواحنا فداه أن يكون غافلاً عن إمامه؟
درك الحضور علامة المعرفة
تنقسم تكاليف الناس في عصر الغيبة إلى قسمين:
1 - ما يختصّ بعصر الغيبة.
2 - ما لا يختصّ بعصر الغيبة بل يلزم الإتيان بها فيها وفي عصر الحضور والظهور.
من القسم الثاني من الوظائف الّتي لها تأثير مهمّ في كيفيّة حياة الإنسان ورعايته مستلزمة لتحوّل عظيم في حياته، هو الاعتقاد والعمل بمسألة الحضور.
بمعنى أنّ الإنسان إن كان يعتقد أنّ الخلق في محضر الله تعالى وخلفائه وهو في عصر حضورهم أو غيبتهم أو ظهورهم في محضرهم - لأنّ الزمان والمكان يحدّدنا ولا يؤثّر في المقامات النورانيّة لهم -، لا يمكن له أن يقيّد حضورهم بزمان أو مكان خاصّ.
لأنّ الزمان والمكان من قيودات المادّة ومقام نورانيّة أهل البيت (عليهم السلام) - الّذي فسّره الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرواية النورانيّة - هو محيط بها. فعلى هذا أنّ الزمان والمكان لا يقيّد مقامهم النورانيّ ولا يحدّده.
ولتوضيح ذلك إرجعوا إلى حديث «النورانيّة» الّذي بيّنه أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان وأبو ذرّ. ونصرف النظر عن ذكره لطوله ونذكر رواية مهمّة اُخرى تناسب المقام لاختصارها وهي المرويّة عن الإمام الباقر (عليه السلام): قال أبو بصير:
دخلت المسجد مع أبي جعفر (عليه السلام) والناس يدخلون ويخرجون.
فقال لي: سل الناس هل يرونني؟ فكلّ من لقيته قلت له: أرأيت أبا جعفر (عليه السلام) فيقول: لا وهو واقف حتّى دخل أبو هارون المكفوف.
قال: سَلْ هذا؟ فقلت: هل رأيت أبا جعفر؟
فقال: أليس هو بقائم؟ قال: وما علمك؟
قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع؟
قال: وسمعته يقول لرجل من أهل الإفريقيّة: ما حال راشدٍ؟
قال: خلّفته حيّاً صالحاً يقرؤك السلام.
قال: (رحمه الله)، قال: مات؟ قال: نعم، قال: متى؟ قال: بعد خروجك بيومين. قال: والله ما مرض ولا كان به علّة، قال: وإنّما يموت مَن يموت من مرض أو علّة. قلت: من الرجل؟
قال: رجل لنا موالٍ ولنا محبّ.
ثمّ قال: أترون أنّه ليس لنا معكم أعينٌ ناظرة، أو اسماع سامعة، لبئس ما رأيتم، والله لا يخفى علينا شيء من أعمالكم فاحضرونا جميعاً وعوّدوا أنفسكم الخير، وكونوا من أهله تعرفوا فإنّي بهذا آمر ولدي وشيعتي(209).
هذه الرواية مشتملة على مطالب مهمّة ودرك معانيها مستلزم للدقّة الكاملة.
نكتة مهمّة نستفيدها من هذه الرواية وهي صحّة الاعتقاد بحضور أهل بيت الوحي (عليهم السلام). وفهم هذه الحقيقة ممكن بشرط أن يعمل بالشرائط الّتي بيّنها الإمام الباقر (عليه السلام). والموضوع المهمّ الّذي قاله صلوات الله عليه في آخر الرواية هو أمره وتوصيته لولده وشيعته بمعرفة ما ذكره (عليه السلام)، وهذا دليل على أنّه يلزم أن يسعى لمعرفة ما قاله (عليه السلام).
ويستفاد من هذه الرواية على أنّ كلّ من الأئمّة (عليهم السلام) عين الله، فيرى أعمالنا وأفعالنا، وكلّ منهم اُذن الله، فيسمع جميع أقوالنا، وأنّ الإمام (عليه السلام) في هذه الرواية يلوم من لم يقبل هذه الحقائق ويقول لهم: بئس ما تعتقدون والله لا يخفى من أعمالكم شيء.
الإمام الباقر (عليه السلام) بعد أن ذكر هذه المطالب يستنتج عدّة امور في آخر كلامه ويصرّح على نكات:
1 - احضرونا عند أنفسكم. هذا الكلام إشارة إلى مقام النورانيّة، فإنّهم بمقامهم النوراني محيطين بالزمان ولا فرق بين الأئمّة (عليهم السلام) في ذلك ولابدّ لكلّ شيعة يعيش في كلّ عصر أن يرى نفسه في حضورهم.
وكما أنّ على الإنسان أن يرى نفسه حاضراً عند الله تعالى، لابدّ له أيضاً أن يرى نفسه حاضراً عند الأئمّة (عليهم السلام). ومن البديهي أنّ من عرف هذه الحقيقة وعمل بها فيوجد تحوّلاً عظيماً في أفعاله وأعماله.
2 - عوّدوا أنفسكم الخير وكونوا من أهله. بناء على هذا الكلام فوظيفة الإنسان ليست منحصرة بعدم اعتياده بالأعمال القبيحة بل عليه أن يعوّد نفسه بالأعمال الحسنة. بمعنى أنّه يلزم عليه أن يهذّب نفسه ويسعى في إصلاحها حتّى لا تستنفر من الأعمال الحسنة بل تكون معتادة بها.
والمهمّ في الرواية هو أنّ للاعتياد بالأعمال الحسنة قيمة بشرط أن تكون ذات الإنسان معتادة بهذه الأعمال، أي الاعتياد أثّر في ذاته فلا أهميّة بالاعتياد بالأعمال الحسنة إذا كان لم يؤثّر في ذاته. لأنّه يمكن للإنسان أن يعتاد بشيء من الأعمال المرضيّة للجوّ الّذي يعيش فيه ولم يترسخ في ذاته فلم توجد سنخيّة له مع ما يعمله ولم يكن من أهله، وهذه نكتة لابدّ من الدقّة فيها ولتوضيحها نقول: الاعتياد بالأعمال الحسنة يتصوّر على وجهين:
1 - الجهة الاُولى، الإنسان لمخالفته مع نفسه ولتهذيبها واصلاحها يصير معتاداً بالأعمال الحسنة، ففي هذه الصورة قد اعتادت ذات الإنسان بهذه الأعمال ولهذا النوع من الاعتياد تأثير أساسي في ارتقاء الإنسان إلى المعالي.
2 - الجهة الثانية، يمكن للإنسان أن يعتاد بالأعمال الحسنة ولكنّه ليس بمخالفته لنفسه وتهذيبها واصلاحها وتهيّؤ الذات لهذه الأعمال، بل لتأثير الاجتماع فيه أثراً ظاهريّاً، فيوجد له الاُنس بهذه الأعمال ظاهراً ولا يعتاد بها ذاتاً، مثلاً لكونه في بيتٍ أهله مقيّد بالإتيان بالصلاة في أوّل وقتها أو بإقامتها جماعةً فاعتاد عليها، ولكنّه إذا تغيّر محيطه تغيّر عمله، لأنّ ذاته لم تعتد على ذلك فيترك عمله.
فلا أهميّة لهذه الاعتيادات الغير مؤثّرة في ذات الإنسان بل هي مؤثّرة لتأثير المحيط عليه ظاهراً، فلا يعمل بهذه الأعمال إذا تغيّر محيطه.
ولهذا السبب مضافاً إلى أنّ الإنسان ينبغي أن يعوّد نفسه على أعمال الخير لابدّ له أن يكون من أهله كما قاله الإمام الباقر (عليه السلام)، لا أن يصطبغ بصبغة الأخيار.
إذ وجود صبغة الأخيار في الإنسان بدون رسوخها في ذاته لا تؤثّر في الإنسان ولا توجد التحوّل، ولا تأثير لها في درك الحقائق ومع رسوخها في ذات الإنسان يعرف هذه الحقائق العظيمة.
ما هو معنى الحضور؟
هنا نكتة يمكن أن يبحث عنها وهي: ما هو معنى الحضور؟ أهو حضورٌ علمي أو شخصي؟
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بيان الرواية: إن كان فاحضرونا من باب الافعال فمعنى الرواية هكذا: أي إعلموا أنّنا حاضرون عندكم بعلمنا، مقصود العلّامة من كلامه هو الحضور العلمي(210).
وفي رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) حول خضر النبيّ:
إنّه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه(211).
قال آية الله المستنبط (رحمه الله): هذه مكانة العالم - أي الخضر (عليه السلام) - وأنّه من أتباع الإمام المنتظر - صلوات الله عليه - ورعاياه، فكيف يكون أيّها الموالون مقام متبوعه وإمامه(212)؟!
ويستفاد من هذه الرواية الحضور الشخصي - في بعض الأزمان - لا العلمي.
مسألة الحضور من المسائل المهمّة في معارف أهل البيت (عليهم السلام) وتحتاج إلى التفصيل. ولذا نختم البحث بكلام يؤثّر في القلب لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
أحضروا آذان قلوبكم تفهموا(213)!
المكانة العظيمة للإمام المنتظر أرواحنا فداه في كلمات أهل البيت (عليهم السلام)
المعرفة بالمكانة العظيمة لمولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه طريقة مؤثّرة لورود الناس في صراط الانتظار.
أقول في توضيح الكلام: الروايات الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) حول عظمة الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وشخصيّته الممتازة، لها كيفيّة مهيّجة مؤثّرة بحيث توجب التعجّب في الإنسان!
مع هذه الروايات الّتي تؤثّر في أعماق الوجود كيف لم يتعلّق قلب المجتمع به صلوات الله عليه كما هو حقّه، واختارت الغراب والحدئة عوضاً عن «طاووس أهل الجنّة»(214)؟ لِمَ هذه الغفلات؟! ولأيّ شيء هذه العشوات؟!
هل عمل العلماء وأعاظم الدين لهذا المسير عملاً لائقاً به؟ هل خدم الزعماء وأهل القدرة الّذين ينسبون أنفسهم إلى الإمام صلوات الله عليه خدمةً؟ هل الأغنياء سعوا في التعاون من أجل هذه المسألة الأساسيّة الحياتيّة؟ هل غيّر سائر الناس مقدّراتهم المحزنة بالالتفات إلى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه؟
والحقّ أنّ لكلّ أقشار الملّة سهم في هذه الغفلة مع اختلافهم في هذا السهم، ومع ذلك هناك من العلماء وغيرهم انطبعت على قلوبهم علامة الحزن كالشقايق! وعاشوا ويعيشون مع الأسف والحسرة وخدموا ويخدمون لهذا المسير. نمضي من ذلك، لأنّ الحقّ مُرّ ويألم قلب المتكبّرين.
أذكر هنا روايات من أهل بيت الوحي حتّى تروا أنّهم (عليهم السلام) كيف عبّروا عن صاحب الأمر صلوات الله عليه عند ذكره؟ وكيف سعوا في إلفات الناس إليه؟ وكيف علّمونا التعظيم والتجليل له أرواحنا فداه؟
1 - قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): بأبي واُمّي، سميّي وشبيهي.
قال هذا الكلام النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ما أخبره عمّا يقع في الأيّام المثيرة للغم في غيبة الإمام المنتظر صلوات الله عليه.
والآن عليكم بالتوجّه إلى ما قاله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
... سيكون بعدي فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران عند فقده.
ثمّ أطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه وقال: بأبي واُمّي سميّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه جلابيب النور يتوقّد من شعاع القدس(215).
2 - قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الإمام الغائب صلوات الله عليه: نفسي فداؤه...
هذا كلام نقله العلّامة المجلسي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: في الديوان المنسوب إليه صلوات الله عليه نقل عنه أنّه (عليه السلام) قال:

فثمّ يقوم القائم الحقّ منكم * * * وبالحقّ يأتيكم وبالحقّ يعمل
سميّ نبيّ الله نفسي فداؤه * * * فلا تخذلوه يا بنيّ وعجّلوا(216)

يعني في ذلك الزمان (أي بعد الحكومات الفاسدة) يقوم منكم من يحيى الحقّ ويجيء الحقّ لكم وبه يعمل.
هو سميّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسي له الفداء، فيا بنيّ لا تتركوا عونه واسعوا في نصرته.
3 - الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): بأبي ابن خيرة الإماء(217).
إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد بيانه لأوصافه الجسمانيّة لمولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه أظهر بهذا الكلام شوقه العظيم إليه.
نقل هذه الرواية جابر الجعفي وهو من النقباء ومن أصحاب السرّ للإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
وقد اكتفى أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الرواية ببيان صفاته الجميلة الجسميّة للإمام الغائب صلوات الله عليه ولم يبيّن خصاله المعنويّة الملكوتيّة، لأنّه (عليه السلام) كان يتكلّم مع من هو السبب لكلّ باطل وفساد في عالم الخلقة.
فالآن عليكم بالالتفات إلى هذه الرواية:
قال جابر الجعفي (قدّس سرّه): سمعت عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
ساير عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن المهديّ ما اسمه؟
فقال: أمّا اسمه فإنّ حبيبي عهد إليّ أن لا احدّث باسمه حتّى يبعثه الله، قال: فأخبرني عن صفته.
قال: هو شابٌّ مربوع حسن الوجه حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء(218).
4 - الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): بأبي ابن خيرة الإماء.
كرّر هذا الكلام من أمير المؤمنين (عليه السلام) ونقله عنه الحارث الهمداني.
وبيّن في هذه الرواية أنّ ختام ظلم الظالمين بسيف الانتقام الّذي هو في اليد المقتدرة لصاحب الأمر أرواحنا فداه. وقال أنّه يسقى الظالمين في العالم بالكأس المصبرة.
فالآن عليكم بالتوجّه إلى كلامه هذا الّذي يسرّ قلب المحزونين:
بأبي ابن خيرة الإماء - يعني القائم من ولده (عليه السلام) - يسومهم خسفاً، ويسقيهم بكأس مصبرة، ولا يعطيهم إلّا السيف هرجاً(219).
نعم في ذلك اليوم يختم حكومة أهل السقيفة ووارثيهم، ويسقي جميعهم بكأسٍ مصبرة!
5 - الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): بأبي ابن خيرة الإماء.
هذا كلام كرّره أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّة اُخرى في إحدى خطبه:
فانظروا أهل بيت نبيّكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم، ليخرجنّ الله برجل منّا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلّا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية(220).
بشّر أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الخطبة بإصلاح العالَم وتطهيره من الملعونين وادامة الحرب ضدّ الظالمين في سطح العالم ثمانية أشهر. ثمّ يحكم عليه الصلح والمودّة.
6 - الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): هاه، شوقاً إلى رؤيته!
قال هذا الكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد بيانه للفتن الآتية وبعد ما ذكر عن خصال صاحب الأمر أرواحنا فداه:
هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقاً إلى رؤيته(221).
لأنّه (عليه السلام) مع علمه المحيط بالأشياء يعلم أنّ الفتن الّتي زرع بذرها أهل السقيفة في السقيفة يستمرّ حريقها ويجري في جميع العالم حتّى الأزمنة البعيدة، ويُظلم العالم وتدوم هذه الجرائم حتّى يظهر من عند البيت قائم آل محمّد صلوات الله عليه مع ثلاث مائة عشر وثلاثة عشر رجلاً من المهذّبين الّذين رسخ في قلوبهم أمر الولاية مع عدّة من المؤمنين، ويأخذوا انتقام المظلومين من الظالمين.
إذا كان في يوم السقيفة رجالٌ يفدون أنفسهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقدروا الأعداء على إحراق بيت الوحي ولم يقدروا أن يضعوا الحبل في عنق أمير عالم الوجود ولا يسودّون وجه القمر!
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في إحدى خطبه:
فنظرت فإذا ليس لي معين إلّا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشّجى، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمرّ من طعم العلقم(222).
نعم، اوّل مظلومٍ في عالم الوجود يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد بيانه للمظالم الّتي وردت عليه وبعد التنبيه على الفتن التّي تجري في المستقبل وبعد ذكر إسم رافع هذه المظالم قال: هاه، شوقاً إلى رؤيته!
7 - الإمام الباقر (عليه السلام): لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
هذا الكلام صدر ممّن هو الباقر لجميع العلوم في عالم الوجود ومن هو مطّلع على أسرار الخلقة، الّذي الناس عنده، من المستقبلين والماضين كمن هو موجود في حضرته.
قال (عليه السلام) بعد بيانه للمستقبل والمستقبلين وذكر إحدى الحوادث الّتي تقع قبل قيام القائم أرواحنا فداه:
... أما إنّي لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر(223).
قال آية الله الشيخ محمّد جواد الخراساني في كتابه: مقصود الإمام من ذلك الزمان حينما يخرج اُناس من «شيلا» لأخذ الحقّ.
8 - الإمام الباقر (عليه السلام): بأبي واُمّي، المسمّى باسمي والمكنّى بكنيتي. بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
روى هذه الرواية أبو حمزة الثمالي وهو من كبار أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
كنت يوماً عند الإمام (عليه السلام) فبعد ذهاب من كان في حضرته قال لي: يا أبا حمزة؛ من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا، فمن شكّ فيما أقول لقى الله وهو به كافر، ثمّ قال:
بأبي واُمّي المسمّى باسمي والمكنّى بكنيتي، السابع من ولدي، بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
يا أبا حمزة؛ من أدركه فيسلّم له ما سلّم لمحمّد وعليّ فقد وجبت له الجنّة، ومن لم يسلّم فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين(224).
9 - الإمام الصادق (عليه السلام): لو أدركته لخدمته أيّام حياتي.
هذا الكلام قاله الإمام الصادق (عليه السلام) حين ما سُئل عن ولادة صاحب الأمر أرواحنا فداه:
هل ولد القائم؟
قال: لا، ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي(225).
10 - الإمام الصادق (عليه السلام): دعوت لنور آل محمّد (عليهم السلام).
قال عباد بن محمّد المدايني:
إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) رفع يداه بعد صلاة الظهر ودعا. فقلت له: جعلت فداك؛ هل دعيت لنفسك؟
فقال: دعوت لنور آل محمّد (عليهم السلام) وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم(226).
أنّ الأئمّة (عليهم السلام) كلّهم أنوار ومعرفتهم بالنورانيّة معرفة الله ولكنّه على قاله الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الرواية أنّ مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه هو نور الأنوار.
11 - الإمام الكاظم (عليه السلام): بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم، بأبي القائم بأمر الله.
قال يحيى بن فضل النوفلي: أنّ موسى بن جعفر (عليهما السلام) رفع يداه بعد صلاة العصر وقرء دعاءً، فسألته لمن دعيت؟
قال: ذلك المهديّ من آل محمّد (عليهم السلام)، قال: بأبي المنبدح البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً، بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر الله(227).
12 - الإمام الرضا (عليه السلام): بأبي واُمّي، سميّ جدّي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشبيهي وشبيه موسى بن عمران.
قال الإمام (عليه السلام) هذا الكلام بعد بيانه الفتن الصعبة الّتي وقعت من ابتداء غيبة الإمام المنتظر أرواحنا فداه وهذه الفتن لشدّة صعوبتها توقّع الأذكياء والأكياس في مصيدتها مع إظهارهم التديّن والإيمان وضلالتهم توجب إحاطة الغربة بالإمام المنتظر أرواحنا فداه بحيث يبكي عليه أهل السماء والأرض وكلّ إنسان حرّ.
عليكم بالتوجّه إلى الرواية الواردة عن ثامن الحجج (عليهم السلام):
لابدّ من فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكلّ حريّ وحرّان وكلّ حزين ولهفان.
ثمّ قال (عليه السلام): بأبي واُمّي سميّ جدّي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام)، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس(228).
نقل نحو هذه الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
«روي عن مولانا الرضا (عليه السلام) في مجلسه بخراسان أنّه قام عند ذكر لفظة «القائم» ووضع يديه على رأسه الشريف وقال: اللّهم عجّل فرجه وسهّل مخرجه، وذكر من خصائص دولته.
ذكر المحدّث النوري طاب ثراه في كتابه «النجم الثاقب» ما ترجمته بالعربيّة: هذا القيام والتعظيم خصوصاً عند ذكر ذلك اللقب المخصوص سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد من العرب والعجم والترك والهند والديلم وغيرها بل وعند أبناء أهل السنّة والجماعة أيضاً»(229).
قال العلّامة الأميني في «الغدير»: روي أنّه لمّا قرأ دعبل قصيدته على الرضا (عليه السلام) وذكر الحجّة (عجّل الله فرجه) بقوله:

فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غدٍ * * * تقطّع نفسي إثرهم حسراتي
خروج إمام لا محالة خارج * * * يقوم على اسم الله والبركاتِ

وضع الرضا (عليه السلام) يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج(230).

* * *

نختم الكلام في المقدّمة بما رواه في «تنزيه الخاطر»: سئل الصادق (عليه السلام) عن سبب القيام عند ذكر لفظ «القائم» من ألقاب الحجّة صلوات الله عليه، قال:
لأنّ له غيبة طولانيّة ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته والحسرة بغربته ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة فليقم وليطلب من الله جلّ ذكره تعجيل فرجه(231).

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنتظرين لظهوره صلوات الله عليه والحمد لله ربّ العالمين. وما توفيقي إلّا بالله

مرتضى المجتهدي السيستاني

(1) – في الصلوات

نذكر في هذا الباب الصلوات الواردة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، أو المنقولة له صلوات الله عليه:
1) صلاة الإمام القائم أرواحنا فداه
قال الراوندي (رحمه الله): هي ركعتان، وفي كلّ ركعة الحمد مرّة، ومائة مرّة: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ»، ويصلّي على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مائة مرّة بعد الصلاة، ثمّ يسأل الله حاجته(232).
لا تختصّ هذه الصلاة بزمان خاصّ ولا بمكان معيّن ولم تشترط فيها قراءة السورة ولم تذكر قراءة دعاء خاصّ بعدها.
2) صلاة اُخرى للحجّة القائم أرواحنا فداه
قال السيّد بن طاووس (رحمه الله): صلاة الحجّة القائم أرواحنا فداه ركعتين: تقرأ في كلّ ركعة الفاتحة إلى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ»، ثمّ تقول مائة مرّة: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ»، ثمّ تتمّ قراءة الفاتحة وتقرأ بعدها الإخلاص مرّة واحدة، وتدعو عقيبها فتقول:
اللّهم عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخِفاءُ(233)، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ بِما وَسِعَتِ السَّماءُ، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَلَّذينَ أَمَرْتَنا بِطاعَتِهِمْ.
وَعَجِّلِ اللّهم فَرَجَهُمْ بِقائِمِهِمْ، وَأَظْهِرْ إِعْزازَهُ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِىُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيايَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، اُنْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرايَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِحْفَظاني فَإِنَّكُما حافِظايَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ثلاث مرّة، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْني أَدْرِكْني، اَلْأَمانَ الْأَمانَ الْأَمانَ(234).
لا تختصّ هذه الصلاة أيضاً بيوم خاصّ أو مكان معيّن ولكنّها مشروطة بقراءة سورة الإخلاص فيها وقراءة الدعاء المذكورة بعدها.
3) صلاة المسجد المقدّس في جمكران
قال حسن بن مثلة: قال مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه:
قل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّزوه، ويصلّوا هنا أربع ركعات؛ ركعتان للتحيّة في كلّ ركعة يقرأ سورة الحمد مرّة وسورة الإخلاص سبع مرّات، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزّمان صلوات الله عليه هكذا:
يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ» كرّره مائة مرّة، ثمّ يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، فإذا أتمّ الصلاة يهلّل ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مائة مرّة.
ثمّ قال صلوات الله عليه - ما هذه حكاية لفظه -:
فمن صلّاها فكأنّما صلّى في البيت العتيق(235).
4) كيفيّة الصلاة في مقامه صلوات الله عليه بالحلّة والنعمانيّة (236)
قال المحدّث النوري: قال الفاضل الجليل النحرير الآميرزا عبد الله الأصفهاني الشهير بالأفندي في المجلّد الخامس من كتاب رياض العلماء في ترجمة الشيخ بن [أبي] الجواد النعماني أنّه ممّن رأى القائم صلوات الله عليه في زمن الغيبة الكبرى، وروى عنه صلوات الله عليه ورأيت في بعض المواضع نقلاً عن خطّ الشيخ زين الدين عليّ بن الحسن بن محمّد الخازن الحائريّ تلميذ الشهيد أنّه قد رأى ابن أبي جواد النعمانيّ مولانا المهديّ أرواحنا فداه.
فقال له: يا مولاي لك مقام بالنعمانيّة ومقام بالحلّة، فأين تكون فيهما؟
فقال له:
أكون بالنعمانيّة ليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء، ويوم الجمعة وليلة الجمعة أكون بالحلّة، ولكن أهل الحلّة ما يتأدّبون في مقامي، وما من رجل دخل مقامي بالأدب يتأدّب ويسلّم عليّ وعلى الأئمّة وصلّى عليّ وعليهم اثني عشر مرّة، ثمّ صلّى ركعتين بسورتين، وناجى الله بهما المناجاة إلّا أعطاه الله تعالى ما يسأله، أحدها المغفرة. فقلت: يا مولاي علّمني ذلك، فقال: قل:
اللّهم قَدْ أَخَذَ التَّأْديبُ مِنّي، حَتَّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وإِنْ كانَ مَا اقْتَرَفْتُهُ مِنَ الذُّنُوبِ أَسْتَحِقُّ بِهِ أَضْعافَ أَضْعافَ ما أَدَّبْتَني بِهِ وَأَنْتَ حَليمٌ ذُو أَناةٍ، تَعْفُو عَنْ كَثيرٍ حَتَّى يَسْبِقَ عَفْوُكَ وَرَحْمَتُكَ عَذابَكَ.
وكرّرها عليَّ ثلاثاً حتّى فهمتها(237).
5) الصلاة المنسوبة إلى مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه لقضاء الحوائج
نسبها في جنّات الخلود إلى مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه وهي:
إذا هممت بالنوم في الليل فضع عند رأسك إناءً نظيفاً فيه ماء طاهر، وغطّه بخرقة نظيفة، فإذا انتبهت لصلاتك في الليل فاشرب من الماء ثلاث جُرع، ثمّ توضّأ بباقيه، وتوجّه إلى القبلة، وأذن وأقم وصلّ ركعتين تقرأ فيهما ما شئت من سور القرآن، فإذا فرغت فاركع وقل في ركوعك خمساً وعشرين مرّة يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، ثمّ ترفع رأسك فتقولها خمساً وعشرين مرّة، وتؤدّى مثل ذلك في السجدة الاُولى، وإذا رفعت رأسك منها، وفي السجدة الثانية وبعد رفع رأسك منها ثمّ تنهض إلى الثانية وتفعل كفعلك في الاُولى وتسلم وقد أكملت ثلاثمائة مرّة، ثمّ تتشهّد وتسلّم، ثمّ ترفع رأسك إلى السّماء وتقول ثلاثين مرّة: مِنَ الْعَبْدِ الذَّليلِ إِلَى الْمَوْلَى الْجَليلِ وتذكر حاجتك، فإنّ الإجابة تسرع بإذن الله تعالى(238).
أقول: قد نقل المحدّث القمي في كتابه الباقيات الصالحات هذه الصلاة تحت عنوان صلاة الاستغاثة، ولم ينسبها إلى مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه.
6) صلاة التوجّه إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال أحمد بن إبراهيم: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا صلوات الله عليه، فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم.
فقال لي: شكّر الله لك شوقك، وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه، فإنّ أيّام الغيبة يشتاق إليه، ولا يسأل الاجتماع(239)، إنّه عزائم الله، والتسليم لها أولى، ولكن توجّه إليه بالزيارة.
فأمّا كيف يعمل وما أملاه عند محمّد بن عليّ فانسخوه من عنده، وهو التوجّه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين، ثمّ تصلّي على محمّد وآله، وتقول قول الله جلّ إسمه:
«سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ»، ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبين مِنْ عِنْدِ الله، وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظيم، إِمامُهُ مَنْ يَهديهِ صِراطَهُ الْمُسْتَقيم، قَدْ آتاكُمُ الله خِلافَتَهُ يا آلَ ياسين...(240).
7) صلاة الفرج ودعائه، لدفع الشدائد
أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في مسند فاطمة (عليها السلام) قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي العلاء(241) الكاتب، قال: تقلّدت عملاً من(242) أبي منصور بن الصالحان(243)، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري فطلبني وأخافني.
فمكثت مستتراً خائفاً، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت البيت(244) هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن(245) جعفر القيّم أن يغلّق الأبواب، وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو [بما اُريده(246)] من الدعاء والمسألة، وأمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه، وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب، وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع.
ومكثت أدعو وأزور واُصلّي فبينما(247) أنا كذلك إذ [سمعت(248)] وطأة عند مولانا موسى (عليه السلام) وإذا رجل يزور، فسلّم على آدم واُولى العزم (عليهم السلام)، ثمّ الأئمّة (عليهم السلام) واحداً واحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه [فلم يذكره]، فعجبت من ذلك وقلت [له(249)]: لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا المذهب لهذا الرجل.
فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (عليه السلام) فزار مثل [تلك(250)] الزيارة وذلك السلام وصلّى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابّاً تامّاً من الرجال [و(251)] عليه ثياب بيض(252)، وعمامة متحنّك بها بذوابه(253)، ورداء على كتفه مسبل فقال [لي(254)]:
يا أبا الحسين بن أبي العلاء(255) أين أنت عن دعاء الفرج؟
فقلت: وما هو يا سيّدي؟ فقال:
تصلّي ركعتين وتقول:
يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا كَريمَ الصَّفْحِ، [يا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها]، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا مُنْتَهى كُلِّ نَجْوى، وَيا غايَةَ كُلِّ شَكْوى، [وَ(256)] يا عَوْنَ كُلِّ مُسْتَعينٍ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ عشر مرّات، يا سَيِّداهُ عشر مرّات، يا مَوْلاهُ (يا مَوْلَياهُ خ) عشر مرّات، [يا غايَتاهُ عشر مرّات،(257)] يا مُنْتَهى [غايَةِ(258)] رَغْبَتاهُ عشر مرّات.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ إِلّا ما كَشَفْتَ كَرْبي، وَنَفَّسْتَ هَمّي، وَفَرَّجْتَ عَنّي(259)، وَأَصْلَحْتَ حالي.
وتدعو بعد ذلك بما شئت(260)، وتسأل حاجتك، ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك:
يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني [فَإِنَّكُما كافِياني]، وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِراني.
وتضع(261) خدّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة: أَدْرِكْني وتكرّرها كثيراً وتقول: اَلْغَوْثَ [الْغَوْثَ(262)] الْغَوْثَ حتّى ينقطع نفسك، وترفع رأسك، فإنّ الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى.
فلمّا اشتغلت(263) بالصلاة والدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت لابن جعفر(264) لأسأله عن الرجل وكيف [قد] دخل فرأيت الأبواب على حالها [مغلّقة(265)] مقفّلة، فعجبت من ذلك، وقلت: لعلّه بات ههنا(266) ولم أعلم فأنبهت ابن جعفر القيّم، فخرج إليّ(267) من بيت الزيت(268) فسألته عن الرجل ودخوله فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها(269)، فحدّثته بالحديث فقال:
[هذا(270)] مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، وقد شاهدته دفعات(271) في مثل هذه الليلة عند خلوّها من الناس، فتأسّفت على ما فاتني منه.
وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ(272) إلى الموضع الّذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النّهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي [فيه(273)]، ويسألون عنّي أصدقائي ومعهم أمان من الوزير، ورقعة بخطّه فيها كلّ جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه، وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه؟
فقلت: قد كان منّي دعاء ومسألة، فقال: ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزّمان صلوات الله عليه في النوم - يعني ليلة الجمعة - وهو يأمرني بكلّ جميل، ويجفو عليّ في ذلك جفوة خفتها، فقلت: لا إله إلاّ الله، أشهد أنّهم الحقّ ومنتهى الحقّ(274) رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي: كذا وكذا، وشرحت ما رأيته في المشهد فعجب من ذلك وجرت منه اُمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه(275)،(276).
قال العلّامة الشيخ على اكبر النهاوندي في العبقري الحسان: أنا قد جرّبت هذا الدعاء كراراً ورأيته مؤثّراً في إنجاح المطلوب ثمّ نقل ما قاله آية الله العراقي في دار السلام وهو:
إنّي رأيت من هذا الدعاء آثاراً غريبة وأوّل ما نلت بهذه النعمة هو في بلدة طهران سنة 1266 وكنت ضيفاً لإمام الجمعة الحاج ميرزا باقر بن ميرزا أحمد التبريزي في بيت ملك التجّار، وكان العالم المذكور مبعّداً عن وطنه ولم يكن مأذوناً في الرجوع إلى التبريز من قبل السلطان، وإنّي وإن كنت ضيفاً له ولم يجب عليّ تهيّأ المأكول والمشروب، ولكنّه لمّا كنت غريباً في البلد ولم أكن مأنوساً بأهله وللمصارف الاُخرى الّتي كنت محتاجاً بها وقعت في مضيقة ولم يمكن لي الاستقراض.
واتّفق يوماً أنّي كنت جالساً مع إمام الجمعة في صحن البيت، فقمت وذهبت إلى الغرفة العالية في البيت للاستراحة وأداء الفريضة، وبعد أداء فريضة الظهرين رأيت كتاباً في الغرفة وأخذتها وهو كتاب بحار الأنوار ج 13في أحوالات الحجّة عجّل الله تعالى له الفرج المترجم بالفارسيّة، فلمّا فتحتها رأيت هذا الدعاء في باب معجزاته صلوات الله عليه، فقلت في نفسي: أنا اُجرّب هذا العمل، فقمت وصلّيت ودعوت وسجدت ثمّ ذهبت إلى الشيخ وجلست عنده، فإذاً ورد رجل وفي يده رقعة وأدّاها إليه ووضع عنده خرقة بيضاء.
فلمّا قرء الرقعة ردّها مع الخرقة إليّ وقال: هذه لك، فلمّا لاحظتها رأيت أنّ التاجر على أصغر التبريزي وضع في الخرقة عشرين توماناً وكتب إليه في الرقعة أن يوصلها إليّ.
فتأمّلت في زمان كتابة الرقعة إلى أن وصلت إليّ فرأيت أنّه مطابق لزمان فراغي عن الدعاء، فتعجّبت من ذلك وضحكت مسبّحاً للَّه، فسألني عن ذلك، فنقلت له ما عملته.
فقال: سبحان الله أنا أفعل أيضاً ذلك لوقوع الفرج لي.
فقلت له: قم وعجّل في ذلك فقام وذهب إلى الحجرة وأدّى الظهرين وعمل ما عملته ولم يمض زماناً إلّا أن صار الأمير الّذي كان سبباً لإحضاره بطهران معزولاً واعتذر عنه السلطان وردّه إلى تبريز محترماً، وبعد ذلك كان العمل المذكور ذخيرةً لي في مظانّ الشدّة والحاجة وقد رأيت منه آثاراً غريبة.
وفي بعض السنين قد كثر واشتدّ الوباء في النجف ومات به خلق كثير واضطرب الناس، فلمّا رأيت ذلك خرجت من البلد وعملت هذا العمل ودعوت الله تعالى في رفع الوباء، ثمّ دخلت البلد ولم أطّلع على ما عملته وأخبرت الأقرباء برفع الوباء.
فقالوا لي: من أين تقول ذلك؟ قلت: لهم، لا أقول لكم ما هو مستندي في ذلك القول؟ فقالوا: صار فلان وفلان في الليل مبتلياً بالوباء. قلت لهم: ليس الأمر كذلك، بل كان ابتلائهم قبل الليل. وبعد التحقيق ثبتت صحّة قولي.
وقد اتّفق كراراً ابتلاء الأخوان بالشدائد فعلّمتهم العمل وحصل لهم الفرج سريعاً. وقد كنت يوماً من الأيّام في بيت بعض الأخوان واطّلعت على شدّة حاله فعلّمته العمل ورجعت إلى بيتي وبعد زمان قليل سمعت دقّ الباب، فاذاً جاء الرجل إلى بيتي وقال: قد فرّج عنّي ببركة دعاء الفرج. ووصل إليّ مالاً فما هو مقدار حاجتك حتّى أعطيك؟
قلت له: لا احتياج لي ببركة هذا الدعاء، ولكنّه قل لي ما جرى لك.
قال: بعد ذهابك عن بيتي تشرّفت بحرم أمير المؤمنين (عليه السلام) وعملت هذا العمل، فلمّا خرجت من الحرم الشريف لقيت رجلاً وأعطاني مقدار حاجتي.
وبالجملة، إنّي رأيت من العمل آثاراً سريعة، ولكنّي لم أعلّمه أحداً إلّا في مقام الحاجة والاضطرار ولم أعمله إلّا في هذه الحالة، إذ تسميته صلوات الله عليه هذا العمل بدعاء الفرج يشعر بأنّه يؤثر في وقت الضيق والشدّة(277).
8) في صلاة الاستغاثة به أرواحنا فداه
قال السيّد عليخان في الكلم الطيّب: هذه استغاثة إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه، من حيث تكون تصلّي ركعتين بالحمد وسورة وقم مستقبل القبلة تحت السّماء وقل:
سَلامُ الله الْكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الْعامُّ، وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ الْقائِمَةُ التَّامَّةُ، عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ في أَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَليفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَةِ النُّبُوَّةِ، وَبَقِيَّةِ الْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ، وَمُظْهِرِ الْإيمانِ، وَمُلَقِّنِ أَحْكامِ الْقُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الْأَرْضِ، وَناشِرِ الْعَدْلِ فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ، وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ، اَلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ الْمَرْضِيِّ، وَابْنِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اَلْوَصِيِّ بْنِ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيّينَ، اَلْهادِي الْمَعْصُومِ بْنِ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَعْصُومينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ الْمُسْتَضْعَفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الْكافِرينَ المُتَكَبِّرينَ الظَّالِمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَئِمَّةِ الْحُجَجِ الْمَعْصُومينَ وَالْإِمامِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الْوِلايَةِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْمَهْدِيُّ قَوْلًا وَفِعْلًا، وَأَنْتَ الَّذي تَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ، وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمانَكَ، وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ، وَأَنْجَزَ لَكَ ما وَعَدَكَ، فَهُوَ أَصْدَقُ الْقائِلينَ «وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ»(278).
يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا بن رَسُولِ الله، حاجَتي كَذا وَكَذا، ثمّ اذكر حاجتك وقل:
فَاشْفَعْ لي في نَجاحِها، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتي، لِعِلْمي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً، وَمَقاماً مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، سَلِ الله تَعالى في نُجْحِ طَلِبَتي، وإِجابَةِ دَعْوَتي، وَكَشْفِ كُرْبَتي. وادع بما أحببت، فإنّه تقضي إن شاء الله(279).
قال العلّامة الشيخ محمود الميثمي (رحمه الله) في كتابه دار السلام المشتمل على ذكر من فاز بسلام الإمام: هذا العمل من مجرّباتي، وشاهدت منه آثاراً غريبة، وقال أنّ بعض العلماء كان يمتنع من تعليمه غير أهله، وكان من مجرّباته في المهمّات الكلّيّة(280).
قال في دار السلام: وظاهره تعيين سورة الفتح والنصر، وقد تعيّن ذلك الفاضل المعاصر، ولا يبعد تعيين العمل بإتيانه في النصف الآخر من الليل، لأنّ الراوي صار مأموراً به في ذلك الوقت، ولا إطلاق في الكلام حتّى يشمل غير هذا الوقت وقدر المتيقّن منه هو هذا الوقت.
ونقل الفاضل المعاصر عن الكفعمي زيادة الغسل قبل الصلاة والزيارة مع تعيين السورتين، وإن نقل أيضاً عن مصباح الزائر عدم تعيين السورة...
فالأظهر تعيين السورة، وتعيين الوقت إن لم يكن أقوى فهو أحوط، والأظهر عدم اعتبار الغسل وإن كان هو الأحوط...(281).
9) صلاة الهديّة إليه صلوات الله عليه
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله): حدّث ابو محمّد الصيمري قال: حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله البجلي بأسناد رفعه إليهم صلوات الله عليهم قال:
... لو أمكنه أن يزيد على صلاة الخمسين شيئاً ولو ركعتين في كلّ يوم ويهديها إلى واحد منهم، يفتتح الصلاة في الركعة الاُولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: صَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ في كلّ ركعة، فإذا شهد وسلّم (بعد الصلاة الّتي يهديها إلى صاحب الأمر أرواحنا فداه) يقول:
اللّهم أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، وَأَبْلِغْهُمْ مِنّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ. اللّهم إِنَّ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى عَبْدِكَ وَابْنِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ سِبْطِ نَبِيِّكَ في أَرْضِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ(282).
10) صلاة الهديّة إليه صلوات الله عليه في يوم الخميس
قال السيّد الأجلّ في جمال الاُسبوع: أخبرني الشّيخ حسن بن أحمد(283) السّوراوي (رحمه الله) في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وستّمئة، قال: أخبرني محمّد بن أبي القاسم الطّبري، عن الشيخ المفيد أبي عليّ، عن والده جدّي السّعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضى الله عنه.
وأخبرني الشيخ عليّ بن يحيى الحنّاط (رحمه الله) إجازة تاريخها شهر ربيع الأوّل سنة تسع وستّمئة، قال: أخبرنا الشيخ عربيّ بن مسافر العبادي، عن محمّد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ المفيد أبي علي، عن والده جدّي السّعيد أبي جعفر الطّوسي قال: حدّثني السّعيد أبو جعفر الطوسي في مصباحه الكبير ما هذا لفظه:
صلاة الهديّة ثماني ركعات، روى عنهم (عليهم السلام) أنّه يصلّي العبد في يوم الجمعة ثماني ركعات: أربعاً يهدي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأربعاً يهدي إلى فاطمة (عليها السلام) ويوم السّبت أربع ركعات يهدي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثمّ كذلك كلّ يوم إلى واحد من الأئمّة (عليهم السلام) إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى جعفر بن محمّد الصّادق (عليهما السلام).
ثمّ يوم الجمعة أيضاً ثماني ركعات: أربعاً يهدي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأربع ركعات يهدي إلى فاطمة (عليها السلام)، ثمّ يوم السّبت أربع ركعات يهدي إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ثمّ كذلك إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى صاحب الزّمان أرواحنا فداه.
الدّعاء بين الركعتين منها:
اللّهم أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ. اللّهم إِنَّ هذِهِ الرَّكَعاتِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ(284)، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْهُ إِيَّاها، وَأَعْطِني أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ، وَفي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ [وَفيهِ]، وتدعو بما أحببت إن شاء الله تعالى(285)،(286).
11) صلاة الاستغاثة بمولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه في ليلتي الخميس والجمعة
في التحفة الرضويّة: حدّثني العالم الجليل السيّد حسين الهمداني النجفي (رحمه الله) قال: يصلّي صاحب الحاجة ليلتي الخميس والجمعة ركعتين تحت السّماء حاسر الرأس، حافّ القدمين وبعد الفراغ يرفع يديه إلى السماء ويقول: يا حُجَّةَ الْقائِمَ خمسمئة وخمساً وتسعين مرّة.
ثمّ يسجد وفيه يقول سبعين مرّة: يا صاحِبَ الزَّمانِ أَغِثْني، ويطلب حاجته، فإنّها مجرّبة لكلّ حاجة مهمّة، فإن لم تنجح في هاتين الليلتين أعادها في الاُسبوع الثاني، فإن لم تنجح فيه أعادها في الاُسبوع الثالث، فإنّها تقضي لا محالة.
حدّثني السيّد محمّد على الجواهري الحائري أنّه صلّاها لحاجة له، فرأى الإمام المهدي أرواحنا فداه في ليلته في المنام، فعرض عليه حاجته، فسهّل الله تعالى له قضائها ببركته صلوات الله عليه.
قال: وقد جرّبتها(287).
12) هذه الصلاة بكيفيّة اُخرى
نقلها العالم الجليل صدر الإسلام الهمداني (رحمه الله) في كتابه القيّم تكاليف الأنام في غيبة الإمام بكيفيّة اُخرى:
عن السيّد السند الاُستاذ العالم الربّاني والحكيم الصمداني الفقيه المجتهد البارع السيّد محمّد الهندي النجفي دام ظلّه، عن العالم السيّد حسن القزويني، عن السيّد حسين شوشتري من أئمّة الجماعة بأسناده عن السيّد عليخان - شارح الصحيفة السجّادية -:
تصلّي ركعتين تحت السماء في السطح مكشوف الرأس ليلة الخميس أو الجمعة وتقول بعدهما: يا حُجَّةَ الْقائِمَ بعدده وأنت مكشوفة الرّأس، فإنّه مجرّب.
قلت: وعددها (40 + 1 + 1 + 100 + 30 + 1 + 400 + 3 + 8 + 1 + 10) جمعه 595، فاكتمها لأنّها من المكنونات، وإنّي جرّبتها مراراً(288).
13) صلاة الحاجة في ليلة الجمعة
قال السيّد بن طاووس (رحمه الله): رأيت في كتاب كنوز النّجاح تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رضى الله عنه، عن مولانا الحجّة صلوات الله عليه ما هذا لفظه:
روى أحمد بن الدّربي عن خزامة، عن أبي عبد الله الحسين بن محمّد البزوفري قال: خرج عن النّاحية المقدّسة:
من كان له إلى الله حاجة فلْيغسل ليلة الجمعة بعد نصف اللّيل، ويأتي مصلّاه، ويصلّي ركعتين يقرأ في الركعة الاُولى الحمد، فإذا بلغ «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ» يكرّرها مائة مرّة، ويتمّم في المائة إلى آخرها، ويقرأ سورة التوحيد مرّة واحده، ثمّ يركع ويسجد، ويسبّح فيها سبعة سبعة، ويصلّي الرّكعة الثّانية على هيئته ويدعو بهذا الدّعاء، فإنّ الله تعالى يقضي حاجته البتّة كائناً ما كان إلّا أن يكون في قطيعة الرحم.
والدّعاء:
اللّهم إِنْ أَطَعْتُكَ فَالْمَحْمَدَةُ لَكَ، وإِنْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ، مِنْكَ الرَّوْحُ وَمِنْكَ الْفَرَجُ، سُبْحانَ مَنْ أَنْعَمَ وَشَكَرَ، سُبْحانَ مَنْ قَدَرَ وغَفَرَ.
اللّهم إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ، فَإِنّي قَدْ أَطَعْتُكَ في أَحَبِّ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الْإيمانُ بِكَ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَريكاً، مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لا مَنّاً مِنّي بِهِ عَلَيْكَ.
وَقَدْ عَصَيْتُكَ يا إِلهي عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنْ أَطَعْتُ هَوايَ، وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَالْبَيانُ، فَإِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي غَيْرَ ظالِمٍ، وإِنْ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْني، فَإِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، يا كَريمُ يا كَريمُ حتّى يقطع النفس، ثمّ يقول:
يا آمِناً مِنْ كُلِّ شيء، وَكُلُّ شيء مِنْكَ خائِفٌ حَذِرٌ، أَسْأَلُكَ بِأَمْنِكَ مِنْ كُلِّ شيء، وَخَوْفِ كُلِّ شيء مِنْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَني أَماناً لِنَفْسي وَأَهْلي وَوَلَدي، وَسائِرُ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، حَتَّى لا أَخافَ أَحَداً، وَلا أَحْذَرَ مِنْ شيء أَبَداً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ.
يا كافِيَ إِبْراهيمَ نُمْرُودَ، يا كافِيَ مُوسى فِرْعَوْنَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْفِيَني شَرَّ فُلانِ بْنِ فُلانٍ. فيستكفي شرّ من يخاف شرّه إن شاء الله تعالى.
ثمّ يسجد ويسأل حاجته ويتضرّع إلى الله تعالى، فإنّه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلّى هذه الصلاة، ودعا بهذا الدعاء خالصاً، إلّا فتحت له أبواب السّماء للإجابة ويجاب في وقته وليلته كائناً ما كان، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس(289).
قال صاحب المكيال (رحمه الله): قد وقع لي مكرّراً مهمّات، فصلّيت هذه الصلاة بهذه الكيفيّة فكفاها الله تعالى بمنّه وكرمه وببركة مولانا صلوات الله عليه(290).
14) صلاة اُخرى
نقل هذه الصلاة في النجم الثاقب عن كتاب السيّد فضل الله الراونديّ بعنوان صلاة مولانا المهديّ (عجّل الله فرجه)، وذكر بعد الفراغ، الصلوات على محمّد وآل محمّد مائة مرّة، ولم يذكر بعدها قراءة دعاء آخر، ولم يذكر لها وقتاً مخصوصاً(291).
15) الصلاة في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب
قال السيّد الأجلّ في إقبال الأعمال: أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح رضى الله عنه قال: حدّثني أبو أحمد المحسن بن عبد الحكم السجريّ وكتبته من أصل كتابه قال:
نسخت من كتاب أبي نصر جعفر بن محمّد بن الحسن بن الهيثم(292) وذكر أنّه خرج من جهة أبي القاسم الحسين بن روح قدّس الله روحه أنّ الصلاة يوم سبعة وعشرين من رجب إثنتا عشرة ركعة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السور ويسلّم ويجلس ويقول بين كلّ ركعتين:
اَلْحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، يا عُدَّتي في مُدَّتي، وَيا صاحِبي في شِدَّتي، وَيا وَلِيّي في نِعْمَتي، يا غِياثي في رَغْبَتي، يا مُجيبي في حاجَتي، يا حافِظي في غَيْبَتي، يا كالِئي في وَحْدَتي، يا اُنْسي في وَحْشَتي.
أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتي، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ الْمُقيلُ عَثْرَتي، فَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ الْمُنَفِّسُ صَرْعَتي، فَلَكَ الْحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتي، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي في أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذي كانُوا يُوعَدُونَ.
فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد و«قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» والمعوّذتين، و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، وآية الكرسي سبعاً سبعاً.
ثمّ تقول: لا إِلهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ الله، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله سبع مرّات، وتقول: الله الله رَبّي، لا اُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً سبع مرّات، ثمّ ادع بما أحببت(293).
16) صلاة ليلة النصف من شعبان
قال في مصباح المتهجّد: روى أبو يحيى الصنعانيّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ورواه عنهما ثلاثون رجلاً ممّن توثق به قالا:
إذا كان ليلة النصف من شعبان، فصلّ أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، و«قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» مائة مرّة، فإذا فرغت فقل:
اللّهم إِنّي فَقيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجيرٌ. اللّهم لا تُبَدِّلِ اسْمي، وَلا تُغَيِّرْ جِسْمي، وَلا تُجْهِدْ بَلائي، وَلا تُشْمِتْ بي أَعْدائي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ(294).
17) صلاة اُخرى في هذه الليلة
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مصباح المتهجّد: روى أبو يحيى عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: سئل الباقر (عليه السلام) عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال:
هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها، فإنّها ليلة آلى الله (عزَّ وجلَّ) على نفسه لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله معصية، وإنّها الليلة الّتي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا (عليه السلام).
فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله، فإنّه من سبّح الله تعالى فيها مائة مرّة، وحمده مائة مرّة، وكبّره مائة مرّة، غفر الله له ما سلف من معاصيه وقضى له حوائج الدنيا والآخرة ما التمسه وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منّةً وتفضّلاً على عباده.
قال أبو يحيى: فقلت لسيّدنا الصادق (عليه السلام): وأيّ شيء أفضل الأدعية؟ فقال:
إذا أنت صلّيت عشاء الآخرة فصلّ ركعتين تقرأ في الاُولى الحمد مرّة، وسورة الجحد وهي: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ»، واقرأ في الركعة الثانية الحمد، وسورة التوحيد وهي: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ»، فإذا سلّمت قلت: سُبْحان الله ثلاثاً وثلاثين مرّة، وَاَلْحَمْدُ للهِ ثلاثاً وثلاثين مرّة، وَالله أَكْبَرُ أربعاً وثلاثين مرّة، ثمّ قل:
يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ فِي الْمُهِمَّاتِ، وإِلَيْهِ يَفْزَعُ الْخَلْقُ فِي الْمُلِمَّاتِ، يا عالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِيَّاتِ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الْأَوْهامِ وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ، يا رَبَّ الْخَلائِقِ وَالْبَرِيَّاتِ، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ.
أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، فَبِلا(295) إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اِجْعَلْني في هذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعائَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطيئَتِهِ، وَعَظيمِ جَريرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبي، وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ في سَتْرِ عُيُوبي.
اللّهم فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْني في هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ(296)، وَاجْعَلْني فيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصِفْوَتَكَ.
اللّهم اجْعَلْني مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِني شَرَّ ما أَسْلَفْتُ، وَاعْصِمْني مِنَ الاِزْدِيادِ في مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُني مِنْكَ وَيُزْلِفُني عِنْدَكَ.
سَيِّدي إِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ، وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقيلُ التَّائِبُ، أَدَّبْتَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ، وَأَمَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ.
اللّهم فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ، وَلا تُخَيِّبْني مِنْ جَزيلِ قِسَمِكَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْني في جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ.
رَبِّ، إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنّي بِكَ، وَتَحَقَّقَ رَجائي لَكَ، وَعَلِقَتْ نَفْسي بِكَرَمِكَ، فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ.
اللّهم وَاخْصُصْني مِنْ كَرَمِكَ بِجَزيلِ قِسَمِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الَّذي يَحْبِسُ عَلَيَّ الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتَّى أَقُومَ بِصالِحِ رِضاكَ، وَأَنْعَمَ بِجَزيلِ عَطائِكَ، وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ، وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ، وَأَنِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ لا بِشيء هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ.
ثمّ تسجد وتقول عشرين مرّة: يا رَبُّ، يا الله سبع مرّات، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله سبع مرّات، ما شاءَ الله عشر مرّات، لا قُوَّةَ إِلّا بِالله عشر مرّات، ثمّ تصلّي على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وتسأل الله حاجتك، فوالله لو سألت بها بعدد القطر لبلّغك الله (عزَّ وجلَّ) إيّاها بكرمه وفضله(297).
أقول: ورد أربع ركعات تقرأ في ظهر يوم عاشوراء وبعد الصلاة يقرأ دعاء نذكرهما في باب أدعية الشهور.

(2) - في تعقيبات الصلوات

18) دعاء يقرأ بعد صلاة الصبح
رواه السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في مصباح الزائر والعلّامة المجلسي في زاد المعاد:
اللّهم بَلِّغْ مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ والِدَيَّ وَوُلْدي، وَعَنّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ، زِنَةَ عَرْشِ الله، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما أَحْصاهُ كِتابُهُ، وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ. اللّهم إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في هذَا الْيَوْمِ، وَفي كُلِّ يَوْمٍ، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً [لَهُ] في رَقَبَتي.
اللّهم كَما شَرَّفْتَني بِهذَا التَّشْريفِ، وَفَضَّلْتَني بِهذِهِ الْفَضيلَةِ، وَخَصَصْتَني بِهذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْني مِنَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أَهْلَهُ في كِتابِكَ، فَقُلْتَ «صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(298) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ. اللّهم هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ في عُنُقي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ(299).
19) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في تعقيب صلاة الصبح
قال الشيخ البهائي (رحمه الله) في تعقيبات صلاة الصبح: تقول سبع مرّات وأنت قابض لحيتك بيدك اليمنى، باسط(300) باطن يدك اليسرى إلى السماء:
يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(301).(302)
20) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه بعد صلاة الصبح
قال في منهاج العارفين: ويستحبّ أن يقول مئة مرّة بعد فريضة الصبح:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(303).
قال الشيخ البهائي (رحمه الله) في مفتاح الفلاح: يقول في تعقيب صلاة الصبح مئة مرّة: اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.
قال العلاّمة محمّد اسماعيل الخواجوئي: قوله: وعجّل فرجهم: كلّ فرج مسبوق بالشدّة، فيدلّ على أنّهم (عليهم السلام) كانوا في شدّة، كما أنّه (عليه السلام) الآن يكون في شدّة بما يرى من حقّه وحقوق شيعته ومواليه في أيدي الظّلمة، وبما حرّفوه من كتاب الله وسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حدوداً وإن نقلوه حروفاً.
ويستفاد منه أنّ آل محمّد (عليهم السلام) يرجعون إلى الدّنيا بعد ظهور دولتهم بخروج قائمهم صاحب العصر والزمان عليهم سلام الله الملك المنّان، ليكونوا فيها في فرج كما كانوا في شدّة، وإلاّ فهم بعد رحلتهم من الدنيا إلى الآخرة في فرج أيّ فرج(304).
21) دعاء آخر له صلوات الله عليه بعد صلاة الصبح
رواه المجلسي (رحمه الله) في المقباس في تعقيب صلاة الصبح، أن يقول مائة مرّة قبل أن يتكلّم:
يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ(305).
24 - 22) أدعية علّمها مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه رجلاً لدفع الشدائد
قال المحدّث النوري في دار السلام: حدّثني العالم العامل المولى فتحعلي السلطان آبادي كان المولى الفاضل المقدّس التقيّ المولى محمّد صادق العراقي في غاية من الضيق والعسرة، وجهد البلاء، وتتابع اللأواء(306) والضرّاء، ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربه فرجاً، ولا من ضيقه مخرجاً إلى أن رأى ليلة في المنام كأنّه في واد يترءا فيه خيمة عظيمة عليها قبّة، فسئل عن صاحبها؟
فقيل: فيه الكهف الحصين، وغياث المضطرّ المستكين الحجّة القائم المهديّ والإمام المنتظر المرضيّ (عجّل الله فرجه) وسهّل مخرجه، فأسرع الذهاب إليها، ووجد كشف ضرّه فيها، فلمّا وافى إليه صلوات الله عليه، شكى عنده سوء حاله، وضيق زمانه وعسر عياله، وسئل عنه دعاء يفرج به همّه ويدفع به غمّه.
فأحاله (عليه السلام) إلى سيّد من ولده، أشار إليه وإلى خيمته، فخرج من حضرته ودخل في تلك الخيمة، فرأى السيّد السند والحبر المعتمد العالم الأمجد المؤيّد جناب السيّد محمّد السلطان آبادي - والد سيّدنا الآتي ذكره - قاعداً على سجّادته، مشغولاً بدعائه وقراءته.
فذكر له بعد السلام ما أحال عليه حجّة الملك العلّام، فعلّمه دعاء يستكفي به ضيقه، ويستجلب به رزقه، فأنتبه من نومه، والدعاء محفوظ في خاطره، فقصد بيت جناب السيّد الأيّد المذكور، وكان قبل تلك الرؤيا نافراً عنه لوجه لا يذكر.
فلمّا أتى إليه ودخل عليه، رآه كما في النوم على مصلّاه، ذاكراً ربّه، مستغفراً ذنبه، فلمّا سلّم عليه أجابه وتبسّم في وجهه كأنّه عرف القضيّة، ووقف على الأسرار المخفيّة، فسئل عنه ما سئل عنه في الرؤيا، فعلمه من حينه عين ذاك الدعاء، فدعا به في قليل من الزمان، فصبت عليه الدنيا من كلّ ناحية ومكان، وكان شيخنا دام ظلّه يثنى على السيّد السند ثناءً بليغاً، وقد أدركه في أواخر عمره، وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيّد (قدّس سرّه) في اليقظة والمنام فثلاثة أوراد:
الأوّل: أن يذكر عقيب الفجر سبعين مرّة يا فَتَّاحُ، واضعاً يده على صدره، قلت: قال الكفعمي (رحمه الله) في مصباحه: من ذكره كذلك أذهب الله تعالى عن قلبه الحجاب.
الثاني: ما رواه الكليني عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: أبطأ رجل من أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عنه، ثمّ أتاه فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
ما أبطأ بك عنّا؟ فقال: السقم والفقر.
فقال: أفلا اُعلّمك دعاء يذهب الله عنك بالفقر والسقم؟
قال: بلى؛ يا رسول الله. فقال: قل:
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله [الْعَلِيِّ الْعَظيمِ]، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذي لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ [صاحِبَةً وَلا] وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.
قال: فما لبث أن عاد إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله، قد أذهب الله عنّي السقم والفقر.
الثالث: ما رواه ابن فهد في عدّة الداعي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
من قال دبر صلاة الغداة هذا الكلام كلّ يوم، لم يلتمس من الله تعالى حاجة إلّا تيّسرت له، وكفاه الله ما أهمّه:
بِسْمِ الله وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاُفَوِّضُ أَمْري إِلَى الله، إِنَّ الله بَصيرٌ بِالْعِبادِ، فَوَقيهُ الله سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله، وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ، ما شاءَ الله لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، ما شاءَ الله لا ما شاءَ النَّاسُ، ما شاءَ الله وإِنْ كَرِهَ النَّاسُ.
حَسبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبينَ، حَسْبِيَ الْخالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقينَ، حَسْبِيَ الله رَبُّ الْعالَمينَ، حَسْبي مَنْ هُوَ حَسْبي، حَسْبي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبي، حَسْبي مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ [لَمْ يَزَلْ]حَسْبي، حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ.
وهذه الأوراد ممّا ينبغي المواظبة عليها، فقد صدّقتها الدراية والرواية والخبر(307).
25) الدعاء للفرج بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر في الجمعة وغيرها
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
من قال بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر في الجمعة (وغيرها): اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، لم يمت حتّى يدرك القائم المهديّ (عليه السلام)(308).
26) الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه في تعقيب صلاة الظهر
قال في فلاح السائل: ومن المهمّات عقيب صلاة الظهر، الاقتداء بالصادق (عليه السلام) في الدعاء للمهديّ (عليه السلام) الّذي بشّر به محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اُمّته في صحيح الروايات، ووعدهم أنّه يظهر في آخر الأوقات كما رواه محمّد بن رهبان الدبيلي قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور القمي قال:
حدّثنا أبي عن أبيه محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين السكّري، عن عباد بن محمّد المدايني قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه إلى السماء ويقول:
أَيْ(309) سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، أَيْ جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ(310)، أَيْ بارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ، أَيْ باعِثُ، أَيْ وارِثُ، أَيْ سَيِّدَ السَّادَةِ(311)، أَيْ إِلهَ الْآلِهَةِ، أَيْ جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ، أَيْ مَلِكَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، أَيْ رَبَّ الْأَرْبابِ، أَيْ مَلِكَ الْمُلُوكِ، أَيْ بَطَّاشُ، أَيْ ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، أَيْ فَعَّالاً لِما يُريدُ، أَيْ مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَنْفاسِ وَنَقْلِ الْأَقْدامِ، أَيْ مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلانِيَةٌ، أَيْ مُبْدِئُ، أَيْ مُعيدُ.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ بِفِكاكِ(312) رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ(313) الدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، وَأَمينِكَ في خَلْقِكَ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَعْدَهُ.
اللّهم أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ وَصَبِّرْهُمْ(314)، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(315).
قلت: أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال:
دعوت لنور آل محمّد (عليهم السلام) وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم.
قلت: متى يكون خروجه جعلني الله فداك؟
قال: إذا شاء من له الخلق والأمر.
قلت: فله علامة قبل ذلك؟
قال: نعم علامات شتّى.
قلت: مثل ماذا؟
قال (عليه السلام): خروج راية(316) من المشرق، وراية من المغرب، وفتنة تظلّ أهل الزوراء وخروج رجل من ولد عمّى زيد باليمن، وانتهاب ستارة البيت(317)، ويفعل الله ما يشاء(318).
قال في مكيال المكارم: يستفاد من الدعاء المذكور اُمور:
الأوّل: استحباب الدعاء في حقّ الحجّة (عليه السلام)، ومسألة تعجيل فرجه بعد صلاة الظهر.
الثاني: استحباب رفع اليدين حال الدعاء له (عليه السلام).
الثالث: استحباب الاستشفاع بهم، والمسألة بحقّهم، قبل طلب الحاجة.
الرابع: استحباب تقديم التحميد والثناء على الله (عزَّ وجلَّ).
الخامس: استحباب تقديم الصلاة على محمّد وآله (عليهم السلام) على طلب الحاجة.
السادس: تطهير النفس من الذنوب بالاستغفار ونحوه، ليكون نقيّاً مستعدّاً للإجابة، يدلّ على ذلك طلبه المغفرة، وفكاك الرقبة من النار.
السابع: أنّ المراد بالوليّ المطلق في ألسنتهم ودعواتهم هو مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).
الثامن: استحباب الدعاء في حقّ أصحابه وأنصاره.
التاسع: كون الإمام شاهداً على أعمال العباد، مبصراً لهم ولأفعالهم في كلّ حال، يدلّ عليه قوله: وعينك في عبادك.
العاشر: أنّ من ألقاب مولانا الحجّة (عليه السلام): نور آل محمّد، وقد ورد في الروايات ما يشهد لذلك، وقد ذكر المحقّق النوريّ (رحمه الله) بعضها في كتابه المسمّى بالنجم الثاقب.
الحادي عشر: كونه (عليه السلام) أفضل من سائر الأئمّة (عليهم السلام) بعد أمير المؤمنين والحسنين صلوات الله عليهم أجمعين، ويؤيّده بعض الروايات أيضاً.
الثاني عشر: أنّ الله عزّ اسمه قد ادّخره وأخّره للانتقام من أعدائه وأعداء رسوله والروايات بذلك متواترة.
الثالث عشر: أنّ زمان ظهوره من الاُمور الخفيّة الّتي اقتضت المصلحة الإلهيّة إخفائها، وقد تواترت الروايات في ذلك أيضاً.
الرابع عشر: أنّ تلك العلامات المذكورة ليست من العلائم المحتمومة لقوله (عليه السلام) في آخر الكلام: ويفعل الله ما يشاء(319).
27) الدعاء له صلوات الله عليه بعد صلاة العصر
قال في فلاح السائل: ومن المهمّات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الدعاء لمولانا المهديّ صلوات الله وسلامه وبركاته على محمّد جدّه، وبلّغ ذلك إليه، كما رواه محمّد بن بشير الأزدي قال: حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور القمي، عن أبيه محمّد بن جمهور، عن يحيى بن الفضل النوفلي قال:
دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) ببغداد حين فرغ من صلاة العصر فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول:
أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، إِلَيْكَ(320) زِيادَةُ الْأَشْياءِ وَنُقْصانُها، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ، وَلا حاجَةٍ إِلَيْهِمْ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مِنْكَ الْمَشِيَّةُ وإِلَيْكَ الْبَدْءُ.
أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، قَبْلَ الْقَبْلِ وَخالِقُ الْقَبْلِ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بَعْدَ الْبَعْدِ وَخالِقُ الْبَعْدِ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ اُمُّ الْكِتابِ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، غايَةُ كُلِّ شيء وَوارِثُهُ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لا يَعْزُبُ(321) عَنْكَ الدَّقيقُ وَلَا الْجَليلُ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لا يَخْفى عَلَيْكَ اللُّغاتُ، وَلا تَتَشابَهُ عَلَيْكَ الْأَصْواتُ.
كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ في شَأْنٍ، لا يَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ، عالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفى، دَيَّانُ الدّينِ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ، باعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، مُحْيِ الْعِظامِ وَهِيَ رَميمٌ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ، اَلْحَيِّ الْقَيُّومِ، اَلَّذي لا يَخيبُ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَنْجِزْ لَهُ ما وَعَدْتَهُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
قال: قلت: مَن المدعوّ له؟ قال:
ذلك المهديّ من آل محمّد (عليهم السلام).
قال: بأبي المنبدح (المنفدح) البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللّون، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر اللّيل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً، بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر الله.
قلت: متى خروجه؟
قال: إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات والصراة ودجلة، وهدم قنطرة الكوفة، وإحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ الله يفعل ما يشاء لا غالب لأمر الله ولا معقّب لحكمه(322).
قال في البحار: بيان: غاية كلّ شيء أي نهايته، إمّا لانتهاء علل الأشياء إليه تعالى، أو لأنّه لمّا كان موجوداً بعد فناء كلّ شيء فكأنّه غايته، فانتهى امتداد وجوده إليه.
ووارثه أي الباقي بعده، قال في النهاية في أسماء الله تعالى: الوارث هو الّذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم، وفي القاموس: العزوب الغيبة يعزب ويعزب والذهاب، وقال البيضاوي في قوله سبحانه وتعالى: «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ»(323) كلّ وقت يحدث أشخاصاً، ويجدّد أحوالاً على ما سبق به قضاؤه، وفي الحديث من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرّج كرباً، ويرفع قوماً ويضع آخرين، وهو ردّ لقول اليهود: إنّ الله لا يقضي يوم السبت.
عالم الغيب أي ما غاب عن الحواسّ، وأخفى أي ما غاب عن العقول أيضاً وقال الفيروز آبادي: الدين بالكسر: الجزاء والإسلام والعادة، والعبادة والطاعة والذلّ والحساب والقهر والغلبة والاستعلاء والسلطان والملك، وإسم لجميع ما يتعبّد الله به، والديان القهّار، والقاضي والحاكم والمحاسب والمجازي لا يضيع عملاً.
قوله (عليه السلام): الحيّ القيّوم يحتمل أن يكون الإسم مقحماً هنا فتجري الأوصاف كلّها على الذات الأقدس، أو يكون توصيف الإسم بهما على المجاز، لاتّصاف مسمّاه بهما، وكون الحيّ القيّوم عطف بيان للإسم بعيد، والمنتدح: المتّسع، وفي القاموس: الصراة نهر بالعراق(324).
28) الدّعاء للقائم أرواحنا فداه بعد كلّ صلاة
عن الصادق (عليه السلام) أنّه اُمر المؤمنون بأن يدعوا للقائم (عليه السلام) بعد كلّ صلاة بهذه العبارة:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَامْدُدْ لِلْقائِمَ في عُمْرِهِ، وَزِدْ لَهُ في أَجَلِهِ، وَانْشُرْ عَلَيْهِ رَحْمَتَكَ، وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِهِ مَنْ سَواهُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(325).
29) الدعاء له أرواحنا فداه بعد كلّ فريضة
في كتاب جمال الصالحين عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
إنّ من حقوقنا على شيعتنا أن يضعوا بعد كلّ فريضة أيديهم على أذقانهم ويقولوا ثلاث مرّات:
يا رَبَّ مُحَمَّدٍ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ إِحْفَظْ غَيْبَةَ مُحَمَّدٍ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ إِنْتَقِمْ لِابْنَةِ مُحَمَّدٍ (عليهما السلام)(326).
30) الدعاء له أرواحنا فداه بعد الصلاة المكتوبة
قال أبو جعفر الثاني (عليه السلام):
إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:
رَضيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالْإِسْلامِ ديناً، وَبِالْقُرْآنِ كِتاباً(327)، وَبِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نَبِيّاً، وَبِعَلِيٍّ وَلِيّاً، وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَئِمَّةً.
اللّهم وَلِيُّكَ الْحُجَّةُ فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَامْدُدْ لَهُ في عُمْرِهِ، وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ بِأَمْرِكَ، اَلْمُنْتَصِرَ لِدينِكَ، وَأَرِهِ ما يُحِبُّ وَتَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ في نَفْسِهِ وَفي ذُرِّيَّتِهِ، وَأَهْلِهِ وَمالِهِ، وَفي شيعَتِهِ وَفي عَدُوِّهِ، وَأَرِهِمْ مِنْهُ ما يَحْذَرُونَ، وَأَرِهِ فيهِمْ ما يُحِبُّ(328) وَتَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَاشْفِ بِهِ صُدُورَنا وَصُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ(329).
وهذا الحديث يدلّ على تأكّد الدعاء لفرج مولانا الحجّة صلوات الله عليه، بعد كلّ صلاة مكتوبة(330).
31) دعاء يقرأ بعد الصلاة لا يتحقّق مضمونها إلاّ في عصر الظهور
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
إنّ من حقّنا على أوليائنا وأشياعنا، أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته، حتّى يدعو بهذا الدّعاء، وهو:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ(331) الْعَظيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ صَلاةً تامَّةً دائِمَةً، وَأَنْ تَدْخُلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمُحِبّيهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ، حَيْثُ كانُوا في سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ، أَوْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، مِنْ بَرَكَةِ دُعائي ما تُقِرُّ بِهِ عُيُونَهُمْ.
إِحْفَظْ يا مَوْلايَ الْغائِبينَ مِنْهُمْ، وَارْدُدْهُمْ إِلى أَهاليهِمْ سالِمينَ، وَنَفِّسْ عَنِ الْمَهْمُومينَ، وَفَرِّجْ عَنِ الْمَكْرُوبينَ، وَاكْسُ الْعارينَ، وَأَشْبِعِ الْجائِعينَ، وَارْوِ الظَّامِئينَ، وَاقْضِ دَيْنَ الْغارِمينَ(332)، وَزَوِّجِ الْعازِبينَ، وَاشْفِ [مَرْضَى الْمُسْلِمينَ(333)]، وَأَدْخِلْ عَلَى الْأَمْواتِ ما تُقِرُّ بِهِ عُيُونَهُمْ، وَانْصُرِ الْمَظْلُومينَ مِنْ أَوْلِياءِ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ)، وَاطْفِ نائِرَةَ(334) الْمُخالِفينَ.
اللّهم وَضاعِفْ لَعْنَتَكَ(335) وَبَأْسَكَ وَنَكالَكَ وَعَذابَكَ عَلَى اللَّذَيْنِ كَفَرا نِعْمَتَكَ، وَخَوَّفا(336) رَسُولَكَ، وَاتَّهَما نَبِيَّكَ وَبايَناهُ(337)، وَحَلّا عَقْدَهُ في وَصْيِّهِ، وَنَبَذا عَهْدَهُ في خَليفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَادَّعَيا مَقامَهُ، وَغَيَّرا أَحْكامَهُ، وَبدَّلا سُنَّتَهُ، وَقَلَّبا دينَهُ، وَصَغَّرا قَدْرَ حُجَجِكَ(338)، وَبَدَءا بِظُلْمِهِمْ، وَطَرَّقا طَريقَ الْغَدَرِ عَلَيْهِمْ، وَالْخِلافِ عَنْ أَمْرِهِمْ، وَالْقَتْلِ لَهُمْ، وَإِرْهاجِ(339) الْحُرُوبِ عَلَيْهِمْ، وَمَنَعا خَليفَتَكَ مِنْ سَدِّ الثُّلَّمِ، وَتَقْويمِ الْعِوَجِ، وَتَثْقيفِ الْأَوَدِ(340)، وَإِمْضاءِ الْأَحْكامِ، وَإِظْهارِ دينِ الْإِسْلامِ، وَإِقامَةِ حُدُودِ الْقُرْآنِ.
اللّهم الْعَنْهُما وَابْنَتَيْهِما، وَكُلَّ مَنْ مالَ مِيْلَهُمْ، وَحَذا حَذْوَهُمْ، وَسَلَكَ طَريقَتَهُمْ، وَتَصْدُرَ(341) بِبِدْعَتِهِمْ، لَعْناً لا يَخْطُرُ عَلى بالٍ، وَيَسْتَعيذَ مِنْهُ أَهْلُ النَّارِ. إِلْعَنِ اللّهم مَنْ دانَ بِقَوْلِهِمْ، وَاتَّبَعَ أَمْرَهُمْ، وَدَعا إِلى وِلايَتِهِمْ، وَشَكَّ في كُفْرِهِمْ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ. ثمّ ادع بما شئت(342).
32) دعاء منقول عنه صلوات الله عليه في رفع الحوائج
قال السيّد الأجلّ الميرداماد (رحمه الله): مرويّ عن صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه؛ من كانت له حاجة عظيمة، فعليه قراءة هذا الدعاء بعد صلواته اليوميّة اُسبوعاً كاملة، فيستجاب دعائه يقيناً.
إِلهي بِحَقِّ الْخَمْسَةِ رَسُولِكَ، وَعَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِكَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ رَسُولِكَ، وَبِعِزَّةِ جَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لي مِمَّا أَنَا فيهِ فَرَجاً وَمَخْرَجاً، بِرَحْمَتِكَ الَّتي لا تَضيقُ مِنْ شيء، وَبِقُدْرَتِكَ الَّتي لا يَتَلَكَّأُ مِنْ إِجابَتِها شيء فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ تَضايُقي تَنْفَرجي، حين قوله تضايقي ينضمّ أصابعه، وحين قوله تنفرجي يفتحها ثلاث مرّات ويقول:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ. اللّهم إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ. اللّهم كُفَّ عَنّي بَأْسَ الَّذينَ كَفَرُوا، فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكيلاً.
للمداومة على هذا الدعاء لكلّ أمر صعب بعد الصلاة أو أيّ وقت شاء الداعي أثر كلّي، ويصل إلى حاجته بسهولة(343).
33) دعاءٌ يقرأ في تعقيب الفرائض يوجب التشرّف
روي أنّ من دعا بهذا الدعاء عقيب كلّ فريضة، وواظب على ذلك، عاش حتّى يملّ الحياة، ويتشرّف بلقاء صاحب الأمر (عجّل الله فرجه)، وهو:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللّهم إنَّ رَسُولَكَ الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ قالَ إِنَّكَ قُلْتَ ما تَرَدَّدْتُ في شيء أَنَا فاعِلُهُ كَتَرَدُّدي في قَبْضِ رُوحِ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ.
اللّهم فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ لِوَلِيِّكَ الْفَرَجَ، وَالنَّصْرَ وَالْعافِيَةَ، وَلا تَسُؤْني في نَفْسي(344)، وَلا في فُلانٍ.
قال: وتذكر من شئت(345).
قال في مكيال المكارم: بيان: قوله: ما تردّدت في شيء أنا فاعله... إلخ، فقد ورد مثله في روايات عديدة مرويّة في اُصول الكافي وغيره.
قال الشيخ البهائيّ (رحمه الله) في شرح الأربعين: ما تضمّنه هذا الحديث من نسبة التردّد إليه سبحانه يحتاج إلى التأويل، وفيه وجوه:
الأوّل: أنّ في الكلام إضماراً، والتقدير: لو جاز عليّ التردّد ما تردّدت في شيء كتردّدي في وفاة المؤمن.
الثاني: أنّه لمّا جرت العادة بأن يتردّد الشخص في مساءة من يحترمه، ويوقّره كالصديق الوفيّ، والخلّ الصفّي، وأن لا يتردّد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة، كالعدوّ والحيّة والعقرب، بل إذا خطر بالبال مساءته، أوقعها من غير تردّد ولا تأمّل، صحّ أن يعبّر بالتردّد والتأمّل في مساءة الشخص عن توقيره واحترامه وبعدمهما عن إذلاله واحتقاره.
قوله سبحانه: ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في وفاة المؤمن، المراد به - والله أعلم - ليس لشيء من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته، فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيليّة.
الثالث: أنّه قد ورد في الحديث من طرق الخاصّة والعامّة: أنّ الله سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللّطف والكرامة والبشارة بالجنّة ما يزيل عنه كراهة الموت، ويوجب رغبته في الانتقال إلى دار القرار، فيقلّ تأذّيه به، ويصير راضياً بنزوله، راغباً في حصوله، فاشتبهت هذه المعاملة، معاملة من يريد أن يؤلم حبيبه لما يتعقّبه نفع عظيم، فهو يتردّد في أنّه كيف يوصل ذلك الألم إليه على وجه يقلّ تأذّيه به، فلايزال يظهر له ما يرغّبه فيما يتعقّبه من الله من اللذّة الجسميّة، والراحة العظيمة إلى أن يتلقّاه بالقبول، ويعده من الغنائم المؤدّية إلى إدراك المأمول، إنتهى كلامه، رفع مقامه(346).
34) دعاء الرؤية
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
من قرأ بعد كلّ فريضة هذا الدعاء، فإنّه يرى الإمام م ح م د بن الحسن عليه وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام.
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم بَلِّغْ مَوْلانا(347) صاحِبَ الزَّمانِ، أَيْنَما كانَ وَحَيْثُما كانَ، مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها، عَنّي وَعَنْ والِدَيَّ، وَعَنْ وُلْدي وإِخْوانِي التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ عَدَدَ خَلْقِ الله، وَزِنَةَ عَرْشِ الله، وَما أَحْصاهُ كِتابُهُ، وَأَحاطَ عِلْمُهُ.
اللّهم إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبْيحَةِ هذَا الْيَوْمِ، وَما عِشْتُ فيهِ مِنْ أَيَّامِ حَياتي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ. اللّهم اجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ(348) وَنُصَّارِهِ الذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ وَنَواهيهِ في أَيَّامِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
اللّهم فَإِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ، اَلَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَأَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَني، شاهِراً سَيْفي، مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي.
اللّهم أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ وَالْغُرَّةَ(349) الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ بَصَري بِنَظْرَةٍ مِنّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ. اللّهم اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ ظَهْرَهُ، وَطَوِّلْ عُمْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّهم بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ»(350)، فَأَظْهِرِ اللّهم لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، اَلْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى لا يَظْفَرَ بِشيء مِنَ الْباطِلِ إِلّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الله الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيُحَقِّقَهُ.
اللّهم اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ(351) الْاُمَّةِ بِظُهُورِهِ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً، وَنَراهُ قَريباً، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ(352).
35) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عقيب الركعتين الاُوليين من صلاة الليل
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله): يستحبّ أن يدعو(353) عقيب هاتين الرّكعتين بهذا الدعاء:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلينَ وَمُنْتَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبينَ، أَدْعُوكَ وَلَمْ يُدْعَ مِثْلُكَ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ وَلَمْ يُرْغَبْ إِلى مِثْلِكَ، أَنْتَ مُجيبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.
أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ الْمَسائِلِ وَأَنْجَحِها وَأَعْظَمِها، يا الله يا رَحْمانُ يا رَحيمُ وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى، وَأَمْثالِكَ الْعُلْيا، وَنِعَمِكَ الَّتي لا تُحْصى. وَبِأَكْرَمِ أَسْمائِكَ عَلَيْكَ، وَأَحَبِّها إِلَيْكَ، وَأَقْرَبِها مِنْكَ وَسيلَةً، وَأَشْرَفِها عِنْدَكَ مَنْزِلَةً، وأَجْزَلِها لَدَيْكَ ثَواباً، وَأَسْرَعِها فِي الْاُمُورِ إِجابَةً، وَبِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْأَكْبَرِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْأَكْرَمِ، اَلَّذي تُحِبُّهُ وَتَهْواهُ، وَتَرْضى بِهِ عَمَّنْ دَعاكَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ لا تَحْرِمَ سائِلَكَ وَلا تَرُدَّهُ.
وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتُكَ، وَأَنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ، وَأَهْلُ طاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَتُعَجِّلَ خِزْيَ أَعْدائِهِ، وتدعو بما تحبّ(354).
قال في مكيال المكارم: وجدت في كتاب جمال الصالحين زيادة في هذا الدعاء، وهي هذه: وَتَجْعَلَنا مِنْ أَصْحابِهِ وَأَنْصارِهِ، وَتَرْزُقَنا بِهِ رَجاءَنا، وَتَسْتَجيبَ بِهِ دُعاءَنا(355).
قال الكفعمي (رحمه الله): ويستحبّ أن يدعو بهذا الدعاء بعد كلّ ركعتين من صلاة اللّيل(356)، كما قاله الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح(357).
36) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الركعة الرابعة من صلاة الليل
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مصباح المتهجّد: تسجد سجدتي(358) الشّكر بعد الركعة الرابعة من صلاة الليل، فتقول فيهما(359) مائة مرّة: ما شاءَ الله، ما شاءَ الله، ثمّ تقول عقيب ذلك:
يا رَبِّ، أَنْتَ الله، ما شِئْتَ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ(360) مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ لي فيما تَشاءُ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتَجْعَلَ فَرَجي وَفَرَجَ إِخْواني مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وَتَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا، وتدعو بما تحبّ(361).
أقول: ونذكر بعض تعقيبات الصلوات في يوم الجمعة في الباب الثالث في أدعية الاُسبوع.

(3) - في أدعية الاُسبوع

37) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في يوم الخميس
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) في جمال الاُسبوع: من وظائف يوم الخميس أنّه يستحبّ أن يصلّي فيه الإنسان على النّبيّ صلوات الله عليه وعلى آله ألف مرّة، ويستحبّ أن يقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(362).
38) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في عصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مصباح المتهجّد: يستحبّ الاستكثار فيه من بعد صلاة العصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة، من الصّلاة على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ.
وإن قال ذلك مائة مرّة كان له فضل كثير(363).(364)
قال الكفعمي (رحمه الله): يستحبّ أن يقرأ في يوم الخميس القدر ألفاً ويصلّي على النّبي وآله كذلك فيقول ما ذكرناه(365).
39) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في ليلة الجمعة
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمة الله عليه في كتاب مختصر المصباح عند ذكر وظائف ليلة الجمعة: وتقول في الصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ، مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، إمّا مائة مرّة، أو ما تمكّن منه(366).
حكاية دعاء العلويّ المصريّ
قال السيّد الجليل رضيّ الدين عليّ بن طاووس في مهج الدعوات: وجدت في مجلّد عتيق ذكر كاتبه أنّ اسمه الحسين بن عليّ بن هند، وأنّه كتب في شوّال سنة ستّ وتسعين وثلاث مائة دعاء العلويّ المصريّ ممّا هذا لفظه وإسناده:
دعاء علّمه سيّدنا المؤمّل صلوات الله عليه رجلاً من شيعته وأهله في المنام، وكان مظلوماً ففرّج الله عنه، وقتل عدوّه.
حدّثني أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلويّ العريضيّ بحرّان، قال: حدّثني محمّد بن عليّ العلويّ الحسينيّ، وكان يسكن بمصر قال:
دهمني أمر عظيم، وهمّ شديد، من قبل صاحب مصر، فخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون، فخرجت من مصر حاجّاً، وصرت من الحجاز إلى العراق، فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما عائذاً به، ولائذاً بقبره ومستجيراً به، من سطوة من كنت أخافه، فأقمت بالحائر خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرّع ليلي ونهاري.
فتراءى(367) لي قيّم الزمان ووليّ الرحمان (عليه السلام)، وأنا بين النائم واليقظان، فقال لي: يقول لك الحسين: يا بنيّ خفت فلاناً؟ فقلت: نعم أراد هلاكي، فلجأت إلى سيّدي (عليه السلام) أشكو إليه عظيم ما أراد بي.
فقال (عليه السلام): هلّا دعوت الله ربّك وربّ آبائك بالأدعية الّتي دعا بها ما سلف من الأنبياء (عليهم السلام) فقد كانوا في شدّة فكشف الله عنهم ذلك؟ قلت: وما ذا أدعوه؟
فقال (عليه السلام): إذا كان ليلة الجمعة، فاغتسل وصلّ صلاة الليل، فإذا سجدت سجدة الشكر، دعوت بهذا الدعاء، وأنت بارك على ركبتيك، فذكر لي دعاء، قال: ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النائم واليقظان، قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ هذا القول والدعاء حتّى حفظته، وانقطع عنّي مجيئه ليلة الجمعة.
فاغتسلت وغيّرت ثيابي، وتطيّبت وصلّيت صلاة الليل، وسجدت سجدة الشكر، وجثوت على ركبتي، ودعوت الله جلّ وتعالى بهذا الدعاء، فأتاني ليلة السبت فقال لي: قد اُجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك عند فراغك من الدعاء عند(368) من وشى بك إليه.
قال: فلمّا أصبحت ودّعت سيّدي، وخرجت متوجّهاً إلى مصر، فلمّا بلغت الاُردن وأنا متوجّه إلى مصر، رأيت رجلاً من جيراني بمصر وكان مؤمناً، فحدّثني أنّ خصمك قبض عليه أحمد بن طولون، فأمر به فأصبح مذبوحاً من قفاه.
قال: وذلك في ليلة الجمعة، وأمر به فطرح في النيل، وكان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا وإخواننا الشيعة أنّ ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي صلوات الله عليه(369).
ثمّ ذكر له طريقاً آخر عن أبي الحسن عليّ بن حمّاد المصري قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمّد العلويّ قال: حدّثني محمّد بن عليّ العلويّ الحسينيّ المصريّ قال: أصابني غمّ شديد، ودهمني أمر عظيم، من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشية لم أر لنفسي منها مخلصاً.
فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذاً بهم، وعائذاً بقبورهم، ومستجيراً من عظيم سطوة من كنت أخافه، وأقمت بها خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرّع ليلاً ونهاراً، فتراءى لي قائم الزمان ووليّ الرحمان عليه وعلى آبائه أفضل التحيّة والسّلام، فأتاني بين النائم واليقظان، فقال: يا بنيّ، خفت فلاناً؟
فقلت: نعم، أرادني بكَيْت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي (عليهم السلام) أشكو إليهم ليخلّصوني منه.
فقال لي: هلّا دعوت الله ربّك وربّ آبائك بالأدعية الّتي دعا بها أجدادي الأنبياء صلوات الله عليهم، حيث كانوا في الشدّة فكشف الله (عزَّ وجلَّ) عنهم ذلك؟ قلت: وبما ذا دعوه به لأدعوه به؟
قال (عليه السلام): إذا كان ليلة الجمعة فقم فاغتسل، وصلّ صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك، وادع بهذا الدعاء مبتهلاً.
قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات، يكرّر عليَّ القول وهذا الدعاء حتّى حفظته، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّيت ما وجب عليّ من صلاة الليل، وجثوت على ركبتي، فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء، فأتاني (عليه السلام) ليلة السبت، كهيئته الّتي يأتيني.
فقال لي: قد اُجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك، وأهلكه الله (عزَّ وجلَّ) عند فراغك من الدعاء.
قال: فلمّا أصبحت لم يكن لي همة غير وداع ساداتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الّذي هربت منه، فلمّا بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأنّ الرجل الّذي هربت منه، جمع قوماً واتّخذ لهم دعوة، فأكلوا وشربوا وتفرّق القوم ونام هو وغلمانه في المكان، فأصبح الناس ولم يسمع له حسٌّ، فكشف عنه الغطاء، فإذا به مذبوحاً من قفاه، ودماؤه تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك؟ ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل.
فلمّا وافيت إلى المنزل، وسألت عنه وفي أيِّ وقت كان قتله، فإذا هو عند فراغي من الدعاء(370). وهذا الدّعاء:
40) دعاء العلويّ المصريّ للإمام المهديّ أرواحنا فداه يقرأ في الشدائد
رَبِّ مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ، وَمَنْ ذَا الَّذي ناجاكَ فَخَيَّبْتَهُ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَبْعَدْتَهُ.
وَرَبِّ هذا فِرْعَوْنُ ذُوا الْأَوْتادِ، مَعَ عِنادِهِ وَكُفْرِهِ وَعُتُوِّهِ وَإِذْعانِهِ الرُّبُوبِيَّةَ لِنَفْسِهِ، وَعِلْمِكَ بِأَنَّهُ لا يَتُوبُ، وَلا يَرْجِعُ وَلا يَئُوبُ، وَلا يُؤْمِنُ وَلا يَخْشَعُ، اِسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَعْطَيْتَهُ سُؤْلَهُ، كَرَماً مِنْكَ وَجُوداً، وَقِلَّةَ مِقْدارٍ لِما سَأَلَكَ عِنْدَكَ، مَعَ عِظَمِهِ عِنْدَهُ، أَخْذاً بِحُجَّتِكَ عَلَيْهِ، وَتَأْكيداً لَها حينَ فَجَرَ وَكَفَرَ، وَاسْتَطالَ عَلى قَوْمِهِ وَتَجَبَّرَ، وَبِكُفْرِهِ عَلَيْهِمُ افْتَخَرَ، وَبِظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ تَكَبَّرَ، وَبِحِلْمِكَ عَنْهُ اسْتَكْبَرَ، فَكَتَبَ وَحَكَمَ عَلى نَفْسِهِ جُرْأَةً مِنْهُ، أَنَّ جَزاءَ مِثْلِهِ أَنْ يُغْرَقَ فِي الْبَحْرِ، فَجَزَيْتَهُ بِما حَكَمَ بِهِ عَلى نَفْسِهِ.
إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ، اِبْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ، مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله خالِقي، لا إِلهَ لي غَيْرُكَ، وَلا رَبَّ لي سِواكَ، مُوقِنٌ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله رَبّي، وَإِلَيْكَ مَرَدّي وَإِيابي، عالِمٌ بِأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، وَلا رادَّ لِقَضائِكَ، وَأَنَّكَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، لَمْ تَكُنْ مِنْ شيء، وَلَمْ تَبِنْ عَنْ شيء، كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شيء، وَأَنْتَ الكائِنُ بَعْدَ كُلِّ شيء، وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شيء، خَلَقْتَ كُلَّ شيء بِتَقْديرٍ، وَأَنْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَذلِكَ كُنْتَ وَتَكُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، وَلا تُوصَفُ بِالْأَوْهامِ، وَلا تُدْرَكُ بِالْحَواسِّ، وَلا تُقاسُ بِالْمِقْياسِ، وَلا تُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبيدُكَ وَإِماؤُكَ، أَنْتَ الرَّبُّ وَنَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ، وَأَنْتَ الْخالِقُ وَنَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ، وَأَنْتَ الرَّازِقُ وَنَحْنُ الْمَرْزُوقُونَ.
فَلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهي، إِذْ خَلَقْتَني بَشَراً سَوِيّاً، وَجَعَلْتَني غَنِيّاً مَكْفِيّاً، بَعْدَ ما كُنْتُ طِفْلاً صَبِيّاً، تَقُوتُني مِنَ الثَّدْيِ لَبَناً مَريئاً، وَغَذَّيْتَني غَذاءً طَيِّباً هَنيئاً، وَجَعَلْتَني ذَكَراً مِثالاً سَوِيّاً.
فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً إِنْ عُدَّ لَمْ يُحْصَ، وإِنْ وُضِعَ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ شيء، حَمْداً يَفُوقُ عَلى جَميعِ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَيَعْلُو عَلى حَمْدِ كُلِّ شيء، وَيَفْخُمُ وَيَعْظُمُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَكُلَّما حَمِدَ الله شيء.
وَالْحَمْدُ للهِ كَما يُحِبُّ الله أَنْ يُحْمَدَ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ ما خَلَقَ، وزِنَةَ ما خَلَقَ، وزِنَةَ أَجَلِّ ما خَلَقَ، وَبِوَزْنِ أَخَفِّ ما خَلَقَ، وَبِعَدَدِ أَصْغَرِ ما خَلَقَ.
وَالْحَمْدُ للهِ حَتَّى يَرْضى رَبُّنا وَبَعْدَ الرِّضا، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَغْفِرَ لي ذَنْبي، وَأَنْ يَحْمَدَ لي أَمْري، وَيَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.
إِلهي وإِنّي أَنَا أَدْعُوكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ صَفْوَتُكَ أَبُونا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُوَ مُسيء ظالِمٌ حينَ أَصابَ الْخَطيئَةَ، فَغَفَرْتَ لَهُ خَطيئَتَهُ، وَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي خَطيئَتي وَتَرْضى عَنّي، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنّي فَاعْفُ عَنّي، فَإِنّي مُسيء ظالِمٌ خاطِئٌ عاصٍ، وَقَدْ يَعْفُو السَّيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ، وَلَيْسَ بِراضٍ عَنْهُ، وَأَنْ تُرْضِيَ عَنّي خَلْقَكَ، وَتُميطَ عَنّي حَقَّكَ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِدْريسُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَجَعَلْتَهُ صِدّيقاً نَبِيّاً، وَرَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِيّاً، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ مَآبي إِلى جَنَّتِكَ، وَمَحَلّي في رَحْمَتِكَ، وَتُسْكِنَني فيها بِعَفْوِكَ، وَتُزَوِّجَني مِنْ حُورِها، بِقُدْرَتِكَ يا قَديرُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ نُوحٌ، إِذْ نادى رَبَّهُ «أَنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ»(371)، وَنَجَّيْتَهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ ظُلْمِ مَنْ يُريدُ ظُلْمي، وَتَكُفَّ عَنّي بَأْسَ مَنْ يُريدُ هَضْمي، وَتَكْفِيَني شَرَّ كُلِّ سُلْطانٍ جائِرٍ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ، وَمُستَخِفٍّ قادِرٍ، وَجَبَّارٍ عَنيدٍ، وَكُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ، وإِنْسِيٍّ شَديدٍ، وَكَيْدِ كُلِّ مَكيدٍ، يا حَليمُ يا وَدُودُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ صالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْخَسْفِ، وَأَعْلَيْتَهُ عَلى عَدُوِّهِ، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخَلِّصَني مِنْ شَرِّ ما يُريدُني أَعْدائي بِهِ، وَسَعى بي حُسَّادي، وَتَكْفِيَنيهِمْ بِكِفايَتِكَ، وَتَتَوَلّاني بِوِلايَتِكَ، وَتَهْدِيَ قَلْبي بِهُداكَ، وَتُؤَيِّدَني بِتَقْواكَ، وَتُبَصِّرَني(372) بِما فيهِ رِضاكَ، وَتُغْنِيَني بِغِناكَ يا حَليمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَخَليلُكَ إِبْراهيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، حينَ أَرادَ نُمْرُودُ إِلْقائَهُ فِي النَّارِ، فَجَعَلْتَ لَهُ النَّارَ بَرْداً وَسَلاماً، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَرِّدَ عَنّي حَرَّ نارِكَ، وَتُطْفِئَ عَنّي لَهيبَها، وَتَكْفِيَني حَرَّها، وَتَجْعَلَ نائِرَةَ أَعْدائي في شِعارِهِمْ وَدِثارِهِمْ، وَتَرُدَّ كَيْدَهُمْ في نُحوُرِهِمْ، وَتُبارِكَ لي فيما أَعْطَيْتَنيهِ، كَما بارَكْتَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ الْحَميدُ الْمَجيدُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِالْاِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَجَعَلْتَهُ نَبِيّاً وَرَسُولاً، وَجَعَلْتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنْسَكاً وَمَسْكَناً وَمَأْوىً، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ(373)، وَقَرَّبْتَهُ رَحْمَةً مِنْكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْسَحَ لي في قَبْري، وَتَحُطَّ عَنّي وِزْري، وَتَشُدَّ لي أَزْري، وَتَغْفِرَ لي ذَنْبي، وَتَرْزُقَنِي التَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئاتِ، وَتَضاعُفِ الْحَسَناتِ، وَكَشْفِ الْبَلِيَّاتِ، وَرِبْحِ التِّجاراتِ، وَدَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعاياتِ، إِنَّكَ مُجيبُ الدَّعَواتِ، وَمُنْزِلُ الْبَرَكاتِ، وَقاضِى الْحاجاتِ، وَمُعْطِى الْخَيْراتِ، وَجَبَّارُ السَّماواتِ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ ابْنُ خَليلِكَ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلَّذي نَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ، وَفَدَيْتَهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ، وَقَلَّبْتَ لَهُ الْمِشْقَصَ حينَ(374) ناجاكَ مُوقِناً بِذَبْحِهِ، راضِياً بِأَمْرِ والِدِهِ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَلِيَّةٍ، وَتَصْرِفَ عَنّي كُلَّ ظُلْمَةٍ وَخيمَةٍ، وَتَكْفِيَني ما أَهَمَّني مِنْ اُمُورِ دُنْيايَ وَآخِرَتي، وَما اُحاذِرُهُ وَأَخْشاهُ، وَمِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعينَ، بِحَقِّ آلِ يس.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَنَجَّيْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَالْهَدْمِ وَالْمَثُلاتِ وَالشِّدَّةِ وَالْجُهْدِ، وَأَخْرَجْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما شُتِّتَ مِنْ شَمْلي، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي، وَتُصْلِحَ لي اُمُوري، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي، وَأَنْ تُجيرَني مِنَ النَّارِ، وَتَكْفِيَني شَرَّ الْأَشْرارِ بِالْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ، وَنُورِ الْأَنْوارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ، وَالصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَتَرْزُقَني مُجالَسَتَهُمْ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِمُرافَقَتِهِمْ، وَتُوَفِّقَ لي صُحْبَتَهُمْ، مَعَ أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَأَهْلِ طاعَتِكَ أَجْمَعينَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ وَالْكَرُّوبيّينَ.
إِلهي وَأَسْاَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي سَأَلَكَ بِهِ يَعْقُوبُ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، وَشُتِّتَ شَمْلُهُ (جَمْعُهُ)، وَفُقِدَ قُرَّةُ عَيْنِهِ ابْنُهُ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَأَقْرَرْتَ عَيْنَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما تَبَدَّدَ مِنْ أَمْري، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي، وَتُصْلِحَ شَأْني كُلَّهُ، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي، وَتُصْلِحَ لي أَفْعالي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ يا كَريمُ، يا ذَا الْمَعالي بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ باِسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَنَجَّيْتَهُ مِنْ غَيابَتِ الْجُبِّ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَكَفَيْتَهُ كَيْدَ إِخْوَتِهِ، وَجَعَلْتَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنّي كَيْدَ كُلِّ كائِدٍ، وَشَرَّ كُلِّ حاسِدٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ «وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً»(375)، وَضَرَبْتَ لَهُ طَريقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً، وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَني إِسْرائيلَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ، وَتُقَرِّبَني مِنْ عَفْوِكَ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنيني بِهِ عَنْ جَميعِ خَلْقِكَ، وَيَكُونُ لي بَلاغاً أَنالُ بِهِ مَغْفِرَتَكَ وَرِضْوانَكَ، يا وَلِيّي وَوَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ داوُودُ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبالَ، يُسَبِّحْنَ مَعَهُ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةٌ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ، وَشَدَدْتَ مُلْكَهُ، وَآتَيْتَهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ، وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَديدَ، وَعَلَّمْتَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَهُمْ، وَغَفَرْتَ ذَنْبَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَسْاَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لي جَميعَ اُمُوري، وَتُسَهِّلَ لي تَقْديري، وَتَرْزُقَني مَغْفِرَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَتَدْفَعَ عَنّي ظُلْمَ الظَّالِمينَ، وَكَيْدَ الْكائِدينَ، وَمَكْرَ الْماكِرينَ، وَسَطَواتِ الْفَراعِنَةِ الْجَبَّارينَ، وَحَسَدَ الْحاسِدينَ، يا أَمانَ الْخائِفينَ، وَجارَ الْمُسْتَجيرينَ، وَثِقَةَ الْواثِقينَ، وَذَريعَةَ الْمُؤْمِنينَ، وَرَجاءَ الْمُتَوَكِّلينَ، وَمُعْتَمَدَ الصَّالِحينَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
إِلهي وَأَسْاَلُكَ اللّهم بِالْإِسْمِ الَّذي سَأَلَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُودَ (عليهما السلام)، إِذْ قالَ «رَبِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلْكاً لا يَنْبَغي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»(376)، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَطَعْتَ لَهُ الْخَلْقَ، وَحَمَلْتَهُ عَلَى الرّيحِ، وَعَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الشَّياطينَ مِنْ كُلِّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ، وآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الْأَصْفادِ، هذا عَطاؤُكَ لا عَطاءُ غَيْرِكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَهْدِيَ لي قَلْبي، وَتَجْمَعَ لي لُبّي، وَتَكْفِيَني هَمّي، وَتُؤْمِنَ خَوْفي، وَتَفُكَّ أَسْري، وَتَشُدَّ أَزْري، وَتُمْهِلَني وَتُنَفِّسَني، وَتَسْتَجيبَ دُعائي، وَتَسْمَعَ نِدائي، وَلا تَجْعَلَ فِي النَّارِ مَأْوايَ، وَلَا الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمّي، وَأَنْ تُوَسِّعَ عَلَىَّ رِزْقي، وَتُحَسِّنَ خُلْقي، وَتُعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، فَإِنَّكَ سَيِّدي وَمَوْلايَ وَمُؤَمَّلي.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ اللّهم بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ، لَمَّا حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ بَعْدَ الصِّحَّةِ، وَنَزَلَ السَّقَمُ مِنْهُ مَنْزِلَ الْعافِيَةِ، وَالضّيقُ بَعْدَ السَّعَةِ وَالْقُدْرَةِ، فَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَرَدَدْتَ عَلَيْهِ أَهْلَهُ، وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ، حينَ ناداكَ، داعِياً لَكَ، راغِباً إِلَيْكَ، راجِياً لِفَضْلِكَ، شاكِياً إِلَيْكَ رَبِّ «إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ»(377) فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ ضُرّي، وَتُعافِيَني في نَفْسي وَأَهْلي وَمالي وَوَلَدي وَإِخْواني فيكَ، عافِيَةً باقِيَةً شافِيَةً كافِيَةً، وافِرَةً هادِيَةً نامِيَةً، مُسْتَغْنِيَةً عَنِ الْأَطِبَّاءِ وَالْأَدْوِيَةِ، وَتَجْعَلَها شِعاري وَدِثاري، وَتُمَتِّعَني بِسَمْعي وَبَصَري، وَتَجْعَلَهُمَا الْوارِثَيْنِ مِنّي، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ يُونُسُ بْنُ مَتَّى في بَطْنِ الْحُوتِ حينَ ناداكَ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ «أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ»(378) وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطينٍ، وَأَرْسَلْتَهُ إِلى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزيدُونَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَسْتَجيبَ دُعائي، وَتُدارِكَني بِعَفْوِكَ، فَقَدْ غَرِقْتُ في بَحْرِ الظُّلْمِ لِنَفْسي، وَرَكِبَتْني مَظالِمُ كَثيرَةٌ لِخَلْقِكَ عَلَيَّ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتُرْني مِنْهُمْ، وَأَعْتِقْني مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْني مِنْ عُتَقاءِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، في مَقامي هذا، بِمَنِّكَ يا مَنَّانُ.
إِلهي وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ عيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عليهما السلام) إِذْ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَأَنْطَقْتَهُ فِي الْمَهْدِ، فَأَحْيى بِهِ الْمَوْتى، وَأَبْرَأَ بِهِ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَخَلَقَ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَصارَ طائِراً بِإِذْنِكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُفَرِّغَني لِما خُلِقْتُ لَهُ، وَلا تَشْغَلَني بِما قَدْ تَكَلَّفْتَهُ لي، وَتَجْعَلَني مِنْ عُبَّادِكَ وَزُهَّادِكَ فِي الدُّنْيا، وَمِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِلْعافِيَةِ، وَهَنَّأْتَهُ بِها مَعَ كَرامَتِكَ يا كَريمُ يا عَلِيُّ يا عَظيمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيا عَلى عَرْشِ مَلِكَةِ سَبا، فَكانَ أَقَلَّ مِنْ لَحْظَةِ الطَّرْفِ، حَتَّى كانَ مُصَوَّراً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ «قيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ»(379) فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُكَفِّرَ عَنّي سَيِّئاتي، وَتَقْبَلَ مِنّي حَسَناتي، وَتَقْبَلَ تَوْبَتي، وَتَتُوبَ عَلَيَّ، وَتُغْنِيَ فَقْري، وَتَجْبُرَ كَسْري، وَتُحْيِيَ فُؤادي بِذِكْرِكَ، وَتُحْيِيَني في عافِيَةٍ، وَتُميتَني في عافِيَةٍ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ حينَ سَأَلَكَ، داعِياً لَكَ، راغِباً إِلَيْكَ، راجِياً لِفَضْلِكَ، فَقامَ فِي الْمِحْرابِ يُنادي نِداءً خَفِيّاً، فَقالَ رَبِّ «هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً»(380) فَوَهَبْتَ لَهُ يَحْيى، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبْقِيَ لي أَوْلادي، وَأَنْ تُمَتِّعَني بِهِمْ، وَتَجْعَلَني وَإِيَّاهُمْ مُؤْمِنينَ لَكَ، راغِبينَ في ثَوابِكَ، خائِفينَ مِنْ عِقابِكَ، راجينَ لِما عِنْدَكَ، آيِسينَ مِمَّا عِنْدَ غَيْرِكَ حَتَّى تُحْيِيَنا حَيوةً طَيِّبَةً، وَتُميتَنا ميتَةً طَيِّبَةً، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُريدُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ باِلْإِسْمِ الَّذي سَأَلَتْكَ بِهِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، «إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّني مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ»(381)، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها، وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُقِرَّ عَيْني بِالنَّظَرِ إِلى جَنَّتِكَ، وَوَجْهِكَ الْكَريمِ وَأَوْلِيائِكَ، وَتُفَرِّجَني بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتُؤْنِسَني بِهِ وَبِآلِهِ، وَبِمُصاحَبَتِهِمْ وَمُرافَقَتِهِمْ، وَتُمَكِّنَ لي فيها، وَتُنْجِيَني مِنَ النَّارِ، وَما اُعِدَّ لِأَهْلِها مِنَ السَّلاسِلِ وَالْأَغلالِ، وَالشَّدائِدِ وَالْأَنْكالِ، وَأَنْواعِ الْعَذابِ، بِعَفْوِكَ يا كَريمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعَتْكَ بِهِ عَبْدَتُكَ وَصِدّيقَتُكَ مَرْيَمُ الْبَتُولُ وَاُمُّ الْمَسيحِ الرَّسُولِ (عليهما السلام)، إِذْ قُلْتَ «وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتينَ»(382) فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها، وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُحْصِنَني بِحِصْنِكَ الْحَصينِ، وَتَحْجُبَني بِحِجابِكَ الْمَنيعِ، وَتُحْرِزَني بِحِرْزِكَ الْوَثيقِ، وَتَكْفِيَني بِكِفايَتِكَ الْكافِيَةِ، مِنْ شَرِّ كُلِّ طاغٍ، وَظُلْمِ كُلِّ باغٍ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَجَوْرِ كُلِّ سُلْطانٍ جائِرٍ، بِمَنْعِكَ يا مَنيعُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَصَفِيُّكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَمينُكَ عَلى وَحْيِكَ، وَبَعيثُكَ إِلى بَرِيَّتِكَ، وَرَسُولُكَ إِلى خَلْقِكَ مُحَمَّدٌ خاصَّتُكَ وَخالِصَتُكَ، (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَأَيَّدْتَهُ بِجُنُودٍ لَمْ يَرَوْها، وَجَعَلْتَ كَلِمَتَكَ الْعُلْيا، وَكَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفْلى، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صلاة زاكِيَةً طَيِّبَةً، نامِيَةً باقِيَةً مُبارَكَةً، كَما صَلَّيْتَ عَلى أَبيهِمْ إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ كَما بارَكْتَ عَلَيْهِمْ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ كَما سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ، وَزِدْهُمْ فَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ زِيادَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَاخْلُطْني بِهِمْ، وَاجْعَلْني مِنْهُمْ، وَاحْشُرْني مَعَهُمْ، وَفي زُمْرَتِهِمْ حَتَّى تَسْقِيَني مِنْ حَوْضِهِمْ، وَتُدْخِلَني في جُمْلَتِهِمْ، وَتَجْمَعَني وَإِيَّاهُمْ، وَتُقِرَّ عَيْني بِهِمْ، وَتُعْطِيَني سُؤْلي، وَتُبَلِّغَني آمالي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، وَمَحْيايَ وَمَماتي، وَتُبَلِّغَهُمْ سَلامي، وَتَرُدَّ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
إِلهي وَأَنْتَ الَّذي تُنادي في أَنْصافِ كُلِّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سائِلٍ فَاُعْطِيَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ داعٍ فَاُجيبَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ راجٍ فَاُبَلِّغَهُ رَجاهُ، أَمْ هَلْ مِنْ مُؤَمِّلٍ فَاُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ، ها أَنَا سائِلُكَ بِفِنائِكَ، وَمِسْكينُكَ بِبابِكَ، وَضَعيفُكَ بِبابِكَ، وَفَقيرُكَ بِبابِكَ، وَمُؤَمِّلُكَ بِفِنائِكَ، أَسْأَلُكَ نائِلَكَ، وَأَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَاُؤَمِّلُ عَفْوَكَ، وَأَلْتَمِسُ غُفْرانَكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وَأَعْطِني سُؤْلي، وَبَلِّغْني أَمَلي، وَاجْبُرْ فَقْري، وَارْحَمْ عِصْياني، وَاعْفُ عَنْ ذُنُوبي، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ الْمَظالِمِ لِعِبادِكَ رَكِبَتْني، وَقَوِّ ضَعْفي، وَأَعِزَّ مَسْكَنَتي، وَثَبِّتْ وَطْأَتي، وَاغْفِرْ جُرْمي، وَأَنْعِمْ بالي، وَأَكْثِرْ مِنَ الْحَلالِ مالي، وَخِرْ لي في جَميعِ اُمُوري وَأَفْعالي، وَرَضِّني بِها، وَارْحَمْني وَوالِدَيَّ وَما وَلَدا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ، اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، إِنَّكَ سَميعُ الدَّعَواتِ، وَأَلْهِمْني مِنْ بِرِّهِما ما أَسْتَحِقُّ بِهِ ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ، وَتَقَبَّلْ حَسَناتِهِما، وَاغْفِرْ سَيِّئاتِهِما، وَاجْزِهِما بِأَحْسَنِ ما فَعَلا بي ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ.
إِلهي وَقَدْ عَلِمْتُ يَقيناً أَنَّكَ لا تَأْمُرُ بِالظُّلْمِ وَلا تَرْضاهُ، وَلا تَميلُ إِلَيْهِ وَلا تَهْواهُ وَلا تُحِبُّهُ وَلا تَغْشاهُ، وَتَعْلَمُ ما فيهِ هؤُلاءِ الْقَوْمُ مِنْ ظُلْمِ عِبادِكَ وَبَغْيِهِمْ عَلَيْنا، وَتَعَدّيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلا مَعْرُوفٍ، بَلْ ظُلْماً وَعُدْواناً وَزُوراً وَبُهْتاناً، فَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَ لَهُمْ مُدَّةً لابُدَّ مِنْ بُلُوغِها، أَوْ كَتَبْتَ لَهُمْ آجالاً يَنالُونَها، فَقَدْ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الصِّدْقُ «يَمْحُو الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ»(383).
فَأَنَا أَسأَلُكَ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ أَنْبِياءُكَ الْمُرْسَلوُنَ وَرُسُلُكَ، وَأَسأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَمَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، أَنْ تَمْحُوَ مِنْ اُمِّ الْكِتابِ ذلِكَ، وَتَكْتُبَ لَهُمُ الْاِضْمِحْلالَ وَالْمَحْقَ، حَتَّى تُقَرِّبَ آجالَهُمْ، وَتَقْضِيَ مُدَّتَهُمْ، وَتُذْهِبَ أَيَّامَهُمْ، وَتُبَتِّرَ أَعْمارَهُمْ، وَتُهْلِكَ فُجَّارَهُمْ، وَتُسَلِّطَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، حَتَّى لا تُبْقِيَ مِنْهُمْ أَحَداً، وَلا تُنَجِّيَ مِنْهُمْ أَحَداً، وَتُفَرِّقَ جُمُوعَهُمْ، وَتَكِلَّ سِلاحَهُمْ، وَتُبَدِّدَ شَمْلَهُمْ، وَتُقَطِّعَ آجالَهُمْ، وَتُقَصِّرَ أَعْمارَهُمْ، وَتُزَلْزِلَ أَقْدامَهُمْ، وَتُطَهِّرَ بِلادَكَ مِنْهُمْ، وَتُظْهِرَ عِبادَكَ عَلَيْهِمْ، فَقَدْ غَيَّروُا سُنَّتَكَ، وَنَقَضُوا عَهْدَكَ، وَهَتَكُوا حَريمَكَ، وَأَتَوْا عَلى ما نَهَيْتَهُمْ عَنْهُ، وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبيراً كَبيراً، وَضَلُّوا ضَلالاً بَعيداً.
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأْذَنْ لِجَمْعِهِمْ بِالشَّتاتِ، وَلِحَيِّهِمْ بِالْمَماتِ، وَلِأَزْواجِهِمْ بِالنَّهَباتِ، وَخَلِّصْ عِبادَكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ، وَاقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنْ هَضْمِهِمْ، وَطَهِّرْ أَرْضَكَ مِنْهُمْ، وَأْذَنْ بِحَصَدِ نَباتِهِمْ، وَاسْتيصالِ شافَتِهِمْ، وَشَتاتِ شَمْلِهِمْ، وَهَدْمِ بُنْيانِهِمْ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
وَأَسأَلُكَ يا إِلهي وإِلهَ كُلِّ شيء، وَرَبّي وَرَبَّ كُلِّ شيء، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عَبْداكَ وَرَسُولاكَ، وَنَبِيَّاكَ وَصَفِيَّاكَ مُوسى وَهارُونَ (عليهما السلام)، حينَ قالا، داعِيَيْنِ لَكَ، راجِيَيْنِ لِفَضْلِكَ، «رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَيوةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَليمَ»(384)، فَمَنَنْتَ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِما بِالْإِجابَةِ لَهُما إِلى أَنْ قَرَعْتَ سَمْعَهُما بَأَمْرِكَ، فَقُلْتَ اللّهم رَبِّ «قَدْ اُجيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لا يَعْلَمُونَ»(385).
أَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَطْمِسَ عَلى أَمْوالِ هؤُلاءِ الظَّلَمَةِ، وَأَنْ تَشْدُدَ عَلى قُلُوبِهِمْ، وَأَنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بَرَّكَ، وَأَنْ تُغْرِقَهُمْ في بَحْرِكَ، فَإِنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما فيهِما لَكَ، وَأَرِ الْخَلْقَ قُدْرَتَكَ فيهِمْ، وَبَطْشَتَكَ عَلَيْهِمْ، فَافْعَلْ ذلِكَ بِهِمْ، وَعَجِّلْ لَهُمْ ذلِكَ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَخَيْرَ مَنْ دُعِيَ، وَخَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَرُفِعَتْ إِلَيْهِ الْأَيْدي، وَدُعِيَ بِالْأَلْسُنِ، وَشَخَصَتْ إِلَيْهِ الْأَبْصارُ، وَأَمَّتْ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ، وَنُقِلَتْ إِلَيْهِ الْأَقْدامُ، وَتُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي الْأَعْمالِ.
إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَبْهاها، وَكُلُّ أَسْمائِكَ بَهِيٌّ، بَلْ أَسأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُرْكِسَهُمْ عَلى اُمِّ رُؤُوسِهِمْ في زُبْيَتِهِمْ، وَتُرْدِيَهُمْ في مَهْوى حُفْرَتِهِمْ، وَارْمِهِمْ بِحَجَرِهِمْ، وَذَكِّهِمْ بِمَشاقِصِهِمْ، وَاكْبُبْهُمْ عَلى مَناخِرِهِمْ، وَاخْنُقْهُمْ بِوَتَرِهِمْ، وَارْدُدْ كَيْدَهُمْ في نُحُورِهِمْ، وَأَوْبِقْهُمْ بِنَدامَتِهِمْ، حَتَّى يَسْتَخْذِلُوا وَيَتَضاءَلُوا بَعْدَ نِخْوَتِهِمْ، وَيَنْقَمِعُوا بَعْدَ اسْتِطالَتِهِمْ، أَذِلّاءَ مَأْسُورينَ في رِبَقِ حَبائِلِهِمْ، اَلَّتي كانُوا يُؤَمِّلُونَ أَنْ يَرَوْنا فيها، وَتُرِيَنا قُدْرَتَكَ فيهِمْ، وَسُلْطانَكَ عَلَيْهِمْ، وَتَأْخُذَهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ، إِنَّ أَخْذَكَ الْأَليمُ الشَّديدُ، وَتَأْخُذَهُمْ يا رَبِّ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ، فَإِنَّكَ عَزيزٌ مُقْتَدِرٌ، شَديدُ الْعِقابِ، شَديدُ المِحالِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ ايرادَهُمْ عَذابَكَ الَّذي أَعْدَدْتَهُ لِلظَّالِمينَ مِنْ أَمْثالِهِمْ، وَالطَّاغينَ مِنْ نُظَرائِهِمْ، وَارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ، وَاحْلُلْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ الَّذي لا يَقُومُ لَهُ شيء، وَأْمُرْ في تَعْجيلِ ذلِكَ عَلَيْهِمْ بِأَمْرِكَ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُؤَخَّرُ، فَإِنَّكَ شاهِدُ كُلِّ نَجْوى، وَعالِمُ كُلِّ فَحْوى، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خافِيَةٌ، وَلا تَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خائِنَةٌ، وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ، عالِمٌ بِما فِي الضَّمائِرِ وَالْقُلُوبِ.
وَأَسْأَلُكَ اللّهم وَاُناديكَ بِما ناداكَ بِهِ سَيِّدي، وَسَأَلَكَ بِهِ نُوحٌ، إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ «وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجيبُونَ»(386)، أَجَلِ اللّهم يا رَبِّ أَنْتَ نِعْمَ الْمُجيبُ، وَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ، وَنِعْمَ الْمَسْئُولُ، وَنِعْمَ الْمُعْطي، أَنْتَ الَّذي لا تُخَيِّبُ سائِلَكَ، وَلا تَرُدُّ راجِيَكَ، وَلا تَطْرُدُ الْمُلِحَّ عَنْ بابِكَ، وَلا تَرُدُّ دُعاءَ سائِلِكَ، وَلا تَمُلُّ دُعاءَ مَنْ أَمَّلَكَ، وَلا تَتَبَرَّمُ بِكَثْرَةِ حَوائِجِهِمْ إِلَيْكَ، وَلا بِقَضائِها لَهُمْ، فَإِنَّ قَضاءَ حَوائِجِ جَميعِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ في أَسْرَعِ لَحْظٍ مِنْ لَمْحِ الطَّرْفِ، وَأَخَفُّ عَلَيْكَ، وَأَهوَنُ عِنْدَكَ مِنْ جَناحِ بَعُوضَةٍ.
وَحاجَتي يا سَيِّدي وَمَوْلايَ، وَمُعْتَمَدي وَرَجائي، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي، فَقَدْ جِئْتُكَ ثَقيلَ الظَّهْرِ بِعَظيمِ ما بارَزْتُكَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتي، وَرَكِبَني مِنْ مَظالِمِ عِبادِكَ ما لا يَكْفيني، وَلا يُخَلِّصُني مِنْها غَيْرُكَ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا يَمْلِكُهُ سِواكَ، فَامْحُ يا سَيِّدي كَثْرَةَ سَيِّئاتي بِيَسيرِ عَبَراتي، بَلْ بِقَساوَةِ قَلْبي، وَجُمُودِ عَيْني، لا بَلْ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء، وَأَنَا شيء، فَلْتَسَعْني رَحْمَتُكَ، يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
لا تَمْتَحِنّي في هذِهِ الدُّنْيا بِشيء مِنَ الْمِحَنِ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُني، وَلا تُهْلِكْني بِذُنُوبي، وَعَجِّلْ خَلاصي مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَادْفَعْ عَنّي كُلَّ ظُلْمٍ، وَلا تَهْتِكْ سَتْري، وَلا تَفْضَحْني يَوْمَ جَمْعِكَ الْخَلائِقَ لِلْحِسابِ، يا جَزيلَ الْعَطاءِ وَالثَّوابِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُحْيِيَني حَيوةَ السُّعَداءِ، وَتُميتَني ميتَةَ الشُّهَداءِ، وَتَقْبَلَني قَبُولَ الْأَوِدَّاءِ، وَتَحْفَظَني في هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، مِنْ شَرِّ سَلاطينِها وَفُجَّارِها، وَشِرارِها وَمُحِبّيها، وَالْعامِلينَ لَها وَما فيها، وَقِني شَرَّ طُغاتِها وَحُسَّادِها، وَباغي الشِّرْكِ فيها.
حَتَّى تَكْفِيَني مَكْرَ الْمَكَرَةِ، وَتَفْقَأَ عَنّي أَعْيُنَ الْكَفَرَةِ، وَتُفْحِمَ عَنّي أَلْسُنَ الْفَجَرَةِ، وَتَقْبِضَ لي عَلى أَيْدِي الظَّلَمَةِ، وَتُوهِنَ عَنّي كَيْدَهُمْ، وَتُميتَهُمْ بِغَيْظِهِمْ، وَتَشْغَلَهُمْ بِأَسْماعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأَفْئِدَتِهِمْ، وَتَجْعَلَني مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ في أَمْنِكَ وَأَمانِكَ، وَحِرْزِكَ وَسُلْطانِكَ، وَحِجابِكَ وَكَنَفِكَ، وَعِياذِكَ وَجارِكَ، وَمِنْ جارِ السُّوءِ وَجَليسِ السُّوءِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، «إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ»(387).
اللّهم بِكَ أَعُوذُ، وَبِكَ أَلُوذُ، وَلَكَ أَعْبُدُ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو، وَبِكَ أَسْتَعينُ، وَبِكَ أَسْتَكْفي، وَبِكَ أَسْتَغيثُ، وَبِكَ أَسْتَنْقِذُ، وَمِنْكَ أَسْئَلُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَرُدَّني إِلّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ، وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ، وَتِجارَةٍ لَنْ تَبُورَ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلَ بي ما أَنَا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَأَهْلُ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ.
إِلهي وَقَدْ أَطَلْتُ دُعائي، وَأَكْثَرْتُ خِطابي، وَضيقُ صَدْري حَداني عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَحَمَلَني عَلَيْهِ، عِلْماً مِنّي بِأَنَّهُ يُجْزيكَ مِنْهُ قَدْرُ الْمِلْحِ فِي الْعَجينِ، بَلْ يَكْفيكَ عَزْمُ إِرادَةٍ وَأَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وَلِسانٍ صادِقٍ يا رَبِّ، فَتَكُونَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِكَ بِكَ، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبي، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُقْرِنَ دُعائي بِالْإِجابَةِ مِنْكَ، وَتُبَلِّغَني ما أَمَّلْتُهُ فيكَ، مِنَّةً مِنْكَ وَطَوْلاً، وَقُوَّةً وَحَوْلاً، لا تُقيمُني مِنْ مَقامي هذا إِلّا بِقَضاءِ جَميعِ ما سَأَلْتُكَ، فَإِنَّهُ عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَخَطَرَهُ عِنْدي جَليلٌ كَثيرٌ، وَأَنْتَ عَلَيْهِ قَديرٌ، يا سَميعُ يا بَصيرُ.
إِلهي وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَالْهارِبِ مِنْكَ إِلَيْكَ، مِنْ ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتْهُ، وَعُيُوبٍ فَضَحَتْهُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحيمَةً أَفُوزُ بِها إِلى جَنَّتِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ عَطْفَةً أَنْجُو بِها مِنْ عِقابِكَ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَكَ وَبِيَدِكَ، وَمَفاتيحَهُما وَمَغاليقَهُما إِلَيْكَ، وَأَنْتَ عَلى ذلِكَ قادِرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ هَيِّنٌ يَسيرٌ، فَافْعَلْ بي ما سَأَلْتُكَ يا قَديرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيم، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
قال عليّ بن حماد: أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن عليّ العلويّ العريضي واشترط عليَّ أن لا أبذله لمخالف، ولا اُعطيه إلّا لمن أعلم مذهبه، وإنّه من أولياء آل محمّد (عليهم السلام)، وكان عندي أدعو به وإخوتي، ثمّ قدم علي إلى البصرة بعض قضاة الأهواز، وكان مخالفاً، وله علي أياد، وكنت أحتاج إليه في بلده وأنزل عليه، فقبض عليه السلطان فصادره وأخذ خطّه بعشرين ألف درهم، فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا الدعاء، فدعا به، فما استتم اسبوعاً حتّى أطلقه السلطان ابتداء ولم يلزمه شيئاً ممّا أخذ خطّه، وردّه إلى بلده مكرماً، وشيّعته إلى الأبله، وعدت إلى البصرة.
فلمّا كان بعد أيّام طلبت الدعاء فلم أجده، وفتشت كتبي كلّها، فلم أر له أثراً، فطلبته من أبي المختار الحسيني، وكانت عنده نسخة بها، فلم نجده في كتبه، فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا نجده عشرين سنة، فعلمت أنّ ذلك عقوبة من الله (عزَّ وجلَّ) لما بذلته لمخالف، فلمّا كان بعد العشرين سنة، وجدناه في كتبنا وقد فتشناها مراراً لا تحصي، فآليت على نفسي ألّا اُعطيه إلّا لمن أثق بدينه ممّن يعتقد ولاية آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد أن آخذ عليه العهد ألّا يبذله إلّا لمن يستحقّه، وبالله نستعين وعليه نتوكّل(388).
وفي كتاب جواهر المنثورة للسيّد عبد الحسيب العلوي جملات زيادة على ما في مهج الدعوات وهذه هي:
وَصَلِّ اللّهم عَلى سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ، وَخَيْرِ الْأَوْلِياءِ، وَأَفْضَلِ الْأَصْفِياءِ، وَأَعْلَى الْأَزْكِياءِ، وَأَكْمَلِ الْأَتْقِياءِ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشيراً وَنَذيراً، وَداعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ، وَسِراجاً مُنيراً، مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى وَآلِهِ مَفاتيحِ أَسْرارِ الْعُلى، وَمَصابيحِ أَنْوارِ التُّقى.
وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى، وَصَلِّ عَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ طاعَتِكَ أَجْمَعينَ، مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ. اللّهم ارْحَمْنا فيهِمْ، وَاغْفِرْ لَنا مَعَهُمْ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
قال مؤلّف كتاب جواهر المنثورة: وجدت دعاء الّذي يذكر بعد هذا بخطّ جدّي محقّق الداماد قدّس الله تعالى روحه القدّوسيّ في آخر دعاء العلويّ المصريّ والدعاء هذا:
اللّهم بِكَ يَصُولُ الصَّائِلُ، وَبِقُدْرَتِكَ يَطُولُ الطَّائِلُ، وَلا حَوْلَ لِكُلِّ ذي حَوْلٍ إِلّا بِكَ، وَلا قُوَّةَ يَمْتازُها ذُوالْقُوَّةِ إِلّا مِنْكَ، بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ وَسُلالَتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، صَلِّ عَلَيْهِمْ وَاكْفِني شَرَّ هذَا الْيَوْمِ وَضُرَّهُ، وَارْزُقْني خَيْرَهُ وَيُمْنَهُ.
وَاقْضِ لي في مُتَصَرَّفاتي بِحُسْنِ الْعافِيَةِ، وَبُلُوغِ الْمَحَبَّةِ، وَالظَّفَرِ بِالْاُمْنِيَّةِ، وَكِفايَةِ الطَّاغِيَةِ الْمُغْوِيَةِ، وَكُلِّ ذي قُدْرَةٍ لي عَلى أَذِيَّةٍ، حَتَّى أَكُونَ في جُنَّةٍ وَعِصْمَةٍ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَنِقْمَةٍ، وَأَبْدِلْني فيهِ مِنَ الْمَخاوِفِ أَمْناً، وَمِنَ الْعَوائِقِ فيهِ يُسْراً، حَتَّى لا يَصُدَّني صادٌّ عَنِ الْمُرادِ، وَلا يَحِلَّ بي طارِقٌ مِنْ أَذَى الْبِلادِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَالْاُمُورُ إِلَيْكَ تَصيرُ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ(389).
يوم الجمعة يوم صاحب الزمان أرواحنا فداه
روى أبو سليمان بن اُورمة قال: خرجت أيّام المتوكّل إلى سرّ من رأى، فدخلت على سعيد الحاجب، ودفع المتوكّل أبا الحسن إليه ليقتله.
فلمّا دخلت عليه قال: [أ(390)] تحبّ أن تنظر إلى إلهك؟ فقلت: سبحان الله! إلهي لا تدركه الأبصار، قال: هذا الّذي تزعمون أنّه إمامكم، قلت: ما أكره ذلك، قال: قد اُمرت بقتله وأنا فاعله غداً وعنده صاحب البريد، فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خرج، قال: اُدخل، فدخلت الدّار الّتي كان فيها محبوساً وإذا هو بحياله قبر محفور(391)، فدخلت وسلّمت وبكيت بكاءً شديداً.
فقال (عليه السلام):
ما يبكيك؟ قلت: لما أرى.
قال: لا تبك لذلك، لا يتمّ لهم ذلك، فسكن ما كان بي.
فقال: إنّه لا يلبث أكثر من يومين حتّى يسفك الله دمه ودم صاحبه الّذي رأيته.
قال: فوالله ما مضى غير يومين حتّى قتل. فقلت لأبي الحسن: حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا تعادوا الأيّام فتعاديكم؟
قال (عليه السلام): نعم، إنّ لحديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تأويلاً؛
أمّا السّبت: فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
والأحد: أمير المؤمنين (عليه السلام).
والإثنين: الحسن والحسين (عليهما السلام).
والثلاثاء: عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد:.
والأربعاء: موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وأنا عليّ بن محمّد.
والخميس: إبني الحسن.
والجمعة: القائم منّا أهل البيت(392).
الأمر بالدعاء في خطبة صلاة الجمعة
في الوسائل: محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن بريد بن معاوية، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في خطبة يوم الجمعة وذكر خطبة مشتملة على حمد الله والثّناء عليه والوصيّة بتقوى الله والوعظ، إلى أن قال:
واقرأ سورة من القرآن، وادع ربّك وصلّ على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وادع للمؤمنين والمؤمنات، ثمّ تجلس قدر ما يمكن هنيئة ثمّ تقوم وتقول وذكر الخطبة الثانية، وهي مشتملة على حمد الله والثناء عليه، والوصيّة بتقوى الله، والصّلاة على محمّد وآله، والأمر بتسمية الأئمّة (عليهم السلام) إلى آخرهم والدّعاء بتعجيل الفرج - إلى أن قال: - ويكون آخر كلامه «إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسان...»(393).
أقول: وأكثر الخطب المأثورة مشتملة على المعاني المذكورة(394).
فضيلة دعاء الندبة
قال صدر الإسلام الهمداني أعلى الله مقامه في تكاليف الأنام: من جملة خواصّ دعاء الندبة أنّه إذا قرء في أيّ مكان مع حضور القلب والإخلاص التامّ والتوجّه إلى مضامينه العالية، يوجب جلب عناية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه إلى ذلك الموضع بل يوجب حضوره أرواحنا فداه فيه، كما اتّفق في بعض المواضع(395).
قال آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي (رحمه الله) في كتاب العبقريّ الحسان:
رأيت في ما كتبه حجّة الإسلام الحاج الشيخ مهدي من كتاب ألّفه السيّد جواد وهو من أوثق أئمّة الجماعة في أصفهان، وله مقامات عالية، وما أظلّت الخضراء على أصدق لهجة منه، أنّه كتب في كتابه: كانت قرية صالح آباد لي ولبعض شركائي، فهمَّ بعض الأفراد بغصبها، وأرسل لتصرّفها بعض الناس، ولم تنفعنا مذاكرتنا معه.
فكتبت عريضة إلى الإمام أرواحنا فداه، وألقيتها في نهر، فذهبت إلى تخت فولاد، وقرأت دعاء الندبة مع التضرّع والبكاء، وقلت كراراً: هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى، فسمعت دفعة صوت رجل فرسٍ، فرأيت عرباً فارساً فنظر إليّ وغاب، فراح قلبي بتلك المشاهدة، وحصل لي الاطمئنان بإصلاح الأمر، وقد صلح أمري في ليلته الآتية بأحسن وجه، وقد رأيته صلوات الله عليه كراراً في المنام وهو بهذه الأوصاف(396).
وقال السيّد رضا - وهو من الموثّقين من علماء أصفهان -: لكثرة القروض والفقر توسّلت إلى الأموات، وطلبت المغفرة من الله للمئتين من الأموات المؤمنين وسميّتهم بأسمائهم، ثمّ توسّلت إلى إمام العصر صلوات الله عليه، وقرأت بعض الفقرات من دعاء الندبة مثل هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى، فحين قراءتي أضاء نور خاصّ حجرتي، وكان ضيائه أكثر من ضوء الشمس، وفي يومه وصل إليّ الفرج الكلّي(397).
قال المحدّث النوري: حدّثني الثقة العدل الأمين آغا محمّد المجاور لمشهد العسكريّين (عليهما السلام) عن اُمّه وهي من الصالحات العابدات قالت:
كنت يوماً في السرداب الشريف مع أهل بيت المولى المذكور في يوم الجمعة وهو (رحمه الله) يدعو دعاء الندبة، ونتبعه في دعائه، وكان يبكي بكاء الواله الحزين، ويضجّ ضجيج المستصرخين، وكنّا نبكي ببكائه ولم يكن معنا غيرنا، فبينا نحن في هذه الحالة وإذا بشذو مسك(398) انتشر في السرداب وملأ فضائه وهوائه، واشتدّ نفاحه بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة، فسكتنا كان على رؤوسنا الطير، ولم نقدر على حركة أو كلام، فبقينا متحيّرين إلى أن مضى زمان قليل، فذهب ما كنّا نستشمه من تلك الرائحة الطيّبة، ورجعنا إلى ما عكفنا عليه من الدعاء، فلمّا رجعنا إلى البيت وسئلت المولى (رحمه الله) عن سبب ذاك الطيب؟ فقال: ما لك والسؤال عن هذا؟ وأعرض عن جوابي.
وحدّثني الأخ الصفي والعالم الوفي مصباح السالكين الآغا علي رضا الأصفهاني أنجح الله له الأماني، قال: سئلت المولى المعظّم المتقدّم يوماً عن لقائه الحجّة (عجّل الله فرجه)، وكنت أظنّ في حقّه ذلك كشيخه الأعظم العلّامة الطباطبائي (رحمه الله) على ما تقدّم، فأجابني بتلك الواقعة حرفاً بحرف، والحمد لله أوّلاً وآخراً(399).
41) دعاء الندبة في يوم الجمعة و...
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في زاد المعاد: بسند معتبر عن الإمام الصادق (عليه السلام):
يستحبّ أن يقرأ دعاء الندبة في الأعياد الأربعة، يوم الجمعة، يوم عيد الفطر، يوم عيد الأضحى ويوم عيد الغدير(400).
رواه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في مزار البحار نقلاً عن السيّد بن طاووس (رحمه الله)، عن بعض أصحابنا قال: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرّة: نقلت من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفريّ رضى الله عنه دعاء الندبة، وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ويستحبّ أن يدعى به في الأعياد الأربعة.
وروى هذا الدعاء العالم الأجلّ المحدّث النوريّ (رحمه الله) في تحيّة الزائر عن مصباح الزائر للسيّد بن طاووس، ومزار محمّد بن المشهديّ، بالسند المذكور، ونقل أيضاً عن المزار القديم، وزاد استحبابه في ليلة الجمعة، كاستحبابه في الأعياد الأربعة(401). والدعاء:
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أَوْلِيائِكَ، اَلَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ، مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ، اَلَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ.
فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ، وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ، وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ إِلَيْكَ، وَالْوَسيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ.
فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضُ نِ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً، وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ، وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْليماً، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ، وَأَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.
وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً(402)، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ(403) مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ، مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ، إِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ، وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى أَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً، وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى.
إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ إِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَأَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِهِ(404) إِلى سَمائِكَ، وَأَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ، إِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.
وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ «أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدًى لِلْعالَمينَ * فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً»(405)، وَقُلْتَ «إِنَّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً»(406).
ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»(407)، وَقُلْتَ «ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»(408)، وَقُلْتَ «ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً»(409)، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ إِلَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ.
فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، إِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالْمَلَأُ أَمامَهُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهم والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
وَقالَ مَنْ كُنْتُ أَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَميرُهُ. وَقالَ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى، وَأَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقالَ لَهُ أَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الْأَبْوابَ إِلّا بابَهُ.
ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ أَنَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها، فَمَنْ أَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ أَنْتَ أَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي، وَدَمُكَ مِنْ دَمي، وَسِلْمُكَ سِلْمي، وَحَرْبُكَ حَرْبي، وَالْإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ، كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وَأَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي، وَأَنْتَ تَقْضي دَيْني، وَتُنْجِزُ عِداتي، وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني.
وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَكانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلالِ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى، وَحَبْلَ الله الْمَتينَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ، وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِما وَآلِهِما.
وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأْويلِ، وَلا تَأْخُذُهُ فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ، وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ، وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ، وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ.
وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرينَ، يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله) فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالْاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ، وإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلَّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ.
فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ، وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الْأَرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ، وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى الله عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وإِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتُذْرَفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ، وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ.
أَيْنَ الْحَسَنُ أَيْنَ الْحُسَيْنُ، أَيْنَ أَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، أَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، أَيْنَ الْأَقْمارُ الْمُنيرَةُ، أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ، أَيْنَ أَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ.
أَيْنَ بَقِيَّةُ الله الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيَةِ، أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقامَةِ الْأَمْتِ وَالْعِوَجِ، أَيْنَ الْمُرْتَجى لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَأَهْلِهِ.
أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، أَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ، أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ. أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْاِفْتِراءِ، أَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، أَيْنَ مُسْتَأْصِلُ أَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالْإِلْحادِ، أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الْأَعْداءِ، أَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى.
أَيْنَ بابُ الله الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، أَيْنَ وَجْهُ الله الَّذي إِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الْأَوْلِياءُ، أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا.
أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ(410) الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ، أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ إِذا دَعا، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُو الْبِرِّ وَالتَّقْوى، أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرَّاءِ وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى.
بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى، يا بن السَّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يا بن النُّجَباءِ الْأَكْرَمين، يا بن الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ(411)، يا بن الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يا بن الْغَطارِفَةِ الْأَنْجَبينَ، يا بن الْأَطائِبِ الْمُطَهَّرينَ(412)، يا بن الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يا بن الْقَماقِمَةِ الْأَكْرَمينَ.
يا بن الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يا بن السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يا بن الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ، يا بن الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ، يا بن السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يا بن الْأَعْلامِ اللّائِحَةِ، يا بن الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يا بن السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يا بن الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ، يا بن الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يا بن الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يا بن الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يا بن النَّبَإِ الْعَظيمِ، يا بن مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى الله عَلِيٌّ حَكيمٌ.
يا بن الْآياتِ وَالْبَيِّناتِ، يا بن الدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ، يا بن الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يا بن الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يا بن النِّعَمِ السَّابِغاتِ، يا بن طه وَالْمُحْكَماتِ، يا بن يس وَالذَّارِياتِ، يا بن الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يا بن مَنْ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى.
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى، أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى، وَلا أَسْمَعَ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى.
بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى، مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ أَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى.
إِلى مَتى أَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ، وإِلى مَتى وَأَيَّ خِطابٍ أَصِفُ فيكَ وَأَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى.
هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ إِلَيْكَ يا بن أَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِغَدِهِ بِعِدَةٍ فَنَحْظى.
مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى.
أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ الْمَلَأَ وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظَّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اللّهم أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى، وإِلَيْكَ أَسْتَعْدي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيا، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَمَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى.
اللّهم وَنَحْنُ عَبيدُكُ التَّائِقُونَ(413) إِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنَّا إِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ إِيَّاهُ أَمامَنا، حَتَّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَصَلِّ عَلى جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ، وَصَلِّ عَلى أَبيهِ السَّيِّدِ الْقَسْوَرِ، وَحامِلِ اللِّواءِ فِي الْمَحْشَرِ، وَساقي أَوْلِيائِهِ مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ، وَالْأَميرِ عَلى سائِرِ الْبَشَرِ، اَلَّذي مَنْ آمَنَ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ وَشَكَرَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَقَدْ خَطَرَ وَكَفَرَ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلى أَخيهِ وَعَلى نَجْلِهِمَا الْمَيامينِ الْغُرَرِ، ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما أَضاءَ قَمَرٌ(414).
وَعَلى جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى، فاطِمَةَ الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَليْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْثَرَ(415) وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها، وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها، وَلا نَفادَ لِأَمَدِها.
اللّهم وَأَقِمْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ، وأَدِلْ بِهِ أَوْلِيائَكَ، وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ، وَصِلِ اللّهم بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّي إِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَأَعِنَّا عَلى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ، وَالْاجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ.
وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ، ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً، وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ.
وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ، وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنَّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ (صلّى الله عليه وآله)، بِكَأْسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً، هَنيئاً سائِغاً، لا ظَمَأَ بَعْدَهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(416).
42) دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) بعد قراءة دعاء الندبة
يقرأ الإمام الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء بعد الفراغ من دعاء الندبة، واضعاً خدّه الأيمن على الأرض:
سَيِّدي سَيِّدي، كَمْ مِنْ عَتيقٍ لَكَ، فَاجْعَلْني مِمَّنْ أَعْتَقْتَ. سَيِّدي سَيِّدي، وَكَمْ مِنْ ذَنْبٍ قَدْ غَفَرْتَ، فَاجْعَلْ ذَنْبي في مَنْ غَفَرْتَ.
سَيِّدي سَيِّدي، وَكَمْ مِنْ حاجَةٍ قَدْ قَضَيْتَ، فَاجْعَلْ حاجَتي في مَنْ(417) قَضَيْتَ. سَيِّدي سَيِّدي، وَكَمْ مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ كَشَفْتَ، فَاجْعَلْ كُرْبَتي في ما كَشَفْتَ.
سَيِّدي سَيِّدي، وَكَمْ مِنْ مُسْتَغيثٍ قَدْ أَغَثْتَ، فَاجْعَلْني في مَنْ أَغَثْتَ. سَيِّدي سَيِّدي، وَكَمْ مِنْ دَعْوَةٍ قَدْ أَجَبْتَ، فَاجْعَلْ دَعْوَتي في ما أَجَبْتَ.
سَيِّدي سَيِّدي، إِرْحَمْ سُجُودي فِي السَّاجِدينَ، وَارْحَمْ عَبْرَتي فِي الْمُسْتَعْبِرينَ، وَارْحَمْ تَضَرُّعي في مَنْ تَضَرَّعَ مِنَ الْمُتَضَرِّعينَ.
سَيِّدي سَيِّدي، كَمْ مِنْ فَقيرٍ أَغْنَيْتَ، فَاجْعَلْ فَقْري في ما أَغْنَيْتَ. سَيِّدي سَيِّدي، إِرْحَمْ دَعْوَتي فِي الدَّاعينَ.
سَيِّدي وَإِلهي، أَسَأْتُ وَظَلَمْتُ وَعَمِلْتُ سُوءً وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي وَبِئْسَ ما عَمِلْتُ، فَاغْفِرْ لي مَوْلايَ، أَيْ كَريمُ، أَيْ عَزيزُ، أَيْ جَميلُ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ(418).
أقول: هذا الدعاء يدلّ على أنّ دعاء الندبة، مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) وإن كان وصل إلينا عن الناحية المقدّسة.
43) الدعاء لتعجيل الفرج في عقيب صلاة الفجر في يوم الجمعة
قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين:
ويستحبّ أن يقرأ عقيب الفجر يوم الجمعة التوحيد مائة مرّة، وأن يستغفر الله مائةً، ويصلّي على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مائةً فيقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(419).
44) الدعاء لظهوره (عليه السلام) في يوم الجمعة
قال الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد: يقول إذا أراد الصّلاة على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في يوم الجمعة:
اللّهم اجْعَلْ صَلاتَكَ(420)، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.
أو يقول: اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(421).
وقال: روي أنّه يقول مئة مرّة:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(422).
45) دعاءٌ آخر لظهوره أرواحنا فداه في يوم الجمعة
قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين: ويستحبّ أن يقرأ يوم الجمعة القدر مائة مرّة، وأن يقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ألفاً، فمائة، فعشراً، فما امكن(423).
46) دعاءٌ من قرأه عقيب الجمعة يكون من أصحاب القائم صلوات الله عليه
نقل العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في البحار: عن مولانا جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، عن آبائه (عليهم السلام):
من قال عقيب الجمعة سبع مرّات: اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، كان من أصحاب القائم (عليه السلام)(424).
47) ذكر الصلوات في ظهر يوم الجمعة لمن أراد أن يدرك صاحب الأمر صلوات الله عليه
قال السيّد الأجل عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع: حدّث أبو الحسين محمّد بن هارون التّلعكبري، قال: حدّثني أبي هارون بن موسى (رحمه الله) قال: حدّثنا حيدر بن محمّد بن النّعيم السمرقندي قال: حدّثنا أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثنا الحسين بن إشكيب، عن الحسن بن يزيد النّوفلي، عن إسماعيل بن أبي الزيّاد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
من قرء في عقيب صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرّة و«قُل هُوَ الله أَحَدٌ» سبع مرّات، [وفاتحة الكتاب مرّة(425)]، و«قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» سبع مرّاتٍ، [وفاتحة الكتاب مرّة(426)]، و«قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» سبع مرّات، لم ينزل به بليّة، ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الاُخرى.
قال: وزادنا بعض أصحابنا أنّه يقرأ بعد الّذي ذكر آية الكرسي، ويقول:
«إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ في سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ الله رَبُّ الْعالَمينَ * اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ الله قَريبٌ مِنَ الْمُحْسِنينَ»(427).
وآخر التّوبة:
«لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ»(428).
فإن قال:
اللّهم إِنّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتي، وَأَنْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ فَقْري وَفاقَتي وَمَسْكَنَتي، وَأَنَا لِرَحْمَتِكَ أَرْجى مِنّي لِعَمَلي، وَلَمَغْفِرَتُكَ [وَرَحْمَتُكَ(429)] أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي، فَتَوَلَّ يا رَبِّ قَضاءَ كُلِّ حاجَةٍ هِيَ لي، بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيَسُّرِ ذلِكَ عَلَيْكَ، فَإِنّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلّا مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي أحَدٌ سُوءاً غَيْرُكَ، وَلَيْسَ أَرْجُو لِآخِرَتي وَدُنْيايَ سِواكَ، وَلا لِيَوْمِ فَقْري وَتَفَرُّدي في حُفْرَتي إِلّا أَنْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْطِني خَيْرَ الدُّنْيا وَخَيْرَ الْآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي شَرَّ الدُّنْيا وَشَرَّ الْآخِرَةِ.
اللّهم اجْعَلْني مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتي حَشْوُها بَرَكَةٌ، وَعُمَّارُهَا الْمَلائِكَةُ، مَعَ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَإِبْراهيمَ (عليهما السلام)، [جمع الله بين محمّد وإبراهيم (عليهما السلام)(430)] في دار السلام.
قال:
ويستحبّ أن يصلّي على النّبيّ وآله فيقول: اللّهم اجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَصَلَواتِ أَنْبِيائِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فمن قال ذلك لم يكتب عليه ذنب سنة.
قال: برواية اُخرى قال:
يقول: اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، فمن قال ذلك لم يمت حتّى يدرك صاحب الأمر (عليه السلام)(431).
أقول: أوردنا كلام السيّد الأجلّ (رحمه الله) من أولّه؛ لأنّ قراءة دعاء المذكور توجب الحفظ من فتن آخر الزمان.
48) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في يوم الجمعة والعيدين
قال السيّد الأجل عليّ بن طاووس في إقبال الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
اُدع في الجمعة والعيدين إذا تهيّأت للخروج فقل:
اللّهم مَنْ تَهَيَّأَ في هذَا الْيَوْمِ، أَوْ تَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ، رَجاءَ رِفْدِهِ وَجائِزَتِهِ وَنَوافِلِهِ، فَإِلَيْكَ يا سَيِّدي كانَتْ وِفادَتي وَتَهْيِئَتي وَإِعْدادي وَاسْتِعْدادي رَجاءَ رِفْدِكَ، وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَعَلِيٍّ أمير المؤمنين وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَصَلِّ يا رَبِّ عَلى أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنينَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ، وتسمّيهم إلى آخرهم حتّى تنتهي إلى صاحبك (عليهم السلام) وقل:
اللّهم افْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً. اللّهم أَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ رَسُولِكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
اللّهم ما أَنْكَرْنا مِنْ حَقٍّ فَعَرِّفْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، وتدعو الله له وعلى عدوّه، وتسأل حاجتك، ويكون آخر كلامك:
اللّهم اسْتَجِبْ لَنا. اللّهم اجْعَلْنا مِمَّنْ تَذَكَّرَ فيهِ فَيَذَّكَّرَ(432).
حكاية صلوات ضرّاب الأصفهاني
قال السيّد الأجل عليّ بن طاووس: في ذكر صلوات على النّبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم مرويّة عن مولانا المهديّ صلوات الله عليه، وهي ما إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر، فلا تتركها أبداً، لأمر اطّلعنا الله جلّ جلاله عليه:
أخبرني الجماعة الّذين قدّمت ذكرهم في عدّة مواضع، بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطّوسي (رضوان الله عليه) قال: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التّلعكبري، قالا: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ الرازي الخضيب الأيادي فيما رواه في كتابه كتاب الشفاء والجلاء، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي رضى الله عنه، قال: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري القمي، قال: حدّثني يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني في منصرفه من أصفهان.
قال: حججت في سنة إحدى وثمانين ومئتين، وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلادنا، فلمّا أن قدمنا مكّة تقدّم بعضهم، فاكترى لنا داراً في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة تسمّى دار الرضا (عليه السلام)، وفيها عجوز سمراء، فسألتها لمّا وقفتُ على أنّها دار الرضا (عليه السلام) ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولِم سمّيت دار الرضا (عليه السلام)؟
فقالت: أنا من مواليهم، وهذه دار الرضا عليّ بن موسى (عليهما السلام) اسكنّيها(433) الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، فإنّي كنت في خدمته، فلمّا سمعت ذلك منها آنست بها، وأسررت الأمر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل، أنام معهم في [رواق(434)] الدار، ونغلق الباب ونلقى خلف الباب حجراً كبيراً كنّا نديره خلف الباب.
فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الّذي كنّا فيه شبيهاً بضوء المشعل، ورأيت الباب قد انفتح ولا أرى أحداً فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلاً ربعةً أسمر إلى الصُّفرة، ما هو قليل اللَّحم، في وجه سجّادة، عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنّع به، وفي رجليه نعل طاق، فصعد إلى غرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن وكانت تقول لنا: إنّ في الغرفة ابنته(435) لا تدع أحداً يصعد إليها.
فكنت أرى الضوء الّذي رأيته يُضيء في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة الّتي يصعدها، ثمّ أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الّذين معي يرون مثل ما أرى، فتوهّموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى ابنة العجوز وأن تكون قد تمتّع بها.
فقالوا: هؤلاء العلويّة يرون المتعة، وهذا حرام لا يحلّ فيما زعموا، وكنّا نراه يدخل ويخرج ويجيء إلى الباب وإذاً الحجر على حاله الّذي تركناه، وكنّا نغلق هذا الباب خوفاً على متاعنا، وكنّا لا نرى أحداً يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى وقت ننحّيه إذا خرجنا.
فلمّا رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي، ووقعت في نفسي هيبة، فتلطّفت العجوز، وأحببت أن أقف على خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة، إنّي اُحبّ أن أسئلك واُفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا اُحبّ إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إليّ لأسألك عن أمر.
فقالت لي مسرعة: وأنا اُريد أن اُسرّ إليك شيئاً فلم يتهيّأ لي ذلك من أجل أصحابك، فقلت: ما أردت أن تقول؟ فقالت: يقول لك - ولم تذكر أحداً -: لا تخاشنّ(436) أصحابك وشركائك ولا تلاحهم، فإنّهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول، فلم اجترأ(437) لما دخل قلبي من الهيبة أن اُراجعها، فقلت: أيّ أصحابي تعنين؟ وظننت أنّها تعني رفقائي الّذين كانوا حجّاجاً معي.
فقالت: شركائك الّذين في بلدك وفي الدار معك، وكان جرى بيني وبين الّذين معي في الدار عتب في الدين، فسعوا بي حتّى هربت واستترت بذلك السبب، فوقفت على أنّها عنت اُولئك، فقلت لها: ما تكونين أنت من الرضا؟ فقالت: أنا كنت خادمة للحسن بن عليّ صلوات الله عليهما، فلمّا استيقنت ذلك قلت: لأسألنّها عن الغائب (عليه السلام)، فقلت: بالله عليك رأيته بعينك؟
فقالت: يا أخي، لم أره بعيني، فإنّي خرجت واُختي حبلي، وبشّرني الحسن بن عليّ (عليهما السلام) بأنّي سوف أراه في آخر عمري، وقال لي: تكونين له كما كنت لي، وأنا اليوم منذ كذا بمصر، وإنّما قدّمت الآن بكتابة ونفقة وجّه بها إليّ على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربيّة، وهي ثلاثون ديناراً، وأمرني أن أحجّ سنتي هذه فخرجت رغبة منّي في أن أراه.
فوقع في قلبي أنّ الرجل الّذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو، فأخذت عشرة دراهم صحاح فيها سكّة رضويّة من ضرب الرضا (عليه السلام) قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم (عليه السلام)، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي: أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة (عليها السلام) أفضل من أن ألقيها في المقام وأعظم ثواباً.
فقلت لها: إدفعي هذه الدراهم إلى من يستحقّها من ولد فاطمة (عليها السلام)، وكان في نيّتي أنّ الّذي رأيته هو الرجل وأنّها تدفعها إليه، فأخذت الدراهم، وصعدت وبقيت ساعة ثمّ نزلت، فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حقّ، إجعلها في الموضع الّذي نويت، ولكن هذه الرضويّة خذ منّا بدلها، وألقها في الموضع الّذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي: الّذي أمرت به من الرجل.
ثمّ كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان، فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب (عليه السلام)، فقالت: ناولني فإنّي أعرفه، فأريتها النسخة، وظننت أنّ المرأة تحسن أن تقرئها، فقالت: لا يمكنني أن أقرئها في هذا المكان، فصعدت الغرفة، ثمّ أنزلته فقالت: صحيح، وفي التوقيع: اُبشّركم ببشرى ما بشّرت به غيره.
ثمّ قالت: يقول لك: إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّى عليه؟ فقلت: أقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
فقالت: لا، إذا صلّيت فصلّ عليهم كلّهم وسمّهم، فقلت: نعم، فلمّا كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير.
فقالت: يقول لك: إذا صلّيت على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فصلّ عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة.
فأخذتها وكنت أعمل بها، ورأيت عدّة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم، وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء، وأنا أراه - أعنى الضوء - ولا أرى أحداً حتّى يدخل المسجد، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتّى يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعاً معهم، ورأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع، فيكلّمونها وتكلّمهم ولا أفهم عنهم، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريق إلى أن قدّمت بغداد(438).
49) صلوات ضرّاب الأصفهاني المرويّة عن مولانا المهديّ صلوات الله عليه
نسخة الدفتر الّذي خرج:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ وَخاتَمِ النَّبِيّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلْمُنْتَجَبِ فِي الْميثاقِ، اَلْمُصْطَفى فِي الظِّلالِ، اَلْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، الْبَريء مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، اَلْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، اَلْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ، اَلْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ دينُ الله.
اللّهم شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ(439)، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ الرَّفيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.
وَصَلِّ عَلى أمير المؤمنين، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ، اَلْهادِي الْمَهْدِيِّ، إِمامِ الْهُدى وَإِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، اَلْعُلَماءِ الصَّادِقينَ، اَلْأَبْرارِ الْمُتَّقينَ، دَعائِمِ دينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحيدِكَ، وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ في أَرْضِكَ.
اَلَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورِكَ(440)، وَرَفَعْتَهُمْ في مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ، صلاة كَثيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً لا يُحيطُ بِها إِلّا أَنْتَ، وَلا يَسَعُها إلّا عِلْمُكَ، وَلا يُحْصيها أَحَدٌ غَيْرُكَ.
اللّهم وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ، اَلْمُحْيي سُنَّتَكَ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ، اَلدَّاعي إِلَيْكَ، اَلدَّليلِ عَلَيْكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ. اللّهم أَعِزَّ نَصْرَهُ، وَمُدَّ في عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهم اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ(441)، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِى الْجَبَّارينَ.
اللّهم أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَميعِ أَهْلِ الدُّنْيا، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى(442) مِنْ دينِكَ، وَأَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ [وَ(443)] عَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً خالِصاً مُخْلَصاً لا شَكَّ فيهِ، وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ.
اللّهم نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ كُلَّ جائِرٍ(444)، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلْطانٍ.
اللّهم أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وَأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى في إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالْحَسَنِ الرِّضا، وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفَّى، وَجَميعِ الْأَوْصِياءِ، مَصابيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الْهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى، وَالْحَبْلِ الْمَتينِ، وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ.
وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَزِدْ في أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَفْضَلَ آمالِهِمْ، ديناً وَدُنْياً وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(445).
وقد روي هذا الخبر الشريف في عدّة كتب معتبرة للقدماء بأسانيد متعدّدة، قد ثبت في بعضها في جميع المواضع اللّهم صَلِّ عَلى...، ولم يعيّن وقت لقراءة هذه الصلوات والدعاء في خبر من الأخبار، إلّا ما قاله السيّد رضي الدين عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع بعد ذكره التعقيبات المأثورة لصلاة العصر من يوم الجمعة، قال:
... إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر، فلا تتركها أبداً، لأمر إطّلعنا الله جلّ جلاله عليه.
ويستفاد من هذا الكلام الشريف أنّه حصل له من صاحب الأمر صلوات الله عليه شيء في هذا الباب، ولا يستبعد منه ذلك، كما صرّح هو أنّ الباب إليه (عليه السلام) مفتوح(446).
قال صاحب المكيال: هذا الدعاء الشريف من الدعوات الجليلة الّتي ينبغي أن يداوم بها، ويواظب عليها في كلّ وقت من الأوقات، وكلّ حين من الأحيان، خصوصاً الأوقات الّتي لها مزيد اختصاص بمولانا صاحب الزمان عليه صلوات الله الملك المنّان، كليلة النصف من شعبان، ويومه، وليلة الجمعة، ويومها.
ولعلّه لهذا ذكره صاحب جمال الصالحين في أعمال تلك الليلة، مع أنّ الظاهر من الرواية الّتي نبّهنا عليها عدم اختصاصه بوقت من الأوقات، بل وروده لمطلق الأوقات، وذكره السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) في كتاب جمال الاُسبوع في أعمال يوم الجمعة عند ذكر ما يدعى به بعد صلاة العصر من ذلك اليوم فقال (رحمه الله):
ذكر صلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، مرويّة عن مولانا المهديّ صلوات الله عليه، وهي ما إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبداً، لأمر إطّلعنا الله جلّ جلاله عليه.
ثمّ ذكر إسناده بطوله مع ذكر الحكاية الّتي تركنا ذكرها حذراً عن الإطالة، ويستفاد من قوله (رحمه الله) فلا تتركها أبداً لأمر إطّلعنا الله جلّ جلاله عليه: صدور أمر إليه من مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) في ذلك، فهو دليل لصحّة الرواية، والله وليّ النعمة والهداية(447).
ذكر دعاء الفرج لحسن بن وجناء
ابن بابويه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الكوفي(448) المعروف بأبي القاسم الخديجي، قال: حدّثنا سليمان بن إبراهيم الرقيّ، قال: حدثّنا أبو محمّد الحسن بن وجناء النصيبي قال:
كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد الصمة(449)، وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرّك فقال: قم؛ يا حسن بن وجناء.
قال: فقمت، فإذا جارية صفراء، نحيفة البدن، أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يديّ وأنا لا أسألها عن شيء حتّى أتت بي [إلى] دار خديجة (عليها السلام)، وفيها بيت بابه في وسط الحائط، وله درجة(450) ساج يرتقى (إليه)، فصعدت [الجارية وجاء النداء: إصعد يا حسن]؛ فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان صلوات الله عليه:
يا حسن؛ أتراك خفيت عليّ؟ والله؛ ما من وقت في حجّك إلّا وأنا معك فيه.
ثمّ جعل يعدّ عليّ أوقاتي، فوقعت مغشيّاً على وجهي، فحسست بيد(451) قد وقعت عليّ، فقمت فقال لي:
يا حسن؛ إلزم بالمدينة دار جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، ولا يهمّنّك طعامك ولا شرابك، ولا ما يستر عورتك.
ثمّ دفع إليّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال:
بهذا(452) فادع، وهكذا صلّ عليّ، ولا تعطه إلّا محقّي أوليائي، فإنّ الله جلّ جلاله موفّقك.
فقلت: يا مولاي؛ لا أراك بعدها؟
فقال: يا حسن؛ إذا شاء الله.
قال: فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، فأنا لا أخرج منها، ثمّ أعود(453) إليها إلّا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم(454) أو لوقت الإفطار، فأدخل بيتي وقت الإفطار، فاُصيب رباعياً مملوءً ماء ورغيفاً على رأسه، وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء، وكسوة الصيف في وقت الصيف، وإنّي لأدخل الماء بالنهار وأرشّ البيت، وأدع الكوز فارغاً فاُوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه، فأتصدّق(455) به ليلاً لئلا(456) يعلم بي من معي(457).
أقول: والظاهر اتّحاده مع ما ذكرناه قبله.
50) الدعاء لظهورهم (عليهم السلام) في عصر الجمعة
حدّث أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنا عصمة بن نوح، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى الأيّام، ويبعث الجمعة أمامها كالعروس ذات كمال وجمال، تهدي إلى ذي دين ومال، فتقف على باب الجنّة، والأيّام خلفها، فيشفع لكلّ من أكثر الصلاة فيها على محمّد وآل محمّد (عليهم السلام).
قال ابن سنان: فقلت: كم الكثير في هذا؟ وفي أيِّ زمان أوقات يوم الجمعة أفضل؟
قال: مئة مرّة، وليكن ذلك بعد العصر.
قال: وكيف أقولها؟
قال: تقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، مئة مرّة.
أقول: وقد سئل مولانا المهديّ صلوات الله عليه ما معناه: إنّ الكناية بيوم الجمعة عنه صلوات الله عليه، وقد قدّمت الرواية في أوائل هذا الكتاب أنّ يوم الجمعة إشارة به إليه(458).
51) دعاء لظهوره صلوات الله عليه في قنوت صلاة الجمعة
روى ابن مقاتل قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام):
أيّ شيء تقولون(459) في قنوت صلاة الجمعة؟
قال: قلت: ما يقول الناس.
قال: لا تقل كما يقولون، ولكن قل:
اللّهم أَصْلِحْ عَبْدَكَ وَخَليفَتَكَ بِما أَصْلَحْتَ بِهِ أَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْ عِنْدِكَ، وَاسْلُكْهُ(460) مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَأَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، وَلا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلى وَلِيِّكَ سُلْطاناً، وَأْذَنْ لَهُ(461) في جِهادِ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ، وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(462).
52) فضيلة قراءة سورة الإسراء في ليلة الجمعة
ونذكر في هذا الباب ما رواه في تفسير البرهان عن العيّاشي والصدوق في كتابيهما، بإسنادهما عن الصادق (عليه السلام) قال:
من قرأ سورة بني إسرائيل في كلّ ليلة جمعة لم يمت حتّى يدرك القائم، ويكون من أصحابه(463).

(4) - في أدعية الشهور

53) الدعاء في ظهر يوم عاشوراء لظهور مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال عبد الله بن سنان: دخلت على سيّدي أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) في يوم عاشوراء، فألقيته كاسف اللون ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط، فقلت: يا بن رسول الله، ممّ بكاؤك؟ لا أبكي الله عينيك.
فقال لي:
أَوَ في غفلة أنت؟ أما علمت أنّ الحسين بن عليّ اُصيب في مثل هذا اليوم؟
فقلت: يا سيّدي، فما قولك في صومه؟
فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطر من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم يعزّ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيّاً لكان صلوات الله عليه هو المعزّى بهم.
قال: وبكى أبو عبد الله (عليه السلام) حتّى اخضلّت لحيته بدموعه، ثمّ قال:
إنّ الله جلّ ذكره لمّا خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أوّل يوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك يعني يوم العاشر من شهر المحرّم في تقديره، وجعل لكلّ منهما شرعة ومنهاجاً.
يا عبد الله بن سنان، إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلّب. قلت: وما التسلّب؟
قال: تحلّل أزرارك، وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب، ثمّ تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد أو تعمد إلى منزل لك خالٍ، أو في خلوة منذ حين يرتفع النّهار فتصلّي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها، وتسلّم بين كلّ ركعتين تقرأ في الأولى(464): سورة الحمد، و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ»، وفي الثانية: الحمد، و«قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ»(465).
ثمّ تصلّي ركعتين اُخريين تقرأ في الأولى: الحمد وسورة الأحزاب، وفي الثانية: الحمد و«إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ»، أو ما تيسّر من القرآن، ثمّ تسلّم وتُحوّل وجهك نحو قبر الحسين (عليه السلام) ومضجعه، فتمثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله، وتسلّم وتصلّي عليه، وتلعن قاتليه، وتبرأ من أفعالهم، يرفع الله (عزَّ وجلَّ) لك بذلك في الجنّة من الدرجات، ويحطّ عنك من السّيّئات، ثمّ تسعى من الموضع الّذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أيّ شيء كان خطوات، تقول في ذلك: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، رِضاً بِقَضاءِ الله وَتَسْليماً لِأَمْرِهِ، وليكن عليك في ذلك الكأبة والحزن، وأكثر من ذكر الله(466) سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم، فإذا فرغت من سعيك وفعلك هذا، فقِف في موضعك الّذي صلّيت فيه، ثمّ قل:
اللّهم عَذِّبِ الْفَجَرَةَ، اَلَّذينَ شاقُّوا رَسُولَكَ، وَحارَبُوا أَوْلِيائَكَ، وَعَبَدُوا غَيْرَكَ، وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَكَ، وَالْعَنِ الْقادَةَ وَالْأَتْباعَ، وَمَنْ كانَ مِنْهُمْ(467)، فَخَبَّ وَأَوْضَعَ مَعَهُمْ، أَوْ رَضِيَ بِفِعْلِهِمْ لَعْناً كَثيراً.
اللّهم وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ(468)، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمُنافِقينَ الْمُضِلّينَ، وَالْكَفَرَةِ الْجاحِدينَ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسيراً، وَأَتِحْ لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَريباً، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطاناً نَصيراً.
ثمّ ارفع يديك، واقنت بهذا الدعاء، وقل - وأنت تؤمئ إلى أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم -:
اللّهم إِنَّ كَثيراً مِنَ الْاُمَّةِ ناصَبَتِ الْمُسْتَحْفَظينَ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَكَفَرَتْ بِالْكَلِمَةِ، وَعَكَفَتْ عَلَى الْقادَةِ الظَّلَمَةِ، وَهَجَرَتِ الْكِتابَ وَالسُّنَّةَ، وَعَدَلَتْ عَنِ الْحَبْلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِما، وَالتَّمَسُّكِ بِهِما، فَأَماتَتِ الْحَقَّ، وَجارَتْ(469) عَنِ الْقَصْدِ، وَمالَأَتِ الْأَحْزابَ، وَحَرَّفَتِ الْكِتابَ، وَكَفَرَتْ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَها، وَتَمَسَّكَتْ بِالْباطِلِ لَمَّا اعْتَرَضَها، وَضَيَّعَتْ حَقَّكَ، وَأَضَلَّتْ خَلْقَكَ، وَقَتَلَتْ أَوْلادَ نَبِيِّكَ، وَخِيَرَةَ عِبادِكَ، وَحَمَلَةَ عِلْمِكَ، وَوَرَثَةَ حِكْمَتِكَ وَوَحْيِكَ.
اللّهم فَزَلْزِلْ أَقْدامَ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ. اللّهم وَأَخْرِبْ دِيارَهُمْ، وَافْلُلْ(470) سِلاحَهُمْ، وَخالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَفُتَّ في أَعْضادِهِمْ وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ، وَارْمِهِمْ بَحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَطُمَّهُمْ بِالْبَلاءِ طَمّاً، وَقُمَّهُمْ بِالْعَذابِ قَمّاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً نُكْراً، وَخُذْهُمْ بِالسِّنينَ وَالْمَثُلاتِ الَّتي أَهْلَكْتَ بِها أَعْدائَكَ، إِنَّكَ ذُو نَقِمَةٍ مِنَ الْمُجْرِمينَ.
اللّهم إِنَّ سُنَّتَكَ ضائِعَةٌ، وَأَحْكامَكَ مُعَطَّلَةٌ، وَعِتْرَةَ نَبِيِّكَ فِي الْأَرْضِ هائِمَةٌ. اللّهم فَأَعِنِ الْحَقَّ وَأَهْلَهُ، وَاقْمَعِ الْباطِلَ وَأَهْلَهُ، وَمُنَّ عَلَيْنا بِالنَّجاةِ، وَاهْدِنا إِلَى الْإيمانِ، وَعَجِّلْ فَرَجَنا، وَانْظِمْهُ بِفَرَجِ أَوْلِيائِكَ، وَاجْعَلْهُمْ لَنا وُدّاً(471)، وَاجْعَلْنا لَهُمْ وَفْداً.
اللّهم وَأَهْلِكْ مَنْ جَعَلَ يَوْمَ قَتْلِ ابْنِ نَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ عيداً، وَاسْتَهَلَّ بِهِ فَرَحاً وَمَرَحاً، وَخُذْ آخِرَهُمْ كَما أَخَذْتَ أَوَّلَهُمْ، وَأَضْعِفِ اللّهم الْعَذابَ وَالتَّنْكيلَ عَلى ظالِمي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، وَأَهْلِكْ أَشْياعَهُمْ وَقادَتَهُمْ، وَأَبِرْ(472) حُماتَهُمْ وَجَماعَتَهُمْ.
اللّهم وَضاعِفْ صَلَواتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكاتِكَ عَلى عِتْرَةِ نَبِيِّكَ، اَلْعِتْرَةِ الضَّائِعَةِ الْخائِفَةِ الْمُسْتَذَلَّةِ، بَقِيَّةِ(473) الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الزَّاكِيَةِ(474) الْمُبارَكَةِ.
وَأَعْلِ اللّهم كَلِمَتَهُمْ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُمْ، وَاكْشِفِ الْبَلاءَ وَاللَّأْواءَ، وَحَنادِسَ الْأَباطيلِ وَالْعَمى(475) عَنْهُمْ، وَثَبِّتْ قُلُوبَ شيعَتِهِمْ وَحِزْبِكَ عَلى طاعَتِهِمْ(476) وَوِلايَتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ وَمُوالاتِهِمْ، وَأَعِنْهُمْ وَامْنَحْهُمُ الصَّبْرَ عَلَى الْأَذى فيكَ، وَاجْعَلْ لَهُمْ أَيَّاماً مَشْهُودَةً، وَأَوْقاتاً مَحْمُودَةً(477) مَسْعُودَةً، تُوشِكُ فيها فَرَجَهُمْ، وَتُوجِبُ فيها تَمْكينَهُمْ وَنَصْرَهُمْ(478)، كَما ضَمِنْتَ لِأَوْلِيائِكَ في كِتابِكَ الْمُنْزَلِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «وَعَدَ الله الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَني لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً»(479).
اللّهم فَاكْشِفْ غُمَّتَهُمْ، يا مَنْ لا يَمْلِكُ كَشْفَ الضُّرِّ إِلّا هُوَ، يا أَحَدُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، وَأَنَا يا إِلهي عَبْدُكَ الْخائِفُ مِنْكَ، وَالرَّاجِعُ إِلَيْكَ، اَلسَّائِلُ لَكَ، اَلْمُقْبِلُ عَلَيْكَ، اَللّاجِئُ إِلى فِنائِكَ، اَلْعالِمُ بِأَنَّهُ لا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلّا إِلَيْكَ.
اللّهم فَتَقَبَّلْ دُعائي، وَاسْمَعْ يا إِلهي عَلانِيَتي وَنَجْوايَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ رَضيتَ عَمَلَهُ، وَقَبِلْتَ نُسُكَهُ، وَنَجَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزيزُ الْكَريمُ.
اللّهم وَصَلِّ أَوَّلاً وَآخِراً عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، بِأَكْمَلِ(480) وَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَمَلائِكَتِكَ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ بِلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.
اللّهم وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَاجْعَلْني يا مَوْلايَ مِنْ شيعَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَذُرِّيَّتِهِمُ الطَّاهِرَةِ الْمُنْتَجَبَةِ، وَهَبْ لِيَ التَّمَسُّكَ بِحَبْلِهِمْ، وَالرِّضا بِسَبيلِهِمْ، وَالْأَخْذَ بِطَريقَتِهِمْ، إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.
ثمّ عفّر وجهك في الأرض وقل:
يا مَنْ يَحْكُمُ ما يَشاءُ وَيَفْعَلُ ما يُريدُ أَنْتَ حَكَمْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْكُوراً، فَعَجِّلْ يا مَوْلايَ فَرَجَهُمْ، وَفَرَجَنا(481) بِهِمْ، فَإِنَّكَ ضَمِنْتَ إِعْزازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّةِ، وَتَكْثيرَهُمْ بَعْدَ الْقِلَّةِ، وإِظْهارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ، يا أَصْدَقَ الصَّادِقينَ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
فَأَسأَلُكَ يا إِلهي وَسَيِّدي، مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، بَسْطَ أَمَلي وَالتَّجاوُزَ عَنّي، وَقَبُولَ قَليلِ عَمَلي وَكَثيرِهِ، وَالزِّيادَةَ في أَيَّامي وَتَبْليغي ذلِكَ الْمَشْهَدَ، وَأَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ يُدْعى فَيُجيبُ إِلى طاعَتِهِمْ وَمُوالاتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ(482)، وَتُرِيَني ذلِكَ قَريباً سَريعاً في عافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
ثمّ ارفع رأسك إلى السماء وقل:
أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ مِنَ الَّذينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَكَ، فَأَعِذْني يا إِلهي بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذلِكَ.
فإنّ هذا أفضل يا بن سنان من كذا وكذا حجّة، وكذا وكذا عمرة تتطوّعها وتُنفق فيها مالك، وتنصب فيها بدنك، وتقارن فيها أهلك ولدك.
وأعلم أنّ الله تعالى يعطي من صلّى هذه الصّلاة في هذا اليوم، ودعا بهذا الدعاء مخلصاً، وعمل هذا العمل موقناً مصدّقاً عشر خصال منها:
أن يقيه الله ميتة السّوء، ويؤمنه من المكاره والفقر، ولا يظهر عليه عدوّاً إلى أن يموت، ويوقيه الله من الجنون والجذام والبرص في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له، ولا يجعل للشّيطان ولأوليائه عليه، ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلاً.
قال ابن سنان: فانصرفت وأنا أقول: الحمد لله الذي منّ عليّ بمعرفتكم وحبّكم، وأسأله المعونة على المفترض عليّ من طاعتكم بمنّه ورحمته(483).
54) دعاء آخر في يوم عاشوراء لطلب الثأر مع الإمام المهديّ صلوات الله عليه
روى محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
من زار الحسين بن عليّ (عليهما السلام) في يوم عاشوراء من المحرّم حتّى يظلّ عنده باكياً، لقى الله (عزَّ وجلَّ) يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزى مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومع الأئمّة الرّاشدين (عليهم السلام).
قال: قلت: جعلت فداك، فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم، قال:
إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام، واجتهد في الدعاء على قاتله(484)، وصلّى من بعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشّمس.
ثمّ ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليُعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام)، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله تعالى جميع ذلك.
قلت: جعلت فداك، أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟
قال: أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك.
قلت: فكيف يعزّي بعضنا بعضاً؟
قال: تقولون:
أَعْظَمَ الله(485) اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ، وَجَعَلَنا وإِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبينَ بِثأرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الْإِمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ(486).
55) دعاء آخر لطلب ثار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء
أَحْسَنَ الله اُجُورَنا بِمُصابِنا بِأَبي عبد الله الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَجَعَلَنا مِنَ الطَّالِبينَ بِثأرِهِ مَعَ الْإِمامِ الْمَهْدِيِّ الْحَقِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ(487).
56) الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه يقرأ في كلّ يوم من شهر رجب
قال ابن عيّاش: وممّا خرج على يد الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد من الناحية المقدّسة دعاء لكلّ يوم من رجب:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمْرِكَ، اَلْمَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، اَلْمُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ، اَلْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، اَلْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لا تَعْطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها(488) إِلّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَماءَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.
فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَزيدَني إيماناً وَتَثْبيتاً، يا باطِناً في ظُهُورِهِ وَظاهِراً في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً(489) بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ، وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ، وَمُوجِدَ(490) كُلِّ مَوْجُودٍ، وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.
يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى عِبادِكَ الْمُنْتَجَبينَ، وَبَشَرِكَ(491) الْمُحْتَجِبينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَالْبُهْمِ(492) الصَّافّينَ الْحافّينَ.
وَبارِكْ لَنا في شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّمِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فيهِ النِّعَمَ، وَأَجْزِلْ لَنا فيهِ الْقِسَمَ، وَأَبْرِرْ لَنا فيهِ الْقَسَمَ، بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَما لا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ، وَاكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ(493)، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَبارِكْ لَنا فيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا، وَأَصْلِحْ لَنا خبيئَةَ أَسْرارِنا، وَأَعْطِنا مِنْكَ الْأَمانَ، وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الْإيمانِ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَيَّامِ وَالْأَعْوامِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ(494).
قال في عمدة الزائر: بيان: ولاة الأمر محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، وهم الموصوفون بهذه الصفات الجميلة، وهم المقامات الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان، لأنّهم (عليهم السلام) إذا دعوا الله تعالى بتلك المعاني المخزونة عندهم، أو دعا الدّاعي بهم، أو بما دعوا به في كلّ مكان على كلّ شيء استجاب الله لهم دعائهم من غير تعطيل.
لأنّ المبدأ فيّاض والمحلّ قابل، وببركتهم يفيض على الدّاعي، بل على جميع الخلق، وهذا هو السرّ في لزوم الصلوات عليهم والتوسّل لله (عزَّ وجلَّ) بهم في كلّ حاجة، لأنّ من صلّى عليهم لا يردّ(495).
57) دعاء آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه يقرأ في كلّ يوم من شهر رجب
قال ابن عيّاش: وخرج أيضاً من النّاحية المقدّسة على يد الشّيخ أبي القاسم الحسين بن روح هذا الدّعاء في أيّام رجب:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَيْنِ في رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّاني، وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَأَتَقَرَّبُ بِهِما إِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ، يا مَنْ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفيما لَدَيْهِ رُغِبَ.
أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ، فَطالَ عَلَى الْخَطايا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ، وَحُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمَّا في رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ.
اللّهم وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّريفَةِ، وَوَسائِلِكَ الْمُنيفَةِ، أَنْ تَتَغَمَّدَني في هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ واسِعَةٍ، وَنِعْمَةٍ وازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَمَحَلِّ الْآخِرَةِ، وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ(496).
58) الدعاء الثالث يقرأ في أيّام شهر رجب قرئه مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)
روي عن محمّد بن عبد الرّحمان التستري أنّه قال: مررت ببني رواس، فقال لي بعض إخواني: لو مِلت بنا إلى مسجد صعصعة، فصلّينا فيه، فإنّ هذا رجب ويستحبّ فيه زيارة هذه المواضع المشرّفة الّتي وطئها الموالي بأقدامهم، وصلّوا فيها، ومسجد صعصعة منها.
قال: فملت معه إلى المسجد، وإذا ناقة معلّقة مرحلة قد اُنيخت بباب المسجد فدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز، وعِمّة كَعِمَّتِهم، قاعد يدعو بهذا الدّعاء فحفظته أنا وصاحبي وهو:
(قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه: يستحبّ أن يقرأ هذا الدعاء في كلّ يوم من شهر رجب):
اللّهم يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ، وَالْآلاءِ الْوازِعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسيمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ، وَالْأَيادِي الْجَميلَةِ، وَالْعَطايَا الْجَزيلَةِ.
يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ، وَلا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ، وَلا يُغْلَبُ بِظَهيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ، وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطى فَأَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَأَفْضَلَ.
يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ(497) الْأَبْصارِ، وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ، يَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالْآلاءِ وَالْكِبْرِياءِ، فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حَارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ(498) دَقائِقُ لَطائِفِ الْأَوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الْأَنامِ.
يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ، أَسْألُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لا تَنْبَغي إِلّا لَكَ، وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِما ضَمِنْتَ الْإِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ.
يا أَسْمَعَ السَّامِعينَ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرينَ، وَأَسْرَعَ الْحاسِبينَ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ [الْأَئِمَّةِ الصَّادِقينَ]، وَاقْسِمْ لي في شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ(499) لي في قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ(500).
وَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِني ما أَحْيَيْتَني مَوْفُوراً، وَأَمِتْني مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتي مِنْ مُسائَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّي مُنْكَراً وَنَكيراً، وَأَرِ عَيْني مُبَشِّراً وَبَشيراً، وَاجْعَلْ لي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ(501) مَصيراً وَعَيْشاً قَريراً، وَمُلْكاً كَبيراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً.
ثمّ سجد طويلاً، وقام وركب الراحلة وذهب.
فقال لي صاحبي: نراه الخضر (عليه السلام) فما بالنا لا نكلّمه كأنّما أمسك على ألسنتنا، فخرجنا فلقينا ابن أبي رواد الرواسي فقال: من أين أقبلتما؟ قلنا: من مسجد صعصعة، وأخبرناه بالخبر.
فقال: هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لا يتكلّم. قلنا: من هو؟ قال: فمن تريانه أنتما؟ قلنا: نظنّه الخضر (عليه السلام). فقال: فأنا والله ما أراه إلّا مَن الخضر (عليه السلام) محتاجٌ إلى رؤيته، فانصرفا راشدين.
فقال لي صاحبي: هو والله صاحب الزمان أرواحنا فداه(502).
أقول: قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: روي هذا الدعاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنّه لمّا كان الدعاء يقرأ في أيّام شهر رجب نقلناه في هذا الباب أي باب أدعية الشهور.
59) دعاء يوم الثالث من شعبان
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في البحار: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمّد (عليهما السلام) أنّ مولانا الحسين (عليه السلام) ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصمه وادع فيه بهذا الدعاء(503).
وقال في زاد المعاد: صدر الأمر من صاحب الأمر صلوات الله عليه إنّ يوم الثالث من شهر شعبان يوم ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) فصمه وادع بهذا الدعاء:
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ في هذَا الْيَوْمِ، اَلْمَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّماءُ وَمَنْ فيها، وَالْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، وَلَمَّا يَطَأْ لابَتَيْها(504) قَتيلِ الْعَبَرَةِ وَسَيِّدِ الْاُسْرَةِ، اَلْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ، اَلْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ، وَالْفَوْزَ مَعَهُ في أَوْبَتِهِ، وَالْأَوْصِياءَ مِنْ عِتْرَتِهِ، بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتَّى يُدْرِكُوا الْأَوْتارَ، وَيَثْأَرُوا الثَّأرَ، وَيُرْضُوا الْجَبَّارَ، وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصارٍ، صَلَّى الله عَلَيْهِمْ، مَعَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.
اللّهم فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ، وَأَسْأَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ [وَ]مُعْتَرِفٍ، مُسيء إِلى نَفْسِهِ، مِمَّا فَرَّطَ في يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، يَسْئَلُكَ الْعِصْمَةَ إِلى مَحَلِّ رَمْسِهِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْكَرامَةِ، وَمَحَلَّ الْإِقامَةِ.
اللّهم وَكَما أَكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ، فَأَكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ(505)، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ، وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَعَلى جَميعِ أَوْصِيائِهِ وَأَهْلِ اصْطِفائِهِ، اَلْمَمْدُودينَ مِنْكَ بِالْعَدَدِ الاِثْنَيْ عَشَرَ، اَلنُّجُومِ الزُّهَرِ، وَالْحُجَجِ عَلى جَميعِ الْبَشَرِ.
اللّهم وَهَبْ لَنْا في هذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَأَنْجِحْ لَنا فيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ، كَما وَهَبْتَ الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ (صلّى الله عليه وآله)، وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ، وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(506).
فضيلة ليلة النصف من شعبان
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس (رحمه الله):
فصل: فيما نذكره من ولادة مولانا المهديّ (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان، وما يفتح الله جلّ جلاله علينا من تعظيمها بالقلب والقلم واللسان.
إعلم أنّنا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف تفصيل هذه الولادة الشّريفة، وروينا ما يتعلّق بها في فصول لطيفة، فذكرنا فصلاً في كشف شراء والدته عليها أفضل التحيّات، وفصلاً في حديث الولادة والقابلة ومن ساعدها من نساء الجيران، ومرّ هاهنا من نساء بولدها العظيم الشّأن عليه أفضل الصلوات.
وفصلاً في حديث عرض مولانا الإمام الحسن العسكريّ لولده المهديّ صلوات الله عليهما بعد الولادة بثلاثة أيّام على من يثق به من خاصّته الصّالحين لحفظ أسرار الإسلام، وفصلاً فيمن يشير هاهنا صلوات الله عليه بولادة المهديّ (عليه السلام)، وفصلاً بذكر العقيقة الجسيمة عن تلك الولادة العظيمة خبزاً ولحماً.
وفصلاً فيمن أهدى إليه مولانا الحسن العسكريّ (عليه السلام) رأساً من جملة الغنم المتقرّب بذبحها، لأجل عقيقة الولادة الّتي شهد المعقول والمنقول بمدحها، وفصلاً في حديث إقامة الحسن العسكري (عليه السلام) وكيلاً في حياته يكون في خدمة مولانا المهديّ (عليه السلام) بعد انتقال والده إلى الله جلّ جلاله ووفاته، وأوضحنا تحقيق هذه الأحوال بما لم أعرف أنّ أحداً سبقنا إلى كشفها كما رتّبناه من صدق المقال.
فصل: فيما نذكره أنّ مولانا المهديّ (عليه السلام) ممّن أطبق أهل الصدق ممّن يعتمد على قوله بأنّ النبيّ جدّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بشّر الاُمّة بولادته، وعظيم انتفاع الإسلام برياسته ودولته، وذكر شرح كمالها، وما يبلغ إليه حال جلالها إلى ما لم يظفر به نبيّ سابق ولا وصيّ لاحق ولا بلغ إليه ملك سليمان (عليه السلام) الّذي حكم في ملكه على الإنس والجنّ، لأنّ سليمان (عليه السلام) لمّا قال: «هَبْ لي مُلْكاً لا يَنْبَغي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»(507) ما قيل له:
قد أجبنا سؤالك في أنّنا لا نعطي أحداً من بعدك أكثر منه في سبب من الأسباب إنّما قال الله جلّ جلاله: «فَسَخَّرْنا لَهُ الرّيحَ تَجْري بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ * وَالشَّياطينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الْأَصْفادِ»(508).
والمسلمون مجمعون على أنّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيّد المرسلين وخاتم النّبيّين اُعطي من الفضل العظيم والمكان الجسيم ما لم يعط أحد من الأنبياء في الأزمان ولا سليمان، ومن البيان على تفصيل منطق اللسان والبيان أنّ المهديّ (عليه السلام) يأتي في أواخر الزّمان قد تهدّمت أركان أديان الأنبياء، ودرست معالم مراسم الأوصياء، وطمست آثار أنوار الأولياء، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً وحكماً كما ملئت جوراً وجهلاً وظلماً، فبعث الله جلّ جلاله رسوله محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليجدّد سائر مراسم الأنبياء والمرسلين، ويحيي به معالم الصّادقين من الأوّلين والآخرين، ولم يبلغ أحد منهم صلوات الله عليهم وعليه إلى أنّه قام أحد منهم بجميع أمرهم بعدد رؤوسه، ويبلغ به ما يبلغ هو (عليه السلام) إليه.
وقد ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره من رجال المحافظ وغيره من رجال المخالفين، وذكر ابن المنادي في كتاب الملاحم وهو عندهم ثقة أمين، وذكره أبو العليّ الهمداني وله المقام المكين، وذكرت شيعته من آيات ظهوره وانتظام اُموره عن سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما لم يبلغ إليه أحد من العالمين، وذلك من جملة آيات خاتم النبيّين وتصديق ما خصّه الله جلّ جلاله إليه أنّه من فضله في قوله جلّ جلاله: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ»(509).
أقول: ينبغي أن يكون تعظيم هذه الليلة لأجل ولادته عند المسلمين والمعترفين بحقوق إقامته على قدر ما ذكره جدّه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وبشّر به المسعودين من اُمّته، كما لو كان المسلمون قد أظلمت عليهم أيّام حياتهم، وأشرفت عليهم جيوش أهل عداوتهم، وأحاطت بهم نحوس خطيئاتهم، فأنشأ الله تعالى مولوداً يعتق رقابهم من رقّها، ويمكّن كلّ يد مغلولة من حقّها، ويعطي كلّ نفس ما تستحقّه من سبقها، ويبسط للخلائق في المشارق والمغارب بساطاً متساوي الأطراف، مكمّل الألطاف، مجمل الأوصاف، ويجلس الجميع عليه إجلاس الوالد الشفيق لأولاده العزيزين عليه أو إجلاس الملك الرّحيم الكريم لمن تحت يديه، ويريهم من مقدّمات آيات المسرّات، وبشارات المبرّات في دار السّعادات الباقيات، ما يشهد حاضرها لغائبها، وتقود القلوب والأعناق إلى طاعة واهبها.
أقول: وليقم كلّ إنسان لله جلّ جلاله في هذه الليلة بقدر شكر ما منّ الله (عزَّ وجلَّ) عليه بهذا السلطان، وأنّه جعله من رعاياه، والمذكورين في ديوان جنده، والمسمّين بالأعوان على تمهيد الإسلام والإيمان واستئصال الكفر والطغيان والعدوان، ومدّ سرادقات السعادات على سائر الجهات من حيث تطلع شموس السماوات وإلى حيث تغترب إلى أقصى الغايات والنّهايات، ويجعل من خدمته لله جلّ جلاله الّذي لا يقوم الأجساد بمعانيها خدمة لرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الّذى كان سبب هذه الولادة والسّعادة وشرف رياستها وخدمة لآبائه الطاهرين الّذين كانوا أصلاً لها وأعواناً على إقامة حرمتها وخدمة له صلوات الله عليه، كما يجب على الرعيّة لمالك أزمّتها، والقيّم لها باستقامتها، وإدراك سعادتها، ولست أجد القوّة البشريّة قادرة على القيام بهذه الحقوق المعظّمة الرضيّة إلّا بقوّة من القدرة الربّانيّة، فليقم كلّ عبد مسعود من العباد بما يبلغ إليه ما أنعم به عليه الله جلّ جلاله من القوّة والاجتهاد.
فصل: فيما نذكره من الدعاء والقسم على الله جلّ جلاله بهذا المولود العظيم المكان ليلة النصف من شعبان وهو:
60) دعاء ليلة النصف من شعبان
اللّهم بِحَقِّ لَيْلَتِنا هذِهِ وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، اَلَّتي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِآياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ، وَضِياؤُكَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ(510) الدَّيْجُورِ، اَلْغائِبُ الْمَسْتُورُ.
جَلَّ مَوْلِدُهُ، وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَالله ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، إِذا آنَ ميعادُهُ، وَالْمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذي لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لا يَصْبُو، مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الْأَمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الذِّكْرُ، وَما يَنْزِلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةُ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.
اللّهم فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ، اَلْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ(511)، وَأَدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثأرَنا بِثأرِهِ، وَاكْتُبْنا في أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَأَحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ، وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقينَ، وَالْعَنْ جَميعَ الظَّالِمينَ، وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ(512).
61) دعاء آخر يقرأ في ليلة النصف من شعبان
كان علىّ بن الحسين (عليهما السلام) يدعو عند كلّ زوال من أيّام شعبان، وفي ليلة النصف منه، فيقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلِفِ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ، وَأَهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، اَلْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها، وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها، اَلْمُقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ، وَالْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ، وَاللّازِمُ لَهُمْ لاحِقٌ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، اَلْكَهْفِ الْحَصينِ، وَغِياثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكينِ، وَمَلْجَأ الهارِبينَ، وَمَنْجَى الخائِفينَ، وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، صَلاةً كَثيرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضًى، وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ أَداءً وَقَضاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، اَلطَّيِّبينَ الْأَبْرارِ، وَالطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، اَلَّذينَ أَوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ، وَفَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَوِلايَتَهُمْ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، وَاعْمُرْ قَلْبي بِطاعَتِكَ، وَلا تُخْزِني بِمَعْصِيَتِكَ، وَارْزُقْني مُواساةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِما وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ، وَأَحْيَيْتَني تَحْتَ ظِلِّكَ، وَهذا شَهْرُ نَبِيِّكَ وَسَيِّدِ رُسُلِكَ شَعْبانُ الَّذي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، اَلَّذي كانَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ)، يُداوِمُ في صِيامِهِ وَقِيامِهِ في لَياليهِ وَأَيَّامِهِ، بُخُوعاً لَكَ في إِكْرامِهِ وَإِعْظامِهِ إِلى مَحَلِّ حِمامِهِ.
اللّهم فَأَعِنَّا عَلَى الاِسْتِنانِ بِسُنَّتِهِ فيهِ، وَنَيْلِ الشَّفاعَةِ لَدَيْهِ. اللّهم فَاجْعَلْهُ لي شَفيعاً مُشْفِعاً، وَطَريقاً إِلَيْكَ مَهْيِعاً، وَاجْعَلْني لَكَ مُتَّبِعاً حَتَّى أَلْقاكَ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَنّي راضِياً، وَعَنْ ذُنُوبي مُغْضِئًا، قَدْ أَوْجَبْتَ لي مِنْكَ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوانَ، وَأَنْزَلْتَني دارَ الْقَرارِ وَمَحَلَّ الْأَخْيارِ(513).
أقول: الأدعية الواردة في ليلة النصف من شعبان كثيرة، وفيما ذكرناها كفاية.
فضيلة دعاء كميل في هذه الليلة
قال كميل بن زياد: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم ما معنى قول الله (عزَّ وجلَّ): «فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ»(514).
قال (عليه السلام):
ليلة النصف من شعبان، والّذي نفس عليّ بيده إنّه ما من عبد إلّا وجميع ما يجري عليه من خير وشرّ مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر (عليه السلام) إلّا اُجيب.
فلمّا انصرف طرقته ليلاً، فقال (عليه السلام): ما جاء بك يا كميل؟
قلت: يا أمير المؤمنين؛ دعاء الخضر. فقال (عليه السلام):
إجلس يا كميل؛ إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كلّ ليلة جمعة أو في الشهر مرّة أو في السنة مرّة أو في عمرك مرّة تكف وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة.
يا كميل؛ أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت(515).
وعلّمه دعاء كميل. نذكره في الباب الثالث عشر من هذا الكتاب.
أقول: ينبغي أن يقرأ في ليلة النصف من شعبان وفي يومه صلوات ضرّاب الأصفهاني الّتي نقلناها في أدعية الاُسبوع من هذا الكتاب.
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): وممّا يناسب ليلة النصف من شعبان زيارة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه؛ فإنّها ليلة ولادته عليه وعلى آبائه السّلام(516).
62) دعاء الافتتاح
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): روي بسند معتبر أنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه كتب إلى الشيعة:
أن اقرؤوا هذا الدعاء في كلّ ليالي شهر رمضان؛ لأنّ الملائكة يسمعونه ويستغفرون لقارئه.
والدّعاء هذا:
اللّهم إِنّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرينَ في مَوْضِعِ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ.
اللّهم أَذِنْتَ لي في دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ، فَاسْمَعْ يا سَميعُ مِدْحَتي، وَأَجِبْ يا رَحيمُ دَعْوَتي، وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتي، فَكَمْ يا إِلهي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُومٍ قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً. اَلْحَمْدُ للهِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها. اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلْكِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ في أَمْرِهِ.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلْقِهِ، وَلا شَبيهَ(517) لَهُ في عَظَمَتِهِ. اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشي فِي الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، اَلظَّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ، وَالْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ، اَلَّذي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلّا جُوداً وَكَرَماً، إِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهَّابُ.
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ قَليلاً مِنْ كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بي إِلَيْهِ عَظيمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عِنْدي كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ.
اللّهم إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيئَتي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمي، وَسَتْرَكَ عَلى(518) قَبيحِ عَمَلي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ(519) جُرْمي، عِنْدَ ما كانَ مِنْ خَطَئي وَعَمْدي، أَطْمَعَني في أَنْ أَسْئَلَكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، اَلَّذي رَزَقْتَني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَرَيْتَني مِنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَني مِنْ إِجابَتِكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً.
وَأَسأَلُكَ مُسْتَأْنِساً لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلًّا عَلَيْكَ فيما قَصَدْتُ فيهِ إِلَيْكَ، فَإِنْ أَبْطَأَ عَنّي(520) عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي أَبْطَأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي، لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الْاُمُورِ.
فَلَمْ أَرَ مَوْلىً(521) كَريماً أَصْبَرَ عَلى عَبْدٍ لَئيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ، إِنَّكَ تَدْعُوني فَأُوَلّي عَنْكَ، وَتتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لي(522)، وَالْإِحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ(523) بِفَضْلِ إِحْسانِكَ، إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِى الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الْإِصْباحِ، دَيَّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعالَمينَ. اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ.
وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ(524). اَلْحَمْدُ للهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فالِقِ الْإِصْباحِ، ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ، اَلَّذي بَعُدَ فَلا يُرى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى، تَبارَكَ وَتَعالى.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبيهٌ(525) يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ(526)، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الْأَعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَوْرَةٍ وَأَنَا أَعْصيهِ، وَيُعَظِّمُ النِّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَدْ أَعْطاني، وَعَظيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفاني، وَبَهْجَةٍ مُونِقَةٍ قَدْ أَراني، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً، وَأَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ(527) آمِلُهُ(528). اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُؤْمِنُ الخائِفينَ، وَيُنَجِّى(529) الصَّالِحينَ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ، وَيُهْلِكُ مُلُوكاً، وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينَ.
وَالْحَمْدُ للهِ قاصِمِ الجَبَّارينَ، مُبيرِ الظَّالِمينَ(530)، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ(531) الظَّالِمينَ، صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطَّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ.
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكَّانُها، وَتَرْجُفُ الْأَرْضُ وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ(532) في غَمَراتِها. اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله. اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا(533) يُرْزَقْ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمْ، وَيُميتُ الْأَحْياءَ وَيُحْيِى الْمَوْتى، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمينِكَ وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ وَأَسْنى وَأَكْثَرَ(534) ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ، عَلى أَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ، وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى عَلِيٍّ أمير المؤمنين، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ، وَأَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبَأ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ، فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ، وإِمامَيِ الْهُدى، اَلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
وَصَلِّ عَلى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، واُمَنائِكَ في بِلادِكَ، صلاة كَثيرَةً دائِمَةً.
اللّهم وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ أَمْرِكَ، اَلْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ(535) بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، يا رَبَّ الْعالَمينَ.
اللّهم اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، إِسْتَخْلِفْهُ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً.
اللّهم أَعِزَّهُ وَأَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً. اللّهم أَظْهِرْ بِهِ دينَكَ(536) وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ(537) بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ. اللّهم ما عَرَّفْتَنا مِنَ الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا(538) عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ.
اللّهم الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا، وَأَعْزِزْ(539) بِهِ ذِلَّتَنا، وَأَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا(540)، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ أَسْرَنا، وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَأَنْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَأَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ آمالَنا، وَأَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا.
يا خَيْرَ الْمَسْئُولينَ وَأَوْسَعَ الْمُعْطينَ، إِشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا(541)، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنَّا عَلى ذلِكَ(542) بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ(543) تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُناها، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(544).
63) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد كلّ صلاة في شهر رمضان
قد ورد هذا الدعاء عقيب كلّ صلاة:
اللّهم أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ. اللّهم أَغْنِ كُلَّ فَقيرٍ. اللّهم أَشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ. اللّهم اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ. اللّهم اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدينٍ. اللّهم فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ. اللّهم رُدَّ كُلَّ غَريبٍ. اللّهم فُكَّ كُلَّ أَسيرٍ.
اللّهم أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ اُمُورِ الْمُسْلِمينَ. اللّهم اشْفِ كُلَّ مَريضٍ. اللّهم سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ. اللّهم غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ. اللّهم اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(545).
ولا يخفى على القارئ الكريم إنّ مضمون الدعاء لا يتحقّق إلّا في الحكومة الإلهيّة والدولة المهدويّة، وللدعاء قصّة تدلّ على مناسبته لهذا الباب لا مجال لنا الآن لذكرها.
64) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان
نقل السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) هذا الدعاء لهذا اليوم:
اللّهم إِنّي أَدينُكَ بِطاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ، وَوِلايَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَوِلايَةِ أمير المؤمنين حَبيبِ نَبِيِّكَ، وَوِلايَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ جَنَّتِكَ.
وَأَدينُكَ يا رَبِّ بِوِلايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَسَيِّدي وَمَوْلايَ صاحِبِ الزَّمانِ.
أَدينُكَ يا رَبِّ بِطاعَتِهِمْ وَوِلايَتِهِمْ، وَبِالتَّسْليمِ بِما فَضَّلْتَهُمْ، راضِياً غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ، عَلى ما أَنْزَلْتَ في كِتابِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَلِسانِكَ وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالْمُعَظِّمِ لِحُرْمَتِكَ، وَالْمُعَبِّرِ عَنْكَ، وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ، وَاُذُنِكَ السَّامِعَةِ، وَشاهِدِ عِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَالْمُجاهِدِ في سَبيلِكَ، وَالْمُجْتَهِدِ في طاعَتِكَ.
وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَأَعِنْهُ وَأَعِنْ عَنْهُ، وَاجْعَلْني وَوالِدَيَّ وَما وَلَدا وَوُلْدي مِنَ الَّذينَ يَنْصُرُونَهُ، وَيَنْتَصِرُونَ بِهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا.
اللّهم أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَدَمْدِمْ بِمَنْ نَصَبَ لَهُ، وَاقْصِمْ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ حَتَّى لاتَدَعَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَيَّاراً(546).
(65) دعاء آخر في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان
نقل السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) دعاء آخر لهذا اليوم:
اللّهم إِنَّ الظَّلَمَةَ جَحَدُوا آياتِكَ، وَكَفَرُوا بِكِتابِكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، وَاسْتَنْكَفُوا عَنْ عِبادَتِكَ، وَرَغِبُوا عَنْ مِلَّةِ خَليلِكَ، وَبَدَّلُوا ما جاءَ بِهِ رَسُولُكَ، وَشَرَّعُوا غَيْرَ دينِكَ، وَاقْتَدَوْا بِغَيْرِ هُداكَ، وَاسْتَنُّوا بِغَيْرِ سُنَّتِكَ، وَتَعَدَّوْا حُدُودَكَ، وَسَعَوْا مُعاجِزينَ في آياتِكَ.
وَتَعاوَنُوا عَلى إِطْفاءِ نُورِكَ، وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِكَ، وَكَفَرُوا نَعْماءَكَ، وَشاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ، وَوالَوْا أَعْداءَكَ، وَعادَوْا أَوْلِيائَكَ، وَعَرَفُوا ثُمَّ أَنْكَرُوا نِعْمَتَكَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا آلاءَكَ، وَأَمِنُوا مَكْرَكَ، وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ ذِكْرِكَ، وَاسْتَحَلُّوا حَرامَكَ وَحَرَّمُوا حَلالَكَ، وَاجْتَرَأُوا عَلى مَعْصِيَتِكَ، وَلَمْ يَخافُوا مَقْتَكَ، وَنَسُوا نِقْمَتَكَ وَلَمْ يَحْذَرُوا بَأْسَكَ، وَاغْتَرُّوا بِنِعْمَتِكَ.
اللّهم فَاصْبُبْ مِنْهُمْ، وَاصْبُبْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ، وَاسْتَأْصِلْ شافَتَهُمْ، وَاقْطَعْ دابِرَهُمْ، وضَعْ عِزَّهُمْ وَجَبَرُوتَهُمْ، وَانْزَعْ أَوْتارَهُمْ، وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ، وَأَرْعِبْ قُلُوبَهُمْ. اللّهم إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا دينَكَ دَغَلاً، وَمالَكَ دُوَلاً وَعِبادَكَ خَوَلاً.
اللّهم اكْفُفْهُمْ بَأْسَهُمْ، وَافْلُلْ حَدَّهُمْ، وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ، وَأَشْمِتْ عَدُوَّهُمْ وَاشْفِ صُدُورَ الْمُؤْمِنينَ. اللّهم افْتُتْ أَعْضادَهُمْ، وَاقْهَرْ جَبابِرَتَهُمْ، وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ، وَاقْضُضْ بُنْيانَهُمْ، وَخالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهُمْ، وَشَتِّتْ أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِهِمْ، وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ، وَاسْفِكْ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ دِمائَهُمْ، وَأَوْرِثِ الْمُؤْمِنينَ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ.
اللّهم أَضِلَّ أَعْمالَهُمْ، وَاقْطَعْ رَجاءَهُمْ، وَأَدْحِضْ حُجَّتَهُمْ، وَاسْتَدْرِجْهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، وَائْتِهِمْ بِالْعَذابِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ، وَأَنْزِلْ بِساحَتِهِمْ ما يَحْذَرُونَ، وَحاسِبْهُمْ حِساباً شَديداً، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً نُكْراً، وَاجْعَلْ عاقِبَةَ أَمْرِهِمْ خُسْراً.
اللّهم إِنَّهُمُ اشْتَرَوْا بِآياتِكَ ثَمَناً قَليلاً، وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبيراً. اللّهم فَخُذْهُمْ أَخْذاً وَبيلاً، وَدَمِّرْهُمْ تَدْميراً، وَتَبِّرْهُمْ تَتْبيراً، وَلا تَجْعَلْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ناصِراً، وَلا فِي السَّماءِ عاذِراً، وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبيراً. اللّهم فَخُذْهُمْ أَخْذاً وَبيلاً.
اللّهم إِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وعَمِلُوا السَّيِّئاتِ. اللّهم فَخُذْهُمْ بِالْبَلِيَّاتِ، وَاحْلُلْ بِهِمُ الْوَيْلاتِ، وَأَرِهِمُ الْحَسَراتِ، يا الله إِلهَ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم إِنّي أَدينُكَ يا رَبِّ بِطاعَتِكَ، وَلا نُنْكِرُ وِلايَةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَوِلايَةَ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَوِلايَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (عليهما السلام)، سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَوَلَدَيْ رَسُولِكَ (عليهما السلام).
وَوِلايَةَ الطَّاهِرينَ الْمَعْصُومينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْحُسَيْنِ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ سَلامُ الله وَبَرَكاتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَوِلايَةَ الْقائِمِ، اَلسَّابِقِ مِنْهُمْ بِالْخَيْراتِ، اَلْمُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ سَلامُ الله عَلَيْهِ.
أَدينُكَ يا رَبِّ بِطاعَتِهِمْ وَوِلايَتِهِمْ، وَالتَّسْليمِ لِفَرْضِهِمْ، راضِياً غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ، عَلى مَعْنى ما أَنْزَلْتَ في كِتابِكَ، عَلى مَوْجُودِ ما أَتانا فيهِ، راضِياً ما رَضيتَ بِهِ، مُسَلِّماً مُقِرّاً بِذلِكَ يا رَبِّ، راهِباً لَكَ، راغِباً فيما لَدَيْكَ.
اللّهم ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَالشَّاهِدِ عَلى عِبادِكَ، اَلْمُجاهِدِ الْمُجْتَهِدِ في طاعَتِكَ، وَوَلِيِّكَ وَأَمينِكَ في أَرْضِكَ، فَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَاجْعَلْهُ في وَدائِعِكَ الَّتي لا يَضيعُ مَنْ كانَ فيها، وَفي جِوارِكَ الَّذي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، يا إِلهَ الْعالَمينَ.
اللّهم اعْصِمْهُ بِالسَّكينَةِ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَأَعِنْهُ وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً. اللّهم والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
اللّهم اشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَالْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا، وَأَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَأَغْنِ بِهِ فاقَتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَتَنا، وَكُفَّ بِهِ وُجُوهَنا، وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دُعائَنا، وَأَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، وَاشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاهْدِنا لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ يا رَبِّ، إِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ.
اللّهم أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَقَوِّ ناصِرَهُ، وَاخْذُلْ خاذِلَهُ، وَدَمِّرْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَأَهْلِكْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْصِمْ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَسائِرَ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبابِرَةَ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، بَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلا تُبْقِ لَهُمْ آثاراً.
اللّهم أَظْهِرْهُ، وَافْتَحْ عَلى يَدَيْهِ الْخَيْراتِ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَهُ وَبِهِ. اللّهم أَعِنَّا عَلى سُلُوكِ الْمَناهِجِ، مِنْهاجِ الْهُدى، وَالْمَحَجَّةِ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةِ الْوُسْطى، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهِ التَّالي، وَوَفِّقْنا لِمُتابَعَتِهِ، وَأَداءِ حَقِّهِ.
وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ، وَاجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في أَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، وَمَعُونَةِ سُلْطانِهِ، وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ، وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، لانَطْلُبُ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نُريدُ بِهِ سِواكَ، وَتُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وَتَجْعَلَنا فِي الْخَيْرِ مَعَهُ.
وَاصْرِفْ عَنَّا في أَمْرِهِ السَّامَةَ وَالْكَسَلَ وَالْفَتْرَةَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَعَلَيْنا عَسيرٌ، وَقَدْ عَلِمْنا بِفَضْلِكَ وإِحْسانِكَ يا كَريمُ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ(547).
(66) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان
نقل السيّد بن طاووس (رحمه الله) لليوم الثامن عشر من شهر رمضان هذا الدعاء:
اللّهم إِنَّ الظَّلَمَةَ كَفَرُوا بِكِتابِكَ، وَجَحَدُوا آياتِكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، وَبَدَّلُوا ما جاءَ بِهِ رَسُولُكَ، وَشَرَعُوا غَيْرَ دينِكَ، وَسَعَوْا بِالْفَسادِ في أَرْضِكَ، وَتَعاوَنُوا عَلى إِطْفاءِ نُورِكَ، وَشاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ، وَوالَوْا أَعْداءَكَ، وَعادَوْا أَوْلِياءَكَ، وَظَلَمُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ.
اللّهم فَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، وَاصْبُبْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ، وَاسْتَأْصِلْ شَأْفَتَهُمْ. اللّهم إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا دينَكَ دَغَلاً، وَمالَكَ دُوَلاً، وَعِبادَكَ خَوَلاً، فَاكْفُفْ بَأْسَهُمْ، وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ الْمُؤْمِنينَ، وَخالِفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَشَتِّتْ أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَاسْفِكْ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ دِمائَهُمْ، وَخُذْهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللّهم إِنَّا نَشْهَدُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ، أَنَّهُمْ لَمْ يُذْنِبُوا لَكَ ذَنْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبُوا لَكَ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعُوا لَكَ طاعَةً.
وَأَنَّ مَوْلانا وَسَيِّدَنا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلْهادِي الْمُهْتَدي، اَلتَّقِيُّ النَّقِيُّ الزَّكِيُّ الرَّضِيُّ، فَاسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَقَوِّنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَأَداءِ حَقَّهِ، وَاحْشُرْنا في أَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ(548).
(67) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان
ورد هذا الدعاء في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان في بعض النسخ:
اللّهم يا ذَا الْمَجْدِ الشَّامِخِ وَالسُّلْطانِ الْباذِخِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَكُنْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ، في هذِهِ السَّاعَةِ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً وَناصِراً، وَدَليلاً وَعَوْناً، وَعَيْناً وَمُعيناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.
يا مُدَبِّرَ الْاُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، يا مُجْرِيَ الْبُحُورِ، يا مُلَيِّنَ الْحَديدِ لِداوُودَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا، أي اُطلب حاجتك(549).
(68) دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان
قال العلّامة المجلسي: عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناده عن الصالحين (عليهم السلام) قال:
وكرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً، وعلى كلّ حال، والشهر كلّه، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبيّ وآله:
اللّهم كُنْ لِوَلِيِّكَ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ، عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَمُؤَيِّداً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طُولاً وَعَرْضاً، وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْوارِثينَ.
اللّهم انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ مِنْكَ عَلى يَدِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ وَالْفَتْحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلا تُوَجِّهِ الْأَمْرَ إِلى غَيْرِهِ. اللّهم أَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم إِنّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ، وَاجْمَعْ لَنا خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَاقْضِ عَنَّا جَميعَ ما تُحِبُّ فيهِما.
وَاجْعَلْ لَنا في ذلِكَ الْخِيَرَةَ بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ في عافِيَةٍ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ وَيَدُكَ الْمَلَأُ، فَإِنَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِهِ، وَعَطاؤُكَ يَزيدُ في مُلْكِكَ(550).
(69) الدعاء الثالث لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وفي غيرها
قال الشيخ الأجلّ الكفعمي (رحمه الله): وعنهم (عليهم السلام):
كرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلّ حال، وفي الشهر كلّه، وكيف أمكنك، ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تمجيده تعالى والصلاة على نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(551):
اللّهم كُنْ لِوَلِيِّكَ(552) الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ)، في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً وَناصِراً، وَدَليلاً وَعَيْناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً(553).
من أدب الشيعة بالنسبة إلى الإمام (عجّل الله فرجه) في يوم عيد فطر
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس: فصل فيما نذكره من أدب العبد يوم العيد مع من يعتقد أنّه إمامه وصاحب ذلك المقام المجيد فأقول:
إعلم أنّه إذا كان يوم عيد الفطر، فإن كان صاحب الحكم والأمر متصرّفاً في ملكه ورعاياه على الوجه الّذي أعطاه مولاه، فليكن مهنئاً له صلوات الله عليه بشرف إقبال الله جلّ جلاله عليه، وتمام تمكينه من إحسانه إليه.
ثمّ كن مهنّئاً لنفسك ولمن يعزّ عليك وللدّنيا وأهلها، ولكلّ مسعود بإمامته بوجوده (عليه السلام)، وسعوده وهدايته وفوائد دولته، وإن كان من يعتقد وجوب طاعته ممنوعاً من التصرّف في مقتضى رياسته، فليكن عليك أثر المساواة والمواساة في الغضب مع الله جلّ جلاله مولاك ومولاه، والغضب لأجله، والتأسّف على ما فات من فضله.
فقد روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب «من لا يحضره الفقيه» وغيره بإسناده إلى حنّان بن سدير، عن عبد الله بن دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال:
يا عبد الله؛ ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلّا وهو يتجدّد لآل محمّد فيه حزن.
قال: قلت: ولِمَ؟
قال: لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم.
وأقول: لو أنّك استحضرت كيف كانت تكون أعلام الإسلام بالعدل منشورة وأحكام الأنام بالفضل مشهورة، والأموال في الله جلّ جلاله إلى سائر عباده مبذولة والآمال ضاحكة مستبشرة مقبولة، والأمن شامل للقريب والبعيد، والنّصر كامل للضعيف والذّليل والوحيد، والدنيا قد أشرقت بشموس سعودها، وانبسطت يد الإقبال في أغوارها ونجودها، وظهر من حكم الله جلّ جلاله الباهر، وسلطانه القاهر ما يبهج العقول والقلوب سروراً، ويملأ الآفاق ظهوراً ونوراً، لكنت والله يا أخي قد تنغّصت في عيدك الّذي أنت مسرور بإقباله، وعرفت ما فاتك من كرم الله جلّ جلاله، وإفضاله وكان البكاء والتلهف والتأسّف أغلب عليك وأليق بك وأبلغ في الوفاء لمن يعزّ عليك، وقد رفعت بك الآن ولم أشرح ما كان يمكن فيه إطلاق اللّسان، وهذا الّذي ذكرناه على سبيل التّنبيه والإشارة، لأنّ استيفاء شرح ما نريده يضيق عنه مبسوط العبارة.
واعلم أنّ الصّفاء والوفاء لأصحاب الحقوق عند التّفريق والبعاد، أحسن من الصّفا والوفاء مع الحضور واجتماع الأجساد، فليكن الصّفاء والوفاء شعار قلبك لمولاك وربّك القادر على تفريج كربك(554).
(70) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة
قال الشيخ (رحمه الله) في (مصباح المتهجّد): ويستحبّ أن يدعى في هذا اليوم بهذا الدعاء:
اللّهم داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة، اَسْاَلُكَ في هذَا الْيَوْمِ مِنْ اَيّامِكَ الَّتي اَعْظَمْتَ حَقَّها، وَاَقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَاِلَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ(555) في الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْق، وَداع اِلى كُلِّ حَقِّ، وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الْاَطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَاَعْطِنا في يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ الْمَخْزوُنِ غَيْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الْاَوْبَةِ.
يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَاَكْرَمُ مَرْجُوٍّ، يا كَفِيُّ(556) يا وَفِيُّ يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ اُلْطُفْ لي بِلُطْفِكَ، وَاَسْعِدْني بِعَفْوِكَ، وَاَيِّدْني بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِني كَريمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ اَمْرِكَ، وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْني مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ اِلى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَاَشْهِدْني اَوْلِياءِكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسي، وَحُلُولِ رَمْسي، وَانْقِطاعِ عَمَلي، وَانْقِضاءِ اَجَلي.
اللّهم وَاذْكُرْني عَلى طُولِ الْبِلى اِذا حَلَلْتُ بَيْنَ اَطْباقِ(557) الثَّرى، وَنَسِيَني النّاسُونَ مِنَ الْوَرى، وَاحْلِلْني(558) دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْني مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْني مِنْ مُرافِقي اَوْلِيائِكَ وَاَهْلِ اجْتِبائِكَ وَاصْطَفائِكَ(559)، وَباركْ لي في لِقائِكَ، وَارْزُقْني حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْاَجَلِ، بَريئاً(560) مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ.
اللّهم وَاَوْرِدْني حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِ بيتِهِ(561)، وَاسْقِني مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلاَّ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ اُذادُ، وَاجْعَلْهُ لي خَيْرَ زاد، وَاَوْفى ميعاد يَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهادُ.
اللّهم وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الْاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَبِحُقُوقِ(562) اَوْلِيائِكَ الْمُسْتَأثِرِينَ اللّهم وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاَهْلِكْ اَشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ، وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ.
اللّهم وَعَجِّلْ فَرَجَ اَوْلِيائِكَ، وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَاَظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِاَمْرِكَ في اَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً.
اللّهم احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما اَلْقَيْتَ اِلَيْهِ مِنَ الْاَمْرِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعوُدَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً.
اللّهم صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ(563)، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا في كَرَّتِهِ حَتّى نَكُونَ في زَمانِهِ مِنْ اَعْوانِهِ، اللّهم اَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَاَشْهِدْنا اَيّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَارْدُدْ اِلَيْنا سَلامَهُ(564)، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ(565).
(71) دعاء يوم عيد الغدير من قرأه كان كمن يكون تحت راية القائم (عجّل الله فرجه) وفي فسطاطه من النجباء والنقباء
قال العلّامة المجلسي: روينا بالأسانيد المتّصلة ممّا ذكره ورواه محمّد بن عليّ الطرازي في كتابه عن محمّد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي وروينا بأسانيدنا أيضاً إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان فيما رواه عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي أيضاً قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائماً فقال:
إنّ هذا اليوم يوم عظّم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدّين وتمّم عليهم النّعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأوّل إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفّقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الّذين جحدوا.
فقلت له: جعلت فداك؛ فما ثواب صوم هذا اليوم؟ فقال:
إنّه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكراً لله (عزَّ وجلَّ)، فإنّ صومه يعدل ستّين شهراً من الأشهر الحرم ومن صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء - وأفضل ذلك قرب الزّوال، وهي السّاعة الّتي اُقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علماً للنّاس، وذلك أنّهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت - فمن صلّى ركعتين ثمّ سجد وشكر الله (عزَّ وجلَّ) مائة مرّة، ودعا بهذا الدّعاء بعد رفع رأسه من السّجود.
الدّعاء:
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأَنَّكَ واحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ، بِأَنْ جَعَلْتَني مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ، وَأَهْلِ دينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ، وَوَفَّقْتَني لِذلِكَ في مُبْتَدَأِ خَلْقي، تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً.
ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْكَرَمَ كَرَماً، رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ الْعَهْدَ لي تَجْديداً بَعْدَ تَجْديدِكَ خَلْقي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً ناسِياً ساهِياً غافِلاً، فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَني ذلِكَ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَهَدَيْتَني لَهُ.
فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، أَنْ تُتِمَّ لي ذلِكَ، وَلا تَسْلُبْنيهِ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنّي راضٍ، فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ.
اللّهم سَمِعْنا وَأَطَعْنا، وَأَجَبْنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ، آمَنَّا بِالله، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله)، وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ الله، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ في مُوالاةِ مَوْلانا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، عَبْدِ الله وَأَخي رَسُولِهِ، وَالصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِهِ، اَلْمُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدينَهُ الْحَقَّ الْمُبينَ، عَلَماً لِدينِ الله، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةَ غَيْبِ الله، وَمَوْضِعَ سِرِّ الله، وَأَمينَ الله عَلى خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ في بَرِيَّتِهِ.
اللّهم «رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادي لِلْإيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ، فَآمَنَّا رَبَّنا، فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ»(566).
فَآمَنَّا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ، أَجَبْنا داعِيَكَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصدَّقْناهُ وَصدَّقْنا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا، وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا، فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ، وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ.
آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرضينا بِهِمْ أَئِمَّةً، وَقادَةً وَسادَةً، وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الله دُونَ خَلْقِهِ، لا نَبْتَغي بِهِمْ بَدَلاً، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وليجَةً. وَبَرِئْنا إِلَى الله مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً، مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَالْأَوْثانِ الْأَرْبَعَةِ، وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، وَكُلِّ مَنْ والاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ.
اللّهم إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَقَوْلُنا ما قالُوا، وَدينُنا ما دانُوا بِهِ، ما قالُوا بِهِ قُلْنا، وَما دانُوا بِهِ دِنَّا، وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا، وَمَنْ والَوْا والَيْنا، وَمَنْ عادَوْا عادَيْنا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا وَرضينا، وَاتَّبَعْنا مَوالينا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ.
اللّهم فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً، وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ، وَأَمِتْنا إِذا أَمَتَّنا عَلَيْهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا، فَبِهِمْ نَأْتَمُّ، وَإِيَّاهُمْ نُوالي، وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّ الله نُعادي، فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَإِنَّا بِذلِكَ راضُونَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تسجد وتحمد الله مائة مرّة، وتشكر الله (عزَّ وجلَّ) مائة مرّة وأنت ساجد، فإنّه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على ذلك وكانت درجته مع درجة الصّادقين الّذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم وكان كمن شهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومع الحسن والحسين (عليهما السلام)، وكمن يكون تحت راية القائم أرواحنا فداه وفي فسطاطه من النّجباء والنّقباء(567).
(72) تسبيح مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه من(568) يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر
سُبْحانَ الله عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحانَ الله رِضى(569) نَفْسِهِ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ [الله](570) زِنَةَ عَرْشِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ مِثْلَ ذلِكَ(571).
يقرأ من يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر.

(5) - في أدعية المطلقة الّتي لا تختصّ قراءتها بيوم خاصّ

73) دعاء العهد
نقل من خطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبعي نقلاً من خطّ الشيخ عليّ بن السكون قدّس الله روحهما أخبرني شيخنا وسيّدنا السيّد الأجلّ العالم الفقيه جلال الدّين أبو القاسم عبد الحميد بن فخار بن معدّ بن فخار العلويّ الحسيني الموسوي الحائري أطال الله بقاءه قراءة عليه، وهو يعارضني بأصل سماعه الّذي بخطّ والده (رحمه الله) المنقول من هذا الفرع في شهور سنة ستّ وسبعين وستّمائة.
قال: أخبرني والدي رضى الله عنه قال: أخبرني الأجلّ العالم تاج الدّين أبو محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن الدربي أطال الله بقاءه سماعاً من لفظه وقراءة عليه في شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرني الشيخ الفقيه العالم قوام الدّين أبو عبد الله محمّد بن عبد الله البحراني الشيباني (رحمه الله) قراءة عليه سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، قال: قرأت على الشيخ أبي محمّد الحسن بن عليّ قال: قرأت هذا العهد على الشيخ عليّ بن إسماعيل قال: قرأت على الشيخ أبي زكريّا يحيى بن كثير، قال: قرأت على السيّد الأجلّ محمّد بن عليّ القرشيّ قال: حدّثني أحمد بن سعيد بقراءته على الشيخ عليّ بن الحكم قال: قرأت على الربيع ابن محمّد المسليّ قال: قرأت على أبي عبد الله بن سليمان قال: سمعت سيّدنا الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) يقول:
من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، وإن مات أخرجه الله إليه من قبره، وأعطاه الله بكلِّ كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيّئة، وهذا هو العهد(572):
اللّهم رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ(573)، وَمُنْزِلَ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَالْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ.
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ بِوَجْهِكَ(574) الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلُحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى وَمُميتَ الْأَحْياءِ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.
اللّهم بَلِّغْ مَوْلانَا الْإِمامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقائِمَ بِأَمْرِكَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرينَ، عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّي وَعَنْ والِدَيَّ، مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ الله، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَما أَحْصاهُ عِلْمُهُ، وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ.
اللّهم إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحَةِ يَوْمي هذا، وَما عِشْتُ مِنْ أَيَّامي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا أَحُولُ عَنْها، وَلا أَزُولُ أَبَداً.
اللّهم اجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُسارِعينَ إِلَيْهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ، وَالْمُحامينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقينَ إِلى إِرادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
اللّهم إِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ، اَلَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَأَخْرِجْني مِنْ قَبْري، مُؤْتَزِراً كَفَني، شاهِراً سَيْفي، مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعي، فِي الْحاضِرِ وَالْبادي.
اللّهم أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ(575) الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَةٍ مِنّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ.
وَاعْمُرِ اللّهم بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدي النَّاسِ»(576)، فَأَظْهِرِ اللّهم لَنا وَلِيَّكَ، وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، اَلْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ، حَتَّى لا يَظْفَرَ بِشيء مِنَ الْباطِلِ إِلّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.
وَاجْعَلْهُ اللّهم مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله)، وَاجْعَلْهُ اللّهم مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدينَ.
اللّهم وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ. اللّهم اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الْاُمَّةِ بِحُضُورِهِ(577)، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ(578)، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً، وَنَريهُ قَريباً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات، وتقول في كلّ مرّة:
اَلْعَجَلَ، اَلْعَجَلَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ(579).
في بيان معنى البيعة معه صلوات الله عليه
معنى المبايعة: هو التزام المبايع، وعهده المؤكّد، وميثاقه المسدّد بأن ينصر من يبايعه بنفسه وماله، ولا يبخل عنه بشيء من ذات يده، وما يتعلّق به في نصرته، ويجعل نفسه وماله فداء ووقاء له.
والبيعة بهذا المعنى مذكورة في دعاء العهد المرويّ لكلّ يوم، وفي دعاء العهد المرويّ لأربعين صباحاً.
وقد أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جميع الاُمّة بمبايعة الأئمّة (عليهم السلام) بهذه البيعة الشاهد منهم والغائب في خطبة الغدير المرويّة في الاحتجاج، ولا شكّ أنّ المبايعة بهذا المعنى من لوازم الإيمان وعلائمه، بل لا يتحقّق الإيمان بدونه، فالمبايع هو المؤمن والمشتري هو الله (عزَّ وجلَّ)، ولذلك قال عزّ من قائل: «إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» إلى آخر الآية(9).
وقد بعث الله تعالى أنبيائه ورسله لتجديد تلك المبايعة، وتأكيدها فمن بايعهم فقد بايع الله، ومن تولّى عنهم فقد تولّى عن الله، ولهذا قال جلّ شأنه: «إِنَّ الَّذينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْديهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتيهِ أَجْراً عَظيماً»(580).
وفي هذه الآية الشريفة أيضاً دلالة على كون المراد بالبيعة والمبايعة، هو العهد المؤكّد، والميثاق المسدّد مع الله ورسوله، ووعد الموفين بتلك المعاهدة الأجر العظيم وهذه البيعة إنّما تتمّ بأمرين:
أحدهما: العزم القلبيّ الثابت الراسخ على إطاعة أمر الإمام ونصرته ببذل النفس والمال، كما نبّه عليه في الآية الشريفة بقوله تعالى: «إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ...»، فإنّ الواجب على البائع تسليم ما يبيعه إلى المشتري إذا طلب منه من دون تأمّل وتأخير، وتصديق ما عقد عليه الضمير.
والثاني: إظهار ما قصده وعزم عليه قلباً بلسانه مقترناً لهما عند إرادة البيعة فإذا تمّت البيعة، كما إنّ عقد البيع لا يتحقّق في سائر الاُمور إلّا بشيئين:
أحدهما: قصد إنشاء البيع بمقتضى ما بنى عليه المتبايعان، والآخر: التلفّظ باللسان بما عقدا عليه ضميرهما، وبهما يتمّ البيع، وقد تطلق البيعة والمبايعة على المصافقة باليد، كما كان متداولاً بين العرب في بعض الأحيان عند تماميّة البيع أو المبايعة ويستفاد هذا الإطلاق من قوله تعالى: «إِنَّ الَّذينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْديهِمْ...»، لدلالة لفظة يد على ذلك، مضافاً إلى ما ورد من أنّهم كانوا يبايعون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأيديهم(581).
74) دعاء العهد الثاني من قرأه يرفع إسمه في ديوان القائم أرواحنا فداه
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
من دعا بهذا الدّعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ العبوديّة، ورفع في ديوان القائم (عليه السلام)، فإذا قام قائمنا نادى باسمه وإسم أبيه، ثمّ يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له: خذ، هذا كتاب العهد الّذي عاهدتنا في الدنيا، وذلك قوله (عزَّ وجلَّ): «إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً»(582). وادع به وأنت طاهر تقول:
اللّهم يا إِلهَ الْآلِهَةِ، يا واحِدُ، يا أَحَدُ، يا آخِرَ الْآخِرينَ، يا قاهِرَ الْقاهِرينَ، يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْلى، عَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ عُلُوٍّ، هذا يا سَيِّدي عَهْدي وَأَنْتَ مُنْجِزُ وَعْدي، فَصِلْ يا مَوْلايَ عَهْدي، وَأَنْجِزْ وَعْدي، آمَنْتُ بِكَ.
وَأَسْأَلُكَ بِحِجابِكَ الْعَرَبِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْعَجَمِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْعِبْرانِيِّ، وَبِحِجابِكَ السِّرْيانِيِّ، وَبِحِجابِكَ الرُّومِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْهِنْدِيِّ، وَأَثْبِتْ مَعْرِفَتَكَ بِالْعِنايَةِ الْاُولى، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله لا تُرى، وأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ الْمُنْذِرِ (صلّى الله عليه وآله)، وَبِعَلِيٍّ أمير المؤمنين صَلَواتُ الله عَلَيْهِ الْهادي، وَبِالْحَسَنِ السَّيِّدِ وَبِالْحُسَيْنِ الشَّهيدِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ، وَبِفاطِمَةَ الْبَتُولِ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ذي الثَّفَناتِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ عَنْ عِلْمِكَ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، اَلَّذي صَدَّقَ بِميثاقِكَ وَبِميعادِكَ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْحَصُورِ الْقائِمِ بِعَهْدِكَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الرَّاضي بِحُكْمِكَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحِبْرِ الْفاضِلِ، اَلْمُرْتَضى فِي الْمُؤْمِنينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَمينِ الْمُؤْتَمَنِ، هادِي الْمُسْتَرْشِدينَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، خَزانَةِ الْوَصِيّينَ.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْإِمامِ الْقائِمِ الْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِيِّ، إِمامِنا وَابْنِ إِمامِنا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينِ.
يا مَنْ جَلَّ فَعَظُمَ و[هُوَ] أَهْلُ ذلِكَ فَعَفى وَرَحِمَ، يا مَنْ قَدَرَ فَلَطُفَ، أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفي، وَما قَصُرَ عَنْهُ عَمَلي مِنْ تَوْحيدِكَ، وَكُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالتَّسْمِيَةِ الْبَيْضاءِ، وَبِالْوَحْدانِيَّةِ الْكُبْرى، اَلَّتي قَصُرَ عَنْها مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى.
وَآمَنْتُ بِحِجابِكَ الْأَعْظَمِ، وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّةِ الْعُلْيا، اَلَّتي خَلَقْتَ مِنْها دارَ الْبَلاءِ، وَأَحْلَلْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ جَنَّةَ الْمَأْوى، وَآمَنْتُ بِالسَّابِقينَ وَالصِّدّيقينَ، أَصْحابِ الْيَمينِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، [وَ] الَّذينَ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً أَلّا تُوَلِّيَني غَيْرَهُمْ، وَلا تُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَهُمْ غَداً إِذا قَدَّمْتَ الرِّضا بِفَصْلِ الْقَضاءِ.
آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَخَواتيمِ أَعْمالِهِمْ، فَإِنَّكَ تَخْتِمُ عَلَيْها إِذا شِئْتَ، يا مَنْ أَتْحَفَني بِالْإِقْرارِ بِالْوَحْدانِيَّةِ، وَحَباني بِمَعْرِفَةِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَخَلَّصَني مِنَ الشَّكِّ وَالْعَمى، رَضيتُ بِكَ رَبّاً، وَبِالْأَصْفِياءِ حُجَجاً، وَبِالْمَحْجُوبينَ أَنْبِياءَ، وَبِالرُّسُلِ أَدِلّاءَ، وَبِالْمُتَّقينَ اُمَراءَ، وَسامِعاً لَكَ مُطيعاً(583).
75) دعاء أيّام الغيبة
دعاء أيّام الغيبة الّذي أمر بقراءته مولانا ثامن الأئمّة (عليه السلام).
قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع: قد قدّمنا في جملة عمل اليوم واللّيلة من اهتمام أهل القدوة بالدّعاء للمهديّ صلوات الله عليه فيما مضى من الأزمان ما ينبّه على أنّ الدّعاء له من مهمّات أهل الإسلام والايمان، حتّى روينا في تعقيب الظّهر من عمل اليوم واللّيلة دعاء الصّادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه قد دعاء به للمهديّ (عليه السلام) أبلغ من الدّعاء لنفسه سلام الله عليه.
وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم واللّيلة أيضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهديّ (عليهم السلام) أبلغ من الدّعاء لنفسه صلوات الله عليهما، وفي الاقتداء بالصّادق والكاظم (عليهما السلام)، عذر لمن عرف محلّهما في الإسلام وسنذكر أيضاً أمر الرّضا عليّ بن موسى صلوات الله عليهما وأمر غيره بالدّعاء للمهديّ صلوات الله عليه ودعاء كان يدعو به صلوات الله عليه.
ذكر الدّعاء لصاحب الأمر المرويّ عن الرضا عليهما أفضل السّلام:
حدّثني الجماعة الّذين قدّمت ذكرهم في عدّة مواضع من هذا الكتاب بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطّوسي تلقاه الله جلّ جلاله بالأمان والرّضوان يوم الحساب، قال: أخبرنا ابن أبي الجيّد، عن محمّد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعليّ بن إبراهيم، ومحمّد بن الحسن الصفّار، كلّهم عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السنديّ، عن يونس بن عبد الرّحمن.
ورواه جدّي أبي جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن عبد الرّحمن بعدّة طرق تركت ذكرها كراهيّة للإطالة في هذا المكان، يروي عن يونس بن عبد الرّحمن: أنّ الرّضا (عليه السلام) كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر (عليه السلام) بهذا:
اللّهم ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ، اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ(584)، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ(585)، اَلْجَحْجاحِ(586) الْمُجاهِدِ، اَلْعائِذِ بِكَ عِنْدَكَ.
وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ، أَئِمَّتَكَ(587) وَدَعائِمَ دينِكَ.
وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ(588) الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جِوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ(589)، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الْوَثيقِ، اَلَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَأَيِّدْهُ(590) بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً.
اللّهم وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ. اللّهم اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ(591).
وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ(592)، وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ، وَمُميتَةَ السُّنَّةِ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً.
اللّهم طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حِكْمَةِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً، لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتَّى تُنيرَ(593) بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ.
فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى عِبادِكَ(594)، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
اللّهم فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ، أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ(595) لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَأَنَّهُ الْهادي الْمَهْدِيُّ(596) الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ.

اللّهم أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَوُلْدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ(597)، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ(598) كُلِّها، قَريبِها وَبَعيدِها، وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ(599) عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَغْلِبَ(600) بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ.
اللّهم اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغالي(601)، وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالي، وَقَوِّنا(602) عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِأَمْرِهِ، اَلصَّابِرينَ مَعَهُ، اَلطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.
اللّهم وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ، وَحَتَّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنَ السَّآمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَهُوَ عَلَيْنا عَسيرٌ(603).
اللّهم صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ في أَمْرِكَ(604) لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً، وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً، فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ(605)، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِيائُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ رُسُلِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(606).
قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس (رحمه الله): قد تضمّن هذا الدّعاء قوله (عليه السلام): اللّهم صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، ولعلّ المراد بذلك أنّ الصلاة على الأئمّة الّذين يرتّبهم في أيّامه للصلاة بالعباد في البلاد، والائمّة في الأحكام في تلك الأيّام، وإنّ الصلاة عليهم تكون بعد ذكر الصلاة عليه صلوات الله عليه، بدليل قوله: ولاة عهده، لأنّ ولاة العهود يكونون في الحيوة فكأنّ المراد: اللّهم صلّ بعد الصلاة عليه على ولاة عهده والأئمّة من بعده.
وقد تقدّم في الرّواية عن مولانا الرّضا (عليه السلام): وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، ولعلّ هذه قد كانت: صلّ على ولاة عهده والأئمّة من ولده، فقد وجدت ذلك كما ذكرناه في نسخة غير ما رويناه، وقد روى أنّهم من أبرار العباد في حياته، ووجدت رواية متّصلة الأسناد بأنّ للمهديّ صلوات الله عليه أولاد جماعة، ولاة في أطراف بلاد البحار، على غاية عظيمة من صفات الأبرار(607).
76) دعاء أيّام الغيبة برواية اُخرى
وهي ما حدّث به الشّريف الجليل أبو الحسين زيد بن جعفر العلويّ المحمّديّ قال: حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن الحسن العفراني(608)، قال:
حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل الكاتب ومحمّد بن شعيب بن أحمد المالكي جميعاً(609) عن شعيب بن أحمد المالكي، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا (عليهما السلام) أنّه كان يأمر بالدّعاء للحجّة صاحب الزّمان (عليه السلام) فكان من دعائه له صلوات الله عليهما:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ، اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ في بَرِيَّتِكَ، اَلشَّاهِدِ(610) عَلى عِبادِكَ، اَلْجَحْجاجِ الْمُجاهِدِ الْمُجْتَهِدِ، عَبْدِكَ الْعائِذِ بِكَ.
اللّهم وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ، وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ وَآبائَهُ، أَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دينِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جِوارِكَ الَّذي لا يُحْتَقَرُ(611)، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ.
اللّهم وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الْوَثيقِ الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُضامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ. اللّهم والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ حَفّاً.
اللّهم وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ. اللّهم اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلْطاناً نَصيراً.
اللّهم اجْعَلْهُ الْقائِمَ الْمُنْتَظَرَ، وَالْإِمامَ الَّذي بِهِ تَنْتَصِرُ، وَأَيِّدْهُ بِنَصْرٍ عَزيزٍ وَفَتْحٍ قَريبٍ، وَوَرِّثْهُ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا اللّاتي بارَكْتَ فيها، وَأَحْيِ بِهِ سُنَّةَ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، وَقَوِّ ناصِرَهُ، وَاخْذُلْ خاذِلَهُ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ عَلى مَنْ غَشَّهُ.
اللّهم وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعُمُدَهُ، وَدَعائِمَهُ وَالقُوَّامَ بِهِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَشارِعَةَ الْبِدْعَةِ، وَمُميتَةَ السُّنَّةِ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَأَذْلِلْ بِهِ الْجَبَّارينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَالْمُنافِقينَ، وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، حَيْثُ كانُوا وَأَيْنَ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً.
اللّهم وَطَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حِكَمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما مُحِيَ مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً صَحيحاً مَحْضاً، لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّى تُنيرَ(612) بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتُظْهِرَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ، وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ، وَتُوضِحَ بِهِ مُشْكِلاتِ الْحُكْمِ.
اللّهم وإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى عِبادِكَ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ [مِنَ الرِّجْسِ(613)]، وَصَرَّفْتَهُ عَنِ الدَّنَسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الرَّيْبِ.
اللّهم فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ، أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ وَلَمْ يَأْتِ حَوْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ لَكَ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَأَنَّهُ الْإِمامُ التَّقِيُّ الْهادي الْمَهْدِيُّ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ الْوَفِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ.
اللّهم فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ، وَأَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَوُلْدِهِ، وَأَهْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها، قَريبِها وَبَعيدِها، وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ عَلى كُلِّ باطِلٍ.
اللّهم وَاسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالي. اللّهم وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِأَمْرِهِ، اَلصَّابِرينَ مَعَهُ، اَلطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ مِنَّا لَكَ خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ، وَحَتَّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَلا تَبْتَلِنا(614) في أَمْرِهِ بِالسَّآمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ وَالْفَشَلِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَهُوَ عَلَيْنا كَبيرٌ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم وَصَلِّ عَلى وُلاةِ عُهُودِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ وَانْصُرْهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ(615) ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِ دينِكَ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً، وَصَلِّ عَلى آبائِهِ الطَّاهِرينَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ. اللّهم فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِيائُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَتُكَ وَأَوْلادُ أَصْفِيائِكَ، صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.
اللّهم وَشُرَكاؤُهُ في أَمْرِهِ، وَمُعاوِنُوهُ عَلى طاعَتِكَ، اَلَّذينَ جَعَلْتَهُمْ حِصْنَهُ وَسِلاحَهُ وَمَفْزَعَهُ وَاُنْسَهُ، اَلَّذينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلادِ، وَتَجافُوا الْوَطَنَ، وَعَطَّلُوا الْوَثيرَ(616) مِنَ الْمِهادِ، قَدْ رَفَضُوا تِجاراتِهِمْ، وَأَضَرُّوا بِمَعايِشِهِمْ، وَفُقِدُوا في أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ، وَحالَفُوا(617) الْبَعيدَ مِمَّنْ عاضَدَهُمْ عَلى أَمْرِهِمْ، وَخالَفُوا الْقَريبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ، وَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ في دَهْرِهِمْ، وَقَطَعُوا الْأَسْبابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامٍ مِنَ الدُّنْيا.
فَاجْعَلْهُمُ اللّهم في حِرْزِكَ وَفي ظِلِّ كَنَفِكَ، وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَداوَةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِنْ كِفايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ لَهُمْ، وَتَأْييدِكَ وَنَصْرِكَ إِيَّاهُمْ، ما تُعينُهُمْ بِهِ عَلى طاعَتِكَ، وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ باطِلَ مَنْ أَرادَ إِطْفاءَ نُورِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
وَامْلَأْ بِهِمْ كُلَّ اُفُقٍ مِنَ الْآفاقِ، وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَرَحْمَةً(618) وَفَضْلاً، وَاشْكُرْ لَهُمْ عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ، وَما مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقائِمينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ، وَاذْخَرْ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ ما تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(619).
قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس: فهذه الرواية قد اشتملت على ما لم تشتمل عليه الرواية الاُولى من الرواية، فادع بها إن شئت أن تكون من أهل السعود، واحفظ فيها جانب المعبود، وتأدّب بين يديه(620).
وقال الكفعمي (رحمه الله) في مصباحه: روى يونس بن عبد الرّحمن عن الرضا (عليه السلام) أنّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر (عليه السلام) بهذا الدّعاء اللّهم ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وساق الدّعاء مثل ما مرّ إلى قوله: وهو علينا كبير، ثمّ أورد بعده هذه الزّيارة:
اللّهم صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وزِدْ في آجالِهِمْ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً، وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً، فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ نَبِيِّكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(621).
77) دعاء المعرفة يقرأ في أيّام الغيبة
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع: دعاء آخر يدعى له صلوات الله عليه، وأوّله يشبه الدّعاء المتقدّم عليه، وهو ممّا ينبغي إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه، من تعقيب العصر يوم الجمعة فإيّاك أن تُهمل الدّعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل الله جلّ جلاله الّذي خصّنا به، فاعتمد عليه.
أخبرني الجماعة الّذين قدّمت الإشارة إليهم، بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضوان الله جلّ جلاله عليه، قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري: أنّ أبا علي محمّد بن همّام أخبره بهذا الدّعاء، وذكر أنّ الشّيخ أبا عمرو العمرى قدّس الله روحه أملأه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدّعاء في غيبة القائم من آل محمّد عليه و(عليهم السلام).
وحدّث أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن محمّد بن العبّاس بن نوح رضى الله عنه قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضى الله عنه قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتّب قال: حدّثني أبو علي محمّد بن همّام (رحمه الله) بهذا الدّعاء وذكر أنّ الشّيخ العمري (قدّس سرّه) أملأه عليه وأمره أن يدعو به:
اللّهم عَرِّفْني نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْكَ، وَلَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ. اللّهم عَرِّفْني رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ. اللّهم عَرِّفْني حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ ديني.
اللّهم لا تُمِتْني ميتَةً جاهِلِيَّةً، وَلا تُزِ غْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني. اللّهم فَكَما هَدَيْتَني لِوِلايَةِ(622) مَنْ فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَيَّ مِنْ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أمير المؤمنين عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.
اللّهم ثَبِّتْني عَلى دينِكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَعافِني مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَثَبِّتْني عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ، اَلَّذي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، فَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ الْعالِمُ غَيْرُ مُعَلَّمٍ بِالْوَقْتِ الَّذي فيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ، فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِرِّهِ(623).
وَصَبِّرْني(624) عَلى ذلِكَ، حَتَّى لا اُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ، وَلا تَأْخيرَ ما عَجَّلْتَ، وَلا أَكْشِفَ(625) عَمَّا سَتَرْتَ(626)، وَلا أَبْحَثَ عَمَّا كَتَمْتَ(627)، وَلا اُنازِعَكَ في تَدْبيرِكَ، وَلا أَقُولَ لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ(628) لا يَظْهَرُ وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ، وَاُفَوِّضَ اُمُوري(629) كُلَّها إِلَيْكَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَني وَلِيَّ أَمْرِكَ(630) ظاهِراً نافِذَ الْأَمْرِ(631)، مَعَ عِلْمي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالْقُدْرَةَ، وَالْبُرْهانَ وَالْحُجَّةَ، وَالْمَشِيَّةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذلِكَ بي وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ، حَتَّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الْجَهالَةِ، وَأَبْرِزْ(632) يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ(633)، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ.
اللّهم أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَذَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
اللّهم وَمُدَّ في عُمْرِهِ، وَزِدْ في أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ(634) وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وزِدْ في كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الْهادي الْمَهْدِيُّ، وَالْقائِمُ الْمُهْتَدِيُ، اَلطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ(635).
اللّهم وَلا تَسْلُبْنَا الْيَقينَ لِطُولِ الْأَمَدِ في غَيْبَتِهِ، وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانتظارهُ، وَالْإيمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْيَقينِ في ظُهُورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصلاة عَلَيْهِ، حَتَّى لا يُقَنِّطَنا(636) طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ [ظُهُورِهِ وَ(637)] قِيامِهِ، وَيَكُونَ يَقينُنا في ذلِكَ كَيَقينِنا في قِيامِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزيلِكَ.
وَقَوِّ قُلُوبَنا(638) عَلَى الْإيمانِ بِهِ، حَتَّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ(639) مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى، وَقَوِّنا(640) عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ في حَياتِنا، وَلا عِنْدَ وَفاتِنا، حَتَّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ لا شاكّينَ وَلا ناكِثينَ، وَلا مُرتابينَ وَلا مُكَذِّبينَ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ(641) عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ الْمُؤْمِنينَ مِنَ الذُّلِّ، وَانْعَشْ(642) بِهِ الْبِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكَفَرَةِ(643)، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ [بِهِ(644)] الْجَبَّارينَ وَالْكافِرينَ.
وَأَبِرْ(645) بِهِ الْمُنافِقينَ وَالنَّاكِثينَ، وَجَميعَ الْمُخالِفينَ وَالْمُلْحِدينَ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتَّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً، وَطَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ.
وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ(646)، وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ(647)، حَتَّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً(648) جَديداً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نيرانَ الْكافِرينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِنُصْرَةِ دينِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
اللّهم فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، وَعَلى شيعَتِهِ(649) الْمُنْتَجَبينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ أَفْضَلَ ما يَأْمُلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لا نُريدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا(650)، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ [عَلَيْنا(651)]، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا. اللّهم فَفَرِّجْ(652) ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلهَ الْحَقِّ [آمينَ] رَبَّ الْعالَمينَ.
اللّهم إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ في إِظْهارِ عَدْلِكَ في عِبادِكَ(653)، وَقَتْلِ أَعْدائِكَ في بِلادِكَ، حَتَّى لاتَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلا بَقِيَّةً(654) إِلّا أَفْنَيْتَها، وَلا قُوَّةً إِلّا أَوْهَنْتَها، وَلا رُكْناً إِلّا هَدَمْتَهُ(655)، وَلا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَهُ(656)، وَلا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَهُ(657)، وَلا رايَةً إِلّا نَكَّسْتَها، وَلا شُجاعاً إِلّا قَتَلْتَهُ، وَلا جَيْشاً إِلّا خَذَلْتَهُ.
وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ، وَبَأْسِكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ، وَأَعْداءَ دينِكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ، بِيَدِ وَلِيِّكَ، وَأَيْدي عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ.
اللّهم اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ في أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَكَيْدَ مَنْ كادَهُ(658)، وامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلى مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُمْ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَزَلْزِلْ [لَهُ(659)] أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ(660)، وَأَخْزِهِمْ في عِبادِكَ، وَالْعَنْهُمْ في بِلادِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ، وَأَصْلِهِمْ ناراً، وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصلاة، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَأَضَلُّوا عِبادَكَ(661).
اللّهم وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً، لا ظُلْمَةَ فيهِ، وَأَحْيِ [بِهِ(662)] الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ، وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ(663)، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ، وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتَّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ(664) وَالْمُؤْتَمِرينَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْتَ يا رَبِّ الَّذي تَكْشِفُ الضُّرَّ(665)، وَتُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ، وَتُنْجي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَليفَتَكَ(666) في أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ.
اللّهم وَلا تَجْعَلْني مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلا تَجْعَلْني مِنْ أَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلا تَجْعَلْني مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ والْغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَإِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْني، وَأَسْتَجيرُ بِكَ فَأَجِرْني.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْني بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(667).
78) دعاء آخر يقرأ في الغيبة
قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في مهج الدعوات: نروي بإسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده، وذكر فيه غيبة المهدي صلوات الله عليه.
قلت: كيف تصنع شيعتك؟ قال:
عليكم بالدعاء وانتظار الفرج، فإنّه سيبدو لكم علم فإذا بدى لكم فاحمدوا الله وتمسّكوا بما بدى لكم، قلت: فما ندعو به؟
قال: تقول:
اللّهم أَنْتَ عَرَّفْتَني نَفْسَكَ، وَعَرَّفْتَني رَسُولَكَ، وَعَرَّفْتَني مَلائِكَتَكَ وَعَرَّفْتَني نَبِيَّكَ، وَعَرَّفْتَني وُلاةَ أَمْرِكَ. اللّهم لا آخِذَ إِلّا ما أَعْطَيْتَ، وَلا واقِيَ إِلّا ما وَقَيْتَ. اللّهم لا تُغَيِّبْني عَنْ مَنازِلِ أَوْلِيائِكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني. اللّهم اهْدِني لِوِلايَةِ مَنِ افْتَرَضْتَ طاعَتَهُ(668).
79) دعاء آخر أيضاً يقرأ في الغيبة
رواه الشيخ الكليني عن الإمام الصّادق (عليه السلام)، ما هذا لفظه:
لابدّ للغلام من غيبة، قلت: ممّا(669)؟
قال: يخاف - وأومئ بيده إلى بطنه - وهو المنتظر، وهو الّذي يشكّ النّاس في ولادته، فمنهم من يقول: حملٌ، ومنهم من يقول: مات أبوه ولم يخلف، ومنهم من يقول: ولد قبل مدّة أبيه بسنتين.
قال زرارة: فقلت: [و] ما تأمرني إذا أدركت(670) ذلك الزّمان؟ فقال (عليه السلام):
اُدع [الله] بهذا الدّعاء:
اللّهم عَرِّفْني نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْكَ. اللّهم عَرِّفْني نَبِيَّكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَبِيَّكَ لَمْ أَعْرِفْهُ [قَطُّ]. اللّهم عَرِّفْني حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ ديني.
هذا آخر رواية محمّد بن يعقوب (رضوان الله عليه) في كتابه المشار إليه(671).
80) دعاء الغريق
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس في مهج الدعوات: ومن ذلك ما رواه محمّد بن بابويه (رحمه الله) بإسناده في كتاب الغيبة عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى ولا ينجو فيها إلّا من دعا بدعاء الغريق.
قلت: كيف دعاء الغريق؟
قال: تقول:
يا الله يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ.
فقلت: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ. فقال:
إنّ الله (عزَّ وجلَّ) مقلّب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك.
أقول: لعلّ معنى قوله الأبصار لأنّ تقلّب القلوب والأبصار يكون يوم القيامة من شدّة أهواله، وفي الغيبة: إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار(672).
81) دعاء يصلح لأيّام الغيبة
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: رأيت أنا في المنام من يعلّمني دعاء يصلح لأيّام الغيبة، وهذه ألفاظه:
يا مَنْ فَضَّلَ آلَ إِبْراهيمَ وَآلَ إِسْرائيلَ عَلَى الْعالَمينَ بِاخْتِيارِهِ، وَأَظْهَرَ في مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عِزَّةَ اقْتِدارِهِ(673)، وَأَوْدَعَ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) وَأَهْلَ بَيْتِهِ غَرائِبَ أَسْرارِهِ، [صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ]، وَاجْعَلْني مِنْ أَعْوانِ حُجَّتِكَ عَلى عِبادِكَ وَأَنْصارِهِ(674).
82) دعاء آخر يصلح لأيّام الغيبة علّمه في المنام
وفيه: حدّثنا صديقنا الملك المسعود ختم الله جلّ جلاله بإنجاز الوعود، أنّه رأى في منامه شخصاً يكلّمه من وراء حايط ولم ير وجهه ويقول:
يا صاحِبَ الْقَدَرِ وَالْأَقْدارِ، وَالْهِمَمِ وَالْمَهامِّ، عَجِّلْ فَرَجَ عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ في خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ لَنا في ذلِكَ الْخِيَرَةَ(675).
83) الدعاء للنجاة من الفتن
قال السيّد الجليل محمّد رضي الرضوي: وجدته بخطّ المرحوم السيّد الوالد (قدّس سرّه):
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ سبعاً.
اللّهم عُمَّ أَعْداءَ آلِ نَبِيِّكَ وَظالِميهِمْ وَأَعْداءَ شيعَتِهِمْ، وَأَعْداءَ مَواليهِمْ بِالشَّرِّ عَمّاً، وَطُمَّهُمْ بِالشَّرِّ طَمّاً، وَاطْرُقْهُمْ بِلَيْلَةٍ لا اُخْتَ لَها، وَساعَةٍ لا مَنْجى مِنْها، وَانْتَقِمْ مِنْهُمُ انتقاماً عاجِلاً، وَأَحْرِقْ قُلُوبَهُمْ بِنارِ غَضَبِكَ.
اللّهم شَتِّتْ شَمْلَهُمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهُمْ، وَقَلِّبْ تَدْبيرَهُمْ، وَنَكِّسْ أَعْلامَهُمْ، وَخَرِّبْ بُنْيانَهُمْ، وَقَرِّبْ آجالَهُمْ، وَأَلْقِ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَاجْعَلْنا مِنْ بَيْنِهِمْ سالِمينَ، وَخُذْهُمْ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ.
اللّهم أَلْقِ الْأَوْجاعَ وَالْأَسْقامَ في أَبْدانِهِمْ، وَضَيِّقْ مَسالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَحَيِّرْهُمْ في سُبُلِهِمْ، وَاقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ.
اللّهم وَاحْفَظْ مَوالِيَ آلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مِنْ شُرُورِهِمْ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ مَكْرِهِمْ، وَخَدْعِهِمْ وَضُرِّهِمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَيْهِمْ بِنَصْرِكَ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَعَرِّفْهُمْ ما يَجْهَلُونَ، وَعَلِّمْهُمْ ما لا يَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ ما لا يُبْصِرُونَ، وَأَعْلِ كَلِمَتَهُمْ، وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَاجْعَلْ كَلِمَةَ الْأَعْداءِ السُّفْلى(676).
84) دعاء الإمام الجواد (عليه السلام) لرفع الظلم عن العالم
نقل السيّد بن طاووس (رحمه الله) هذا الدعاء في مهج الدعوات عن مولانا جواد الأئمّة (عليه السلام):
اللّهم إِنَّ ظُلْمَ عِبادِكَ قَدْ تَمَكَّنَ في بِلادِكَ حَتَّى أَماتَ الْعَدْلَ، وَقَطَعَ السُّبُلَ، وَمَحَقَ الْحَقَّ، وَأَبْطَلَ الصِّدْقَ، وَأَخْفَى الْبِرَّ، وَأَظْهَرَ الشَّرَّ، وَأَخْمَدَ التَّقْوى، وَأَزالَ الْهُدى، وَأَزاحَ الْخَيْرَ، وَأَثْبَتَ الضَّيْرَ، وَأَنْمَى الْفَسادَ، وَقَوَّى الْعِنادَ، وَبَسَطَ الْجَوْرَ، وَعَدَى الطَّوْرَ.
اللّهم يا رَبِّ لا يَكْشِفُ ذلِكَ إِلّا سُلْطانُكَ، وَلا يُجيرُ مِنْهُ إِلّاَ امْتِنانُكَ.
اللّهم رَبِّ فَابْتُرِ الظُّلْمَ، وَبُثَّ حِبالَ الْغَشْمِ، وَأَخْمِدْ سُوقَ الْمُنْكَرِ، وَأَعِزَّ مَنْ عَنْهُ يَنْزَجِرُ، وَاحْصُدْ شأفَةَ أَهْلِ الْجَوْرِ، وَأَلْبِسْهُمُ الْحَوْرَ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَعَجِّلِ اللّهم إِلَيْهِمُ الْبَياتَ، وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمُ الْمُثَلاتِ، وَأَمِتْ حَياةَ الْمُنْكَرِ لِيُؤْمَنَ الْمَخُوفُ، وَيَسْكُنَ الْمَلْهُوفُ، وَيَشْبَعَ الْجائِعُ، وَيَحْفَظَ الضَّائِعُ، وَيَأْوَى الطَّريدُ، وَيَعُودَ الشَّريدُ، وَيُغْنَى الْفَقيرُ، وَيُجارَ الْمُسْتَجيرُ، وَيُوَقَّرَ الْكَبيرُ، وَيُرْحَمَ الصَّغيرُ، وَيُعَزَّ الْمَظْلُومُ، وَيُذَلَّ الظَّالِمُ، وَيُفَرَّجَ الْمَغْمُومُ، وَتَنْفَرِجَ الْغَمَّاءُ، وَتَسْكُنَ الدَّهْماءُ، وَيَمُوتَ الاِخْتِلافُ، وَيَعْلُوَ الْعِلْمُ، وَيَشْمَلَ السِّلْمُ، وَيُجْمَعَ الشَّتاتُ، وَيَقْوَى الْإيمانُ، وَيُتْلَى الْقُرْآنُ، إِنَّكَ أَنْتَ الدَّيَّانُ الْمُنْعِمُ الْمَنَّانُ(677).
85) دعاء من قرئه يحفظ من شرّ الدجّال
قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعبد الله بن سلام:
يا عبد الله؛ أخبرني عن عشر كلمات علّمهنّ الله (عزَّ وجلَّ) إبراهيم يوم قذف في النّار، أتجدهنّ في التوراة مكتوباً.
فقال عبد الله: يا نبيّ الله؛ بأبي واُمّي، هل اُنزل عليك فيهنّ شيء؟ فإنّي أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات، وهي عشر دعوات فيهنّ اسم الله الأعظم.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هل علّمهنّ الله تعالى موسى؟
فقال: ما علّمهنّ الله تعالى غير إبراهيم الخليل (عليه السلام).
فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): وما تجد ثوابها في التوراة؟
فقال عبد الله: يا رسول الله؛ ومن يستطيع أن يبلغ ثوابها، غير أنّي أجد في التوراة مكتوباً:
ما من عبدٍ منّ الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه، إلّا جعل النّور في بصره واليقين في قلبه وشرح صدره للإيمان، وجعل له نوراً من مجلسه إلى العرش يتلألأ، ويباهي به ملائكته في كلّ يوم مرّتين، ويجعل الحكمة في لسانه ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصاً عليه، ويفقّهه في الدين، ويقذف له المحبّة في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر، وفتنة الدجّال، ويؤمنه من الفزع الأكبر يوم القيامة، ويحشره في زمرة الشهداء، ويكرمه الله ويعطيه وما يعطي الأنبياء بكرامته، ولا يخاف إذا خاف النّاس، ولا يحزن إذا حزن الناس، ويكتب عند الله صدّيقاً، ويحشر يوم القيامة، وقلبه ساكن مطمئنٌّ، وهو ممّن يكسى مع إبراهيم يوم القيامة، ولا يسأل بتلك الدعوات شيئاً إلّا أعطاه الله، ولو أقسم على الله لأبرّ قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال، وله أجر كلّ شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا.
قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): وما دار الجلال يا بن سلام؟
قال: جنّة عدن، وهو موضع عرش الرحمن، ربّ العزّة، وهي في جوار الله.
قال ابن سلام: فعلّمنا يا رسول الله؛ ومُنَّ علينا كما منّ الله عليك.
قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): خرُّوا لله سجّداً.
قال: فخرُّوا سجّداً، فلمّا رفعوا رؤوسهم قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله:
يا الله يا الله يا الله، أَنْتَ الْمَرْهُوبُ مِنْكَ جَميعُ [خَلْقِكَ]، يا نُورَ النُّورِ، أَنْتَ الَّذِي احْتَجَبْتَ دُونَ خَلْقِكَ فَلا تُدْرِكُ نُورَكَ نُورٌ، يا الله يا الله يا الله، أَنْتَ الرَّفيعُ الَّذِي ارْتَفَعْتَ فَوْقَ عَرْشِكَ مِنْ فَوْقِ سَمائِكَ، فَلا يَصِفُ عَظَمَتَكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، يا نُورَ النُّورِ قَدِ اسْتَنارَ بِنُورِكَ أَهْلُ سَمائِكَ، وَاسْتَضاءَ بِضَوْئِكَ أَهْلُ أَرْضِكَ.
يا الله يا الله يا الله، أَنْتَ الَّذي لا إِلهَ غَيْرُكَ، تَعالَيْتَ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ شَريكٌ، وَتَعَظَّمْتَ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، وَتَكَرَّمْتَ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ شَبيهٌ، وَتَجَبَّرْتَ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ ضِدٌّ، فَأَنْتَ الله الْمَحْمُودُ بِكُلِّ لِسانٍ، وَأَنْتَ الْمَعْبُودُ في كُلِّ مَكانٍ، وَأَنْتَ الْمَذْكُورُ في كُلِّ أَوانٍ وَزَمانٍ، يا نُورَ النُّورِ، كُلُّ نُورٍ خامِدٌ لِنُورِكَ، يا مَليكَ كُلِّ مَليكٍ، يَفْنى غَيْرُكَ يا دائِمُ، كُلُّ حَيٍّ يَمُوتُ غَيْرُكَ.
يا الله يا الله يا الله الرَّحْمانُ الرَّحيمُ، اِرْحَمْني رَحْمَةً تُطْفِئُ بِها غَضَبَكَ، وَتَكُفُّ بِها عَذابَكَ، وَتَرْزُقُني بِها سَعادَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَتَحُلُّني بِها دارَكَ الَّتي تَسْكُنُها خِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ، وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، وَيا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، وَيا سَيِّداهُ وَيا أَمَلاهُ، وَيا غايَةَ رَغْبَتاهُ، أَسْأَلُكَ يا الله يا الله يا الله أَنْ لا تُشَوِّهَ خَلْقي فِي النَّارِ.
قال: يا رسول الله؛ وما ثواب من قال هذه الكلمات؟ قال:
هيهات هيهات انقطع القلم، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم القيامة، لما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً.
وذكر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهذه الكلمات ثواباً وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها هاهنا، اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل(678).
86) دعاء الفرج (إلهي عظُم البلاء)
قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين: دعاء لصاحب الأمر صلوات الله عليه علّمه رجلاً محبوساً فخلص:
إِلهي(679) عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ، وإِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اُولِى الْأَمْرِ الَّذينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَريباً كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيانِ(680)، وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرانِ(681)، يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْني أَدْرِكْني، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، اَلْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَلَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ(682).
87) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في حرم الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) في مصباح الزائر: تقف عند رجليه (عليه السلام) وتقول:
اللّهم عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، وَأَنْتَ يا رَبِّ الْمُسْتَعانُ، وإِلَيْكَ يا رَبِّ الْمُشْتَكى.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، اَلَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، وَفَرِّجْ عَنَّا كَرْبَنا قَريباً كَلَمْحِ الْبَصَرِ، أَوْ هُوَ أَقْرَبُ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرينَ، وَيا أَسْمَعَ السَّامِعينَ، وَيا أَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ.
يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، يا مُصْطَفى يا مُرْتَضى، يا مُرْتَضى يا مُصْطَفى، اُنْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرايَ، وَاكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيايَ، يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْني أَدْرِكْني، تقول ذلك حتّى ينقطع النفس، ثمّ تسأل حاجتك، فإنّها تُقضى بإذن الله تعالى(683).
88) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في قنوت الصلوات
قال الشهيد (رحمه الله) في الذكرى: اختار ابن أبي عقيل هذا الدعاء بما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في القنوت:
اللّهم إِلَيْكَ شَخَصَتِ الْأَبْصارُ، وَنُقِلَتُ الْأَقْدامُ، وَرُفِعَتِ الْأَيْدي، وَمُدَّتِ الْأَعْناقُ، وَأَنْتَ دُعيتَ بِالْأَلْسُنِ، وإِلَيْكَ سِرُّهُمْ وَنَجْواهُمْ فِي الْأَعْمالِ، رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنا(684) وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا(685)، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، فَفَرِّجْ ذلِكَ اللّهم بِعَدْلٍ تُظْهِرُهُ، وإِمامِ حَقٍّ تُعَرِّفُهُ(686)، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
قال: وبلغني أنّ الصّادق (عليه السلام) كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات الفرج(687).
89) هذا الدعاء برواية اُخرى
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
دعوني إلى بيعة عثمان فبايعت مستكرهاً، وصبرت محتسباً، وعلّمت أهل القنوت أن يقولوا:
اللّهم لَكَ أَخْلَصَتِ الْقُلُوبُ، وَإِلَيْكَ شَخَصَتِ الْأَبْصارُ، وَأَنْتَ دُعيتَ بِالْأَلْسُنِ، وَإِلَيْكَ تُحُوكِمَ فِي الْأَعْمالِ، فَافْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَهَوانَنا عَلَى النَّاسِ، وَشِدَّةَ الزَّمانِ، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا. اللّهم فَفَرِّجْ ذلِكَ بِعَدْلٍ تُظْهِرُهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُعْرِفُهُ(688).
90) دعاء سيّد الشهداء (عليه السلام) للطلب بدمه
عن مسلم بن رباح مولى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كنت مع الحسين بن علىّ (عليهما السلام) يوم قُتل، فرُمي في وجهه بنُشّابَة، فقال لي:
يا مسلم؛ أدْن يديك من الدم، فأدْنيتهما، فلمّا امتلأتا قال: اسكُبْه في يديَّ، فسكبته في يديه، فنفخ بهما إلى السّماء وقال:
اللّهم اطْلُبْ بِدَمِ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ.
قال مسلم: فما وقع إلى الأرض منه قطرة(689).
91) دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام عن ظالميهم بعد شهادة ولده الصغير عبد الله
قال (عليه السلام):
يا رَبِّ إِنْ كُنْتَ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ مِنَ السَّماءِ، فَاجْعَلْ ذلِكَ لِما هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَانْتَقِمْ لَنا مِنْ هؤُلاءِ الظَّالِمينَ(690).
92) دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام عن الأعداء
اللّهم أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ دَعَوْنا لِيَنْصُرُونا، فَخَذَلُونا وَأَعانُوا عَلَيْنا. اللّهم احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّماءِ، وَاحْرِمْهُمْ بَرَكاتِكَ. اللّهم لا تَرْضَ عَنْهُمْ أَبَداً.
اللّهم إِنَّكَ إِنْ كُنْتَ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ فِي الدُّنْيا، فَاجْعَلْهُ لَنا ذُخْراً فِي الْآخِرَةِ، وَانْتَقِمْ لَنا مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ(691).
93) الدعاء لأن يجعل الله الدّاعي من أصحاب القائم صلوات الله عليه
من دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في الحرز والعوذة من صنوف البلاء:
أَعُوذُ بِدِرْعِكَ الْحَصينَةِ الَّتي لا تُرامُ، أَنْ تُميتَني غَمّاً أَوْ هَمّاً أَوْ تَرَدِّياً أَوْ هَدْماً أَوْ رَدْماً أَوْ غَرَقاً أَوْ حَرَقاً أَوْ عَطَشاً أَوْ شَرَقاً أَوْ صَبْراً أَوْ أَكيلَ سَبُعٍ أَوْ في أَرْضِ غُرْبَةٍ أَوْ ميتَةِ سُوءٍ، وَأَمِتْني عَلى فِراشي في عافِيَةٍ، أَوْ فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أَهْلَهُ في كِتابِكَ فَقُلْتَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(692) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ (صلّى الله عليه وآله)(693).
94) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في سجدة الشكر
قال شيخ الطائفة الطوسي في مصباح المتهجّد: اسجد سجدة الشكر، وقل ما كتب أبو إبراهيم (عليه السلام) إلى عبد الله بن جندب فقال: إذا سجدت فقل ثلاثاً:
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ(694)، وَاُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَميعَ خَلْقِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ(695) الله رَبّي، وَالْإِسْلامُ ديني، وَمُحَمَّدٌ نَبِيّي، وَعَلِيٌّ وَلِيّي، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُوسى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْخَلَفُ الصَّالِحُ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَئِمَّتي، بِهِمْ(696) أَتَوَلَّى، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَبَرَّءُ. اللّهم إِنّي اُنْشِدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ.
وقل ثلاثاً: اللّهم إِنّي اُنْشِدُكَ بِوَأْيِكَ(697) عَلى نَفْسِكَ لِأَوْلِيائِكَ، لَتُظْهِرَنَّهُمْ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ.
وتقول ثلاثاً: اللّهم إِنّي اُنْشِدُكَ بِإيوائِكَ(698) عَلى نَفْسِكَ لِأَعْدائِكَ، لَتُهْلِكَنَّهُمْ وَلَتُخْزِيَنَّهُمْ بَأَيْديهِمْ وَأَيْدي الْمُؤْمِنينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ.
وتقول ثلاثاً: اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ(699).
قال في البحار: بيان: هذا الدّعاء رواه الكليني والصدوق والشيخ وغيرهم (رضوان الله عليهم) بأسانيد حسنة لا تقصر عن الصحيح، عن عبد الله بن جندب قال: سألت أبا الحسن الماضي (عليه السلام) عمّا أقول في سجدة الشكر، فقد اختلف أصحابنا فيه.
فقال: قل وأنت ساجد، وذكر الدّعاء، وفيها وعليّ وفلان وفلان إلى آخرهم أئمّتي، وفي الفقيه ذكر أسماءهم:، وليس في الكافي والتهذيب: اللّهم إِنّي أَنْشِدُكَ بِوَأْيِكَ عَلى نَفْسِكَ لِأَعْدائِكَ إلى قوله ثلاثاً.
وفي الفقيه موجود هكذا: لَتُهْلِكَنَّهُمْ بِأَيْدينا وَأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ، ومقدّمة على فقرة الأولياء، وفيها جميعاً بِعَدُوَّكَ وَعَدُوِّهِمْ وليس فيها فَفَرِّجْ عَنّي.
قوله (عليه السلام): أنشدك دم المظلوم أنشد على وزن أقعد يقال: نشدت فلاناً وأنشده أي قلت له: نشدتك الله أي سألتك بالله، والمراد هنا: أسألك بحقّك أن تأخذ بدم المظلوم أعني الحسين (عليه السلام)، وتنتقم من قاتليه، ومن الأوّلين الّذين أسّسوا أساس الظلم والجور عليه وعلى أبيه وأخيه سلام الله عليهم أجمعين.
ويحتمل أن يكون المراد: أنشدك بحقِّ دم المظلوم أن تطلب بثأره.
بوأيك الوأي: الوعد، وقوله: لتهلكنّهم اللام لجواب القسم لما في الوأي بمعنى القسم، والمقسم عليه في أنشده مقدّر من جنسه بعد الصّلوات، بقرينة الوأي أي أنشدك أن تنجز وعدك وتهلكهم، أو يقال: الصّلاة عليهم ترجع إلى هذا المعنى، فإنّ رحمة الله عليهم مشتمل على رواج دينهم ونصرهم وظفرهم على الأعادي، كما ورد في الخبر في معنى السّلام عليهم، وسيأتي تحقيقه في باب الصّلاة عليهم.
والوأي إشارة إلى قوله تعالى: «وَعَدَ الله الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دَينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَني لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً»(700)، والباء إمّا للسببيّة أي أنشدك بسبب وعدك، أو صلة للنشد أي اُقسم عليك بحقّ وعدك.
ثمّ اعلم أنّ في أكثر نسخ الحديث والدعاء بإيوائك، ولم يرد في اللّغة بهذا المعنى، ولا بمعنى يناسب المقام، لكن ما أهمله أهل اللّغة من الاستعمالات والاشتقاقات كثير، فيمكن أن يكون هذا منها.
وقال الشيخ البهائي (قدّس سرّه): الايواء بالياء المثنّاة التحتانيّة وآخره ألف ممدودة: العهد، ولا أدري من أين أخذه، ويمكن أن يكون استعمل هنا مجازاً، فإنّ من وعد شيئاً فكأنّه آواه وأنزله من نفسه منزلاً حصيناً.
وقد ورد مثله في أخبار العامّة، قال في النهاية في حديث وهب: إنّ الله تعالى قال: إنّي أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني، قال القتيبيُّ: هذا غلط يشبه أن يكون من المقلوب، والصّحيح وأيت من الوأي بمعنى الوعد، يقال: وأيت على نفسي أي جعلته وعداً على نفسي، انتهى.
والمستحفظين يمكن أن يقرأ بالبناء للفاعل أي حفظوا كتاب الله ودينه وساير أماناته، أو طلبوا حفظ ذلك من علماء شيعتهم، وبالبناء للمفعول أي استحفظهم الله إيّاها، والأخير أظهر إشارة إلى قوله تعالى: «بِمَا اسْتَحْفَظُوا مِنْ كِتابِ الله وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداء»(701)،(702).
95) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الساعة المخصوصة به
قد ورد هذا الدعاء في هذه الساعة، وهي من اصفرار الشمس إلى غروبها للخلف الحجّة(703) صلوات الله عليه:
يا مَنْ تَوَّحَدَ بِنَفْسِهِ عَنْ خَلْقِهِ، يا مَنْ غَنِيَ عَنْ خَلْقِهِ بِصُنْعِهِ، يا مَنْ عَرَّفَ نَفْسَهُ خَلْقَهُ بِلُطْفِهِ، يا مَنْ سَلَكَ بِأَهْلِ طاعَتِهِ مَرْضاتَهُ، يا مَنْ أَعانَ أَهْلَ مَحَبَّتِهِ عَلى شُكْرِهِ، يا مَنْ مَنَّ عَلَيْهِمْ بِدينِهِ، وَلَطُفَ لَهُمْ بِنائِلِهِ.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ الْخَلَفِ الصَّالِحِ، بَقِيَّتِكَ في أَرْضِكَ، اَلْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، بَقِيَّةِ آبائِهِ الصَّالِحينَ، مُحَمَّدِ(704) بْنِ الْحَسَنِ، وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ بِهِ، وَاُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي وَرَغْبَتي إِلَيْكَ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا، وَأَنْ تُدارِكَني بِهِ، وَتُنْجِيَني مِمَّا أَخافُهُ وَأَحْذَرُهُ، وَأَلْبِسْني بِهِ عافِيَتَكَ وَعَفْوَكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَكُنْ لَهُ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَناصِراً وَقائِداً، وَكالِئاً وَساتِراً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، «فسَيَكْفيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ»(705).
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(706)، اَلَّذينَ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ، وَاُولِي الْأَرْحامِ الَّذينَ أَمَرْتَ بِصِلَتِهِمْ، وَذَوِى الْقُرْبَى الَّذينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَالْمَوالِيَ الَّذينَ أَمَرْتَ بِعِرْفانِ حَقِّهِمْ، وَأَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً. أَسْأَلُكَ بِهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ ذُنُوبي كُلَّها يا غَفَّارُ، وَتَتُوبَ عَلَيَّ يا تَوَّابُ، وَتَرْحَمَني يا رَحيمُ، يا مَنْ لا يَتَعاظَمُهُ ذَنْبٌ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(707).
96) الدعاء الثاني في الساعة المخصوصة به صلوات الله عليه
اللّهم يا خالِقَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، وَالْمِهادِ الْمَوْضُوعِ، وَرازِقَ الْعاصي وَالْمُطيعِ، اَلَّذي لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفيعٌ.
أَسْأَلُكَ بَأَسْمائِكَ الَّتي إِذا سُمِّيَتْ(708) عَلى طَوارِقِ الْعُسْرِ عادَتْ يُسْراً، وإِذا وُضِعَتْ عَلَى الْجِبالِ كانَتْ هَباءً مَنْثُوراً، وإِذا رُفِعَتْ إِلَى السَّماءِ تَفَتَّحَتْ لَهَا الْمَغالِقُ، وإِذا هُبِطَتْ إِلى ظُلُماتِ الْأَرْضِ اتَّسَعَتْ لَهَا الْمَضائِقُ، وإِذا دُعِيَتْ بِهَا الْمَوْتَى انْتَشَرَتْ مِنَ اللُّحُودِ، وإِذا نُودِيَتْ بِهَا الْمَعْدُوماتُ خَرَجَتْ إِلَى الْوُجُودِ، وإِذا ذُكِرَتْ عَلَى الْقُلُوبِ وَجِلَتْ خُشُوعاً، وإِذا قُرِعَتِ الْأَسْماعُ فاضَتِ الْعُيُونُ دُمُوعاً.
أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَ الْمُؤَيَّدِ بِالْمُعْجِزاتِ، اَلْمَبْعُوثِ بِمُحْكَمِ الآياتِ، وَبِأمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلَّذِي اخْتَرْتَهُ لِمُؤاخاتِهِ وَوَصِيَّتِهِ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِمُصافاتِهِ وَمُصاهَرَتِهِ.
وَبِصاحِبِ الزَّمانِ الْمَهْدِيِّ، اَلَّذي تَجْمَعُ عَلى طاعَتِهِ الْآراءَ الْمُتَفَرِّقَةَ، وَتُؤَلِّفُ بِهِ بَيْنَ الْأَهْواءِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَتَسْتَخْلِصُ بِهِ حُقُوقَ أَوْلِيائِكَ، وَتَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ شَرِّ(709) أَعْدائِكَ، وَتَمْلَأُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَإِحْساناً، وَتُوَسِّعُ عَلَى الْعِبادِ بِظُهُورِهِ فَضْلاً وَامْتِناناً، وَتُعيدُ الْحَقَّ إِلى مَكانِهِ عَزيزاً حَميداً، وَتُرْجِعُ الدّينَ عَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَقَدِ اسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَقَدَّمْتُهُمْ أَمامي وَبَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَ نِعْمَتِكَ، فِي التَّوْفيقِ لِمَعْرِفَتِهِ، وَالْهِدايَةِ إِلى طاعَتِهِ، وَتَزيدَني قُوَّةً فِي التَّمَسُّكِ بِعِصْمَتِهِ وَالْاِقْتِداءِ بِسُنَّتِهِ، وَالْكَوْنِ في زُمْرَتِهِ، إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(710).
قال العلّامة الخواجوئي في تعليقته: قوله: الّذي تجمع على طاعته الآراء المتفرّقة، يدلّ على أنّ في زمن ظهور دولته القاهرة وسلطنته الباهرة ليس افتراق آراء، ولا اختلاف أهواء، بل كلمات كلّهم مجموعة على طاعته، وهو رئيس مطاع، والحقوق كلّها يومئذ مستخلصة لأهلها فالخمس يوضع موضعه، وكذلك الزكاة والفيء والأنفال والدّيات والقصاص والجراحات ونحو ذلك، ويرد فدك إلى أهلها، وينتقم من أعداء الله لأوليائه أحياءهم وأمواتهم بإحيائهم، كما تدلّ عليه أخبار كثيرة.
منها: أنّ الله سيعيد قوماً عند قيام المهديّ صلوات الله عليه ممّن تقدّم موتهم من أوليائه وشيعته ممّن محض الإيمان محضاً، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجوا بظهور دولته، ويعيد أيضاً قوماً ممّن محض الكفر لينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقّونه من العقاب في القتل على أيدي شيعته من الذلّ والخزي ممّا يشاهدونه من علوّ كلمته.
وفي ذلك الزّمان ينتشر العدل والإحسان في مشارق الأرض ومغاربها، كما أمر الله بهما في كتابه العزيز، ويكون عباد الله موسّعاً عليهم أرزاقهم، وما به ينتظم اُمور معاشهم ومعادهم، ويومئذ يقرّ الحقّ مقرّه عزيزاً محموداً، ويؤوب دين الإسلام بعد ذهابه بالكليّة ويجدّد، فيكون أهله جديد الإسلام، ويومئذ يكون الدين كلّه لله فطوبى لأهله ثمّ طوبى.
اللّهم عجّل فرجه وسهّل مخرجه، واجعلنا ممّن يدخلون تحت سرادقات دولته ويشرّفون برؤية أوليائه ورؤيته، ويقاتلون في ركاب حضرته، فيقتلون ويقتلون لإعلاء كلمته وإعزاز دينه وملّته بمحمّد وآله وعترته صلوات الله عليهم أجمعين(711).
97) دعاء السفر في الساعة المخصوصة به أرواحنا فداه
قال السيّد الأجلّ في كتاب الأمان: ذكرنا في كتاب الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار: أنّ كلّ ساعة من النهار، يختصّ بها واحد من الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، ولها دعاءان: أحدهما نقلناه من خطّ جدّي أبي جعفر الطوسي (رحمه الله) والآخر من خطّ ابن مقلة المنسوب إليه، وكلّ واحد منهم عليهم أفضل الصلوات كالخفير والحامي لساعته بمقتضى الروايات.
فالسّاعة الأولى لمولانا عليّ صلوات الله عليه؛
والسّاعة الثانية لمولانا الحسن (عليه السلام)؛
والسّاعة الثالثة لمولانا الحسين (عليه السلام)؛
والسّاعة الرابعة لمولانا عليّ بن الحسين (عليهما السلام)؛
والسّاعة الخامسة لمولانا محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام)؛
والسّاعة السادسة لمولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)؛
والسّاعة السابعة لمولانا موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)؛
والسّاعة الثامنة لمولانا عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)؛
والسّاعة التاسعة لمولانا محمّد بن عليّ الجواد (عليه السلام)؛
والسّاعة العاشرة لمولانا عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام)؛
والسّاعة الحادية عشرة لمولانا الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام)؛
والسّاعة الثانية عشرة لمولانا المهديّ صلوات الله عليه.
أقول: وهذه الساعات يدعو الإنسان في كلّ ساعة منها بما يخصّها من الدّعوات، سواء كان نهار الصيف الكامل الساعات، أو نهار الشتاء القصير الأوقات، لأنّ الدعوات تنقسم اثني عشر قسماً، كيف كان مقدار ذلك النّهار، بمقتضى الأخبار.
أقول: فإذا اتّفق خروجك للسّفر في ساعة يختصّ بها أَحد الأئمّة الحماة، الّذين جعلهم الله جلّ جلاله سبباً للنجاة، فقل ما معناه:
اللّهم بَلِّغْ مَوْلانا فُلاناً صَلَواتُ الله عَلَيْهِ إِنَّني اُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَإِنَّني أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ بِإِقْبالِكَ عَلَيْهِ، في أَنْ يَكُونَ خَفارَتي وَحِمايَتي وَسَلامَتي وَكَمالُ سَعادَتي ضِمانَها بِكَ عَلَيْهِ، حَيْثُ قَدْ تَوَجَّهْتُ فِي السَّاعَةِ الَّتي جَعَلْتَهُ كَالْخَفيرِ فيها وَحَديثَها في ذلِكَ إِلَيْهِ.
أقول: وتقول إذا نزلت منزلاً في ساعة تختصّ بواحد منهم (عليهم السلام) أَو رحلت منه فتسلم على ذلك الإمام بما يقرّبك منه، وتخاطبه في ضمان ما يتجدّد في ساعته، فلولا أنّ الله جلّ جلاله أراد ذلك منك ما دلّك عليه، وإذا عملت بهذا هداك الله جلّ جلاله إليه صارت حركاتك وسكناتك في أسفارك، عبادة وسعادة لدار قرارك(712).
98) الصلاة على مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
اللّهم صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ، اَلَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً. اللّهم انْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ.
اللّهم أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ.
وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكَفَرَةِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ.
وَاجْعَلْنِي اللّهم مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَأَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَأَرِني في آلِ مُحَمَّدٍ ما يَأْمُلُونَ، وَفي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ(713).
99) الدعاء عند وقوع الصيحة
عن ابن مسعود عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:
إذا كانت صيحة في رمضان فإنّها تكون معمعة في شوّال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتُسفك الدماء في ذي الحجّة والمحرّم، وما المحرّم، هيهات هيهات يقتل الناس فيه قتلاً.
قيل: يا رسول الله؛ وما الصيحة؟ قال:
هدّة(714) تكون في النصف من شهر رمضان يوم الجمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة، فتكون هدّة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهنّ في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد.
فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة في ليلة الجمعة، فإذا صلّيتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدّوا الكُوى، ودثّروا أنفسكم، وسدّوا آذانكم، وإذا أحسستم بالصيحة فخرّوا لله سجّداً، وقولوا:
سُبْحانَ الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ الْقُدُّوسِ رَبِّنا.
فإنّه من فعل ذلك نجا، ومن برز لها هلك(715).
أقول: وفي ألفاظ الرواية اضطراب، نقلناها في هذا الباب؛ لأنّه غير معلوم في أيّ سنة تقع الهدّة.
100) الدعاء للفرج في يوم الظهور
روى الشيخ النعمانيّ في كتاب الغيبة بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تعالى ملكاً إلى السماء الدنيا فإذا طلع الفجر، جلس ذلك الملك على العرش، فوق البيت المعمور، ونصب لمحمّد وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) منابر من نور، فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيّون والمؤمنون، وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا ربّ؛ ميعادك الّذي وعدت به في كتابك، وهو هذه الآية:
«وَعَدَ الله الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً»(716).
ثمّ يقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك، ثمّ يخرّ محمّد وعليّ والحسن والحسين سجّداً، ثمّ يقولون:
يا رَبِّ إِغْضَبْ، فَإِنَّهُ قَدْ هُتِكَ حَريمُكَ، وَقُتِلَ أَصْفِياؤُكَ(717)، وَاُذِلَّ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، فيفعل الله ما يشاء وذلك يوم معلوم(718).
101) دعاء الشيعة عند خروج مولانا القائم أرواحنا فداه
في رواية قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لزيد بن أرقم:
إن أردت أن لا يصيبك شرّهم، ولا ينالك مكرهم (يعني المنافقين والكافرين)، فقل إذا أصبحت: أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، فإنّ الله يقيك من شرّهم، فإنّما هم شياطين «يُوحي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً»(719).
وإذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك عن الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت:
بِسْمِ الله ما شاءَ الله، لا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا الله، بِسْمِ الله ما شاءَ الله، لا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا الله، بِسْمِ الله ما شاءَ الله، ما يَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله، بِسْمِ الله ما شاءَ الله، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، بِسْمِ الله ما شاءَ الله، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ.
فإنّ من قالها ثلاثاً إذا أصبح أمن من الغرق والحرق والسرق حتّى يسمى، ومن قالها ثلاثاً إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتّى يصبح.
وإنّ الخضر وإلياس (عليهما السلام) يلتقيان في كلّ موسم فإذا تفرّقا تفرّقا عن هذه الكلمات، وإنّ ذلك شعار شيعتي، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم(720).
102) دعاء لمن أراد التشرّف بخدمته صلوات الله عليه
قال في الصحيفة الهادية والتحفة المهديّة: دعاؤه (عليه السلام)، وهو الدّعاء الّذي من قرئه أربعين صباحاً رزقه الله لقاء القائم (عليه السلام):
بسم الله الرّحمن الرّحيم، من الأسرار الإلهيّة والكنوز الربّانيّة بأنّ من قرء الدّعاء المسمّى بدعاء صاحب الزّمان (عليه السلام) بهذا العدد 17488 في أربعين يوماً على هذا النّهج:
يقرأ في تسع منها 360، وفي اليوم العاشر منها 1132 أظهر الله تعالى له سرّه، وأعطاه الجمعيّة والسّلطنة والملك، ورزقه رؤية الصاحب (عليه السلام)، غير أنّه ينبغي قبل الشروع به أن يتوضّأ ويجلس حيال القبلة في موضع طاهر، ويصلّي على النبيّ ويستغفر الله من الذّنوب ويقرأ:
يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا فَعَّالاً لِما يُريدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء مرّة واحدة، ثمّ يشرع في الدعاء وهو هذا: يا الله يا مُحَمَّدُ يا عَليُّ يا فاطِمَةُ وَبَنيها، يا صاحِبَ الزَّمانِ أَدْرِكْني، يا فارِسَ الْحِجازِ أَدْرِكْني، يا أَبا صالِحِ الْمَهْدِيَّ أَدْرِكْني وَلا تُهْلِكْني.
ثمّ يصلّي على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عشر مرّات، ثمّ يختم بالفاتحة والإخلاص، ويجب أن يداوم عليه بالإخلاص، فإن فيه اسم الله الأعظم، ويظهر منه آثار العجيبة والأفعال الغريبة بعون الله تعالى فوائد مهمّة، لابدّ من التّنبيه عليها.
ينبغي أنّ يعلم ان روح الدّعاء والذّكر حضور القلب، ونعني به أن يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس به، ومتكلّماً معه، ويكون العلم مقروناً به، ولا يكون الفكر جارياً في غيره، وأن يكون القلب متّصفاً بمعنى الذّكر والدّعاء، فلا تقول مثلاً الله اكبر وفي قلبه شيء أكبر من الله سبحانه، ولا يتكلّم بكلمة الاستثناء عند تقدير أمر من اُموره إلّا ويستشعر ويعلم أنّ تدبير الاُمور وتقدريها كلّها بيد الله سبحانه، وأنّها تابعة لمشيّته وقضائه وقدره، وأنّه لا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه، وأنّه تعالى لو لم يقدر ذلك الأمر على ما يدبّر العبد لا يكون ذلك أبداً ويكون سائلاً منه بقلبه سؤال متضرّع أن يجعله مُوافقاً للمشيّة الأزليّة أن كان خيره فيه، وكذلك إذا تكلّم بكلمة الاسترجاع، فليستشعر ما خلق لأجله، وأنّه راجع إلى ربّه ويتذكّر ما أنعمه الله تعالى عليه ليرى ما أبقى عليه ضعاف ما استردّه منه لتهوّن على نفسه تلك المصيبة وتستسلم لها.
وهكذا في كلّ أدعية الّتي أوردناه في الاُمور الدينيّة والدنيويّة، فإنّه ينبغي أن يذكر الله ويدعو الله بقلبه ولسانه على نهج الخاصّ المناسب لذلك الأمر مع اتّصاف قلبه بمعناهما، والّا فمجرّد تحريك اللسان لا مؤنة فيها، وإنّما أمر بالتلفّظ لتنبيه القلب حيث أنّه لا يتنبّه في الأغلب إلّا من هذا الطّريق، وذلك أيضاً يكون في الابتداء.
وأمّا إذا داوم على الذّكر والدّعاء وانس بهما، وانغرس في قلبه حبّ المذكور، فلا يحتاج إلى ذلك، فالمقصود الأصلي في الدعاء والذكر إنّما هو الذكر القلبي والاستشعار الباطني بمعاني الدّعاء والأذكار والاتّصاف لهما(721).
103) الطريق إلى مشاهدته أرواحنا فداه بقراءة السور المباركة الكوثر والتوحيد وآل عمران
ونلحق أيضاً بهذا الباب ما قاله في العبقريّ الحسان: قال صاحب كتاب بضاعة مزجاة في الأدعية الّتي تقرأ في زمن الغيبة - وقد طبع في ايران سنة 1335 -: قال الحاج ميرزا محسن الملقّب بتاج الواعظين في كتاب درّة: رأيت في زمن إقامتي بفارس رسالة مختصرة عن أبي اسحاق الاسفرائني في فوائد السور المباركة الكوثر والتوحيد وآل عمران، من قرأ هذه السور وأدامها في أيّام الجمعة لم يمت حتّى يزور قائم آل محمّد (عليهم السلام).
فقال: لم يكن لي التوفيق لإتيان هذا العمل ولكن أدامه بعض أحبّائي وتشرّف إلى حضوره صلوات الله عليه وهذا تفصيل ما قاله:
ذهبت إلى بلوجستان ورأيت في الطريق رجلاً راكباً على إبل في زيّ أهل البلوچ وكان شابّاً، فسلّمت عليه، فردّ عليّ الجواب وقال لي:
ما هو مقصودك من قراءتك السور؟
قلت: زيارة صاحب الزمان (عليه السلام). قال: فإن تراه فما حاجتك منه؟
قلت: إنّ لي أسأله أسأله عنها. قال: فاسأل.
فقلت في نفسي ما هو الضرر في طرح أسئلتي ولابدّ لنا طيّ الطريق، فشرعت في بيان الأسئلة وقلت له: من أسئلتي أنّه ما هو أقرب الطرق إلى الله؟
فقال لي في الجواب: إن قال لك من يدّعى الكيمياء أنا عالم بهذا العلم وأنت تعلم أنّه كاذب في ادّعائه لأنّه إن كان صادقاً لم يُظهره ومع ذلك أنت تعتمد عليه مع علمك بكذبه وتصرف مالك وترد على نفسك الزحمة والمشقّة؛ ولكن ما أقوله لك)ليس بكذب(بل هو قول النبيّ والأئمّة الراشدين (عليهم السلام) فما هو الضرر عليك أن تصرف عمرك وتقرأ السور المباركة الكوثر والتوحيد وآل عمران أربعين أيّاماً بقصد العبادة لا بقصد الامتحان حتّى تصل إلى مقصودك؟ ولكنّ السائل لا يدري في الحال بأنّ القائل له من هو؟ ولا يعلم أنّه حجّة الزمان (عليه السلام)(722)!
104) الصلاة على سيّدتنا النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
من المجرّبات في المهمّات ذكر الصلاة على سيّدة النساء وأبيها وبعلها وبنيها بأن يقول: 530 مرة:
اللّهم صَلِّ عَلى فاطِمَةَ وَأَبيها وَبَعْلِها وَبَنيها وَالسِّرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فيها بِعَدَدِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ.
ولم يذكر هذا الختم في الكتب القديمة بل شاع هذه الصلاة في ألسنة بعض الناس من عصر الشيخ الأعظم الأنصاري (رضوان الله عليه). وإنّما ذكرناها في الكتاب لأمرين:
1 - نقل عن العالم الربّاني الآخوند ملّا معصومعلي الهمداني أعلى الله مقامه أنّه قال: روى الشيخ الأعظم الأنصاري (رحمه الله) هذه الصلاة بهذه الألفاظ ولم تذكر في الكتب القديمة ولم ترو عمّن كان قبل الشيخ الأعظم الأنصاري أعلى الله مقامه.
فمع عدم ذكرها في الكتب قبل الشيخ الأعظم وبملاحظة جلالة الشيخ الأعظم رحمة الله عليه وارتباطه مع الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) يحتمل جدّاً صدورها عن ناحيته المقدّسة العظمى.
2 - المقصود من السرّ المستودع فيها مولانا الإمام الحجّة صلوات الله عليه على ما قاله بعض السادة. فلأجل الأمرين نقلناها في هذا الكتاب.
إعلم إنّ عدد هذه الصلاة هو 530 مرّة وهو عدد اسم سيّدة نساء العالمين: فاطمة ومن قال أنّ عددها 135 مرتبه فقد اشتبه الأمر عليه، لأنّ حرف الآخر في كلمة فاطمة هو التاء وعدده 400 لا الهاء وعدده 6. فرقم مجموع الحروف هو 530.
والدليل على ذلك أنّها تكتب مع النقطة وتقرأ معها إلّا في الوقف، وما هو المعتبر في الأبجد في عدد الحروف هو الكتابة. ولذا نقول عدد لفظ الجلالة: الله هو 66 لأنّه كتب اللام فيه مرّتين وهو في القراءة يقرأ مرّة مشدّداً.
105) من خواصّ سورة يس
نذكر في هذا الباب، خواصّ بعض السور.
قال لي بعض الثقاة من أهل العلم: إنّ بعض عباد الله في بلدة يزد - وكان مقيّداً بالشدائد - قد تشرّف بلقاء مولانا الحجّة صلوات الله عليه، فقال (عليه السلام) له:
اقرأ سورة يس، فإذا وصلت إلى كلمة مبين فيها وهي في ستّة مواضع منها إنو حاجتك ثمّ اقرئها، وبعد إتمام السورة اسأل حاجتك، حتّى يجيب الله دعائك.
قال: فلمّا نظرت في السورة رأيت أنّ كلمة مبين توجد في سبعة مواضع منها، فتعجّبت من ذلك، ولمّا تأمّلت وجدتها في ستّة مواضع منها بغير ال، وفي موضع واحد مع ال، ثمّ قال: فقرأت السورة كما قاله لي أرواحنا فداه فأجاب الله تعالى دعائي.
قال المحدّث النوري (رحمه الله): أنّه قد تذاكرنا يوماً مع بعض الأحبّاء في كيفيّة ختم سورة يس وأقسامها وما يقرأ عند قوله تعالى: «سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحيمٍ» وقوله تعالى: مبين في مواضعه وغيرها فذكر وجوه ولم نتميّز المجرّب منها عن غيره، وكان ذلك في المشهد الغروي، فذهبت يوماً إلى مسجد السهلة وأقمت الليل فيها، فلمّا أخذت مضجعي رأيت سلمان (عليه السلام) وكأنّه يشير إلى أبي ذر ويقول ما معناه:
إنّ في سورة يس كنوزاً ورأيت شخصاً كأنّه ملك خط لي دائرة من نور مكتوب في محيطها المواضع المذكورة وما يقرأ عندها، فتأمّلت فيها بحيث رسخت في خاطري فانتبهت وهي باقية فيه فجرّبتها مراراً، فما رأيت التخلّف وشاهدت منها عجائب لا تحصى والحمد لله(723).
106) فضيلة سور المسبّحات
عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام، لم يمت حتّى يدرك القائم (صلوات الله عليه)، وإن مات كان في جوار النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(724).
قال الطريحي: المسبّحات السور الّتي أوّلها التسبيح، وقال المولى محمّد صالح المازندراني: قيل: المسبّحات سورة أوّلها سَبَّحَ أو يُسَبِّح أو سَبِّحْ أو سُبْحان، وعلى هذا الاحتمال فهي سبعة: الإسراء، والحديد، والحشر، والصفّ، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
ولكن قال الكفعمي في حاشية مصباحه عند ذكر هذا الخبر: المسبّحات إشارة إلى خمس سور، وعدّ غير الأولى والأخيرة، ويظهر ذلك من الصدوق حيث ذكر الخبر في فضيلة التغابن وهي آخر المسبّحات، وهو صريح المجلسي في الحلية، والكاشاني في الوافي.
قال بعض الأفاضل: واعلم أنّ ظاهر مضمون الشرط عن إدراك القائم أرواحنا فداه يتحققّ بالقراءة مرّة واحدة، وكذلك الجوار، ولكن الظاهر بحسب المقام حيث أنّ المقصود الحثّ على قراءتها والترغيب في أخذها دأباً وعادة هوان الإدراك والجوار يتحقّقان بالتكرار والعادة، والظاهر أنّ تركها في بعض الأحيان لا يضرّ بالتكرار المستلزم للإدراك والجوار.
ثمّ الظاهر أنّ المراد بإدراك القائم أرواحنا فداه، إدراكه مع العلم بأنّه القائم صلوات الله عليه، والسبب في ذلك إمّا لاشتمال المسبّحات على ذكر القائم أرواحنا فداه وصفاته وأحواله وإن لم نعلمها بخصوصه، وإمّا بالخاصيّة، وكذلك السبب في غيرها من السور والآيات المترتّب عليها ثواب وجزاء معين(725).
أقول: ولآية الكرسي وآية شريفة النور وآية ربّ أدخلني وآيات اُخرى ختومات متعدّدة لها مناسبة لموضوعات الكتاب انصرفت عن نقلها.
ولابدّ أن نتوجّه أنّ أفضل الطرق للتشرّف بلقاء مولانا بقيّة الله الأعظم أرواحنا فداه هو جلب توجّهه ورضايته الكاملة.
قال المحدّث النوري (رحمه الله): أنّه قد علم من تضاعيف تلك الحكايات أنّ المداومة على العبادة، والمواظبة على التضرّع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسينيّ على مشرفّه السلام أو أربعين ليلة من أيّ اللّيالي في أيّ محلّ ومكان، - كما في قصّة الرّمّان المنقولة في البحار - طريق إلى الفوز بلقائه (عليه السلام) ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرّض لذكر أكثرها لعدم وصول كلّ واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلاّ أنّ الظاهر أنّ العمل من الأعمال المجرّبة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاصّ وخبر مخصوص، ولعلّهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار الّتي يستظهر منها أنّ للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شيء مخصوص أو تركه في أربعين يوماً تأثير في الانتقال والترقّي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أنّ في المواظبة عليه في تلك الأيّام تأثير لإنجاح كلّ مهمّ أراده(726).
قال العالم الفاضل المتبحّر النبيل الصمدانيّ الحاج المولى رضا الهمدانيّ في المفتاح الأوّل من الباب الثالث من كتاب مفتاح النبوّة في جملة كلام له في أنّ الحجّة (عليه السلام) قد يظهر نفسه المقدّسة لبعض خواصّ الشيعة: أنّه (عليه السلام) قد أظهر نفسه الشريفة قبل هذا بخمسين سنة لواحد من العلماء المتّقين المولى عبد الرّحيم الدماونديّ الّذي ليس لأحد كلام في صلاحه وسداده.
قال: وقال هذا العالم في كتابه: إنّي رأيته (عليه السلام) في داري في ليلة مظلمة جدّاً بحيث لاتبصر العين شيئاً واقفاً في جهة القبلة وكان النور يسطع من وجهه المبارك حتّى أنّي كنت أرى نقوش الفراش بهذا النور(727).
107) فضيلة قراءة سورة الكهف
1 - روى شيخنا أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي (رحمه الله) في كتاب مجمع البيان مرسلاً عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال:
من قرأها (سورة الكهف) فهو معصوم ثمانية أيّام من كلّ فتنة، فإن خرج الدجّال في تلك الثمانية الأيّام عصمه الله من فتنة الدجّال.
2 - وفي حديث آخر عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:
من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظاً لم تضرّه فتنة الدجّال، ومن قرأ السورة كلّها دخل الجنّة.
3 - وفي آخر عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:
من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف ثمّ أدرك الدجّال لم يضرّه، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة(728).
108) قراءة سورة القارعة توجب الأمن من فتنة الدجّال
عن مولانا الصادق (عليه السلام):
من قرأها أمنه الله تعالى من فتنة الدجّال أن يؤمن به ومن قيح جهنّم(729).

(6) - في أدعية مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه

نذكر في هذا الباب أدعية مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه غير ما ذكرناها في هذا الكتاب في الأبواب المختلفة، لمناسبتها مع الأبواب المذكورة فيها. ونذكر في الباب أيضاً بعض السور الّتي قرئها صلوات الله عليه.
109) قراءته صلوات الله عليه سورة القدر قبل ولادته (عليه السلام)
... قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يديّ لا تقلب جنباً إلى جنب حتّى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبتْ إليّ فزعة، فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) وقال:
إقرئي عليها «إنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ».
فأقبلت أقرأ عليها [وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بي الأمر الّذي أخبرك به مولاي، فأقبلت أقرأ عليها] كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ فسلّم عليّ(730). قال الإمام العسكري (عليه السلام):
وإنّ الصبيّ منّا يتكلّم في بطن اُمّه، ويقرأ القرآن، ويعبد ربّه (عزَّ وجلَّ)، وعند الرضاع تطيعه الملائكة، وتنزل عليه صباحاً ومساءاً(731).
110) قراءته أرواحنا فداه القرآن قبل ولادته (عليه السلام) برواية اُخرى
... فاستقبلتني نرجس (عليها السلام) ترتعد، فضممتها إلى صدري، وقرأت عليها: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ» وآية الكرسي، فأجابني الخلف من بطنها يقرأ بقراءتي(732)، وأشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجداً لله تعالى إلى القبلة، فأخذته، فناداني أبو محمّد (عليه السلام) من الحجرة:
هلُمّي بنيّ إليّ يا عمّة(733).
111) في ما قرئه أرواحنا فداه بعد ولادته وقراءته القرآن
فسجد الصبيّ وقال: لا إِلهَ إِلّاَ الله، مَحَمَّدٌ رَسُولُ الله، وَعَلِيٌّ حُجَّةُ الله، وذكر إماماً إماماً حتّى انتهى إلى أبيه.
فقال أبو محمّد: إليّ إبني، فذهبت لأُصلح منه شيئاً، فإذا [هو] مسوّى مفروغ عنه، فذهبت به إليه، فقبّل وجهه ويديه ورجليه، ووضع لسانه في فمه، وزقّه كما يزقّ الفرخ.
ثمّ قال: اقرأ، فبدأ بالقرآن من بسم الله الرحمن الرحيم إلى آخره، ثمّ إنّه دعا بعض الجواري ممّن علم أنّها تكتم خبره، فنظرت ثمّ قال: سلّموا عليه وقبّلوه وقولوا: استودعناك الله، وانصرفوا. ثمّ قال: يا عمّة؛ اُدعي لي نرجس (عليها السلام)، فدعوتها، وقلت لها: إنّما يدعوك لتودّعيه، فودّعته، وتركناه مع أبي محمّد (عليه السلام) ثمّ انصرفنا، ثمّ إنّي صرت إليه من الغد فلم أره عنده فهنّيته، فقال:
يا عمّة؛ هو في ودائع الله [إلى] أن يأذن الله في خروجه(734).
112) دعائه صلوات الله عليه عند ولادته برواية اُخرى
... قالت (حكيمة): فرجعت فلم ألبث أن كشف الغطاء الّذي كان بيني وبينها وإذا أنابها وعليها من أثر النور ما غشى بصري، وإذا أنا بالصبيّ (عليه السلام) ساجداً لوجهه(735)، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه، وهو يقول:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله [وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ]، وَأَنَّ جَدّي مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَأَنَّ أَبي أمير المؤمنين، ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه.
ثمّ قال(736): اللّهم أَنْجِزْ(737) لي ما وَعَدْتَني، وَأَتْمِمْ لي أَمْري، وَثَبِّتْ وَطْأَتي(738)، وَامْلَأِ الْأَرْضَ بي عَدْلاً وَقِسْطاً(739).
113) دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته وقراءته (عليه السلام) كتب السماويّة
... قال له: تكلّم يا بنيّ، فقال (عليه السلام): أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله، وثنّى بالصلاة على محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين والأئمّة (عليهم السلام) حتّى وقف على أبيه (عليه السلام)، ثمّ قرأ:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ «وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ»(740).
ثمّ قال له:
اقرأ يا بنيّ؛ ممّا أنزل الله على أنبيائه ورسله.
فابتدأ بصحف آدم (عليه السلام) فقرأها بالسريانيّة(741)، وكتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى، وقرآن(742) محمّد جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ قصّ قصص النبيّين والمرسلين إلى عهده(743).
114) دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته
لمّا سقط من بطن اُمّه إلى الأرض وُجد جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه(744)، ثمّ عطس فقال:
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَبْداً ذاكِراً للهِ(745)، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ(746) وَلا مُسْتَكْبِرٍ(747)،(748).
ثمّ قال (عليه السلام):
زعمت الظّلمة أنّ حجّة الله داحضة، لو أذن [الله لي(749)] في [الكلام(750)] لزال الشّك(751).
115) دعاءٌ آخر عنه أرواحنا فداه عند ولادته
حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا بمدينة السلام قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خليلان قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن جدّه، عن غياث بن أسيد(752) قال: شهدت محمّد بن عثمان العَمْريّ قدّس الله روحه يقول: لمّا ولد الخلف المهديّ (عليه السلام) سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء ثمّ سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره، ثمّ رفع رأسه وهو يقول:
«شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَاُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ * إِنَّ الدّينَ عِنْدَ الله الْإِسْلامُ»(753).
قال: كان مولده يوم الجمعة(754).
116) الدعاء عند العطاس
قال في جنّات الخلود: يستحبّ عند العطاس وضع السبّابة على رأس الأنف، وقراءة ما قرئه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه:
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَبْداً ذاكِراً لله، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ(755).
117) دعائه أرواحنا فداه عند البيت
حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ قال: سألت محمّد بن عثمان العَمْريّ رضى الله عنه فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول:
اللّهم أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني(756).
118) دعاءٌ آخر عند البيت
حدّثنا محّمد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ قال: سمعت محمّد بن عثمان العمريّ رضي الله عنه يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول:
اللّهم انْتَقِمْ لي مِنْ أَعْدائي(757)،(758).
119) تحميده صلوات الله عليه لله عند ملاقاته إبراهيم بن مهزيار
... فقال لي:
مرحباً بك يا أبا إسحاق، لقد كانت الأيّام تعدني وشك لقائك والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار(759) وتراخي المزار، يتخيّل لي صورتك حتّى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، وخيال المشاهدة.
وَأَنَا أَحْمَدُ الله رَبّي وَلِيَّ الْحَمْدِ عَلى ما قَيَّضَ مِنَ التَّلاقي، وَرَفَّهُ مِنْ كُرْبَةِ التَّنازُعِ(760) وَالْإِسْتِشْرافِ عَنْ أَحْوالِها مُتَقَدِّمِها وَمُتَأَخِّرِها...(761).
120) الدعاء المرويّ عنه صلوات الله عليه عند شروع الصلاة
كتب الحميريّ إلى القائم أرواحنا فداه يسأل عن التوجّه للصّلاة أن يقول: على ملّة إبراهيم ودين محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّه إذا قال: على دين محمّد فقد أبدع، لأنّا لم نجده في شيء من كتب الصلاة، خلا حديثاً واحداً في كتاب القاسم بن محمّد، عن جدّه الحسن بن راشد أنّ الصادق (عليه السلام) قال للحسن:
كيف تتوجّه؟ قال: أقول: لبّيك وسعديك.
فقال له الصادق (عليه السلام): ليس عن هذا، أسألك كيف تقول: وجّهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً؟ قال الحسن: أقوله.
فقال له الصادق (عليه السلام): إذا قلت ذلك فقل: على ملّة إبراهيم ودين محمّد ومنهاج عليّ بن أبي طالب والإئتمام بآل محمّد حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.
فأجاب صلوات الله عليه:
التوجّه كلّه ليس بفريضة، والسنّة المؤكّدة فيه الّتي هي كالإجماع الّذي لا خلاف فيه:
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنيفاً مُسْلِماً عَلى مِلَّةِ إِبْراهيمَ وَدينِ مُحَمَّدٍ وَهُدى أمير المؤمنين وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكينَ، إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْيايَ وَمَماتي للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ اُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمينَ. اللّهم اجْعَلْني مِنَ الْمُسْلِمينَ، أَعُوذُ بِالله السَّميعِ الْعَليمِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، ثمّ يقرأ الحمد(762).
قال الفقيه الّذي لا يشكّ في علمه: الدين لمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والهداية لعليّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنّها له (عليه السلام) وفي عقبه باقية إلى يوم القيامة، فمن كان كذلك فهو من المهتدين، ومن شكّ فلا دين له، ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى(763).
121) دعاء الإمام العالم الحجّة أرواحنا فداه
إِلهي بِحَقِّ مَنْ ناجاكَ، وَبِحَقِّ مَنْ دَعاكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرَمِ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى غُرَباءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ(764).
122) دعاء سهم الليل
دعاء سهم اللّيل مروي عن الإمام المهديّ أرواحنا فداه:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِعَزيزِ تَعْزيزِ اعْتِزازِ عِزَّتِكَ، بِطَوْلِ حَوْلِ شَديدِ قُوَّتِكَ، بِقُدْرَةِ مِقْدارِ اقْتِدارِ قُدْرَتِكَ، بِتَأْكيدِ تَحْميدِ تَمْجيدِ عَظَمَتِكَ، بِسُمُوِّ نُمُوِّ عُلُوِّ رَفْعَتِكَ، بِدَيْمُومِ قَيُّومِ دَوامِ مُدَّتِكَ، بِرِضْوانِ غُفْرانِ أَمانِ رَحْمَتِكَ(765)، بِرَفيعِ بَديعِ مَنيعِ سَلْطَنَتِكَ، بِسُعاةِ صَلاةِ بِساطِ رَحْمَتِكَ، بِحَقائِقِ الْحَقِّ مِنْ حَقِّ حَقِّكَ، بِمَكْنُونِ السِّرِّ مِنْ سِرِّ سِرِّكَ، بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عِزِّ عِزِّكَ، بِحَنينِ أَنينِ تَسْكينِ الْمُريدينَ، بِحَرَقاتِ خَضَعاتِ زَفَراتِ الْخائِفينَ، بِآمالِ أَعْمالِ أَقْوالِ الْمُجْتَهِدينَ، بِتَخَشُّعِ تَخَضُّعِ تَقَطُّعِ مَراراتِ الصَّابِرينَ، بِتَعَبُّدِ تَهَجُّدِ تَمَجُّدِ تَجَلُّدِ الْعابِدينَ.
اللّهم ذَهَلَتِ الْعُقُولُ، وَانْحَسَرَتِ الْأَبْصارُ، وَضاعَتِ الْأَفْهامُ، وَحارَتِ الْأَوْهامُ، وَقَصُرَتِ الْخَواطِرُ، وَبَعُدَتِ الظُّنُونُ عَنْ إِدْراكِ كُنْهِ كَيْفيَّةِ ما ظَهَرَ مِنْ بَوادي عَجائِبِ أَصْنافِ بَدائِعِ قُدْرَتِكَ، دُونَ الْبُلُوغِ إِلى مَعْرِفَةِ تَلَأْلُؤِ لَمَعانِ بُرُوقِ سَمائِكَ.
اللّهم مُحَرِّكَ الْحَرَكاتِ، وَمُبْدِئَ نِهايَةِ الْغاياتِ، وَمُخْرِجَ يَنابيعِ تَفْريعِ قُضْبانِ النَّباتِ، يَا مَنْ شَقَّ صُمَّ جَلاميدِ الصُّخُورِ الرَّاسِياتِ، وَأَنْبَعَ مِنْها ماءً مَعيناً حَياةً لِلْمَخْلُوقاتِ، فَأَحْيى مِنْهَا الْحَيَوانَ وَالنَّباتَ، وَعَلِمَ مَا اخْتَلَجَ في سِرِّ أَفْكارِهِمْ مِنْ نُطْقِ إِشاراتِ خَفِيَّاتِ لُغاتِ النَّمْلِ السَّارِحاتِ.
يا مَنْ سَبَّحَتْ وَهَلَّلَتْ وَقَدَّسَتْ وَكَبَّرَتْ وَسَجَدَتْ(766) لِجَلالِ جَمالِ أَقْوالِ عَظيمِ عِزَّةِ جَبَرُوتِ مَلَكُوتِ سَلْطَنَتِهِ مَلائِكَةُ السَّبْعِ السَّماواتِ(767)، يا مَنْ دارَتْ فَأَضاءَتْ وَأَنارَتْ لِدَوامِ دَيْمُومِيَّتِهِ النُّجُومُ الزَّاهِراتُ، وَأَحْصى عَدَدَ الْأَحْياءِ وَالْأَمْواتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خَيْرِ الْبَرِيَّاتِ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا، واذكر حاجتك(768).
123) دعاءٌ آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه
قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين: دعاء مرويّ عن الإمام المهديّ صلوات الله عليه:
اللّهم ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطَّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَأَكْرِمْنا بِالْهُدى وَالْإِسْتِقامَةِ، وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ، وَامْلَأْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ(769) أَيْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسِّرْقَةِ، وَاغْضُضْ أَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْ أَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيْبَةِ.
وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعينَ بِالْإِتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُسْلِمينَ بِالشِّفاءِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وَعَلَى الشَّبابِ بِالْإِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النِّساءِ بِالْحَياءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الْأَغْنِياءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الْاُسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلَى الْاُمَراءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ.
وَبارِكْ لِلْحُجَّاجِ وَالزُّوَّارِ فِي الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما أَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(770).
124) دعاء آخر عن الإمام الحجّة أرواحنا فداه
رواه الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في المصباح:
يا نُورَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ الْاُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لي وَلِشيعَتي مِنَ الضّيقِ فَرَجاً، وَمِنَ الْهَمِّ مَخْرَجاً، وَأَوْسِعْ لَنَا الْمَنْهَجَ، وَأَطْلِقْ لَنا مِنْ عِنْدِكَ ما يُفَرِّجُ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا كَريمُ(771).
وروي أنّه من اختار هذا الدعاء حشر مع صاحب الأمر صلوات الله عليه(772).
125) دعاء آخر عنه صلوات الله عليه
يا مَنْ إِذا تَضايَقَتِ الْاُمُورُ فَتَحَ لَنا باباً لَمْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ الْأَوْهامُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لِأُمُورِي الْمُتَضايِقَةِ باباً لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ وَهْمٌ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(773).
قال في التحفة الرضويّة: حدّثني العلّامة التقي السيّد مرزه حسن بن السيّد مرزه علي آقا الشيرازي (قدّس سرّه) بالدعاء الآتي، وذكر أنّه مأثور عن الحجّة (عجّل الله فرجه) رواه عنه بعض الثقاة من الأعلام قال (رحمه الله): يقرأ بعد الصلوات اليوميّة وفي سائر الأحوال لكفاية المهمّات وبلوغ المرام (وهو):
يا مَنْ إِذا تَضايَقَتِ الْاُمُورُ فَتَحَ لَها باباً لَمْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ الْأَوْهامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لِأُمُورِي الْمُتَضايِقَةِ باباً لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ وَهْمٌ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(774).
126) دعاء عظيم الشأن لقضاء الحوائج
قال في الكلم الطيّب: هذا دعاءٌ عظيم عن صاحب الأمر صلوات الله عليه لمن ضاع له شيء أو كانت له حاجة، فليكثر الدّاعي من قراءته عند طلب مهمّاته وهو:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعيدُهُمْ، وَأَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ، وَباعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْقابِضُ الْباسِطُ، وَأَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وارِثُ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْها.
أَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَقْضِيَ لي حاجَتي، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ.
يا سَيِّداهُ، يا مَوْلاهُ، يا غِياثاهُ، أَسأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَهُ بِهِ نَفْسَكَ، وَاسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ خَلاصَنا مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، يا سَميعَ الدُّعاءِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(775).
127) دعاء أمر بكتابته وغسله وشربه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه للشفاء عن الأمراض
قال المحدّث النوري (رحمه الله): قال الشيخ الجليل الكفعميّ في كتاب البلد الأمين عن المهديّ صلوات الله عليه:
من كتب هذا الدعاء في إناء جديد بتربة الحسين (عليه السلام)، وغسّله وشربه، شفي من علّته:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، بِسْمِ الله دَواءٌ، وَالْحَمْدُ للهِ شِفاءٌ، وَلا إِلهَ إِلَّا الله كِفاءٌ، هُوَ الشَّافي شِفاءٌ، وَهُوَ الْكافي كِفاءٌ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ بِرَبِّ النَّاسِ، شِفاءٌ لا يُغادِرُهُ سُقْمٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ النُّجَباءِ.
وأضاف إليه المحدّث النوري (رحمه الله) فقال: رأيت بخطّ السيّد زين الدّين عليّ بن الحسين الحسيني (رحمه الله) أنّ هذا الدّعاء تعلّمه رجل كان مجاوراً بالحائر على مشرّفه السّلام [عن] المهديّ سلام الله عليه في منامه، وكان به علّة، فشكاها إلى القائم (عجّل الله فرجه)، فأمره بكتابته وغسله وشربه ففعل ذلك، فبرأ في الحال(776).
128) الدعاء للنجاة من الشدائد والحفظ من اللصوص
قال آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي: قال لنا العالم المتّقي الشيخ محمّد تقي التربتي أنّه قال له بعض تلامذته:
كنت حين مراجعتي عن زيارة العتبات العاليات مع رجل من الطلّاب في آخر القافلة فصرنا عاجزاً عن السير لشدّة العطش والتعب وبعد ما وصلنا إلى القافلة بمشقّة كثيرة رأينا قد نهب اللصوص القافلة، وسرق أموالهم و....
فذهبت مع صديقي إلى مكان مرتفع من الأرض مع كمال الخوف فرأينا حينئذٍ سيّداً جليلاً يكون معنا وأعطاني سبعة تمر وقال لي:
كُل أربعة من التمر، وأعط الباقي للشيخ، فلمّا أكلنا التمر ذهب عنّا العطش.
فقال لنا: ادعوا هذا الدعاء للنجاة وللحفظ من اللصوص:
اللّهم إِنّي أَخافُكَ، وَأَخافُ مِمَّنْ يَخافُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّنْ لا يَخافُكَ.
فذهبنا معه قليلاً فأشار وقال: هذا بيتكم... فلمّا نظرنا رأينا بيتنا فدخلنا في البيت ونمنا لشدّة التعب ولم نلتفت إلى ما وقع لنا، وبعد اليقظة علمنا أنّه كان مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه(777).
129) دعاء مرويّ عنه صلوات الله عليه للنجاة من الضيق والشدّة
قال في الكلم الطيّب: رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادات الأجلّاء الصلحاء الثقات والأثبات ما هذه صورته:
سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف الأخ في الله المولى الصدوق العالم العامل، جامع الكمالات الإنسيّة، والصّفات القدسيّة، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الجابريّ الأنصاريّ أنار الله برهانه يقول: سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع الشيخ الحاجّ عليّا المكّي أنّه قال:
ابتليت بضيق وشدّة مناقضة خصوم حقّ، خفت على نفسي القتل والهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك، وكنت متحيّراً، فرأيت في المنام أنّ قائلاً في ذيّ الصلحاء والزهّاد يقول:
إنّا أعطيناك الدعاء الفلانيّ، فادع به، تنج من الضيق والشدّة، ولم يتبيّن لي من القائل، فزاد تعجّبي، فرأيت مرّة اُخرى الحجّة المنتظر صلوات الله عليه فقال لي:
اُدع بالدعاء الذّي أعطيتكه، وعلّم من أردت.
وقد جرّبته مراراً عديدة، فرأيت فرجاً قريباً، وبعد هذا ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان، وكنت متأسّفاً على فواته، مستغفراً من سوء العمل، فجاءني شخص وقال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلانيّ، وما كان في بالي إنّي رحت إلى ذلك المكان، فأخذت الدعاء وسجدت الله شكراً وهو:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، رَبِّ أَسأَلُكَ مَدَداً رُوحانِيّاً تَقْوى بِهِ قُوايَ الْكُلِّيَّةَ وَالْجُزْئِيَّةَ، حَتَّى أَقْهَرَ بِمَبادي نَفْسي كُلَّ نَفْسٍ قاهِرَةٍ، فَتَنْقَبِضَ لي إِشارَةُ دَقائِقِها، اِنْقِباضاً تَسْقُطُ بِهِ قُويها، حَتَّى لا يَبْقى فِي الْكَوْنِ ذُو رُوحٍ إِلّا وَنارُ قَهْري قَدْ أَحْرَقَتْ ظُهُورَهُ.
يا شَديدُ، يا شَديدُ، يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، يا قاهِرُ يا قَهَّارُ، أَسأَلُكَ بِما أَوْدَعْتَهُ عِزْرائيلَ مِنْ أَسْمائِكَ الْقَهْرِيَّةِ، فَانْفَعَلَتْ لَهُ النُّفُوسُ بِالْقَهْرِ، أَنْ تُودِعَني هذَا السِّرَّ في هذِهِ السَّاعَةِ، حَتَّى اُ لَيِّنَ بِهِ كُلَّ صَعْبٍ، وَاُذَلِّلَ بِهِ كُلَّ مَنيعٍ، بِقُوَّتِكَ يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ.
يقرأ سحراً ثلاثاً إن أمكن، وفي الصبح ثلاثاً، وفي المساء ثلاثاً، فإذا اشتدّت الأمر على من يقرأه، يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة:
يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، أَسأَلُكَ اللُّطْفَ بِما جَرَتْ بِهِ الْمَقاديرُ(778).
130) حرز لمولانا القائم أرواحنا فداه
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا مالِكَ الرِّقابِ، وَهازِمَ الْأَحْزابِ، يا مُفَتِّحَ الْأَبْوابِ، يا مُسَبِّبَ الْأَسْبابِ، سَبِّبْ لَنا سَبَباً لا نَسْتَطيعُ لَهُ طَلَباً، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجْمَعينَ(779).
حرز آخر لمولانا القائم (عليه السلام)
رأيت هذا الحرز في بعض الكتب ولمّا لم يذكر مستنده لم نذكره في المتن:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
بِسْمِ الله عَلى ديني، بِسْمِ الله عَلى نَفْسي، بِسْمِ الله عَلى ما أَعْطاني رَبّي، بِسْمِ الله عَلى أَهْلي وَمالي، الله أَكْبَرُ رَبّي، لا اُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، أَجِرْني مِنْ (كُلِّ) شَيْطانٍ رَجيمٍ، وَمِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، «إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ» فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ.
131) دعاء الحجاب لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
اللّهم احْجُبْني عَنْ عُيُونِ أَعْدائي، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أَوْلِيائي، وَأَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، وَاحْفَظْني في غَيْبَتي إِلى أَنْ تَأْذَنَ لي في ظُهُوري، وَأَحْيِ بي ما دَرَسَ مِنْ فُرُوضِكَ وَسُنَنِكَ، وَعَجِّلْ فَرَجي، وَسَهِّلْ مَخْرَجي.
وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَافْتَحْ لي فَتْحاً مُبيناً، وَاهْدِني صِراطاً مُسْتَقيماً، وَقِني جَميعَ ما اُحاذِرُهُ مِنَ الظَّالِمينَ، وَاحْجُبْني عَنْ أَعْيُنِ الْباغِضينَ، اَلنَّاصِبينَ الْعَداوَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، وَلا يَصِلْ مِنْهُمْ إِلَيَّ أَحَدٌ بِسُوءٍ.
فَإِذا أَذِنْتَ في ظُهُوري فَأَيِّدْني بِجُنُودِكَ، وَاجْعَلْ مَنْ يَتَّبِعُني لِنُصْرَةِ دينِكَ مُؤَيَّدينَ، وَفي سَبيلِكَ مُجاهِدينَ، وَعَلى مَنْ أَرادَني وَأَرادَهُمْ بِسُوءٍ مَنْصُورينَ، وَوَفِّقْني لِإِقامَةِ حُدُودِكَ، وَانْصُرْني عَلى مَنْ تَعَدَّى مَحْدُودَكَ.
وَانْصُرِ الْحَقَّ، وَأَزْهِقِ الْباطِلَ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً، وَأَوْرِدْ عَلَيَّ مِنْ شيعَتي وَأَنْصاري مَنْ تَقَرُّ بِهِمُ الْعَيْنُ، وَيَشُدُّ بِهِمُ الْأَزْرُ(780)، وَاجْعَلْهُمْ في حِرْزِكَ وَأَمْنِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(781).
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس (رحمه الله) في مهج الدعوات بعد ذكر هذا الحجاب وسائر الحجب:
هذه الحجب ممّا ألهمنا أيضاً تلاوتها يوم أحاطت المياه والغرق، وصعبت السلامة بكثرة المياه، وزادت على إحاطتها بهدم مواضع دخل بها ماء الزيادات، وأمكن المقام بإجابة الدعوات، ودفع تلك المحذورات، وسلامتنا من الدخول في تلك الحادثات والحمد لله(782).
132) دعائه أرواحنا فداه في أوّل ظهوره
في رواية سأل المفضّل عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): يا سيّدي فمن أين يظهر؟ وكيف يظهر؟ قال:
يا مفضّل؛ يظهر وحده، ويأتي البيت وحده، ويلج الكعبة وحده، ويجنُّ عليه اللّيل وحده، فإذا نامت العيون وغسق اللّيل نزل إليه جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) والملائكة صفوفاً فيقول له جبرئيل: يا سيّدي قولك مقبول، وأمرك جائز، فيمسح (عليه السلام) يده على وجهه ويقول:
«اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَّقَنا وَعْدَهُ، وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ، نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ»(783)،(784).
133) دعائه صلوات الله عليه عند العبور عن وادي السلام
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
كأنّني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجل(785) له شمراخ(786) يزهر، يدعو ويقول دعائه:
لا إِلهَ إِلّاَ الله حَقّاً حَقّاً، لا إِلهَ إِلَّا الله إيماناً وَصِدْقاً، لا إِلهَ إِلَّا الله تَعَبُّداً وَرِقّاً. اللّهم مُعِزَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَحيدٍ، وَمُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، أَنْتَ كَنَفي حينَ تُعْيينِي الْمَذاهِبُ، وَتَضيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ.
اللّهم خَلَقْتَني وَكُنْتَ غَنِيّاً عَنْ خَلْقي، وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ، يا مُنْشِرَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَواضِعِها، وَمُخْرِجَ الْبَرَكاتِ مِنْ مَعادِنِها، وَيا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرَّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، يا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيْرَ(787) الْمَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ(788)، فَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ خائِفُونَ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي فَطَرْتَ بِهِ خَلْقَكَ، فَكُلٌّ لَكَ مُذْعِنُونَ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِزَ لي أَمْري، وَتُعَجِّلَ لي فِي الْفَرَجِ، وَتَكْفِيَني وَتُعافِيَني وَتَقْضِيَ حَوائِجي، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ، اَللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(789).
134) نقش خاتم مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
اَلْعِلْمُ عِنْدَ الله وَلا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلّا الله.

(7) - في الأدعية الّتي دعا بها مولانا الحجّة (عليه السلام) للناس أو على الناس وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: في الأدعية الّتي دعا بها مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه للنّاس

135) دعائه أرواحنا فداه في السرداب للشيعة
قال المحدّث النوري (رحمه الله): رأيت في ملحقات كتاب أنيس العابدين - وهو كتاب كبير في الأدعية والأوراد - ينقل عنه العلّامة المجلسي في المجلّد التاسع عشر من البحار والآميرزا عبد الله تلميذه في الصحيفة الثالثة ما لفظه: نقل عن ابن طاووس (رحمه الله) أنّه سمع سحراً في السرداب عن صاحب الأمر (عليه السلام) أنّه يقول:
اللّهم إِنَّ شيعَتَنا خُلِقَتْ مِنْ شُعاعِ أَنْوارِنا، وَبَقِيَّةِ طينَتِنا، وَقَدْ فَعَلُوا ذُنُوباً كَثيرَةً إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا وَوِلايَتِنا، فَإِنْ كانَتْ ذُنُوبُهُمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فَقَدْ رَضينا، وَما كانَ مِنْها فيما بَيْنَهُمْ فَأَصْلِحْ بَيْنَهُمْ، وَقاصِّ بِها عَنْ خُمْسِنا، وأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، وَزَحْزِحْهُمْ عَنِ النَّارِ، وَلا تَجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدائِنا في سَخَطِكَ.
قلت: ويوجد في غير واحد من مؤلّفات جملة من المتأخّرين الّذين قاربنا عصرهم والمعاصرين هذه الحكاية بعبارة تخالف العبارة الاُولى وهي هكذا:
اللّهم إِنَّ شيعَتَنا مِنَّا خُلِقُوا مِنْ فاضِلِ طينَتِنا، وَعُجِنُوا بِماءِ وِلايَتِنا. اللّهم اغْفِرْ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ما فَعَلُوهُ إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا وَوِلائِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلا تُؤاخِذْهُمْ بِمَا اقْتَرَفُوهُ مِنَ السَّيِّئاتِ إِكْراماً لَنا، وَلا تُقاصِّهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ مُقابِلَ أَعْدائِنا، فَإِنْ خَفَّفْتَ مَوازينَهُمْ، فَثَقِّلْها بِفاضِلِ حَسَناتِنا.
ولم نجد أحداً منهم إلى الآن أسند هذه الحكاية إلى أحد رواها عن السيّد، أو رآها في واحد من كتبه، ولا نقله العلّامة المجلسيّ ومعاصروه ومن تقدّم عليه إلى عهد السيّد، ولا يوجد في شيء من كتبه الموجودة الّتي لم يكن عندهم أزيد منها.
نعم الموجود في أواخر المهج وقد نقله في البحار أيضاً هكذا: كنت أنا بسرّ من رأى، فسمعت سحراً دعاء القائم (عليه السلام) فحفظت منه [من] الدّعاء لمن ذكره الأحياء والأموات وأبقهم أو قال: وأحيهم في عزِّنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا، وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستّمائة.
وأظنّ - وإن كان بعض الظنّ إثماً - أنّ ما نقلناه أوّلاً مأخوذ من كلام الحافظ الشيخ رجب البرسيّ، ونقل كلماته بالمعنى، فإنّه قال: في أواخر مشارق الأنوار بعد نقل كلام المهج إلى قوله ملكنا ما لفظه: ومملكتنا وإن كان شيعتهم منهم وإليهم وعنايتهم مصروفة إليهم، فكأنّه (عليه السلام) يقول:
اللّهم إِنَّ شيعَتَنا مِنَّا، وَمُضافينَ إِلَيْنا، وَإِنَّهُمْ قَدْ أَساؤُوا وَقَدْ قَصَّروا وَأَخْطَأُوا، رَأَوْنا صاحِباً لَهُمْ رِضاً مِنْهُمْ، وَقَدْ تَقَبَّلْنا عَنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ، وَتَحَمَّلْنا خَطاياهُمْ، لِأَنَّ مُعَوَّلَهُمْ عَلَيْنا، وَرُجُوعَهُمْ إِلَيْنا، فَصِرْنا لِاخْتِصاصِهِمْ بِنا وَاتِّكالِهِمْ عَلَيْنا، كَأَنَّا أَصْحابُ الذُّنُوبِ، إِذِ الْعَبْدُ مُضافٌ إِلى سَيِّدِهِ، وَمُعَوَّلُ الْمَماليكَ إِلى مَواليهِمْ.
اللّهم اغْفِرْ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ما فَعَلُوهُ، إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا، وَطَمَعاً في وِلايَتِنا، وَتَعْويلاً عَلى شَفاعَتِنا، وَلا تُفْضِحْهُمْ بِالسَّيِّئاتِ عِنْدَ أَعْدائِنا، وَوَلِّنا أَمْرَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، كَما وَلَّيْتَنا أَمْرَهُمْ فِي الدُّنْيا، وَإِنْ أَحْبَطْتَ أَعْمالَهُمْ فَثَقِّلْ مَوازينَهُمْ بِوِلايَتِنا، وَارْفَعْ دَرَجاتِهِمْ بِمَحَبَّتِنا، انتهى.
وهذه الكلمات كما ترى من تلفيقاته، شرحاً لكلمات الإمام (عليه السلام) تقارب العبارة الشائعة، وعصره قريب من عصر السيّد، وحرصه على ضبط مثل هذه الكلمات أشدّ من غيره، فهو أحقّ بنقلها من غيره لو صحّت الرواية وصدقت النسبة، وإن لم يكن بعيداً من مقام السيّد بعد كلام مهجه، بل له في كتاب كشف المحجّة كلمات تنبئ عن أمر عظيم ومقام كريم:
واعلم يا ولدي محمّد - ألهمك الله ما يريده منك، ويرضى به عنك - أنّ غيبة مولانا المهديّ صلوات الله عليه الّتي تحيّرت المخالف وبعض المؤالف هي من جملة الحجج على ثبوت إمامته، وإمامة آبائه الطاهرين صلوات الله على جدّه محمّد وعليهم أجمعين، لأنّك إذا وقفت على كتب الشيعة وغيرهم، مثل كتاب الغيبة لابن بابويه، وكتاب الغيبة للنعمانيّ، ومثل كتاب الشفاء والجلاء، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، والكتب الّتي أشرت إليها في الطوائف، وجدتها أو أكثرها تضمنّت قبل ولادته أنّه يغيب (عليه السلام) غيبة طويلة، حتّى يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بها، فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعناً في إمامة آبائه وفيه، فصارت الغيبة حجّة لهم (عليهم السلام) وحجّة له على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحّة غيبته، مع أنّه (عليه السلام) حاضر مع الله على اليقين، وإنّما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عن حضرة المتابعة له ولربّ العالمين.
ومنها قوله فيه: وإن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك عرّفتك من حديث المهديّ صلوات الله عليه ما لا يشتبه عليك، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات ومن الروايات، فإنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيٌّ موجود على التحقيق، ومعذور عن كشف أمره إلى أن يأذن له تدبير الله الرحيم الشفيق، كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء، فاعلم ذلك يقيناً واجعله عقيدة وديناً، فإنّ أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السماء.
ومنها قوله: واعلم يا ولدي محمّد - زيّن الله جلّ جلاله سرائرك وظواهرك بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه - أنّني كنت لمّا بلغتني ولادتك بمشهد الحسين (عليه السلام) في زيارة عاشورا، قمت بين يدي الله جلّ جلاله مقام الذّلّ والانكسار والشكر لما رأفني به من ولادتك من المسارّ والمبارّ، وجعلتك بأمر الله جلّ جلاله عبد مولانا المهديّ (عليه السلام) ومتعلّقاً عليه، وقد احتجنا كَم مرّة عند حوادث حدث لك إليه، ورأيناه في عدّة مقامات في مناجات، وقد تولّى قضاء حوائجك بأنعام عظيم في حقّنا وحقّك لا يبلغ وصفي إليه.
فكن في موالاته والوفاء له، وتعلّق الخاطر به على قدر مراد الله جلّ جلاله ومراد رسوله ومراد آبائه (عليهم السلام) ومراده (عليه السلام) منك، وقدّم حوائجه على حوائجك عند صلاة الحاجات، والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمّن يعزّ عليك، والدّعاء له قبل الدّعاء لك، وقدّمه (عليه السلام) في كلّ خير يكون وفاء له، ومقتضيّاً لإقباله عليك وإحسانه إليك واعرض حاجاتك عليه كلّ يوم الاثنين ويوم الخميس، من كلّ اُسبوع بما يجب له من أدب الخضوع.
ومنها قوله - بعد تعليم ولده كيفيّة عرض الحاجة إليه (عليه السلام) -: واذكر له أنّ أباك قد ذكر لك أنّه أوصى به إليك، وجعلك بإذن الله جلّ جلاله عبده، وأنّني علّقتك عليه فإنّه يأتيك جوابه صلوات الله وسلامه عليه.
وممّا أقول لك يا ولدي محمّد - ملأ الله جلّ جلاله عقلك وقلبك من التصديق لأهل الصّدق، والتوفيق في معرفة الحقّ -: أنّ طريق تعريف الله جلّ جلاله لك بجواب مولانا المهديّ صلوات الله وسلامه عليه على قدرته جلّ جلاله ورحمته.
فمن ذلك ما رواه محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب الوسائل عمّن سمّاه قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أنّ الرجل يحبّ أن يفضي إلى إمامه ما يحبّ أن يفضي به إلى ربّه، قال: فكتب إن كانت لك حاجة فحرّك شفتيك، فإنّ الجواب يأتيك.
ومن ذلك ما رواه هبة الله بن سعيد الراوندي في كتاب الخرائج، عن محمّد بن الفرج قال: قال لي عليّ بن محمّد (عليهما السلام): إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها، وضع الكتاب تحت مصلّاك، ودعه ساعة، ثمّ أخرجه وانظر فيه، قال: ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقّعاً فيه، وقد اقتصرت لك على هذه التنبيه، والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد الله جلّ جلاله عنايته به، وتمام إحسانه إليه.
ومنها قوله في آخر الكتاب: ثمّ ما أوردناه بالله جلّ جلاله من هذه الرسالة، ثمّ عرضناه على قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه (عليه السلام) في النبوّة والرسالة، وورد الجواب في المنام بما يقتضي حصول القبول والإنعام، والوصيّة بأمرك، والوعد ببرّك وارتفاع قدرك، انتهى.
وعليك بالتأمّل في هذه الكلمات الّتي تفتح لك أبواباً من الخير والسعادات ويظهر منها عدم استبعاد كلّ ما ينسب إليه من هذا الباب، والله الموفّق لكلّ خير وثواب(790).
136) دعائه أرواحنا فداه لشيعته
قال الشيخ الموثّق أبي عمر العامري رحمة الله عليه: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أنّ أبا محمّد (عليه السلام) مضى ولا خلف له، ثمّ إنّهم كتبوا في ذلك كتاباً، وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموا بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطّه صلّى الله عليه وعلى آبائه:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
عافانَا الله وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَوَهَبَ لَنا وَلَكُمْ رُوحَ الْيَقينِ، وَأَجارَنا وَإِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ، إنّه اُنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدّين، وما دخلهم من الشكّ والحيرة في ولاة أمرهم فغمّنا ذلك لكم لا لنا وسأونا(791) فيكم لا فينا، لأنّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنّا، ونحن صنائع ربّنا، والخلق بعد صنائعنا.
... وفي ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لي اُسوة حسنة، وسيردي الجاهل رداءة عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عَصَمَنَا الله وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمَهالِكِ وَالْأَسْواءِ وَالْآفاتِ وَالْعاهاتِ كُلِّها بِرَحْمَتِهِ، فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ، وَالْقادِرُ عَلى ما يَشاءُ، وَكانَ لَنا وَلَكُمْ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَالسَّلامُ عَلى جَميعِ الْأَوْصِياءِ وَالْأَوْلِياءِ وَالْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَسَلَّمَ تَسْليماً(792).
137) دعاء آخر عنه أرواحنا فداه لشيعته
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: كنت أنا بسرّ من رأى فسمعت سحراً دعائه (عليه السلام)، فحفظت منه من الدّعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات وأبقهم أو قال:
وَأَحْيِهِمْ في عِزِّنا (غَرِّنا) وَمُلْكِنا وَسُلْطانِنا وَدَوْلَتِنا.
وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة(793).
138) دعائه أرواحنا فداه لنسيم الخادمة
قال إبراهيم بن محمّد العلويّ: حدّثتني نسيم خادمة(794) أبي محمّد (عليه السلام) قالت: دخلت على صاحب هذا الأمر (عليه السلام) بعد مولده بليلة، فعطست عنده، قال لي:
يَرْحَمُكِ الله.
قالت(795) نسيم: ففرحت بذلك، فقال (عليه السلام) لي:
ألا اُبشّرك في العطاس؟
قلت: بلى(796).
قال (عليه السلام): هو أمان من الموت ثلاثة أيّام(797).
139) دعائه صلوات الله عليه للعمري وإبنه (رضوان الله عليهما)
قال الشيخ أبو عبد الله جعفر رضى الله عنه: وجدته مثبتاً عنه (رحمه الله):
وَفَّقَكُمَا الله لِطاعَتِهِ، وَثبَّتَكُما عَلى دينِهِ، وَأَسْعَدَكُما بِمَرْضاتِهِ، انتهى إلينا ما ذكرتما أنّ الميثميّ(798) أخبركما عن المختار، ومناظراته من لقي، واحتجاجه بأنّه لا خلف غير جعفر بن عليّ، وتصديقه إيّاه، وفهمت جميع ما كتبتما به ممّا قال أصحابكما عنه، وَأَنَا أَعُوذُ بِالله مِنَ الْعَمى بَعْدَ الْجَلاءِ، وَمِنَ الضَّلالَةِ بَعْدَ الْهُدى وَمِنْ مُوبِقاتِ الْأَعْمالِ، وَمُرْدِياتِ الْفِتَنِ(799)، فإنّه (عزَّ وجلَّ) يقول: «الم * أَحِسبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ»(800)،(801).
140) دعائه صلوات الله عليه لمحمّد بن عثمان وأبيه (رضوان الله عليهما)
عن محمّد بن همام، قال: حدّثني محمّد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين ومائتين قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي أنّه خرج إليه - بعد وفاة أبي عمرو والإبن -:
وَقاهُ الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب - رَضِيَ الله عَنْهُ وَأَرْضاهُ وَنَضَرَ وَجْهَهُ - يجري عندنا مجراه، ويسدّ مسدّه، وعن أمرنا يأمر الإبن وبه يعمل، تَوَلّاهُ الله، فانته إلى قوله، وعرّف معاملتنا ذلك(802).
141) دعائه أرواحنا فداه لمحمّد بن عثمان وفيه دعاء لعثمان بن سعيد (رضوان الله عليهما)
عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان قدّس الله روحه في التعزية بأبيه (رحمه الله) في فصل من الكتاب:
إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، تَسْليماً لِأَمْرِهِ، وَرِضاً بِقَضائِهِ، عاشَ أَبُوكَ سَعيداً وَماتَ حَميداً، فَرَحِمَهُ الله وَأَلْحَقَهُ بِأَوْلِيائِهِ وَمَواليهِ (عليهم السلام)، فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعياً فيما يقرّبه إلى الله (عزَّ وجلَّ)، نَضَرَ الله وَجْهَهُ، وَأَقالَهُ عَثْرَتَهُ.
وفي فصل آخر: أَجْزَلَ الله لَكَ الثَّوابَ، وَأَحْسَنَ لَكَ الْعَزاءَ، رزيت ورزينا وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، كما كان من كمال سعادته أن رزقه الله ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحّم عليه، وأقول اَلْحَمْدُ لله، فإنّ النفس طيّبة بمكانك، وما جعله الله (عزَّ وجلَّ) فيك وعندك، أَعانَكَ الله وَقَوَّاكَ، وَعَضَدَكَ وَوَفَّقَكَ، وَكانَ لَكَ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَراعِياً وَكافِياً(803).
142) الدعاء للشيخ أبي القاسم حسين بن روح (قدّس سرّه)
وكذا كان أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال، والحسين بن منصور الحلّاج، ومحمّد بن عليّ الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله) ونسخته:
عرّف أَطالَ الله بَقاكَ، وَعَرَّفَكَ الله الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ مَنْ تَثِقُ بِدينِهِ، وَتَسْكُنُ إِلى نِيَّتِهِ مِنْ إِخْوانِنا أَدامَ الله سَعادَتَهُمْ...(804).
143) دعائه أرواحنا فداه لإبراهيم بن مهزيار
... بارَكَ الله لَكَ فيما خَوَّلَكَ(805)، وَأَدامَ لَكَ ما نَوَّلَكَ(806)، وَكَتَبَ لَكَ أَحْسَنَ ثَوابِ الْمُحْسِنينَ، وَأَكْرَمَ آثارِ الطَّائِعينَ، فَإِنَّ الْفَضْلَ لَهُ وَمِنْهُ، وَأَسْأَلُ الله [أَنْ يَرُدَّكَ إِلى(807)] أَصْحابِكَ بِأَوْفَرِ الْحَظِّ مِنْ سَلامَةِ الْأَوْبَةِ وَأَكْنافِ الْغَيْظَةِ بِلينِ الْمُنْصَرَفِ، وَلا أَغْوَثَ(808) الله لَكَ سَبيلاً، وَلا حَيَّرَ(809) لَكَ دَليلاً، وَاسْتَوْدِعْهُ نَفْسَكَ وَديعَةً لا تَضيعُ [وَلا تَزُولُ(810)] بِمَنِّهِ وَلُطْفِهِ إِنْ شاءَ الله(811).
144) دعائه أرواحنا فداه في التوقيع إلى محمّد بن إبراهيم
... يا محمّد بن إبراهيم؛ لا يدخلك الشكّ فيما قدمت له، فإنّ الله (عزَّ وجلَّ) لا يخطّي الأرض من حجّة، أليس قال لك أبوك قبل وفاته: أحضر الساعة من يعيّر هذه الدّنانير الّتي عندي، فلمّا اُبطئ ذلك عليه وخاف الشيخ على نفسه الوحا(812) قال لك: عيّرها على نفسك وأخرج إليك كيساً كبيراً وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس وصرّة فيها دنانير مختلفة النقد فعيّرتها وختم الشيخ بخاتمه وقال لك: اختم مع خاتمي، فإن أعش فأنا أحقُّ بها، وإن أمت فاتّق الله في نفسك أوّلاً ثمّ فيَّ، فخلّصني وكن عند ظنّي بك.
أخرج رَحِمَكَ الله الدنانير الّتي(813) استفضلتها من بين النّقدين من حسابنا، وهي بضعة عشر ديناراً، واستردّ من قبلك، فإنّ الزّمان أصعب ممّا كان، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ(814).
145) دعائه أرواحنا فداه في التوقيع إلى عليّ بن محمّد السمري (رضوان الله عليه)
... لمّا حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا، وقرب أجله قيل له: إلى من توصي؟ فأخرج إليهم توقيعاً نسخته:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُري، أَعْظَمَ الله أَجْرَ إِخْوانَكَ فيكَ، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيام. فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي إلى شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
فنسخوا هذا التوقيع وخرجوا، فلمّا كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه. فقال له بعض الناس: من وصيّك من بعدك؟
فقال: لله أمر هو بالغه وقضى، فهذا آخر كلام سمع منه (رحمه الله)(815).
أقول: انّ ال في المشاهدة في قوله صلوات الله عليه من يدّعى المشاهدة: للعهد الذهني، ولا يصح أن تكون للجنس أو غيره، فمعناه: من يدّعى المشاهدة بعنوان النيابة فهو كذّاب مفتر، لأنّه مضافاً إلى كذبه في ادّعائه المشاهدة مفترىٌ على الإمام (عليه السلام) في أنّه عيّنه للنيابة الخاصّة، ومن ادّعى كذباً المشاهدة فقط ولا غير فهو كاذب وليس بمفتر.
146) دعائه أرواحنا فداه للحميري
جَمَعَ الله لَكَ وَلِإِخْوانِكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ(816).
147) دعاء آخر للحميري
وسأله الدّعاء له، فخرج الجواب:
جادَ الله عَلَيْهِ بِما هُوَ جَلَّ وَتَعالى أَهْلُهُ، إيجابنا لحقّه، ورعايتنا لأبيه رَحِمَهُ الله، وقربه منّا، وقد رضينا بما علمناه من جميل نيّته، ووقفنا عليه من مخاطبته المقرّ له من الله الّتي يرضى الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله وأولياءه (عليهم السلام) والرحمة بما بدأنا نَسْأَلُ الله بِمَسْأَلَتِهِ ما أَمَّلَهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ عاجِلٍ وَآجِلٍ، وَأَنْ يُصْلِحَ لَهُ مِنْ أَمْرِ دينِهِ وَدُنْياهُ ما يُحِبُّ صَلاحَهُ إِنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ(817).
148) دعائه أرواحنا فداه لأبي العبّاس محمّد بن جعفر القمي الحميري
... قالوا: فانصرفنا من عنده (عليه السلام)، ودفع إلى أبي العبّاس محمّد بن جعفر القمّي الحميريّ شيئاً من الحنوط والكفن فقال له:
أَعْظَمَ الله أَجْرَكَ في نَفْسِكَ.
قال: فما بلغ أبو العبّاس عقبة همدان حتّى توفّي (رحمه الله)(818).
149) دعائه أرواحنا فداه لإسحاق بن يعقوب في التوقيع إليه
أمّا ما سألت عنه أَرْشَدَكَ الله، وَثَبَّتَكَ من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا، فاعلم أنّه ليس بين الله (عزَّ وجلَّ) وبين أحد قرابة، من أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح، وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف (عليه السلام)(819).
وأمّا محمّد بن عثمان العمري رَضِيَ الله عَنْهُ وَعَنْ أَبيهِ مِنْ قَبْلُ، فإنّه ثقتي وكتابه كتابي.(820)... وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِسْحاقَ بْنَ يَعْقُوبَ وَعَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى(821).
150) دعاء آخر لأحمد بن إسحاق في التوقيع إليه
جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن عليّ، عن الأسدي، عن سعد، عن أحمد بن إسحاق (رحمه الله) أنّه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن عليّ كتب إليه كتاباً يعرّفه فيه نفسه، ويعلمه أنّه القيّم بعد أبيه، وأنّ عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلّها.
قال أحمد بن إسحاق: فلمّا قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزّمان (عليه السلام) وصيّرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إليّ في ذلك:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرِّحيمِ، أَتاني كِتابُكَ أَبْقاكَ الله، والكتاب الّذي أنفذته درجه، وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمّنه على اختلاف ألفاظه، وتكرّر الخطاء فيه، ولو تدبّرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ حَمْداً لا شَريكَ لَهُ عَلى إِحْسانِهِ إِلَيْنا وَفَضْلِهِ عَلَيْنا، أبي الله (عزَّ وجلَّ) للحقّ إلّا إتماماً وللباطل إلّا زهوقاً، وهو شاهد عليّ بما أذكره، وليّ عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه، ويسألنا عمّا نحن فيه مختلفون، إنّه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه، ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعاً إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمّة، وساُبيّن لكم ذمّة تكتفون بها إن شاء الله.
يا هذا يَرْحَمُكَ الله، إنّ الله تعالى لم يخلق الخلق عبثاً، ولا أهملهم سدىً بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعاً وأبصاراً وقلوباً وألباباً، ثمّ بعث إليهم النبيّين (عليهم السلام) مبشّرين ومنذرين؛ يأمرونهم بطاعته، وينهونهم عن معصيته، ويعرّفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتاباً، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الّذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدّلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.
فمنهم من جعل النار عليه برداً وسلاماً واتّخذه خليلاً، ومنهم من كلّمه تكليماً وجعل عصاه ثعباناً مبيناً، ومنهم من أحيا الموتى بإذن الله وأبرء الأكمه والأبرص بإذن الله، ومنهم من علّمه منطق الطير وأوتي من كلّ شيء، ثمّ بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) رحمة للعالمين، وتمّم به نعمته، وختم به أنبياءه، وأرسله إلى النّاس كافّة، وأظهر من صدقه ما أظهر [وبيّن] من آياته وعلاماته ما بيّن.
... فالتمس تَوَلَّى الله تَوْفيقَكَ من هذا الظّالم، ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسّرها، أو صلاة فريضة يبيّن حدودها، وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره ونقصانه، والله حسيبه.
حَفِظَ الله الْحَقَّ عَلى أَهْلِهِ، وَأَقَرَّهُ في مُسْتَقَرِّهِ، وقد أبي الله (عزَّ وجلَّ) أن يكون [الإمامة] في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحقّ، واضمحلّ الباطل، وانحسر عنكم، وَإِلَى الله أَرْغَبُ فِي الْكِفايَةِ وَجَميلِ الصُّنْعِ وَالْوَلايَةِ، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(822).
151) دعائه أرواحنا فداه لأبي الحسن الخضر
روي عن أحمد بن أبي روح، قال: خرجت إلى بغداد في مال لأبي الحسن الخضر بن محمّد لاُوصله، وأمرني أن أدفعه إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري فأمرني أن أدفعه إلى غيره، وأمرني أن أسأل الدّعاء للعلّة الّتي هو فيها، وأسأله عن الوبر يحلّ لبسه؟
فدخلت بغداد، وصرت إلى العمريّ، فأبي أن يأخذ المال وقال: صر إلى أبي جعفر محمّد بن أحمد وادفع إليه، فإنّه أمره بأن يأخذه، وقد خرج الّذي طلبت فجئت إلى أبي جعفر فأوصلته إليه، فأخرج إليّ رقعة فيها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
سألت الدّعاء عن العلّة الّتي تجدها وَهَبَ الله لَكَ الْعافِيَةَ، وَدَفَعَ عَنْكَ الْآفاتِ، وَصَرَّفَ عَنْكَ بَعْضَ ما تَجِدُهُ مِنَ الْحَرارَةِ، وَعافاكَ وَصَحَّ جِسْمَكَ، وسألت ما يحلّ أن يصلّي فيه من الوبر والسّمور والسنجاب والفنك والدّلق والحواصل، فأمّا السمور والثعالب فحرام عليك وعلى غيرك الصلاة فيه ويحلّ لك جلود المأكول من اللّحم إذا لم يكن فيه غيره، وإن لم يكن لك ما تصلّي فيه، فالحواصل جائز لك أن تصلّي فيه، الفرا متاع الغنم، ما لم يذبح بأرمنيّة يذبحه النصارى على الصليب، فجائز لك أن تلبسه إذا ذبحه أخ لك [أو مخالف تثق به](823).
152) دعائه أرواحنا فداه لعليّ بن الحسين
من دعوات الإمام المهديّ (عليه السلام) المستجابة ولادة الشيخ الصدوق وأخيه، وإليك صورتها من كتاب رجال النجاشي طاب ثراه، قال أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشي الكوفي الأسدي، المولود 372، والمتوفّى 450 ه:
عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن، شيخ القميّين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم، كان قدم العراق، واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله)، وسأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب (عليه السلام)، ويسأله فيها الولد، فكتب إليه:
قَدْ دَعَوْنَا الله لَكَ بِذلِكَ، وَسَتُرْزَقُ وَلَدَيْنِ ذَكَرَيْنِ خَيِّرَيْنِ.
فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من اُمّ ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر (عليه السلام)، ويفتخر بذلك...(824).
أنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولداً فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولاداً فقهاء.
فجاء الجواب: أنّك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلميّة وترزق منها ولدين فقيهين.
(قال) وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه (رحمه الله) ثلاثة أولاد محمّد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ إسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له.
قال ابن سورة: كلّما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا عليّ بن الحسين شيئاً يتعجّب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم(825).
153) دعائه أرواحنا فداه لقاسم بن علاء
قال القاسم بن العلاء: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام) ثلاثة كتب في حوائج لي، وأعلمته أنّني رجل قد كبر سنّي، وأنّه لا ولد لي، فأجابني عن الحوائج، ولم يجبني عن الولد بشيء.
فكتبت إليه في الرابعة كتاباً وسألته أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً، فأجابني وكتب بحوائجي، فكتب:
اللّهم ارْزُقْهُ وَلَداً ذَكَراً، تُقِرُّ بِهِ عَيْنَيْهِ، وَاجْعَلْ هذَا الْحَمْلِ الَّذي لَهُ وارِثاً.
فورد الكتاب وأنا لا أعلم أنّ لي حملاً، فدخلت إلى جاريتي فسألتها عن ذلك فأخبرتني أنّ علّتها قد ارتفعت، فولدت غلاماً(826).
154) دعائه صلوات الله عليه لحسن بن القاسم بن العلاء
ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا (عليه السلام) في آخره دعاء، أَلْهَمَكَ الله طاعَتَهُ، وَجَنَّبَكَ مَعْصِيَتَهُ، وهو الّذي كان دعا به أبوه، وكان آخره قد جعلنا أباك إماماً لك وفعاله لك مثالاً(827).
155) دعائه صلوات الله عليه للصقريّ
كتب محمّد بن كشمرد يسأل الدّعاء أن يجعل ابنه أحمد من اُمّ ولده في حلٍّ،
فخرج: وَالصَّقْريُّ أَحَلَّ الله لَهُ ذلِكَ، فأعلم (عليه السلام) أنّ كنيته أبو الصقر(828).
156) دعائه صلوات الله عليه للرجلين من أهل مصر
عن أبي رجاء المصريّ(829) قال: خرجت في الطلب بعد مضيّ أبي محمّد (عليه السلام) بسنتين لم أقف فيهما على شيء، فلمّا كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد لأبي محمّد (عليه السلام) بصرياء، وقد سألني أبو غانم أن أتعشّى عنده، وأنا قاعدٌ مفكّر في نفسي وأقول: يا نصر بن عبد ربّه(830)؛ قل لأهل مصر: آمنتم برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث رأيتموه؟، قال نصر: ولم أكن أعرف اسم أبي وذلك أنّى ولدت بالمدائن فحملني النوفليّ وقد مات أبي، فنشأت بها، فلمّا سمعت الصوت قمت مبادراً ولم أنصرف إلى أبي غانم وأخذت طريق مصر.
قال: وكتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما فورد:
أَمَّا أَنْتَ يا فُلانٌ فَآجَرَكَ الله، ودعا للآخر، فمات ابن المعزي(831).
157) دعائه صلوات الله عليه لوالدي محمّد بن يزداذ
قال: وكتب محمّد بن يزداذ يسأل الدّعاء لوالديه.
فورد: غَفَرَ الله لَكَ وَلِوالِدَيْكَ وَلِاُخْتِكَ الْمُتَوَفَّاةِ الْمُلَقَّبَةِ كَلْكى، وكانت هذه امرأة صالحة متزوّجة بجوّار(832)،(833).
158) دعائه أرواحنا فداه لبعض المؤمنين
وكتبت في إنفاذ(834) خمسين ديناراً لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عمّ لي(835) لم تكن من الإيمان على شيء، فجعلت اسمها آخر الرّقعة والفصول، ألتمس بذلك الدّلالة في ترك الدّعاء فخرج في فصول المؤمنين تَقَبَّلَ الله مِنْهُمْ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ وَأَثابَكَ، ولم يدع لابنة عمّي بشيء(836).
159) دعائه صلوات الله عليه لمحمّد بن شاذان بن نعيم
روى الكشّي عن آدم بن محمّد، قال: سمعت محمّد بن شاذان بن نعيم يقول: جمع عندي مال الغريم(837)، فأنفذت به إليه، وألقيت فيه شيئاً من صلب مالي، قال:
فورد من الجواب:
قد وصل إليّ ما أنفذت، من خاصّة مالك فيها كذا وكذا، تَقَبَّلَ الله مِنْكَ.
وقد تعرّض السّيد الاُستاذ الخوئي (رحمه الله) لترجمة الراوي، وذكر القصّة في ضمنها، ولفظ التوقيع يختلف، فإنّ فيه بدل تقبّل الله فقبل الله، والمعنى واحد، وإن كان الأوّل أوفق لقوله تعالى في قصّة ابني آدم (عليه السلام): «إِنَّما يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقينَ»(838) و«رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا»(839)،(840).
160) دعائه أرواحنا فداه للشيخ المفيد في التوقيع إليه
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
أمّا بعد: سَلامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ الْمُخْلِصُ فِي الدّينِ، اَلْمَخْصُوصُ فينا بِالْيَقينِ، فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَيْكَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، وَنَسْأَلُهُ الصَّلاةَ عَلى سَيِّدِنا وَمَوْلانا وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَنُعْلِمُكَ - أَدامَ الله تَوْفيقَكَ لِنُصْرَةِ الْحَقِّ، وَأَجْزَلَ مَثُوبَتَكَ عَلى(841) نُطْقِكَ عَنَّا بِالصِّدْقِ -: إنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما(842) تؤدّيه عنّا إلى موالينا قبلك، أَعَزَّهُمُ الله بِطاعَتِهِ، وَكَفاهُمُ الْمُهِمَّ بِرِعايَتِهِ لَهُمْ وَحَراسَتِهِ، فقف أَيَّدَكَ الله بِعَوْنِهِ على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، واعمل(843) في تأديته إلى من تسكن إليه بما(844) نرسمه إِنْ شاءَ الله.
... وَللهِ يُلْهِمُكُمُ الرُّشْدَ، وَيَلْطُفُ لَكُمْ فِي التَّوْفيقِ(845) بِرَحْمَتِهِ(846).
161) دعائه أرواحنا فداه للشيخ المفيد (قدّس سرّه) في توقيع آخر
سَلامُ الله عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّاصِرُ لِلْحَقِّ، اَلدَّاعي إِلَيْهِ بِكَلِمَةِ الصِّدْقِ، فَإِنَّا نَحْمَدُ الله إِلَيْكَ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ، إِلهُنا وَإِلهُ آبائِنَا الْأَوَّلينَ، وَنَسْأَلُهُ الصَّلاةَ عَلى سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ.
وبعد: فقد كما نظرنا مناجاتك، عَصَمَكَ الله بِالسَّبَبِ الَّذي وَهَبَهُ الله لَكَ مِنَ أَوْلِيائِهِ، وَحَرَسَكَ بِهِ مِنْ كَيْدِ أَعْدائِهِ، وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الايمان ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا بما يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، وَالله مُوَفِّقُكَ لِذلِكَ بِرَحْمَتِهِ.
فلتكن حَرَسَكَ الله بِعَيْنِهِ الَّتي لا تَنامُ أن تقابل لذلك فتنة تسبّل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، يبتهج لذمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة(847) حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمم، مستحل للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الّذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فليطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليثقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين أَيَّدَكَ الله بِنَصْرِهِ الَّذي أَيَّدَ بِهِ السَّلَفَ مِنْ أَوْلِيائِنَا الصَّالِحينَ، أنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدين، واخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه(848)، كان آمناً من الفتنة المبطلة(849)، ومحنها المظلمة المظلّة، ومن بخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنّه يكون خاسراً بذلك لأولياه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا وَفَّقَهُمُ الله لِطاعَتِهِ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم، وَالله الْمُسْتَعانُ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَصَلاتُهُ عَلى سَيِّدِنَا الْبَشيرِ النَّذيرِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وَسَلَّمَ(850).
162) دعاء آخر للشيخ المفيد (قدّس سرّه)
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ باملائنا، وخطّ ثقتنا، فأخفه عن كلّ أحد، وأطوه واجعل له نسخة يطّلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا شَمَلَهُمُ الله بِبَرْكَتِنا [وَدُعائِنا] إِنْ شاءَ الله، وَالْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ(851).
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها الصلاة والسلام:
هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليّ(852)، والمخلص في ودّنا(853) الصفيّ، والناصر لنا الوفي حَرَسَكَ(854) الله بِعَيْنِهِ الَّتي لا تَنامُ، فاحتفظ(855) به، ولا تظهر على خطّنا الّذي سطرناه بما له ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين(856).
قال الخطيب وغيره: قد أراح الله أهل السنّة بوفاة الشيخ المفيد (رحمه الله). وقيل: إجتمع لتشييعه ثمانين ألف من الإماميّة، وتكفي في علوّ مرتبته ومنزلته التوقيعات الشريفة الّتي كتبها مولانا صاحب الأمر (عليه السلام) له. ومرقده الشريف في حرم الكاظمين (عليهما السلام) عند رجل الإمام الجواد (عليه السلام).
وقال السيّد الشهيد قاضي نور الله نوّر الله مرقده في مجالسه: هذه الأبيات منسوبة إلى الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) أنشأها في رثاء الشيخ المفيد (رحمه الله)، رأوها مكتوبة على قبره:

لا صوّت النّاعي بفقدك أنّه * * * يوم على آل الرّسول عظيم
إن كان قد غيّبت في جدّت الثّرى * * * فالعلم(857) والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهديّ يفرح كلّما تليت * * * عليك من الدّروس علوم(858)

163) دعائه أرواحنا فداه للسيّد حمّود ابن السيّد حسّون
شَكَرَ الله سَعْيَكَ.
دعا (عليه السلام) له؛ لأنّه قد همّ لزيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في أربعين ليلة من ليالي الجمعة للتشرّف إلى حضور الحجّة صلوات الله عليه(859).

الفصل الثاني: في الأدعية الّتي دعا بها مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه على الناس

164) دعائه أرواحنا فداه على معاوية
قال مؤلّف كتاب معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام:
قد حدّثني فضيلة العلّامة الحاج السيّد محمّد صالح الموسوي الخرسان النجفي... صبيحة يوم الخميس 18 صفر 1412 ه بمدينة قم مأثرة شريفة عن المترجم له أسجلها للتأريخ... قال سماحته:
حين أوصد جزار التأريخ في العراق... أبواب العتبات وخليت البيوت الّتي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه من الرواد والزوّار، وكان السيّد نصرالله المستنبط من الّذين يقصدون الحرم الحيدري عند منتصف الليل لأداء صلاة الليل، لم يجد هناك من يفتح أبواب الروضة الحيدريّة... فطلب من سدانة الروضة مساعدته وتوجيهاته فسلّمت إليه السدانة مفاتيح الحرم، وأخذ السيّد يخرج في كلّ ليلة إليه ويفتح الأبواب وذلك منذ 1406 - 1402 ففي إحدى الليالي فتح السيّد الأبواب ودخل المشهد واشتغل بالزيارة والصلاة في جهة الرأس الكريم من المرقد... فبينما هو عاكف على عمله شاهد ثلاثة رجال مشغولين بالصلاة والدعاء وفيهم رجل بالبزة العربيّة جميل الشكل نقيّ الملبس ربع القامة عاكف على الصلاة يجهر بالبسملة والدعاء في قنوته فقط، فأصغى إليه فكان يقول:
اللّهم إِنَّ مُعاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيان قَدْ عادى عَلِيَّ بْنَ أَبي طالبٍ، فَالْعَنْهُ لَعْناً وَبيلاً.
قال المترجم له: فأصغيت إلى كلامه الرصين وعباراته المتينة، فلمّا قمت إليه للسّلام عليه غاب عن عيني، وكلّما فتشت عنه الحرم والرواق والصحن فلم أجده وعدت إلى مواصلة صلاتي... وأيقنت أنّه كان الإمام الثاني عشر عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام...(860).
165) دعائه صلوات الله عليه على الشلمغاني وأمثاله
أخبرنا جماعة، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داود القمي قال: وجدت بخطّ أحمد بن إبراهيم النّوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل اُنفذت من قم، يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه (عليه السلام) أو جوابات محمّد بن عليّ الشلمغاني؟ لأنّه حكي عنه أنّه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها فكتب إليهم على ظهر كتابهم:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمّنته، فجميعه جوابنا ولا مدخل للمخذول الضّالّ المضلّ المعروف بالعزاقري لَعَنَهُ الله في حرف منه وقد كانت أشياء خرجت إليكم على يدي أحمد بن هلال وغيره من نظرائه، وكان من ارتدادهم عن الإسلام مثل ما كان من هذا عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله وَغَضَبِهِ، فاستثبت قديما في ذلك(861).
166) دعائه صلوات الله عليه على أحمد بن هلال العبرتائي
من توقيع خارج عن الناحية المقدّسة في لعن أحمد بن هلال العبرتائي، رواه الكشّي وفيه:
أرداه الله بذلك في نار جهنّم، فصبرنا عليه حتّى بتر الله بدعوتنا عمره، وكنّا قد عرّفنا خبره قوماً من موالينا في أيّامه - لا رَحِمَهُ الله -، وأمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخاصّ من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رَحِمَهُ الله، ولا من لا يبرأ منه...(862).
167) دعائه أرواحنا فداه على مدّعي البابيّة
روى أصحابنا: إنّ أبا محمّد الحسن السريعي كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد (عليهما السلام). وهو أوّل من ادّعى مقاماً لم يجعله الله فيه من قبل صاحب الزّمان صلوات الله عليه، وكذب على الله وحججه (عليهم السلام)، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، ثمّ ظهر منه القول بالكفر والإلحاد.
وكذلك كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن (عليه السلام)، فلمّا توفي إدّعى البابيّة لصاحب الزمان صلوات الله عليه، ففضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والغلوّ والتناسخ، وكان يدّعي أنّه رسول نبيّ أرسله عليّ بن محمّد (عليهما السلام)، ويقول بالإباحة للمحارم.
وكان أيضاً من جملة الغلاة أحمد بن هلال الكرخي، وقد كان من قبل في عدد أصحاب أبي محمّد (عليه السلام)، ثمّ تغيّر عمّا كان عليه، وأنكر بابيّة أبي جعفر محمّد بن عثمان، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الأمر والزمان صلوات الله عليه وبالبراءة منه، في جملة من لعن وتبرّء منه.
وكذا كان أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال، والحسين بن منصور الحلّاج، ومحمّد بن عليّ الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله) ونسخته:
عرّف أَطالَ الله بَقاكَ، وَعَرَّفَكَ الله الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ مَنْ تَثِقُ بِدينِهِ، وَتَسْكُنُ إِلى نِيَّتِهِ مِنْ إِخْوانِنا أَدامَ الله سَعادَتَهُمْ، بأنّ محمّد بن عليّ المعروف بالشلمغاني عَجَّلَ الله لَهُ النِّقْمَةَ وَلا أَمْهَلَهُ، قد ارتدّ عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله، وادّعى ما كفر معه بالخالق جلّ وتعالى، وافترى كذباً وزوراً، وقال بهتاناً وإثماً عظيماً، كذب العادلون بالله، وضلّوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً.
وإنّا برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه ولعناه عليه لعاين الله تترى، في الظاهر منّا والباطن، في السرّ والجهر، وفي كلّ وقت وعلى كلّ حال، وعلى كلّ من شايعه وبلغه هذا القول منّا فأقام على تولّاه بعده.
إعلمهم تَوَلّاكَ الله، إنّنا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه؛ من السريعي، والنميري، والهلالي، والبلالي وغيرهم. وعادة الله جَلَّ ثَناؤُهُ مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وَبِهِ نَثِقُ، وَإِيَّاهُ نَسْتَعينُ، وَهُوَ حَسْبُنا في كُلِّ اُمُورِنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ(863).
168) دعائه أرواحنا فداه على أهل الغلوّ
قال مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه:
... وجعلت هذا التوقيع الّذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه لأحد من مواليّ وشيعتي حتّى يظهر على هذا التوقيع الكلّ من الموالي لعلّ الله (عزَّ وجلَّ) يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحقّ، وينتهون عمّا لا يعلمون منتهى أمره، ولا يبلغ منتهاه، فَكُلُّ مَنْ فَهِمَ كِتابي وَلا يَرْجِعُ إِلى ما قَدْ أَمَرْتُهُ وَنَهَيْتُهُ، فَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ مِنَ الله وَمِمَّنْ ذَكَرْتُ مِنْ عِبادِهِ الصَّالِحينَ(864).
169) دعائه أرواحنا فداه على بني شيصبان على ما رواه عليّ بن إبراهيم بن مهزيار
... قال لي:
يا بن مهزيار؛ كيف خلّفت إخوانك في العراق؟
قلت: في ضنك عيش وهناة(865)، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان.
فقال: قاتَلَهُمَ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربّهم ليلاً ونهاراً(866).
بيان: المقصود من بني شيصبان، بني العبّاس لعنهم الله.
170) دعائه أرواحنا فداه على من أكل من أموالهم في جواب سؤالات الأسدي
... وأمّا ما سألت عنه من أمر من يستحلّ ما في يده من أموالنا ويتصرّف فيه تصرّفه في ماله من غير أمرنا، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ مَلْعُونٌ، وَنَحْنُ خُصَماؤُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وقد قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
المستحلّ من عترتي ما حرّم الله ملعون على لساني ولسان كلّ نبيّ مجاب، فمن ظلمنا كان في جملة الظالمين لنا، وكانت لعنة الله عليه لقوله (عزَّ وجلَّ): «أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمينَ»(867)،(868).
171) دعائه أرواحنا فداه على من أكل من أموالهم حراماً في التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
عن أبي الحسين الأسدي قال: ورد عليّ توقيع من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري قدّس الله روحه ابتداءً لم يتقدّمه سؤال عنه، نسخته:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ، عَلى مَنِ اسْتَحَلَّ مِنْ أَمْوالِنا دِرْهَماً.
قال أبو الحسين الأسدي (رحمه الله): فوقع في قلبي أنّ ذلك في من استحلّ من مال الناحية درهماً دون من أكل منه غير مستحلّ، وقلت في نفسي: إنّ ذلك في جميع من استحلّ محرّماً، فأيّ فضل في ذلك للحجّة (عليه السلام) على غيره؟
قال: فوالّذي بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بالحقّ بشيراً، لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع، فوجدته قد انقلب إلى ما كان في نفسي:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ، عَلى مَنْ أَكَلَ مِنْ مالِنا دِرْهَماً حَراماً(869).
172) دعائه صلوات الله عليه على من سمّاه في محفل من الناس
محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ رضى الله عنه قال: سمعت أبا عليّ محمّد بن همّام يقول: سمعت محمّد بن عثمان العمريّ قدّس الله روحه يقول: خرج توقيع بخطٍّ أعرفه:
مَنْ سَمَّاني في مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ بِإِسْمي، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله.
قال أبو عليّ محمّد بن همّام: وكتبت أسأله عن ظهور الفرج، فخرج في التوقيع: كذب الوقّاتون(870).

8 - في الأدعية الّتي نقلها مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام)

173) دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشدائد المنقول عن مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه
دعاء لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشدائد ونزول الحوادث، وهو سريع الإجابة من الله تعالى، نقله السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس، ولم يذكر من رواه عنه، ولكنّه قال العلّامة المجلسي:
ولنا سند آخر عال جدّاً لهذا الدّعاء، ولا يخلو من غرابة، فإنّي أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولانا القائم صلوات الله عليه بلا واسطة(871).
اللّهم أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ يا غَفُورُ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى ما خَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَوَصَلَ(872) إِلَيَّ مِنْ فَضائِلِ الصَّنايِعِ، وَعَلى ما أَوْلَيْتَني بِهِ، وَتَوَلَّيْتَني بِهِ مِنْ رِضْوانِكَ، وَأَنَلْتَني مِنْ مَنِّكَ الْواصِلِ إِلَيَّ، وَمِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي، حَتَّى اُناجيكَ راغِباً، وَأَدْعُوكَ مُصافِياً، وَحتَّى أَرْجُوكَ فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جابِراً(873)، وَفي اُمُوري ناظِراً، وَلِذُنُوبي غافِراً، وَلِعَوْراتي ساتِراً، لَمْ أَعْدِمْ خَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَني دارَ الْإِخْتِبارِ، لِتَنْظُرَ ماذا اُقَدِّمُ لِدارِ الْقَرارِ.
فَأَنَا عَتيقُكَ اللّهم مِنْ جَميعِ الْمَصائِبِ وَاللَّوازِبِ، وَالْغُمُومِ الَّتي ساوَرَتْني فيهَا الْهُمُومُ، بِمَعاريضِ الْقَضاءِ، وَمَصْرُوفِ جُهْدِ الْبَلاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلّاَ الْجَميلَ، وَلا أَرى مِنْكَ غَيْرَ التَّفْضيلِ.
خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، سَوابِغُ لَمْ تُحَقِّقْ حِذاري، بَلْ صَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ أَوْصابي، وَأَحْسَنْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني.
اللّهم كَمْ مِنْ عَدُوِنِ انْتَضى عَلَيَّ سَيْفَ عَداوَتِهِ، وَشَحَذَ لِقَتْلي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَأَرْهَفَ لي شَبا حَدِّهِ، وَدافَ لي قَواتِلَ سُمُومِهِ، وَسَدَّدَ لي صَوائِبَ سِهامِهِ، وَأَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ، وَيُجَرِّعَني ذُعافَ مَرارَتِهِ، فَنَظَرْتَ يا إِلهي إِلى ضَعْفي عَنِ احتمال الْفَوادِحِ، وَعَجْزي عَنِ الاِنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَني بِمُحارَبَتِهِ، وَوَحْدَتي في كَثيرِ مَنْ ناواني، وَأَرْصَدَ لي فيما لَمْ أَعْمَلْ فِكْري فِي الاِنْتِصارِ مِنْ مِثْلِهِ.
فَأَيَّدْتَني يا رَبِّ بِعَوْنِكَ، وَشَدَدْتَ أَيْدي بِنَصْرِكَ، ثُمَّ فَلَلْتَ لي حَدَّهُ، وَصَيَّرْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَديدِهِ وَحْدَهُ، وَأَعْلَيْتَ كَعْبي عَلَيْهِ، وَرَدَدْتَهُ حَسيراً لَمْ تَشْفِ غَليلَهُ، وَلَمْ تُبَرِّدْ حَزازاتِ غَيْظِهِ، وَقَدْ غَضَّ عَلَيَّ شَواهُ، وَآبَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفْتَ سَراياهُ، وَأَخْلَفْتَ آمالَهُ.
اللّهم وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغى عَلَيَّ بِمَكائِدِهِ، وَنَصَبَ لي شَرَكَ مَصائِدِهِ، وَضَبَأَ إِلَيَّ ضُبُوءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ، وَانْتَهَزَ فُرْصَتَهُ، وَاللِّحاقَ لِفَريسَتِهِ، وَهُوَ مُظْهِرٌ بَشاشَةَ الْمَلَقِ، وَيَبْسُطُ إِلَيَّ وَجْهاً طَلِقاً.
فَلَمَّا رَأَيْتَ يا إِلهي دَغَلَ سَريرَتِهِ، وَقُبْحَ طَوِيَّتِهِ، أَنْكَسْتَهُ لِاُمِّ رَأْسِهِ في زُبْيَتِهِ، وَأَرْكَسْتَهُ في مَهوى حَفيرَتِهِ، وَأَنْكَصْتَهُ عَلى عَقِبَيْهِ، وَرَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ، وَنَكَأْتَهُ بِمِشْقَصِهِ، وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ، وَرَدَدْتَ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَرَبَقْتَهُ بِنَدامَتِهِ فَاسْتَخْذَلَ وَتَضاءَلَ بَعْدَ نِخْوَتِهِ، وَبَخَعَ وَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِهِ، ذَليلاً مَأْسُوراً في حَبائِلِهِ الَّتي كانَ يُحِبُّ أَنْ يَراني فيها، وَقَدْ كِدْتُ لَوْلا رَحْمَتُكَ أَنْ يَحِلَّ بي ما حَلَّ بِساحَتِهِ، فَالْحَمْدُ لِرَبٍّ مُقْتَدِرٍ لا يُنازَعُ، وَلِوَلِيٍّ ذي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، وَقَيُّومٍ لا يَغْفُلُ، وَحَليمٍ لا يَجْهَلُ.
نادَيْتُكَ يا إِلهي مُسْتَجيراً بِكَ، واثِقاً بِسُرْعَةِ إِجابَتِكَ، مُتَوَكِّلاً عَلى ما لَمْ أَزَلْ أَعْرِفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِكَ عَنّي، عالِماً أَنَّهُ لَنْ يُضْطَهَدَ مَنْ آوى إِلى ظِلِّ كِفايَتِكَ، وَلا يَقْرَعُ الْقَوارِعُ مَنْ لَجَأَ إِلى مَعْقِلِ الاِنْتِصارِ بِكَ، فَخَلَّصْتَني يا رَبِّ بِقُدْرَتِكَ وَنَجَّيْتَني مِنْ بَأْسِهِ بِتَطَوُّلِكَ وَمَنِّكَ.
اللّهم وَكَمْ مِنْ سَحائِبَ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَها، وَسَماءِ نِعْمَةٍ أَمْطَرْتَها، وَجَداوِلَ كَرامَةٍ أَجْرَيْتَها، وَأَعْيُنِ أَحْداثٍ طَمَسْتَها، وَناشئ رَحْمَةٍ نَشَرْتَها، وَغَواشِيَ كُرَبٍ فَرَّجْتَها، وَغُمَمِ بَلاءٍ كَشَفْتَها، وَجُنَّةِ عافِيَةٍ أَلْبَسْتَها، وَاُمُورٍ حادِثَةٍ قَدَّرْتَها، لَمْ تُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَها، فَلَمْ تَمْتَنِعْ مِنْكَ إِذْ أَرَدْتَها.
اللّهم وَكَمْ مِنْ حاسِدِ سُوءٍ تَوَلَّني(874) بِحَسَدِهِ، وَسَلَقَني بِحَدِّ لِسانِهِ(875)، وَوَخَزَني بِقَرْفِ عَيْبِهِ، وَجَعَلَ عِرْضي غَرَضاً لِمَراميهِ، وَقَلَّدَني خِلالاً لَمْ تَزَلْ فيهِ كَفَيْتَني أَمْرَهُ.
اللّهم وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ، وَعُدْمِ إِمْلاقٍ ضَرَّني جَبَرْتَ وَأَوْسَعْتَ، وَمِنْ صَرْعَةٍ أَقَمْتَ، وَمِنْ كُرْبَةٍ نَفَّسْتَ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ، وَمِنْ نِعْمَةٍ خَوَّلْتَ، لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ، وَلا بِما أَعْطَيْتَ تَبْخَلُ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَبَذَلْتَ، وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ وَاسْتُميحَ فَضْلُكَ فَما أَكْدَيْتَ، أَبْيَتَ إِلّا إِنْعاماً وَامْتِناناً وَتَطَوُّلاً، وَأَبْيَتُ إِلّا تَقَحُّماً عَلى مَعاصيكَ، وَانْتِهاكاً لِحُرُماتِكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعيدِكَ، وَطاعَةً لِعَدُوّي وَعَدُوِّكَ، لَمْ تَمْتَنِعْ عَنْ إِتْمامِ إِحْسانِكَ، وَتَتابُعِ امْتِنانِكَ، وَلَمْ يَحْجُزْني ذلِكَ عَنِ ارْتِكابِ مَساخِطِكَ.
اللّهم فَهذا مَقامُ الْمُعْتَرِفِ لَكَ بِالتَّقْصيرِ عَنْ أَداءِ حَقِّكَ، اَلشَّاهِدِ عَلى نَفْسِهِ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنِ كِفايَتِكَ، فَهَبْ لِيَ اللّهم يا إِلهي ما أَصِلُ بِهِ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فيهِ إِلى مَرْضاتِكَ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ عِقابِكَ، فَإِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم حَمْدي لَكَ مُتَواصِلٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ، وَفُنُونِ التَّقْديسِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ، وَمَحْضِ التَحْميدِ، وَطُولِ التَّعْديدِ في إِكْذابِ أَهْلِ التَّنْديدِ(876).
لَمْ تُعَنْ في شيء مِنْ قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْغَرائِزِ الْمُخْتَلِفاتِ، وَفَطَرْتَ الْخَلائِقَ عَلى صُنُوفِ الْهَيَئاتِ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَاعْتَقَدَتْ مِنْكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ، وَلا كَيْفِيَّةً في أَزَلِيَّتِكَ، وَلا مُمْكِناً في قِدَمِكَ، وَلا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَلا يَنْتَهي إِلَيْكَ نَظَرُ النَّاظِرينَ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ، وَعَظيمِ قُدْرَتِكَ.
إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفَةُ قُدْرَتِكَ، وَعَلا عَنْ ذلِكَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، وَلا يَنْتَقِصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصَ، وَلا أَحَدٌ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا ضِدٌّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ.
كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَبْيينِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ تُدْرِكُكَ الصِّفاتُ، أَوْ تَحْويكَ الْجِهاتُ، وَأَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً دائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ، لَيْسَ فيها غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ لَها سِواكَ.
حارَتْ في مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، وَحَسُرَ عَنْ إِدْراكِكَ بَصَرُ الْبَصيرِ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الاِسْتِكانَةِ لِعِزَّتِكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ بِسُلْطانِكَ، فَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ لَكَ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً مَبْهُوراً، وَفِكْرُهُ مُتَحَيِّراً.
اللّهم فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مُتَواتِراً مُتَوالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً يَدُومُ وَلا يَبيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْعالَمِ، وَلا مُنْتَقَصٍ فِي الْعِرْفانِ، فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا تُحْصى مَكارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَفِي الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَبِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَالظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ.
اللّهم بِتَوْفيقِكَ أَحْضَرْتَنِي النَّجاةَ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في وَلايَةِ الْعِصْمَةِ، لَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنّي إِلّا بِطاعَتي، فَلَيْسَ شُكْري وإِنْ دَأَبْتُ مِنْهُ فِي الْمَقالِ، وَبالَغْتُ مِنْهُ فِي الْفِعالِ بِبالِغِ أَداءِ حَقِّكَ، وَلا مُكافٍ فَضْلَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلا تَضِلُّ لَكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ، مِثْلُ حَمْدِ جَميعِ الْحامِدينَ وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَحِبَّائِكَ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَمِثْلُ ما أَنْتَ عارِفٌ بِهِ، وَمَحْمُودٌ بِهِ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوانِ وَالْجَمادِ.
وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ اللّهم في شُكْرِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني مِنْ ذلِكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ، إِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اعْتِباراً وَامْتِحاناً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ فَرْضاً يَسيراً صَغيراً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً وإِعْطاءً كَثيراً.
وَعافَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ، وَلَمْ تُسْلِمْني لِلسُّوءِ مِنْ بَلائِكَ، وَمَنَحْتَنِي الْعافِيَةَ، وَأَوْلَيْتَني بِالْبَسْطَةِ وَالرَّخاءِ، وَضاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ مَعَ ما وَعَدْتَني بِهِ مِنَ الْمَحَلَّةِ الشَّريفَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ الْمَنيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله).
اللّهم اغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي هذا وَساعَتي هذِهِ يَقيناً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنْيا وَأَحْزانَها، وَيُشَوِّقُني إِلَيْكَ، وَيُرَغِّبُني فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ، وَارْزُقْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الْواحِدُ الرَّفيعُ الْبَديء الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ الَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيُّ الْكَبيرُ الْمُتَعالُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ فِي الرُّشْدِ، وإِلْهامَ الشُّكْرِ عَلى نِعْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ.
اللّهم بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ، مَعَ ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ مِنْ فَوائِدِ فَضْلِكَ، وَأَصْنافِ رِفْدِكَ، وَأَنْواعِ رِزْقِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ، لا تُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ، وَلا تُراجَعُ في أَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما شِئْتَ، وَلا يَمْلِكُونَ إِلّا ما تُريدُ.
اللّهم أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقَدَّسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْعِزَّةِ وَالْمَجْدِ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْقُدْرَةِ وَالْكِبْرياءِ، وَغَشَّيْتَ النُّورَ بِالْبَهاءِ، وَجَلَّلْتَ الْبَهاءَ بِالْمَهابَةِ.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ الْعَظيمُ، وَالْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْحَوْلُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ، وَالْحَمْدُ الْمُتَتابَعُ الَّذي لا يَنْفَدُ بِالشُّكْرِ سَرْمَداً وَلا يَنْقَضي أَبَداً، إِذْ جَعَلْتَني مِنْ أَفاضِلِ بَني آدَمَ، وَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَويّاً مُعافاً لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني، وَلا بِآفَةٍ في جَوارِحي، وَلا عاهَةٍ في نَفْسي وَلا في عَقْلي.
وَلَمْ يَمْنَعْكَ كَرامَتُكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صُنْعِكَ عِنْدي، وَفَضْلُ نَعْمائِكَ عَلَيَّ إِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ أَهْلِها تَفْضيلاً، وَجَعَلْتَني سَميعاً أَعي ما كَلَّفْتَني بَصيراً، أَرى قُدْرَتَكَ فيما ظَهَرَ لي، وَاسْتَرْعَيْتَني وَاسْتَوْدَعْتَني قَلْباً يَشْهَدُ بِعَظَمَتِكَ، وَلِساناً ناطِقاً بِتَوْحيدِكَ، فَإِنّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَلِتَوْفيقِكَ إِيَّايَ بِحَمْدِكَ شاكِرٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ، وإِلَيْكَ في مُلِمّي وَمُهِمّي ضارِعٌ، لِأَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَحَيٌّ تَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها، وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثينَ.
اللّهم لا تَقْطَعْ عَنّي خَيْرَكَ في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ ما بي مِنَ النِّعَمِ، وَلا أَخْلَيْتَني مِنْ وَثيقِ الْعِصَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ وإِنْعامِكَ عَلَيَّ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي، وَالاِسْتِجابَةَ لِدُعائي، حينَ رَفَعْتُ رَأْسي بِتَحْميدِكَ وَتَمْجيدِكَ، لا في تَقْديرِكَ جَزيلَ حَظّي حينَ وَفَّرْتَهُ انْتَقَصَ مُلْكُكَ، وَلا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَتَّرْتَ عَلَيَّ تَوَفَّرَ مُلْكُكَ.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما أَدْرَكَتْهُ قُدْرَتُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَأَضْعافَ ذلِكَ كُلِّهِ، حَمْداً واصِلاً مُتَواتِراً مُتَوازِياً لِآلائِكَ وَأَسْمائِكَ.
اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ [مِنْهُ] فيما مَضى، فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَهْليلِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ، [وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي خَلَقْتَهُ مِنْ ذلِكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلّا إِلَيْكَ].
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الرُّوحِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْحَيِّ الْحَيِّ وَبِهِ وَبِهِ وَبِهِ، وَبِكَ وَبِكَ وَبِكَ، أَلّا تَحْرِمَني رِفْدَكَ، وَفَوائِدَ كَرامَتِكَ، وَلا تُوَلِّني غَيْرَكَ، وَلا تُسْلِمَني إِلى عَدُوّي، وَلا تَكِلَني إِلى نَفْسي، وَأَحْسِنْ إِلَيَّ أَتَمَّ الْإِحْسانِ عاجِلاً وَآجِلاً، وَحَسِّنْ فِي الْعاجِلَةِ عَمَلي، وَبَلِّغْني فيها أَمَلي وَفِي الْآجِلَةِ، وَالْخَيْرَ في مُنْقَلَبي، فَإِنَّهُ لا تُفْقِرُكَ كَثْرَةُ ما يَنْدَفِقُ بِهِ فَضْلُكَ، وَسَيْبُ الْعَطايا مِنْ مَنِّكَ، وَلا يُنْقِصُ جُودَكَ تَقْصيري في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا تُجِمُّ خَزائِنَ نِعْمَتِكَ النِّعَمُ، وَلا يُنْقِصُ عَظيمَ مَواهِبِكَ مِنْ سِعَتِكَ الْإِعْطاءُ، وَلا تُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ الْفاضِلِ الْجَليلِ مِنَحُكَ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ، وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ فَيْضُ مُلْكِكَ وَفَضْلِكَ.
اللّهم ارْزُقْني قَلْباً خاشِعاً، وَيَقيناً صادِقاً، وَبِالْحَقِّ صادِعاً، وَلا تُؤْمِنّي مَكْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تَهْتِكَ عَنّي سِتْرَكَ، وَلا تُوَلِّني غَيْرَكَ، وَلا تُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِكَ بَلْ تَغَمَّدْني بِفَوائِدِكَ، وَلا تَمْنَعْني جَميلَ عَوائِدِكَ، وَكُنْ لي في كُلِّ وَحْشَةٍ أَنيساً، وَفي كُلِّ جَزَعٍ حِصْناً، وَمِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ غِياثاً.
وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ زَلَلٍ وَخَطاءٍ، وَتَمِّمْ لي فَوائِدَكَ، وَقِني وَعيدَكَ، وَاصْرِفْ عَنّي أَليمَ عَذابِكَ وَتَدْميرَ تَنْكيلِكَ، وَشَرِّفْني بِحِفْظِ كِتابِكَ، وَأَصْلِحْ لي ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي وَأَهْلي وَوَلَدي، وَوَسِّعْ رِزْقي، وَأَدِرَّهُ عَلَيَّ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ، وَلا تُعْرِضْ عَنّي.
اللّهم ارْفَعْني وَلا تَضَعْني، وَارْحَمْني وَلا تُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلا تَخْذُلْني، وَآثِرْني وَلا تُؤْثِرْ عَلَيَّ، وَاجْعَلْ لي مِنْ أَمْري يُسْراً وَفَرَجاً، وَعَجِّلْ إِجابَتي، وَاسْتَنْقِذْني مِمَّا قَدْ نَزَلَ بي، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَأَنْتَ الْجَوادُ الْكَريمُ(877).
حكاية حرز اليماني
نقل في دار السلام وجدنا على ظهر الدعاء المعروف بالحرز اليماني بخطّ العلّامة التقيّ المجلسي (قدّس سرّه) ما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على أشرف المرسلين محمّد وعترته الطّاهرين، وبعد فقد التمس منّي السيّد النجيب الأديب الحسيب زبدة السادات العظام والنقباء الكرام، الأمير محمّد هاشم أدام الله تعالى تأييده بجاه محمّد وآله الأقدسين، أن اُجيز له الحرز اليماني المنسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وإمام المتّقين، وخير الخلايق بعد سيّد النبيّين صلوات الله وسلامه عليهما مادامت الجنّة مأوى الصالحين، فأجزت له دام تأييده أن يرويه عنّى بإسنادي عن السيّد العابد الزاهد البدل الأمير إسحاق الأسترآبادي المدفون قرب سيّد شباب أهل الجنّة أجمعين كربلاء، عن مولانا ومولى الثقلين خليفة الله تعالى صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الأقدسين، وقال:
أعييت في طريق مكّة فتأخّرت عن القافلة، وآيست من الحيوة، واستلقيت كالمحتضر، وشرعت في الشهادة فإذا على رأسي مولانا ومولى العالمين خليفة الله على الناس أجمعين، فقال: قم يا إسحاق فقمت، وكنت عطشاناً، فسقاني الماء، واردفني خلفه.
فشرعت في قراءة هذا الحرز، وهو صلوات الله عليه يصلح حتّى تمّ، فإذا أنا بأبطح فنزلت عن المركب وغاب عنّي وجاءت القافلة بعد تسعة أيّام، واشتهر بين أهل مكّة إنّي جئت بطيّ الأرض، فاختفيت بعد مناسك الحجّ، وكان قد حجّ على قدمه أربعين حجّة.
ولمّا تشرفّت في إصبهان بخدمته في مجيئه عن كربلا إلى زيارة مولى الكونين الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليهما، وكان في ذمّته مهر زوجته سبعة توامين، وكان له هذا المبلغ عند واحد من سكّان المشهد الرضوي، فرأى في المنام أنّه قرب موته.
فقال: إنّي كنت مجاوراً في كربلاء خمسين سنة، لأنّ أموت فيه وأخاف أن يدركني الموت في غيره، فلمّا إطّلع عليه بعض إخواننا أدى المبلغ، وبعثت معه واحداً من إخواني في الله، فقال: لمّا وصل السيّد إلى كربلاء وأدى دينه، مرض ومات يوم التاسع، ودفن في منزله، ورأيت أمثال هذه الكرامات منه مدّة إقامته بإصبهان رضي الله تعالى عنه.
ولي لهذا الدعاء إجازات كثيرة اقتصرت عليها، فالمرجوّ منه دام تأييده أن لا ينساني في مظانّ إجابة الدعوات، والتمست منه أن لا يقرأ هذا الدعاء إلّا لله تعالى ولا يقرأ بقصد إهلاك عدوّه إذا كان مؤمناً، وإن كان فاسقاً أو ظالماً، وأن لا يقرأ بجمع الدنيا الدنيّة، بل ينبغي أن يكون قراءته للتقرّب إلى الله تعالى ولدفع ضرر شياطين الجنّ والإنس عنه وعن جميع المؤمنين إذا أمكنه نيّة القربة في هذا المطلب، وإلّا فالاُولى ترك جميع المطالب غير القرب منه تعالى شأنه، نمقه بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربّه الغني محمّد تقي بن مجلسي الإصبهاني، حامداً لله تعالى، ومصليّاً على سيّد الأنبياء وأوصيائه النجباء الأصفياء، انتهى كلامه رفع الله في الخلد مقامه.
ونقل ولده العلّامة صدر تلك الحكاية ممّا يتعلّق بلقائه صلوات الله عليه في الثالث عشر من بحاره مع اختلاف كثير(878).
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): ومن الأدعية المشهورة دعاء الحرز اليمانيّ المعروف بالدّعاء السيفي أيضاً، وقد رأيت في ذلك عدّة طرق وروايات مختلفات، ولنذكر هنا المهمّ منها إن شاء الله تعالى.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عليّ الفتى المعروف بابن الخيّاط قال: أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الواحد [عبد الله خ] بن يونس الموصلي بحلب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد العلوي المعروف بالمستنجد، قال: حدّثنا أبو الحسن الكاتب، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن علي بن زياد، قال: قال عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر:
بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ذات يوم إذ دخل الحسن بن عليّ (عليهما السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك، قال له: ائذن له، فدخل رجل جسيم وسيم، له منظر رائع، وطرف فاضل(879)، فصيح اللسان، عليه لباس الملوك، فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إنّي رجل من أقصى بلاد اليمن، ومن أشراف العرب ممّن انتسب إليك، وقد خلفت ورائي ملكاً عظيماً ونعمة سابغة، وإنّي لفي غضارة من العيش وخفض من الحال وضياع ناشئة، وقد عجمت الاُمور ودرّبتني الدهور(880)، ولي عدو مشجّ، وقد أرهقني وغلبني بكثرة نفيره وقوّة نصيره وتكاتف جمعه وقد أعيتني فيه الحيل، وإنّي كنت راقداً ذات ليلة حتّى أتاني آت، فهتف بي أن: قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيّه؛ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله، فاسأله أن يعلمك الدعاء الّذي علمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب صلوات الله عليه وعلى آله، ففيه إسم الله (عزَّ وجلَّ) فادع به على عدوّك المناصب لك.
فانتبهت يا أمير المؤمنين، ولم اُعوّج على شيء حتّى شخصت نحوك في أربع مائة عبد إنّي أشهد الله وأشهد رسوله وأشهدك أنّهم أحرار قد أعتقتهم لوجه الله جلّت عظمته.
وقد جئتك يا أمير المؤمنين، من فجّ عميق وبلد شاسع قد ضؤل جرمي ونحل جسمي، فامنن عليَّ يا أمير المؤمنين بفضلك وبحق الأبوة والرحم الماسة، علّمني الدعاء الّذي رأيت في منامي، وهتف بي أن أرحل فيه إليك.
فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: نعم؛ أفعل ذلك إن شاء الله، ودعا بدواة وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو:
174) حرز اليماني (النسخة الاُولى)
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لي يا غَفُورُ يا شَكُورُ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ، وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى ما خَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَما وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ السَّابِغِ، وَما أَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الْعَدْلِ، وَأَنَلْتَني مِنْ مَنِّكَ الْواصِلِ إِلَيَّ، وَمِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي حَيْنَ اُناجيكَ داعِياً.
وَأَدْعُوكَ مُضاماً، وَأَسْأَلُكَ فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جابِراً(881)، وَفِي الْاُمُورِ ناظِراً، وَلِذُنُوبي غافِراً، وَلِعَوْراتي ساتِراً، لَمْ أَعْدَمْ خَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَني دارَ الاِخْتِيارِ(882)، لِتَنْظُرَ ما اُقَدِّمُ لِدارِ الْقَرارِ، فَأَنَا عَتيقُكَ مِنْ جَميعِ الْآفاتِ وَالْمَصائِبِ، فِي اللَّوازِبِ وَالْغُمُومِ الَّتي ساوَرَتْني فيهَا الْهُمُومُ(883)، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَمَصْرُوفِ(884) جُهْدِ الْقَضاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلّاَ الْجَميلَ، وَلا أَرى مِنْكَ غَيْرَ التَّفْضيلِ.
خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعْمَتُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، وَسَوابِقُ لَمْ تُحَقِّقْ حِذاري، بَلْ صَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَشَفَيْتَ أَمْراضي وَأَوْهاني(885)، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني مَؤُونَةَ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ واصِلٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ، بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ(886)، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ بِطُوْلِ التَّعْديدِ، وَمَزِيَّةِ أَهْلِ الْمَزيدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكَ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةً فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْغَرائِزِ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الغُيُوبِ، فَتَعْتَقِدُ فيكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ، فَلا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفِكَرِ، وَلا يَنْتَهي إِلَيْكَ نَظَرُ ناظِرٍ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.
اِرْتَفَعَتْ عِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ، وَعَلا عَنْ ذلِكَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، لا يَنْقُصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْقُصَ، لا أَحَدَ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ، كَلَّتِ الْأَوْهامُ(887) عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ عَظَمَتِكَ، وَكَيْفَ تُوْصَفُ وَأَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ، اَلَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً دائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فيها غَيْرُكَ وَلَمْ يَكُنْ لَها سِواكَ.
حارَ في مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، فَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الْإِسْتِكانَةِ لَكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً.
اللّهم فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَوالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً، يَدُومُ وَلا يَبيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، وَلَكَ الْحَمْدُ ما لا تُحْصى مَكارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَراري وَالْبِحارِ، وَالْغُدُوِّ وَالْآصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَفِي الظَّهائِرِ وَالْأَسْحارِ.
اللّهم بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي الرَّغْبَةَ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ لَمْ أَبْرَحْ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ، وَتَتابُعِ آلائِكَ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ مَحُوطاً بِكَ في مَثْوايَ وَمُنْقَلَبي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنّي إِلّا طاعَتي، وَلَيْسَ شُكْري وَإِنْ أَبْلَغْتُ فِي الْمَقالِ وَبالَغْتُ فِي الْفِعالِ بِبالِغِ أَداءِ حَقِّكَ، وَلا مُكافِياً لِفَضْلِكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَمْ تَضِلَّ لَكَ(888) في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي بِكُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ مِثْلُ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عارِفٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوانِ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في رَغْبَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ.
اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اعْتِباراً وَفَضْلاً(889)، وَسَأَلْتَني مِنْهُ يَسيراً صَغيراً، وَأَعْفَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ وَلَمْ تُسْلِمْني لِلسُّوءِ مِنْ بَلاءِكَ مَعَ ما أَوْلَيْتَني مِنَ الْعافِيَةِ، وَسَوَّغْتَ مِنْ كَرائِمِ النَّحْلِ، وَضاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ مَعَ ما أَوْدَعْتَني مِنَ الْمَحَجَّةِ(890) الشَّريفَةِ، وَيَسَّرْتَ لي مِنَ الدَّرَجَةِ الْعالِيَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله).
اللّهم فَاغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ(891) إِلّا عَفْوُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلّا فَضْلُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي يَقيناً تُهَوِّنُ عَلَيَّ بِهِ مُصيباتِ الدُّنْيا وَأَحْزانَها بِشَوْقٍ إِلَيْكَ، وَرَغْبَةٍ فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ، وَارْزُقْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الْواحِدُ الرَّفيعُ الْبَديء الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيُّ الْكَبيرُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعْمَتِكَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وَبِكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ مَعَ ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ، وَلا تَعْديدَهُ مِنْ عَوائِدِ فَضْلِكَ، وَطُرَفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَ مِنْ إِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ رِفْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ(892) يَدُكَ، وَلا تُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ في أَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلا يَمْلِكُونَ إِلّا ما تُريدُ.
«قُلِ اللّهم مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ»(893).
أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ(894) الْخالِقُ الْبارِئُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقَدَّسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْعِزِّ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْكِبْرِياءِ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالْبَهاءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالسَّناءِ.
لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ، جَعَلْتَني مِنْ أَفْضَلِ بَني آدَمَ، وَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً، صَحيحاً سَوِيّاً مُعافاً، لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني، وَلَمْ تَمْنَعْكَ كَرامَتُكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلُ إِنْعامِكَ(895) عَلَيَّ، أَنْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ أَهْلِها، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتِكَ، وَأَنَا بِفَضْلِكَ حامِدٌ، وَبِجُهْدِ يَقيني لَكَ شاكِرٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ.
فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي طَرْفَةَ عَيْنٍ في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ دَقائِقَ الْعِصَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ، وإِجابَةَ دُعائي حينَ رَفَعْتُ رَأْسي بِتَحْميدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَفي قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفَظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ.
اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ فيما بَقِيَ، كَما أَحْسَنْتَ فيما مَضى، فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ، وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ، وَبِنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّكَ، وَجَمالِكَ وَجَلالِكَ، وَبَهائِكَ وَسُلْطانِكَ، وَقُدْرَتِكَ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، أَلّا تَحْرِمَني رِفْدَكَ وَفَوائِدَكَ.
فَإِنَّهُ لا يَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما يَتَدَفَّقُ(896) بِهِ عَوائِقُ الْبُخْلِ، وَلا يَنْقُصُ جُودَكَ تَقْصيرٌ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا تُفْني خَزآئِنَ مَواهِبِكَ النِّعَمُ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ(897)، وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ فَيْضُ فَضْلِكَ.
اللّهم ارْزُقْني قَلْباً خاشِعاً، وَيَقيناً صادِقاً، وَلِساناً ذاكِراً، وَلا تُؤْمِنّي مَكْرَكَ، وَلا تَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تُباعِدْني مِنْ جَوارِكَ، وَلا تَقْطَعْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ رَوْحِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلاءٍ، فَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ.
اللّهم ارْفَعْني وَلا تَضَعْني، وَزِدْني وَلا تَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلا تُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلا تَخْذُلْني، وَآثِرْني وَلا تُؤْثِرْ عَلَيَّ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.
قال ابن عبّاس رضى الله عنه: ثمّ قال له:
اُنظر أن حفظ لك، ولابدّ عن قراءته يوماً واحداً، فإنّي أرجو أن توافي بلدك، وقد أهلك الله عدوّك، فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:
لو أنّ رجلاً قرأ هذا الدعاء بنيّة صادقة وقلب خاشع، ثمّ أمر الجبال أن تسير معه لسارت وعلى البحر لمشى عليه.
وخرج الرجل إلى بلاده، فورد كتابه على مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله بعد أربعين يوماً: إنّ الله قد أهلك عدوّه حتّى أنّه لم يبق في ناحيته رجل.
فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله:
قد علمت ذلك، ولقد علّمنيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وما استعسر عليّ أمر إلّا استيسر به(898).
175) الحرز اليماني (النسخة الثانية)
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: وجدت الدعاء المعروف بدعاء اليماني برواية فيها زيادات واختلاف، لما قدّمناه من الروايات، فأحببت الاستظهار في حفظ الدعاء المذكور بروايتين معاً، وهذا لفظ ما وجدناه.
حدّثنا الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمّدي، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن البساط قراءة عليه، قال: حدّثنا المغيرة بن عمرو بن الوليد العزري المكّي بمكّة قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو سعيد مفضّل بن محمّد الحسيني قراءة عليه، قال:
حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الشافعي ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العبدي، قال: حدّثنا فضيل بن غياض، عن عطاء بن السائب، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال:
كنت ذات يوم جالساً عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه نتذاكر فدخل إبنه الحسن صلوات الله عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، بالباب فارس يطلب الإذن عليك قد سطع منه رائحة المسك والعنبر.
فقال: ائذن له، فدخل رجل جسيم وسيم، حسن الوجه والهيئة، عليه لباس الملوك، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فقال علي (عليه السلام): وعليك السلام، ثمّ أدناه وقربه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي صرت إليك من أقصى بلاد اليمن، وأنا رجل من أشراف العرب وممّن ينتسب، وقد خلفت وراي مملكة عظيمة، ونعمة سابغة، وضياعاً ناشية، وإنّي لفي غضارة من العيش، وخفض من الحال، وبإزائي عدوّ يريد المزايلة والمغالبة على نعمتي همته التحصن والمخاتلة لي، وقد يسر لمحاربتي ومناوشتي منذ حجج وأعوام، وقد أعيتني فيه الحيلة، وكنت يا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
وأسأله أن يعلّمك الدعاء الّذي علمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ففيه إسم الله الأعظم، وكلمات الله التامّات، فإنّك تستحق به من الله (عزَّ وجلَّ) الإجابة والنجاة من عدوّك هذا المناصب لك، فلمّا انتبهت لم أتمالك ولا عوجت على شيء حتّى شخصت نحوك في أربعمائة عبد، وإنّي اُشهد الله (عزَّ وجلَّ) واُشهدك أنّي قد أعتقتهم لوجه الله (عزَّ وجلَّ) فإنّهم أحرار وقد أزلت عنهم الرق والملكة.
وقد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع، وموضع شاحطٍ(899)، وفجّ عميق قد تضال(900) في البلد بدني، ونحل فيه جسمي، فامنن عليّ يا أمير المؤمنين بحقّ الأبوة والرحم الماسة، وعلّمني هذا الدعاء الّذي رأيت في نومي أن أرتجل فيه إليك.
فقال (عليه السلام): نعم، ثمّ دعا بدواة وقرطاس، فكتب فيه، وكتبت أنا أيضاً، وهو هذا الدعاء:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَصَلَّى الله عَلى خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ أَجْمَعينَ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَاُوصِلَ إِلَيَّ مِنْ فَضائِلِ الصَّنائِعِ، وَما أَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ، وَبَوَّأْتَني مِنْ مَظَنَّةِ الصِّدْقِ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مَنِّكَ الْواصِلِ إِلَيَّ، وَمِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي حينَ اُناجيكَ راغِباً وَأَدْعُوكَ مُصافِياً حَتَّى(901) أَرْجُوكَ، وَأَجِدُكَ فِي الْمَواضِعِ كُلِّها لي جابِراً(902)، وَفِي الْاُمُورِ ناظِراً، وَعَلَى الْأَعْداءِ ناصِراً، وَلِلذُّنُوبِ ساتِراً، لَمْ أَعْدَمْ فَضْلَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَني دارَ الاِخْتِيارِ لِتَنْظُرَ ماذا اُقَدِّمُ لِدارِ الْقَرارِ.
فَأَنَا عَتيقُكَ مِنْ جَميعِ الْمَصائِبِ وَاللوازِبِ وَالْغُمُومِ الَّتي ساوَرَتْني فيها الْهُمُومُ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَمَصْرُوفِ جُهْدِ الْقَضاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَميلَ، وَلا أَرى مِنْكَ إِلّاَ التَّفْضيلَ، خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، لَمْ تُحَقِّقْ حِذاري، وَصَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني شَنَئانَ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ واصِلٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ دائِمٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ، بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ خالِصاً لِذِكْرِكَ وَمَرْضِيّاً لَكَ، بِناصِعِ التَّحْميدِ وَإمْحاضِ التَّمْجيدِ، بِطُول التَّعْديدِ وَإكْذابِ(903) أَهْلِ التَّنْديدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْغَرائِزِ الْمُخْتَلِفاتِ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَاعْتَقَدْتُ مِنْكَ حُدُوداً في عَظَمَتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، لا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، لا يَنْتَهي إِلَيْكَ نَظَرُ النَّاظِرِ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.
إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ، وَعَلا عَنْ ذلِكَ كَبيرُ(904) عَظَمَتِكَ، لا يَنْقُصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْقُصَ، لا أَحَدٌ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا نِدٌّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ(905) النُّفُوسَ، وَكَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ تُوصَفُ وَأَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ، اَلَّذي لَمْ يَزَلْ أَزَلِيّاً دائِماً في الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فيها غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ لَها سِواكَ، وَلا هَجَمَتِ الْعُيُونُ(906) عَلَيْكَ فَتُدْرِكَ مِنْكَ إِنْشاءً وَلا تَهْدِي الْقُلُوبُ لِصِفَتِكَ، وَلا يَبْلُغُ الْعُقُولُ جَلالَ عِزَّتِكَ.
حارَتْ في مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، فَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلَّةِ الاِسْتِكانَةِ لَكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وَكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَضاعيفِ(907) الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً.
اللّهم فَلَكَ الْحَمْدُ مُتواتِراً مُتَوالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً يَدُومُ وَلا يَبيدُ، غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْعالَمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، وَلَكَ الْحَمْدُ فيما لا تُحْصى مَكارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي البَرِّ وَالْبَحْرِ، وَالْغُدُوِّ وَالْآصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَالظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ.
اللّهم بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النَّجاةَ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ فِي وِلايَةِ الْعِصْمَةِ، وَلَمْ أَبْرَحْ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ وَتَتابُعِ آلائِكَ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ، لَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنّي إِلّا طاعَتي، فَلَيْسَ شُكْري وَلَوْ دَأَبْتُ مِنْهُ فِي الْمَقالِ، وَبالَغْتُ فِي الْفِعالِ يَبْلُغُ أَدْنى حَقِّكَ(908)، وَلا مُكافٍ فَضْلَكَ. لِأَنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى في غَوامِضِ الْوَلائِجِ عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَمْ تَضِلَّ لَكَ فِي ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا شِئْتَ(909) أَنْ تَقُولَ كُنْ فَيَكُونُ.
اللّهم فَلَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ مِثْلُ حَمدِ الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُخْلِصينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ، وَتَقْديسِ أَحِبَّائِكَ الْعارِفينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ عارِفٌ وَمَحْمُودٌ بِهِ في جَميعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيْوانِ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ(910) ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني مِنْ حَمْدِكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ مِنْ ثَوابِهِ ابْتِداءً لِلنِّعَمِ(911) فَضْلاً وَطَوْلاً.
وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني أَضْعافاً وَمَزيداً، وأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اعْتِباراً وَفَرْضاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ صَغيراً، وَأَعْفَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ وَلَمْ تُسْلِمْني لِلسُّوءِ مِنْ بَلاءِكَ، وَجَعَلْتَ بَلِيَّتِي(912) الْعافِيَةَ، وَوَلَّيْتَني بِالْبَسْطَةِ(913) وَالرَّخاءِ، وَشَرَعْتَ لي أَيْسَرَ الْفَضْلِ مَعَ ما وَعَدْتَني مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ، وَيَسَّرْتَ لي مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله).
اللّهم فَاغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحاهُ إِلّا عَفْوُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلّا فَضْلُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي هذا يَقيناً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنْيا وَأَحْزانَها، وَشَوْقاً إِلَيْكَ وَرَغْبَةً فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ، وَارْزُقْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الْواحِدُ الرَّفيعُ الْبَديء الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مُدْفِعٌ، وَلا عَنْ فَضْلِكَ مُمْنِعٌ(914)، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيٌّ الْكَبيرُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، بِكَ أَصُولُ عَلى الْأَعْداءِ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو الْوِلايَةَ لِلْأَحِبَّاءِ، مَعَ ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصائَهُ، وَلا تَعْديدَهُ مِنْ فَوائِدِ(915) فَضْلِكَ، وَطُرَفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَني مِنْ إِرفادِكَ.
فَأَنَا مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ، لا تُضادُّ في حُكْمِكَ وَلا تُنازَعُ في أَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلا يَمْلِكُونَ إِلّا ما تُريدُ، أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ، اَلْقادِرُ الْقاهِرُ، اَلْمُقَدَّسُ فِي نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ الْمَجْدَ بِالْعِزِّ، وَتَعَظَّمْتَ الْعِزَّ بِالْكِبْرياءِ، وَتَغَشَّيْتَ النُّورَ بِالْبَهاءِ، وَتَجَلَّلْتَ الْبَهاءِ بِالْمَهابَةِ.
لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْحَوْلُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ، إِذْ جَعَلْتَني مِنْ أَفاضِلِ بَني آدَمَ، وَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَوِيّاً مُعافاً لَمْ تَشْغَلْني في نُقْصانٍ(916) في بَدَني، ثُمَّ لَمْ تَمْنَعْكَ كَرامَتُكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلُ نَعْمائِكَ عَلَيَّ، إِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ أَهْلِها، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَعْقِلُ آياتِكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَطِيَّتَكَ.
فَأَنَا لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَتَحْمُدُهُ لَكَ نَفْسي، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ، لِأَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعَدَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَحَيٌّ تَرِثُ الْحَياةَ، لَمْ تَقْطَعْ عَنّي خَيْرَكَ في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ الْعِصَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي، وَالاِسْتِجابَةَ لِدُعائي حينَ رَفَعْتَ رَأْسي، وَأَنْطَقْتَ لِساني بِتَحْميدِكَ وَتَمْجيدِكَ، لا في تَقْديرِكَ خَطَأٌ حينَ صَوَّرْتَني، وَلا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ.
اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ فيما بَقِيَ كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ في ما مَضى، فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ، وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ، وَتَنْويرِكَ وَرَأْفَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّكَ، وَحِياطَتِكَ وَوِقائِكَ، وَمَنِّكَ وَجَلالِكَ، وَجَمالِكَ وَبَهائِكَ، وَسُلْطانِكَ وَقُدْرَتِكَ أَلّا تَحْرِمَني رِفْدَكَ وَفَوائِدَ كَرامَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما يَنْدَفِقُ مِنْ سُيُوبِ الْعَطايا عَوائِقُ الْبُخْلِ، وَلا يُنْقِصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا يَجُمُّ(917) خَزائِنَكَ الْمَنْعُ، وَلا يُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الْفائِقُ الْجَليلُ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدي، وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَتَقْبَضَ(918) فَيْضَ فَضْلِكَ.
وَتَرْزُقَني قَلْباً خاشِعاً، وَيَقيناً صادِقاً، وَلِساناً ذاكِراً، وَلا تُؤَمِّني مَكْرَكَ، وَلا تَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تَنْزِعْ مِنّي بَرَكَتَكَ، وَلا تَقْطَعْ مِنّي رَحْمَتَكَ، وَلا تُباعِدْني مِنْ جِوارِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ رَوْحِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين؛ حقّقت الظنّ، وصدقت الرجاء، وأدّيت حقّ الأبوّة، فجزاك الله جزاء المحسنين، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين؛ إنّي اُريد أن أتصدّق بعشرة آلاف دينار فمن المستحقّون(919) لذلك يا أمير المؤمنين.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
فرّق ذلك في أهل الورع من حملة القرآن، فما تزكو الصنيعة إلّا عند أمثالهم فيتقوون بها على عبادة ربّهم وتلاوة كتابه.
فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه(920).
176) الحرز اليماني (النسخة الثالثة)
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): قد اشتهر الحرز اليماني بوجه آخر، ولم أره - أي بهذا الوجه - في الكتب المأثورة، لكنّه من الأدعية المشهورة وله فوائد مجرّبة، فأوردته أيضاً، وله افتتاح يقرأ قبل الدّعاء وهو: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والأسماء التسعة والتسعين بإحدى الرّوايات الّتي سبق ذكرها، ثمّ يقول:
اللّهم يا لَطيفُ أَغِثْني وَأَدْرِكْني بِحَقِّ لُطْفِكَ الْخَفِيِّ، إِلهي كَفى عِلْمُكَ عَنِ الْمَقالِ، وَكَفى كَرَمُكَ عَنِ السُّؤالِ، يا إِلهَ الْعالَمينَ، وَيا خَيْرَ النَّاصِرينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ أَسْتَغيثُ، إِلهي مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَجارَكَ فَلَمْ تُجِرْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَغاثَ بِكَ فَلَمْ تُغِثْهُ، واغَوْثاهُ واغَوْثاهُ واغَوْثاهُ، أَغِثْني يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ.
الدعاء: اللّهم أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ، عَمِلْتُ سُوءً، وَظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ، يا غَفُورُ يا رَحيمُ يا شَكُورُ يا حَليمُ يا كرَيمُ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ، وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَأَوْصَلْتَ إِلَيَّ مِنْ فَضائِلِ الصَّنائِعِ، وَأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الصِّدْقِ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مِنَنِكَ الْواصِلَةُ إِلَيَّ، وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ مِنِ انْدِفاعِ الْبَلِيَّةِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي حينَ اُناديكَ داعِياً، وَاُناجيكَ راغِباً، وَأَدْعُوكَ ضارِعاً مُتَضَرِّعاً مُصافِياً، وَحينَ أَرْجُوكَ راجِياً، فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جاراً حاضِراً حَفِيّاً بارّاً، وَفِي الْاُمُورِ ناصِراً وَناظِراً، وَلِلْخَطايا وَالذُّنُوبِ غافِراً، وَلِلْعُيُوبِ ساتِراً، لَمْ أَعْدَمْ عَوْنَكَ وَبِرَّكَ وَإِحْسانَكَ وَخَيْرَكَ لي طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَني دارَ الاِخْتِبارِ، وَالْفِكْرَ وَالاِعْتِبارَ، لِتَنْظُرَ فيما اُقَدِّمُ إِلَيْك َلِدارِ الْقَرارِ.
فَأَنَا عَتيقُكَ يا إِلهي مِنْ جَميعِ الْمَضالِّ وَالْمَضارِّ، وَالْمَصائِبِ وَالْمَعائِبِ، واللَّوازِبِ وَاللَّوازِمِ، وَالْهُمُومِ الَّتي قَدْ ساوَرَتْني فيهَا الْغُمُومُ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَضُرُوبِ جُهْدِ الْقَضاءِ، وَلا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلّاَ الْجَميلَ، وَلم أَرَ مِنْكَ إِلَّا التَّفْضيلِ.
خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَصُنْعُكَ بي كامِلٌ، وَلُطْفُكَ لي كافِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، وَأَياديكَ لَدَيَّ مُتَظاهِرَةٌ. لَمْ تُخْفَرْ [لي] جَواري، وَصَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَحَقَّقْتَ آمالي، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني بِسُوءٍ، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ واصِبٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ مُتَواتِرٌ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ، بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ لَكَ وَالتَّحْميدِ وَالتَّمْجيدِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ، وإِخْلاصِ التَّفْريدِ، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ وَالتَّحْميدِ، بِطُوْلِ التَّعَبُّدِ والتَّعْديدِ.
لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكَ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةً وَماهِيَّةً فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْعَزائِمِ الْمُخْتَلِفاتِ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَأَعْتَقِدُ مِنْكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ. لا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفطن، وَلا يَنْتَهي إِلَيْكَ بَصَرُ النَّاظِرينَ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.
اِرْتَفَعَتْ عِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ، وَعَلا عَنْ ذِكْرِ الذَّاكِرينَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، فَلا يَنْتَقِصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصَ، وَلا ضِدّ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا نِدَّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ.
كَلَّتِ الْأَلسن عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ يُوْصَفُ كُنْهُ صِفَتِكَ يا رَبِّ، وَأَنْتَ الله الْمَلِكُ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ، اَلَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً أَبَدِيّاً سَرْمَدِيّاً دائِماً فِي الْغُيُوبِ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَيْسَ فيها أَحَدٌ غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ إِلهٌ سِواكَ.
حارَتْ في بِحارِ مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلِّةِ الاِسْتِكانَةِ لَكَ لِعِزَّتِكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً أَسيراً.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثيراً دائِماً مُتَوالِياً مُتَواتِراً مُتَّسِقاً(921) مُسْتَوْثِقاً، يَدُومُ وَيَتَضاعَفُ وَلا يَبيدُ، غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَكارِمِكَ الّتي لا تُحْصى، فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبِحارِ، وَالْغُدُوِّ وَالْاصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَالظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ، وفي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.
اللّهم بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النّجاة، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ، فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْكَ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ، وَتَتابُعِ آلائِكَ، مَحْرُوساً لَكَ فِي الرَّدِّ والامتناع، مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ عَنّي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، وَلَمْ تَرْضَ عَنّي إِلّا طاعَتي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَنْ تَضِلَّ عَنْكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَأَضْعافَ ما حَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ، وَهَلَّلَكَ بِهِ الْمُهَلِّلُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، وَوَحَّدَكَ بِهِ الْمُوَحِّدُونَ، حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ مِثْلُ حَمْدِ جميع الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُوَحِّدينَ والْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَالْمُصَلّينَ وَالْمُسَبِّحينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عالِمٌ وعارِفٌ وَهُوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْحَيْواناتِ. وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني به عَلى شُكْرِكَ.
اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ واسِعاً اخْتِياراً وَرِضاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ شُكْراً يَسيراً صَغيراً، إِذْ نَجَّيْتَني وَعافَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ، وَلَمْ تُسْلِمْني لِسُوءِ قَضائِكَ وبَلائِكَ، وَجَعَلْتَ مَلْبَسِي الْعافِيَةِ، وَأَوْلَيْتَنِي الْبَسْطَةَ وَالرَّخاءَ، وَشَرَعْتَ لي مِنَ الدّينِ أَيْسَرَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَّغْتَ لي أَيْسَرَ الصِّدْقِ(922)، وَضاعَفْتَ لي أَشْرَفَ الْفَضْلَ وَالْمَزيدَ، مَعَ ما وَعَدْتَني به مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، وَأَوْضَحِهِمْ حُجَّةً، وَأَرْفَعِهِمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً، مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَعَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلّا تَجاوُزُكَ وَفَضْلُكَ، وَهَبْ لي في ساعَتي هذِهِ وَيَوْمي هذا، وَلَيْلَتي هذِهِ، وَشَهْري هذا، وَسَنَتي هذِهِ يَقيناً صادِقاً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مَصائِبُ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَأَحْزانَهُما، وَيُشَوِّقَني إِلَيْكَ، وَيُرَغِّبَني فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْواحِدُ الْأَحَدُ الْمُبْدِئُ الرَّفيعُ الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مُدْفِعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ.
اللّهم وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله الّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْكَبيرُ الْمُتَعالُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعَمِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ.
وَأَسْأَلُكَ أَمْناً مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، وَظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَكَيْدِ كُلِّ كائِدٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَشَماتَةِ كُلِّ كاشِحٍ، بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ وَالْأَوْلِياءِ وَالْقُرَناءِ وَالْأَقْرَباءِ.
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ، وَلا تَعْديدَهُ مِنْ عَوائِدِ فَضْلِكَ، وَعَوارِفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتني بِهِ مِنْ إِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ، لا تُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلا يَمْلِكُونَ مِنْكَ إِلّا ما تُريدُ.
اللّهم أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقْتَدِرُ الْقُدُّوسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْبَهاءِ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْعِزِّ وَالْعَلاءِ، وَتَأَزَّرْتَ بِالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالضِّياءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالْبَهاءِ.
اللّهم لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْمُلْكُ الْباذِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْكامِلَةُ، وَالْحِكْمَةُ الْبالِغَةُ، وَالْعِزَّةُ الشَّامِلَةُ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَعَلْتَني مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ) وَهُوَ أَفْضَلُ بَني آدَمَ، اَلَّذينَ كَرَّمْتَهُمْ وَحَمَلْتَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْتَهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَهُمْ مِنْ أَهْلِها تَفْضيلاً.
وَخَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً، صَحيحاً سَوِيّاً سالِماً مُعافاً، وَلَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني عَنْ طاعَتِكَ، وَلَمْ تَمْنَعْني كَرامَتُكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلُ مَنايِحِكَ لَدَيَّ، وَنَعْمائُكَ عَلَيَّ، أَنْتَ الَّذي أَوْسَعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا والآخرة، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ تَفْضيلاً.
فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ، وَعَقْلاً يَفْهَمُ إيمانَكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ، وَقَلْباً يَعْتَقِدُ تَوْحيدَكَ، فَإِنّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَلَكَ نَفْسي شاكِرَةٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدَةٌ، فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي طَرْفَةَ عَيْنٍ في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تَقْطَعْ رَجائي، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تَمْنَعْ عنَّي دَقائِقَ الْعِصَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ الْنِعَمِ.
فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي، وَالتَّوْفيقَ لي، والاِسْتِجابَةَ لِدُعائي حينَ رَفَعْتُ صَوْتي، وَرَفَعْتُ رَأْسي، وَانْطَلَقْتُ لِساني، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ بِأَنْواعِ حوَائِجي فَقَضَيْتَها، وَأَسْأَلُكَ بِتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَوْحيدِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَفْضيلِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَهْليلِكَ، وَإِلّا في تَقْديرِكَ خَلْقي حينَ صَوَّرْتَني فَأَحْسَنْتَ صُورَتي، وَإِلّا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَها لي، لَكانَ في ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَنْ جُهْدي، فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتَ فِي النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها، أَوْ لا أَبْلُغُ شُكْرَ شيء مِنْها.
فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَأَضْعافَ ما تَسْتَوْجِبُهُ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ. اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فيما مَضى مِنْهُ.
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ، وَكِبْرِيائِكَ وَكَمالِكَ وَتَعْظيمِكَ، وَنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَعِلْمِكَ، وَحِلْمِكَ وَعُلُوِّكَ، وَوَقارِكَ وَمَنِّكَ، وَبَهائِكَ وَجَمالِكَ، وَجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ، وَعَظَمَتِكَ وَقُوَّتِكَ، وَقُدْرَتِكَ وَإِحْسانِكَ وَغُفْرانِكَ وَامْتِنانِكَ وَرَحْمَتِكَ وَنَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ لا تَحْرِمَني رِفْدَكَ وَفَضْلَكَ وَجَمالَكَ وَجَلالَكَ وَفَوائِدَ كَراماتِكَ، فَإِنَّهُ لايَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما قَدْ نَشَرْتَ بِهِ مِنَ الْعَطايا عَوائِقُ الْبُخْلِ، وَلا يَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا تَنْفَدُ خَزائِنَكَ مَواهِبُكَ الْمُتَّسِعَةُ، وَلا تُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الْفائِقَةُ الْجَميلَةُ الْجَليلَةُ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْتَقِصَ مِنْ جُودِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ.
اللّهم ارْزُقْني قَلْباً خاشِعاً، خاضِعاً ضارِعاً، وَبَدَناً صابِراً، [وَلِساناً ذاكِراً حامِداً]، وَيَقيناً صادِقاً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَعِلْماً نافِعاً، وَوَلَداً صالِحاً، وَسِنّاً طَويلاً، وَامْرَأَةً صالِحَةً، وَعَمَلاً صالِحاً، وَعَيْناً باكِيَةً، وَتَوْبَةً مَقْبُولَةً، وَأَسأَلُكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً، وَلا تُؤْمِنّي مَكْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلا تُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُبْعِدْني مِنْ كَنَفِكَ وجِوارِكَ، وَأَعِذْني وَلا تُؤْيِسْني مِنْ رَحْمَتِكَ ورَوْحِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ رَوْعَةٍ وَوَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَإِهانَةٍ وَذِلَّةٍ وَعِلَّةٍ وَقِلَّةٍ وَمَرَضٍ وَبَرَصٍ وَفَقْرٍ وَفاقَةٍ وَوَباءٍ وَبَلاءٍ وَزِلْزِلَةٍ وَغَرَقٍ وَحَرَقٍ وَشَرَقٍ وَسَرَقٍ وَحَرٍّ وَبَرَدٍ وَجُوعٍ وَعَطَشٍ وَغَيٍّ وَضَلالَةٍ وَغُصَّةٍ وَمِحْنَةٍ وَشِدَّةٍ فِي الدَّارَيْنِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ.
اللّهم ارْفَعْني وَلا تَضَعْني، وَادْفَعْ عَنّي وَلا تَدْفَعْني، وَأَعْطِني وَلا تَحْرِمْني، وَأَكْرِمْني وَلا تُهِنّي، وَزِدْني وَلا تَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلا تُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلا تَخْذُلْني، وَاسْتُرْني وَلا تَفْضَحْني، وَآثِرْني وَلا تُؤْثِرْ عَلَيَّ أَحَداً في أَمْرِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، وَفَرِّجْ هَمّي، وَاكْشِفْ غَمّي، وَأَهْلِكْ عَدُوّي، وَاحْفَظْني وَلا تُضَيِّعْني، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
اللّهم ما قَدَّرْتَ لي مِنْ أَمْرٍ وَشَرَعْت فيهِ بِتَوْفيقِكَ وَتَدْبيرك(923)، فَتَمِّمْهُ لي بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ كُلِّها، وَأَصْلَحِها وَأَصْوَبِها، فَإِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتِ وَالْأَرَضُونَ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ، يا مَنْ أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَسُبْحانَ الَّذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً دائِماً أَبَداً فَضْلاً كَثيراً، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ(924).
أقول: وللحرز نسخة اُخرى منقولة عن العالم الأجلّ السيّد مهدي بحر العلوم.
177) الحرز اليماني (النسخة الرابعة)
وهي النسخة المخطوطة للسيّد بحر العلوم أعلى الله مقامه
اللّهم أَنْتَ الله الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إلهَ إلّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ، عَمِلْتُ سُوءاً، وَظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوب إلّا أَنْتَ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ يا كَريمُ يا حَليمُ يا رَحيمُ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَأَوْصَلْتَ إِلى مِنْ فَضائِلِ الصَّنائِعِ، وَأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الصِّدْقِ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مِنَنِكَ الْواصِلَةِ إِلَيَّ، وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ مِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي، حينَ اُناديكَ داعِياً، وَاُناجيكَ راغِباٌ، وَأَدْعُوكَ ضارِعاً مُصافِياً، وَحينَ أَرْجُوكَ راجِياً فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جاراً حاضِراً حَفيّاً بارّاً، وَفِي الْأُمُورِ ناصِراً وَناظِراً، وَلِلْخَطايا وَالذُّنُوبِ غافِراً، وَلِلْعُيُوبِ ساتِراً، لَمْ أَعْدِمْ عَوْنَكَ وَبِرَّكَ وَإِحْسانَكَ وَخَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَني دارَ الاِخْتِيارِ وَالْفِكْرِ وَالاِعْتِبارِ، لِتَنْظُرَ فيما اُقَدِّمُ إِلَيْكَ لِدارِ الْقَرارِ.
فَأَنَا عَتيقُكَ يا مَوْلايَ مِنْ جَميعِ الْمَضارِّ وَالْمَضالِّ وَالمَصائِبِ وَالْمَعايِبِ وَاللَّوازِبِ وَاللَّوازِمِ وَالنَّوائِبِ، وَالْهُمُومِ الَّتي قَدْ ساوَرَتْني فيهَا الْغُمُومُ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَضُرُوبِ جُهْدِ الْقَضاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَميلَ، وَلَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا التَّفْضيلَ.
صُنْعُكَ لي كامِلٌ، وَلُطْفُكَ لي كافِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، لَمْ تُخْفِرْ لي جِواري، وَصَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَحَقَّقْتَ آمالي، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي، وَأَحْسَنْتَ مَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ واصِبٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ مُتَواتِرٌ دآئِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ، وَأَصْنافِ التَّقْديسِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَوْحيدِ، وَإِخْلاصِ التَّفْريدِ، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ، بِطُولِ التَّعَبُّدِ وَالتَّعْديدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةٌ وَلا ماهِيَّةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الأَشْياءَ عَلَى الْعَزائِمِ الْمُخْتَلِفاتِ، ولا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَاعْتَقِدُ مِنْكَ مَحْدُوداً في مَجْدِ عَظَمَتِكَ، لا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَلا يَنْتَهي إِلَيْكَ بَصَرُ ناظِرٍ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.
إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ وَصِفاتُ ذاتِكَ، وَعَلا ذِكْرَ الذَّاكِرينَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، فَلا يَنْتَقِصْ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصْ، وَلا ضِدَّ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا نِدَّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ.
كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ يُوصَفُ كُنْهُ صِفَتِكَ يا رَبِّ وَأَنْتَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً أَبَدِيّاً سَرْمَداً، يا دائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَيْسَ فيها غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ إِلهٌ سِواكَ.
حارَتْ في بِحارِ مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلَّةِ الاِسْتِكانَةِ لِعِزَّتِكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وَكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً.
اللّهم لَكَ الْحَمْدَ حَمْداً كَثيراً دائِماً مُتَوالِياً مُتَواتِراً مُتَّسِقاً مُتَّسِعاً مُسْتَوثِقاً مُتَقارِباً يَدُومُ وَيَتَضاعَفُ، وَلا يَبيدُ غَيْرَ مَفْقودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَكارِمِكَ الَّتي لا تُحْصى فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبِحارِ وَالْغُدُوِّ وَالْاصالِ، وَفِي الْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَفِي الظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ، وَفي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجزاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.
اللّهم بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النَّجاةَ، وَجَعَلْتَني في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ، فَلَمْ أَبْرَحْ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ، وَتَتابُعِ آلائِكَ مَحْرُوساً لَكَ فِي الرَّدِّ وَالاِمْتِناعِ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ عَنّي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، وَلَمْ تَرْضَ عَنّي إِلّا طاعَتي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَنْ تَضِلَّ عَنْكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضآلَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، أَمْرُكَ ماضٍ، وَوَعْدُكَ حَتْمٌ، وَحُكْمُكَ حَقٌّ، وَكَلامُكَ وَقَوْلُكَ صِدْقٌ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَأَضْعافَ ما حَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَهَلَّلَكَ بِهِ الْمُهَلِّلُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ، وَوَحَّدَكَ بِهِ الْمُوَحِّدُونَ حَتّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ، مِثْلُ حَمْدِ جَميعِ الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُوَحِّدينَ وَالْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَالْمُسَبِّحينَ وَالْمُصَلّينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عالِمٌ وَعارِفٌ، وَمَحْمُودٌ وَمَحْبُوبٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْحَيَواناتِ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني بِهِ عَلى شُكْرِكَ.
إِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اخْتِياراً وَرِضاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ شُكْراً يَسيراً صَغيراً، إِذْ نَجَّيْتَني وَعافَيْتَني مَنْ جُهْدِ الْبَلاءِ، وَلَمْ تُسَلِّمْني لِسُوءِ قَضائِكَ وَبَلائِكَ، وَجَعَلْتَ مَلْبَسِيَ الْعافِيَةَ، وَأَوْلَيْتَنِي الْبَسْطَةَ وَالرَّخاءَ، وَشَرَعْتَ لي أَيْسَرَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَّغْتَ لِيَ الْقَصْدَ، وَضاعَفْتَ لي أَشْرَفَ الْفَضْلِ مَعَ ما وَعَدْتَني بِهِ مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، وَأَوْضَحِهِمْ حُجَّةً، وَأَرْفَعِهِمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً، مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، وَعَلى جَميعِ الأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلَى الْمَلآئِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَجَعَلْتَني مِنْ اُمَّتِهِ.
اللّهم اغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلّا تَجاوُزُكَ وَفَضْلُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي هذا وَلَيْلَتي هذِهِ وَشَهْري هذا وَسَنَتي هذِهِ يَقيناً صادِقاً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مَصائِبُ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَأحْزانَهُما، وَيُشَوِّقُني شَوْقاً إِلَيْكَ، وَيُرَغِّبُني فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكِرامَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْمُبْدِئُ الرَّبُّ الرَّفيعُ الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ، أَشْهَدُ [أَنَّكَ] أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيُّ الْكَبيرُ الْمُتَعالُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعَمِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبادَتِكَ وَتَوْفيقَ طاعَتِكَ، وَأَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جآئِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، وَكَيْدِ كُلِّ كائِدٍ، وَكِذْبِ كُلِّ كاذِبٍ، وَظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَشَماتَةِ كُلِّ كاشِحٍ.
بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ وَالأَوِدَّاءِ وَالْقُرَناءِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ، وَلا تَعْديدَهُ مِنْ عَوائِدِ فَضْلِكَ، وَعَوارِفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدَكَ، وَلا تُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلا يَمْلِكُونَ مِنْكَ إِلّا ما تُريدُ.
اللّهم أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقْتَدِرُ النُّورُ الْقُدُّوسُ الْمُقَدَّسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْبَهاءِ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْعِزِّ وَالْعَلاءِ، وَتَأَزَّرْتَ بِالعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالضِّياءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالْبَهاءِ.
لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْمُلْكُ الْباذِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْكامِلَةُ، وَالْعِزَّةُ الشَّامِلَةُ، وَالْحِكْمَةُ الْبالِغَةُ.
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَعَلْتَني مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، وَهَوَ أَفْضَلُ بَني ادَمَ، اَلَّذينَ كَرَّمْتَهُمْ وَحَمَلْتَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْتَهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَهُمْ تَفْضيلاً، وَخَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَويّاً سالِماً مُعافىً لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني عَنْ طاعَتِكَ، وَلَمْ تَمْنَعْني كِرامَتَكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلَ مَنائِحِكَ لَدَيَّ، وَنَعْمائِكَ عَلَيَّ، أَنْتَ الَّذي أَوْسَعْتَ عَلَيَّ رِزْقي فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ تَفْضيلاً، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ، وَعَقْلاً يَفْهَمُ إيمانَكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ، وَقَلْباً يَعْتَقِدُ تَوْحيدَكَ، فَإِنّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَلَكَ نَفْسي شاكِرَةٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدَةٌ، فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَىٌّ بَعْدَ كُلَّ حَيٍّ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تَقْطَعْ رَجائي، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تَمْنَعْ عَنّي دَقائِقَ الْعِصَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ النِّعَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي، وَالتَّوفيقَ لي، وَالاِسْتِجابَةَ لِدُعائي حينَ رَفَعْتُ صَوْتي بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَهْليلِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَقْديسِكَ، وَإِلّا في تَقْديرِكَ خَلْقي حينَ صَوَّرْتَني فأَحْسَنْتَ صُورَتي، وَإِلّا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَها لي لَكانَ في ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَنْ جُهْدي فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتُ فِي النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها، وَلا أَبْلُغُ شُكْرَ شيء مِنْها.
فَلَكَ الْحَمدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَأَضْعافَ ما تَسْتَوْجِبُهُ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ. اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فيما مَضى مِنْهُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بَتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ وَكِبْرِيائِكَ وَكَمالِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَقْديسِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّكَ وَوَقارِكَ وَمَنِّكَ وَعِلْمِكَ وَحِلْمِكَ وَبَهائِكَ وَجَمالِكَ وَجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَقُوَّتِكَ وَإِحْسانِكَ وَغُفْرانِكَ وَامْتِنانِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، وَوَلِيِّكَ وَعِتْرَتِهِمَا الطَّاهِرينَ أَلّا تَحْرِمْني رِفْدَكَ وَفَضْلَكَ وَجَمالَكَ وَفَوائِدَ كَراماتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما قَدْ نَشَرْتَ مِنَ الْعَطايا عَوائِقَ الْبُخْلِ، وَلا يَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا تُنْفِدُ خَزائِنَكَ مَواهِبُكَ الْمُتَّسِعَةُ، وَلا تُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الفائِقَةُ الْجَميلَةُ الْجَليلَةُ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ، وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ مِنْ جُودِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ.
اللّهم ارْزُقْني إيماناً دائِماً وَقَلْباً قَوِيّاً خاشِعاً خاضِعاً ضارِعاً وَبَدَناً صابِراً، وَيَقيناً صادِقاً، وَلِساناً ذاكِراً وَحامِداً، وَإيماناً صَحيحاً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَعِلْماً نافِعاً، وَسِنّاً طَويلاً، وَخُلْقاً حَسَناً، وَامْرَأَةً صالِحَةً، وَوَلَداً صالِحاً، وَعَيْناً باكِيَةً، وَتَوْبَةً مَقْبُولَةً، وَصاحِباً مُوافِقاً.
وَأَسْأَلُكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً واسِعاً، وَلا تُؤَمِّنّي مَكْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلا تَقْطَعْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُبْعِدْني مِنْ كَنَفِكَ وَجِوارِكَ، وَأَعِذْني مِنْ سَخَطِكَ وَغَضَبِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ رَوْعَةٍ وَوَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَافَةٍ وَعاهَةٍ وَغُصَّةٍ وَمِحْنَةٍ وَشِدَّةٍ وَبَلاءٍ وَوَباءٍ وَزَلْزَلَةٍ وَغَرَقٍ وَحَرَقٍ وَخَوْفٍ وَسَرَقٍ وَحَرٍّ وَبَرْدٍ وَجُوعٍ وَعَطَشٍ وَغَيٍّ وَضَلالَةٍ فِي الدَّارَيْنِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ.
اللّهم ارْفَعْني وَلا تَضَعْني، وَادْفَعْ عَنّي وَلا تَدْفَعَني، وَأَعْطِني وَلا تَحْرِمْني، وَأَكْرِمْني وَلا تُهِنّي، وَزِدْني وَلا تَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلا تُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلا تَخْذُلْني، وَاثِرْني وَلا تُؤْثِرْ عَلَيَّ، وَاحْفَظْني وَلا تُضَيِّعْني، وَاسْتُرْني وَلا تَفْضَحْني، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
اللّهم ما قَدَّرْتَ مِنْ أَمْرٍ وَشَرَعْتُ فيهِ بِتَوْفيقِكَ وَتَيْسيرِكَ فَتَمِّمْ لي بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ كُلِّها وَأَصْلَحِها وَأَصْوَبِها، فَإِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ، يا مَنْ «أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحانَ الَّذى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»(925)، وَصَلَّى الله عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ، اَلطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً كَثيراً كَثيراً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
وبعد الدعاء يقول ثلاث مرّات:
الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا الله وَالله أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ، بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، سُبْحانَكَ الله الْقادِرُ الْقاهِرُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْقَوِيُّ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بِلا مُعينٍ وَلا ظَهيرٍ، لا إِلهَ إِلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، عَلِيٌّ وَلِيُّ الله حَقّاً.
اختتام دعاء السيفي
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلى أَفْضَلِ الْأَنْبِياءِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ وَسَلِّمَ تَسْليماً كَثيراً كَثيراً.
اللّهم تَفَضَّلْ عَلَيَّ وَكُنْ لي وَلا تَكُنْ عَلَيَّ. اللّهم فَرِّجْ هَمّي، وَاكْشِفْ غَمّي، وَأَهْلِكْ عَدُوّي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ رِزْقي بِدَوامِ قُدْرَتِكَ، يا أَقْدَرَ الْقادِرينَ وَأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، سُبْحانَكَ أَنْتَ الله الْقاهِرُ الْقادِرُ الْقَوِيُّ الْجَبَّارُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بِلا مُعينُ. اللّهم بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ، وَاحْفَظْني مِنْ كُلِّ بَلاءِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْاخِرَةِ.
اختتامٌ آخر
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَبِكَ أَسْتَغيثُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، فَاكْفِني أَمْرَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَرَحيمَهُما، ها أَنَا عَبْدُكَ بِبابِكَ، فَقيرُكَ بِبابِكَ، ذَليلُكَ بِبابِكَ، أَسيرُكَ بِبابِكَ، مِسْكينُكَ بِبابِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَلطَّائِخُ بِبابِكَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، مَهْمُومُكَ بِبابِكَ يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، عاصيكَ بِبابِكَ يا طالِبَ الْفارّينَ، اَلْمُلِزُّ بِبابِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، اَلْخاطِئُ بِبابِكَ يا غافِرُ الْمُذْنِبينَ، اَلْمُعْتَرِفُ بِبابِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَلظَّالِمُ بِبابِكَ يا مُؤَمِّلَ الطَّالِبينَ، اَلْمُسيءُ بِبابِكَ يا مُحْسِنَ الْمُحْسِنينَ، اَلْبائِسُ بِبابِكَ يا رَجاءَ الْمُذْنِبينَ، اَلْخاشِعُ بِبابِكَ يا قُرَّةَ عَيْن الْعابِدينَ(926).
178) الحرز اليماني (النسخة الخامسة)
وهي النسخة الثانية المنسوبة إلى السيّد بحر العلوم أعلى الله مقامه
اللّهم أَنتَ الله الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ، عَمِلْتُ سُوءاً، وَظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أَنتَ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ يا كَريمُ يا عَظيمُ يا حَليمُ يا رَحيمُ.
اللّهم إنّي أَحْمَدُكَ وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَأَوْصَلْتَ إِليَّ مِنْ فَضائِلِ الصَّنائِعِ، وَأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ، إِلَيَّ وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظِنَّةِ الصِّدْقِ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مِنَنِكَ الْواصِلَةِ إِلَيَّ، وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ مِن اِنْدِفاعِ الْبَلِيَّةِ عَنِّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي حينَ اُناديكَ داعِياً، وَاُناجيكَ راغِباٌ.
وَأَدْعُوكَ ضارِعاً مُضارِعاً مُصافِياً، وَحينَ أَرْجُوكَ راجِياً فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جاراً حاضِراً حَفيّاً بارّاً، وَفِي الْأُمُورِ ناصِراً وَناظِراً، وَلِلْخَطايا وَالذُّنُوبِ غافِراً، وَلِلْعُيُوبِ ساتِراً، لَمْ أَعْدِمْ عَوْنَكَ وَبِرِّكَ وَإِحْسانَكَ وَخَيْرَكَ لي طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَني دارَ الاِخْتِيارِ وَالْفِكْرِ وَالاِعْتِبارِ، لِتَنْظُرَ فيما اُقَدِّمُ إِلَيْكَ لِدارِ الْقَرارِ.
فَأَنَا عَتيقُكَ يا إِلهي مِنْ جَميعِ الْمَضارِّ وَالْمَضالِّ وَالْمَصائِبِ وِالْمَعايِبِ وَاللَّوازِبِ وَاللَّوازِمِ وَالْهُمُومِ الَّتي قَدْ ساوَرَتْني فيهَا الْغُمُومِ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَضُرُوبِ جُهْدِ الْقَضاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلاَّ الْجَميلَ، وَلَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا التَّفْضيلَ، خَيْرُكَ لي شامِلٌ وَصُنْعُكَ لي كامِلٌ، وَلُطْفُكَ لي كافِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، لَمْ تُخْفِرْ لي جِواري، وَصَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَحَقَّقْتَ آمالي، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني بِسُوءٍ، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ واصِبٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ واصِلٌ مُتَواتِرٌ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ وَالتَّهْليلِ وَأَصْنافِ التَّقْديسِ وَالتَّحْميدِ وَالتَّمْجيدِ خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ، وَإِخْلاصِ التَّفْريدِ، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ وَالتَّحْميد بِطُولِ التَّعَبُّدِ وَالتَّعْديدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةٌ وَماهِيَّةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حُبِسْتَ الْأَشْياءُ عَلَى الْعَزائِمِ الْمُخْتَلِفاتِ، ولا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَاَعْتَقِدُ مِنْكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ، لا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلا يَنالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَلا يَنْتَهي إِلَيْكَ بَصَرُ الْناظِرينَ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.
إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ وَصِفاتُ ذاتِكَ، وَعَلا عَنْ ذِكْرِ الذَّاكِرينَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، فَلا يَنْتَقِصَ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلا يَزْدادَ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصَ، وَلا ضِدَّ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا نِدَّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ.
كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ يُوصَفُ كُنْهُ صِفَتِكَ يا رَبِّ وَأَنْتَ الله الْمَلِكُ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَليّاً أَبَدِيّاً سَرْمَديّاً دائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ، لا شَريكَ لَكَ، لَيْسَ فيها اَحَدٌ غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ إِلهٌ سِواكَ.
حارَتْ في بِحارِ مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلَّةِ الاِسْتِكانَةِ لَكَ لِعِزَّتِكَ، وَانْقادَ كُلُّ شيء لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شيء لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وَكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً أَسيراً.
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثيراً دائِماً مُتَوالِياً مُتَواتِراً مُتَّسِقاً مُتَّسِعاً مُسْتَوثِقاً مُتَقارِباً يَدُومُ وَيَتَضاعَفُ، وَلا يَبيدُ غَيْرَ مَفْقودٍ فِي الْمَلَكوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَكارِمِكَ الَّتي لا تُحْصى فِي اللَّيْلِ إذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبِحارِ وَالْغُدُوِّ وَالآصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالإِبكارِ، وَالظَّهيرَةِ وَالأَسْحارِ، وَفي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجزاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.
اللّهم بِتَوفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَني النِّجاةَ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ، فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْكَ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ وَتَتابُعِ آلائِكَ مَحْروساً لَكَ فِي الرَّدِّ وَالامْتِناعِ وَمَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ عَنِّي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، وَلَمْ تَرْضَ عَنّي إِلّا طاعَتي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إلهَ إلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلا تَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَنْ تَضِلَّ عَنْكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، أَمْرُكَ ماضٍ، وَوَعْدُكَ حَتْمٌ.
اللّهم إِنّي أَحْمَدُكَ فَلَكَ الْحَمْدُ مِثْلُ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَأَضْعافَ ما حَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَوَحَّدَكَ بِهِ الْمُؤَيِّدُونَ وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَقَدَّسَكَ بِهِ الْمُقَدِّسُونَ وَهَلَّلَكَ بِهِ الْمُهَلِّلُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ، حَتّى يَكُونَ لَكَ مِنِّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ، مِثْلُ حَمْدِ جَميعِ الْحامِدينَ وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُوَحِّدينَ وَالْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَالْمُصَلّينَ وَالْمُسَبِّحينَ (وَالْمُتَعَبِّدينَ)، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عالِمٌ وَعارِفٌ، وَهُوَ مَحْمُودٌ وَمَحْبُوبٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْحَيْواناتِ وَالْجَماداتِ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني بِهِ عَلى شُكْرِكَ.
اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاٌ، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ واسِعاً كَثيراً اِخْتِياراً وَاِحْساناً وَرِضاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ شُكْراً يَسيراً صَغيراً، إذْ نَجَّيْتَني وَعافَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ، وَلَمْ تُسَلِّمْني لِسُوءِ قَضائِكَ وَبَلائِكَ، وَجَعَلْتَ مَلْبَسِيَ الْعافِيَةَ، وَأَوْلَيْتَنِي الْبَسْطَةَ وَالرَّخاءَ، وَشَرَعْتَ لي مِنَ الدّينِ أَيْسَرَ الْقَولِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَّغْتَ لِيَ أَيْسَرَ الْقَصْدَ، وَضاعَفْتَ لي أَشْرَفَ الْفَضْلِ وَالْمَزيدَ مَعَ ما وَعَدْتَني بِهِ مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ الْكامِلَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، وَأَوْضَحِهِمْ حُجَّةً، وَأَرْفَعِهِمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً، مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، وَعَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي ما لا يَسَعُهُ إلاَّ مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ إِلاَّ عَفْوُكَ، وَلا يَمْحُوهُ إِلاَّ صَفْحُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلاَّ تَجاوُزُكَ وَفَضْلُكَ، وَهَبْ لي في ساعَتي هذِهِ وَيَوْمي هذا وَلَيْلَتي هذِهِ وَشَهْري هذا وَسَنَتي هذِهِ يَقيناً صادِقاً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مَصائِبَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأحْزانَهُما، وَيُشَوِّقُني شَوْقاً إلَيْكَ، وَيُرَغِّبُني فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكِرامَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْمُبْدِئُ الرَّبُّ الرَّفيعُ الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ الَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مُدْفِعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ، أَشْهَدُ (أَنَّكَ) أَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شيء فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الْكَبيرُ الْمُتَعالُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الثُّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعَمِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبادَتِكَ وَتَوْفيقَ طاعَتِكَ، وَأَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، وَأَسْأَلُكَ اَمْناً مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَعَداوَةِ كُلِّ عَدُوٍّ وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، وَظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ، وَكَيْدِ كُلِّ كائِدٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَكِذْبِ كُلِّ كاذِبٍ، وَشَماتَةِ كُلِّ كاشِحٍ.
بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ وَالْأَوْلِياءِ وَالْأَقْرَباءِ وَالْقُرَناءِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ وَلا تَعْديدَهُ مِنْ عَوائِدِ فَضْلِكَ، وَعَوارِفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ اِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الله الَّذي لا إلهَ إِلاَّ أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ، وَلا تُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلا يَمْلِكُونَ مِنْكَ إِلاَّ ما تُريدُ.
اللّهم أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقْتَدِرُ الْقُدُّوسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْبَهاءِ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْعِزِّ وَالْعَلاءِ، وَتَأَزَّرْتَ بِالعَظَمَةِ وَالْكِبْرياءِ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالضِّياءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالْبَهاءِ.
لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الدَّائِمُ وَالْعِزُّ الشَّامِخُ، وَالْمُلْكُ الْباذِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْكامِلَةُ، وَالْحِكْمَةُ الْبالِغَةُ وَالْعِزَّةُ الشَّامِلَةُ، وَالْعَظَمَةُ الْباهِرَةُ.
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَعَلْتَني مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ)، وَهُوَ أَفْضَلُ بَني ادَمَ، اَلَّذينَ كَرَّمْتَهُمْ وَحَمَلْتَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْتَهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَهُمْ مِنْ أَهْلِها تَفْضيلاً، وَخَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَويّاً سالِماً مُعافاً وَلَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني عَنْ طاعَتِكَ، وَلَمْ تَمْنَعْني كَرامَتَكَ إِيَّايَ، وَحُسْنَ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلَ مَنايِحِكَ لَدَيَّ، وَنَعْمائِكَ عَلَيَّ.
أَنْتَ الله الَّذي أَوْسَعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ تَفْضيلاً، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ، وَعَقْلاً يَفْهَمُ إيمانَكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ، وَقَلْباً يَعْتَقِدُ تَوْحيدَكَ، فَإِنِّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ وَلَكَ نَفْسي شاكِرَةٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدَةٌ، فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَىٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي [طَرْفَةَ عَيْنٍ] في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تَقْطَعْ رَجائي، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تَمْنَعْ عَنّي دَقائِقَ الْعِصَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ النِّعَمِ.
فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلاَّ عَفْوَكَ عَنِّي، وَالتَّوفيقَ لي، وَالاِسْتِجابَةَ لِدُعائي حينَ رَفَعْتُ صَوْتي وأَنْطَقْتُ لِساني وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ بِأَنْواعِ حَوائِجي فَقَضَيْتَها وَأَسْأَلُكَ بِتَوحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدكَ وَتَكْبيركَ وَتَهْليلِكَ وَتَقْديسِكَ، وَتَعْظيمِكَ وَإِلاَّ في تَقْديرِكَ خَلْقي حينَ صَوَّرْتَني فأَحْسَنْتَ صُورَتي، وَإِلاَّ في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَها لي لَكانَ خَيْراً في ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَنْ جُهْدي فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتُ في النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها، وَلا أَبْلُغُ شُكْرَ شيء مِنْها.
فَلَكَ الْحَمدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَأَضْعافَ ما تَسْتَوْجِبُهُ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ.
اللّهم فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فيما مَضى مِنْهُ.
اللّهم إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بَتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ وَتَكْبيرِكَ وَكِبْريائِكَ وَكَمالِكَ وَتَعْظيمِكَ وَنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَعِزَّتِكَ وَحِلْمِكَ وَعِلْمِكَ وَعُلُوِّكَ وَوِقارِكَ وَمَنِّكَ وَجُودِكَ وَبَهائِكَ وَجَمالِكَ وَجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ وَبُرْهانِكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُوَّتِكَ وَهَيْبَتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَإِحْسانِكَ وَغُفْرانِكَ وَامْتِنانِكَ وَرَحْمَتِكَ وَحَياطَتِكَ وَوِقايَتِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَسَلَّمْ وَوَلِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلى سائِرِ إِخْوانِهِ أَنْ لا تَحْرِمْني رِفْدَكَ وَفَضْلَكَ وَجَمالَكَ وَفَوائِدَ كَراماتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما قَدْ نَشَرْتَ مِنَ الْعَطايا عَوائِقَ الْبُخْلِ، وَلا يَنْقُصٌ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلا تُنْفِدُ خَزائِنَكَ مَواهِبُكَ الْمُتَّسِعَةُ، وَلا يُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الْفائِقَةُ الْجَميلَةُ الْجَليلَةُ الْجَزيلَةُ، وَلا تَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ، وَلا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ مِنْ جُودِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ.
اللّهم ارْزُقْني إيماناً دائِماً وَقَلْباً خاشِعاً خاضِعاً ضارِعاً وَبَدَناً صابِراً سالِماً، وَيَقيناً صادِقاً، وَعَيْناً باكِيَةً وَلِساناً ذاكِراً وَحامِداً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَعِلْماً نافِعاً، وَوَلَداً صالِحاً، وَسِنّاً طَويلاً، وَخُلْقاً حَسَناً، وَعَمَلاً صالِحاً وَتَوْبَةً مَقْبُولَةً.
وَأَسْأَلُكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً، وَلا تُؤَمِّنّي مَكْرَكَ، وَلا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تَكْشِفْ عَنِّي سِتْرَكَ، وَلا تُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُبَعِّدْني مِنْ كَنَفِكَ وَجِوارِكَ، وَأَعِذْني مِنْ سَخَطِكَ وَغَضَبِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ رَوْعَةٍ وَوَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَإِهانَةٍ وَذِلَّةٍ وَعِلَّةٍ وَقِلَّةٍ وَمَرَضٍ وَبَرَصٍ وَفَقْرٍ وَفاقَةٍ وَنَقْصٍ وَفَضيحَةٍ وَوَباءٍ وَبَلاءٍ وَزَلْزَلَةٍ وَسَرَقٍ وَغَرَقٍ وَحَرَقٍ وَشَرَقٍ وَحَرٍّ وَبَرْدٍ وَجُوعٍ وَعَطَشٍ وَغَيٍّ وَضَلالَةٍ وَغُصَّةٍ وَمِحْنَةٍ وَشِدَّةٍ فِي الدَّارَيْنِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ.
اللّهم ارْفَعْني وَلا تَضَعْني، وَادْفَعْ عَنِّي وَلا تَدْفَعْني، وَأَعْطِني وَلا تَحْرِمْني، وَأَكْرِمْني وَلا تُهِنِّي، وَزِدْني وَلا تَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلا تُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلا تَخْذُلْني، وَاسْتُرْني وَلا تَفْضَحْني وَآثِرْني وَلا تُؤْثِرْ عَلَيَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ في أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَفَرِّجْ هَمِّي وَاكْشِفْ غَمِّي وَأَهْلِكْ عَدُوِّي وَاحْفَظْني وَلا تُضَيِّعْني، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، يا ذَا الجَلالِ وَالْإِكْرامِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم ما قَدَّرْتَ مِنْ أَمْرٍ فَشَرَعْتَ فيهِ بِتَوْفيقِكَ وَتَيْسيرِكَ فَتَمَّمْهُ لي بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ كُلِّها وَأَصْلَحِها وَأَصْوَبِها فَإِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلِّمَ تَسْليماٌ كَثيراً كَثيراً كَثيراً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
وبعد قراءة دعاء السيفي يقول:
الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد.
وبعد الفراغ من قراءة دعاء السّيفي يقرأ هذا الدعاء:
اِلهي مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذي سَأَلَكَ فَلَمْ تُجِبْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذي اِسْتِجارَكَ فَلَمْ تُجِرْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَغاثَ بِكَ فَلَمْ تُغِثْهُ، واغَوْثاهُ أَغِثْني يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ.
ويقرأ حتماً بعد دعاء السيفي هذا الدعاء:
اللّهم تَقَبَّل دُعائي في قَضاءِ كُلِّ حاجَتي بِحَقِّ كُلِّ اِسْمٍ هُوَ بِكَ ظاهِراً وَباطِناً وَبِحَقِّ اِسْمِكَ الْمَكْنُونِ فِي الْقُرْآنِ وَبِحَقِّ اَسْمائِكَ في كُلِّ كِتابٍ مُنَزَلٍ لَكَ مِنَ السَّماءِ اهِيّاً شَراهيّاً اذُوني اَصْباوُثَ وَبِحَقِّ عَظَمَتِكَ يا الله (اربعاً)، يا رَبِّ (خمساً)، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، كهيعص كَفَيْتُ، بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، حمعسق حَمَيْتُ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.
وبعد قراءة دعاء السيفي يكبّر بطريق المذكور وبعد البسملة يقول:
سُبْحانَ الله الْقادِرِ الْقاهِرِ القَويِّ الْعَزيزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ بِلا مُعينٍ وَلا ظَهيرٍ، لا إِلهَ إِلاَّ الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، عَلِيٌّ وَلِيُّ الله حَقّاً حَقّاً.
اللّهم تَفَضَّلْ عَلَيَّ وَاَحْسِنْ إِلَيَّ وَكُنْ لي أَنيساً وَلا تَكُنْ عَلَيَّ. اللّهم فَرِّجْ هَمِّي وَاكْشِفْ غَمِّي وَأَهْلِكْ أَعْدائِي يا وَدُودُ بِقُدْرَتِكَ يا أَقْدَرَ الْقادِرينَ.
اللّهم افْعَلْ بي وَبِهِمْ عاجِلاً واجِلاً فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالاخِرَةِ ما أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ وَلا تَفْعَلْ بِنا يا مَوْلانا ما نَحْنُ لَهُ أَهْلٌ إِنَّكَ غَفُورٌ حَليمٌ جَوادٌ كَريمٌ رَؤُفٌ رَحيمٌ. اللّهم إِنَّكَ قُلْتَ «أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(927)، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادُ. اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
ثمّ يقرأ هذا الدعاء:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ وَافْتَحْ مَسامِعَ قَلْبي لِذِكْرِكَ، وَثَبِّتْني عَلى دينِكَ وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَني، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، اِلهنا دَعَوتُكَ كَما أَمَرتَنا، فَاسْتَجِبْ لَنا كَما وَعَدْتَنا، فَاِنْ تَوَلَّو الأَمْرٍ يَليقُ بَلَومِنا وَخَلْفُ الْوَعْدِ لا يَليقُ بِكَرَمِكَ، فَاغْفِرْ لَنا فَاِنَّكَ غَفُورٌ رَحيمٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(928).
179) دعاء الحريق (929) يقرأ في الصباح
اللّهم إِنّي أَصْبَحْتُ اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَاُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَسُكَّانَ سَبْعِ سَماواتِكَ وَأَرَضيكَ وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَوَرَثَةَ أَنْبِياءِكَ وَرُسُلِكَ وَالصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكَ وَجَميعَ خَلْقِكَ، فَاشْهَدْ لي وَكَفى بِكَ شَهيداً أَنّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِمَّا دُونَ عَرْشِكَ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى باطِلٌ مُضْمَحِلٌّ ما خَلا وَجْهَكَ الْكَريمَ، فَإِنَّهُ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَصِفَ الْواصِفُونَ كُنْهَ جَلالِهِ أَوْ تَهْتَدِيَ الْقُلُوبُ إِلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ، يا مَنْ فاقَ مَدْحَ الْمادِحينَ فَخْرُ مَدْحِهِ، وَعَدا وَصْفَ الْواصِفينَ مَآثِرُ حَمْدِهِ، وَجَلَّ عَنْ مَقالَةِ النَّاطِقينَ تَعْظيمُ شَأْنِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَهْلَ التَّقْوى وَأَهْلَ الْمَغْفِرَةِ ثلاثاً.
ثمّ تقول إحدى عشرة مرةّ:
لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، سُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ الله وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
ثمّ تقول إحدى عشرة مرّة:
سُبْحانَ الله وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَالله أَكْبَرُ، أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ الله لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْحَليمِ الْكَريمِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْحَقِّ الْمُبينِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِلْأَ سَماواتِهِ وَأَرَضيهِ، وَعَدَدَ ما جَرى بِهِ قَلَمُهُ وَأَحْصاهُ كِتابُهُ وَمِدادُ كَلِماتِهِ وَرِضا نَفْسِهِ.
ثمّ قل: اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ(930) الْمُبارَكينَ، وَصَلِّ عَلى جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وإِسْرافيلَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعينَ، وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوانِهِ، وَصَلِّ عَلى رِضْوانَ وَخَزَنَةِ الْجِنانِ، وَصَلِّ عَلى مالِكٍ وَخَزَنَةِ النّيرانِ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَالسَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ، وَالْحَفَظَةِ لِبَني آدَمَ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَةِ الْهَواءِ وَالسَّماواتِ الْعُلى، وَمَلائِكَةِ الْأَرَضينَ(931) السُّفْلى، وَمَلائِكَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالْأَرْضِ وَالْأَقْطارِ، وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَالْبَراري وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ الَّذينَ أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَسْبيحِكَ وَتَقْديسِكَ وَعِبادَتِكَ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى أَبينا آدَمَ، وَاُمِّنا حَوَّاءَ وَما وَلَدا مِنَ النَّبيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى أَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلى أَزْواجِهِ الْمُطَهَّراتِ، وَعَلى ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ بَشَّرَ(932) بِمُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ وَلَدَ مُحَمَّداً(933)، وَعَلى كُلِّ مَنْ في صَلَواتِكَ عَلَيْهِ رِضىً لَكَ وَرِضىً لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله). اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
اللّهم أَعْطِ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) الْوَسيلَةَ وَالْفَضْلَ، وَالْفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَأَعْطِهِ حَتَّى يَرْضى، وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما أَمَرْتَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما يَنْبَغي لَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ في صلاة صُلِّيَتْ عَلَيْهِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَلَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ وَنَفَسٍ وَصِفَةٍ وَسُكُونٍ وَحَرَكَةٍ مِمَّنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمِمَّنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَبِعَدَدِ ساعاتِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَحَقائِقِهِمْ وَميقاتِهِمْ، وَصِفاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشُهُورِهِمْ وَسِنيهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ، وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا، أَوْ يَعْمَلُونَ أَوْ بَلَغَهُمْ أَوْ رَأَوْا أَوْ ظَنُّوا أَوْ فَطِنُوا، أَوْ كانَ مِنْهُمْ، أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ ما خَلَقْتَ، وَما أَنْتَ خالِقُهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، صَلاةً تُرْضيهِ(934).
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ وَالشُّكْرُ، وَالْمَنُّ وَالْفَضْلُ، وَالطَّوْلُ وَالْخَيْرُ، وَالْحُسْنى وَالنِّعْمَةُ، وَالْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ، وَالْقَهْرُ وَالسُّلْطانُ، وَالْفَخْرُ وَالسُّؤْدَدُ، وَالاِمْتِنانُ وَالْكَرَمُ، وَالْجَلالُ وَالْإِكْرامُ، وَالْجَمالُ وَالْكَمالُ، وَالْخَيْرُ وَالتَّوْحيدُ وَالتَّمْجيدُ، وَالتَّحْميدُ وَالتَّهْليلُ وَالتَّكْبيرُ وَالتَّقْديسُ، وَالرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ، وَالْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ.
وَلَكَ ما زَكى وَطابَ وَطَهُرَ مِنَ الثَّناءِ الطَّيِّبِ، وَالْمَديحِ الْفاخِرِ، وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ الْجَميلِ الَّذي تَرْضى بِهِ عَنْ قائِلِهِ، وَتُرْضِيَ بِهِ قائِلَهُ وَهُوَ رِضىً لَكَ يَتَّصِلُ حَمْدي بِحَمْدِ أَوَّلِ الْحامِدينَ، وَثَنائي بِثَناءِ أَوَّلِ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، وَتَهْليلي بِتَهْليلِ أَوَّلِ الْمُهَلِّلينَ، وَتَكْبيري بِتَكْبيرِ أَوَّلِ الْمُكَبِّرينَ، وَقَوْلِيَ الْحَسَنُ الْجَميلُ بِقَوْلِ أَوَّلِ الْقائِلينَ الْمُجْمِلينَ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ، مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ.
وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَالرِّمالِ وَالتِّلالِ وَالْجِبالِ، وَعَدَدِ جُرَعِ ماءِ الْبِحارِ، وَعَدَدِ قَطْرِ الْأَمْطارِ، وَوَرَقِ الْأَشْجارِ، وَعَدَدِ النُّجُومِ، وَعَدَدِ الثَّرى وَالْحَصى وَالنَّوى وَالْمَدَرِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذلِكَ كُلِّهِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَما تَحْتَهُنَّ، وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما فَوْقَهُنَّ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ(935) إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى.
وَبِعَدَدِ حُرُوفِ أَلْفاظِ أَهْلِهِنِّ، وَعَدَدِ أَزْمانِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ وَشَعائِرِهِمْ وَساعاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشَهُورِهِمْ وَسِنيهِمْ، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ.
وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا أَوْ يَعْمَلُونَ أَوْ بَلَغَهُمْ أَوْ رَأَوْا أَوْ ظَنُّوا أَو فَطِنُوا أَوْ كانَ مِنْهُمْ أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ذلِكَ وَأَضْعافِ ذلِكَ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً لا يَعْلَمُها وَلا يُحْصيها غَيْرُكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَأَهْلُ ذلِكَ أَنْتَ، وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ مِنّي وَمِنْ جَميعِ خَلْقِكَ يا بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ.
اللّهم إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْناكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ فَيَشْرَكَكَ في رُبُوبِيَّتِكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ أَعانَكَ عَلى خَلْقِنا، أَنْتَ رَبُّنا كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ، وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ، وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
اُعيذُ أَهْلَ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَنَفْسي وَديني وَذُرِّيَّتي وَمالي وَوَلَدي وَأَهْلي وَقَراباتي(936) وَأَهْلَ بَيْتي وَكُلَّ ذي رَحِمٍ لي دَخَلَ فِي الْإِسْلامِ، أَوْ يَدْخُلُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَحُزانَتي وَخاصَّتي، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً أَوْ أَسْدى إِلَيَّ يَداً، أَوْ رَدَّ عَنّي غَيْبَةً، أَوْ قالَ فِيَّ خَيْراً، أَوِ اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَداً أَوْ صَنيعَةً، وَجيراني وإِخْواني مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ.
بِالله وَبِأَسْمائِهِ التَّامَّةِ الْعامَّةِ الشَّامِلَةِ الْكامِلَةِ الطَّاهِرَةِ الْفاضِلَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُتَعالِيَةِ الزَّاكِيَةِ الشَّريفَةِ الْمَنيعَةِ الْكَريمَةِ الْعَظيمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ، وَبِاُمِّ الْكِتابِ وَخاتِمَتِهِ، وَما بَيْنَهُما مِنْ سُورَةٍ شَريفَةٍ، وَآيَةٍ مُحْكَمَةٍ، وَشِفاءٍ وَرَحْمَةٍ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ، وَبِالتَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ وَصُحُفِ إِبْراهيمَ وَمُوسى، وَبِكُلِّ كِتابٍ أَنْزَلَهُ الله، وَبِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ الله، وَبِكُلِّ حُجَّةٍ أَقامَهَا الله، وَبِكُلِّ بُرْهانٍ أَظْهَرَهُ الله، وَبِكُلِّ نُورٍ أَنارَهُ الله، وَبِكُلِّ آلاءِ الله وَعَظَمَتِهِ.
اُعيذُ وَأَسْتَعيذُ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخافُ وَأَحْذَرُ، وَمِنْ شَرِّ ما رَبّي مِنْهُ أَكْبَرُ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالشَّياطينِ وَالسَّلاطينِ، وإِبْليسَ وَجُنُودِهِ وَأَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، وَمِنْ شَرِّ ما دَهَمَ أَوْ هَجَمَ أَوْ أَلَمَّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ غَمٍّ وَهَمٍّ وَآفَةٍ وَنَدَمٍ وَنازِلَةٍ وَسَقَمٍ.
وَمِنْ شَرِّ ما يَحْدُثُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَتَأْتي بِهِ الْأَقْدارُ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي الْأَرَضينَ(937) وَالْأَقْطارِ وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَمِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَالْفُجَّارِ وَالْكُهَّانِ وَالسُّحَّارِ وَالْحُسَّادِ وَالذُّعَّارِ وَالْأَشْرارِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ، وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَما يَعْرُجُ إِلَيْها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله، لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ.
وَأَعُوذُ بِكَ اللّهم مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَمِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجالِ، وَمِنْ عَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ عَيْنٍ لا تَدْمَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وَمِنْ نَصيحَةٍ لا تَنْجَعُ، وَمِنْ صَحابَةٍ لا تَرْدَعُ، وَمِنْ إِجْماعٍ عَلى نُكْرٍ وَتَوَدُّدٍ عَلى خُسْرٍ أَوْ تَؤاخُذٍ عَلى خُبْثٍ، وَمِمَّا استعاذ مِنْهُ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَالْأَنْبِياءُ الْمُرْسَلُونَ، وَالْأَئِمَّةُ الْمُطَهَّرُونَ(938)، وَالشُّهَداءُ وَالصَّالِحُونَ، وَعِبادُكَ الْمُتَّقُونَ.
وَأَسْأَلُكَ اللّهم أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَني مِنَ الْخَيْرِ ما سَأَلُوا، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّ(939) مَا استعاذوا، وَأَسْأَلُكَ اللّهم مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ.
بِسْمِ الله عَلى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله)، بِسْمِ الله عَلى نَفْسي وَديني، بِسْمِ الله عَلى أَهْلي وَمالي، بِسْمِ الله عَلى كُلِّ شيء أَعْطاني رَبّي، بِسْمِ الله عَلى أَحِبَّتي وَوَلَدي وَقَراباتي، بِسْمِ الله عَلى جيراني وإِخْواني، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً، أَوِ اتَّخَذَ عِنْدي يَداً، أَوِ ابْتَدَأَ(940) إِلَيَّ بِرّاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِسْمِ الله عَلى ما رَزَقَني رَبّي وَيَرْزُقُني، بِسْمِ الله الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيء فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصِلْني بِجَميعِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ، أَنْ تَصِلَهُمْ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَاصْرِفْ عَنّي جَميعَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ، أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْهُمْ مِنَ السُّوءِ وَالرَّدى، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَوَلِيُّهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَجِّلِ اللّهم فَرَجَهُمْ وَفَرَجي وَفَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَهْمُومٍ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني نَصْرَهُمْ، وَأَشْهِدْني أَيَّامَهُمْ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَاجْعَلْ مِنْكَ عَلَيْهِمْ واقِيَةً حَتَّى لا يُخْلَصَ إِلَيْهِمْ إِلّا بِسَبيلِ خَيْرٍ، وَعَلَيَّ مَعَهُمْ، وَعَلى شيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ، وَعَلى أَوْلِيائِهِمْ، وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلَى الله، وَلا غالِبَ إِلّاَ الله، ما شاءَ الله، لا قُوَّةَ إِلّا بِالله، حَسْبِيَ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله، وَاُفَوِّضُ أَمْري إِلَى الله، وَأَلْتَجِئُ إِلَى الله وَبِالله اُحاوِلُ وَاُصاوِلُ وَاُكاثِرُ وَاُفاخِرُ وَأَعْتَزُّ وَأَعْتَصِمُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ مَتابُ، لا إِلهَ إِلّاَ الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ، عَدَدَ الثَّرى وَالنُّجُومِ، وَالْمَلائِكَةِ الصُّفُوفِ لا إِلهَ إِلّاَ الله، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، لا إِلهَ إِلّاَ الله(941) سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ(942).
وممّا خرج عن صاحب الزّمان صلوات الله عليه زيادة على هذا الدّعاء (دعاء الحريق) إلى محمّد بن الصّلت القمي:
اللّهم رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ(943) الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْأَنْبِياءِ الْمُرْسَلينَ.
أَنْتَ إِلهُ مَنْ فِي السَّماءِ، وإِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا إِلهَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا جَبَّارَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ خالِقُ مَنْ في السَّماءِ، وَخالِقُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا خالِقَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ حَكَمُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَحَكَمُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا حَكَمَ فيهِما غَيْرُكَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ(944)، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلُحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ، وَيا مُحْيِيَ الْمَوْتى، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ رِزْقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ غَمٍّ وَهَمٍّ، وَأَنْ تُعْطِيَني ما أَرْجُوهُ وَآمُلُهُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(945).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار:
بيان: فهم بعض الأصحاب أنّ دعاء الحريق ينتهي عند قوله وأهل المغفرة ثلاثاً - ويحتمل أن يكون الجميع منه إلى قوله إنّي كنت من الظّالمين، وقال الكفعمي في كتابيه: إنّما سمّي هذا الدّعاء بدعاء الحريق، لما روي عن الصادق (عليه السلام) قال:
سمعت أبي محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) يقول:
كنت مع أبي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) بقُبا يعود شيخاً من الأنصار إذا أتى أبي (عليه السلام) آت، وقال له: إلحقْ دارك فقد احترقت.
فقال (عليه السلام): لم تحترق، فذهب ثمّ عاد وقال: قد احترقت!
فقال أبي (عليه السلام): والله ما احترقت.
فذهب ثمّ عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي: قد احترقت دارك!
فقال: كلاّ والله؛ ما احترقت وإنّي بربّي أوثق منكم، ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدّار إلاّ هي.
فقال أبي الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟
فقال: يا بنيّ؛ شيء نتوارثه من علم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها من المال والجواهر والأملاك وأعدّ من الرجال والسّلاح، وهو سرّ أتى به جبرئيل إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فعلّمه عليّاً وابنته فاطمة وتوارثنا نحن، وهو الدّعاء الكامل الّذي من قدّمه أمامه كلّ يوم وكّل الله تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وحشمه وماله وأهل عنايته من الحرق والغرق والشرق والهدم والرّدم والخسف والقذف، وآمنه الله تعالى من شرّ الشيطان والسلطان، ومن شرّ كلّ ذي شرّ، وكان في أمان الله وضمانه، وأعطاه الله تعالى على قراءته وإن كان مخلصاً موقناً ثواب مائة صدّيق، وإن مات في يومه دخل الجنّة.
فاحفظ يا بنيّ ولا تعلّمه إلاّ بمن تثق به، فإنّه لا يسأل محقّ به شيئاً إلاّ أعطاه الله تعالى انتهى.
ورضا نفسه أي حمداً وثناء يوجب رضاه عن الحامد، زنة ذرّ ما عملوا من تشبيه المعقول بالمحسوس، أو المراد متعلّقات أعمالهم من الأجسام أو بلّغهم من الأخبار أو رأوا بأعينهم من الأجسام والألوان والأنوار أو ظنّوا من الاُمور أو فطنوا من الحقائق والحسنى أي الأسماء الحسنى، وقال الجوهريّ ساد قومه يسودهم سيادة وسؤدداً، وقال الفيروز آبادي: السودد بالضمّ والسؤدد بالهمزة كقنفذ السيادة انتهى.
والمديح المدح وهو الثناء الحسن حتّى يتّصل أي يملأ الحمد جميع الأزمان الماضية حتّى يتّصل بزمان حمد أوّل الحامدين أو يكون حمدي مقبولاً مرتفعاً يتّصل في السماء بحمد أوّل الحامدين، فإنّه مقبول والأوّل أظهر وعدد زنة ذرّ السّموات أيّ مرّة اُخرى أو مضروباً فيما تقدّم وأرماقهم أي نظراتهم، والرمق أيضاً بقيّة الحياة والشعائر جميع الشعيرة وهي البدنة تهدى، وكذا أعمال الحجّ وكلّ ما جعل علماً لطاعة الله، واليد النعمة والإحسان تصطنعه، كما ذكره الجوهريّ ودهمك كمنع وسمع غشيك وألمّ به نزل.
والدّعار بالدال المهملة من الدعر بمعنى الفساد والخبث والفسق، وفي بعض النسخ بالذال المعجمة من الذعر بمعنى التخويف وبالوجهين صحّحهما الكفعميّ، وعندي أنّ الدال المهملة والغين المعجمة أظهر من الدغرة وهو أخذ الشيء اختلاساً وفي الحديث هي الدغارة المعلنة.
والحزن بالضمّ والتحريك الهمّ، والجبن يكون بالضمّ وبضمّتين والبخل بالضمّ وبضمّتين وبالتحريك وبالفتح ضدّ الكرم وفي النهاية أعوذ بك من ضلع الدين أي ثقله والضلع الاعوجاج أي يثقله حتّى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال يقال ضلع بالكسر يضلع ضلعاً بالتحريك وضلع بالفتح يضلع ضلعاً بالتسكين أي مال انتهى، والدين بالكسر تصحيف، وإن كان يستقيم أيضاً وقال الفيروزآبادي: نجع الوعظ والخطاب فيه كمنع دخل فأثر كأنجع ومن صحابة الصحابة مصدر وجمع أيضاً والردع المنع والكفّ أي مصاحبة لا تمنع المصاحب عن الضرر والخيانة أو أصحاب لا يمنعونني عن القبايح والنكر بالضمّ المنكر، قال تعالى: «لقد جئت شيئاً نكراً»(946) وفي بعض النسخ نكرة بفتح النون وكسر الكاف ضدّ المعرفة، والأوّل أصحّ وأفصح.
أو تؤاخذ على خبث(947) أي يؤاخذ كلّ منّا صاحبه على خبث الباطن أو بسببه، وفي بعض النسخ بالواو والجيم من الوجد، وهو الغضب، وعلى الأوّل يحتمل أن يكون من أخذ العهد والبيعة أي معاهدة واُخوّة غير صافيه، بل مع خبث الباطن.
بسم الله على أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أي أستعين بالله لهم أو أقرأ بسم الله عليهم لحفظهم من قلّدني أي أخذ العهد منّي للدّعاء فكأنّه جعله كالقلادة في عنقي، وأسدى إليه أحسن بسم الله أي أستعين به وبالله أي أستعين بذاته الأقدس ومن الله أي أستمدّ منه أو وجودي وجميع أحوالي واُموري منه إلى الله أتوسّل إليه أو مرجعي إليه ما شاء الله أي كان.
وقال في النهاية: الحول الحركة، ومنه الحديث اللّهم بك أصول وبك أحول أي أتحرّك، وقيل أحتال، وقيل أدفع وأمنع من حال بين الشيئين إذا منع أحدهما عن الآخر، وفي حديث آخر بك اُصاول وبك اُحاول هو من المفاعلة وقيل: المحاولة طلب الشيء بحيلة، وقال: اُصاول أي أسطو وأقهر والصولة الحملة والوثبة، وقال يقال: كاثرته فكثرته إذا غلبته وكنت أكثر منه.
وفي القاموس اعتزّ بفلان جعل نفسه عزيزاً به، وإليه متاب بكسر الباء أي مرجعي ورجوعي في الدّنيا والآخرة، وفي القاموس الثرى: الندى والتراب الندىّ أو الّذي إذا بلّ لم يصر طيناً والخير والأرض والملائكة الصفوف أي القائمين في السّموات صفوفاً، قال الفيروز آبادي: الصفّ المصدر كالتصفيف، وواحد الصفوف، والقوم المصطفّون، والصافات صفاً الملائكة المصطفّون في السماء يسبّحون لهم مراتب يقومون عليها صفوفاً كما يصطفّ المصلّون.
والبحر المسجور أي المملوّ وهو المحيط أو الموقد من قوله (وإذا البحار سجّرت)(948) والمختلط من السّجير بمعنى الخليط أشرقت به أي بنفس الإسم كما قيل بتأثير الأسماء أو بمسمّاه عن الصفات، والإشراق بنور الوجود وساير الأنوار الظّاهرة والباطنة من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب أي من حيث أظنّ ومن حيث لا أظنّ(949).
180) دعاء الإلحاح للإمام الصادق (عليه السلام) المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد(950) العلويّ الرقيّ العريضيّ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد العقيقيّ قال: حدّثني أبو نعيم الأنصاري الزيديّ قال:
كنت بمكّة عند المستجار وجماعة من المقصّرة(951) وفيهم المحموديّ وعلّان الكلينيّ وأبو الهيثم الديناريّ وأبو جعفر الأحول الهمدانيّ وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً ولم يكن منهم مخلص علمته غير محمّد بن القاسم العلويّ العقيقيّ فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائتين من الهجرة إذ خرج علينا شابّ من الطواف عليه أزاران محرم بهما، وفي يده نعلان، فلمّا رأيناه قمنا جميعاً هيبة له، فلم يبق منّا أحد إلّا قام وسلّم عليه، ثمّ قعد والتفت يميناً وشمالاً ثمّ قال:
أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الإلحاح؟
قلنا: وما كان يقول؟
قال: كان يقول:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تَقُومُ السَّماءَ، وَبِهِ تَقُومُ الْأَرْضَ، وَبِهِ تُفَرِّقُ(952) بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَبِهِ تَجْمَعُ بَيْنَ الْمُتَفَرِّقِ، وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ الْمُجْتَمَعِ، وَبِهِ أَحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمالِ، وَزِنَةَ الْجِبالِ، وَكَيْلَ الْبِحارِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لي مِنْ أَمْري فَرَجاً وَمَخْرَجاً(953).
قال في الجُنّة الواقية: روى عن صاحب الأمر صلوات الله عليه:
إنّ الصادق (عليه السلام) كان يقرأ هذا الدعاء في كلّ صباح(954)،(955).
181) دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الفريضة المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال أبو نعيم: ثمّ نهض فدخل الطواف، فقمنا لقيامه حين انصرف، وأنسينا أن نقول له: من هو؟ فلمّا كان من الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الأوّل بالأمس، ثمّ جلس في مجلسه متوسّطاً، ثمّ نظر يميناً وشمالاً قال:
أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول بعد صلاة الفريضة؟
قلنا: وما كان يقول؟
قال: كان يقول:
اللّهم إِلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَصْواتُ، [وَدُعِيَتِ الدَّعَواتُ]، وَلَكَ عَنَتِ الْوُجُوهُ، وَلَكَ خَضَعَتِ الرِّقابُ، وَإِلَيْكَ التَّحاكُمُ فِي الْأَعْمالِ، يا خَيْرَ مَسْؤُولٍ وَخَيْرَ مَنْ أَعْطى، يا صادِقُ يا بارِئُ، يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْميعادَ، يا مَنْ أَمَرَ بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلَ بِالْإِجابَةِ.
يا مَنْ قالَ «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(956)، يا مَنْ قالَ «وإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ اُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبُوا لي وَلْيُؤْمِنُوا بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»(957)، يا مَنْ قالَ «يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ»(958)،(959).
وفي البحار:
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، ها أَنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ، اَلْمُسْرِفُ عَلى نَفْسي، وَأَنْتَ الْقائِلُ «لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً»(960).
182) دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في سجدة الشكر المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
ثمّ نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدّعاء فقال:
أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر؟
قلنا: وما كان يقول؟
قال: كان يقول:
يا مَنْ لا يَزيدُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ إِلّا جُوداً وَكَرَماً، يا مَنْ لَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، يا مَنْ لَهُ خَزائِنُ ما دَقَّ وَجَلَّ، لا تَمْنَعُكَ إِساءَتي مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ.
إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْجُودِ وَالْكَرَمِ وَالْعَفْوِ يا رَبَّاهُ يا الله، إِفْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، فَأَنْتَ قادِرٌ عَلَى الْعُقُوبَةِ وَقَدِ اسْتَحْقَقْتُها، لا حُجَّةَ لي، وَلا عُذْرَ لي عِنْدَكَ.
أَبُوءُ إِلَيْكَ بِذُنُوبي كُلِّها، وَأَعْتَرِفُ بِها كَيْ تَعْفُوَ عَنّي، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنّي، بُؤْتُ إِلَيْكَ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَبِكُلِّ خَطيئَةٍ أَخْطَأْتُها، وَبِكُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلْتُها، يا رَبِّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ(961).
183) دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) في المسجد الحرام المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال أبو نعيم: قام فدخل الطواف فقمنا لقيامه وعاد من غد في ذلك الوقت فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى(962)، فجلس متوسّطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال:
كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع وأشار بيده إلى الحجر نحو(963) الميزاب -:
عُبَيْدُكَ بِفِنائِكَ، [فَقيرُكَ بِفِنائِكَ]، مِسْكينُكَ بِبابِكَ، أَسْأَلُكَ ما لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ سِواكَ.
ثمّ نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمّد بن القاسم العلويّ فقال:
يا محمّد بن القاسم؛ أنت على خير إن شاء الله.
وقام فدخل الطواف فما بقي أحد منّا إلّا وقد تعلّم ما ذكر من الدّعاء وأنسينا أن نتذاكر أمره إلاّ في آخر يوم.
فقال لنا المحموديّ: يا قوم أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا والله صاحب الزّمان صلوات الله عليه، فقلنا: وكيف ذاك يا أبا عليّ؟
فذكر أنّه مكث يدعو ربّه (عزَّ وجلَّ) ويسأله أن يريه صاحب الأمر صلوات الله عليه سبع سنين قال: فبينا أنا يوماً في عشيّة عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه، فدعا بدعاء وعيته فسألته ممّن هو؟
فقال: من الناس. فقلت: من أيّ الناس من عربها أو مواليها؟
فقال: من عربها. فقلت: من أيّ عربها؟
فقال: من أشرفها وأشمخها(964). فقلت: ومن هم؟
فقال: بنو هاشم. فقلت: من أيّ بني هاشم؟
فقال: من أعلاها ذروة وأسناها رفعة. فقلت: وممّن هم؟
فقال: ممّن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلّى باللّيل والنّاس نيام.
فقلت: إنّه علويّ فأحببته على العلويّة.
ثمّ افتقدته من بين يديّ، فلم أدر كيف مضى في السّماء أم في الأرض، فسألت القوم الّذي كانوا حوله أتعرفون هذا العلويّ؟
فقالوا: نعم يحجّ معنا كلّ سنة ماشياً.
فقلت: سبحان الله والله ما أرى به أثر مشي.
ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه وبتّ في ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(965) فقال: يا محمّد، رأيت طلبتك؟
فقلت: ومن ذاك يا سيّدي؟
فقال: الّذي رأيته في عشيّتك فهو صاحب زمانكم(966).
هذا الدعاء بتفاوت يسير: عن مولانا صاحب الزّمان (عليه السلام) قال:
كان عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب -:
عُبَيْدُكَ بِفِنائِكَ، مِسْكينُكَ بِفِنائِكَ، فَقيرُكَ بِفِنائِكَ، سائِلُكَ بِفِنائِكَ، يَسْأَلُكَ ما لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُكَ(967).
184) دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) في عقيب الصلاة المرويّ عن مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)
عن صاحب الزمان (عليه السلام) - في حديث طويل - قال:
أتدرون ما كان يقول زين العابدين (عليه السلام) في دعائه بعقب الصلاة؟
قلنا: تعلّمنا.
قال: كان يقول:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تَقُومُ السَّماءَ وَالْأَرْضَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تَجْمَعُ الْمُتَفَرِّقَ، وَبِهِ تُفَرِّقُ الْمُجْتَمَعَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي تُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَبِاسْمِكَ الَّذي تَعْلَمُ بِهِ كَيْلَ الْبِحارِ وَعَدَدَ الرِّمالِ، وَوَزْنَ الْجِبالِ (أَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا)(968).
حكاية دعاء العبرات
قال آية الله العلّامة الحلّي (رحمه الله) في آخر منهاج الصلاح في دعاء العبرات:
الدّعاء المعروف وهو مرويّ عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، وله من جهة السيّد السعيد رضيّ الدين محمّد بن محمّد بن محمّد الآوي قدّس الله روحه حكاية معروفة بخطّ بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع.
روى المولى السعيد فخرالدين محمّد بن الشيخ الأجلّ جمال الدين، عن والده عن جدّه الفقيه يوسف، عن السيّد الرضيّ المذكور أنّه كان مأخوذاً عند أمير من اُمراء السلطان جرماغون مدّة طويلة، مع شدّة وضيق، فرأى في نومه الخلف الصالح المنتظر صلوات الله عليه، فبكى وقال: يا مولاي، اشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة.
فقال (عليه السلام): اُدع بدعاء العبرات، فقال: ما دعاء العبرات؟
فقال (عليه السلام): إنّه في مصباحك، فقال: يا مولاي ما في مصباحي؟
فقال (عليه السلام): اُنظره تجده، فانتبه من منامه وصلّى الصبح، وفتح المصباح، فلقي ورقة مكتوبة فيها هذا الدّعاء بين أوراق الكتاب، فدعا أربعين مرّة.
وكان لهذا الأمير امرأتان، إحداهما عاقلة مدبّرة في اُموره، وهو كثير الاعتماد عليها، فجاء الأمير في نوبتها، فقالت له: أخذت أحداً من أولاد أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)؟ فقال لها: لِمَ تسألين عن ذلك؟
فقالت: رأيت شخصاً وكأنَّ نور الشمس يتلألأُ من وجهه، فأخذ بحلقي بين أصبعيه، ثمّ قال: أرى بعلك أخذ ولدي، ويضيّق عليه من المطعم والمشرب. فقلت له: يا سيّدي، من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قولي له: إن لم يخلِّ عنه لأخربنَّ بيته.
فشاع هذا النوم للسلطان فقال: ما أعلم ذلك، وطلب نوّابه، فقال: من عندكم مأخوذ؟ فقالوا: الشيخ العلويّ أمرت بأخذه، فقال: خلّوا سبيله، وأعطوه فرساً يركبها، ودلّوه على الطريق فمضى إلى بيته، انتهى.
وقال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) في آخر مهج الدعوات: ومن ذلك ما حدّثني به صديقي والمواخي لي محمّد بن محمّد القاضي الآوي ضاعف الله جلّ جلاله سعادته، وشرّف خاتمته، وذكر له حديثاً عجيباً وسبباً غريباً.
وهو أنّه: كان قد حدّث له حادثة، فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين كتبه، فنسخ منه نسخة، فلمّا نسخه فقد الأصل الّذي كان قد وجده إلى أن ذكر الدعاء، وذكر له نسخة اُخرى من طريق آخر تخالفه.
ونحن نذكر النسخة الاُولى تيمّنا بلفظ السيّد، فإنّ بين ما ذكره ونقل العلّامة أيضاً اختلافاً شديداً وهي(969):
185) دعاء العبرات يقرأ في المهمّات
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا راحِمَ الْعَبَراتِ، وَيا كاشِفَ الْكُرُباتِ، أَنْتَ الَّذي تَقْشَعُ سَحابَ الْمِحَنِ وَقَدْ أَمْسَتْ ثِقالاً، وَتَجْلُو ضَبابَ الْإِحَنِ وَقَدْ سَحَبَتْ أَذْيالاً، وَتَجْعَلُ زَرْعَها هَشيماً، وَعِظامَها رَميماً، وَتَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غالِباً وَالْمَطْلُوبَ طالِباً.
إِلهي فَكَمْ مِنْ عَبْدٍ ناداكَ أَنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْتَ لَهُ مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً فَالْتَقى ماءُ فَرَجِهِ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْتَهُ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ.
يا رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، يا رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، يا رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لي مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجِّرْ لي مِنْ عُيُونِكَ لِيَلْتَقِيَ ماءُ فَرَجي عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَاَحْمِلْني يا رَبِّ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ يا مَنْ إِذا وَلَجَ الْعَبْدُ في لَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ يَهيمُ، وَلَمْ يَجِدْ صَريخاً يَصْرُخُهُ مِنْ وَلِيٍّ حَميمٍ وَجَدَ يا رَبِّ مِنْ مَعُونَتِكَ صَريخاً مُغيثاً، وَوَلِيّاً يَطْلُبُهُ حَثيثاً يُنْجيهِ مِنْ ضيقِ أَمْرِهِ وَحَرَجِهِ، وَيُظْهِرُ لَهُ الْمُهِمَّ مِنْ أَعْلامِ فَرَجِهِ.
اللّهم فَيا مَنْ قُدْرَتُهُ قاهِرَةٌ، وَآياتُهُ باهِرَةٌ، وَنَقِماتُهُ قاصِمَةٌ، لِكُلِّ جَبَّارٍ دامِغَةٌ، لِكُلِّ كَفُورٍ خَتَّارٍ، صَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ يا رَبِّ نَظْرَةً مِنْ نَظَراتِكَ رَحيمَةً، تَجْلُ بِها عَنّي ظُلْمَةً واقِفَةً مُقيمَةً، من عاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّروُعُ، وَتَلِفَتْ مِنْهُ الزُّرُوعُ، وَاشْتَمَلَ بِها عَلَى الْقُلُوبِ الْيَأْسُ وَجَرَتْ وَسَكَنَتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفاسُ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ حِفْظاً لِغَرائِسَ غَرَسَتْها يَدُ الرَّحْمانِ، وَشَرَبَها مِنْ ماءِ الْحَيْوانِ، أَنْ تَكُونَ بِيَدِ الشَّيْطانِ تُحَزُّ، وَبِفأسِهِ تُقْطَعُ وَتُجَزُّ.
إِلهي مَنْ أَوْلى مِنْكَ أَنْ يَكُونَ عَنْ حَريمِكَ دافِعاً، وَمَنْ أَجْدَرُ مِنْكَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَنْ حِماكَ حارِساً وَمانِعاً. إِلهي إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هالَ فَهَوِّنْهُ، وَخَشُنَ فَأَلِنْهُ، فَإِنَّ الْقُلُوبَ كاعَتْ فَطَمِّنْها، وَالنُّفُوسَ ارْتاعَتْ فَسَكِنّْها.
إِلهي تَدارَكْ أَقْداماً زَلَّتْ، وَأَفْهاماً في مَهامَةِ الْحِيَرَةِ ضَلَّتْ، أَجْحَفَ الضُرُّ بِالْمَضْرُورِ في داعِيَةِ الْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَهَلْ يَحْسُنُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَريسَةَ الْبَلاءِ وَهُوَ لَكَ راجٍ، أَمْ هَلْ يَجْمُلُ مِنْ عَدْلِكَ أَنْ يَخُوضَ لُجَّةَ النَّقِماتِ وَهُوَ إِلَيْكَ لاجٍ.
مَوْلايَ لَئِنْ كُنْتُ لا أَشُقُّ عَلى نَفْسي فِي التُّقى، وَلا أَبْلُغُ في حَمْلِ أَعْباءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضا، وَلا أَنْتَظِمُ في سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْيا، فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوى، عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكاءِ، بَلْ أَتَيْتُكَ يا رَبِّ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَظَهْرٍ ثَقيلٍ بِالْخَطَأِ وَالزَّلَلِ، وَنَفْسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتادَةٍ، وَلِدَواعِي التَّسْويفِ مُنْقادَةٍ.
أَما يَكْفيكَ يا رَبِّ وَسيلَةً إِلَيكَ، وَذَريعَةً لَدَيْكَ، أَنَّني لِأَوْلِياءِكَ مُوالٍ وَفي مَحَبَّتِهِمْ مُغالٍ، أَما يَكْفيني أَنْ أَرُوحَ فيهِمْ مَظْلُوماً، أَوْ أَغْدُوَ مَكْظُوماً وَأَقْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً، وَبَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً.
أَما عِنْدَكَ يا رَبِّ بِهذِهِ حُرْمَةٌ لا تَضيعُ، وَذِمَّةٌ بِأَدْناها يُقْتَنَعُ، فَلَمْ تَمْنَعْني نَصْرُكَ يا رَبِّ وَها أَنَا ذا غَريقٌ وَتَدَعُني بِنارِ عَدُوِّكَ حَريقٌ.
أَتَجْعَلُ أَوْلِياءَكَ لِأَعْداءِكَ طَرائِدَ، وَلِمَكْرِهِمْ مَصائِدَ، وَتُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلائِدَ، وَأَنْتَ مالِكُ نُفُوسِهِمْ أَنْ لَوْ قَبَضْتَها جَمَدُوا، وَفي قَبْضَتِكَ مَوادُّ أَنْفاسِهِمْ لَوْ قَطَعْتَها خَمَدُوا، فَما يَمْنَعُكَ يا رَبِّ أنْ تَكُفَّ بَأْسَهُمْ وَتَنْزِعَ عَنْهُمْ مِنْ حِفْظِكَ لِباسَهُمْ، وَتُعْرِيَهُمْ مِنْ سَلامَةٍ بِها في أَرْضِكَ يَفْرَحُونَ، وَفي مَيْدانِ الْبَغْيِ عَلى عِبادِكَ يَمْرَحُونَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَدْرِكْني وَلَمْ يُدْرِكْنِي الْغَرَقُ وَتَدارَكْني وَلَمَّا غَيَّبَ شَمْسِي الشَّفَقَ.
إِلهي كَمْ مِنْ عَبْدِ خائِفٍ إِلْتَجَأَ عَلى سُلْطانٍ فَآبَ عَنْهُ مَحْفُوفاً بِأَمْنٍ وَأَمانٍ، أَفَأَقْصُدُ يا رَبِّ أَعْظَمَ مِنْ سُلْطانِكَ سُلْطاناً، أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسانِكَ إِحْساناً، أَمْ أَكْثَرَ مِنِ اقْتِدارِكَ اقْتِداراً، أمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصارِكَ انْتِصاراً.
اللّهم أَيْنَ أَيْنَ كِفايَتُكَ الَّتي هِيَ نُصْرَةُ الْمُسْتَغيثينَ مِنَ الْأَنامِ، وَأَيْنَ أَيْنَ عِنايَتُكَ الَّتي هِيَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدَفينَ لِجَوْرِ الْأَيَّامِ إِلَيَّ إِلَيَّ بِها، يا رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ، «إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ»(970).
مَوْلايَ تَرى تَحَيُّري في أَمْري، وَتَقَلُّبي في ضُرّي، وَانْطِوايَ عَلى حُرْقَةِ قَلْبي، وَحَرارَةِ صَدْري، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَجُدْ لي يا رَبِّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَمَخْرَجاً، يَسِّرْ لي يا رَبِّ نَحْوَ الْبُشْرى مَنْهَجاً وَاجْعَلْ يا رَبِّ مَنْ نَصَبَ لي حِبالاً لِيَصْرَعَني بِها صَريعاً فيما مَكَرَ، وَمَنْ حَفَرَ لي بِئْراً لِيُوقِعَني فيها أَنْ يَقَعَ فيما حَفَرَ.
وَاصْرِفِ اللّهم عَنّي مِنْ شَرِّهِ وَمَكْرِهِ، وَفَسادِهِ وَضُرِّهِ ما تَصْرِفُهُ عَمَّنْ قادَ نَفْسَهُ لِدينِ الدَّيَّانِ، وَمُنادٍ يُنادي لِلْإيمانِ.
إِلهي عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَضَعيفُكَ ضَعيفُكَ فَرِّجْ غَمَّهُ، فَقَدِ انْقَطَعَ كُلُّ حَبْلٍ إِلّا حَبْلُكَ، وَتَقَلَّصَ كُلُّ ظِلٍّ إِلّا ظِلُّكَ.
إِلهي دَعْوَتي هذِهِ إِنْ رَدَدْتَها أَيْنَ تُصادِفُ مَوْضِعَ الْإِجابَةِ، وَمَخيلَتي إِنْ كَذَّبْتَها أَيْنَ تُلاقي مَوْقِعَ الْإِصابَةِ، فَلا تَرُدَّ داعِيَ بابِكَ مَنْ لا يَعْرِفُ غَيْرَهُ باباً وَلا تَمْنَعْ دُونَ جَنابِكَ مَنْ لا يَعْرِفُ سِواهُ جَناباً، وتسجد وتقول:
إِلهي إِنَّ وَجْهاً إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ خَليقٌ بِأَنْ تُجيبَهُ، وَإِنَّ جَبيناً لَكَ بِابْتِهالِهِ سَجَدَ حَقيقٌ أَنْ يَبْلُغَ ما قَصَدَ، وَإِنَّ خَدّاً لَدَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ تَعَفَّرَ جَديرٌ بِأَنْ يَفُوزَ بِمُرادِهِ وَيَظْفَرَ، وَها أَنَا ذا يا إِلهي قَدْ تَرى تَعَفُّرَ خَدّي وَابْتِهالي وَاجْتِهادي في مَسْأَلَتِكَ، وَجِدّي فَتَلَقَّ يا رَبِّ رَغَباتي بِرَأْفَتِكَ قَبُولاً وَسَهِّلْ إِلَيَّ طَلِباتي بِعِزَّتِكَ وُصُولاً، وَذَلِّلْ لي قُطُوفَ ثَمَرَةِ إِجابَتِكَ تَذْليلاً.
إِلهي لا رُكْنَ أَشَدُّ مِنْكَ فَآوي إِلى رُكْنٍ شَديدٍ، وَقَدْ آوَيْتُ وَعَوَّلْتُ في قَضاءِ حَوائِجي عَلَيْكَ، وَلا قَوْلَ أَسَدُّ مِنْ دُعائِكَ فَأَسْتَظْهِرَ بِقَوْلٍ سَديدٍ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَما أَمَرْتَ، فَاسْتَجِبْ لي بِفَضْلِكَ كَما وَعَدْتَ، فَهَلْ بَقِيَ يا رَبِّ إِلّا أَنْ تُجيبَ وَتَرْحَمَ مِنّي الْبُكاءَ وَالنَّحيبَ.
يا مَنْ لا إِلهَ سِواهُ، يا مَنْ يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ، رَبِّ انْصُرْني عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمينَ، وَافْتَحْ لي وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ، وَالْطُفْ بي يا رَبِّ وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(971).
186) النسخة الثانية لدعاء العبرات
النسخة الثانية لدعاء العبرات فيها إضافات مهمّة: قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين: دعاء عظيم مرويّ عن القائم صلوات الله عليه(972) يدعى به في المهمّات العظام، ويسمّى دعاء العبرات وهو:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا راحِمَ الْعَبَراتِ، وَيا كاشِفَ الزَّفَراتِ(973)، أَنْتَ الَّذي تَقْشَعُ سَحابَ الْمِحَنِ، وَقَدْ أَمْسَتْ ثِقالاً، وَتَجْلُو ضَبابَ الْفِتَنِ، وَقَدْ سَحَبَتْ أَذْيالاً، وَتَجْعَلُ زَرْعَها هَشيماً، وَبُنْيانَها هَديماً، وَعِظامَها رَميماً، وَتَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غالِباً، وَالْمَطْلُوبَ طالِباً، وَالْمَقْهُورَ قاهِراً، وَالْمَقْدُورَ عَلَيْهِ قادِراً.
فَكَمْ مِنْ عَبْدٍ ناداكَ رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْتَ لَهُ مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً، فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْتَهُ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ، رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ثلاثاً.
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لي مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجِّرْ لي مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً لِيَلْتَقِيَ ماءُ فَرَجي عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَاحْمِلْني يا رَبِّ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ.
يا مَنْ إِذا وَلَجَ الْعَبْدُ في لَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ يَهيمُ، وَلَمْ يَجِدْ لَهُ صَريخاً يَصْرُخُهُ مِنْ وَلِيٍّ وَلا حَميمٍ، وَجَدَ يا رَبِّ مِنْ مَعُونَتِكَ صَريخاً مُغيثاً، وَوَلِيّاً يَطْلُبُهُ حَثيثاً، يُنْجيهِ مِنْ ضيقِ أَمْرِهِ وَحَرَجِهِ، وَيُظْهِرُ لَهُ أَعْلامَ فَرَجِهِ.
اللّهم فَيا مَنْ قُدْرَتُهُ قاهِرَةٌ، وَآياتُهُ باهِرَةٌ، وَنَقِماتُهُ قاصِمَةٌ لِكُلِّ جَبَّارٍ، دامِغَةٌ لِكُلِّ كَفُورٍ خَتَّارٍ، صَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ يا رَبِّ نَظْرَةً مِنْ نَظَراتِكَ رَحيمَةً، تَجْلي بِها عَنّي ظُلْمَةً عاكِفَةً مُقيمَةً مِنْ عاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّروُعُ، وَتَلِفَتْ مِنْهَا الزُّرُوعُ، وَانْهَمَلَتْ مِنْ أَجْلِهَا الدُّمُوعُ، وَاشْتَمَلَ لَها عَلَى الْقُلُوبِ الْيَأْسُ، وَخَرَّتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفاسُ.
إِلهي فَحِفْظاً حِفْظاً لِغَرائِسَ غَرْسُها بِيَدِ الرَّحْمانِ، وَشُرْبُها مِنْ ماءِ الْحَيَوانِ، وَنَجاتُها بِدُخُولِ الْجِنانِ، أَنْ تَكُونَ بِيَدِ الشَّيْطانِ تُحَزُّ، وَبِفَأْسِهِ تُقْطَعُ وَتُجَزُّ.
إِلهي فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حَريمِكَ دافِعاً، وَمَنْ أَجْدَرُ مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حِماكَ حارِساً وَمانِعاً. إِلهي إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هالَ فَهَوِّنْهُ، وَخَشُنَ فَأَلِنْهُ، وإِنَّ الْقُلُوبَ كاعَتْ فَطَمِّنْها، وَالنُّفُوسَ ارْتاعَتْ فَسَكِّنْها.
إِلهي إِلهي تَدارَكْ أَقْداماً زَلَّتْ، وَأَفْكاراً في مَهامَةِ الْحَيْرَةِ ضَلَّتْ، بِأَنْ رَأَتْ جَبْرَكَ عَلى كَسيرِها، وإِطْلاقَكَ لِأَسيرِها، وإِجارَتَكَ لِمُسْتَجيرِها أَجْحَفَ الضُّرُّ بِالْمَضْرُورِ، وَلَبَّى داعيهِ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ.
فَهَلْ يَحْسُنُ مِنْ عَدْلِكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَدَعَهُ فَريسَةَ الْبَلاءِ وَهُوَ لَكَ راجٍ، أَمْ هَلْ يَجْمُلُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ يَخُوضَ لُجَّةَ الْغَمَّاءِ وَهُوَ إِلَيْكَ لاجٍ.
مَوْلايَ لَئِنْ كُنْتُ لا أَشُقُّ عَلى نَفْسي فِي التُّقى، وَلا أَبْلُغُ في حَمْلِ أَعْباءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضى، وَلا أَنْتَظِمُ في سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْيا فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوى، ذُبْلُ الشِّفاهِ مِنَ الظَّماءِ، وَعُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكاءِ، بَلْ أَتَيْتُكَ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَظَهْرٍ ثَقيلٍ بِالْخَطايا وَالزَّلَلِ، وَنَفْسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتادَةٍ، وَلِدَواعِي الشَّهْوَةِ مُنْقادَةٍ.
أَما يَكْفيني يا رَبِّ وَسيلَةً إِلَيكَ، وَذَريعَةً لَدَيْكَ، أَ نَّني لِأَوْلِياءِ دينِكَ مُوالٍ، وَفي مَحَبَّتِهِمْ مُغالٍ، وَلِجِلْبابِ الْبَلاءِ فيهِمْ لابِسٌ، وَلِكِتابِ تَحَمُّلِ الْعَناءِ بِهِمْ دارِسٌ.
أَما يَكْفيني أَنْ أَرُوحَ فيهِمْ مَظْلُوماً، وَأَغْدُوَ مَكْظُوماً، وَأَقْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً، وَبَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً، أَما عِنْدَكَ يا مَوْلايَ بِهذِهِ حُرْمَةٌ لا تُضَيَّعُ، وَذِمَّةٌ بِأَدْناها تُقْتَنَعُ، فَلِمَ لا تَمْنَعُني يا رَبِّ وَها أَنَا ذا غَريقٌ، وَتَدَعُني هكَذا وَأَنَا بِنارِ عَدُوِّكَ حَريقٌ.
مَوْلايَ أَتَجْعَلُ أَوْلِياءَكَ لِأَعْداءِكَ طَرائِدَ، وَلِمَكْرِهِمْ مَصائِدَ، وَتُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلائِدَ، وَأَنْتَ مالِكُ نُفُوسِهِمْ، أَنْ لَوْ قَبَضْتَها جَمَدُوا، وَفي قَبْضَتِكَ مَوادُّ أَنْفاسِهِمْ، أَنْ لَوْ قَطَعْتَها خَمَدُوا، فَما يَمْنَعُكَ يا رَبِّ أَنْ تَكُفَّ بَأْسَهُمْ، وَتَنْزِعَ عَنْهُمْ مِنْ حِفْظِكَ لِباسَهُمْ، وَتُعَرّيهِمْ مِنْ سَلامَةٍ بِها في أَرْضِكَ يَسْرَحُونَ، وَفي مَيْدانِ الْبَغْيِ عَلى عِبادِكَ يَمْرَحُونَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَدْرِكْني وَلَمَّا يُدْرِكْنِي الْغَرَقُ، وَتَدارَكْني وَلَمَّا غَيَّبَ شَمْسِيَ الشَّفَقُ، إِلهي كَمْ مِنْ خائِفٍ التَجَأ إِلى سُلْطانٍ فَآبَ عَنْهُ مَحْفُوظاً بِأَمْنٍ وَأَمانٍ، أَفَأَقْصُدُ يا رَبِّ أَعْظَمَ مِنْ سُلْطانِكَ سُلْطاناً، أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسانِكَ إِحْساناً، أَمْ أَكْبَرَ مِنِ اقْتِدارِكَ اقْتِداراً، أَمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصارِكَ انْتِصاراً، ما عُذْري يا إِلهي إِذا حَرَمْتَ مِنْ حُسْنِ الْكَرامَةِ نائِلَكَ، وَأَنْتَ الَّذي لا تُخَيِّبُ آمِلَكَ وَلا تَرُدُّ سائِلَكَ.
إِلهي إِلهي أَيْنَ أَيْنَ كِفايَتُكَ الَّتي هِيَ نُصْرَةُ الْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الْأَنامِ، وَأَيْنَ أَيْنَ عِنايَتُكَ الَّتي هِيَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدَفينَ بِجَوْرِ الْأَيَّامِ، إِلَيَّ إِلَيَّ بِها يا رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ، إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.
مَوْلايَ تَرى تَحَيُّري في أَمْري، وَتَقَلُّبي في ضُرّي، وَانْطِوايَ عَلى حُرْقَةِ قَلْبي، وَحَرارَةِ صَدْري، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَجُدْ لي يا رَبِّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَيَسِّرْ لي يا رَبِّ نَحْوَ الْبُشْرى مَنْهَجاً.
وَاجْعَلْ يا رَبِّ مَنْ يَنْصِبُ لِيَ الْحِبالَةَ لِيَصْرَعَني بِها صَريعَ ما مَكَرَ، وَمَنْ يَحْفِرُ لِيَ الْبِئْرَ لِيُوقِعَني فيها واقِعاً فيما حَفَرَ، وَاصْرِفِ اللّهم عَنّي مِنْ شَرِّهِ وَمَكْرِهِ وَفَسادِهِ وَضُرِّهِ، ما تَصْرِفُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُتَّقينَ، وَعَمَّنْ قادَ نَفْسَهُ لِدينِ الدَّيَّانِ، وَمُنادٍ يُنادي لِلْإيمانِ.
إِلهي عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، ضَعيفُكَ ضَعيفُكَ فَرِّجْ غُمَّتَهُ، فَقَدِ انْقَطَعَ بِهِ كُلُّ حَبْلٍ إِلّا حَبْلَكَ، وَتَقَلَّبَ عَنْهُ كُلُّ ظِلٍّ إِلّا ظِلَّكَ.
مَوْلايَ دَعْوَتي هذِهِ إِنْ رَدَدْتَها أَيْنَ تُصادِفُ مَوْضِعَ الْإِجابَةِ، وَمَخْيَلَتي هذِهِ إِنْ كَذَّبْتَها أَيْنَ تُلاقي مَوْضِعَ الْإِعانَةِ، فَلا تَرُدَّ عَنْ بابِكَ مَنْ لا يَعْلَمُ غَيْرَهُ باباً، وَلا تَمْنَعُ دُونَ جَنابِكَ مَنْ لا يَعْلَمُ سِواهُ جَناباً.
ثمّ اسجد وقل: إِلهي إِنَّ وَجْهاً إِلَيْكَ في رَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ خَليقٌ بِأَنْ تُجيبَهُ، وإِنَّ جَبيناً لَكَ بِابْتِهالِهِ سَجَدَ حَقيقٌ أَنْ يَبْلُغَ ما قَصَدَ، وإِنَّ خَدّاً لَدَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ تَعَفَّرَ جَديرٌ أَنْ يَفُوزَ بِمُرادِهِ وَيَظْفَرَ، وَها أَنَا ذا يا إِلهي قَدْ تَرى تَعْفيرَ خَدّي وَاجْتِهادي في مَسْأَلَتِكَ وَجِدّي، فَتَلَقَّ يا رَبِّ رَغَباتي بِرَحْمَتِكَ قَبُولاً، وَسَهِّلْ إِلى طَلِباتي بِرَأْفَتِكَ وُصُولاً، وَذَلِّلْ قُطُوفَ ثَمَرَةِ إِجابَتِكَ لي تَذْليلاً.
إِلهي فَإِذا قامَ ذُو حاجَةٍ بِحاجَتِهِ شَفيعاً، فَوَجَدْتَهُ مُمْتَنِعَ النَّجاحِ سَهْلَ الْقِيادِ مُطيعاً، فَإِنّي أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِكَرامَتِكَ، وَالصَّفْوَةِ مِنْ أَنامِكَ الَّذينَ أَنْشأْتَ لَهُمْ ما تُظِلُّ وَتُقِلُّ، وَبَرَأْتَ ما يَدُقُّ وَيَجِلُّ.
أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِأَوَّلِ مَنْ تَوَّجْتَهُ تاجَ الْجَلالَةِ، وَأَحْلَلْتَهُ مِنَ الْفِطْرَةِ الرُّوحانِيَّةِ مَحَلَّ السُّلالَةِ، حُجَّتِكَ في خَلْقِكَ، وَأَمينِكَ عَلى عِبادِكَ، مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ (صلّى الله عليه وآله)، وَبِمَنْ جَعَلْتَهُ لِنُورِهِ مَغْرِباً، وَعَنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ مُعْرِباً، سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ وإِمامِ الْأَتْقِياءِ، يَعْسُوبِ الدّينِ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَأَبِي الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ عَلِيٍّ أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِخِيَرَةِ الْأَخْيارِ، وَاُمِّ الْأَنْوارِ، اَلْإِنْسِيَّةِ الْحَوْراءِ، اَلْبَتُولِ الْعَذْراءِ، فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَبِقُرَّتَيْ عَيْنِ الرَّسُولِ، وَثَمَرَتَيْ فُؤادِ الْبَتُولِ، اَلسَّيِّدَيْنِ الْإِمامَيْنِ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَأَبي عبد الله الْحُسَيْنِ، وَبِالسَّجَّادِ زَيْنِ الْعِبادِ، ذِي الثَّفَناتِ، راهِبِ الْعَرَبِ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَبِالْإِمامِ الْعالِمِ، وَالسَّيِّدِ الْحاكِمِ، اَلنَّجْمِ الزَّاهِرِ، وَالْقَمَرِ الْباهِرِ مَوْلايَ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ، وَبِالْإِمامِ الصَّادِقِ، مُبَيِّنِ الْمُشْكِلاتِ، مُظْهِرِ الْحَقائِقِ، اَلْمُفْحِمِ بِحُجَّتِهِ كُلَّ ناطِقٍ، مُخْرِسِ أَلْسِنَةِ أَهْلِ الْجِدالِ، مَساكِنِ الشَّقاشِقِ مَوْلايَ جَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَبِالْإِمامِ التَّقِيِّ وَالْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ، وَالنُّورِ الْأَحْمَدِيِّ، اَلنُّورِ الْأَنْوَرِ، وَالضِّياءِ الْأَزْهَرِ مَوْلايَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ.
وَبِالْإِمامِ الْمُرتَضى، وَالسَّيْفِ الْمُنْتَضى، وَالرَّاضي بِالقَضا مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَبِالْإِمامِ الْأَمْجَدِ، وَالْبابِ الْأَقْصَدِ، وَالطَّريقِ الْأَرْشَدِ، وَالْعالِمِ الْمُؤَيَّدِ، يَنْبُوعِ الْحِكَمِ، وَمِصْباحِ الظُّلَمِ، سَيِّدِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، اَلْهادي إِلىَ الرَّشادِ، وَالْمُوَفَّقِ بِالتَّأْييدِ وَالسِّدادِ مَوْلايَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ.
وَبِالْإِمامِ مِنْحَةِ الْجَبَّارِ، وَوالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهارِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْلُودِ بِالْعَسْكَرِ، اَلَّذي حَذَّرَ بِمَواعِظِهِ وأَنْذَرَ، وَبِالْإِمامِ الْمُنَزَّهِ عَنِ الْمَآثِمِ، اَلْمُطَهَّرِ مِنَ الْمَظالِمِ، اَلْحِبْرِ الْعالِمِ، رَبيعِ الْأَنامِ، وَبَدْرِ الظَّلامِ، اَلتَّقِيِّ النَّقِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، مَوْلايَ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْحَفيظِ الْعَليمِ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ، وَالْأَبِ الرَّحيمِ الَّذي مَلَّكْتَهُ أَزِمَّةَ الْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، صاحِبِ النَّقيبَةِ الْمَيْمُونَةِ، وَقاصِفِ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ، مُكَلِّمِ النَّاسِ فِي الْمَهْدِ، وَالدَّالِّ عَلى مِنْهاجِ الرُّشْدِ، اَلْغائِبِ عَنِ الْأَبْصارِ، اَلْحاضِرِ فِي الْأَمْصارِ، اَلْغائِبِ عَنِ الْعُيُونِ، اَلْحاضِرِ فِي الْأَفْكارِ، بَقِيَّةِ الْأَخْيارِ، اَلْوارِثِ لِذِي الْفِقارِ، الَّذي يَظْهَرُ في بَيْتِ الله ذِي الْأَسْتارِ، اَلْعالِمِ الْمُطَهَّرِ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ التَّحِيَّاتِ وَأَعْظَمُ الْبَرَكاتِ، وَأَتَمُّ الصَّلَواتِ.
اللّهم فَهؤُلاءِ مَعاقِلي إِلَيْكَ في طَلِباتي وَوَسائِلي، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ صلاة لا يَعْرِفُ سِواكَ مَقاديرَها، وَلا يَبْلُغُ كَثيرُ هِمَمِ الْخَلائِقِ صَغيرَها، وَكُنْ لي بِهِمْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي، وَحَقِّقْ لي بِمَقاديرِكَ تَهْيِئَةَ التَّمَنّي.
إِلهي لا رُكْنَ لي أَشَدُّ مِنْكَ، فَآوي إِلى رُكْنٍ شَديدٍ، وَلا قَوْلَ لي أَسَدُّ مِنْ دُعائِكَ، فَأَسْتَظْهِرُكَ بِقَوْلٍ سَديدٍ، وَلا شَفيعَ لي إِلَيْكَ أَوْجَهُ مِنْ هؤُلاءِ فَآتيكَ بِشَفيعٍ وَديدٍ، وَقَدْ أَوَيْتُ إِلَيْكَ، وَعَوَّلْتُ في قَضاءِ حَوائِجي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتُكَ كَما أَمَرْتَ، فَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَ، فَهَلْ بَقِيَ يا رَبِّ غَيْرَ أَنْ تُجيبَ وَتَرْحَمَ مِنِّي الْبُكاءَ وَالنَّحيبَ.
يا مَنْ لا إِلهَ سِواهُ، يا مَنْ يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ، يا كاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ، يا راحِمَ عَبْرَةِ يَعْقُوبَ، إِغْفِرْ لي وَارْحَمْني، وَانْصُرْني عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرينَ، وَافْتَحْ لي وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ، وَالْطُفْ بي يا رَبِّ وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ(974).
ونختم هذا الباب بدعاء زكريّاء النبيّ (عليه السلام) المنقول عن مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه
سعد بن عبد الله قال: سألت القائم (عليه السلام) عن تأويل كهيعص، قال (عليه السلام):
هذه الحروف من أنباء الغيب اطّلع الله عليها عبده زكريّا ثمّ قصّها على محمّد عليه وآله السّلام وذلك أنّ زكريّا (عليه السلام) سأل الله ربّه: أن يعلمه الأسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا إذا ذكر محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن سُرّى عنه همّه، وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة.
فقال (عليه السلام) - ذات يوم -: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته فقال:
«كهيعص»(975) فالكاف اسم كربلا، والهاء هلاك العترة الطاهرة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره.
فلمّا سمع ذلك زكريّا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام، ومنع فيهنّ الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب وكان يرثيه:
إِلهي أَتَفْجَعُ خَيْرَ جَميعِ خَلْقِكَ بِوَلَدِهِ؟
إِلهي أَتُنْزِلُ بَلْوى هذِهِ الرَّزِيَّةِ بِفِنائِهِ؟
إِلهي أَتَلْبِسُ عَلِيّاً وَفاطِمَةَ ثِيابَ هذِهِ الْمُصيبَةِ؟
إِلهي أتَحُلُّ كُرْبَةَ هذِهِ الْمُصْيبَةِ بِساحَتِهِما؟
ثمّ كان يقول: إِلهي اُرْزُقْني وَلَداً تُقِرُّ بِهِ عَيْني عَلَى الْكِبَرِ، فَإِذا رَزَقْتَنيهِ فَافْتُنّي بِحُبِّهِ، ثُمَّ افْجَعْني بِهِ كَما تَفْجَعُ مُحَمّداً حَبيبَكَ بِوَلَدِهِ.
فرزقه الله يحيى، وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (عليه السلام) كذلك(976).

(9) - في الاستخارات المرويّة عن مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه

الاستخارات
نذكر في هذا الباب ما تقرّ به عينك، وتسكن به فؤادك من روائح الغيب(977) لتجد مفتاح الفرج(978)، وتصل إلى مقام الإنارة(979)، وتقدر على فتح الأبواب(980).
هذا ما قد منّ الله علينا لإرشاد المستبصر(981)، فخذ ما نروي لك عن وليّ عالم الماديّات والمعنويّات في الاستخارات(982)، لهداية المسترشدين(983)؛ فإن كنت من الشائقين فتلك مفاتح الغيب(984) في يدك، فخذ واغتنم، وذلك مشروط بأن تعلم شرايط الاستخارة(985)، حتّى تعرف منهاج المستخير(986)، وتستفيد من مفتاح الغيب ومصباح الوحي(987).
ولمّا كانت الاستخارة من أنواع الدعاء وقد شرحنا آدابه في مقدّمة الكتاب فراجعها حتّى تكون على بصيرة من الأمر، وللتأكيد نقول:
إنّ من أهمّ ما يلزم على الداعي والمستخير رعايته، هو تطهير القلب عن ما هو يوجب غضب الرحمن وتحصيل اليقين والاطمئنان؛ لأنّ هذا هو الأساس في الدعاء والتوسّل، فإذا كانت الاستخارة مع آدابها وشرائطها لا يقبض المستخير القبضة باختياره، بل القبض يكون باختيار الله الّذي استخاره.
فعلى هذا، الاستخارة إذا كانت صحيحة فاختيار القبضة في السبحة، أو الرقعة في الرقاع، أو الصفحة من الكتاب، يكون بإرادة الله تعالى ولا اختيار للمستخير؛ وإن لم تكن مع آدابها وشرائطها فلا اعتبار لها.
فلابدّ للمستخير من تطهير القلب وتحصيل اليقين ليقدر على التوجّه إلى الله تعالى، والمستخير إن لم يكن له اعتقاد ويقين باستخارته فلا اعتبار لها.
قال السيّد الأجلّ في أحوال بعض الناس: قوم من عوام العباد، ما في قلوبهم يقين، ولا قوّة معرفة، ولا وثوق بسلطان المعاد، لأنّهم ما تسكن نفوسهم إلّا إلى مشاورة من يشاهدونه ويأنسون به ويعرفونه من الأنام، والله جلّ جلاله ما تصحّ عليه المشاهدة، وليس لهم اُنس قوّة المعرفة له ولا لذّة الوثوق به، ولا يعرفون للمشاورة له فائدة عندهم من قصور الأفهام.

ومَن يكُ ذا فم مرّ مريض * * * يجد مرّاً به الماء الزلالا

وهؤلاء من قبيل الّذين ذكرهم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه الرائقة:
همجٌ رعاع، لا يعبأ الله بهم، أتباع كلّ ناعق وناعقة(988).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار:
الفتح: قال (قدّس سرّه): إعلم أنّي ما وجدت حديثاً صريحاً أنّ الإنسان يستخير لسواه، لكن وجدت أحاديث كثيرة تتضمّن الحثّ على قضاء حوائج الإخوان من الله جلّ جلاله بالدّعوات، وساير التوسّلات، حتّى رأيت في الأخبار من فوايد الدّعاء للإخوان ما لا أحتاج إلى ذكره الآن، لظهوره بين الأعيان، والاستخارات على ساير الرّوايات هي من جملة الحاجات، ومن جملة الدّعوات، واستخارة الإنسان عن غيره داخلة في عموم الأخبار الواردة بما ذكرناه، لأنّ الإنسان إذا كلّفه غيره من الأخوان الاستخارة في بعض الحاجات، فقد صارت الحاجة للّذي يباشر الاستخارات فيستخير لنفسه، وللّذي يكلّفه الاستخارة:
أمّا استخارته لنفسه بأنّه هل المصلحة للّذي يباشر الاستخارة في القول لمن يكلّفه الاستخارة، وهل المصلحة للّذي يكلّفه الاستخارة في الفعل أو الترك، وهذا ممّا يدخل تحت عموم الرّوايات بالاستخارات، وبقضاء الحاجات، وما يتوقّف هذا على شيء يختصّ به في الروايات.
بيان: ما ذكره السيّد من جواز الاستخارة للغير لا يخلو من قوّة للعمومات لاسيّما إذا قصد النائب لنفسه أن يقول للمستخير أفعل أم لا؟ كما أومأ إليه السيّد، وهو حيلة لدخولها تحت الأخبار الخاصّة، لكنّ الأولى والأحوط أن يستخير صاحب الحاجة لنفسه، لأنّا لم نر خبراً ورد فيه التوكيل في ذلك، ولو كان ذلك جائزاً أو راجحاً لكان الأصحاب يلتمسون من الأئمّة (عليهم السلام) ذلك، ولو كان ذلك لكان منقولاً لا أقلّ في رواية، مع أنّ المضطرّ أولى بالإجابة ودعاؤه أقرب إلى الخلوص عن نيّة(989).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) أيضاً في بحار الأنوار:
أظنّ أنّه قد اتّضح لك ممّا قرع سمعك ومرّ عليه نظرك في الأبواب السّابقة أنّ الأصل في الاستخارة الّذي يدلّ عليه أكثر الأخبار المعتبرة، هو أن لا يكون الإنسان مستبدّاً برأيه، معتمداً على نظره وعقله، بل يتوسّل بربّه تعالى ويتوكّل عليه في جميع اُموره، ويقرّ عنده بجهله بمصالحه، ويفوّض جميع ذلك إليه، ويطلب منه أن يأتي بما هو خير له في اُخراه واُولاه، كما هو شأن العبد الجاهل العاجز مع مولاه العالم القادر، فيدعو بأحد الوجوه المتقدّمة مع الصّلاة أو بدونها، بل بما يخطر بباله من الدّعاء إن لم يحضره شيء من ذلك، للأخبار العامّة؛ ثمّ يأخذ فيما يريد ثمّ يرضى بكلّ ما يترتّب على فعله من نفع أو ضرّ.
وبعد ذلك الاستخارة من الله سبحانه ثمّ العمل بما يقع في قلبه ويغلب على ظنّه أنّه أصلح له، وبعده الاستخارة بالاستشارة بالمؤمنين، وبعده الاستخارة بالرّقاع أو البنادق أو القرعة بالسّبحة والحصا أو التفؤّل بالقرآن الكريم.
والظاهر جواز جميع ذلك كما اختاره أكثر أصحابنا، وأوردوها في كتبهم الفقهيّة والدّعوات وغيرها، وقد اطّلعت ههنا على بعضها، وأنكر ابن إدريس الشقوق الأخيرة، وقال إنّها من أضعف أخبار الآحاد، وشواذّ الأخبار، لأنّ رواتها فطحيّة ملعونون، مثل زرعة وسماعة وغيرهما، فلا يلتفت إلى ما اختصّا بروايته، ولا يعرّج عليه، قال: والمحصّلون من أصحابنا ما يختارون في كتب الفقه إلاّ ما اخترناه، ولا يذكرون البنادق والرّقاع والقرعة إلاّ في كتب العبادات؛ دون كتب الفقه وذكر أنّ الشيخين وابن البرّاج لم يذكروها في كتبهم الفقهيّة، ووافقه المحقّق فقال: وأمّا الرقاع وما يتضمّن افعل ولا تفعل، ففي حيّز الشذوذ، فلا عبرة بهما.
وأصل هذا الكلام من المفيد رحمة الله عليه في المقنعة حيث أورد أوّلاً أخبار الاستخارة بالدّعاء والاستشارة وغيرهما ممّا ذكرنا أوّلاً، ثمّ أورد استخارة ذات الرّقاع وكيفيّتها ثمّ قال: قال الشيخ: وهذه الرّواية شاذّة ليست كالّذي تقدّم لكنّا أوردناها للرّخصة دون تحقيق العمل بها انتهى؛ ولعلّه ممّا ألحقه أخيراً في الهامش فأدرجوه في المتن.
وقال السيّد بن طاووس (رحمه الله): عندي من المقنعة نسخة عتيقة جليلة كتبت في حياة المفيد رضى الله عنه، وليست فيه هذه الزيادة، ولعلّها قد كانت من كلام غير المفيد على حاشية المقنعة فنقلها بعض الناسخين فصارت في الأصل، ثمّ أوّلها على تقدير كونها من الشيخ بتأويلات كثيرة، وأجاب عن كلام المحقّق وابن إدريس (رحمه الله) بوجوه شتّى لم نتعرّض لها لقلّة الجدوى.
وقال الشهيد رفع الله درجته في الذكرى: وإنكار ابن إدريس الاستخارة بالرّقاع لا مأخذ له مع اشتهارها بين الأصحاب، وعدم رادّ لها سواه، ومن أخذ مأخذه، كالشيخ نجم الدّين.
قال: وكيف تكون شاذّة وقد دوّنها المحدّثون في كتبهم، والمصنّفون في مصنّفاتهم، وقد صنّف السيّد العالم العابد صاحب الكرامات الظّاهرة والمآثر الباهرة، رضي الدين أبو الحسن عليّ بن طاووس الحسني (رحمه الله) كتاباً ضخماً في الاستخارات واعتمد فيه على رواية الرّقاع، وذكر من آثارها عجائب وغرائب، أراه الله تعالى إيّاها، وقال: إذا توالى الأمر في الرّقاع فهو خير محض، وإن توالى النّهي فذلك الأمر شرّ محض، وإن تفرّقت كان الخير والشرّ موزّعاً بحسب تفرّقها على أزمنة ذلك الأمر بحسب ترتّبها(990).
هل للاستخارة وقت خاصّ أم لا؟
المولى محسن الكاشاني في تقويم المحسنين: إذا أردت أن تستخير بكلام الله الملك العلاّم، فاختر ساعة تصلح لذلك، ليكون على حسب المرام، على ما هو المشهور، وإن لم تجد على ذلك حديثاً عن أهل البيت (عليهم السلام):
يوم الأحد: جيّد إلى الظهر، ثمّ من العصر إلى المغرب.
يوم الاثنين: جيّد إلى طلوع الشمس، ثمّ من الضحى إلى الظهر، ومن العصر إلى العشاء الآخرة.
يوم الثلاثاء: جيّد من الضحى إلى الظهر، ثمّ من العصر إلى العشاء الآخرة.
يوم الأربعاء: جيّد إلى الظهر، ثمّ من العصر إلى العشاء الآخرة.
يوم الخميس: جيّد إلى طلوع الشمس، ثمّ من الظهر إلى العشاء الآخرة.
يوم الجمعة: جيّد إلى طلوع الشمس، ثمّ من الزوال إلى العصر.
يوم السبت: جيّد إلى الضحى، ثمّ من الزوال إلى العصر.
قلت: وفي غير موضع من المجاميع، بل المؤلّفات، نسبته إلى الصادق (عليه السلام)(991).
لزوم الاستخارة
قال الشيخ الأقدم المفيد في الرّسالة العزيّة ما هذا لفظه: باب صلاة الاستخارة، وإذا عرض للعبد المؤمن أمران فيما يخطر بباله، من مصالحه في أمر دنياه كسفره وإقامته ومعيشته في صنوف يعرض له الفكر فيها، أو عند نكاح وتركه وابتياع أمة أو عبد ونحو ذلك، فمن السنّة أن لا يهجم على أحد الأمرين، وليتوقّ حتّى يستخير الله (عزَّ وجلَّ)، فإذا استخاره عزم على ما خطر بباله على الأقوى في نفسه، فإن ساوت ظنونه فيه، توكّل على الله تعالى وفعل ما يتّفق له منه، فإنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقضي له بالخير إنشاء الله تعالى.
ولا ينبغي للإنسان أن يستخير الله في فعل شيء نهاه عنه، ولا حاجة به في استخارة لأداء فرض، وإنّما الاستخارة في المباح وترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما، كالجهاد والحجّ تطوّعاً، أو السفر لزيارة مشهد دون مشهد، أو صلة أخ مؤمن وصلة غيره بمثل ما يريد صلة الآخر به، ونحو ذلك(992).
دعاء الاستخارة آخر مرسوم خرج عن الناحية المقدّسة
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: لقد وجدت من دعوات النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة (عليهم السلام) في الاستخارات ما يُفهم منه قوّة العناية منه (عليه السلام) ومنهم صلوات الله عليهم بها، وتعظيمهم لها، حتّى لقد وجدت أنّها من جملة أسرار الله (عزَّ وجلَّ) الّتي أسرّها إلى النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا اُسري به إلى السّماء وأنّها من أهمّ المهام. ووجدت أنّ آخر مرسوم خرج عن مولانا المهديّ (عليه السلام) وعلى آبائه الطاهرين دعاء الاستخارة، وهذا حجّة بالغة عند العارفين(993).
187) الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في الاستخارات
دعاء مولانا المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين في الاستخارات، وهو آخر ما خرج من مقدّس حضرته أيّام الوكالات.
روى محمّد بن عليّ بن محمّد في كتاب جامع له، ما هذا لفظه: استخارة الأسماء الّتي عليها العمل، ويدعو بها في صلاة الحاجة وغيرها، ذكر أبو دُلَف محمّد بن المظفّر رحمة الله عليه أنّها آخر ما خرج:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي عَزَمْتَ بِهِ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، فَقُلْتَ لَهُما «إِئْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعينَ»(994)، وَبِاسْمِكَ الَّذي عَزَمْتَ بِهِ عَلى عَصا مُوسى، «فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ»(995).
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي صَرَفْتَ بِهِ قُلُوبَ السَّحَرَةِ إِلَيْكَ، حَتَّى «قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمينَ * رَبِّ مُوسى وَهارُونَ»(996)، أَنْتَ الله رَبُّ الْعالَمينَ، وَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي تُبْلي بِها كُلَّ جَديدٍ، وَتُجَدِّدُ بِها كُلَّ بالٍ.
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ، وَبِكُلِّ حَقٍّ جَعَلْتَهُ عَلَيْكَ، إِنْ كانَ هذَا الْأَمْرُ خَيْراً لي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ تَسْليماً، وَتُهَيِّئَهُ لي، وَتُسَهِّلَهُ عَلَيَّ، وَتُلَطِّفَ لي فيهِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
وإِنْ كانَ شَرّاً لي في ديني وَدُنيايَ وَآخِرَتي، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ تَسْليماً، وَأَنْ تَصْرِفَهُ عَنّي بِما شِئْتَ، وَكَيْفَ شِئْتَ، (وَحَيْثُ شِئْتَ)، وَتُرْضِيَني بِقَضائِكَ، وَتُبارِكَ لي في قَدَرِكَ، حَتَّى لا اُحِبَّ تَعْجيلَ شيء أَخَّرْتَهُ، وَلا تَأْخيرَ شيء عَجَّلْتَهُ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ(997)، يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ(998).
نكتةٌ مهمّة
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: لعلّ يسبق إلى بعض الخواطر أنّ مولانا المهديّ صلوات الله عليه لمّا جاءت الغيبة الطويلة جعل هذا - دعاء الاستخارة - عند ذوي البصائر عوضاً عن لقائه ومشاورته، وينبّههم بذلك على جلالة فضل مشاورة الله جلّ جلاله واستخارته، فإنّ هذا الدعاء ما عرفت فيما وقفت عليه أنّ أحداً طلبه منه، وإنّما صدر ابتداءً عنه في آخر المهمّات، وهذا مفهوم عند ذوي البصائر والديانات(999).
ما قاله أرواحنا فداه في جواز الاستخارة بالصلاة والرقاع وعدم جوازها بالخواتيم
... وسأل عن الرّجل تعرض له حاجة ممّا لا يدري أن يفعلها أم لا؟ فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما: نعم إفعل، وفي الآخر: لا تفعل، فيستخير الله مراراً(1000)، ثمّ يرى فيهما، فيخرج أحدهما فيعمل بما يخرج، فهل يجوز ذلك أم لا؟ والعامل به والتّارك له هو مثل الاستخارة أم هو سوى ذلك؟
فأجاب (عليه السلام): الّذي سنّه العالم (عليه السلام) في هذه الاستخارة بالرّقاع والصّلاة(1001).
188) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالقرآن
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في فتح الأبواب: حدّثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي (رضوان الله عليه) بمشهد الكاظم صلوات الله عليه في صفة الفال في المصحف [بثلاث روايات من غير صلاة(1002)، فقال:
الرواية الاُولى:
تأخذ المصحف(1003)] وتدعو فتقول(1004):
اللّهم إِنْ كانَ مِنْ(1005) قَضائِكَ وَقَدَرِكَ أَنْ تَمُنَّ عَلى اُمَّةِ نَبِيِّكَ بِظُهُورِ وَلِيِّكَ وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، فَعَجِّلْ ذلِكَ، وَسَهِّلْهُ وَيَسِّرْهُ وَكَمِّلْهُ، وَأَخْرِجْ لي آيَةً أَسْتَدِلُّ بِها عَلى أَمْرٍ فَأَئْتَمِرُ، أَوْ نَهْيٍ فَأَنْتَهي (أو ما تريد الفال فيه) في عافِيَةٍ.
ثمّ تعدّ سبع أوراق، ثمّ تعدّ في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستّة أسطر وتتفأّل بما يكون في السطر السابع.
الرواية الثانية:
وقال في رواية اُخرى: إنّه يدعو بالدعاء، ثمّ يفتح المصحف الشريف، ويعدّ سبع قوائم، ويعدّ ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة، وما في الوجهة الاُولى من الورقة الثامنة من لفظ إسم الله جلّ جلاله، ثمّ يعدّ قوائم بعدد لفظ إسم الله، ثمّ يعدّ من الوجهة الثانية من القائمة الّتي ينتهي العدد إليها، ومن غيرها ممّا يأتي بعدها سطوراً بعدد لفظ إسم الله جلّ جلاله، ويتفأّل بآخر سطر من ذلك.
الرواية الثالثة:
وقال في الرواية الثالثة: إنّه إذا دعا بالدعاء عدّ ثماني قوائم، ثمّ يعدّ في الوجهة الاُولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطراً، ويتفأّل بما في السطر الحادي عشر، وهذا ما سمعناه في الفال بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه(1006).
189) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالقرآن
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): وجدت بخطّ جدّ شيخنا البهائي الشيخ شمس الدّين محمّد بن عليّ بن الحسن الجباعي قدّس الله أرواحهم، نقلاً من خطّ الشهيد نور الله ضريحه، نقلاً من خطّ محمّد بن أحمد بن الحسين بن عليّ بن زياد قال: أخبرنا الشيخ الأوحد محمّد بن الحسن الطوسي إجازة عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل، عن محمّد بن جعفر المؤدّب، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سيف، عن المفضّل بن عمر قال: بينما نحن عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ تذاكرنا اُمَّ الكتاب، فقال رجل من القوم: جعلني الله فداك إنّا ربّما هممنا بالحاجة، فنتناول المصحف، فنتفكّر في الحاجة الّتي نريدها، ثمَّ نفتح في أوّل الوقت فنستدلُّ بذلك على حاجتنا.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وتحسنون؟ والله ما تحسنون.
قلت: جعلت فداك وكيف نصنع؟
قال:
إذا كان لأحدكم حاجة، وهمَّ بها، فليصلِّ صلاة جعفر، وليدع بدعائها، فإذا فرغ من ذلك، فليأخذ المصحف، ثمّ ينو فرج آل محمّد بدءاً وعوداً، ثمّ يقول:
اللّهم إِنْ كانَ في قَضائِكَ وَقَدَرِكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنْ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ في خَلْقِكَ في عامِنا هذا أَوْ(1007) في شَهْرِنا هذا، فَأَخْرِجْ لَنا آيَةً(1008) مِنْ كِتابِكَ نَسْتَدِلُّ بِها عَلى ذلِكَ.
ثمّ يعدّ سبع ورقات ويعدّ عشرة أسطر من خلف الورقة السابعة، وينظر ما يأتيه في الأحد عشر من السّطور، فإنّه يبيّن لك حاجتك، ثمّ تعيد الفعل ثانية لنفسك.
بيان: قوله (عليه السلام): وليدع بدعائها أقول: لا يبعد أن يكون اشارة إلى الدّعاء الّذي قدّمناه في كيفيّة صلاة جعفر برواية المفضّل بن عمر، لاتّحاد الرّاوي فيهما(1009).
190) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في دعاء آخر للاستخارة بالقرآن
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): وجدت في بعض مؤلّفات أصحابنا أنّه قال: ممّا نقل من خطّ الشيخ يوسف بن الحسين القطيفي (رحمه الله) ما هذا صورته: نقلت من خطّ الشيخ العلّامة جمال الدّين الحسن بن المطهّر طاب ثراه: روي عن الصّادق (عليه السلام) قال:
إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز، فقل بعد البسملة:
إِنْ كانَ في قَضائِكَ وَقَدَرِكَ أَنْ تُمَنَّ عَلى شيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِفَرَجِ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، فَأَخْرِجْ إِلَيْنا آيَةً مِنْ كِتابِكَ، نَسْتَدِلُّ بِها عَلى ذلِكَ.
ثمّ تفتح المصحف، وتعدّ ستّ ورقات، ومن السّابعة ستّة أسطر، وتنظر ما فيه.
بيان: الظاهر أنّه سقط منه، ثمّ تعيد الفعل لنفسك(1010).
191) كيفيّة الاستخارة بالقرآن المنقول عن الآخوند الهمداني (رحمه الله)
نقل عن المرحوم الآخوند ملّا على الهمداني، سئلت صاحب الفضيلة أحمد القمي - ابو الشيخ محمّد تقى قمي، مؤسّس دار التقريب في المصر - عن كيفيّة الاستخارة فقال: بعد قراءة بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ - قال الآخوند: يقرأ البسملة رجاء - يقرأ هذا الدعاء:
إِلهي بِحَقِّ فاطِمَةَ وَأَبيها وَبَعْلِها وَبَنيها وَالسِّرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فيها أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
ثمّ يفتح القرآن، فالآية في أوّل الصفحة كالوحي المنزل.
ثمّ قال: وما سئلت عن الشيخ احمد القمي عن مدرك قوله لجلالة شأنه.
أقول: يمكن صدور هذه الاستخارة عن الناحية المقدّسة؛ كما قلنا ذلك في الصلوات المذكورة: اللّهم صلّ على فاطمة وأبيها و....
192) الاستخارة بالرقاع المرويّة عن مولانا الحجّة صلوات الله عليه
الاستخارة المرويّة عن مولانا الحجّة صاحب الزمان صلوات الله عليه:
تكتب في رقعتين خِيَرَةٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ لِفُلانِ بْنِ فُلانَةٍ(1011) وتكتب في إحداهما: إِفْعَلْ وفي الاُخرى: لا تَفْعَلْ، وتترك في بندقتين من طين، وترمي في قدح فيه ماء، ثمّ تتطهّر وتصلّي، وتدعو عقيبهما:
اللّهم إِنّي أَسْتَخيرُكَ خِيارَ مَنْ فَوَّضَ إِلَيْكَ أَمْرَهُ، وَأَسْلَمَ إِلَيْكَ نَفْسَهُ، وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ في أَمْرِهِ، وَاسْتَسْلَمَ بِكَ فيما نَزَلَ بِهِ مِنْ أَمْرِهِ.
اللّهم خِرْ لي وَلا تَخِرْ عَلَيَّ، وَأَعِنّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَمَكِّنّي وَلا تُمَكِّنْ مِنّي، وَاهْدِني لِلْخَيْرِ وَلا تُضِلَّني، وَأَرْضِني بِقَضائِكَ، وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتُعْطي ما تُريدُ.
اللّهم إِنْ كانَتِ الْخِيَرَةُ لي في أَمْري هذا وَهُوَ كَذا وَكَذا، فَمَكِّنّي مِنْهُ، وَأَقْدِرْني عَلَيْهِ، وَأْمُرْني بِفِعْلِهِ، وَأَوْضِحْ لي طَريقَ الْهِدايَةِ إِلَيْهِ، وإِنْ كانَ اللّهم غَيْرَ ذلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنّي إِلَى الَّذي هُوَ خَيْرٌ لي مِنْهُ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تسجد وتقول فيها: أَسْتَخيرُ الله خِيَرَةً في عافِيَةٍ مائة مرّة، ثمّ ترفع رأسك، وتتوقّع البنادق، فإذا خرجت الرقعة من الماء، فاعمل(1012) بمقتضاها إن شاء الله تعالى(1013).
انواع الاستخارة بالتسبيح المرويّة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
193) الاستخارة الاُولى بالسبحة
قال العلّامة في مصباحه: أنّ هذه الاستخارة مرويّة عن صاحب الأمر أرواحنا فداه وهي أن يقرأ الحمد عشراً، فثلاثاً، فمرّة، ثمّ يقرأ القدر عشراً، ثمّ يقول ثلاثاً:
اللّهم إِنّي أَسْتَخيرُكَ لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الْاُمُورِ، وَأَسْتَشيرُكَ لِحُسْنِ ظَنّي بِكَ فِي الْمَأْمُولِ وَالْمَحْذُورِ.
اللّهم إِنْ كانَ الْأَمْرُ الْفُلاني وتسمّيه بِما قَدْ نيطَتْ بِالْبَرَكَةِ أَعْجازُهُ وَبَواديهِ، وَحُفَّتْ بِالْكَرامَةِ أَيَّامُهُ وَلَياليهِ، فَخِرْ لِيَ اللّهم فيهِ خِيَرَةً تَرُدُّ شُمُوسَهُ ذَلُولاً، وَتَقْعَضُ أَيَّامَهُ سُرُوراً. اللّهم إِمَّا أَمْرٌ فَأَئْتَمِرُ، وإِمَّا(1014) نَهْيٌ فَأَنْتَهي. اللّهم إِنّي أَسْتَخيرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً في عافِيَةٍ.
ثمّ يقبض على قطعة من السّبحة ويضمر حاجته، فإن كان عدد ذلك القطعة فرداً فليفعل، وإن كان عددها زوجاً فليترك(1015).
نقل العلّامة المجلسي في البحار: نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر (رحمه الله) تعالى عن السيّد رضيّ الدين محمّد الآوى، عن صاحب الزّمان (عليه السلام) وهو: أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرّات، وأقلّ منه ثلاث مرّات، والأدون منه مرّة ثمّ يقرأ إنّا أنزلناه عشر مرّات، ثمّ يقول هذا الدّعاء ثلاث مرّات: اللّهم إِنّي أَسْتَخيرُكَ وساق الدّعاء كما مرّ إلى قوله: اللّهم إِنْ كانَ الْأَمْرُ الفُلاني مِمَّا قَدْ نيطَتْ إلى قوله: فَخِرْ لي فيهِ خِيَرَةً إلى قوله: مَسْرُوراً، اللّهم إِمَّا أَمْرٌ فَأَئْتَمِرُ أَوْ نَهْيٌ فَأَنْتَهي، اللّهم إِنّي أَسْتَخيرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً في عافِيَةٍ، ثمّ يقبض على قطعة من السّبحة ويضمر حاجته ويخرج، إن كان عدد تلك القطعة زوجاً فهو إفعل، وإن كان فرداً لا تفعل أو بالعكس.
ورويت عن السيّد السّعيد رضي الدّين عليّ بن موسى بن طاووس، وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه ما ذكره في كتاب الاستخارات قال: وجدت بخطّ أخي الصالح الرّضي إلى قوله عشر مرّات ثمّ يقول: وذكر الدّعاء إلّا أنّه قال فيه عقيب والمحذور: اللّهم إنْ كانَ أَمْري هذا مِمَّا قَدْ نيطَتْ وَعَقبَتْ سُرُوراً، يا الله إِمَّا أَمْرٌ إلى قوله من الحصا أو سبحة.
أقول: يظهر منه أنّ نسخته (رحمه الله) من كتاب السيّد كانت مخالفة لما عندنا من النسخ، فإنّها متّفقة على ما أثبتنا، وكانت نسخة الشيخ الشهيد محمّد بن مكّي نوّر الله ضريحه أيضاً موافقة لنسخة العلّامة (رحمه الله)، حيث قال في الذكرى:
ومنها الاستخارة بالعدد، ولم تكن هذه مشهورة في العصر الماضية، قبل زمان السيّد الكبير العابد رضي الدين محمّد بن محمّد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدّس الغروي رضى الله عنه، وقد رويناها عنه وجميع مرويّاته عن عدّة من مشايخنا عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدّين ابن المطهّر عن والده رضى الله عنه عن السيّد رضي الدّين عن صاحب الأمر (عليه السلام)، ثمّ ذكر مثل ما أورده العلّامة عن والده وعن السيّد نوّر الله مراقدهم(1016).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار: بيان: قال الكفعمي رحمة الله عليه نيطت أي تعلّقت وناط الشيء تعلّق، وهذا منوط بك أي متعلّق، والأنواط المعاليق، ونيط فلان بكذا أي علّق وقال الشاعر:

وأنت زنيم نيط في آل هاشم * * * كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

وأعجاز الشيء آخره، وبواديه أوّله، ومفتتح الأمر ومبتدأه ومقتبله وعنفوانه وأوائله وموارده وبدائهه وبواديه نظائر، وشوافعه وتواليه وأعقابه ومصادره ورواجعه ومصائره وعواقبه وأعجازه نظائر.
وقوله: شموسه أي صعوبته، ورجل شموس أي صعب الخلق، ولا تقل شموص بالصّاد، وشمس الفرس منع ظهره، والذلول ضدّ الصعوبة، وتقعض أي تردّ وتعطف وقعضت العود عطفته، وتقعص بالصاد تصحيف، والين مفتوحة لأنّه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع انتهى.
وأقول: كان الأولى أن يقول أعجاز الشيء أواخره، وبواديه أوايله، وكذا كان الأولى شموسه أي صعبه والذلول ضدّ الصعب وأمّا القعض بالمعنى الّذي ذكره فقد ذكره الجوهريّ قال، قعضت العود عطفته، كما تُعطف عروش الكرم والهودج ولم يورد الفيروزآبادي هذا البناء أصلاً، وهو غريب، وفي كثير من النسخ بالصاد المهملة ولعلّه مبالغة في السّرور، وهذا شايع في عرف العرب والعجم، يقال لمن أصابه سرور عظيم: مات سروراً أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسّرور والتعبير به لأنّ أيّام السّرور سريعة الانقضاء، فإنّ القعص الموت سريعاً، فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم والمجهول وأيّامه بالرّفع والنصب معاً(1017).
194) الاستخارة الثانية بالسبحة
قال العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه في البحار: أقول: سمعت والدي (رحمه الله) يروي عن شيخه البهائي نوّر الله ضريحه أنّه كان يقول:
سمعنا مذاكرة عن مشايخنا عن القائم صلوات الله عليه في الاستخارة بالسبحة أنّه يأخذها، ويصلّي على النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم ثلاث مرّات، ويقبض على السبحة ويعدّ اثنتين اثنتين، فإن بقيت واحدة فهو إفعل، وإن بقيت إثنتان فهو لا تفعل(1018).
195) الاستخارة الثالثة بالسبحة
قال في المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام): أمّا الاستخارة بالسبحة فلنا طريق مجاز متّصل إلى الإمام المهديّ أرواحنا فداه، أجاز لي بعض العلماء في العمل به وفي إجازة الآخرين وقد أجزت لهم بإجازتي منه، وكيفيّتها ما يلي بأن يقول:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، ثمّ اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ثلاث مرّات، ثمّ دعاءً مّا، كأن يقول: يا مَنْ يَعْلَمُ إِهْدِ مَنْ لا يَعْلَمُ، أو: يا رَبِّ خِرْ لي ما هُوَ الصَّالِحُ، ونظائر ذلك، ثمّ يقبض على السبحة فيعدّ القبضة، فإن كان الباقي فرداً فعله، وإن كان زوجاً تركه(1019).
196) الاستخارة الرابعة بالسبحة
رأيت في بعض الكتب القديمة: هذه الاستخارة أيضاً منسوبة إلى مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه:
ابتدأ بقراءة سورة الفاتحة حتّى تصل إلى قوله تعالى «إِهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ»، وبعد قراءة هذه الآية صلّ على النبيّ وآله الأطهار ثلاث مرّات، وقل ثلاث مرّات: يا مَنْ يَعْلَمُ إِهْدِ مَنْ لا يَعْلَمُ، فاقبض على السبحة، ويعدّ القبضة، فإن كان الباقي فرداً فالعمل خيرٌ وافعله، وإن كان زوجاً فلا تفعله.
وإن شئت أن تعلم نهاية حسن العمل وعدمها فاستخر ثانياً بقصد ترك العمل فإن كان في الاستخارة لأصل العمل أمرٌ وكان في الاستخارة في المرتبة الثانية نهيٌ فالعمل في نهاية الحسن، وإن كان في تركه أيضاً أمرٌ فترك العمل وفعله سواءٌ.
وكذلك إن كان في الاستخارة لأصل العمل نهي وكان لتركه أمر، فلابدّ أن يترك العمل جدّاً، وإن كان في تركه أيضاً نهي فالعمل لا يكون منهيّاً عنه بشدّة السابق.
197) الاستخارة الخامسة بالسبحة
قال الشيخ الأجلّ الفقيه صاحب الجواهر في كتاب الجواهر: وهناك استخارة اُخرى مستعملة عند بعض أهل زماننا، وربما نسبت إلى مولينا القائم أرواحنا فداه وهي: أن يقبض على السّبحة بعد قراءة ودعاء ويسقط ثمانية ثمانية، فإن بقي واحداً فحسنة في الجملة، وإن بقي اثنان فنهى واحد وإن بقي ثلاثة فصاحبها بالخيار لتساوي الأمرين، وإن بقي أربعة فنهيان.
وإن بقي خمسة فعند بعض أنّه يكون فيها تعب وعند بعض إنّ فيها ملامة، وإن بقي ستّة فهو الحسنة الكاملة الّتي تجب العجلة، وإن بقي سبعة فالحال فيها كما ذكر في الخمسة من اختلاف الرأيين أو الرّوايتين، وإن بقي ثمانية فقد نهى عن ذلك أربع مرّات(1020).
إلى أن قال: ويخطر بالبال، أنّي عثرت في غير واحد من المجاميع، على فال لمعرفة قضاء الحاجة وعدمها، ينسب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، يقبض قبضة من حنطة أو غيرها، ثمّ يسقط ثمانية ثمانية، ويحتمل أنّه على التفصيل المزبور، ولعلّه هو المستند في ذلك، إلى آخره(1021).

(10) - في إرسال الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه

الرقعة
إنّ كتابة الرقعة إلى المولى الكريم من أنواع التوسّلات والاستغاثات المؤثّرة، ولها آثار عجيبة غريبة جدّاً، لأنّ مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه كما ورد في الأخبار هو شديد الرأفة على محبّيه؛ وقد كتبت إليه صلوات الله عليه الرقعة كراراً ورأيت منها آثاراً عجيبة، ونذكر في هذا الباب أنواع الرقعة إلى الإمام الرؤوف وبعض الحكايات الّتي وقعت للأعاظم.
قال في التحفة الرضويّة: قال العلّامة السيّد محمّد تقي الأصفهاني قدّس الله روحه في الفصل الّذي عقده لذكر معاجز إمام زماننا أرواحنا فداه: من جملة معجزاته الباهرة وكراماته الظاهرة، حصول المقاصد بإلقاء رقعة الاستغاثة به أرواحنا فداه، وهذا أمر مشاهد بالعيان، ومجرّب بالوجدان.
وحدّثني العلّامة الكبير الشيخ عبد الحسين الأميني طاب ثراه بحكاية غريبة ظهرت له على أثر توسّله به أرواحنا فداه لم يسمح لي بذكرها في الكتاب، وكان توسّله به صلوات الله عليه بواسطة كتاب قدّمه إلى ناحيته المقدّسة، ثمّ قال: إنّ التوسّل بالحجّة (عجّل الله فرجه) جرّبته للمهمّات ولقضاء الحاجات(1022).
قضيّة للرقعة إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال المحدّث النوري (رحمه الله) في كتاب جنّة المأوى:
قصّة العابد الصّالح التقيّ السيّد محمّد العامليّ (رحمه الله)، ابن السيّد عبّاس سلّمه الله [آل العبّاس شرف الدين] الساكن في قرية جشيث(1023)، من قرى جبل عامل، وكان من قصّته أنّه (رحمه الله) لكثرة تعدّي الجور عليه خرج من وطنه خائفاً هارباً مع شدّة فقره، وقلّة بضاعته، حتّى أنّه لم يكن عنده يوم خروجه إلّا مقداراً لا يسوي قوت يومه، وكان متعفّفاً لا يسأل أحداً.
وساح في الأرض برهة من دهره، ورأى في أيّام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف على مشرّفها آلاف التحيّة والتّحف، وسكن في بعض الحجرات الفوقانيّة من الصحن المقدّس وكان في شدّة الفقر، ولم يكن يعرفه بتلك الصفّة إلّا قليل، وتوفّي (رحمه الله) في النّجف الأشرف، بعد مضيّ خمس سنوات من يوم خروجه من قريته.
وكان أحياناً يراودُني، وكان كثير العفّة والحياء يحضر عندي أيّام إقامة التعزية وربّما استعار منّي بعض كتب الأدعية لشدّة ضيق معاشه، حتّى أنّ كثيراً ما لا يتمكّن لقوّته إلّا [على] تميرات، يواظب الأدعية المأثورة لسعة الرّزق حتّى كأنّه ما ترك شيئاً من الأذكار المرويّة والأدعية المأثورة.
واشتغل بعض أيّامه على عرض حاجته على صاحب الزّمان عليه سلام الله الملك المنّان، أربعين يوماً وكان يكتب حاجته، ويخرج كلّ يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الّذي يخرج منه إلى البحر، ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد، بحيث لا يراه أحد، ثمّ يضع عريضته في بندقة من الطّين ويودعها أحد نوّابه سلام الله عليه، ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً.
فلمّا فعل ما يفعله كلّ يوم ورجع قال: كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي مطرقاً رأسي، فالتفتّ فإذا أنا برجل كأنّه لحق بي من ورائي وكان في زيّ العرب، فسلّم عليّ، فرددت صلوات الله عليه بأقلّ ما يردّ، وما التفتّ إليه لضيق خُلقي فسايرني مقداراً وأنا على حالي.
فقال بلهجة أهل قريتي: سيّد محمّد ما حاجتك؟ يمضي عليك ثمانية (أو تسعة) وثلاثون يوماً تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني، وترمي العريضة في الماء تظنّ أنّ إمامك ليس مطّلعاً على حاجتك؟
قال: فتعجّبت من ذلك، لأنّي لم أطّلع أحداً على شغلي، ولا أحد رآني، ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد الشريف لم أعرفه، خصوصاً أنّه لابس الكفيّة والعقال وليس مرسوماً في بلادنا، فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى، وفوزي بالنعمة العظمى، وأنّه الحجّة على البرايا، إمام العصر (عجّل الله فرجه).
وكنت سمعت قديماً أنّ يده المباركة في النّعومة بحيث لا يبلغها يد أحد من الناس، فقلت في نفسي:
اُصافحه فإن كان يده كما سمعت أصنع ما يحقّ بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته، فمدّ يده المباركة فصافحته، فإذا يده كما سمعت، فتيقّنت الفوز والفلاح، فرفعت رأسي ووجّهت له وجهي، وأردت تقبيل يده المباركة، فلم أر أحداً(1024).
قضيّة اُخرى لكتابة الرقعة إليه صلوات الله عليه
قال المحدّث النوري (رحمه الله): حدّثني العالم الفاضل ومجمع الفضايل والفواضل ومقدّم الأقران والأماثل الآميرزا إبراهيم الشيرازي الحائري أصلح الله أمامه وأنجح مرامه، قال:
عرضت لي حاجات مهمّات في بلد شيراز، حار لها فكري، وضاق بها صدري وكان منها التوفيق لزيارة سيّدي ومولاي أبي عبد الله (عليه السلام)، ولم أجد فرجاً إلّا التوسّل إلى ساحة بحار كرم الإمام الحاضر، ومن يخسر دون مشاهدة جماله بصر كلّ ناظر عليه سلام الله المستولى للسرائر، فكتبت الحوائج في عريضة الحاجات المرويّة عن السادة الولاة، وخرجت من البلد عند طفول(1025) الشمس مختفياً، وأتيت إلى مجمع ماء كبير، يعرف عند العجم باصطلخ(1026)، فوقفت عليه، وناديت من الأبواب أبا القاسم الحسين بن روح (قدّس سرّه) وقلت له ما ورد في الأثر من السلام وسؤال تسليم الرقعة إلى مولاه ومولى كلّ بريّة ورميتها فيه، ثمّ رجعت ولم يقف على وقوفي وفعلي فيه أحد غيره تعالى ودخلت البلد وقد غربت الشمس من باب آخر، وأتيت إلى أهلي ولم أخبر أحداً بذلك.
فلمّا أصبحت ذهبت إلى شيخنا الّذي كنت أقرأ عليه واجتمع عنده مع جماعة فلمّا استقربنا المجلس إذا بسيّد نبيل في لباس خدّام حرم أبي عبد الله (عليه السلام) قد دخل وسلّم، وجلس قريباً من الشيخ ولم أكن أعرفه قبل ذلك ولا غيري، وما رأيناه بعد ذلك في البلد ولا خارجه، ثمّ التفت إليّ وناداني باسمي وقال:
يا فلان؛ إنّ رقعتك قد سلّمت إلى مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه ووصلت إليه.
فبهت من قوله ولم يعرف الباقون معنى كلامه، فسئله الجماعة عن كشف ما أبهمه، فقال:
رأيت في الطيف في الليلة الماضية جماعة كثيرة واقفين حول سلمان المحمّدي (عليه السلام)، وعنده رقاع كثيرة وهو مشغول بالنظر فيها، فلمّا رآني ناداني وقال: إذهب إلى فلان وسماني باسمي ولقبي وقل له: هذه رقعتك ورفع يده، فرأيت رقعة مختوم صدرها بختام، وأنّها قد وصلت إلى الصاحب صلوات الله عليه وصار مختوماً، فعرفت أن كلّ من قدر قضاء حوائجه تختم رقعته والخايب ترد رقعته كما هي.
فسألني الحاضرون عن صدق منامه، فحكيت لهم القضيّة، وحلفت لهم أنّه لم يطّلع عليها أحد، فبشروني بنجح المسائل، وكان الأمر كما رأيت وبشروه، فما مضى قليل إلّا وقد وفقت للمهاجرة إلى الحاير الحسينيّة وأنا الآن فيه، وكذا غيره ممّا ضمنته الرقعة من الحوائج وقد قضيت كلّها، والحمد لله وصلواته على أوليائه(1027).
وقال العلّامة الشيخ علي أكبر النهاوندي: قد أخبرني الاخلاقيّ الكبير العلّامة الحاج ميرزا علي القاضي الطباطبائي النجفي في عصر يوم الجمعة غرّة ربيع الأوّل سنة 1358 في النجف الأشرف:
كتب إليه بعض أصدقائه - ولم يسمّه لي - أنّه كتب رقعةً في ليلة النصف من شعبان إلى صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وألقاه في الماء على المعمول في بلده. فجائه رجلٌ بعد أيّام وقال له: قد أوصلت رقعتك إلى الإمام صلوات الله عليه وسأجيء إليك في ليلة عاشوراء حتّى أوصّلك إلى الإمام أرواحنا فداه.
فالتزمت باتيان العبادات حتّى الإمكان لصيرورتي قابلاً للتشرّف إلى محضر الإمام صلوات الله عليه، ففي الليلة الموعودة وهي ليلة عاشوراء جاءني الرجل دفعةً فأوصلني بطرفة العين إلى الجزيرة الّتي فيها مسكن الإمام صلوات الله عليه، فرأيت فيها ما هو خارج عن حدّ الوصف والبيان.
وفي الجزيرة أرواح الأنبياء والأوصياء وشاهدت فيها من آثار العظمة حتّى صرت مدهوشاً ولم أعلم هل رأيت الإمام أرواحنا فداه أم لا، فأعادني الرجل إلى أهلي بطرفة عينٍ(1028).
198) كيفيّة كتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
ذكرنا بعض القضايا والفوائد لكتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه ونذكر الآن كيفيّة الرقعة:
تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قُبور الأئمّة (عليهم السلام)، أو فشدّها واختمها واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه، واطرحها في نهر أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فإنّها تصل إلى صاحب الأمر صلوات الله عليه، وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه، تكتب:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
كَتَبْتُ يا مَوْلايَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ مُسْتَغيثاً، وَشَكَوْتُ ما نَزَلَ بي مُسْتَجيراً بِالله (عزَّ وجلَّ)، ثُمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهَمَني، وَأَشْغَلَ قَلْبي، وَأَطالَ فِكْري، وَسَلَبَني بَعْضَ لُبّي، وَغَيَّرَ خَطيرَ نِعْمَةِ الله عِنْدي، أَسْلَمَني عِنْدَ تَخَيُّلِ وُرُودِهِ الْخَليلُ، وَتَبَرَّأَ مِنّي عِنْدَ تَرائي إِقْبالِهِ إِلَيَّ الْحَميمُ، وَعَجَزَتْ عَنْ دِفاعِهِ حيلَتي، وَخانَني في تَحَمُّلِهِ صَبْري وَقُوَّتي.
فَلَجَأْتُ فيهِ إِلَيْكَ، وَتَوَكَّلْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ للهِ جَلَّ ثَناؤُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْكَ في دِفاعِهِ عَنّي، عِلْماً بِمَكانِكَ مِنَ الله رَبِّ الْعالَمينَ، وَلِيِّ التَّدْبيرِ وَمالِكِ الْاُمُورِ، وَاثِقاً بِكَ فِي الْمُسارَعَةِ فِي الشَّفاعَةِ إِلَيْهِ جَلَّ ثَناؤُهُ في أَمْري، مُتَيَقِّناً لِإِجابَتِهِ تَبارَكَ وَتَعالى إِيَّاكَ بِإِعْطائي سُؤْلي.
وَأَنْتَ يا مَوْلايَ جَديرٌ بِتَحْقيقِ ظَنّي، وَتَصْديقِ أَمَلي فيكَ، في أَمْرِ كَذا وَكَذا ويذكر حاجته، فيما لا طاقَةَ لي بِحَمْلِهِ، وَلا صَبْرَ لي عَلَيْهِ، وإِنْ كُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَلِأَضْعافِهِ بِقَبيحِ أَفْعالي، وَتَفْريطي فِي الْواجِباتِ الَّتي للهِ (عزَّ وجلَّ)، فَأَغِثْني يا مَوْلايَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ عِنْدَ اللهفِ، وَقَدِّمِ الْمَسْأَلَةَ للهِ (عزَّ وجلَّ) في أَمْري، قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ، وَشَماتَةِ الْأَعْداءِ، فَبِكَ بُسِطَتِ النِّعْمَةُ عَلَيَّ.
وَاسْأَلِ الله جَلَّ جَلالُهُ لي نَصْراً عَزيزاً، وَفَتْحاً قَريباً، فيهِ بُلُوغُ الْآمالِ، وَخَيْرُ الْمَبادي، وَخَواتيمُ الْأَعْمالِ، وَالْأَمْنُ مِنَ الْمَخاوِفِ كُلِّها في كُلِّ حالٍ، إِنَّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ لِما يَشاءُ فَعَّالٌ، وَهُوَ حَسْبي وَنِعْمَ الْوَكيلُ فِي الْمَبْدَأ وَالْمَآلِ.
ثمّ تقصد النّهر أو الغدير، وتعتمد بعض الأبواب إمّا عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمّد بن عثمان أو الحسين بن روح أو علي بن محمّد السّمري (قدّس سرّه)م، فهؤلاء كانوا أبواب المهدي صلوات الله عليه، فتنادي بأحدهم وتقول:
يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ سَلامٌ عَلَيْكَ، أَشْهَدُ أَنَّ وَفاتَكَ في سَبيلِ الله، وَأَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ الله مَرْزُوقٌ، وَقَدْ خاطَبْتُكَ في حَياتِكَ الَّتي لَكَ عِنْدَ الله جَلَّ وَعَزَّ، وَهذِهِ رُقْعَتي وَحاجَتي إِلى مَوْلانا عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَلِّمْها إِلَيْهِ، فَأَنْتَ الثِّقَةُ الْأَمينُ.
ثمّ ارمها في النّهر أو البئر أو الغدير، تقضى حاجتك إن شاء الله تعالى(1029).
وأضاف العلّامة المجلسي بعد قوله ثمّ ارم بها في النهر: وكأنّك تخيّل لك أنّك تسلمها إليه، فإنّها تصل وتقضى الحاجة إن شاء الله تعالى(1030).
قال المحدثّ النوري: ويستفاد من هذا الخبر الشريف أنّ هؤلاء الأجلاّء الأربعة الّذين كانوا واسطة بينه صلوات الله عليه وبين رعاياه في الغيبة الصغرى بعرض الحوائج والرقاع، وأخذ الأجوبة وتبليغ التوقيعات، أنّهم كذلك في ركابه المبجّل في الغيبة الكبرى، ولهم هذا المنصب المعظّ.
ومنه يعرف أن مائدة إحسان وجود وكرم وفضل ونعم امام الزمان صلوات الله عليه مبسوطة في كلّ قطر من أقطار الأرض لكلّ مضطرب عاجز، وتائه ضالّ، ومتحيّر جاهل، وعاص حيران، وذلك الباب مفتوح، والهداية عامّة مع وجود الصدق والاضطرار والحاجة والعزم ومع صفاء الطوية وإخلاص السريرة، وإذا التمس الجاهل شراب علمه، وإذا تاه فإنّه يوصله إلى طريقه، وإذا كان مريضاً فإنّه يلبسه ثوب العافية، كما يظهر ويتّضح من خلال الحكايات والقصص المتقدّمة.
النتيجة المقصودة في هذا المقام وهي أنّ الإمام صاحب الأمر أرواحنا فداه حاضر بين العباد وناظر إلى رعاياه، وقادر على كشف البلايا، وعالم بالأسرار والخفايا، ولم ينعزل عن منصب خلافته لغيبته واستتاره عن النّاس، ولم يرفع يده عن لوازم وآداب رئاسته الإلهيّة، وما أصاب العجز قدرته الربّانيّة، وإذا أراد حلّ مشكلة فإنّه يحلّها بما يلقيه في القلب بما لا تراه عين ولا تسمع به اُذن.
وإذا أراد أن يميل ويشوق قلبه إلى كتاب أو عالم دوائه فيه أو عنده فإنّه يعلمه أحياناً دعاءه، واُخرى يعلمه دواء مرضه في المنام.
وما رؤي وسمع كثيراً من أنّه يشكو المضطرّون والمحتاجون وبحال العاجز وبالتضرّع ثمّ لا يرون أثر الإجابة وكشف البليّة، فإنّه بالإضافة إلى وجود موانع الدعاء والقبول عند هذا المضطرّ غالباً، قد يكون ذلك للاشتباه في الاضطرار، فإنّه يرى نفسه مضطراً وهو ليس كذلك، ويرى نفسه ضائعاً ومتحيّراً وطريقه واضح له، مثل الجاهل بالأحكام العمليّة حيث ارجعه إلى العالم بها، كما قرّره في التوقيع المبارك في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب:
وأمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.
فإنّ الجاهل غير مضطرّ في أحكامه مادام قادراً على الوصول إلى العالم ولو بالهجرة والسفر أو بالرجوع إلى كتابه، وكذلك العالم لا يكون عاجزاً ومضطرّاً ما زال قادراً على حلّ الإشكال ودفع شبهته وحيرته من ظواهر نصوص الكتاب والسنّة والإجماع.
وإنّ اولئك الّذين تجاوزوا الحدود الإلهيّة والموازين الشرعيّة في وسائل حياتهم ومعاشهم، ولم يقنعوا ويقتصروا على المقدار الممدوح في الشرع، فهم غير مضطرّين لعدم وجود بعض الأشياء الّتي لا يتعلّق عليها قوام الحياة.
وهكذا يرى الإنسان نفسه مضطرّاً، ولكنّه بعد التأمّل الصادق يظهر له أنّه ليس مضطرّاً، وإن كان يصدق عليه الاضطرار فلعلّ صالحه أو الصالح العامّ هو في عدم إجابته.
ثمّ إنّهم لم يوعدوا كلّ مضطرّ بالإجابة، نعم إنّه لا يجيب المضطرّ إلّا الله تعالى أو خلفاؤه، وليس أنّهم يجيبون كلّ مضطرّ.
وقد كان في عصر الحضور والظهور أغلب أنواع المضطرّين والعاجزين في المدينة ومكّة والكوفة وغيرها من الموالين والمحبّين، وكثير منهم كانوا يسألون فلا يجابون، فلم يكن أيّ عاجز وفي أيّ زمان كان يجاب في كلّ ما يطلب، ويرفع اضطراره، فإنّ ذلك يورث اختلال النظام وما يسلب الأجر والثواب العظيم الجزيل فإنّ أصحاب البلايا والمصائب بعد ما يشاهدون ذلك الأجر والثواب يوم القيامة يتمنّون أن تكون لحوم أبدانهم قد قرّضت بالمقاريض في الدنيا.
ولم يفعل الله تعالى ذلك بعباده مع قدرته الكاملة وغناه المطلق، وعلمه المحيط بذرّات وجزئيّات الموجودات(1031).
199) كتابة الرقعة إلى الله تعالى وإلى الإمام الحجّة أرواحنا فداه
قال في أنيس الصالحين: في بعض النسخ بعد كتابة العريضة تكتب عريضةً اُخرى إلى الله تعالى وتطوي وتضمّها مع الرقعة إلى الإمام (عليه السلام) وتجعلهما في الطين وترميهما في الماء الجاري، وهذا صورة ما يكتب إلى الله:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ جَلالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، وَعَظُمَتْ آلاؤُهُ، مِنْ عَبْدِهِ الضَّعيفِ الْفَقيرِ الْحَقيرِ الْغَريبِ الْهارِبِ، فُلانِ بْنِ فُلانَةٍ.
إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَخالِقي وَالْمُتَكَفِّلَ بِرِزْقي، إِلَيْكَ أَشْكُو بَثّي وَحُزْني، وَبِكَ أَسْتَعينُ عَنْ ظالِمي، وَما بَغى عَلَيَّ، وَتَقَوَّى عَلى ضَعْفي، وَتَسَلَّطَ بِشَرِّهِ عَلَيَّ، وَتَعَزَّرَ عَنْ ظُلْمي، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَمَنْ بَغى عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ الله، وَقَدْ عَلِمْتَ عَلَيَّ وَما لِيَ مِنْ شَرِّهِ مُجيرٌ غَيْرُكَ، وَما أَسْتَعينُ مَعَ ضَعْفي إِلّا بِقُوَّتِكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله.
يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، أَخْبِرْني عَنْهُ، وَانْصُرْني عَلَيْهِ، وَلا تُسَلِّمْني إِلى شَرِّهِ، فَقَدْ شَكَوْتُهُ وَانْتَصَرْتُ بِقُوَّتِكَ عَلَيْهِ، يا مَوْلايَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَلنَّصْرَ النَّصْرَ النَّصْرَ، يا سَيِّدي لا أَهْلَكُ وَأَنْتَ الرَّجاءُ، وَلا تَخْلُ يَدَكَ عَنْ ضَعْفي، وَارْحَمْ فَقْري وَذُلّي وَغُرْبَتي.
اللّهم أَقْهِرْ سُلْطانَهُ عَلَيَّ بِسُلْطانِكَ عَلَيْهِ حَتَّى أَفُوزَ مَعَ الْمُعْتَصِمينَ مِنْهُ بِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، آمَنْتُ بِالله الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ، وَانْتَصَرْتُ بِالله الْعَلِيِّ الْأَعْلى، وَلَجَأْتُ إِلَى الْعَزيزِ الْجَبَّارِ، وَفَزَعْتُ إِلَى الْبارِئِ الْقَهَّارِ، وَتَحَصَّنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَرَمَيْتُ بِمَنْ يُريدُني وَيَكيدُني بِلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ(1032).
200) الرقعة الكشمرديّة تجعل في طيّ رقعة الإمام أرواحنا فداه
قال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتاب المصباح ومختصر المصباح(1033) أيضاً أنّها تكتب وتطوى، ثمّ تكتب رقعة اُخرى إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه، وتجعل الرقعة الكشمرديّة في طيّ رقعة الإمام أرواحنا فداه، وتجعل في الطين وترمى في البحر أو البئر يكتب:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
إِلَى الله سُبْحانَهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، رَبِّ الْأَرْبابِ، وَقاصِمِ الْجَبابِرَةِ الْعِظامِ، عالِمِ الْغَيْبِ وَكاشِفِ الضُرِّ، اَلَّذي سَبَقَ في عِلْمِهِ ما كانَ وَما يَكُونُ، مِنْ عَبْدِهِ الذَّليلِ الْمِسْكينِ، اَلَّذِي انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَسْبابُ، وَطالَ عَلَيْهِ الْعَذابُ، وَهَجَرَهُ الْأَهْلُ، وَبايَنَهُ الصَّديقُ الْحَميمُ فَبَقِيَ مُرْتَهِناً بِذَنْبِهِ، قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ، وَطَلَبَ النَّجا[ةَ] فَلَمْ يَجِدْ مَلْجَأً وَلا مُلْتَجَأً، غَيْرَ الْقادِرِ عَلى حَلِّ الْعَقْدِ، وَمُؤَبِّدِ الْأَبَدِ، فَفَزَعي إِلَيْهِ وَاعْتِمادي عَلَيْهِ، وَلا لَجَأَ وَلا مُلْتَجَأَ إِلّا إِلَيْهِ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْماضي، وَبِنُورِكَ الْعَظيمِ، وَبِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِحُجَّتِكَ الْبالِغَةِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَأْخُذَ بِيَدي وَتَجْعَلَني مِمَّنْ تَقْبَلُ دَعْوَتَهُ، وَتُقيلُ عَثْرَتَهُ، وَتَكْشِفُ كُرْبَتَهُ، وَتُزيلُ تَرْحَتَهُ وَتَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَتَرُدَّ عَنّي بَأْسَ هذَا الظَّالِمِ الْغاشِمِ، وَبَأْسَ النَّاسِ يا رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ، حَسْبي أَنْتَ وَكَفى مَنْ أَنْتَ حَسْبُهُ، يا كاشِفَ الْاُمُورِ الْعِظْامِ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ.
وتكتب رقعة اُخرى إلى صاحب الزّمان صلوات الله عليه:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
تَوَسَّلْتُ بِحُجَّةِ الله الْخَلَفِ الصَّالِحِ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلنَّبَإِ الْعَظيمِ، وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَالْحَبْلِ الْمَتينِ، عِصْمَةِ الْمَلْجَأ، وَقَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِآبائِكَ الطَّاهِرينَ الْخَيِّرينَ الْمُنْتَجَبينَ، وَاُمَّهاتِكَ الطَّاهِراتِ الْباقِياتِ الصَّالِحاتِ، اَلَّذينَ ذَكَرَهُمُ الله في كِتابِهِ، فَقالَ عَزَّ مَنْ قائِلٌ «اَلْباقِياتُ الصَّالِحاتُ»(1034)، وَبِجَدِّكَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله) وَخَليلِهِ وَحَبيبِهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، أَنْ تَكُونَ وَسيلَتي إِلَى الله (عزَّ وجلَّ) في كَشْفِ ضُرّي، وَحَلِّ عَقْدي، وَفَرَجِ حَسْرَتي، وَكَشْفِ بَلِيَّتي، وَتَنْفيسِ تَرْحَتي، وَبِكهيعص وَبِيس وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ، وَبِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ.
وَبِمَجارِي الْقُرْآنِ، وَبِمُسْتَقَرِّ الرَّحْمَةِ، وَبِجَبَرُوتِ الْعَظَمَةِ، وَبِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَبِحَقيقَةِ الْإيمانِ، وَقِوامِ الْبُرْهانِ، وَبِنُورِ النُّورِ، وَبِمَعْدَنِ النُّورِ، وَالْحِجابِ الْمَسْتُورِ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَبِالسَّبْعِ الْمَثاني، وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَفَرائِضِ الْأَحْكامِ، وَالْمُكَلَّمِ بِالْعِبْرانِيِّ، وَالْمُتَرْجَمِ بِالْيُونانِيِّ، وَالْمُناجى بِالسِّرْيانِيِّ، وَما دارَ فِي الْخَطَراتِ، وَما لَمْ يُحِطْ بِهِ لِلظُّنُونِ، مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وَبِسِرِّكَ الْمَصُونِ، وَالتَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ.
يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَخُذْ بِيَدي، وَفَرِّجْ عَنّي بِأَنْوارِكَ وَأَقْسامِكَ وَكَلِماتِكَ الْبالِغَةِ، إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، وَصَلَواتُهُ وَسَلامُهُ عَلى صَفْوَتِهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ.
وتطيّب الرقعتين، وتجعل رقعة الباري تعالى في رقعة الإمام صلوات الله عليه وتطرحهما في نهر جار أو بئر ماء بعد أن تجعلهما في طين حرّ(1035)، وتصلّي ركعتين، وتتوجّه إلى الله تعالى بمحمّد وآله (عليهم السلام)، وتطرحهما ليلة الجمعة، واستشعر فيها الإجابة لا على سبيل التجربة، ولا يكون إلّا عند الشدائد والاُمور الصعبة، ولا تكتبها لغير أهلها، فإنّها لا تنفعه، وهي أمانة في عنقك، وسوف تسأل عنها.
وإذا رميتهما فادع بهذا الدّعاء:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي لَحَظْتَ بِهَا الْبَحْرَ الْعِجاجَ، فَأَزْبَدَ وَهاجَ وَماجَ، وَكانَ كَاللَّيْلِ الدَّاجِ، طَوْعاً لِأَمْرِكَ، وَخَوْفاً مِنْ سَطْوَتِكَ، فَأَفْتَقَ اُجاجُهُ، وَائْتَلَقَ مِنْهاجُهُ، وَسَبَّحَتْ جَزائِرُهُ، وَقَدَّسَتْ جَواهِرُهُ، تُناديكَ حيتانُهُ بِاخْتِلافِ لُغاتِها، إِلهَنا وَسَيِّدَنا مَا الَّذي نَزَلَ بِنا، وَمَا الَّذي حَلَّ بِبَحْرِنا فَقُلْتَ لَها اُسْكُني سَاُسْكِنُكَ مَلِيّاً، وَاُجاوِرُ بِكَ عَبْداً زَكِيّاً، فَسَكَنَ وَسبَّحَ وَوَعَدَ بِضَمائِرِ الْمِنَحِ.
فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ ابْنُ مَتَّى بِما أَلِمَ الظُّنُونَ، فَلَمَّا صارَ في فيها سَبَّحَ في أَمْعائِها، فَبَكَتِ الْجِبالُ عَلَيْهِ تَلَهُّفاً، وَأَشْفَقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ تَأَسُّفاً، فَيُونُسُ في حُوتِهِ كَمُوسى في تابُوتِهِ لِأَمْرِكَ طائِعٌ، وَلِوَجْهِكَ ساجِدٌ خاضِعٌ.
فَلَمَّا أَحْبَبْتَ أَنْ تَقِيَهُ أَلْقَيْتَهُ بِشاطِئ الْبَحْرِ شَلْواً لا تَنْظُرُ عَيْناهُ، وَلا تَبْطِشُ يَداهُ، وَلا تَرْكُضُ رِجْلاهُ، وَأَنْبَتَّ مِنَّةً مِنْكَ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطينٍ، وَأَجْرَيْتَ لَهُ فُراتاً مِنْ مَعينٍ، فَلَمَّا اسْتَغْفَرَ وَتابَ خَرَقْتَ لَهُ إِلَى الْجَنَّةِ باباً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وتذكر الأئمّة (عليهم السلام) واحداً واحداً(1036).
201) النسخة الثانية للرقعة الكشمرديّة
وقد ذكر للرقعة الكشمرديّة الّتي تجعل في طيّ الرقعة إلى مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه، نسخة اُخرى:
أخبر الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسين الصقّال ببغداد في مسجد الحذّائين بالكرخ في رجب سنة اثنين وأربعين وأربع مائة قال: حدّثنا الشيخ أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن المطّلب الشيبانيّ يوم السبت التّاسع من شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وثمانين وثلاث مائة بالشرقيّة قال:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن كشمرد في داره ببغداد وقد سأله شيخنا أبو عليّ بن همّام (رحمه الله) أن يذكر حاله إذ كان محبوساً عند الهجريّين بالأحساء، فحدّثنا أبوالعبّاس أنّه كان ممّن اُسر بالهبير مع أبي الهيجاء، قال: وكان أبو طاهر سليمان بن الحسن مكرماً لأبي الهيجاء معجباً برأيه، وكان يستدعيه إلى طعامه، فيتغدّى معه ويستدعيه أيضاً للحديث معه.
فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله في إطلاقي فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي الطاهر في تلك اللّيلة على رسمه وعاد من عنده ولم يلقني، وكان من عادته أن يغشاني ورفيقي يعني الخال في كلّ ليلة عند عودته من التقائه مع سليمان بن الحسن فيسكّن نفوسنا، ويعرّفنا أخبار الدّنيا فلمّا لم يعاود إلينا في تلك العشيّة مع سؤالي إيّاه الخطاب في أمري، استوحشت لذلك، فصرت إليه إلى منزله الموسوم به.
وكان أبو الهيجاء مبرزاً في دينه مخلصاً في ولايته وسيادته، متوقّراً على إخوانه فلمّا وقع طرفه عليّ بكى بكاء شديداً وقال: لبوُدّي والله يا أبا العبّاس أنّي مرضت سنة كاملة، ولم اُجر ذكرك له، قال: قلت: ولِمَ؟ قال: لأنّي لمّا ذكرتك له اشتدّ غضبه وعظم، وحلف بالّذي يحلف به مثله ليأمرنّ غداً بضرب رقبتك مع طلوع الشمس، ولقد اجتهدت والله في إزالة هذا عنك بكلّ حيلة، وأوردت عليه كلّ لطيفة فأصرّ على قوله، وأعاد يمينه، ليفعلنّ ما أخبرتك به.
قال: ثمّ جعل أبو الهيجاء يطيّب نفسي وقال: يا أخي لولا أنّي ظننت أنّ لك وصيّة أو حالاً تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك، ما أطلعتك عليه من ذلك وسترت ما أخبرتك به عنه، ومع هذا فثق بالله (عزَّ وجلَّ)، وارجع فيما دهمك من هذه الحال الغليظة إليه فإنّه جلّ ذكره يجير ولا يجار عليه، وتوجّه إليه تعالى بالعدّة والذخيرة للشدائد والاُمور العظام، لمحمّد وآله صلوات الله عليهم.
قال أبو العبّاس: فانصرفت إلى منزلي الّذي اُنزلت فيه وأنا في صورة غليظة من الإياس من الحياة، واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها أكفاني وأقبلت إلى القبلة، فجعلت اُصلّي واُناجي ربّي وأتضرّع إليه وأعترف له بذنوبي وأتوب منها ذنباً ذنباً، وتوجّهت إلى الله بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ وحجّة الله في أرضه والمأمول لإحياء دينه صلوات الله عليهم أجمعين، ثمّ لم أزل وأنا مكروب قلق أتضرّع إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه أقول:
يا مولاي يا أمير المؤمنين؛ أتوجّه بك إلى الله، يا أمير المؤمنين؛ أتوجّه بك إلى الله، يا أمير المؤمنين يا مولاي؛ أتوجّه بك إلى الله ربّي وربّك فيما دهمني وأظلّني.
فلم أزل أقول هذا وما أشبهه من الكلام إلى أن انتصف اللّيل وجاء وقت الصلاة فقمت فصلّيت ودعوت وتضرّعت، فبينا أنا كذلك وقد فرغت من الصلاة وأنا أستغيث إلى الله تعالى، وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ نعست فحملني النوم فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامي ذلك. فقال:
يا بن كشمرد.
قلت: لبّيك يا مولاي.
فقال: ما لي أراك على هذا الحال؟
قلت: يا مولاي يا أمير المؤمنين؛ أوما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده، وبغير وصيّة يسندها إلى متكفّل بها، أن يشتدّ قلقه وجزعه؟
فقال (عليه السلام): بل تحول كفاية الله (عزَّ وجلَّ) ودفاعه بينك وبين الّذي توعّدك فيما أرصدك به من سطواته، اكتب:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وتمام فاتحة الكتاب وآية الكرسي والعرش(1037)، واكتب: مِنَ الْعَبْدِ الذَّليل فُلانِ بْنِ فُلانٍ، إِلَى الْمَوْلَى الْجَليلِ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَسَلامٌ عَلى آلِ يس مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَحُجَّتِكَ رَبِّ عَلى خَلْقِكَ.
اللّهم إِنّي اُشهْدِكُ بِأَنّي أَشْهَدُ أَنَّكَ الله، إِلهي وَإِلهُ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، لا إِلهَ غَيْرُكَ، أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتي إِذا دُعيتَ بِها أَجَبْتَ، وَإِذا سُئِلْتَ بِها أَعْطَيْتَ، لَمَّا صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْ، وَهَوَّنْتَ عَلَيَّ خُرُوجَ رُوحي، وَكُنْتُ لي قَبْلَ ذلِكَ غِياثاً وَمُجيراً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَفْرِطَ عَلَيَّ وَيَطْغى.
واجعل الرقعة في كتلة طين، واقرأ سورة يس، وارم بها في البحر.
فقلت: يا أمير المؤمنين؛ إنّ البحر بعيد منّي، وأنا محبوس ممنوع من التصرّف فيما ألتمس.
فقال: ارم بها في البئر أو فيما دنا منك من منابع الماء.
قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنا في ذلك قلق غير ساكن النفس لعظيم المحنة، وضعف اليقين في الآدميّين، فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس اُستدعيت، فلم أشكّ أنّ ذلك لما توعّدني به من القتل فمضيت مع الداعي وأنا آئس من الحيات، فاُدخلت على أبي الطاهر وإذا هو جالس في صدر مجلس كبير على كرسيّ، وعن يمينه رجلان على كرسيّين، وعن يساره أبو الهيجاء على كرسيّ وإذا كرسيّ آخر إلى جانب أبي الهيجاء ليس عليه أحد.
فلمّا بصر بي أبو طاهر استدعاني حتّى وصلت إلى الكرسيّ، ثمّ أمرني بالجلوس عليه، فجلست وقلت في نفسي: ليس وراء هذا إلّا خيراً، فأقبل عليّ وقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك، وأن نخيّرك أحد أمرين: إمّا تخدمنا فنحسن إليك أو تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك.
فقلت له: في المقام عند السيّد النفع والشرف، وفي الانصراف إلى أهلي ووالدة لي عجوز كبيرة ثواب جزيل.
فقال لي: إفعل ما شئت، والأمر فيه مردود إلى إختيارك.
فخرجت منصرفاً من بين يديه، فردّني وقال: من تكون من عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؟
فقلت: لست نسيباً له، ولكنّي وليّه.
قال: فتمسّك بولايته فهو أمرنا بإطلاقك، فلم يمكنّا المخالفة لأمره، ثمّ أمر بي فجهّزت وأصحبني من أوصلني مكرماً إلى مأمني.
قال الشيخ أبو المفضّل (رحمه الله): فذكرت هذا الحديث في مجلس أبي وائل داود بن حمدان بنصيبين سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة، وحضر هذا المجلس يومئذ رجل من أهل نصيبين يقال له أبو عثمان سعيد بن البندقي الشاعر، وكان من شهود البلد فقال أبو عثمان عند قولي ما تقدّم من قول أبي العبّاس ابن كشمرد: على يدي كان الحديث وذلك أنّي حججت في سنة الهبير وهي السنة الّتي اُسر فيها أبو العبّاس ابن كشمرد، والخال وفلفل الخادم وغيرهم من وجوه الأولياء مع أبي الهيجاء واُسرت فيمن اُسر معهم من الحاجّ.
فطال بالأحساء محبسنا، وكنت أقول الشعر فامتدحت السيّد أبي الطاهر بقصيدة أوصلها إليه أبو الهيجاء، فأذن لي السيّد بالدخول، والخروج من الحبس فكنت أدخل على أبي العبّاس ابن كشمرد وكان يأنس بي ويحدّثني فأرسل إليّ ذات يوم في السحر قبل طلوع الشمس وقال لي: خذ هذه الرقعة وهي في كتلة الطين وامض بها إلى موضع وصفه لي، وكان فيه ماء جار، قال: واقرأ سورة يس واطرح الرقعة في الماء، فأخذتها فصرت إلى الماء، وأحببت أن أقف على الرقعة فقلعت الطين عنها ونشرتها وقرأت ما فيها.
قال أبو عثمان: وأخذت عوداً وبلّلته في الماء، وكتبت ما في الرقعة على كفّي وكتبت اسمي وإسم أبي واُمّي، وأعدت الرقعة في الطين وقرأت سورة يس عنّي وغسلت كفّي في الماء، ثمّ قرأت سورة يس عن أبي العبّاس ابن كشمرد، وطرحت الرقعة في الماء، وعدت إلى مجلسي ذلك بعقب طلوع الشمس، فلم يمض إلّا ساعة زمانيّة وإذا رسول السيّد يأمر بإحضاري، فحضرت.
فلمّا بصر بي قال: إنّه قد اُلقي في قلبي رحمة لك وقد عملت على إطلاقك فكيف تحبّ أن تسير إلى أهلك في البرّ أم في البحر؟ فخشيت إن سرت في البرّ أن يبدو له، فيلحقوني فيردّوني، فقلت: في البحر، فأمر أن يدفع لي كفافي من زاد وتمر، وخرجت في البحر فصرت إلى البصرة.
فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام من وصولي البصرة، جلست عند أصحاب الكتب فإذا أنا بأبي العبّاس ابن كشمرد راكب في موكب عظيم والاُمراء من خلفه، وقد خرج أمير البصرة استقبله، والجند بين يديه ومن خلفه، والعساكر محدقة به وهو وأمير البصرة يتسايران، فلمّا رأيته قمت إليه، فلمّا أبصر بي نزل عن دابّته ووقف عليّ، وقال: يا فتى كيف عملت حتّى تخلّصت؟
فحدّثته ما صنعت من كتبتي ما كان في الرقعة بالماء على كفّي، وغسلت بالماء يدي، ما كنت كتبت عليها قبل أن رميت رقعته.
فقال لي: أنا وأنت من طلقاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه؟
فقلت: نعم؛ ومضى حتّى نزل في دار اُعدّت له، وحمل إليه أمير البصرة الهدايا واللّباس والآلات والدوابّ والفرش وغير ذلك، فلمّا استقرّ في موضعه أرسل إليّ فدخلت عليه، وأقمت عنده أيّاماً وأحسن إليّ، وحملني مكرّماً إلى بلدي.
فعجب أبو وائل من ذلك وقال: يا أبا المفضّل؛ أنت صادق في حديثك ولقد اتّفق لك ما أكّده، فهذه الرقعة معروفة بين أصحابنا يعملون بها ويعوّلون عليها في الاُمور العظيمة والشدائد، والرواة فيها مختلفة، لكنّي أوردت ما هو سماعي ببغداد(1038).
202) الرقعة الاستغاثة الاُخرى إلى الإمام الحجّة صلوات الله عليه
قال المحدّث النوري (رحمه الله): رويت رقعة الاستغاثة إلى الإمام الحجّة صلوات الله عليه بعدة أسماء، وهي موجودة في كتب الأدعية المتداولة، ولكن النسخة الّتي وقفت عليها لا توجد في تلك الكتب، بل أنّها لم تذكر أيضاً في مزار بحار الأنوار وكتاب دعاء البحار الّذي هو محلّ جمعها، ولأنّ أعداد تلك النسخة قليلة، لذا رأيت لزوم نقلها هنا:
نقل الفاضل المتبحّر محمّد بن محمّد الطبيب، من علماء الدولة الصفويّة في كتاب أنيس العابدين عن كتاب السعادات هذه العبارة:
دعاء التوسّل لكلّ مهمّة وحاجة:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
تَوَسَّلْتُ إِلَيْكَ يا أَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلنَّبَإِ الْعَظيمِ، اَلصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَعِصْمَةِ اللّاجينَ.
بِاُمِّكَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَبِآبائِكَ الطَّاهِرينَ، وَبِاُمَّهاتِكَ الطَّاهِراتِ، بِياسينَ وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ، وَالْجَبَرُوتِ الْعَظيمِ، وَحَقيقَةِ الْإيمانِ، وَنُورِ النُّورِ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ، أَنْ تَكُونَ سَفيري إِلَى الله تَعالى فِي الْحاجَةِ لِفُلانٍ، أَوْ هَلاكِ فُلانِ بْنِ فُلانٍ.
وتضع هذه الرقعة في طين طاهر وترميه في ماءٍ جار أو بئر، وتقول:
يا سَعيدَ بْنَ عُثْمانَ، وَيا مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمانَ، أَوْصِلا قِصَّتي إِلى صاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ.

* * *

وكانت النسخة هكذا، ولكن بملاحظة الروايات وطريقة بعض الرقاع، فلابدّ أن يكون: يا عثمان بن سعيد ويا محمّد بن عثمان... الخ والله العالم(1039).(1040)

(11) - في التوسّل بمولانا بقيّة الله صلوات الله عليه

التوسّل
قال العلّامة الكبير المستنبط طاب ثراه: يجب علينا عقلاً ونقلاً التمسّك بذيل ألطاف الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه) وجعلنا فداه، والالتجاء إليه في الشدائد والملمّات والحوائج والمهمّات، لأنّه (عليه السلام) سلطان الوقت، وإمام العصر وإن كان غائباً عنّا، فإنّه يراه ولا نراه، أو نراه ولا نعرفه، وتشرق علينا شمس عنايته، ويقضي حاجة من توسّل به منّا.
وأضاف (رحمه الله) يقول المستنبط: وجدت من ذلك آثاراً غريبة، ونتائج عجيبة، لم أر تخلّفاً منها أبداً، ومن لم يذق لم يدر، بنفسي [أنت] من مغيّب لم يخل منّا(1041).
حكاية دعاء التوسّل للخواجة نصير (رحمه الله) الّذي علّمه إيّاه مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال العلّامة العراقي في دار السلام - بناءً على ما هو المشهور في الألسنة وما هو في بعض الكتب -: أنّ الخواجة نصير الدين الطوسي ألّف كتاباً بمدّة عشرين سنة في مناقب أهل البيت (عليهم السلام)، فذهب به إلى بغداد لكي يراه خليفة العبّاسي، فعند ما وصل إلى بغداد كان الخليفة مع ابن الحاجب على شطّ دجلة للتفريح، فوضع الكتاب عند الخليفة وردّه الخليفة إلى ابن الحاجب، ولمّا نظر إليه ابن الحاجب - وهو ناصبي - ورأى فيه مناقب أهل البيت (عليهم السلام)، طرحه في الشطّ لشدّة بغضه، وقال استهزاءً: أعجبني تلمّه، فنظر إلى الخواجة وقال له: من أيّ بلد أنت؟
قال الخواجة: من أهل طوس.
قال ابن الحاجب: أنت من بقراته أو من حُمُره.
قال الخواجة: أنا من بقراته!
قال ابن الحاجب: فأين قرنك.
قال الخواجة: وضعت قرني في طوس، أنا أنصرف وأجيء مع قرني.
فذهب إلى طوس مهموماً ومغموماً ومحروماً، فرأى في ليلة من الليالي بقعة في مكان، وكانت في البقعة مقبرة، وعلى المقبرة صندوق، وعلى الصندوق الدعاء المعروف بالتوسّل للخواجة نصير، وكان الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه) في البقعة، فعلّمه دعاء التوسّل المعروف به، وكيفيّة ختمه، فلمّا انتبه من النوم نسي بعض فقرات الدعاء، فلمّا نام ثانياً رأى الرؤيا بعينها، واستمع إلى كلام الإمام صلوات الله عليه لحفظ المنسيّ، فصار حافظاً للدعاء، فكتب الدعاء بعد الانتباه.
وللانتقام عن الخليفة العبّاسي وابن الحاجب اشتغل بالختم حتّى أجاب الله دعاءه وبشّره مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه على أنّ قضاء حاجته يقع على يد طفل لابدّ للخواجة أن يربّيه حتّى يصير سلطاناً، وأشار صلوات الله عليه إلى بلد الطفل، فاستعان الخواجة بالرمل للعثور على بيت الطفل، وعلم بالرمل أنّه في بيت امرأة لها طفلان، فذهب إليها وأخذهما عنها وربّاهما وعلم بالفراسة أيّهما هو الملك في المستقبل وهو هلاكو، فاهتمّ غاية الاهتمام في تربيته حتّى بلغ حدّ الرشد.
فقال له يوماً: إنّك إن صرت سلطاناً فما تفعل لتكافئني على إتعابي معك؟ قال: اجعلك لي وزيراً.
قال الخواجة: يلزم أن تكتب ما تقول، فكتب ما قاله.
ثمّ مضت الأيّام حتّى قتل هلاكو حاكم خراسان، وصار حاكماً على بلاد خراسان، وجعل الخواجة وزيره، فتصرّف البلاد بلداً بعد بلد حتّى هجم على بغداد، وأخذ المستعصم وقتله، واختفى ابن الحاجب في بيت رجل وأخذ طشتاً، وصبّ في الطشت دماً كثيراً، وجعل على الدماء شيئاً، وقعد عليه، ليصون نفسه عن رمل الخواجة.
فلمّا ألقى الخواجة الرمل رأى ابن الحاجب على بحر من دم، فتحيّر وتجسّس عنه ولم يجد له أثر، فتدبّر في أخذه، ووزن عدّة كثيرة من الشياة، وأقسمها على أهل بغداد، وشرط عليهم أن لا يتغيّر وزن الشياة حين أخذها وتسليمها.
فشاور ابن الحاجب من كان هو في بيته، فقال له ابن الحاجب: خذ ذئباً صغيراً وفي كلّ يوم من الصباح إلى الليل أطعم الشاة، وفي كلّ ليلة اجعلها ترى الذئب فينقص عن وزنها ما زاد عليها في اليوم، وبالتداوم على هذا العمل لا يظهر التفاوت في وزن الشاة يوم الأخذ والتسليم!
وعمل الرجل بما قال له ابن الحاجب حتّى ردّ الشاة، وحصل التفاوت في كلّ الشياة إلّا الّتي كانت في يد من شاور ابن الحاجب، وعلم الخواجة بالفراسة أنّ ابن الحاجب في بيته وهذا التدبير منه، فأرسل الغلمان إليه وأخذوه وجاؤوا به عند الخواجة وهلاكو.
فقال له الخواجة: هذا السلطان قرني كانت في طوس، فجئت بها للوعدة؛ فذهب به إلى ساحل الشطّ، وأمر بإحضار كتبه، وألقى جميع ما ألّفه ابن الحاجب في الماء - إلّا الشافية والوافية والمختصر لأنّ هذه الكتب نافعة للمبتدي - وقال: أعجبني تلمّه، وقتل ابن الحاجب(1042).
هذه قضيّة متضمّنة لصدور هذا الدعاء من الإمام المنتظر أرواحنا فداه ولكن في صحّة القضيّة ترديد كما صرّح به في دار السلام، لأنّ تاريخ فتح بغداد لا يوافق زمن فوت ابن الحاجب. وفي قضيّة حملة هلاكو إلى بغداد وفتحه بتدبير وزيره الخواجة نصير الدين الطوسي (رحمه الله) وفي تاريخ القضيّة نكات تستلزم الإشكال في صحّتها:
1 - كما ورد في التاريخ إنّ موت ابن الحاجب كان في إسكندريّة(1043) لا في بغداد مع الخصوصيّات المذكورة في القضيّة.
2 - مات ابن الحاجب تسع سنين قبل فتح بغداد ولم يكن حيّاً حين ورود هلاكو والخواجة نصير الدين الطوسي في بغداد حتّى يحتاج إلى الجلوس في الظرف المملوء بالدم.
3 - كما علم الخواجة نصير الدين الطوسي بطريق الرمل مكان هلاكو وعيّن بلده ومحلّه فهل لا يقدر أن يعلم أنّ ابن الحاجب في أيّ مكان والدماء الّتي جلس هو عليها في أيّ مكان؟ إن تراءى الرمل ظرفاً فيه الدماء كالبحر فهل يمكن الاستفادة منه؟
مضافاً إلى أنّ الخواجة كان يمكن له أن يعيّن بالرّمل الشاة الّتي في بيت ابن الحاجب ولا يلزم أن يشترط عدم تغيير الوزن في الشياة.
ولكنّه مع ذلك كلّه لا ترديد في أهميّة دعاء التوسّل المنسوب إلى الخواجة نصير الدين الطوسي (رحمه الله) والمؤلّف قد استفاد من هذا الدعاء في حلّ بعض المشكلات.
نقل عن الشيخ البهائي (رحمه الله) أنّه قال: سئل عن المقدّس الأردبيلي رحمة الله عليه ما هو السبب في وصولك إلى المقامات العالية؟
قال: المداومة على دعاء التوسّل للخواجة نصير.
إنّ لهذا الدعاء طريقة مجرّبة: وهي أن يقرأ الدعاء اُسبوعين في الخلوة بعد صلاة الصبح بلا تكلّم بعدها، ففي الاُسبوع الاُولى يبتدأ من يوم السبت ويختمه في يوم الجمعة، ويقرأ الدعاء في كلّ يومٍ أحد عشر مرّة. وفي الاُسبوع الثانية يبتدأ من يوم الاثنين ويختم في يوم الأحد، ويقرأ الدعاء في هذه الاُسبوع في كلّ يوم تسعة مرّة.
ويلزم إلقاء بخورات المعطّرة في النار. ثمّ بعد الاُسبوعين يقرأ الدعاء مرّة واحدة في كلّ يوم، هذه طريقة مجرّبّة(1044).
دعاء الاعتصام للخواجة نصير الدين الطوسي (رحمه الله)
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شيء، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شيء، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شيء، وَأَنْتَ الْباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شيء، وَأَنْتَ الله الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شيء، وَيا باقِياً بَعْدَ كُلِّ شيء، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شيء، يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُريدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، إِقْضِ حاجاتي، وَأَعْطِني سُؤْلي، وَفَرِّجْ عَنّي كُرْبَتي، وَاكْفِ مُهِمَّاتي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ(1045).
203) دعاء التوسّل المعروف بدعاء التوسّل للخواجة نصير (رحمه الله)
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى النَّبِيِّ الْاُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ الْهاشِمِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْأَبْطَحِيِّ التَّهامِيِّ، اَلسَّيِّدِ الْبَهِيِّ، اَلسِّراجِ الْمُضي ءِ، اَلْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، صاحِبِ الْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، اَلْمَدْفُونِ بِالْمَدينَةِ، اَلْعَبْدِ الْمُؤَيَّدِ، وَالرَّسُولِ الْمُسَدَّدِ، اَلْمُصْطَفَى الْأَمْجَدِ، اَلْمَحْمُودِ الْأَحْمَدِ، حَبيبِ إِلهِ الْعالَمينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَخاتَمِ النَّبِيّينَ، وَشَفيعِ الْمُذْنِبينَ، وَرَحْمَةٍ لِلْعالَمينَ، أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْقاسِمِ يا رَسُولَ الله، يا إِمامَ الرَّحْمَةِ، يا شَفيعَ الْاُمَّةِ، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمُطَهَّرِ، وَالْإِمامِ الْمُظَفَّرِ، وَالشُّجاعِ الْغَضَنْفَرِ، أَبي شُبَيْرَ وَشَبَرَ، قاسِمِ طُوبى وَسَقَرَ، اَلْأَنْزَعِ الْبَطينِ، اَلْأَشْجَعِ الْمَتينِ، اَلْأَشْرَفِ الْمَكينِ، اَلْعالِمِ الْمُبينِ، اَلنَّاصِرِ الْمُعينِ، وَلِيِّ الدّينِ، اَلْوالِيِ الْوَلِيِّ، اَلسَّيِّدِ الرِّضِيِّ، اَلْإِمامِ الْوَصِيِّ، اَلْحاكِمِ بِالنَّصِّ الْجَلِيِّ، اَلْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ، اَلْمَدْفُونِ بِالْغَرِيِّ، لَيْثِ بَني غالِبٍ، مَظْهَرِ الْعَجائِبِ، وَمُظْهِرِ الْغَرائِبِ، وَمُفَرِّقِ الْكَتائِبِ، وَالشِّهابِ الثَّاقِبِ، وَالْهِزَبْرِ السَّالِبِ، نُقْطَةِ دائِرَةِ الْمَطالِبِ، أَسَدِ الله الْغالِبِ، غالِبِ كُلِّ غالِبٍ، وَمَطْلُوبِ كُلِّ طالِبٍ، صاحِبِ الْمَفاخِرِ وَالْمَناقِبِ، إِمامِ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ، مَوْلانا وَمَوْلَى الْكَوْنَيْنِ، اَلْإِمامِ أَبِي الْحَسَنَيْنِ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ.
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ، يا أمير المؤمنين، يا عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ، يا أَخَ الرَّسُولِ، يا زَوْجَ الْبَتُولِ، يا أَبَا السِّبْطَيْنِ، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا يا مَوْلانا، إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدَةِ الْجَليلَةِ الْجَميلَةِ، اَلْمَعْصُومَةِ الْمَظْلُومَةِ، اَلْكَريمَةِ النَّبيلَةِ، اَلْمَكْرُوبَةِ الْعَليلَةِ، ذاتِ الْأَحْزانِ الطَّويلَةِ فِي الْمُدَّةِ الْقَليلَةِ، اَلرَّضِيَّةِ الْحَليمَةِ، اَلْعَفيفَةِ السَّليمَةِ، اَلْمَجْهُولَةِ قَدْراً، وَالْمَخْفِيَّةِ قَبْراً، اَلْمَدْفُونَةِ سِرّاً، وَالْمَغْصُوبَةِ جَهْراً، سَيِّدَةِ النِّساءِ، اَلْإِنْسِيَّةِ الْحَوْراءِ، اُمِّ الْأَئِمَّةِ النُّقَباءِ النُّجَباءِ، بِنْتِ خَيْرِ الْأَنْبِياءِ، اَلطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ، اَلْبَتُولِ الْعَذْراءِ، فاطِمَةَ التَّقِيَّةِ الزَّهْراءِ (عليها السلام).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى ذُرِّيَّتِكِ يا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ، يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله، أَيَّتُهَا الْبَتُولُ، يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ، يا بَضْعَةَ النَّبِيِّ، يا اُمَّ السِّبْطَيْنِ، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَتَنا وَمَوْلاتَنا، إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهَةً عِنْدَ الله، إِشْفَعي لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمُجْتَبى، وَالْإِمامِ الْمُرْتَجى، سِبْطِ الْمُصْطَفى، وَابْنِ الْمُرْتَضى، عَلَمِ الْهُدى، اَلْعالِمِ الرَّفيعِ، ذِي الْحَسَبِ الْمَنيعِ، وَالْفَضْلِ الْجَميعِ، وَالشَّرَفِ الرَّفيعِ، اَلشَّفيعِ ابْنِ الشَّفيعِ، اَلْمَقْتُولِ بِالسَّمِّ النَّقيعِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ الْبَقيعِ، اَلْعالِمِ بِالْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، صاحِبِ الْجُودِ وَالْمِنَنِ، كاشِفِ الضُّرِّ وَالْبَلْوى وَالْمِحَنِ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، اَلَّذي عَجَزَ عَنْ عَدِّ مَدائِحِهِ لِسانُ اللُّسَنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ الْمُؤْتَمَنِ، أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا الْمُجْتَبى، يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ، وَالْإِمامِ الْعابِدِ، اَلرَّاكِعِ السَّاجِدِ، وَلِيِّ الْمَلِكِ الْماجِدِ، وَقَتيلِ الْكافِرِ الْجاحِدِ، زَيْنِ الْمَنابِرِ وَالْمَساجِدِ، صاحِبِ الْمِحْنَةِ وَالْكَرْبِ وَالْبَلاءِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ كَرْبَلاءَ، سِبْطِ رَسُولِ الثَّقَلَيْنِ، وَنُورِ الْعَيْنَيْنِ، مَوْلانا وَمَوْلَى الْكَوْنَيْنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي عَبْدِ الله الْحُسَيْنِ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبد الله، يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا الشَّهيدُ يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، يا سَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلى أَبِي الْأَئِمَّةِ، وَسِراجِ الْاُمَّةِ، وَكاشِفِ الْغُمَّةِ، وَمُحْيِى السُّنَّةِ، وَسَنِيِّ الْهِمَّةِ، وَرَفيعِ الرُّتْبَةِ، وَأَنيسِ الْكُرْبَةِ، وَصاحِبِ النُّدْبَةِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طيبَةَ، اَلْمُبَرَّءِ مِنْ كُلِّ شَيْنٍ، وَأَفْضَلِ الْمُجاهِدينَ، وَأَكْمَلِ الشَّاكِرينَ وَالْحامِدينَ، شَمْسِ نَهارِ الْمُسْتَغْفِرينَ، وَقَمَرِ لَيْلَةِ الْمُتَهَجِّدينَ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ زَيْنِ الْعابِدينَ، أَبي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِما).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يا زَيْنَ الْعابِدينَ، أَيُّهَا السَّجَّادُ يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلى قَمَرِ الْأَقْمارِ، وَنُورِ الْأَنْوارِ، وَقائِدِ الْأَخْيارِ، وَسَيِّدِ الْأَبْرارِ، وَالطُّهْرِ الطَّاهِرِ، وَالْبَدْرِ الْباهِرِ، وَالنَّجْمِ الزَّاهِرِ، وَالْبَحْرِ الزَّاخِرِ، وَالدُّرِّ الْفاخِرِ، اَلْمُلَقَّبِ بِالْباقِرِ، اَلسَّيِّدِ الْوَجيهِ، اَلْإِمامِ النَّبيهِ، اَلْمَدْفُونِ عِنْدَ جَدِّهِ وَأَبيهِ، اَلْحِبْرِ الْمَلِيِّ عِنْدَ الْعَدُوِّ وَالْوَلِيِّ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ الْأَزَلِيِّ، أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا الْباقِرُ يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الصَّادِقِ الصِّدّيقِ، اَلْعالِمِ الْوَثيقِ، اَلْحَليمِ الشَّفيقِ، اَلْهادي إِلَى الطَّريقِ، اَلسَّاقي شيعَتَهُ مِنَ الرَّحيقِ، وَمُبَلِّغِ أَعْدائِهِ إِلَى الْحَريقِ، صاحِبِ الشَّرَفِ الرَّفيعِ، وَالْحَسَبِ الْمَنيعِ، وَالْفَضْلِ الْجَميعِ، اَلشَّفيعِ ابْنِ الشَّفيعِ، اَلْمَدْفُونِ بِالْبَقيعِ، اَلْمُهَذَّبِ الْمُؤَيَّدِ، اَلْإِمامِ الْمُمَجَّدِ أَبي عبد الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله، يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَيُّهَا الصَّادِقُ يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْكَريمِ، وَالْإِمامِ الْحَليمِ، وَسَمِيِّ الْكَليمِ، اَلصَّابِرِ الْكَظيمِ، قائِدِ الْجَيْشِ، اَلْمَدْفُونِ بِمَقابِرِ قُرَيْشٍ، صاحِبِ الشَّرَفِ الْأَنْوَرِ، وَالْمَجْدِ الْأَظْهَرِ، وَالْجَبينِ الْأَطْهَرِ [الْأَزْهَرِ خ]، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي إِبْراهيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا إِبْراهيمَ، يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، أَيُّهَا الْكاظِمُ، وَأَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمَعْصُومِ، وَالْإِمامِ الْمَظْلُومِ، وَالشَّهيدِ الْمَسْمُومِ، وَالْغَريبِ الْمَغْمُومِ، وَالْقَتيلِ الْمَحْرُومِ، عالِمِ عِلْمِ الْمَكْتُومِ، بَدْرِ النُّجُومِ، شَمْسِ الشُّمُوسِ، وَأَنيسِ النُّفُوسِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طُوسِ، اَلرَّضِيِّ الْمُرْتَضى، اَلْمُرتَجَى الْمُجْتَبى، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ، يا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا، يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْعادِلِ الْعالِمِ، اَلْعامِلِ الْكامِلِ، اَلْفاضِلِ الْباذِلِ، اَلْأَجْوَدِ اَلْجَوادِ، اَلْعارِفِ بِأَسْرارِ الْمَبْدَأ وَالْمَعادِ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، مَناصِ الْمُحِبّينَ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ، اَلْمَذْكُورِ فِي الْهِدايَةِ وَالْإِرْشادِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ بَغْدادَ، اَلسَّيِّدِ الْعَرَبِيِّ، وَالْإِمامِ الْأَحْمَدِيِّ، وَالنُّورِ الْمُحَمَّدِيِّ، اَلْمُلَقَّبِ بِالتَّقِيِّ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا جَعْفَرٍ، يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا التَّقِيُّ الْجَوادُ، يا بن رَسُولِ الله، يا بن أمير المؤمنين، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلَى الْإِمامَيْنِ الْهُمامَيْنِ، اَلسَّيِّدَيْنِ السَّنَدَيْنِ، اَلْفاضِلَيْنِ الْكامِلَيْنِ، اَلْباذِلَيْنِ الْعادِلَيْنِ، اَلْعالِمَيْنِ الْعامِلَيْنِ، اَلْأَوْرَعَيْنِ الْأَطْهَرَيْنِ، اَلنُّورَيْنِ النَّيِّرَيْنِ، وَالشَّمْسَيْنِ الْقَمَرَيْنِ، اَلْكَوْكَبَيْنِ الْأَسْعَدَيْنِ، وارِثَيِ الْمَشْعَرَيْنِ، وَأَهْلَيِ الْحَرَمَيْنِ، كَهْفَيِ التُّقى، غَوْثَيِ الْوَرى، بَدْرَيِ الدُّجى، طَوْدَيِ النُّهى، عَلَمَيِ الْهُدى، اَلْمَدْفُونَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأى، كاشِفَيِ الْبَلْوى وَالْمِحَنِ، صاحِبَيِ الْجُودِ وَالْمِنَنِ، اَلْإِمامَيْنِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ وَأَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِما).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَبَا الْحَسَنِ وَيا أَبا مُحَمَّدٍ، وَيا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَيا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا النَّقِيُّ الْهادي وأَيُّهَا الزَّكِيُّ الْعَسْكَرِيُّ، يَا بْنَيْ رَسُولِ الله، يَابْنَيْ أمير المؤمنين، يا حُجَّتَيِ الله عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، يا سَيِّدَيْنا وَمَوْلَيَيْنا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكُما إِلَى الله، وَقَدَّمْناكُما بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهَيْنِ عِنْدَ الله، إِشْفَعا لَنا عِنْدَ الله.
اللّهم صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وَبارِكْ عَلى صاحِبِ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالصَّوْلَةِ الْحَيْدَرِيَّةِ، وَالْعِصْمَةِ الْفاطِمِيَّةِ، وَالْحِلْمِ الْحَسَنِيَّةِ، وَالشُّجاعَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ، وَالْعِبادَةِ السَّجَّادِيَّةِ، وَالْمَآثِرِ الْباقِرِيَّةِ، وَالْآثارِ الْجَعْفَرِيَّةِ، وَالْعُلُومِ الْكاظِمِيَّةِ، وَالْحُجَجِ الرَّضَوِيَّةِ، وَالْجُودِ التَّقَوِيَّةِ، وَالنَّقاوَةِ النَّقَوِيَّةِ، وَالْهَيْبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ، وَالْغَيْبَةِ الْإِلهِيَّةِ، اَلْقائِمِ بِالْحَقِّ، وَالدَّاعي إِلَى الصِّدْقِ الْمُطْلَقِ، كَلِمَةِ الله وَأَمانِ الله وَحُجَّةِ الله، اَلْغالِبِ بِأَمْرِ الله، وَالذَّابِّ عَنْ حَرَمِ الله، إِمامِ السِّرِّ وَالْعَلَنِ، دافِعِ الْكَرْبِ وَالْمِحَنِ، صاحِبِ الْجُودِ وَالْمِنَنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَّمانِ، وَخَليفَةِ الرَّحْمانِ، وإِمامِ الْإِنْسِ وَالْجانِّ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ).
اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الْحَسَنِ، وَالْخَلَفَ الصَّالِحَ، يا إِمامَ زَمانِنا، اَلْقائِمَ الْمُنْتَظَرَ الْمَهْدِيَّ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله (عزَّ وجلَّ).
فيسأل حاجاته من الله تعالى، ويرفع يديه ويقول:
يا سادَتي وَمَوالِيَّ، إِنّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ، أَنْتُمْ أَئِمَّتِي وَعُدَّتي لِيَوْمِ فَقْري وَفاقَتي وَحاجَتي إِلَى الله، وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلَى الله، وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ أَرْجُو النَّجاةَ مِنَ الله، فَكُونُوا عِنْدَ الله تَعالى رَجائي، يا ساداتي يا أَوْلِياءَ الله صَلَّى الله عَلَيْكُمْ أَجْمَعينَ.
اللّهم إِنَّ هؤُلاءِ أَئِمَّتُنا وَسادَتُنا وَقادَتُنا وَكُبَرائُنا وَشُفَعاءُنا، بِهِمْ أَتَوَلَّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَّءُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
اللّهم والِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَالْعَنْ عَلى مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، آمينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
اللّهم ارْزُقْنا فِي الدُّنْيا زِيارَتَهُمْ، وَفِي الْآخِرَةِ شَفاعَتَهُمْ، وَاحْشُرْنا مَعَهُمْ وَفي زُمْرَتِهِمْ وَتَحْتَ لِوائِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1046).
204) التوسّل بمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
نقل في قبس المصباح دعاءً مختصراً وهو:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ إِلّا أَعَنْتَني بِهِ عَلى جَميعِ اُمُوري، وَكَفَيْتَني بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُوذٍ وَطاغٍ وَباغٍ، وَأَعَنْتَني بِهِ، فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودي، وَكَفَيْتَني كُلَّ عَدُوٍّ وهَمٍّ [وَغَمٍّ] وَدَيْنٍ، وَوُلْدي وَجَميعَ أَهْلي وإِخْواني، وَمَنْ يُعْنيني أَمْرُهُ وَخاصَّتي، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1047).
قال في جنّات الخلود: إنّ الفتح والظفر على الأعداء في يوم القتال وغيره وأداء الديون يتوقّف على التوسّل بصاحب الأمر أرواحنا فداه بهذا النهج، ونقل الدعاء المذكور(1048).
205) التوسّل بمولانا القائم أرواحنا فداه في الشدائد
من الوظائف المهمّة لنا، أن نتوجّه ونتوسّل بمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في الشدائد والأمراض الصعبة الّتي تعرض علينا.
ففي هذه المشكلات لابدّ لحلّها والفرار عنها، من التوسّل بمولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه الّذي يكون هو وليّ أمرنا. فعلى هذا في جميع الشدائد وبالأخصّ إذا أحاطنا الاضطرار، لابدّ أن نتوسّل إلى منتقم آل الله صلوات الله عليه ونعلم أنّ المشكلات والشدائد الّتي ترد علينا كلّها مؤثّرة عن غيبته ونحن موظّفون أن ندعو لظهوره صلوات الله عليه.
قال في البحار: قال أبو الوفاء الشيرازي: كنت في السجن في ضيق، فقلقت لذلك وجعلت اُناجي الله تعالى بالأئمّة (عليهم السلام)، فلمّا كانت ليلة الجمعة وفرغت من صلاتي نمت، فرأيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في نومي، فهديه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في النوم للتوسّل بأيّ إمام لأيّ حاجة.
فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
... وأمّا صاحب الزّمان فإذا بلغ منك السيف الذّبح، فاستعن به، فإنّه يعينك ووضع يده على حلقه.
قال: فناديت في نومي:
يا مولاي يا صاحب الزّمان أدركني فقد بلغ مجهودي.
قال أبو الوفاء: فانتبهت من نومي والموكّلون يأخذون قيودي(1049).
قال في سلاح المؤمنين: وهذه الاستغاثة بالمولى صاحب العصر أرواحنا فداه جرّبها جماعة من المؤمنين فبلغوا بها مقاصدهم، وللسيّد الوالد قدّس الله روحه عناية بالغة، وعقيدة راسخة بها، وكان يحثّ المؤمنين على التوسّل به سلام الله عليه في شدائدهم، فكانوا يرون الفرج بذلك، وله طاب ثراه:
إِن دَنا مِنْ نَحْرِكَ السَّيْفُ اسْتَغِثْ بِوَلِّيِ الْعَصْرِ مَوْلاكَ وَقُل:
يا صاحِبَ الزَّمانِ أَغِثْني، يا صاحِبَ الزَّمانِ أَدْرِكْني
فَهُوَ بابُ الله وَالرَّحْمَةِ وَالْغَوْثُ وَابنُ الْمُصْطَفى فَخْرِ الرُّسُلِ(1050)
قال المحدّث النوري (رحمه الله): والظاهر أنّ مراد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من هذا الكلام عدم انحصار التوسّل بإمام العصر صلوات الله عليه فيما إذا وقع في قبضة العدوّ، وكان قاصداً لقتله، بل انّه كناية عن الوصول إلى نهاية شدّة الاُمور وانقطاع الأسباب وقطع الأمل عن المخلوقين، ونفاد الصبر والتحمّل سواء كان بلاءً دينياً أو دنيوياً، وسواء كان من شرّ عدوّ إنسي أو جنّي، كما يظهر من الدعاء المتقدّم.
فتكليف المضطرّ والعاجز الاستغاثة به أرواحنا فداه، وإغاثة وإجابة المستغيثين من مناصبه الإلهية صلوات الله عليه.
وإن لم يتمكّن المضطرّ لشدّة قلقه واضطراره من الاستغاثة به بلسان المقال والدعاء بالمأثور فيكفيه للاستغاثة به أرواحنا فداه أن يسأله بلسان الحال والقدرة مع أنّه متوليه ومقرّ بولايته وإمامته، ومعرفة انحصار المربّي، ووساطة الفيض الإلهي في وجوده المقدّس في ظلمات تيه الغيبة، فيعرف أنّ المستغيثين الّذين كانوا في سفر الطاعة مثل الحجّ والزيارة، فإنّهم لم ينجهم أحد إلّا غوث الزمان أرواحنا فداه.
ومن جملة الشواهد على هذا المطلب، أنّ الغوث من ألقابه الخاصّة به صلوات الله عليه الّتي وردت في الزيارات المعتبرة، ومعناها المغيث، وليس معنى هذا اللقب الإلهي مجرّد الإسم، فإنّه لا يتحقّق إلّا إذا كان لصاحبه قوّة أن يسمع كلّ واحد في أيّ مكان كان، وبأيّ لسان استغاث، بل يعلم علم إحاطة بحالات المستغيثين، فهو عالم بحالاتهم حتّى بدون استغاثة وتوسّل، كما صرّح بذلك في توقيعه للشيخ المفيد. وله قدرة - إذا رأى من المصلحة - على نجاة المستغيث الّذي استغاث به بلسان الحال أو المقال من دوامة بحر البلاء، ولا يليق بهذا المقام إلّا من له مقام الإمامة ووضع قدمه على بساط الولاية.
ويؤيّد هذا المقال ما اشتهر بين العرب الحضر وأهل البادية بالتعبير عن ذاته المقدّسة بأبي صالح، ولا يتوسّلون ولا يستغيثون ولا يندبون ولا يشتكون إليه إلّا بهذا الإسم(1051).
206) توسّلٌ آخر بمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
نقل العلّامة الشيخ محمّد باقر الفقيه إيماني عن بعض العلماء في التوسّل إلى صاحب الأمر أرواحنا فداه أن يقول في الصحراء أو في الخلوة في المكان الوسيع مكشوف الرأس:
يا أَبا الْقاسِمِ أَغِثْني، يا أَبا صالِحِ الْمَهْدِيَّ أَدْرِكْني أَدْرِكْني وَلا تَدَعْني، فَإِنّي ذَليلٌ عاجِزٌ.
وقال أيضاً في التوسّل به أرواحنا فداه:
يا مَوْعُودَ الْمُنْتَظَرِ، اُنْظُرْ إِلَى الْمُحْتَضَرِ.
وما هو المشهور في الألسنة: اَلْمُسْتَغاثُ بِكَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.
وقال (رضوان الله عليه) بعد نقل هذه الأقسام الثلاثة من التوسّل: إنّ من المظنون صدور هذه التوسّلات عن الناحية المقدّسة...(1052).
207) التوسّل به صلوات الله عليه في كلّ أمر صعب (يا فارس الحجاز)
روى أنّ كلّ مؤمن قد اصعب عليه أمر من اُمور الدنيا والآخرة أن خرج إلى الصحراء، وقرء هذا الدعاء سبعين مرّة، يصل إليه إمداد من صاحب الأمر أرواحنا فداه:
يا فارِسَ الْحِجازِ أَدْرِكْني، يا أَبا صالِحِ الْمَهْدِيَّ أَدْرِكْني، يا أَبَا الْقاسِمِ أَدْرِكْني أَدْرِكْني وَلا تَدَعْني، فَإِنّي عاجِزٌ ذَليلٌ(1053).
قال المحدّث النوري (رحمه الله) في جنّة المأوى: وأبو صالح كنيته عند عامّة العرب، يكنّونه به في أشعارهم، ومراثيهم وندبهم، والظاهر أنّهم أخذوه من الخبر المذكور وأنّه (عليه السلام) المراد من أبي صالح الّذي هو مرشد الضالّ في الطريق، ولو نوقش في ذلك وادُّعي إمكان صدورها من بعض الصلحاء والأولياء فهو أيضاً يدلّ على المطلوب إذ لا يستغيث شيعته ومواليه (عليه السلام) إلاّ من هو منهم، وواسطة بينهم وبين إمامهم الغائب عنهم، بل هو من رجاله وخاصّته وحواشيه وأهل خدمته، فالمضطرّ رأى من رآه (عليه السلام)(1054).
208) التوسّل به أرواحنا فداه أيضاً في كلّ أمر صعب (يا محمّد يا عليّ)
قال العالم الجليل العراقي في كتابه دار السلام:
قال الملّا قاسم الرشتي طاب ثراه: ذهبت إلى بلدة أصفهان ودخلت في مقبرة تخت فولاد في يوم كان غير يوم الخميس ولمّا كنت غريباً في البلد لم أدر أنّ الناس لم يزوروا الأموات في المقبرة إلّا في ليلة الجمعة وفي ساير الأوقات تكون خالية عن الناس، ولم يوجد فيها شيئاً من اللوازم. وعند ذهابي في الشارع كنت مائلاً لتدخين النرجيلة، وقال الخادم الّذي معي: لم يوجد شيء في أطراف المقبرة إلّا في ليالي الجمع.
قلت: لا أترك زيارة القبور للنرجيلة ودخلت وابتدأت بقراءة سورة الفاتحة، فرأيت رجلاً كان جالساً في زاوية الصحن.
فقال لي: ملّا قاسم، لِمَ دخلت المكان ولم تسلّم على سنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ فصرت خجلاناً وتعذّرت عنه بأنّي كنت بعيداً وأردت التسليم بعد الدنوّ.
فقال: لا، لا أدب لكم أهل العلم! فألقيت هيبته على قلبي فدنوت منه وسلّمت عليه وأجابني فسمّى أبواي وقال: لم يكن لهما ولداً ذكوراً فنذر أبوك إن رزقه الله ولداً ذكوراً جعله من أهل الحديث والخير، فأعطاك الله به ووفي بنذره.
قلت: نعم سمعت هذا.
ثمّ قال: إن كنت مائلاً بالنرجيلة فهي موجودة في صرّتي فأخرجها وهيّئها حتّى ندخّن معك فهممت أن آمر خادمي بذلك.
فلمّا خطر ذلك على نفسي قال: لا، هيّئها بنفسك.
قلت: على عيني، فهيّأت النرجيلة ودخّنتها ودفعتها إليه، فدخّنها وردّها إليّ.
قال: أنا دخلت في هذا المكان قبل أيّام ولا ميل لي لأهل هذا البلد ولا بالدخول في البلد وأنّ لي صديقاً في مازندران أردت أن أزوره ثمّ قال لي: إنّ في هذه المقبرة قبور عدّة من الأنبياء فقم وزرهم معي، فقام وأخذ صرّته وذهبنا إلى أن وصلنا إلى مكان.
فقال: هنا قبور الأنبياء وقرء زيارة لم أرها في الكتب وقرأت الزيارة معه. فبعد عن القبور وقال: أنا ذاهب إلى مازندران فاسألني شيئاً، فسألته أن يعطيني زاد المسافرين (أي الكيمياء).
قال: لا اُعلّمك، فأصررت عليه فقال: الرزق مقدّر ويصلك إلى آخر عمرك.
قلت: ماذا يقع من نجاتي عن الإفلاس؟
فقال: لا قدر للدنيا.
قلت: لم أسأل عن هذا لحبّ الدنيا.
قال: فلم سألت من الاُمور المنتخبة منها؟ ومع ذلك كرّرت حاجتي إليه.
فقال: إن رأيتني في مسجد السهلة أعطيك الحاجة.
قلت: فعلّمني دعاءً.
قال: اُعلّمك دعائين؛ أحدهما مختصّ بك، والآخر نفعه عامّ، ولا يختصّ بك فإن ابتلى مؤمن ببليّة وقرئه فإنّه مجرّب في التأثير، وقرئهما لي.
قلت: مع الأسف ليس لي قلم حتّى أكتبهما ولا أقدر على الحفظ.
قال: إنّه موجود في صرّتي أخرجه عنها، فدخلت يدي فيها فلم يكن فيها النرجيلة وسائر الأشياء الّتي كانت موجودة فيها قبلاً، بل فيها دوات وقلم وقرطاس على قدر كتابة الدعائين، فتعجّبت من ذلك!
فقال لي مع الحدّة: عجّل ولا تعطّلني لأنّي ذاهب، فاضطربت وأطرقت برأسي إلى الأرض وصرت مهيّأً للكتابة، فأملأ أوّلاً الدعاء المخصوص وكتبته، ولمّا وصل إلى الدعاء الثاني قرأ:
يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةُ، يا صاحِبَ الزَّمانِ أَدْرِكْني وَلا تُهْلِكْني.
فتأمّلت فقال: هل تعلم العبارة غلطاً؟
قلت: نعم؛ لأنّ الخطاب فيها إلى أربعة فيلزم أن يأتي بالفعل جمعاً.
فقال: أخطأت، لأنّ الناظم في كلّ العالم حينئذٍ هو صاحب الأمر (عليه السلام) ولا يتصرّف فيه غيره ونجعل في الدعاء محمّداً وعليّاً وفاطمة (عليهم السلام) شفعاءً عنده ونستمدّ منه لوحده(1055).
رأيت أنّ ما قاله متين، فكتبت الدعاء ولمّا رفعت رأسي ونظرت في الأطراف لم أره، فسئلت عن الخادم عنه قال: إنّي لم أر أحداً، فرجعت إلى البلد مع حالة لم توجد فيّ سابقاً ودخلت في بيت الحاج الكرباسي.
فقال لي: هل عرض عليك الحمَّى؟ قلت: لا، وقلت له ما جرى عليَّ.
قال لي: علّمني هذا الدعاء الشيخ محمّد البيد آبادي وكتبت الدعاء في ظهر كتاب الدعاء، فقام وجاء بالكتاب وفيه: أَدْرِكُوني وَلا تُهْلِكُوني، فحكّه وكتب أدركني ولا تهلكني(1056).
209) توسّل آخر به أرواحنا فداه (يا صاحب الزّمان)
قال في منهاج العارفين: روي أنّ من أصابه همّ أو غمّ أو شدّة فليقل سبعين مرّة:
يا الله يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةُ يا صاحِبَ الزَّمانِ، أَدْرِكْني وَلا تُهْلِكْني(1057).
210) توسّل آخر به صلوات الله عليه
قال في التحفة الرضويّة: تصلّي بعد نافلة المغرب على النبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين مئة مرّة، ثمّ تقول سبعين مرّة:
يا الله يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةُ يا حَسَنُ يا حُسَيْنُ، يا صاحِبَ الزَّمانِ، أَدْرِكْني يا صاحِبَ الزَّمانِ.
ثمّ تصلّي على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مئة مرّة، ثمّ تطلب حاجتك.
ذكر السيّد العلّامة الوالد طاب ثراه أنّه مجرّب لكشف المهمّات(1058).
211) التوسّل به أرواحنا فداه في الشدائد (يا حجّة القائم)
عن السيّد السند الاُستاذ العالم الربّاني والحكيم الصمداني الفقيه المجتهد البارع السيّد محمّد الهندي النجفي دام ظلّه، عن العالم السيّد حسن القزويني، عن السيّد حسين شوشتري من أئمّة الجماعة، عن أساتيده تقول مكشوفة الرّأس واقفاً مستقبلاً: يا حُجَّةَ الْقائِمَ خمس مائة وسبعين مرّة مجرّب(1059).
212) التوسّل لدفع المرض
التوسّل باسم يقرئه في دعائه مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه لاختتام الغيبة:
محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن داود بن زربي قال: مرضت بالمدينة مرضاً شديداً، فبلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام)، فكتب إليَّ:
قد بلغني علّتك، فاشتر صاعاً من برّ، ثمّ استلق على قفاك وانثره على صدرك كيف ما انتثر، وقل:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ كَشَفْتَ ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ، وَمَكَّنْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ، وَجَعَلْتَهُ خَليفَتَكَ عَلى خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تُعافِيَني مِنْ عِلَّتي.
ثمّ استو جالساً واجمع البرّ من حولك، وقل مثل ذلك، واقسمه مدّاً مدّاً لكلّ مسكين، وقل مثل ذلك.
قال داود: ففعلت ذلك فكأنّما نُشطت من عقال، وقد فعله غير واحد فانتفع به(1060).
213) التوسّل بمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الاثنين والخميس
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس (رحمه الله) في كشف المهجّة لابنه: قدّم حوائجه (عليه السلام) على حوائجك عند صلاة الحاجات كما ذكرناه في كتاب المهمّات والتتمّات، والصدقة عنه قبل الصدقة عنك، وعمّن يعزّ عليك، والدعاء له قبل الدعاء لك، وقدّمه في كلّ خير يكون وفاء له ومقتضيّاً لإقباله عليك وإحسانه إليك، فاعرض حاجاتك عليه كلّ يوم الاثنين ويوم الخميس من كلّ اُسبوع لما يجب له من أدب الخضوع وقل عند خطابه(1061):
سَلامُ الله الْكامِلُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أَرْضِهِ، وَعَيْنَ الله في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْأَمْرِ وَالتَّدْبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْبَرِيِّ الْمَسْمُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَيوةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله فِي الْأَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْغائِبُ عَنْ الْأَبْصارِ، وَالشَّاهِدُ فِي الْأَمْصارِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعَصْرِ وَوَلِيِّ الْأَمْرِ، أَدْرِكْنا وَأَغِثْنا، «يا أَيُّهَا الْعَزيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ الله يَجْزِى الْمُتَصَدِّقينَ»(1062)، تَالله لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئينَ، يا مَوْلانا إِسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، إِنَّا كُنَّا خاطِئينَ.
يا مَوْلانا هذِهِ مَقالاتُ إِخْوَةِ يُوسُفَ مَعَ أَخيهِمْ وأَبيهِمْ، وَقَدْ رَحِماهُمْ بِقُدْرَتِهِما، بِقُدْرَتِكَ الْجِناياتِ، فَإِنْ كُنَّا غَيْرَ مَرْضِيّينَ عِنْدَ الله جَلَّ جَلالُهُ وَعِنْدَ رَسُولِهِ (صلّى الله عليه وآله)، وَعِنْدَ آبائِكَ وَعِنْدَكَ، عَلَيْكُمْ أَفْضَلُ الصَّلواتِ، فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسَعَنا مِنْ رَحْمَتِكَ وَحِلْمِكَ، وَكَرَمِكَ وَشَريفِ شِيَمِكَ بِما وَسَعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ، مِنْ تَعَظُّمِهِ عَلَيْهِمْ، وَرَحْمَتِهِ لَهُمْ، وَإِحْسانِهِ إِلَيْهِمْ، يا مَوْلايَ إِنَّني وَجَدْتُ فِي النَّقْلِ إِنَّ جَدّكَ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانَ لَهُ عَدُوٌّ شَديدٌ يُقالُ لَهُ النَّضْرُ بْنُ الْحارِثِ فَقَتَلَهُ، فَقالَتْ اُخْتُهُ تُخاطِبُ النَّبِيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أَبْياتٍ اُغَيِّرُ بَعْضَ خِطابِها:

محمّدٌ ولانت نسل نجيبة * * * من قومها والفحل فحل مغرق
إن كان يمكن أن تمنّ وربّما * * * من الفتى وهو المغيض المخنق
والعبد أقرب من وصلت قرابته * * * وأحقّهم إن كان عتيق تعتق

فَقالَ النَّبِيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما مَنَعَتْني، لَوْ وَصَلَتْني هذِهِ الْأَبْياتُ قَبْلَ قَتْلِهِ لَعَفَوْتُ عَنْهُ سُوءَ فِعْلِهِ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَهْلُ الْاِقْتِدارِ بِجَميعِ خِصالِهِ وَفِعالِهِ، وَأَنْتَ كَريمٌ مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، فَأَغِثْنا في جَميعِ مُهِمَّاتِنا مُتَوَجِّهاً بِنا، وَأَدْرِكْنا في مَضائِقِ الْاُمُورِ وَشَدائِدِها، اَلْأَمانُ الْأَمانُ الْأَمانُ يا صاحِبَ الزَّمانِ، أَدْرِكْنا بِحَقِّكَ وَبِحَقِّ آبائِكَ الطَّيِّبينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الْمَعْصُومينَ(1063).

(12) - في الزيارات

في إستحباب زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في كلّ زمان ومكان
قال العلّامة المجلسي رحمة الله عليه: إعلم أنّه يستحبّ زيارته صلوات الله عليه في كلّ مكان وزمان، وفي السرداب المقدّس، وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل، وفي الأزمنة الشريفة لاسيّما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الأصحّ، وليلة القدر الّتي تنزل عليه فيها الملائكة والرّوح أنسب، وقد مرّ الخبر في زيارة الإمام الموجود في باب زيارة الحسين (عليه السلام) من البعيد فلا تغفل(1064).
نذكر الآن رواية يستفاد منه هذا المطلب:
روى سليمان بن عيسى، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك؟ قال: قال لي:
يا عيسى؛ إذا لم تقدر على المجي ء، فإذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضّأ، واصعد إلى سطحك، وصلِّ ركعتين وتوجّه نحوي، فإنّه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي.
بيان: هذا الخبر يدلّ على أنّ زيارة الإمام الحيّ أيضاً تجوز بهذا الوجه، فهذا مستند لزيارة القائم صلوات الله عليه في أيّ مكان أراد، ويتوجّه إلى السرداب المقدّس(1065).
وقال الشيخ الجليل تقي الدين إبراهيم الكفعمي: يستحبّ زيارة المهديّ (عليه السلام) في كلّ مكان وزمان، والدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه عند زيارته، وتتأكّد زيارته في السرداب بسُرّ من رأى(1066).
في بيان إهداء ثواب الزيارات إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
عن المعلّى بن خنيس سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا انصرف الرجل من إخوانكم من زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه وهنّؤوه بما وهب الله له، فإنّ لكم مثل ثوابه، ويغشاكم ثواب مثل ثوابه من رحمة الله، وأنّه ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا إلّا غشّيته الرحمة، وغفرت له ذنوبه(1067).
إعلم أنّه يستحبّ النيابة بالزيارة عن الإخوان المؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات خصوصاً الأبوين، وإهداء الثواب إلى من يريد، فإنّ ذلك يصله حيّاً أو ميّتاً ويكون للزائر أيضاً أجر وثواب كما أنّه يستحبّ للإنسان أن يوفد من يزور عنه فيكون الثواب لهما من الله تعالى.
يصحّ إهداء ثواب الزيارة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو أحد الأئمّة (عليهم السلام).
روى الشيخ بإسناده عن داود الصرمي قال: قلت لأبي الحسن الهادي (عليه السلام): إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك.
فقال (عليه السلام):
لك من الله أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة(1068).
بناء على هذا، ففي هذا العصر الّذي يكون مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه غائباً عن الأنظار، ولا يكون عصر حضوره وظهوره، ولا يقدر للأحبّاء أن يتشرّفوا في أيّ وقت يشاؤن في الأمكنة المقدّسة المتعلّقة به صلوات الله عليه كالسرداب المقدّس ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد المقدّس في جمكران، يمكن لهم تلافي هذه الخسارة بإهداء ثواب الزيارة في الأماكن المقدّسة الاُخرى إليه صلوات الله عليه ويمكن لهم كذلك أن يقرئوا زياراته صلوات الله عليه في الأماكن المقدّسة للتقرّب عند الله ولجلب عنايته إلى أنفسهم.
وقد وصلت عنايته إلى الآن إلى كثير من أحبّاء أهل البيت (عليهم السلام) في السرداب المقدّس وكذا في سائر الأماكن المقدّسة، نقلنا بعضها في هذا الكتاب.
آداب الزيارة
بمناسبة إستحباب إهداء ثواب زيارة أهل البيت (عليهم السلام) إلى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، نذكر آداب الزيارة:
قال المحدّث القمي (رحمه الله): وهي عديدة نقتصر مها على امور:
الأوّل: الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة.
الثاني: أن يتجنّب في الطريق التكلّم باللغو والخصام والجدال.
الثالث: أن يغتسل لزيارة الأئمّة (عليهم السلام) وأن يدعو بالمأثور من دعواته.
الرابع: الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
الخامس: أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء.
السادس: أن يقصر خطاه إذا خرج إلى الروضة المقدّسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلا يلتفت إلى الأعلى ولا إلى جوانبه.
السابع: أن يتطيّب من الطيب فيما عدا زيارة الحسين (عليه السلام).
الثامن: أن يشغل لسانه وهو يمضي إلى الحرم المطهّر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطّر فاه بالصلاة على محمّد وآله (عليهم السلام).
التاسع: أن يقف على باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقّة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنوّر وجلاله، وأنّه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهد على ذلك كلّه عند ما يقرأ الاستئذان والتدبّر في لطفهم وحبّهم لشيعتهم وزائريهم والتأمّل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لا يحصي من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الأذى لهم أو لخاصّتهم وأحبابهم وهو في المآل أذى راجع إليهم (عليهم السلام) فلو إلتفت إلى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقّفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبّ آداب الزيارة كلّها.
العاشر: تقبيل العتبة العالية المباركة(1069).
قال الشيخ الشهيد (رحمه الله): ولو سجد الزائر ونوى بالسجدة الشكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى.
الحادي عشر: أن يقدّم للدخول رجله اليمنى ويقدّم للخروج رجله اليسرى كما يصنع عند دخول المساجد والخروج منها.
الثاني عشر: أن يقف على الضريح بحيث يمكنه الالتصاق به وتوهّم أنّ البعد أدب وهم فقد نصّ على الاتّكاء على الضريح وتقبيله.
الثالث عشر: أن يقف للزيارة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة وهذا الأدب ممّا يخصّ زيارة المعصوم على الظاهر فإذا فرغ من الزيارة فليضع خدّه الأيمن على الضريح ويدعو الله بتضرّع ثمّ ليضع الخدّ الأيسر ويدعو الله بحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ في الدعاء والإلحاح ثمّ يمضي إلى جانب الرأس فيقف مستقبل القبلة فيدعو الله تعالى.
الرابع عشر: أن يزور وهو قائم على قدميه إلّا إذا كان له عذر من ضعف أو وجع في الظهر أو في الرجل أو غير ذلك من الأعذار.
الخامس عشر: أن يكبّر إذا شاهد القبر المطهّر قبل الشروع في الزيارة. وفي رواية أنّ من كبر أمام الإمام (عليه السلام) وقال: لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كتب له رضوان الله الأكبر.
السادس عشر: أن يزور بالزيارات المأثورة المرويّة عن سادات الإمام (عليهم السلام) ويترك الزيارات المخترعة الّتي لفقها بعض الأغبياء من عوام الناس إلى بعض الزيارات فاشغل بها الجهّال.
روى الكليني (رحمه الله) عن عبد الرحيم القصير قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك قد اخترعت دعاءً من نفسي.
فقال (عليه السلام): دعني عن اختراعك إذا عرضتك حاجة فلذ برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصلّ ركعتين واهدهما إليه الخ.
السابع عشر: أن يصلّي صلاة الزيارة وأقلّها ركعتان.
قال الشيخ الشهيد: فإن كانت الزيارة للنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فليصلّ الصلاة في الروضة وإن كانت لأحد الائمّة (عليهم السلام) فعند الرأس ولو صلّاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز.
وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله): أنّ صلاة الزيارة وغيرها فيما أرى يفضل أن تؤتى خلف القبر أو عند الرأس الشريف.
(ولا يجوز الصلاة أمام قبر الإمام (عليه السلام) لأنّه هتك لحرمة الإمام).
الثامن عشر: تلاوة سورة يس في الركعة الاُولى وسورة الرحمن في الثانية إن لم تكن صلاة الزيارة الّتي يصلّيها مأثورة على صفة خاصّة وأن يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في اُمور دينه ودنياه وليعمّم الدعاء فإنّه أقرب إلى الإجابة.
التاسع عشر: قال الشهيد (رحمه الله): ومن دخل المشهد والإمام يصلّي بدأ بالصلاة قبل الزيارة. وكذلك لو كان قد حضر وقتها وإلّا فالبدء بالزيارة أولى، لأنّها غاية مقصده.
العشرون: عدّ الشهيد (رحمه الله) من آداب الزيارة تلاوة شيء من القرآن عند الضريح واهداؤه إلى المزور والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم لمزور.
الحادي والعشرون: ترك اللغو وما لا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلّم في اُمور الدنيا فهو مذموم قبيح في كلّ زمان ومكان وهو مانع للرزق ومجلبة للقساوة لاسيّما في هذه البقاع الطاهرة والقُباب السامية الّتي أخبر الله تعالى بجلالها وعظمتها في سورة نور «في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ الآية»(1070).
الثاني والعشرون: أن لا يرفع صوته بما يزور به كما نبّهت عليه في كتاب هدية الزائر.
الثالث والعشرون: أن يودّع الإمام (عليه السلام) بالمأثور أو بغيره إذا أراد الخروج من البلد.
الرابع والعشرون: أن يتوب إلى الله ويستغفر من ذنوبه وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزيارة خيراً منها قبلها.
الخامس والعشرون: الإنفاق على سدنة المشهد الشريف وينبغي لهؤلاء أن يكونوا من أهل الخير والصلاح والدين والمروّة وأن يحتملوا ما يصدر من الزوّار فلا يصبوا سخطهم عليهم ولا يحتدموا عليهم قائمين بحوائج المحتاجين مرشدين للغرباء إذا ضلّوا، وبالإجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خدّاماً حقّاً قائمين بما لزم من تنظيف البقعة الشريفة وحراستها ومحافظة الزائرين وغير ذلك من الخدمات.
السادس والعشرون: الإنفاق على المجاورين لتلك البقعة من الفقراء والمساكين المتغفّفين والإحسان إليهم لاسيّما السادة وأهل العلم المنقطعين الّذين يعيشون في غربة وضيق وهم يرفعون لواء التعظيم لشعائر الله وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي احديها الفرض إعانتهم ورعايتهم.
السابع والعشرون: قال الشهيد: إنّ من جملة الآداب تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظم الحرمة وليشتد السوق.
وقال أيضاً: والنساء إذا زرن فليكنّ منفردات عن الرجال والأولى أن يزرن ليلاً وليكنّ متنكّرات أي يبدلن الثياب النفيسة بالدانيّة الرخيصة لكي لا يعرفن وليبرزن متخفّيات متستّرات، ولو زرن بين الرجال جاز وإن كره.
من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرّجن للزيارة فيبرزن بنفايس الثياب فيزاحمن الأجانب من الرجال في الحرم الطاهر، ويضاغطنهم بأبدانهنّ مقتربات من الضرايح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلّين من الرجال ليقرأن الزيارة، فيلفتن الخواطر ويصدن القائمين بالعبادة في تلك البقعة الشريفة من المصلّين والمتضرّعين والباكين عن عبادتهم فيكنّ بذلك من الصادات عن سبيل الله إلى غير ذلك من التبعات وأمثال هذه الزيارات ينبغي حقاً أن تعدّ من منكرات الشرع لا من العبادات وتحصى من الموبقات لا القربات.
وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأهل العراق:
يا أهل العراق؛ نبّئت أنّ نسائكم يوافين الرجال في الطريق، أما يستحيون، وقال: لعن الله من لا يغار.
وفي الفقيه: روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شرّ الأزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرّجات من الدين داخلات في الفتن مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللّذات متسحلّات المحرّمات في جهنّم خالدات.
الثامن والعشرون: ينبغي عند ازدحام الزائرين للسابقين إلى الضريح أن يخفّفوا زيارتهم وينصرفوا ليفوز غيرهم بالدّنوّ من الضريح الطاهر كما كانوا هم من الفائزين(1071).
التاسع والعشرون: عند التشرّف في المشاهد المشرّفة لأهل البيت (عليهم السلام) وفي الأماكن المقدّسة، يحصل للمتشرّف التمكّن للدعاء، لوجوده في مكان يوجب التوجّه إلى الله، فعليه الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، وعليه المواظبة بالعمل بهذه الوظيفة الحياتيّة في كلّ الأماكن المقدّسة.
قال المحدّث القمي (رحمه الله): الأحسن للداعي في المشاهد المشرّفة بل للداعي في أيّ مكان ولأيّ حاجة أن يقدّم على دعائه، الدعاء لحجّة العصر ولصاحب الأمر صلوات الله عليه وعلى آبائه، وهذا أمر في غاية الأهميّة وله فوائد مهمّة لا يناسب المقام شرحها(1072).
الثلاثون: يمكن للإنسان أن يقرأ زيارة صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه في أيّ مكان شاء، فينبغي بعد الزيارة في المشاهد المشرّفة أن يتوجّه إليه (عليه السلام) ويزوره، فبقراءته الزيارة يجلى قلبه ويعمل بتكليفه.
بعد ما ذكرنا من آداب الزيارة نذكر الزيارات:
214) الزيارة الرجبيّة يزار بها كلّ المشاهد في شهر رجب
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله) في مصباح الزائر: قال أبو القاسم بن روح قدّس الله روحه: من زار بهذه الزيارة أحد مشاهد آل محمّد (عليهم السلام)، لم يرجع إلّا وقد قُضيت حاجته، واُجيب دعاؤه في الدين والدنيا.
فإذا أردت ذلك، فقف على قبر الإمام المقصود صلوات الله عليه، وقل:
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ في رَجَبٍ، وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَعَلى أَوْصِيائِهِ الْحُجُبِ.
اللّهم فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ، فَأَنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئينَ عَنْ وِرْدٍ(1073) في دارِ المُقامَةِ وَالْخُلْدِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ إِنّي قَصَدْتُكُمْ، وَاعْتَمَدْتُكُمْ بِمَسْأَلَتي وَحاجَتي، وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَكُمْ في دارِ الْقَرارِ، مَعَ شيعَتِكُمُ الْأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.
أَنَا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فيما إِلَيْكُمُ التَّفْويضُ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْويضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهيضُ(1074)، وَيُشْفَى الْمَريضُ، وَما تَزْدادُ الْأَرْحامُ وَما تَغيضُ، إِنّي بِسِرِّكُمْ(1075) مُؤْمِنٌ(1076)، وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ، وَعَلَى الله بِكُمْ مُقْسِمٌ في رَجْعي بِحَوائِجي، وَقَضائِها وإِمْضائِها، وإِنْجاحِها وإِبْراحِها(1077)، وَبِشُؤُوني لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ، وَلَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ، يَسْأَلُ الله إِلَيْكُمُ الْمَرْجِعَ، وَسَعْيُهُ إِلَيْكُمْ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ، وَأَنْ يَرْجِعَني مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ، إِلى جَنابٍ(1078) مُمْرِعٍ(1079)، وَخَفْضِ(1080) [عَيْشٍ] مُوَسَّعٍ، وَدَعَةٍ(1081) وَمَهَلٍ إِلى حينِ الْأَجَلِ، وَخَيْرِ مَصيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعيمِ الْأَزَلِ، وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ(1082)، وَدَوامِ الْاُكُلِ، وَشُرْبِ الرَّحيقِ وَالسَّلْسَلِ(1083)، وَعَلٍّ وَنَهَلٍ(1084)، لا سَأَمَ مِنْهُ(1085) وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ، حَتَّى الْعَوْدِ إِلى حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِ في كَرَّتِكُمْ، وَالْحَشْرِ في زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ، وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ(1086).
بيان: قوله (عليه السلام): أنا سائلكم وآملكم فيما إليكم التفويض وعليكم التّعويض، أقول: الّذي يظهر من سياق هذه الفقرات أنّ المراد من التفويض الّذي هو إليهم، والتعويض الّذي هو عليهم فيها هو فكاك رقبة السائل من النّار، والمقرّ في دار القرار، وهذه هي مسألته وحاجته إليهم، ولا استبعاد في ذلك، لما ورد من أنّهم هم الوسائل إلى الله في كلّ شيء، وأنّهم الشّفعاء للخلق إليه جلّ ثنائه، وأنّهم يدخلون أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار، ولا تأمّل للشيعة في صحّة نسبة تفويض الشّفاعة إليهم في فكاك رقبة سائلهم من النار، والمقرّ معهم في دار القرار.
وقوله (عليه السلام): وعندكم ما تزداد الأرحام وما تغيض، لا استبعاد فيه أيضاً، لما ورد من أنّهم (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وعلم ما يكون إلى يوم القيامة، ومن أنّ عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة، فيكون عندهم علم بما تزداد الأرحام وما تغيض، ولا ينافي ذلك ما ورد من اختصاص علم ذلك به تعالى، لما قرّرنا من أنّ علمهم بذلك بتعليم الله تعالى لا بذواتهم، فتأمّل(1087).
215) زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الأحَد المنقول عن مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) برواية من شاهد صاحب الزمان صلوات الله عليه، وهو يزور بها في اليقظة، لا في النوم، في يوم الأحَد وهو يوم أمير المؤمنين (عليه السلام):
اَلسَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ الْمُضيئَةِ، اَلْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ، اَلْمُونِعَةِ(1088) بِالْإِمامَةِ، وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقينَ بِكَ وَالْحافّينَ بِقَبْرِكَ.
يا مَوْلايَ يا أمير المؤمنين، هذا يَوْمُ الْأَحَدِ، وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْني يا مَوْلايَ وَأَجِرْني، فَإِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالْإِجارَةِ، فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ إِلَيْكَ فيهِ، وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ، وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ الله وَمَنْزِلَتِهِ(1089) عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْكُمْ أَجْمَعينَ(1090).
216) زيارة الناحية المقدّسة
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار: روى الشيخ المفيد (رحمه الله):
إذا أردت زيارته بها في هذا اليوم، فقف عليه، وقل:
اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ الله مِنْ خَليقَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثٍ وَلِيِّ الله وَخِيَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِدْريسَ الْقائِمِ للهِ بِحُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوحٍ الْمُجابِ في دَعْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ الله بِمَعُونَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحٍ الَّذي تَوَّجَهُ الله بِكَرامَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ الَّذي حَباهُ الله بِخُلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِسْماعيلَ الَّذي فَداهُ الله بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى إِسْحاقَ الَّذي جَعَلَ الله النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْقُوبَ الَّذي رَدَّ الله عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يُوسُفَ الَّذي نَجَّاهُ الله مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ الله الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هارُونَ الَّذي خَصَّهُ الله بِنُبُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شُعَيْبٍ الَّذي نَصَرَهُ الله عَلى اُمَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى داوُدَ الَّذي تابَ الله عَلَيْهِ مِنْ خَطيئَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ الَّذي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَيُّوبَ الَّذي شَفاهُ الله مِنْ عِلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يُونُسَ الَّذي أَنْجَزَ الله لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى عُزَيْرٍ الَّذي أَحْياهُ الله بَعْدَ مَيْتَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ في مِحْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ الله بِشَهادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ الله وَكَلِمَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله وَصِفْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِاُخُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ابْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبيهِ وَخَليفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ الله في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ الله الشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْإِجابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفا.
اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِباءِ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ أَهْلِ الْكِساءِ، اَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَباءِ، اَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الْأَدْعِياءِ، اَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلاءَ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الْأَزْكِياءُ.
اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ السَّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذَّابِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَماتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُخْتَلَساتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسادِ الْعارِياتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِباتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السَّائِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَعْضاءِ الْمُقَطَّعاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبارِزاتِ.
اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ الْمُسْتَشْهَدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُضاجِعينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ الْمَظْلُومِ، اَلسَّلامُ عَلى أَخيهِ الْمَسْمُومِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الْكَبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغير.
اَلسَّلامُ عَلَى الْأَبْدانِ السَّليبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْقَريبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلينَ فِي الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّازِحينَ عَنِ الْأَوْطانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونينَ بِلا أَكْفانٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الْأَبْدانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلا ناصِرٍ، اَلسَّلامُ عَلَى ساكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ.
اَلسَّلامُ عَلى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَليلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جَبْرَئيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناغاهُ فِي الْمَهْدِ ميكائيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اُريقُ بِالظُّلْمِ دَمُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِراحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْساتِ الرِّماحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُضامِ الْمُسْتَباحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ دَفَنَهُ أَهْلُ الْقُرى.
اَلسَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتينِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحامي بِلا مُعينٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الخَدِّ التَّريبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّليبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسامِ الْعارِيَةِ فِي الْفَلَواتِ، تَنْهَشُهَا الذِّئابُ الْعادِياتُ، وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السِّباعُ الضَّارِياتُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمَرْفُوفينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، اَلْحافّينَ بِتُرْبَتِكَ، اَلطَّائِفينَ بِعَرْصَتِكَ، اَلْوارِدينَ لِزِيارَتِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ الْعارِفِ بِحُرْمَتِكَ، اَلْمُخْلِصِ في وِلايَتِكَ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى الله بِمَحَبَّتِكَ، اَلْبَريء مِنْ أَعْدائِكَ، سَلامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصابِكَ مَقْرُوحٌ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ، سَلامَ الْمَفْجُوعِ الْحَزينِ الْوالِهِ الْمُسْتَكينِ، سَلامَ مَنْ لَوْ كانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ، وَبَذَلَ حُشاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ، وَجاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَنَصَرَكَ عَلى مَنْ بَغى عَلَيْكَ، وَفَداكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِداءٌ، وَأَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقاءٌ.
فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ، وَعاقَني عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حارَبَكَ مُحارِباً، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ مُناصِباً، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمَساءً، وَلَأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ، وَتَأَسُّفاً عَلى ما دَهاكَ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصابِ، وَغُصَّةِ الْإِكْتِيابِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوانِ، وَأَطَعْتَ الله وَما عَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ وَخَشيتَهُ، وَراقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشادِ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدادِ، وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ الْجِهادِ.
وَكُنْتَ للهِ طائِعاً، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) تابِعاً، وَلِقَوْلِ أَبيكَ سامِعَاً، وإِلى وَصِيَّةِ أَخيكَ مُسارِعاً، وَلِعِمادِ الدّينِ رافِعاً، وَلِلطُّغْيانِ قامِعاً، وَلِلطُّغاةِ مُقارِعاً، وَلِلْاُمَّةِ ناصِحاً، وَفي غَمَراتِ الْمَوْتِ سابِحاً، وَلِلْفُسَّاقِ مُكافِحاً، وَبِحُجَجِ الله قائِماً، وَلِلْإِسْلامِ وَالْمُسْلِمينَ راحِماً، وَلِلْحَقِّ ناصِراً، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صابِراً، وَلِلدّينِ كالِئاً، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرامِياً.
تَحُوطُ الْهُدى وَتَنْصُرُهُ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ، وَتَنْصُرُ الدّينَ وَتُظْهِرُهُ، وَتَكُفُّ الْعابِثَ وَتَزْجُرُهُ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ، وَتُساوي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعيفِ.
كُنْتَ رَبيعَ الْأَيْتامِ، وَعِصْمَةَ الْأَنامِ، وَعِزَّ الْإِسْلامِ، وَمَعْدِنَ الْأَحْكامِ، وَحَليفَ الْإِنْعامِ، سالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأَبيكَ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لِأَخيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ، رَضِيَّ الشِّيَمِ، ظاهِرَ الْكَرَمِ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ، قَويمَ الطَّرائِقِ، كَريمَ الْخَلائِقِ، عَظيمَ السَّوابِقِ، شَريفَ النَّسَبِ، مُنيفَ الْحَسَبِ، رَفيعَ الرُّتَبِ، كَثيرَ الْمَناقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرائِبِ، جَزيلَ الْمَواهِبِ.
حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ، جَوادٌ عَليمٌ شَديدٌ، إِمامٌ شَهيدٌ، أَوَّاهٌ مُنيبٌ، حَبيبٌ مَهيبٌ. كُنْتَ لِلرَّسُولِ (صلّى الله عليه وآله) وَلَداً، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً، وَلِلْاُمَّةِ عَضُداً، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً، حافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْميثاقِ، ناكِباً عَنْ سُبُلِ الفُسَّاقِ، [وَ] باذِلاً لِلْمَجْهُودِ، طَويلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
زاهِداً فِي الدُّنْيا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها، ناظِراً إِلَيْها بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشينَ مِنْها، آمالُكَ عَنْها مَكْفُوفَةٌ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زينَتِها مَصْرُوفَةٌ، وَأَلْحاظُكَ عَنْ بَهْجَتِها مَطْرُوفَةٌ، وَرَغْبَتُكَ فِي الْآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ.
حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ باعَهُ، وَأَسْفَرَ الُّظلْمُ قِناعَهُ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْباعَهُ، وَأَنْتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ، وَلِلظَّالِمينَ مُبايِنٌ، جَليسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرابِ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَواتِ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسانِكَ، عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وإِمْكانِكَ، ثُمَّ اقْتَضاكَ الْعِلْمُ لِلْإِنْكارِ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجاهِدَ الْفُجَّارَ، فَسِرْتَ في أَوْلادِكَ وَأَهاليكَ، وَشيعَتِكَ وَمَواليكَ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَيِّنَةِ، وَدَعَوْتَ إِلَى الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَمَرْتَ بِإِقامَةِ الْحُدُودِ، وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبائِثِ وَالطُّغْيانِ، وَواجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ.
فَجاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعاظِ لَهُمْ، وَتَأْكيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَنَكَثُوا ذِمامَكَ وَبَيْعَتَكَ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ، وَبَدَؤُوكَ بِالْحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبارِ، مُجالِداً بِذِي الْفِقارِ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتارُ.
فَلَمَّا رَأَوْكَ ثابِتَ الْجَأْشِ، غَيْرَ خائِفٍ وَلا خاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمْ، وَقاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ، وَأَمَرَ اللَّعينُ جُنُودَهُ، فَمَنَعُوكَ الْماءَ وَوُرُودَهُ، وَناجَزُوكَ الْقِتالَ، وَعاجَلُوكَ النِّزالَ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفَّ الْاِصْطِلامِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِماماً، وَلا راقَبُوا فيكَ آثاماً، في قَتْلِهِمْ أَوْلِياءَكَ، وَنَهْبِهِمْ رِحالَكَ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَواتِ، وَمُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ.
فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجَهاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِراحِ، وَحالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّواحِ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ ناصِرٌ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صابِرٌ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلادِكَ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوادِكَ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ جَريحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها، وَتَعْلُوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها.
قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبينُكَ، وَاخْتَلَفَتْ بِالْإِنْقِباضِ وَالْإِنْبِساطِ شِمالُكَ وَيَمينُكَ، تُديرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ، وَقَدْ شَغَلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهاليكَ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شارِداً، إِلى خِيامِكَ قاصِداً، مُحَمْحِماً باكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، ناشِراتِ الشُّعُورِ عَلَى الْخُدُودِ، لاطِماتِ الْوُجُوهِ سافِراتٍ، وَبِالْعَويلِ داعِياتٍ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتٍ، وإِلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٍ.
وَالشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ، قابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ، قَدْ سَكَنَتْ حَواسُّكَ، وَخَفِيَتْ أَنْفاسُكَ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَناةِ رَأْسُكَ، وَسُبِىَ أَهْلُكَ كَالْعَبيدِ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَديدِ، فَوْقَ أَقْتابِ الْمَطِيَّاتِ، تَلْفَحُ وَجُوهَهُمْ حَرُّ الْهاجِراتِ، يُساقُونَ فِي الْبَراري وَالْفَلَواتِ، أَيْديهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأَعْناقِ، يُطافُ بِهِمْ فِي الْأَسْواقِ.
فَالْوَيْلُ لِلْعُصاةِ الْفُسَّاقِ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلامَ، وَعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكامَ، وَهَدَمُوا قَواعِدَ الْإيمانِ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوانِ.
لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله) مَوْتُوراً، وَعادَ كِتابُ الله (عزَّ وجلَّ) مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبيرُ وَالتَّهْليلُ، وَالتَّحْريمُ وَالتَّحْليلُ، وَالتَنْزيلُ وَالتَّأْويلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْييرُ وَالتَّبْديلُ، وَالْإِلْحادُ وَالتَّعْطيلُ، وَالْأَهْواءُ وَالْأَضاليلُ، وَالْفِتَنُ وَالْأَباطيلُ.
فَقامَ ناعيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ (صلّى الله عليه وآله)، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ، قائِلاً يا رَسُولَ الله قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتاكَ، وَاسْتُبيحَ أَهْلُكَ وَحِماكَ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَراريكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ.
فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ، وَبَكى قَلْبُهُ الْمَهُولُ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالْأَنْبِياءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ اُمُّكَ الزَّهْراءُ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، تُعَزّي أَباكَ أمير المؤمنين، وَاُقيمَتْ لَكَ الْمَاتِمُ فِي أَعْلا عِلِّيّينَ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعينُ، وَبَكَتِ السَّماءُ وَسُكَّانُها، وَالْجِنانُ وَخُزَّانُها، وَالْهِضابُ وَأَقْطارُها، وَالْبِحارُ وَحيتانُها، وَالْجِنانُ وَوِلْدانُها، وَالْبَيْتُ وَالْمَقامُ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرامُ، وَالْحِلُّ وَالْأَحْرامُ(1091).
اللّهم فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكانِ الْمُنيفِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْشُرْني في زُمرَتِهِمْ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِمْ.
اللّهم إِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا أَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، وَيا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ، بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، رَسُولِكَ إِلَى الْعالَمينَ أَجْمَعينَ، وَبِأَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطينِ، اَلْعالِمِ الْمَكينِ، عَلِيٍّ أمير المؤمنين، وَبِفاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقينَ.
وَبِأَبي عبد الله الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدينَ، وَبِأَوْلادِهِ الْمَقْتُولينَ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الْأَوَّابينَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقينَ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَراهينَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ناصِرِ الدّينِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهْتَدينَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدينَ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وارِثِ الْمُسْتَخْلَفينَ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَلصَّادِقينَ الْأَبَرّينَ، آلِ طه وَيس، وَأَنْ تَجْعَلَني فِي الْقِيامَةِ مِنَ الْآمِنينَ الْمُطْمَئِنّينَ الْفائِزينَ الْفَرِحينَ الْمُسْتَبْشِرينَ.
اللّهم اكْتُبْني فِي الْمُسْلِمينَ، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ، وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرينَ، وَانْصُرْني عَلَى الْباغينَ، وَاكْفِني كَيْدَ الْحاسِدينَ، وَاصْرِفْ عَنّي مَكْرَ الْماكِرينَ، وَاقْبِضْ عَنّي أَيْدِي الظَّالِمينَ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيامينِ، في أَعْلا عِلِّيّينَ، مَعَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ، وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم إِنّي اُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ، وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ، وَبِهذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ، اَلْمُوَسَّدِ في كَنَفِهِ، اَلْإِمامُ الْمَعْصُومُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ، أَنْ تَكْشِفَ ما بي مِنَ الْغُمُومِ، وَتَصْرِفَ عَنّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجيرَني مِنَ النَّارِ ذاتِ السَّمُومِ.
اللّهم جَلِّلْني بِنِعْمَتِكَ، وَرَضِّني بِقِسْمِكَ، وَتَغَمَّدْني بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَباعِدْني مِنْ مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ. اللّهم اعْصِمْني مِنَ الزَّلَلِ، وَسَدِّدْني فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَافْسَحْ لي في مُدَّةِ الْأَجَلِ، وَأَعْفِني مِنَ الْأَوْجاعِ وَالْعِلَلِ، وَبَلِّغْني بِمَوالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الْأَمَلِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وَارْحَمْ عَبْرَتي، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَنَفِّسْ كُرْبَتي، وَاغْفِرْ لي خَطيئَتي، وَأَصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي.
اللّهم لاتَدَعْ لي في هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ، وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ ذَنْباً إِلّا غَفَرْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلّا سَتَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلّا كَشَفْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلّا بَسَطْتَهُ، وَلا جاهاً إِلّا عَمَّرْتَهُ، وَلا فَساداً إِلّا أَصْلَحْتَهُ، وَلا أَمَلاً إِلّا بَلَّغْتَهُ، وَلا دُعاءً إِلّا أَجَبْتَهُ، وَلا مَضيقاً إِلّا فَرَّجْتَهُ، وَلا شَمْلاً إِلّا جَمَعْتَهُ، وَلا أَمْراً إِلّا أَتْمَمْتَهُ، وَلا مالاً إِلّا كَثَّرْتَهُ، وَلا خُلْقاً إِلّا حَسَّنْتَهُ، وَلا إِنْفاقاً إِلّا أَخْلَفْتَهُ، وَلا حالاً إِلّا عَمَّرْتَهُ، وَلا حَسُوداً إِلّا قَمَعْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلّا أَرْدَيْتَهُ، وَلا شَرّاً إِلّا كَفَيْتَهُ، وَلا مَرَضاً إِلّا شَفَيْتَهُ، وَلا بَعيداً إِلّا أَدْنَيْتَهُ، وَلا شَعْثاً إِلّا لَمَمْتَهُ، وَلا سُؤالاً إِلّا أَعْطَيْتَهُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعاجِلَةِ، وَثَوابَ الْآجِلَةِ. اللّهم أَغْنِني بِحَلالِكَ عَنِ الْحَرامِ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَميعِ الْأَنامِ. اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نافِعاً، وَقَلْباً خاشِعاً وَيَقيناً شافِياً، وَعَمَلاً زاكِياً، وَصَبْراً جَميلاً، وَأَجْراً جَزيلاً.
اللّهم ارْزُقْني شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَزِدْ في إِحْسانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ، وَاجْعَلْ قَوْلي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً، وَعَمَلي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً، وَأَثَري فِي الْخَيْراتِ مَتْبُوعاً، وَعَدُوّي مَقْمُوعاً.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَخْيارِ، في آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ، وَاكْفِني شَرَّ الْأَشْرارِ، وَطَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأَوْزارِ، وَأَجِرْني مِنَ النَّارِ، وَأَحِلَّني دارَ الْقَرارِ، وَاغْفِرْ لي وَلِجَميعِ إِخْواني فيكَ وَأَخَواتِيَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ توجّه إلى القبلة، وصلّ ركعتين، واقرأ في الاُولى سورة الأنبياء، وفي الثانية الحشر، واقنت وقل:
لا إِلهَ إِلّاَ الله الْحَليمُ الْكَريمُ، لا إِلهَ إِلّاَ الله الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، لا إِلهَ إِلّاَ الله رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَالْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، خِلافاً لِأَعْدائِهِ، وَتَكْذيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ، وإِقْراراً لِرُبُوبِيَّتِهِ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ، اَلْأَوَّلُ بِغَيْرِ أَوَّلٍ، وَالْآخِرُ إِلى غَيْرِ آخِرٍ، اَلظَّاهِرُ عَلى كُلِّ شيء بِقُدْرَتِهِ، اَلْباطِنُ دُونَ كُلِّ شيء بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ، لاتَقِفُ الْعُقُولُ عَلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ، وَلا تُدْرِكُ الْأَوْهامُ حَقيقَةَ ماهِيَّتِهِ، وَلا تَتَصَوَّرُ الْأَنْفُسُ مَعانِيَ كَيْفِيَّتِهِ، مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمائِرِ، عارِفاً بِالسَّرائِرِ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ.
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ عَلى تَصْديقي رَسُولَكَ (صلّى الله عليه وآله)، وَايماني بِهِ، وَعِلْمي بِمَنْزِلَتِهِ، وَإِنّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ، وَبَشَّرَتِ الْأَنْبِياءُ بِهِ، وَدَعَتْ إِلَى الْإِقْرارِ بِما جاءَ بِهِ، وَحَثَّتْ عَلى تَصْديقِهِ بِقَوْلِهِ تَعالى «اَلَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهيهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ»(1092).
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ، وَسَيِّدِ الْأَنْبِياءِ الْمُصْطَفَيْنَ، وَعَلى أَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكا بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَعَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَعَلى سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، صَلاةً خالِدَةَ الدَّوامِ، عَدَدَ قَطْرِ الرِّهامِ، وَزِنَةَ الْجِبالِ وَالْآكامِ ما أَوْرَقَ السَّلامُ، وَاخْتَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلامُ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ، اَلْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ، اَلذَّائِدينَ عَنِ الدّينِ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ وَسُلالَةِ السِّبْطِ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْإِمامِ، فَرَجاً قَريباً، وَصَبْراً جَميلاً، وَنَصْراً عَزيزاً، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ، وَثَباتاً فِي الْهُدى، وَالتَّوْفيقَ لِما تُحِبُّ وَتَرْضى، وَرِزْقاً واسِعاً حَلالاً، طَيِّباً مَريئاً، دارّاً سائِغاً، فاضِلاً مُفَضِّلاً، صَبّاً صَبّاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ وَلا مِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ، وَعافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعافِيَةِ وَالنَّعْماءِ، وإِذا جاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنا عَلى أَحْسَنِ ما يَكُونُ لَكَ طاعَةً، عَلى ما أَمَرْتَنا مُحافِظينَ، حَتَّى تُؤَدِّيَنا إِلى جَنَّاتِ النَّعيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْحِشْني مِنَ الدُّنْيا، وَآنِسْني بِالْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ لا يُوْحِشُ مِنَ الدُّنْيا إِلّا خَوْفُكَ، وَلا يُؤْنِسُ بِالْآخِرَةِ إِلّا رَجاؤُكَ. اللّهم لَكَ الْحُجَّةُ لا عَلَيْكَ، وإِلَيْكَ الْمُشْتَكى لا مِنْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنّي عَلى نَفْسِيَ الظَّالِمَةِ الْعاصِيَةِ، وَشَهْوَتِيَ الْغالِبَةِ، وَاخْتِمْ لي بِالْعافِيَةِ.
اللّهم إِنَّ اسْتِغْفاري إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قِلَّةُ حَياءٍ، وَتَرْكِيَ الْاِسْتِغْفارَ مَعَ عِلْمي بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ. اللّهم إِنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ، وإِنَّ عِلْمي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ يَمْنَعُني أَنْ أَخْشاكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَدِّقْ رَجائي لَكَ، وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ، وَكُنْ لي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ، وَأَنْطِقْ لِساني بِالْحِكْمَةِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلى ما ضَيَّعَهُ في أَمْسِهِ، وَلا يَغْبَنُ حَظَّهُ في يَوْمِهِ، وَلا يَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ.
اللّهم إِنَّ الْغَنِىَّ مَنِ اسْتَغْنى بِكَ وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ، وَالْفَقيرَ مَنِ اسْتَغْنى بِخَلْقِكَ عَنْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَغْنِني عَنْ خَلْقِكَ بِكَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لا يَبْسُطُ كَفّاً إِلّا إِلَيْكَ. اللّهم إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمامَهُ التَّوْبَةُ، وَوَراءَهُ الرَّحْمَةُ، وإِنْ كُنْتُ ضَعيفَ الْعَمَلِ فَإِنّي في رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الْأَمَلِ، فَهَبْ لي ضَعْفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أَمَلي.
اللّهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ما في عِبادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسى قَلْباً مِنّي، وَأَعْظَمُ مِنّي ذَنْباً، فَإِنّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لا مَوْلى أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً، وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً، فَيامَنْ هُوَ أَوْحَدُ في رَحْمَتِهِ، إِغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ في خَطيئَتِهِ.
اللّهم إِنَّكَ أَمَرْتَنا فَعَصَيْنا، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنا، وَذَكَّرْتَ فَتَناسَيْنا، وَبَصَّرْتَ فَتَعامَيْنا، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنا، وَما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إِحْسانِكَ إِلَيْنا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنا، وَأَخْبَرُ بِما نَأْتي وَما أَتَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تُؤاخِذْنا بِما أَخْطَأْنا وَنَسينا، وَهَبْ لَنا حُقُوقَكَ لَدَيْنا، وَأَتِمَّ إِحْسانَكَ إِلَيْنا، وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنا.
اللّهم إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الْإِمامِ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ لَهُ، وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، إِدْرارَ الرِّزْقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا، وَصَلاحُ أَحْوالِ عِيالِنا، فَأَنْتَ الْكَريمُ الَّذي تُعْطي مِنْ سَعَةٍ، وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ، وَنَحْنُ نَسْئَلُكَ مِنَ الرِّزْقِ ما يَكُونُ صَلاحاً لِلدُّنْيا، وَبَلاغاً لِلْآخِرَةِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لَنا وَلِوالِدَيْنا، وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ، اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.
ثمّ تركع وتسجد وتجلس وتتشهّد وتسلّم، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقل: سُبْحانَ الله وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَالله أَكْبَرُ أربعين مرّة، واسأل الله العصمة والنّجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول، لما تتقرّب به إليه، وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس، ثمّ صل ركعتين على ما تقدّم.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل: زادَ الله في شَرَفِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت.
بيان: قوله (عليه السلام): بهذا القبر الملموم، أي الّذي يلمُّ وينزل به النّاس للزيارة، قوله: خلافاً أي أقول كلمة التوحيد خلافاً لهم، قوله: اللّذين لم يشركا بك أي العمّ وابنه أو محمّد وعليّ، والرهام - كجبال - جمع الرّهمة، بالكسر: وهي المطر الضعيف الدائم، والسلام بالفتح، ويكسر شجر.
قوله: فيامن هو أوحد في رحمته، في بعض النّسخ بالجيم، فهو من الوجدان أي يا من يجد كلّ شيء أراد من رحمته أكثر من غيره، إغفر لمن ليس هو أكثر خطيئة من جميع من سواه، ويحتمل أن يكون في الثاني كلمة في تعليليّة أي إغفر لمن لا يجد شيئاً بسبب خطيئته، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة أي أنت وحيد في الرحمة، وأنا لست بوحيد في الخطيئة، وهو أظهر.
قوله: وأسبل، الإسبال: إرسال الستر، وفيه استعارة مكنيّة(1093).
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): قال مؤلّف المزار الكبير: زيارة اُخرى في يوم عاشورا ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب قال:
تقف عليه وتقول: اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ الله مِنْ خَليقَتِهِ، وساق الزّيارة إلى آخرها مثل ما مرّ، فظهر أنّ هذه الزيارة منقولة مرويّة، ويحتمل أن لا تكون مختصّة بيوم عاشورا، كما فعله السيّد المرتضى (رحمه الله)(1094).
قال آية الله السيّد أحمد المستنبط: لا تدلّ رواية زيارة الناحية المقدّسة على أنّ قراءتها تختصّ بيوم عاشوراء(1095).
217) زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء
قال السيّد الأجلّ في مصباح الزائر: نذكر منها بعض مصائب يوم الطف، يُزار بها الحسين صلوات الله عليه وسلامه، زار بها المرتضى علم الهدى (رضوان الله عليه)، وسأذكرها على الوصف الّذي أشار هو إليه.
قال المحدّث القمي (رحمه الله): نقل العلاّمة المجلسي (رحمه الله) هذه الزيارة عن مصباح الزائر وقال بعد نقله: المظنون أنّ الزيارة من مؤلّفات السيّد مرتضى (رحمه الله) ألّفها من فقرات الزيارة الناحية المقدّسة، وأضاف إليها شيء. ولهذا الظنّ لم ينقل الزيارة في تحفة الزائر.
ولمّا كان غالب العوام لا ينظرون إلى الآداب والسنن سوى ما رواه العلاّمة المجلسي (رحمه الله)، ولا يعتنون بكلام غيره صاروا محرومين من فيض هذه الزيارة.
نقل هذه الزيارة في مزار القديم وقال في أوّله: زيارة اُخرى تختصّ بالحسين صلوات الله عليه، وهي مرويّة بأسانيد، وهي أوّل زيارت زار بها المرتضى علم الهدى (رضوان الله عليه) و(عليه السلام)، فإذا بلغت المقتل....
فلا إشكال في جواز قراءة هذه الزيارة الشريفة المرويّة المعتبرة في أيّ وقت، ولا أصل لما ظنّه العلاّمة المجلسي (رحمه الله)، ولا يناسب مرام السيّد المرتضى (رحمه الله).(1096)
أقول: على ما قاله المحدّث القمي (رحمه الله) أنّ هذه الزيارة غير مؤلّفة من فقرات الزيارة الناحية، وليست من مؤلّفات السيّد مرتضى (رحمه الله)، فمن الممكن أن تكون نسخة ثانية للزيارة الناحية المقدّسة، ولهذا الاحتمال نذكرها في الكتاب.
قال السيّد الأجلّ: إذا أردت الخروج من بيتك، فقل:
اللّهم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ اسْتَعَنْتُ، وَوَجْهَكَ طَلَبْتُ، وَلِزِيارَةِ ابْنِ نَبِيِّكَ اَرَدْتُ، وَلِرِضوانِكَ تَعَرَّضْتُ. اللّهم احْفَظْني في سَفَري وَحَضَري، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفي، وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي، وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحتي، وَأَعُوذُ بَعَظَمَتِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ.
اللّهم احْفَظْني بِما حَفِظْتَ بِهِ كِتابَكَ الْمُنَزَّلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، يا مَنْ قالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقائِلينَ «إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ»(1097).
وإذا بلغت المنزل تقول:
«رَبِّ أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ»(1098)، «رَبِّ أَدخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجني مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً»(1099)، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ وَخَيرَ أَهْلِها، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وَشَرِّ أَهْلِها. اللّهم حَبِّبْني إِلى خَلْقِكَ، وَأفِضْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رِزْقِكَ، وَوَفِّقْني لِلْقِيامِ بِأَداءِ حَقِّكَ، بِرَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَنِّكَ وَإَحْسانِكَ يا كَريمُ.
فإذا رأيت القبّة فقل:
«اَلْحَمْدُ لله وَسَلامٌ عَلَى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى ءَالله خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ»(1100)، «سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ»(1101)، وَ«سَلامٌ عَلَى آلِ يس * إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنينَ»(1102)، وَالسَّلامُ عَلَى الطَّيّبينَ الطَّاهِرينَ، اَلْأَوْصِياءِ الصَّادِقينَ، اَلْقائِمينَ بِأَمْرِ الله وَحُجَجِهِ، اَلدَّاعينَ إِلى سَبيلِ الله، اَلْمُجاهِدينَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، اَلنَّاصِحينَ لِجَميعِ عِبادِهِ، اَلْمُسْتَخْلَفينَ في بِلادِهِ، اَلْمُرشِدينَ إِلى هِدايَتِهِ وَرَشادِهِ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.
فإذا قربت من المشهد فقل:
اللّهم إِلَيْكَ قَصَدَ الْقاصِدُونَ، وَفي فَضْلِكَ طَمَعَ الرَّاغِبُونَ، وَبِكَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ، وَعَلَيكَ تَوَكَّلَ الْمُتَوَكِّلُونَ. وَقَدْ قَصَدْتُكَ وافِداً، وَإلى سِبْطِ نَبِيِّكَ وارِداً، وَبِرَحْمَتِكَ طامِعاً، وَلِعِزَّتِكَ خاضِعاً، وَلِوُلاةِ أَمْرِكَ طائِعاً، وَلِأَمْرِهِمْ مُتابِعاً، وَبِكَ وَبِمَنِّكَ عائِذاً، وَبِقَبْرِ وَلِيِّكَ مُتَمَسِّكاً، وَبِحَبْلِكَ مُعْتَصِماً.
اللّهم ثَبِّتْني عَلى مَحَبَّةِ أَوْلِيائِكَ، وَلا تَقْطَعْ أَثَري عَنْ زِيارَتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِم، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم.
فإذا بلغت موضع القتل فقل:
«أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَديرٌ»(1103)، «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحينَ بِما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ وَأَنَّ الله لا يُضيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنينَ»(1104).
«قُلِ اللّهم فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ في ما كانُوا فيهِ يَخْتَلِفُونَ»(1105)، «وَلا تَحْسَبَنَّ الله غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فيهِ الْأَبْصارُ * مُهْطِعينَ مُقْنِعي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلَى أَجَلٍ قَريبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ * أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِن زَوالٍ * وَسَكَنْتُمْ في مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ الله عَزيزٌ ذُو انتقام»(1106)، «وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ»(1107)، «مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْديلاً»(1108).
عِنْدَ الله نَحْتَسِبُ مُصيبتَنا في سِبْطِ نَبِيِّنا وَسَيِّدِنا وَإِمامِنا، إِعْزِزْ عَلَيْنا يا أَبا عبد الله بِمَصْرَعِكَ هذا فَريداً وَحيداً قَتيلاً، غَريباً عَنِ الْأَوْطانِ، بَعيداً عَنِ الْأَهْلِ وَالْإِخْوانِ، مَسْلُوبَ الثِّيابِ، مُعَفَّراً فِي التُّرابِ، قَدْ نُحِرَ نَحْرَكَ، وَخُسِفَ صَدْرُكَ، وَاسْتُبيحَ حَريمُكَ، وَذُبِحَ فَطيمُكَ، وَسُبِيَ أَهْلُكَ، وَانْتُهِبَ رَحْلُكَ، تُقَلِّبُ يَميناً وَشِمالاً، وَتَتَجَرَّعُ مِنَ الغُصَصَ أَهْوالاً.
لَهْفي عَلَيْكَ لَهْفانُ وَأَنْتَ مُجَدَّلٌ عَلى الرَّمْضاءِ ظَمْآنٌ لا تَسْتَطيعُ خِطاباً، وَلا تَرُدُّ جَواباً، قَدْ فُجِعَتْ بِكَ نِسْوانُكَ وَوُلْدُكَ، وَاحْتُزَّ رَأْسُكَ مِنْ جَسَدِكَ.
لَقَدْ صُرِعَ بِمَصْرَعِكَ الْإِسْلامُ، وَتَعَطَّلَتِ الْحُدُودُ وَالْأَحْكامُ، وَأَظْلَمَتِ الْأَيَّامُ، وَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَأَظْلَمَ الْقَمَرُ، وَاحْتَبَسَ الْغَيْثُ وَالْمَطَرُ، وَاهْتَزَّ الْعَرْشُ وَالسَّماءُ، وَاقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَالْبَطْحاءُ، وَشَمِلَ الْبَلاءُ، وَاخْتَلَفَتِ الْأَهْواءُ، وَفُجِعَ بِكَ الرَّسُولُ، وَأُزْعِجَتِ الْبَتُولُ، وَطاشَتِ الْعُقُولُ.
فَلَعْنَةُ الله عَلى مَنْ جارَ عَلَيْكَ وَظَلَمَكَ، وَمَنَعَكَ الْماءَ وَاهْتَضَمَكَ، وَغَدَرَ بِكَ وَخَذَلَكَ، وَأَلَّبَ عَلَيْكَ وَقَتَلَكَ، وَنَكَثَ بَيْعَتَكَ وَعَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، وَأَخْلَفَ ميثاقَكَ، وَأَعانَ عَلَيكَ ضِدَّكَ، وَأغْضَبَ بِفِعالِهِ جَدَّكَ.
وَسَلامُ الله وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكَ، وَعَلَى الْأَزْكِياءِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَالنُّجَباءِ مِنْ عِتْرَتِكَ، إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.
ثمّ تدخل القبة الشريفة وتقف على القبر الشريف وتقول:
اَلسَّلامُ عَلى ادَمَ صِفْوَةِ الله في خَليقَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثٍ وَلِيِّ الله وَخِيَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِدْريسَ الْقائِمِ [لله] بِحُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوحِ نِ الْمُجابِ في دَعْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هُودِنِ الْمُؤيَّدِ مِنَ الله بِمَعُونَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحِ نِ الَّذي وَجَّهَهُ الله بِكَرامَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ الَّذي حَباهُ الله بِخُلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِسْماعيلَ الَّذي فَداهُ الله بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى إِسْحاقَ الَّذي جَعَلَ الله النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْقُوبَ الَّذي رَدَّ الله بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يُوسُفَ الَّذي نَجَّاهُ الله مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ الله لَهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هارُونَ الَّذي خَصَّهُ الله بِنُبُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شُعَيْبٍ الَّذي نَصَرَهُ الله عَلى اُمَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى داوُدَ الَّذي تابَ الله عَلَيْهِ مِنْ خَطيئَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ الَّذي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَيُّوبَ الَّذي شَفاهُ الله مِنْ عِلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يُونُسَ الَّذي أَنْجَزَ الله لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ عَلى مِحْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى العُزَيْرِ الَّذي أَحْياهُ الله بَعْدَ ميتَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ الله بِشَهادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى الَّذي هُوَ رُوحُ الله وَكَلِمَتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله وَصِفْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِكَرامَتِهِ وَبِاُخُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ابْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبيهِ وَخَليفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ الله في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ الله الشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْإِجابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفا.
اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِباءِ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ الْكِساءِ، اَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَباءِ، اَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الْأَدْعِياءِ، اَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلاءَ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الْأَزْكِياءُ.
اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ السَّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذَّابِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَماتِ(1109)، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُخْتَلَساتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسادِ الْعارِياتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاخِباتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السَّائِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَعْضاءِ الْمُقَطَّعاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبارِزاتِ.
اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ الْمُسْتَشْهَدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُضاجِعينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ الْمَظْلُومِ، اَلسَّلامُ عَلى أَخيهِ الْمَسْمُومِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الْكَبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغير.
اَلسَّلامُ عَلَى الْأَبْدانِ السَّليبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْغَريبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلينَ فِي الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّازِحينَ عَنِ الْأَوْطانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونينَ بِلا أَكْفانٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الْأَبْدانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسَبِ الصَّابِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلا ناصِرٍ، اَلسَّلامُ عَلَى ساكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ.
اَلسَّلامُ عَلى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَليلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَشَّرَ(1110) بِهِ جَبْرَئيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناغاهُ فِي الْمَهْدِ ميكائيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ وَذِمَّةُ حَرَمِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ انْتُهِكَتْ حُرْمَةُ الْإِسْلامِ في إِراقَةِ دَمِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِراحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْساتِ مِراراتِ الرِّماحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُسْتَضامِ الْمُسْتَباحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْجُورِ فِي الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُنْفَرِدِ بِالْعَراءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ تَوَلّى دَفْنَهُ أَهْلُ الْقُرى، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتينِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحامي بِلا مُعينٍ.
اَلسَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْخَدِّ التَّريبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّليبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَدَجِ الْمَقْطُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّلْوِ(1111) الْمَوْضُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تحوّل إلى عند الرأس وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عبد الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَكَتْ في مُصابِهِ السَّماواتُ الْعُلى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَكَتْ لِفَقْدِهِ الأَرَضُونَ السُّفْلى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ الْعَبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذيبَ الكَبِدِ الحَرَّى.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْمُهْتَدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة الله الْكُبْرى.
اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْمَفْطُومِ مِنَ الزَّلَلِ، اَلْمُبَرَّءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ(1112)، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ الرَّسُولِ وَقُرَّةِ عَيْنِ الْبَتُولِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ يُناغيهِ جَبْرَئيلُ وَيُلاعِبُهُ ميكائيلُ، اَلسَّلامُ عَلَى التّينِ وَالزَّيْتُونِ، اَلسَّلامُ عَلى كَفَّتَيِ الْميزانِ، اَلْمَذْكُورِ في سُورَةِ الرَّحْمانِ، اَلْمُعَبَّرِ عَنْهُما بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجانِ، اَلسَّلامُ عَلى أُمَناءِ الْمُهَيْمِنِ الْمَنَّانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَى المَقْتُولِ الْمَظْلُومِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَمْنُوعِ مِنْ ماءِ الْفُراتِ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ السَّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلى قائِدِ الْقاداتِ، اَلسَّلامُ عَلى حَبْلِ الله الْمَتينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ وَأَبا حُجَجِهِ.
أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ الله بِكَ التُّرابَ، وَأَوْضَحَ بِكَ الْكِتابَ، وَأَعْظَمَ بِكَ الْمُصابَ، وَجَعَلَكَ وَجَدَّكَ وَأَباكَ، وَأُمَّكَ وَأَخاكَ(1113) عِبْرَةً لِأُولِى الْأَلْبابِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ الْأَخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عُنْصُرِ الْأَبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ قَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ بَقِيَّةِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ صالِحِ الْمُؤمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله في أَرْضِهِ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ، وَأَنَّ الَّذينَ قَتَلُوكَ، وَالَّذينَ خَذَلُوكَ، وَأَنَّ الَّذينَ جَحَدُوا حَقَّكَ، وَمَنَعُوكَ إِرْثَكَ، مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى.
لَعَنَ الله الظَّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، عَذاباً لا يُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمينَ.
ثمّ انكب على الضريح، وقبّل التربة وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَوَّلَ مَظْلُومِ نِ انْتُهِكَ دَمُهُ، وَضُيِّعَتْ فيهِ حُرمَةُ الْإِسْلامِ، فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، أَشْهَدُ أَنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتَ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتَ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتَ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتَ، فَاشفَعْ لي عِنْدَ رَبّي وَرَبِّكَ في خَلاصِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَقَضاءِ حَوائِجي فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تحوّل إلى جانب القبر، وتستقبل القبلة، وترفع يديك وتقول:
اللّهم إِنَّ اسْتِغْفاري إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قِلَّةُ حَياءٍ، وَتَرْكِيَ الاِسْتِغْفارَ مَعَ عِلْمي بِسِعَةِ حِلْمِكَ تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ.
اللّهم إِنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ، وَإنَّ عِلْمي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ يُؤْمِنُني أَنْ أَخْشاكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَحَقِّقْ رَجائي لَكَ، وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ، وَكُنْ لي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ، وَانْطِقْ لِساني بِالْحِكْمَةِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلى ما صَنَعَهُ في أَمْسِهِ.
اللّهم إِنَّ الْغَنِيُّ مَنِ اسْتَغْنى عَنْ خَلْقِكَ بِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْنِني يا رَبِّ عَنْ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لا يَبْسُطُ كَفَّهُ إِلّا إِلَيْكَ.
اللّهم إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمامَهُ التَّوْبَةُ وَخَلْفَهُ الرَّحْمَةُ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعيفَ الْعَمَلِ فَإِنّي في رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الْأَمَلِ، فَهَبْ لي ضَعْفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أَمَلي.
اللّهم أَمَرْتَ فَعَصَيْنا، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنا، وَذَكَّرْتَ فَتَناسَيْنا، وَبَصَّرْتَ فَتَعامَيْنا، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنا، وَما كانَ ذلِكَ جَزاءُ إِحْسانِكَ إِلَينا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما أَعْلَنَّا وَما أَخْفَيْنا، وَأَخْبَرُ بِما نَأْتي وَما أَتَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تُؤاخِذْنا بِما أَخْطَأْنا فيهِ وَنَسينا، وَهَبْ لَنا حُقُوقَكَ لَدَيْنا، وَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيْنا، وَأَسْبِغْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنا.
إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الْإِمامِ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّه رَسُولِكَ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، إِدْرارَ الرِّزْقِ، اَلَّذي بِهِ قَوامُ حَياتِنا، وَصَلاحُ أَحْوالِ عِيالِنا، فَأَنْتَ الْكَريمُ الَّذي تُعْطي مِنْ سِعَةٍ، وَتَمْنَعُ عَنْ قُدْرَةٍ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ ما يَكُونُ صَلاحاً لِلدُّنْيا، وَبَلاغاً لِلآخِرَةِ، وَاتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.
ثمّ تحوّل إلى عند الرّجلين وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عبد الله، وَعَلى مَلآئِكَةِ الله الْمَرْفُوفينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، اَلْحافّينَ بِتُرْبَتِكَ، اَلطَّائِفينَ بِعَرْصَتِكَ، اَلْوارِدينَ لِزِيارَتِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ الْعارِفِ بِحُرْمَتِكَ، اَلْمُخْلِصِ في وِلايَتِكَ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى الله بِمَحَبَّتِكَ، اَلْبَريء مِنْ أَعْدائِكَ، سَلامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصابِكَ مَقْرُوحٌ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ، سَلامَ الْمَفْجُوعِ الْمَحْزُونِ، اَلْوالِهِ الْمِسْكينِ، سَلامَ مَنْ لَوْ كانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيُوفِ، وَبَذَلَ حُشاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ، وَجاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَنَصَرَكَ عَلى مَنْ بَغى عَلَيْكَ، وَفَداكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ الْفِداءُ، وَأَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقاءٌ.
فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ، وَعاقَني عَنْ نُصْرَتِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حارَبَكَ مُحارِباً، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ مُناصِباً، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمَساءً، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ، وَتَأَسُّفاً وَتَحَسُّراً عَلى ما دَهاكَ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصابِ، وَغُصَّةِ الْإِكْتِئابِ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوانِ، وَأَطَعْتَ الله وَما عَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِحَبْلِهِ فَارْتَضَيْتَهُ وَخَشَيْتَهُ، وَراقَبْتَهُ وَاسْتَحَيْتَهُ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشادِ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدادِ، وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ الْجِهادِ.
وَكُنْتَ للهِ طائِعاً، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) تابِعاً، وَلِقَوْلِ أَبيكَ سامِعَاً، وَإِلى وَصِيَّةِ أَخيكَ مُسارِعاً، وَلِعِمادِ الدّينِ رافِعاً، وَلِلطُّغْيانِ قامِعاً، وَلِلطُّغاةِ مُقارِعاً، وَلِلْاُمَّةِ ناصِحاً، وَفي غَمَراتِ الْمَوْتِ سابِحاً، وَلِلْفُسَّاقِ مُكافِحاً، وَبِحُجَجِ الله قائِماً، وَلِلْإِسْلامِ عاصِماً، وَلِلْمُسْلِمينَ راحِماً، وَلِلْحَقِّ ناصِراً، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صابِراً، وَلِلدّينِ كالِئاً، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرامِياً، وَعَنِ الشَّريعَةِ مُحامِياً.
تَحُوطُ الْهُدى وَتَنْصُرُهُ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ، وَتَنْصُرُ الدّينَ وَتُظْهِرُهُ، وَتَكُفُّ الْعابِثَ وَتَزْجُرُهُ، تَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ، وَتُساوي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعيفِ.
كُنْتَ رَبيعَ الْأَيْتامِ، وَعِصْمَةَ الْأَنامِ، وَعِزَّ الْإِسْلامِ، وَمَعْدِنَ الْأَحْكامِ، وَحَليفَ الْإِنْعامِ، سالِكاً [في] طَريقَةِ جَدِّكَ وَأَبيكَ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لِأَخيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ، رَضِيَّ الشِّيَمِ، [ظاهِرَ الْكَرَمِ]، مُجْتَهِداً فِي الْعِبادَةِ في حنْدسِ الظُّلَمِ، قَويمَ الطَّرايِقِ، عَظيمَ السَّوابِقِ، شَريفَ النَّسَبِ، مُنيفَ الْحَسَبِ، رَفيعَ الرُّتَبِ، كَثيرَ الْمَناقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرائِبِ، جَزيلَ الْمَواهِبِ، حَليماً شَديداً، عَليماً رَشيداً، إِماماً شَهيداً، أَوَّاهاً مُنيباً، جَواداً مُثيباً، حَبيباً مَهيباً.
كُنْتَ لِلرَّسُولِ وَلَداً، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً، وَلِلْاُمَّةِ عَضُداً، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً، حافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْميثاقِ، ناكِباً عَنْ سَبيلِ الفُسَّاقِ، تَنأوّه تأوّه الْمَجْهُود، طَويلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
زاهِداً فِي الدُّنْيا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها، ناظِراً إِلَيْها بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشِ مِنْها، آمالُكَ عَنْها مَكْفُوفَةٌ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زينَتِها مَصْرُوفَةٌ، وَلِحاظُكَ عَنْ بَهْجَتِها مَطْرُوفَةٌ، وَرَغْبَتُكَ فِي الْآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ.
حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ باعَهُ، وَأَسْفَرَ الظُّلْمُ قِناعَهُ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْباعَهُ، وَأَنْتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ، وَلِلظَّالِمينَ مُبايِنٌ، جَليسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرابِ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالْأَحْبابِ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسانِكَ، عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وَإِمْكانِكَ، ثُمَّ اقْتَضاكَ الْعِلْمُ لِلْإِنْكارِ، وَأَلْزَمَكَ أَنْ تُجاهِدَ الْكُفَّارَ، فَسِرْتَ في أَوْلادِكَ وَأَهاليكَ، وَشيعَتِكَ وَمَواليكَ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَيِّنَةِ، وَدَعَوْتَ إِلَى الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَمَرْتَ بِإِقامَةِ الْحُدُودِ، وَطاعَةِ الْمَعْبُودِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخِيانَةِ وَالطُّغْيانِ، فَواجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ.
فَجاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعادِ إِلَيْهِمْ، وَتَأْكيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَنَكَثُوا ذِمامَكَ وَبَيْعَتَكَ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ، وَأَغْضَبُوا جَدَّكَ، وَأَنْذَرُوكَ بِالْحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَطَحْطَحْتَ جُنُودَ الْكُفَّارِ، وَشَرَّدْتَ جُيُوشَ الْأَشْرارِ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبارِ، مُجالِداً بِذِي الْفِقارِ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتارُ.
فَلَمَّا رَأَوْكَ ثابِتَ الْجَأْشِ، غَيْرَ خائِفٍ وَلا خاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمْ، وَقاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ، وَأَجْلَبَ اللَّعينُ عَلَيْكَ جُنُودَهُ، وَمَنَعُوكَ الْماءَ وَوُرُودَهُ، وَناجَزُوكَ الْقِتالَ، وَعاجَلُوكَ النِّزالَ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهامِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ الْأَكُفَّ لِلْإِصْطِلامِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ الذِّمامَ، وَلا راقَبُوا فيكَ الْأَنامَ، وَفي قَتْلِهِمْ أَوْلِياءَكَ، وَنَهْبِهِمْ رِحالَكَ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَواتِ، مُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ، وَقَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ.
وَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجَهاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِراحِ، وَحالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الْفُراتِ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ ناصِرٌ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صابِرٌ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوانِكَ وَأَوْلادِكَ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ طَريحاً، ظَمْآنٌ جَريحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها، وَتَعْلُوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها.
قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبينُكَ، وَاخْتَلَفَتْ بِالْانْبِساطِ وَالاِنْقِباضِ شِمالُكَ وَيَمينُكَ، تُديرُ طَرْفاً مُنْكَسِراً إِلى رَحْلِكَ، وَقَدْ شَغَلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهْلِكَ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شارِداً، وَإِلى خِيامِكَ قاصِداً، مُحَمْحِماً باكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً، وَأَبْصَرْنَ سَرْجَكَ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، لِلشُّعُورِ ناشِراتٌ، وَلِلْخُدُودِ لاطِماتٌ، وَلِلْوُجُوهِ سافِراتٌ، وَبِالْعَويلِ داعِياتٌ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتٌ، وَإِلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٌ.
وَالشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ، مُولِغٌ سَيْفَهُ في نَحْرِكَ، قابِضٌ شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ، وَقَدْ سَكَنَتْ حَواسُّكَ، وَخَمَدَتْ أَنْفاسُكَ، وَوَرَدَ عَلَى الْقَناةِ رَأْسُكَ، وَسُبِىَ أَهْلُكَ كَالْعَبيدِ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَديدِ، فَوْقَ أَقْتابِ الْمَطِيَّاتِ، تَلْفَحُ وَجُوهَهُمْ حَرُورَ الْهاجِراتِ، يُساقُونَ فِي الْفَلَواتِ، أَيْديهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأَعْناقِ، يُطافُ بِهِمْ فِي الْأَسْواقِ.
فَالْوَيْلُ لِلْعُصاةِ الْفُسَّاقِ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلامَ، وَعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكامَ، وَهَدَمُوا قَواعِدَ الْإيمانِ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوانِ.
لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ أَجْلِكَ مَوْتُوراً، وَعادَ كِتابُ الله مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبيرُ وَالتَّهْليلُ، وَالتَّحْريمُ وَالتَّحْليلُ، وَالتَنْزيلُ وَالتَّأْويلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْييرُ وَالتَّبْديلُ، وَالْإِلْحادُ وَالتَّعْطيلُ، وَالْأَهْواءُ وَالْأَضاليلُ، وَالْفِتَنُ وَالْأَباطيلُ.
وَقامَ ناعيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ (صلّى الله عليه وآله)، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ، قائِلاً يا رَسُولَ الله قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتاكَ، وَاسْتُبيحَ أَهْلُكَ وَحِماكَ، وَسُبِيَ بَعْدَكَ ذَراريكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَبَنيكَ.
فَنَزَعَ الرَّسُولُ الرِّداءَ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالْأَنْبِياءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ اُمُّكَ فاطِمَةُ الزَّهْراءُ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، تُعَزّي أَباكَ أمير المؤمنين، وَاُقيمَتْ عَلَيْكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلا عِلِّيّينَ، تَلْطِمُ عَلَيْكَ فيهَا الْحُورُ الْعينُ، وَتُبْكيكَ السَّماواتُ وَسُكَّانُها، وَالْجِبالُ وَخُزَّانُها، وَالسَّحابُ وَأَقْطارُها، وَالْأَرْضُ وَقيعانُها، وَالْبِحارُ وَحيتانُها، وَمَكَّةُ وَبُنْيانُها، وَالْجِنانُ وَوِلْدانُها، وَالْبَيْتُ وَالْمَقامُ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرامُ، وَالْحَطيمُ وَزَمْزَمُ، وَالْمِنْبَرُ الْمُعَظَّمُ، وَالنُّجُومُ الطَّوالِعُ، وَالْبُرُوقُ اللَّوامِعُ، وَالرُّعُودُ الْقَعاقِعُ، وَالرِّياحُ الزَّعازِعُ، وَالْأَفْلاكُ الرَّوافِعُ.
فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَسَلَبَكَ، وَاهْتَضَمَكَ وَغَصَبَكَ، وَبايَعَكَ فَاعْتَزَلَكَ، وَحارَبَكَ وَساقَكَ، وَجَهَزَ الْجُيُوشُ إِلَيْكَ، وَوَثَبَ الظَّلَمَةُ عَلَيْكَ، أَبْرَءُ إِلَى الله سُبْحانَهُ مِنَ الْامِرِ وَالْفاعِلِ وَالْغاشِمِ وَالْخاذِلِ.
اللّهم فَثَبَّتَني عَلَى الْإِخْلاصِ وَالْوِلاءِ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِ أَهْلِ الْكَساءِ، وَانْفَعْني بِمَوَدَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِمْ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ذكر زيارة عليّ بن الحسين (عليهما السلام):
ثمّ تحوّل إلى عند رجلي الحسين (عليه السلام) فقف على عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الطَّاهِرُ، وَالزَّكِيُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ، وَابْنُ رِيْحانَةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ما أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ الله سَعْيَكَ، وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ، وَأَلْحَقَكَ بِالذَّرْوَةِ الْعالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفُ، فِي الْغُرَفِ السَّامِيَةِ فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الْغُرَفِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ، وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، وَالله ما ضَرَّكَ الْقَوْمُ بِما نالُوا مِنْكَ وَمِنْ أَبيكَ الطَّاهِرِ صَلَواتُ الله عَلَيْكُما، وَلا ثَلَمُوا مَنْزِلَتَكُما مِنَ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، وَلا وَهَنْتُما بِما أَصابَكُما في سَبيلِ الله، وَلا مُلْتِما إِلَى الْعَيْشِ فِي الدُّنْيا، وَلا تُكَرِّهْتُما مُباشِرَةَ الْمَنايا، إِذْ كُنْتُما قَدْ رَأَيْتُما مَنازِلَكُما فِي الْجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ تَصيرا إِلَيْها، وَاخْتَرْتَماها قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلا إِلَيْها، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ.
فَهَنيئاً لَكُمْ يا بَني عَبْدِ الْمُطَلِّبِ، اَلتَّمَسُّكُ مِنَ النَّبِيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بِالسَّيِّدِ السَّابِقِ حَمْزَةَ ابْنَ عَبْدِ الْمُطَلِّبِ، وَقَدِّمْتُما عَلَيْهِ وَقَدْ أُلْحِقْتُما بِأَوْثَقِ عُرْوَةٍ وَأَقْوى سَبَبٍ، صَلَّى الله عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ الْمُكَرَّمُ، وَالسَّيِّدُ الْمُقَدَّمُ، اَلَّذي عاشَ سَعيداً، وَماتَ شَهيداً، وَذَهَبَ فَقيداً، فَلَمْ تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيا إِلّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلَمْ تَتَشاغَلْ إِلّا بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنَ الْفَرِحينَ «بِما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَنْ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»(1114)، وَتِلْكَ مَنْزِلَةُ كُلِّ شَهيدٍ فَكَيْفَ مَنْزِلَةُ الْحَبيبِ إِلَى الله، اَلْقَريبِ إِلى رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، زادَكَ الله مِنْ فَضْلِهِ في كُلِّ لَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ، وَسُكُونٍ وَحَرَكَةٍ، مَزيداً يَغْبِطُ وَيَسْعَدُ أَهْلُ عِلِّيّينَ بِهِ.
يا كَريمَ النَّفْسِ، يا كَريمَ الْأَبِ، يا كَريمَ الْجَدِّ إِلى أَنْ يَتَناهى، رَفَعَكُمُ الله مِنْ أَنْ يُقالَ، رَحِمَكُمُ الله، وَافْتَقَرَ إِلى ذلِكَ غَيْرُكُمْ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ الله.
ثمّ تقول:
صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَرِضْوانُهُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. فَاشْفَعْ لي أَيُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلى رَبِّكَ في حَطِّ الْأَثْقالِ عَنْ ظَهْري، وَتَخْفيفِها عَنّي، وَارْحَمْ ذُلّي وَخُضُوعي لَكَ، وَلِلسَّيِّدِ أَبيكَ صَلَّى الله عَلَيْكُما.
ثمّ انكب على القبر وقل:
زادَ الله في شَرَفِكُمْ فِي الْاخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا، وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدّينِ وَنُجُومُ الْعالَمينَ.
زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم)
ثمّ تتوجّه إلى البيت الّذي عند رجلي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وتقول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عبد الله الْحُسَيْنِ، سَلاماً لا يُفْنى أَمَدُهُ، وَلا يُنْقَطَعُ مَدَدُهُ، سَلاماً تَسْتَوْجِبُهُ بِاجْتِهادِكَ، وَتَسْتَحِقُّهُ بِجِهادِكَ، عِشْتَ حَميداً، وَذَهَبْتَ فَقيداً، لَمْ يَمِلْ بِكَ حُبُّ الشَّهَواتِ، وَلَمْ يُدَنِّسْكَ طَمَعَ النَّزَهاتِ، حَتَّى كَشَفَتْ لَكَ الدُّنْيا عَنْ عُيُوبِها، وَرَأَيْتَ سُوءَ عاقِبَتِها وَقُبْحَ مَصيرِها، فَبِعْتَها بِالدَّارِ الآخِرَةِ، وَشَرَيْتَ نَفْسَكَ شِراءَ الْمُتاجَرَةِ، فَأَرْبَحْتَها أَكْرَمَ الْأَرْباحِ، وَلَحَقْتَ بِهَا «الَّذينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً * ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ الله وَكَفى بِالله عَليماً»(1115).
اَلسَّلامُ عَلَى الْقاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن حَبيبِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَيْحانَةِ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ حَبيبٍ لَمْ يَقْضِ مِنَ الدُّنْيا وَطَراً، وَلَمْ يَشْفِ مِنْ أَعْداءِ الله صَدْراً، حَتَّى عاجَلَهُ الْأَجَلُ، وفاتَهُ الْأَمَلُ، فَهَنيئاً لَكَ يا حَبيبُ حَبيبِ رَسُولِ الله، ما أَسْعَدَ جَدُّكَ، وَأَفْخَرَ مَجْدُكَ، وَأَحْسَنَ مُنْقَلَبُكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَوْنَ بْنِ عبد الله بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن النَّاشي في حِجْرِ رَسُولِ الله، وَالْمُقْتَدي بِأَخْلاقِ رَسُولِ الله، وَالذَّابِّ عَنْ حَريمِ رَسُولِ الله صَبِيّاً، وَالذَّائِدِ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ الله، مُباشِراً لِلْحُتُوفِ، مُجاهِداً بِالسُّيُوفِ، قَبْلَ أَنْ يَقْوى جِسْمُهُ، وَيَشْتَدَّ عَظْمُهُ، وَيَبْلُغَ أَشُدُّهُ.
ما زِلْتَ مِنَ الْعَلاءِ مُنْذُ يَفَعْتَ، تَطْلُبُ الْغايَةُ الْقُصْوى فِي الْخَيْرِ مُنْذُ تَرَعْرَعْتَ، حَتَّى رَأَيْتَ أَنْ تَنالَ الْحَظَّ السَّنِيَّ فِي الْاخِرَةِ بِبَذْلِ نَفْسِكَ في سَبيلِ الله، وَالْقِتالِ لِأَعْداءِ الله، فَتَقَرَّبَتْ وَالْمَنايا دانِيَةٌ، وَزَحَفْتَ وَالنَّفْسُ مُطْمَئِنَّةٌ طَيِّبَةٌ، تَلْقي بِوَجْهِكَ بَوادِرَ السِّهامِ، وَتُباشِرُ بِمُهْجَتِكَ حَدَّ الْحِسامِ، حَتَّى وَفَدْتَ إِلَى الله تَعالى بِأَحْسَنِ عَمَلٍ، وَأَرْشَدِ سَعْيٍ إِلى أَكْرَمِ مُنْقَلَبٍ، وَتَلَقَّاكَ ما أَعَدَّهُ لَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي يَزيدُ وَلا يُبيدُ، وَالْخَيْرِ الَّذي يَتَجَدَّدُ وَلا يَنْفَدُ، فَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ تَتْرى تَتَّبِعُ اُخْراهُنَّ الْاُولى.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنِ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ، صِنْوِ الْوَصِيِّ أمير المؤمنين، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى أَبيكَ، ما دَجى لَيْلٌ وَأَضاءَ نَهارٌ، وَما طَلَعَ هِلالٌ وَما أَخْفاهُ سِرارٌ، وَجَزاكَ الله عَنِ ابْنِ عَمِّكَ وَالْإِسْلامِ أَحْسَنَ ما جَزَى الْأَبْرارَ الْأَخْيارَ، اَلَّذينَ نابَذُوا الْفُجَّارَ، وَجاهَدُوا الْكُفَّارَ، فَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ يا خَيْرَ ابْنِ عَمٍّ، زادَكَ الله فيما اتاكَ حَتَّى تَبْلُغَ رِضاكَ كَما بَلَغْتَ غايَةَ رِضاهُ، وَجاوَزَ بِكَ أَفْضَلَ ما كُنْتَ تَتَمَنَّاهُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ، سَلاماً يَقْضي حَقَّكَ في نَسَبِكَ وَقَرابَتِكَ وَقَدْرِكَ في مَنْزِلَتِكَ، وَعَمَلِكَ في مُواساتِكَ، وَمُساهِمَتِكَ ابْنِ عَمِّكَ بِنَفْسِكَ وَمُبالِغَتِكَ في مُواساتِهِ حَتَّى شَرِبْتَ بِكَأْسِهِ، وَحَلَلْتَ مَحَلَّهُ في رَمْسِهِ، وَاسْتَوْجَبْتَ ثَوابَ مَنْ بايَعَ الله في نَفْسِهِ، فَاسْتَبْشَرَ بِبَيْعِهِ الَّذي بايَعَهُ بِهِ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمِ، فَاجْتَمَعَ لَكَ ما وَعَدَكَ الله مِنَ النَّعيمِ بِحَقِّ الْمُبايَعَةِ إِلى ما أَوْجَبَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ لَكَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالْمُشارَكَةِ، فَفُزْتَ فَوْزَيْنِ لا يَتَنالَهُما إِلّا مَنْ كانَ مِثْلُكَ في قَرابَتِهِ وَمُكارَمَتِهِ، وَبَذَلَ مالَهُ وَمُهْجَتَهُ لِنُصْرَةِ إِمامِهِ وَابْنِ عَمِّهِ، فَزادَكَ الله حُبّاً وَكَرامَةً حَتَّى تَنْتَهي إِلى أَعْلى عِلِّيّينَ في جِوارِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عبد الله بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقيلٍ، فَما أَكْرَمَ مَقامَكَ في نُصْرَةِ ابْنِ عَمِّكَ، وَما أَحْسَنَ فَوْزَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، وَلَقَدْ كَرُمَ فِعْلُكَ، وَأَجَلَّ أَمْرُكَ، وَأَعْظَمَ فِي الْإِسْلامِ سَهْمُكَ، رَأَيْتَ الاِنْتِقالَ إِلى رَبِّ الْعالَمينَ خَيْراً مِنْ مُجاوَرَةِ الْكافِرينَ، وَلَمْ تَرَ شَيْئاً لِلاِنْتِقالِ أَكْرَمَ مِنَ الْجِهادِ وَالْقِتالِ، فَكافَحْتَ الْفاسِقينَ بِنَفْسٍ لا تَحيمُ عِنْدَ النَّاسِ، وَيَدٍ لا تَلينُ عِنْدَ الْمِراسِ، حَتَّى قَتَلَكَ الْأَعْداءُ مِنْ بَعْدِ أَنْ رَوَّيَتْ سَيْفَكَ وَسِنانَكَ مِنْ أَوْلادِ الْأَحْزابِ وَالطُّلَقاءِ، وَقَدْ عَضَّكَ السِّلاحُ، وَأَثْبَتَكَ الْجِراحُ، فَغَلَبْتَ عَلى ذاتِ نَفْسِكَ غَيْرَ مُسالِمٍ وَلا مُسْتَأْسِرٍ، فَأَدْرَكْتَ ما كُنْتَ تَتَمَنَّاهُ، وَجاوَزْتَ ما كُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْواهُ، فَهَنَّاكَ الله بِما صِرْتَ إِلَيْهِ، وَزادَكَ مَا ابْتَغَيْتَ الزِّيادَةُ عَلَيْهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عبد الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، فَإِنَّكَ الْغُرَّةُ الْواضِحَةُ، وَاللُّمْعَةُ اللّائِحَةُ، ضاعَفَ الله رِضاهُ عَنْكَ، وَأَحْسَنَ لَكَ ثَوابَ ما بَذَلْتَهُ مِنْكَ، فَلَقَدْ واسَيْتَ أَخاكَ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ في رِضا رَبِّكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنِ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، سَلاماً يُرْجيهِ الْبَيْتُ الَّذي أَنْتَ فيهِ أَضَأْتَ، وَالنُّورُ الَّذي فيهِ اسْتَضَأْتَ، وَالشَّرَفُ الَّذي فيهِ اقْتَدَيْتَ، وَهَنَّاكَ الله بِالْفَوْزِ الَّذي إِلَيْهِ وَصَلْتَ، وَبِالثَّوابِ الَّذِي ادَّخَرْتَ، لَقَدْ عَظُمَتْ مُواساتُكَ بِنَفْسِكَ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ في رِضا رَبِّكَ وَنَبِيِّكَ وَأَبيكَ وَأَخيكَ فَفازَ قِدْحَكَ، وَزادَ رِبْحَكَ، حَتَّى مَضَيْتَ شَهيداً، وَلَقيتَ الله سَعيداً، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى أَخيكَ وَعَلى إِخْوَتِكَ، اَلَّذينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، ما أَحْسَنَ بَلاءُكَ، وَأَزْكى سَعْيُكَ، وَأَسْعَدَكَ بِما نِلْتَ مِنَ الشَّرَفِ، وَفُزْتَ بِهِ مِنَ الشَّهادَةِ فَواسَيْتَ أَخاكَ وَإِمامَكَ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينِكَ حَتَّى لَقيتَ رَبَّكَ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ، وَضاعَفَ الله ما أَحْسَنَ بِهِ عَلَيْكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُثْمانَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، فَما أَجَلَّ قَدْرَكَ، وَأَطْيَبَ ذِكْرَكَ، وَأَبْيَنَ أَثَرَكَ، وَأَشْهَرَ خَبَرَكَ، وَأَعْلى مَدْحَكَ، وَأَعْظَمَ مَجْدَكَ.
فَهَنيئاً لَكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَفاتيحَ الْخَيْرِ، تَحِيَّاتُ الله غادَيَةً وَرائِحَةً في كُلِّ يَوْمٍ وَطَرْفَةِ عَيْنٍ وَلَمْحَةٍ، وَصَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دينِ الله، وَأَنْصارَ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ مَواليهِمْ وَأَشْياعِهِمْ، وَلَقَدْ نِلْتُمُ الْفَوْزَ، وَحَزْتُمُ الشَّرَفَ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ.
يا ساداتي يا أَهْلَ الْبَيْتِ وَلِيُّكُمُ الزَّائِرُ لَكُمْ، اَلْمُثْني عَلَيْكُمْ بِما أَوْلاكُمْ [الله]، وَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، اَلْمُجيبُ لَكُمْ بِسايِرِ جَوارِحِهِ، يَسْتَشْفِعُ بِكُمْ إِلَى الله رَبِّكُمْ وَرَبِّهِ في إِحْياءِ قَلْبِهِ وَتَزْكِيَةِ عَمَلِهِ وَإِجابَةِ دُعائِهِ وَتَقَبُّلِ ما يَتَقَرَّبُ بِهِ، وَالْمَعُونَةِ عَلى أَمْرِ دُنْياهُ وَآخِرَتِهِ، فَقَدْ سَأَلَ الله تَعالى ذلِكَ، وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ بِكُمْ وَهُوَ نِعْمَ الْمَسْئُولُ وَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ.
ثمّ تسلّم على الشّهداء من أصحاب الحسين عليه و(عليهم السلام) وتستقبل وتقول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ الله، وَأَنْصارَ رَسُولِهِ، وَأَنْصارَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، وَأَنْصارَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَأَنْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَأَنْصارَ الْإِسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ لله، وَجاهَدْتُمْ في سَبيلِهِ، فَجَزاكُمُ الله عَنِ الْإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، فُزْتُمْ وَالله فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَداءُ، وَأَنَّكُمُ السُّعَداءُ، وَأَنَّكُمْ في دَرَجاتِ الْعُلى، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ عد إلى موضع رأس الحسين صلوات الله عليه، واستقبل القبلة، وصلّ ركعتين صلاة الزّيارة تقرأ في الاُولى الحمد وسورة الأنبياء، وفي الثانية الحمد وسورة الحشر أو ما تهيّأ لك من القرآن، فإذا فرغت من الصّلاة فقل:
سُبْحانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْجَبَرُوتِ، سُبْحانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمَلَكُوتِ، سُبْحانَ الْمُسَبِّحِ لَهُ بِكُلِّ لِسانٍ، سُبْحانَ الْمَعْبُودِ في كُلِّ أَوانٍ، اَلْأَوَّلُ وَالْاخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شيء عَليمٌ، ذلِكُمُ الله رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ الله رَبُّ الْعالَمينَ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَتَعالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ.
اللّهم ثَبِّتْني عَلَى الْإِقْرارِ بِكَ، وَاحْشُرْني عَلَيْهِ، وَأَلْحِقْني بِالْعُصْبَةِ الْمُعْتَقِدينَ لَهُ، اَلَّذينَ لَمْ يَعْتَرِضْهُمْ فيكَ الرَّيْبُ، وَلَمْ يُخالِطْهُمُ الشَّكُّ، اَلَّذينَ أَطاعُوا نَبِيَّكَ وَوازَرُوهُ، وَعاضَدُوهُ وَنَصَرُوهُ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي اُنْزِلَ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُنِ اتِّباعُهُمْ إِيَّاهُ طَلَبَ الدُّنْيَا الْفانِيَةِ، وَلَا انْحِرافاً عَنِ الْاخِرَةِ الْباقِيَةِ، وَلا حُبَّ الرِّياسَةِ وَالْإِمْرَةِ، وَلا ايثارَ الثَّرْوَةِ، بَلْ تاجَرُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَرَبَحُوا حينَ خَسِرَ الْباخِلُونَ، وَفازُوا حينَ خابَ الْمُبْطِلُونَ، وَأَقامُوا حُدُودَ ما أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الْمَوَدَّةِ في ذَوِى الْقُرْبى، اَلَّتي جَعَلْتَها أَجْرَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، فيما أَدَّاهُ إِلَيْنا مِنَ الْهِدايَةِ إِلَيْكَ، وَأَرْشَدْنا إِلَيْهِ مِنَ التَّعَبُّدِ لَكَ وَتَمَسَّكُوا بِطاعَتِهِمْ، وَلَمْ يَميلُوا إِلى غَيْرِهِمْ.
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ أَنّي مَعَهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ، وَلا أَميلُ عَنْهُمْ، وَلا أَنْحَرِفُ إِلى غَيْرِهِمْ، وَلا أَقُولُ لِمَنْ خالَفَهُمْ، هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذينَ آمَنُوا سَبيلاً.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلاةً تُرْضيهِ وَتُحْظيهِ، وَتُبَلِّغُهُ أَقْصى رِضاهُ وَأَمانِيِّهِ، وَعَلَى ابْنِ عَمِّهِ وَأَخيهِ الْمُهْتَدي بِهِدايَتِهِ، اَلْمُسْتَبْصِرُ بِمِشْكاتِهِ، اَلْقائِمِ مَقامَهُ في اُمَّتِهِ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ.
اللّهم إِنَّ هذا مَقامٌ إِنْ رَبَحَ فيهِ القائِمُ بِأَهْلِ ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الْفائِزينَ، وَإِنْ خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الْهالِكينَ.
اللّهم إِنّي لا أَعْلَمُ شَيْئاً يُقَرِّبُني مِنْ رِضاكَ في هذَا الْمَقامِ إِلَّا التَّوْبَةَ مِنْ مَعاصيكَ، وَالاِسْتِغْفارَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالتَّوَسُّلَ بِهذَا الْإِمامِ الصِّدّيقِ ابْنِ رَسُولِ الله، وَأَنَا بِحَيْثُ تُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَتُرَفْرِفُ الْمَلائِكَةَ، وَتَأْتيهِ الْأَنْبِياءَ، وَتَغْشاهُ الْأَوْصِياءَ، فَإِنْ خِفْتُ مَعَ كَرَمِكَ وَمَعَ هذِهِ الْوَسيلَةِ إِلَيْكَ أَنْ تُعَذِّبَني فَقَدْ ضَلَّ سَعْيي، وَخَسِرَ عَمَلي، فَيا حَسْرَةَ نَفْسي، وَإِنْ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْني فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.
ثمّ قبّل الضريح وقل: أَيُّهَا الْإِمامُ الْكَريمُ وَابْنُ الرَّسُولِ الْكَريمِ، أَتَيْتُكَ بِزِيارَةِ الْعَبْدِ لِمَوْلاهُ، اَلرَّاجي فَضْلَهُ وَجَدْواهُ، اَلْامِلُ قَضاءَ الْحَقِّ الَّذي أَظهَرَهُ الله لَكَ، وَكَيْفَ أَقْضي حَقَّكَ مَعَ عَجْزي وَصِغَرِ جِدّي، وَجَلالَةِ أَمْرِكَ وَعَظيمِ قَدْرِكَ، وَهَلْ هِيَ إِلَّا الْمُحافَظَةُ عَلى ذِكْرِكَ، وَالصَّلاةُ عَلَيْكَ مَعَ أَبيكَ وَجَدِّكَ، وَالْمُتابَعَةُ لَكَ، وَالْبَراءَةُ مِنْ أَعدائِكَ وَالْمُنْحَرِفينَ عَنْكَ، فَلَعَنَ الله مَنْ خالَفَكَ في سِرِّهِ وَجَهْرِهِ، وَمَنْ أَجْلَبَ عَلَيْكَ بِخَيْلِهِ وَرِجْلِهِ، وَمَنْ كَثَّرَ أَعْداءَكَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ، وَمَنْ سَرَّهُ ما ساءَكَ، وَمَنْ أَرْضاهُ ما أَسْخَطَكَ، وَمَنْ جَرَّدَ سَيْفَهُ لِحَرْبِكَ، وَمَنْ شَهَرَ نَفْسَهُ في مُعاداتِكَ، وَمَنْ قامَ فِي الْمَحافِلَ بِذَمِّكَ، وَمَنْ خَطَبَ فِي الْمَجالِسِ بِلَوْمِكَ سِرّاً وَجَهْراً.
اللّهم جَدِّدْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةَ كَما جَدَّدْتَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ. اللّهم لاتَدَعْ لَهُمْ دَعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها. اللّهم أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ يَداً حاصِدَةً، تَصْرَعُ قائِمَهُمْ، وَتُهْشِمُ سُوقَهُمْ وَتَجْدَعُ(1116) مَعاطِسَهُمْ(1117).
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ، اَلَّذينَ بِذِكْرِهِمْ يَنْجَلِي الظَّلامُ، وَيَنْزِلُ الْغَمامُ، وَعَلى أَشْياعِهِمْ وَمَواليهِمْ وَأَنْصارِهِمْ، وَاحْشُرْني مَعَهُمْ وَتَحْتَ لِوائِهِمْ.
أَيُّهَا الْإِمامُ الْكَريمُ، اُذْكُرْني بِحُرمَةِ جَدِّكَ عِندَ رَبِّكَ ذِكراً يَنْصُرُني عَلى مَنْ يَبْغي عَلَيَّ وَيُعانِدُني فيكَ، وَيُعاديني مِنْ أَجْلِكَ، وَاشْفَعْ لي إِلى رَبِّكَ في إِتْمامِ النِّعْمَةِ لَدَيَّ، وَإِسْباغِ الْعافِيَةِ عَلَيَّ، وَسَوْقِ الرِّزْقِ إِلَيَّ، وَتُوَسِّعُهُ عَلَيَّ، لِأعْوِدَ بِالْفَضْلِ مِنْهُ عَلى مُبْتَغيهِ، فَما أَسْأَلُ مَعَ الْكَفافِ إِلّا مَا اكْتَسَبَ بِهِ الثَّوابَ، فَإنَّهُ لا ثَوابَ لِمَنْ لا يُشارِكُكَ في مالِهِ، وَلا حاجَةَ لي فيما يُكْنَزُ فِي الْأَرْضِ، وَلا يُنْفَقُ في نافِلَةٍ وَلا فَرْضٍ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ وَأبْتَغيهِ مِنْ لَدُنْكَ حَلالاً طَيِّباً، فَأَعِنّي عَلى ذلِكَ، وَأَقْدِرْني عَلَيْهِ، وَلا تَبْتَليني بِالْحاجَةِ، فَأَتَعَرَّضُ بِالرِّزْقِ لِلْجَهاتِ الَّتي يَقْبَحُ أَمْرُها، وَيَلْزِمُني وِزْرُها.
اللّهم وَمُدَّ لي فِي الْعُمْرِ ما دامَتْ الْحَياةُ مَوْصُولَةٌ بِطاعَتِكَ، مَشْغُولَةٌ بِعِبادَتِكَ، فَإِذا صارَتِ الْحَياةُ مَرْتَعَةً لِلشَّيْطانِ، فَاقْبِضْني إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ إِلَيَّ مَقْتُكَ، وَيَسْتَحْكِمُ عَلَيَّ سَخَطُكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَيَسِّرْ لِيَ الْعَوْدَ إِلى هذَا الْمَشْهَدِ الَّذي عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ في كُلِّ حَوْلٍ بَلْ في كُلِّ شَهْرٍ، بَلْ في كُلِّ أُسْبُوعٍ، فَإِنَّ زِيارَتَهُ في كُلِّ حَوْلٍ(1118) مَعَ قُبُولِكَ ذلِكَ بَرَكَةٌ شامِلَةٌ، فَكَيْفَ إِذا قَرُبَتِ الْمُدَّةُ، وَتَلاحَقَتِ الْقُدْرَةُ.
اللّهم إِنَّهُ لا عُذْرَ لي فِي التَّأَخُّرِ عَنْهُ، وَالْإِخْلالِ بِزِيارَتِهِ، مَعَ قُرْبِ الْمَسافَةِ إِلَّا الْمَخاوِفَ الحائِلَةَ بَيْني وَبَيْنَهُ، وَلَوْلا ذلِكَ لَتَقَطَّعَتْ نَفْسي حَسْرَةً، لِانْقِطاعي عَنْهُ أَسَفَاً عَلى ما يَفُوتُني مِنْهُ.
اللّهم يَسِّرْ لِيَ الْإِتْمامَ، وَأعِنّي عَلى تَأَدّيهِ وَما أَضْمُرُهُ فيهِ، وَأَراهُ أَهْلَهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ، فَأَنْتَ بِنِعْمَتِكَ الْهادي إِلَيْهِ، وَالْمُعينُ عَلَيْهِ. اللّهم فَتَقَبَّلْ فَرْضي وَنَوافِلي وَزِيارَتي، وَاجْعَلْها زِيارَةً مُسْتَمِرَّةً، وَعادَةً مُستَقِرَّةً، وَلا تَجْعَل ذلِكَ مُنقَطِعَ التَّواتِرِ يا كَريمُ.
فإذا أردت الوداع فصلِّ ركعتين وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الْأَنامِ لِأَكْرَمِ إِمامٍ وَأَكْرَمِ رَسُولٍ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوْديعَ غَيْرَ قالٍ وَلا سَئِمٍ لِلْمَقامِ لَدَيْكَ، وَلا مُؤْثِرٍ لِغَيْرِكَ عَلَيْكَ، وَلا مُنْصَرِفٍ لِما هُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْكَ، تَوْديعَ مُتَأَسِّفٍ عَلى فِراقِكَ، وَمُتَشَوِّقٍ إِلى عَوْدِ لِقائِكَ، وِداعَ مَنْ يَعُدُّ الْأَيَّامَ لِزِيارَتِكَ، وَيُؤْثِرُ الْغُدُوَّ وَالرَّواحَ إِلَيْكَ، وَيَتَلَهَّفُ عَلَى الْقُرْبِ مِنْكَ، وَمُشاهَدَةِ نَجْواكَ، صَلَّى الله عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ الْجَديدانِ، وَتَناوَحَ الْعَصْرانِ، وَتَعاقَبَ الْأَيَّامُ.
ثمّ انكب على القبر وقل:
يا مَوْلايَ ما تَرْوَى النَّفْسُ مِنْ مُناجاتِكَ، وَلا يَقْنَعُ الْقَلْبُ إِلّا بِمُجاوَرَتِكَ، فَلَوْ عَذَرَتْنِي الْحالُ الَّتي وَرائي لَتَرَكْتُها وَلَاسْتَبْدَلْتُ بِها جِوارَكَ. فَما أَسْعَدَ مَنْ يُغاديكَ وَيُراوِحُكَ، وَما أَرْغَدَ عَيْشِ مَنْ يُمَسِّيكَ وَيُصَبِّحُكَ.
اللّهم احْرُسْ هذِهِ الْاثارِ مِنَ الدُّرُوسِ، وَأَدِمْ لَها ما هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْأُنْسِ وَالْبَرَكاتِ وَالسُّعُودِ، وَمُواصَلَةِ ما كَرَّمْتَها بِهِ مِنْ زُوَّارِ الْأَنْبِياءِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْوافِدينَ إِلَيْها في كُلِّ يَوْمٍ وَساعَةٍ، وَاعْمُرِ الطَّريقَ بِالزَّائِرينَ لَها، وَامِنْ سُبُلَها إِلَيْها.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ، وَإِتْيانِ مَشاهِدِهِمْ، إِنَّكَ وَلِيُّ الْإِجابَةِ، يا كَريمُ(1119).
218) زيارة الشهداء
قال الشيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله): حدّثنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عيّاش قال: حدّثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي (رحمه الله) قال:
خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمّد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي (رحمه الله) وكنت حديث السنّ وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله (عليه السلام) وزيارة الشهداء (رضوان الله عليهم)، فخرج إليّ منه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أردت زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم)، فقف عند رجلي الحسين (عليه السلام) وهو قبر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حرمة الشهداء (عليهم السلام)، وأوم وأشر إلى عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَوَّلَ قَتيلٍ مِنْ نَسْلِ خَيرِ سَليلٍ مِنْ سُلالَةِ إِبْراهيمَ الْخَليلِ، صَلَّى الله عَلَيْكَ وَعَلى أَبيكَ إِذْ قالَ فيكَ قَتَلَ الله قَوْماً قَتَلُوكَ يا بُنَيَّ ما أَجْرَأَهُمْ عَلى الرَّحْمانِ وَعَلَى انْتِهاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ، عَلَى الدُّنْيا بَعْدَكَ الْعَفا، كَأَنّي بِكَ بَيْنَ يَدَيْهِ ماثِلاً، وَلِلْكافِرينَ قائِلاً:

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ * * * نَحْنُ وَبَيْتِ الله أَوْلى بِالنَّبِيِّ
أَطْعَنُكُمْ بِالرُّمْحِ حَتَّى يَنْثَني * * * اَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ أَحْمي عَنْ أَبي
ضَرْبَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَرَبِيٍّ * * * وَالله لا يَحْكُمُ فينَا ابْنُ الدَّعي

حَتَّى قَضَيْتَ نَحْبَكَ، وَلَقيتَ رَبَّكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلى بِالله وَبِرَسُولِهِ وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِهِ وَحُجَّتِهِ وَدينِهِ، وَابْنُ حُجَّتِهِ وَأَمينِهِ، حَكَمَ الله لَكَ عَلى قاتِلِكَ مُرَّةِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ النُعْمانِ الْعَبْدِيِّ، لَعَنَهُ الله وَأَخْزَاهُ وَمَنْ شَرَكَهُ في قَتْلِكَ، وَكانُوا عَلَيْكَ ظَهيراً، أَصْلاهُمُ الله جَهَنَّمَ، وَساءَتْ مَصيراً.
وَجَعَلْنَا الله مِنْ مُلاقيكَ وَمُرافِقيكَ، وَمُرافِقي جَدِّكَ وَأَبيكَ، وَعَمِّكَ وَأَخيكَ، وَاُمِّكَ الْمَظْلُومَةِ، وَأَبْرَأُ إِلَى الله مِنْ أَعْدائِكَ اُولِى الْجُحُودِ، وَأَبْرَأُ إِلَى الله مِنْ قاتِليكَ، وَأسْأَلُ الله مُرافَقَتَكَ في دارِ الْخُلُودِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلى عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلطِّفْلِ الرَّضيعِ، اَلْمَرْمِيِّ الصَّريعِ، المُتَشَحِّطِ دَماً، اَلمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ، اَلْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ في حِجْرِ أَبيهِ، لَعَنَ الله رامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كاهِلِ الْأَسَدِيِّ وَذَويهِ.
اَلسَّلامُ عَلى عبد الله بْنِ أمير المؤمنين، مُبْلَى البَلاءِ وَالْمُنادى بِالْوِلاءِ في عَرْصَةِ كَرْبَلاءَ، اَلْمَضْرُوبِ مُقْبِلاً وَمُدْبِراً، لَعَنَ الله قاتِلَهُ هانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أمير المؤمنين، اَلْمُواسي أَخاهُ بِنَفْسِهِ، اَلْآخِذِ لِغَدِهِ مِنْ أَمْسِهِ، اَلْفادي لَهُ، اَلْواقي السَّاعي إِلَيْهِ بِمائِهِ، اَلْمَقْطُوعَةِ يَداهُ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ يَزيدَ بْنَ الرُّقادِ الحِيْتيّ، وَحَكيمَ بْنَ الطُفَيْلِ الطَّائِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ أمير المؤمنين، اَلصَّابِرِ بِنَفْسِهِ مُحْتَسِباً، وَالنَّائي عَنِ الْأَوْطانِ مُغْتَرِباً، اَلمُسْتَسْلِمِ لِلْقِتالِ، اَلْمُسْتَقْدِمِ لِلنَّزالِ، اَلْمَكْثُورِ بِالرِّجالِ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ هانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عُثْمانَ بْنَ أمير المؤمنين، سَمِيِّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ، لَعَنَ الله رامِيَهُ بِالسَّهْمِ خُولِيَ بْنَ يَزيدَ الْأَصْبَحِيَّ الْأَيادِيَّ الْأَبانِيَّ الدَّارِمِيَّ.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ أمير المؤمنين، قَتيلِ الْأَيادِيِّ الدَّارَمِيِّ، لَعَنَهُ الله وَضاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذابَ الْأَليمَ، وَصَلَّى الله عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الصَّابِرينَ.
اَلسَّلامُ عَلى أَبي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ الْوَلِيِّ، اَلْمَرْمِيِّ بِالسَّهْمِ الرَّدِيِّ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ عبد الله بْنَ عُقْبَةَ الْغَنَوِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عبد الله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ وَرامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كاهِلِ الْأَسَدِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْقاسِمِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلْمَضْرُوبِ عَلى هامَتِهِ، اَلْمَسْلُوبِ لامَتُهُ حينَ نادَى الْحُسَيْنَ عَمَّهُ، فَجَلا عَلَيْهِ عَمُّهُ كَالصَّقْرِ، وَهُوَ يَفْحَصُ بِرِجْلِيْهِ التُّرابَ، وَالْحُسَيْنُ يَقُولُ: بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ، وَمَنْ خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ جَدُّكَ وَأَبُوكَ.
ثُمَّ قالَ: عَزَّ وَالله عَلى عَمِّكَ أَنْ تَدْعُوهُ فَلا يُجيبُكَ، أَو أَنْ يُجيبَكَ وَأَنْتَ قَتيلٌ جَديلٌ فَلا يَنْفَعُكَ، هذا وَالله يَوْمٌ كَثُرَ واتِرُهُ، وَقَلَّ ناصِرُهُ، جَعَلَنِيَ الله مَعَكُما يَوْمَ جَمْعِكُما، وَبَوَّأَني مُبَوَّءَكُما، وَلَعَنَ الله قاتِلَكَ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْأَزْدِيِّ، وَأَصْلاهُ جَحيماً، وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً أَلَيماً.
اَلسَّلامُ عَلى عَوْنِ بْنِ عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي الْجِنانِ، حَليفِ الْإيمانِ، وَمُنازِلِ الْأَقْرانِ، اَلنَّاصِحِ لِلرَّحْمانِ، اَلتَّالي لِلْمَثاني وَالْقُرْآنِ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ عبد الله بْنَ قُطْبَةَ النَّبْهانِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، اَلشَّاهِدِ مَكانَ أَبيهِ، وَالتَّالي لِأَخيهِ، وَواقيهِ بِبَدَنِهِ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ عامِرَ بْنَ نَهْشَلٍ التَّميمِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ عَقيلٍ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ وَرامِيَهُ بِشْرَ بْنَ خَوْطٍ الْهَمْدانِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عَبْدِ الرَّحمانِ بْنِ عَقيلٍ، لَعَنَ الله قاتِلَهُ وَرامِيَهُ عُمَرَ بْنَ خالِدِ بْنِ أَسَدٍ الْجُهَنِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ بْنِ الْقَتيلِ، عبد الله بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقيلٍ، وَلَعَنَ الله قاتِلَهُ عامِرَ بْنَ صَعْصَعَةَ، [وَقيلَ: أَسَدَ بْنَ مالِكٍ](1120).
اَلسَّلامُ عَلى عبيد الله بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقيلٍ، وَلَعَنَ الله قاتِلَهُ وَرامِيَهُ عَمْرَو بْنَ صُبَيْحٍ الصَّيْداوِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ أَبي سَعيدِ بْنِ عَقيلٍ، وَلَعَنَ الله قاتِلَهُ لَقيطَ بْنَ ناشِرٍ الْجُهَنِّيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ أمير المؤمنين، وَلَعَنَ الله قاتِلَهُ سُلَيْمانَ بْنَ عَوْفِ الْحَضْرَمِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى قارِبٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ. اَلسَّلامُ عَلى مُنْجِحٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ.
اَلسَّلامُ عَلى مُسْلِمِ بْنِ عَوْسَجَةِ الْأَسَدِيِّ، اَلْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الاِنْصِرافِ: أَنَحْنُ نُخَلّي عَنْكَ، وَبِمَ نَعْتَذِرُ عِنْدَ الله مِنْ أَداءِ حَقِّكَ، لا وَالله حَتَّى أَكْسِرَ في صُدُورِهِمْ رُمْحي هذا، وَأَضْرِبَهُمْ بِسَيْفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي، وَلا اُفارِقُكَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعي سِلاحٌ اُقاتِلُهُمْ بِهِ، لَقَذَفْتُهُمْ بِالْحِجارَةِ، وَلَمْ اُفارِقْكَ حَتَّى أَمُوتَ مَعَكَ، وَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ شَرى نَفْسَهُ، وَأَوَّلَ شَهيدٍ مِنْ شُهَداءِ الله وَقَضى نَحْبَهُ.
فَفُزْتَ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، شَكَرَ الله اسْتِقْدامَكَ وَمُواساتَكَ إِمامَكَ، إِذْ مَشى إِلَيْكَ وَأَنْتَ صَريعٌ، فَقال: يَرْحَمُكَ الله يا مُسْلِمَ بْنَ عَوْسَجَةَ، وَقَرَأَ: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْديلاً»(1121).
لَعَنَ الله الْمُشْتَرِكينَ في قَتْلِكَ: عبد الله الضَّبابِيَّ، وَعبد الله بْنَ خَشْكارَةَ الْبَجَلِيِّ، وَمُسْلِمَ بْنَ عبد الله الضَّبابِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى سَعدِ بْنِ عبد الله الْحَنَفِيِّ، اَلْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ في الاِنْصِرافِ: لا وَالله لا نُخَلّيكَ حَتَّى يَعْلَمَ الله أَنَّا قَدْ حَفِظْنا غَيْبَةَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله) فيكَ، وَالله لَوْ أَعْلَمُ أَنّي اُقْتَلُ ثُمَّ اُحيا، ثُمَّ اُحْرَقُ ثمّ اُذْرى، وَيُفْعَلُ بي ذلِكَ سَبْعينَ مَرَّةً، ما فارَقْتُكَ حَتَّى أَلْقا حِمامي دُونَكَ، وَكَيْفَ لا أَفْعَلُ ذلِكَ وَإِنَّما هِيَ مَوْتَةٌ أَوْ قَتْلَةٌ واحِدَةٌ، ثُمَّ هِيَ بَعْدَهَا الْكَرامَةُ الَّتي لاَ انْقِضاءَ لَها أَبَداً.
فَقَدْ لَقيتَ حِمامَكَ، وَواسَيْتَ إِمامَكَ، وَلَقيتَ مِنَ الله الْكَرامَةَ في دارِ الْمُقامَةِ، حَشَرَنَا الله مَعَكُمْ فِي الْمُسْتَشْهَدينَ، وَرَزَقَنا مُرافَقَتَكُمْ في أَعْلا عِلِّيّينَ.
اَلسَّلامُ عَلى بِشْرِ(1122) بْنِ عُمَرَ الْحَضْرَمِيِّ، شَكَرَ الله لَكَ قَوْلَكَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الاِنْصِرافِ، أَكَلَتْني إِذَنِ السِّباعُ حَيّاً، إِنْ فارَقْتُكَ وَأَسْأَلُ عَنْكَ الرُّكْبانَ، وَأَخْذُلُكَ مَعَ قِلَّةِ الْأَعْوانِ، لا يَكُونُ هذا أَبَداً.
اَلسَّلامُ عَلى يَزيدَ بْنِ حُصَيْنٍ الْهَمْدانِيِّ، اَلْمُشْرِفِيِّ الْقارِيِّ الْمُجَدَّلِ بِالْمَشْرَفِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنَ كَعْبٍ الْأَنْصارِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى نُعَيْمِ بْنِ الْعِجْلانِ الْأَنْصارِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ القَيْنِ الْبَجَلِيِّ، اَلْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الاِنْصِرافِ لا وَالله لا يُكُونُ ذلِكَ أَبَداً، أَتْرُكُ ابْنَ رَسُولِ الله أَسيراً في يَدِ الْأَعْداءِ وَأَنْجُو، لا أَرانِيَ الله ذلِكَ الْيَوْمِ.
اَلسَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ قُرْطَةَ الْأَنْصارِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى حَبيبِ بْنِ مَظاهِرِ الْأَسَدِيِّ. اَلسَّلامُ عَلَى الْحُرِّ بْنِ يَزيدَ الرِّياحِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عبد الله بْنِ عُمَيْرٍ الْكَلْبِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى نافِعِ بْنِ هِلالِ بْنِ نافِعٍ الْبَجَلِيِّ الْمُرادِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى أَنَسِ بْنِ كاهِلٍ الاَسَدِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى قَيْسِ بْنِ مُسْهِرٍ الصَّيْداوِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عبد الله وَعَبْدِ الرَّحْمانِ ابْنَيْ عُروَةَ بْنِ حَرَّاقٍ الغِفارِيَّيْنِ.
اَلسَّلامُ عَلى عَوْنِ(1123) بْنِ حَرِيٍّ مَوْلى أَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى شَبيبِ بْنِ عبد الله النَّهْشَلِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى الْحَجَّاجِ بْنِ زَيْدِ السَّعْدِىِّ. اَلسَّلامُ عَلى قاسِطٍ وَكَرْشِ ابْنَيْ زُهَيْرِ التَّغْلِبِيَّيْنِ. اَلسَّلامُ عَلى كَنانَةَ بْنِ عَتيقٍ.
اَلسَّلامُ عَلى ضَرْغامَةَ بْنِ مالِكٍ. اَلسَّلامُ عَلى حَوِىِّ بْنِ مالِكِ الضَّبُعِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ ضُبَيْعَةَ الضَّبُعِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى زَيْدِ بْنِ ثُبَيْتٍ الْقَيْسِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عبد الله وَعبيد الله ابْنَيْ يَزيدَ بْنِ ثُبَيْتٍ(1124) الْقَيْسِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ. اَلسَّلامُ عَلى قَعْنَبِ بْنِ عَمْرِو النَّمِرِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى سالِمٍ مَوْلى عامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ.
اَلسَّلامُ عَلى سَيْفِ بْنِ مالِكٍ. اَلسَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى زَيْدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْجُعْفِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى الْحَجَّاجِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْجُعْفِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى مَسْعُودِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَابْنِهِ. اَلسَّلامُ عَلى مَجْمَعِ بْنِ عبد الله الْعائِذِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عَمَّارِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ شُرَيْحِ الطَّائِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى حَبابِ بْنِ الْحارِثِ السَّلْمانِيِّ الْأَزْدِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى جُنْدَبِ بْنِ حِجْرِ الْخَوْلانِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ خالِدٍ الصَّيْداوِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى سَعيدٍ مَوْلاهُ.
اَلسَّلامُ عَلى يَزيدَ بْنِ زِيادِ بْنِ الْمُظاهِرِ(1125) الْكَنْدِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى زاهِدٍ(1126) مَوْلى عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزاعِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى جَبَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبانِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى سالِمٍ مَوْلى بَنِي الْمَدينَةَ الْكَلْبِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى أَسْلَمَ بْنِ كَثيرِ الْأَزْدِيِّ الْأَعْرَجِ.
اَلسَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمِ الْأَزْدِيِّ. وَاَلسَّلامُ عَلى قاسِمِ بْنِ حَبيبٍ الْأَزْدِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ جُنْدَبِ الْحَضْرَمِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى أَبي ثُمامَةَ عُمَرَ بْنِ عبد الله الصَّائِدِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى حَنْظَلَةَ بْنِ أَسْعَدٍ الشَّيْبانِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ عبد الله بْنِ الْكُدَرِ الْأَرْحَبِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلى عَمَّارِ بْنِ أَبي سَلامَةَ الْهَمْدانِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى عابِسِ بْنِ شَبيبِ الشَّاكِرِيِّ. اَلسَّلامُ عَلى شَوْذَبِ مَوْلى شاكِرٍ.
اَلسَّلامُ عَلى شَبيبِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ سَريعٍ. اَلسَّلامُ عَلى مالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ سَريعٍ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْجَريحِ الْمَأْسُورِ، سَوَّارِ بْنِ أَبي حِمْيَرٍ الْفَهْمِيِّ الْهَمْدانِيِّ. اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَتَّبِ(1127) مَعَهُ عَمرِو بْنِ عبد الله الْجَنْدَعِيِّ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُم يا خَيْرَ أَنْصارٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، بَوَّأكُمُ الله مُبَوَّءَ الْأَبْرارِ، أَشْهَدُ لَقَدْ كَشَفَ الله لَكُمُ الْغِطاءَ، وَمَهَّدَ لَكُمُ الْوِطاءَ، وَأَجْزَلَ لَكُمُ الْعَطاءَ، وَكُنْتُمْ عَنِ الْحَقِّ غَيْرَ بِطاءٍ، وَأَنْتُمْ لَنا فُرَطاءُ، وَنَحْنُ لَكُمْ خُلَطاءُ في دارِ الْبَقاءِ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1128).
قال السيّد الأجلّ عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني: قد تقدّم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطّرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضاً، وفي الزيادة والنقصان، وينبغي أن تعرف - أيّدك الله بتقواه - أنّنا تبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كلّ موضع كما وجدناه(1129).
قال العلاّمة المجلسي (قدّس سرّه): قوله: حومة الشهداء أي معظمهم وأكثرهم لخروج العبّاس والحرّ عنهم، والسليل والسّلالة الولد، والمراد بخير سليل: الحسين (عليه السلام) فإنّه كان في زمانه أشرف أولاد إبراهيم، وعليّ بن الحسين أوّل مقتول من أولاد الحسين (عليه السلام) ولو كان المراد بخير سليل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما هو الظّاهر لكان مخالفاً لما هو المشهور من تقدّم شهادة أولاد الحسن (عليه السلام) لكن موافق لما ذكره ابن إدريس (رحمه الله) في سرايره حيث قال: هو أوّل من قتل في الواقعة يوم الطفّ.
وقال في النهاية: عفى الشيء درس ولم يبق له أثر ومنه حديث صفوان بن محرز إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفاً وشربت عليه من الماء فعلى الدّنيا العفا أي الدّروس وذهاب الأثر وقيل: العفاء التراب انتهى، ويقال: إنثني أي انعطف وردّ بعضه على بعض، والدّعي ولد الزنا، وفلان قضى نحبه أي مات قاله الجوهري، وقال الجزري: فيه طلحة ممّن قضى نحبه النّحب النّذر كأنّه ألزم نفسه أن يصدّق برأسه في الحرب فوفى به، وقيل: النّحب الموت كأنّه يلزم نفسه أن يقاتل حتّى يموت.
قوله (عليه السلام): وأمّك المظلومة أي فاطمة (عليها السلام).
قوله (عليه السلام): مبلى البلاء على بناء اسم المفعول من باب الإفعال، أي الممتحن بالبلاء، والّذي أنعم عليه بالبلاء، فإنّ الإبلاء يستعمل غالباً في الخير، ويحتمل أن يكون كمرمي من بلوته أبلوه، قال الله تعالى: «وَنَبْلُوَكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً»(1130).
قوله: بالولاء أي بولاء أخيه وأهل بيته ومحبّتهم وطاعتهم.
قوله: المضروب مقبلاً ومدبراً أي الّذي أحاط به العدوّ من جميع جوانبه، فكان يقاتل مقبلاً ومدبراً، وفي بعض النسخ: الضروب، على صيغة المبالغة فيحتمل أن يكون مقبلاً ومدبراً مفعوله.
قوله: من أمسه أي يومه، لأنّه أمس بالنسبة إلى الغد أو المراد الأمس بالنسبة إلى يوم المخاطبة والزيارة.
قوله (عليه السلام): المستقدم أي المتقدّم في الحرب.
والنزال - بالكسر -: الحرب، وقال الفيروزآبادي: النزال بالكسر أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربوا.
والمكثور: المغلوب الّذي تكاثر عليه الناس فقهروه، وقال الجزري: اللأمة مهموز الدّرع، وقيل: السلاح ولأمة الحرب أداته، وقد يترك الهمزة تخفيفاً.
قوله: فجلى عليه عمّه أي ذهب وكشف النّاس عنه حتّى أدركه أو على بناء التفعيل أي نظر إليه، قال الجوهري: اجلوا عن القتيل انفرجوا، وجلوت أي أوضحت وكشفت وجلّى ببصره تجلية إذا رمى به كما ينظر الصّقر إلى الصيد ويقال أيضاً: جلّى الشيء أي كشفه وقال الفيروز آبادي: جلا علا وجلّى البازي تجلية وتجلّياً رفع رأسه ثمّ نظر وأجلى يعدو أسرع انتهى.
والفحص: البحث والكشف، ويقال: عزّ عليّ أن أراك بحال سيّئة أي يشتدّ ويشقّ عليّ، ذكره الجزري.
والواتر: الجاني وقد مرّ مراراً.
قوله (عليه السلام): وقيل أسد بن مالك، والظّاهر أنّه من إضافات السيّد أدخله بين الخبر. وفي مزار المفيد قاتله سند بن مالك، وفي مزار السيّد قاتله أسد بن مالك.
قوله (عليه السلام): على أبي عبد الله بن مسلم في النسخ هنا اختلاف: في الإقبال على أبي عبد الله بن مسلم بن عقيل، وفي مصباح الزائر على أبي عبد الله بن مسلم، وفي مزار المفيد على عبد الله بن عقيل، وأيضاً في مزار المفيد: على سليمان مولى الحسن بن أمير المؤمنين وفي ساير الكتب مولى الحسين.
قوله: قائمه أي مقبضه. والحمام - بالكسر -: الموت أو قضاؤه وقدره.
قوله: المجدّل بالتشديد تقول جدّلته أي صرعته.
قوله: المرتثّ هو على صيغة المفعول يقال: ارتثّ على المجهول إذا حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً وبه رمق(1131).
أقول: واستشكل بعض في صدور الزيارة عن الناحية المقدّسة لتاريخ الخبر، ولدفع الإشكال احتمل العلّامة المجلسي وقوع الاشتباه في تاريخ الخبر وصدور الزيارة في سنة اثنتين وستّين ومئتين(1132).
وقال آية الله السيّد أحمد المستنبط (رحمه الله): والظاهر أنّه اثنتين وستّين ومئتين، لتقدّمها على ولادة القائم (عليه السلام) بأربع سنين أو خروجه عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام)(1133).
219) دعاء يقرأ للإستيذان قبل الورود في حرم الأئمّة (عليهم السلام) والسرداب المقدّس (1134)
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): وجدت في نسخة قديمة من مؤلّفات أصحابنا ما هذا لفظه:
استيذان على السرداب المقدّس والأئمّة (عليهم السلام):
اللّهم إِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها، وَعُقْوَةٌ شَرَّفْتَها، وَمَعالِمُ زَكَّيْتَها، حَيْثُ أَظْهَرْتَ فيها أَدِلَّةَ التَّوْحيدِ، وَأَشْباحَ الْعَرْشِ الْمَجيدِ، اَلَّذينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ، وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَساءَ لِجَميعِ الْأَنامِ، وَبَعَثْتَهُمْ لِقِيامِ الْقِسْطِ فِي ابْتِداءِ الْوُجُودِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ أَنْبِيائِكَ لِحِفْظِ شَرايِعِكَ وَأَحْكامِكَ، فَأَكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرينَ، كَما أَوْجَبْتَ رِياسَتَهُمْ في فِطَرِ الْمُكَلَّفينَ.
فَسُبْحانَكَ مِنْ إِلهٍ ما أَرْأَفَكَ، وَلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ مِنْ مَلِكٍ ما أَعْدَلَكَ، حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ الْعُقُولَ، وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى تَقْديرِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى قَضائِكَ الْمُعَلَّلِ بِأَكْمَلِ التَّعْليلِ، فَسُبْحانَ مَنْ لا يُسْئَلُ عَنْ فِعْلِهِ، وَلا يُنازَعُ في أَمْرِهِ، وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ.
وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي مَنَّ عَلَيْنا بِحُكَّامٍ يَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ كانَ حاضِراً فِي الْمَكانِ، وَلا إِلهَ إِلّاَ الله الَّذي شَرَّفَنا بِأَوْصِياءَ يَحْفَظُونَ الشَّرايِعَ في كُلِّ الْأَزْمانِ، وَالله أَكْبَرُ الَّذي أَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزاتٍ يَعْجُزُ عَنْهَا الثَّقَلانِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، اَلَّذي أَجْرَأَنا عَلى عَوائِدِهِ الْجَميلَةِ فِي الْاُمَمِ السَّالِفينَ.
اللّهم فَلَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ الْعَلِيُّ كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ الْبَقاءُ السَّرْمَدِيُّ، وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيّينَ، وَمُلُوكَنا أَفْضَلَ الْمَخْلُوقينَ، وَاخْتَرْتَهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمينَ، وَفِّقْنا لِلسَّعْيِ إِلى أَبْوابِهِمُ الْعامِرَةِ إِلى يَوْمِ الدّينِ، وَاجْعَلْ أَرْواحَنا تَحِنُّ إِلى مَوْطِئ أَقْدامِهِمْ، وَنُفُوسَنا تَهْوِي النَّظَرَ إِلى مَجالِسِهِمْ وَعَرَصاتِهِمْ، حَتَّى كَأَنَّنا نُخاطِبُهُمْ في حُضُورِ أَشْخاصِهِمْ، فَصَلَّى الله عَلَيْهِمْ مِنْ سادَةٍ غائِبينَ، وَمِنْ سُلالَةٍ طاهِرينَ، وَمِنْ أَئِمَّةٍ مَعْصُومينَ.
اللّهم فَأْذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ الَّتِي اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها أَهْلَ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ، وَأَرْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَفَرْضِ الطَّاعَةِ، حَتَّى نُقِرَّ بِما يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الْأَوْصافِ، وَنَعْتَرِفَ بِأَنَّهُمْ شُفَعاءُ الْخَلايِقِ إِذا نُصِبَتِ الْمَوازينُ في يَوْمِ الْأَعْرافِ، وَالْحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
ثمّ قبّل العتبة، وادخل خاشعاً باكياً، فإنّه الإذن منهم صلوات الله عليهم أجمعين(1135).
220) زيارة الإمامين العسكريّين (عليهما السلام)
ونذكر في هذا الباب، زيارة الإمامين العسكريّين واُمّ القائم وعمّته (عليهم السلام).
1 - إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما اغتسل مندوباً، فإذا وقفت على قبرهما تقول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا نَجِيَّيِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَيِ الله في ظُلُماتِ الْأَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَمينَيِ الله. أَتَيْتُكُما زائِراً لَكُما، عارِفاً بِحَقِّكُما، مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما، مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما.
أَسْأَلُ الله رَبّي وَرَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظّي مِنْ زِيارَتِكُما، اَلصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَني شَفاعَتَكُما، وَلا يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَكُما، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُمَا الصَّالِحينَ، وَأَنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَيَحْشُرَني مَعَكُما، وَيَجْمَعَ بَيْني وَبَيْنَكُما فِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ.
ثمّ تنكب على كلّ واحد من القبرين، فتقبّله وتضع خدّيك عليه، ثمّ ترفع رأسك وتقول:
اللّهم ارْزُقْني حُبَّهُمْ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ. اللّهم الْعَنْ ظالِمي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ، وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ. اللّهم الْعَنِ الْأَوَّلينَ مِنْهُمْ وَالْآخِرينَ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ. اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تصلّي عند الرأس أربع ركعات، وتصلّي بعدها ما بدا لك، وتدعو لنفسك ولوالديك ولجميع المؤمنين بما تريد. فإذا أردت الانصراف، فودّعهما (عليهما السلام) تقول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ الله، أَسْتَوْدِعُكُمَا الله وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمَا السَّلامَ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَيْهِ. اللّهم اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ.
2 - زيارة اُخرى لهما (عليهما السلام): إذا أتيت سرّ من رأى فاغتسل قبل دخولك المشهد واقصد المشهد على أصحابه السّلام، فإذا أتيتهما فقف على قبريهما، واجعل وجهك تلقاء القبلة، وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَمينَيِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَيِ الله في ظُلُماتِ الْأَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما مِنْ مُعْتَمِدٍ بَعْدَ الله سُبْحانَهُ عَلَيْكُما مِنْ عَبْدِكُما وَزائِرِكُما وَوَلِيِّكُما. أَتَيْتُكُما زائِراً لَكُما، عارِفاً بِحَقِّكُما، مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما، مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما.
فَأَسْأَلُ الله رَبّي وَرَبَّكُما بِحَقِّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظّي مِنْ زِيارَتِكُما مَغْفِرَةَ ذُ نُوبي، وَإِعْطائي سُؤْلي، وَأَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَيَرْزُقَني شَفاعَتَكُما، وَلا يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَكُما، وَيَجْمَعَني وَإِيَّاكُما في مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِهِ.
ثمّ ارفع يديك بالدعاء وقل: اللّهم ارْزُقْني حُبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ. اللّهم الْعَنْ ظالِمي آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ. اللّهم وَعَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ.
ثمّ صلّ مكانك أربع ركعات، وادع الله كثيراً(1136).
221) زيارة الإمام الهادي (عليه السلام)
تدخل وتستدبر القبلة، وتستقبل القبرين الشريفين، وتزور الإمام عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام) بهذه الزيارة، فتكبّر مائة مرّة وتقول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلزَّكِيِّ الرَّاشِدِ النُّورِ الثَّاقِبِ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمينَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ الله.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الْأَنْوارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْأَبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَليلَ الْأَخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الْأَطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْإيمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الصَّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَليفَ التُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمينُ الْوَفِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الزَّاهِدُ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا التَّالي لِلْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الْحَرامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّريقُ الْواضِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّجْمُ اللّائِحُ.
أَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ، أَنَّكَ حُجَّةُ الله عَلى خَلْقِهِ، وخَليفَتُهُ في بَرِيَّتِهِ، وَأَمينُهُ في بِلادِهِ، وَشاهِدُهُ عَلى عِبادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كِلَمَةُ التَّقْوى، وَبابُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْمُطَهِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ، اَلْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَالْمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ الله، وَالْمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ الله، وَالْمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ الله، وَالرُّكْنُ الَّذي يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْعِبادُ، وَتُحْيى بِهِ الْبِلادُ.
وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ، أَنّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَأَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ، ولَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي، وَشَرايِعُ ديني، وَخاتِمَةُ عَمَلي، وَمُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَأَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تقبل الضريح، وتضع خدّك الأيمن عليه وخدّك الأيسر وتقول:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الْوَفِيِّ، وَوَلِيِّكَ الزَّكِيِّ، وَأَمينِكَ الْمُرْتَضى، وَصَفِيِّكَ الْهادي، وَصِراطِكَ الْمُسْتَقيمِ، وَالْجادَّةِ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةِ الْوُسْطى، نُورُ قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَلِيِّ الْمُتَّقينَ، وَصاحِبِ الْمُخْلِصينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلرَّاشِدِ الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالطَّاهِرِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالْأَمَلِ، اَلْمَبْلُوِّ بِالْفِتَنِ، وَالْمُخْتَبَرِ بِالْمِحَنِ، وَالْمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ الْبَلْوى وَصَبْرِ الشَّكْوى، مُرْشِدِ عِبادِكَ، وَبَرَكَةِ بِلادِكَ، وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ، وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ، وَالْقائِدِ إِلى جَنَّتِكَ، اَلْعالِمِ في بَرِيَّتِكَ، وَالْهادي في خَليقَتِكَ، اَلَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ، وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ في اُمَّتِهِ، وَأَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَريعَتِهِ، فَاسْتَقَلَّ بِأَعْباءِ الْوَصِيَّةِ ناهِضاً بِها، وَمُضْطَلِعاً بِحَمْلِها، لَمْ يُعْثَرْ في مُشْكِلٍ، وَلا هَفا في مُعْضَلٍ، بَلْ كَشَفَ الْغُمَّةَ، وَسُدَّ الْفُرْجَةَ، وَأَدَّى الْمُفْتَرَضَ.
اللّهم فَكَما أَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ، فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ، وَأَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ(1137).
222) زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
إذا أردت زيارة أبي محمّد الحسن العسكري صلوات الله عليه، قف على ضريحه (عليه السلام) وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الْعَسْكَرِيَّ ابْنَ عَلِيٍّ الْهادِي الْمُهْتَدي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ أَوْلِيائِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَجِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله وَابْنَ أَصْفِيائِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الله وَابْنَ خُلَفائِهِ وَأَبا خَليفَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن خاتَمِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَوْصِياءِ الرَّاشِدينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْفائِزينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ الْمَلْهُوفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْأَنْبِياءِ الْمُنْتَجَبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الدَّاعي بِحُكْمِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّاطِقُ بِكِتابِ الله.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْحُجَجِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الْاُمَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ الْعِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ الْحِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ، اَلظَّاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثَّابِتَةِ فِي الْيَقينِ مَعْرِفَتُهُ، اَلْمُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمينَ، وَالْمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقينَ، وَالْمُعيدِ رَبُّنا بِهِ الْإِسْلامَ جَديداً بَعْدَ الاِنْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الْإِنْدِراسِ.
أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، أَسْأَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ، أَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتي لَكُمْ، وَيَشْكُرَ سَعْيي إِلَيْكُمْ، وَيَسْتَجيبَ دُعائي بِكُمْ، وَيَجْعَلَني مِنْ أَنْصارِ الْحَقِّ وَأَتْباعِهِ وَأَشْياعِهِ وَمَواليهِ وَمُحِبّيهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ قبّل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثّم الأيسر وقل:
اللّهم صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهادي إِلى دينِكَ، وَالدَّاعي إِلى سَبيلِكَ، عَلَمِ الْهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَمَعْدَنِ الْحِجى، وَمَأْوَى النُّهى، وَغَيْثِ الْوَرى، وَسَحابِ الْحِكْمَةِ، وَبَحْرِ الْمَوْعِظَةِ، وَوارِثِ الْأَئِمَّةِ، وَالشَّهيدِ عَلَى الْاُمَّةِ، اَلْمَعْصُومِ الْمُهَذَّبِ، وَالْفاضِلِ الْمُقَرَّبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ، اَلَّذي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الْكِتابِ، وَأَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطابِ، وَنَصَبْتَهُ عَلَماً لِأَهْلِ قِبْلَتِكَ، وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَميعِ خَليقَتِكَ.
اللّهم فَكَما أَنابَ بِحُسْنِ الْإِخْلاصِ في تَوْحيدِكَ، وَأَرْدى مَنْ خاضَ في تَشْبيهِكَ، وَحامى عَنْ أَهْلِ الْإيمانِ بِكَ، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَحْلَقُ بِها مَحَلِّ الْخاشِعينَ، وَيَعْلُو فِي الْجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظيمٍ وَمَنٍّ جَسيمٍ.
ثمّ تصلّى صلاة الزيارة فإذا فرغت فقل: يا دائِمُ يا دَيْمُومُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا كاشِفَ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ، وَيا فارِجَ الْغَمِّ، وَيا باعِثَ الرُّسُلِ، وَيا صادِقَ الْوَعْدِ، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ، وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ وَصَهْرِهِ عَلَى ابْنَتِهِ، اَلَّذي خَتَمْتَ بِهِمَا الشَّرايِعَ، وَفَتَحْتَ التَّأْويلَ وَالطَّلائِعَ، فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، وَيَنْجُو بِهَا الْأَوْلِياءَ وَالصَّالِحُونَ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ والِدَةِ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ، وَسَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلْمُشَفِّعَةِ في شيعَةِ أَوْلادِهَا الطَّيِّبينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً أَبَدَ الْآبِدينَ، وَدَهْرَ الدَّاهِرينَ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْحَسَنِ الرَّضِيِّ، اَلطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، وَالْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الْمَرْضِيِّ الْبَرِّ التَّقِيِّ، سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلْإِمامَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ، اَلطَّيِبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ اَلطَّاهِرَيْنِ الشَّهيدَيْنِ الْمَظْلُومَيْنِ الْمَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرُبَتْ، صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، سَيِّدِ الْعابِدينَ، اَلْمَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ الطَّاهِرِ، اَلنُّورِ الزَّاهِرِ، اَلْإِمامَيْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَيِ الْبَرَكاتِ، وَمِصْباحَيِ الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَرى لَيْلٌ وَما أَضاءَ نَهارٌ صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ الله، وَالنَّاطِقِ في عِلْمِ الله، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلْعَبْدِ الصَّالِحِ في نَفْسِهِ، وَالْوَصِيِّ النَّاصِحِ، اَلْإِمامَيْنِ الْهادِيَيْنِ الْمَهْدِيَّيْنِ الْوافِيَيْنِ الْكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ، وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ، صَلاةً تَنْمي وَتَزيدُ، وَلا تَفْني وَلا تَبيدُ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، اَلْإِمامَيْنِ الْمُطَهَّرَيْنِ الْمُنْتَجَبَيْنِ فَصَلِّ عَلَيْهِما ما أَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ، صَلاةً تُرَقّيهِما إِلى رِضْوانِكَ فِي الْعِلِّيّينَ مِنْ جِنانِكَ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهادي، اَلْقائِمَيْنِ بِأَمْرِ عِبادِكَ، اَلْمُخْتَبَرَيْنَ بِالْمِحَنِ الْهائِلَةِ، وَالصَّابِرَيْنَ فِي الْإِحَنِ الْمائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كَفاءَ أَجْرِ الصَّابِرينَ، وَإِزاءَ ثَوابَ الْفائِزينَ، صَلاةً تَمَهَّدَ لَهُمَا الرَّفْعَةُ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا رَبِّ بِإِمامِنا، وَمُحَقِّقِ زَمانِنا، اَلْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَالشَّاهِدِ الْمَشْهُودِ، وَالنُّورِ الْأَزْهَرِ، وَالضِّياءِ الْأَنْوَرِ، وَاَلْمَنْصُورِ بِالرُّعْبِ، وَالْمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الثَّمَرِ، وَأَوْراقِ الشَّجَرِ، وَأَجْزاءِ الْمَدَرِ، وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، وَعَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَحْصاهُ كِتابَكَ، صَلاةً يَغْبِطُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.
اللّهم وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَاحْفَظْنا عَلى طاعَتِهِ، وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ، وَأَتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ، وَانْصُرنا عَلى أَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ، وَاجْعَلْنا يا رَبَّ مِنَ التَّوَّابينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم وإِنَّ إِبْليسَ الْمُتَمَرِّدَ اللَّعينَ قَدِ اسْتَنْظَرَكَ لِإِغْواءِ خَلْقِكَ فَأَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ لِإِضْلالِ عَبيدِكَ فَأَمْهَلْتَهُ، بِسابِقِ عِلْمِكَ فيهِ، وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ، وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ، وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ في أَقْطارِ الْأَرْضِ، فَأَضَلُّوا عِبادَكَ، وَأَفْسَدُوا دينَكَ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ، وَجَعَلوُا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقينَ، وَأَحْزاباً مُتَمَرِّدينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقُوضَ بُنْيانِهِ، وَتَمْزيقَ شَأْنِهِ.
فَأَهْلِكْ أَوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ، وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنِ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ، وَأَرِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِياساتِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَيْهِمْ، وَأَبْسِطْ عَدْلَكَ، وَأَظْهِرْ دينَكَ، وَقَوِّ أَوْلِياءَكَ، وَأَوْهِنْ أَعْداءَكَ، وَأَوْرِثْ دِيارَ إِبْليسَ وَدِيارَ أَوْلِيائِهِ أَوْلِياءَكَ.
وَخَلِّدْهُمْ فِي الْجَحيمِ، وَأَذِقْهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَليمِ، وَاجْعَلْ لَعائِنَكَ الْمُسْتَوْدَعَةَ في مَناحِسِ الْخِلْقَةِ، وَمَشاويهِ(1138) الْفِطْرَةِ، دائِرَةً عَلَيْهِمْ وَمُؤَكَّلَةً بِهِمْ، وَجارِيَةً فيهِمْ كُلَّ مَساءٍ وَصَباحٍ، وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمين.
ثمّ ادع بما تحبّ لنفسك ولإخوانك(1139).
223) زيارة اُمّ القائم (عليهما السلام)
ثمّ تزور امّ القائم (عليهما السلام)، وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري (عليه السلام)، فتقول:
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، اَلصَّادِقِ الْأَمينِ، اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اَلْحُجَجِ الْمَيامينِ، اَلسَّلامُ عَلى والِدَةِ الْإِمامِ، وَالْمُودَعَةِ أَسْرارِ الْمَلِكِ الْعَلّامِ، وَالْحامِلَةِ لِأَشْرَفِ الْأَنامِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا شَبيهَةَ اُمِّ مُوسى، وَابْنَةِ حَواري عيسى، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَنْعُوتَةُ فِي الْإِنْجيلِ، اَلْمَخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ الله الْأَمينِ، وَمَنْ رَغِبَ في وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلينَ، وَالْمُسْتَوْدَعَةُ أَسْرارِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى آبائِكِ الْحَوارِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَوَلَدِكِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ.
أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الْكَفالَةَ، وَأَدَّيْتِ الْأَمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ في مَرْضاةِ الله وَصَبَرْتِ في ذاتِ الله، وَحَفِظْتِ سِرَّ الله، وَحَمَلْتِ وَلِيَّ الله، وَبالَغْتِ في حِفْظِ حُجَّةِ الله، وَرَغِبْتِ في وُصْلَةِ أَبْناءِ رَسُولِ الله، عارِفَةً بِحَقِّهِمْ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ، مُسْتَبْصِرَةً بِأَمْرِهِمْ، مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ، مُؤْثِرَةً هَواهُمْ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ أَمْرِكِ، مُقْتَدِيَةً بِالصَّالِحينَ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَكِيَّةً، فَرَضِيَ الله عَنْكِ وَأَرْضاكِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ، فَلَقَدْ أَوْلاكِ مِنَ الْخَيْراتِ ما أَوْلاكِ، وَأَعْطاكِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ أَغْناكِ، فَهَنَّاكِ الله بِما مَنَحَكِ مِنَ الْكَرامَةِ وَأَمْرَاَكِ.
ثمّ ترفع رأسك وتقول:
اللّهم إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ، وَلِرِضاكَ طَلَبْتُ، وَبِأَوْلِيائِكَ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، وَعَلى غُفْرانِكَ وَحِلْمِكَ اتَّكَلْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَبِقَبْرِ اُمِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْني بِزيارَتِها، وَثَبِّتْني عَلى مَحَبَّتِها، وَلا تُحْرِمْني شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ وَلَدِها، وَارْزُقْني مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْني مَعَها وَمَعَ وَلَدِها كَما وَفَّقْتَني لِزيارَةِ وَلَدِها وَزيارَتِها.
اللّهم إِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْحُجَجِ الْمَيامينِ مِنْ آلِ طه وَيس، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ، وَأَنْ تَجْعَلَني مِنَ الْمُطْمَئِنّينَ الْفائِزينَ، اَلْفَرِحينَ الْمُسْتَبْشِرينَ، اَلَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ، وَيَسَّرْتَ أَمْرَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَآمَنْتَ خَوْفَهُ.
اللّهم بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي إِيَّاها، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَني، وَإِذا تَوَفَّيْتَني فَاحْشُرْني في زُمْرَتِها، وَأَدْخِلْني في شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفاعَتِها. وَاغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَتي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1140).
224) زيارة عمّة القائم في حرم العسكريّين (عليهم السلام)
اَلسَّلامُ عَلى جَدِّكِ الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلى أَبيكِ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (عليهما السلام)، اَلسَّلامُ عَلى خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْفاخِرَةِ وَشُفَعائي فِي الْاخِرَةِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حُجَّةِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ التَّقِيِّ الْجَوادِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَصيرةٍ مِنْ أَمْرِكِ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، وَتَقِيَّةً نَقَيَّةً زَكِيَّةً، فَرَضِيَ الله عَنْكِ وَأَرْضاكِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَأْواكِ وَمَنْزِلَكِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ جَميعاً وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1141).
225) زيارة مولانا القائم أرواحنا فداه في السرداب المقدّس
في زيارة مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وما يلحق بذلك:
إذا أردت زيارته صلوات الله عليه وسلامه، فليكن ذلك بعد زيارة العسكريّين (عليهما السلام)، فإذا فرغت من العمل هناك، وبلغت من زيارتهما هناك، فامض إلى السرداب المقدّس، وقف على بابه وقل:
إِلهي إِنّي قَدْ وَقَفْتُ عَلى بابِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ إِلى بُيُوتِهِ إِلّا بِإِذْنِهِ، فَقُلْتَ «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ»(1142).
اللّهم وإِنّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ في غَيْبَتِهِ، كَما أَعْتَقِدُ في حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَكاني، وَيَسْمَعُونَ كَلامي، وَيَرُدُّونَ سَلامي عَلَيَّ، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ.
فَإِنّي أَسْتَأْذِنُكَ يا رَبِّ أَوَّلاً، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ خَليفَتَكَ الْإِمامَ الْمفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ، فِي الدُّخُولِ في ساعَتي هذِهِ إِلى بَيْتِهِ، وَأَسْتَأْذِنُ مَلائِكَتَكَ المُوَكَّلينَ بِهذِهِ الْقِطْعَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُطيعَةِ السَّامِعَةِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمَلائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ الْمُبارَكِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، بِإِذْنِ الله، وإِذْنِ رَسُولِهِ، وإِذْنِ خُلَفائِهِ، وإِذْنِ هذَا الْإِمامِ، وإِذْنِكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ أَجْمَعينَ.
أَدْخُلُ إِلى هذَا الْبَيْتِ مُتَقَرِّباً إِلَى الله بِالله وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، فَكُونُوا مَلائِكَةَ الله أَعْواني، وَكُونُوا أَنْصاري، حَتَّى أَدْخُلَ هذَا الْبَيْتِ، وَأَدْعُوَ الله بِفُنُونِ الدَّعَواتِ، وَأَعْتَرِفَ للهِ بِالْعُبُودِيَّةِ، وَلِهذَا الْإِمامِ وَآبائِهِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ.
ثمّ تنزل مقدِّماً رجلك اليمنى وتقول:
بِسْمِ الله وَبِالله، وَفي سَبيلِ الله، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وكبّر الله وأحمده وسبّحه وهلّله، فإذا استقررت فيه فقف مستقبل القبلة وقل:
سَلامُ الله وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَصَلَواتُهُ عَلى مَوْلايَ صاحِبِ الزَّمانِ، صاحِبِ الضِّياءِ وَالنُّورِ، وَالدّينِ الْمَأْثُورِ، وَاللِّواءِ الْمَشْهُورِ، وَالْكِتابِ الْمَنْشُورِ، وَصاحِبِ الدُّهُورِ وَالْعُصُورِ، وَخَلَفِ الْحَسَنِ، اَلْإِمامِ الْمُؤْتَمَنِ، وَالْقائِمِ الْمُعْتَمَدِ، وَالْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، وَالْكَهْفِ وَالْعَضُدِ، عِمادِ الْإِسْلامِ، وَرُكْنِ الْأَنامِ، وَمِفْتاحِ الْكَلامِ، وَوَلِيِّ الْأَحْكامِ، وَشَمْسِ الظَّلامِ، وَبَدْرِ التِّمامِ(1143)، وَنَضْرَةِ الْأَيَّامِ وَصاحِبِ الصَّمْصامِ(1144)، وَفَلّاقِ الْهامِ(1145)، وَالْبَحْرِ الْقَمْقامِ(1146)، وَالسَّيِّدِ الْهُمامِ(1147)، وَحُجَّةِ الْخِصامِ، وَبابِ الْمَقامِ لِيَوْمِ الْقِيامِ.
وَالسَّلامُ عَلى مُفَرِّجِ الْكُرُباتِ، وَخَوَّاضِ الغَمَراتِ، وَمُنَفِّسِ الْحَسَراتِ، وَبَقِيَّةِ الله في أَرْضِهِ، وَصاحِبِ فَرْضِهِ، وَحُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعِ صِدْقِهِ، وَالْمُنْتَهى إِلَيْهِ مَواريثُ الْأَنْبِياءِ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الْأَوْصِياءِ، وَحُجَّةِ الله، وَابْنِ رَسُولِهِ، وَالْقَيِّمِ مَقامَهُ، وَوَلِيِّ أَمْرِ الله، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اللّهم كَمَا انْتَجَبْتَهُ لِعِلْمِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِحُكْمِكَ، وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُ بِكَرامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُ(1148) بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُ بِحِكْمَتِكَ، وَاخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاجْتَبَيْتَهُ لِبَأْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِقُدْسِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ الْقَضايا بَيْنَ عِبادِكَ.
وَوَعَدْتَهُ أَنْ تَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَتُفَرِّجَ بِهِ عَنِ الْاُمَمِ، وَتُنيرَ بِعَدْلِهِ الظُّلَمَ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الظُّلْمِ، وَتَقْمَعَ بِهِ حَرَّ الْكُفْرِ وَآثارَهُ، وَتُطَهِّرَ بِهِ بِلادَكَ، وَتَشْفِيَ بِهِ صُدُورَ عِبادِكَ، وَتَجْمَعَ بِهِ الْمَمالِكَ كُلَّها، قَريبَها وَبَعيدَها، عَزيزَها وَذَليلَها، شَرْقَها وَغَرْبَها، سَهْلَها وَجَبَلَها، صَباها وَدُبُورَها، شِمالَها وَجُنُوبَها، بَرَّها وَبَحْرَها، حُزُونَها(1149) وَوُعُورَها، يَمْلَاُها قِسْطاً وَعَدْلاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَتُمَكِّنَ لَهُ فيها، وَتُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنينَ، حَتَّى لا يُشْرَكَ بِكَ شَيْئاً، وَحَتَّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ، وَحَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً تُظْهِرُ بِها حُجَّتَهُ، وَتُوضِحُ بِها بَهْجَتَهُ، وَتَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ، وَتُؤَيِّدُ بِها سُلْطانَهُ، وَتُعَظِّمُ بِها بُرْهانَهُ، وَتُشَرِّفُ بِها مَكانَهُ، وَتُعْلي بِها بُنْيانَهُ، وَتُعِزُّ بِها نَصْرَهُ، وَتَرْفَعُ بِها قَدْرَهُ، وَتُسَمّي بِها ذِكْرَهُ، وَتُظْهِرُ بِها كَلِمَتَهُ، وَتُكَثِّرُ بِها نُصْرَتَهُ، وَتُعِزُّ بِها دَعْوَتَهُ، وَتُزيدُهُ بِها إِكْراماً، وَتَجْعَلُهُ لِلْمُتَّقينَ إِماماً، وَتُبَلِّغُهُ في هذَا الْمَكانِ مِثْلَ هذَا الْأَوانِ، وَفي كُلِّ مَكانٍ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، لا يَبْلى جَديدُهُ، [وَلا يَفنى عَديدُهُ(1150)].
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله في أَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلَفَ السَّلَفِ، اَلسَّلام عَلَيْكَ يا صاحِبَ الشَّرَفِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْمَعْبُودِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا كَلِمَةَ الْمَحْمُودِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَمْسَ الشُّمُوسِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَهْدِيَّ الْأَرْضِ وَعَيْنَ الْفَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ وَالْعالِيَ الشَّأْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ الْأَوْصِياءِ وَابْنَ الْأَنْبِياءِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلَّ الْأَعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْفَريدُ(1151)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ وَالْحَقُّ الْمُشْتَهَرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْوَلِيُّ الْمُجْتَبى وَالْحَقُّ الْمُشْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُرْتَجى لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُبيدُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَالطُّغْيانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْهادِمُ لِبُنْيانِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، وَالْحاصِدُ فُرُوعَ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طامِسَ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ، وَقاطِعَ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْفِتَنِ وَالاِفْتِراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الدَّوْلَةِ الشَّريفَةِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جامِعَ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحيي مَعالِمِ الدّينِ وَأَهْلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاصِمَ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَجْهَ الله الَّذي لا يَهْلَكُ وَلا يَبْلى إِلى يَوْمِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْفَتْحِ وَناشِرَ رايَةِ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُؤَلِّفَ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طالِبَ ثارِ الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ، وَالثَّائِرَ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُنْتَظَرُ الْمُجابُ إِذا دَعا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الخَلائِفِ، اَلبَرُّ التَّقِيُّ، اَلْباقي لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، وَابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْقادَةِ الْمُتَّقينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْأَصْفِياءِ الْمُهَذَّبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْديّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خِيَرَةِ الخِيَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سادَةِ الْبَشَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ(1152) الْأَكْرَمينَ، وَالْأَطائِبِ الْمُطَهَّرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَرَرَةِ الْمُنْتَجَبينَ، وَالْخَضارِمَةِ الْأَنْجَبينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُجَجِ الْمُنيرَةِ، وَالسُّرُجِ الْمُضيئَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشُّهُبِ الثاقِبَةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ قَواعِدِ الْعِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مَعادِنِ الْحِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْكَواكِبِ الزَّاهِرَةِ، وَالنُّجُومِ الْباهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشُّمُوسِ الطَّالِعَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْأَقْمارِ السَّاطِعَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، وَالْأَعْلامِ اللّائِحَةِ.
الَسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشَّواهِدِ الْمَشْهُودَةِ، وَالْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَالنَّبَأ الْعَظيمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْآياتِ الْبَيِّناتِ، وَالدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، وَالنِّعَمِ السَّابِغاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ، وَيس وَالذَّارِياتِ، وَالطُّورِ وَالْعادِياتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، وَاقْتَرَبَ مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى.
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، أَوْ أَنْتَ بِوادي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى، وَلا يُسْمَعُ لَكَ حَسيسٌ وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يُرَى الْخَلْقُ وَلا تُرى، عَزيزٌ عَلَىَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ الْأَعْداءُ.
بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ ما غابَ عَنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنَّا وَنَحْنُ نَقُولُ، اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ.
ثمّ ترفع يديك وتقول:
اللّهم أَنْتَ كاشِفُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى، وَإِلَيْكَ نَشْكُو غَيْبَةَ إِمامِنا، وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّنا. اللّهم فَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَرِنا سَيِّدَنا وَصاحِبَنا وَإِمامَنا وَمَوْلانا صاحِبَ الزَّمانِ، وَمَلْجَأَ أَهْلِ عَصْرِنا، وَمَنْجا أَهْلِ دَهْرِنا، ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، مُنْقِذاً مِنَ الْجَهالَةِ، وَأَظْهِرْ مَعالِمَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَبْسِطْ جاهَهُ، وَأَحْيِ أَمْرَهُ، وَأَظْهِرْ نُورَهُ، وَقَرِّبْ بُعْدَهُ، وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ، وَأَوْفِ عَهْدَهُ.
وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ، وَدَوامِ مُلْكِهِ، وَعُلُوِّ ارْتِقائِهِ وَارْتِفاعِهِ، وَأَنِرْ مَشاهِدَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَمِدْ سُلْطانَهُ، وَأَعْلِ مَكانَهُ، وَقَوِّ أَرْكانَهُ، وَأَرِنا وَجْهَهُ، وَأَوْضِحْ بَهْجَتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَظْهِرْ كَلِمَتَهُ، وَأَعِزَّ دَعْوَتَهُ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ، وَبَلِّغْهُ يا رَبِّ مَأْمُولَهُ، وَشَرِّفْ مَقامَهُ، وَعَظِّمْ إِكْرامَهُ.
وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَأَذِلَّ بِهِ الْمُنافِقينَ، وَأَهْلِكْ بِهِ الْجَبَّارينَ، وَاكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ، وَأَيِّدْهُ بِجُنُودٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، وَسَلِّطْهُ عَلى أَعْداءِ دينِكَ أَجْمَعينَ.
وَأَقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ وَقيدٍ، وَأَنْفِذْ حُكْمَهُ في كُلِّ مَكانٍ، وَأَقِمْ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ، وَأَقْمِعْ بِهِ عَبَدَةَ الْأَوْثانِ، وَشَرِّفْ بِهِ أَهْلَ الْقُرْآنِ وَالْإيمانِ، وَأَظْهِرْهُ عَلى كُلِّ الْأَدْيانِ، وَأَكْبِتْ مَنْ عاداهُ، وَأَذِلَّ مَنْ ناواهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ، وَأَنْكَرَ صِدْقَهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ، وَسَعى في إِطْفاءِ نُورِهِ.
اللّهم نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَاكْشِفْ بِهِ كُلَّ غُمَّةٍ، وَقَدِّمْ أَمامَهَ الرُّعْبَ، وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ، وَأَقِمْ بِهِ نُصْرَةَ الْحَرْبِ، وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ الْمُؤَمَّلَ، وَالْوَصِيَّ الْمُفَضَّلَ، وَالْإِمامَ الْمُنْتَظَرَ، وَالْعَدْلَ الْمُخْتَبَرَ، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، وَأَعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ وَاسْتَخْلَفْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَهْدِيَ بِحَقِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ.
وَاحْرُسْهُ اللّهم بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَاكْنُفْهُ بِرُكْنِكَ الَّذي لا يُرامُ، وَأَعِزَّهُ بِعِزِّكَ الَّذي لا يُضامُ(1153)، وَاجْعَلْني يا إِلهي مِنْ عَدَدِهِ وَمَدَدِهِ، وَأَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَرْكانِهِ وَأَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ، وَأَذِقْني طَعْمَ فَرْحَتِهِ، وَأَلْبِسْني ثَوْبَ بَهْجَتِهِ، وَأَحْضِرْني مَعَهُ لِبَيْعَتِهِ، وَتَأْكيدِ عَقْدِهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ عِنْدَ بَيْتِكَ الْحَرامِ.
وَوَفِّقْني يا رَبِّ لِلْقِيامِ بِطاعَتِهِ، وَالْمَثْوى في خِدْمَتِهِ، وَالْمَكْثِ في دَوْلَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي اللّهم قَبْلَ ذلِكَ، فَاجْعَلْني يا رَبِّ في مَنْ يَكِرُّ في رَجْعَتِهِ، وَيَمْلِكُ في دَوْلَتِهِ، وَيَتَمَكَّنُ في أَيَّامِهِ، وَيَسْتَظِلُّ تَحْتَ أَعْلامِهِ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِهِ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، بِفَضْلِكَ وإِحْسانِكَ، وَكَرَمِكَ وَامْتِنانِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ، وَالْمَنِّ الْقَديمِ، وَالْإِحْسانِ الْكَريمِ.
ثمّ صلّ في مكانك اثنتي عشر ركعة، واقرأ فيها ما شئت، واهدها له (عليه السلام)، فإذا سلّمت في كلّ ركعتين، فسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) وقل:
اللّهم أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، وإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ. اللّهم إِنَّ هذِهِ الرَّكَعاتِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ، اَلْإِمامِ بْنِ الْأَئِمَّةِ، اَلْخَلَفِ الصَّالِحِ، اَلْحُجَّةِ صاحِبِ الزَّمانِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْهُ إِيَّاها، وَأَعْطِني أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفي رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ أَجْمَعينَ وَفيهِ(1154).
قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس (رحمه الله): فإذا فرغت من الصلاة فادع بدعاء المشهور الّذي يدعى به في غيبة القائم(1155).
226) زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، وهي المعروفة بزيارة الندبة(1156)، خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمّد بن عبد الله الحميري (رحمه الله)، وأمر أن تتلى في السرداب المقدّس(1157).
227) زيارة ثالثة لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
زيارة ثالثة يزار بها مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، تصلّى ركعتين، وتقول بعدهما: سَلامُ الله الْكامِلُ التَّامُّ...(1158).(1159)
228) زيارة رابعة في السرداب المقدّس
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: قد تقدّم ذكره الاستئذان في أوّل زيارته (عليه السلام)، فأغنى ذلك عن الإعادة في كلّ زيارة، فإذا دخلت بعد الإذن فقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الله في أَرْضِهِ، وَخَليفَةَ رَسُولِهِ وَآبائِهِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ الْمَهْديّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ أَسْرارِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَنْوارِ الزَّاهِرَةِ(1160).
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَشْباحِ الْباهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الصُّوَرِ النَّيِّرَةِ الطَّاهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ كَنْزِ الْعُلُومِ الْإِلهِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ مَكْنُونِ الْأَسْرارِ الرَّبَّانِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَضَعَتْ لَهُ الْأَنْوارُ الْمَجْدِيَّةُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله الَّذي لا يُؤْتى إِلّا مِنْهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبيلَ الله الَّذي مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حِجابَ الله الْأَزَلِيِّ الْقَديمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذي لا يُطْفَأُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله الَّتي لا تُخْفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسانَ الله الْمُعَبِّرُ عَنْهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَجْهَ الله الْمُتَقَلِّبُ بَيْنَ أَظْهُرِ عِبادِهِ، سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما تَعَرَّفْتَ بِهِ إِلَيْهِ، وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتي أَنْتَ أَهْلُها وَفَوْقُها.
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ، وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَأَوْلِياءَكَ هُمُ الْفائِزُونَ، وَأَعْداءَكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، وَأَنَّكَ حائِزُ كُلِّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ، وَسابِقٌ لا يُلْحَقُ، رَضيتُ بِكَ يا مَوْلايَ إِماماً وَهادِياً، لا أَبْتَغي بَدَلاً، وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، وَأَنَّكَ الْحَقُّ الثَّابِتُ، اَلَّذي لا أَغْتابُ وَلا أَرْتابُ لِأَمَدِ الْغَيْبَةِ، وَلا أَتَحَيَّرُ لِطُولِ الْمُدَّةِ.
وَعْدُ الله بِكَ حَقٌّ، وَنُصْرَتُهُ لِدينِهِ بِكَ صِدْقٌ، طُوبى لِمَنْ سَعِدَ بِوِلايَتِكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ شَقِيَ بِجُحُودِكَ، وَأَنْتَ الشَّافِعُ المُطاعُ الَّذي لا يُدافَعُ(1161)، ذَخَرَكَ الله سُبْحانَهُ لِنُصْرَةِ الدّينِ، وإِعْزازِ الْمُؤْمِنينَ، وَالْانتقام مِنَ الْجاحِدينَ.
اَلْأَعْمالُ مَوْقُوفَةٌ عَلى وِلايَتِكَ، وَالْأَقْوالُ مُعْتَبَرَةٌ بِإِمامَتِكَ، مَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ، وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ، تُضاعَفُ لَهُ الْحَسَناتُ، وَتُمْحى عَنْهُ السَّيِّئاتُ، وَمَنْ زَلَّ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ، أَكَبَّهُ الله عَلى مِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ، وَلَمْ يَقْبَلْ لَهُ عَمَلاً، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً.
أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّ مَقالي ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ، وَسِرُّهُ كَعَلانِيَتِهِ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلَيَّ بِذلِكَ، وَهُوَ عَهْدي إِلَيْكَ، وَميثاقِي الْمَعْهُودُ لَدَيْكَ، إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدّينِ، وَعِزُّ الْمُوَحِّدينَ، وَيَعْسُوبُ الْمُتَّقينَ، وَبِذلِكَ أَمَرَني فيكَ رَبُّ الْعالَمينَ.
فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ، وَتَمادَتِ الْأَعْصارُ، لَمْ أَزْدَدْ بِكَ إِلّا يَقيناً، وَلَكَ إِلّا حُبّاً، وَعَلَيْكَ إِلّاَ اعْتِماداً(1162)، وَلِظُهُورِكَ إِلّا مُرابَطَةً(1163)، بِنَفْسي وَمالي وَجَميعَ ما أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ رَبّي.
فَإِنْ أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ، وَأَعْلامَكَ الْقاهِرَةَ، فَعَبْدٌ مِنْ عَبيدِكَ، مُعْتَرِفٌ بِأَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، أَرْجُو بِطاعَتِكَ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَبِوِلايَتِكَ السَّعادَةَ في ما لَدَيْكَ. وَإِنْ أَدْرَكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ، فَأَتَوَسَّلُ بِكَ إِلَى الله سُبْحانَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ لي كَرَّةً في ظُهُورِكَ، وَرَجْعَةً في أَيَّامِكَ، لِأَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادي، وَأَشْفِيَ مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادي.
يا مَوْلايَ وَقَفْتُ في زِيارَتي إِيَّاكَ مَوْقِفَ الْخاطِئينَ الْمُسْتَغْفِرينَ النَّادِمينَ، أَقُولُ عَمِلْتُ سُوءاً، وَظَلَمْتُ نَفْسي، وَعَلى شَفاعَتِكَ يا مَوْلايَ مُتَّكَلي وَمُعَوَّلي، وَأَنْتَ رُكْني وَثِقَتي، وَوَسيلَتي إِلى رَبّي، وَحَسْبي بِكَ وَلِيّاً وَمَوْلى وَشَفيعاً.
وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وَما كُنْتُ لِأَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانِيَ الله، حَمْداً يَقْتَضي ثَباتَ النِّعْمَةِ، وَشُكْراً يُوجِبُ الْمَزيدَ مِنْ فَضْلِهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلى آبائِكَ مَوالِيَّ الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَعَلَيَّ مِنْكُمُ السَّلامُ.
ثمّ صلّ صلاة الزيارة وقد تقدّم بيانها في الزيارة الأولى، فإذا فرغت منها فقل:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْهادينَ الْمَهْديّينَ، اَلْعُلَماءِ الصَّادِقينَ، اَلْأَوْصِياءِ الْمَرْضيّينَ، دَعائِمِ دينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحيدِكَ، وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ في أَرْضِكَ، فَهُمُ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ، وَزَيَّنْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ مِنْ نُورِكَ، وَرَفَعْتَهُمْ في مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً، طَيِّبَةً دائِمَةً لا يُحيطُ بِها إِلّا أَنْتَ، وَلا يَسَعُها إِلّا عِلْمُكَ، وَلا يُحْصيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهم صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الْمُحْيِ السَّبيلِ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ، اَلدَّاعي إِلَيْكَ، اَلدَّليلِ عَلَيْكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ في أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ.
اللّهم أَعِزَّ نَصْرَهُ، وَامْدُدْ في عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهم اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الْجَبَّارينَ. اللّهم أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَجَميعِ أَهْلِ الدُّنْيا، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ أَمَلِهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ. ثمّ ادع بما أحببت(1164).
229) زيارة خامسة لمولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه
اَلسَّلامُ عَلَى الْحَقِّ الْجَديدِ وَالْعامِلِ الَّذي لا يَبيدُ(1165)، اَلسَّلامُ عَلى مُحْيِي الْمُؤْمِنينَ وَمُبيرِ الْكافِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الْاُمَمِ وَجامِعِ الْكَلِمِ، اَلسَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ الْمَعْبُودِ وَكَلِمَةِ الْمَحْمُودِ، اَلسَّلامُ عَلى مُعِزِّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلِّ الْأَعْداءِ.
اَلسَّلامُ عَلى وارِثِ الْأَنْبِياءِ وَخاتَمِ الْأَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ وَالْعَدْلِ الْمُشْتَهَرِ، اَلسَّلامُ عَلَى السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالْقَمَرِ الزَّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلى شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ التِّمامِ(1166)، اَلسَّلامُ عَلى رَبيعِ الْأَنامِ وَفِطْرَةِ الْأَيَّامِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ [وَ] فَلّاقِ الْهامِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الدّينِ الْمَأْثُورِ وَالْكِتابِ الْمَسْطُورِ.
اَلسَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ الله في بِلادِهِ، وَحُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ، اَلْمُنْتَهى إِلَيْهِ مَواريثُ الْأَنْبِياءِ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الْأَصْفِياءِ، اَلْمُؤْتَمَنِ عَلَى السِّرِّ، وَالْوَلِيِّ لِلْاُمَمِ، اَلْمَهْدِيِّ الَّذي وَعَدَ الله (عزَّ وجلَّ) بِهِ الْاُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَيَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَيُمَكِّنَ لَهُ، وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنينَ.
أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتي وَمَوالِيَّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ، أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ الله تَبارَكَ وَتَعالى في صَلاحِ شَأْني، وَقَضاءِ حَوائِجي، وَغُفْرانِ ذُنُوبي، وَالْأَخْذِ بِيَدي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، لي وَلِإِخْواني وإِخْوَتِيَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ كافَّةً، إِنَّكَ غَفُورٌ رَحيمٌ(1167).
ثمّ صلّ صلاة الزيارة بما قدّمناه، فإذا فرغت فقل:
اللّهم صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ في أَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ، اَلدَّاعي إِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ الصَّادِعِ بِالْحِكْمَةِ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَعَيْبَتِكَ وَعَيْنِكَ في أَرْضِكَ، اَلْمُتَرَقِّبِ الْخائِفِ، اَلْوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الْهُدى، وَنُورِ أَبْصارِ الْوَرى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى، وَالْوِتْرِ الْمَوْتُورِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ، وَمُزيلِ الْهَمِّ، وَكاشِفِ الْبَلْوى.
صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، وَالْقادَةِ الْمَيامينِ، ما طَلَعَتْ كَواكِبُ الْأَسْحارِ، وَأَوْرَقَتِ الْأَشْجارُ، وَأَيْنَعَتِ الْأَثْمارُ، وَاخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَغَرَّدَتِ الْأَطْيارُ. اللّهم انْفَعْنا بِحُبِّهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوائِهِ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1168).
وتقرأ بعد الزيارة هذه الصلوات:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ الْحَسَنِ وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ، وَالْغائِبِ في خَلْقِكَ، وَالْمُنْتَظِرِ لِإِذْنِكَ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِ، وَقَرِّبْ بُعْدَهُ، وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ، وَأَوْفِ عَهْدَهُ، وَاكْشِفْ عَنْ بَأْسِهِ حِجابَ الْغَيْبَةِ، وَأَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ الْمِحْنَةِ، وَقَدِّمْ أَمامَهُ الرُّعْبَ، وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ، وَأَقِمْ بِهِ الْحَرْبَ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، وَسَلِّطْهُ عَلى أَعْداءِ دينِكَ أَجْمَعينَ.
وَأَلْهِمْهُ أَنْ لا يَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً إِلّا هَدَّهُ، وَلا هاماً إِلّا قَدَّهُ، وَلا كَيْداً إِلّا رَدَّهُ، وَلا فاسِقاً إِلّا حَدَّهُ، وَلا فِرْعَوْناً إِلّا أَهْلَكَهُ، وَلا سَتْراً إِلّا هَتَكَهُ، وَلا عَلَماً إِلّا نَكَّسَهُ، وَلا سُلْطاناً إِلّا كَبَسَهُ، وَلا رُمْحاً إِلّا قَصَفَهُ، وَلا مُطْرِداً إِلّا خَرَقَهُ، وَلا جُنْداً إِلّا فَرَّقَهُ، وَلا مِنْبَراً إِلّا أَحْرَقَهُ، وَلا سَيْفاً إِلّا كَسَرَهُ، وَلا صَنَماً إِلّا رَضَّهُ، وَلا دَماً إِلّا أَراقَهُ، وَلا جَوْراً إِلّا أَبادَهُ، وَلا حِصْناً إِلّا هَدَمَهُ، وَلا باباً إِلّا رَدَمَهُ، وَلا قَصْراً إِلّا أَخْرَبَهُ، وَلا مَسْكَناً إِلّا فَتَّشَهُ، وَلا سَهْلاً إِلّا وَطِئَهُ، وَلا جَبَلاً إِلّا صَعَدَهُ، وَلا كَنْزاً إِلّا أَخْرَجَهُ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1169).
230) زيارة سادسة يُزار بها مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
إذا زرت العسكريّين صلوات الله عليهما فأت إلى السرداب، وقِف ماسكاً جانب الباب كالمستأذن، وسم وأنزل وعليك السكينة والوقار، وصلّ ركعتين في عرصة السرداب وقل:
الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا الله، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَعَرَّفَنا أَوْلِياءَهُ وَأَعْداءَهُ، وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ أَئِمَّتِنا وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدينَ النَّاصِبينَ، وَلا مِنَ الْغُلاةِ الْمُفَوِّضينَ، وَلا مِنَ الْمُرْتابينَ الْمُقَصِّرينَ.
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ الله وَابْنِ أَوْلِيائِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُدَّخَرِ لِكَرامَةِ الله وَبَوارِ أَعْدائِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّورِ الَّذي أَرادَ أَهْلُ الْكُفْرِ إِطْفاءَهُ فَأَبَى الله إِلّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ، وَأَمَدَّهُ بِالْحَياةِ حَتَّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الْحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، أَشْهَدُ أَنَّ الله اصْطَفاكَ صَغيراً، وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبيراً، وَأَنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ حَتَّى تُبْطِلَ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ.
اللّهم صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى خُدَّامِهِ وَأَعْوانِهِ عَلى غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ، وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقَلاً حَريزاً، وَاشْدُدِ اللّهم وَطَأْتَكَ عَلى مُعانِديهِ، وَاحْرُسْ مَوالِيَهُ وَزائِريهِ.
اللّهم كَما جَعَلْتَ قَلْبي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً، فَاجْعَلْ سِلاحي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَإِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَ لِقائِهِ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكِ حَتْماً، وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَليقَتِكَ رَغْماً، فَابْعَثْني عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتي، مُؤْتَزِراً كَفَني، حَتَّى اُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّفِ الَّذي أَثْنَيْتَ عَلى أَهْلِهِ في كِتابِكَ فَقُلْتَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(1170).
اللّهم طالَ الْانتظار، وَشَمِتَ بِنَا الْفُجَّارُ، وَصَعُبَ عَلَيْنَا الْانتظار. اللّهم أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ الْمَيْمُونَ في حَياتِنا وَبَعْدَ الْمَنُونِ. اللّهم إِنّي أَدينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ الْبُقْعَةِ، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ في وَصْلَتِكَ الخُلّانَ، وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الْأَوْطانَ، وَأَخْفَيْتُ أَمْري عَنْ أَهْلِ الْبُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّي، وَإِلى آبائِكَ مَوالِيَّ فى حُسْنِ التَّوْفيقِ، وَإِسْباغِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَسَوْقِ الْإِحْسانِ إِلَيَّ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، أَصْحابِ الْحَقِّ، وَقادَةِ الْخَلْقِ، وَاسْتَجِبْ مِنّي ما دَعَوْتُكَ، وَأَعْطِني ما لَمْ أَنْطِقْ بِهِ في دُعائي، مِنْ صَلاحِ ديني وَدُنْيايَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
ثمّ ادخل الصفة فصلّ ركعتين وقل:
اللّهم عَبْدُكَ الزَّائِرُ في فِناءِ وَلِيِّكَ الْمَزُورِ، اَلَّذي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَى الْعَبيدِ وَالْأَحْرارِ، وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ. اللّهم اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ، مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ.
اللّهم لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ، وَلا تَقْطَعْ أَثَري مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ أَبيهِ وَجَدِّهِ. اللّهم اخْلُفْ عَلَيَّ نَفَقَتي، وَانْفَعْني بِما رَزَقْتَني في دُنْيايَ وَآخِرَتي، لي وَلِإِخْواني وَأَبَوَيَّ وَجَميعِ عِتْرَتي.
أَسْتَوْدِعُكَ الله أَيُّهَا الْإِمامُ الَّذي يَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَيَهْلِكُ عَلى يَدَيْهِ الْكافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ، يا مَوْلايَ يَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، جِئْتُكَ زائِراً لَكَ وَلِأَبيكَ وَجَدِّكَ، مُتَيَقِّناً الْفَوْزَ بِكُمْ، مُعْتَقِداً إِمامَتَكُمْ.
اللّهم اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لي عِنْدَكَ في عِلِّيّينَ، وَبَلِّغْني بَلاغَ الصَّالِحينَ، وَانْفَعْني بِحُبِّهِمْ يا رَبَّ الْعالَمينَ(1171).
قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس (رحمه الله): فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف، فعد إلى السرداب المنيف وصلّ فيه ما شئت، ثمّ قم مستقبل القبلة وقل: اللّهم ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ إلى آخر(1172).
231) زيارة آل يس
قال الشيخ الجليل الطبرسي (رحمه الله) في كتاب الاحتجاج: خرج من الناحية المقدّسة إلى محمّد الحميري بعد الجواب عن المسائل الّتي سألها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
لا لِأَمْرِهِ تَعْقِلُونَ، وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِى النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحينَ.
إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى:
«سَلامٌ عَلى آلِ يس»(1173)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ الله وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله وَدَيَّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الله وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَدَليلَ إِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ الله وَتَرْجُمانَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ الله الَّذي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ الله الَّذي ضَمِنَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ، وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقُومُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصْبِحُ وَتُمْسي، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمَأْمُونُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.
اُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ إِلّا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَاُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أمير المؤمنين حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله.
أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فيها يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ ناكِراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعيدَ بِهِما حَقٌّ.
يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ، فَاشْهَدْ عَلى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ، بَريء مِنْ عَدُوِّكَ، فَالْحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما سَخِطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسي مُؤْمِنَةٌ بِالله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأمير المؤمنين وَبِكُمْ يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتي خالِصَةٌ لَكُمْ آمينَ آمينَ.
الدعاء عقيب هذا القول:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَأَنْ تَمْلَأَ قَلْبي نُورَ الْيَقينِ، وَصَدْري نُورَ الْإيمانِ، وَفِكْري نُورَ النِّيَّاتِ، وَعَزْمي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِساني نُورَ الصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعي نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، حَتَّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، فَتُغَشِّيَني رَحْمَتَكَ، يا وَلِيُّ يا حَميدُ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ في أَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ، وَالدَّاعي إِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ، وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ، وَبَوارِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ، وَمُنيرِ الْحَقِّ، وَالنَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ في أَرْضِكَ، اَلْمُرْتَقِبِ الْخائِفِ، وَالْوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الْهُدى، وَنُورِ أَبْصارِ الْوَرى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى، وَمُجَلِّى الْعَمى، اَلَّذي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ، اَلَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً. اللّهم انْصُرْهُ، وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائَهُ، وَشيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ.
اللّهم أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، [وَاقْصِمْ قاصِميهِ،] وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، بَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله).
وَاجْعَلْنِي اللّهم مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَأَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَأَرِني في آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ما يَأْمُلُونَ، وَفي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1174).
232) زيارة الندبة
قال العلّامة المجلسي: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبعي نقلاً من خطّ الشيخ الأجلّ عليّ بن السكون، حّدثنا الشيخ الأجلّ الفقيه سديد الدين أبو محمّد عربيّ بن مسافر العباديّ أدام الله تأييده، قراءة عليه، قال:
حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن طحّال المقدادي (رحمه الله) بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الطرز الكبير الّذي عند رأس الإمام (عليه السلام) في العشر الأواخر من ذي الحجّة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال:
حدّثنا الشيخ الأجلّ السيّد المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رضى الله عنه بالمشهد المذكور على صاحبه أفضل السلام في الطرز المذكور في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة، قال:
حدّثنا السيّد السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الحسين البزّاز قال: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن يحيى القمي قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن زنجويه القمي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري.
قال أبو عليّ الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيبانيّ أنّ أبا جعفر محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه أنّه خرج إليه توقيع من الناحية المقدّسة - حرسها الله - بعد المسائل الّتي سألها والصلاة والتوجّه أوّله:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
لا لِأَمْرِ الله تَعْقِلُونَ، وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِى الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ، وَالسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحينَ.
فإذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى:
«سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ»، ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبينُ، وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ، لِمَنْ يَهْديهِ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، قَدْ آتاكُمُ الله يا آلَ ياسينَ خِلافَتَهُ، وَعِلْمَ مَجارِيِ أَمْرِهِ، فيما قَضاهُ وَدَبَّرَهُ وَرَتَّبَهُ وَأَرادَهُ في مَلَكُوتِهِ، فَكَشَفَ لَكُمُ الْغِطاءَ، وَأَنْتُمْ خَزَنَتُهُ وَشُهَداؤُهُ، وَعُلَماؤُهُ وَاُمَناؤُهُ، ساسَةُ الْعِبادِ، وَأَرْكانُ الْبِلادِ، وَقُضاةُ الْأَحْكامِ، وَأَبْوابُ الْإيمانِ، وَسُلالَةُ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةُ الْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةُ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ.
وَمِنْ تَقْديرِهِ مَنائِحَ الْعَطاءِ بِكُمْ إِنْفاذُهُ مَحْتُوماً مَقْرُوناً، فَما شيء مِنْهُ إِلّا وَأَنْتُمْ لَهُ السَّبَبُ، وإِلَيْهِ السَّبيلُ، خِيارُهُ لِوَلِيِّكُمْ نِعْمَةٌ، وَانتقامهُ مِنْ عَدُوِّكُمْ سَخْطَةٌ، فَلا نَجاةَ وَلا مَفْزَعَ إِلّا أَنْتُمْ، وَلا مَذْهَبَ عَنْكُمْ، يا أَعْيُنَ الله النَّاظِرَةِ، وَحَمَلَةَ مَعْرِفَتِهِ، وَمَساكِنَ تَوْحيدِهِ في أَرْضِهِ وَسَمائِهِ.
وَأَنْتَ يا حُجَّةَ الله وَبَقِيَّتَهُ كَمالُ نِعْمَتِهِ، وَوارِثُ أَنْبِيائِهِ وَخُلَفائِهِ ما بَلَغْناهُ مِنْ دَهْرِنا، وَصاحِبُ الرَّجْعَةِ لِوَعْدِ رَبِّنَا الَّتي فيها دَوْلَةُ الحَقِّ وَفَرَجُنا وَنَصْرُ الله لَنا وَعِزُّنا.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ، وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمَرْأى وَالمَسْمَعِ(1175)، اَلَّذي بِعَيْنِ الله مَواثيقُهُ، وَبِيَدِ الله عُهُودُهُ، وَبِقُدْرَةِ الله سُلْطانُهُ.
أَنْتَ الْحَليمُ الَّذي لا تُعَجِّلُهُ الْعَصَبِيَّةُ(1176)، وَالْكَريمُ الَّذي لا تُبْخِلُهُ الْحَفيظَةُ(1177)، وَالْعالِمُ الَّذي لا تُجْهِلُهُ الْحَمِيَّةُ، مُجاهَدَتُكَ فِي الله ذاتُ مَشِيَّةِ الله، وَمُقارَعَتُكَ فِي الله ذاتُ انتقام الله، وَصَبْرُكَ فِي الله ذُو أَناةِ الله، وَشُكْرُكَ للهِ ذُو مَزيدِ الله وَرَحْمَتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَحْفُوظاً بِالله، الله نُورُ أَمامِهِ وَوَرائِهِ، وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ، وَفَوْقِهِ وَتَحْتِهِ، يا مَحْرُوزاً(1178) في قُدْرَةِ الله، الله نُورُ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَيا وَعْدَ الله الَّذي ضَمِنَهُ، وَيا ميثاقَ الله الَّذي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ الله وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله وَدَيَّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الله وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَدَليلَ إِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ الله وَتَرْجُمانَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقُومُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُعَوِّذُ وَتُسَبِّحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُمَجِّدُ وَتَمْدَحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُمْسي وَتُصْبِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَ[فِي] النَّهارِ إِذا تَجَلَّى، وَالْآخِرَةِ وَالْاُولى.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُم يا حُجَجَ الله وَرُعاتَنا، وَهُداتَنا وَدُعاتَنا، وَقادَتَنا وَأَئِمَّتَنا، وَسادَتَنا وَمَوالينا، اَلسَّلامُ عَلَيْكُم أَنْتُمْ نُورُنا، وَأَنْتُمْ جاهُنا أَوْقاتُ صَلاتِنا (صَلَواتِنا)، وَعِصْمَتُنا بِكُمْ لِدُعائِنا وَصَلاتِنا، وَصِيامِنا وَاسْتِغْفارِنا، وَسائِرِ أَعْمالِنا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمَأْمُونُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.
اُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، لا شَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ إِلّا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأَنَّ أمير المؤمنين حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَنْتَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْأَنْبِياءَ دُعاةُ وَهُداةُ رُشدِكُمْ.
أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَخاتِمَتُهُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا شَكَّ فيها يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُنْكَراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَأَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْميزانَ حَقٌّ وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْجَزاءَ بِهِما لِلْوَعْدِ وَالْوَعيدِ حَقٌّ.
وَأَنَّكُمْ لِلشَّفاعَةِ حَقٌّ، لا تُرَدُّونَ وَلا تَسْبِقُونَ بِمَشِيَّةِ الله، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَللهِ الرَّحْمَةُ وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيا، وَبِيَدِهِ الْحُسْنى، وَحُجَّةُ الله النُّعْمى (الْعُظْمى)، خَلَقَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لِعِبادَتِهِ، أَرادَ مِنْ عِبادِهِ عِبادَتَهُ فَشَقِيٌّ وَسَعيدٌ، قَدْ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ.
وَأَنْتَ يا مَوْلايَ فَاشْهَدْ بِما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، تَخْزُنُهُ وَتَحْفَظُهُ لي عِنْدكَ، أَمُوتُ عَلَيْهِ، وَأَنْشُرُ عَلَيْهِ، وَأَقِفُ بِهِ وَلِيّاً لَكَ، بَريئاً مِنْ عَدُوِّكَ، ماقِتاً لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ، وادّاً لِمَنْ أَحَبَّكُمْ، فَالْحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما سَخِطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، وَالْقَضاءُ الْمُثْبَتُ مَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ مَشِيَّتُكُمْ، وَالْمَمْحُوُّ ما لَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ سُنَّتُكُمْ.
فَلا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عَلِيٌ أمير المؤمنين حُجَّتُهُ، اَلْحَسَنُ حُجَّتُهُ، اَلْحُسَيْنُ حُجَّتُهُ، عَلِيٌّ حُجَّتُهُ، مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ، جَعْفَرٌ حُجَّتُهُ، مُوسى حُجَّتُهُ، عَلِيٌّ حُجَّتُهُ، مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ، عَلِيٌّ حُجَّتُهُ، اَلْحَسَنُ حُجَّتُهُ، أَنْتَ حُجَّتُهُ، أَنْتُمْ حُجَجُهُ وَبَراهينُهُ.
أَنَا يا مَوْلايَ مُسْتَبْشِرٌ بِالْبَيْعَةِ الَّتي أَخَذَ الله عَلَيَّ شَرْطَهُ قِتالاً في سَبيلِهِ اشْتَرى بِهِ أَنْفُسَ الْمُؤْمِنينَ، فَنَفْسي مُؤْمِنَةٌ بِالله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأمير المؤمنين، وَبِكُمْ يا مَوْلايَ، أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، وَمَوَدَّتي خالِصَةٌ لَكُمْ، وَبَراءَتي مِنْ أَعْدائِكُمْ أَهْلِ الْحِرَدَةِ(1179) وَالْجِدالِ ثابِتَةٌ، لِثارِكُمْ أَنَا وَلِيٌّ وَحيدٌ(1180)، وَالله إِلهُ الْحَقِّ يَجْعَلُني كَذلِكَ، آمينَ آمينَ.
مَنْ لي إِلّا أَنْتَ فيما دِنْتُ، وَاعْتَصَمْتُ بِكَ فيهِ، تَحْرُسُني فيما تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، يا وِقايَةَ الله وَسِتْرَهُ وَبَرَكَتَهُ، أَغِثْني [أَدْنِني، أَعِنّي] أَدْرِكْني، صِلْني بِكَ وَلا تَقْطَعْني.
اللّهم إِلَيْكَ بِهِمْ تَوَسُّلي وَتَقَرُّبي. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وصِلْني بِهِمْ وَلا تَقْطَعْني. اللّهم بِحُجَّتِكَ وَاعْصِمْني، وَسَلامُكَ عَلى آلِ يس، مَوْلايَ أَنْتَ الْجاهُ عِنْدَ الله رَبِّكَ وَرَبّي، [إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ].
الدعاء بعقب القول:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي خَلَقْتَهُ مِنْ كُلِّكَ(1181) فَاسْتَقَرَّ فيكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى شيء أَبَداً، أَيا كَيْنُونُ أَيا مَكْنُونُ، أَيا مُتَعالُ، أَيا مُتَقَدِّسُ، أَيا مُتَرَحِّمُ، أَيا مُتَرَئِّفُ، أَيا مُتَحَنِّنُ.
أَسْأَلُكَ كَما خَلَقْتَهُ غَضّاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ، وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَوالِدِ هُداةِ رَحْمَتِكَ، وَامْلَأْ قَلْبي نُورَ الْيَقينِ، وَصَدْري نُورَ الْإيمانِ، وَفِكْري نُورَ الثَّباتِ، وَعَزْمي نُورَ التَّوْفيقِ، وَذُكائي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِساني نُورَ الصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعي نُورَ وَعْيِ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَيَقيني(1182) قُوَّةَ الْبَراءَةِ مِنْ أَعْداءِ مُحَمَّدٍ وَأَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ، حَتَّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، فَلْتَسَعْني رَحْمَتُكَ، يا وَلِيُّ يا حَميدُ، بِمَرْآكَ وَمَسْمَعِكَ يا حُجَّةَ الله دُعائي، فَوَفِّني مُنَجِّزاتِ إِجابَتي، أَعْتَصِمُ بِكَ، مَعَكَ مَعَكَ مَعَكَ سَمْعي وَرِضايَ يا كَريمُ(1183).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار:
قوله: لا لأمر الله تعقلون، يتوهّم من كلامه أنّ هذه الفقرات من أجزاء الزّيارة، لاسيّما وقد سقط من النّسخ ما مرّ في رواية الاحتجاج من قوله (عليه السلام): إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين، فقوله: سلام على آل ياسين أوّل الزّيارة أو ما بعده، فيكون ذكر الآية للاستشهاد، لا لأن تذكر في الزّيارة، وإنّما أعدنا هاهنا للاختلاف الكثير بينهما.
قوله (عليه السلام): ومن تقديره منائح العطاء، المنائح جمع المنيحة وهي العطيّة وتطلق غالباً في منحة اللبن كالنّاقة أو الشّاة تعطيها غيرك يحتلبها ثمّ يردّها عليك، فيكون المراد بها الفوائد الدنيويّة لكونها عارية، والتعميم أظهر.
وقوله: منايح إمّا منصوب بمفعوليّة التقدير، فقوله: إنفاذه مبتدأ ومن تقديره خبره، وبكم متعلّق بإنفاذه، والمعنى أنّ من جملة ما قدّر الله تعالى في عطاياه أن جعل إنفاذها محتوماً مقروناً بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم ووسيلتكم، فما شيء منه إلاّ أنتم سببه، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء أو مرفوع فيحتمل وجوهاً:
الأوّل أن يكون منائح العطاء مبتدأ ومن تقديره خبره، وقوله بكم إنفاذه جملة مستأنفة فكأنّ سائلاً سأل كيف قدّره فقال: بكم إنفاذه.
الثاني: أن يكون إنفاذه بدل اشتمال لقوله: منائح العطاء، والمعنى من تقديره إنفاذ منائح العطاء بكم.
الثالث: أن يكون قوله منائح العطاء مبتدأ وقوله بكم إنفاذه خبره، ويكون الجملة مع الظرف المتقدّم جملة أيّ من تقديره هذا الحكم وهذه القضيّة.
قوله: خياره لوليّكم نعمة، أيّ كلّ ما اختاره لوليّكم من الراحة والبلايا والمصائب فهو نعمة له، بخلاف المصائب الّتي ترد على أعدائكم فإنّها انتقام وسخط.
قوله (عليه السلام): يا صاحب المرأى والمسمع أي الّذي يرى الخلائق ويسمع كلامهم من غير أن يروه.
قوله (عليه السلام): بعين الله أي بعلمه أو بحفظه وحراسته، قال الفيروز آبادي: أنت على عيني أي في الإكرام والحفظ جميعاً وصنع ذلك على عين وعينين، وعمد عينين أي تعمّده بجدّ ويقين، وها هو عرض عين: أي قريب وقال: الحفيظة الحميّة والغضب والذبّ عن المحارم.
قوله (عليه السلام): وخاتمته أي خاتمه الآخر أو خاتمة أمر الإمامة والخلافة.
قوله (عليه السلام): ما استأثرت به مشيّتكم أيّ اختارته يقال: استأثر بالشيء أي استبدّ به وخصّ به نفسه، وفي بعض النسخ المصحّحة القديمة والممحوّ ما استأثرت به سنّتكم بدون حرف النفي، فالمعنى أنّ قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجري القضاء على وفق مشيّتكم، وجهل قدركم في الناس بحيث يمحون ويتركون ما جرت به سنّتكم.
والحرد القصد وحرد يحرد حروداً أي تنحّى عن قومه ونزل منفرداً ولم يخالطهم والحرد أيضاً الغضب.
قوله (عليه السلام): فيما دنت أي اعتقدت وجعلته ديني أو عبدت الله به.
قوله (عليه السلام): أنت الجاه أي ذوالجاه والقدر والمنزلة.
قوله (عليه السلام): أسألك باسمك الّذي خلقته أي القائم (عليه السلام) وهو الإسم الّذي استأثر به ولم يخبر به أحداً من خلقه كما مرّ في باب الأسماء من كتاب التوحيد ولا يبعد أن يكون في الأصل من ذاتك، فيكون الضمير راجعاً إلى الإسم، أو يكون خلقت بدون الضمير أي خلقت الأشياء من ذلك الإسم(1184).
233) زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الجمعة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ(1185)، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ الله لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، أَنَا مَوْلاكَ، عارِفٌ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى الله تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ الله أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَني مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ، وَالتَّابِعينَ وَالنَّاصِرينَ لَكَ عَلى أَعْدائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْكَ في جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ.
يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ، وَأَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَأَضِفْني وَأَجِرْني، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ.
قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس: أنا أتمثّل بعد هذه الزّيارة وأقول بالإشارة:

نزيلك حيث ما اتّجهت ركابي * * * وضيفك حيث كنت من البلاد(1186)

234) زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه يزار بها في المضائق والمخاوف
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْحُجَّةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْأَمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ التَّدْبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْخَلَفُ الصَّالِحُ لِلْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ(1187) الْمُطَهَّرينَ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُسْلِمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فِلْذَةَ(1188) كَبِدِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَضْعَةَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جادَّةَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمُسْتَغيثينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمَلْهُوفينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَوْنَ الْمَظْلُومينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَديلَ الْخَيْرِ، أَدْرِكْني، أَدْرِكْني، أَدْرِكْني، أَعِنّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْني وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، كُنْ مَعي وَلا تُفارِقْني، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله شاكِراً وَمُصَلِّياً وَهُوَ حَسْبي وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ(1189).(1190)
قال المحدّث النوري (رحمه الله) في جنّة المأوى:
قال الشيخ الكفعميّ (رحمه الله) في هامش جنّته عند ذكر دعاء اُمّ داود: قيل: إنّ الأرض لا يخلو من القطب، وأربعة أوتاد، وأربعين أبدالاً، وسبعين نجيباً، وثلاثمائة وستّين صالحاً، فالقطب هو المهديّ (عليه السلام)، ولا يكون الأوتاد أقلّ من أربعة لأنّ الدّنيا كالخيمة والمهديّ كالعمود وتلك الأربعة أطنابها، وقد يكون الأوتاد أكثر من أربعة، والأبدال أكثر من الأربعين، والنجباء أكثر من سبعين، والصلحاء أكثر من ثلاث مائة وستّين، والظّاهر أنّ الخضر وإلياس من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب.
وأمّا صفة الأوتاد، فهم قوم لا يغفلون عن ربّهم طرفة عين، ولا يجمعون من الدّنيا إلاّ البلاغ، ولا تصدر منهم هفوات الشرّ ولا يشترط فيهم العصمة من السهو والنسيان، بل من فعل القبيح، ويشترط ذلك في القطب.
وأمّا الأبدال فدون هؤلاء في المراقبة، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكّر، ولا يتعمّدون ذنباً.
وأمّا النجباء فهم دون الأبدال.
وأمّا الصلحاء، فهم المتّقون الموفون بالعدالة، وقد يصدر منهم الذّنب فيتداركونه بالاستغفار والنّدم، قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إَذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ»(1191)، جعلنا الله من قسم الأخير، لأنّا لسنا من الأقسام الاُول لكن ندين الله بحبّهم وولايتهم ومن أحبّ قوماً حشر معهم.
وقيل: إذا نقص أحد من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعين، وإذا نقص أحد من الأربعين وضع بدله من السبعين، وإذا نقص أحد من السبعين وضع بدله من الثلاثمائة وستّين، وإذا نقص أحد من الثلاثمائة وستّين وضع بدله من سائر الناس(1192).
235) زيارة مختصرة لمولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمينَ الله عَلى وَحْيِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله مِنْ أَوْلِيائِهِ وَحُجَجِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَصْحابِكَ وَأَنْصارِكَ وَأَحْبابِكَ وَأَشْياعِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ تُحِبُّ السَّلامَ عَلَيْهِ.
قال في فوز أكبر: أكّد إمام العصر (عليه السلام) في الرؤيا الصادقة على أنّه (عليه السلام) يحبّ هذه الزيارة(1193).
236) زيارة مولانا صاحب الزّمان أرواحنا فداه في الحرم المطهّر الرضوي
اَلسّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الرَّحْمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاطِعَ الْبُرْهانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْإِنْسِ وَالْجانِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبينَ، وَأَجْدادِكَ الطَّاهِرينَ الْمَعْصُومينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1194).
237) زيارة للخلف القائم أرواحنا فداه
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في عِبادِهِ، وَخَليفَتَهُ في بِلادِهِ، وَنُورَهُ في سَمائِهِ وَأَرْضِهِ، وَالدَّاعِيَ إِلى سُنَّتِهِ وَفَرْضِهِ، مُبَدِّلَ الْجَوْرِ عَدْلاً، وَمُفْنِيَ الْكُفَّارِ قَتْلاً، وَدافِعَ الْباطِلِ بِظُهُورِهِ، وَمُظْهِرَ الْحَقِّ بِكَلامِهِ، وَمُعَيِّشَ الْعِبادِ بِفِنائِهِ، اَلْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ، وَالْعَدْلُ الْمُخْتَبَرُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمَهْديُّ الثِّقَةُ النَّقِيُّ، وَقاتِلُ كُلِّ خُبْثٍ رَدِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ عَبْدِكَ، وَالْمُنْتَظِرِ لِظُهُورِ عَدْلِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوالِيَّ، وَسَيِّدي وَابْنَ سادَتي، وَعَلى اُولي عَهْدِكَ، وَالْقُوَّامِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ أَجْمَعينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اللّهم صَلِّ عَلى إِمامِنا وَابْنِ أَئِمَّتِنا، وَسَيِّدِنا وَابْنِ ساداتِنا، اَلْوَصِيِّ الزَّكِيِّ التَّقِيِّ النَّقِيِّ، اَلْإِمامِ الْباقي، اِبْنِ الْماضي، حُجَّتِكَ فِي الْأَرْضِ عَلَى الْعِبادِ، وَغَيْبِكَ الْحافِظِ فِي الْبِلادِ، وَالسَّفيرِ فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْقائِمِ فيهِمْ بِحَقِّكَ، أَفْضَلَ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْهِ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ الْمُؤَمَّلَ، وَالْعَدْلَ الْمُعَجَّلَ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَيِّدْهُ مِنْكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَاجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، وَاسْتَخْلِفْهُ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، وَمَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، وَأَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً.
وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً مُبيناً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلْطاناً نَصيراً، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ آمينَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقينَ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ أَفْضَلَ السَّلامِ، وَأَطْيَبَهُ وَأَنْماهُ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1195).
238) كيفيّة التسليم عليه أرواحنا فداه
قال الإمام الباقر (عليه السلام):
... من بقي منكم حتّى يلقاه فليقل حين يراه:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدَنَ الْعِلْمِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ(1196).
239) كيفيّة التسليم عليه أرواحنا فداه بنحو آخر
روي أنّ التسليم على القائم (عليه السلام):
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله في أَرْضِهِ(1197).
قال فرات في تفسيره: حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً: عن عمر بن زاهر قال: قال رجل لجعفر بن محمّد (عليهما السلام): نسلّم على القائم بإمرة المؤمنين؟ قال:
لا، ذلك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام) [أ]لا يسمّى به أحد قبله ولا بعده إلّا كافر.
قال: فكيف نسلّم عليه؟
قال: تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله.
ثمّ قرأ جعفر: «بَقِيَّةُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ»(1198).(1199)

(13) - في زيارة نوّاب مولانا القائم (عليه السلام) وما نقلوه من الأدعية والزيارات غير ما نقلوه في الأبواب السابقة

في زيارة أبواب الحجة القائم صلوات الله عليه وهم: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي، وابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، وأبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، وأبو الحسن علي بن محمّد السّمري(1200)، وهم الّذين كانوا نوّاب القائم أرواحنا فداه في زمن الغيبة الصغرى، وكانت التواقيع تخرج إلى الشيعة من أيديهم، ثمّ حصلت الغيبة الكبرى وانقطعت النيابة.
240) زيارة أبواب الإمام الحجّة أرواحنا فداه
ذكر الشيخ في التهذيب وابن طاووس في مصباح الزائر: أنّه يستحبّ زيارتهم بالزيارة المنسوبة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه، فتقف على قبر عثمان بن سعيد (قدّس سرّه) وتقول:
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلسَّلامُ عَلى خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ صاحِبِ الزَّمانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُثْمانَ بْنَ سَعيدٍ، أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ الْمَوْلى، أَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ، ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ، قُمْتَ خاصّاً، وَانْصَرَفْتَ سابِقاً، جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذي أَنْتَ عَلَيْهِ، وَأَنَّكَ ما خُنْتَ فِي التَّأْدِيَةِ وَالسِّفارَةِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ بابٍ ما أَوْسَعَكَ، وَمِنْ سَفيرٍ ما آمَنَكَ، وَمِنْ ثِقَةٍ ما أَمْكَنَكَ، أَشْهَدُ أَنَّ الله اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتَّى عايَنْتَ الشَّخْصَ، فَأَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ.
ثمّ ترجع، تسلم أيضاً على النبيّ والأئمّة صلّى الله عليه وعليهم إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه وتقول:
جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ الله وَمُوالاةِ أَوْلِيائِهِ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ وَمِنَ الَّذينَ خالَفُوكَ، يا حُجَّةَ الْمَوْلى، وَبِكَ اللّهم تَوَجُّهي، وَبِهِمْ إِلَيْكَ تَوَسُّلي.
ثمّ تدعو وتطلب حاجتك من الله تعالى، ثمّ تزور الباقين بمثل هذه الزيارة وتذكر بدل يا عثمان بن سعيد اسم المزور(1201).
241) زيارة النائب الأوّل عثمان بن سعيد (قدّس سرّه)
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): وجدت في بعض النّسخ القديمة من مؤلّفات أصحابنا زيارة مولانا أبي محمّد عثمان بن سعيد العمري الأسدي:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، اَلنَّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَوْلِيائِهِ، اَلْمُجِدُّ في خِدْمَةِ مُلُوكِ الْخَلائِقِ، اُمَناءِ الله وَأَصْفِيائِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبابُ الْأَعْظَمُ، وَالصِّراطُ الْأَقْوَمُ، وَالْوَلِيُّ الْأَكْرَمُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُتَوَّجُ بِالْأَنْوارِ الْإِمامِيَّةِ، اَلْمُتَسَرْبَلُ بِالْجَلابيبِ الْمَهْدِيَّةِ، اَلْمَخْصُوصُ بِالْأَسْرارِ الْأَحْمَدِيَّةِ، وَالشُّهُبِ الْعَلَوِيَّةِ، وَالْمَواليدِ الْفاطِمِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُرَّةَ الْعُيُونِ وَالسِّرَّ الْمَكْنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ الْقُلُوبِ وَنِهايَةَ الْمَطْلُوبِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَمْسَ الْمُؤْمِنينَ، وَرُكْنَ الْأَشْياعِ الْمُنْقَطِعينَ، اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ الْأَيْتامِ، وَعَميدِ الْجَحاجِحَةِ الْكِرامِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَسيلَةِ إِلى سِرِّ الله فِي الْخَلائِقِ، وَخَليفَةِ وَلِيِّ الله الْفاتِقِ الرَّاتِقِ.
اَلسِّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ قِوامِ الْإِسْلامِ، وَبَهاءِ الْأَيَّامِ، وَحُجَّةِ الله الْمَلِكِ الْعَلّامِ عَلَى الْخاصِّ وَالْعامِّ، اَلْفارُوقِ بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرامِ، وَالنُّورِ الزَّاهِرِ، وَالْمَجْدِ الْباهِرِ في كُلِّ مَوْقِفٍ وَمَقامٍ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ بَقِيَّةِ الْأَنْبِياءِ وَخِيَرَةِ إِلهِ السَّماءِ، اَلْمَخْتَصِّ بِأَعْلى مَراتِبِ الْمُلْكِ الْعَظيمِ، اَلْمُنْجي مِنْ مَتالِفِ الْعَطَبِ الْعَميمِ، ذِي اللِّواءِ الْمَنْصُورِ، وَالْعَلَمِ الْمَنْشُورِ، وَالْعِلْمِ الْمَسْتُورِ، وَالْمَحَجَّةِ الْعُظْمى، وَالْحُجَّةِ الْكُبْرى، سُلالَةِ الْمُقَدَّسينَ، وَذُرِّيَّةِ الْمُرْسَلينَ، وَابْنِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبَهْجَةِ الْعابِدينَ، وَرُكْنِ الْمُوَحِّدينَ، وَوارِثِ الْخِيَرَةِ الطَّاهِرينَ، صَلَّى الله عَلَيْهِمْ صَلاةً لا تَنْفَدُ وإِنْ نَفَدَ الدَّهْرُ، وَلا تَحُولُ وإِنْ حالَ الزَّمَنُ وَالْعَصْرُ.
اللّهم إِنّي اُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ سُؤالي، اَلْاعْتِرافَ لَكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ، وَلِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ، وَلِعَلِيٍّ بِالْإِمامَةِ، وَلِذُرِّيَّتِهِما بِالْعِصْمَةِ وَفَرْضِ الطَّاعَةِ، وَبِهذَا الْوَلِيِّ الرَّشيدِ، وَالْمَوْلَى السَّديدِ، أَبي مُحَمَّدٍ عُثْمانَ بْنِ سَعيدٍ، أَتَوَسَّلُ إِلَى الله بِالشَّفاعَةِ إِلَيْهِ، لِيَشْفَعَ إِلى شُفَعائِهِ، وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ وَخُلَصائِهِ، أَنْ يَسْتَنْقِذُوني مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
اللّهم إِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَبْدِكَ عُثْمانَ بْنِ سَعيدٍ، وَاُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَشيعَتِهِ وَأَوْلِيائِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِيَ الْحَوْبَ وَالْخَطايا، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ الزَّلَلَ وَالسَّيِّئاتِ، وَتَرْزُقَنِي السَّلامَةَ مِنَ الرَّزايا.
فَكُنْ لي يا وَلِيَّ الله شافِعاً نافِعاً، وَرُكْناً مَنيعاً دافِعاً، فَقَدْ أَلْقَيْتُ إِلَيْكَ بِالْآمالِ، وَوَثِقْتُ مِنْكَ بِتَخْفيفِ الْأَثْقالِ، وَقَرَعْتُ بِكَ يا سَيِّدي بابَ الْحاجَةِ، وَرَجَوْتُ مِنْكَ جَميلَ سِفارَتِكَ، وَحُصُولَ الْفَلاحِ بِمَقامِ غِياثٍ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ وَأَقْصُدُ إِلَيْهِ، وَأَطْرَحُ نَفْسي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ صلّ صلاة الزيارة، وأهدها له ولشركائه في النّيابة صلّى الله عليهم أجمعين، ثمّ ودّعه مستقبلاً له إن شاء الله تعالى(1202).
نقل العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار زيارة طويلة للشيخ عثمان بن سعيد (قدّس سرّه) من مؤلّفات الأصحاب لا يسع المقام ذكرها. ولا يخفى أنّ الزيارة المذكورة وإن كانت مأثورة من النائب الثالث أبي القاسم حسين بن روح (قدّس سرّه)، ولكنّه يمكن أن يقال أنّه استمع الزيارة من الإمام الحجّة صاحب العصر صلوات الله عليه ووصلت إليه من الناحية المقدّسة كما قال الشيخ أبي القاسم في خبر: لئن اُخَرَّ من السّماء فتخطفني الطّير أو تهوى بي الرّيح في مكان سحيق أحبّ إليّ أن أقول في دين الله تعالى ذكره برائي ومن عند نفسي.
ووقع هذا المقال عند كثير من العلماء في حيّز القبول، ولهذا كان العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في تحفة الزائر وزاد المعاد ينسب الأدعية المنقولة عن النوّاب إلى الإمام صاحب الأمر (عليه السلام)؛ كما هو ظاهر لمن نظر إلى حديث مبشّر بن عبد العزيز المنقول في آخر فصل زيارة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تحفة الزائر.
وكذا دعاء الافتتاح والدعاء الّذي يقرأ بعد صلاة الصبح في يوم الفطر المنقول في زاد المعاد(1203).
242) صلاة الحاجة، عن مولانا محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
روى مبشّر بن عبد العزيز قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخل بعض أصحابنا فقال: جعلت فداك إنّي فقير.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
استقبل يوم الأربعاء، فصُمه، وأنله بالخميس والجمعة ثلاثة أيّام، فإذا كان في ضُحى يوم الجمعة، فزر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أعلى سطحك أو في فلاة من الأرض، حيث لا يراك أحدٌ، ثمّ صلّ مكانك ركعتين، ثمّ اجث على رُكبتيك وأفض بهما إلى الأرض، وأنت متوجّه إلى القبلة بيدك اليُمنى فوق اليسرى، وقل:
اللّهم أَنْتَ أَنْتَ، إِنْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلّا مِنْكَ، وَخابَتِ الْآمالُ إِلّا فيكَ، يا ثِقَةَ مَنْ لا ثِقَةَ لَهُ، لا ثِقَةَ لي غَيْرُكَ، إِجْعَلْ لي مِنْ أَمْري فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ. ثمّ اسجد على الأرض، وقل: يا مُغيثُ، إِجْعَلْ لي رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ، فلن يطلع عليك نهار السّبت إلّا برزق جديد.
قال أحمد بن مابنداذ - راوي هذا الحديث -: قلت لأبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ (قدّس سرّه): إذا لم يكن الداعي في الرّزق بالمدينة كيف يصنع؟
قال: يزور سيّدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من عند رأس الإمام الّذي يكون في بلده. قلت(1204): فإن لم يكن في بلده قبر(1205) إمام؟
قال: يزور بعض الصّالحين، ويبرز إلى الصّحراء، ويأخذ فيها على ميامنه ويفعل ما اُمر به، فإنّ ذلك منجح إن شاء الله.(1206)
243) دعاء عظيم الشأن، عظّمه النائب الثاني محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
الدعاء المفضل على كلّ دعاء، لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وكان يدعو به أمير المؤمنين (عليه السلام) والباقر والصادق صلوات الله عليهما، وعرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمّد بن عثمان قدّس الله نفسه، فقال: ما مثل هذا الدعاء، وقال: قراءة هذا الدعاء من أفضل العبادة وهو هذا:
اللّهم أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سُوءِ عَمَلي، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِيَ الَّتي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ، أَصْبَحَ ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزَّتِكَ، وَأَصْبَحَ فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ، وَأَصْبَحَ جَهْلي مُسْتَجيراً بِحِلْمِكَ، وَأَصْبَحَتْ قِلَّةُ حيلَتي مُسْتَجيرَةً بِقُدْرَتِكَ.
وَأَصْبَحَ خَوْفي مُسْتَجيراً بِأَمانِكَ، وَأَصْبَحَ دائي مُسْتَجيراً بِدَوائِكَ، وَأَصْبَحَ سُقْمي مُسْتَجيراً بِشِفائِكَ، وَأَصْبَحَ حَيْني(1207) مُسْتَجيراً بِقَضائِكَ، وَأَصْبَحَ ضَعْفي مُسْتَجيراً بِقُوَّتِكَ، وَأَصْبَحَ ذَنْبي مُسْتَجيراً بِمَغْفِرَتِكَ، وَأَصْبَحَ وَجْهِيَ الْفانِيَ الْبالِيَ مُسْتَجيراً بِوَجْهِكَ الْباقِي الدَّائِمِ الَّذي لا يَبْلى وَلا يَفْنى.
يا مَنْ لا يُواريهِ لَيْلٌ داجٍ، وَلا سَمْاءٌ ذاتُ أَبْراجٍ، وَلا حُجُبٌ ذاتُ ارْتِجاجٍ (أَتْراجٍ)(1208)، وَلا ماءٌ ثَجَّاجٌ في قَعْرِ بَحْرٍ عَجاجٍ(1209)، يا دافِعَ السَّطَواتِ، يا كاشِفَ الْكُرُباتِ، يا مُنْزِلَ الْبَرَكاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ.
أَسْأَلُكَ يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ، يا مَنْ بِيَدِهِ خَزائِنُ كُلِّ مِفْتاحٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرينَ الطَّيِّبينَ، وَأَنْ تَفْتَحَ لي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ تَحْجُبَ عَنّي فِتْنَةَ الْمُوَكَّلِ بي، وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ فَيُهْلِكُني، وَلا تَكِلْني إِلى أَحَدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَيَعْجِزَ عَنّي، وَلا تَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ، وَارْحَمْني وَتَوَفَّني مُسْلِماً، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ، وَاكْفِني بِالْحَلالِ عَنِ الْحَرامِ، وَبِالطَّيِّبِ عَنِ الْخَبيثِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم خَلَقْتَ الْقُلُوبَ عَلى إِرادَتِكَ، وَفَطَرْتَ الْعُقُولَ عَلى مَعْرِفَتِكَ، فَتَمَلْمَلَتِ الْأَفْئِدَةُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَصَرَخَتِ الْقُلُوبُ بِالْوَلَهِ، وَتَقاصَرَ وُسْعُ قَدْرِ الْعُقُولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَيْكَ، وَانْقَطَعَتِ الْأَلْفاظُ عَنْ مِقْدارِ مَحاسِنِكَ، وكَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ إِحْصاءِ نِعَمِكَ، فَإِذا وَلَجَتْ بِطُرُقِ الْبَحْثِ عَنْ نَعْتِكَ بَهَرَتْها(1210) حَيْرَةُ الْعَجْزِ عَنْ إِدْراكِ وَصْفِكَ.
فَهِيَ تَتَرَدَّدُ فِي التَّقْصيرِ عَنْ مُجاوَزَةِ ما حَدَّدْتَ لَها، إِذْ لَيْسَ لَها أَنْ تَتَجاوَزَ ما أَمَرْتَها، فَهِيَ بِالْاقْتِدارِ عَلى ما مَكَّنْتَها تَحْمَدُكَ بِما أَنْهَيْتَ إِلَيْها، وَالْأَلْسُنُ مُنْبَسِطَةٌ بِما تُمْلي عَلَيْها، وَلَكَ عَلى كُلِّ مَنِ اسْتَعْبَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَلّا يَمُلُّوا مِنْ حَمْدِكَ، وإِنْ قَصُرَتِ الْمَحامِدُ عَنْ شُكْرِكَ عَلى ما أَسْدَيْتَ إِلَيْها مِنْ نِعَمِكَ.
فَحَمِدَكَ بِمَبْلَغِ طاقَةِ جُهْدِهِمُ (حَمْدِهِمُ) الْحامِدُونَ، وَاعْتَصَمَ بِرَجاءِ عَفْوِكَ الْمُقَصِّرُونَ، وَأَوْجَسَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ الْخائِفُونَ، وَقَصَدَ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ الطَّالِبُونَ، وَانْتَسَبَ إِلى فَضْلِكَ الْمُحْسِنُونَ، وَكُلٌّ يَتَفَيَّأُ في ظِلالِ تَأْميلِ عَفْوِكَ، وَيَتَضائَلُ بِالذُّلِّ لِخَوْفِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِالتَّقْصيرِ في شُكْرِكَ.
فَلَمْ يَمْنَعْكَ صُدُوفُ مَنْ صَدَفَ عَنْ طاعَتِكَ، وَلا عُكُوفُ مَنْ عَكَفَ عَلى مَعْصِيَتِكَ إِنْ أَسْبَغْتَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ، وَأَجْزَلْتَ لَهُمُ الْقِسَمَ، وَصَرَفْتَ عَنْهُمُ النِّقَمَ، وَخَوَّفْتَهُمْ عَواقِبَ النَّدَمِ، وَضاعَفْتَ لِمَنْ أَحْسَنَ، وَأَوْجَبْتَ عَلَى الْمُحْسِنينَ شُكْرَ تَوْفيقِكَ لِلْإِحْسانِ، وَعَلَى الْمُسيء شُكْرَ تَعَطُّفِكَ بِالْامْتِنانِ، وَوَعَدْتَ مُحْسِنَهُمْ بِالزِّيادَةِ فِي الْإِحْسانِ مِنْكَ.
فَسُبْحانَكَ تُثيبُ عَلى ما بَدْؤُهُ مِنْكَ، وَانْتِسابُهُ إِلَيْكَ، وَالْقُوَّةُ عَلَيْهِ بِكَ، وَالْإِحْسانُ فيهِ مِنْكَ، وَالتَّوَكُّلُ فِي التَّوْفيقِ لَهُ عَلَيْكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْحَمْدَ لَكَ، وَأَنَّ بَدْأَهُ مِنْكَ، وَمَعادَهُ إِلَيْكَ حَمْداً لا يَقْصُرُ عَنْ بُلُوغِ الرِّضا مِنْكَ، حَمْدَ مَنْ قَصَدَكَ بِحَمْدِهِ، وَاسْتَحَقَّ الْمَزيدَ لَهُ مِنْكَ في نِعَمِهِ، وَلَكَ مُؤَيِّداتٌ مِنْ عَوْنِكَ، وَرَحْمَةٌ تَخُصُّ بِها مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ.
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاخْصُصْنا مِنْ رَحْمَتِكَ وَمُؤَيِّداتِ لُطْفِكَ، بِأَوْجَبِها لِلْإِقالاتِ، وَأَعْصَمِها مِنَ الْإِضاعاتِ، وَأَنْجاها مِنَ الْهَلَكاتِ، وَأَرْشَدِها إِلَى الْهِداياتِ، وَأَوْقاها مِنَ الْآفاتِ، وَأَعْصَمِها مِنَ الْإِضاعاتِ(1211)، وَأَوْفَرِها مِنَ الْحَسَناتِ، وَأَنْزَلِها بِالْبَرَكاتِ، وَأَزْيَدِها فِي الْقِسَمِ، وَأَسْبَغِها لِلنِّعَمِ، وَأَسْتَرِها لِلْعُيُوبِ، وَأَغْفَرِها لِلذُّنُوبِ، إِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ.
فَصَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفْوَتِكَ(1212) مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ بِأَفْضَلِ الصَّلَواتِ، وَبارِكْ عَلَيْهِ بَأَفْضَلِ الْبَرَكاتِ، بِما بَلَّغَ عَنْكَ مِنَ الرِّسالاتِ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَدَعا إِلَيْكَ، وَأَفْصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَيْكَ بِالْحَقِّ الْمُبينِ، حَتَّى أَتاهُ الْيَقينُ، وَصَلَّى الله عَلَيْهِ فِي الْأَوَّلينَ، وَصَلَّى الله عَلَيْهِ فِي الْآخِرينَ، وَعَلى آلِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ، وَاخْلُفْهُ فيهِمْ بِأَحْسَنِ ما خَلَّفْتَ بِهِ أَحَداً مِنَ الْمُرْسَلينَ بِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم لَكَ إِراداتٌ لا تُعارِضُ دُونَ بُلُوغِهَا الْغاياتُ، قَدِ انْقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجْزِ الْاسْتِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دُونَ النِّهاياتِ، فَأَيَّةُ إِرادَةٍ جَعَلْتَها إِرادَةً لِعَفْوِكَ، وَسَبَباً لِنَيْلِ فَضْلِكَ، وَاسْتِنْزالاً لِخَيْرِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وصِلْهَا اللّهم بِدَوامٍ، وَابْدَأْها بِتَمامٍ، إِنَّكَ واسِعُ الْحِباءِ، كَريمُ الْعَطاءِ، مُجيبُ النِّداءِ سَميعُ الدُّعاءِ(1213).
244) دعاء السمات المرويّ عن النائب الثاني محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
دعاء السمات وهو المعروف بدعاء الشبّور ويستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة من نهار الجمعة، رواه أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش الجوهريّ قال: حدّثني أبو الحسين عبد العزيز بن أحمد بن محمّد الحسني قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسن بن يحيى الراشديّ من ولد الحسين بن راشد قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن عمر بن الصباح قال: حضرت مجلس الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري قدّس الله روحه فقال بعضنا له:
يا سيّدي؛ ما بالنا نرى كثيراً من الناس يصدّقون شبّور اليهود على من سرق منهم وهم ملعونون على لسان عيسى بن مريم ومحمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ فقال: لهذا علّتان ظاهرة وباطنة، فأمّا الظّاهرة فإنّها أسماء الله ومدائحه إلاّ أنّها عندهم مبتورة وعندنا صحيحة موفورة عن سادتنا أهل الذّكر، نقلها لنا خلف عن سلف، حتّى وصلت إلينا، وأمّا الباطنة فإنّا روّينا عن العالم (عليه السلام) أنّه قال:
إذا دعا المؤمن يقول الله (عزَّ وجلَّ): صوت أحبّ أن أسمعه اقضوا حاجته واجعلوها معلّقة بين السّماء والأرض حتّى يكثر دعاؤه شوقاً منّي إليه، وإذا دعا الكافر يقول الله (عزَّ وجلَّ): صوت أكره سماعه اقضوا حاجته وعجّلوها له حتّى لا أسمع صوته، ويشتغل بما طلبه عن خشوعه.
قالوا: فنحن نحبّ أن تملي علينا دعاء السّمات الّذي هو للشبّور حتّى ندعو به على ظالمنا ومضطهدنا، والمخاتلين لنا والمتعزّزين علينا؟ قال: حدّثني أبو عمر عثمان بن سعيد قال: حدّثني محمّد بن راشد قال: حدّثني محمّد بن سنان قال: حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي أنّ خواصّاً من الشيعة سألوا عن هذه المسألة بعينها أبا عبد الله (عليه السلام) فأجابهم بمثل هذا الجواب، قال:
وقال أبو جعفر باقر علم الأنبياء (عليه السلام):
لو يعلم النّاس ما نعلمه من علم هذه المسائل وعظم شأنها عند الله وسرعة إجابة الله لصاحبها مع ما ادّخر له من حسن الثواب، لاقتتلوا عليها بالسّيوف، فإنّ الله يختصّ برحمته من يشاء ثمّ قال: أما إنّي لو حلفت لبررت أنّ الإسم الأعظم قد ذكر فيها فإذا دعوتم فاجتهدوا في الدّعاء بالباقي، وارفضوا الفاني، فإنّ ما عند الله خير وأبقى، الخبر بتمامه.
ثمّ قال: هذا هو من مكنون العلم ومخزون المسائل المجابة عند الله تعالى(1214).
حدّث الحسين بن محمّد بن هارون بن موسى التعلكبري قال: نسخت هذا الدعاء من كتاب دفعه إليّ الشيخ الفاضل أبو الحسن خلف بن محمّد بن خلف الماوردي بسرّ من رأى بحضرة مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن صلوات الله عليهما في شهر رمضان سنة أربعمائة، وجدت فيه نسخ هذا الحديث من أبي عليّ بن عبد الله ببغداد هكذا:
حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسن بن يحيى قال: حضرنا مجلس محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري الأسدي المنتجي (رحمه الله) ثمّ قال بعد كلام ذكره: حدّثني أبو عمرو محمّد بن سعيد العمري قال: حدّثني محمّد بن أسلم قال: حدّثني محمّد بن سنان قال: حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي، وروى الدعاء من مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) وقال في هذه الرواية: ويستحبّ أن يدعى به آخر نهار يوم الجمعة.
وقال أبو جعفر الطوسي (رضوان الله عليه) فيما ذكره: دعاء السمات مرويّ عن العَمري، ويستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
وهذا لفظ الدعاء بالرواية الأولى، فكأنّها أتمّ إن شاء الله تعالى:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ، اَلْأَعَزِّ الأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، اَلَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ(1215) أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وإِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ بِالرَّحْمَةِ انْفَرَجَتْ(1216)، وإِذَا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَ(1217)، وإِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وإِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ(1218) انْكَشَفَتْ.
وَبِجَلالِ نُورِ وَجْهِكَ الْكَريمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ، وَأَعَزِّ الْوُجُوهِ، اَلَّذي عَنَتْ(1219) لَهُ الْوُجُوهُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي بِها(1220) تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِكَ وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا.
وَبِمَشيَّتِكَ الَّتي دانَ(1221) لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتي خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ(1222)، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً(1223)، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً، وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً(1224) لِلشَّياطينِ.
وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِيَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ [فَأَحْسَنْتَ تَقْديرَها(1225)]، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْويرَها، وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً(1226)، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فَأَحْسَنْتَ تَدْبيرَها، وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ، وَعَدَدِ السِّنينَ وَالْحِسابِ(1227)، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النَّاسِ مَرْأًى واحِداً.
وَأَسْألُكَ اللّهم بِمَجْدِكَ الَّذي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الْمُقَدَّسينَ، فَوْقَ إِحْساسِ الْكَرُّوبِييّنَ(1228)، فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ، فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ في عَمُودِ النَّارِ(1229)، وَفي طُورِ سَيْناءَ، وَفي جَبَلِ حُوريثَ(1230) فِي الْوادِ الْمُقَدَّسِ(1231)، فِي(1232) الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ.
وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ(1233)، وَفِي الْمُنْبَجِساتِ(1234) الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ في بَحْرِ سُوفٍ(1235)، وَعَقَدْتَ ماءَ الْبَحْرِ في قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجَاوَزْتَ بِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى(1236) عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ(1237) فِي الْيَمِّ(1238).
وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ [الْأَعْظَمِ(1239)]، اَلْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في طُورِ سَيْناءَ، وَلِإِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بِئْرِ شِيَعٍ(1240)، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بَيْتِ إيلٍ(1241)،(1242) وَأَوْفَيْتَ لِإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ، وَلِإِسْحاقَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِحَلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ بَشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدَّاعينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ(1243).
وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمَّانِ(1244) وَبِآياتِكَ الَّتي وَقَعَتْ(1245) عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ(1246) وَالْغَلَبَةِ، بِآياتٍ(1247) عَزيزَةٍ، وَبِسُلطانِ الْقُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ(1248)، وَبِكَلِماتِكَ الَّتي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتي أَقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمينَ.
وَبِنُورِكَ الَّذي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ، وَبِعِلْمِكَ(1249) وَجَلالِكَ وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالْأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ [لَهَا الْجِبالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها، وَخَفَقَتْ(1250)](1251) لَهَا الرِّياحُ في جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ(1252) لَهَا النّيرانُ في أَوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ(1253)، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتي سَبَقَتْ لِأَبينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.
وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتي غَلَبَتْ كُلَّ شيء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ(1254) دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ.
وَبِطَلْعَتِكَ في ساعيرَ(1255)، وَظُهُورِكَ في جَبَلِ فارانَ(1256) بِرَبَواتِ(1257) الْمُقَدَّسينَ، وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصَّافّينَ، وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحينَ(1258)، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتي بارَكْتَ فيها عَلى إِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في اُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله)، وَبارَكْتَ لِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ في اُمَّةِ عيسى (عليهما السلام)، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائيلِكَ في اُمَّةِ مُوسى (عليهما السلام)، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) في عِتْرَتِهِ(1259) وَذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَاُمَّتِهِ(1260).
اللّهم وَكَما غِبْنا(1261) عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً، أَنْ تُصَلِّيَ(1262) عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، [وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ]، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، فَعَّالٌ لِما تُريدُ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1263).(1264)

* * *

وتقول بعده:
اللّهم بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتي لا يَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلا تَأْويلَها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَرْزُقَني خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بي ما أَنَا أَهْلُهُ، [وَانْتَقِمْ لي مِنْ ظالِمي، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَهَلاكَ أَعْدائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ](1265)، وَانْتَقِمْ لي مِنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وَاغْفِرْ لي مِنْ ذُنُوبي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمنينَ وَالْمُؤْمنِاتِ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِني مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ وَجارِ سَوْءٍ وَسُلْطانِ(1266) سَوْءٍ وَقَرينِ سَوْءٍ وَيَوْمِ سَوْءٍ وَساعَةِ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لي مِمَّنْ يَكيدُني وَمِمَّنْ يَنْبَغي عَلَيَّ وَيُريدُ بي وَبِأَهْلي وَأَوْلادي وَإِخْواني وَجيراني وَقَراباتي مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ظُلْماً، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ(1267) قَديرٌ، وَبِكُلِّ شيء عَليمٌ، آمينَ رَبِّ الْعالَمينَ(1268).(1269)
ثمّ قل:
اللّهم بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً(1270).
في جمال الصالحين ذكر هذا الدعاء:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الدُّعاءِ، وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْماءِ، وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسيرِ وَالتَّدْبيرِ الَّذي لا يُحيطُ بِهِ إِلّا أَنْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ في عافِيَةٍ، وَتُهْلِكَ أَعْدائَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ تَرْزُقَنا بِهِمْ خَيْرَ ما نَرْجُو، وَخَيْرَ ما لا نَرْجُو، وَتَصْرِفَ بِهِمْ عَنَّا شَرَّ ما نَحْذَرُ، وَشَرَّ ما لا نَحْذَرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ(1271).
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): وجدت في نسخة اُخرى قرء أمير المؤمنين (عليه السلام) عقيب دعاء السمات هذه الكلمات:
يا عُدَّتي عِنْدَ كُرْبَتي، وَيا غِياثي عِنْدَ شِدَّتي، وَيا وَلِيّي في نِعْمَتي، وَيا مُنْجِحي في حاجَتي، وَيا مَفْزَعي في وَرْطَتي، وَيا مُنْقِذي مِنْ هَلَكَتي، وَيا كالِئي في وَحْدَتي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي خَطيئَتي وَيَسِّرْ لي أَمْري، وَاجْمَعْ لي شَمْلي، وَأَنْجِحْ لي طَلِبَتي، وَأَصْلِحْ لي شَأْني، وَاكْفِني ما أَهَمَّني، وَاجْعَلْ لي مِنْ أَمْري فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَ الْعافِيَةِ، أَبَداً ما أَبْقَيْتَني، وَعِنْدَ وَفاتي إِذا تَوَفَّيْتَني، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يا رَبَّ الْعالَمينَ(1272).
قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس (رحمه الله): ورأيت في بعض تفسير كلمات في هذه الدّعوات: أنّ جبل حوريث - وقيل: حوريثا - هو الجبل الّذي خاطب الله جلّ جلاله موسى (عليه السلام) في أوّل خطابه، وتابوت يوسف (عليه السلام) حمل إلى ناحية جبل حوريثا من ناحية طور سيناء، وبحر سوف بلسان العبريّة يومسوف أي بحر بعيد، وساعير جبل يدعى جبل السّراء كان عيسى (عليه السلام) يناجى الله جلّ جلاله عليه، وجبل فاران هو الجبل الّذي كان محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يناجي الله جلّ جلاله عليه، وهو قريب من مكّة(1273).
قال محمّد بن عليّ الراشدي: ما دعوت به في ملمّة ولا مهمّ إلّا رأيت سرعة الإجابة، ومن اتّخذ هذا الدعاء في كلّ وجه يتوجّه فيه، أو في كلّ حاجة يقصدها ويجعله أمام خروجه إلى عدوّ يخافه، أو سلطان يخشاه، قضيت حاجته ولم يخش أحداً، ومن لم يقدر على تلاوته، فليكتبه في رقعة ولتكن معه.
قال العلّامة الشيخ محمّد باقر البيرجندي (رحمه الله) في فاكهة الذاكرين ما معناه: وفي إجابة الدعاء لا نظير له.
وذكر المرحوم السيّد محمّد خامنه التبريزي في مجموعة له ما معناه: قراءة دعاء السمات في آخر ساعة من يوم الجمعة، مجرّبة لقضاء الحوائج، وخاصّة لدفع العدوّ، ومن اليقينيّات لا سيّما لو قرئه أربعين يوم جمعة(1274).
245) دعاء يوم عيد الفطر المرويّ عن محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)
روى محمّد بن أبي قرّة في كتابه بإسناده إلى أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكري رضى الله عنه قال: سألت أبابكر أحمد بن محمّد بن عثمان البغدادي (رحمه الله) أن يخرج إليّ دعاء شهر رمضان الّذي كان عمّه الشّيخ أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري رضى الله عنه وأرضاه يدعو به، فأخرج إليّ دفتراً مجلّداً بأحمر، فيه أدعية شهر رمضان من جملتها الدعاء بعد صلاة الفجر يوم الفطر:
اللّهم إِنّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامي، وَعَلِيٍّ مِنْ خَلْفي وَعَنْ يَميني وَأَئِمَّتي عَنْ يَساري، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذابِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفى لا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ، فَهُمْ أَئِمَّتي، فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفي مِنْ عِقابِكَ وَسَخَطِكَ، وَأَدْخِلْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ.
أَصْبَحْتُ بِالله مُؤْمِناً مُخْلِصاً عَلى دينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى دينِ عَلِيٍّ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى دينِ الْأَوْصِياءِ وَسُنَّتِهِمْ، آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَأَرغَبُ إِلَى الله تَعالى فيما رَغِبَ فيهِ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالْأَوْصِياءُ، وَأَعُوذُ بِالله مِنْ شَرِّ مَا استعاذوا مِنْهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، وَلا عِزَّةَ وَلا مَنْعَةَ وَلا سُلْطانَ إِلّا لله الْواحِدِ الْقَهَّارِ الْعَزيزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله «فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ»(1275).
اللّهم إِنّي اُريدُكَ فَأَرِدْني، وَأَطْلُبُ ما عِنْدَكَ فَيَسِّرْهُ لي، وَاقْضِ لي حَوائِجي فَإِنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ»(1276)، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ، بِما أَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْآنِ، وَخَصَّصْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ بِتَصْييرِكَ فيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقُلْتَ «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»(1277).
اللّهم وَهذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ، وَلَياليهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ مِنْهُ يا إِلهي إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنْ عَدَدي، فَأَسْأَلُكَ يا إِلهي بِما سَأَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ.
وَأَنْ تَتَقَبَّلَ مِنّي كُلَّما تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِتَضْعيفِ عَمَلي، وَقَبُولِ تَقَرُّبي وَقُرُباتي، وَاسْتِجابَةِ دُعائي، وَهَبْ لي مِنْكَ عِتْقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَالْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ فَزَ عٍ، وَمِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ.
أَعُوذُ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ وَحُرْمَةِ الصَّالِحينَ، أَنْ يَنْصَرِمَ هذَا الْيَوْمِ، وَلَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ تُريدُ أَنْ تُؤاخِذَني بِها، أَوْ ذَنْبٌ تُريدُ أَنْ تُقايِسَني بِهِ، وَتُشْقِيَني وَتَفْضَحَني بِهِ، أَوْ خَطيئَةٌ تُريدُ أَنْ تُقايِسَني بِها وَتَقْتَصَّها مِنّي لَمْ تَغْفِرْها لي، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ الْفَعَّالِ لِما يُريدُ، اَلَّذي يَقُولُ لِلشيء كُنْ فَيَكُونُ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، إِنْ كُنْتَ رَضيتَ عَنّي في هذَا الشَّهْرِ أَنْ تَزيدَني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري رِضاً، فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنّي في هذَا الشَّهْرِ، فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّي السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، وَاجْعَلْني في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي هذَا الْمَجْلِسِ مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَطُلَقائِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، وَسُعَداءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أَنْ تَجْعَلَ شَهْري هذا خَيْرَ شَهْرِ رَمَضانَ عَبَدْتُكَ فيهِ، وَصُمْتُهُ لَكَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ مُنْذُ أَسْكَنْتَني فيهِ، أَعْظَمَهُ أَجْراً، وَأَتَمَّهُ نِعْمَةً، وَأَعَمَّهُ عافِيَةً، وَأَوْسَعَهُ رِزْقاً، وَأَفْضَلَهُ عِتْقاً مِنَ النَّارِ، وَأَوْجَبَهُ رَحْمَةً، وَأَعْظَمَهُ مَغْفِرَةً، وَأَكْمَلَهُ رِضْواناً، وَأَقْرَبَهُ إِلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى.
اللّهم لا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضانَ صُمْتُهُ لَكَ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ حَتَّى تَرْضى وَبَعْدَ الرِّضا، وَحَتَّى تُخْرِجَني مِنَ الدُّنْيا سالِماً وَأَنْتَ عَنّي راضٍ وَأَنَا لَكَ مَرْضِيٌّ.
اللّهم اجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ تُثيبُ وَتُسَمّي وَتَقْضي لَهُ، وَتَزيدُ وَتُحِبُّ لَهُ وَتَرْضى، وَأَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في هذَا الْعامِ، وَفي كُلِّ عامٍ، اَلْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، اَلمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، اَلْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، اَلْمُتَقَبَّلِ مِنْهُمْ مَناسِكُهُمْ، اَلْمُعافينَ عَلى أَسْفارِهِمْ، اَلْمُقْبِلينَ عَلى نُسُكِهِمْ، اَلْمَحْفُوظينَ في أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ وَذَراريهِمْ، وَكُلِّ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِمْ.
اللّهم اقْلِبْني مِنْ مَجْلِسي هذا، في شَهْري هذا، في يَوْمي هذا، في ساعَتي هذِهِ، مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لي، مَغْفُوراً ذَنْبي، مُعافاً مِنَ النَّارِ، وَمُعْتَقاً مِنْها عِتْقاً لا رِقَّ بَعْدَهُ أَبَداً، وَلا رَهْبَةَ يا رَبَّ الْأَرْبابِ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فيما شِئْتَ، وأَرَدْتَ وَقَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وَحَتَمْتَ وَأَنْفَذْتَ أَنْ تُطيلَ عُمْري، وَأَنْ تُنْسِئَ في أَجَلي، وَأَنْ تُقَوِّيَ ضَعْفي، وَأَنْ تُغْنِيَ فَقْري، وَأَنْ تَجْبُرَ فاقَتي، وَأَنْ تَرْحَمَ مَسْكَنَتي، وَأَنْ تُعِزَّ ذُلّي، وَأَنْ تَرْفَعَ ضَعَتي، وَأَنْ تُغْنِيَ عائِلَتي، وَأَنْ تُؤْنِسَ وَحْشَتي، وَأَنْ تُكْثِرَ قِلَّتي، وأَنْ تُدِرَّ رِزْقي في عافِيَةٍ وَيُسْرٍ وَخَفْضٍ.
وَأَنْ تَكْفِيَني ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي، وَلا تَكِلَني إِلى نَفْسي فَأَعْجِزَ عَنْها، وَلا إِلَى النَّاسِ فَيَرْفِضُوني، وَأَنْ تُعافِيَني في ديني وَبَدَني وَجَسَدي وَرُوحي وَوُلْدي وَأَهْلي وَأَهْلِ مَوَدَّتي وإِخْواني وَجيراني مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ، اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَالْإيمانِ ما أَبْقَيْتَني، فَإِنَّكَ وَلِيّي وَمَوْلايَ، وَثِقَتي وَرَجائي، وَمَعْدِنُ مَسْأَلَتي، وَمَوْضِعُ شَكْوايَ، وَمُنْتَهى رَغْبَتي.
فَلا تُخَيِّبْني في رَجائي يا سَيِّدي وَمَوْلايَ، وَلا تُبْطِلْ طَمَعي وَرَجائي، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَدَّمْتُهُمْ إِلَيْكَ أَمامي، وَأَمامَ حاجَتي وَطَلِبَتي، وَتَضَرُّعي وَمَسْأَلَتي، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَإِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ، فَاخْتِمْ لي بِهِمُ السَّعادَةَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
زيادة فيه:
مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهِمْ، فَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ وَالْأَمْنِ وَالسَّلامَةِ وَالْإيمانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّضْوانِ وَالسَّعادَةِ وَالْحِفْظِ، يا الله أَنْتَ لِكُلِّ حاجَةٍ لَنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعافِنا وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ لا طاقَةَ لَنا بِهِ، وَاكْفِنا كُلَّ أَمْرٍ مِنْ اُمُورِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَسَلَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ(1278).
بيان: زلفى مصدر بمعنى القرب مفعول مطلق من غير لفظ الفعل فهو حسبه أي كافيه بالغ أمره أي يبلغ ما يريد فلا يفوته مراد، وقرئ بالإضافة وبغيرها، اللّهم إنّي اُريدك بالعبادة والسّؤال فأردني بالقبول والثّواب والإجابة أن تقايسني به أي تجزيني بمقداره، وأصل القياس تقدير الشيء على مثاله وتشقيني على بناء الإفعال أي تجعلني محروماً عن الخير والثّواب بسببه، والشقاوة ضدّ السعادة.
وقال الجوهري: أقصّ الأمير فلاناً من فلان إذا اقتصّ له منه، فجرحه مثل جرحه، أو قتله قوداً، وتقاصّ القوم إذا قاصّ كلّ واحد منهم صاحبه في حساب أو غيره انتهى.
بحرمة وجهك أي ذاتك وابتله أي أقطعه، والبتل القطع، وصدقة بتلة: أي منقطعة عن المال لا رجوع فيها وأن تقوّي ضعفي الإسناد فيه وفيما بعده مجازيّ، والمعنى تقويني في حال ضعفي.
وأن تغنى عائلتي لم أر فيما عندنا من كتب اللّغة العائلة مصدراً كما يقتضيه سياق سائر الفقرات. قال الفيروزآبادي: عال يعيل عيلاً وعيلة وعيولاً ومعيلاً افتقر فهو عائل، والجمع عالة وعُيّل وعَيْلى والإسم العيلة انتهى، ولعلّه كان في الأصل عيلتي، أو المعنى تغنى الجماعة العائلة المنسوبة إليّ من أقاربي وأصحابي، وهذه الفقرة ليست في المصباح وغيره.
وأن تكثر قلّتي أي قلّة مالي وأولادي وأصحابي وأعواني، والخفض الدّعة والرّاحة، والرّفض الترك.
أقول: أورد الشيخ والكفعميّ وغيرها هذا الدّعاء بعد صلاة العيد بأدنى تغيير، فاخترت ما في الإقبال لكونه مسنداً.
وقال ابن البرّاج (رحمه الله) في المهذّب: فإذا كان يوم العيد بعد صلاة الفجر فإنّه يستحبّ للإنسان أن يدعو بهذا الدّعاء فيقول ثمّ ذكر الدّعاء موافقاً لما في المصباح وغيره. فمن أراده فليرجع إليها(1279).
246) زيارة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير المنقولة عن عثمان بن سعيد وحسين بن روح (قدّس سرّه)ما
أخبرني الفقيه الأجلّ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي رضى الله عنه، عن الفقيه العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمّد بن محمّد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما، وذكر أنّه (عليه السلام) زار بها في يوم الغدير في السنة الّتي اشخصه المعتصم.
تقف عليه صلوات الله عليه وتقول:
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، أَمينِ الله عَلى وَحْيِهِ، وَعَزائِمِ أَمْرِهِ، اَلْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ، وَمَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَعِبادِهِ الصَّالِحينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين، وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَوَلِيَّ رَبِّ الْعالَمينَ، وَمَوْلايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين(1280)، يا أَمينَ الله في أَرْضِهِ، وَسَفيرَهُ في خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ الْبالِغَةَ عَلى عِبادِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا دينَ الله الْقَويمَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، اَلَّذي هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين، آمَنْتَ بِالله وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ(1281)، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً لَهُ الدّينَ، صابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، أَلا لَعْنَةُ الله عَلىَ الظَّالِمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُسْلِمينَ، وَيَعْسُوبَ الْمُؤْمِنينَ، وَإِمامَ الْمُتَّقينَ، وَقائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ، وَأَمينُهُ عَلى شَرْعِهِ، وَخَليفَتُهُ في اُمَّتِهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالله، وَصَدَّقَ بِما أَنْزَلَ عَلى نَبِيِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ الله ما أَنْزَلَهُ فيكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِهِ، وَأَوْجَبَ عَلى اُمَّتِهِ فَرْضَ وِلايَتِكَ، وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وَجَعَلَكَ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَما جَعَلَهُ الله كَذلِكَ.
ثُمَّ أَشْهَدَ الله تَعالى عَلَيْهِمْ فَقالَ: أَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقالُوا: اللّهم بَلى، فَقالَ: اللّهم أَشْهَدُ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَحاكِماً بَيْنَ الْعِبادِ، فَلَعَنَ الله جاحِدِ وِلايَتَكَ بَعْدَ الْإِقْرارِ، وَناكِثِ عَهْدَكَ بَعْدَ الْميثاقِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْفَيْتَ بِعَهْدِ الله تَعالى وَأَنَّ الله تَعالى مُوفٍ بِعَهْدِهِ لَكَ، «وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتيهِ أَجْراً عَظيماً»(1282).
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أمير المؤمنين الْحَقُّ، اَلَّذي نَطَقَ بِوِلايَتِكَ التَّنْزيلُ، وَأَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْاُمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَعَمَّكَ وَأَخاكَ، اَلَّذينَ تاجَرْتُمُ الله بِنُفُوسِكُمْ، فَأَنْزَلَ الله فيكُمْ «إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في سَبيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ * اَلتَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنينَ»(1283).
أَشْهَدُ يا أمير المؤمنين أَنَّ الشَّاكَّ فيكَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمينِ، وَأَنَّ الْعادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عادِلٌ(1284) عَنِ الدّينِ الْقَويمِ، اَلَّذِي ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ الْعالَمينَ، فَأَكْمَلَهُ بِوِلايَتِكَ يَوْمَ الْغَديرِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِ الْعَزيزِ الرَّحيمِ «وَإِنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ»(1285)، ضَلَّ وَالله وَأَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواكَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عاداكَ.
اللّهم سَمِعْنا لِأَمْرِكَ، وَأَطَعْنا وَاتَّبَعْنا صِراطَكَ الْمُسْتَقيمَ، فَاهْدِنا رَبَّنا، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ الْهُدى عَنْ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشَّاكِرينَ لِأَنْعُمِكَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً، وَلِلتُّقى مُحالِفاً، وَعَلى كَظْمِ الْغَيْظِ قادِراً، وَعَنِ النَّاسِ عافِياً، وَإِذا عُصِيَ الله ساخِطاً، وَإِذا اُطيعَ الله راضِياً، وَبِما عَهِدَ الله إِلَيْكَ عامِلاً(1286)، راعِياً مَا اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً مَا اسْتُوْدِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضارِعاً، وَلا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جازِعاً، وَلا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجاهِدَةِ عاصيكَ(1287) ناكِلاً، وَلا أَظْهَرْتَ الرِّضا بِخِلافِ ما يُرْضِيَ الله مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما أَصابَكَ في سَبيلِ الله، وَلا ضَعُفْتَ وَلَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُراقِباً(1288).
مَعاذَ الله أَنْ تَكُونَ كَذلِكَ، بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ فَاحْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وَفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ، وَذَكَّرْتَ فَما ذَكَرُوا، وَوَعَظْتَ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ الله فَما يَخافُوا(1289).
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ يا أمير المؤمنين جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، حَتَّى دَعاكَ الله إِلى جَوارِهِ، وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ، لِتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ، مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين عَبَدْتَ الله مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِي الله صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِياً مَرْضاةَ ما عِنْدَ الله، راغِباً فيما وَعَدَ الله.
لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلاتَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَلا تَحْجِمُ عَنْ مَحارِبِ، أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ، وَافْتَرى باطِلاً عَلَيْكَ، وَأَوْلى لِمَنْ عَنَدَ(1290) عَنْكَ.
لَقَدْ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ الْجِهادِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى صَبْرَ احْتِسابٍ، وَأَنْتَ اَوَّلُ مَنْ امَنَ بِالله، وَصَلَّى لَهُ، وَجاهَدَ وَأَبْدى صَفْحَتَهُ في دارِ الشِّرْكِ، وَالْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّيْطانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً.
وَأَنْتَ الْقائِلُ لا تَزيدُني كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلي عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنّي وَحْشَةً، وَلَوْ أَسْلَمَنِي النَّاسُ جَميعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً، إِعْتَصَمْتَ بِالله فَعَزَّزْتَ، وَآثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَى الْاُولى فَزَهَّدْتَ، وَأَيَّدَكَ الله وَهَداكَ، وَأَخْلَصَكَ وَاجْتَباكَ.
فَما تَناقَضَتْ أَفْعالُكَ، وَلَا اخْتَلَفَتْ أَقْوالُكَ، وَلا تَقَلَّبَتْ أَحْوالُكَ، وَلَا ادَّعَيْتَ وَلَا افْتَرَيْتَ عَلَى الله كَذِباً، وَلا شَرِهْتَ إِلَى الْحُطامِ، وَلا دَنَّسَكَ الْآثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَيَقينٍ مِنْ أَمْرِكَ، تَهْدي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى صِراطٍ(1291) مُسْتَقيمٍ.
أَشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ، وَاُقْسِمُ بِالله قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَآلِهِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ ساداتُ الْخَلْقِ، وَأَنَّكَ مَوْلايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَأَنَّكَ عَبْدُ الله وَوَلِيُّهُ وَأَخُو الرَّسُولِ، وَوَصِيُّهُ وَوارِثُهُ، وَأَنَّهُ الْقائِلُ لَكَ: وَالَّذي بَعَثَني بِالْحَقِّ ما آمَنَ بي مَنْ كَفَرَ بِكَ، وَلا أَقَرَّ بِالله مَنْ جَحَدَكَ.
وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى الله تَعالى وَلا إِلَيَّ مَنْ لا يُهْدي بِكَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبّي (عزَّ وجلَّ): «وَإِنّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى»(1292) إِلى وِلايَتِكَ.
مَوْلايَ فَضْلُكَ لا يَخْفى، وَنُورُكَ لا يُطْفَأُ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقى، مَوْلايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبادِ، وَالْهادي إِلَى الرَّشادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعادِ.
مَوْلايَ لَقَدْ رَفَعَ الله فِي الْاُولى مَنْزِلَتَكَ، وَأَعْلى فِي الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وَبَصَّرَكَ ما عَمِيَ عَلى مَنْ خالَفَكَ، وَحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَواهِبِ الله لَكَ.
فَلَعَنَ الله مُسْتَحِلِّي الْحُرْمَةِ مِنْكَ وَذائِدِ الْحَقِّ عَنْكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ الْأَخْسَرُونَ، الَّذينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ، وَهُمْ فيها كالِحُونَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ما أَقْدَمْتَ، وَلا أَحْجَمْتَ، وَلا نَطَقْتَ، وَلا أَمْسَكْتَ إِلّا بِأَمْرٍ مِنَ الله وَرَسُولِهِ، قُلْتَ وَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله)، أَضْرِبُ قُدَّامَهُ بِسَيْفي(1293).
فَقالَ: يا عَلِيُّ أَنْتَ عِنْدي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَأَعْلَمَكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَحَياتَكَ مَعي وَعَلى سُنَّتي، فَوَالله ما كَذِبْتُ وَلا كُذِّبْتُ، وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضَلَّ بي، وَلا نَسيتُ ما عَهِدَ إِلَيِّ رَبّي، وَأَنّي لَعَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبّي، بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ، وَبَيَّنَهَا النَّبِيُّ لي، وَأَنّي لَعَلَى الطَّريقِ الْواضِحِ، أَلْفِظْهُ لَفْظاً، صَدَقْتَ وَالله وَقُلْتَ الْحَقَّ.
فَلَعَنَ الله مَنْ ساواكَ بِمَنْ ناواكَ، وَالله جَلَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذينَ لا يَعْلَمُونَ»(1294)، وَلَعَنَ الله مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ الله عَلَيْهِ وِلايَتَكَ.
وَأَنْتَ وَلِيُّ الله وَأَخُو رَسُولِهِ، وَالذَّابُّ عَنْ دينِهِ، وَالَّذي نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضيلِهِ، قالَ الله تَعالى: «وَفَضَّلَ الله الْمُجاهِدينَ عَلَى الْقاعِدينَ أَجْراً عَظيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ الله غَفُوراً رَحيماً»(1295).
وَقالَ الله تَعالى: «أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْاخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ الله لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ الله وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ * الَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا في سَبيلِ الله بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ الله وَاُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ * خالِدينَ فيها أَبَداً إِنَّ الله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظيمٌ»(1296).
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ الله، اَلْمُخْلِصُ لِطاعَةِ الله، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدى بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّكَ أَحَداً، وَأَنَّ الله تَعالَى اسْتَجابَ لِنَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله) فيكَ دَعْوَتَهُ.
ثُمَّ أَمْرَهُ بِإِظْهارِ ما أَوْلاكَ لِاُمَّتِهِ، إِعْلاءً لِشَأْنِكَ، وَإِعْلاناً لِبُرْهانِكَ، وَدَحْضاً لِلْأَباطيلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذيرِ، فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقينَ، وَاتَّقى فيكَ الْمُنافِقينَ، أَوْحَى الله رَبُّ الْعالَمينَ: «يا أَيَّهُا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»(1297).
فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ أَوْزارَ الْمَسيرِ، وَنَهَضَ في رَمْضاءِ الْهَجيرِ، فَخَطَبَ فَأَسْمَعَ، وَنادى فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ، فَقالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقالُوا: اللّهم بَلى، فَقالَ: اللّهم اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ: أَلَسْتُ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقالُوا: بَلى، فَأَخَذَ بِيَدِكَ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهم والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
فَما آمَنَ بِما أَنْزَلَ الله فيكَ عَلى نَبِيِّهِ إِلّا قَليلٌ، وَلا زادَ أَكْثَرُهُمْ إِلّا تَخْسيراً، وَلَقَدْ أَنْزَلَ الله تَعالى فيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهُونَ: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِيَ الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكافِرينَ يُجاهِدُونَ في سَبيلِ الله وَلا يَخافُونَ لَوْمَةُ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله واسِعٌ عَليمٌ»(1298).
«إِنَّما وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغالِبُونَ»(1299).
رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
اللّهم إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هذا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَالْعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ، «وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ»(1300).
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين، وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَأَوَّلَ الْعابِدينَ، وَأَزْهَدَ الزَّاهِدينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ.
أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَيَتيماً وَأَسيراً لِوَجْهِ الله، لا تُريدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً، وَفيكَ أَنْزَلَ الله تَعالى: «وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(1301).
وَأَنْتَ الْكاظِمُ لِلْغَيْظِ، وَالْعافي عَنِ النَّاسِ، وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ، وَأَنْتَ الصَّابِرُ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحينَ الْبَأْسِ، وَأَنْتَ الْقاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَالْعادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَالْعالِمُ بِحُدُودِ الله مِنْ جَميعِ الْبَرِيَّةِ.
وَالله تَعالى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: «أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً لِما كانُوا يَعْمَلُونَ»(1302).
وَأَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزيلِ وَحُكْمِ التَّأْويلِ، وَنَصْرِ الرَّسُولِ، وَلَكَ الْمَواقِفُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْمَقاماتُ الْمَشْهُورَةُ وَالْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ، يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ الْأَحْزابِ، «إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُوناً * هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَديداً * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلّا غُرُوراً * وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَريقٌ مِنْهُمُ النَّبِيُّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِي بِعَوْرَةٍ إِنْ يُريدُونَ إِلّا فِراراً»(1303).
وَقالَ الله تَعالى: «وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلّا إيماناً وَتَسْليماً»(1304).
فَقَتَلْتَ عَمْرَوهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ «وَرَدَّ الله الَّذينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى الله الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ وَكانَ الله قَوِيّاً عَزيزاً»(1305).
وَيَوْمَ أُحُدٍ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ في اُخْراهُمْ، وَأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ الْمُشْرِكينَ عَنِ النَّبِيِّ ذاتِ الْيَمينِ وَذاتِ الشِّمالِ، حَتَّى صَرَفَهُما عَنْكُمُ الْخائِفينَ، وَنَصَرَ بِكَ الْخاذِلينَ.
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلى ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزيلُ: «إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ الله سَكينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنينَ»(1306).
وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ يَليكَ، وَعَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنادِي الْمُنْهَزِمينَ: يا أَصْحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمْ الْمَؤُونَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ.
فَعادُوا آيِسينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، راجينَ وَعْدَ الله تَعالى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِكَ قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ، «ثُمَّ يَتُوبُ الله مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ»(1307)، وَأَنْتَ حائِزُ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظيمِ الْأَجْرِ.
وَيَوْمَ خَيْبَرٍ إِذْ أَظْهَرَ الله خَوْرَ الْمُنافِقينَ، وَقَطَعَ دابِرَ الْكافِرينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، «وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا الله مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ الله مَسْئُولاً»(1308).
مَوْلايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ، وَالْمَحَجَّةُ الْواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَالْبُرْهانُ الْمُنيرُ، فَهَنيئاً لَكَ ما أَتاكَ الله مِنْ فَضْلٍ، وَتَبَّاً لِشانِئِكَ ذِي الْجَهْلِ.
شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ (صلّى الله عليه وآله) جَميعَ حُرُوبِهِ وَمَغازيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ، وَبَصيرَتِكَ بِما فِي الْأُمُورِ، أَمَّرَكَ فِي الْمَواطِنِ، وَلَمْ يَكُ عَلَيْكَ أَميرٌ، وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضاءِ عَزْمِكَ فيهِ التُّقى، وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ في نَيْلَةِ الْهَوى، فَظَنَّ الْجاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ إِنْتَهى، ضَلَّ وَالله الظَّانُّ لِذلِكَ وَمَا اهْتَدى.
وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ ما أَشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرى بِقَوْلِكَ صَلَّى الله عَلَيْكَ: قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحيلَةِ، وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَى الله، فَيَدَعُها رَأْيَ الْعَيْنِ، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا جَريحَةَ لَهُ فِي الدّينِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ.
وَإِذْ ماكَرَكَ النَّاكِثانِ فَقالا: نُريدُ الْعُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُما: لَعَمْري لَما تُريدانِ الْعُمْرَةَ لكِنِ الْغَدْرَةَ، وَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِما، وَجَدَّدْتَ الْميثاقَ فَجَدَّا فِي النِّفاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما أَغْفَلا وَعادا، وَمَا انْتَفَعا، وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً.
ثُمَّ تَلاهُما أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْأَعْذارِ، وَهُمْ لا يَدينُونَ دينَ الْحَقِّ وَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هِمَجٌ رِعاعٌ ضالُّونَ، وَبِالَّذي اُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ فيكَ كافِرُونَ، وَلِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ.
وَقَدْ أَمَرَ الله تَعالى بِاتِّباعِكِ وَنَدَبَ إِلى نَصْرِكَ، قالَ الله تَعالى: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ»(1309).
مَوْلايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمَسِ، وَلَكَ سابِقَةُ الْجِهادِ عَلى تَصْديقِ التَّنْزيلِ، وَلَكَ فَضيلَةُ الْجَهادِ عَلى تَحْقيقِ التَّأْويلِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ الله، جاحِدٌ لِرَسُولِ الله، يَدْعُو باطِلاً، وَيَحْكُمُ جائِراً، وَيَتَأَمَّرُ غاصِباً، وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.
وَعَمَّارٌ يُجاهِدُ وَيُنادي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: اَلرَّواحَ الرَّواحَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقى، فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ وَقالَ: قالَ لي رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله): آخَرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَنٍ وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْباغِيَةُ، فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعادِيَةِ الْفَزاري فَقَتَلَهُ.
فَعَلى أَبِي الْعادِيَةِ لَعْنَةُ الله وَلَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ أَجْمَعينَ، وَعَلى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَسَلَلْتَ عَلَيْهِ سَيْفَكَ يا أمير المؤمنين مِنَ الْمُشْرِكينَ وَالْمُنافِقينَ إِلى يَوْمِ الدّينِ، وَعَلى مَنْ رَضِيَ بِما ساءَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ، وَأَغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ، أَوْ أَعانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسانٍ، أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجَهادِ مَعَكَ، أَوْ غَمِطَ فَضْلَكَ، أَوْ جَحَدَ حَقَّكَ، أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ الله أَوْلى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَسَلامُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرينَ، إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.
وَالْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَالْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّدّيقَةِ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ النِّساءِ فَدَكاً، وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَشَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَعِتْرَةِ أَخيكَ الْمُصْطَفى صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْلَى الله تَعالى عَلَى الْاُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَأَبانَ فَضْلَكُمْ، وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعالَمينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطهيراً، قالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلّينَ»(1310).
فَاسْتَثْنَى الله تَعالى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفى وَأَنْتَ يا سَيِّدَ الْأَوْصِياءِ مِنْ جَميعِ الْخَلْقِ، فَما أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبى مَكْراً، أَوْ حادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً.
فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلى ما أَجْرَيا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ الله لَكَ، فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الْأَنْبِياءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الْأَنْصارِ، وَأَشْبَهْتَ فِي الْبَياتِ عَلَى الْفَراشِ الذَّبيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ، إِذْ أَجَبْتَ كَما أَجابَ، وَأَطَعْتَ كَما أَطاعَ إِسْماعيلَ صابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قالَ لَهُ: «يا بُنَيَّ إِنّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إِنْ شاءَ الله مِنَ الصَّابِرينَ»(1311).
وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَباتَكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْكُما، وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْطَجِعَ في مَرْقَدِهِ، واقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ، أَسْرَعْتَ إِلى إِجابَتِهِ مُطيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ الله تَعالى طاعَتَكَ، وَأَبانَ عَنْ جَميلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْري نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله»(1312).
ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفَّيْنِ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حيلَةً وَمَكْراً، فَأَعْرَضَ الشَّكُّ، وَعُرِفَ الْحَقُّ، وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَهارُونُ يُناديهِمْ: «يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمانُ فَاتَّبَعُوني وَأَطيعُوا أَمْري * قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى»(1313).
وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ قُلْتَ: يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخَدَعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وَخَالَفُوا عَلَيْكَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ، فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ إِلَى الله مِنْ فِعْلِهِمْ وَفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ.
فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلْزَمُوكَ عَلى سَفَهِ التَّحْكيمِ الَّذي أَبَيْتَهُ، وَأَحَبُّوهُ وَحَظَرْتَهُ، وَأَباحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ.
وَأَنْتَ عَلى نِهَجِ بَصيرَةٍ وَهُدًى، وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمًى، فَما زالُوا عَلَى النِّفاقِ مُصِرّينَ، وَفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدينَ، حَتَّى أَذاقَهُمُ الله وَبالَ أَمْرِهِمْ، فَأَماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ، فَشَقِيَ وَهَوى، وَأَحْيا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعِدَ فَهَدى، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ غادِيَةً وَرائِحَةً، وَعاكِفَةً وَذاهِبَةً، فَما يُحيطُ الْمادِحُ وَصْفَكَ، وَلا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ.
أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبادِهِ، وَأَخْلَصُهُمْ زَهادَةً، وَأَذَبَّهُمْ عَنِ الدّينِ، أَقَمْتَ حُدُودَ الله بِجُهْدِكَ، وَفَلَلْتَ عَساكِرَ الْمارِقينَ بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنانِكَ، وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ، وَتَكْشِفُ لَبْسَ الْباطِلَ عَنْ صَريحِ الْحَقِّ، لا تَأْخُذُكَ فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ.
وَفي مَدْحِ الله تَعالى لَكَ غِنًى عَنْ مَدْحِ الْمادِحينَ وَتْقريظِ الْواصِفينَ، قالَ الله تَعالى: «مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهِمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْديلاً»(1314).
وَلَمَّا رَأَيْتَ قَدْ قَتَلْتَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ، وَصَدَّقَكَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله) وَعْدَهُ، فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ: أَما آنَ أَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ، أَمْ مَتى يُبْعَثُ أَشْقاها، واثِقاً بِأَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَبَصيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، قادِماً عَلَى الله، مُسْتَبْشِراً بِبَيْعِكَ الَّذي بايَعْتَهُ بِهِ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ.
اللّهم الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِياءِ أَنْبِيائِكَ بِجَميعِ لَعَناتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَأَنْكَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقينِ، وَالْإِقْرارِ بِالْوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدّينَ.
اللّهم الْعَنْ قَتَلَةَ أمير المؤمنين وَمَنْ قَتَلَتَهُ(1315)، وَأَشْياعَهُمْ وَأَنْصارَهُمْ، اللّهم الْعَنْ ظالِمِي الْحُسَيْنِ وَقاتِليهِ وَالْمُتابِعينَ عَدُوَّهُ وَناصِريهِ، وَالرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ وَخاذِليهِ لَعْناً وَبيلاً.
اللّهم الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمانِعيهِمْ حُقُوقَهُمْ. اللّهم خُصَّ أَوَّلَ ظالِمٍ وَغاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِما سَنَّ إِلى يَوْمِ الدّينِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتِمِ النَّبِيّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ(1316) وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكينَ، وَبِمُوالاتِهِمْ مِنَ الْفائِزينَ الْآمِنينَ، الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا يَحْزَنُونَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ(1317).
قال المحدّث القمي (رحمه الله): ومن المناسب بيان فائدتان عظيمتان:
الاُولى: أنّ الشيخ الجليل محمّد بن المشهدي (رحمه الله) وهو من أعاظم العلماء أتى في كتابه المزار بعد ذكر الزيارة الشريفة بسند معتبر جدّاً وسند قليل من الأخبار بهذه القوّة.
وهذا بيانه: وأخبرني الفقيه الأجلّ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي رضى الله عنه، عن الفقيه العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده محمّد بن الحسن، عن محمّد بن محمّد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما... الخ.
الثانية: قال في المزار القديم بعد ذكر سند الزيارة: عن الشيخ الجليل عثمان بن سعيد العمرى قدّس الله أرواحهم عن مولانا أبي محمّد الحسن العسكري عن مولانا أبيه عليّ بن محمّد الهادي صلوات الله عليهم وذكر أنّه (عليه السلام) زار بها مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير في السنة الّتي اشخصه فيها المعتصم فتقف على ضريح مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وكلّما حضرت مشهده الشريف وأين حللت من البلاد فزره بهذه الزيارة وخصوصاً يوم الغدير(1318).
247) زيارة مولانا الصادق (عليه السلام) المنقولة عن عثمان بن سعيد وحسين بن روح (قدّس سرّه)ما
روى أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصّيداوي هذه الزّيارة لعثمان بن سعيد العمري (قدّس سرّه)، ومعه أبو القاسم بن روح (قدّس سرّه)، قال عند زيارتهما لمولانا أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: وقفا على باب السلام، فقالا:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، وَأَبا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدَ دارِ الْفَناءِ، وَزَعيمَ دارِ الْبَقاءِ، إِنَّا خالِصَتُكَ وَمُواليكَ وَنَعْتَرِفُ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ، فَاشْفَعْ لَنا إِلى مُشَفِّعِكَ الله تَعالى رَبِّنا وَرَبِّكَ، فَما خابَ عَبْدٌ قَصَدَ بِكَ رَبَّهُ وَأَتْعَبَ فيكَ قَلْبَهُ، وَهَجَرَ فيكَ أَهْلَهُ وَصَحْبَهُ، وَاتَّخَذَكَ وَلِيَّهُ وَحَسْبَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1319).
قال العلّامة المجلسي: لا يبعد أن تكون هذه الزيارة لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فصحّفها الناسخون(1320).
248) دعاء الخضر (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل (1321)
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شيء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شيء، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شيء، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شيء، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَتْ كُلَّ شيء، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شيء، وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شيء، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلَأَتْ(1322) أَرْكانَ كُلِّ شيء، وَبِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَ بِكُلِّ شيء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الْآخِرينَ.
اللّهم اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ. اللّهم اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ. اللّهم اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ. اللّهم اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ. اللّهم اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ. اللّهم اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ أَخْطَأْتُها.
اللّهم إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ، وَأَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ. اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ أَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفي جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً.
اللّهم وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ. اللّهم عَظُمَ سُلْطانُكَ، وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ(1323)، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ.
اللّهم لا أَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَلا لِقَبائِحي ساتِراً، وَلا لِشيء مِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي، وَسَكَنْتُ إِلى قَديمِ ذِكْرِكَ(1324) لي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ.
اللّهم مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ(1325)، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.
اللّهم عَظُمَ بَلائي، وَأَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ(1326) بي أَعْمالي، وَقَعَدَتْ بي أَغْلالي، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ أَمَلي(1327)، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِجِنايَتِها(1328)، وَمِطالي(1329) يا سَيِّدي، فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي، وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وإِساءَتي، وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي، وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي.
وَكُنِ اللّهم بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الْأَحْوالِ(1330) رَؤُفاً، وَعَلَيَّ في جَميعِ الْاُمُورِ عَطُوفاً، إِلهي وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ، أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي، وَالنَّظَرَ في أَمْري.
إِلهي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي، فَغَرَّني بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ(1331) عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ(1332) حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ.
فَلَكَ الْحَمْدُ(1333) عَلَيَّ في جَميعِ(1334) ذلِكَ، وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهي بَعْدَ(1335) تَقْصيري وإِسْرافي عَلى نَفْسي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كانَ مِنّي، وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ في أَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري، وإِدْخالِكَ إِيَّايَ في سَعَةِ رَحْمَتِكَ(1336).
اللّهم(1337) فَاقْبَلْ عُذْري، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي، وَفُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني، وَرِقَّةَ جِلْدي، وَدِقَّةَ عَظْمي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري وَتَرْبِيَتي وَبِرّي وَتَغْذِيَتي، هَبْني لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بي.
يا إِلهي وَسَيِّدي وَرَبّي، أَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ(1338) بَعْدَ تَوْحيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَدُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبْعِدَ(1339) مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ.
وَلَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وإِلهي وَمَوْلايَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً، وَأَشارَتْ(1340) بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً.
ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقائُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احتمالي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ، وَجَليلِ(1341) وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ(1342) مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ(1343)، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لا يَكُونُ إِلّا عَنْ غَضَبِكَ وَانتقامكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، يا سَيِّدي، فَكَيْفَ لي(1344) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ.
يا إِلهي(1345) وَرَبّي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكي، لِأَليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ(1346) مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْني يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبّي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ(1347) النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائي عَفْوُكَ.
فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً، لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجيجَ الْآمِلينَ(1348)، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلَاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ.
أَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ(1349) فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ.
يا مَوْلايَ، فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ(1350)، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها(1351) وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ(1352) بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهْ(1353)، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها، هَيْهاتَ، ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشْبِهٌ(1354) لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وإِحْسانِكَ.
فَبِالْيَقينِ أَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِديكَ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كانَ(1355) لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.
إِلهي وَسَيِّدي، فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ(1356) الَّتي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ، اَلَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ(1357)، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ(1358)، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ(1359)، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ(1360)، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَأٍ تَسْتُرُهُ.
يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي، يا عَليماً(1361) بِضُرّي(1362) وَمَسْكَنَتي، يا خَبيراً بِفَقْري وَفاقَتي.
يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ، وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ(1363) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالي وَأَوْرادي(1364) كُلُّها وِرْداً واحِداً، وَحالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً.
يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الْاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ في مَيادينِ السَّابِقينَ، وَاُسْرِعَ إِلَيْكَ فِى الْبارِزينَ(1365)، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ، وَأَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.
اللّهم وَمَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاجْعَلْني مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ(1366) نَصيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إِلّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَاغْفِرْ زَلَّتي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ.
فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي، وإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي، وَبَلِّغْني مُنايَ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائي.
يا سَريعَ الرِّضا، إِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطاعَتُهُ غِنًى(1367)، إِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، يا سابِغَ(1368) النِّعَمِ(1369)، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى الله عَلى رَسُولِهِ(1370) وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ آلِهِ(1371)، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً(1372).
قنوتات الأئمّة (عليهم السلام) رواها النائب الثالث حسين بن روح (قدّس سرّه)
قال السيّد الأجلّ في مهج الدعوات: وجدت في الأصل الّذي نقلت منه هذه القنوتات، ما هذا لفظه: ممّا يأتي ذكره بغير إسناد، ثمّ وجدت بعد سطر: هذه القنوتات اسنادها في كتاب عمل رجب وشعبان وشهر رمضان، تأليف أحمد بن عبد الله ابن عيّاش (رحمه الله) فقال:
حدّثني أبو الطيّب الحسن بن أحمد بن محمّد بن عمر ابن عبد الله بن الصّباح القزوينيّ وأبو الصّباح محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن البغداديّ الكاتبان قالا:
جرى بحضرة شيخنا فقيه العصابة ذكر مولانا أبي محمّد الحسن ابن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال رجل من الطالبيّين: إنّما ينتقم منه النّاس تسليم هذا الأمر إلى ابن أبي سفيان، فقال شيخنا: رأيت مولانا أبا محمّد (عليه السلام) أعظم شأناً وأعلى مكاناً وأوضح برهاناً من أن يقدح في فعل له اعتبار المعتبرين، أو يعترضه شكُّ الشّاكّين وارتياب المرتابين، ثمّ أنشأ يحدّث فقال:
لمّا مضى سيّدنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العَمريّ رضي الله عنه وأرضاه، وزاده علوّاً فيما أولاه، ففرغ من أمره، جلس الشّيخ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر زاد الله توفيقه للناس في بقيّة النّهار يومه في دار الماضي رضى الله عنه، فأخرج إليه ذكاء الخادم الأبيض مدرّجاً وعكازاً وحقّة خشب مدهونة، فأخذ العكاز فجعلها في حجره على فخذيه، وأخذ المدرّج بيمينه، والحقّة بشماله، فقال لورثته في هذا المدرّج ذكر ودايع فنشره، فإذا هي أدعية وقنوت موالينا الأئمّة من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأضربوا عنها، وقالوا: ففي الحقّة جوهر لامحالة.
قال لهم: تبيعونها؟ فقالوا بكم؟ قال: يا أبا الحسن - يعني ابن شيث الكوثاوي - ادفع إليهم عشرة دنانير! فامتنعوا فلم يزل يزيدهم ويمتنعون إلى أن بلغ مائة دينار، فقال لهم إن بعتم، وإلّا ندمتم، فاستجابوا البيع، وقبضوا المائة الدّينار، واستثنى عليهم المدرّج والعكاز.
فلمّا انفصل الأمر قال: هذه عكاز مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرّضا (عليه السلام) الّتي كانت في يده يوم توكيله سيّدنا الشيخ عثمان بن سعيد العَمري (رحمه الله) ووصيّته إليه وغيبته إلى يومنا هذا، وهذه الحقّة فيها خواتيم الأئمّة فأخرجها فكانت كما ذكر من جواهرها ونقوشها وعددها.
وكان في المدرّج قنوت موالينا الأئمّة (عليهم السلام) وفيه قنوت مولانا أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأملأها علينا من حفظه، فكتبناها على ما سطر في هذه المدرّجة، وقال: احتفظوا بها كما تحتفظون بمهمّات الدّين، وعزمات ربّ العالمين جلّ وعزّ، وفيها بلاغ إلى حين(1373).
249) قنوت الإمام الحسن (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَنْ بِسُلْطانِه يَنْتَصِرُ الْمَظْلُومُ، وَبِعَونِهِ يَعْتَصِمُ الْمَكْلُومُ، سَبَقَتْ مَشِيَّتُكَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، وَبِما تُمْضيهِ خَبيرٌ، يا حاضِرَ كُلِّ غَيْبٍ، وَعالِمَ كُلِّ سِرٍّ، وَمَلْجَأَ كُلِّ مُضْطَرٍّ، ضَلَّتْ فيكَ الْفُهُومُ، وَتَقَطَّعَتْ دُونَكَ الْعُلُومُ.
أَنْتَ الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ الدَّائِمُ الدَّيمُومُ، قَدْ تَرى ما أَنْتَ بِهِ عَليمٌ، وَفيهِ حَكيمٌ وَعَنْهُ حَليمٌ، وَأَنْتَ بِالتَّناصُرِ عَلى كَشْفِهِ وَالْعَونِ عَلى كَفِّهِ غَيْرُ ضائِقٍ، وَإِلَيْكَ مَرْجَعُ كُلِّ أَمْرٍ، كَما عَنْ مَشِيَّتِكَ مَصْدَرُهُ، وَقَدْ أَبَنْتَ عَنْ عُقُودِ كُلِّ قَوْمٍ، وَأَخْفَيْتَ سَرائِرَ آخَرينَ، وَأَمْضَيْتَ ما قَضَيْتَ، وَأَخَّرْتَ ما لا فَوتَ عَلَيْكَ فيهِ، وَحَمَّلْتَ الْعُقُولَ ما تَحَمَّلَتْ في غَيْبِكَ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ الْأَحَدُ الْبَصيرُ، وَأَنْتَ الله الْمُسْتَعانُ، وَعَلَيْكَ التَوَكُّلُ، وَأَنْتَ وَلِيُّ مَنْ تَوَّلَيْتَ.
لَكَ الْأَمْرُ كُلُّهُ تَشْهَدُ الاِنْفِعالَ، وَتَعْلَمُ الاِخْتِلالَ، وَتَرى تَخاذُلَ أَهْلِ الْجِبالِ (الْفَسادِ)، وَجُنُوحَهُمْ إِلى ما جَنَحُوا إِلَيْهِ مِنْ عاجِلٍ فانٍ، وَحُطامٍ عُقْباهُ حَميمٌ آنٍ، وَقُعُودَ مَنْ قَعَدَ، وَارْتِدادَ مَنِ ارْتَدَّ، وَخِلْوي مِنَ النُّصَّارِ، وَانْفِرادي عِنَ الظُّهَّارِ، وَبِكَ اعْتَصِمُ، وَبِجَبْلِكَ أَسْتَمْسِكُ، وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ.
اللّهم فَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي ما ذَخَرْتُ جُهْدي، وَلا مَنَعْتُ وُجْدي(1374) حَتَّى انْفَلَّ حَدّي وَبَقيتُ وَحْدي، فَاتَّبَعْتُ طَريقَ مَنْ تَقَدَّمَني في كَفِّ الْعادِيَةِ، وَتَسْكينِ الطَّاغِيَةِ عَنْ دِماءِ أَهْلِ الْمُشايَعَةِ، وَحَرَسْتُ ما حَرَسَهُ أَوْلِيائي مِنْ أَمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ، فَكُنْتُ كَكَظْمِهِمْ أَكْظِمُ، وَبِنِظامِهِمْ أَنْتَظِمُ، وَلِطَريقَتِهِمْ أَتَسَّنَمُ، وَبِمَيْسَمِهِمْ أَتَّسِمُ حَتَّى يَأْتِيَ نَصْرُكَ وَأَنْتَ ناصِرُ الْحَقِّ وَعَوْنُهُ، وَإِنْ بَعُدَ الْمَدى عَنِ الْمُرتادِ(1375) وَنَأَى الْوَقْتُ عَنْ إِفْناءِ الْأَضْدادِ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْرُجْهُمْ مَعَ النُّصَّابِ في سَرْمَدِ الْعَذابِ، وَأَعْمِ عَنِ الرُّشْدِ أَبْصارَهُمْ، وَسَكِّعْهُمْ في غَمَراتِ لَذَّاتِهِمْ حَتَّى تَأْخُذَهُمْ بَغْتَةً، وَهُمْ غافِلُونَ وَسُحْرَةً، وَهُمْ نائِمُونَ بِالْحَقِّ الَّذي تُظْهِرُهُ، وَالْيَدِ الَّتي تَبْطِشُ بِها، وَالْعِلْمِ الَّذي تُبْديهِ، إِنَّكَ كَريمٌ عَليمٌ(1376).
250) دعاء الإمام الحسن (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم إِنَّكَ الرَّبُّ الرَّؤُفُ الْمَلِكُ الْعَطُوفُ الْمُتَحَنِّنُ الْمَأْلُوفُ، وَأَنْتَ غِياثُ الْحَيْرانِ الْمَلْهُوفِ، وَمُرشِدُ الضَّالِ الْمَكْفُوفِ، تَشْهَدُ خَواطِرَ أَسْرارِ الْمُسِّرينَ كَمُشاهَدَتِكَ أَقْوالَ النَّاطِقينَ.
أَسْأَلُكَ بِمُغَيِّباتِ عِلْمِكَ في بَواطِنِ أَسْرارِ سَرائِرِ الْمُسِّرينَ إِلَيْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاة يَسْبِقُ بِها مَنِ اجْتَهَدَ مِنَ الْمُتَقَدِّمينَ، وَيَتَجاوَزُ فيها مَنْ يَجْتَهِدُ مِنَ الْمُتَأَخِّرينَ، وَأَنْ تَصِلَ الَّذي بَيْنَنا وَبَيْنَكَ صِلَةَ مَنْ صَنَعْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَنَعْتَهُ لِغَيْبِكَ فَلَمْ تَتَخَطَّفْهُ خاطِفاتُ الظِّنَنِ(1377) وَلا وارِداتُ الْفِتَنِ، حَتَّى نَكُونَ لَكَ فِي الدُّنْيا مُطيعينَ، وَفِي الْآخِرَةِ في جَوارِكَ خالِدينَ(1378).
251) قنوت الإمام الحسين (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم مِنْكَ الْبَدْءُ وَلَكَ الْمَشِيَّةُ، وَلَكَ الْحَوْلُ وَلَكَ الْقُوَّةُ، وَأَنْتَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، جَعَلْتَ قُلُوبَ أَوْلِياءِكَ مَسْكَناً لِمَشيَّتِكَ، وَمَكْمَناً لِإِرادَتِكَ، وَجَعَلْتَ عُقُولَهُمْ مَناصِبَ أَوامِرِكَ وَنَواهيكَ.
فَأَنْتَ إِذا شِئْتَ ما تَشاءُ حَرَّكْتَ مِنْ أَسْرارِهِمْ كَوامِنَ ما أَبْطَنْتَ فيهِمْ، وأَبْدَأْتَ مِنْ إِرادَتِكَ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ ما أَفْهَمْتَهُمْ بِهِ عَنْكَ في عُقُودِهِمْ بِعُقُولٍ تَدْعُوكَ وَتَدْعُو إِلَيْكَ بِحَقائِقِ ما مَنَحْتَهُمْ بِهِ، وَإِنّي لَأَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَني مِمَّا أَنْتَ الْمَشْكُورُ عَلى ما مِنْهُ أَرَيْتَني، وَإِلَيْهِ اوَيْتَني.
اللّهم وَإِنّي مَعَ ذلِكَ كُلِّهِ عائِذٌ بِكَ، لائِذٌ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، راضٍ بِحُكْمِكَ الَّذي سُقْتَهُ إِلَيَّ في عِلْمِكَ، جارٍ بِحَيْثُ أَجْرَيْتَني، قاصِدٌ ما أَمَّمْتَني، غَيْرَ ضَنينٍ بِنَفْسي في ما يُرضيكَ عَنّي، إِذْ بِهِ قَدْ رَضَّيْتَني، وَلا قاصِرٍ بِجُهْدي عَمَّا إِلَيْهِ نَدَبْتَني.
مُسارِعٌ لِما عَرَّفْتَني، شارِعٌ فيما أَشْرَعْتَني، مُسْتَبْصِرٌ في ما بَصَّرْتَني، مُراعٍ ما أَرْعَيْتَني، فَلا تُخْلِني منْ رِعايَتِكَ، وَلا تُخْرِجني مِنْ عِنايَتِكَ، وَلا تُقْعِدْني عَنْ حَوْلِكَ، ولا تُخْرِجْني عَنْ مَقْصَدٍ أَنالُ بِهِ إِرادَتَكَ.
وَاجْعَلْ عَلَى الْبَصيرَةِ مَدْرَجَتي، وَعَلَى الْهِدايَةِ مَحَجَّتي، وَعَلَى الرَّشادِ مَسْلَكي، حَتَّى تُنيلَني وَتُنيلَ بي اُمْنِيَّتي، وَتُحِلَّ بي عَلى ما بِهِ أَرَدْتَني، وَلَهُ خَلَقْتَني، وَإِلَيْهِ آوَيْتَ بي.
وَأَعِذْ أَوْلِيائَكَ مِنَ الاِفْتِنانِ بي، وَفَتِّنْهُمْ بِرَحْمَتِكَ لِرَحْمَتِكَ في نِعْمَتِكَ تَفْتينَ الاِجْتِباءِ وَالاِسْتِخْلاصِ بِسُلُوكِ طَريقَتي، وَاتِّباعِ مَنْهَجي، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ مِنْ آبائي وَذوي رَحِمي [لُحْمَتي خ](1379).
252) دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم مَنْ آوى إِلى مَأْوىً فَأَنْتَ مَأْوايَ، وَمَنْ لَجَأَ إِلى مَلْجَأٍ فَأَنْتَ مَلْجايَ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ نِدائِي، وَأَجِبْ دُعائي، وَاجْعَلْ مَآبِي عِنْدَكَ وَمَثْوايَ.
وَاحْرُسْني في بَلْوايَ مِنِ افْتِنانِ الاِمْتِحانِ، وَلُمَّةِ(1380) الشَّيْطانِ، بِعَظَمَتِكَ الَّتي لا يَشُوبُها وَلَعُ نَفْسٍ بِتَفْتينٍ، وَلا وارِدُ طَيْفٍ بِتَظْنينٍ، وَلا يَلُمُّ بِها فَرَحٌ حَتَّى تَقْلِبَني إِلَيْكَ بِإِرادَتِكَ غَيْرَ ظَنينٍ وَلا مَظْنُونٍ، وَلا مُرابٍ وَلا مُرْتابٍ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ(1381).
253) قنوت الإمام السجّاد (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم إِنَّ جِبِلَّةَ الْبَشَرِيَّةِ، وَطِباعَ الْإِنْسانِيَّةِ، وَما جَرَتْ عَلَيْهِ تَرْكيباتُ النَّفْسِيَّةِ، وَانْعَقَدَتْ بِهِ عُقُودُ النَّشَئِيَّةِ [النَّسَبِيَّةِ خ]، تَعْجِزُ عَنْ حَمْلِ وارِداتِ الْأَقْضِيَةِ إِلّا ما وَفَّقْتَ لَهُ أَهْلَ الاِصْطِفاءِ، وَأَعَنْتَ عَلَيْهِ ذَوِي الاِجْتِباءِ.
اللّهم وإِنَّ الْقُلُوبَ في قَبْضَتِكَ، وَالْمَشِيَّةَ لَكَ في مَلْكَتِكَ، وَقَدْ تَعْلَمُ أَيْ رَبِّ مَا الرَّغْبَةُ إِلَيْكَ في كَشْفِهِ واقِعَةٌ لِأَوْقاتِها بِقُدْرَتِكَ، واقِفَةٌ بِحَدِّكَ مِنْ إِرادَتِكَ، وإِنّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ دارَ جَزاءٍ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ مَثُوبَةً وَعُقُوبَةً، وَأَنَّ لَكَ يَوْماً تَأْخُذُ فيهِ بِالْحَقِّ، وأَنَّ أَناتَكَ أَشْبَهُ الْأَشْياءِ بِكَرَمِكَ، وَأَلْيَقُها بِما وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ في عَطْفِكَ وَتَراءُفِكَ، وَأَنْتَ بِالْمِرْصادِ لِكُلِّ ظالِمٍ في وَخيمِ عُقْباهُ وَسُوءِ مَثْواهُ.
اللّهم وإِنَّكَ قَدْ أَوْسَعْتَ خَلْقَكَ رَحْمَةً وَحِلْماً، وَقَدْ بُدِّلَتْ أَحْكامُكَ، وَغُيِّرَتْ سُنَنُ نَبِيِّكَ، وَتَمَرَّدَ الظَّالِمُونَ عَلى خُلَصائِكَ، وَاسْتَباحُوا حَريمَكَ، وَرَكِبُوا مَراكِبَ الاِسْتِمْرارِ عَلَى الْجُرْأَةِ عَلَيْكَ.
اللّهم فَبادِرْهُمْ بِقَواصِفِ سَخَطِكَ، وَعَواصِفِ تَنْكيلاتِكَ، وَاجْتِثاثِ غَضَبِكَ، وَطَهِّرِ الْبِلادَ مِنْهُمْ، وَاعْفُ عَنْها آثارَهُمْ، وَاحْطُطْ مِنْ قاعاتِها وَمَظانِّها مَنارَهُمْ، وَاصْطَلِمْهُمْ بِبَوارِكَ حَتَّى لا تُبْقِ مِنْهُمْ دِعامَةً لِناجِمٍ، وَلا عَلَماً لِامٍّ، وَلا مَناصاً لِقاصِدٍ، وَلا رائِداً لِمُرْتادٍ.
اللّهم امْحُ آثارَهُمْ، وَاطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَدِيارِهِمْ، وَامْحَقْ أَعْقابَهُمْ، وَافْكُكْ أَصْلابَهُمْ، وَعَجِّلْ إِلى عَذابِكَ السَّرْمَدِ انْقِلابَهُمْ، وَأَقِمْ لِلْحَقِّ مَناصِبَهُ، وَاقْدَحْ لِلرَّشادِ زِنادَهُ، وَأَثِرْ لِلثَّارِ مَثيرَهُ، وَأَيِّدْ بِالْعَوْنِ مُرْتادَهُ، وَوَفِّرْ مِنَ النَّصْرِ زادَهُ، حَتَّى يَعُودَ الْحَقُّ بِجِدَّتِهِ، وَتُنيرَ مَعالِمَ مَقاصِدِهِ، وَيَسْلُكَهُ أَهْلُهُ بِالْأَمَنَةِ حَقَّ سُلُوكِهِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1382).
254) دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم أَنْتَ الْمُبينُ الْبائِنُ، وَأَنْتَ الْمَكينُ الْماكِنُ الْمُمَكِّنُ. اللّهم صَلِّ عَلى آدَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ، وَرُكْنِ حُجَّتِكَ وَلِسانِ قُدْرَتِكَ، وَالْخَليفَةِ في بَسيطَتِكَ، وَأوَّلِ مُجْتَبىً لِلنُبُوَّةِ بِرَحْمَتِكَ، وَساحِفِ شَعْرِ رَأْسِهِ تَذَلُّلاً لَكَ في حَرَمِكَ لِعِزَّتِكَ، وَمُنْشَإٍ مِنَ التُّرابِ، نَطَقَ إِعْراباً بِوَحْدانِيَّتِكَ، وَعَبَدَ لَكَ أَنْشَأْتَهُ لِاُمَّتِكَ، وَمُسْتَعيذٍ بِكَ مِنْ مَسِّ عُقُوبَتِكَ، وَصَلِّ عَلَى ابْنِهِ الْخالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالْفاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، وَالْغائِصِ [الْفائِضِ خ ل] الْمَأْمُونِ عَنْ مَكْنُونِ سَريرَتِكَ، بِما أَولَيْتَهُ مِنْ نِعَمِكَ وَمَعُونَتِكَ، وَعَلى مَنْ بَيْنَهُما مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرسَلينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ.
وَأَسْأَلُكَ اللّهم حاجَتِيَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ لا يَعْلَمُها أَحَدٌ غَيْرُكَ أَنْ تَأْتِيَ عَلى قَضائِها، وَإِمْضائِها في يُسْرٍ مِنْكَ وَشَدِّ أَزْرٍ وَحَطِّ وِزْرٍ، يا مَنْ لَهُ نُورٌ لا يُطْفى، وَظُهُورٌ لا يَخْفى، وَاُمُورٌ لا تُكْفى.
اللّهم إِنّي دَعَوْتُكَ دُعاءَ مَنْ عَرَفَكَ، وَتَسَبَّلَ إِلَيْكَ، وَآلَ بِجَميعِ بَدَنِهِ إِلَيْكَ، سُبْحانَكَ طَوَتِ الْأَبْصارُ في صَنْعَتِكَ مَديدَتَها، وَثَنَتِ الْأَلْبابُ عَنْ كُنْهِكَ أَعِنَّتَها، فَأَنْتَ الْمُدْرِكُ غَيْرُ الْمُدْرَكِ، وَالْمُحيطُ غَيْرُ الْمُحاطِ، وَعِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ، وَعِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ، وَعِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ(1383).
255) قنوت الإمام الباقر (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم إِنَّ عَدُوّي قَدِ اسْتَسَنَّ في غُلْوانِهِ، وَاسْتَمَرَّ في عُدْوانِهِ، وَأَمِنَ بِما شَمِلَهُ مِنَ الْحِلْمِ عاقِبَةَ جُرْأَتِهِ عَلَيْكَ، وَتَمَرَّدَ في مُبايَنَتِكَ، وَلَكَ اللّهم لَحْظاتُ سَخَطٍ بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ، وَنَهاراً وهُمْ غافِلُونَ، وَجَهْرَةً وَهُمْ يَلْعَبُونَ، وَبَغْتَةً وَهُمْ ساهُونَ، وَأَنَّ الْخِناقَ قَدِ اشْتَدَّ، وَالْوِثاقَ قَدِ احْتَدَّ، وَالْقُلُوبَ قَدْ مُحِيَتْ، وَالْعُقُولَ قَدْ تَنَكَّرَتْ، وَالصَّبْرَ قَدْ أَوْدى، وَكادَ يَنْقَطِعُ حَبائِلُهُ.
فَإِنَّكَ لَبِالْمِرْصادِ مِنَ الظَّالِمِ، وَمُشاهَدَةٍ مِنَ الْكاظِمِ، لا يُعَجِّلُكَ فَوْتُ دَرَكٍ، وَلا يُعْجِزُكَ احْتِجازُ مُحْتَجِزٍ، وَإِنَّما مُهِّلَ اسْتِثْباتاً، وَحُجَّتُكَ عَلَى الْأَحْوالِ الْبالِغَةِ الدامِغَةِ، وَبِعُبَيْدِكَ ضَعْفُ الْبَشَرِيَّةِ، وَعَجْزُ الْإِنْسانِيَّةِ، وَلَكَ سُلْطانُ الْإِلهيَّةِ، وَمَلْكَةُ الْبَرِيَّةِ، وَبَطْشَةِ الْأَناةِ، وَعُقُوبَةُ التَأْبيدِ.
اللّهم فَإِنْ كانَ فِي الْمُصابَرَةِ لِحَرارَةِ الْمُعانِ مِنَ الظَّالِمينَ، وَكَمَدِ مَنْ يُشاهَدُ مِنَ الْمُبَدِّلينَ رِضىً لَكَ وَمَثُوبَةً مِنْكَ، فَهَبْ لَنا مَزيداً مِنَ التَّأْييدِ، وَعَوْناً مِنَ التَّسْديدِ إِلى حينِ نُفُوذِ مَشيَّتِكَ فيمَنْ أَسْعَدْتَهُ وَأَشْقَيْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ.
وَامْنُنْ عَلَيْنا بِالتَّسْليمِ لِمَحْتُوماتِ أَقْضِيَتِكَ، وَالتَّجَرُّعِ لِوارِداتِ أَقْدارِكَ، وَهَبْ لَنا مَحَبَّةً لِما أَحْبَبْتَ في مُتَقَدَّمٍ وَمُتَأَخَّرٍ وَمُتَعَجَّلٍ وَمُتَأَجَّلٍ، وَالْإيثارِ لِمَا اخْتَرْتَ في مُسْتَقْرَبٍ وَمُسْتَبْعَدٍ، وَلا تُخْلِنَا اللّهم مَعَ ذلِكَ مِنْ عَواطِفِ رَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَكِفايَتِكَ وَحُسْنِ كَلائَتِكَ بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ(1384).
256) دعاء الإمام الباقر (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَنْ يَعْلَمُ هَواجِسَ السَّرائِرِ، وَمَكامِنَ الضَّمائِرِ، وَحَقائِقَ الْخَواطِرِ، يا مَنْ هُوَ لِكُلِّ غَيْبٍ حاضِرٌ، وَلِكُلِّ مَنْسِيٍّ ذاكِرٌ، وَعَلى كُلِّ شيء قادِرٌ، وإِلَى الْكُلِّ ناظِرٌ، بَعُدَ الْمَهَلُ، وَقَرُبَ الْأَجَلُ، وَضَعُفَ الْعَمَلُ، وَأَرابَ(1385) الْأَمَلُ، وَآنَ الْمُنْتَقَلُ.
وَأَنْتَ يا الله الْآخِرُ كَما أَنْتَ الْأَوَّلُ، مُبيدُ ما أَنْشَأْتَ، وَمُصَيِّرُهُمْ إِلَى الْبِلى(1386)، وَمُقَلِّدُهُمْ أَعْمالَهُمْ، وَمُحَمِّلُها ظُهُورَهُمْ إِلى وَقْتِ نُشُورِهِمْ مِنْ بَعْثَةِ قُبُورِهِمْ عِنْدَ نَفْخَةِ الصُّورِ، وَانْشِقاقِ السَّماءِ بِالنُّورِ، وَالْخُرُوجِ بِالْمَنْشَرِ إِلى ساحَةِ الْمَحْشَرِ، لا تَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ أَبْصارُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ.
مُتَراطِمينَ في غُمَّةٍ مِمَّا أَسْلَفُوا، وَمُطالَبينَ بِمَا احْتَقَبُوا، وَمُحاسَبينَ هُناكَ عَلى مَا ارْتَكَبُوا، اَلصَّحائِفُ فِي الْأَعْناقِ مَنْشُورَةٌ، وَالْأَوْزارُ عَلَى الظُّهُورِ مَأْزُورَةٌ، لَا انْفِكاكَ وَلا مَناصَ وَلا مَحيصَ عَنِ الْقِصاصِ قَدْ أَفْحَمَتْهُمْ الْحُجَّةُ، وَحَلُّوا في حَيْرَةِ الْمَحَجَّةِ وَهَمْسِ الضَّجَّةِ، مَعْدُولٌ بِهِمْ عَنِ الْمَحَجَّةِ إِلّا مَنْ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ الله الْحُسْنى، فَنَجا مِنْ هَوْلِ الْمَشْهَدِ وَعَظيمِ الْمَوْرِدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ فِي الدُّنْيا تَمَرَّدَ، وَلا عَلى أَوْلِياءِ الله تَعَنَّدَ، وَلَهُمُ اسْتَبْعَدَ، وَعَنْهُمْ بِحُقُوقِهِمْ تَفَرَّدَ.
اللّهم فَإِنَّ الْقُلُوبَ قَدْ بَلَغَتِ الْحَناجِرَ، وَالنُّفُوسَ قَدْ عَلَتِ التَّراقِيَ، وَالْأَعْمارَ قَدْ نَفِدَتْ بِالْانتظار، لا عَنْ نَقْضِ اسْتِبْصارٍ، وَلا عَنِ اتِّهامِ مِقْدارٍ، وَلكِنْ لِما تُعاني مِنْ رُكُوبِ مَعاصيكَ، وَالْخِلافِ عَلَيْكَ في أَوامِرِكَ وَنَواهيكَ، وَالتَّلَعُّبِ بِأَوْلِيائِكَ وَمُظاهَرَةِ أَعْدائِكَ. اللّهم فَقَرِّبْ ما قَدْ قَرُبَ، وَأَوْرِدْ ما قَدْ دَنى، وَحَقِّقْ ظُنُونَ الْمُوقِنينَ، وَبَلِّغِ الْمُؤْمِنينَ تَأْميلَهُمْ، مِنْ إِقامَةِ حَقِّكَ، وَنَصْرِ دينِكَ، وَإِظْهارِ حُجَّتِكَ، وَالْانتقام مِنْ أَعْداءِكَ(1387).
257) قنوت الإمام الصادق (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ، وَنَفَذَ حُكْمُهُ، وَشَمِلَ حِكْمُهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَزِلْ حِلْمَكَ عَنْ ظالِمي، وَبادِرْهُ بِالنَّقِمَةِ، وَعاجِلْهُ بِالاِسْتِئْصالِ، وَكُبَّهُ لِمَنْخَرِهِ، وَاغْصُصْهُ بِريقِهِ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَحُلْ بَيْني وَبَيْنَهُ بِشُغْلٍ شاغِلٍ مُؤْلِمٍ، وَسُقْمٍ دائِمٍ، وَامْنَعْهُ التَوْبَةَ، وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْإِنابَةِ، وَاسْلُبْهُ رَوْحَ الرَّاحَةِ.
وَاشْدُدْ عَلَيْهِ الْوَطْأَةَ، وَخُذْ مِنْهُ بِالْمَخْنَقِ، وَحَشْرِجْهُ(1388) فِي صَدْرِهِ، وَلا تُثَبِّتْ لَهُ قَدَماً، وَأَثْكِلْهُ وَنَكِّلْهُ وَاجْتَثَّهُ، وَاجْتَثَّ راحَتَهُ، وَاسْتَأْصِلْهُ وَجُثَّهُ وَجُّثَ نِعْمَتَكَ عَنْهُ، وَأَلْبِسْهُ الصِّغارَ، وَاجْعَلْ عُقْباهُ النَّارَ بَعْدَ مَحْوِ آثارِهِ، وَسَلْبِ قَرارِهِ، وَإِجْهارِ قَبيحِ آصارِهِ(1389)، وَأَسْكِنْهُ دارَ بَوارِهِ، وَلا تُبْقِ لَهُ ذِكْراً، ولا تُعْقِبْهُ مِنْ مُسْتَخْلَفٍ أَجْراً.
اللّهم بادِرْهُ. اللّهم عاجِلْهُ وَلا تُؤَجِّلْهُ. اللّهم خُذْهُ. اللّهم اسْلُبْهُ التَّوفيقَ. اللّهم لا تُنْهِضْهُ. اللّهم لا تَرِثْهُ. اللّهم لا تُؤَخِّرْهُ. اللّهم عَلَيْكَ بِهِ. اللّهم اشْدُدْ قَبْضَتَكَ عَلَيْهِ. اللّهم بِكَ اعْتَصَمْتُ عَلَيْهِ، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ مِنْهُ، وَبِكَ تَوارَيْتُ عَنْهُ، وَبِكَ اسْتَكْفَفْتُ دُونَهُ، وَبِكَ اسْتَتَرْتُ مِنْ ضَرَّائِهِ. اللّهم احْرُسْني بِحِراسَتِكَ مِنْهُ وَمِنْ عَذابِكَ، وَاكْفِني بِكِفايَتِكَ كَيْدَهُ وَكَيْدَ بُغاتِكَ.
اللّهم احْفَظْني بِحِفْظِ الْإيمانِ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ الَّذي سَتَرْتَ بِهِ رُسُلَكَ عَنِ الطَّواغيتِ، وَحَصِّنّي بِحِصْنِكَ الَّذي وَقَيْتَهُمْ بِهِ مِنَ الْجَوابيتِ(1390).
اللّهم أَيِّدْني مِنْكَ بِنَصْرٍ لا يَنْفَكُّ، وَعَزيمَةِ صِدْقٍ لا تُخْتَلُّ، وَجَلِّلْني بِنُورِكَ، وَاجْعَلْني مُتَدَرِّعاً بِدِرْعِكَ الْحَصينَةِ الْواقِيَةِ، وَاكْلَأْني بِكِلائَتِكَ الْكافِيَةِ، إِنَّكَ واسِعٌ لِما تَشاءُ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ لَكَ تَوالا، وَناصِرٌ لِمَنْ إِلَيْك آوى، وَعَوْنُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدى، وَكافي مَنْ بِكَ اسْتَكْفى، وَالْعَزيزُ الَّذي لا يُمانَعُ عَما يَشاءُ، وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، وَهُوَ حَسْبي، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ(1391).
258) دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَأْمَنَ الْخائِفِ وَكَهْفَ اللّاهِفِ، وَجُنَّةَ الْعائِذِ وَغَوْثَ اللّائِذِ، خابَ مَنِ اعْتَمَدَ سِواكَ، وَخَسِرَ مَنْ لَجَأَ إِلى دُونِكَ، وَذَلَّ مِنَ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ، وَافْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنى عَنْكَ، إِلَيْكَ اللّهم الْمَهْرَبُ، وَمِنْكَ اللّهم الْمَطْلَبُ.
اللّهم قَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَميري عِنْدَ مُناجاتِكَ، وَحَقيقَةَ سَريرَتي عِنْدَ دُعائِكَ، وَصِدْقَ خالِصَتي بِاللَّجَأ إِلَيْكَ، فَأَفْزِعْني إِذا فَزَعْتُ إِلَيْكَ، وَلا تَخْذُلْني إِذَا اعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ، وَبادِرْني بِكِفايَتِكَ، وَلا تَسْلُبْني رِفْقَ عِنايَتِكَ، وَخُذْ ظالِمي السَّاعَةَ السَّاعَةَ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ، مُسْتَأْصِلٍ شَأْفَتَهُ(1392)، مُجْتَثٍّ قائِمَتَهُ، حاطٍّ دِعامَتَهُ، مُتَبِّرٍ لَهُ، مُدَمِّرٍ عَلَيْهِ.
اللّهم بادِرْهُ قَبْلَ أَذِيَّتي، وَاسْبِقْهُ بِكِفايَتي كَيْدَهُ وَشَرَّهُ، وَمَكْرُوهَهُ وَغَمْزَهُ، وَسُوءَ عَقْدِهِ وَقَصْدِهِ. اللّهم إِنّي إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْري، وَبِكَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُ وَمِنْ كُلِّ مَنْ يَتَعَمَّدُني بِمَكْرُوهِهِ، وَيَتَرَصَّدُني بِأَذِيَّتِهِ، وَيُصْلِتُ لي بِطانَتَهُ، وَيَسْعى عَلَيَّ بِمَكائِدِهِ.
اللّهم كِدْ لي وَلا تَكِدْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي، وَأَرِنِي الثَّارَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ أوْ مَكَّارٍ، وَلا يَضُرُّني ضارٌّ وَأَنْتَ وَلِيّي، وَلا يَغْلِبُني مُغالِبٌ وَأَنْتَ عَضُدي، وَلا تَجْري عَلَيَّ مَساءَةٌ وَأَنْتَ كَنَفي. اللّهم بِكَ اسْتَذرَعْتُ وَاعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ(1393).
259) قنوت الإمام الكاظم (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَفْزَعَ الْفازِعِ، وَمَأْمَنَ الْهالِعِ(1394)، وَمَطْمَعَ الطامِعِ، وَمَلْجَأَ الضَّارِعِ، يا غَوْثَ اللهفانِ، وَمَأْوَى الْحَيْرانِ، وَمُرْوِيَ الظَّمْآنِ، وَمُشْبِعَ الْجَوْعانِ، وَكاسِيَ الْعُرْيانِ، وَحاضِرَ كُلِّ مَكانٍ بِلا دَرَكٍ وَلا عَيانٍ، وَلا صِفَةٍ وَلا بَطانٍ، عَجَزَتِ الْأَفْهامُ، وَضَلَّتِ الْأوْهامُ عَنْ مُوافَقَةِ صِفَةِ دابَّةٍ مِنَ الْهَوامِّ، فَضْلاً عَنِ الْأَجْرامِ الْعِظامِ مِمَّا أَنْشَأْتَ حِجاباً لِعَظَمَتِكَ، وَأَنّى يَتَغَلْغَلُ إِلى ما وَراءِ ذلِكَ بِما لا يُرامُ.
تَقَدَّسْتَ يا قُدُّوسُ عَنِ الظُّنونِ وَالْحُدُوسِ، وَأَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ، بارِئُ الْأَجْسامِ وَالنُّفوسِ، وَمُنْخِرُ الْعِظامِ، وَمُميتُ الْأَنامِ وَمُعيدُها بَعْدَ الْفَناءِ وَالتَّطْميسِ.
أَسْأَلُكَ يا ذَا الْقُدْرَةِ وَالْعُلا وَالْعِزِّ وَالثَّناءِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، اُولِي النُّهى، وَالْمَحَلِّ الْأَوْفى، وَالْمَقامِ الْأَعْلى، وَأَنْ تُعَجِّلَ ما قَدْ تَأَجَّلَ، وَتُقَدِّمَ ما قَدْ تَأَخَّرَ، وَتَأْتِيَ بِما قَدْ أَوْجَبْتَ إِثْباتَهُ، وَتُقَرِّبَ ما قَدْ تَأَخَّرَ فِي النُّفوسِ الْحَصِرَةِ أَوانُهُ، وَتَكْشِفَ الْبَأْسَ وَسُوءَ اللِّباسِ، وَعَوارِضِ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ في صُدُورِ النَّاسِ، وَتَكْفِيَنا ما قَدْ رَهِقَنا، وَتَصْرِفَ عَنَّا ما قَدْ رَكِبَنا، وَتُبادِرَ اصْطِلامَ الظَّالِمينَ وَنَصْرَ الْمُؤمِنينَ وَالإدالَةَ(1395) مِنَ الْمُعانِدينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1396).
260) دعاء الإمام الكاظم (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم إِنّي وَفُلانَ بْنَ فُلانٍ عَبْدانِ مِنْ عَبيدِكَ نَواصينا بِيَدِكَ، تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّنا وَمُسْتَوْدِعَنا، وَمُنْقَلَبَنا وَمَثْوانا، وَسِرَّنا وَعَلانِيَتَنا، تَطَّلِعُ عَلى نِيَّاتِنا، وَتُحيطُ بَضَمائِرِنا، عِلْمُكَ بِما نُبْديهِ كَعِلْمِكَ بِما نُخْفيهِ، وَمَعْرِفَتُكَ بِما نُبْطِنُهُ كَمَعْرِفَتِكَ بِما نُظْهِرُهُ، وَلا يَنْطَوي عِنْدَكَ شيء مِنْ اُمُورِنا وَلا يَسْتَتِرُ دُونَكَ حالٌ مِنْ أَحْوالِنا وَلا مِنْكَ مَعْقِلٌ يَحْصِنُنا، وَلا حِرْزٌ يَحْرِزُنا، وَلا مَهْرَبٌ لَنا نَفُوتُكَ بِهِ، وَلا يَمْنَعُ الظَّالِمَ مِنْكَ حُصُونُهُ، وَلا يُجاهِدُكَ عَنْهُ جُنُودُهُ، وَلا يُغالِبُكَ مُغالِبٌ بِمَنْعَةٍ، وَلا يُعازُّكَ مُعازٌّ بِكَثْرَةٍ.
أَنْتَ مُدْرِكُهُ أَيْنَما سَلَكَ، وَقادِرٌ عَلَيْهِ أَيْنَما لَجَأَ، فَمَعاذُ الْمَظْلُومِ مِنَّا بِكَ، وَتَوَكُّلُ الْمَقْهُورِ مِنَّا عَلَيْكَ، وَرُجُوعُهُ إِلَيْكَ، وَيَسْتَغيثُ بِكَ إِذا خَذَلَهُ الْمُغيثُ، وَيَسْتَصْرِخُكَ إِذا قْعَدَ عَنْهُ النَّصيرُ، وَيَلُوذُ بِكَ إِذا نَفَتْهُ الْأَفْنِيَةُ، وَيَطْرُقُ بِكَ إِذا اُغْلِقَتْ عَنْهُ الْأَبْوابُ الْمُرْتَجَةُ، وَيَصِلُ إِلَيْكَ إِذَا احْتَجَبَ عَنْهُ الْمُلُوكُ الْغافِلَةُ، تَعْلَمُ ما حَلَّ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَشْكُوهُ إِلَيْكَ، وَتَعْلَمُ ما يُصْلِحُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوكَ لَهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ سَميعاً بَصيراً لَطيفاً عَليماً خَبيراً قَديراً.
وَإِنَّهُ قَدْ كانَ في سابِقِ عِلْمِكَ، وَمُحْكَمِ قَضائِكَ، وَجاري قَدَرِكَ، وَنافِذِ أَمْرِكَ، وَقاضي حُكْمِكَ، وَماضي مَشيَّتِكَ في خَلْقِكَ أَجْمَعينَ شَقِيِّهِمْ وَسَعيدِهِم وَبِرِّهِمْ وَفاجِرِهِمْ، أَنْ جَعَلْتَ لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ عَلَيَّ قُدْرَةً فَظَلَمَني بِها، وَبَغى عَلَيَّ بِمَكانِها، وَاسْتَطالَ وَتَعَزَّزَ بِسُلْطانِهِ الَّذي خَوَّلْتَهُ إِيَّاهُ، وَتَجَبَّرَ وَافْتَخَرَ بِعُلُوِّ حالِهِ الَّذي نَوَّلْتَهُ وَعَزَّهُ إِمْلاءُكَ لَهُ، وَأَطْغاهُ حِلْمُكَ عَنْهُ.
فَقَصَدَني بِمَكْرُوهٍ عَجَزْتُ عَنِ الصَّبْرِ عَلَيْهِ، وَتَعَمَّدَني بِشَرٍّ ضَعُفْتُ عَنِ احتمالهِ، وَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى الْإِسْتِنْصافِ مِنْهُ لِضَعْفي، وَلا عَلَى الاِنْتِصارِ لِقِلَّتي وَذُلّي، فَوَكَّلْتُ أَمْرَهُ إِلَيْكَ، وَتَوَكَّلْتُ في شَأْنِهِ عَلَيْكَ، وَتَوَعَّدْتُهُ بِعُقُوبَتِكَ، وَحَذَّرْتُهُ بِبَطْشِكَ، وَخَوَّفْتُهُ نَقِمَتَكَ، فَظَنَّ أَنَّ حِلْمَكَ عَنْهُ مِنْ ضَعْفٍ، وَحَسِبَ أَنَّ إِمْلاءَكَ لَهُ مِنْ عَجْزٍ، وَلَمْ تَنْهَهُ واحِدَةٌ عَنْ اُخْرى، وَلَا انْزَحَرَ عَنْ ثانِيَةٍ بِاُولى.
لكِنَّهُ تَمادى في غَيِّهِ، وَتَتابَعَ في ظُلْمِهِ، ولَجَّ في عُدْوانِهِ، وَاسْتَشْرى في طُغْيانِهِ، جُرْأَةً عَلَيْكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ، وَتَعَرُّضاً لِسَخَطِكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ الظَّالِمينَ، وَقِلَّةَ اكْتِراثٍ بِبَأْسِكَ الَّذي لا تَحْبِسُهُ عَنِ الْباغينَ.
فَها أَنَا ذا يا سَيِّدي مُسْتَضْعَفٌ في يَدِهِ، مُسْتَضامٌ تَحْتَ سُلْطانِهِ، مُسْتَذَلٌّ بِفَنائِهِ، مَغْصُوبٌ مَغْلُوبٌ مَبْغِيٌّ عَلَيَّ، مَرْعُوبٌ وَجِلٌ خائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقْهُورٌ، قَدْ قَلَّ صَبْري، وَضاقَتْ حيلَتي، وَانْغَلَقَتْ عَلَيَّ الْمَذاهِبُ إِلّا إِلَيْكَ، وَانْسَدَّتْ عَنِّي الْجِهاتُ إِلّا جِهَتُكَ، وَالْتَبَسَتْ عَلَيَّ اُمُوري في دَفْعِ مَكْرُوهِهِ عَنّي، وَاشْتَبَهَتْ عَلَيَّ الْآراءُ في إِزالَةِ ظُلْمِهِ، وَخَذَلَني مَنِ اسْتَنْصَرْتُهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَسْلَمَني مَنْ تَعَلَّقْتُ بِهِ مِنْ عِبادِكَ، فَاسْتَشَرْتُ نَصيحي فَأَشارَ عَلَيَّ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَاسْتَرْشَدْتُ دَليلي فَلَمْ يَدُلَّني إِلّا إِلَيْكَ.
فَرَجَعْتُ إِلَيْكَ يا مَوْلايَ صاغِراً راغِماً مُسْتَكيناً عالِماً أَنَّهُ لا فَرَجَ لي إِلّا عِنْدَكَ، وَلا خَلاصَ لي إِلّا بِكَ، أَنْتَجِزُ وَعْدَكَ في نُصْرَتي وَإِجابَةِ دُعائي، لِأَنَّ قَوْلَكَ الْحَقُّ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، وَقَدْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، وَمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لِيَنْصُرَنَّهُ الله، وَقُلْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ: «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ»(1397).
فَها أَنَا ذا فاعِلٌ ما أَمَرْتَني بِهِ، لا مَنّاً عَلَيْكَ، وَكَيْفَ أَمُنُّ بِهِ وَأَنْتَ عَلَيْهِ دَلَلْتَني، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَني، يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْميعادَ.
وَإِنّي لَأَعْلَمُ يا سَيِّدي أَنَّ لَكَ يَوْماً تَنْتَقِمُ فيهِ مِنَ الظَّالِمِ لِلْمَظْلُومِ، وَأَتَيَقَّنُ أَنَّ لَكَ وَقْتاً تأَخُذُ فيهِ مِنَ الْغاصِبِ لِلْمَغْصُوبِ، لِأَنَّكَ لا يَسْبِقُكَ مُعانِدٌ، وَلا يَخْرُجُ مِنْ قَبْضَتِكَ مُنابِذٌ، وَلا تَخافُ فَوْتَ فائِتٍ، وَلكِنَّ جَزَعي وَهَلَعي لا يَبْلُغانِ الصَّبْرَ عَلى أَناتِكَ وَانتظار حِلْمِكَ، فَقُدْرَتُكَ يا سَيِّدي فَوْقَ كُلِّ قُدْرَةٍ، وَسُلْطانُكَ غالِبُ كُلِّ سُلْطانٍ، وَمَعادُ كُلِّ أَحَدٍ إِلَيْكَ وَإِنْ أَمْهَلْتَهُ، وَرُجُوعُ كُلِّ ظالِمٍ إِلَيْكَ وَإِنْ أَنْظَرْتَهُ، وَقَدْ أَضَرَّني يا سَيِّدي حِلْمُكَ عَنْ فُلانٍ، وَطُولُ أَناتِكَ لَهُ، وَإمْهالُكَ إِيَّاهُ، فَكادَ الْقُنُوطُ يَسْتَوْلي عَلَيَّ، لَوْلَا الثِّقَةُ بِكَ وَالْيَقينُ بِوَعْدِكَ.
وَإِنْ كانَ في قَضائِكَ النافِذِ، وَقُدْرَتِكَ الْماضِيَةِ أَنَّهُ يُنيبُ أَوْ يَتُوبُ أَوْ يَرجِعُ عَنْ ظُلْمي، وَيَكُفَّ عَنْ مَكْرُوهي، وَيَنْتَقِلُ عَنْ عَظيمِ ما رَكِبَ مِنّي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْقِعْ ذلِكَ في قَلْبِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، قَبْلَ إِزالَةِ نِعْمَتِكَ الَّتي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، وَتَكْديرِ مَعْرُوفِكَ الَّذي صَنَعْتَهُ عِنْدي.
وَإِنْ كانَ عِلْمُكَ بِهِ غَيْرَ ذلِكَ مِنْ مَقامِهِ عَلى ظُلْمي، فَإِنّي أَسْأَلُكَ يا ناصِرَ الْمَظْلُومينَ الْمَبْغِيِّ عَلَيْهِمْ اِجابَةَ دَعْوَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَخُذْهُ مِنْ مَأْمَنِهِ [مَنامِهِ خ ل] أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ، وَافْجَأْهُ في غَفْلَتِهِ مُفاجاةَ مَليكٍ مُنْتَصِرٍ، وَاسْلُبْهُ نِعْمَتَهُ وَسُلْطانَهُ، وَافْضُضْ عَنْهُ جُمُوعَهُ وَأَعْوانَهُ، وَمَزِّقْ مُلْكَهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَفَرِّقْ أَنْصارَهُ كُلَّ مُفَرَّقٍ، وأَعِرْهُ مِنْ نِعْمَتِكَ الَّتي لا يُقابِلُها بِالشُّكْرِ، وَانْزِعْ عَنْهُ سِرْبالَ عِزِّكَ الَّذي لَمْ يُجازِهِ بِإِحْسانٍ.
وَاقْصِمْهُ يا قاصِمَ الْجَبابِرَةِ، وَأَهْلِكْهُ يا مُهْلِكَ الْقُرُونِ الْخالِيَةِ، وَأَبِرْهُ يا مُبيرَ الْاُمَمِ الظَّالِمَةِ، وَاخْذُلْهُ يا خاذِلَ الْفِرَقِ الْباغِيَةِ، وَابْتُرْ عُمْرَهُ، وَابْتَزَّ مُلْكَهُ، وَعَفِّ أَثَرَهُ، وَاقْطَعْ خَبَرَهُ، وَأَطْفِ نارَهُ، وأَظْلِمْ نَهارَهُ، وَكَوِّرِ شَمْسَهُ، وَأَزْهِقْ نَفْسَهُ، وَأَهْشِمْ سُوقَهُ، وَجُبَّ سَنامَهُ، وَأَرْغِمْ أَنْفَهُ، وَعَجِّلْ حَتْفَهُ، وَلا تَدَعْ لَهُ جُنَّةً إِلّا هَتَكْتَها، وَلا دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها، وَلا قائِمَةَ عُلُوٍّ إِلّا وَضَعْتَها، وَلا رُكْناً إِلّا وَهَنْتَهُ، وَلا سَبَباً إِلّا قَطَعْتَهُ.
وَأَرِنا أَنْصارَهُ عَباديدَ(1398) بَعْدَ الْاُلْفَةِ، وَشَتَّى بَعْدَ اجْتِماعِ الْكَلِمَةِ، وَمُقْنِعِي الرُّؤُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلى الْاُمَّةِ، وَاشْفِ بِزَوالِ أَمْرِهِ الْقُلُوبَ الْوَجِلَةَ، وَالْأَفْئِدَةَ اللهفَةَ، وَالْاُمَّةَ الْمُتَحَيِّرَةَ، وَالْبَرِيَّةَ الضائِعَةَ، وَأَدِلْ بِبَوارِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ، وَالسُّنَنَ الداثِرَةَ، وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، وَالْمَعالِمَ الْمُغْبَرَّةَ، وَالْآياتِ الْمُحَرَّفَةَ، وَالْمَدارِسَ الْمَهْجُورَةَ، وَالْمَحاريبَ الْمَجْفُوَّةَ، وَالْمَشاهِدَ الْمَهْدُومَةَ، وَأَشْبِعْ بِهِ الْخِماصَ السَّاغِبَةَ، وَارْوِ بِهِ اللهواتِ اللّاغِبَةَ، وَالْأَكْبادَ الطَّامِعَةَ.
وَأَرِحْ بِهِ الْأَقْدامَ الْمُتْعَبَةَ، وَاطْرُقْهُ بِلَيْلَةٍ لا اُخْتَ لَها، وَبِساعَةٍ لا مَثْوى فيها، وَبِنَكْبَةٍ لَا انْتِعاشَ مَعَها، وَبِعَثْرَةٍ لا إِقالَةَ مِنْها، وَأَبِحْ حَريمَهُ، وَنَغِّصْ نَعيمَهُ، وَأَرِهِ بَطْشَتَكَ الْكُبْرى، وَنَقِمَتَكَ الْمُثْلى، وَقُدْرَتَكَ الَّتي فَوْقَ قُدْرَتِهِ، وَسُلْطانَكَ الَّذي هُوَ أَعَزُّ مِنْ سُلْطانِهِ.
وَاغْلِبْهُ لي بِقُوَّتِكَ الْقَويَّةِ وَمِحالِكَ(1399) الشَّديدِ، وَامْنَعْني مِنْهُ بِمَنْعِكَ الَّذي كُلُّ خَلْقٍ فيها ذَليلٌ، وَابْتَلِهِ بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ، وَبِسُوءٍ لا تَسْتُرُهُ، وَكِلْهُ إِلى نَفْسِهِ فيما يُريدُ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُريدُ، وَابْرَأْهُ مِنْ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَكِلْهُ إِلى حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ، وَأَزِلْ مَكْرَهُ بِمَكْرِكَ، وَادْفَعْ مَشِيَّتَهُ بِمَشِيَّتِكَ، وَأَسْقِمْ جَسَدَهُ، وَأَيْتِمْ وَلَدَهُ، وَاقْضِ أَجَلَهُ، وَخَيِّبْ أَمَلَهُ، وَأَدِلْ دَوْلَتَهُ، وَأَطِلْ عَوْلَتَهُ، وَاجْعَلْ شُغْلَهُ في بَدَنِهِ، وَلا تَفُكَّهُ مِنْ حُزْنِهِ.
وَصَيِّرْ كَيْدَهُ في ضَلالٍ، وَأَمْرَهُ إِلى زَوالٍ، وَنِعْمَتَهُ إِلَى انْتِقالٍ، وَجِدَّهُ في سِفالٍ، وَسُلْطانَهُ فِي اضْمِحْلالٍ، وَعاقِبَتَهُ إِلى شَرِّ مَآلٍ، وَأَمِتْهُ بِغَيْظِهِ إِنْ أَمَتَّهُ، وَأَبْقِهِ بِحَسْرَتِهِ إِنْ أَبْقَيْتَهُ، وَقِني شَرَّهُ وَهَمْزَهُ وَلَمْزَهُ وَسَطْوَتَهُ وَعَداوَتَهُ، وَالْمَحْهُ لَمْحَةً تُدَمِّرُ بِها عَلَيْهِ، فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكيلا(1400).
261) قنوت الإمام الرضا (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اَلْفَزَعُ الْفَزَعُ إِلَيْكَ يا ذَا الْمُحاضَرَةِ، وَالرَّغْبَةُ الرَّغْبَةُ إِلَيْكَ يا مَنْ بِهِ الْمُفاخَرَةُ، وَأَنْتَ اللّهم مُشاهِدُ هَواجِسِ النُّفُوسِ، وَمُراصِدُ حَرَكاتِ الْقُلُوبِ، وَمُطالِعُ مَسَرَّاتِ السَّرائِرِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وَلا تَعَسُّفٍ، وَقَدْ تَرَى اللّهم ما لَيْسَ عَنْكَ بِمُنْطَوىٍ، وَلكِنَّ حِلْمَكَ آمَنَ أَهْلَهُ عَلَيْهِ جُرْأَةً وَتَمَرُّداً وَعُتُوّاً وَعِناداً، وَما يُعانيهِ أَوْلِياؤُكَ مِنْ تَعْفِيَةِ آثارِ الْحَقِّ، وَدُرُوسِ مَعالِمِهِ، وَتَزَيُّدِ الْفَواحِشِ، وَاسْتِمْرارِ أَهْلِها عَلَيْها، وَظُهُورِ الْباطِلِ وَعُمُومِ التَّغاشُمِ، وَالتَّراضي بِذلِكَ فِي الْمُعامِلاتِ وَالْمُتَصَرَّفاتِ مُذْ جَرَتْ بِهِ الْعاداتُ، وَصارَ كَالْمَفْرُوضاتِ وَالْمَسْنُوناتِ.
اللّهم فَبادِرِ الَّذي مَنْ أَعَنْتَهُ بِهِ فازَ، وَمَنْ أَيَّدْتَهُ لَمْ يَخَفْ لَمْزَ لَمَّازٍ، وَخُذِ الظَّالِمَ أَخْذاً عَنيفاً، وَلاتَكُنْ لَهُ راحِماً وَلا بِهِ رَؤُوفاً.
اللّهم اللّهم اللّهم بادِرْهُمْ. اللّهم عاجِلْهُمْ. اللّهم لا تُمْهِلْهُمْ.
اللّهم غادِرْهُمْ بُكْرَةً وَهَجيرَةً(1401) وَسُحْرَةً وَبَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ، وَضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ، وَمَكْراً وَهُمْ يَمْكُرُونَ، وَفُجْأَةً وَهُمْ آمِنُونَ. اللّهم بَدِّدْهُمْ، وَبَدِّدْ أَعْوانَهُمْ، وَافْلُلْ(1402) أَعْضادَهُمْ، وَاهْزِمْ جُنُودَهُمْ، وَافْلُلْ حَدَّهُمْ، وَاجْتَثَّ سَنامَهُمْ، وَأَضْعِفْ عَزائِمَهُمْ.
اللّهم امْنَحْنا أَكْتافَهُمْ، وَمَلِّكْنا أَكْنافَهُمْ، وَبَدِّلْهُمْ بِالنِّعَمِ النِّقَمَ، وَبَدِّلْنا مِنْ مُحاذَرَتِهِمْ وَبَغْيِهِمُ السَّلامَةَ، وَاغْنِمْناهُمْ أَكْمَلَ الْمَغْنَمِ. اللّهم لا تَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَكَ الَّذي إِذا حَلَّ بِقَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرينَ(1403).
262) قنوت الإمام الجواد (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم مَنائِحُكَ مُتَتابِعَةٌ، وَأَياديكَ مُتَوالِيَةٌ، وَنِعَمُكَ سابِغَةٌ، وَشُكْرُنا قَصيرٌ، وَحَمْدُنا يَسيرٌ، وَأَنْتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلى مَنِ اعْتَرَفَ جَديرٌ. اللّهم وَقَدْ غُصَّ أَهْلُ الْحَقِّ بِالرّيقِ، وَارْتَبَكَ(1404) أَهْلُ الصِّدْقِ فِي الْمَضيقِ، وَأَنْتَ اللّهم بِعِبادِكَ وَذَوِي الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ شَفيقٌ، وَبِإِجابَةِ دُعائِهِمْ وَتَعْجيلِ الْفَرَجِ عَنْهُمْ حَقيقٌ.
اللّهم فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبادِرْنا مِنْكَ بِالْعَوْنِ الَّذي لا خِذْلانَ بَعْدَهُ، وَالنَّصْرِ الَّذي لا باطِلَ يَتَكَأَّدُهُ، وَأَتِحْ(1405) لَنا مِنْ لَدُنْكَ مُتاحاً فَيَّاحاً يَأْمَنُ فيهِ وَلِيُّكَ، وَيَخيبُ فيهِ عَدُوُّكَ، وَيُقامُ فيهِ مَعالِمُكَ، وَيَظْهَرُ فيهِ أَوامِرُكَ، وَتَنْكَفُّ فيهِ عَوادي عِداتِكَ.
اللّهم بادِرْنا مِنْكَ بِدارَ الرَّحْمَةِ، وَبادِرْ أَعْدائَكَ مِنْ بَأْسِكَ بِدارَ النَّقِمَةِ. اللّهم أَعِنَّا وَأَغِثْنا، وَارْفَعْ نَقِمَتَكَ عَنَّا، وَأَحِلَّها بِالْقَوْمِ الظَّالِمينَ(1406).
263) دعاء الإمام الجواد (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم أَنْتَ الْأَوَّلُ بِلا أَوَّلِيَّةٍ مَعْدُودَةٍ، وَالْآخِرُ بِلا آخِرِيَّةٍ مَحْدُودَةٍ، أَنْشَأْتَنا لا لِعِلَّةٍ اقْتِساراً، وَاخْتَرَعْتَنا لا لِحاجَةٍ اقْتِداراً، وَابْتَدَعْتَنا بِحِكْمَتِكَ اخْتِياراً، وَبَلَوْتَنا بِأَمْرِكَ وَنَهْيِكَ اخْتِباراً، وَأَيَّدْتَنا بِالْآلاتِ، وَمَنَحْتَنا بِالْأَدَواتِ، وَكَلَّفْتَنا الطَّاقَةَ، وَجَشَّمْتَنا الطَّاعَةَ، فَأَمَرْتَ تَخْييراً، وَنَهَيْتَ تَحْذيراً، وَخَوَّلْتَ كَثيراً، وَسَأَلْتَ يَسيراً، فَعُصِيَ أَمْرُكَ فَحَلُمْتَ، وَجُهِلَ قَدْرُكَ فَتَكَرَّمْتَ.
فَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ وَالْبَهاءِ، وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ، وَالْإِحْسانِ وَالنَّعْماءِ، وَالْمَنِّ وَالْآلاءِ، وَالْمِنَحِ وَالْعَطاءِ، وَالْإِنْجازِ وَالْوَفاءِ، وَلا تُحيطُ الْقُلُوبُ لَكَ بِكُنْهٍ، وَلا تُدْرِكُ الْأَوْهامُ لَكَ صِفَةً، وَلا يُشَبِّهُكَ شيء مِنْ خَلْقِكَ، وَلا يُمَثَّلُ بِكَ شيء مِنْ صَنْعَتِكَ، تَبارَكْتَ أَنْ تُحَسَّ أَوْ تُمَسَّ أَوْ تُدْرِكَكَ الْحَواسُّ الْخَمْسُ، وَأَنَّى يُدْرِكُ مَخْلُوقٌ خالِقَهُ، وَتَعالَيْتَ يا إِلهي عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً.
اللّهم أَدِلْ(1407) لِأَوْلِيائِكَ مِنْ أَعْدائِكَ الظَّالِمينَ الْباغينَ النَّاكِثينَ الْقاسِطينَ الْمارِقينَ، اَلَّذينَ أَضَلُّوا عِبادَكَ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ، وَبَدَّلُوا أَحْكامَكَ، وَجَحَدُوا حَقَّكَ، وَجَلَسُوا مَجالِسَ أَوْلِيائِكَ، جُرْأَةً مِنْهُمْ عَلَيْكَ، وَظُلْماً مِنْهُمْ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، عَلَيْهِمْ سَلامُكَ وَصَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا خَلْقَكَ، وَهَتَكُوا حِجابَ سِتْرِكَ عَنْ عِبادِكَ.
وَاتَّخَذُوا اللّهم مالَكَ دُوَلاً، وَعِبادَكَ خَوَلاً(1408)، وَتَرَكُوا اللّهم عالِمَ أَرْضِكَ في بَكْماءَ عَمْياءَ ظَلْماءَ مُدْلَهِمَّةً، فَأَعْيُنُهُمْ مَفْتُوحَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ عَمِيَّةٌ، وَلَمْ تُبْقِ لَهُمُ اللّهم عَلَيْكَ مِنْ حُجَّةٍ، لَقَدْ حَذَّرْتَ اللّهم عَذابَكَ، وَبَيَّنْتَ نَكالَكَ، وَوَعَدْتَ الْمُطيعينَ إِحْسانَكَ، وَقَدَّمْتَ إِلَيْهِمْ بِالنُّذُرِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ.
فَأَيِّدِ اللّهم الَّذينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّ أَوْلِيائِكَ، فَأَصْبَحُوا ظاهِرينَ، وإِلَى الْحَقِّ داعينَ، وَلِلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ الْقائِمِ بِالْقِسْطِ تابِعينَ، وَجَدِّدِ اللّهم عَلى أَعْدائِكَ وَأَعْدائِهِمْ نارَكَ وَعَذابَكَ، اَلَّذي لا تَدْفَعُهُ عَنِ الْقَومِ الظَّالِمينَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَوِّ ضَعْفَ الْمُخْلِصينَ لَكَ بِالْمَحَبَّةِ، اَلْمُشايِعينَ لَنا بِالْمُوالاةِ، اَلْمُتَّبِعينَ لَنا بِالتَّصْديقِ وَالْعَمَلِ، اَلْمُوازِرينَ لَنا بِالْمُواساةِ فينا، اَلْمُحِبّينَ ذِكْرَنا عِنْدَ اجْتِماعِهِمْ، وَشَدِّدِ اللّهم رُكْنَهُمْ، وَسَدِّدِ اللّهم لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُمْ، وَأَتْمِمْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ، وَخَلِّصْهُمْ وَاسْتَخْلِصْهُمْ، وَسُدَّ اللّهم فَقْرَهُمْ، وَالْمُمِ اللّهم شَعَثَ فاقَتِهِمْ.
وَاغْفِرِ اللّهم ذُنُوبَهُمْ وَخَطاياهُمْ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَهُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ، وَلا تُخِلِّهِمْ أَيْ رَبِّ بِمَعْصِيَتِهِمْ، وَاحْفَظْ لَهُمْ ما مَنَحْتَهُمْ بِهِ مِنَ الطَّهارَةِ بِوِلايَةِ أَوْلِيائِكَ، وَالْبَراءةِ مِنْ أَعْدائِكَ، إِنَّكَ سَميعٌ مُجيبٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ(1409).
264) قنوت الإمام الهادي (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم مَناهِلُ كَراماتِكَ بِجَزيلِ عَطِيَّاتِكَ مُتْرَعَةٌ، وَأَبْوابُ مُناجاتِكَ لِمَنْ أَمَّكَ مُشْرَعَةٌ، وَعَطُوفُ لَحَظاتِكَ لِمَنْ ضَرَعَ إِلَيْكَ غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ، وَقَدْ اُلْجِمَ الْحِذارُ، وَاشْتَدَّ الاِضْطِرارُ، وَعَجَزَ عَنِ الاِصْطِبارِ أَهْلُ الْانتظار.
وَأَنْتَ اللّهم بِالْمَرْصَدِ مِنَ الْمُكَّارِ، وَغَيْرُ مُهْمَلٍ مَعَ الإِمْهالِ، وَاللّائِذُ بِكَ آمِنٌ، وَالرَّاغِبُ إِلَيْكَ غانِمٌ، وَالْقاصِدُ اللّهم لِبابِكَ سالِمٌ.
اللّهم فَعاجِلْ مَنْ قَدِ امْتَزَّ في طُغْيانِهِ، وَاسْتَمَرَّ عَلى جَهالَتِهِ لِعُقْباهُ في كُفْرانِهِ، وَأَطْمَعَهُ حِلْمُكَ عَنْهُ في نَيْلِ إِرادَتِهِ، فَهُوَ يَتَسَرَّعُ إِلى أَوْلِيائِكَ بِمَكارِهِهِ، وَيُواصِلُهُمْ بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ، وَيَقْصُدُهُمْ في مَظانِّهِمْ بِأَذِيَّتِهِ.
اللّهم اكْشِفِ الْعَذابَ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، وَابْعَثْهُ جَهْرَةً عَلَى الظَّالِمينَ. اللّهم اكْفُفِ الْعَذابَ عَنِ الْمُسْتَجيرينَ، وَاصْبُبْهُ عَلَى الْمُغَيِّرينَ.
اللّهم بادِرْ عُصْبَةَ الْحَقِّ بِالْعَوْنِ، وَبادِرْ أَعْوانَ الظُّلْمِ بِالْقَصْمِ. اللّهم أَسْعِدْنا بِالشُّكْرِ، وَامْنَحْنَا النَّصْرَ، وَأَعِذْنا مِنْ سُوءِ الْبَدارِ وَالْعاقِبَةِ وَالْخَتَرِ(1410).(1411)
265) دعاء الإمام الهادي (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا منْ تَفَرَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَتَوَحَّدَ بِالْوَحْدانِيَّةِ، يا مَنْ أَضاءَ بِاسْمِهِ النَّهارُ، وَأَشْرَقَتْ بِهِ الْأَنْوارُ، وَأَظْلَمَ بِأَمْرِهِ حِنْدِسُ(1412) اللَّيْلِ، وَهَطَلَ بِغَيْثِهِ وابِلُ السَّيْلِ، يا مَنْ دَعاهُ الْمُضْطَرُّونَ فَأَجابَهُمْ، وَلَجَأَ إِلَيْهِ الْخائِفُونَ فَآمَنَهُمْ، وَعَبَدَهُ الطَّائِعُونَ فَشَكَرَهُمْ، وَحَمَدَهُ الشَّاكِرُونَ فَأَثابَهُمْ، ما أَجَلَّ شَأْنَكَ، وَأَعْلا سُلْطانَكَ، وَأَنْفَذَ أَحْكامَكَ، أَنْتَ الْخالِقُ بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ، وَالْقاضي بِغَيْرِ تَحَيُّفٍ، حُجَّتُكَ الْبالِغَةُ، وَكَلِمَتُكَ الدامِغَةُ.
بِكَ اعْتَصَمْتُ وَتَعَوَّذْتُ مِنْ نَفَثاتِ الْعَنَدَةِ، وَرَصَداتِ الْمُلْحِدَةِ، اَلَّذينَ أَلْحَدُوا في أَسْمائِكَ، وَرَصَدُوا بِالْمَكارِهِ لِأَوْلِيائِكَ، وَأَعانُوا عَلى قَتْلِ أَنْبِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ، وَقَصَدُوا لِإِطْفاءِ نُورِكَ بِإِذاعَةِ سِرِّكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، وَصَدُّوا عَنْ آياتِكَ، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِكَ وَدُونَ رَسُولِكَ وَدُونَ الْمُؤْمِنينَ وَليجَةً رَغْبَةً عَنْكَ، وَعَبَدُوا طَواغيتَهُمْ وَجَوابِيْتَهُمْ بَدَلاً مِنْكَ.
فَمَنَنْتَ عَلى أَوْلِيائِكَ بِعَظيمِ نَعْمائِكَ، وَجُدْتَ عَلَيْهِمْ بِكَريمِ آلائِكَ، وَأَتْمَمْتَ لَهُمْ ما أَوْلَيْتَهُمْ بِحُسْنِ جَزائِكَ، حِفْظاً لَهُمْ مِنْ مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وَضَلالِ السُّبُلِ، وَصَدَقَتْ لَهُمْ بِالْعُهُودِ أَلْسِنَةُ الْإِجابَةِ، وَخَشَعَتْ لَكَ بِالْعُقُودِ قُلُوبُ الْإِنابَةِ.
أَسْأَلُكَ اللّهم بِاسْمِكَ الَّذي خَشَعَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، وَأحْيَيْتَ بِهِ مَواتَ الْأَشْياءِ، وَأَمَتَّ بِهِ جَميعَ الْأَحْياءِ، وَجَمَعْتَ بِهِ كُلَّ مُتَفَرِّقٍ، وَفَرَّقْتَ بِهِ كُلَّ مُجْتَمَعٍ، وَأَتْمَمْتَ بِهِ الْكَلِماتِ، وَأَرَيْتَ بِهِ كُبْرَى الْآياتِ، وَتُبْتَ بِهِ عَلَى التَّوَّابينَ، وَأَخْسَرْتَ بِهِ عَمَلَ الْمُفْسِدينَ، فَجَعَلْتَ عَمَلَهُمْ هَباءً مَنْثُوراً، وَتَبَّرْتَهُمْ تَتْبيراً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ شيعَتي مِنَ الَّذينَ حُمِّلُوا فَصَدَّقُوا، وَاسْتُنْطِقُوا فَنَطَقُوا آمِنينَ مَأْمُونينَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ لَهُمْ تَوْفيقَ أَهْلِ الْهُدى، وَأَعْمالَ أَهْلِ الْيَقينِ، وَمُناصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ، وَعَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ، وَتَقِيَّةَ أَهْلِ الْوَرَعِ، وَكِتْمانَ الصِّدّيقينَ، حَتَّى يَخافُوكَ اللّهم مَخافَةً تَحْجُزُهُمْ عَنْ مَعاصيكَ، وَحَتَّى يَعْمَلُوا بِطاعَتِكَ لِيَنالُوا كَرامَتَكَ، وَحَتَّى يُناصِحُوا لَكَ وَفيكَ خَوْفاً مِنْكَ، وَحتَّى يُخْلِصُوا لَكَ النَّصيحَةَ فِي التَّوْبَةِ حُبّاً لَكَ فَتُوجِبَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ الَّتي أَوْجَبْتَها لِلتَّوَّابينَ، وَحَتَّى يَتَوَكَّلُوا عَلَيْكَ في اُمُورِهِمْ كُلِّها حُسْنَ ظَنٍّ بِكَ، وَحتَّى يُفَوِّضُوا إِلَيْكَ اُمُورَهُمْ ثِقَةً بِكَ.
اللّهم لا تُنالُ طاعَتُكَ إِلّا بِتَوْفيقِكَ، وَلا تُنالُ دَرَجَةٌ مِنْ دَرَجاتِ الْخَيْرِ إِلّا بِكَ. اللّهم يا مالِكَ يَوْمِ الدّينِ، اَلْعالِمَ بِخَفايا صُدُورِ الْعالَمينَ، طَهِّرِ الْأَرْضَ مِنْ نَجَسِ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَاخْرِصِ الْخَرَّاصينَ عَنْ تَقَوُّلِهِمْ عَلى رَسُولِكَ الْإِفْكَ.
اللّهم اقْصِمِ الْجَبَّارينَ، وَأَبِرِ الْمُفْتَرينَ، وَأَبِدِ الْأَفَّاكينَ، اَلَّذينَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمانِ قالُوا أَساطيرُ الْأَوَّلينَ، وَأَنْجِزْ لي وَعْدَكَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ، وَعَجِّلْ فَرَجَ كُلِّ طالِبٍ مُرْتادٍ، إِنَّكَ لَبِالْمِرْصادِ لِلْعِبادِ.
أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ لَبْسٍ مَلْبُوسٍ، وَمِنْ كُلِّ قَلْبٍ عَنْ مَعْرِفَتِكَ مَحْبُوسٍ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسٍ تَكْفِرُ إِذا أَصابَها بُؤْسٌ، وَمِنْ واصِفِ عَدْلٍ عَمَلُهُ عَنِ الْعَدْلِ مَعْكُوسٌ، وَمِنْ طالِبٍ لِلْحَقِّ وَهُوَ عَنْ صِفاتِ الْحَقِّ مَنْكُوسٌ، وَمِنْ مُكْتَسِبِ إِثْمٍ بِإِثْمِهِ مَرْكُوسٌ، وَمِنْ وَجْهٍ عِنْدَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَيْهِ عَبُوسٌ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، وَمِنْ نَظيرِهِ وَأَشْكالِهِ وَأَشْباهِهِ وَأَمْثالِهِ، إِنَّكَ عَلِيٌّ عَليمٌ حَكيمٌ(1413).
266) قنوت الإمام العسكري (عليه السلام) برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
يا مَنْ غَشِيَ نُورُهُ الظُّلُماتِ، يا مَنْ أَضاءَتْ بِقُدْسِهِ الْفِجاجُ الْمُتَوَعِّراتُ، يا مَنْ خَشَعَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ وَالسَّماواتِ، يا مَنْ بَخَعَ(1414) لَهُ بِالطَّاعَةِ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ عاتٍ، يا عالِمَ الضَّمائِرِ الْمُسْتَخْفِياتِ، وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَحْمَةً وَعِلْماً.
فَاغْفِرْ لِلَّذينَ تابُوا، وَاتَّبَعُوا سَبيلَكَ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحيمِ، وَعاجِلْهُمْ بِنَصْرِكَ الَّذي وَعَدْتَهُمْ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ، وَعَجِّلِ اللّهم اجْتِياحَ(1415) أَهْلِ الْكَيْدِ، وَآوِهِمْ إِلى شَرِّ دارٍ في أَعْظَمِ نَكالٍ وَأَقْبَحِ مَتابٍ.
اللّهم إِنَّكَ حاضِرُ أَسْرارِ خَلْقِكَ، وَعالِمٌ بِضَمائِرِهِمْ، وَمُسْتَغْنٍ لَوْلَا النَّدْبُ بِاللَّجَأِ إِلى تَنَجُّزِ ما وَعَدْتَهُ اللاَّجي عَنْ كَشْفِ مَكامِنِهِمْ، وَقَدْ تَعْلَمُ يا رَبِّ ما اُسِرُّهُ وَاُبْديهِ، وَأَنْشُرُهُ وَأَطْويهِ، وَاُظْهِرُهُ وَاُخْفيهِ عَلى مُتَصَرِّفاتِ أَوْقاتي، وَأَصْنافِ حَرَكاتي مِنْ جَميعِ حاجاتي.
وَقَدْ تَرى يا رَبِّ ما قَدْ تَراطَمَ فيهِ أَهْلُ وِلايَتِكَ، وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْدائِكَ غَيْرَ ظَنينٍ في كَرَمٍ، وَلا ضَنينٍ بِنَعَمٍ، وَلكِنَّ الْجُهْدَ يَبْعَثُ عَلَى الاِسْتِزادَةِ، وَما أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إِذا أَخْلَصَ لَكَ اللَّجَأَ يَقْتَضي إِحْسانُكَ شَرْطَ الزِّيادَةِ.
وَهذِهِ النَّواصي وَالْأَعْناقُ خاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ، وَالاِعْتِرافِ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ داعِيَةٌ بِقُلُوبِها، وَمُحَصَّناتٌ إِلَيْكَ في تَعْجيلِ الإِنالَةِ، وَما شِئْتَ كانَ وَما تَشاءُ كائِنٌ.
أَنْتَ الْمَدْعُوُّ الْمَرْجُوُّ الْمَأْمُولُ الْمَسْئُولُ لا يَنْقُصُكَ نائِلٌ وَإِنِ اتَّسَعَ، وَلا يُلْحِفُكَ(1416) سائِلٌ وَإِنْ أَلَحَّ وَضَرَعَ، مُلْكُكَ لا يَلْحَقُهُ التَّنْفيدُ، وَعِزُّكَ الْباقي عَلَى التَّأْييدِ، وَما فِي الْأَعْصارِ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِمِقْدارٍ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الرَّؤُوفُ الْجَبَّارُ.
اللّهم أَيِّدْنا بِعَوْنِكَ، وَاكْنُفْنا بِصَوْنِكَ، وَأَنِلْنا مَنالَ الْمُعْتَصِمينَ بِحَبْلِكَ، اَلْمُسْتَظِلّينَ بِظِلِّكَ(1417).
267) دعاء الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
دعا (عليه السلام) في قنوته وأمر أهل قم بذلك، لما شكوا من موسى بن بغي(1418):
اَلحَمْدُ للهِ شُكْراً لِنَعْمائِهِ، وَاسْتِدْعاءً لِمَزيدِهِ، وَاسْتِخْلاصاً لَهُ وَبِهِ دُونَ غَيْرِهِ، وَعِياذاً بِهِ مِنْ كُفْرانِهِ وَالْإِلْحادِ في عَظَمَتِهِ وَكِبْريائِهِ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ ما بِهِ مِنْ نَعْمائِهِ فَمِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، وَما مَسَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ فَبِسُوءِ جِنايَةِ يَدِهِ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَذَريعَةِ الْمُؤْمِنينَ إِلى رَحْمَتِهِ، وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وُلاةِ أَمْرِهِ.
اللّهم إِنَّكَ نَدَبْتَ إِلى فَضْلِكَ، وَأَمَرْتَ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ الْإِجابَةَ لِعِبادِكَ، وَلَمْ تُخَيِّبْ مَنْ فَزَعَ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ، وَقَصَدَ إِلَيْكَ بِحاجَتِهِ، وَلَمْ تَرْجِعْ يَدٌ طالِبَةٌ صِفْراً مِنْ عَطائِكَ، وَلا خائِبَةً مِنْ نَحْلِ هِباتِكَ، وَأَيُّ راحِلٍ رَحَلَ إِلَيْكَ فَلَمْ يَجِدْكَ قَريباً، أَوْ وافِدٍ وَفَدَ عَلَيْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوائِقُ الرَّدِّ دُونَكَ، بَلْ أَيُّ مُحْتَفِرٍ مِنْ فَضْلِكَ لَمْ يُمْهِهِ فَيْضُ جُودِكَ، وَأَيُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزيدِكَ أَكْدى دُونَ اسْتِماحَةِ سِجالِ(1419) عَطِيَّتِكَ.
اللّهم وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِرَغْبَتي، وَقَرَعَتْ بابَ فَضْلِكَ يَدُ مَسْأَلَتي، وَناجاكَ بِخُشُوعِ الْإِسْتِكانَةِ قَلْبي، وَوَجَدْتُكَ خَيْرَ شَفيعٍ لي إِلَيْكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ ما يَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتي قَبْلَ أَنْ يَخْطُرَ بِفِكْري، أَوْ يَقَعَ في خَلَدي، فَصِلِ اللّهم دُعائي إِيَّاكَ بِإِجابَتي، وَاشْفَعْ مَسْأَلَتي بِنُجْحِ طَلِبَتي.
اللّهم وَقَد شَمَلَنا زَيْغُ الْفِتَنِ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْنا غَشْوَةُ الْحَيْرَةِ، وَقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصِّغارُ، وَحَكَمَ عَلَيْنا غَيْرُ الْمَأْمُونينَ في دينِكَ، وَابْتَزَّ اُمُورَنا مَعادِنُ الْاُبَنِ مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ، وَسَعى في إِتْلافِ عِبادِكَ وإِفْسادِ بِلادِكَ.
اللّهم وَقَدْ عادَ فَيْئُنا دَوْلَةً بَعْدَ الْقِسْمَةِ، وإِمارَتُنا غَلَبَةً بَعْدَ الْمَشْوَرَةِ، وَعُدْنا ميراثاً بَعْدَ الاِخْتِيارِ لِلْاُمَّةِ، فَاشْتُرِيَتِ الْمَلاهي وَالْمَعازِفُ(1420) بِسَهْمِ الْيَتيمِ وَالْأَرْمَلَةِ، وَحَكَمَ في أَبْشارِ الْمُؤْمِنينَ أَهْلُ الذِّمَّةِ، وَوَلِيَ الْقِيامَ بِاُمُورِهِمْ فاسِقُ كُلِّ قَبيلَةٍ، فَلا ذائِدَ يَذُودُهُمْ عَنْ هَلَكَةٍ، وَلا راعٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ، وَلا ذُو شَفَقَةٍ يُشْبِعُ الْكَبِدَ الْحرَّى مِنْ مَسْغَبَةٍ، فَهُمْ اُولُوا ضَرْعٍ بِدارٍ مَضيعَةٍ، وَاُسَراءُ مَسْكَنَةٍ، وَخُلَفاءُ كَآبَةٍ وَذِلَّةٍ.
اللّهم وَقَدِ اسْتَحْصَدَ زَرْعُ الْباطِلِ، وَبَلَغَ نِهايَتَهُ، وَاسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ، وَاسْتَجْمَعَ طَريدُهُ، وَخَذْرَفَ وَليدُهُ، وَبَسَقَ فَرْعُهُ، وَضُرِبَ بِجِرانِهِ.
اللّهم فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ يَداً حاصِدَةً تَصْدَعُ قائِمَهُ، وَتَهْشُمُ سُوقَهُ، وَتَجُبُّ سَنامَهُ، وَتَجْدَعُ مَراغِمَهُ، لِيَسْتَخْفِيَ الْباطِلُ بِقُبْحِ صُورَتِهِ، وَيَظْهَرَ الْحَقُّ بِحُسْنِ حُلْيَتِهِ.
اللّهم وَلا تَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلا جُنَّةً إِلّا هَتَكْتَها، وَلا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها، وَلا سَرِيَّةَ ثِقْلٍ إِلّا خَفَّفْتَها، وَلا قائِمَةَ عُلُوٍّ إِلّا حَطَطْتَها، وَلا رافِعَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكَّسْتَها، وَلا خَضْراءَ إِلّا أَبَرْتَها.
اللّهم فَكَوِّرْ شَمْسَهُ، وَحُطَّ نُورَهُ، وَاطْمِسْ ذِكْرَهُ، وَارْمِ بِالْحَقِّ رَأْسَهُ، وَفُضَّ جُيُوشَهُ، وَارْعُبْ قُلُوبَ أَهْلِهِ.
اللّهم وَلا تَدَعْ مِنْهُ بَقِيَّةً إِلّا أَفْنَيْتَ، وَلا بُنْيَةً إِلّا سَوَّيْتَ، وَلا حَلَقَةً إِلّا قَصَمْتَ، وَلا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَ، وَلا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَ، وَلا كُراعاً إِلّاَ اجْتَحْتَ، وَلا حامِلَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكَسْتَ.
اللّهم وَأَرِنا أَنْصارَهُ عَباديدَ بَعْدَ الْاُلْفَةِ، وَشَتَّى بَعْدَ اجْتِماعِ الْكَلِمَةِ، وَمُقْنِعِي الرُّؤُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْاُمَّةِ، وَأَسْفِرْ لَنا عَنْ نَهارِ الْعَدْلِ، وَأَرِناهُ سَرْمَداً لا ظُلْمَةَ فيهِ، وَنُوراً لا شَوْبَ مَعَهُ، وَاهْطِلْ عَلَيْنا ناشِئَتَهُ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنا بَرَكَتَهُ، وَأَدِلْ لَهُ مِمَّنْ ناواهُ، وَانْصُرْهُ عَلى مَنْ عاداهُ.
اللّهم وَأَظْهِرِ الْحَقَّ، وَأَصْبِحْ بِهِ في غَسَقِ الظُّلَمِ وَبُهَمِ الْحَيْرَةِ. اللّهم وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُتَفَرِّقَةَ، وَالْآراءَ الْمُخْتَلِفَةَ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ، وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، وَأَشْبِعْ بِهِ الْخِماصَ السَّاغِبَةَ، وَأَرِحْ بِهِ الْأَبْدانَ اللّاغِبَةَ الْمُتْعَبَةَ، كَما أَلْهَجْتَنا بِذِكْرِهِ، وَأَخْطَرْتَ بِبالِنا دُعاءَكَ لَهُ، وَوَفَّقْتَنا لِلدُّعاءِ إِلَيْهِ، وَحِياشَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ، وَأَسْكَنْتَ في قُلُوبِنا مَحَبَّتَهُ، وَالطَّمَعَ فيهِ، وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ، لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ.
اللّهم فَأْتِ لَنا مِنْهُ عَلى أَحْسَنِ يَقينٍ، يا مُحَقِّقَ الظُّنُونِ الْحَسَنَةِ، وَيا مُصَدِّقَ الْآمالِ الْمُبْطِنَةِ.
اللّهم وَأَكْذِبْ بِهِ الْمُتَأَلّينَ(1421) عَلَيْكَ فيهِ، وَأَخْلِفْ بِهِ ظُنُونَ الْقانِطينَ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَالْآيِسينَ مِنْهُ.
اللّهم اجْعَلْنا سَبَباً مِنْ أَسْبابِهِ، وَعَلَماً مِنْ أَعْلامِهِ، وَمَعْقَلاً مِنْ مَعاقِلِهِ، وَنَضِّرْ وُجُوهَنا بِتَحْلِيَتِهِ، وَأَكْرِمْنا بِنُصْرَتِهِ، وَاجْعَلْ فينا خَيْراً تُظْهِرُنا لَهُ بِهِ، وَلا تُشْمِتْ بِنا حاسِدِي النِّعَمِ، وَالْمُتَرَبِّصينَ بِنا حُلُولَ النَّدَمِ، وَنُزُولَ الْمُثَلِ، فَقَدْ تَرى يا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا، وَخُلُوَّ ذَرْعِنا مِنَ الْإِضْمارِ لَهُمْ عَلى إِحْنَةٍ، وَالتَّمَنّي لَهُمْ وُقُوعَ جائِحَةٍ، وَما تَنازَلَ مِنْ تَحْصينِهِمْ بِالْعافِيَةِ، وَما أَضْبَؤُا(1422) لَنا مِنِ انْتِهازِ الْفُرْصَةِ، وَطَلَبِ الْوُثُوبِ بِنا عِنْدَ الْغَفْلَةِ.
اللّهم وَقَدْ عَرَّفْتَنا مِنْ أَنْفُسِنا، وَبَصَّرْتَنا مِنْ عُيُوبِنا خِلالاً نَخْشى أَنْ تَقْعُدَ بِنا عَنِ اشْتِهارِ إِجابَتِكَ، وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ عَلى غَيْرِ الْمُسْتَحِقّينَ، وَالْمُبْتَدِئُ بِالْإِحْسانِ غَيْرَ السَّائِلينَ، فَأْتِ لَنا مِنْ أَمْرِنا عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وَفَضْلِكَ وَامْتِنانِكَ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ، وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، إِنَّا إِلَيْكَ راغِبُونَ، وَمِنْ جَميعِ ذُنُوبِنا تائِبُونَ.
اللّهم وَالدَّاعي إِلَيْكَ، وَالْقائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ، اَلْفَقيرُ إِلى رَحْمَتِكَ، اَلْمُحْتاجُ إِلى مَعُونَتِكَ عَلى طاعَتِكَ، إِذِ ابْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُ أَثْوابَ كَرامَتِكَ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ، وَثَبَّتَّ وَطْأَتَهُ فِي الْقُلُوبِ مِنْ مَحَبَّتِكَ، وَوَفَّقْتَهُ لِلْقِيامِ بِما أَغْمَضَ فيهِ أَهْلُ زَمانِهِ مِنْ أَمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما رُدَّ مِنْ أَعْلامِ دينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَلامُكَ وَصَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ.
فَاجْعَلْهُ اللّهم في حِصانَةٍ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدينَ، وَأَشْرِقْ بِهِ الْقُلُوبَ الْمُخْتَلِفَةَ مِنْ بُغاةِ الدّينِ، وَبَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ بِهِ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ.
اللّهم وَأَذْلِلْ بِهِ مَنْ لَمْ تُسْهِمْ لَهُ فِي الرُّجُوعِ إِلى مَحَبَّتِكَ، وَمَنْ نَصَبَ لَهُ الْعَداوَةَ، وَارْمِ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ مَنْ أَرادَ التَأْليبَ عَلى دينِكَ بِإِذْلالِهِ، وَتَشْتيتِ أَمْرِهِ، وَاغْضَبْ لِمَنْ لا تِرَةَ(1423) لَهُ وَلا طائِلَةَ، وَعادَى الْأَقْرَبينَ وَالْأَبْعَدينَ فيكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيْهِ، لا مَنّاً مِنْهُ عَلَيْكَ.
اللّهم فَكَما نَصَبَ نَفْسَهُ غَرَضاً فيكَ لِلْأَبْعَدينَ، وَجادَ بِبَذْلِ مُهْجَتِهِ لَكَ في الذَّبِّ عَنْ حَريمِ الْمُؤْمِنينَ، وَرَدَّ شَرَّ بُغاةِ الْمُرْتَدّينَ الْمُريبينَ حَتَّى أَخْفى ما كانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ الْمَعاصي، وَأَبْدا ما كانَ نَبَذَهُ الْعُلَماءُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ مِمَّا أَخَذْتَ ميثاقَهُمْ على أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ وَلا يَكْتُمُوهُ، وَدَعا إِلى إِفْرادِكَ بِالطَّاعَةِ، وَأَلّا يَجْعَلَ لَكَ شَريكاً مِنْ خَلْقِكَ يَعْلُو أَمْرُهُ عَلى أَمْرِكَ، مَعَ ما يَتَجَرَّعُهُ فيكَ مِنْ مَراراتِ الْغَيْظِ الْجارِحَةِ بِحَواسِّ(1424) الْقُلُوبِ، وَما يَعْتَوِرُهُ مِنَ الْغُمُومِ، وَيَفْزَعُ عَلَيْهِ مِنْ أَحْداثِ الْخُطُوبِ، وَيَشْرَقُ بِهِ مِنَ الْغُصَصِ الَّتي لا تَبْتَلِعُهَا الْحُلُوقُ وَلا تَحْنُو عَلَيْهَا الضُّلُوعُ عِنْدَ نَظَرِهِ إِلى أَمْرٍ مِنْ أَمْرِكَ، وَلا تَنالُهُ يَدُهُ بِتَغْييرِهِ وَرَدِّهِ إِلى مَحَبَّتِكَ.
فَاشْدُدِ اللّهم أَزْرَهُ بِنَصْرِكَ، وَأَطِلْ باعَهُ فيما قَصُرَ عَنْهُ مِنْ إِطْرادِ الرَّاتِعينَ في حِماكَ، وَزِدْهُ في قُوَّتِهِ بَسْطَةً مِنْ تَأْييدِكَ، وَلا تُوْحِشْنا مِنْ اُنْسِهِ، وَلا تَخْتَرِمْهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الْفاشي في أَهْلِ مِلَّتِهِ، وَالْعَدْلِ الظَّاهِرِ في اُمَّتِهِ.
اللّهم وَشَرِّفْ بِمَا اسْتَقْبَلَ بِهِ مِنَ الْقِيامِ بِأَمْرِكَ لَدى مَوْقِفِ الْحِسابِ مَقامَهُ، وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وأَجْزِلْ لَهُ عَلى ما وَأَيْتَهُ قائِماً بِهِ مِنْ أَمْرِكَ ثَوابَهُ، وَابْنِ قُرْبَ دُنُوِّهِ مِنْكَ في حَياتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا مِنْ بَعْدِهِ، وَاسْتِخْذاءَنا لِمَنْ كُنَّا نَقْمَعُهُ بِهِ إِذا فَقَدْتَنا وَجْهَهُ، وَبَسَطْتَ أَيْدِيَ مَنْ كُنَّا نَبْسُطُ أَيْدِيَنا عَلَيْهِ لِنَرُدَّهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَافْتِراقَنا بَعْدَ الْاُلْفَةِ وَالاِجْتِماعِ تَحْتَ ظِلِّ كَنَفِهِ، وَتَلَهُّفَنا عِنْدَ الْفَوْتِ عَلى ما أَقْعَدْتَنا عَنْهُ مِنْ نُصْرَتِهِ، وَطَلَبِنا مِنَ الْقِيامِ بِحَقِّ ما لا سَبيلَ لَنا إِلى رَجْعَتِهِ.
وَاجْعَلْهُ اللّهم في أَمْنٍ مِمَّا يُشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَرُدَّ عَنْهُ مِنْ سِهامِ الْمَكائِدِ ما يُوَجِّهُهُ أَهْلُ الشَّنَئانِ إِلَيْهِ وإِلى شُرَكائِهِ في أَمْرِهِ، وَمُعاوِنيهِ عَلى طاعَةِ رَبِّهِ، اَلَّذينَ جَعَلْتَهُمْ سِلاحَهُ وَحِصْنَهُ وَمَفْزَعَهُ وَاُنْسَهُ، اَلَّذينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلادِ(1425)، وَجَفَوُا الْوَطَنَ، وَعَطَّلُوا الْوَثيرَ(1426) مِنَ الْمِهادِ، وَرَفَضُوا تِجاراتِهِمْ، وَأَضَرُّوا بِمَعايِشِهِمْ، وَفُقِدُوا في أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ، وَخالَلُوا الْبَعيدَ مِمَّنْ عاضَدَهُمْ عَلى أَمْرِهِمْ، وَقَلَوُا الْقَريبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ، فَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ في دَهْرِهِمْ، وَقَطَعُوا الْأَسْبابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنْيا.
فَاجْعَلْهُمُ اللّهم في أَمْنِ حِرْزِكَ وَظِلِّ كَنَفِكَ، وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَداوَةِ مِنْ عِبادِكَ، وَأَجْزِلْ لَهُمْ عَلى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ، وَأَمِدَّهُمْ بِتَأْييدِكَ وَنَصْرِكَ، وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ باطِلَ مَنْ أَرادَ إِطْفاءَ نُورِكَ.
اللّهم وَامْلَأْ بِهِمْ كُلَّ اُفُقٍ مِنَ الْآفاقِ، وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَمَرْحَمَةً وَفَضْلاً، وَاشْكُرْهُمْ عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وَما مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقائِمينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ، وَادَّخَرْتَ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ ما يَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ(1427). وفي البلد الأمين: وَصَلَّى الله عَلى خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَطْهارِ.
اللّهم إِنّي أَجِدُ هذِهِ النُّدْبَةَ امْتَحَتْ دَلالَتُها، وَدَرَسَتْ أَعْلامُها، وَعَفَتْ إِلّا ذِكْرُها، وَتِلاوَةُ الْحُجَّةِ بِها.
اللّهم إِنّي أَجِدُ بَيْني وَبَيْنَكَ مُشْتَبِهاتٍ تَقْطَعُني دُونَكَ، وَمُبْطِئاتٍ تَقْعُدُ بي عَنْ إِجابَتِكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنّي عَبْدُكَ وَلا يُرْحَلُ إِلَيْكَ إِلّا بِزادٍ وَأَنَّكَ لا تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلّا أَنْ يَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ زادَ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها، وَيَصيرُ بِها إِلى ما يُؤَدّي إِلَيْكَ.
اللّهم وَقَدْ ناداكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبي فَاسْتَبْقِني نِعْمَتَكَ بِفَهْمِ حُجَّتِكَ لِساني وَما تَيَسَّرَ لي مِنْ إِرادَتِكَ. اللّهم فَلا اُخْتَزَلَنَّ عَنْكَ وَأَنَا آمُّكَ، وَلا اُحْتَلَجَنَّ عَنْكَ وَأَنَا أَتَحَرَّاكَ.
اللّهم وَأَيِّدْنا بِما نَسْتَخْرِجُ بِهِ فاقَةَ الدُّنْيا مِنْ قُلُوبِنا، وَتَنْعَشُنا مِنْ مَصارِعِ هَوانِها، وَتَهْدِمُ بِهِ عَنَّا ما شُيِّدَ مِنْ بُنْيانِها، وَتَسْقينا بِكَأْسِ السَّلْوَةِ عَنْها حَتَّى تُخَلِّصَنا لِعِبادَتِكَ، وَتُورِثَنا ميراثَ أَوْلِيائِكَ الَّذينَ ضَرَبْتَ لَهُمُ الْمَنازِلَ إِلى قَصْدِكَ، وَآنَسْتَ وَحْشَتَهُمْ حَتَّى وَصَلُوا إِلَيْكَ.
اللّهم وَإِنْ كانَ هَوًى مِنْ هَوَى الدُّنْيا أَوْ فِتْنَةٌ مِنْ فِتَنِها عَلِقَ بِقُلُوبِنا حَتَّى قَطَعَنا عَنْكَ أَوْ حَجَبَنا عَنْ رِضْوانِكَ، وَقَعَدَ بِنا عَنْ إِجابَتِكَ، فَاقْطَعِ اللّهم كُلَّ حَبْلٍ مِنْ حِبالِها جَذَبَنا عَنْ طاعَتِكَ، وَأَعْرَضَ بِقُلُوبِنا عَنْ أَداءِ فَرائِضِكَ، وَاسْقِنا عَنْ ذلِكَ سَلْوَةً وَصَبْراً يُورِدُنا عَلى عَفْوِكَ، وَيُقْدِمُنا عَلى مَرْضاتِكَ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ.
اللّهم وَاجْعَلْنا قائِمينَ عَلى أَنْفُسِنا بِأَحْكامِكَ حَتَّى تُسْقِطَ عَنَّا مَؤُونَ الْمَعاصي، وَاقْمَعِ الْأَهْواءَ أَنْ تَكُونَ مُساوِرَةً، وَهَبْ لَنا وَطْءَ آثارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَاللُّحُوقَ بِهِمْ حَتَّى يَرْفَعَ الدّينُ أَعْلامَهُ ابْتِغاءَ الْيَوْمِ الَّذي عِنْدَكَ.
اللّهم فَمُنَّ عَلَيْنا بِوَطْءِ آثارِ سَلَفِنا، وَاجْعَلْنا خَيْرَ فَرَطٍ لِمَنِ ائْتَمَّ بِنا، فَإِنَّكَ عَلى ذلِكَ قَديرٌ وَذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِنا وَآلِهِ الْأَبْرارِ وَسَلَّمَ(1428).
268) قنوت مولانا الحجّة صلوات الله عليه برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَكْرِمْ أَوْلِيائَكَ بِإِنْجازِ وَعْدِكَ، وَبَلِّغْهُمْ دَرْكَ ما يَأْمُلُونَهُ مِنْ نَصْرِكَ، وَاكْفُفْ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ نَصَبَ الْخِلافَ عَلَيْكَ، وَتَمَرَّدَ بِمَنْعِكَ عَلى رُكُوبِ مُخالَفَتِكَ، وَاسْتَعانَ بِرِفْدِكَ عَلى فَلِّ حَدِّكَ، وَقَصَدَ لِكَيْدِكَ بِأَيْدِكَ، وَوَسِعْتَهُ حِلْماً لِتَأْخُذَهُ عَلى جَهْرَةٍ، وَتَسْتَأْصِلَهُ عَلى عِزَّةٍ.
فَإِنَّكَ اللّهم قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناهُمْ حَصيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»(1429).
وَقُلْتَ «فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ»(1430)، وإِنَّ الْغايَةَ عِنْدَنا قَدْ تَناهَتْ، وإِنَّا لِغَضَبِكَ غاضِبُونَ، وإِنَّا عَلى نَصْرِ الْحَقِّ مُتَعاصِبُونَ، وإِلى وُرُودِ أَمْرِكَ مُشْتاقُونَ، وَلِإِنْجازِ وَعْدِكَ مُرْتَقِبُونَ، وَلِحُلُولِ وَعيدِكَ بِأَعْدائِكَ مُتَوَقِّعُونَ.
اللّهم فَأْذَنْ بِذلِكَ، وَافْتَحْ طُرُقاتِهِ، وَسَهِّلْ خُرُوجَهُ، وَوَطِّئْ مَسالِكَهُ، وَأَشْرِعْ شَرائِعَهُ، وَأَيِّدْ جُنُودَهُ وَأَعْوانَهُ، وَبادِرْ بَأْسَكَ الْقَوْمَ الظَّالِمينَ، وَابْسُطْ سَيْفَ نَقِمَتِكَ عَلى أَعْدائِكَ الْمُعانِدينَ، وَخُذْ بِالثَّارِ، إِنَّكَ جَوادٌ مَكَّارٌ(1431).
269) دعاء مولانا الحجّة أرواحنا فداه في القنوت برواية مولانا حسين بن روح (قدّس سرّه)
[قُلِ] اللّهم مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ، يا ماجِدُ يا جَوادُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا بَطَّاشُ يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، يا فَعَّالاً لِما يُريدُ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ، يا لَطيفُ يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، اَلَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تُصَوِّرُ بِهِ خَلْقَكَ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ تَشاءُ، وَبِهِ تَسُوقُ إِلَيْهِمْ أَرْزاقَهُمْ في أَطْباقِ الظُّلُماتِ، مِنْ بَيْنِ الْعُرُوقِ وَالْعِظامِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَلَّفْتَ بِهِ بَيْنَ قُلُوبِ أَوْلِيائِكَ، وَأَلَّفْتَ بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ، لا هذا يُذيبُ هذا، وَلا هذا يُطْفِئُ هذا.
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الْمِياهِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَجْرَيْتَ بِهِ الْماءَ في عُرُوقِ النَّباتِ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى، وَسُقْتَ الْماءَ إِلى عُرُوقِ الْأَشْجارِ بَيْنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الثِّمارِ وَأَلْوانَها.
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تُبْدِئُ وَتُعيدُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْفَرْدِ الْواحِدِ، اَلْمُتَفَرِّدِ بِالْوَحْدانِيَّةِ، اَلْمُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدانِيَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي فَجَّرْتَ بِهِ الْماءَ مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، وَسُقْتَهُ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ.
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي خَلَقْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَرَزَقْتَهُمْ كَيْفَ شِئْتَ وَكَيْفَ شاؤُوا، يا مَنْ لا يُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيالي، أَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ نُوحٌ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَهْلَكْتَ قَوْمَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ إِبْراهيمُ خَليلُكَ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَجَعَلْتَ النَّارَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ مُوسى كَليمُكَ حينَ ناداكَ فَفَلَقْتَ لَهُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْتَهُ وَبَني إِسْرائيلَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْيَمِّ.
وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عيسى رُوحُكَ حينَ ناداكَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ أَعْدائِهِ وإِلَيْكَ رَفَعْتَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ حَبيبُكَ وَصَفِيُّكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ (صلّى الله عليه وآله) فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَمِنَ الْأَحْزابِ نَجَّيْتَهُ، وَعَلى أَعْدائِكَ نَصَرْتَهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شيء عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شيء عَدَداً، يا مَنْ لا تُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيالي، وَلا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَلا تَخْفى عَلَيْهِ اللُّغاتُ، وَلا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَصَلِّ عَلى جَميعِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، اَلَّذينَ بَلَّغُوا عَنْكَ الْهُدى، وَأَعْقَدُوا لَكَ الْمَواثيقَ بِالطَّاعَةِ، وَصَلِّ عَلى عِبادِكَ الصَّالِحينَ.
يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْميعادَ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، وَاجْمَعْ لي أَصْحابي وَصَبِّرْهُمْ، وَانْصُرْني عَلى أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، وَلا تُخَيِّبْ دَعْوَتي، فَإِنّي عَبْدُكَ، اِبْنُ عَبْدِكَ، اِبْنُ أَمَتِكَ، أَسيرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، سَيِّدي أَنْتَ الَّذي مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهذَا الْمَقامِ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُنْجِزَ لي ما وَعَدْتَني، إِنَّكَ أَنْتَ الصَّادِقُ وَلا تُخْلِفُ الْميعادَ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1432).
ولمولانا الحجّة صلوات الله عليه قنوتات اُخرى مذكورة في هذا الكتاب في الأبواب المناسبة لها.
270) نقش خاتم مولانا أبي جعفر السمّان (قدّس سرّه)
عن أبي محمّد هارون عن أبي علي محمّد بن همام (قال: أبو علي)، وعلى خاتم أبي جعفر (محمّد بن عثمان) السمّان (قدّس سرّه) لا إِلهَ إِلّاَ الله الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ، فسألته عنه فقال: حدّثني أبو محمّد - يعني صاحب العسكر (عليه السلام) - عن آبائه (عليهم السلام) أنّهم قالوا:
كان لمولاتنا فاطمة (عليها السلام) خاتم فضّة عقيق، فلمّا حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن (عليه السلام)، فلمّا حضرته الوفاة دفعته إلى الحسين (عليه السلام).
قال الحسين (عليه السلام): فاشتهيت أن أنقش عليه شيئاً، فرأيت في النوم المسيح عيسى بن مريم على نبيّنا وآله و(عليه السلام) فقلت له: يا روح الله، ما أنقش على خاتمي هذا؟
قال: انقش عليه لا إِلهَ إِلّاَ الله الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ؛ فإنّه أوّل التوراة وآخر الإنجيل(1433).
روى جمع كثير من المحدّثين لمّا قرب وفاة محمّد بن عثمان (قدّس سرّه)، طلب أكابر الشيعة وقال لهم: إن أدركني الموت فأمر النيابة والسفارة مع أبي القاسم حسين بن روح، وإنّي مأمور أن أجعله نايباً، فارجعوا إليه بعدي في اُموركم. فرجعوا إليه جميع الشيعة(1434).
الشيخ الطوسي في الغيبة: عن ابن نوح، عن هبة الله بن محمّد، عن عليّ بن أبي جيّد القمي، عن عليّ بن أحمد الدلاّل، قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عثمان - يعني وكيل مولانا المهديّ (صلوات الله عليه) يوماً لأسلم عليه، فوجدت بين يديه(1435) ساجة، ونقاش ينقش عليها ويكتب عليها آيات من القرآن، وأسماء الأئمّة (عليهم السلام) على جوانبها(1436)، فقلت له: يا سيّدي، ما هذه الساجة؟
فقال لي: هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها، أو قال: أسند إليها، وقد فرغت منه، وأنا في كلّ يوم أنزل إليه(1437) وأقرأ أجزاء(1438) من القرآن فيه وأصعد - وأظنّه قال: وأخذ بيدي وأرانيه - فإذا كان من يوم كذا وكذا(1439)، من سنة كذا، صرت إلى الله تعالى، ودفنت فيه، وهذه الساجة معي.
قال: فلمّا خرجت من عنده أثبت ما ذكره، ولم أزل مترقّباً ذلك، فما تأخّر الأمر حتّى اعتلّ أبو جعفر، فمات في اليوم الّذي ذكر، من الشّهر الّذي قاله، من السنة الّتي ذكرها، ودفن(1440).

(14) - في الأدعية الواردة لظهوره صلوات الله عليه في سائر الدعوات

قد أضفنا هذا الباب والباب الآتي إلى الكتاب(1441)، لتعلم أيّها القارئ الكريم شدّة اهتمام أئمّتنا الهداة المهديّين بكثرة الدعاء لظهور مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، واستيلاء الحكومة الإلهيّة المهدويّة على أقطار العالم، ومع الأسف قد كانت الشيعة منذ وقعت الغيبة في غفلة عن هذه المسألة الأساسيّة الحياتيّة!
رفع الله حجاب الغيبة عن العالم، ورزقنا الله تعالى وإيّاكم ظهوره عاجلاً مع التسليم والعافية والاتّباع إن شاء الله تعالى.
271) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1442)، وَعَلى إِمامِ الْمُسْلِمينَ. [اللّهم] وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِكْ أَعْدائَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ وَأَزْواجِهِ، اَلطَّيِّبينَ الْأَخْيارِ، اَلطَّاهِرينَ الْمُطَهَّرينَ، اَلْهُداةِ الْمُهْتَدينَ(1443)، غَيْرِ الضَّالّينَ وَلَا الْمُضِلّينَ، اَلَّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً(1444).
272) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)
اللّهم فَاجْعَلْ بَعْثَهُ خُرُوجاً مِنَ الْغُمَّةِ، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَ الْاُمَّةِ(1445).
273) الدعاء للفتح والظفر في دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام)
ثمّ إستقبل القبلة ونادى:
يا الله يا الله يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا واحِدُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا الله يا إِلهَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم). اللّهم إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدامُ وَرُفِعَتِ الْأَيْدي وَمُدَّتِ الْأَعْناقُ وَشَخَصَتِ الْأَبْصارُ وَطُلِبَتِ الْحَوائِجُ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَتَشَتُّتِ أَهْوائِنا، رَبَّنَا إِفْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ، سيرُوا عَلى بَرَكَةِ الله.
ثمّ نادى:
لا إِلهَ إِلاَّ الله وَالله أَكْبَرُ كَلِمَةُ التَّقْوى(1446).
274) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء السجدة بعد زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
اللّهم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. اللّهم أَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي، فَاكْفِني ما أَهَمَّني وَما لا يُهِمُّني، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ(1447).
275) في دعاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) لطلب الفرج ودفع الهمّ
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ...(1448).
276) الدعاء للفرج في التسليم على فاطمة الزهراء (عليها السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْلِ كَعْبَها، وَأَكْرِمْ مَآبَها، وَأَجْزِلْ ثَوابَها، وَأَدْنِ مِنْكَ مَجْلِسَها، وَشَرِّفْ لَدَيْكَ مَكانَها وَمَثْواها، وَانْتِقِمْ لَها مِنْ عَدُوِّها، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَها، وَالنِّقْمَةَ عَلى مَنْ غَصَبَها، وَخُذْ لَها يا رَبِّ بِحَقِّها، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1449).
277) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلاة على السيّدة النّساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
اللّهم صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ، حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَاُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها، وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ.
اللّهم كُنِ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها، وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَكُنِ الثَّائِرَ اللّهم بِدَمِ أَوْلادِها. اللّهم وَكَما جَعَلْتَها اُمَّ أَئِمَّةِ الْهُدى، وَحَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ وَالْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلى، فَصَلِّ عَلَيْها، وَعَلى اُمِّها خَديجَةَ الْكُبْرى صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ أَبيها مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله)، وَتُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأَبْلِغْهُمْ عَنّي في هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ(1450).
278) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد صلاة زيارتها (عليها السلام)
اللّهم إِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظيمِ عَلَيْهِمْ، اَلَّذي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنَى الَّتي أَمَرْتَني أَنْ أَدْعُوكَ بِها.
وأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذي أَمَرْتَ بِهِ إِبْراهيمَ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأَجابَتْهُ. وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي قُلْتَ لِلنَّارِ: «كُوني بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهيمَ»(1451) فَكانَتْ بَرْداً، وَبِأَحَبِّ الْأَسْماءِ إِلَيْكَ، وَأَشْرَفِها وَأَعْظَمِها لَدَيْكَ، وَأَسْرَعِها إِجابَةً، وأَنْجَحِها طَلِبَةً، وَبِما أَنْتَ أهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ.
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَأَتَضَرَّعُ وَاُلِحُّ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أَنْزَلْتَها عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، فَإِنَّ فيهَا اسْمُكَ الْأَعْظَمُ، وَبِما فيها مِنْ أَسْمائِكَ الْعُظْمى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَشيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ وَعَنّي، وَتَفْتَحَ أَبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي، وَتَرْفَعَهُ في عِلِّيّينَ.
... يا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ بِالْإِسْمِ الَّذي يُقْضى بِهِ حاجَةَ مَنْ يَدْعُوهُ، أَسأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الْإِسْمِ فَلا شَفيعَ أَقْوى لي مِنْهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ في حَوائِجي، وَتُسْمِعَ بِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ الْمُنْتَظَرِ لِإِذْنِكَ صَلَواتُكَ وَسَلامُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ صَوْتي لِيَشْفَعُوا لي إِلَيْكَ وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ وَلا تَرُدَّني خائِباً بِحَقِّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ(1452).
279) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام)
اللّهم إِنَّكَ أَيَّدْتَ دينَكَ في كُلِّ أَوانٍ بِإِمامٍ أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ، وَمَناراً في بِلادِكَ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّريعَةَ إِلى رِضْوانِكَ وَافْتَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثالِ أَمْرِهِ(1453)، وَالاِنْتِهاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَنْ لا يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلا يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللّائِذينَ وَكَهْفُ الْمُؤْمِنينَ وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكينَ(1454)، وَبَهاءُ الْعالَمينَ.
اللّهم فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَوْزِعْنا مِثْلَهُ فيهِ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الْأَعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَراعِهِ بِعَيْنِكَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَأَمْدِدْهُ بِجُنْدِكَ الْأَغْلَبِ، وَأَقِمْ بِهِ كِتابَكَ وَحُدُودَكَ وَشَرائِعَكَ، وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللّهم عَلَيْهِ وَآلِهِ.
وَأَحْيِ بِهِ ما أَماتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعالِمِ دينِكَ، وَاجْلُ(1455) بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَريقَتِكَ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرَّاءَ عَنْ سَبيلِكَ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبينَ(1456) عَنْ صِراطِكَ وَامْحَقْ(1457) بِهِ بُغاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وَأَلِنْ جانِبَهُ لِأَوْلِيائِكَ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلى أَعْدائِكَ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ، وَاجْعَلْنا لَهُ سامِعينَ مُطيعينَ، وَفي رِضاهُ ساعينَ، وإِلى نُصْرَتِهِ وَالْمُدافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفينَ(1458)، وإِلَيْكَ وإِلى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللّهم عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبينَ.
اللّهم وَصَلِّ عَلى أَوْلِيائِهِمُ الْمُعْتَرِفينَ بِمَقامِهِمْ، اَلْمُتَّبِعينَ مَنْهَجَهُمْ، اَلْمُقْتَفينَ آثارَهُمْ، اَلْمُسْتَمْسِكينَ بِعُرْوَتِهِمْ، اَلْمُتَمَسِّكينَ بِوَلايَتِهِمْ، اَلْمُؤْتَمّينَ بِإِمامَتِهِمْ، اَلْمُسَلِّمينَ لِأَمْرِهِمْ، اَلْمُجْتَهِدينَ في طاعَتِهِمْ، اَلْمُنْتَظِرينَ أَيَّامَهُمْ، اَلْمادّينَ إِلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمْ، اَلصَّلَواتِ الْمُبارَكاتِ الزَّاكِياتِ النَّامِياتِ الْغادِياتِ الرَّائِحاتِ.
وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوى أَمْرَهُمْ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ(1459)، وَتُبْ عَلَيْهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ وَخَيْرُ الْغافِرينَ، وَاجْعَلْنا مَعَهُمْ في دارِ السَّلامِ(1460)، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1461).
280) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاءٍ آخر للإمام زين العابدين (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَفَرِّجْ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، وَانْصُرْهُمْ وَانْتَصِرْ بِهِمْ، وَأَنْجِزْ لَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ وَبَلِّغْني فَتْحَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْفِني كُلَّ هَوْلٍ دُونَهُ(1462)، ثُمَّ اقْسِمِ اللّهم لي فيهِمْ نَصيباً خالِصاً، يا مُقَدِّرَ(1463) الْآجالِ، يا مُقَسِّمَ الْأَرْزاقِ، إِفْسَحْ لي في عُمْري وَابْسُطْ لي في رِزْقي.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَصْلِحْ لَنا إِمامَنا وَاسْتَصْلِحْهُ(1464) وَأَصْلِحْ عَلى يَدَيْهِ، وآمِنْ خَوْفَهُ وَخَوْفَنا عَلَيْهِ، وَاجْعَلْهُ اللّهم الَّذي تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ.
اللّهم امْلَأِ الْأَرْضَ بِهِ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً(1465)، وَامْنُنْ بِهِ عَلى فُقَراءِ الْمُسْلِمينَ وَأَرامِلِهِمْ وَمَساكينِهِمْ، وَاجْعَلْني مِنْ خِيارِ مَواليهِ وَشيعَتِهِ أَشَدِّهِمْ(1466) لَهُ حُبّاً، وَأَطْوَعِهِمْ لَهُ طَوْعاً، وَأَنْفَذِهِمْ لِأَمْرِهِ، وَأَسْرَعِهِمْ إِلى مَرْضاتِهِ وَأَقْبَلِهِمْ لِقَوْلِهِ، وَأَقْوَمِهِمْ بِأَمْرِهِ، وَارْزُقْنِي الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى أَلْقاكَ وَأَنْتَ عَنّي راضٍ(1467).
281) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام)
اللّهم يا رَبِّ نَشْكُو غَيْبَةَ نَبِيِّنا، وَقِلَّةَ ناصِرِنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْخَلْقِ عَلَيْنا.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَفَرِّجْ ذلِكَ بِفَرَجٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ وَحَقٍّ تُظْهِرُهُ.
اللّهم وَابْعَثْ بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) لِلنَّصْرِ لِدِينِكَ، وَإِظْهارِ حُجَّتِكَ، وَالْقِيامِ بِأَمْرِكَ، وَتَطْهيرِ أَرْضِكَ مِنْ أَرْجاسِها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1468).
282) دعاءٌ آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام) في الدعاء على أهل الشام
اللّهم وَقَدْ شَمَلَنا زَيْغُ الْفِتَنِ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْنا عَشْوَةُ الْحَيْرَةِ، وَقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصِّغارُ(1469)، وَحَكَمَ في عِبادِكَ غَيْرُ الْمَأْمُونينَ عَلى دينِكَ، فَابْتَزَّ(1470) اُمُورَ آلِ مُحَمَّدٍ مَنْ نَقَضَ حُكْمَكَ، وَسَعى في تَلَفِ عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ، فَجَعَلَ فَيْئَنا مَغْنَماً، وَأَمانَتَنا وَعَهْدَنا ميراثاً، وَاشْتُرِيَتِ الْمَلاهي وَالْمَعازِفُ وَالْكِباراتُ(1471) بِسَهْمِ الْاَرْمَلَةِ وَالْيَتيمِ وَالْمِسْكينِ.
فَرَتَعَ(1472) في مالِكَ مَنْ لا يَرْعى لَكَ حُرْمَةً وَحَكَمَ في أَبْشارِ(1473) الْمُسْلِمينَ أَهْلُ الذِّمَّةِ، فَلا ذائِدٌ يَذُودُهُمْ(1474) عَنْ هَلَكَةٍ، وَلا راحِمٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ، وَلا ذُو شَفاعَةٍ يَشْفَعُ لِذاتِ الْكَبَدِ الْحَرَّى مِنَ الْمَسْغَبَةِ، فَهُمْ أَهْلُ ضَرَعٍ(1475) وَضِياعٍ، وَاُسَراءُ مَسْكَنَةٍ، وَخُلَفاءُ(1476) كَآبَةٍ وَذِلَّةٍ.
اللّهم وَقَدِ اسْتُحْصِدَ زَرْعُ الْباطِلِ، وَبَلَغَ نُهْيَتَهُ(1477)، وَاسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ، وَخَرِفَ(1478) وَليدُهُ، وَوَسَقَ(1479) طَريدُهُ، وَضَرَبَ بِجَرانِهِ(1480).
اللّهم فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ يَداً حاصِدَةً، تَصْرَعُ(1481) بِها قائِمَهُ وَسُوقَهُ، وَتَجْتَثُّ سَنامَهُ، وَتَجْدَعُ مَراغِمَهُ لِيُنْظَرَ إِلَيْهِ بِقَبيحِ حِلْيَتِهِ، وَيَظْهَرَ الْحَقُّ بِحُسْنِ صُورَتِهِ.
اللّهم وَلا تَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها(1482)، وَلا جُنَّةً إِلّا هَتَكْتَها، وَلا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها، وَلا قائِمَةً إِلّا خَفَضْتَها، وَلا رايَةً إِلّا نَكَّسْتَها وَحَطَطْتَها، وَلا عُلُوّاً إِلّا أَسْفَلْتَهُ، وَلا خَضْراءَ إِلّا أَبَدْتَها.
اللّهم وَكَوِّرْ شَمْسَهُ، وَاطْفِئ نُورَهُ، وَاُمَّ(1483) بِالْحَقِّ رَأْسَهُ، وَفُضَّ جُيُوشَهُ، وَأَرْعِبْ قُلُوبَ أَهْلِهِ، وَأَرِنا أَنْصارَ الْجَوْرِ عَباديدَ(1484) بَعْدَ الْاُلْفَةِ، وَشَتَّى(1485) بَعْدَ اجْتِماعِ الْكَلِمَةِ، وَمَقْمُوعِي(1486) الرُّؤُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْاُمَّةِ. اللّهم وَأَسْفِرْ(1487) لَنا عَنْ نَهارِ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ، وَأَرِناهُ سَرْمَداً، وَأَهْطِلْ عَلَيْنا بَرَكَتَهُ، وَأَدِلْهُ مِمَّنْ ناواهُ وَعاداهُ، وَأَوْضِحْ بِهِ في غَسَقِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَبَهيمِ الْحَيْرَةِ الْمُدْلَهِمِّ(1488).
اللّهم وَأَحْيِ بِهِ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُتَفَرِّقَةَ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ، وَأَسْرِبْ(1489) بِهِ الْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ. اللّهم وَأَشْبِعْ بِهِ الْخِماصَ السَّغِبَةَ(1490) وَارْحَمْ بِهِ الْأَبْدانَ اللَّغِبَةَ(1491).
اللّهم وَقَدْ عَرَّفْتَنا مِنْ حُسْنِ إِجابَتِكَ ما قَدْ يَحُضُّنا(1492) عَلى مَسْأَلَتِكَ، وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ، فَافْتَحْ لَنا حَسَبَ كَرَمِكَ بابَ فَرَجٍ مِنْ عِنْدِكَ، ورِزْقٍ طَيِّبٍ، وَقَضاءِ حَوائِجٍ بِفَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ الْمَنَّانُ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ(1493).
283) الدعاء لظهوره ورؤيته أرواحنا فداه في حرز الإمام زين العابدين (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى وَعَلى عَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَخَديجَةَ الْكُبْرى وَالْحَسَنِ الْمُجْتَبى وَالْحُسَيْنِ الشَّهيدِ بِكَرْبَلاءِ، وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، اَلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ (صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ).
اللّهم والِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَالْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْصُرْ شيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِكْ أَعْداءَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني رُؤْيَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْني مِنْ أَتْباعِهِ وَأشْياعِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1494).
284) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في حرز آخر للإمام زين العابدين (عليه السلام)
وَبِحَقِّ خَلَفِ الْأَئِمَّةِ الْماضينَ، وَالْإِمامِ الزَّكِيِّ الْهادي الْمَهْدِيِّ، وَالْحُجَّةِ عَلى خَلْقِكَ، اَلْمُؤَدّي عَنْ عِلْمِ نَبِيِّكَ، وَوارِثِ عِلْمِ الْماضينَ مِنَ الْوَصِيّينَ، اَلْمَخْصُوصِ الدَّاعي إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ آبائِهِ الصَّالِحينَ.
يا مُحَمَّدُ يا أَبَا الْقاسِماهُ، بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي، إِلَى الله أَتَشَفَّعُ بِكَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، وَبِعَلِيٍّ أمير المؤمنين، وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْخَلَفِ الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ(1495).
285) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه للإمام السجّاد (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَلَّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً. اللّهم افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسيراً، وَانْصُرْهُمْ نَصْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً. اللّهم مَكِّنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ، وَاجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً، وَاجْعَلْهُمُ الْوارِثينَ.
اللّهم أَرِهِمْ في عَدُوِّهِمْ ما يَأْمُلُونَ، وَأَرِ عَدُوَّهُمْ مِنْهُمْ ما يَحْذَرُونَ. اللّهم اجْمَعْ بَيْنَهُمْ فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ.
اللّهم عَجِّلِ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ لِآلِ مُحَمَّدٍ. اللّهم اجْمَعْ عَلَى الْهُدى أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ في قُلُوبِ خِيارِهِمْ، وَأَصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ(1496).
286) دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) لظهوره أرواحنا فداه
نقل العلّامة المجلسي (رحمه الله) في البحار: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجباعيّ (رحمه الله) قال: وجدت بخطّ الشهيد نوّر الله ضريحه: روى الصفوانيّ في كتابه عن صفوان أنّه لّما طلب المنصور أبا عبد الله (عليه السلام) توضّأ وصلّى ركعتين ثمّ سجد سجدة الشكر وقال:
اللّهم إِنَّكَ وَعَدْتَنا عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَوَعْدُكَ الْحَقُّ أَنَّكَ تُبْدِلُنا مِنْ [بَعْدِ] خَوْفِنا أَمْناً. اللّهم فَأَنْجِزْ لَنا ما وَعَدْتَنا إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ.
قال: قلت له: يا سيّدي فأين وعد الله لكم؟
فقال (عليه السلام):
قول الله (عزَّ وجلَّ): «وَعَدَ الله الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ الآية»(1497).
وروي أنّه تلي بحضرته (عليه السلام): «وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا الآية»(1498)، فهملتا عيناه (عليه السلام) وقال:
نحن والله المستضعفون(1499).
287) دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) لإحياء الشيعة في عصر الظهور
... اللّهم أَحْيي شيعَتَنا في دَوْلَتِنا، وَأَبْقِهِمْ في مِلْكِنا. اللّهم مَلَّكْتَنا. اللّهم إِنَّ شيعَتَنا مِنَّا وَمُضافينَ إِلَيْنا فَمَنْ ذَكَرَ مُصابَنا وَبَكى لِأَجْلِنا أَوْ تَباكى اِسْتَحَى الله أَنْ يُعَذِّبَهُ بِالنَّارِ(1500).
288) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء عظيم لمولانا الصادق (عليه السلام)
... أَسْأَلُكَ بِمَجْدِكَ وَجُودِكَ، وَسُؤْدَدِكَ وَسَخائِكَ، وَبَهائِكَ وَعِزِّكَ، وَثَنائِكَ وَكَرَمِكَ، وَوَفائِكَ وَطَوْلِكَ، وَحَوْلِكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ يا رَبَّاهُ يا سَيِّداهُ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَفِيِّكَ وَنَجِيِّكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى نَفْسِكَ، فَإِنَّ أَحَداً لا يُقادِرُ قَدْرَكَ، وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ، وَآياتِكَ الْمُرْسَلاتِ، وَكُتُبِكَ الطَّاهِراتِ.
وَبِحَقِّ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَنْبِياءِكَ الْمُرْسَلينَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ الْمُقَدَّسينَ، وَأَوْلِيائِكَ الْمُؤْمِنينَ إِلّا صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْتَقَمْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ عَدُوِّكَ، وَغَضِبْتَ لِنَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ، اَلَّذِي افْتَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلى عِبادِكَ الْمُوَحِّدينَ، وَطَهَّرْتَ أَرْضَكَ مِنَ الْعُتاةِ الظَّالِمينَ الْجَبابِرَةِ الْمُعْتَدينَ، وَوَلَّيْتَ أَرْضَكَ أَفْضَلَ عِبادِكَ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً، وَأَشْرَفَهُمْ لَدَيْكَ مَزِيَّةً، وَأَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَطْوَعَهُمْ لَكَ أَمْراً، وَأَكْثَرَهُمْ لَكَ ذِكْراً، وَأَعْمَلَهُمْ في عِبادِكَ وَبِلادِكَ بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، وَأَقْوَمَهُمْ بِشَرائِعِ دينِكَ وَآياتِ كِتابِكَ.
يا رَبَّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ وَمَنْ فيهِما، يا مُدَبِّرَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، أَدْعُوكَ دُعاءَ مُوقِنٍ بِالْإِجابَةِ، مُقِرٍّ بِالرَّحْمَةِ، مُتَوَقِّعٍ لِلْفَرَجِ، راجٍ لِلْفَضْلِ، خائِفٍ مِنَ الْعِقابِ، وَجِلٍ مِنَ الْعَذابِ، راكِنٍ إِلى عَفْوِكَ، مُسَلِّمٍ لِقَضائِكَ، راضٍ بِحُكْمِكَ، مُفَوِّضٍ إِلَيْكَ، فَأَجِبْ دُعائي، وَحَقِّقْ أَمَلي، يا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي، وَيا غِياثي في كُرْبَتي، وَيا وَلِيَّ نِعْمَتي، وَيا غافِرَ خَطيئَتي، وَيا كاشِفَ مِحْنَتي، بِعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ وَقُدْرَتِكَ وَكَمالِكَ وَعَظَمَتِكَ وَبَهائِكَ وَنُورِكَ وَسَنائِكَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُريدُ(1501).
289) الدعاء له أرواحنا فداه في دعاء الإمام الصادق (عليه السلام)
في دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في الدعاء بعد الزيارة الإمام الحسين (عليه السلام):
اللّهم اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
ثمّ يضع خدّه عليه، ويقول: اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، اِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام). اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، اُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام). اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِيَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام). اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ خالَفَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام). اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)(1502).
290) الشهادة بظهوره صلوات الله عليه في دعاء الإمام الهادي (عليه السلام)
... إِنّي لَأَعْلَمُ يا سَيِّدي أَنَّ لَكَ يَوْماً تَنْتَقِمُ فيهِ مِنَ الظَّالِمِ لِلْمَظْلُومِ، وَأَتَيَقَّنُ أَنَّ لَكَ وَقْتاً تَأْخُذُ فيهِ مِنَ الْغاصِبِ لِلْمَغْصُوبِ، لِأَنَّكَ لا يَسْبِقُكَ مُعانِدٌ وَلا يَخْرُجُ عَنْ قَبْضَتِكَ مُنابِذٌ، وَلا تَخافُ فَوْتَ فائِتٍ، وَلكِنْ جَزَعي وَهَلَعي لا يَبْلُغانِ بِيَ الصَّبْرَ عَلى أَناتِكَ، وَانتظار حِلْمِكَ، فَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ فَوْقَ كُلِّ قُدْرَةٍ، وَسُلْطانُكَ غالِبٌ عَلى كُلِّ سُلْطانٍ.
وَمَعادُ كُلِّ أَحَدٍ إِلَيْكَ، وَإِنْ أَمْهَلْتَهُ وَرُجُوعُ كُلِّ ظالِمٍ إِلَيْكَ وَإِنْ أَنْظَرْتَهُ، وَقَدْ أَضَرَّني يا رَبِّ حِلْمُكَ عَنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وَطُولُ أَناتِكَ لَهُ، وَإمْهالُكَ إِيَّاهُ، وَكادَ الْقُنُوطُ يَسْتَوْلي عَلَيَّ لَوْلَا الثِّقَةُ بِكَ، وَالْيَقينُ بِوَعْدِكَ، فَإِنْ كانَ في قَضائِكَ النَّافِذِ وَقُدْرَتِكَ الْماضِيَةِ أَنْ يُنيبَ، أَوْ يَتُوبَ أَوْ يَرجِعَ عَنْ ظُلْمي، أَوْ يَكُفَّ مَكْرُوهَهُ عَنّي، وَيَنْتَقِلَ عَنْ عَظيمِ ما رَكِبَ مِنّي.
فَصَلِّ اللّهم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْقِعْ ذلِكَ في قَلْبِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ قَبْلَ إِزالَةِ نِعْمَتِكَ الَّتي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ وَتَكْديرِهِ مَعْرُوفَكَ الَّذي صَنَعْتَهُ عِنْدي(1503).
291) ذكره صلوات الله عليه في دعاء الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعد ولادة مولانا القائم (عليه السلام)
عن أحمد بن إسحاق قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) يقول:
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَخْرُجْني مِنَ الدُّنْيا حَتَّى أَرانِيَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدي،
أشبه النّاس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خَلقاً وخُلقاً يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ثمّ يظهره فيملاُ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً(1504).
292) ما ورد فيه صلوات الله عليه في دعاء العديلة الكبيرة
ثُمَّ الْحُجَّةُ الْخَلَفُ القائِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِيُّ الْمُرْجى، اَ لَّذي بِبَقائِهِ بَقِيَتِ الدُّنْيا وَبِيُمْنِهِ رُزِقَ الْوَرى، وَبِوُجُودِهِ ثَبَتَتِ الْأَرْضُ وَالسَّماءُ، بِهِ يَمْلَأُ الله الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً(1505).
293) ذكره صلوات الله عليه في دعاء العديلة الصغيرة
رَضيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالْإِسْلامِ ديناً، وبِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) نَبِيّاً، وَبِالْقُرْآنِ الَّذي اُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) كِتاباً، وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِالصَّلاةِ فَريضَةً.
وَبِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ إِماماً، وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَّمانِ وَخَليفَةِ الرَّحْمانِ، وَمُظْهِرِ الْإيمانِ، وَسَيِّدِ الْإِنْسِ وَالْجانِّ، صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، أَئِمَّةً وَسادَةً(1506).
294) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الاحتراز
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، وَعَلى عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَخَديجَةَ الْكُبْرى، وَالْحَسَنِ الْمُجْتَبى، وَالْحُسَيْنِ الشَّهيدِ بِكَرْبَلا، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِّ، وَعَلِيِّ ابْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ، وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ، اَلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.
اللّهم والِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَالْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْصُرْ شيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِكْ أَعْداءَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني رُؤْيَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْني مِنْ أَتْباعِهِ وَأَشْياعِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1507).
295) ذكر الأولياء والأبدال في دعاء كنز العرش
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ الْأَنْبِياءُ وَالْأَوْلِياءُ وَالْأَصْفِياءُ، وَالزُهَّادُ وَالْعُبَّادُ، وَالْأَبْدالُ عَلَيْكَ يا رَبِّ(1508).
296) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء كنز العرش
اللّهم وَكُنْ لِوَلِيِّكَ في أَرْضِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى عِبادِكَ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً، وَدَليلاً وَعَيْناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ شيعَتِهِ وَأَوْلِيائِهِ، وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، وَمُحِبّيهِ وَأَتْباعِهِ(1509).
297) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الفرج
اللّهم بِحَقِّكَ الْعَظيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبِحَقِّ أَنْبِياءِكَ وَرُسُلِكَ وَبِحَقِّ هؤُلاءِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ، وَبِحَقِّ عِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَبِحَقِّ مَنْ ناداكَ وَناجاكَ وَدَعاكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَتَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِنى وَالْبَرَكَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالْعافِيَةِ، وَعَلى مَوْتَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى غُرَباءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، وَعَلى والِدَيْنا وَأَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا وَأَهْلِ حُزانَتِنا بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ أَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً.
وَارْزُقْنا رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً مِنْ حَيْثُ نَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا نَحْتَسِبُ، وَاخْتِمْ لَنا بِخَيْرٍ، وَأَصْلِحْ لَنا شَأْنَنا، وَأَعِنَّا لِدينِنا وَدُنْيانا، وَاقْضِ حَوائِجَنا كُلَّها مِنْ اُمُورِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ مِمَّا لَكَ فيهِ رِضىً وَلَنا فيهِ صَلاحٌ، وَأَغِثْنا وَأَدْرِكْنا وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَزِيارَةِ النَّبِيِّ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ في عامِنا هذا وَفي كُلِّ عامٍ، وَاجْعَلْنا في طاعَتِكَ مُجِدّينَ وَفي خِدْمَتِكَ راغِبينَ، وَقِنا بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ عَذابَ الْفَقْرِ وَالْقَبْرِ وَالنَّارِ وَسَكَراتِ الْمَوْتِ وَأَهْوالِ يَوْمِ الْقِيامَةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1510).
298) إظهار الإيمان به صلوات الله عليه في الدعاء للأمن والأمان
عن داود الرقّي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي:
يا داود؛ ألا اُعلّمك كلمات إن أنت قلتهنّ كلّ يوم صباحاً ومساء ثلاث مرّات آمنك الله ممّا تخاف؟
قلت: نعم يا بن رسول الله. قال: قل:
أَصْبَحْتُ بِذِمَّةِ الله وَذِمَمِ رُسُلِهِ وَذِمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله)، وَذِمَمِ الْأَوْصِياءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ في عِلْمِ الله وَطاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ.
قال داود: فما دعوت إلّا فلجت على حاجتي(1511).
299) ذكره صلوات الله عليه في دعاء المرويّ في الاستغاثة

في دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام):
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبينِ]، مِنَ الْعَبْدِ الذَّليل إِلَى الْمَوْلَى الْجَليلِ، سَلامٌ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْقائِمِ سَيِّدِنا وَمَوْلانا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ...(1512).
300) ذكره صلوات الله عليه في الدعاء لسعة الرزق
في مهج الدعوات عن مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام):
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مَوْلانا وَسَيِّدِنا وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، حَبيبِكَ الْخالِصِ، وَصَفِيِّكَ الْمُسْتَخَصِّ، اَلَّذِي اسْتَخْصَيْتَهُ بِالْحَياةِ وَالتَّفْويضِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ وَمَكْنُونِ سِرِّكَ وَخَفِيِّ عِلْمِكَ، وَفَضَّلْتَهُ عَلى مَنْ خَلَقْتَ وَقَرَّبْتَهُ إِلَيْكَ، وَاخْتَرْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ، اَلْبَشيرِ النَّذيرِ، اَلسِّراجِ الْمُنيرِ، اَلَّذي أَيَّدْتَهُ بِسُلْطانِكَ، وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ.
وَعَلى أَخيهِ وَوَصِيِّهِ وَصِهْرِهِ وَوارِثِهِ وَالْخَليفَةِ لَكَ مِنْ بَعْدِهِ في خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، وَعَلَى ابْنَتِهِ الْكَريمَةِ الْفاضِلَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّاهِرَةِ الزَّهْراءِ الْغَرَّاءِ فاطِمَةَ، وَعَلى وَلَدَيْهَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلْفاضِلَيْنِ الرَّاجِحَيْنِ الزَّكِيَّيْنِ التَّقِيَّيْنِ الشَّهيدَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ الْفاضِلَيْنِ.
وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ وَسَيِّدِهِمْ ذِي الثَّفَناتِ، وَعَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهادي، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيَّيْنِ، وَالْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ، وَالْقائِمِ في أَمْرِكَ بِما يُرْضيكَ، وَالْحُجَّةِ عَلى خَلْقِكَ، وَالْخَليفَةِ لَكَ عَلى عِبادِكَ، اَلْمَهْدِيِّ بْنِ الْمَهْدِيّينَ، اَلرَّشيدِ الْمُرْشِدِ، اِبْنِ الْمُرْشِدينَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، صَلاةً تامَّةً عامَّةً دائِمَةً نامِيَةً باقِيَةً شامِلَةً مُتَواصِلَةً، وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا وَتَرْحَمْنا، وَتُفَرِّجَ عَنَّا كَرْبَنا وَهَمَّنا وَغَمَّنا(1513).
301) الدعاء للخدمة للأبدال وأوليائه صلوات الله عليه في دعاء المناجاة
وَاجْعَلْ قُلُوبَنا مَعْقُودَةً بِسَلاسِلِ النُّورِ، وَعَلِّقْها مِنْ أَرْكانِ عَرْشِكَ بِأَطْنابِ الذِّكْرِ، وَاشْغَلْها بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ عَنْ شَرِّ مَواقِفِ الْمُخْتانينَ، وَأَطْلِقْها مِنَ الْأَسْرِ لِتَجُولَ في خِدْمَتِكَ مَعَ الْجَوَّالينَ.
وَاجْعَلْنا بِخِدْمَتِكَ لِلْعُبَّادِ وَالْأَبْدالِ في أَقْطارِها طُلّاباً، وَلِلْخاصَّةِ مِنْ أَصْفِيائِكَ أَصْحاباً، وَلِلْمُريدينَ الْمُتَعَلِّقينَ بِبابِكَ أَحْباباً(1514).
302) ذكره صلوات الله عليه في دعاء الاستخارة بالمصحف
اللّهم إِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالْقُرْآنِ الْعَظيمِ مِنْ فاتِحَتِهِ إِلى خاتِمَتِهِ، وَفيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ، وَكَلِماتُكَ التَّامَّاتِ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُماتِ، وَلا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتِ.
أَسأَلُكَ أَنْ تُخَيِّرَ لي بِما أَشْكَلَ عَلَيَّ بِهِ، فَإِنَّكَ عالِمٌ بِكُلِّ مَعْلُومٍ، غَيْرَ مُعَلَّمٍ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدٍ الْباقِرِ وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَمُوسَى الْكاظِمِ وَعَلِيٍّ الرِّضا وَمُحَمَّدٍ الْجَوادِ وَعَلِيٍّ الْهادي وَالْحَسَنِ الْعَسْكَري وَالْخَلَفِ الْحُجَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ(1515).
303) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الثناء والمسألة
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ وَراحَتَهُمْ وَسُرُورَهُمْ، وَأَذِقْني حَلاوَةَ فَرَجِهِمْ، وَأَهْلِكْ أَعْداءَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ(1516).
304) الدعاء لتعجيل الفرج في دعاء الساراي
يا الله، يا مُتَعالِيَ الْمَكانِ، يا رَفيعَ الْبُنْيانِ، يا عَظيمَ الشَّأْنِ، يا عَزيزَ السُلْطانِ، يا ذَا النُّورِ وَالْبُرْهانِ، يا ذَا الْقُدْرَةِ وَالْبَيانِ، يا هادِيَ الْإيمانِ، يا مَخُوفَ الْأَحْكامِ، يا مَخْشِيَّ الْانتقام، يا ذَا الْمُلْكِ وَالْمَعارِجِ، يا ذَا الْعَدْلِ وَالرَّغائِبِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامْ، اَلْمُتَّقينَ الزَّاهِدينَ [الزَّاهِرينَ خ] بِجَميعِ صَلَواتِكَ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ بِعِزِّ جَلالِكَ، وَأَنْ تَجْعَلَ أَنْواعَ الْعَذابِ وَاللَّعائِنِ بِعَدَدِ ما في عِلْمِكَ عَلى مُبْغِضيهِمْ وَمُعاديهِمْ وَعاصيهِمْ وَمُناويهِمْ، وَالتّارِكينَ أَمْرَهُمْ، وَالرَّادّينَ عَلَيْهِمْ، وَالْجاحِدينَ وَالصَّادّينَ عَنْهُمْ، وَالْباقينَ سِواهُمْ، وَالْغاصِبينَ حُقُوقَهُمْ، وَالْجاحِدينَ فَضْلَهُمْ وَالنَّاكِثينَ عَهْدَهُمْ، وَالمُتَلاشينَ ذِكْرَهُمْ، وَالْمُتَشاكِلينَ بِرَسْمِهِمْ، وَالْواطِئينَ لِسَمْتِهِمْ، وَالنَّاشِئينَ خَلافَهُمْ، وَالنَّابِذينَ وَلايَتَهُمْ، وَالنَّاصِبينَ عَداوَتَهُمْ، وَالْمانِعينَ لَهُمْ، وَالنَّاكِثينَ لِأَتْباعِهِمْ.
اللّهم فَأَبِحْ حَريمَهُمْ، وَأَلْقِ الرُّعْبَ في قُلُوبِهِمْ، وَخالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذابَكَ، وَغَضائِبَكَ وَلَعائِنَكَ، وَمَخازِيَكَ وَدَمارَكَ، وَدَبارَكَ وَسَفالَكَ، وَنَكالَكَ وَسَخَطَكَ، وَسَطَواتِكَ وَبَأْسَكَ، وَبَوارَكَ وَنَكَلاتِكَ وَوَبالَكَ وَبَلاءَكَ، وَهَلاكَكَ وَهَوانَكَ، وَشَقاءَكَ وَشَدائِدَكَ، وَنَوازِلَكَ وَنَقِماتِكَ، وَمَعارَّكَ وَمَضارَّكَ، وَخِزْيَكَ وَخِذْلانَكَ، وَمَكْرَكَ وَمَتالِفَكَ، وَقَوامِعَكَ وَأوْراطَكَ، وَأَوْتارَكَ وَعِقابَكَ، بِمَبْلَغِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَبِعَدَدِ أَضْعافِ أَضْعافِ أَضْعافِ اسْتِحْقاقِهِمْ مِنْ عَدْلِكَ، مِنْ كُلِّ زَمانٍ، وَفي كُلِّ أَوانٍ، وَبِكُلِّ شَأْنٍ، وَبِكُلِّ مَكانٍ، وَبِكُلِّ لِسانٍ وَمَعَ كُلِّ بَيانٍ أَبَداً دائِماً واصِلاً ما دامَتِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ بِكَ وَبِجَميعِ قُدْرَتِكَ، يا أَقْدَرَ الْقادِرينَ(1517).
305) الدعاء له صلوات الله عليه في دعاء المستجاب
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مَوْلانا وَسَيِّدِنا وَرسُولِكَ مُحَمَّدٍ حَبيبِكَ الْخالِصِ وَصَفِيِّكَ الْمُسْتَخَصِّ، اَلَّذِي اسْتَخْصَصْتَهُ بِالْحَياةِ وَالتَّفْويضِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، وَمَكْنُونِ سِرِّكَ، وَخَفِيِّ عِلْمِكَ، وَفَضَّلْتَهُ عَلى مَنْ خَلَقْتَ، وَقَرَّبْتَهُ إِلَيْكَ وَاخْتَرْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ، اَلنَّذيرِ الْبَشيرِ السِّراجِ الْمُنيرِ، اَلَّذي أَيَّدْتَهُ بِسُلْطانِكَ وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ.
وَعَلى أَخيهِ وَوَصِيِّهِ وَصَهْرِهِ وَوارِثِهِ، وَالْخَليفَةِ لَكَ مِنْ بَعْدِهِ، في أَرْضِكَ وَخَلْقِكَ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، وَعَلَى ابْنَتِهِ الْكَريمَةِ الطَّاهِرَةِ الْفاضِلَةِ الزَّهْراءِ الْغَرَّاءِ فاطِمَةَ، وَعَلى وَلَدَيْهِمَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْفاضِلَيْنِ الرَّاجِحَيْنِ الزَّكِيَّيْنِ التَّقِيَّيْنِ الشَّهيدَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ.
وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَسَيِّدِهِمْ ذِي الثَّفَناتِ، وَعَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيَّيْنِ، وَالْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ، اَلْقائِمِ في أَرْضِكَ بِما يُرْضيكَ، وَالْحُجَّةِ عَلى خَلْقِكَ، وَالْخَليفَةِ لَكَ عَلى عِبادِكَ، اَلْمَهْدِيِّ بْنِ الْمَهْديّينَ، اَلرَّشيدِ بْنِ الْمُرْشِدينَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، صَلاةً تامَّةً عامَّةً دائِمَةً نامِيَةً باقِيَةً شامِلَةً مُتَواصِلَةً، وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا وَتَرْحَمَنا، وَتُفَرِّجَ عَنَّا كَرْبَنا وَهَمَّنا وَغَمَّنا(1518).
306) ذكره صلوات الله عليه في دعاء عشرات
... وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالْخَلَفَ الصَّالِحَ الْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمُنْتَظَرَ، صَلَواتُكَ يا رَبِّ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ أَجْمَعينَ.
هُمُ الْأَئِمَّةُ الْهُداةُ الْمُهْتَدُونَ(1519)، غَيْرُ الضَّالّينَ وَلَا الْمُضِلّينَ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِيائُكَ الْمُصْطَفَوْنَ(1520)، وَحِزْبُكَ الْغالِبُونَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَخِيَرَتُكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَنُجَباؤُكَ الَّذينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِوِلايَتِكَ، وَاخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلَى الْعالَمينَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَالسَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1521).
307) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
اللّهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قادِرٌ عَلى قَضاءِ حَوائِجي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَجِّلْ يا رَبِّ فَرَجَ وَلِيِّكَ، وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَاقْضِ يا الله حَوائِجَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِ لي يا رَبِّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ حَوائِجَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ(1522).
308) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في بعض الصلوات
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الْأَوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الْآخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الْمَلَإِ الْأَعْلى [إِلى يَوْمِ الدّينِ]، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الْمُرْسَلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى تَرِثَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها، وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثينَ...(1523).
309) ذكره صلوات الله عليه في دعاء معاشر أهل البيت (عليهم السلام)
اللّهم صَلِّ... عَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ الْمَهْديّينَ السَّالِفينَ الْماضينَ، وَعَلَى النُّقَباءِ الْأَتْقِياءِ الْبَرَرَةِ الْأَئِمَّةِ الْفاضِلينَ الْباقينَ، وعَلى بَقيَّتِكَ في أَرْضِكَ، اَلْقائِمِ بِالْحَقِّ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَعَلَى الْفاضِلينَ الْمَهْدِيّينَ الْاُمَناءِ الْخَزَنَةِ...(1524).
310) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في دعاء معاشر أهل البيت (عليهم السلام)
اللّهم أَظْهِرِ الْحَقَّ وَأَهْلَهُ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ أَقُولُ بِهِ وَأَنْتَظِرُهُ. اللّهم قَوِّمْ قائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَظْهِرْ دَعْوَتَهُ بِرِضا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ.
اللّهم أَظْهِرْ رايَتَهُ، وَقَوِّ عَزْمَهُ، وَعَجِّلْ خُرُوجَهُ، وَانْصُرْ جُيُوشَهُ، وَاعْضُدْ أَنْصارَهُ، وَأَبْلِغْ طَلِبَتَهُ، وَأَنْجِحْ أَمَلَهُ، وَأَصْلِحْ شَأْنَهُ، وَقَرِّبْ أَوانَهُ، فَإِنَّكَ تُبْدِئُ وَتُعيدُ، وَأَنْتَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. اللّهم امْلَأِ الدُّنيا قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً.
اللّهم انْصُرْ جُيُوشَ الْمُؤْمِنينَ، وَسَراياهُمْ وَمُرابِطيهِمْ حَيْثُ كانُوا وَأَيْنَ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَانْصُرْهُمْ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسيراً وَاجْعَلْ لَنا وَلَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً. اللّهم اجْعَلْنا مِنْ أَتْباعِهِ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ...(1525).
311) الدعاء للفرج في قنوت الأئمّة (عليهم السلام)
يا الله يا لَطيفُ، يا الله الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء، وَأَنْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنينَ مِنْ آلِهِ كُلِّهِمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَضاعِفْ أَنْواعَ الْعَذابِ عَلى أَعْدائِهِمْ، وَثَبِّتْ شيعَتَهُمْ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَتِهِمْ وَعَلى دينِكَ وَمِنْهاجِهِمْ، وَلا تَنْزِعْ مِنْهُمْ سَيِّدي شَيْئاً مِنْ صالِحِ ما أَعْطَيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ(1526).
312) دعاءٌ آخر للفرج في قنوت الأئمّة (عليهم السلام)
اللّهم فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِجَميعِ صَلَواتِكَ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ بِعِزِّ جَلالِكَ(1527).
313) الدعاء للفرج في قنوت صلاة الفجر
يستحبّ أن يقنت في الفجر بعد القراءة وقبل الركوع فيقول:
لا إِلهَ إِلَّا الله الْحَليمُ الْكَريمُ، لا إِلهَ إِلَّا الله الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، سُبْحانَ الله رَبِّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَما بَيْنَهُنَّ(1528) وَرَبِّ الْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنَّ(1529) وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، يا الله الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَ(1530) تُعَجِّلَ(1531) فَرَجَهُمْ(1532).
314) الدعاء لتعجيل الفرج في الدعاء في قنوت صلاة الفجر
يا الله الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُعَجِّلَ(1533) فَرَجَهُمْ(1534).
315) الدعاء لتعجيل الفرج في قنوت صلاة الصبح
يا الله الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ(1535).
316) الدعاء للفرج في قنوت ظهر الجمعة
اللّهم إِلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَصْواتُ، وَنُقِلَتِ الْأَقْدامُ، وَمُدَّتِ الْأَعْناقُ، وَرُفِعَتِ الْأَيْدي، وَدُعِيتَ بِالْأَلْسُنِ، وَتُقُرِّبَ إِلَيْكَ بِالْأَعْمالِ، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَافْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ.
اللّهم إِلَيْكَ نَشْكُو(1536) فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، فَافْرُجْ(1537) ذلِكَ يا رَبِّ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ، ثمّ تقول سبعين مرّة: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ(1538).
317) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد كلّ صلاة
اللّهم احْفَظْ وَلِيَّكَ القائِمَ الْحُجَّةَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرينَ(1539).
318) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في تعقيب الصلوات
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لي مِنْ أَمْري فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعْتِقْني مِنَ النَّارِ(1540).
319) الدعاء له صلوات الله عليه في الدعاء بعد الفرائض
اللّهم وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ أَمْرِكَ الْقائِمِ الْحُجَّةِ الْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ، اُحْفُفْهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ. اللّهم انْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً. اللّهم اجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابّينَ عَنْهُ، إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعالَمينَ(1541).
320) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الصلاة الّتي يصلّيها المظلوم
يدعو به المظلوم على ظالمه تحت السماء بعد الغسل وصلاة ركعتين، نذكر تمام الرواية لإتمام الفايدة.
روى الطبرسي (رحمه الله)، عن الصادق (عليه السلام) حديثاً جاء فيه:
إذا ظُلمت فاغتسل وصلّ ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء، ثمّ قل:
اللّهم إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ ظَلَمَني، وَلَيْسَ لي أَحَدٌ أَصُولُ بِهِ غَيْرَكَ، فَاسْتَوْفِ لي ظُلامَتي، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ بِالْإِسْمِ الَّذي إِذا سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ فَكَشَفْتَ(1542) ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ، وَمَكَّنْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ، وَجَعَلْتَهُ خَليفَتَكَ عَلى خَلْقِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَسْتَوْفِيَ لي ظُلامَتي(1543)، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ.
فإنّك لا تلبث حتّى ترى ما تحبّ(1544).
321) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الصلاة للانتقام الظالم
نذكر الرواية أيضأ بتمامها: صلاة للانتقام من الظالم للمظلوم: تصلّي ركعتين بما شئت من القرآن، وتصلّي على محمّد وآله ما قدرت عليه ثمّ تقول:
اللّهم إِنَّ لَكَ يَوْماً تَنْتَقِمُ فيهِ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، لكِنْ هَلَعي وَجَزَعي لا يَبْلُغانِ بِيَ الصَّبْرَ عَلى إِناتِكَ وَحِلْمِكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ فُلاناً ظَلَمَني وَاعْتَدى عَلَيَّ بِقُوَّتِهِ عَلى ضَعْفي، فَأَسْأَلُكَ يا رَبَّ الْعِزَّةِ، وَقاسِمَ الْأَرْزاقِ، وَقاصِمَ الْجَبابِرَةِ وَناصِرَ الْمَظْلُومينَ، أَنْ تُرِيَهُ قُدْرَتَكَ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يا رَبَّ الْعِزَّةِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ(1545).
322) الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الدعاء بعد صلاة جعفر (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّدٍ، وَعَلى مَنارِكَ في عِبادِكَ، اَلدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ، اَلْمُؤَدّي عَنْ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ.
اللّهم إِذا أَظْهَرْتَهُ فَأَنْجِزْ لَهُ ما وَعَدْتَهُ، وَسُقْ إِلَيْهِ أَصْحابَهُ، وَانْصُرْهُ وَقَوِّ ناصِريهِ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ أَمَلِهِ(1546)، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ، وَجَدِّدْ بِهِ عِزَّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ الذُّلِّ، اَلَّذي قَدْ نَزَلَ بِهِمْ بَعْدَ نَبِيِّكَ، فَصارُوا مَقْتُولينَ مَطْرُودينَ مُشَرَّدينَ خائِفينَ غَيْرَ آمِنينَ، لَقُوا في جَنْبِكَ(1547) ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطاعَتِكَ الْأَذى(1548) وَالتَّكْذيبَ، فَصَبَرُوا عَلى ما أَصابَهُمْ فيكَ راضينَ بِذلِكَ، مُسَلِّمينَ لَكَ في جَميعِ ما وَرَدَ عَلَيْهِمْ، وَما يَرِدُ إِلَيْهِمْ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ، وَانْصُرْ بِهِ دينَكَ الَّذي غُيِّرَ وَبُدِّلَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْهُ، وَبُدِّلَ بَعْدَ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله).
اللّهم صَلِّ عَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اَلَّذينَ بَلَّغُوا عَنْكَ الْهُدى وَاعْتَقَدُوا لَكَ الْمَواثيقَ بِالطَّاعَةِ.
اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ، وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1549).
323) الاستعاذة من فتنة الدجّال في الدعاء بعد صلاة الحاجة
اللّهم لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقاؤُكَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نارِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَحْيا وَالْمَماتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ(1550).
324) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد صلاة تصلّيها فاطمة الزهراء (عليها السلام)
... وأَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أَنْزَلْتَها عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، مِنَ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالْقُرْآنِ(1551) الْعَظيمِ، مِنْ أَوَّلِها إِلى آخِرِها، فَإِنَّ فيهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ، وَبِما فيها مِنْ أَسْمائِكَ الْعُظْمى، أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ وأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَجْعَلَ فَرَجي مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وَتَبْدَأَ بِهِمْ فيهِ، وَتَفْتَحَ(1552) أَبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا الْيَوْمِ...(1553).
325) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد صلاة عيد الفطر
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيْراً.
اللّهم أَظْهِرْ بِهِمْ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ(1554).
326) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء يقرأ بعد صلاة الصبح
اللّهم احْفَظْ إِمامَ الْمُسْلِمينَ بِحِفْظِ الْإيمانِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لِإِمامِ الْمُسْلِمينَ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً.
اللّهم الْعَنِ الْفِرَقَ الْمُخالِفَةِ عَلى رَسُولِكَ، وَالْمُتَعَدِّيَةِ لِحُدُودِكَ، وَالْعَنْ أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ، وَأَسأَلُكَ الزِّيادَةَ مِنْ فَضْلِك، وَالاِقْتِداءَ بِما جاءَ مِنْ عِنْدِكَ، وَالتَّسْليمِ لِأَمْرِكَ، وَالْمُحافَظَةَ عَلى ما أَمَرْتَ بِهِ لا أَبْغي بِهِ بَدَلاً وَلا أَشْتَري بِهِ ثَمَناً قَليلا(1555).
327) التعوّذ من غلبة الدجّال في تعقيب صلاة الصبح
اللّهم إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّجَّالِ(1556).(1557)
328) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الصلاة في الليلة الجمعة
... وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ [وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ(1558)] وَتَقَدَّمَ بِهِمْ إِلى كُلِّ خَيْرٍ، وَتَبْدَءَ بِهِمْ فيهِ(1559).
329) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الصلوات عقيب صلاة الظهر من يوم الجمعة
الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال:
من قال عقيب الظهر يوم الجمعة ثلاث مرّات:
اللّهم اجْعَلْ صَلَواتُكَ وَصَلَواتُ مَلائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ [وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ] كانت(1560) أمانا بين الجمعتين(1561).
330) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء طويل يقرأ في يوم الجمعة
اللّهم وَعَلَى الْباقي مِنْهُمْ فَتَرَحَّمْ، وَما وَعَدْتَهُمْ مِنْ نَصْرِكَ فَتَمِّمْ، وَأَشْياعُهُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ سَلِّمْ، وَبِهِمْ يا رَبَّ الْعالَمينَ جَناح الْكُفْرِ فَحَطِّمْ، وَأَمْوال الظَّلَمَةِ وَلِيِّكَ فَغَنِّمْ، وَكُنْ لَهُمْ وَلِيّاً وَحافِظاً وَناصِراً، وَاجْعَلْهُمْ وَالْمُؤْمِنينَ أَكْثَرَ نَفيراً، وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلائِكَةَ أَنْصاراً، وَابْعَثْ لَهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ لِدِماءِ أَسْلافِهِمْ ثاراً، وَلا تَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرينَ دَيَّاراً، وَلا تَزِدِ الظَّالِمينَ إِلّا خَساراً.
اللّهم مُدَّ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَأَشْياعِهِمْ فِي الآجالِ، وَخَصَّهُمْ بِصالِحِ الْأَعْمالِ، وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ تَسْتَبْدِل بِهِمُ الْأَبْدال، يا ذَا الْجُودِ وَالْفِعالِ.
اللّهم خُصَّ آلَ مُحَمَّدٍ بِالْوَسيلَةِ، وَأَعْطِهِمْ أَفْضَلَ الْفَضيلَةِ، وَاقْضِ لَهُمْ فِي الدُّنْيا بِأَحْسَنِ الْقَضِيَّةِ، وَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ بِالْعَدْلِ وَالْوَفاءِ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ لَهُمْ أَعْواناً وَوُزَراءَ، وَلا تُشْمِتْ بِنا وَبِهِمُ الْأَعْداءَ.
اللّهم احْفَظْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَتْباعَهُمْ وَأَوْلِياءَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنْ أَهْلِ الْجَحْدِ وَالْإِنْكارِ، وَاكْفِهِمْ حَسَدَ كُلَّ حاسِدٍ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، وَسَلِّطْهُمْ عَلى كُلِّ ناكِثٍ خَتَّارٍ حَتَّى يَقْضُوا مِنْ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمِ الْأَوْطارَ، وَاجْعَلْ عَدُوَّهُمْ مَعَ الْأَذَلّينَ وَالْأَشْرارِ، وَكُبَّهُمْ رَبِّ عَلى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ، إِنَّكَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ.
اللّهم كُنْ(1562) لِوَلِيِّكَ في خَلْقِكَ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً وَناصِراً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ مِنْها طَوْلاً، وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَّتَهُ فيهَا الْأَئِمَّةَ الْوارِثينَ وَاجْمَعْ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَكْمِلْ لَهُ أَمْرَهُ، وَأَصْلِحْ لَهُ رَعِيَّتَهُ.
وَثَبِّتْ رُكْنَهُ، وَأَفْرِغِ الصَّبْرَ مِنْكَ عَلَيْهِ، حَتَّى يَنْتَقِمَ فَيَشْتَفِيَ، وَيَشْفِيَ حَزازاتِ(1563) قُلُوبٍ نَغِلَةٍ وَحَراراتِ صُدُورٍ وَغِرَةٍ، وَحَسَراتِ أَنْفُسٍ تَرِحَةٍ مِنْ دِماءٍ مَسْفُوكَةٍ، وَأَرْحامٍ مَقْطُوعَةٍ، وَ[طاَعةٍ] مَجْهُولَةٍ قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ الْبَلاءَ، وَوَسَّعْتَ عَلَيْهِ الْالاءَ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ النَّعْماءَ في حُسْنِ الْحِفْظِ مِنْكَ لَهُ.
اللّهم اكْفِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَأَنْسِهِمْ(1564) ذِكْرَهُ، وَأَرِدْ مَنْ أَرادَهُ، وَكِدْ مَنْ كادَهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَيْهِمْ.
اللّهم فُضَّ جَمْعَهُمْ، وَفُلَّ حَدَّهُمْ، وَأَرْعِبْ قُلُوبَهُمْ، وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ، وَاصْدَعْ شَعَبَهُمْ، وَشَتِّتْ أَمْرَهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصلاة، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَعَمِلُوا السَّيِّئاتِ، وَاجْتَنَبُوا الْحَسَناتِ، فَخُذْهُمْ بِالْمَثُلاتِ، وَأَرِهِمُ الْحَسَراتِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1565).
331) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الطويل، يقرأ في يوم الجمعة
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ - تقوله ألف مرّة إن قدرت عليه - وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ. اللّهم اجْعَلْ فَرَجي مَعَهُمْ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1566).
332) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه بعد الظهر من يوم الجمعة
روى جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام): من عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر:
اللّهم اشْتَرْ مِنّي نَفْسِي الْمَوْقُوفَةَ عَلَيْكَ، اَلْمَحْبُوسَةَ لِأَمْرِكَ بِالْجَنَّةِ مَعَ مَعْصُومٍ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله) مَخْزُونٌ لِظَلامَتِهِ، مَنْسُوبٌ بِوِلادَتِهِ، تَمْلَأُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَلا تَجْعَلْني مِمَّنْ تَقَدَّمَ فَمَرِقَ أَوْ تَأَخَّرَ فَمَحِقَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لِزَمَ فَلَحِقَ، وَاجْعَلْني شَهيداً سَعيداً في قَبْضَتِكَ...(1567).
333) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في يوم الجمعة
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، كَصَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَتَحِيَّاتِكَ عَلى أَصْفِيائِكَ إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، وَعَجِّلِ الْفَرَجَ وَالرَّوْحَ(1568) وَالنُّصْرَةَ وَالتَّمْكينَ وَالتَّأْييدَ لَهُمْ(1569).
334) ذكره صلوات الله عليه في دعاء يقرأ في ليلة السبت
نقله الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين:
يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ لا يَمُوتُ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِمُحَمَّدٍ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِفاطِمَةَ يا الله، بِالْحَسَنِ يا الله، بِالْحُسَيْنِ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِمُحَمَّدٍ يا الله، بِجَعْفَرٍ يا الله، بِمُوسى يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِمُحَمَّدٍ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِالْحَسَنِ يا الله، بِحُجَّتِكَ ثُمَّ خَليفَتِكَ في بِلادِكَ يا الله، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَخُذْ بِناصِيَةِ مَنْ أَخافُهُ(1570).
335) الرجاء للظهور في دعاء ليلة الأحد
نقله الكفعمي في البلد الأمين:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُوْفي بِعَهْدِكَ، وَيُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ، وَيَعْمَلُ بِطاعَتِكَ، وَيَسْعى في مَرْضاتِكَ، وَيَرْغَبُ فيما عِنْدَكَ، وَيَفِرُّ إِلَيْكَ مِنْكَ، وَيَرْجُو أَيَّامَكَ، وَيَخافُ سُوءَ حِسابِكَ، وَيَخْشاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ(1571).
336) الدعاء له صلوات الله عليه في الصباح والمساء
في دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في الصباح والمساء:
... اللّهم إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَهُمْ وَمَثْواهُمْ. اللّهم احْفَظْ إِمامَ الْمُسْلِمينَ بِحِفْظِ الْإيمانِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ وَلَنا مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً.
اللّهم الْعَنْ فُلاناً وَفُلاناً وَالْفِرَقَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلى رَسُولِكَ وَوُلاةِ الْأَمْرِ بَعْدَ رَسُولِكَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَشيعَتِهِ.
وَأَسْأَلُكَ الزِّيادَةَ مِنْ فَضْلِكَ، وَالْإِقْرارَ بِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ، وَالتَّسْليمَ لِأَمْرِكَ، وَالْمُحافَظَةَ عَلى ما أَمَرْتَ بِهِ، لا أَبْتَغي بِهِ بَدَلاً وَلا أَشْتَري بِهِ ثَمَناً قَليلاً(1572).
337) الإقرار به أرواحنا فداه في دعاء يقرأ في كلّ صباح
الكافي: بسنده عن يزيد بن كلثمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
تقول إذا أصبحت:
أَصْبَحْتُ بِالله مُؤْمِناً عَلى دينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ، وَدينِ الْأَوْصِياءِ وَسُنَّتِهِمْ آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَأَعُوذُ بِالله مِمَّا استعاذ مِنْهُ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَعَلِيٌّ (عليه السلام) وَالْأَوْصِياءُ (عليهم السلام)، وَأَرْغَبُ إِلَى الله فيما رَغِبُوا إِلَيْهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله(1573).
338) ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في أوّل الصبح
أبي هاشم داود الجعفري (رحمه الله) قال: قال لي إسماعيل بن جعفر قال: قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليهما السلام):
يا بنيّ؛ من أصبح وعليه خاتم فصّه عقيق، متختماً(1574) به في يده اليمنى، فأصبح من قبل أن يرى أحداً، فقلب فصّه إلى باطن كفّه وقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها، ثمّ قال:
آمَنْتُ بِالله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَآمَنْتُ(1575) بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ.
وقاه الله في ذلك اليوم، شرّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، والأرض(1576) وما يخرج منها، وكان في حرز الله وحرز وليّه حتّى يمسي(1577).
339) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء ما بين زوال الشمس إلى الغروب
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ بِفَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تُنْجِزَ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ(1578)، اَلدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، وَأَمينِكَ في أَرْضِكَ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ.
اللّهم أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ(1579) وَصَبِّرْهُمْ، وَاجْعَلْ(1580) لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَمَكِّنْهُ(1581) مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1582).
340) الدعاء لهلاك الأعداء كلّهم في دعاء اليوم الخامس والعشرين من كلّ شهر
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَوالِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وَأَغْنِنا بِالْحَلالِ عَنِ الْحَرامِ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ سُؤالِ الْخَلْقِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَهْتِكْ سِتْري، وَلا تُبْدِ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتي، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَاقْضِ عَنّي دَيْني، وَاخْزَ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَعَجِّلْ هَلاكَهُمْ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1583).
341) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه عند دخول شهر رمضان
اللّهم إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهم إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنا(1584)، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1585)، وَأَعِنَّا عَلى ذلِكَ يا رَبِّ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ(1586)، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُناها وَعافِيَتِكَ فَأَلْبِسْناها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1587).
342) الدعاء للفرج في دعاء كلّ يوم من شهر رمضان وأوّل ليلة منه
وَأَسْألُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتي قَتْلاً في سَبيلِكَ، تَحْتَ رايَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، مَعَ وَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بي أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ، وأَنْ تُكْرِمَني بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَلا تُهِنّي بِكَرامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ.
343) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الّذي يقرأ في كلّ يوم من شهر رمضان
يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ(1588) اغْضَبِ الْيَوْمَ لِمُحَمَّدٍ وَلِأَبْرارِ عِتْرَتِهِ، وَاقْتُلْ أَعْداءَهُمْ بَدَداً(1589)، وَأَحْصِهِمْ عَدَداً، وَلا تَدَعْ عَلى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً، وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً.
يا حَسَنَ الصُّحْبَةِ، يا خَليفَةَ النَّبِيّينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، البَديءُ(1590) الْبَدِيعُ، اَلَّذي لَيْسَ كَمِثْلِكَ(1591) شيء، وَالدَّائِمُ غَيْرُ الْغافِلِ، وَالْحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، أَنْتَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، أَنْتَ خَليفَةُ مُحَمَّدٍ، وَناصِرُ مُحَمَّدٍ، وَمُفَضِّلُ مُحَمَّدٍ.
أَسْأَلُكَ أَنْ(1592) تَنْصُرَ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ، وَخَليفَةَ مُحَمَّدٍ، وَالْقائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَوْصِياءِ مُحَمَّدٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، إِعْطِفْ(1593) عَلَيْهِمْ نَصْرَكَ(1594).
344) الدعاء له صلوات الله عليه في دعاء يقرأ في كلّ يوم من شهر رمضان
اللّهم صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ وَالاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ شَرَكَ في دَمِهِ وَهُوَ الْمُعْتَمِدْ - أو المعتضد برواية ابن بابويه القمي -.
اللّهم صَلِّ عَلَى الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ إِمامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ.
اللّهم صَلِّ عَلَى الطَّاهِرِ وَالْقاسِمِ ابْنَيْ نَبِيِّكَ. اللّهم صَلِّ عَلى اُمِّ كُلْثُومَ اِبْنَةِ نَبِيِّكَ، وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فيها. اللّهم صَلِّ عَلى رُقَيَّةَ اِبْنَةِ نَبِيِّكَ، وَالْعَنْ مَنْ آذى(1595) نَبِيَّكَ فيها. اللّهم صَلِّ عَلى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ.
اللّهم اخْلُفْ نَبِيَّكَ في أَهْلِ بَيْتِهِ. اللّهم مَكِّنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ. اللّهم اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ وَأَنْصارِهِمْ عَلَى الْحَقِّ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ.
اللّهم اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ، وَوِتْرِهِمْ وَدِماءِهِمْ، وَكُفَّ عَنَّا وَعَنْهُمْ، وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بَأْسَ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَكُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً، وَأَشَدُّ تَنْكيلاً(1596).
345) الدعاء لإيجاد حالة الانتظار في دعاء الليلة الثانية من شهر رمضان
اللّهم ارْزُقْني صَبْرَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْني أَنْتَظِرُ أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِمْ وَأَعْوانِهِمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ. اللّهم أَحْيِني مَحْياهُمْ، وَأَمِتْني ميتَتَهُمْ. اللّهم أَعْطِهِمْ سُؤْلَهُمْ في وَلِيِّهِمْ وَعَدُوِّهِمْ(1597).
346) الدعاء للفرج في دعاء الليلة السادسة من شهر رمضان
وَأَسْأَلُكَ يا الله، وَأَسْأَلُكَ يا رَحْمانُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَفَرَجَنا بِفَرَجِهِمْ(1598).
347) الدعاء للفرج في دعاء اليوم الثامن من شهر رمضان
اللّهم اجْعَلْني في وَدائِعِكَ الَّتِي لا تَضيعُ، وَلا تَرُدَّني خائباً، بِحَقِّكَ وَحَقِّ مَنْ أَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَفَرَجي مَعَهُمْ، وَفَرَجَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1599).
348) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء الليلة الثانية عشر من شهر رمضان
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ قَلبي بارّاً، وَعَمَلي سارّاً، وَرِزْقي دارّاً، وَحَوْضَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ لي قَراراً وَمُسْتَقَرّاً، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ في عافِيَةٍ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1600).
349) الدعاء لتعجيل الفرج في دعاء الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان
اللّهم أَنْتَ ثِقَتي وَأَنْتَ رَجائي. اللّهم فَاكْفِني ما أَهَمَّني وَما لا يُهِمُّني، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ(1601).
350) الدعاء للفرج في دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان
وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ وَفاتي قَتْلاً في سَبيلِكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ تَحْتَ رايَةِ الْحَقِّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله (صلّى الله عليه وآله)، مُقْبِلاً في ذلِكَ عَلى عَدُوِّكَ غَيْرَ مُدْبِرٍ، وَتَجْعَلَني مِمَّنْ تَقْتُلُ بِهِ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ آلِ رَسُولِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ(1602).
351) الدعاء للفرج في دعاء اليوم العشرين من شهر رمضان
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ فِي الصَّفِّ الَّذي وَصَفْتَ بِهِ أَهْلَهُ في كِتابِكَ، «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(1603)، في أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ، في أَحَبِّ الْمَواطِنِ إِلَيْكَ.
وَارْزُقْني سَفْكَ دِماءِ الْمُشْرِكينَ وَالنَّاكِثينَ، وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ وَالْفاسِقينَ(1604) وَالنَّابِذينَ وَالْمُبَدِّلينَ، وَثَبِّتْ رَجاءَكَ في قَلْبي، وَثَبِّتْ قَدَمي، وَأَفْرِغِ الصَّبْرَ عَلَيَّ وَعَلى ذلِكَ فَقَوِّني، وَفي صُدُورِ الْكافِرينَ فَعَظِّمْني، وَلِلْمُؤْمِنينَ فَذَلِّلْني، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَبَغِّضْ إِلَيَّ مَنْ أَبْغَضْتَ، وَوَفِّقْني لِأَحَبِّ الْاُمُورِ إِلَيْكَ، وَأَرْضاها لَدَيْكَ، وَأَفْضَلِها عِنْدَكَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1605).
352) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في دعاء آخر في اليوم العشرين من شهر رمضان
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِأَبْغَضِ خَلْقِهِ إِلَيْهِ، إِذْ قالَ «أَنْظِرْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ»(1606)، فَإِنّي لا أَكُونُ أَسْوَءَ حالاً مِنْهُ فيما سَأَلْتُكَ.
فَاسْتَجِبْ لي فيما دَعَوْتُكَ، وَأَعْطِني يا رَبِّ ما سَأَلْتُكَ، إِنّي أَسْأَلُكَ يا سَيِّدي أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتُقاتِلُ بِهِ عَدُوَّكَ في الصَّفِّ الَّذي ذَكَرْتَ في كِتابِكَ، فَقُلْتَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(1607) مَعَ أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ في أَحَبِّ الْمَواطِنِ لَدَيْكَ.
اللّهم وَفي صُدُورِ الْكافِرينَ فَعَظِّمْني، وَفي أَعْيُنِ الْمُؤْمِنينَ فَجَلِّلْني وَفي نَفْسي وَأَهْلِ بَيْتي فَذَلِّلْني، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَبَغِّضْ إِلَيَّ مَنْ أَبْغَضْتَ، وَوَفِّقْني لِأَحَبِّ الْاُمُورِ إِلَيْكَ، وَأَرْضاها لَدَيْكَ(1608).
353) الدعاء للفرج في دعاء اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان
من دعاء مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا اليوم:
... وَأَسْأَلُكَ بِجَميعِ ما سأَلْتُكَ وَما لَمْ أَسْأَلْكَ مِنْ عَظيمِ جَلالِكَ، ما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وأَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِهِ تُبيدُ الظَّالِمينَ وَتُهْلِكُهُمْ، عَجِّلْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
وَأَعْطِني سُؤْلي يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ في جَميعِ ما سَأَلْتُكَ لِعاجِلِ الدُّنْيا وَآجِلِ الْآخِرَةِ، يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، أَقِلْني عَثْرَتي، وَاقْلُبْني بِقَضاءِ حَوائِجي، يا خالِقي وَيا رازِقي، وَيا باعِثي، وَيا مُحْيي عِظامي وَهِيَ رَميمٌ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ لي دُعائي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
فلمّا فرغ رفع رأسه، قلت: جعلت فداك، سمعتك وأنت تدعو بفرج من بفرجه فرج أصفياء الله وأوليائه أولست أنت هو؟
قال: لا؛ ذاك قائم آل محمّد (عليهم السلام).
قلت: فهل لخروجه علامة؟
قال: نعم كسوف الشمس عند طلوعها ثلثي ساعة من النهار، وخسوف القمر ثلاث وعشرين، وفتنة يظلُّ(1609) أهل مصر البلاء، وقطع النيل(1610).
إكتف بما بيّنت لك وتوقّع أمر صاحبك ليلك ونهارك، فإنّ الله كلّ يوم هو في شأن لا يشغله شأن عن شأن ذلك الله ربّ العالمين، وبه تحصين أوليائه وهم له خائفون(1611).
354) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء في ليلة القدر
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى. اللّهم أَنْتَ الْواحِدُ الْقَديمُ وَالْآخِرُ الدَّائِمُ، وَالرَّبُّ الْخالِقُ وَالدَّيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ، تَفْعَلُ ما تَشاءُ بِلا مُغالَبَةٍ، وَتُعْطي مَنْ تَشاءُ بِلا مَنٍّ، وَتَضَعُ مَنْ تَشاءُ بِلا ظُلْمٍ وَتُداوِلُ الْأَيَّامَ بَيْنَ النَّاسِ يَرْكَبُونَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ.
أَسْأَلُكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ وَالْعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، وَأَسْأَلُكَ يا رَحْمانُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَفَرَجَنا بِفَرَجِهِمْ...(1612).
355) الدعاء للفرج في الدعاء بعد الصلاة في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
... وَاكْتُبْ لي ما كَتَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ الصَّالِحينَ، اَلَّذينَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوابَ، وَأَمِنُوا بِرِضاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعَذابَ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَاغْفِرْ لي ذَنْبي، وَبارِكْ لي في كَسْبي، وَقَنِّعْني بِما رَزَقْتَني، وَلا تَفْتِنّي بِما زَوَيْتَ عَنّي(1613).
356) الدعاء للفرج عند الذهاب إلى صلاة عيد الفطر
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى أَئِمَّةِ الْهُدى، وَالْحُجَجِ(1614) عَلى خَلْقِكَ، وَالْأَدِلّاءِ عَلى سُنَّتِكَ(1615)، وَالْبابِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، وَالتَّراجِمَةِ لِوَحْيِكَ، اَلْمُسْتَنّينَ بِسُنَّتِكَ(1616)، اَلنَّاطِقينَ بِحِكْمَتِكَ(1617)، اَلشُّهَداءِ عَلى خَلْقِكَ.
اللّهم اشْعَبْ بِهِمُ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِمُ الْفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِمُ الْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِمُ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِمُ الْأَرْضَ، وَأَيِّدْهُمْ(1618) بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْهُمْ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِرَهُمْ، وَاخْذُلْ خاذِلَهُمْ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُمْ، وَدَمِّرْ عَلى مَنْ غَشَمَهُمْ.
وَافْضُضْ بِهِمْ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَشارِعَةَ الْبِدَعِ، وَمُميتَةَ السُّنَنِ وَالْمُتَعَزِّزينَ بِالْباطِلِ، وَأَعِزَّ بِهِمُ الْمُؤْمِنينَ، وَأَذِلَّ بِهِمُ الْكافِرينَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ وَالْمُخالِفينَ في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1619).
357) الدعاء لنصرته صلوات الله عليه في يوم عيد الفطر
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَني مِنَ الَّذينَ يَسْتَطيعُونَ إِلَيْهِ سَبيلاً، وَمِنَ الرِّجالِ الَّذينَ يَأْتُونَهُ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ، وَلِيُكَبِّرُوا الله عَلى ما هَداهُمْ.
وَأَعِنِّيَ اللّهم عَلى جِهادِ عَدُوِّكَ في سَبيلِكَ مَعَ وَلِيِّكَ، كَما قُلْتَ(1620) جَلَّ قَوْلُكَ «إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في سَبيلِ الله»(1621)، وَقُلْتَ جَلَّتْ أَسْماؤُكَ «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرينَ وَنَبْلُوَ أَخْبارَكُمْ»(1622).
اللّهم فَأَرِني ذلِكَ السَّبيلَ، حَتَّى اُقاتِلَ فيهِ بِنَفْسي وَمالي طَلَبَ رِضاكَ فَأَكُونَ فيهِ مِنَ الْفائِزينَ(1623).
358) ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عرفة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْقاسِمِ، مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ(1624) صَلَّى الله عَلَيْكَ، وَعَلى عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ(1625).
359) ذكره صلوات الله عليه في الدعاء بعد زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في يوم عرفة
لَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا أبا عبد الله، اُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرائِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، فَصَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ(1626).
360) الدعاء للأمن من شرّ الدجّال في دعاء عيد الأضحى
اللّهم إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيا وَالْمَماتِ وَعَذابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسيحِ الدَّجَّالِ(1627).
361) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء الوارد في يوم عيد الغدير
اللّهم فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنينَ الْكُرُباتِ. اللّهم امْلَأ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَأَنْجِزْ لَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ(1628).
362) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عيد الغدير
اللّهم وَاحْشُرْنا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ مِنْ آلِ رَسُولِكَ، نُؤْمِنُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ بِهِ عَلَى النَّاسِ جَميعاً، أَنْ تُبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هذَا الَّذي أَكْرَمْتَنا فيهِ بِالْمُوافاةِ(1629) بِعَهْدِكَ الَّذي عَهِدْتَهُ إِلَيْنا، وَبِالْميثاقِ(1630) الَّذي واثَقْتَنا بِهِ مِنْ مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَنْ تُتِمَّ(1631) عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَوْدَعاً، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً، وَلا تَسْلُبْناهُ أَبَداً، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً.
وَارْزُقْنا مُرافَقَةَ أَوْلِيائِكَ في زُمْرَةِ وَلِيِّكَ الْهادِي الْمَهْدِيِّ إِلَى الْهُدى، وَتَحْتَ لِوائِهِ وَفي زُمْرَتِهِ شُهَداءَ صادِقينَ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ دينِكَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1632).
363) الدعاء للفرج في الدعاء في يوم عيد الغدير
اللّهم لا تُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَاجْعَلْني مِنْ عِبادِكَ الَّذينَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَتُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.
وَخُذْ بِسَمْعي وَبَصَري وَقَلْبي وَجَوارِحي كُلِّها إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وَإِلى أَحَبِّ الْأَعْمالِ إِلَيْكَ، وَارْزُقْني تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِها مَحَبَّتَكَ، وَأَسْتَحِقُّ مَعَها جَنَّتَكَ، وَتُوَقِّيَني مِنْ عَذابِكَ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ.
وَاجْعَلْني مِنْ أَوْلِياءِكَ وَأَنْصارِكَ الَّذينَ تُعِزُّ بِهِمْ دينَكَ، وَتَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ عَدُوِّكَ، وَتَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ، وَتُحْييهِمْ حَياةً طَيِّبَةً، وَتَقْلِبُهُمْ مُنْقَلَباً كَريماً، وَتُؤْتيهِمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَتَقيهِمْ عَذابَ النَّارِ(1633).
364) ذكره صلوات الله عليه في الدعاء في يوم عيد الغدير
... رَبَّنا فَاحْشُرْنا في زُمْرَةِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ، وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنَّا عَلى مُوالاةِ أَوْلِياءِكَ وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْداءِكَ الْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدّينِ وَالنَّاكِثينَ بِميثاقِكَ وَتَوَفَّنا عَلى ذلِكَ(1634).
365) الدعاء للفرج في دعاء آخر في يوم عيد الغدير
رَبَّنا آمَنَّا بِكَ وَوَفَيْنا بِعَهْدِكَ وَصَدَّقْنا رُسُلَكَ، وَاتَّبَعْنا وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ، وَوالَيْنا أَوْلِياءَكَ، وَعادَيْنا أَعْداءَكَ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، وَاحْشُرْنا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْبَشيرِ النَّذيرِ.
آمَنَّا يا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ وَمَشاهِدِهِمْ وَبِحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرَضينا بِهِمْ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً لا نَبْتَغي بِهِمْ بَدَلاً، وَلا نَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً.
رَبَّنا فَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلى مُوالاتِهِمْ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ وَالتَّسْليمِ لَهُمْ وَالرَّدِّ إِلَيْهِمْ، وَتَوَفَّنا إِذا تَوَفَّيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ لَكَ وَلَهُمْ بِالْعَهْدِ وَالْميثاقِ وَالْمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَّصْديقِ وَالتَّسْليمِ لَهُمْ غَيْرَ جاحِدينَ وَلا ناكِثينَ وَلا مُكَذِّبينَ.
اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ جَميعاً أَنْ تُبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هذَا الَّذي أَكْرَمْتَنا فيهِ بِالْوَفاءِ لِعَهْدِكَ الَّذي عَهِدْتَ إِلَيْنا، وَالْميثاقِ الَّذي واثَقْتَنا بِهِ مِنْ مُوالاةِ أَوْلِيائِكِ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْداءِكَ، وَتَمُنَّ عَلَيْنا بِنِعْمَتِكَ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثابِتاً، وَلا تَسْلُبْناهُ أَبَداً، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً، فَإِنَّكَ قُلْتَ «فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ»(1635) فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثابِتاً.
وَارْزُقْنا نَصْرَ دينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ قائِماً رَشيداً هادِياً مَهْدِيّاً مِنْ الضَّلالَةِ إِلَى الْهُدى، وَاجْعَلْنا تَحْتَ رايَتِهِ وَفي زُمْرَتِهِ شُهَداءَ صادِقينَ مَقْتُولينَ في سَبيلِكَ وَعَلى نُصْرَةِ دينِكَ(1636).
366) دعاء آخر لظهوره صلوات الله عليه في دعاء يوم المباهلة
اللّهم إِنَّا قَدْ تَمَسَّكْنا بِكِتابِكَ، وَبِعِتْرَةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ، اَلَّذينَ أَقَمْتَهُمْ لَنا دَليلاً وَعَلَماً، وَأَمَرْتَنا بِاتِّباعِهِمْ.
اللّهم فَإِنَّا قَدْ تَمَسَّكْنا بِهِمْ(1637)، فَارْزُقْنا شَفاعَتَهُمْ حينَ يَقُولُ الْخائِبُونَ «فَما لَنا مِنْ شافِعينَ * وَلا صَديقٍ حَميمٍ»(1638)، وَاجْعَلْنا مِنَ الصَّادِقينَ الْمُصَدِّقينَ لَهُمْ، اَلمُنْتَظِرينَ لِإِمامِهِمْ(1639)، اَلنَّاظِرينَ إِلى شَفاعَتِهِمْ، وَلا تُضِلُّنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1640).
367) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في الدعاء بعد الزيارة في يوم عاشوراء
اللّهم إِنّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ، وَقَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَتَوجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، لِتَقْضِيَ عَنّي مُفْتَرَضي وَدَيْني، وَتُفَرِّجَ غَمّي، وَتَجْعَلَ فَرَجي مَوْصُولاً بِفَرَجِهِمْ(1641).
368) الدعاء للفرج في دعاء يوم مولد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ مُلْكَهُ، وَأَمْكَنْتَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالطَّيْرَ أَنْ تُخَلِّصَنا مِنْ عَدُوِّنا، وَتَرُدَّ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وَتَسْتَخْرِجَ لَنا مِنْ أَيْديهِمْ حَقَّنا، وَتُخَلِّصَنا مِنْهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ(1642).
369) الإقرار بالرجعة في الدعاء بعد زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان
... وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَاُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ ديني، وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْري لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ.
صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى أَجْسامِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ(1643).
370) الدعاء لإيجاد حالة الانتظار في الدعاء عقيب صلاة اللّيل في ليلة النصف من شعبان
... فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْدَأْ بِهِمْ في كُلِّ خَيْرٍ، وَافْرُجْ هَمّي، وَارْزُقْني بَرْدَ عَفْوِكَ، وَحَلاوَةَ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَانتظار أَمْرِكَ(1644).
371) الدعاء لأن يكون الدّاعي من أنصاره صلوات الله عليه
... وَأَعُوذُ بِكَ بِدِرْعِكَ الْحَصينَةِ الَّتي لا تُرامُ أَنْ تُميتَني غَمّاً أَوْ هَمّاً أَوْ مُتَرَدِّياً أَوْ غَرَقاً أَوْ حَرَقاً أَوْ عَطَشاً أَوْ شَرَقاً أَوْ صَبْراً أَوْ قَوَداً أَوْ هَدْماً أَوْ رَدْماً أَوْ تَرَدِّياً أَوْ أَكيلَ سَبُعٍ أَوْ في أَرْضِ غُرْبَةٍ أَوْ ميتَةَ سُوءٍ.
وَأَمِتْني عَلى فِراشي في عافِيَةٍ أَوْ فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أَهْلَهُ في كِتابِكَ فَقُلْتَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(1645) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، مُقْبِلاً عَلى عَدُوِّكَ، غَيْرَ مُدْبِرٍ عَنْهُ، قائِماً بِحَقِّكَ، غَيْرَ جاحِدٍ لِآلائِكَ، وَلا مُعانِداً لِأَوْلِيائِكَ، وَلا مُوالِياً لِأَعْدائِكَ يا كَريمُ(1646).
372) التعوّذ من غلبة الدجّال
قد ورد في الروايات أنّ قبل ظهور مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه يخرج أكثر من سبعين دجّالاً، ويجب على الناس حفظ أنفسهم من شرّهم، ومن سَرّه أن يكون محفوظاً من شرور الدجّالين فليقرأ ما ذكرنا في هذا الكتاب ممّا يوجب الحفظ والأمان من فتنة الدجّالين، لعنهم الله في الدارين، وحشرهم مع الجبت والطاغوت.
... وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقَهْرِ، وَالْكُفْرِ وَالْوَقْرِ، وَالْغَدْرِ وَضيقِ الصَّدْرِ، وَسُوءِ الْأَمْرِ، وَمِنْ بَلاءٍ لَيْسَ لي عَلَيْهِ صَبْرٌ، وَمِنَ الدَّاءِ الْعُضالِ، وَغَلَبَةِ الدَّجَّالِ(1647)، وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ في النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْمالِ وَالدّينِ وَالْوَلَدِ وَعِنْدَ مُعايَنَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ(1648).
373) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الدعاء لدفع العقارب
إسحاق بن عمار رضى الله عنه قال: قلت للصادق (عليه السلام): إنّي أخاف العقارب.
فقال (عليه السلام):
اُنظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة، الأوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب [منه(1649)] تسمّيه العرب السهي و نحن نسمّيه أسلم، أحدّ النظر إليه وقل ثلاثاً:
اللّهم رَبِّ أَسْلَمِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَسَلِّمْنا.
قال إسحاق: فما تركته في دهري إلّا مرّة فضربني العقرب(1650).
374) ذكره صلوات الله عليه في بعض الرقاع
... وَالْخَلَفِ الصِّدْقِ الصَّالِحِ صاحِبِ زَمانِكَ، وَالْقائِمِ بِحُجَّتِكَ وَأَمْرِكَ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ، مِنْ وُلْدِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَسَلامُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ خالِصاً(1651).
375) ذكره صلوات الله عليه في رقعة اُخرى
... وَسَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ فِي الْعالَمينَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَحُجَّتِكَ يا رَبِّ عَلى خَلْقِكَ(1652).
376) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الوداع بالنيابة
فإذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته ثمّ قل:
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَاُشْهِدُ هذَا الْإِمامُ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ أَنَّ - فُلانَ بْنَ فُلانٍ - اِئْتَمَنَني وَسَأَلَني أَنْ أَزُورَ عَنْهُ قَبْرَ مَوْلاهُ وَمَوْلايَ، وَأَدْعُو لَهُ عِنْدَ قَبْرِهِ.
فَاُشْهِدُكَ أَنّي أَدَّيْتُ الْأَمانَةَ، وَبَذَلْتُ الْمَجْهُودَ، وَزُرْتُ قَبْرَ وَلِيِّكَ، وَلَمْ أَشْرِكْ في زِيارَتي عَنْهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ.
فَاقْبَلْ ذلِكَ مِنْهُ، وَاحْشُرْهُ في زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْرِدْهُ حَوْضَهُمْ، وَاجْعَلْهُ مِنْ حِزْبِهِمْ، وَمَكِّنْهُ في دَوْلَتِهِمْ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَأَنْجِحْ طَلِبَتَهُ(1653).
377) ذكر ظهوره أرواحنا فداه في الدعاء عند أخذ التربة
إذا أخذته فقل:
اللّهم(1654) بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ الطَّاهِرَةِ، وَبِحَقِّ الْبُقْعَةِ الطَّيِّبَةِ، وَبِحَقِّ الْوَصِيِّ الَّذي تُواريهِ، وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَأَبيهِ وَاُمِّهِ وَأَخيهِ وَالْمَلائِكَةِ الَّذينَ يَحُفُّونَ بِهِ وَالْمَلائِكَةِ الْعُكُوفِ عَلى قَبْرِ وَلِيِّكَ، يَنْتَظِرُونَ نَصْرَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ إِجْعَلْ لي فيهِ شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ، وَأَماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ فَقْرٍ، وَعِزّاً مِنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَأَوْسِعْ بِهِ عَلَيَّ في رِزْقي، وَأَصِحَّ بِهِ جِسْمي(1655).
378) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء كنز العرش
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ، وَالْحُجَّةِ عَلى عِبادِكَ عَلَيْكَ يا رَبِّ(1656).
379) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء الفرج
يا وَصِيَّ الْحَسَنِ وَالْخَلَفَ الصَّالِحَ، يا بن رَسُولِ الله، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا بِكَ إِلَى الله، وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله وَاسْتَشْفَعْنا بِكَ إِلَى الله وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ الله إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْشِفْ عَنَّا كُلَّ هَمٍّ، وَفَرِّجْ عَنَّا كُلَّ هَمٍّ(1657).
380) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء الاعتقاد
اللّهم وَقَدْ أَصْبَحْتُ في يَوْمي هذا، وَلا ثِقَةَ لي وَلا رَجاءَ، وَلا مَفْزَعَ وَلا مَلْجَأَ وَلا مُلْتَجى غَيْرَ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَهُمْ رَسُولُكَ وَآلُهُ عَلِيٌّ أمير المؤمنين وَسَيِّدَتي فاطِمَةُ الزَّهْراءِ، سَيِّدَةُ النِّساءِ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ وَجَعْفَرٌ وَمُوسى وَعَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَمُقيمُ الْمَحَجَّةِ مِنْ بَعْدِهِمُ، اَلْحُجَّةُ الْمَسْتُورَةُ مِنْ وُلْدِهِمْ، وَالْمَرْجُوُّ لِلْاُمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ، وَخِيَرَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.
اللّهم وَاجْعَلْهُمْ في هذَا الْيَوْمِ وَما بَعْدَهُ حِصْني مِنَ الْمَكارِهِ، وَمَعْقِلي مِنَ الْمَخاوِفِ، وَنَجِّني بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَطاغٍ وَفاسِقٍ وَباغٍ وَمِنْ شَرِّ ما أَعْرِفُ وَما اُنْكِرُ وَمَا اسْتَتَرَ عَلَيَّ وَما اُبْصِرُ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ(1658).
381) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء قاف

بِالْإِمامِ الْخَلَفِ الْقائِمِ، مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ(1659).
382) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء توسّل آخر
وَمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَشَفاعَتِهِ، وَعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَوِلايَتِهِ(1660)، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَحُزْنِها عَلى والِدِها، وَالْحَسَنِ وَسُمِّهِ(1661)، وَالْحُسَيْنِ وَقَتْلِهِ(1662)، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعِبادَتِهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ وَعِلْمِهِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَصِدْقِهِ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ وَحِلْمِهِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا وَنَأْيِهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ وَاجْتِبائِهِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ وَوَفائِهِ، وَالْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ وَرِضائِهِ بِقَضاءِ الله، وَالْخَلَفِ الْمَهْدِيِّ الْحُجَّةِ وَقِيامِهِ بِالْحَقِّ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَبِالْقُرْآنِ وَتِلاوَتِهِ، وَبِالْعِلْمِ وَدِراسَتِهِ(1663).
383) التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء الوارد بعد صلاة الحاجة في يوم الجمعة
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْبَقِيَّةِ الْباقي، اَلْمُقيمِ بَيْنَ أَوْلِيائِهِ، اَ لَّذي رَضيتَهُ لِنَفْسِكَ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ، اَلْفاضِلِ الْخَيِّرِ، نُورِ الْأَرْضِ وَعِمادِها، وَرَجاءِ هذِهِ الْاُمَّةِ وَسَيِّدِها(1664)، اَلْامِرِ بِالْمَعْرُوفِ، اَلنَّاهي عَنِ الْمُنْكَرِ، اَلنَّاصِحِ الْأَمينِ، اَلْمُؤَدّي عَنِ النَّبِيّينَ وَخاتَمِ الْأَوْصِياءِ النُّجَباءِ الطَّاهِرينَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ(1665).
384) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء رقعة الحاجة
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ - إلى أن تقول: - وَالْحُجَّةِ الْخَلَفِ الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ تَسْليماً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَيَسَّرَ أَمْري، وَتُسَهِّلَهُ لي، وَتَغْلِبَهُ لي، وَتَرْزُقَني خَيْرَهُ، وَتَصْرِفَ عَنّي شَرَّهُ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1666).
385) التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء في رقعة اُخرى للحاجة
... وَالْقائِمِ سَيِّدِنا وَمَوْلانا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ(1667).
386) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء ليلة السبت
... يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِمُحَمَّدٍ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِفاطِمَةَ يا الله، بِالْحَسَنِ يا الله، بِالْحُسَيْنِ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِمُحَمَّدٍ يا الله.
قال الحسن بن محبوب: فعرضته على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فزادني فيه:
بِجَعْفَرٍ يا الله، بِمُوسى يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِمُحَمَّدٍ يا الله، بِعَلِيٍّ يا الله، بِالْحَسَنِ يا الله، بِحُجَّتِكَ وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ يا الله، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَخُذْ بِناصِيَةِ مَنْ أَخافَهُ(1668).
387) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء السفر
... اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ إِلّا أَعَنْتَني بِهِ عَلى جَميعِ اُمُوري، وَكَفَيْتَني بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُوذٍ وَطاغٍ وَباغٍ، وَأَعَنْتَني بِهِ، فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودي، وَكَفَيْتَني كُلَّ عَدُوٍّ وهَمٍّ وَغَمٍّ وَدَيْنٍ وَضَيْقٍ وَمَخُوفٍ وَمَحْذُورٍ، وَلِوَلَدي(1669) وَلِجَميعِ أَهْلي وَإِخْواني، وَمَنْ يُعْنيني أَمْرُهُ وَخاصَّتي، آمينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَحَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ(1670).
388) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل
يا وَصِيَّ الْحَسَنِ، وَالْخَلَفِ الْحُجَّةِ، أَيُّهَا الْقائِمُ الْمُنْتَظَرُ، يا بن رَسُولِ الله، يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا، إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ الله، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله(1671).
389) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
وَأَسْأَلُكَ اللّهم بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى عِبادِكَ، وَبَقِيَّتِكَ في أَرْضِكَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، بَقِيِّةِ آبائِهِ الطَّاهِرينَ، وَوارِثِ أَسْلافِهِ الصَّالِحينَ صاحِبِ الزَّمانِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْكِرامِ الْمُتَقَدِّمينَ الْأَخْيارِ إِلّا تَدارَكْتَني بِهِ، وَنَجَّيْتَني مِنْ كُلِّ كَرْبٍ وَهَمٍّ وَحُزْنٍ وَحَفِظْتَ عَلَيَّ قَديمَ إِحْسانِكَ إِلَيَّ وَحَديثَهُ، وَأَدْرَرْتَ عَلَيَّ جَميعَ عَوائِدِكَ عِنْدي.
يا رَبِّ أَعِنّي بِهِ، وَنَجِّني مِنَ الْمَخافَةِ، وَمِنْ كُلِّ شِدَّةٍ وَعَظيمَةٍ، وَهَوْلٍ وَنازِلَةٍ، وَغَمٍّ وَدَيْنٍ، وَمَرَضٍ وَسُقْمٍ، وَآفَةٍ وَظُلْمٍ، وَجَوْرٍ وَفِتْنَةٍ، في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، بِمَنِّكَ وَرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَكَرَمِكَ وَتَفَضُّلِكَ وَتَعَطُّفِكَ.
يا كافِيَ إِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ نُمْرُودَ، وَيا كافِيَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ فِرْعَوْنَ، وَيا كافِيَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) ما أَهَمَّهُ يَوْمَ الْأَحْزابِ، وَيا كافِيَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ ما أَهَمَّهُ يَوْمَ صِفَّيْنِ.
يا كافِيَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الْحَرَّةِ(1672)، وَيا كافِيَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ أَبَا الدَّوانيقِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِني ما أَهَمَّني في دارِ الدُّنْيا وَكُلَّ هَوْلٍ دُونَ الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا قاضِيَ الْحَوائِجِ، يا وَهَّابَ الرَّغائِبِ(1673)، يا مُعْطِيَ الْجَزيلِ، يا فَكَّاكَ الْعُتاةِ.
اللّهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قادِرٌ عَلى قَضاءِ حَوائِجي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَاقْضِ يا الله حَوائِجَ أَهْلِ مُحَمَّدٍ.
وَاقْضِ لي يا رَبِّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ حَوائِجِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ صَغيرَها وَكَبيرَها، في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، وَتَمِّمْ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وَهَنِّئْنا بِهِمْ كَرامَتَكَ، وَأَلْبِسْنا بِهِمْ عافِيَتَكَ(1674).
390) توسّل آخر به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بهم (عليهم السلام)
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ إِلّا أَعَنْتَني بِهِ عَلى جَميعِ اُمُوري، وَكَفَيْتَني بِهِ مَؤُنَةَ كُلِّ مُوذٍ وَطاغٍ وَباغٍ، وَأَعَنْتَني بِهِ، فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودي، وَكَفَيْتَني كُلَّ عَدُوٍّ وَهَمٍّ وَغَمٍّ وَدَيْنٍ وَوُلْدي وَجَميعَ أَهْلي وَإِخْواني وَمَنْ يُعْنيني أَمْرُهُ وَخاصَّتي، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1675).
391) التوسّل به صلوات الله عليه في دعاء التوسّل بالقرآن
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ الْمُصْطَفى، وَبِحَقِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضى، وَبِحَقِّ الزَّهْراءِ مَرْيَمِ الْكُبْرى، سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ.
وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّ الْهُدى، وَرَضيعَيْ ثَدْيِ التُّقى، وَبِحَقِّ زَيْنِ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرينَ، وَبِحَقِّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَالْخَلَفِ مِنْ آلِ يس.
وَبِحَقِّ الرَّاضي مِنَ الْمَرْضِيّينَ، وَبِحَقِّ الْخَيِّرِ مِنَ الْخَيِّرينَ، وَبِحَقِّ الصَّابِرِ مِنَ الصَّابِرينَ، وَبِحَقِّ التَّقِيِّ وَالسَّجَّادِ الْأَصْغَرِ، وَبِبُكائِهِ(1676) لَيْلَةَ الْمَقامِ بِالسَّهَرِ، وَبِحَقِّ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَالرُّوحِ الطَّيِّبَةِ، سَمِىِّ نَبِيِّكَ، وَالْمُظْهِرِ لِدينِكَ.
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ، وَحُرْمَتِهِمْ عَلَيْكَ، إِلّا قَضَيْتَ بِهِمْ حَوائِجي(1677).
392) التوسّل به صلوات الله عليه في الدعاء في ليالي شهر رمضان
... يا سَيِّدي فَبِمَنْ أَعُوذُ وَبِمَنْ أَلُوذُ كُلُّ مَنْ أَتَيْتُهُ بِحاجَةٍ، وَسَأَلْتُهُ فائِدَةً، فَإِلَيْكَ يُرْشِدُني، وَعَلَيْكَ يَدُلُّني، وَفيما عِنْدَكَ يُرَغِّبُني.
فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ بِالْحَقِّ، صَلَواتُكَ يا رَبِّ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، فَإِنَّ لَهُمْ عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا.
وتسأل حوائجك للدّنيا والآخرة، فإنّها تقضى إن شاء الله تعالى(1678).

(15) - في الأدعية الواردة حول ظهوره صلوات الله عليه في الزيارات

393) الإقرار بالظهور والرجعة في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
... أَتَيْتُكَ انْقِطاعاً إِلَيْكَ، وَإِلى وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى الْحَقِّ، فَقَلْبي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يُحْيِيَ الله بِكُمْ دينَهُ وَيَرُدَّكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ.
إِنّي مِنَ الْمُؤْمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ، لا مُنْكِرَ للهِ قُدْرَةً، وَلا مُكَذِّبَ مِنْهُ مَشِيَّةً، أَتَيْتُكَ بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي وَمالي وَنَفْسي زائِراً وَمُتَقَرِّباً إِلَى الله بِزِيارَتِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَيْكَ بِكَ(1679).
394) الإقرار بالظهور في زيارة اُخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام)
... يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، يا حَسَنُ يا حُسَيْنُ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يا مَوالِيَّ الطَّاهِرينَ، يا ذَوِي النُّهى وَالتُّقى، يا أَنْوارَ الله في أَرْضِهِ الَّتي لا تُطْفى، يا عُيُونَ الله في خَلْقِهِ، أَنَا مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ، مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ، إِلَيْكُمْ لا إِلى عَدُوِّكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ وَبِما اُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَأَبْرَءُ إِلَى الله مِنْ عَدُوِّكُمْ(1680).
395) الإقرار بالرجعة في زيارة اُخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْكَرَّةِ وَالرَّجْعَةِ، وإِمامَ الْخَلْقِ، وَوَلِيَّ الدَّعْوَةِ، وَمَنْطِقَ الْبَرايا، وَمِحْنَةَ الْاُمَّةِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُثْبِتَ التَّوْحيدِ بِالشَّرْحِ وَالتَّجْريدِ، وَمُقَرِّرَ التَّمْجيدِ بِالْبَيانِ وَالتَّأْكيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سامِعَ الْأَصْواتِ وَمُبَيِّنَ الدَّعَواتِ، وَمُجْزِلَ الْكَراماتِ بِجَزيلِ الْعَطِيَّاتِ(1681).
396) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
... إِنّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَمَوْلاكَ وَابْنُ مَوْلاكَ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكَ وَعَلانِيَتِكَ، كافِرٌ بِمَنْ أَنْكَرَ فَضْلَكَ، وَجَحَدَ حَقَّكَ، مُوالٍ لِأَوْلِيائِكَ، مُعادٍ لأعدائِكَ، عارِفٌ بِحَقِّكَ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكَ، مُوقِنٌ بِآياتِكَ، مُؤْمِنٌ بِرَجْعَتِكَ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكَ، مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكَ، آخِذٌ بِقَوْلِكَ، عامِلٌ بِأَمْرِكَ، مُسْتَجيرٌ بِكَ، مُفَوِّضٌ أَمْري إِلَيْكَ، مُتَوَكِّلٌ فيهِ عَلَيْكَ، زائِرٌ لَكَ.
لائِذٌ بِبابِكَ الَّذي فيهِ غِبْتَ، وَمِنْهُ تَظْهَرُ حَتَّى تُمَكِّنَ دينَهُ الَّذِي ارْتَضى، وَتُبَدِّلَ بَعْدَ الْخَوْفِ أَمْناً، وَتَعْبُدَ الْمَوْلى حَقّاً، ولا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَيَصيرَ الدّينُ كُلُّهُ لله، «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها»(1682)، وَوُضِعَ الْكِتابُ، وَجيء بِالنَّبِيّينَ وَالشُّهَداءِ، وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
فَعِنْدَها يَفُوزُ الْفائِزُونَ بِمَحَبَّتِكَ، وَيَأْمَنُ الْمُتَّكِلُونَ عَلَيْكَ، وَيَهْتَدِي الْمُلْتَجِئُونَ إِلَيْكَ، وَيَرْشِدُ الْمُعْتَصِمُونَ بِكَ، وَيَسْعَدُ الْمُقِرُّونَ بِفَضْلِكَ، وَيُشَرَّفُ الْمُؤْمِنُونَ بِأَيَّامِكَ، وَيَحْظِى الْمُوقِنُونَ بِنُورِكَ، وَيُكَرَّمُ الْمُزْلِفُونَ لَدَيْكَ، وَيَتَمَكَّنُ الْمُتَّقُونَ مِنْ أَرْضِكَ، وَتَقِرُّ الْعُيُونُ بِرُؤْيَتِكَ، وَيُجَلَّلُ بِالْكِرامَةِ شيعَتُكَ، وَيَشْمِلُهُمْ بَهاءُ زُلْفَتِكَ.
وَتَقْعَدُهُمْ في حِجابِ عِزِّكَ وَسُرادِقِ مَجْدِكَ، في نَعيمٍ مُقيمٍ، وَعَيْشٍ سَليمٍ، و«سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَماءٍ مَسْكُوبٍ»(1683)، وَنَجِدُ ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقّاً وَصِدْقاً، وَنُنادي هَلْ وَجَدْتُمْ ما سَوَّلَ لَكُمُ الشَّيْطانُ حَقّاً، تَكْثُرُ الْحيرَةُ وَالْفِظاظَةُ وَالْعَثْرَةُ وَالْحَميقَةُ، وَيُقالُ «يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ الله وإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرينَ»(1684).(1685)
397) ذكره صلوات الله عليه في إحدى زيارات أمير المؤمنين (عليه السلام)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ الْهادي الْمَهْدِيِّ حُجَّة الله عَلَى الْعالَمينَ(1686).
398) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في وداع أمير المؤمنين (عليه السلام)
اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ بِأَمْرِ الله، اَلْمُنْتَقِمِ مِنْ أَعْدائِهِ، اَلسَّلامُ عَلى سَمِيِّ رَسُولِ الله، وَمُظْهِرِ دينِ الله، سَلاماً واصِلاً دائِماً سَرْمَداً لَا انْقِطاعَ لَهُ(1687).
399) التوسّل به صلوات الله عليه في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
وَبِالْخَلَفِ الْحُجَّةِ صاحِبِ الْأَمْرِ، مُظْهِرِ الْبَراهينَ، أَنْ تَكْشِفَ ما بي مِنَ الْهُمُومِ وَتَكْفِيَني شَرَّ الْبَلاءِ الْمَحْتُومِ، وَتُجيرَني مِنَ النَّارِ ذاتِ السُّمُومِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1688).
400) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
... وَصَلِّ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. اللّهم أَحْيِ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْأَرْضَ، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
وَاجْعَلْنا مِنْ أَعْوانِهِ وَأَشْياعِهِ، وَالْمَقْبُولينَ في زُمْرَةِ أَوْلِيائِهِ يا رَبَّ الْعالَمينَ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، اَلَّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً(1689).
401) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الروضة
تقف في الموضع المذكور وتقول:
اَلسَّلامُ عَلَى الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ، وَالصِّدّيقَةِ الْمَعْصُومَةِ، وَالْبِرَّةِ التَّقِيَّةِ، سَليلَةِ الْمُصْطَفى، وَحَليلَةِ الْمُرْتَضى، اُمِّ الْأَئِمَّةِ النُّجَباءِ.
اللّهم إِنَّها خَرَجَتْ مِنْ دُنْياها مَظْلُومَةً مَغْشُومَةً، قَدْ مُلِئَتْ داءً وَحَسْرَةً وَكَمَداً وَغُصَّةً، تَشْكُو إِلَيْكَ وإِلى أَبيها ما فُعِلَ بِها. اللّهم انْتَقِمْ لَها، وَخُذْ لَها بِحَقِّها(1690).
أقول: وتدلّ هذه الزيارة على أنّ قبر اُمّ الأئمّة (عليهم السلام) فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الروضة الشريفة.
402) الشهادة بظهوره صلوات الله عليه في التسليم على سيّد الشهداء (عليه السلام)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عبد الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين، أَشْهَدُ مُوقِناً أَنَّكَ أَمينُ الله وَابْنُ أَمينِهِ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَمَضَيْتَ شَهيداً.
وَأَشْهَدُ أَنَّ الله تَعالى الطَّالِبُ بِثارِكَ، وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْييدِ في هَلاكِ عَدُوِّكَ، وَإِظْهارِ دَعْوَتِكَ(1691).
403) التوسّل به صلوات الله عليه في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، وَبِحَقِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ نَبِيِّكَ أمير المؤمنين عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَبِحَقِّ الزَّهْراءِ فاطِمَةَ الْكُبْرى، سَيِّدَةِ النِّساءِ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّ الْهُدى، وَرَضيعَيِ النَّدا(1692)، وَبِحَقِّ عَلِيٍّ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَقُرَّةِ عَيْنِ النَّاظِرينَ.
وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَبِحَقِّ الْخَلَفِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ مِنَ الصَّادِقينَ، وَبِحَقِّ مُوسى الصَّالِحِ مِنَ الصَّالِحينَ، وَبِحَقِّ عَلِيٍّ الرِّضا مِنَ الرَّاضينَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْخَيِّرِ مِنَ الْخَيِّرينَ، وَبِحَقِّ الصَّابِرِ عَلِيٍّ الشَّكُورِ مِنَ الصَّابِرينَ.
وَبِحَقِّ الْحَسَنِ التَّقِيِّ مِنَ الْمُتَّقينَ (التَّقِيّينَ)، وَالسَّجَّادِ الثَّاني، وَمُكابِدِ لَيْلَةِ التِّمامِ(1693) بِالسَّهَرِ، وَبِحَقِّ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، وَالرُّوحِ الطَّيِّبَةِ، وَالْخَلَفِ الصَّادِقِ، وَحُجَّتِكَ وَبَيِّنَتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَمَنْ هُمْ بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ مُخاصِمُونَ، سَمِيِّ نَبِيِّكَ، وَمُظْهِرِ دينِكَ، وَالنَّاصِرِ لِأَوْلِيائِكَ، وَالْقاطِعِ لِأَعْدائِكَ في عِبادِكَ وَبِلادِكَ(1694).
404) ذكر انتقامه صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
... أَشْهَدُ أَنَّكَ صادِقٌ صِدّيقٌ، صَدَقْتَ فيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ، وَصَدَقْتَ فيما أَتَيْتَ بِهِ، وَأَنَّكَ ثارُ(1695) الله فِي الْأَرْضِ مِنَ الدَّمِ الَّذي لا يُدْرَكُ ثارُهُ مِنَ الْأَرْضِ إِلّا بِأَوْلِيائِكَ(1696).
405) ذكر الوعد بالنصر والفتح في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
... أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ الله الْوَعْدَ الصَّادِقَ في هَلاكِ أَعْدائِكَ، وَتَمامَ مَوعِدِ الله إِيَّاكَ، أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ تَبَعَكَ الصَّادِقُونَ الَّذينَ قالَ الله تَبارَكَ وَتَعالى فيهِمْ (عليهم السلام) «أُولئِكَ هُمُ الصِّدّيقُونَ وَالشُّهَداءَ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ»(1697).(1698)
406) البشارة بالظهور في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
... فَقَلْبي لَكَ مُسَلِّمٌ، وَرَأْيي لَكَ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكَ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله بِدينِهِ وَيَبْعَثَكُمْ(1699).
407) دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، اَلَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
... اللّهم أَتْمِمْ بِهِمْ كَلِماتِكَ، وَأَنْجِزْ بِهِمْ وَعْدَكَ، وَأَهْلِكْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَجْمَعينَ(1700).
408) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ وَاُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَميعَ خَلْقِكَ أَ نَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ رَبّي، وَالْإِسْلامُ ديني، وَمُحَمَّدٌ نَبِيّي، وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُوسى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْخَلَفُ الْباقي، عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَواتِ أَئِمَّتي، بِهِمْ أَتَوَلّي، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَبَرَّءُ.
اللّهم إِنّي اُنْشِدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ - ثلاثاً -. اللّهم إِنّي اُنْشِدُكَ بِإيوائِكَ عَلى نَفْسِكَ لِأَوْلِيائِكَ لَتُظْفِرَنَّهُمْ بِعَدُوِّكَ وَعَدوِّهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ. اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ - ثلاثاً -(1701).
409) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم فَصَلِّ عَلى سَيِّدي وَمَوْلايَ صَلاةً تُرْفَعَ بِها ذِكْرَهُ، وَتُظْهِرَ بِها أَمْرَهُ وَتُعَجِّلَ بِها نَصْرَهُ(1702).
410) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى أَئِمَّتِنا أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ. اللّهم وَاسْتَخْلِفْهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَمَكِّنْ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَيْتَ لِنَفْسِكَ حَتَّى لا تُدانَ إِلّا بِهِ، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثيراً، وَنُذَكِّرَكَ كَثيراً(1703).
411) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ، اُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَيْنِ، إِنْتَقِمْ لِلْحُسَيْنِ. اللّهم وَمَنْ أَعانَ عَلى قَتْلِهِ، أَوْ رَضِيَ بِقَتْلِهِ، فَالْعَنْهُ إِلهَ الْحَقِّ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ(1704).
412) الدعاء للظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات لسيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلَى القائِمِ بِالْحَقِّ، اَلْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ وَابْنِ وَصِيِّ رَسُولِكَ، اَلَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلى خَلْقِهِ، وَالْمُوَلَّى لِأَمْرِهِ وَالْمُؤْتَمَنَ عَلى سِرِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْدِيِّ الَّذي وَعَدَ الله تَعالَى الْاُمَمَ، أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعْثَ، وَيَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَأَنْ يُمَكِّنَ لَهُ وَبِهِ، وَيُنْجِزَ وَعْدَهُ لِلْمُؤْمِنينَ الَّذينَ يَسْتَخْلِفُهُمْ فيها حَتَّى يَعْبُدُوهُ بَعْدَ الْخَوْفِ آمِنينَ، وَبَعْدَ الرَّجاءِ مُتَيَقِّنينَ، لا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً.
وَالسَّلامُ عَلى مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوَّلِ خَلْقِ الله وَآخِرِهِ مِنْ رُسُلِهِ وَحُجَجِهِ وَالْعالِمينَ مِنْ خَلْقِهِ، وَمَلائِكَتِهِ وَعِبادِهِ الْمُصْطَفينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1705).
413) الدعاء للرجعة في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
... اللّهم تَوَفَّني مُسْلِماً، وَاجْعَلْ لي قَدَماً مَعَ الْباقينَ الْوارِثينَ، اَلَّذينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ(1706).
414) الشهادة بالرجعة والانتقام في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
... أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ الله الْوَعْدَ الْحَقَّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمامَ مَوْعِدِهِ إِيَّاكَ، أَشْهَدُ أَنَّهُ قاتِلٌ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ، كَما قالَ الله «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ»(1707).(1708)
415) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
... وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله بِدينِهِ وَيَبْعَثَكُمْ، وَاُشْهِدُ الله أَنَّكُمُ الْحُجَّةُ وَبِكُمْ تُرْجَى الرَّحْمَةُ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنّي بِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، لا اُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً، وَلا اُكَذِّبُ مِنْهُ بِمَشِيَّةٍ(1709).
416) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى لسيّد الشهداء (عليه السلام)
... جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكَ وَإِلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ، اَلْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الْحَقِّ، فَقَلْبي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكَ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ لِدينِهِ وَيَبْعَثَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنّي مِنَ الْمُؤْمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ، لا اُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً، وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً، وَلا أَزْعَمُ أَنَّ ما شاءَ لا يَكُونُ(1710).
417) الدعاء للفرج في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم أَتْمِمْ بِهِ كَلِماتِكَ، وَأَنْجِزْ بِهِ وَعْدَكَ، وَأَهْلِكْ بِهِ عَدُوَّكَ، وَاكْتُبْنا في أَوْلِيائِهِ وَأَحِبَّائِهِ. اللّهم اجْعَلْنا لَهُ شيعَةً، وَأَنْصاراً وَأَعْواناً عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، وَما وَكَّلْتَهُ بِهِ وَاسْتَخْلَفْتَهُ عَلَيْهِ، يا رَبَّ الْعالَمينَ(1711).
أقول: اللّهم أتمم به... أي بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي الزيارة تصريح بذلك.
418) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ. اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، اُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَيْنِ. اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِيَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ. اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ خالَفَ الْحُسَيْنَ. اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ(1712).
419) الإقرار بالرجعة في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام)
... فَاُشْهِدُ الله وَاُشْهِدُكُمْ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي، وَشَرايِعِ ديني، وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلَبي وَمَثْوايَ(1713).
420) الدعاء للرجعة في زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)
اللّهم إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْفَعَنا بِحُبِّهِ. اللّهم ابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ بِهِ دينَكَ، وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ، وَتُبيرُ(1714) بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لِآلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ، وَأَنْتَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ شُهَداءٌ نُجَباءٌ، جاهَدْتُمْ في سَبيلِ الله، وَقُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَابْنِ رَسُولِهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أَنْتُمُ السَّابِقُونَ وَالْمُهاجِرُونَ وَالْأَنْصارُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصارُ الله وَأَنْصارُ رَسُولِهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَسَلَّمَ تَسْليماً، فَالْحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأَراكُمْ ما تُحِبُّونَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1715).
421) ذكره صلوات الله عليه في زيارة يوم عرفة
الله أَكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ الله بُكْرَةً وَأَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ.
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ(1716).
422) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى زيارات يوم عاشوراء
اللّهم إِنّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ، وَقَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَتَوَجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لِتَقْضِيَ عَنّي مُفْتَرَضي وَديْني، وَتُفَرِّجَ غَمّي، وَتَجْعَلَ فَرَجي مَوْصُولاً بِفَرَجِهِمْ(1717).
423) ذكره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات في يوم عاشوراء
اَلسَّلامُ عَلى أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ الزَّكِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الرِّضا عَلِيِّ بْنِ مُوسى.
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْقائِمِ بِحَقِّ الله، وَحُجَّةِ الله في أَرْضِهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الرَّاشِدينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً(1718).
424) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات في يوم عاشوراء
اللّهم وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمُنافِقينَ الْمُضِلّينَ الْكَفَرَةِ الْجاحِدينَ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسيراً، وَأَتِحْ لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَريباً، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطاناً نَصيراً(1719).
425) الدعاء للانتقام من الأعداء في إحدى زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء
اللّهم اجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبينَ بِثارِهِ، مَعَ إِمامِ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ يا رَبَّ الْعالَمينَ(1720).
426) الشهادة بالظهور والرجعة في زيارة الأربعين
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمينُ الله وَابْنُ أَمينِهِ، عِشْتَ سَعيداً، وَمَضَيْتَ حَميداً، وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً.
وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكَ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
اللّهم إِنّي اُشْهِدُكَ أَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ، بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي يا بن رَسُولِ الله، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الطَّاهِرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلَيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيابِها.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقَلِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادي الْمَهْدِيُّ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْري لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَأْذَنَ الله لَكُمْ.
فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَشاهِدِكُمْ وَغائبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، آمينَ رَبَّ الْعالَمين(1721).
427) الدعاء لأوليائه صلوات الله عليه في زيارة أربعين
... اللّهم صَلِّ عَلَى الْأَبْدالِ وَالْأَوْتادِ، وَالسُّيَّاحِ وَالْعُبَّادِ، وَالْمُخْلِصينَ وَالزُّهَّادِ، وَأَهْلِ الْجِدِّ وَالاِجْتِهادِ(1722).
428) الدعاء لفرجه صلوات الله عليه في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر جمادي الاُولى
ثمّ انكبّ على القبر وقل: اللّهم رَبَّ الْحُسَيْنِ، إِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ، وَاطْلُبْ بِثارِهِ. اللّهم انْتَقِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُ، وَأَعانَ عَلَيْهِ(1723).
429) الشهادة بالظهور والرجعة في زيارة مولانا أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
... أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ، [ثارَ] ما وَعَدَكُمْ(1724)، جِئْتُكَ يا بن أمير المؤمنين وافِداً إِلَيْكُمْ، وَقَلْبي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَتابِعٌ، وَأَنَا لَكُمْ تابِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَحْكُمَ الله بِأَمْرِهِ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنّي بِكُمْ وَبِإِيابِكُمْ(1725) مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافِرينَ، قَتَلَ(1726) الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدي وَالْأَلْسُنِ(1727).
430) البشارة بانتقامه صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ(1728)، أَنْتُمْ لَنا فَرْطٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَأَنْصارٌ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ الله الَّذي لا خُلْفَ لَهُ، وَأَنَّ الله مُدْرِكٌ بِكُمْ ثارَكُمْ، وَأَنْتُمْ سادَةُ الشُّهَداءِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ(1729).
431) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
صَلَّى الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، أَبْشِرُوا بِمَوعِدِ الله الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَلا تَبْديلَ، إِنَّ الله لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ، وَالله مُدْرِكٌ بِكُمْ ثارَ ما وَعَدَكُمْ(1730).
432) ذكر ظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى للشهداء
... صَلَّى الله عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ وَسَلَّمَ تَسْليماً. أَبْشِرُوا رِضْوانَ الله عَلَيْكُمْ بِوَعْدِ(1731) الله الَّذي لا خُلْفَ لَهُ، الله تَعالى مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ، إِنَّهُ(1732) لا يُخْلِفُ الْميعادَ(1733).
433) الشهادة بالرجعة والظهور في زيارة الشهداء
... فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ(1734)، حَتَّى لَقيتُمُ الله عَلى سَبيلِ الْحَقِّ وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ الله التَّامَّةِ، صَلَّى الله عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ، وَسَلَّمَ تَسْليماً، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ الله الَّذي لا خُلْفَ لَهُ، إِنَّهُ لا يُخْلِفُ الْميعادَ، الله مُدْرِكٌ لَكُمْ، ثارَ ما وَعَدَكُمْ(1735).
434) الشهادة بالقيام والانتقام في زيارة الشهداء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ الله، وَأَنْصارَ رَسُولِهِ، وَأَنْصارَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَنْصارَ ابْنِ رَسُولِهِ، وَأَنْصارَ دينِهِ.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصارُ الله، كَما قالَ الله (عزَّ وجلَّ) «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ في سَبيلِ الله وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا»(1736) فَما ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ، حَتَّى لَقيتُمُ الله عَلى سَبيلِ الْحَقِّ، صَلَّى الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ الله الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَلا تَبْديلَ إِنَّ الله لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ، وَالله مُدْرِكٌ بِكُمْ ثارَ ما وَعْدَكُمْ(1737).(1738)
435) إظهار التهيّأ لنصرته صلوات الله عليه في زيارة الشهداء
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَدْرَكَتْ نُصْرَتَكَ (يَدي، فَها أَنَا ذا) وافِدٌ إِلَيْكَ بِبَصَري، قَدْ أَجابَكَ قَلْبي وَسَمْعي وَبَصَري وَبَدَني وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَكَ، وَلِلْخَلَفِ الْباقي مِنْ بَعْدِكَ، وَالْأَدِلّاءِ عَلَى الله مِنْ وُلْدِكَ، فَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله بِأَمْرِهِ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ(1739).
436) الدعاء للفرج في زيارة مسلم (عليه السلام)
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ(1740) مَظْلُوماً، وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُمْ، مُسَلِّماً لَكُمْ، تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدي وَالْأَلْسُنِ(1741).
437) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ، وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَظْهِرْ حُجَّتَهُ بِوَلِيِّكَ، وَأَحْيِ سُنَّتَهُ بِظُهُورِهِ، حَتَّى يَسْتَقيمَ بِظُهُورِهِ جَميعَ عِبادِكَ وَبِلادِكَ، وَلا يَسْتَخْفِيَ أَحَدٌ بِشيء مِنَ الْحَقِّ.
اللّهم إِنّي أَرْغَبُ إِلَيْهِ في دَوْلَتِهِ الشَّريفَةِ الْكَريمَةِ، اَلَّتي تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتَذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنا فيها مِنَ الدَّاعينَ إِلى طاعَتِكَ، وَالْفائِزينَ في سَبيلِكَ، وَارْزُقْنا كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
اللّهم ما أَنْكَرْنا مِنَ الْحَقِّ فَعَرِّفْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ لَنا جَميعَ ما دَعَوْناكَ، وَأَعْطِنا جَميعَ ما سَأَلْناكَ، وَاجْعَلْنا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَاغْفِرْ لَنا يا خَيْرَ الْغافِرينَ، وَافْعَلْ بِنا وَبِالْمُؤْمِنينَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1742).
438) الدعاء للفرج في زيارة مولانا عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ، وَالْقائِمِ في خَلْقِكَ، صَلاةً نامِيَةً(1743) باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ، وَتَنْصُرُهُ بِها، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ(1744).
439) ما ورد له صلوات الله عليه في زيارة سيّدتنا فاطمة المعصومة (عليها السلام)
اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ. اللّهم صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ، وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ، وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ(1745).
440) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سيّدتنا فاطمة المعصومة (عليها السلام)
أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ(1746).
441) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمام الجواد (عليه السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ(1747).
442) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة الإمام الهادي (عليه السلام)
... وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ أمير المؤمنين عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الْباقي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ، وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدينِكَ، وَتَجْعَلَني في جُمْلَةِ النَّاجينَ بِهِ، وَالْمُخْلِصينَ في طاعَتِهِ.
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لي دَعْوَتي، وَقَضَيْتَ حاجَتي، وَأَعْطَيْتَني سُؤْلي وَاُمْنِيَّتي، وَكَفَيْتَني ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1748).
443) الدعاء للانتقام من ظالمي اُمّه فاطمة الزهراء (عليها السلام) في زيارة الإمام عليّ الهادي (عليه السلام)
اللّهم فَتَكَفَّلْ لَها عَنْ مَكانِ دارِ الْفَناءِ في دارِ الْبَقاءِ، بِأَنْفُسِ الْأَعْواضِ وَأَنِلْها مِمَّنْ عانَدَها نَهايَةَ الْآمالِ، وَغايَةَ الْأَغْراضِ، حَتَّى لا يَبْقى لَها وَلِيٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إِلّا وَهُوَ راضٍ، إِنَّكَ أَعَزُّ مَنْ أَجابَ الْمَظْلُومينَ، وأَعْدَلُ قاضٍ. اللّهم أَلْحِقْها فِي الْإِكْرامِ بِبَعْلِها وَأَبيها، وَخُذْ لَهَا الْحَقَّ مِنْ ظالِميها(1749).
444) ذكره صلوات الله عليه في زيارة الإمام عليّ الهادي (عليه السلام)
... وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَمَنِ، وَصِيِّ الْأَوْصِياءِ، وَبَقِيَّةِ الْأَنْبِياءِ، اَلْمُسْتَتِرِ عَنْ خَلْقِكَ، وَالْمُؤَمَّلِ لِإِظْهارِ حَقِّكَ، اَلْمَهْدِيِّ الْمُنْتَظَرِ، وَالْقائِمِ الَّذي بِهِ تَنْتَصِرُ(1750).
445) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُخرى للإمام الهادي (عليه السلام)
اللّهم أَنْجِزْ لَهُمْ وَعْدَكَ، وَطَهِّرْ بِسَيْفِ قائِمِهِمْ أَرْضَكَ، وَأَقِمْ بِهِ حُدُودَكَ الْمُعَطَّلَةَ، وَأَحْكامَكَ الْمُهْمَلَةَ وَالْمُبَدَّلَةَ، وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيْتَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُتَفَرَّقَةَ، وَأَجْلِ بِهِ صَدَى الْجَوْرِ عَنْ طَريقَتِكَ، حَتَّى يَظْهَرَ الْحَقَّ عَلى يَدَيْهِ في أَحْسَنِ صُورَتِهِ، وَيَهْلِكَ الْباطِلَ وَأَهْلَهُ بِنُورِ دَوْلَتِهِ، وَلا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَظْهِرْ فَلَجَهُمْ، وَاسْلُكْ بِنا مَنْهَجَهُمْ، وَأَمِتْنا عَلى وِلايَتِهِمْ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِمْ وَتَحْتَ لِوائِهِمْ، وأَوْرِدْنا حَوْضَهُمْ، وَاسْقِنا بِكَأْسِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ، وَلا تَحْرِمْنا شَفاعَتَهُمْ، حَتَّى نَظْفَرَ بِعَفْوِكَ وَغُفْرانِكَ، وَنَصيرَ إِلى رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، إِلهَ الْحَقِّ رَبِّ الْعالَمينَ(1751).
446) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة العسكريّين (عليهما السلام)
اللّهم ارْزُقْني حُبَّهُما، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِما. اللّهم الْعَنْ ظالِمي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ، وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ. اللّهم الْعَنِ الْأَوَّلينَ مِنْهُمْ وَالْآخِرينَ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، وَبَلِّغْهُمْ وَأَشْياعَهُمْ وَمُحِبّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ أَسْفَلَ دَرَكِ الْجَحيمِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ، وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(1752).
447) ذكره أرواحنا فداه في زيارة اُمّه (عليها السلام)
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْقائِمِ، وَعَلى وَلَدِكِ الْخَلَفِ الصَّالِحِ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1753).
448) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة اُمّه (عليها السلام)
اللّهم بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ لَهُمْ بِانتقامكَ مِنْ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يا إِلهَ الْعالَمينَ(1754).
449) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة سائر الأئمّة (عليهم السلام)
اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْعالِمِ، اَلْغائِبِ عَنِ الْأَبْصارِ، وَالْحاضِرِ فِي الْأَمْصارِ، وَالْغائِبِ عَنِ الْعُيُونِ، وَالْحاضِرِ فِي الْأَفْكارِ، بَقِيَّةِ الْأَخْيارِ، اَلْوارِثِ ذِي الْفِقارِ، اَلَّذي يَظْهَرُ في بَيْتِ الله الْحَرامِ ذِي الْأَسْتارِ، وَيُنادي بِشِعارِ يا ثاراتِ الْحُسَيْنِ، أَنَا الطَّالِبُ بِالْأَوْتارِ، أَنَا قاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ، اَلْقائِمُ الْمُنْتَظَرُ بْنُ الْحَسَنِ، عَلَيْهِ وَآلِهِ أَفْضَلُ السَّلامِ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، اَلذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُجاهِدينَ في سَبيلِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ(1755).
450) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في وداع مشاهد أهل البيت (عليهم السلام)
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما أَنْتَ وَهُمْ أَهْلُهُ، وَأَدْخِلْني في كُلِّ خَيْرٍ دَعَوْا إِلَيْهِ، وَدَلُّوا عَلَيْهِ، وَأَمَرُوا بِهِ، وَرَضُوا بِهِ قَوْلاً وَفِعْلاً.
وَنَجِّني بِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَأَخْرِجْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَأَعْصِمْني مِنْ كُلِّ ما نَهَوْا عَنْهُ وَأَنْكَرُوهُ، وَخَوَّفُوا مِنْهُ وَحَذَّرُوهُ.
وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَبَلِّغْ أَرْواحَهُمْ وَأَجْسادَهُمْ أَبَداً مِنِّي السَّلامُ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُمُ السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1756).
451) ذكره وزيارته صلوات الله عليه في زيارة الأئمّة (عليهم السلام)
اَلسَّلامُ وَالصَّلاةُ عَلَى الْإِمامِ الْخَلَفِ، اَلْقائِمِ بِالْحَقِّ، اِبْنِ أَفْضَلِ السَّلَفِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في عِبادِهِ، وَخَليفَتَهُ في بِلادِهِ، وَنُورَهُ في سَمائِهِ وَأَرْضِهِ، وَالدَّاعي إِلى سُنَّتِهِ وَفَرْضِهِ، مُبَدِّلَ الْجَوْرِ عَدْلاً، وَمُفْنِي الْكُفَّارِ قَتْلاً، وَدافِعَ الْباطِلِ بِظُهُورِهِ، وَمُظْهِرَ الْحَقِّ بِكَلامِهِ، وَمُعيشَ الْعِبادِ بِفَنائِهِ، اَلْإِمامَ الْمُنْتَظَرِ، وَالْعَدْلَ الْمُخْتَبَرِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمَهْدِيُّ، اَلثِّقَةُ النَّقِيُّ، وَقاتِلُ كُلِّ خَبْثٍ رَدِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ عَبْدِكَ، وَالْمُنْتَظِرِ لِظُهُورَ عَدْلِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، وَسَيِّدي وَابْنَ سادَتي، وَعَلى اُولي عَهْدِكَ، وَالْقَوَّامِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ أَجْمَعينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اللّهم صَلِّ عَلى إِمامِنا وَابْنِ أَئِمَّتِنا، وَسَيِّدِنا وَابْنِ سادَتِنا، اَلْوَصِيِّ الزَّكِيِّ التَّقِيِّ النَّقِيِّ، اَلْإِمامِ الْباقي، اِبْنِ الْماضي، حُجَّتِكَ فِي الْأَرْضِ عَلَى الْعِبادِ، وَغَيْبِكَ الْحافِظِ فِي الْبِلادِ، وَالسَّفيرِ فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْقائِمِ فيهِمْ بِحَقِّكَ، أَفْضَلَ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ بَرَكاتِكَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلَ الْمُعَجَّلِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَيِّدْهُ مِنْكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَاجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، وَاسْتَخْلِفْهُ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، وَمَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، وَأَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً.
وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً مُبيناً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلْطاناً نَصيراً، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، آمينَ حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقينَ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ أَفْضَلَ السَّلامِ وَأَطْيَبَهُ وَأَنْماهُ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ أَجْمَعينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ وَالصَّلاةُ عَلى وُلاةِ عَهْدِ الْحُجَّةِ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَالدُّعاةِ لَهُمْ، اَلسَّلامُ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ. اللّهم صَلِّ عَلَيْهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَأعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ مِنْ أَمْرِكَ إِلَيْهِمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً، وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً.
فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ وَخَزائِنُ عِلْمِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخُلَصاؤُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ أَصْفِيائِكَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1757).
452) الدعاء لدرك عصر الظهور في الوداع الجامع
وَجَعَلني في حِزْبِكُمْ، وَأَرْضاكُمْ عَنّي، وَمَكَّنَني في دَوْلَتِكُمْ، وَأَحْياني في رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَني في أَيَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيي بِكُمْ، وَغَفَرَ ذَنْبي بِشَفاعَتِكُمْ، وَأَقالَ عَثْرَتي بِمَحَبَّتِكُمْ، وَأَعْلى كَعْبي بِوِلايَتِكُمْ، وَشَرَّفَني بِطاعَتِكُمْ، وَأَعَزَّني بِهُداكُمْ(1758).
453) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في إحدى الزيارات الجامعة
وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ، وَإِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَحَشَرَنِيَ الله في زُمْرَتِكُمْ، وَأَوْرَدَني حَوْضَكُمْ وَجَعَلني مِنْ حِزْبِكُمْ، وَأَرْضاكُمْ عَنّي، وَمَكَّنَني في دَوْلَتِكُمْ، وَأَحْياني في رَجْعَتِكُمْ، وَملَّكَني في أَيَّامِكُمْ(1759).
454) ذكر السلام عليه صلوات الله عليه في زيارة جامعة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَّى الله عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ(1760).
455) الإقرار بالظهور والرجعة في نسخة ثانية للزيارة الجامعة
مُوقِنٌ بِإِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لِأَيَّامِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ(1761).
456) الإقرار بالظهور والرجعة في هذه الزيارة ثانياً
وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يُحْيِيَ الله دينَهُ بِكُمْ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ فَيَرُدَّكُمْ في أَيَّامِهِ، وَيُقيمَكُمْ لِخَلْقِهِ، ثُمَّ يُمَلِّكَكُمْ في أَرْضِهِ(1762).
457) دعاء آخر للظهور والرجعة في هذه الزيارة
وَجَعَلني مِنْ خِيارِ مَواليكُمْ، اَلتَّابِعينَ ما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، مِمَّنْ يَقْفُوا آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَيَقْتَدي(1763) بِهُداكُمْ، وَيَقْتَصُّ مِنْهاجَكُمْ، وَيَكُونُ مِنْ حِزْبِكُمْ، وَيَتَعَلَّقُ بِحُجْزَتِكُمْ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ في رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلِّكُ في دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرِّفُ في عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكِّنُ في أَيَّامِكُمْ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ(1764).
458) ذكره صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة السابعة
وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَّمَنِ، وَصِيِّ الْأَوْصِياءِ، وَبَقِيَّةِ الْأَنْبِياءِ، اَلْمُسْتَتِرِ عَنْ خَلْقِكَ، وَالْمُؤَمَّلِ لِإِظْهارِ حَقِّكَ، اَلْمَهْدِيِّ الْمُنْتَظَرِ، وَالْقائِمِ الَّذي بِهِ تَنْتَصِرُ(1765).
459) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة السابعة
اللّهم أَنْجِزْ لَهُمْ وَعْدَكَ، وَطَهِّرْ بِسَيْفِ قائِمِهِمْ أَرْضَكَ، وَأَقِمْ بِهِ حُدُودَكَ الْمُعَطَّلَةِ، وَأَحْكامَكَ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُبَدَّلَةِ، وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةِ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُتَفَرَّقَةِ، وَأَجْلِ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَريقَتِكَ، حَتَّى يَظْهَرَ الْحَقَّ عَلى يَدَيْهِ في أَحْسَنِ صُورَتِهِ، وَيَهْلِكَ الْباطِلَ وَأَهْلَهُ بِنُورِ دَوْلَتِهِ، وَلا يَسْتَخْفِيَ لِشيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللّهم عَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَظْهِرْ فَلَجَهُمْ، وَاسْلُكْ بِنا مَنْهَجَهُمْ، وَأَمِتْنا عَلى وِلايَتِهِمْ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِمْ وَتَحْتَ لِوائِهِمْ(1766).
460) التوسّل به صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة الثانية عشرة
اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ الله عَلَى الْإِنْسِ وَالْجانِّ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ وَعَدَهُ الله بِالنَّصْرِ وَالْإِمْكانِ، اَلسَّلامُ عَلى مُظْهِرِ الْعَدْلِ وَالْإيمانِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بِهِ يُعْبَدُ الرَّحْمانُ في كُلِّ مَكانٍ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بِهِ يَظْهَرُ الله دينَهُ عَلَى الْأَدْيانِ، اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا وَسَيِّدِنا، اَلْإِمامِ الْقائِمِ بِأَمْرِ الله، صاحِبِ الزَّمانِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الطَّيِّبينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْاُسْرَةِ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نَصَّ الله عَلى إِمامَتِهِمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ الله وَأَنْصارِهِ وَظِلالِ الله وَأَنْوارِهِ، وَخُلَفاءِ الله وَاُمَرائِهِ، لَأَبْذُلَنَّ لَكُمْ يا سادَتي مَوَدَّتي وَمَحَبَّتي وَمُواساتي، فَإِنَّها مَذْخُورَةٌ لَكُمْ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ.
فَإِنْ أَمَرْتُمُوني يا سادَتي أَطَعْتُ، وَإِنْ نَهَيْتُمُوني يا قادَتِي انْتَهَيْتُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرْتُمُوني يا حُماتي نَصَرْتُ، فَلا مَذْهَبَ لي عَنْكُمْ، وَلابُدَّ لي مِنْكُمْ، وَلا وَفادَةَ لي إِلّا إِلَيْكُمْ، لِأَنَّكُمْ أَوْجُهُ الله الْحاضِرَةُ، وَعُيُونُهُ النَّاظِرَةُ، وَأَياديهِ الْباسِطَةُ، مُسَلَّمٌ إِلَيْكُمْ سُلْطانُ الدُّنْيا وَمَمْلَكَةُ الْآخِرَةِ(1767).
461) ذكر السلام عليه صلوات الله عليه في الزيارة الجامعة الرابعة عشرة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله الْمُنْتَظَرُ(1768).
462) الدعاء لظهوره صلوات الله عليه في زيارة جامعة اُخرى
وَجَعَلَني مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَيَهْتَدي بِهُداكُمْ وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ في رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ في دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرَّفُ في عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ في وَلايَتِكُمْ، وَيَتَمَكَّنُ في أَيَّامِكُمْ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ(1769).
463) الإقرار بالظهور والرجعة في زيارة جامعة اُخرى
نذكر الرواية بتمامها لتمام الفايدة.
روى عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال:
من أراد أن يزور قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج (عليهم السلام) وهو في بلده، فليغتسل [في] يوم الجمعة، وليلبس ثوبين نظيفين، وليخرج إلى فلاة من الأرض - وفي رواية اُخرى: إفعله على سطح دارك - ثمّ يصلّى أربع ركعات، يقرأ فيهنّ ما تيسّر من القرآن، فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ، وَالْوَصِيُّ الْمُرْتَضى، وَالسَّيِّدَةُ الْكُبْرى، وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ، وَالسِّبْطانِ المُنْتَجَبانِ، وَالْأَوْلادُ الْأَعْلامُ، وَالْاُمَناءُ الْمُسْتَخْزَنُونَ(1770).
جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ، وَإِلى آباءِكُمْ وَوَلَدِكُمْ الْخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الْحَقِّ، فَقَلْبي لَكُمْ مُسَلَّمٌ(1771)، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ الله لِدينِهِ(1772)، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ.
إِنّي مِنَ الْقائِلينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ، لا اُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً، وَلا أَزْعَمُ إِلّا ما شاءَ الله، سُبْحانَ الله ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ الله بِأَسْمائِهِ جَميعُ خَلْقِهِ، وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1773).
464) الدعاء له أرواحنا فداه في إحدى زيارات الجامعة
نقله الكفعمي (رحمه الله) في البلد الأمين:
اللّهم صَلِّ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ، وَابْنِ وَصِيِّ رَسُولِكَ، اَلَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
... اُشْهِدُ الله أَنّي حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ، لَعَنَ الله عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَضَعَّفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، وَأَبْرَءُ إِلَى الله مِنْهُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1774).
465) الإقرار بالرجعة في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في ليلة الفطر
نقل الشهيد (رحمه الله) في المزار:
إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا مَوْلايَ أَنَا مُوالٍ لِوَلِيِّكُمْ، وَمُعادٍ لِعَدُوِّكُمْ، [وَأَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ]، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، وَبِشَرايِعِ ديني، وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْري لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ.
يا مَوْلايَ، أَتَيْتُكَ خائِفاً فَآمِنّي، وَأَتَيْتُكَ مُسْتَجيراً فَأَجِرْني، وَأَتَيْتُكَ فَقيراً فَأَغْنِني، سَيِّدي وَمَوْلايَ أَنْتَ مَوْلايَ حُجَّةُ الله عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَبِظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ(1775).
466) الإقرار بالرجعة في زيارة ليلة عرفة
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى.
اُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ ديني، وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْري لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، فَصَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1776).
467) الإقرار بالرجعة في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة
نقل الشهيد في المزار:
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ الله حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
يا مَوْلايَ يا أَبا عبد الله، اُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ ديني، وَخَواتيمِ عَمَلي، فَصَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ(1777).

(16) - في بيان ما أمر بإتيانه مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: في بعض التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدّسة

نذكر في هذا الفصل بعض التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدّسة غير ما ذكرناها في الأبواب السابقة، وفيه بيان بعض وظائفنا من الأعمال.
1) التوقيع في فضيلة سورتي القدر والإخلاص في الصلاة
روي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها: أنّ العالم (عليه السلام) قال: عجباً لمن لم يقرأ في صلاته «إنّا أنزلناه في ليلة القدر» كيف تقبل صلاته؟ وروي ما زكت صلاة من لم يقرأ فيها «قل هو الله أحد»، وروي أنّ من قرأ في فرائضه الهمزة، اُعطي من الثواب قدر الدنيا، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ويدع هذه السّور الّتي ذكرناها، مع ما قد روي أنّه لا تقبل صلاة ولا تركوها إلّا بهما؟
التوقيع: الثواب في السّور على ما قد روي، وإذا ترك سورة ممّا فيها الثواب وقرء «قل هو الله أحد» و«إنّا أنزلناه» لفضلهما، اُعطي ثواب ما قرأ وثواب السّورة الّتي ترك، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السّورتين وتكون صلاته تامّة، ولكن يكون قد ترك الفضل...(1778).
فلاح السائل: رأيت في كتاب مشايخ خواصّ من الشيعة لمولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد ومولانا الحسن بن عليّ العسكريّين (عليهما السلام) ما هذا لفظ السائل ولفظه (عليه السلام) ثمّ ذكر هذه الرّواية.
غيبة الشيخ: عن جماعة، عن محمّد بن أحمد بن داود القمي، عن محمّد بن عبد الله الحميري مثله.
بيان: لعلّه مخيّر بين قراءة القدر في الاُولى، والتوحيد في الثانية، وبين العكس، وهذا الخبر لا يدلّ على تعيّن الثاني كما توهّم، إذ الواو لا تدلّ على الترتيب والخبر ورد في الوجهين جميعاً.
وقال الصّدوق (رحمه الله): إنّما يستحبّ قراءة القدر في الاُولى، والتّوحيد في الثانية، لأنّ القدر سورة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته، فيجعلهم المصلّي وسيلة إلى الله تعالى لأنّه بهم وصل إلى معرفته، وأمّا التوحيد فالدّعاء على أثرها مستجاب(1779).
2) التوقيع في فضيلة سجدة الشكر بعد الفريضة
الاحتجاج: كتب الحميري إلى القائم (عليه السلام) يسأله عن سجدة الشكر بعد الفريضة فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّها بدعة، فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة؟ وإن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة؟
فأجاب (عليه السلام):
سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها، ولم يقل إنّ هذه السجدة بدعة إلّا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة.
وأمّا الخبر المرويّ فيها بعد صلاة المغرب، والاختلاف في أنّها بعد الثلاث أو بعد الأربع، فإنّ فضل الدّعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدّعاء بعقيب النوافل، كفضل الفرائض على النوافل، والسجدة دعاء وتسبيح، والأفضل أن يكون بعد الفرض فإن جعلت بعد النوافل أيضاً جاز(1780).
3) التوقيع في فضيلة السجدة على اللوح وبيان اُمور اُخرى
الاحتجاج: قال: كتب الحميري إلى القائم (عليه السلام) يسأله عن السّجدة على لوح من طين القبر، وهل فيه فضل؟
فأجاب (عليه السلام):
يجوز ذلك وفيه الفضل(1781).
بيان: يدلّ على أنّ عمل الطين لوحاً لا يخرجه عن الفضل كما توهّم(1782).
وسأل عن الرجل يزور قبور الأئمّة (عليهم السلام): هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا؟ وهل يجوز لمن صلّى عند بعض قبورهم (عليهم السلام) أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة، ويقوم عند رأسه ورجليه؟ وهل يجوز أن يتقدّم القبر ويصلّي ويجعل القبر خلفه أم لا؟
فأجاب (عليه السلام):
أمّا السجود على القبر، فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة والّذي عليه العمل: أن يضع خدّه الأيمن على القبر؟
وأمّا الصلاة فإنها خلفه، ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلّي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره، لأنّ الإمام (صلّى الله عليه وآله) لا يتقدّم ولا يساوي.
وسأل فقال: يجوز للرجل إذا صلّى الفريضة أو النافلة وبيده السبحة أن يديرها وهو في الصلاة؟
فأجاب (عليه السلام):
يجوز ذلك إذا خاف السهو والغلط.
وسأل: هل يجوز أن يدير السبحة بيده اليسار إذا سبح، أو لا يجوز؟
فأجاب (عليه السلام):
يجوز ذلك والحمد لله ربّ العالمين(1783).
... وسأل عن تسبيح فاطمة (عليها السلام): من سهى فجاز التكبير أكثر من أربع وثلاثين هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف؟ وإذا سبّح تمام سبعة وستّين هل يرجع إلى ستّة وستّين أو يستأنف؟ وما الّذي يجب في ذلك؟
فأجاب (عليه السلام):
إذا سها في التكبير حتّى يجوز أربعة وثلاثين عاد إلى ثلاثة وثلاثين وبنى عليها، وإذا سها في التسبيح فتجاوز سبعاً وستّين تسبيحة عاد إلى ستّة وستّين وبنى عليها، فإذا جاوز التحميد مائة فلا شيء عليه(1784).
4) التوقيع في أفضل أوقات صلاة جعفر الطيّار (عليه السلام) و...
الاحتجاج: بإسناده إلى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنّه كتب إلى الحجّة القائم (عليه السلام) يسئله عن صلاة جعفر بن أبي طالب في أيّ أوقاتها أفضل أن تصلّي فيه، وهل فيها قنوت؟ وإن كان، ففي أيّ ركعة منها؟
فأجاب (عليه السلام):
أفضل أوقاتها صدر النّهار من يوم الجمعة، ثمّ في أيّ الأيّام شئت وأَيّ وقت صلّيتها من ليل أو نهار فهو جائز، والقنوت فيها مرّتان، في الثّانية قبل الركوع، وفي الرابعة بعد الركوع(1785).
وسأله عن صلاة جعفر إذا سهى عن التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود وذكره في حالة اُخرى قد صار فيها من هذه الصّلاة، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة الّتي ذكرها أم يتجاوز في صلاته؟
فأجاب (عليه السلام):
إذا سهى في حالة من ذلك، ثمّ ذكر في حالة اُخرى، قضى ما فاته في الحالة الّتي ذكر(1786).
وسأله عن صلاة جعفر في السفر: هل يجوز أن تصلّي أم لا؟
فأجاب (عليه السلام): يجوز ذلك(1787).
5) التوقيع في وجوب التكبير وعدمه عند القيام للركعة الثانية
من كتاب للحميري: فرأيك - أدام الله عزّك - في تأمّل رقعتي، والتفضّل بما يسهل لاُضيفه إلى سائر أياديك عليّ، واحتجّت - أدام الله عزّك - أن تسأل لي بعض الفقهاء عن المصلّي إذا قام من التشهّد الأوّل للركعة الثالثة، هل يجب عليه أن يكبّر؟ فإنّ بعض أصحابنا قال: لا يجب عليه التكبير، ويجزيه أن يقول: بحول الله وقوّته أقوم وأقعد.
الجواب:
قال: إنّ فيه حديثين: أمّا أحدهما فإنّه إذا انتقل من حالة إلى حالة اُخرى فعليه تكبير، وأمّا الآخر فإنّه روي أنّه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبّر ثمّ جلس، ثمّ قام، فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير، وكذلك التشهّد الأوّل، يجري هذا المجرى، وبأيّهما أخذت من جهة التسليم كان صواباً

.
6) توقيع آخر في الاقتداء في الصلاة
في البحار: وسأل عن الرجل يلحق الإمام وهو راكع، فيركع معه ويحتسب تلك الركعة، فإنّ بعض أصحابنا قال: إن لم يسمع تكبيرة الركوع فليس له أن يعتدّ بتلك الركعة.
فأجاب (عليه السلام):
إذا لحق مع الإمام من تسبيح الركوع تسبيحة واحدة اعتدّ بتلك الركعة، وإن لم يسمع تكبيرة الركوع(1789).
7) التوقيع فيمن يصلّى صلاة العصر فاستيقن أنّه لم يصلّ الظهر إلاّ ركعتين
في البحار: وسأل عن رجل صلّى الظهر ودخل في صلاة العصر، فلمّا أن صلّى من صلاة العصر ركعتين استيقن أنّه صلّى الظّهر ركعتين، كيف يصنع؟
فأجاب (عليه السلام):
إن كان أحدث بين الصلاتين حادثة يقطع بها الصلاة أعاد الصلاتين، وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعتين الأخيرتين تتمّة لصلاة الظهر وصلّى العصر بعد ذلك(1790).
8) التوقيع فيما يقرأ في الركعتين الأخيرتين
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنّه كتب إليه يسأله عن الركعتين الأخيرتين قد كثرت فيهما الرّوايات فبعض يرى أنّ قراءة الحمد وحدها أفضل، وبعض يرى أنّ التسبيح فيهما أفضل، فالفضل لأيّهما لنستعمله؟
فأجاب (عليه السلام):
قد نسخت قراءة اُمّ الكتاب في هاتين الركعتين التسبيح، والّذي نسخ التسبيح قول العالم (عليه السلام): كلّ صلاة لا قراءة فيها فهي خداج إلاّ للعليل أو من يكثر عليه السهو، فيتخوّف بطلان الصلاة عليه(1791).
أقول: هذا يمكن حمله على وقت التقيّة وظاهر أنّ النسخ مجازيّ، لأنّه لا نسخ بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ويحتمل إرادة ترجيح القراءة في الأخيرتين لمن نسيها في الأوّلتين وقرينته ظاهرة، أو المبالغة في جواز القراءة لئلاّ يظنّ وجوب التسبيح عيناً(1792).
9) التوقيع في الصلاة في الخزّ
في البحار: وسأل فقال: روي عن صاحب العسكر (عليه السلام) أنّه سئل عن الصّلاة في الخزّ الّذي يغشّ بوبر الأرانب. فوقّع: يجوز وروي عنه أيضاً أنّه لا يجوز فأيّ الأمرين نعمل به؟
فأجاب (عليه السلام):
إنّما حرم في هذه الأوبار والجلود فأمّا الأوبار وحدها فحلال(1793).
وقد سئل بعض العلماء عن معنى قول الصادق (عليه السلام) لا يصلّي في الثعلب ولا في الثوب الّذي يليه، فقال: إنّما عنى الجلود دون غيره(1794).
10) التوقيع في الصلاة مع ثوب القزّ والأبريسم
في البحار: وسأل فقال: نجد بأصفهان ثياب عُنّابيّة(1795) على عمل الوشي من قزّ وأبريسم هل تجوز الصّلاة فيها أم لا؟
فأجاب (عليه السلام):
لا تجوز الصلاة إلاّ في ثوب سداه أو لحمته قطن أو كتّان(1796).
11) التوقيع في الصلاة حين طلوع الشمس وغروبها
في البحار: كان فيما ورد عليَّ من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمريّ قدّس الله روحه في جواب مسائلي إلى صاحب الزّمان (عليه السلام):
أمّا ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقولون إنّ الشمس تطلع من بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشيء مثل الصلاة، فصلّها وارغم أنف الشيطان(1797).
12) التوقيع في جواز الصلاة وأمام المصلّي النار والصورة
في البحار: وأمّا ما سألت عنه من أمر المصلّي، والنار والصورة والسّراج بين يديه هل تجوز صلاته؟ فإنّ الناس اختلفوا في ذلك قبلك؟
فإنّه جائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الأوثان والنيران، يصلّي والصّورة والسراج بين يديه، ولا يجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة الأوثان والنيران(1798).
13) التوقيع في الصلاة مع الحديد
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، أنّه كتب إلى صاحب الزمان (عليه السلام) يسأله عن الفصّ الخماهن هل فيه تجوز الصلاة فيه إذا كان في أصبعه؟
فكتب الجواب:
فيه كراهيّة أن يصلّي فيه، وفيه أيضاً إطلاق، والعمل على الكراهيّة.
وسأله عن الرّجل يصلّي وفي كمّه أو سراويله سكّين أو مفتاح حديد، هل يجوز ذلك؟
فكتب في الجواب جائز.
وفي نسخة عن الفصّ الجوهر بدل الخماهن(1799).
14) التوقيع في جواز الصلاة في المحمل...
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنّه كتب إليه يسأله عن رجل يكون في محمله والثلج كثير بقامة رجل فيتخوّف إن نزل الغوص فيه وربّما يسقط الثلج وهو على تلك الحال، ولا يستوي له أن يلبدّ شيئاً منه لكثرته وبهافته، هل يجوز أن يصلّي في المحمل الفريضة؟ فقد فعلنا ذلك أيّاماً، فهل علينا في ذلك إعادة أم لا؟

فأجاب (عليه السلام): لا بأس به عند الضرورة والشدّة(1800).
15) التوقيع في ردّ اليدين في القنوت
في البحار عن الاحتجاج: كتب الحميريّ إلى القائم (عليه السلام) يسأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يردّ يديه على وجهه وصدره، للحديث الّذي روي أنّ الله (عزَّ وجلَّ) أجلّ من أن يردّ يدي عبده صفراً بل يملؤها من رحمته، أم لا يجوز، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّه عمل في الصلاة.
فأجاب (عليه السلام):
ردّ اليدين من القنوت على الرأس والوجه غير جائز في الفرائض والّذي عليه العمل فيه إذا رجّع يده في قنوت الفريضة وفرغ من الدعاء أن يردّ بطن راحتيه مع صدره تلقاء ركبتيه على تمهّل ويكبّر ويركع، والخبر صحيح، وهو في نوافل النهار والليل دون الفرائض، والعمل به فيها أفضل(1801).
ايضاح: هذا التفصيل لم أره في كلام الأصحاب بل قال الأكثر بعدم استحباب مسح الوجه بعده، وقال بعضهم باستحبابه مطلقاً، قال في المنتهى: هل يستحبّ أن يمسح وجهه بيديه عند الفراغ من الدّعاء؟ قيل: نعم، ولم يبثت، وقال في الذكرى: ويمسح وجهه بيديه ويمرّهما على لحيته وصدره، قاله الجعفي، وهو مذهب بعض العامّة انتهى، والأحوط تركه في المكتوبة للرواية من غير معارض(1802).
16) التوقيع في حكم السجدة على غير ما تصحّ السجدة عليه
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنّه كتب إليه يسأله عن المصلّي يكون في صلاة اللّيل في ظلمة فإذا سجد يغلط بالسّجادة ويضع جبهته على مسح أو نطع فإذا رفع رأسه وجد السجّادة هل يعتدّ بهذه السجدة أم لا يعتدّ بها؟
فكتب إليه في الجواب:
ما لم يستو جالساً فلا شيء عليه في رفع رأسه لطلب الخمرة(1803).
17) التوقيع في الصلاة وفي رجليه بطيط
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، أنّه كتب إلى صاحب الزمان (عليه السلام) يسأله هل يجوز للرّجل أن يصلّي وفي رجليه بطيط لا يغطي الكعبين أم لا يجوز؟
فكتب في الجواب جائز.
وسأله عن لبس النّعل المعطون فإنّ بعض أصحابنا يذكر أنّ لبس كريه.
فكتب في الجواب جائز لا بأس به(1804).
18) التوقيع في الرجوع إلى رواة الأحاديث في الحوادث الواقعة
في الوسائل: وفي كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان (عليه السلام):
أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك - إلى أن قال: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله، وأمّا محمّد بن عثمان العمري فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي وكتابه كتابي.
ورواه الشيخ في كتاب الغيبة عن جماعة، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزّراري وغيرهما، كلّهم عن محمّد بن يعقوب. ورواه الطبرسيّ في الاحتجاج مثله(1805).
19) التوقيع في المسح على الرجلين
في البحار: وسأل عن المسح على الرجلين بأيّهما يبدأ باليمين أو يمسح عليهما جميعاً؟
فأجاب (عليه السلام):
يمسح عليهما جميعاً معاً فإن بدأ بإحداهما قبل الاُخرى فلا يبتدئ إلاّ باليمين(1806).
20) التوقيع في جواب سؤال أحمد بن إسحاق
في الوسائل: عن محمّد بن عبد الله الحميري، ومحمّد بن يحيى جميعاً، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت: من اُعامل؟ وعمّن آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال:
العمري ثقتي فما أدّى إليك عنّى فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع فإنّه الثقة المأمون.
قال: وسألت أبا محمّد (عليه السلام) عن مثل ذلك فقال:
العمري وابنه ثقتان فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان الحديث.
وفيه أنّه سأل العمري عن مسألة، فقال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن اُحلّل ولا اُحرّم.
ورواه الشيخ في كتاب الغيبة باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(1807).
21) التوقيع في حرمة ثمن المغنّية
في الوسائل: في كتاب إكمال الدين عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب في التوقيعات الّتي وردت عليه من محمّد بن عثمان العمري بخطّ صاحب الزمان (عليه السلام):
أمّا ما سألت عنه أَرْشَدَكَ الله وَثَبَّتَكَ مِنْ أَمْرِ الْمُنْكِرينَ لي إلى أن قال: وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام(1808).
22) التوقيع في نحر الهدي و...
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنّه كتب إليه يسأله عن رجل اشترى هدياً لرجل غائب عنه وسأله أن ينحر عنه هدياً بمنى، فلمّا أراد نحر الهدي نسي اسم الرّجل ونحر الهدي ثمّ ذكره بعد ذلك، أيجزي عن الرّجل أم لا؟
الجواب: لا بأس بذلك، وقد أجزأ عن صاحبه(1809).
23) التوقيع في الاكتفاء بهديٍ واحد في الحجّ
في الوسائل: وعنه أنّه كتب إليه يسأله عن الرجل يحجّ عن أحد هل يحتاج أن يذكر الّذي حجّ عنه عند عقد إحرامه أم لا؟ وهل يجب أن يذبح عمّن حجّ عنه وعن نفسه أم يجزيه هدي واحد؟
الجواب: قد يجزيه هدي واحد، وإن لم يفعل فلا بأس(1810).
24) التوقيع في جواز الإحرام في كساء خزّ
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ أنّه كتب إلى صاحب الزمان (عليه السلام) هل يجوز للرّجل أن يحرم في كساء خزّ أم لا؟
فكتب إليه في الجواب: لا بأس بذلك، وقد فعله قوم صالحون(1811).
25) التوقيع في بيان بعض المسائل للمحرم
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنّه كتب إليه يسأله عن المحرم يجوز أن يشدّ المئزر من خلفه على عنقه(1812) بالطول ويرفع(1813) طرفيه إلى حقويه، ويجمعهما في خاصرته، ويعقدهما، ويخرج الطرفين الأخيرين من بين رجليه ويرفعهما إلى خاصرته، ويشدّ طرفيه إلى وركيه، فيكون مثل السراويل يستر ما هناك، فإنّ الميزر الأوّل كنّا نتّزر به إذا ركب الرجل جمله يكشف ما هناك، وهذا أستر.
فأجاب (عليه السلام): جائز أن يتّزر الإنسان كيف شاء إذا لم يحدث في الميزر حدثاً بمقراض ولا إبرة تخرجه به عن حدّ الميزر، وغرزه غرزاً، ولم يعقده ولم يشدّ بعضه ببعض، وإذا غطّى سرّته وركبته(1814) كلاهما، فإنّ السنّة المجمع عليها بغير خلاف تغطية السرّة والركبتين، والأحبّ إلينا والأفضل لكلّ أحد شدّه على السّبيل المألوفة المعروفة للنّاس جميعاً إن شاء الله تعالى.
وعنه أنّه سأله هل يجوز أن يشدّ عليه مكان العقد تكّة؟
فأجاب: لا يجوز شدّ الميزر بشيء سواه من تكّة أو غيرها(1815).
26) التوقيع في المحرم إذا ترك رفع خشب العمارية و...
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ، أنّه كتب إلى صاحب الزمان (عليه السلام) يسأله عن المحرم يرفع الظلال هل يرفع خشب العمارية أو الكنيسة ويرفع الجناحين أم لا؟
فكتب إليه في الجواب: لا شيء عليه في تركه رفع الخشب(1816).
27) التوقيع في استظلال المحرم من المطر
في الوسائل: أنّه سئل عن المحرم يستظلّ من المطر بنطع أو غيره حذراً على ثيابه وما في محمله أن يبتلّ، فهل يجوز ذلك؟
الجواب: إذا فعل ذلك في المحمل في طريقه فعليه دم(1817).
28) التوقيع في التسبيح بطين القبر
في البحار عن الاحتجاج: كتب الحميريّ إلى القائم (عليه السلام) يسأله هل يجوز أن يسبّح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟
فأجاب (عليه السلام): يسبّح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه، ومن فضله أنّ الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح.
وسأل هل يجوز أن يدير السبحة بيده اليسرى إذا سبّح أو لا يجوز؟
فأجاب: يجوز ذلك والحمد لله(1818).
29) التوقيع في وداع شهر رمضان
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه أنّه كتب إلى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ في جواب مسائله حيث سأله عن وداع شهر رمضان متى يكون قد اختلف فيه أصحابنا، فبعضهم يقول: يقرأ في آخر ليلة منه، وبعضهم يقول: هو في آخر يوم منه، إذا رؤي هلال شوّال:
التوقيع: العمل في شهر رمضان في لياليه والوداع يقع في آخر ليلة منه، فإن خاف أن ينقص الشّهر جعله في ليلتين.
ورواه الشيخ في كتاب الغيبة بالإسناد الآتي مثله(1819).
30) التوقيع في الجارية المشروطة
في الإكمال: وكتب جعفر بن حمدان: فخرجت إليه هذه المسائل: استحللت بجارية وشرطت عليها أن لا أطلب ولدها ولا اُلزمها منزلي، فلمّا أتى لذلك مدّة قالت لي: قد حبلت، فقلت لها: كيف ولا أعلم أنّى طلبت منك الولد؟...
... جوابها: وأمّا الرّجل الّذي استحلّ بالجارية وشرط عليها أن لا يطلب ولدها فَسُبْحانَ مَنْ لا شَريكَ لَهُ في قُدْرَتِهِ، شرطه على الجارية(1820) شرط على الله (عزَّ وجلَّ) هذا ما لا يؤمن أن يكون، وحيث عرف في هذا الشكّ وليس يعرف الوقت الّذي أتاها فيه فليس ذلك بموجب البراءة في ولده(1821).
31) كلامه صلوات الله عليه في تأخير صلاة العشاء والصبح
ونذكر في آخر فصل التوقيعات، كلامه صلوات الله عليه في تأخير صلاة العشاء والصبح ومعنى هذا الكلام.
في الوسائل: أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ رفعه عن الزهريّ أنّه طلب من العمريّ أن يوصله إلى صاحب الزّمان (عليه السلام) فأوصله وذكر أنّه سأله فأجابه عن كلّ ما أراده، ثمّ قام ودخل الدار.
قال: فذهبت لأسأل فلم يستمع وما كلّمني بأكثر من أن قال:
مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْعِشاءَ إِلى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْغَداةَ إِلى أَنْ تَنْقَضِيَ النُّجُومُ، ودخل الدّار(1822).
1 - قال الصّادق (عليه السلام): ملعون ملعون من أخّر المغرب طلباً لفضلها(1823).
قال: وقيل له: إنّ أهل العراق يؤخّرون المغرب حتّى تشتبك النّجوم.
فقال:
هذا من عمل عدوّ الله أبي الخطّاب(1824).
2 - عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ذريح قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إنّ اُناساً من أصحاب أبي الخطّاب يمسّون بالمغرب حتّى تشتبك النّجوم.
قال: أبرأ إلى الله ممّن فعل ذلك متعمّداً.
وبإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث مثله(1825).
3 - عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) قال:
إنّ أبا الخطّاب قد كان أفسد عامّة أهل الكوفة، وكانوا لا يصلّون المغرب حتّى يغيب الشّفق، وإنّما ذلك للمسافر والخائف ولصاحب الحاجة(1826).
4 - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي في كتاب الرجال، عن محمّد بن مسعود يعني العيّاشي، عن عليّ بن الحسن يعني ابن فضّال، عن معمّر بن خلّاد قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام):
إنّ أبا الخطّاب أفسد أهل الكوفة، فصاروا لا يصلّون المغرب حتّى تغيب الشّفق ولم يكن ذلك، إنّما ذاك للمسافر وصاحب العلّة(1827).
أقول: كان أبو الخطاب وأتباعه قائلون بوجوب تأخير العشاء إلى أن تشتبك النجوم، والغداة إلى تنقضي النجوم، فردّهم صلوات الله عليه بكلامه، فلم يشمل كلّ من أخّر العشاء أو الغداة وإن كان لعذرٍ.

الفصل الثاني: في ذكر بعض العبادات الّتي إلتفت إليها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه

32) لقاء السيّد أحمد الرشتي بالإمام أرواحنا فداه
نذكر في هذا الفصل بعض ما أمرنا مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه بوجهٍ من الوجوه بإتيانه من الأدعية والزيارات، ونبتدء بما جرى للسيّد الرشتي (رضوان الله عليه) لتضمّنه على ما أمر مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه بإتيانه.
قال المحدّث النوري (رحمه الله): قال: عزمت على الحجّ في سنة ألف ومائتين وثمانين فجئت من حدود رشت إلى تبريز، ونزلت في بيت الحاج صفر علي التاجر التبريزي المعروف، ولعدم وجود قافلة فقد بقيت متحيّراً إلى أن جهز الحاج جبّار جلودار السدهي الأصفهاني قافلة إلى طربوزن.
فأكتريت منه مركباً لوحدي وسافرت، وعندما وصلت إلى أوّل منزل إلتحق بي - وبترغيب الحاج صفر علي - ثلاثة أشخاص آخرين، أحدهم الحاج الملّا باقر التبريزي الّذي كان يحجّ بالنيابة وكان معروفاً لدى العلماء، والحاج السيّد حسين التاجر التبريزي، ورجل يسمّى الحاج علي وكان يشتغل بالخدمة.
ثمّ ترافقنا بالسفر إلى أو وصلنا إلى أرضروم، وكنّا عازمين على الذهاب من هناك إلى طربوزن، وفي أحد تلك المنازل الّتي تقع بين هاتين المدينتين جاءني الحاج جبّار جلودار وقال: بأنّ هذا المنزل الّذي قدّامنا مخيف، فعجّلوا حتّى تكونوا مع القافلة دائماً، وذلك لأنّنا كنّا غالباً ما نتخلّف عن القافلة بفاصلة في سائر المنازل فتحرّكنا سويّة بساعتين ونصف، أو ثلاث ساعات بقيت إلى الصبح - على التخمين - وابتعدنا عن المنزل الّذي كنّا فيه مقدار نصف أو ثلاثة أرباع الفرسخ، فإذا بالهواء قد تغيّر واضلمت الدنيا وابتدأ الوفر بالتساقط، فحينئذ غطى كلّ واحد منّا من الرفقاء رأسه وأسرع بالسير.
وقد فعلت أنا كذلك لألتحق بهم، ولكنّي لم أتمكّن على ذلك، فذهبوا وبقيت وحدي، ثمّ نزلت بعد ذلك من فرسي وجلست على جانب الطريق، وقد اضطربت اضطراباً شديداً، لأنّه كان معي قرابة ستّمائة تومان لنفقة الطريق.
وبعد أن فكّرت وتأمّلت بأمري، قررت أن أبقى في هذا الموضع إلى أن يطلع الفجر، ثمّ أرجع إلى الموضع الّذي جئت منه، وآخذ معي من ذلك الموضع عدّة أشخاص من الحرس، فألتحق بالقافلة مرّة ثانية.
وبهذه الأثناء رأيت بستاناً أمامي، وفي ذلك البستان فلّاح بيده مسحاة يضرب بها الأشجار فيتساقط الوفر منها، فتقدّم إليّ بحيث بقيت فاصلة قليلة بينه وبيني، ثمّ قال: من أنت؟ قلت: ذهب أصدقائي وبقيت وحدي ولا أعرف الطريق فتهت.
فقال باللغة الفارسيّة: نافله بخوان تا راه پيدا كنى، أى صلّ النافلة - والمقصود منها صلاة الليل - لتعرف الطريق.
فاشتغلت بصلاة النافلة وبعد ما فرغت من التهجّد، عاد إليّ مرّة اُخرى وقال: ألم تذهب بعد؟! قلت: والله لا أعرف الطريق.
قال: جامعه بخوان، (اقرأ الجامعة)، ولم أكن أحفظ الجامعة وما زلت غير حافظ لها مع أنّي قد تشرّفت بزيارة العتبات المقدّسة مراراً.. ولكنّي وقفت مكاني وقرأت الجامعة كاملة عن ظهر الغيب، ثمّ جاء وقال: ألم تذهب بعد؟! فأخذتني العبرة بلا إرادة وبكيت وقلت: ما زلت موجوداً ولا أعرف الطريق.
قال: عاشورا بخوان، (اقرأ عاشوراء)، وكذلك أنّي لم أكن أحفظ زيارة عاشوراء وما زلت غير حافظ لها، فقمت من مكاني واشتغلت بزيارة عاشوراء، من الحافظة عن ظهر غيب إلى أن قرأتها جميعاً وحتّى اللعن والسّلام ودعاء علقمة، فرأيته عاد إليّ مرّة اُخرى وقال: (نرفتى، هستى) ألم تذهب بعدك؟! فقلت: لا، فإنّي موجود وحتّى الصباح.
قال: (من حالا تو را به قافله مى رسانم)؛ أنا أوصلك إلى القافلة الآن. ثمّ ذهب وركب على حمار ووضع مسحاته على عاتقه وجاء فقال: (به رديف من بر الاغ من سوار شو)؛ إصعد خلفي على حماري.
فركبت وأخذت بعنان فرسي فلم يطاوعني ولم يتحرّك، فقال: (جلو اسب را به من ده) ناولني لجام الفرس، فناولته، فوضع المسحاة على عاتقه الأيسر، وأخذ الفرس بيده اليمنى وأخذ بالسير، فطاوعه الفرس بشكل عجيب وتبعه.
ثمّ وضع يده على ركبتي وقال: (شما چرا نافله نمى خوانيد؟ نافله، نافله، نافله)، لماذا لا تصلّوا النافلة؟ النافلة، النافلة، النافلة. قالها ثلاث مرّات.
ثمّ قال: (شما چرا عاشورا نمى خوانيد؟ عاشورا، عاشورا، عاشورا) لماذا لا تقرئوا عاشوراء؟ عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء، ثلاث مرّات.
ثمّ قال: (شما چرا جامعه نمى خوانيد؟ جامعه، جامعه، جامعه) لماذا لا تقرئوا الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة.
وعندما كان يطوي المسافة كان يمشي بشكل مستدير وفجأة رجع وقال: (آنست رفقاى شما) هؤلاء أصحابك.
وكانوا قد نزلوا على حافة نهر فيه ماء يتوضّؤون لصلاة الصبح، فنزلت من الحمار لأركب فرسي فلم أتمكّن، فنزل هو وضرب المسحاة في الوفر وأركبني وحول رأس فرسي إلى جهة أصحابي، وبهذه الأثناء وقع في نفسي:
من يكون هذا الإنسان الّذي يتكلّم باللغة الفارسيّة علماً أنّ أهل هذه المنطقة لا يتكلّمون إلّا باللغة التركيّة، ولا يوجد بينهم غالباً إلّا أصحاب المذهب العيسوي (المسيحيّون)، وكيف أوصلني إلى أصحابي بهذه السرعة؟! فنظرت ورائي فلم أر أحداً ولم يظهر لي أثر منه، فالتحقت برفقائي.
صلاة الليل: إعلم إنّ فوائد وفضائل صلاة الليل خارجة عن حدّ البيان والوصف، لما وصل من دقائق وأسرار الكتاب والسنّة في الجملة، لذلك جاء التأكيد عليها في بعض الأخبار بذكرها ثلاث مرّات.
روى الشيخ الكليني والصدوق والشيخ البرقي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصايا وأمره بحفظها، ثمّ دعا الله تعالى أن يعينه عليها، ومن جملة ما قاله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل.
وذكر في كتاب فقه الرضا (عليه السلام) قريباً من هذا المضمون.
أمّا الزيارة الجامعة: فبتصريح جماعة من العلماء أنّها أحسن وأكمل الزيارات. قال العلّامة المجلسي بعد شرح إجمالي لفقراتها الزائدة عمّا في سائر الزيارات: إنّما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلاً وإن لم إستوف حقّها حذراً من الإطالة، لأنّها أصحّ الزيارات سنداً، وأعمّها مورداً، وأفصحها لفظاً، وأبلغها معنىً، وأعلاها شأناً.
وقال والده الماجد في شرح من لا يحضره الفقيه: إنّ هذه الزيارة... وأنّها أكمل الزيارات وأحسنها... وفي العتبات العاليات ما زرتهم إلّا بهذه الزيارة.
ولا يخفى أنّ لهذه الزيارات ثلاث نسخ:
أوّلها: النسخة المعروفة المرويّة في الفقيه وتهذيب الشيخ الطوسي عن الإمام الهادي (عليه السلام).
الثانية: النسخة الّتي رواها الشيخ الكفعمي في كتاب بلد الأمين عنه (عليه السلام)، وفي كلّ فصل من فصولها فقرات زائدة غير موجودة في الجامعة المعروفة.
ولعلّ المجموع أكثر من خمسها، ولم يلتفت المجلسي في البحار إليها لينقلها مع الزيارات الّتي رواها.
الثالثة: النسخة الّتي نقلها في البحار عن بعض الكتب القديمة بدون إسنادها إلى المعصوم وهي طويلة جدّاً، بل هي ضعفا الزيارة الموجودة، وقد جعلها الزيارة الجامعة الثالثة.
وأمّا زيارة عاشوراء: فيكفي في فضلها ومقامها أنّها لا تسانخها سائر الزيارات الّتي هي بحسب الظّاهر من إنشاء المعصوم وإملائه، ولو أنّه لا يظهر من قلوبهم المطهّرة شيء إلّا ما وصل إلى ذلك العالم الأرفع، بل هي من سنخ الأحاديث القدسيّة، نزلت بهذا الترتيب من الزيارة واللعن والسّلام والدعاء من الحضرة الأحديّة جلّت عظمته إلى جبرئيل الأمين ومنه إلى خاتم النبيّين (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وبحسب التجربة فإنّ المداومة عليها أربعين يوماً أو أقلّ، لا نظير لها في قضاء الحاجات، ونيل المقاصد، ودفع الأعداء.
ولكن أحسن فائدة استفيد منها بالمواظبة عليها ما نقله الثقة الصالح المتّقي الحاج الملّا حسن اليزدي وهو من أحسن مجاوري النجف الأشرف وكان مشغولاً دائماً بالعبادة والزيارة، عن الثقة الأمين الحاج محمّد علي اليزدي.
قال: كان رجل صالح فاضل في يزد مشتغلاً في نفسه، ومواظباً لعمارة رمسه، يبيت في الليالي في مقبرة خارج بلدة يزد تعرف بالمزار، وفيها جملة من الصلحاء وكان له جار نشأ معه منذ صغر سنّه عند المعلّم وغيره إلى أن صار عشّاراً في أوّل عمله وبقي كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحلّ الّذي كان يبيت فيه المولى المذكور.
فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في زيّ حسن وعليه نظرة النعيم، فتقدّم إليه وقال له: إنّي أعلم بمبدئك ومنتهاك، وباطنك وظاهرك، ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن في الباطن ليحمل فعله القبيح على بعض الوجوه الحسنة كالتقيّة أو الضرورة أو أعانة المظلوم وغيرها، ولم يكن عملك مقتضيّاً إلّا للعذاب والنكال، فبم نلت هذا المقام؟!
قال: نعم، الأمر كما قلت، كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس وقد توفيت فيه زوجة الاُستاد أشرف الحدّاد، ودفنت في هذا المكان، وأشار إلى طرف بينه وبينه، قريب من مائة ذراع، وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث مرّات، وفي المرّة الثالثة أمر برفع العذاب من هذه المقبرة، فصرت في نعمة وسعة، وخفض عيشه ودعة.
فانتبه متحيّراً، ولم تكن له معرفة باسم الحدّاد ومحلّه، فطلبه في سوق الحدّادين، ووجده فقال له: ألك زوجة؟ قال: نعم، توفّيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني.. وذكر الموضع الّذي أشار إليه.
قال: فهل زارت أبا عبد الله (عليه السلام)؟ قال: لا، قال: فهل كانت تذكر مصائبه؟ قال: لا، قال: فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه؟ قال: لا، فقال الرجل: وما تريد من السؤال؟ فقصّ عليه رؤياه، وقال: أريد أن استكشف العلاقة بينها وبين الإمام (عليه السلام).
قال: كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.
ولا يخفى أنّ السيّد أحمد صاحب القضيّة من الصلحاء والأتقياء، مواظباً على الطاعات والعبادات والزيارات وأداء الحقوق وطهارة اللباس والبدن من النجاسات المشبوهة، ومعروفاً بالورع والسداد عند أهل البلد وغيره، ويأتيه نوادر الألطاف في كلّ زيارة ليس هنا مقام ذكرها(1828).
33) صلاة الليل
يبدأ وقتها عند انتصاف اللّيل، وكلّما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصادق ازدادت فضيلة، فإذا بان الفجر وكان المصلّى قد أتى منها أربع ركعات، فليقتصر على الحمد وحدها فيما بقي من الركعات.
وصلاة اللّيل ثمان ركعات: يسلّم بعد كلّ ركعتين، ويحسن أن يقرأ التّوحيد ستّين مرّة في الثنائيّة الاُولى، يقرأها بعد الحمد في كلّ ركعة منهما ثلاثين مرّة، لكي ينصرف من الصّلاة ولم يك بينه وبين الله (عزَّ وجلَّ) ذنب، أو أن يقرأ بعد الحمد في الاولى التّوحيد، وفي الثانية «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ»، ويقرأ في سائر الرّكعات ما شاء من السّور، ويجزي الحمد والتّوحيد في كلّ ركعة، ويجوز الاقتصار على الحمد وحدها، والقنوت كما هو مسنون في الفرائض، مسنون في النوافل في الركعة الثانية من كلّ ثنائية من ركعاتها، ويجزى في القنوت أن تقول: سبحان الله ثلاث مرّات، أو أن تقول:
اللّهم اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا وَاعْفُ عَنَّا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
أو أن تقول: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَجَلُّ الْأَكْرَمُ.
وروي أنّ الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كان إذا قام في محرابه ليلاً قال:
اللّهم إِنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيّاً، وهذا هو الدّعاء الخمسون من أدعية الصحيفة الكاملة.
فإذا فرغت من الثمان ركعات صلاة اللّيل فصلّ الشّفع ركعتين والوتر ركعة واحدة، واقرأ في هذه الثلاث ركعات بعد الحمد «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ»، حتّى يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن، فإنّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن، أو اقرأ في الاولى من الشفع الفاتحة وسورة «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ»، وفي الثانية الحمد و«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ».
فإذا فرغت من ركعتي الشفع فانهض لركعة الوتر، واقرأ فيها الحمد وسورة التّوحيد، أو اقرأ بعد الحمد سورة قُل هُوَ الله أحد ثلاث مرّات، والمعوّذتين أعني «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ»، ثمّ خذ يديك للقنوت، وادعُ بما شئت.
وقال الطوسي (رحمه الله) والأدعية للقنوت لا تحصى وليس في ذلك شيء موقت لا يجوز خلافه، ويستحبّ أن يبكي الإنسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه أو يتباكا ويدعو لإخوانه المؤمنين، ويستحبّ أن يذكر أربعين نفساً منهم، فإنّ من دعا لأربعين نفساً من المؤمنين استجيب دعاؤه إنشاء الله ويدعو بما يشاء.
وروى الصّدوق في الفقيه أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يقول في الوتر في قنوته:
اللّهم اهْدِني فيمَنْ هَدَيْتَ، وَعافِني فيمَنْ عافَيْتَ، وَتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبارِكْ لي فيما أَعْطَيْتَ، وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضي وَلا يُقْضى عَلَيْكَ، سُبْحانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَاُؤْمِنُ بِكَ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ يا رَحيمُ.
وينبغي أن يقول سبعين مرّة: أَسْتَغْفِرُ الله (رَبّي) وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار ويحصى عدده باليمنى(1829).
وتعدّ نافلة الصبح من صلاة الليل؛ كما عن أبي سورة، أنّه رأى الحجّة (عليه السلام) حين رجوعه من كربلا بعد زيارة عرفة، قال أبو سورة: ومشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال: هو ذا منزلك، ثمّ قال (عليه السلام):
تمضي أنت إلى ابن الزراريّ عليّ بن يحيى، فتقول له: يعطيك المال بعلامة كذا، وكذا في موضع كذا وكذا، ومغطي بكذا. فقلت: من أنت؟
فقال: أنا محمّد بن الحسن، ثمّ مشينا حتّى انتهينا إلى النواويس في السحر، فجلس وحفر بيده فإذا الماء قد خرج، وتوضّأ، ثمّ صلّى ثلاث عشرة ركعة.
فمضيت إلى الزراريّ فدققت الباب فقال: من أنت؟ فقلت: أبو سورة، فسمعته يقول: ما لي ولك يا أبا سورة، فلمّا خرج وقصصت عليه القصّة صافحني وقبّل وجهي ومسح يدي على وجهه، ثمّ أدخلني الدار، فأخرج الصرّة من عند رجلي السرير، فاستبصر أبو سورة وتشيّع وكان زيديّاً(1830).
من صلّى أربع ركعات من صلاة الليل فقط قبل الصبح يصلّي بقيّتها بعد الصبح بنيّة الأداء، ومن لم يقدر أن يصلّي صلاة الليل بعد النصف من الليل يجوز أن يصلّي قبله.
34) مدح مولانا بقيّة الله صلوات الله عليه لزيارة الجامعة الكبيرة
قال المجلسيّ الأوّل قدّس الله تربته الزكيّة حول هذه الزيارة:
زيارة جامعة لجميع الأئمّة (عليهم السلام) عند مشهد كلّ واحد، ويزور الجميع قاصداً بها الإمام (عليه السلام) الحاضر والنائي والبعيد، يلاحظ الجميع، ولو قصد في كلّ مرّة واحداً بالترتيب والباقي بالتّبع لكان أحسن كما كنت أفعل.
ورأيت في الرّؤيا الحقّة تقرير الإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) وتحسينه عليه، ولمّا وفّقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وشرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات، وفتح الله تعالى عليّ ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفات الّتي لا تحتملها العقول الضعيفة.
رأيت في ذلك العالم - وإن شئت قلت: بين النوم واليقظة - عند ما كنت في رواق عمران جالساً أنّي بسرّ من رأى، ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزّينة، ورأيت على قبريهما لباساً أخضر من لباس الجنّة، لأنّه لم أر مثله في الدنيا.
ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه جالساً ظهره على القبر ووجهه إلى الباب، فلمّا رأيته شرعت في الزيارة بالصوت المرتفع كالمدّاحين، فلمّا أتممتها قال (عليه السلام): نعمت الزيارة.
قلت: مولاي روحي فداك زيارة جدّك، وأشرت إلى القبر.
فقال: نعم ادخل.
فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب فقال (عليه السلام): تقدّم.
فقلت: يا مولاي؛ أخاف أصير كافراً بترك الأدب.
فقال (عليه السلام): لا بأس إذا كان بإذننا، وتقدّمت قليلاً وكنت خائفاً مرتعشاً.
فقال (عليه السلام): تقدّم تقدّم حتّى سرت قريباً منه، قال (عليه السلام): اجلس.
قلت: مولاي أخاف.
قال (عليه السلام): لا تخف.
فلمّا جلست جلسة العبد بين يدي المولى الجليل قال (عليه السلام): استرح واجلس متربّعاً فإنّك تعبت، جئت ماشياً حافياً، والحاصل أنّه وقع منه (عليه السلام) بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة، ومكالمات لطيفة لا يمكن عدّها ونسيت أكثرها.
ثمّ انتبهت من تلك الرؤيا وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدّة طويلة، وبعد ما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل الله، وتيسّر الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب أرواحنا فداه.
وكنت ليلة في الروضة المقدّسة، وزرت مكرّراً بهذه الزيارة، وظهر في الطريق وفي الروضة كرامات عجيبة بل معجزات غريبة يطول ذكرها.
والحاصل أنّه لا شكّ لي أنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي (عليه السلام) بتقرير الصاحب أرواحنا فداه، وأنّها أكمل الزيارات وأحسنها، بل بعد تلك الرؤيا أكثر الأوقات أزور الأئمّة (عليهم السلام) بهذه الزيارة، وفي العتبات العاليات ما زرتهم إلّا بهذه الزيارة، ولهذا أخّرت شرح أكثرها لأن يشرح في هذه، انتهى كلامه رفع مقامه(1831).
35) الزيارة الجامعة الكبيرة
روى الصدوق (رحمه الله) في الفقيه والعيون عن موسى بن عبد الله النخعي أنّه قال للإمام عليّ النقي (عليه السلام):
علّمني يا بن رسول الله؛ قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم فقال:
إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين أي قل:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً (صلّى الله عليه وآله) عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أَكْبَرُ ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر الله (عزَّ وجلَّ) ثلاثين مرّة، ثمّ ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرّة، تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَاُصُولَ الْكَرَمِ، وَقادَةَ الْاُمَمِ، وَأَوْلِياءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الْأَبْرارِ، وَدَعائِمَ الْأَخْيارِ، وساسَةَ الْعِبادِ، وَأَرْكانَ الْبِلادِ، وَأَبْوابَ الْإيمانِ، وَاُمَناءَ الرَّحْمانِ، وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ التُّقى، وَذَوِى النُّهى، وَاُولِى الْحِجى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِياءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى، وَحُجَجِ الله عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَالْاُولى، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ الله، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ الله، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ الله، وَحَفَظَةِ سِرِّ الله، وَحَمَلَةِ كِتابِ الله، وَأَوْصِياءِ نَبِيِّ الله، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إِلَى الله، وَالْأَدِلّاءِ عَلى مَرْضاتِ الله، وَالْمُسْتَقِرّينَ في أَمْرِ الله، وَالتَّامّينَ في مَحَبَّةِ الله، وَالْمُخْلِصينَ في تَوْحيدِ الله، وَالْمُظْهِرينَ لِأَمْرِ الله وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ، اَلَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسَّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذَّادَةِ الْحُماةِ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِى الْأَمْرِ، وَبَقِيَّةِ الله وَخِيَرَتِهِ، وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ، وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّاَ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَما شَهِدَ الله لِنَفْسِهِ، وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى، أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، اَلْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ، اَلْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ، اَلصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ، اَلْمُطيعُونَ لله، اَلْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ، اَلْعامِلُونَ بِإِرادَتِهِ، اَلْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اِصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ، وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ (بِنُورِهِ)، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ في أَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَأَنْصاراً لِدينِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَأَرْكاناً لِتَوْحيدِهِ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَمَناراً في بِلادِهِ، وَأَدِلّاءَ عَلى صِراطِهِ.
عَصَمَكُمُ الله مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ في مَرْضاتِهِ.
وَصَبَرْتُمْ عَلى ما أَصابَكُمْ في جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ أَحْكامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ في ذلِكَ مِنْهُ إِلَى الرِّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى.
فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللّازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ في حَقِّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَفيكُمْ وَمِنْكُمْ وإِلَيْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَميراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وإِيابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ، وَآياتُ الله لَدَيْكُمْ، وَعَزائِمُهُ فيكُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ.
مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى الله، وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ الله، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِالله، أَنْتُمُ الصِّراطُ الْأَقْوَمُ، وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ، وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالْآيَةُ الْمَخْزُونَةُ، وَالْأَمانَةُ الْمَحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النَّاسُ.
مَنْ أَتيكُمْ نَجى، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ، إِلَى الله تَدْعُونَ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وإِلى سَبيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ، وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ.
مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْويهُ، وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْويهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ، وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ في أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى، وَجارٍ لَكُمْ فيما بَقِيَ، وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ.
خَلَقَكُمُ الله أَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ، حَتَّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا) صَلَواتِنا (عَلَيْكُمْ، وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ، طيباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ، وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا إِيَّاكُمْ.
فَبَلَغَ الله بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَأَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ، وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ في إِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتَّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلا صِدّيقٌ وَلا شَهيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلا دَنِيٌّ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَلا فاجِرٌ طالِحٌ، وَلا جَبَّارٌ عَنيدٌ، وَلا شَيْطانٌ مَريدٌ، وَلا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ إِلّا عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ، وَتَمامَ نُورِكُمْ، وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَثَباتَ مَقامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ، وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ.
بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَأَهْلي وَمالي وَاُسْرَتي، اُشْهِدُ الله وَاُشْهِدُكُمْ أَنّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ، وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيائِكُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ، مُطيعٌ لَكُمْ، عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِإِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ.
مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِأَمْرِكُمْ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ، زائِرٌ لَكُمْ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى الله (عزَّ وجلَّ) بِكُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ، وَمُقَدِّمُكُمْ أَمامَ طَلِبَتي وَحَوائِجي، وإِرادَتي في كُلِّ أَحْوالي وَاُمُوري، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَمُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ، وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَأْيي لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يُحْيِيَ الله تَعالى دينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ في أَيَّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ في أَرْضِهِ.
فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ إِلَى الله (عزَّ وجلَّ) مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّياطينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمينَ لَكُمْ، اَلْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لِإِرْثِكُمْ، اَلشَّاكّينَ فيكُمْ، اَلْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ، وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ.
فَثَبَّتَنِيَ الله أَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ، وَوَفَّقَني لِطاعَتِكُمْ، وَرَزَقَني شَفاعَتَكُمْ، وَجَعَلَني مِنْ خِيارِ مَواليكُمْ، اَلتَّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، وَجَعَلَني مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَيَهْتَدي بِهُديكُمْ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ في رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ في دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرَّفُ في عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ في أَيَّامِكُمْ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ.
بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي وَأَهْلي وَمالي، مَنْ أَرادَ الله بَدَءَ بِكُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ.
مَوالِيَّ لا اُحْصي ثَنائَكُمْ، وَلا أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَأَنْتُمْ نُورُ الْأَخْيارِ، وَهُداةُ الْأَبْرارِ، وَحُجَجُ الْجَبَّارِ، بِكُمْ فَتَحَ الله، وَبِكُمْ يَخْتِمُ الله، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ، وإِلى جَدِّكُمْ - وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فعوض وإِلى جَدِّكُمْ قل: وإِلى أَخيكَ - بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمينُ.
آتاكُمُ الله ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمينَ، طَأْطَأَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شيء لَكُمْ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلَى الرِّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمانِ.
بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي وَأَهْلي وَمالي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرينَ، وَأَسْماؤُكُمْ فِي الْأَسْماءِ، وَأَجْسادُكُمْ فِي الْأَجْسادِ، وَأَرْواحُكُمْ فِي الْأَرْواحِ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِي الْآثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ.
فَما أَحْلى أَسْمائَكُمْ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَأَوْفى عَهْدَكُمْ، وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الْإِحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ، وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ، وَمَأْويهُ وَمُنْتَهاهُ.
بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ، وَاُحْصي جَميلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا الله مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ.
بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي، بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا الله مَعالِمَ دينِنا، وَأَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ الله (عزَّ وجلَّ)، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ.
رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً.
يا وَلِيَّ الله، إِنَّ بَيْني وَبَيْنَ الله (عزَّ وجلَّ) ذُنُوباً لا يَأْتي عَلَيْها إِلّا رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبي، وَكُنْتُمْ شُفَعائي، فَإِنّي لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ أَطاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ الله، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله.
اللّهم إِنّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ، أَسأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَني في جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفي زُمْرَةِ الْمَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ كَثيراً، وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ(1832).
36) زيارة عاشوراء
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبد الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ الله أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ.
يا أبا عبد الله لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ أَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ، وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ الله فيها، وَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ الله الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى الله وإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ.
يا أبا عبد الله، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ الله آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ الله بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ الله ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ الله عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ الله شِمْراً، وَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ.
بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ، فَأَسْأَلُ الله الَّذي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَني بِكَ أَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله). اللّهم اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
يا أبا عبد الله، إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَى الله وإِلى رَسُولِهِ وإِلى أمير المؤمنين وإِلى فاطِمَةَ وإِلَى الْحَسَنِ وإِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ، وَبِالْبَراءةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَأَبْرَءُ إِلَى الله وإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَشْياعِكُمْ.
بَرِئْتُ إِلَى الله وإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى الله ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَراءةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالنَّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، فَأَسْأَلُ الله الَّذي أَكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ، وَرَزَقَنِي الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ الله، وَأَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ إِمامٍ مَهْدِيٍّ ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْأَلُ الله بِحَقِّكُمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ، أَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ أَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْإِسْلامِ وَفي جَميعِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
اللّهم اجْعَلْني في مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ. اللّهم اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللّهم إِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ، وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ اللَّعينُ بْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ (صلّى الله عليه وآله)، في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ (صلّى الله عليه وآله).
اللّهم الْعَنْ أَب اسُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْابِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ. اللّهم فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الْأَليمَ. اللّهم إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ في هذَا الْيَوْمِ، وَفي مَوْقِفي هذا وَأَيَّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ، عَلَيْهِ وَعلَيْهِمُ السَّلامُ.
ثمّ تقول مائة مرّة: اللّهم الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ. اللّهم الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ، وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ. اللّهم الْعَنْهُمْ جَميعاً.
ثمّ تقول مائة مرّة: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبد الله، وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ الله أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ.
ثمّ تقول: اللّهم خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّي، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ. اللّهم الْعَنْ يَزيدَ خامِساً، وَالْعَنْ عبيد الله بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أَبي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
ثمّ تسجد وتقول: اللّهم لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي. اللّهم ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ، اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ(1833).(1834)
ثمّ صلّ ركعتين، واقرأ بعد الصلاة دعاء العلقمة.
37) الدعاء بعد زيارة عاشوراء (1835)
يا الله يا الله يا الله، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَبِالْاُفُقِ الْمُبينِ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ.
يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، يا قاضِيَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِيَ الْمُهِمَّاتِ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شيء وَلا يَكْفي مِنْهُ شيء فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلِيٍّ أمير المؤمنين، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَإِنّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ في مَقامي هذا، وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ، وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ حَتَّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي، وَتَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري، وَتَقْضِيَ عَنّي دَيْني، وَتُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ، وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ، وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقينَ.
وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ أَخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ، وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.
اللّهم مَنْ أَرادَني فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ. اللّهم اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها، وَبِسُقْمٍ لا تُعافيهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها.
اللّهم اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ في بَدَنِهِ حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْري كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ في جَميعِ ذلِكَ السُّقْمَ، وَلا تَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَنْ ذِكْري.
وَاكْفِني يا كافِيَ ما لا يَكْفي سِواكَ، فَإِنَّكَ الْكافي لا كافِيَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ، وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ، وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ إِلى سِواكَ، وَمَلْجَأُهُ إِلى غَيْرِكَ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ، فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَاي وَمَنْجايَ، فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ، وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ.
فَأَسأَلُكَ يا الله يا الله يا الله، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، وإِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ، فَأَسأَلُكَ يا الله يا الله يا الله بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي في مَقامي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّي هَوْلَ ما أَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُونَةَ ما أَخافُ مَؤُونَتَهُ، وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَةٍ عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي، وَكِفايَةِ ما أَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ.
يا أمير المؤمنين وَيا أَبا عبد الله عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ الله أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ الله بَيْني وَبَيْنَكُما.
اللّهم أَحْيِني حَيوةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ، وَأَمِتْني مَماتَهُمْ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
يا أمير المؤمنين وَيا أَبا عبد الله أَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى الله رَبّي وَربِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُما، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما إِلَى الله تَعالى في حاجَتي هذِهِ، فَاشْفَعا لي، فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ الله الْمَقامَ الْمَحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ، إِنّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ الله بِشَفاعَتِكُما لي إِلَى الله في ذلِكَ، فَلا أَخيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً راجِحاً راجِياً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي، وَتَشَفَّعا لي إِلَى الله.
اِنْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ الله وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، مُفَوِّضاً أَمْري إِلَى الله، مُلْجِأً ظَهْري إِلَى الله، مُتَوَكِّلاً عَلَى الله، وَأَقُولُ حَسْبِيَ الله وَكَفى، سَمِعَ الله لِمَنْ دَعا، لَيْسَ لي وَراءَ الله وَوَرائَكُمْ يا سادَتي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبّي كانَ، وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله، أَسْتَوْدِعُكُمَا الله، وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي إِلَيْكُما.
إِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا أمير المؤمنين وَمَوْلايَ، وَأَنْتَ يا أبا عبد الله يا سَيِّدي، وَسَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما، غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامي إِنْ شاءَ الله، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ، فَإِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.
اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً لله، شاكِراً راجِياً لِلْإِجابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ، آئِباً عائداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما، غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما، وَلا مِنْ زِيارَتِكُما، بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شاءَ الله، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله.
يا سادَتي رَغِبْتُ إِلَيْكُما وإِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فيكُما وَفي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا، فَلا خَيَّبَنِيَ الله ما رَجَوْتُ، وَما أَمَّلْتُ في زِيارَتِكُما، إِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ(1836).
38) زيارة أمين الله وفضيلتها
نذكر زيارة أمين الله لجهاتٍ:
1 - كما في الرواية عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام): ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أو عند قبر أحد من الأئمّة إلّا رفع دعائه في درج من نور ويسلّم إلى قائم آل محمّد...
2 - زيارة أمين الله، من الزيارات الّتي قرئها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، كما في قضيّة تشرّف الحاج علي البغدادي بلقاء الإمام صلوات الله عليه.
3 - قد صرّح مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه في تلك القضيّة على أنّ زيارة أمين الله أفضل الزيارات.
نكتة مهمّة تستفاد من القضيّة وهي أنّ زيارة أمين الله من الزيارات الجامعة، فتقرأ في المشاهد المشرّفة للأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، كما قرئها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في حرم الكاظمين (عليهما السلام)، وهذه النكتة مصرّحة بها في رواية عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام).
قال المحدّث القمي: هي في غاية الاعتبار، ومرويّة في جميع كتب الزيارات والمصابيح.
وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله): أنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدّسة، وهي كما روي بإسناد معتبرة عن جابر، عن الإمام الباقر (عليه السلام):
أنّه زار الإمام زين العابدين (عليه السلام) أمير المؤمنين (عليه السلام) فوقف عند القبر وبكى وقال:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمينَ الله في أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، (اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين)(1837)، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله)، حَتَّى دَعاكَ الله إِلى جِوارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ، مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ.
اللّهم فَاجْعَلْ نَفْسي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ، مَحْبُوبَةً في أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ، شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ، مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ، مُفارِقَةً لِأَخْلاقِ أَعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ.
ثمّ وَضَعَ خدّه على القبر وقال:
اللّهم إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ، وَأَعْلامَ الْقاصِدينَ إِلَيْكَ واضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأَصْواتَ الدَّاعينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأَبْوابَ الْإِجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالْإِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزاقَكَ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوائِزَ السَّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوائِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّماءِ مُتْرَعَةٌ.
اللّهم فَاسْتَجِبْ دُعائي، وَاقْبَلْ ثَنائي، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أَوْلِيائي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائي، وَمُنْتَهى مُنايَ، وَغايَةُ رَجائي في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ.
وقد ذيّلت في كتاب كامل الزيارات هذه الزيارة بهذا القول:
أَنْتَ إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، إِغْفِرْ لِأَوْلِيائِنا، وَكُفَّ عَنَّا أَعْدائَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا، وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَأَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
ثمّ قال الإمام الباقر (عليه السلام):
ما قال هذا الكلام، ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، أو عند قبر أحد من الأئمّة (عليهم السلام)، إلّا رفع دعاءه في درج(1838) من نور، وطبع عليه بخاتم(1839) محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكان محفوظاً كذلك حتّى يسلّم إلى قائم آل محمّد (عليهم السلام)، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحيّة والكرامة إن شاء الله تعالى(1840).
39) الوداع بعد زيارة أمين الله
قال جابر: فحدّثت به أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) وقال لي:
زد فيه إذا ودّعت أحداً منهم فقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ الله وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله، آمَنَّا بِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَعَوْتُمْ إِلَيْهِ. اللّهم لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي وَلِيِّكَ. اللّهم لا تَحْرِمْني ثَوابَ مَزارِهِ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُ، وَيَسِّرْ لَنَا الْعَوْدَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ الله(1841).
40) زيارة وارث
نقل في قضيّة لقاء الحاج علي البغدادي بخدمة الإمام أنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه قرء زيارة وارث بعد زيارة أمين الله.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهيمَ خَليلِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أمير المؤمنين وَلِيِّ الله.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصلاة، وَاتَيْتَ الزكاة، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ الله وَرَسُولَهُ حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
يا مَوْلايَ يا أبا عبد الله، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادي الْمَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا.
وَاُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ ديني، وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْري لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ، وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى أَجْسامِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ، وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل:
بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي يا بن رَسُولِ الله، بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي يا أبا عبد الله، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ.
يا مَوْلايَ يا أبا عبد الله، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ، أَسْئَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ.
ثمّ قم فصلّ ركعتين عند الرأس، اقرأ فيها ما أحببت، فإذا فرغت من صلاتك فقل:
اللّهم إِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لِأَنَّ الصلاة وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلّا لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُمْ عَنّي أَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ. اللّهم وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام). اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّي، وَأْجُرْني عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفي وَلِيِّكَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.
ثمّ قم وصِر إلى عند رجلي القبر وقف عند رأس عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن نَبِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَءُ إِلَى الله وإِلَيْكَ مِنْهُمْ.
ثمّ اخرج من الباب الّذي عند رجلي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ثمّ توجّه إلى الشهداء وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ الله وَأَحِبَّائَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ الله وَأَوِدَّائَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دينِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَلِيِّ النَّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبي عبد الله، بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي، طِبْتُمْ وَطابَتِ الْأَرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، فَيا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.
ثمّ عُد إلى عند رأس الحسين (عليه السلام)، وأكثر من الدّعاء لك ولأهلك ولوالديك ولإخوانك، فإنّ مشهده لا تردّ فيه دعوة داع ولا سؤال سائل(1842).
41) تشرّف الصالح الصفيّ الحاج عليّ البغدادي
نذكر هنا قضيّة الصالح الصفيّ التقيّ الحاج عليّ البغدادي، لاشتماله على بعض المطالب المفيدة:
نقل الحاج المذكور أيّده الله: اجتمع في ذمّتي ثمانون توماناً من مال الإمام (عليه السلام) فذهبت إلى النجف الأشرف فأعطيت عشرين توماناً منه لجناب علم الهدى والتقى الشيخ مرتضى أعلى الله مقامه، وعشرين توماناً إلى جناب الشيخ محمّد حسين المجتهد الكاظميني، وعشرين توماناً لجناب الشيخ محمّد حسن الشروقي، وبقي في ذمّتي عشرون توماناً، كان في قصدي أن أعطيها إلى جناب الشيخ محمّد حسن الكاظميني آل ياسيني أيّده الله عند رجوعي.
فعند ما رجعت إلى بغداد كنت راغباً في التعجيل بأداء ما بقي في ذمّتي، فتشرّفت في يوم الخميس بزيارة الإمامين الهمامين الكاظمين (عليهما السلام)، وبعد ذلك ذهبت إلى خدمة جناب الشيخ سلّمه الله، وأعطيته مقداراً من العشرين توماناً وواعدته بأنّي سوف أعطي الباقي بعد ما أبيع بعض الأشياء تدريجياً، وأن يجيزني أن أوصله إلى أهله، وعزمت على الرجوع إلى بغداد في عصر ذلك اليوم، وطلب جناب الشيخ منّي أن أتأخّر فاعتذرت بأنّ عليّ أن أوفي عمّال النسيج اُجورهم، فإنّه كان من المرسوم أن أسلّم أجرة الاُسبوع عصر الخميس.
فرجعت وبعد أن قطعت ثلث الطريق تقريباً رأيت سيّداً جليلاً قادماً من بغداد من أمامي، فعند ما قرب منّي سلّم عليّ، وأخذ بيدي مصافحاً ومعانقاً وقال: أهلاً وسهلاً وضمّني إلى صدره وعانقني وقبّلني وقبّلته، وكانت على رأسه عمامة خضراء مضيئة مزهرة، وفي خدّه المبارك خال أسود كبير، فوقف وقال: حاج على على خير، على خير، أين تذهب؟
قلت: زرت الكاظمين (عليهما السلام)، وأرجع إلى بغداد.
قال: هذه الليلة ليلة الجمعة فارجع. قلت: يا سيّدي لا أتمكّن.
فقال: في وسعك ذلك، فارجع حتّى أشهد لك بأنّك من موالي جدّي أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن موالينا، ويشهد لك الشيخ كذلك، فقد قال تعالى: «وَاسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْنِ»(1843).
وكان ذلك منه إشارة إلى مطلب كان في ذهني أن ألتمس من جناب الشيخ أن يكتب لي شهادة بأنّي من موالي أهل البيت: لأضعها في كفني.
فقلت: أيّ شيء تعرفه، وكيفه تشهد لي؟ قال: من يوصل حقّه إليه، كيف لا يعرف من أوصله؟ قلت: أيّ حقّ؟
قال: ذلك الّذي أوصلته إلى وكيلي. قلت: من هو وكيلك. قال: الشيخ محمّد حسن. قلت: وكيلك؟ قال: وكيلي.
وكان قد قال لجناب الآقا السيّد محمّد، وكان قد خطر في ذهني أنّ هذا السيّد الجليل يدعوني باسمي مع أنّي لا أعرفه، فقلت في نفسي: لعلّه يعرفني وأنا نسيته.
ثمّ قلت في نفسي أيضاً: إنّ هذا السيّد يريد منّى شيئاً من حقّ السّادة، وأحببت أن اُوصل إليه شيئاً من مال الإمام (عليه السلام) الّذي عندي.
فقلت: يا سيّد، بقي عندي شيء من حقّكم فرجعت في أمره إلى جناب الشيخ محمّد حسن لاُؤدّي حقّكم - يعني السادات - بإذنه.
فتبسّم في وجهي وقال: نعم قد أوصلت بعضاً من حقّنا إلى وكلائنا في النجف الأشرف.
فقلت: هل قبل ذلك الّذي أدّيته؟
فقال: نعم.
خطر في ذهني أنّ هذا السيّد يقول بالنسبة إلى العلماء الأعلام وكلائنا فاستعظمت ذلك، فقلت: العلماء وكلاء في قبض حقوق السادات وغفلت.
ثمّ قال: ارجع زُر جدّي، فرجعت وكانت يده اليمنى بيدي اليسرى فعندما سرنا رأيت في جانبنا الأيمن نهراً ماؤه أبيض صاف جار، وأشجار الليمون والنارنج والرمان والعنب وغيرها كلّها مثمرة في وقت واحد مع أنّه لم يكن موسمها، وقد تدلت فوق رؤوسنا.
قلت: ما هذا النهر وما هذه الأشجار؟
قال: إنّها تكون مع كلّ من يزورنا ويزور جدّنا من موالينا.
فقلت: اُريد أن أسئلك؟
قال: إسأل.
قلت: كان الشيخ المرحوم عبد الرزّاق رجلاً مدرّساً، فذهبت عنده يوماً فسمعته يقول: لو أنّ أحداً كان عمره كلّه صائماً نهاره قائماً ليله وحجّ أربعين حجّة وأربعين عمرة ومات بين الصفا والمروة ولم يكن من موالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فليس له شيء. قال: نعم، والله ليس له شيء.
فسألته عن بعض أقربائي هل هو من موالي أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
قال: نعم، هو وكلّ من يرتبط بك.
فقلت: سيّدنا؛ لي مسألة.
قال: إسأل.
قلت: يقرأ قرّاء تعزية الحسين (عليه السلام) أنّ سليمان الأعمش جاء عند شخص وسأله عن زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) فقال: بدعة، فرأى في المنام هودجاً بين الأرض والسماء فسأل مَن في الهودج؟ فقيل له: فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى (عليهما السلام)، فقال: إلى أين تذهبان؟ فقيل: إلى زيارة الحسين (عليه السلام) في هذه الليلة فهي ليلة الجمعة، ورأى رقاعاً تتساقط من الهودج مكتوب فيها: أمان من النار لزوّار الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة، أمان من النار يوم القيامة، فهل هذا الحديث صحيح؟ قال: نعم، صحيح وتامّ.
قلت: سيّدنا يقولون: من زار الحسين (عليه السلام) ليلة الجمعة فهي له أمان.
قال: نعم والله. (وجرت الدموع من عينيه المباركتين وبكى).
قلت: سيّدنا مسألة. قال: إسئل.
قلت: زرنا الإمام الرضا (عليه السلام) سنة تسع وستّين ومائتين وألف، والتقينا بأحد الأعراب الشروقيّين من سكّان البادية في الجهة الشرقيّة من النجف الأشرف في درود، واستضفناه وسألناه كيف هي ولاية الرضا (عليه السلام)؟
قال: الجنّة، ولي خمسة عشر يوماً آكل من مال مولاي الإمام الرضا (عليه السلام) فكيف يجرؤ منكر ونكير أن يدنيا منّي في قبري وقد نبت لحمي ودمي من طعامه (عليه السلام) في مضيفه؟!
فهل هذا صحيح أنّ عليّ بن موسى الرّضا (عليه السلام) يأتي ويخلّصه من منكر ونكير؟
فقال: نعم والله، إنّ جدّي هو الضامن.
قلت: سيّدنا أريد أن أسألك مسألة صغيرة؟
قال: إسأل.
قلت: وهل زيارتي للإمام الرضا (عليه السلام) مقبولة؟
قال: مقبولة إن شاء الله، إلى أن قال: فما خطونا إلّا عدّة خطوات فوجدنا أنفسنا في الصحن المقدّس عند موضع خلع الأحذية (كفشدارى) من دون أن نمر بزقاق ولا سوق.
فدخلنا الأيوان من جهة باب المراد الّتي هي الجهة الشرقية ممّا يلي الرجل، ولم يمكث (عليه السلام) في الرواق المطهّر، ولم يقرأ اذن الدخول، ودخل ووقف على باب الحرم، فقال: زُر، قلت: إنّي لا أعرف القراءة. قال: أقرأ لك؟ قلت: نعم.
فقال: ءَأَدْخُلُ يا الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين، وهكذا سلّم على كلّ إمام من الأئمّة (عليهم السلام) حتّى بلغ في السلام إلى الإمام العسكري (عليه السلام) وقال: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَريّ، ثمّ قال: تعرف إمام زمانك؟
قلت: وكيف لا أعرفه؟ قال: سلّم على إمام زمانك.
فقلت: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ الله، يا صاحِبَ الزَّمانِ يا بن الْحَسَنِ. فتبسّم وقال: عَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
فدخلنا في الحرم المطهّر، وأنكببنا على الضريح المقدّس، وقبّلناه، فقال لى: زُر.
قلت: لا أعرف القراءة.
قال: أقرأ لك الزيارة؟
قلت: نعم.
قال: أيّ زيارة تريد؟
قلت: زورني بأفضل الزيارات.
قال: زيارة أمين الله هي الأفضل، ثمّ أخذ بالقراءة وقال: اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَمينَيِ الله في أَرْضِهِ وَحُجَّتَيْهِ عَلى عِبادِهِ... الخ.
وأضيئت في هذه الأثناء مصابيح الحرم، فرأيت الشموع مضاءة ولكن الحرم مضاء ومنوّر بنور آخر مثل نور الشمس، والشموع تضيء مثل المصباح في النهار في الشمس، وكنت قد أخذتني الغفلة بحيث لم أنتبه إلى هذه الآيات، فعند ما انتهى من الزيارة جاء إلى الجهة الّتي تلي الرجل، فوقف في الجانب الشرقي خلف الرأس، وقال: هل تزور جدّي الحسين (عليه السلام)؟
قلت: نعم أزوره فهذه ليلة الجمعة.
فقرأ زيارة وارث، وقد فرغ المؤذّنون من أذان المغرب، فقال لي: صلّ، والتحق بالجماعة، فجاء إلى المسجد الّذي يقع خلف الحرم المطهّر وكانت الجماعة قد انعقدت هناك، ووقف هو منفرداً في الجانب الأيمن لإمام الجماعة محاذياً له، ودخلت أنا في الصفّ الأوّل حيث وجدت مكاناً لي هناك، فعندما إنتهيت لم أجده، فخرجت من المسجد وفتّشت في الحرم فلم أره، وكان قصدي أن ألاقيه وأعطيه عدّة قرانات واستضيفه في تلك اللّيلة.
ثمّ جاء بذهني: من يكون هذا السيّد؟ وانتبهت للآيات والمعجزات المتقدّمة ومن انقيادي لأمره في الرجوع مع ما كان لي من الشغل المهمّ في بغداد، وتسميته لي باسمي، مع أنّي لم أكن قد رأيته من قبل، وقوله موالينا وإنّي أشهد، ورؤية النهر الجاري والأشجار المثمرة في غير الموسم، وغير ذلك ممّا تقدّم ممّا كان سبباً ليقيني بأنّه الإمام المهديّ صلوات الله عليه، وبالخصوص في فقرة إذن الدخول وسؤاله لي بعد السلام على الإمام العسكريّ (عليه السلام)، هل تعرف إمام زمانك؟ فعندما قلت أعرفه، قال: سلّم، فعندما سلّمت، تبسّم وردّ السّلام. فجئت عند حافظ الأحذية، وسألت عنه، فقال: خرج وسألني: هل كان هذا السيّد رفيقك؟ قلت: نعم(1844).
42) أدعية الصحيفة الكاملة السجّاديّة
إلتفت مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه بأدعية الصحيفة الكاملة السجّاديّة:
قال المحدّث النوري (رحمه الله): قال العالم النحرير، النقّاد البصير، المولى أبو الحسن الشريف العامليّ الغرويّ تلميذ العلّامة المجلسيّ وهو جدّ شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام من طرف اُمّه، وينقل عنه في الجواهر كثيراً، صاحب التفسير الحسن الّذي لم يؤلّف مثله وإن لم يبرز منه إلّا قليل إلّا أنّ في مقدّماته من الفوائد ما يشفي العليل، ويروي الغليل وغيره، قال في كتاب ضياء العالمين، وهو كتاب كبير منيف على ستّين ألف بيت كثير الفوائد، قليل النظير، قال في أواخر المجلّد الأوّل منه في ضمن أحوال الحجّة صلوات الله عليه بعد ذكر قصّة الجزيرة الخضراء، مختصراً ما لفظه:
ثمّ إنّ المنقولات المعتبرة في رؤية صاحب الأمر (عليه السلام) سوى ما ذكرنا كثيرة جدّاً حتّى في هذه الأزمنة القريبة، فقد سمعت أنا من ثقات أنّ مولانا أحمد الأردبيليّ رآه (عليه السلام) في جامع الكوفة، وسأل منه مسائل، وأنّ مولانا محمّد تقي والد شيخنا رآه في الجامع العتيق بإصبهان، والحكاية الاُولى موجودة في البحار وأمّا الثانية فهي غير معروفة، ولم نعثر عليها إلّا ما ذكره المولى المذكور (رحمه الله) في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة المتوكّل بن عمير راوي الصحيفة.
قال (رحمه الله): إنّي كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله، ساعياً في طلب رضاه، ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزّمان صلوات الله عليه كان واقفاً في الجامع القديم بإصبهان قريباً من باب الطنبى الّذي الآن مدرسي، فسلّمت عليه وأردت أن اُقبّل رجله، فلم يدعني وأخذني، فقبّلت يده، وسألت عنه مسائل قد أشكلت عليَّ.
منها أنّي كنت اُوسوس في صلاتي، وكنت أقول إنّها ليست كما طلبت منّي وأنا مشتغل بالقضاء، ولا يمكنني صلاة الليل، وسألت عنه شيخنا البهائيّ (رحمه الله) تعالى فقال: صلّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل، وكنت أفعل هكذا فسألت عن الحجّة (عليه السلام) اُصلّي صلاة الليل؟
فقال: صلّها، ولا تفعل كالمصنوع الّذي كنت تفعل، إلى غير ذلك من المسائل الّتي لم يبق في بالي.
ثمّ قلت: يا مولاي؛ لا يتيسّر لي أن أصل إلى خدمتك كلّ وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً.
فقال (عليه السلام): أعطيت لأجلك كتاباً إلى مولانا محمّد التاج، وكنت أعرفه في النوم، فقال (عليه السلام): رُح وخذ منه.
فخرجت من باب المسجد الّذي كان مقابلاً لوجهه إلى جانب دار البطّيخ محلّة من إصبهان، فلمّا وصلت إلى ذلك الشخص فلمّا رآني قال لي: بعثك الصاحب (عليه السلام) إليّ؟
قلت: نعم، فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلمّا فتحته ظهر لي أنّه كتاب الدّعاء فقبّلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجّهاً إلى الصاحب (عليه السلام) فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب.
فشرعت في التضرّع والبكاء والحوار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلمّا فرغت من الصلاة والتعقيب، وكان في بالي أنّ مولانا محمّد(1845) هو الشيخ وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء.
فلمّا جئت إلى مدرسته وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة، وكان القاري السيّد صالح أمير ذوالفقار الجرفادقانيّ فجلست ساعة حتّى فرغ منه والظاهر أنّه كان في سند الصحيفة لكن للغمّ الّذي كان لي لم أعرف كلامه ولا كلامهم، وكنت أبكي فذهبت إلى الشيخ وقلت له رؤياي وكنت أبكي لفوات الكتاب.
فقال الشيخ: أبشر بالعلوم الإلهيّة، والمعارف اليقينيّة وجميع ما كنت تطلب دائماً، وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوّف وكان مائلاً إليه، فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكّراً إلى أن اُلقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الّذي ذهبت إليه في النوم، فلمّا وصلت إلى دار البطّيخ رأيت رجلاً صالحاً إسمه آغا حسن، وكان يلقّب بتاجا، فلمّا وصلت إليه وسلّمت عليه قال:
يا فلان؛ الكتب الوقفيّة الّتي عندي كلّ من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف وأنت تعمل به، وقال: وانظر إلى هذه الكتب وكلّما تحتاج إليه خذه.
فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أوّل ما أعطاني الكتاب الّذي رأيته في النوم، فشرعت في البكاء والنحيب، وقلت: يكفيني وليس في بالي أنّي ذكرت له النوم أم لا، وجئت عند الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته الّتي كتبها جدّ أبيه مع نسخة الشهيد وكتب الشهيد نسخته مع نسخة عميد الرؤساء وابن السكون، وقابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها وكانت النسخة الّتي أعطانيها الصاحب مكتوبة من خطّ الشهيد، وكانت موافقة غاية الموافقة حتّى في النسخ الّتي كانت مكتوبة على هامشها، وبعد أن فرغت من المقابلة شرع النّاس في المقابلة عندي، وببركة إعطاء الحجّة صلوات الله عليه صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كلّ بيت، وسيّما في إصبهان فإنّ أكثر الناس لهم الصحيفة المتعدّدة وصار أكثرهم صلحاء وأهل الدّعاء، وكثير منهم مستجابو الدعوة، وهذه الآثار معجزة لصاحب الأمر صلوات الله عليه والّذي أعطاني الله من العلوم بسبب الصحيفة لا اُحصيها. وذكرها العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في إجازات البحار مختصراً(1846).

خاتمة الكتاب أو الملحقات في بيان أعمال وفضيلة بعض الأماكن وغيرها

1 - فضل مسجد الكوفة، وأنّه مصلّى صاحب الزمان (عليه السلام) في عصر الظهور
كما قلنا في «مقدّمة الكتاب» أنّ مسجد الكوفة أحد المساجد الأربعة الّتي ورد الأمر بشدّ الرحال إليها وهي المسجد الحرام بمكّة، ومسجد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة، والمسجد الأقصى ببيت المقدّس، ومسجد الكوفة، وهو أيضاً أحد الأماكن الأربعة الّتي يتخيّر فيها المسافر بين القصر والتمام، وهي المسجد الحرام، ومسجد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والحائر الحسيني ومسجد الكوفة، وهو مصلّى الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، وسيكون مصلّى المهدي صلوات الله عليه.
وفي رواية:
أنّه صلّى فيه ألف نبيّ وألف وصي(1847).
إعلم أنّ أعمال مسجد كوفة كثيرة جدّاً، ذكرها السيّد الأجلّ في مصباح الزائر، لم نذكرها لخوف التطويل، ومن شاء فليراجع إلى مصباح الزائر وغيره.
قال في الوسائل: عن محمّد بن الحسن وعليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عبد الله الخرّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال لي: يا هارون بن خارجة؛ كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلاً؟
قلت: لا.
قال: فتصلّي فيه الصّلوات كلّها؟
قلت: لا.
قال: أما؛ لو كنت بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة، وتدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبيّ إلاّ وقد صلّى في مسجد كوفان، حتّى أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا اُسري به قال له جبرئيل: أتدري أين أنت الساعة يا رسول الله؟ أنت مقابل مسجد كوفان.
قال: فاستأذن لي ربّي حتّى آتيه فاُصلّي ركعتين فاستأذن الله (عزَّ وجلَّ) فأذن له، وإنّ ميمنته لروضة من رياض الجنّة، وإنّ وسطه لروضة من رياض الجنّة، وإنّ مؤخّره لروضة من رياض الجنّة، وإنّ الصّلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة، وإنّ النافلة فيه لتعدل بخمس مائة صلاة، وإنّ الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا(1848).
وعن ابن قولويه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن إبراهيم بن محمّد، عن المفضّل بن زكريّا، عن نجم بن حطيم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال:
لو يعلم النّاس ما في مسجد الكوفة لأعدّوا له الزّاد والرواحل من مكان بعيد، إنّ صلاة فريضة فيه تعدل حجّة، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة(1849).
وعن أبي القاسم، عن الحسن بن عبد الله بن محمّد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عميرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والفريضة تعدل حجّة مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقد صلّى فيه ألف نبيّ وألف وصيّ(1850).
وعن الأصبغ بن نباتة أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
يا أهل الكوفة؛ لقد حباكم الله (عزَّ وجلَّ) بما لم يحب به أحداً، من فضل مصلاّكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس، ومصلّى إبراهيم الخليل، ومصلّى أخي الخضر، ومصلاّي.
وإنّ مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة الّتي اختارها الله (عزَّ وجلَّ) لأهلها، وكأنّي به قد أتى به يوم القيامة في ثوبين أبيضين بتشبّه بالمحرم ويشفع لأهله ولمن يصلّي فيه فلا ترد شفاعته.
ولا تذهب الأيّام واللّيالي حتّى ينصب الحجر الأسود فيه.
وليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهديّ من ولدي، ومصلّى كلّ مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلاّ كان به أوحنّ قلبه إليه، فلا تهجروه وتقربوا إلى الله (عزَّ وجلَّ) بالصّلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم النّاس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبواً على الثلج.
وفي المجالس عن محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفي، عن محمّد بن جعفر المعروف بابن التبّان، عن إبراهيم بن خالد المقري الكسائي، عن عبد الله بن داهر، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة مثله(1851).
وعن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن ابن سنان، قال: سعمت الرضا (عليه السلام) يقول:
الصلاة في مسجد الكوفة فرداً أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة(1852).
الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة الأربعاء
حدّث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظميّ المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمينيّ قال:
كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمّى الشيخ محمّد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نيّة صادقة، وكان معه مرض السُّعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية إلى الأعراب الّذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولو شعير، وما كان يتيسّر ذلك على وجه يكفيه، مع شدّة رجائه، وكان مع ذلك قد تعلّق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلّة ذات يده، وكان في همّ وغمّ شديد من جهة ابتلائه بذلك.
فلمّا اشتدّ به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هو معروف عند أهل النجف من أنّه: من أصابه أمر فواظب الرّواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة الأربعاء، فلابدّ أن يرى صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) من حيث لا يعلم ويقضي له مراده.
قال الشيخ باقر (قدّس سرّه): قال الشيخ محمّد: فواظبت على ذلك أربعين ليلة بالأربعاء فلمّا كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبّت ريح عاصفة، فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكّة الّتي هي داخل في باب المسجد، وكانت الدكّة الشرقيّة المقابلة للباب الأوّل تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكّن الدّخول في المسجد من جهة سعال الدّم، ولا يمكن قذفه في المسجد وليس معي شيء أتّقي فيه عن البرد.
وقد ضاق صدري، واشتدّ عليّ همّي وغمّي، وضاقت الدّنيا في عيني، واُفكّر أنّ الليالي قد انقضت وهذه آخرها وما رأيت أحداً ولا ظهر لي شيء، وقد تعبت هذا التعب العظيم، وتحمّلت المشاقّ والخوف في أربعين ليلة، أجيء فيها من النجف إلى مسجد الكوفة ويكون لي الاياس من ذلك.
فبينما أنا اُفكّر في ذلك، وليس في المسجد أحد أبداً، وقد أوقدت ناراً لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف، لا أتمكّن من تركها لتعوّدي بها، وكانت قليلة جدّاً إذا بشخص من جهة الباب الأوّل متوجّهاً إليَّ.
فلمّا نظرته من بعيد تكدّرت وقلت في نفسي: هذا أعرابيّ من أطراف المسجد قد جاء إليَّ ليشرب من القهوة، وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد عليّ همّي وغمّي.
فبينما أنا اُفكّر إذا به قد وصل إليَّ وسلّم عليَّ باسمي وجلس في مقابلي فتعجّبت من معرفته باسمي، وظننته من الّذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف، فصرت أسأله من أيّ العرب يكون؟ قال: من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف الّتي في أطراف النجف، فيقول: لا لا، وكلّما ذكرت له طائفة قال: لا لست منها.
فأغضبني وقلت له: أجل أنت من طُريطرة مستهزئاً، وهو لفظ بلا معنى، فتبسّم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت، ما الّذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الاُمور؟ فقال: ما ضرّك لو أخبرتني.
فتعجّبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه، وصار كلّما تكلّم ازداد حبّي له، فعملت له السبيل من التتن وأعطيته، فقال: أنت إشرب، فأنا ما أشرب، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئاً قليلاً منه، ثمّ ناولني الباقي وقال: أنت إشربه، فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبّي له آناً فآناً.
فقلت له: يا أخي، أنت قد أرسلك الله إليّ في هذه اللّيلة تأنسني، أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم (عليه السلام) ونتحدّث؟
فقال: أروح معك، فحدّث حديثك.
فقلت له: أحكي لك الواقع، أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي ومع ذلك معي سعال أتنخّع الدّم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلّتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلّة ما في اليد ما تيسّر لي أخذها.
وقد غرّني هؤلاء الملّائيّة(1853) وقالوا لي: اقصد في حوائجك صاحب الزّمان (عليه السلام)، وبت أربعين ليلة الأربعاء في مسجد الكوفة، فإنّك تراه ويقضي لك حاجتك، وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئاً وقد تحمّلت هذه المشاقّ في هذه اللّيالي فهذا الّذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي.
فقال لي - وأنا غافل غير ملتفت -: أمّا صدرك فقد برأ، وأمّا الامرأة فتأخذها عن قريب، وأمّا فقرك فيبقى على حاله حتّى تموت، وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبداً.
فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟
قال: قم، فقمت وتوجّه أمامي، فلمّا وردنا أرض المسجد فقال: ألا تصلّي صلاة تحيّة المسجد؟
فقلت: أفعل، فوقف هو قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة.
فبينما أنا أقرأ وإذا يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً، فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعلّه هذا هو صاحب الزّمان (عليه السلام)، وذكرت بعض كلمات له تدلّ على ذلك، ثمّ نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك وهو في الصلاة، وإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهو مع ذلك يصلّي وأنا أسمع قراءته، وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفاً منه، فأكملتها على أيّ وجه كان، وقد علا النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجّر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد، وقلت له: أنت صادق الوعد، وقد وعدتني الرّواح معي إلى مسلم.
فبينما أنا اُكلّم النور، وإذا بالنور قد توجّه إلى جهة المسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة، وصار في جوّ القبّة، ولم يزل على ذلك ولم أزل أندبه وأبكي حتّى إذا طلع الفجر عرج النور.
فلمّا كان الصباح التفتّ إلى قوله: أمّا صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر وليس معي سعال أبداً، وما مضى اُسبوع إلّا وسهّل الله عليّ أخذ البنت من حيث لا أحتسب، وبقي فقري على ما كان كما أخبر، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين(1854).
التشرّف إلى مسجد الكوفة في أربعين ليلة من ليالي الجمعة
قال في دار السلام: حدّثني العالم النبيل الفاضل الجليل الصالح الثقة العدل، والّذي قلّ له النظير والبديل، الحاج المولى محسن الأصفهاني، المجاور لمشهد أبي عبد الله (عليه السلام)، وفّقه الله تعالى لمراضيه وغيره ما معناه:
إنّ رجلاً صالحاً تقيّاً كان في المشهد الغروي إسمه آغا عبّاس من أهل القزوين وكان له مجلس حسن يجمع فيه الفضلاء والعلماء، يحيون فيه أمر آل محمّد: ويذكر فيه مصائبهم وفضائلهم، وفي أيّام السرور ما يناسبها من مثالب أعدائهم واتّفق إنّ في بعض أيّام الربيع الأوّل اجتمعوا لذلك، فقرء السيّد العالم المؤبّد الربّاني التقيّ الصفيّ السيّد محمّد بن السيّد معصوم القطيفي رحمهما الله قصيدته الّتي أنشدها فيه، أوّلها «حل ربيع الأوّل»، وكان يصفق بيديه حين القراءة، ويأمر الحضار بذلك فأنكر ذلك بعض السامعين، فرأى هو أو صاحب المجلس في المنام:
إنّ سيّدنا ومولينا سيّد الساجدين وزين العابدين عليّ بن الحسين سلام الله عليهما قاعد في هذا المجلس، وببالي أنّه قال: إنّ الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) أيضاً كانت فيه فأمر (عليه السلام) بإحضار السيّد المذكور، فلمّا مثل بين يديه أمره بإنشاد تلك القصيدة.
فلمّا شرع في القراءة على النحو الّذي يليق بحضرة جنابه، قال (عليه السلام): إنشدها على النحو الّذي كنت تنشدها، فأخذ في صفق يده، وكان (عليه السلام) يصفق أيضاً معه، فلمّا رأى ذلك هيأ الرجل المذكور مجلساً عالياً، وجمع فيه ما يليق باحترام مقدّس حضرته تشكراً لتلك الرؤيا.
قلت: هذا السيّد كان جليل القدر عظيم الشأن، وكان شيخنا الاُستاد العلّامة الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله مقامه كثيراً ما يذكره بخير، ويثنى عليه ثناء بليغاً قال: كان تقياً صالحاً وشاعراً مجيداً وأديباً وقارياً غريقاً في بحار محبّة أهل البيت (عليهم السلام) وأكثر ذكره وفكره فيهم، حتّى أنّه كثيراً ما نلقاه في الصحن الشريف فنسأله عن مسألة أدبيّة فيجيبنا ويستشهد في خلال كلامه ببيت أنشده هو أو غيره في المراثي، فينقلب حاله فيشرع في ذكر مصيبتهم على أحسن ما ينبغي، ويتحوّل المجلس إلى مجلس آخر فيه رضي الله تعالى.
ومن فضائله الخاصّة الّتي فاز من أدركها ما حدّثني به المولى الصالح المتقدّم أدام الله بقاه عنه (قدّس سرّه) قال: قصدت مسجد الكوفة في بعض الليالي الجُمع، وكان في زمان مخوف لا يتردّد إلى المسجد أحد إلّا مع عدّة وتهية، لكثرة من كان في أطراف النجف من القطاع واللصوص، وكان معي واحد من الطلّاب.
فلمّا دخلنا المسجد لم نجد فيه إلّا رجلاً واحداً من المشتغلين، فأخذنا في آداب المسجد، فلمّا حان أن تغرب الشمس عمدنا إلى الباب فأغلقناه وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب(1855) والمدر ما اطمئنّا بعدم امكان انفتاحه من الخارج عادة، ثمّ دخلنا المسجد واشتغلنا بالصلاة والدعاء.
فلمّا فرغنا قعدت أنا ورفيقي على دكّة القضاء مستقبل القبلة، وذاك الرجل الصالح كان مشغولاً بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجى، وكانت ليلة قمراء صافية، وكنت متوجّهاً إلى نحو السماء، فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد انتشر في الهواء، وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج(1856) المسك الأذفر وأروح للقلب من النسيم إذا تسحر، ورأيت في خلال أشعّة القمر شعاعاً كشعلة النّار قد تغلب عليها، وقد خمد صوت الرجل الداعي فالتفت.
فإذا بشخص جليل قد دخل المسجد من طرف ذاك الباب المنغلق في زيّ لباس الحجاز، وعلى كتفه الشريف سجّادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن وكان يمشي في سكينة ووقار وهيبة وجلال قاصداً باب المسلم، ولم يبق لنا من الحواسّ إلّا البصر الخاسر.
فلمّا حاذى منّا من طرف القبلة سلّم علينا، قال (رحمه الله): أما رفيقي فلم يكن له حالة شعور أصلاً، ولم يتمكّن من الردّ، وأمّا أنا فاجتهدت كثيراً إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقّة، فلمّا دخل باب المسلم وغاب تراجعت القلوب إلى الصدور، فقلنا: من كان هذا ومن أين دخل؟ فمشينا نحو ذاك الرجل، فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكى بكاء الواله الحزين، فسألناه عن حقيقة الحال؟
فقال: واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلباً للتشرّف بلقاء خليفة العصر وناموس الدهر (عجّل الله فرجه)، وهذه الليلة تمام الأربعين ولم أتزوّد من لقائه ظاهراً غير أنّي حيث رأيتم كنت مشغولاً بالدعاء، فإذا به (عليه السلام) واقف على رأسي.
فالتفت إليه (عليه السلام) فقال (عليه السلام): «چه مى كنى؟» أو «چه مى خوانى؟» أي ما تفعل؟ أو ما تقرأ؟ ولم أتمكّن من الجواب، فمضى عنّي كما شاهدتماه، فذهبنا إلى الباب فوجدناه على النحو الّذي أغلقناه، فرجعنا شاكرين متحسّرين، والحمد لله ربّ العالمين(1857).
المداومة على العبادة أربعين يوم أو ليلة
قال في النجم الثاقب: لا يخفى من التأمّل في القصص والحكايات المتقدّمة يظهر أنّ المداومة على عمل حسن، وعبادة مشروعة، والجهد بالإنابة، والتضرّع في مدّة أربعين يوماً يكون من الأسباب المقرّبة لهذا المقصد، ومن وسائله الكبيرة.
كما يظهر أيضاً أنّ الذهاب أربعين ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة، أو الذهاب أربعين ليلة جمعة إلى الكوفة، والاشتغال بالعبادة هناك، أنّها من الأعمال المتداولة المعروفة الّتي ادّعى تجربتها كثير من العلماء والصّلحاء، وكذلك زيارة سيّد الشهداء في أربعين ليلة الجمعة، وأمثال ذلك.
والظاهر أنّ بذكر الأعمال والآداب يمكن أن يصل ببركتها إلى سعد لقاء الإمام الحجّة (عليه السلام) ولا يوجد مستند مخصوص في أيديهم على ذلك العدد المذكور ولا لذلك العمل إلّا ما يظهر من مطاوي الكتاب والسنّة، أنّ المداومة على الدعاء أربعين يوماً يؤثّر في الإجابة والقبول، بل المداومة على الطعام والشراب الحلال أو الحرام في تلك الأيّام المذكورة يسبّب تغيير الحال والانتقال من صفة إلى صفة اُخرى، سواء كان من الحسن إلى السيّئ، أو من السيّئ إلى الحسن(1858).
قال المحدّث النوري: حدّثني العالم الجليل المولى عليّ الرشتي طاب ثراه، وكان عالماً برّاً تقيّاً زاهداً حاوياً لأنواع العلم، بصيراً ناقداً من تلامذة السيّد السند الاُستاذ الأعظم دام ظلّه، ولمّا طال شكوى أهل الأرض حدود فارس ومن والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم، أرسله إليهم عاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً (رحمه الله)، وقد صاحبته مدّة سفراً وحضراً، ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلّا يسيراً.
قال: رجعت مرّة من زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات، فلمّا ركبنا في بعض السّفن الصغار الّتي كانت بين كربلا وطويرج، رأيت أهلها من أهل حلّة ومن طويرج تفترق طريق الحلّة والنجف، واشتغل الجماعة باللّهو واللّعب والمزاح، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه، ومع ذلك كان شريك في أكلهم وشربهم، فتعجّبت منه إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً فأخرجنا صاحب السفينة فكنّا نمشي على شاطئ النّهر.
فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه، وذمّهم إيّاه، وقدحهم فيه، فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنّة، وأبي منهم واُمّي من أهل الإيمان، وكنت أيضاً منهم، ولكنّ الله منّ عليّ بالتشيّع ببركة الحجّة صاحب الزّمان (عليه السلام)، فسألت عن كيفيّة إيمانه؟
فقال: إسمي ياقوت وأنا أبيع الدّهن عند جسر الحلّة، فخرجت في بعض السنين لجلب الدّهن، من أهل البراري خارج الحلّة، فبعدت عنها بمراحل، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اُريده منه، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلّة، ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت، فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً وكان طريقنا في بريّة قفر، ذات سباع كثيرة، ليس في أطرافها معمورة إلّا بعد فراسخ كثيرة.
فقمت وجعلت الحمل على الحمار، ومشيت خلفهم، فضلّ عنّي الطريق، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة، وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرّعت كثيراً، فلم يظهر منهم شيء.
فقلت في نفسي: إنّي سمعت من اُمّي أنّها كانت تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يكنّى «أبا صالح» يرشد الضالّ، ويغيث الملهوف، ويعين الضّعيف، فعاهدت الله تعالى إن استغثت به فأغاثني، أن أدخل في دين اُمّي(1859).
فناديته واستغثت به، فإذا بشخص في جنبي، وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء قال (رحمه الله): وأشار حينئذ إلى نبات حافّة النهر وقال: كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات، ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدّخول في دين اُمّي، وذكر كلمات نسيتها، وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة.
قال: فقلت: يا سيّدي أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية، فقال - ما معناه -: لا، لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن اُغيثهم، ثمّ غاب عنّي، فما مشيت إلّا قليلاً حتّى وصلت إلى القرية، وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم، فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزوينيّ طاب ثراه، وذكرت له القصّة، فعلّمني معالم ديني.
فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه (عليه السلام) مرّة اُخرى فقال: زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة الجمعة.
قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس، فلمّا وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظّلمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب.
فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم فما تيسّر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر (عليه السلام) في زيّ لباس طلبة الأعاجم، عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلمّا رأيته استغثت به، فخرج وأخذني معه، وأدخلني من الباب، فما رآني أحد، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس، وبقيت متحيّراً على فراقه (عليه السلام)، وقد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية(1860).
فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ التشرّف بحضوره (عليه السلام) لا تختصّ بالذّهاب أربعين ليلة إلى المسجد السهلة أو إلى المسجد الكوفة، بل أنّ المداومة على عمل من صلاة أو دعاء أو ذكر في أربعين يوماً له تأثير في الانتقال من درجة إلى درجة اُخرى ومن حالة إلى حالة، وهذا هو المهمّ في النيل بالمقصود، فإن كان لختم من الختومات أو عمل من الأربعينيّات المشروعة هذا التأثير يوجب أن يصل الساعي إلى مقصده.
أعمال مسجد الكوفة
فإذا وصلت هناك، فاقصد الغسل في الشريعة المقدّسة، وهي شريعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله وإلاّ ففي غيرها، وتلك أفضل:
بِسْمِ الله وَبِالله، اللّهم اجْعَلْهُ نوُراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ، اللّهم طَهِّرْني وَطَهِّرْ قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَأَجْرِ مَحَبَّتَكَ وَذِكْرَكَ عَلى لِساني، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَ الْماءَ طَهُوراً. اللّهم اجْعَلْني عَبْداً شَكُوراً وَلِآلائِكَ ذُكُوراً. اللّهم أَحْيِ قَلْبي بِالْإيمانِ، وَطَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ، وَاقْضِ لِيَ الْحُسْنى، وَافْتَحْ لي بِالْخَيْراتِ مِنْ عِنْدِكَ يا سَميعَ الدُّعاءِ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ كَثيراً.
وقل حين تدخل الكوفة:
بِسْمِ الله وَبِالله وَفي سَبيلِ الله، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله). اللّهم أَنْزِلْني مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ.
ثمّ امش وأنت تكبّر الله وتهلّله وتحمده وتسبّحه حتّى تأتي باب المسجد، فإذا أتيته فقف على باب الفيل وقل:
اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِنا رَسُولِ الله مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله والِهِ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ، وَمَقامِ حِكْمَتِهِ، واثارِ ابائِهِ ادَمَ وَنُوحٍ وَإِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ وَبُنْيانَ بُنْيانِهِ (وَتِبْيانَ بَيِّناتِهِ).
اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْحَكيمِ الْعَدْلِ الصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، اَلْفارُوقِ الْأَعْظَمِ بِالْقِسْطِ، اَلَّذي فَرَّقَ الله بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَالْكُفْرِ وَالْإِيمانِ، وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحيدِ، «لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ»(1861).
أَشْهَدُ أَنَّكَ أمير المؤمنين، وَخاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبينَ، وَزَيْنُ الصِّدّيقينَ، وَصابِرُ الْمُمْتَحَنينَ، وَأَنَّكَ حَكَمُ الله في أَرْضِهِ، وَقاضي أَمْرِهِ، وَبابُ حِكْمَتِهِ، وَعاقِدُ عَهْدِهِ، وَالنَّاطِقُ بِوَعْدِهِ، وَالْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ، وَكَهْفُ النَّجاةِ، وَمِنْهاجُ التُّقى، وَالدَّرَجَةُ الْعُلْيا، وَمُهَيْمِنُ الْقاضِي الْأَعْلى، يا أمير المؤمنين، بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَى الله زُلْفى، أَنْتَ وَلِيّي وَسَيِّدي وَوَسيلَتي فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ.
ثمّ تدخل المسجد وتقول:
الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، هذا مَقامُ الْعائِذِ بِالله وَبِمُحَمَّدٍ حَبيبِ الله (صلّى الله عليه وآله)، وَبِوِلايَةِ أمير المؤمنين وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ الصَّادِقينَ النَّاطِقينَ الرَّاشِدينَ، اَلَّذينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، رَضيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِيَّ، سَلَّمْتُ لِأَمْرِ الله لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَلا أَتَّخِذُ مَعَ الله وَلِيّاً، كَذِبَ الْعادِلُونَ بِالله، وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، حَسْبِيَ الله وَأَوْلِياءُ الله.
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ والِهِ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَالْأَئِمَّةَ الْمَهْدِيّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَوْلِيائي، وَحُجَّةُ الله عَلى خَلْقِهِ.
ثمّ صر إلى الاُسطوانة الرابعة ممّا يلي باب الأنماط بحذاء الخامسة وهي اُسطوانة إبراهيم (عليه السلام)، فصلّ عندها أربع ركعات: ركعتان بالحمد والصمد، وركعتان بالحمد والقدر، فإذا فرغت منها تسبّح الزهراء (عليها السلام) وقل:
اَلسَّلامُ عَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ الرَّاشِدينَ، اَلَّذينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَجَعَلَهُمْ أَنْبِياءَ مُرْسَلينَ، وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، ذلِكَ تَقْديرُ الْعَزيزِ الْعَليمِ. وقل سبع مرّات: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمينَ.
ثمّ تقول:
نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، اَلَّتي أَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ وَالصِّدّيقينَ، نَحْنُ مِنْ شيعَتِكَ وَشيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ والِهِ، وَعَلَيْكَ وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ وَالْأَنْبِياءِ وَالصِّدّيقينَ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ إِبْراهيمَ وَدينِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَليفَتِهِ، وَحُجَّتِهِ الشَّاهِدِ لله مِنْ بَعْدِهِ عَلى خَلْقِهِ عَلِيٍّ أمير المؤمنين، اَلصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْفارُوقِ الْمُبينِ، اَلَّذي أَخَذْتَ بَيْعَتَهُ عَلَى الْعالَمينَ.
رَضيتُ بِهِمْ أَوْلِياءَ وَمَوالِيَّ وَحُكَّاماً في نَفْسي وَوَلَدي وَأَهْلي وَمالي وَقِسْمي وَحِلّي وَإِحْرامي وَإِسْلامي وَديني وَدُنْيايَ واخِرَتي وَمَحْيايَ وَمَماتي، أَنْتُمُ الْأَئِمَّةُ فِي الْكِتابِ وَفَصْلُ الْخِطابِ، وَأَعْيُنِ الْحَيِّ الَّذي لا يَنامُ وَأَنْتُمْ حُكَماءُ الله، وَبِكُمْ حَكَمَ الله، وَبِكُمْ عُرِفَ حَقُّ الله، لا إِلهَ إِلّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، أَنْتُمْ نُورُ الله مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا وَمِنْ خَلْفِنا، أَنْتُمْ سُنَّةُ الله الَّتي بِها سَبَقَ الْقَضاءُ، وَبِكُمْ وَجَبَ الْقَضاءُ.
يا أمير المؤمنين، أَنَا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلِيماً، وَعَلَيْكَ مُهَيْمِناً سِلْماً، لا أُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً، الْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني بِكُمْ، وَما كُنْتُ لِأَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانِيَ الله، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا.
ذكر الصلاة والدعاء على دكّة القضاء
ثمّ امض إلى دكّة القضاء، فصلّ عليها ركعتين تقرأ فيهما بعد الحمد مهما أردت، فإذا فرغت منها سلمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) وقل:
يا مالِكي وَمُمَلِّكي وَمُعْتَمَدي بِالنِّعَمِ الْجِسامِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ، وَجْهي خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الْأَقْدامُ، لِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، لا تَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ، وَلا هذِهِ الْمِحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِالْإِسْتيصالِ الشَّاقَةِ، وَامْنَحْني مِنْ فَضْلِكَ ما لَمْ تَمْنَحْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، أَنْتَ الْقَديمُ الْأَوَّلُ، اَلَّذي لَمْ تَزَلْ وَلاتَزالُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي وَارْحَمْني، وَزَكِّ عَمَلي، وَبارِكْ لي في أَجَلي، وَاجْعَلْني مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ذكر الصلاة والدعاء في بيت الطشت المتّصل بدكّة القضاء
تصلّي هناك ركعتين فإذا سلّمت وسبّحت فقل:
اللّهم إِنّي ذَخَرْتُ تَوْحيدي إِيَّاكَ، وَمَعْرِفَتي بِكَ، وَإِخْلاصي لَكَ، وَإِقْراري بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَذَخَرْتُ وِلايَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ، لِيَوْمِ فَزَعي إِلَيْكَ عاجِلاً وَاجِلاً، وَقَدْ فَزِعْتُ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ يا مَوْلايَ في هذَا الْيَوْمِ وَفي مَوْقِفي هذا، وَسَأَلْتُكَ مادَّتي مِنْ نِعْمَتِكَ، وَإِزاحَةً ما أَخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَالْبَرَكَةَ فيما رَزَقْتَنيهِ، وَتَحْصينَ صَدْري مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَجائِحَةٍ وَمَعْصِيَةٍ في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ذكر الصلاة والدعاء في وسط المسجد
تصلّى هناك ركعتين تقرأ في الاُولى الحمد والتوحيد والثانية الحمد والكافرون، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، وَدارُكَ دارُ السَّلامِ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ. اللّهم إِنّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَتَعْظيماً لِمَسْجِدِكَ. اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، وَارْفَعْها في عِلِّيّينَ، وَتَقَبَّلْها مِنّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ امض إلى الاُسطوانة السابعة، وقف عندها مستقبل القبلة وقل:
بِسْمِ الله وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، وَلا إِلهَ إِلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، اَلسَّلامُ عَلى أَبينا ادَمَ وَأُمِّنا حَوَّاءَ، اَلسَّلامُ عَلى هابيلَ الْمَقْتُولِ ظُلْماً وَعُدْواناً، اَلسَّلامُ عَلى مَواهِبِ الله وَرِضْوانِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثَ صِفْوَةِ الله الْمُخْتارِ الْأَمينِ، وَعَلَى الصَّفْوَةِ الصَّادِقينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ، أَوَّلِهِمْ واخِرِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ الْمُخْتارينَ.
اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ الله، اَلسَّلامُ عَلى عيسَى رُوحِ الله، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ أمير المؤمنين وَذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الْأَوَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الْاخِرينَ، (اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ)، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْهادينَ شُهَداءِ الله عَلى خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّقيبِ الشَّاهِدِ عَلَى الْأُمَمِ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
ثمّ تصلّي عندها أربع ركعات تقرأ في الاُولى الحمد والقدر، وفي الثانية الحمد والصمد، وفي الثالثة والرابعة مثل ذلك، فإذا فرغت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ، فَإِنّي قَدْ أَطَعْتُكَ في أَحَبِّ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ، اَلْإيمانُ بِكَ، مَنّاً مِنْكَ عَلَيَّ، لا مَنّاً مِنّي عَلَيْكَ، وَأَطَعْتُكَ في أَحَبِّ الْأَشْياءِ لَكَ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ في أَشْياءَ كَثيرةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ، وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ، بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَيَّ وَالْبَيانُ، فَإِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي غَيْرُ ظالِمٍ لي، وإِنْ تَعْفُ عَنّي وَتَرْحَمْني فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَريمُ.
اللّهم إِنَّ ذُنُوبي قَدْ كُثَرَتْ، وَلَمْ يَبْقَ لَها إِلّا رَجاءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ الَةَ الْحِرْمانِ، فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهم ما لا أَسْتَوْجِبُهُ وَأَطْلُبُ مِنْكَ ما لا أَسْتَحِقُّهُ. اللّهم إِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي وَلَمْ تَظْلِمْني شَيْئاً، وَإِنْ تَغْفِرْ لي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدي.
اللّهم أَنْتَ أَنْتَ وَأَنَا أَنَا، أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ، وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ. اللّهم فَإِنّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلْكى، يا مُميتُ الْأَحْياءِ، يا مُحْيِ الْمَوْتى، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، أَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الْماءِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ النَّهارِ، وَخَفَقانُ الطَّيْرِ.
وَأَسْأَلُكَ اللّهم يا عَظيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ والِهِ الصَّادِقينَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيْكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ.
وَاغْفِرْ لي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَأَرْضَ عَنّي خَلْقَكَ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، كَما أَتْمَمْتَها عَلى ابائي مِنْ قَبْلي، وَلا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقينَ عَلَيَّ فيهَا امْتِناناً، وَامْنُنْ عَلَيَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائي مِنْ قَبْلي يا كهيعص، اللّهم كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ والِهِ، فَاسْتَجِبْ لي دُعائي فيما سَأَلْتُ يا كَريمُ، يا كَريمُ، يا كَريمُ.
ثمّ اسجد وقل في سجودك:
يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السَّائِلينَ، وَيَعْلَمُ ما في ضَميرِ الصَّامِتينَ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ إِلَى التَّفْسيرِ، يا مَنْ يَعْلَمُ خآئِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، يا مَنْ أَنْزَلَ الْعَذابَ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ وَهُوَ يُريدُ (وَهمَّ خ) أَنْ يُعَذِّبَهُمْ، فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ، وَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذابَ، وَمَتَّعَهُمْ إِلى حينٍ، قَدْ تَرى مَكاني، وَتَسْمَعُ دُعائي، وَتَعْلَمُ سِرّي وَعَلانِيَتي وَحالي، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، وَاكْفِني ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ ديني وَدُنْيايَ وَاخِرَتي.
وقل سبعين مرّة: يا سَيِّدي، ثمّ ارفع رأسك من السجود وقل:
يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَني مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ إِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَأَنَا خائِضٌ في عافِيَةٍ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تصلّي عند الخامسة ركعتين تقرأ فيها الحمد وما شئت من السور، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِجَميعِ أَسْمَائِكَ كُلِّها ما عَلِمْنا مِنْها وَما لا نَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الْكَبيرِ الْأَكْبَرِ، اَلَّذي مَنْ دَعاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ، وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَعانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ، وَ(مَنِ) اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَجارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ، وَمَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ، اَلَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ ادَمَ صَفِيّاً، وَنُوحاً نَجِيّاً، وَإِبْراهيمَ خَليلاً، وَمُوسى كَليماً، وَعيسَى رُوحاً، وَمُحَمَّداً حَبيباً، وَعَلِيّاً وَصِيّاً، صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، أَنْ تَقْضِيَ لي حَوائِجي، وَتَعْفُوَ عَمَّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبي، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، يا مُفَرِّجَ هَمِّ الْمَهْمُومينَ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ.
وقد ذكر أنّه يدعو أيضاً عند الخامسة بالدعاء الّذي قدّمناه وقت استقبال القبلة عند السابعة، ثمّ امض إلى دكّة زين العابدين (عليه السلام) وهي عند الاُسطوانة الثالثة ممّا يلي باب كندة، فتصلّي عليها ركعتين تقرأ فيهما الحمد ومهما أردت، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
اللّهم إِنَّ ذُنُوبي قَدْ كُثَرَتْ، وَلَمْ يَبْقَ لَها إِلّا رَجاءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ الَةَ الْحِرْمانِ، فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهم ما لا أَسْتَوْجِبُهُ وَأَطْلُبُ مِنْكَ ما لا أَسْتَحِقُّهُ.
اللّهم إِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي وَلَمْ تَظْلِمْني شَيْئاً، وَإِنْ تَغْفِرْ لي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدي، اللّهم أَنْتَ أَنْتَ وَأَنَا أَنَا، أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ، وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ.
اللّهم فَإِنّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلْكى، يا مُميتُ الْأَحْياءِ، يا مُحْيِ الْمَوْتى، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، أَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الْماءِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ النَّهارِ، وَخَفَقانُ الطَّيْرِ.
وَأَسْأَلُكَ اللّهم يا عَظيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ والِهِ الصَّادِقينَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيْكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ.
وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَأَرْضَ عَنّي خَلْقَكَ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، كَما أَتْمَمْتَها عَلى ابائي مِنْ قَبْلي، وَلا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقينَ عَلَيَّ فيهَا امْتِناناً، وَامْنُنْ عَلَيَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائي مِنْ قَبْلي يا كهيعص.
اللّهم كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ والِهِ، فَاسْتَجِبْ لي دُعائي فيما سَأَلْتُكَ.
ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل:
يا سَيِّدي، يا سَيِّدي، يا سَيِّدي، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ، وَاغْفِرْ لي، وَاغْفِرْ لي.
وأكثر من قولك ذلك، واخشع وابك، وكذا اصنع بالخدّ الأيسر ثمّ ادع بما أحببت. ثمّ امض إلى دكّة باب أمير المؤمنين (عليه السلام) فصلّ عليها أربع ركعات بالحمد وما شئت من القرآن، فإذا فرغت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِ حاجَتي يا الله، يا مَنْ لا يَخيبُ سائِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ، يا قاضِيَ الْحاجاتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رَبَّ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ، يا كاشِفَ الْكُرُباتِ، يا واسِعَ الْعَطِيَّاتِ، يا كافِيَ الْبَلِيَّاتِ، يا دافِعَ النَّقِماتِ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ، عُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ، وَاسْتَجِبْ دُعائي فيما سَأَلْتُكَ، وَطَلَبْتُ مِنْكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَوَصِيِّكَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالِحينَ.
صفة صلاة اُخرى عند الباب المذكور
وهما ركعتان، فإذا فرغت منها وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم إِنّي حَلَلْتُ بِساحَتِكَ لِعِلْمي بِوَحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدانِيَّتِكَ، وَأَنَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ حاجَتي غَيْرُكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ يا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّما شاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، اِشْتَدَّتْ فاقَتي إِلَيْكَ، وَقَدْ طَرَقَني يا رَبِّ مِنْ مُهِمِّ أَمْري ما قَدْ عَرَّفْتَهُ، لِأَنَّكَ عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، فأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماواتِ فَانْشَقَّتْ، وَعَلَى الْأَرَضينَ فَانْبَسَطَتْ، وَعَلَى النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ، وَعَلَى الْجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ.
فأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَ عَلِيٍّ وَعِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَ الْحُسَيْنِ وَعِنْدَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَقْضِيَ لي يا رَبِّ حاجَتي، وَتُيَسِّرَ لي عَسيرَها، وَتَكْفِيَني مُهِمَّها، وَتَفَحَّ(تَفْتَحَ)لي قُفْلَها، فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ، غَيْرُ جَآئِرٍ في حُكْمِكَ، وَلا خائِفٍ في عَدْلِكَ.
ثمّ تبسط خدّك الأيمن على الأرض وتقول:
اللّهم إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ، دَعاكَ في بَطْنِ الْحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَأَنَا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ. وتدعو بما تحبّ.
ثمّ تقلب خدّك الأيسر وتقول:
اللّهم إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ، وَتَكَفَّلْتَ بِالْإِجابَةِ، وَأَنَا أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَني، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَني يا كَريمُ.
ثمّ تعود إلى السجود وتقول:
يا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ، وَيا مُذِلَّ كُلِّ عَزيزٍ، تَعْلَمُ كُرْبَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ، وَفَرِّجْ عَنّي.
صفة صلاة للحاجة عند الباب المذكور
تصلّي أربع ركعات، فإذا فرغت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ الْعُيُونُ، وَلا تُحيطُ بِهِ الظُّنُونُ، وَلا يَصِفُهُ الْواصِفُونَ، وَلا تُغَيِّرُهُ الْحَوادِثُ، وَلا تُفْنيهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقيلَ الْجِبالِ، وَمَكاييلَ الْبِحارِ، [وَعددَ قَطَرِ الْأَمْطارِ]، وَوَرَقِ الْأَشْجارِ، وَرَمْلَ الْقِفارِ، وَما أَضاءَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَ[ما] أَظْلَمُ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ، وَلا تُواري مِنْهُ سَماءٌ سَماءً، وَلا أَرْضٌ أَرْضاً، وَلا جَبَلٌ ما في أَصْلِهِ، وَلا بَحْرٌ ما في قَعْرِهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْري آخِرَهُ، وَخَيْرَ أَعْمالي خَواتيمَها، وَخَيْرَ أَيَّامي يَوْمَ أَلْقاكَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم مَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، [وَمَنْ عاداني فَعادِهِ،] وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَمَنْ بَغاني بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ، وَاكْفِني ما أَهَمَّني مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ.
اللّهم وَأَدْخِلْني في دِرْعِكَ الْحَصينَةِ، وَاسْتُرْني بِسِتْرِكَ الْواقي، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شيء، وَلا يَكْفي مِنْهُ شيء، اِكْفِني ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، وَصَدِّقْ قَوْلي وَفِعْلي [بِالتَّحْقيقِ]، يا شَفيقُ يا رَفيقُ، فَرِّجْ عَنّي الْمَضيقَ، وَلا تُحَمِّلْني ما لا أُطيقُ.
اللّهم احْرُسْني بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَارْحَمْني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتي، وَعَلى قَضائِها قَديرٌ، وَهِيَ لَدَيْكَ يَسيرٌ، وَأَنَا إِلَيْكَ فَقيرٌ، فَمُنَّ عَلَيَّ بِها يا كَريمُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
ثمّ تسجد وتقول:
إِلهي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ، وَاغْفِرْها يا كَريمُ.
ثمّ تقلب خدّك الأيمن وتقول:
إِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، اِفْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بي ما أَنَا أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تقلب خدّك الأيسر وتقول:
اللّهم إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ.
ثمّ تعود إلى السجود وتقول:
اللّهم ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ.
ثمّ تصلّي في المكان الّذي ضرب فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ركعتين، كلّ ركعة بالحمد والسورة، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤْخِذْ بِالْجَريرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ وَالسَّريرَةَ، يا عَظيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ، يا سَيِّدي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا كَريمُ.
مناجاة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ الْأَمانَ «يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَليمٍ»(1862)، وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ «يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبيلاً»(1863)، وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصي وَالْأَقْدامِ»(1864)، وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ «لا يَجْزي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ»(1865).
وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ «يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»(1866)، وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ «يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ»(1867)، وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبيهِ * وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنيهِ»(1868).
وَأَسْأَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ «يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدى مِنْ عَذابِ يَوْمَئِذٍ بِبَنيهِ * وَصاحِبَتِهِ وَأَخيهِ * وَفَصيلَتِهِ الَّتي تُؤْويهِ * وَمَنْ في الْأَرْضِ جَميعاً ثُمَّ يُنْجيهِ * كَلّا إِنَّها لَظى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى»(1869).
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمَوْلَى وَأَنَا الْعَبْدُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلَّا الْمَوْلى، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلَّا الْمالِكُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْعَزيزُ وَأَنَا الذَّليلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّليلَ إِلَّا الْعَزيزُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْخالِقُ وَأَنَا الْمَخْلُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلَّا الْخالِقُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْعَظيمُ وَأَنَا الْحَقيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْحَقيرَ إِلَّا الْعَظيمُ.
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْقَوِيُّ وَأَنَا الضَّعيفُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعيفَ إِلَّا الْقَوِيُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَأَنَا الْفَقيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَقيرَ إِلَّا الْغَنِيُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمُعْطي وَأَنَا السَّائِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ السَّائِلَ إِلَّا الْمُعْطي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْحَيُّ وَأَنَا الْمَيِّتُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَيِّتَ إِلَّا الْحَيُّ.
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْباقي وَأَنَا الْفاني، وَهَلْ يَرْحَمُ الْفانِيَ إِلَّا الْباقي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنَا الزَّائِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلَّا الدَّائِمُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنَا الْمَرْزُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ إِلَّا الرَّازِقُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْجَوادُ وَأَنَا الْبَخيلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْبَخيلَ إِلَّا الْجَوادُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمُعافي وَأَنَا الْمُبْتَلى، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُبْتَلى إِلَّا الْمُعافي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْكَبيرُ وَأَنَا الصَّغيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغيرَ إِلَّا الْكَبيرُ.
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْهادي وَأَنَا الضَّالُّ، وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّالَّ إِلَّا الْهادي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الرَّحْمانُ وَأَنَا الْمَرْحُومُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْحُومَ إِلَّا الرَّحْمانُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ السُّلْطانُ وَأَنَا الْمُمْتَحَنُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ إِلَّا السُّلْطانُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الدَّليلُ وَأَنَا الْمُتَحَيِّرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُتَحَيِّرَ إِلَّا الدَّليلُ.
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْغَفُورُ وَأَنَا الْمُذْنِبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُذْنِبَ إِلَّا الْغَفُورُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْغالِبُ وَأَنَا الْمَغْلُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ إِلَّا الْغالِبُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا الْمَرْبُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ إِلَّا الرَّبُّ.
مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَأَنَا الْخاشِعُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْخاشِعَ إِلَّا الْمُتَكَبِّرُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، اِرْحَمْني بِرَحْمَتِكَ، وَارْضَ عَنّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، يا ذَا الْجُودِ وَالْإِحْسانِ، وَالطَّوْلِ وَالْإِمْتِنانِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ذكر صلاة الحاجة هناك خاصّة
وهي أربع ركعات؛ تقرأ في الاُولى فاتحة الكتاب والتوحيد عشر مرّات، وفي الثانية فاتحة الكتاب والصمد أيضأ إحدى وعشرين مرّة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب والصمد أيضاً إحدى وثلاثين مرّة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب والصمد أيضاً إحدى وأربعين مرّة.
فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام)، فاقرأ «قُلْ هُوَ الله» أيضاً إحدى وعشرين مرّة، وتستغفر الله خمسين مرّة، وتصلّي على النبيّ وآله خمسين مرّة، وتقول:
يا الله، اَلْمانِعُ قُدْرَتُهُ خَلْقَهُ، وَالْمالِكُ بِهِ سُلْطانُهُ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِما في يَدَيْهِ، كُلُّ مَوْجُودٍ دُونَكَ يُخَيِّبُ رَجاءَ راجيهِ، وَراجيكَ مَسْرُورٌ لا يَخيبُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ رِضًى لَكَ، وَبِكُلِّ شيء أَنْتَ فيهِ، وَبِكُلِّ شيء تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِهِ وَبِكَ يا الله، فَلَيْسَ يَعْدِلُكَ شيء، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَحُوطَني وَوَلَدي وَأَهْلي وَمالي، وَتَحْفَظَني بِحِفْظِكَ بِحَقِّكَ، وَأَنْ تَقْضِيَ لي كَذا وَكَذا وتسأل حاجتك.
ذكر الصلاة والدعاء على دكّة الصادق (عليه السلام)
ثمّ امض إليها وهي القريبة من مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، فصلّ عليها ركعتين، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء (عليها السلام) فقل:
يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، وَيا جابِرَ كُلِّ كَسيرٍ، وَيا حاضِرَ كُلِّ مَلَأٍ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا قَريباً غَيْرَ بَعيدٍ، وَيا مُونِسَ كُلِّ وَحيدٍ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى، وَمُميتَ الْأَحْياءِ، اَلْقائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، ثمّ ادع بما أحببت(1870).
2 - فضل مسجد السهلة، وفيه مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه
كما قلنا في مقدّمة الكتاب ليس بعد مسجد الكوفة الأعظم، مسجد أفضل من مسجد السهلة في تلك البقعة، وهو بيت إدريس وإبراهيم (عليهم السلام)، ومحل ورود الخضر ومسكنه، وورد أنّه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، وقد ورد في فضله أخبار كثيرة.
قال الصادق (عليه السلام) لأبي بصير:
أتراني أنظر إلى صاحب الأمر داخلاً إلى مسجد السهلة بأهله وعياله ومتّخذه منزلاً له، وإن الله تعالى لم يرسل نبيّاً قطّ إلّا وصلّى فيه، وكلّ من أقام فيه فكأنّما أقام في خيمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ إليه، وفيه حجر عليه صور جميع الأنبياء صلوات الله عليهم.
وما من أحد يصلّي فيه ويدعو بنيّة خالصة إلّا أعطاه الله حاجته، وما من أحد يطلب فيه الأمان إلّا آمنه الله من كلّ ما يخاف، وما من يوم أو ليلة إلّا وتنزّل الملائكة لزيارته وعبادة الله فيه، وما لم أذكره لك من فضيلة هذا المسجد أكثر ممّا ذكرته.
وعنه (عليه السلام):
من صلّى ركعتين في مسجد السهلة، زاد الله في عمره عامين.
وفي رواية:
أنّ منه يكون النفخ في الصور، ويحشر من حوله سبعون ألفاً يدخلون.
وروى ابن قولويه في «كامل الزيارة» بإسناد معتبر عن الحضرمي عن الباقر أو الصادق (عليهما السلام) قال: قلت له: أيّ البقاع أفضل بعد حرم الله (عزَّ وجلَّ) وحرم رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
فقال:
الكوفة يا أبابكر، هي الزكيّة الطاهرة، فيها قبور النبيّين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الّذي لم يبعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين.
وعن الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
لو أنّ عمّي زيد بن عليّ أتى فصلّى فيه واستجار الله لأجاره عشرين سنة، وفيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبيّ (عليه السلام)، وما أتاه مكروب قطّ فصلّى فيه بين العشاءين ودعا الله إلّا فرج الله كربته(1871).
أعمال مسجد السهلة
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله): إذا أردت أن تمضي إلى مسجد السهلة، فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الآخرة من ليلة الأربعاء، فهو أفضل من غيره من الأوقات، وعن الصادق (عليه السلام): ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلّي فيه ركعتين بين العشاءين ويدعو الله إلّا فرّج الله كربه.
وذكر بعض الأصحاب: إنّك إذا أتيته فقف على الباب وقل:
بِسْمِ الله وَبِالله، وَمِنَ الله وإِلَى الله وَما شاءَ الله، وَخَيْرُ الْأَسْماءِ لله، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظيمِ.
اللّهم اجْعَلْني مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ، وَعُمَّارِ بُيُوتِكَ. اللّهم إِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي، فَاجْعَلْنِي اللّهم بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ.
اللّهم اجْعَلْ صَلَواتي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَدُعائي بِهِمْ مُسْتَجاباً، وَذَنْبي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَرِزْقي بِهِمْ مَبْسُوطاً، وَحَوائِجي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ نَظْرَةً رَحيمَةً، أَسْتَوْجِبُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْهُ عَنّي أَبَداً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ وَدينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
اللّهم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ، وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. اللّهم فَأَقْبِلْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ، وَأَقْبِلْ بِوَجْهي إِلَيْكَ.
ثمّ تقرأ آية الكرسي والمعوّذتين وقل: «سُبْحانَ الله» سبعاً، «اَلْحَمْدُ للَّهِ» سبعاً، «الله أَكْبَرُ» سبعاً، «لا إلهَ إِلَّا الله» سبعاً، وتقول:
اللّهم لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما هَدَيْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَضَّلْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما شَرَّفْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَني.
اللّهم تَقَبَّلْ صَلاتي وَدُعائي، وَطَهِّرْ قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ (إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ).
ثمّ تدخل وتصلّي ركعتين في وسط المسجد تنوي بهما تحيّة المسجد وتقول بعدهما: أَنْتَ الله إلى آخر الدعاء الآتي، وإن كان ذلك ليلاً، فصلّ المغرب ونافلتها، ثمّ قم فصلّ ركعتين قبل صلاة العشاء، فإذا فرغت فارفع يديك إلى السماء وقل:
أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعيدُهُمْ، وأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، خالِقُ الْخَلْقِ وَرازِقُهُمْ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إلّا أَنْتَ، اَلْقابِضُ الْباسِطُ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ، وَباعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَنْتَ وارِثُ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْها.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ.
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَقْضِيَ لي حاجَتِيَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا سَيِّداهُ يا مَوْلاهُ يا غِياثاهُ.
أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا، وَتَقْضِيَ حاجاتِنا، وَأَنْ تَفْعَلَ بِنا كَذا وَكَذا وتذكر حاجتك وتقول: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
ثمّ اسجد وادع بما أحببت.
وروى الشهيد في مزاره في خبر طويل: أن الصادق (عليه السلام) ذهب مع جماعة من أصحابه إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ منهم ركعتين، ثمّ رفع الإمام الصادق (عليه السلام) يده إلى السماء ودعا بالدعاء السابق، وذلك حين بلغه أنّ امرأة من الشيعة أخذها بعض جلاوزة السلطان وحبسها، وقال في آخر الدعاء: وَأَنْ تُعَجِّلَ خَلاصِ هذِهِ الْمَرْأَةِ، ثمّ خرّ ساجداً لا يسمع منه إلّا النفس، ثمّ رفع رأسه فقال: قد أطلقت المرأة، وجاء من أخبر بإطلاقها. ثمّ تذهب إلى زوايا المسجد الأربعة، فتصلّي فيها وتدعو.
وقد ورد في بعض الأخبار: أنّ زوايا مسجد السهلة مساكن الأنبياء صلوات الله عليهم، فتذهب أوّلاً إلى الزاوية الاُولى؛ وهي الواقعة بين الحائط الغربي والحائط الشمالي؛ وهي موضع بيت إبراهيم الخليل (عليه السلام) الّذي كان يخرج منه إلى العمالقة، فتصلّي فيها ركعتين، فإذا سلّمت وسبّحت فقل:
اللّهم بِحَقِّ هذِهِ الْبُقْعَةِ الشَّريفَةِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهَا قَدْ عَلِمْتَ حَوائجي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها. اللّهم أَحْيِني ما كانَتِ الْحَياةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّني إِذا كانَتِ الْوَفاةُ خَيْراً لي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تذهب إلى الزاوية الثانية؛ وهي الواقعة بين الحائط الغربي والحائط القبلي فتصلّي فيها ركعتين، ثمّ ترفع يديك وتقول:
اللّهم إِنّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، وَطَلَبَ نائِلِكَ، وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْها مِنّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ، وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ الْمَأْمُولِ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تسجد سجدتي الشكر، وتمرغ خدّيك، ثمّ تذهب إلى الزاوية الثالثة؛ وهي الواقعة بين الحائط القبلي والحائط الشرقي، فتصلّي فيها ركعتين، ثمّ تبسط كفّيك وتقول:
اللّهم إنْ كانَتِ الذُّنُوبُ وَالْخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهي عِنْدَكَ، فَلَمْ تَرْفَعْ لي إِلَيْكَ صَوْتاً، وَلَمْ تَسْتَجِبْ لي دَعْوَةً، فَإِنّي أَسْأَلُكَ بِكَ يا الله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَتُقْبِلَ بِوَجْهي إِلَيْكَ، وَلا تُخَيِّبْني حينَ أَدْعُوكَ، وَلا تَحْرِمْني حينَ أَرْجُوكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ تسجد وتعفر خدّيك على الأرض، ثمّ تذهب إلى الزاوية الرابعة؛ وهي الواقعة بين الحائط الشرقي والحائط الشمالي، وهذه لم يذكرها أكثر أهل المزارات، وإنّما ذكرها الشهيد في مزاره، فتصلّي فيها ركعتين ثمّ تقول:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا الله، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عُمْري آخِرَهُ، وَخَيْرَ أَعْمالي خَواتيمَها، وَخَيْرَ أَيَّامي يَوْمَ أَلْقاكَ فيهِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.
اللّهم تَقَبَّلْ دُعائي، وَاسْمَعْ نَجْوايَ، يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، يا قادِرُ يا قاهِرُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَلا تَفْضَحْني عَلى رُؤُوسِ الْأَشْهادِ، وَاحْرُسْني بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَارْحَمْني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ.
ثمّ تذهب إلى البيت الّذي في وسط المسجد، وهو المعروف في هذا الزمان بمقام زين العابدين (عليه السلام)، فتصلّي فيه ركعتين، ثمّ تقول:
يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا فَعَّالاً لِما يُريدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحُلْ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذينا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، يا كافِياً مِنْ كُلِّ شيء، وَلا يَكْفي مِنْهُ شيء، إِكْفِنَا الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ اسجد ومر خدّيك على التراب، وفي بعض المزارات أنّه يدعى بعد الركعتين بهذا الدعاء:
اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ الْعُيُونُ إلى آخر الدعاء الوارد في أعمال دكّة باب أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة إلى قوله وَاغْفِرْها يا كَريمُ.
وبالقرب من هذا المكان بقعة معروفة بمقام المهديّ (عليه السلام)، وقد عرفت أنّ مسجد السهلة فيه نزول القائم (عليه السلام)، فينبغي أن يزار فيه، وأن تكون قائماً وتقول:
سَلامُ الله الْكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الْعامُّ، وَصَلَواتُهُ وَبَرَكاتُهُ الدَّائِمَةُ الْقائِمَةُ التَّامَّةُ، عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ في أَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَليفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَةِ النُّبُوَّةِ، وَبَقِيَّةِ الْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ، وَمُظْهِرِ الْإيمانِ، وَمُعْلِنِ أَحْكامِ الْقُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الْأَرْضِ، وَناشِرِ الْعَدْلِ فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ، وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ، اَلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ، اَلْمُرْتَضَى الرَّضِيِّ الزَّكِيِّ الطَّاهِرِ، اِبْنِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اَلْوَصِيِّ بْنِ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيّينَ، اَلْهادِي الْمَهْدِيِّ، اَلْمَعْصُومِ بْنِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَمُسْتَوْدَعِ حِكَمِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ النَّبِيّين، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ الْمُسْتَضْعَفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الْكافِرينَ المُتَكَبِّرينَ الظَّالِمينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا بن رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بن الْأَئِمَّةِ الْحُجَجِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الْوَلاءِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْمَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً، وَأَنَّكَ الَّذي تَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، (بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً)، فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ، وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمانَكَ، وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ، وَأَنْجَزَ لَكَ ما وَعْدَكَ بِقَوْلِهِ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقائِلينَ «وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ»(1872).
يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، حاجَتي كَذا وَكَذا ثمّ تذكر حاجتك وتقول: فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ في نُجْحِها (نَجاحِها)، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتي، لِعِلْمي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً، وَمَقاماً مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّكُمْ لِأَمْرِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، أَسْئَلُ الله في نُجْحِ طَلِبَتي، وَإِجابَةِ دَعْوَتي، وَكَشْفِ كُرْبَتي، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1873).
ما يدلّ على أنّ عمل الإستجارة في مسجد السهلة يوجب التشرّف
1 - حكى العلّامة النوري (رحمه الله) في «جنّة المأوى» قصّة العلاّمة السيّد محمّد آل السيّد حيدر الكاظمي (رحمه الله)، وهي القصّة الثامنة والخمسون من القصص الّتي ذكرها فيه عن رجل صالح ديِّن أنّه قال ما معناه:
إنّي كنت كثيراً ما أسمع أهل المعرفة والديانة أنّ من لازَم عمل الإستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية بنيّة رؤية الإمام المنتظر (عليه السلام)، وفّق لرؤيته وأنّ ذلك قد جرّب مراراً.
وهذا معروف عندنا في النجف، وكان مسجد السهلة لا يخلو اُسبوع واحد ممّن يؤمّه لهذه الغاية الشريفة الّتي لا ينالها إلّا ذو حظّ عظيم ولمشاهديه (عليه السلام) فيه حكايات كثيرة، ذكر طائفة منها العلّامة النوري (رحمه الله) في «جنّة المأوى»، اقتطفت جملة منها في النشرة الثانية من القصص المختارة تحت عنوان «قصّة المدينة الزاهرة وما والاها من المدن العامرة» طبعت في النجف عام 1376 ه(1874).
ونقل عن السيّد جعفر بن السيّد باقر القزويني (رحمه الله) قال: كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلمّا قاربناه قلت له: هذه الكلمات الّتي أسمعها من الناس أنّ من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فإنّه يرى المهديّ (عليه السلام) أرى أنّها لا أصل لها فالتفتّ إليّ مغضباً وقال لي: ولِمَ ذلك؟ لمحض أنّك لم تره؟! أوَ كلّ شيء لم تره عيناك فلا أصل له؟!
وأكثر من الكلام عليّ حتّى ندمت على ما قلت، ثمّ دخلنا المسجد وكان خالياً من الناس، فلمّا قام في وسط المسجد ليصلّي ركعتي الإستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجّة (عليه السلام)، ومرّ بالسيّد فسلّم عليه وصافحه، فالتفت إليّ السيّد والدي وقال لي: فمن هذا؟ فقلت: أهو المهديّ (عليه السلام)؟ فقال: فمن؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه(1875).
2 - وقال: حدّثني جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيّد السّند، والحبر المعتمد، العالم العامل، والفقيه النبيه الكامل المؤيّد المسدّد السيّد محمّد، ابن العالم الأوجد السيّد أحمد، ابن العالم الجليل، والحبر المتوحّد النبيل، السيّد حيدر الكاظمي أيّده الله تعالى، وهو من أجلّاء تلامذة المحقّق الاُستاذ الأعظم الأنصاري طاب ثراه، وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين (عليهما السلام)، وملاذ الطلّاب والزوّار والمجاورين، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصّلاح والسّداد، والعلم والفضل والتقوى يعرفون ببيت السيّد حيدر جدّه سلّمه الله تعالى.
قال فيما كتبه إليّ وحدّثني به شفاهاً أيضاً: قال محمّد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسينيّ: لمّا كنت مجاوراً في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينيّة، وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبويّة كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة، يصفون رجلاً يبيع البقل وشبهه أنّه رأى مولانا الإمام المنتظر سلام الله عليه.
فطلبت معرفة شخصه حتّى عرفته، فوجدته رجلاً صالحاً متديّناً وكنت اُحبّ الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفيّة رؤيته مولانا الحجّة روحي فداه، فصرت كثيراً ما اُسلّم عليه وأشتري منه ممّا يتعاطى ببيعه، حتّى صار بيني وبينه نوع مودّة كلُّ ذلك مقدّمة لتعرّف خبره المرغوب في سماعه عندي حتّى اتّفق لي أنّي توجّهت إلى مسجد السهلة للإستجارة فيه، والصلاة والدّعاء في مقاماته الشريفة ليلة الأربعاء.
فلمّا وصلت إلى باب المسجد رأيت الرّجل المذكور على الباب، فاغتنمت الفرصة وكلّفته المقام معي تلك اللّيلة، فأقام معي حتّى فرغنا من العمل الموظّف في مسجد سهيل وتوجّهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان، حيث لم يكن في مسجد السّهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدّام والمساكن.
فلمّا وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقرّ بنا المقام، وعملنا بعض الأعمال المؤظّفة فيه، سألته عن خبره، والتمست منه أن يحدّثني بالقصّة تفصيلاً، فقال ما معناه:
إنّي كنت كثيراً ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أنّ من لازَم عمل الإستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنيّة رؤية الإمام المنتظر (عليه السلام) وفّق لرؤيته، وأنّ ذلك قد جرّبت مراراً فاشتاقت نفسي إلى ذلك، ونويت ملازمة عمل الإستجارة في كلّ ليلة أربعاء، ولم يمنعني من ذلك شدّة حرّ ولا برد، ولا مطر ولا غير ذلك، حتّى مضى لي ما يقرب من مدّة سنة، وأنا ملازم لعمل الإستجارة وأبات(1876) في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة.
ثمّ إنّي خرجت عشيّة يوم الثلاثاء ماشياً على عادتي وكان الزّمان شتاء، وكانت تلك العشيّة مظلمة جدّاً لتراكم الغيوم مع قليل مطر، فتوجّهت إلى المسجد وأنا مطمئنّ بمجيئ الناس على العادة المستمرّة، حتّى وصلت إلى المسجد، وقد غربت الشمس واشتدّ الظلام وكثر الرعد والبرق، فاشتدّ بي الخوف، وأخذني الرعب من الوحدة، لأنّي لم اُصادف في المسجد الشريف أحداً أصلاً حتّى أنّ الخادم المقرّر للمجيئ ليلة الأربعاء لم يجئ تلك اللّيلة.
فاستوحشت لذلك للغاية، ثمّ قلت في نفسي: ينبغي أن اُصلّي المغرب وأعمل عمل الإستجارة عجالة، وأمضي إلى مسجد الكوفة، فصبّرت نفسي، وقمت إلى صلاة المغرب فصلّيتها، ثمّ توجّهت لعمل الإستجارة، وصلاتها ودعائها، وكنت أحفظه.
فبينما أنا في صلاة الإستجارة إذ حانت منّي التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزّمان (عليه السلام)، وهو في قبلة مكان مصلّاي، فرأيت فيه ضياء كاملاً وسمعت فيه قراءة مصلّ فطابت نفسي، وحصل كمال الأمن والإطمينان وظننت أنّ في المقام الشريف بعض الزوّار، وأنا لم أطّلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد، فأكملت عمل الإستجارة، وأنا مطمئنّ القلب.
ثمّ توجّهت نحو المقام الشريف ودخلته، فرأيت فيه ضياء عظيماً لكنّي لم أر بعيني سراجاً ولكنّي في غفلة عن التفكّر في ذلك، ورأيت فيه سيّداً جليلاً مُهاباً بصورة أهل العلم، وهو قائم يصلّي، فارتاحت نفسي إليه، وأنا أظنّ أنّه من الزوّار الغرباء لأنّي تأمّلته في الجملة فعلمت أنّه من سكنة النجف الأشرف.
فشرعت في زيارة مولانا الحجّة سلام الله عليه عملاً بوظيفة المقام، وصلّيت صلاة الزيارة، فلمّا فرغت أردت اُكلّمه في المضيّ إلى مسجد الكوفة، فهبته وأكبرته وأنا أنظر إلى خارج المقام، فأرى شدّة الظلام، وأسمع صوت الرعد والمطر، فالتفت إليّ بوجهه الكريم برأفة وابتسام وقال لي:
تحبّ أن تمضي إلى مسجد الكوفة؟ فقلت: نعم يا سيّدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرّفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة، ونبات فيه، لأنّ فيه سكّاناً وخدّاماً وماء.
فقام، وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته، فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلّق بالرّجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الّذي كنت أراه، حتّى وصلنا إلى باب المسجد وهو روحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاماً ولا مطراً.
فطرقت باب الخارجة عن المسجد، وكانت مغلّقة، فأجابني الخادم: من الطارق؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد؟ فقلت: من مسجد السهلة، فلمّا فتح الخادم الباب التفتّ إلى ذلك السيّد الجليل فلم أره وإذا بالدّنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر. فجعلت اُنادي يا سيّدنا يا مولانا تفضّل فقد فتحت الباب، ورجعت إلى ورائي أتفحّص عنه واُنادي، فلم أر أحداً أصلاً وأضرّ بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل.
فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأنّي كنت نائماً فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبّه لمّا كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكّر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أنّي لم أر سراجاً ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجاً لما وفي بذلك الضياء، وذكرت أنّ ذلك السيّد الجليل سمّاني باسمي مع أنّي لم أعرفه ولم أره قبل ذلك.
وتذكّرت أنّي لمّا كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد، وأسمع صوت المطر والرّعد، وإنّي لما خرجت من المقام مصاحباً له سلام الله عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتّى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الاُمور العجيبة الّتي أفادتني اليقين بأنّه الحجّة صاحب الزّمان (عليه السلام) الّذي كنت أتمنّى من فضل الله التشرّف برؤيته، وتحمّلت مشاقّ عمل الإستجارة عند قوّة الحرّ والبرد لمطالعة حضرته سلام الله عليه فشكرت الله تعالى شأنه والحمد لله(1877).
3 - المسجد المقدّس في جمكران وما يعمل فيه بأمره (عليه السلام)
قال مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه لحسن بن مثلة(1878):
... قل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّزوه، ويصلّوا هنا أربع ركعات للتحيّة في كلّ ركعة يقرأ «سورة الحمد» مرّة و«سورة الإخلاص» سبع مرّات، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزّمان (عليه السلام) هكذا:
يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى «إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيّاكَ نَسْتَعينُ» كرّره مائة مرّة، ثمّ يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، فإذا أتمّ الصلاة يهلّل(1879) ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مائة مرّة.
ثمّ قال (عليه السلام) - ما هذه حكاية لفظه -: فمن صلّاها فكأنّما صلّى في البيت العتيق.
قال حسن بن مثلة: قلت في نفسي: كأنّ هذا موضع أنت تزعم أنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزّمان (عليه السلام) مشيراً إلى ذلك الفتى المتّكئ على الوسائد، فأشار ذلك الفتى إليّ أن أذهب.
فرجعت فلمّا سرت بعض الطريق دعاني ثانية، وقال: إنّ في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه، فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلّا فتعطي من مالك، وتجيء به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية، ثمّ تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علّة شديدة، فإنّ الله يشفي جميعهم، وذلك المعز أبلق، كثير الشعر، وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب، وأربع على جانب، سود وبيض كالدّراهم.
فذهبت فأرجعوني ثالثة، وقال (عليه السلام): تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون، وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة، وكلاهما يوم مبارك.
قال حسن بن مثلة: فعدت حتّى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكّراً حتّى اسفرّ الصبح، فأدّيت الفريضة وجئت إلى عليّ بن المنذر، فقصصت عليه الحال، فجاء معي حتّى بلغت المكان الّذي ذهبوا بي إليه البارحة، فقال: والله إنّ العلامة الّتي قال لي الإمام (عليه السلام) واحد منها أنّ هذه السلاسل والأوتاد ههنا.
فذهبنا إلى السيّد الشريف أبي الحسن الرضا، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خدّامه وغلمانه يقولون: إنّ السيّد أبا الحسن الرّضا ينتظرك من سحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم، فدخلت عليه السّاعة، وسلّمت عليه وخضعت، فأحسن في الجواب وأكرمني ومكّن لي في مجلسه، وسبقني قبل أن اُحدّثه وقال:
يا حسن بن مثلة، إنّي كنت نائماً فرأيت شخصاً يقول لي: إنّ رجلاً من جمكران يقال له: حسن بن مثلة يأتيك بالغدوّ، ولتصدّقنّ ما يقول، واعتمد على قوله، فإنّ قوله قولنا، فلا تردّنّ عليه قوله، فانتبهت من رقدتي وكنت أنتظرك الآن.
فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً، فأمر بالخيول لتسرج، وتخرّجوا فركبوا، فلمّا قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع، وكان ذلك المعز خلف القطيع، فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة، فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به، فأقسم جعفر الراعي أنّي ما رأيت هذا المعز قطّ، ولم يكن في قطيعي إلّا أنّى رأيته، وكلّما اُريد أن آخذه لا يمكنني، والآن جاء إليكم، فأتوا بالمعز كما أمر به السيّد إلى ذلك الموضع وذبحوه.
وجاء السيّد أبو الحسن الرضا رضى الله عنه إلى ذلك الموضع، وأحضروا الحسن بن مسلم واستردّوا منه الغلّات وجاؤوا بغلّات رهق، وسقّفوا المسجد بالجزوع(1880)، وذهب السيّد أبو الحسن الرضا رضى الله عنه بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته، فكان يأتي المرضى والأعلّاء(1881) ويمسّون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحّون.
قال أبو الحسن محمّد بن حيدر: سمعت بالإستفاضة أنّ السيّد أبا الحسن الرضا في المحلّة المدعوّة بموسويان من بلدة قم، فمرض بعد وفاته ولد له، فدخل بيته وفتح الصندوق الّذي فيه السلاسل والأوتاد، فلم يجدها.
انتهت حكاية بناء هذا المسجد الشريف، المشتملة على المعجزات الباهرة والآثار الظاهرة الّتي منها وجود مثل بقرة بني اسرائيل في معز من معزي هذه الاُمّة.
لا يخفى أنّ مؤلّف «تاريخ قم» هو الشيخ الفاضل حسن بن محمّد القمي وهو من معاصري الصدوق (رضوان الله عليه)، وروى في ذلك الكتاب، عن أخيه حسين بن عليّ بن بابويه (رضوان الله عليهم)، وأصل الكتاب على اللّغة العربيّة، ولكن في السنة الخامسة والستّين بعد ثمان مائة نقله إلى الفارسيّة حسن بن عليّ بن حسن بن عبد الملك بأمر الخاجا فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير الخاجا عماد الدين محمود بن الصاحب الخاجا شمس الدين محمّد بن عليّ الصفي.
قال العلّامة المجلسيّ في أوّل البحار: إنّه كتاب معتبر، ولكن لم يتيسّر لنا أصله، وما بأيدينا إنّما هو ترجمته وهذا كلام عجيب، لأنّ الفاضل الألمعي الآميرزا محمّد أشرف صاحب كتاب «فضائل السادات» كان معاصراً له ومقيماً بأصفهان، وهو ينقل من النسخة العربيّة بل ونقل عنه الفاضل المحقّق الآغا محمّد علي الكرمانشهاني في حواشيه على نقد الرّجال، في باب الحاء في اسم الحسن، حيث ذكر الحسن بن مثلة، ونقل ملخّص الخبر المذكور من نسخة العربيّة، وأعجب منه أنّ أصل الكتاب كان مشتملاً على عشرين باباً.
وذكر العالم الخبير الآميرزا عبد الله الأصفهاني تلميذ العلّامة المجلسيّ (رحمه الله) في كتابه الموسوم ب«رياض العلماء» في ترجمة صاحب هذا التاريخ: إنّه ظفر على ترجمة هذا التاريخ في قم، وهو كتاب كبير حسن كثيرة الفوائد في مجلّدات عديدة، ولكنّي لم أظفر على أكثر من مجلّد واحد، مشتمل على ثمانية أبواب بعد الفحص الشائع.
وقد نقلنا الخبر السابق من خطّ السيّد المحدّث الجليل السيّد نعمة الله الجزائريّ عن مجموعة نقله منه، ولكنّه كان بالفارسيّة فنقلناه ثانياً إلى العربيّة ليلائم نظم هذا المجموع، ولا يخفى أنّ كلمة «التسعين» الواقعة في صدر الخبر بالمثنّاة فوق ثمّ السين المهملة، كانت في الأصل سبعين مقدّم المهملة على الموحّدة واشتبه على الناسخ، لأنّ وفاة الشيخ الصدوق كانت قبل التسعين، ولذا نرى جمعاً من العلماء يكتبون في لفظ السبع أو السبعين بتقديم السين أو التاء حذراً عن التصحيف والتحريف والله تعالى هو العالم(1882).
في فضيلة الدفن في كربلاء
عن جناب الآميرزا محمّد مهدي الشهرستاني (رحمه الله) وهو العالم الكبير المشهور الّذي يأتي أنّه تولّى الصلاة على بحر العلوم أعلى الله مقامه، وأنّه أخبر بذلك، قال:
تشرّفت بمجاورة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في عنفوان الشباب وكان رجل كثير الصلاح من أهل خاتون آباد، يسمّى حاجي حسنعلي مجاوراً في النجف الأشرف، وكان بيننا صداقة، وكان يحرصني دائماً على مجاورة النجف الأشرف ويقول: هو أحسن من كربلاء، ومجاورة كربلاء تورث قساوة القلب، فرأيت ليلة في المنام أنّي في رواق حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) من جهة الرأس تجاه الشبّاك الّذي يرى منه الضريح المقدّس، والحاج المزبور أيضاً هناك وهو على عادته مشغول بإنكار مجاورة كربلا.
فرأيت إنّ مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه أيضاً في هذا المكان، فسأل عنه الحاج حسنعلى وقال: إنّ جنابك مقيم في هذا المكان والناس يسيرون إلى سامرا لزيارتكم؟
فقال صلوات الله عليه: أنا فيه أيضاً.
فقال ذلك الرجل: إن تأذن لي أذهب وأفتح الباب وأكنس.
فأذن له ثمّ قال الحجّة صلوات الله عليه ابتداء: لا يذهب بأحد من كربلا إلى جهنّم. ثمّ أشار (عليه السلام) إلى ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: بحقّ أمير المؤمنين لا يقودون أحداً من كربلا إلى جهنّم، فوقع في خاطري إنّ قسم المعصوم لإنكار الحاج حسنعلي مجاورة كربلا.
ثمّ قال (عليه السلام): بشرط أن يبيت فيه ليلة. وفهمت من كلامه (عليه السلام) إنّ مقصوده من بيتوتته هي القيام بعبادتها.
فقلت: إنّا ننام في الليالي إلى طلوع الشمس.
فقال (عليه السلام): وإن نام إلى طلوع الشمس، وكان تلك الرؤيا سبباً لاختياري كربلا للمجاورة(1883).
في فضيلة البكاء على سيّد الشهداء (عليه السلام)
ونذكر هنا فضيلة البكاء في مصيبة مولانا الشهيد المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): لأنّه ممّا يحصل به أداء حقّ الإمام، ولاريب أنّ أداء حقّه من أعظم ما يتقرّب به إليه وأهمّه.
وبيان ذلك: أنّه قد روي الشيخ الثقة الأجلّ جعفر بن محمّد بن قولويه القمي (رحمه الله) في كتاب «كامل الزيارات» بإسناده عن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل في فضل البكاء على الحسين (عليه السلام) قال:
وما من عين أحبّ إلى الله، ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلّا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأدّى حقّنا، وما من عبد يحشر إلّا وعيناه باكية إلّا الباكين على جدّي الحسين، فإنّه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه، والسرور بيّن على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظلّ العرش لا يخافون سوء يوم الحساب يقال لهم: ادخلوا الجنّة، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وإنّ الحور لترسل إليهم: إنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلّدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، الحديث.
والدليل على ما ذكرناه أنّ قوله (عليه السلام) «وأدّى حقّنا»: يفيد أنّ البكاء على الحسين (عليه السلام) أداء حقّ صاحب الأمر وساير الأئمّة سلام الله عليهم أجمعين.
ولعلّ السرّ في ذلك أنّ تسلية المؤمنين أخلاف من مضى منهم تكريم وتعظيم لهم، وتودّد إليهم، ومساعدة معهم بالشركة في مصيبتهم.
وهذه الجملة من حقوق المؤمنين بعضهم على بعض، فإنّ للمؤمن إذا مضى لسبيله آداباً، أمر الشرع بمراعاتها، وهي صنفان: صنف يؤدّى به حقّ الميّت وهو تشييعه وزيارة قبره والاستغفار له والتصدّق عنه والصلاة عليه وذكره بالخير وأمثالها.
وصنف يؤدّي به حقّ الأحياء الباقين بعده، وهو زيارتهم وتعزيتهم والدعاء لهم وموافقتهم في الحزن والمصيبة وبعث الطعام إليهم، وأمثالها ممّا هو صلة لهم وإحسان إليهم، ولاريب في أنّ حقّ الإمام في ذلك أعظم من ساير الأنام.
فإذا بكى المؤمن في مصيبة مولانا المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، أدّى حقّ الإمام الباقي بعده في تلك الواقعة الفاجعة، لأنّه موافقة له ومساعدة معه وتقرّب إليه وتسلية لقلبه، لا أنّه أدّى حقّ الإمام من جميع الجهات في كلّ مقام، فإنّ للإمام وكذا لسائر المؤمنين حقوقاً بحسب تفاوت مراتبهم وشؤونهم، يجب مراعاتها، والوفاء بها في كلّ مقام من المقامات، وفي كلّ حال من الحالات، وفي كلّ شيء من الأشياء.
وقد نبّهوا عليها فيما روي عنهم، لو أردنا صرف العنان إليها صار كتاباً كبيراً وبهذا البيان ظهر معنى قوله (عليه السلام): «وأدّى حقّنا»، وبه يظهر معنى نظائره في ساير الموارد والعبارات، فكن على بصيرة وتذكّر إنشاء الله تعالى(1884).
في فضيلة الصيام لقيام قائم آل محمّد (عليهم السلام)
نقل الشيخ الأقدم الكلينيّ، عن عليّ بن محمّد، عن سهل، عن ابن شمّون، عن الأصم، عن كرّام قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي أن لا آكل طعاماً بنهار حتّى يقوم قائم آل محمّد (عليهم السلام)، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: رجل من شيعتك جعل لله عليه أن لا يأكل طعاماً بالنّهار أبداً حتّى يقوم قائم آل محمّد (عليهم السلام).
فقال:
صم يا كرّام؛ ولا تصم العيدين، ولا ثلاثة أيّام التشريق، ولا إذا كنت مسافراً(1885).
في فضيلة الانتظار
عن مسعدة قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا(1886) متّكئاً على عصاه، فسلم فردّ أبو عبد الله (عليه السلام) الجواب، ثمّ قال: يا بن رسول الله؛ ناولني يدك اقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها، ثمّ بكى.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يبكيك يا شيخ؟
قال: جعلت فداك(1887)؛ أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة(1888)، وقد كبرت سنّي، ودقّ(1889) عظمي، واقترب أجلي، ولا أرى(1890) ما أحبّ أراكم معتلين(1891). فدمعت عينا أبي عبد الله (عليه السلام)، ثمّ قال:
يا شيخ؛ إن(1892) أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت معنا في السنام(1893) الأعلى، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونحن ثقله فقال(1894): إنّي مخلف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلّوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر.
قال (عليه السلام):
يا شيخ؛ إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب عليّ، وعليّ يخرج من صلب محمّد، ومحمّد يخرج من صلب عليّ، وعليّ يخرج من صلب إبني هذا - وأشار إلى موسى (عليه السلام) - وهذا خرج من صلبي، نحن إثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون.
فقال الشيخ: يا سيّدي بعضكم أفضل من بعض؟
قال (عليه السلام):
لا، نحن في الفضل سواء، ولكن بعضنا أعلم من بعض.
ثمّ قال: يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج قائمنا أهل البيت، ألا وإن شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته، هناك يثبت على هداه المخلصين، اللّهم أَعِنْهُمْ عَلى ذلِكَ(1895).
قصيدة ابن عرندس الحلّي (رحمه الله) وبيان فضيلتها
الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّي الشهير بابن العرندس، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) تتمُّ عن تفانيه في ولائهم ومناوئته لأعدائهم، ذكر شطراً منها شيخنا الطريحي في «المنتخب» وجملة منها مبثوثة في المجاميع والموسوعات، وعقد له العلاّمة السماوي في «الطليعة» ترجمة اطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك والمشاركة في العلوم. وأشفع ذلك الخطيب الفاضل اليعقوبي في «البابليّات» وأثنى عليه ثناءً جميلاً، وذكر في «الطليعة» أنّه توفّي حدود 840 بالحلّة الفيحاء، ودفن فيها وله قبر يزار ويتبرّك به(1896).
ومن شعر شيخنا الصّالح رائية اشتهر بين الأصحاب أنّها لم تقرأ في مجلس إلّا وحضره الإمام الحجّة المنتظر صلوات الله عليه، توجد برمّتها في منتخب شيخنا الطريحي(1897).(1898)
ونذكر هاهنا مورداً من حضور الإمام (عليه السلام) عند قراءة الشعر: أنّ الشيخ عبد الزهراء الكعبي الكربلائي (رحمه الله)، المتوفّى 1395، قال له: إنّ يوماً بعد الظهر دخلت صحن الإمام الحسين (عليه السلام) وكان في إحدى ساحات حجرات الصحن الشريف بيّاع كتب دينيّة ولي معه صحبة قديمة، فلمّا أبصرني ناداني، وقال لي: عندي كُتَيّب لعلّه ينفعك، وفيه أشعارٌ هي لك، وثمنها أن تقرأها مرّة عليَّ.
قال الكعبي: فشرعت في قراءة الأشعار الّتي هي ضالّتي، طال ما كنت أطلبها من زمن بعيد، فإذا بسيّد بهيئة السادة الأعراب الّذين يسكنون خارج البلد وقف بحذائي ينصت للقراءة ويبكي، فلمّا وصلتُ إلى قوله:

أيُقتَلُ ظَمْآناً حُسينٌ بكربلا * * * وفي كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أنامِلهِ بَحْرُ

اشتدّ بكاؤه، واتّجه نحو ضريح الحسين (عليه السلام)، يكرّر البيت ويبكي بكاء الثكلى، وبعد ما انتهيتُ عن آخر القصيدة ولم أشعر بالسيّد أثناء القراءة؛ لأنّها كانت غير واضحة الكتابة، نظرت أطلب السيّد فلم أجده، وخرجت خارج الصحن فلم أره، وكلّما حاولت فلم أظفر به، وكأنّه غاب من ساعته عن بصري، وعلمت أنّه الحجّة (عليه السلام)(1899).

طَوايا نِظامي فِي الزَّمانِ لَها نَشْرُ * * * يُعَطِّرُها مِنْ طيبِ ذِكْراكُمُ نَشْرُ
قَصائِدُ ما خابَتْ لَهُنَّ مَقاصِدُ * * * بَواطِنُها حَمْدٌ ظَواهِرُها شُكْرُ
مَطالِعُها تَحْكِي النُّجُومَ طَوالِعاً * * * فَأَخْلاقُها زُهْرٌ وَاَنْوارُها زَهْرُ
عَرائِسُ تُجْلى حينَ تُجْلي قُلُوبَنا * * * أَكاليلُها دُرٌّ وَتيجانُها تِبْرُ
حِسانٌ لَها حَسَّانُ بِالْفَضْلِ شاهِدٌ * * * عَلى وَجْهِها تِبْرٌ يُزانُ بِهَا التِّبْرُ
اُنَظِّمُها نَظْمَ اللَّئالي وَاَسْهَرُ الْ * * * لَيالي لِيَحْيى لي بِها وَبِكُمْ ذِكْرُ
فَيا ساكِني أَرْضِ الطُّفُوفِ عَلَيْكُمُ * * * سَلامُ مُحِبٍّ ما لَهُ عَنْكُمُ صَبْرُ
نَشَرْتُ دَواوينَ الثَّنا بَعْدَ طَيِّها * * * وَفي كُلِّ طِرْسٍ مِنْ مَديحي لَكُمْ سَطْرُ
فَطابَقَ شِعْري فيكُمْ دَمْعَ ناظِري * * * فَمُبْيَضُّ ذا نَظْمٌ وَمُحْمَرُّ ذا نَثْرُ
فَلا تُتْهِمُوني بِالسُّلُوِّ فَإِنَّما * * * مَواعيدُ سُلْواني وَحَقِّكُمُ الْحَشْرُ
فَذُلّي بِكُمْ عِزٌّ وَفَقْري بِكُمْ غِنىً * * * وَعُسْري بِكُمْ يُسْرٌ وَكَسْري بِكُمْ جَبْرُ
تَرِقُّ بُرُوقُ السُّحْبِ لي مِنْ ديارِكُمْ * * * فَيَنْهَلُّ مِنْ دَمْعي لِبارِقِها الْقَطْرُ
فَعَيْنايَ كَالْخَنْساءِ تَجْري دُمُوعُها * * * وَقَلْبي شَديدٌ في مَحَبَّتِكُمْ صَخْرُ
وَقَفْتُ عَلَى الدَّارِ الَّتي كُنْتُمْ بِها * * * فَمَغْناكُمُ مِنْ بَعْدِ مَعْناكُمُ فَقْرُ
وَقَدْ دُرِسَتْ مِنْهَا الدُّرُوسُ وَطالَما * * * بِها دُرِّسَ الْعِلْمُ الْإِلهيُّ وَالذِّكْرُ
وَسالَتْ عَلَيْها مِنْ دُمُوعي سَحائِبٌ * * * إِلى أَنْ تُرَوَّى الْبانُ بِالدَّمْعِ والسِّدْرُ
فَراقَ فِراقُ الرُّوحِ لي بَعْدَ بُعْدِكُمْ * * * وَدارَ بِرَسْمِ الدَّارِ في خاطِرِي الْفِكْرُ
وَقَدْ أَقْلَعَتْ عَنْهَا السَّحابُ وَلَمْ يُجِدْ * * * وَلا دَرَّ مِن بَعْدِ الْحُسَيْنِ لَها دَرُّ
إِمامُ الْهُدى سِبْطُ النُّبُوَّةِ والِدُ الْ * * * أَئِمَّةِ رَبُّ النَّهْيِ مَوْلاً لَهُ الْأَمْرُ
إِمامٌ أَبُوهُ الْمُرْتَضى عَلَمُ الهُدى * * * وَصِيُّ رَسُولِ الله وَالصِّنْوُ وَالصِّهْرُ
إِمامٌ بَكَتْهُ الْإنْسُ وَالْجِنُّ والسَّما * * * وَوَحْشُ الْفَلا وَالطَّيْرُ وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ
لَهُ الْقُبَّةُ الْبَيْضاءُ بِالطَّفِّ لَمْ تَزَلْ * * * تَطُوفُ بِها طَوْعاً مَلائِكَةٌ غُرُّ
وَفيهِ رَسُولُ الله قالَ وَقَوْلُهُ * * * صَحيحٌ صَريحٌ لَيْسَ في ذلِكُمْ نُكْرُ
حُبي بِثَلاثٍ ما أَحاطَ بِمِثْلِها * * * وَلِيٌّ فَمَنْ زَيْدٌ هُناكَ وَمَنْ عَمْرُو؟
لَهُ تُرْبَةٌ فيهَا الشِّفاءُ وَقُبَّةٌ * * * يُجابُ بِهَا الدَّاعي إِذا مَسَّهُ الضُرُّ
وَذُرِّيَّةٌ دُرِّيَّةٌ مِنْهُ تِسْعَةٌ * * * أَئِمَّةُ حَقٍّ لا ثَمانٍ وَلا عَشْرُ
أَيُقْتَلُ ظَمْاناً حُسَيْنٌ بِكَرْبَلا * * * وَفي كُلِّ عُضْوٍ مَنْ أَنامِلِهِ بَحْرُ؟
وَوالِدُهُ السَّاقي عَلَى الْحَوْضِ في غَدٍ * * * وَفاطِمَةٌ ماءُ الْفُراتِ لَها مَهْرُ
فَوالَهْفَ نَفْسي لِلْحُسَيْنِ وَما جَنى * * * عَلَيْهِ غَداةَ الطَّفِّ في حَرْبِهِ الشِّمْرُ
رَماهُ بِجَيْشٍ كَالظَّلامِ قِسِيُّهُ الْ * * * أَهِلَّةُ وَالْخِرْصانُ أَنْجُمُهُ الزُّهْرُ
لِراياتِهِمْ نَصْبٌ وَأَسْيافِهِمْ جَزْمٌ * * * وَلِلنَّقْعِ رَفْعٌ وَالرِّماحُ لَها جَرُّ
تَجَمَّعَ فيها مِنْ طُغاةِ اُمَيَّةٍ * * * عِصابَةُ غَدْرٍ لا يَقُومُ لَها عُذْرُ
وَأَرْسَلَهَا الطَّاغي يَزيدٌ لِيَمْلِكَ الْ * * * عِراقَ وَما أَغْنَتْهُ شامٌ وَلا مِصْرُ
وَشَدَّ لَهُمْ أَزْراً سَليلُ زِيادِها * * * فَحَلَّ بِهِ مِنْ شَدِّ أَزْرِهِمُ الْوِزْرُ
وَأَمَّرَ فيهِمْ نَجْلَ سَعْدٍ لِنَحْسِهِ * * * فَما طالَ فِي الرَّيِّ اللَّعينُ لَهُ عُمْرُ
فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعانِ في أَرْضِ كَرْبَلا * * * تَباعَدَ فِعْلُ الْخَيْرِ وَاقْتَرَبَ الشَّرُّ
فَحاطُوا بِهِ في عَشْرِ شَهْرِ مُحَرَّمٍ * * * وَبيضُ الْمَواضي فِي الْأَكُفِّ لَها شَمْرُ
فَقامَ الْفَتى لَمَّا تَشاجَرَتِ الْقَنا * * * وَصالَ وَقَدْ أَوْدى بِمُهْجَتِهِ الْحَرُّ
وَجالَ بِطَرْفٍ فِي الْمَجالِ كَأَنَّهُ * * * دُجَى اللَّيْلِ في لَأْلاءِ غُرَّتِهِ الْفَجْرُ
لَهُ أَرْبَعٌ لِلرّيحِ فيهِنَّ أَرْبَعُ * * * لَقَدْ زانَهُ كَرٌّ وَما شانَهُ الْفَرُّ
فَفَرَّقَ جَمْعَ الْقَوْمِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ * * * طُيُورُ بُغاثٍ شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ
فَاَذْكَرَهُمْ لَيْلَ الْهَريرِ فَأَجْمَعَ الْ * * * كِلابُ عَلَى اللَّيْثِ الْهُزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا
هُناكَ فَدَتْهُ الصَّالِحُونَ بِأَنْفُسٍ * * * يُضاعَفُ في يَوْمِ الْحِسابِ لَهَا الْأَجْرُ
وَحادُوا عَنِ الْكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ * * * وَجادَ لَهُ بِالنَّفْسِ مِنْ سَعْدِهِ الْحُرُّ
وَمَدُّوا إِلَيْهِ ذُبَّلاً سَمْهَرِيَّةً * * * لِطوُلِ حَياةِ السِّبْطِ في مَدِّها جَزْرُ
فَغادَرَهُ في مارِقِ الْحَرْبِ مارِقُ * * * بِسَهْمٍ لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ نَحْرُ
فَمالَ عَنِ الطِّرْفِ الْجَوادِ أَخُو النَّدَى الْ * * * جَوادُ قَتيلاً حَوْلَهُ يَصْهَلُ الْمُهْرُ
سِنانُ سَنانٍ خارِقٌ مِنْهُ فِي الْحَشا * * * وَصارِمُ شِمْرٍ فِي الْوَريدِ لَهُ شَمْرُ
تَجُرُّ عَلَيْهِ الْعاصِفاتُ ذُيُولَها * * * وَمِنْ نَسْجِ أَيْدِى الصَّافِناتِ لَهُ طِمْرُ
فَرُجَّتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّباقُ وَزُلْزِلَتْ * * * رَواسي جِبالِ الْأَرْضِ وَالْتَطَمَ الْبَحْرُ
فَيالَكَ مَقْتُولاً بَكَتْهُ السَّماءُ دَماً * * * فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الْأَرْضِ بِالدَّمِ مُحْمَرُّ
مَلابِسُهُ فِي الْحَرْبِ حُمْرٌ مِنَ الدِّما * * * وَهُنَّ غَداةَ الْحَشْرِ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ
وَلَهْفي لِزَيْنِ الْعابِدينَ وَقَدْ سَرى * * * أَسيراً عَليلاً لا يُفَكُّ لَهُ أَسْرُ
وَآلُ رَسُولِ الله تُسْبى نِساؤُهُمْ * * * وَمِنْ حَوْلِهِنَّ السِّتْرُ يُهْتَكُ وَالْخِدْرُ
سَبايا بِأَكْوارِ الْمَطايا حَواسِراً * * * يُلاحِظُهُنَّ الْعَبْدُ فِي النَّاسِ وَالْحُرُّ
وَرَمْلَةُ في ظِلِّ الْقُصُورِ مَصُونَةٌ * * * يُناطُ عَلى أَقْراطِهَا الدُّرُّ وَالتِّبْرُ
فَوَيْلُ يَزيدٍ مِنْ عَذابِ جَهَنَّمٍ * * * إِذا أَقْبَلَتْ فِي الْحَشْرِ فاطِمَةُ الطُّهْرُ
مَلابِسُها ثَوْبٌ مِنَ السَّمِّ أَسْوَدُ * * * وَآخَرُ قانٍ مِنْ دَمِ السِّبْطِ مُحْمَرُّ
تُنادي وَأَبْصارُ الْأَنامِ شَواخِصٌ * * * وَفي كُلِّ قَلْبٍ مِنْ مَهابَتِها ذُعْرُ
وَتَشْكُو إِلَى الله الْعَلِيِّ وَصَوْتُها * * * عَلِيٌّ وَمَوْلانا عَلِيٌّ لَها ظَهْرُ
فَلا يَنْطِقُ الطَّاغي يَزيدٌ بِما جَنى * * * وَأَنَّى لَهُ عُذْرٌ وَمِنْ شَأْنِهِ الْغَدْرُ؟
فَيُؤْخَذُ مِنْهُ بِالْقِصاصِ فَيُحْرَمَ النْ * * * عيمَ وَيُخْلى فِي الْجَحيمِ لَهُ قَصْرُ
وَيَشْدُو لَهُ الشَّادي فَيُطْرِبُهُ الْغِنا * * * وَيُسْكَبُ في الْكَأْسِ النُّضارِ لَهُ خَمْرُ
فَذاكَ الْغِنا فِي الْبَعْثِ تَصْحيفُهُ الْعَنا * * * وَتَصْحيفُ ذاكَ الْخَمْرِ في قَلْبِهِ الْجَمْرُ
أَيُقْرَعُ جَهْلاً ثَغْرُ سِبْطِ مُحَمَّدٍ * * * وَصاحِبُ ذاكَ الثَّغْرِ يُحْمى بِهِ الثَّغْرُ
فَلَيْسَ لِأَخْذِ الثَّارِ إِلّا خَليفَةٌ * * * يَكُونُ لِكَسْرِ الدّينِ مِنْ عَدْلِهِ جَبْرُ
تَحُفُّ بِهِ الْأَمْلاكُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ * * * وَيَقْدَمُهُ الْإِقْبالُ وَالْعِزُّ وَالنَّصْرُ
عَوامِلُهُ فِي الدَّارِ عينَ شَوارِعٌ * * * وَحاجِبُهُ عيسى وَناظِرُهُ الْخِضْرُ
تُظَلِّلُهُ حَقّاً عِمامَةُ جَدِّهِ * * * إِذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلَهَا الْجَبْرُ
مُحيطٌ عَلى عِلْمِ النُّبُوَّةِ صَدْرُهُ * * * فَطُوبى لِعِلْمٍ ضَمَّهُ ذلِكَ الصَّدْرُ
هُوَ ابْنُ الْإِمامِ الْعَسْكَرِيِّ مُحَمَّدُ التْ * * * تَقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ الْحَبْرُ
سَليلُ عَلِي الْهادي وَنَجْلُ مُحَمَّدٍ الْ * * * جَوادِ وَمَنْ في أَرْضِ طُوسٍ لَهُ قَبْرُ
عَلِيِّ الرِّضا وَهْوَ ابْنُ مُوسَى الَّذي قَضى * * * فَفاحَ عَلى بَغْدادَ مِنْ نَشْرِهِ عِطْرُ
وَصادِقُ وَعْدٍ إِنَّهُ نَجْلُ صادِقٍ * * * إِمامٍ بِهِ فِي الْعِلْمِ يَفْتَخِرُ الْفَخْرُ
وَبَهْجَةُ مَوْلانَا الْإِمامِ مُحَمَّدٍ * * * إِمامٍ لِعِلْمِ الْأَنْبِياءِ لَهُ بَقْرُ
سُلالَةُ زَيْنِ الْعابِدينَ الَّذي بَكى * * * فَمِنْ دَمْعِهِ يُبْسُ الْأَعاشيبِ مُخْضَرُّ
سَليلُ حُسَيْنِ الْفاطِمِيِّ وَحَيْدَرِ الْ * * * وَصِيِّ فَمِنْ طُهْرٍ نَمى ذلِكَ الطُّهْرُ
لَهُ الْحَسَنُ الْمَسْمُومُ عَمٌّ فَحَبَّذَا الْ * * * إِمامُ الَّذي عَمَّ الْوَرى جُودُهُ الْغَمْرُ
سَمِّيُ رَسُولِ الله وارِثُ عِلْمِهِ * * * إِمامٌ عَلى آبائِهِ نَزَلَ الذِّكْرُ
هُمُ النُّورُ نُورُ الله جَلَّ جَلالُهُ * * * هُمُ التّينُ وَالزَّيْتُونُ وَالشَّفْعُ وَالْوَتْرُ
مَهابِطُ وَحْيِ الله خُزَّانُ عِلْمِهِ * * * مَيامينُ في أَبْياتِهِمْ نَزَلَ الذِّكْرُ
وَأَسْماؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فَوْقَ عَرْشِهِ * * * وَمَكْنُونَةٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْلَقَ الذَّرُّ
وَلَوْلاهُمُ لَمْ يَخْلُقِ الله آدَماً * * * وَلا كانَ زَيْدٌ فِي الْأَنامِ وَلا عَمْرُو
وَلا سُطِحَتْ أَرْضٌ وَلا رُفِعَتْ سَما * * * وَلا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا أَشْرَقَ الْبَدْرُ
وَنُوحٌ بِهِمْ(1900) فِي الْفُلْكِ لَمَّا دَعا نَجا * * * وَغيضَ بِهِ طُوفانُهُ وَقُضِي الْأَمْرُ
وَلَوْلا هُمُ نارُ الْخَليلِ لَما غَدَتْ * * * سَلاماً وَبَرْداً وَانْطَفى ذلِكَ الْجَمْرُ
وَلَوْلا هُمُ يَعْقُوبُ ما زالَ حُزْنُهُ * * * وَلا كانَ عَنْ أَيُّوبَ يَنْكَشِفُ الضُّرُّ
وَلانَ لِداوُدَ الْحَديدُ بِسِرِّهِمْ * * * فَقَدَّرَ في سَرْدٍ يُحيرُ بِهِ الْفِكْرُ
وَلَمَّا سُلَيْمانُ الْبِساطُ بِهِ سَرى * * * اُسيلَتْ لَهُ عَيْنٌ يَفيضُ لَهُ الْقِطْرُ
وَسُخِّرَتِ الرّيحُ الرَّخاءُ بِأَمْرِهِ * * * فَغُدْوَتُها شَهْرٌ وَرَوْحَتُها شَهْرُ
وَهُمْ سِرُّ مُوسى وَالْعَصا عِنْدَما عَصى * * * أَوامِرَهُ فِرْعَوْنُ وَالْتَقَفَ السِّحْرُ
وَلَوْلا هُمُ ما كانَ عيسَى بْنُ مَرْيَمٍ * * * لِعازَرَ مِنْ طَيِّ اللُّحُودِ لَهُ نَشْرُ
سَرى سِرُّهُمْ فِي الْكائِناتِ وَفَضْلُهُمْ * * * وَكُلُّ نَبِيٍّ فيهِ مِنْ سِرِّهِمْ سِرُّ
عَلا بِهِمْ قَدْري وَفَخْري بِهِمْ غَلا * * * وَلَوْلا هُمُ ما كانَ فِي النَّاسِ لي ذِكْرُ
مُصابُكُمُ يا آلَ طه مُصيبَةٌ * * * وَرُزْءٌ عَلَى الْإِسْلامِ أَحْدَثَهُ الْكُفْرُ
سَأَنْدُبُكُمُ يا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي * * * وَأَبْكيكُمُ حُزْناً إِذا أَقْبَلَ الْعَشْرُ
وَأَبْكيكُمُ ما دُمْتُ حَيّاً فَإِنْ أَمُتْ * * * سَتَبْكيكُمُ بَعْدِي الْمَراثِيُ وَالشِّعْرُ
عَرائِسُ فِكْرِ الصَّالِحِ بْنِ عَرَنْدَسٍ * * * قَبُولُكُمُ يا آلَ طه لَها مَهْرُ
وَكَيْفَ يُحيطُ الْواصِفُونَ بِمَدْحِكُمْ * * * وَفي مَدْحِ آياتِ الْكِتابِ لَكُمْ ذِكْرُ
وَمَوْلِدُكُمْ بَطْحاءُ مَكَّةَ وَالصَّفا * * * وَزَمْزَمُ وَالْبَيْتُ الْمُحَرَّمُ وَالْحِجْرُ
جَعَلْتُكُمُ يَوْمَ الْمَعادِ وَسيلَتي * * * فَطُوبى لِمَنْ أَمْسى وَأَنْتُمْ لَهُ ذُخْرُ
سَيُبْلِى الْجَديدانِ الْجَديدَ وَحُبُّكُمْ * * * جَديدٌ بِقَلْبي لَيْسَ يُخْلِقُهُ الدَّهْرُ
عَلَيْكُمْ سَلامُ الله ما لاحَ بارِقٌ * * * وَحَلَّتْ عُقُودُ الْمُزْنِ وَانْتَشَرَ الْقَطْرُ(1901)
* * *

ونذكر في الختام ما رواه المحدّث النوري طاب ثراه: عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضّل بن عمر وداود بن كثير الرقّي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) فرأيناه جالساً على التراب، وعليه مسح(1902) خيبري مطوق بلا جيب مقصّر الكمين، وهو يبكي بكاء الوالهة(1903) الثكلى ذات الكبد الحرى، قد بان الحزن [من] وجنتيه(1904)، وشاع التغيير في عارضيه، وأملت الدموع محجريه(1905) وهو يقول:
سيّدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزّت(1906) منّي راحة فؤادي. سيّدي غيبتك وصلت مصابي بفجايع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني، وأنين يفتر من صدى عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلّا ما مثل لعيني من غوايل أعظمها وأقطعها وبواقي أشدّها وأنكرها، ونوايب مخلوطة بقضائك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل، والحادث الغائل، فظنّنا أنّه أشمت لمكروهة قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكي الله يا بن الورى عينيك، من أيّة حادثة تستذرف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا الماتم؟
قال: فزفر الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه واشتدّ عنها خوفه، فقال:
ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الّذي خصّ الله تقدّس إسمه محمّداً والأئمّة من بعده (عليهم السلام) به، وتأمّلت فيه مولد قائمنا، وغيبته وإبطائه وطول عمره، وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان، وتولّد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم الّتي قال الله تعالى: «وَكُلُّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناُه طائِرَهُ في عُنُقِهِ»(1907) يعني الولاية، فأخذني الرقّة، واستولت عليّ الأحزان، الخبر.
فإذا كان هذا حال الإمام (عليه السلام) في حزنه على ما يرد على الشيعة في غيبته فبالحرى للمؤمن المبتلى بتلك الهلكة أن يطول حزنه، ولا ينام في ليلته يتأسّف دائماً في غيبة إمامه، ويتحسّر لفراقه في آناء ليله وأطراف أيّامه، ويناجي ربّه تارة ويقول:
اللّهم أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى، وَإِلَيْكَ اسْتَعْدي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالْاُولى، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ غَليلَهُ، يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.
ويخاطب إمامه اُخرى ويقول:
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى؟ بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى؟ أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذي طُوى؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى، وَلا أَسْمَعَ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى. عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ دُونَيِ الْبَلْوى، وَلا يَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ دُونَهُمْ ما جَرى.
هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ؟ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا؟ هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى؟ هَلْ إِلَيْكَ يا بن أَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى؟ هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا بَغَدِهِ فَنَحْظى؟
مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى؟ مَتى نَنْتَفِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى؟ مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ مِنْها عَيْناً؟ مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟
أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ الْمَلَأَ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْكافِرينَ وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظَّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.

نرى يدك إبتلت بقائمة العضب(1908) * * * فحتام حتام انتظارك بالضرب
أطلت النوى فاستأمنت مكرك العدى * * * وطالت علينا فيك ألسنة النصب(1909)
إلى م لنا في كلّ يوم شكاية * * * تبحّ بها الأصوات بحاً من الندب(1910)
هلمّ فقد ضاقت بنا سبل القضا * * * من الضيم والأعداء أمنة الرب
وفيت وعهدي أن عزمك لأنّني * * * ولكنّما قد يربض الليث للوثب
احاشيك من غضّ الجفون على القذاء * * * وإن تملاء العينين نوماً على الغلب(1911)
متى ينجلي ليل النوى عن صبيحة * * * نرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب
وفيلقك الجرار غصّت بخيله * * * رحاب الفيا في الملس والأكم الهدب(1912)
عليها كماة عيدها الحرب أفزعت * * * سوابغ داود على أسد غلب(1913)
فديناك أدركنا فإنّ قلوبنا * * * تلظى إلى سلسال منهلك العذب(1914)
متى تشتفي منك القلوب بسطوة * * * تدير على أعداك أرحية الحرب
فقم واملأ الدنيا فدائك أهلها * * * بعدل تقيل الشاة فيه مع الذئب(1915)
واعطف علينا برد عطفك سايسا * * * اُمور جميع الخلق بالعزل والنصب
ودم قاضياً حقّ العليّ بعزائم * * * تهبّ هبوب الريح في الشرق والغرب
ولاحت فأرضت من يواليك وانثنت * * * بسخط على من لا يواليك منصبّ

ويخاطب نفسه مرّة ويقول: ويحك يا نفس؛ إن كنت قد حرمت عن النظرة إلى تلك الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة، ومنعت عن الاقتباس من أنوار علومه الإلهيّة وحكمته المحمّديّة بمرأى من الناس ومسمع منهم، ومحضر من الخلق، ومشهد لهم لمصالح، وحكم تدور عليها نظام العالم، لكنّ أبواب الوصول إليه مفتوحة، ومناهل الظماء لديه مترعة، دخلها قوم لم يسلكوا غير طريقتهم، وشرب منها زمرة لم يشربوا من غير آنيتهم، فارجعي البصر كرّتين تريهم بين النّاس مختفين، فلو شابهتهم في الأعمال والأقوال، وصرت كأحدهم في الأفعال والأحوال كنت معهم عند تقسيم هذا النوال(1916).

* * *

هذا ما وفّقنا الله تعالى لجمعه وتأليفه من الصلوات والدعوات والزيارات و... ببركة مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) الشريف، وأنا العبد الفاني مرتضى، ابن الورع العابد ذي المجد والسداد، السيّد محمّد جواد، المتوفَّى في يوم عاشوراء سنة 1415 ه بعد قراءة زيارة عاشوراء في مجلس العزاء لسيّد الشهداء عليه آلاف التحيّة والثناء، ابن العالم العابد الزاهد السيّد محمّد باقر، ابن العالم الربّاني آية الله العظمى السيّد علي السيستاني أعلى الله مقامه.

فهرس المنابع والمصادر

قرآن كريم
الف
أبواب الجنّات في آداب الجمعات:
لآية الله السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني، مؤسّسة الإمام المهديّ - قم
أسرار الإمامة:
لعماد الدين الحسن بن عليّ الطّبرسيّ، تحقيق وتصحيح: قِسْم الكلام - مشهد المقدّس
الاحتجاج:
للعالم الجليل أحمد بن عليّ الطبرسي، مكتبة المصطفوي - قم
أدب الزائر:
للعلّامة الأميني أعلى الله مقامه، نجف الأشرف
اُصول الكافي:
للمحدّث الكبير الكليني، دار الكتب الإسلاميّة - طهران
إقبال الأعمال:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، مع تعليقات: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
الأمان من أخطار الأسفار والأزمان:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، تحقيق ونشر: مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) - قم
ب
الباقيات الصالحات:
للمحدّث القمي، تعريب: السيّد محمّد رضا النوري النجفي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
بحار الأنوار:
للعلّامة المجلسي، منشورات مكتبة الإسلاميّة - طهران
بشارة الإسلام:
للعالم الجليل السيّد مصطفى الكاظمي، منشورات مكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف
البلد الأمين:
للعالم الجليل الشيخ إبراهيم الكفعمي، مع تعليقات: علاء الدين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
بهجة النظر في إثبات الوصاية والإمامة للأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام):
للسيّد هاشم بن سليمان البحراني، تحقيق وتصحيح: عبد الرحيم مبارك- مشهد المقدّس
ت
تبصرة الولي:
للعلّامة السيّد هاشم البحراني، تحقيق مؤسّسة المعارف الاسلاميّة - قم
التحفة الطوسية:
للمحدّث القمي، انتشارات فؤاد - طهران
التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة:
للسيّد الجليل محمّد الرضي الرضوي - طهران
التشريف بالمنن المعروف بالملاحم والفتن:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن الطاووس، نشر مؤسسّة صاحب الأمر (عليه السلام) - قم
تفسير فرات الكوفي:
لأبي القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، تحقيق: محمّدٍ الكاظم، مؤسّسة الطبع والنشر - طهران
تكاليف الأنام في غيبة الإمام:
للشيخ الجليل الشيخ علي أكبر صدر الإسلام الهمداني، انتشارات بدر - طهران
ث
ثواب الأعمال:
للشيخ الأقدم الصدوق، منشورات مطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف
ج
الجعفريّات المطبوع مع قرب الإسناد:
برواية: محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي من أعلام القرن الرابع، المصحّح والمرتّب: الشيخ أحمد الصادقي الأردستاني، مؤسّسة الثقافة الإسلاميّة لكوشانپور - طهران
جمال الاُسبوع:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، المحقّق: جواد قيّومي الجزه اى الأصفهاني مؤسّسة الآفاق - طهران
جنّات الخلود:
للشيخ الجليل الإمامي الخاتون آبادي، طبع الحجريّ - طهران
جنّة المأوى:
للمحدّث النوري، منشورات مكتبة الإسلاميّة - طهران
جنّة الواقيّة:
المنسوب إلى السيّد الأجلّ المير داماد، الطبع الحجريّ
د
دار السلام:
للعالم الجليل الشيخ محمود العراقي، الإسلاميّة - طهران
دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام:
للمحدّث النوري، انتشارات المعارف الإسلاميّة - قم
الدعوات:
للفقيه المحدّث قطب الدين الراوندي، تحقيق مؤسّسة الإمام المهديّ (عليه السلام) - قم
دلائل الإمامة:
للمحدّث الخبير أبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسّسة البعثة - قم
ر
رساله أربعة أيّام:
للسيّد الأجلّ محمّد باقر الميرداماد، قم
ز
زاد المعاد:
للعلّامة المجلسي، الاسلاميّة - طهران
الزيارة والبشارة:
لآية الله السيّد احمد المستنبط، مطبعة جديد الغريّ - نجف
ص
الصحيفة الحسينيّة:
للميرزا محمّد حسين الشهرستاني الحائري، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة مؤسّسة البعثة، نشر مؤسّسة الحسين (عليه السلام)- طهران
الصحيفة السجّاديّة الجامعة:
مؤسّسة الإمام المهديّ (عليه السلام) - قم
الصحيفة الصادقيّة:
للعلّامة الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعّان، دار المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لإحياء التراث - قم
الصحيفة الهادية والتحفة المهديّة:
العالم الجليل إبراهيم بن المحسن الفيض الكاشاني، مؤسّسة الإمام المهديّ (عليه السلام) - قم
ع
العبقريّ الحسان:
لآية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي، انتشارات دبستاني - طهران
عدّة الداعي:
للعالم الربّاني أحمد بن فهد الحلّي، منشورات مكتبة وجداني - قم
العدد القويّة:
للفقيه الجليل عليّ بن يوسف الحلّي، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، منشورات مكتبة السيّد المرعشي - قم
عمدة الزائر:
لآية الله السيّد حيدر الحسني الكاظمي، دار التعارف للمطبوعات - بيروت
غ
الغدير:
للعلّامة الأميني، منشورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) العامّة - طهران
الغيبة:
لشيخ الطائفة الطوسي، منشورات مكتبة بصيرتي - قم
ف
فتح الأبواب:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، تحقيق: حامد الخفّاف، مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) - قم
فرحة الغري:
للسيّد الجليل النقيب عبد الكريم بن طاووس، مطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف
الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام):
تحقيق مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام)، المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - مشهد المقدّس
فلاح السائل:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، منشورات دار الإسلاميّة - بيروت
فوز أكبر:
لآية الله الشيخ محمّد باقر الفقيه الإيماني، بنياد بعثت - طهران
ق
قصص الأنبياء:
لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، تحقيق: الميرزا غلامرضا عرفانيان اليزدي الخراساني، نشر الهادي - قم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة (عليهم السلام):
لآية الله السيّد أحمد المستنبط، نشر حاذق - قم
ك
كامل الزيارات:
للشيخ الأقدم جعفر بن محمّد بن قولويه، تحقيق: الشيخ جواد القيّومي لجنة التحقيق، نشر الفقاهة - قم
كشف المحجّة:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، منشورات مكتبة الداوري - قم
كفاية الأثر:
تأليف: أبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمي الرازي، انتشارات بيدار،...
الكلم الطيّب:
للعالم الجليل السيّد علي المدني، مكتبة النجاح - طهران
كمال الدين:
للشيخ الأقدم الصدوق، مع تعليقات: علي أكبر الغفّاري، منشورات دار الكتب الاسلاميّة - طهران
م
المجموع الرائق من أزهار الحدائق:
للسيّد هبة الله بن أبي محمّد الحسن الموسوي، تحقيق: حسين درگاهي، مؤسّسة دائرة المعارف الإسلاميّة - طهران
مجمع البحرين:
للعالم المحدّث الفقيه الشيخ فخر الدين الطريحي، مكتب نشر الثقافة الإسلاميّة - طهران
المختار من كلمات الإمام المهدي:
للعالم الجليل الشيخ محمّد الغروي - قم
المزار:
للشيخ الأقدم أبي عبد الله الملقّب بالشيخ المفيد، مؤسّسة الإمام المهديّ (عليه السلام) - قم
المزار:
للشهيد الأوّل، تحقيق: محمود البدري، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم
مزار:
للعالم الجليل آقا جمال الخوانساري، قم
المزار الكبير:
للشيخ الأقدم أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي، تحقيق: جواد القيّومي الأصفهاني نشر القيّوم - قم
مستدرك الوسائل:
للمحدّث النوري، تحقيق مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) - قم
المصباح:
للعالم الجليل الشيخ إبراهيم الكفعمي، مع تعليقات: الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مؤسّسة الأعلمي - بيروت
مصباح الزائر:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن موسى بن طاووس، مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) - قم
مصباح المتهجّد:
لشيخ الطائفة الطوسي، مؤسّسة فقه الشيعة - بيروت
معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرّسول والبتول (عليهم السلام):
لمحمّد بن عزّ الدّين يوسف بن الحسن الزّرنديّ، تحقيق وتصحيح: عبد الرحيم مبارك، سيّد علي أشرف، مشهد المقدّس
معادن الحكمة:
للشيخ محمّد بن الفيض الكاشاني، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم
مفاتح الغيب:
للعلّامة المجلسي، الآستانة المقدّسة الرضويّة - مشهد
مفاتيح الجنان:
للمحدّث القمي، تعريب: السيّد محمّد رضا النوري النجفي، مؤسّسة الأعلمي
للمطبوعات - بيروت
مفتاح الجنّات:
لآية الله السيّد محسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات - بيروت
مفتاح الفلاح:
للشيخ الأجلّ بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم
المقام الأسنى:
للعالم الجليل الشيخ إبراهيم الكفعمي، تحقيق: الشيخ فارس الحسّون، مؤسّسة قائم آل محمّد (عجّل الله فرجه) - قم
مكارم الأخلاق:
للشيخ الجليل حسن بن الفضل الطبرسي، تحقيق: علاء آل جعفر، منشورات مؤسّسة النشر الإسلامي - قم
مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم:
لآية الله السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني، مؤسّسة الإمام المهديّ (عليه السلام) - قم
المنتخب:
للشيخ العالم الجليل فخرالدين الطريحي، منشورات الشريف الرضي - قم
منهاج العارفين:
للعالم الجليل محمّد حسن السمناني، مكتبة المحمودي - طهران
مهج الدعوات:
للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس، دار الكتب الإسلاميّة - طهران
موسوعة الأدعية:
إعداد: جواد القيّومي الأصفهاني، مؤسّسة الطبع التابعة للآستانة الرضويّة المقدّسة - مشهد المقدّس
ن
النجم الثاقب:
للمحدّث النوري، ترجمة السيّد ياسين الموسوي، منشورات أنوار الهدى - قم
نُزهة الزاهد:
لعالم من أعلام القرن السادس، تحقيق: رسول جعفريان، نشر أهل قلم - طهران
و
وسائل الشيعة:
للمحدّث المتبحّر الشيخ حرّ العاملي، دار احياء التراث العربي - بيروت


 

 

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) كمال الدين وتمام النعمة، تأليف: الشيخ العالم الأقدم الصدوق (رحمه الله).
(2) إقبال الأعمال، تأليف: السيّد العالم الأجلّ عليّ بن موسى بن الطاووس (رحمه الله).
(3) مكارم الأخلاق، تأليف: الشيخ العالم الجليل أبي نصر الحسن الطبرسي (رحمه الله).
(4) ثواب الأعمال، تأليف: الشيخ العالم الأقدم الصدوق (رحمه الله).
(5) الف - دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام، تأليف: المحدّث النوري (رحمه الله).
 ب - دار السلام، تأليف: الشيخ العالم محمود العراقي (رحمه الله).
(6) جنّات الخلود، تأليف: الشيخ العالم الإمامي الخاتون آبادي (رحمه الله).
(7) المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى، تأليف: الشيخ العالم الجليل‏ إبراهيم الكفعمي (رحمه الله).
(8) جنّة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجّة (عليه السلام) أو معجزته (عليه السلام) في الغيبة الكبرى، تأليف: المحدّث النوري (رحمه الله).
(9) يس: 58.
(10) تكاليف الأنام في غيبة الإمام، تأليف: الشيخ الحجّة صدر الإسلام علي أكبر الهمداني (رحمه الله).
(11) الكلم الطيّب في الأدعية والأحراز، تأليف: العالم الجليل السيّد علي خان المدني (رحمه الله).
(12) بحار الأنوار، تأليف: العلّامة المجلسي (رحمه الله).
(13) المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات والأحراز والعوذات، تأليف: الشيخ العالم الجليل إبراهيم الكفعمي (رحمه الله).
(14) النور: 35.
(15) منهاج العارفين ومعراج العابدين، تأليف: الشيخ العالم محمّد حسن السمناني (رحمه الله).
(16) باب السعادة في أهمّ ما يعمل في اليوم والأسبوع والسنة، تأليف: الشيخ العالم الفيض الكاشاني (رحمه الله).
(17) النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب، تأليف: المحدّث النوري (رحمه الله)، تعريب: السيّد ياسين الموسوي.
(18) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، تأليف: السيّد العالم الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله).
(19) الجُنّة الواقية: المنسوب إلى السيّد الأجلّ الميرداماد (رحمه الله)، وكذا إلى الشيخ الأجلّ الكفعمي.
(20) الباقيات الصالحات في الأدعية والصلوات والمندوبات، تأليف: المحدّث القمي (رحمه الله).
(21) زاد المعاد، تأليف: العلّامة المجلسي (رحمه الله).
(22) الشعراء: 88.
(23) فلاح السائل، تأليف: السيّد العالم الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله).
(24) مصباح المتهجّد، تأليف: شيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله).
(25) مفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة، تأليف: الشيخ الأجلّ بهاء الدين العاملي (رحمه الله).
(26) فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب، تأليف: السيّد العالم الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله).
(27) تبصرة الوليّ فيمن رأى القائم المهديّ (عليه السلام)، تأليف: العلّامة السيّد هاشم البحراني (رحمه الله).
(28) مفاتح الغيب في الاستخارة، تأليف: العلّامة المجلسي (رحمه الله).
(29) العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة، تأليف: الشيخ الجليل رضي الدين عليّ المطهّر الحلّي (رحمه الله).
(30) يوسف: 88.
(31) بناءً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن وكذا أخبار من بلغ لا تلزم الدقّة في أسناد الأدعية والزيارات. ولكنّه لا يجوز أن نجعل قاعدة التسامح في أدلّة السنن وأخبار من بلغ‏ دليلاً لنقل الأدعية والزيارات المجعولة. وكذا لا يجوز أن نستدلّ بهما لصحّة قراءتنا لتلك الأدعية والزيارات، بل علينا الاحتراز من الرجوع إلى المجعولات، إذ مضافاً إلى أنّ كثيراً منها مشتملة على الأغلاط، لا احتياج لنا للرجوع إليها، لكثرة الأدعية والزيارات الصحيحة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
مع الالتفات إلى هذه الجهة لا نذكر قسماً من الأدعية والزيارات الّتي لا توجد في المنابع المعتبرة ونذكر في هذا الكتاب الصلوات والأدعية والزيارات الّتي موجودة في المصادر القديمة والكتب المعتبرة.
(32) دار السلام: 137/2.
(33) المزّمّل: 19.
(34) المزّمّل: 20.
(35) الحبتر كناية عن أوّل غاصب لحقّ الخلفاء الإلهيّة، البحار: 336/35.
(36) البحار: 306/95.
(37) الفجر: 4.
(38) البحار: 78/24.
(39) يوسف: 87.
(40) العدد القويّة: 78.
(41) الإسراء: 97.
(42) البقرة: 269.
(43) الكافي: 185/1.
(44) الكافي: 185/1.
(45) الكافي: 185/1.
(46) التغابن: 8.
(47) الكافي: 194/1.
(48) غافر: 60.
(49) النساء: 32.
(50) القصص: 56.
(51) الكافي: 163/1.
(52) العنكبوت: 69.
(53) مكيال المكارم: 180/2.
(54) الاحتجاج: 322/2.
(55) الغيبة للنعماني: 137.
(56) إثبات الوصيّة: 221.
(57) البحار: 35/94.
(58) النجم الثاقب: 487/2.
(59) البحار: 323/7.
(60) دار السلام: 175/3.
(61) البحار: 380/93.
(62) الكافي: 468/2.
(63) الكافي: 468/2.
(64) الكافي: 469/2.
(65) الكافي: 469/2.
(66) الكافي: 470/2.
(67) الكافي: 470/2.
(68) الكافي: 469/2.
(69) عدّة الداعي: 11.
(70) آل عمران: 39 38.
(71) إبراهيم: 39.
(72) البقرة: 186.
(73) غافر: 60.
(74) غافر: 60.
(75) التوبة: 114.
(76) الكافي: 466/2.
(77) الكافي: 466/2.
(78) الكافي: 466/2.
(79) الكافي: 467/2.
(80) الكافي: 467/2.
(81) الكافي: 468/2.
(82) الكافي: 468/2.
(83) الكافي: 468/2.
(84) الكافي: 468/2.
(85) الكافي: 469/2.
(86) الكافي: 470/2.
(87) الكافي: 470/2.
(88) الكافي: 471/2.
(89) أحدكم، خ.
(90) الكافي: 471/2.
(91) الكافي: 472/2.
(92) الكافي: 477/2.
(93) الكافي: 478/2.
(94) الكافي: 472/2.
(95) الكافي: 472/2.
(96) المختار من كلمات الإمام المهدي (عليه السلام): 603/1.
(97) البحار: 322/93، عن مصباح الشريعة: 14.
(98) البحار: 313/93.
(99) الكافي: 503/2.
(100) البحار: 315/93.
(101) البحار: 54/94.
(102) البحار: 312/93 و316.
(103) البحار: 316/93.
(104) البحار: 22/94.
(105) المائدة: 35.
(106) المائدة: 35.
(107) تفسير الصافي: 441/1.
(108) البحار: 318/93.
(109) البحار: 323/93.
(110) المؤمنون: 51.
(111) البحار: 372/93.
(112) البحار: 373/93.
(113) البحار: 358/93.
(114) البحار: 373/93.
(115) البحار: 373/93.
(116) البحار: 321/93.
(117) البحار: 320/93.
(118) البحار: 373/93.
(119) البحار: 328/73.
(120) غافر: 60.
(121) الروم: 6.
(122) البحار: 323/93.
(123) المختار من كلمات الإمام المهدي: 238/1.
(124) البحار: 373/93.
(125) الكافي: 474/2.
(126) البحار: 374/93.
(127) البحار: 374/93.
(128) الكافي: 475/2.
(129) الكافي: 475/2.
(130) البحار: 374/93.
(131) البحار: 374/93.
(132) البحار: 374/93.
(133) البحار: 374/93.
(134) مريم: 48.
(135) البحار: 375/93.
(136) البحار: 375/93.
(137) البحار: 375/93.
(138) المصباح للكفعمي: 1002.
(139) مهج الدعوات: 412.
(140) البحار: 248/70.
(141) دار السلام: 150/3.
(142) البحار: 165/78.
(143) دار السلام: 150/3.
(144) دار السلام: 315/3.
(145) جمال الاُسبوع: 307.
(146) فلاح السائل: 44.
(147) مكيال المكارم: 438/1.
(148) بوستان ولايت: 18/2.
(149) ما ذكره أعلى الله مقامه مروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد نقل الرواية آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي (رحمه الله) في كتابه: «گلزار اكبري».
(150) آية الله، المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي من العلماء الربّانيّين في المشهد المقدّس؛ وكانت لمرحوم والدي المعظّم رفاقة خالصة معه.
(151) مكيال المكارم: 68/2.
(152) مكيال المكارم: 303/1.
(153) مكيال المكارم: 514/1.
(154) المائدة: 101.
(155) مكيال المكارم: 307/1.
(156) النساء: 86.
(157) مكيال المكارم: 333/1.
(158) دار السلام: 45/4.
(159) النجم الثاقب: 511/2.
(160) مكيال المكارم: 34/2.
(161) النور: 36.
(162) مكيال المكارم: 52/2.
(163) وسائل الشيعة: 567/11.
(164) الخصال: 635/2.
(165) التوبة: 60.
(166) مكيال المكارم: 169/2.
(167) جمال الاُسبوع: 29.
(168) النجم الثاقب: 139/2.
(169) نذكر إنشاء الله أعمال مسجد الكوفة - لكثرتها - في خاتمة الكتاب.
(170) نذكر إنشاء الله أعمال مسجد السهلة - لكثرتها - في خاتمة الكتاب.
(171) إعلم أنّ قضيّة مسجد المقدّس في جمكران الّتي وقعت لحسن بن مثلة في اليقظة تدلّ على مكانة السيّد أبو الحسن الرّضا وعلوّ مقامه أعلى الله مقامه، لأنّ في عصره أولاد الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) كانوا كثيرين موجودين في قم، وانتخاب الإمام (عليه السلام) له من بينهم يدلّ على علوّ شأنه وأهميّة موقعيّته.
وبقعته العالية موجودة إلى الآن في قم شارع آذر، ويزوره النّاس فيها، ويحسن لمن يتشرّف في مسجد جمكران أن يزوره مهما أمكن في مزاره الشريف، ويلزم على مجاوريه كثرة الاهتمام بزيارته والاحترام ببقعته الشريفة.
(172) نذكر كيفيّة الصلاة في المسجد المقدّس في جمكران في الباب الأوّل من هذا الكتاب.
(173) بحار الأنوار: 230/53، النجم الثاقب: 51/2.
(174) البحار: 269/77.
(175) إرجع إلى كتاب آخر للمؤلّف: «دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)».
(176) شرح غرر الحكم: 185/1.
(177) شرح غرر الحكم: 229/3.
(178) يوسف: 92.
(179) شرح غرر الحكم: 305/5.
(180) إرجع إلى باب الزيارات (12) من هذا الكتاب.
(181) إرجع إلى باب الزيارات (12) من هذا الكتاب.
(182) البحار: 153/52.
(183) طه: 12.
(184) نهج البلاغة: كلمات القصار: 295.
(185) البحار: 349/39.
(186) البحار: 135/72.
(187) دار السلام للعراقي: 317. نذكر هذه القضيّة بتمامها في باب التوسّل إلى مولانا بقيّة الله صلوات الله عليه (11) من هذا الكتاب.
(188) الإسراء: 3.
(189) البحار: 10/8.
(190) أي: زيارة الندبة، نذكرها في باب الزيارات.
(191) البحار: 174/53.
(192) يوسف: 97.
(193) البحار: 122/52.
(194) البحار: 143/77.
(195) البحار: 140/52.
(196) البحار: 133/52.
(197) البحار: 121/27 وج 38/68.
(198) البحار: 336/95.
(199) البحار: 156/51.
(200) البقرة: 148.
(201) جامع أحاديث الشيعة: 355/19.
(202) صفراء، خ.
(203) بقولهم، خ.
(204) إثبات الوصيّة: 52، جامع أحاديث الشيعة: 328/19.
(205) وسائل الشيعة: 33/11.
(206) البحار: 313/45.
(207) التغابن: 8.
(208) الكافي: 194/1.
(209) البحار: 243/46.
(210) البحار: 244/46.
(211) كمال الدين: 390/2.
(212) القطرة من بحار مناقب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والعترة (عليهم السلام): 536/2.
(213) البحار: 212/34.
(214) البحار: 91/51.
(215) كفاية الأثر: 158، البحار: 337/36 و109/51.
(216) البحار: 131/51.
(217) امّ القائم (عليهما السلام) هي من أولاد ملك الروم وللاتّصال ببيت الوحي (عليهم السلام) ألبست لباس الإماء ودخلت في جمعهنّ، واكتسبت لياقة صيرورتها اُمّ القائم (عليهما السلام). ولارتدائها لباس الإماء واسارتها معهنّ يقال لها في الروايات: خير الإماء.
(218) البحار: 36/51.
(219) الغيبة النعماني: 229.
(220) البحار: 121/51.
(221) البحار: 115/51.
(222) نهج البلاغة فيض الإسلام: خطبة 26 ص 92.
(223) الغيبة للنعماني: 273.
(224) البحار: 394/36/241/24/139/51.
(225) الغيبة للنعماني: 273، البحار: 148/51. نسب الرواية في عقد الدرر وكذا غير هذه الرواية المرويّة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) إلى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وهو لا يصحّ بدليل سند الرواية، وعلّة اشتباهه اشتراك الإمامين (عليهما السلام) في الكنية.
(226) فلاح السائل: 170.
(227) بحار الأنوار: 81/86.
(228) الغيبة للنعماني: 180، كمال الدين: 370، البحار: 152/51، إلزام الناصب: 221/1.
(229) إلزام الناصب: 271/1.
(230) الغدير: 361/2. نقل العلّامة المجلسي رحمة الله عليه نحو هذه الرواية في بحار الأنوار: 154/51.
(231) إلزام الناصب: 271/1.
(232) الدعوات للراوندي: 89، مستدرك الوسائل: 382/6.
(233) برح الخفاء: وضح الأمر كأنّه ذهب السّتر وزال.
(234) جمال الاُسبوع: 181، البحار: 190/91، الوسائل: 298/5.
(235) جنّة المأوى: 231.
(236) النعمانيّة: بلد بين واسط وبغداد.
(237) جنّة المأوى: 270.
(238) جنّات الخلود: 41، مكارم الأخلاق: 118/2، البحار: 356/91 وفي الباقيات الصالحات: 250.
(239) أقول: هذا ما قدّر لأحمد بن إبراهيم! ولا يحمل حكمه على جميع الشيعة، لأنّه سأل بعض آخر عن الشيخ العمري (رحمه الله) هذه الحاجة، فقضى مسألته، وهو ما قاله الزهري:
طلبت هذا الأمر طلباً شافياً حتّى ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته، فسألته بعد ذلك عن صاحب الزّمان (عليه السلام)، قال: ليس إلى ذلك وصول، فخضعت له، فقال لي: بكر بالغداة.
فوافيت، فاستقبلني ومعه شابّ من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحاً، وفي كمّه شيء كهيئة التجّار، فلمّا نظرت إليه دنوت من العمري، فأومئ إليه فعدلت إليه وسألته، فأجابني عن كلّ ما أردت. ثمّ مرّ ليدخل الدار وكانت من الدور الّتي لا يكترث بها، فقال العمري: إن أردت أن تسأل فاسأل، فإنّك لا تراه بعد ذا... (الاحتجاج: 297/2)
(240) البحار: 174/53. ونذكر الزيارة بتمامها في باب الزيارات إن شاء الله تعالى.
(241) أبي البغل، خ.
(242) عن، خ.
(243) أبو منصور بن الصالحان: هو الّذي ولى الوزارة من قبل شرف الدولة وبهاء الدولة في أيّام القادر بالله العبّاسي مراراً.
(244) على المبيت، المبيت، خ.
(245) أبا جعفر القيّم، خ.
(246) من البحار.
(247) بينما، خ.
(248) من البحار.
(249) من البحار.
(250) من البحار.
(251) ليس في البحار.
(252) بياض، خ.
(253) محنّك بها ذؤابة، محنّك وذؤابة خ.
(254) ليس في البحار.
(255) يا أبا الحسين بن أبي البغل، خ.
(256) ليس في البحار.
(257) من البحار.
(258) من البحار.
(259) غمّي، خ.
(260) ما شئت، خ.
(261) ولتضع، خ.
(262) من البحار.
(263) شغلت، خ.
(264) إلى ابن جعفر، خ.
(265) من البحار.
(266) لعلّ بات هنا، خ.
(267) في نسخة زيادة: عندي.
(268) فخرج إلى عندي من بيت الرتب.
(269) فافتحها، فافتحتها، خ.
(270) من البحار.
(271) مراراً، خ.
(272) الكوخ، خ.
(273) ليس في البحار.
(274) ومنتهى الصدق، خ.
(275) صاحب الزمان أرواحنا فداه، خ.
(276) تبصرة الولي: 192، ونحوه في البحار: 349/91، وفي دلائل الإمامة: 551، وفي مستدرك الوسائل: 308/6.
(277) العبقريّ الحسان: 129/1 المسك الأذفر، دار السلام للعراقي: 192.
(278) القصص: 5.
(279) مفاتيح الجنان: 117، الكلم الطيّب: 83، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط):670 باختلاف.
(280) التحفة الرضويّة: 134.
(281) دار السلام للعراقي: 197.
(282) جمال الاُسبوع: 29.
(283) حسين بن أحمد، خ.
(284) تذكر في الدعاء إسم الإمام الّذي تهدي الصلاة إليه.
(285) زيادة من البحار والمصباح.
(286) جمال الاُسبوع: 34، الدعوات للراوندي: 108، مصباح المتهجّد: 322، مستدرك الوسائل: 345/6.
(287) التحفة الرضويّة: 135.
(288) تكاليف الأنام في غيبة الإمام: 251.
(289) مهج الدعوات: 351، مستدرك الوسائل: 75/6، مكارم الأخلاق: 135/2، المصباح: 522 بتفاوت يسير.
(290) مكيال المكارم: 410/2.
(291) الدعوات: 89، نجم الثاقب: 389، مكيال المكارم: 411/2.
(292) الهشيم، خ.
(293) إقبال الأعمال: 181، مصباح المتهجّد: 816، المزار الكبير: 199.
(294) مصباح المتهجّد: 830.
(295) فيا لا، خ.
(296) كَرَمِكَ، خ.
(297) مصباح المتهجّد: 831.
(298) الصفّ: 4.
(299) زاد المعاد: 487، مصباح الزائر: 454، كتابٌ في الزيارات والأدعية (المخطوط): 181. إنّما نقل بعض الأعاظم هذا الدعاء في باب الزيارات، لأنّه بمنزلة البيعة مع الإمام صلوات الله عليه.
(300) مبسوط، مبسوطة، خ.
(301) وعجّل فرج آل محمّد، خ.
(302) مفتاح الفلاح: 206، هديّة الزائرين: 683، البحار: 45/86. وفي مصباح المتهجّد: 53 والمجموع الرائق: 230/1 بتفاوت يسير.
(303) منهاج العارفين: 108.
(304) مفتاح الفلاح: 185.
(305) مكيال المكارم: 13/2.
(306) اللأواء: المحنة والشدّة.
(307) دار السلام: 266/2.
(308) مصباح المتهجّد: 368، البحار: 77/86 و363/89، مستدرك الوسائل: 96/5، مقباس المصابيح: 94، وفي الصحيفة الصادقيّة: 169 يدعو بها مائة مرّة في يوم الجمعة وغيره.
(309) في بعض النسخ: يا بدل أَيْ.
(310) أي جامع، خ.
(311) السّادات، خ.
(312) يا فكّاك، خ.
(313) وليّك، خ.
(314) صيّرهم، خ.
(315) مكيال المكارم: 11/2، مستدرك الوسائل: 93/5، مقباس المصابيح: 71.
(316) دابّة، خ.
(317) فلاح السائل: 170، عنه البحار: 62/86 ح 1، وفي المصباح: 48 والبلد الأمين: 27 بتفاوت.
(318) مكيال المكارم: 11/2.
(319) مكيال المكارم: 11/2.
(320) منك، خ.
(321) لا يعزب: أي لا يغيب عن علمك.
(322) فلاح السائل: 199، وفي المصباح: 51 والبلد الأمين: 35 بتفاوت.
(323) الرحمن: 29.
(324) البحار: 82/86.
(325) أسرار الإمامة: 459.
(326) مكيال المكارم: 7/2.
(327) وبالقرآن كتاباً وبالكعبة قبلة، خ.
(328) تحبّ، خ.
(329) مكيال المكارم: 3/2، جامع أحاديث الشيعة: 83/6 و85، ونحوه في نزهة الزاهد: 91.
(330) مكيال المكارم: 3/2.
(331) باسمك، خ.
(332) رجل غارم: عليه دين.
(333) المرضى، خ.
(334) نار الحرب ونائرتها: شرّها وهيجها.
(335) لعناتك، خ.
(336) وخوّنا، خ.
(337) تباين الرجل إذا انفصلا.
(338) حجّتك، خ.
(339) ارهج الغبار: أثاره.
(340) الأود: العوج والثقاف هو تقويم المعوج.
(341) تصدّى، خ.
(342) مستدرك الوسائل: 60/5.
(343) سرور العارفين: 66.
(344) في نفسي ولا في أهلي ولا في مالي ولا ولدي، خ.
(345) مكارم الأخلاق: 35/2، وفي مصباح المتهجّد: 58؛ الصحيفة الصادقيّة: 178؛ البلد الأمين: 26 ومستدرك الوسائل: 77/5 بتفاوت يسير.
(346) مكيال المكارم: 6/2.
(347) مولاي، خ.
(348) اللّهم اجعلني من أشياعه وأنصاره، خ.
(349) الغرّة: النفيس من كلّ شيء، والغرّة: العمل الصالح، وكلّ شيء تُرفع قيمته فهو غرّة.
(350) الروم: 41.
(351) هذه، خ.
(352) البحار: 61/86، الصحيفة الصادقيّة: 180، مستدرك الوسائل: 74/5، مقباس المصابيح: 58.
(353) يُدْعى في عقيب، خ.
(354) مصباح المتهجّد: 139.
(355) مكيال المكارم: 14/2.
(356) المصباح: 75.
(357) مفتاح الفلاح: 661.
(358) سجدة، خ.
(359) فيها، خ.
(360) وآله، خ.
(361) مصباح المتهجّد: 145.
(362) جمال الاُسبوع: 121.
(363) كبير، خ.
(364) مصباح المتهجّد: 265 وص 257 بتفاوت يسير، البحار: 341/90.
(365) المصباح: 177.
(366) مكيال المكارم: 31/2.
(367) تراءى لي: أي تصدّى لأراه.
(368) بيد من وشى، خ.
(369) مهج الدعوات: 334.
(370) مهج الدعوات: 336، جنّة المأوى: 227.
(371) القمر: 12 - 10.
(372) وَتَنْصُرَني، خ.
(373) الذَّبح - بالفتح -: مصدر ذبحت الشاة، والذِّبح - بالكسر -: ما يذبح.
(374) حَتَّى، خ.
(375) مريم: 52.
(376) ص: 35.
(377) الأنبياء: 83.
(378) الأنبياء: 87.
(379) النمل: 42.
(380) مريم: 5 و6.
(381) التحريم: 11.
(382) التحريم: 12.
(383) الرعد: 39.
(384) يونس: 88.
(385) يونس: 89.
(386) الصافّات: 75.
(387) الأعراف: 196.
(388) مهج الدعوات: 337.
(389) أبواب الجنّات: 142.
(390) من البحار.
(391) يحفر، خ.
(392) جمال الاُسبوع: 36.
(393) النحل: 90.
(394) الوسائل: 38/5.
(395) تكاليف الأنام في غيبة الإمام: 197.
(396) العبقريّ الحسان: 101/2 الياقوت الأحمر.
(397) العبقريّ الحسان: 198/2 الياقوت الأحمر.
(398) الشذو: ريح المسك.
(399) دار السلام: 224/2.
(400) زاد المعاد: 491.
(401) مكيال المكارم: 93/2.
(402) منهاجه، خ.
(403) أوصيائه، خ.
(404) قال في مكيال المكارم: أنّ قوله وعرجت به: موافق للنسخة الّتي نقلها العالم الربّاني الحاج ميرزا حسين النوريّ (رحمه الله) في كتاب تحيّة الزائر عن كتاب المزار القديم، ومزار الشيخ محمّد بن المشهديّ (رحمه الله)، ومصباح الزائر للسيّد بن طاووس (رحمه الله)، ومأخذ الكلّ كتاب محمّد بن عليّ بن أبي قرّة، لكن قد وقعت في زاد المعاد: وعرجت بروحه.
والظاهر أنّه تصحيف وقع في المصباح الّذي نقل منه المجلسيّ (رحمه الله)، ثمّ اشتهر وصار سبباً لشبهة بعض القاصرين والمعاندين، مع أنّ المعراج الجسماني من ضروريّات المذهب بل الدين، وتواترت به الروايات الطاهرين (عليهم السلام) ونطق به القرآن المبين.
تنبيه نبيه: قد اُلهمت عند تأمّلي في تلك العبارة أنّ هذا الدعاء بنفسه يشهد ويدلّ على أنّ الأصل الصحيح هو ما نقلناه وذكرناه، وأنّ في عبارة زاد المعاد تصحيفاً لعلّه وقع من بعض أهل العناد، وجه الدلالة والاستشهاد:
أنّ اقتران كلمة وسخّرت له البراق بقوله: وعرجت به يظهر منه بالتأمّل التامّ لأولي الأفهام صحّة ما قلنا، لأنّ عروج الروح لا حاجة به إلى البراق، ولا يخفى ذلك على من سلم قلبه من الشرك والنفاق.
وإن قيل: إنّ المقام مقام تعداد فضائل سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والعطف بالواو لا يقتضي كون العروج إلى السماء بتوسّط البراق.
قلنا: فالعبارة على فرض كونها بروحه لا تدلّ على نفي المعراج الجسماني، لأنّه فضيلة لا ينافي ثبوتها ثبوت فضيلة اُخرى لسيّد الورى. (مكيال المكارم: 100/2)
(405) آل عمران: 97 96.
(406) الأحزاب: 33.
(407) الشورى: 23.
(408) سبأ: 47.
(409) الفرقان: 57.
(410) ذحول: جمع ذحل وهو الثأر.
(411) المهتدين، خ.
(412) المستظهرين، خ.
(413) الشّائقون، خ.
(414) الفقرة الأخيرة من الدعاء موجودة في كثير من الكتب، كإقبال الأعمال للسيّد الأجلّ عليّ بن طاووس ص 608، تحفة الزائر (طبع الحجري غير مرقّم) وزاد المعاد كلاهما للعلّامة المجلسي ص 502، الصحيفة الهادية للعالم الجليل الشيخ إبراهيم بن المحسن الكاشاني ص 87، مفتاح الجنّات للعالم الجليل السيّد محسن الأمين 255/3، تكاليف الأنام لصدر الإسلام الهمداني ص 195، عمدة الزائر لآية الله السيّد حيدر الكاظمي ص 358، فوز أكبر للعلّامة الميرزا محمّد باقر الفقيه الإيماني ص 124، مكيال المكارم للعلّامة السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني 99/2، منهاج العارفين للعلّامة السمناني ص 159، ضياء الصالحين ص 542، الصحيفة الصادقيّة ص 728، هديّة الزائرين للمحدّث القمي ص 648 وفي ملحقات جمال الاُسبوع نشر دار الذخائر.
(415) وأكبر، وأكرم، خ.
(416) تحفة الزائر: طبع الحجري غير مرقّم، زاد المعاد: 491، وفي مصباح الزائر: 446 بتفاوت يسير.
(417) ما، خ.
(418) الصحيفة الصادقيّة: 729.
(419) البلد الأمين: 110، وفي البحار: 331/89 بتفاوت.
(420) صلواتك، خ.
(421) مصباح المتهجّد: 284.
(422) مصباح المتهجّد: 387.
(423) البلد الأمين: 112، ونحوه في البحار: 331/89.
(424) بحار الأنوار: 65/90، هدية الزائرين: 651.
(425) ليس في البحار.
(426) ليس في البحار.
(427) الأعراف: 56 - 54.
(428) التوبة: 129 128.
(429) من البحار.
(430) من البحار.
(431) جمال الاُسبوع: 260. جامع الأحاديث الشيعة: 508/6.
(432) إقبال الأعمال: 585، البحار: 6/91.
(433) اسكننيها، خ.
(434) من البحار.
(435) ابنة، خ.
(436) لا تحاشنّ، خ. أقول: خاشنه: ضدّ لاينه، حاشنه: شاتمه وسابّه.
(437) فلم اجسر، خ.
(438) جمال الاُسبوع: 301.
(439) أَفْلَجَ فلاناً على خصمه: غَلَبه وفضَله.
(440) مِنْ نورك، البحار.
(441) الكافرين، خ.
(442) ما مُحِي، خ.
(443) من البحار.
(444) كلّ جبّار، خ.
(445) مصباح المتهجّد: 406، البلد الأمين: 120، المصباح: 725، دلائل الإمامة: 549، ونحوه في جمال الاُسبوع: 304.
(446) النجم الثاقب: 468/2.
(447) مكيال المكارم: 73/2.
(448) الكوى، خ.
(449) العتمة، خ.
(450) درج، خ.
(451) بيده، خ.
(452) فبهذا، خ.
(453) فلا أعود، خ.
(454) النوم، خ.
(455) فأصدق، خ.
(456) لكيلا، خ.
(457) تبصرة الولي: 76.
(458) جمال الاُسبوع: 277، الصحيفة الصادقيّة: 929، جامع أحاديث الشيعة: 57/7 والبحار: 91/90.
(459) تقول، خ.
(460) واسلك، خ.
(461) لي، خ.
(462) مصباح المتهجّد: 366، جمال الاُسبوع: 256، البحار: 251/89، أبواب الجنّات: 183.
(463) مكيال المكارم: 378/2، المصباح: 585، ثواب الأعمال: 107.
(464) في الركعة الاُولى، خ.
(465) وسورة الإخلاص، خ.
(466) الذكر لله، خ.
(467) معهم، خ.
(468) أهل بيت محمّدٍ، خ.
(469) وحادَتْ، خ.
(470) وأَكْفِتْ، خ.
(471) رِدْءاً، خ.
(472) وَأَيِّدْ، خ.
(473) بَقِيَّةٍ مِنَ، خ.
(474) الزَّكيَّةِ، خ.
(475) الْغَمَّ، خ.
(476) طاعَتِكَ، خ.
(477) مَحْشُودَةً، خ.
(478) وَنُصْرَتَهُمْ، خ.
(479) النور: 55.
(480) كَأَكْمَلِ، خ.
(481) وَفَرِّجْنا، خ.
(482) وَنُصْرَتِهِمْ، خ.
(483) مصباح المتهجّد: 782، المزار الكبير: 473، البحار: 303/101، وفي زاد المعاد: 389 بتفاوت يسير.
(484) قاتليه، خ.
(485) عَظَّم الله، أحْسَن الله، خ.
(486) مصباح المتهجّد: 772، المصباح: 641، مصباح الزائر: 267، ونحوه في كامل الزيارات: 325 ومستدرك الوسائل: 315/10 و316.
(487) هديّة الزائرين: 171.
(488) بَيْنَهُمْ، خ.
(489) يا مُفرِّقَ، خ.
(490) خالِق، خ.
(491) وَبِسِرِّكَ، خ.
(492) الْبُهَمِ، بِهِمِ، بُهُمِ خ. والبهم جمع البهيمة.
(493) ما في قَدْرِكَ، خ.
(494) المصباح: 701، مصباح المتهجّد: 803، البحار: 392/98، إقبال الأعمال: 145.
(495) عمدة الزائر: 174.
(496) المصباح: 703، مصباح المتهجّد: 805، البحار: 393/98، إقبال الأعمال: 146، هديّة الزائرين: 75.
(497) خواطر، خ.
(498) الوهيّته، خ.
(499) واخْتم، خ.
(500) خَتمت، خ.
(501) وجَنَّاتِك، خ.
(502) المزار للشهيد: 277، المصباح: 699، البحار: 446/100، البلد الأمين: 253، مستدرك الوسائل: 443/3، إقبال الأعمال: 143 بتفاوت.
(503) البحار:347/101.
(504) اللابة: الحرّة، وهي الأرض ذات الحجارة.
(505) مُسابَقَتَهُ، خ.
(506) زاد المعاد: 57، مصباح المتهجّد: 826، المصباح: 720، إقبال الأعمال: 202، البلد الأمين: 262، هديّة الزائرين: 490.
(507) ص: 35.
(508) ص: 36 - 38.
(509) التوبة: 33.
(510) طخناء، خ. تطخطخ الليل: أظلم وتراكم، يكون بغيم وبغير غيم.
(511) عواملهم، خ.
(512) إقبال الأعمال: 218، زاد المعاد: 63، المصباح: 724، مصباح الزائر: 315، البلد الأمين: 264، هديّة الزائرين: 493.
(513) الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط):78.
(514) الدخان: 4.
(515) إقبال الأعمال: 220.
(516) البحار: 342/101.
(517) ولا شِبْه، خ.
(518) عَلَيَّ، خ.
(519) كبير، خ.
(520) عَلَيَّ، خ.
(521) مُؤملاً، خ.
(522) بي، خ.
(523) عَلَيَّ، خ.
(524) يُريدُهُ، خ.
(525) وَلا شِبْهٌ، خ.
(526) ولا ظهير يعانده، خ.
(527) يُخَيِّبُ، يَخيبُ، خ.
(528) عامِلُهُ، خ.
(529) يُنْجِى، خ.
(530) الظَّلَمَة، الضَّالّين، خ.
(531) نكَّالِ، خ.
(532) يُسَبِّحُ، خ.
(533) وَلَمْ، خ.
(534) وَأَكْبَرَ، خ.
(535)احْفُفْهُ، خ.
(536) مِلَّةَ، خ.
(537) يُسْتَخْفى، خ.
(538) قَصَّرْنا، خ.
(539) وأَعِزَّ، خ.
(540) خلّتنا: أي حاجتنا.
(541) إِمامِنا، خ.
(542) ذلِكَ كُلِّهِ، خ.
(543) وَضُرٍّ، خ.
(544) زاد المعاد: 110، المصباح: 770، مصباح المتهجّد: 577، إقبال الأعمال: 322، هديّة الزائرين: 501.
(545) منهاج العارفين: 214، هديّة الزائرين: 498.
(546) إقبال الأعمال: 426، البحار: 37/98، باب السعادة: 85.
(547) إقبال الأعمال: 427.
(548) إقبال الأعمال: 448.
(549) منهاج العارفين: 274.
(550) بحار الأنوار: 349/97، إقبال الأعمال: 357.
(551) أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن، خ.
(552) وابنِ وليِّك، خ.
(553) المصباح: 779، مصباح المتهجّد: 630، مستدرك الوسائل: 7/ 483.
(554) إقبال الأعمال: 584. نذكر دعاء يوم عيد الفطر في الباب: 12 ص 948 لمناسبته مع الباب المذكور.
(555) المنتجب: خ.
(556) يا كافي، خ.
(557) انطباق، خ.
(558) واحلُلْني، خ.
(559) واصطفائك، خ.
(560) مُبرّأً، خ.
(561) وآله، خ.
(562) لحقوق، لُحوق، في عقوق، خ.
(563) وعلى آبائه، خ.
(564) سلامَه وعليهم السلام، خ.
(565) مصباح المتهجّد: 669، إقبال الأعمال: 619، المصباح: 870، أربعة أيام: 51، باب السعادة: 235، زاد المعاد: 237.
(566) آل عمران: 194 و193.
(567) البحار: 298/98، زاد المعاد: 341، الصحيفة الصادقية: 821، مستدرك الوسائل: 6/ 275.
(568) في، خ.
(569) رضاء، خ.
(570) من البحار.
(571) الدعوات للراوندي: 94، البحار: 207/94.
(572) البحار: 41/94.
(573) المَسْجُورُ: المَمْلُوءُ.
(574) باسمك، خ.
(575) الغُرَّة: النفيس من كلّ شيء، والغُرَّة: العمل الصالح، وكلّ شيء تُرفع قيمتُه فهو غُرَّة. لسان العرب: 47/10 - غرر.
(576) الروم: 41.
(577) بأمره، بظهوره، خ.
(578) وعجّل لنا فرجه وظهوره، خ.
(579) مفاتيح الجنان: 539، زاد المعاد: 488، البلد الأمين: 124، مصباح الزائر: 455، المصباح: 729، الصحيفة الصادقيّة: 204، باب السعادة: 214، مقباس المصابيح: 272.
(580) الفتح: 10.
(581) مكيال المكارم: 230/2.
(582) مريم: 87.
(583) مهج الدعوات: 398، البحار: 337/95، النجم الثاقب: 483/2.
(584) بِحُكْمِكَ، خ.
(585) عِبادِكَ، خ.
(586) المِحجاج: وهو السيّد الشجاع، خ. الجحجاح: السيّد المسارع في المكارم.
(587) وآباءُ أئمّتك، خ.
(588) ودائعك، خ.
(589) لا يُحْقَرُ، خ. اخفرته: أي نقضت عهده وغدرت به.
(590) وَانْصُرْهُ، خ.
(591) دمدم على من نصب له وعلى من غشّه، خ.
(592) الكَفرة، خ.
(593) تُبين، خ.
(594) واصطنعته على عينك، خ.
(595) لا يضيِّع، لم يُضع، خ.
(596) المُهتدي، خ.
(597) تقرّ به عينه، خ.
(598) المملكات، خ.
(599) يُجْرِيَ حكمَهُ، خ.
(600) تغلب، خ.
(601) في البحار: القالي، وهو تصحيف.
(602) في البحار: وقوفاً، وهو تصحيف.
(603) كبير، كثير، خ.
(604) من أمرك، خ.
(605) بين عبادك، خ.
(606) جمال الاُسبوع: 307، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 308. وفي مصباح المتهجّد: 409، المصباح: 726، والبلد الأمين: 122 بتفاوت، ورواه السيّد (رحمه الله) مع زيادة ونقصان في مصباح الزائر: 457.
(607) جمال الاُسبوع: 310.
(608) الحسين العلوي، خ.
(609) في البحار: معاً.
(610) وشاهداً، خ.
(611) لا يخفر، خ.
(612) تبين، تطهّر، خ.
(613) من البحار.
(614) بتل الشيء: قطعه وأبانه عن غيره.
(615) تمّم له، خ.
(616) وثر الفراش: وطّأه وليّنه، الوثير: الوطئ الليِّن.
(617) حالف فلاناً: لازمه، الحليف: كلّ شيء لزم شيئاً فلم يفارقه.
(618) مرحمةً، خ.
(619) جمال الاُسبوع: 310، البحار: 332/95.
(620) جمال الاُسبوع: 314.
(621) البحار: 115/102.
(622) هديتني بولاية، خ.
(623) ستره، خ.
(624) فصبّرني، خ.
(625) ولا كشْف، خ.
(626) سترته، خ.
(627) كتمته، خ.
(628) وليّ أمر الله، خ.
(629) واُفوِّض أمري إلى الله، خ.
(630) وليّ الأمر، خ.
(631) نافذاً لأمرك، خ.
(632) أبرز، خ.
(633) مشاهده، خ.
(634) أوليته، خ.
(635) المجتهد الشّكور، خ.
(636) لا يُقْنِطَنا، لا تُقْنِطَنا، لا يقنطنا، يَقْنُطَنا، خ.
(637) من إكمال الدين.
(638) اللّهم وقوّ قلوبنا، خ.
(639) يده، خ.
(640) وتَوَفَّنا، خ.
(641) دمدم عليه: أهلكه.
(642) نعشه الله أي رفعه، انتعش العاثر: نهض من عثرته.
(643) الكفر، خ.
(644) من إكمال الدين.
(645) أباره: أهلكه، المبير: المهلك.
(646) أي ما زال وذهب منه.
(647) سُنَنك، خ.
(648) الغضّ: الطري.
(649) شيعتهم، خ.
(650) في الأصل: غيبة نبيّنا وفقد وليّنا، ما أثبتناه من إكمال الدين.
(651) من إكمال الدين.
(652) فافرج، خ.
(653) بلادك، خ.
(654) بنيّة، خ.
(655) هددته، خ. أقول: الهدّة: الهدم والكسر.
(656) أفْلَلْتَه، خ. الحدّ: السيف، الفل: الكسر والثلمة.
(657) كلّ السيف: لم يقطع.
(658) كد من كاده، خ.
(659) من إكمال الدين والبحار.
(660) عقابك، خ.
(661) أذلّوا عبادك، خ.
(662) من إكمال الدين والبحار.
(663) الوغرة - بالتسكين -: شدّة توقّد الحرّ، في صدره عليّ وغر: أي ضغن، والضغن: الحقد والعداوة.
(664) مقوّي سلطانه، خ.
(665) تكشف السّوء، خ.
(666) خليفة، خ.
(667) جمال الاُسبوع: 315، وفي مصباح المتهجّد: 411، ومصباح الزائر: 425 بتفاوت يسير.
(668) مهج الدعوات: 395، البحار: 336/95.
(669) ولِمَ، خ.
(670) لو أدركت، خ.
(671) جمال الاُسبوع: 314، الصحيفة الصادقيّة: 202.
(672) مهج الدعوات: 396، الصحيفة الصادقيّة: 202، البحار: 326/95.
(673) عزّه واقتداره، خ.
(674) مهج الدعوات: 396، البحار: 336/95، النجم الثاقب: 482/2.
(675) مهج الدعوات: 397، دار السلام: 302/1.
(676) سلاح المؤمنين: 59.
(677) مهج الدعوات: 315، البلد الأمين بتفاوت يسير.
(678) البحار: 355/95.
(679) اللّهم، خ.
(680) كافياي، خ.
(681) ناصراي، خ.
(682) البلد الأمين: 607، المزار للشهيد: 231، المصباح: 235، منهاج العارفين: 483، الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط): 30 بتفاوت.
(683) مصباح الزائر: 386، كتاب في الزيارات والأدعية: 273.
(684) فَقْد نَبيّنا وغَيبة إمامِنا، خ.
(685) أعدائنا، خ.
(686) نعرفه، خ.
(687) البحار: 207/85، مستدرك الوسائل: 404/4، جامع أحاديث الشيعة: 567/5.
(688) كشف المحجّة: 179.
(689) الصحيفة الحسينيّة: 148.
(690) الصحيفة الحسينيّة: 156.
(691) الصحيفة الحسينيّة: 155.
(692) الصفّ: 4.
(693) الصحيفة الصادقيّة: 499.
(694) وكفى بك شهيداً، خ.
(695) أنّك، خ.
(696) لهم، خ.
(697) بإيوائك، خ.
(698) بوأْيك، خ.
(699) مصباح المتهجّد: 238، الوسائل: 1078/4 وفي جامع الأحاديث الشيعة: 174/6 و175 بتفاوت يسير.
(700) النور: 55.
(701) المائدة: 44.
(702) البحار: 236/86.
(703) الصادق، خ.
(704) في البحار: الحجّة، خ.
(705) البقرة: 137.
(706) وفي نسخة زيادة: أولى الأمر.
(707) البلد الأمين: 211، المصباح: 193، منهاج العارفين: 127، وفي مصباح المتهجّد: 517، والبحار: 354/86 بتفاوت.
(708) سمّيت بها، خ.
(709) شرار، خ.
(710) مفتاح الفلاح: 498، البحار: 355/86، المصباح: 194 مع اختلاف يسير.
(711) مفتاح الفلاح: 502.
(712) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 101.
(713) مصباح المتهجّد: 405، البلد الأمين: 428 رواه عن مولانا الإمام العسكري (عليه السلام).
(714) الهدّ: صوت ما يقع من السماء. (مجمع البحرين).
(715) التشريف بالمنن المعروف بالملاحم والفتن: 284، ورواه فيه أيضاً في ص 100 بتفاوت يسير.
(716) النور: 55.
(717) انهتك حريمك وذلّ أصفياؤك، خ.
(718) مكيال المكارم: 393/1، عن الغيبة للنعماني: 276.
(719) الأنعام: 112.
(720) مكيال المكارم: 193/1، البحار: 24/39 و260/86، جامع الأحاديث الشيعة: 530/19، مستدرك الوسائل: 387/5.
(721) الصحيفة الهادية والتحفة المهديّة: 145.
(722) العبقريّ الحسان: 118/1 المسك الأزفر.
(723) دار السلام: 281/2.
(724) ثواب الأعمال: 118.
(725) دار السلام: 91/3.
(726) جنّة المأوى: 325.
(727) جنّة المأوى: 306.
(728) مكيال المكارم: 166/1.
(729) المصباح: 600، ثواب الأعمال: 125.
(730) تبصرة الولي: 12.
(731) تبصرة الولي: 14.
(732) كقراءتي قالت، خ.
(733) تبصرة الولي: 39.
(734) تبصرة الولي: 18.
(735) على وجهه، خ.
(736) فقال (عليه السلام)، خ.
(737) أجِز، خ.
(738) وثبّت لي وطأتي، خ.
(739) كمال الدين: 428، بهجة النظر: 145، نحوه في العدد القويّة: 72.
(740) القصص: 5-6.
(741) السريانيّة: هي منسوبة إلى سوريا والعراق وبلاد الشام، واسم قوم من الساميّين، وكان لهم نسبة مع الآراميّين، وكانوا يسكنون في شمال العراق بين النهرين والسامات وهي كانت لغة القوم المذكورين، وكانوا يتكلّمون بها، وهي لغة من لغات الآراميّين.
(742) وفرقان، خ.
(743) تبصرة الولي: 35، البحار: 27/51.
(744) بسبّابتيه، خ.
(745) عبد داخر لله، من عبدٍ داخر لله، خ.
(746) داخراً غير مستنكف، خ.
(747) ولا متكبّر، خ.
(748) المستدرك الوسائل: 388/8 بتفاوت.
(749) لو اُذن لنا، خ.
(750) ليس في البحار.
(751) تبصرة الولي: 36، البحار: 27/51.
(752) عن غياث بن أسد، خ.
(753) آل عمران: 19 18.
(754) كمال الدين: 433.
(755) جنّات الخلود: 41.
(756) كمال الدين: 440.
(757) أعدائك، خ.
(758) كمال الدين: 440.
(759) الوشك - بالفتح والضمّ -: السرعة. والمعاتب المراضي من قولهم: استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني، وتشاحط الدار: تباعدها.
(760) التقييض: التيسير والتسهيل. والتنازع: التساوق من قولهم نازعت النفس إلى كذا أي اشتاقت. وفي بعض النسخ: التنارح، أي التباعد.
(761) كمال الدين: 447.
(762) الوسائل: 724/4.
(763) الاحتجاج: 307/2، عنه البحار: 359/84 و159/53.
(764) مهج الدعوات: 352.
(765) جنّتك، خ.
(766) ومجَّدَتْ، خ.
(767) سماوات، خ.
(768) المصباح: 354، البلد الأمين: 479، مجموعة الأدعية: 27.
(769) وكُفَّ، خ.
(770) البلد الأمين: 480، المصباح: 374.
(771) المصباح: 407، جنّات الخلود: 41، ضياء الصالحين: 533، الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (مخطوط): 59.
(772) منتخب الأثر: 521.
(773) قصص الأنبياء: 363.
(774) التحفة الرضويّة: 114.
(775) الكلم الطيّب: 14.
(776) جنّة المأوى: 226، دار السلام: 288/1.
(777) العبقريّ الحسان: 117/1 المسك الأذفر.
(778) الكلم الطيّب: 10، جنّة المأوى: 225، دار السلام: 288/1.
(779) المصباح: 407، مهج الدعوات: 64.
(780) الأزر: الظهر.
(781) مهج الدعوات: 360، المصباح: 296.
(782) مهج الدعوات: 361.
(783) الزمر: 74.
(784) البحار: 7/53.
(785) التحجيل: بياض في قوائم الفرس.
(786) الشمراخ: غرّة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم.
(787) النير: الخشبة المعترضة في عنقى الثورين بأداتها.
(788) أعناقها، خ.
(789) العدد القويّة: 75، دلائل الإمامة: 458 بتفاوت يسير.
(790) جنّة المأوى: 302.
(791) مصدر بمعنى السوء على القلب المكاني.
(792) البحار: 178/53، معادن الحكمة: 279/2.
(793) مهج الدعوات: 353.
(794) خادم، خ.
(795) قال، خ.
(796) قلت: بلى يا مولاي، خ.
(797) كمال الدين: 441، تبصرة الولي: 45، وسائل الشيعة: 461/8، مستدرك الوسائل: 383/8 بتفاوت، وفي مكارم الأخلاق 162/2 عن تسنيم خادم الحسن بن عليّ (عليهما السلام) قال: قال لي صاحب الزمان (عليه السلام) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست، فقال: يرحمك لله.
(798) الهيثمي، خ.
(799) أي مهلكاتها. أوبقه: أهلكه.
(800) العنكبوت: 2 1.
(801) كمال الدين: 510، معادن الحكمة: 297/2.
(802) الغيبة للطوسي: 220.
(803) كمال الدين: 510، الاحتجاج: 300/2، معادن الحكمة: 259/2.
(804) الاحتجاج: 289/2. نذكر تمام التوقيع في دعائه صلوات الله عليه على الشلمغاني.
(805) فبارك الله فيما خوّلك، خ.
(806) سؤلك، خ.
(807) من البحار.
(808) أوعث، خ.
(809) ولا خير، خ.
(810) من البحار.
(811) تبصرة الولي: 89.
(812) الوحا: السرعة والبدار، والمعنى أنّه خاف على نفسه سرعة الموت.
(813) في نسخة زيادة: أنت.
(814) كمال الدين: 487، دلائل الإمامة: 526.
(815) الاحتجاج: 297/2.
(816) البحار: 153/53.
(817) الاحتجاج: 309/2، ونحوه في البحار: 162/53.
(818) كمال الدين: 478.
(819) البحار: 180/53.
(820) الغيبة للشيخ الطوسي: 177.
(821) البحار: 181/53، الغيبة للشيخ الطوسي: 177، معادن الحكمة: 280/2.
(822) البحار: 193/53، الغيبة للشيخ الطوسي: 174، معادن الحكمة: 276/2.
(823) البحار: 197/53.
(824) المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام): 26/2.
(825) الغيبة للشيخ الطوسي: 188.
(826) دلائل الإمامة: 525.
(827) الغيبة للشيخ الطوسي: 192.
(828) كمال الدين: 495.
(829) البصري، خ.
(830) في بعض النسخ: نصر بن عبد الله.
(831) كمال الدين: 491.
(832) الجوّار - ككتان -: الاكار.
(833) كمال الدين: 494.
(834) أنقاد، خ.
(835) في بعض النسخ: لابن عمّي، والضمائر فيما بعد مذكرة.
(836) كمال الدين: 494.
(837) قوله مال الغريم: المراد بالغريم، القائم (عليه السلام).
(838) المائدة: 27.
(839) البقرة: 127.
(840) المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام): 493/1.
(841) عن، خ.
(842) فيما، خ.
(843) فاعمل، خ.
(844) لما، خ.
(845) بالتوفيق، خ.
(846) الاحتجاج: 322/2، البحار: 174/53، تبصرة الولي: 206، معادن الحكمة: 303/2.
(847) اللوثة: الشر والدنس، وفي بعض النسخ: اللوبة: وهي الحرّة من الأرض ذات الحجارة السود كاللابة، وفي بعضها اللزبة: وهي الشدّة والقحط.
(848) وخرج عليه بما هو مستحقّه، خ.
(849) المظلّة، خ. ويحتمل أن تكون بالمهملة المطلة وكلاهما بمعنى المشرفة.
(850) البحار: 176/53، معادن الحكمة: 305/2.
(851) البحار: 178/53، معادن الحكمة: 307/2.
(852) المولى، خ.
(853) من ودّنا، خ.
(854) أحرسك، خ.
(855) فاحفظه، خ.
(856) تبصرة الولي: 209.
(857) فالعدل، خ.
(858) هديّة الزائرين: 41.
(859) العبقريّ الحسان: 108/1 المسك الأذفر.
(860) معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: 1199/3.
(861) البحار: 150/53.
(862) المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام): 146/3.
(863) الاحتجاج: 289/2.
(864) الاحتجاج: 289/2، معادن الحكمة: 283/2.
(865) الهناة: الشرّ والفساد.
(866) كمال الدين: 469.
(867) هود: 18.
(868) الاحتجاج: 299/2، البحار: 182/53.
(869) كمال الدين: 522، الاحتجاج: 300/2، معادن الحكمة: 301/2.
(870) كمال الدين: 483، معادن الحكمة: 309/2.
(871) البحار: 266/95.
أقول: من المحتمل قويّاً أن تكون هذه النسخة، هي النسخة المصحّحة للحرز اليماني، الّتي صحّحها مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه.
(872) ووصلت، خ.
(873) جاراً، خ.
(874) ثولني أي أصابني.
(875) يقال: سلقه بالكلام سلقاً: آذاه، وهو شدّة القول باللسان، وفي القرآن الكريم (الأحزاب: 19): «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ». والحديد: الحاد. والغرب حدّة الغضب، واسم لمقدّم العين ومؤخّرها، والنظر بغرب العين كناية عن الغضب والتهديد، والوخز: الطعن.
(876) يقال: ندد بفلان: إذا صرح بعيوبه وأسمعه القبيح وشهره وشيعه بين الناس.
(877) البحار: 259/95، مهج الدعوات: 161.
(878) دار السلام: 12/2.
(879) منظر رائع: أي يعجب الناس بحسنه وجهارة رونقه. وطرف فاضل: الطرف - محرّكة - من البدن: اليدان والرجلان والرأس، والطرف بفتح السكون: العين، والكريم من الفتيان والرجال.
(880) عجمت الأمر: أي خبرت حاله وامتحنته وعرفت تصاريفه، والمدرب المنجد المجرب، المصاب بالبلايا، الّذي صرفه الدهور وخبرته الحال، وعرفته عواقب الاُمور.
(881) جاراً، خ.
(882) في البحار (242/95): دار الاختبار.
(883) ساوره الهموم: وثبت عليه.
(884) صروف جهد البلاء، خ.
(885) وأوصابي، خ. الأوصاب جمع وصب - محرّكة -: المرض والوجع الدائم.
(886) في النسخ المتعدّدة وردت بألفاظ مختلفة: بِصانِعِ التَّوْحيدِ، بِيانِعِ التَّوْحيدِ، بِنايِعِ التَّوْحيدِ، والأصحّ ما ذكرناه في المتن.
(887) الأفهام، خ.
(888) عنك، خ.
(889) اختباراً وغرضاً، خ.
(890) الحجّة، خ.
(891) ولا يلحقه، خ.
(892) بالحقّ، خ.
(893) آل عمران: 26 و27.
(894) المتفضل، خ.
(895) نعمائك، خ.
(896) يقال: تدفّق الماء إذا تصبب.
(897) الإملاق: الفقر، والإكداء: التقليل من العطايا.
(898) البحار: 240/95، ومهج الدعوات: 137 بتفاوت يسير.
(899) بلد شاسع، ومنزل شاحط: أي بعيد.
(900) تضال: أي هزل.
(901) حين، خ.
(902) جاراً، خ.
(903) في إكذاب، خ.
(904) كبرياء، خ.
(905) بدأت، خ.
(906) الأعيان، خ.
(907) تصاريف، خ.
(908) ببالغ أداء حقّك، خ.
(909) إذا أردت.
(910) في البركة ما أنطقتني، في شكر ما أنطقتني، خ.
(911) ابتدأتني بالنعم، خ.
(912) ومنحتني العافية، خ. مع ما أوليتني، خ.
(913) بالبسيطة، خ.
(914) عن قضائك ممتنع، خ.
(915) عوائد، خ.
(916) بنقصان، خ.
(917) جمّ المال: أي كثر.
(918) فَتَنْقُصَ، خ.
(919) المستحقّ، خ.
(920) مهج الدعوات: 147، البحار: 246/95.
(921) متسعاً، خ.
(922) القصد، خ.
(923) تيسيرك، خ.
(924) البحار: 252/95.
(925) يس: 82 و83.
(926) النسخة المخطوطة.
(927) الغافر: 60.
(928) هذه النسخة مطبوعة في آخر كتاب الكلم الطيّب من منشورات مكتبة اروميّة، قم.
(929) هذا الدعاء مرويّ عن الإمام السجّاد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، عن الله تعالى وزيادته لمولانا القائم (عليه السلام).
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علم يرى فلا ينجو من تلك الحيرة إلّا من دعا بدعاء الحريق. فقال أبي: هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟
قال: إذا كان ذلك ولن تدركه، فتمسّكوا بما في أيديكم حتّى يصحّ لكم الأمر. (البحار: 133/52).
أقول: ولعلّ الصحيح: إلّا من دعا بدعاء الغريق كما نقل العلّامة المجلسي الرواية عن عبد الله بن سنان وذكر فيه من دعا بدعاء الغريق. (البحار: 149/52)
(930) وأهل بيته، خ.
(931) الأرض، خ.
(932) بشيرٍ، خ.
(933) وعلى كلّ امرأة كفلت محمّداً وعلى كلّ ملك هبط على محمّد، خ.
(934) بها، خ.
(935) عرشك، خ.
(936) وأقربائي، خ.
(937) الأرض، خ.
(938) الطَّاهرون، خ.
(939) من الشّرِّ، خ.
(940) أسْدى، خ.
(941) أنت، خ.
(942) البلد الأمين: 91، مصباح المتهجّد: 220 بتفاوت يسير، وفي البحار: 205/95 بتفاوت.
(943) والفرقان، خ.
(944) المُشْرِقِ المُنير، المَشْرِقِ، خ.
(945) البلد الأمين: 97، مصباح المتهجّد: 227، البحار: 171/86.
عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعت أبي محمّد بن عليّ الباقر (عليهما السلام) يقول: كنت مع عليّ بن الحسين (عليهما السلام) بينا نعود شيخاً من الأنصار إذ أتى آتٍ وقال: ألحق دارك فقد احترقت.
فقال (عليه السلام): أو تحترق فذهب ثمّ عاد وقال: قد احترقت، فقال أبي (عليه السلام): والله؛ ما احترقت فذهب ثمّ عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي (عليه السلام): والله؛ قد احترقت دارك.
فقال (عليه السلام): كلّا والله ما احترقت وإنّي بربّي أوثق منكم، ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدار إلّا هي.
فقال أبي الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟
فقال: هذا شيء نتوارثه من علم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو أحبّ إلينا من الدنيا وما فيها من المال والجواهر وأعدّ من الرجال والسلاح وهو سرّ أتى به جبرائيل (عليه السلام) إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فعلّمه عليّاً (عليه السلام) وابنته فاطمة (عليها السلام) وتوارثناه نحن وهو الدعاء الكامل الّذي من قدّمه أمامه في كلّ يوم وكّل الله به ألف مَلَك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وماله وحشمه وأهل عنايته من الحرق والغرق والسرق والهدم والردم والخسف والقذف وآمنه الله من شرّ الشيطان والسلطان ومن شرّ كلّ ذي شرّ وكان في أمان الله وضمانه وأعطاه الله على قراءته إن كان مخلصاً واثقاً ثواب مائة صدّيق وإن مات في يومه دخل الجنّة فاحفظه يا بني ولا تعلّمه إلّا بمن تثق به فإنّه لا يسأل به شيئاً إلّا أعطاه الله سؤله. (المصباح: 105).
(946) الكهف: 84.
(947) على حنث، خ.
(948) التكوير: 6.
(949) بحار الأنوار: 171/86 وفي: 204/95 بتفاوت يسير.
(950) في النسخة المصحّحة: أبو القاسم جعفر بن محمّد.
(951) يعني في العمرة في الحجّ.
(952) تَفْرُقُ، خ. تفرُقُ: تُبَيِّنُ.
(953) كمال الدين: 470، البحار: 157/95، الصحيفة الصادقيّة: 363، دلائل الإمامة: 543، الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط): 30.
(954) الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط): 30.
(955) الجنّة الواقية، الطبع الحجري المنسوب إلى السيّد الأجلّ المير داماد، وقيل هي للكفعمي (رحمه الله) ولكنّه تردّد الشيخ المجلسي في نسبة الكتاب للكفعمي، فقال في البحار 17/1: وكتاب الجُنّة الواقية لبعض المتأخّرين وربّما ينسب إلى الكفعمي، وكذا تأمّل المولى الأفندي في الرياض 23/1 في نسبة الكتاب للكفعمي. (المقام الأسنى: 13).
(956) غافر: 60.
(957) البقرة: 186.
(958) الزمر: 53.
(959) كمال الدين: 470، مستدرك الوسائل: 70/5.
(960) البحار: 27/86، مستدرك الوسائل: 71/5.
(961) كمال الدين: 471، مستدرك الوسائل: 132/5، وفي دلائل الإمامة: 544 بتفاوت.
(962) لإقباله كقيامنا فيما مضى، خ.
(963) تحت، خ.
(964) من أسمحها، خ.
(965) فرأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، خ.
(966) كمال الدين: 471.
(967) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 536، وفي مستدرك الوسائل: 418/9.
(968) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 540، نزهة الزاهد: 97، مستدرك الوسائل: 71/5.
(969) جنّة المأوى: 221.
(970) الأنبياء: 83.
(971) مهج الدعوات: 403، جنّة المأوى: 222.
(972) كما نقلنا من العلّامة الحلّي أنّ دعاء العبرات لمولانا الإمام الصادق (عليه السلام) وأمر مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه بقراءته السيّد رضي الدين. وظنّ بعض الأعاظم أنّه من منشأت مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه.
(973) يا كاشف الكربات، خ.
(974) البلد الأمين: 461.
(975) مريم: 1.
(976) البحار: 223/44، الاحتجاج للطبرسي: 272/2.
(977) روائح الغيب في رفع الترديد والريب، تأليف: المولى عبد النبيّ بن عبد الرزّاق (رحمه الله).
(978) مفتاح الفرج في الاستخارات، تأليف: الأمير محمّد حسين الخاتون آبادي (رحمه الله).
(979) الإنارة عن معاني الاستخارة، تأليف: الشيخ محمّد بن الفيض الكاشاني (رحمه الله).
(980) فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب في الاستخارات، تأليف: السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس (رحمه الله).
(981) إرشاد المستبصر في الاستخارات، تأليف: السيّد عبد الله شبّر (رحمه الله).
(982) الاستخارات إسم عدّة كتب لعدّة من العلماء، منهم:
الف) الشيخ أحمد بن صالح البحراني (رحمه الله). ب) أحمد بن عبد السلام البحراني (رحمه الله).
ج) الشيخ أبو الحسن سليمان الماحوزي البحراني (رحمه الله). د) السيّد علي بن محمّد الحسيني الميبدي اليزدي (رحمه الله).
ه) الشيخ ميرزا أبي المعالي الكلباسي (رحمه الله). و) السيّد ميرزا محمّد حسين الحسيني المرعشي الشهير بالشهرستاني (رحمه الله).
(983) هداية المسترشدين في الاستشارة والاستخارة، تأليف: الحسن بن محمّد صالح النصيري الطوسي (رحمه الله).
(984) مفاتح الغيب في الاستخارة، تأليف: العلّامة المجلسي (رحمه الله).
(985) الاستخارة، تأليف أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي (رحمه الله) صاحب التفسير المشهور.
(986) منهاج المستخير، تأليف: الحاج الميرزا محمّد حسين الحسيني التبريزي (رحمه الله).
(987) مفتاح الغيب ومصباح الوحي، تأليف: السيّد مهدي الغُريفي (رحمه الله).
ولمزيد الاطّلاع على الكتب المؤلّفة حول مسألة الاستخارة ارجع إلى مقدّمة كتاب فتح الأبواب.
(988) فتح الأبواب: 300.
(989) بحار الأنوار: 285/91.
(990) بحار الأنوار: 287/91.
(991) مستدرك الوسائل: 267/6، جامع أحاديث الشيعة: 275/8.
(992) البحار: 229/91.
(993) فتح الأبواب: 192.
(994) فصّلت: 11.
(995) الأعراف: 3. 117.
(996) الأعراف: 121 و122.
(997) بالله، خ.
(998) فتح الأبواب: 205، المصباح: 521، مفاتح الغيب: 25، مستدرك الوسائل: 237/6.
(999) فتح الأبواب: 206.
(1000) أي يدعو الله ويطلب منه خيرته، فيقول: استخيرك اللّهم خيرة في عافية أو نحو ذلك.
(1001) الاحتجاج: 314/2، عنه البحار: 226/91 وفي: 168/53 نحوه، الوسائل: 212/5.
(1002) واشترط في بعض الروايات أن يصلّى صلاة جعفر (عليه السلام) قبل الاستخارة.
(1003) من البحار.
(1004) من البحار.
(1005) في، خ.
(1006) فتح الأبواب: 278، مستدرك الوسائل: 303/4.
(1007) وفي، خ.
(1008) رأس آيةٍ، خ.
(1009) البحار: 245/91، فتح الأبواب: 277، الصحيفة الصادقيّة: 413، مستدرك الوسائل: 258/6 و260.
(1010) البحار: 245/91، فتح الأبواب: 277، الصحيفة الصادقيّة: 413، مستدرك الوسائل: 258/6 و260.
(1011) لفلان بن فلان، خ.
(1012) فافعل، خ.
(1013) فتح الأبواب: 265، الوسائل: 211/5.
(1014) أو، خ.
(1015) البلد الأمين: 231، المصباح: 515، الوسائل: 219/5، مستدرك الوسائل: 263/6، ونحوه في الصحيفة الصادقيّة: 420، وفي الجنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط): 75 بتفاوت يسير.
(1016) بحار الأنوار: 248/91.
(1017) البحار: 249/91.
(1018) البحار: 250/91، مستدرك الوسائل: 265/6.
(1019) المختار من كلمات الإمام المهديّ (عليه السلام): 539/2.
(1020) الباقيات الصالحات في هامش كتاب مفاتيح الجنان: 222، مستدرك الوسائل: 268/6.
(1021) مستدرك الوسائل: 268/6.
(1022) التحفة الرضويّة: 159.
(1023) جشيث: مخفّف جبّ شيث نبيّ الله، بئر هناك منسوب إلى نبيّ الله شيث (عليه السلام).
(1024) جنّة المأوى: 248، النجم الثاقب: 88/2.
(1025) أي: عند دنوّ غروبها.
(1026) والصحيح اصطخر أو اصطرخ كما في برهان القاطع.
(1027) دار السلام: 264/2.
(1028) العبقريّ الحسان: 128/1 المسك الأذفر.
(1029) المصباح: 531، البلد الأمين: 227، منهاج العارفين: 448، البحار: 234/102.
(1030) البحار: 30/94.
(1031) النجم الثاقب: 493/2.
(1032) منهاج العارفين: 639.
(1033) قد ذكر شيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله) نسخة ثانية للرقعة الكشمرديّة.
(1034) مريم: 76.
(1035) أي طين لا رمل فيه.
(1036) البحار: 27/94.
(1037) أي آية العرش.
(1038) البحار: 23/94، وفي الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط): 41 بتفاوت يسير.
(1039) النجم الثاقب: 87/2، هديّة الزائرين: 426.
(1040) أقول: لا شكّ في وقوع الاشتباه في النسخة المذكورة، والصحيح ما صرّح به أعلى الله مقامه لأنّ النائب الأوّل والثاني هما: عثمان بن سعيد ومحمّد بن عثمان.
ورأيت في بعض الكتب هذه الرقعة بتفاوت يسير وفيها: يا عثمان بن سعيد أوصل قصّتي هذه إلى صاحب الزمان (عليه السلام) نذكرها هنا بتمامها:
الرقعة إلى مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه
تَوَسَّلْتُ إِلَيْكَ يا أَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلنَّبَإِ الْعَظيمِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ وَعِصْمَةِ اللّاجينَ، بِاُمِّكَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ وَبِآبائِكَ الطَّاهِرينَ، وَبِاُمَّهاتِكَ الطَّاهِراتِ، وَحَقيقَةِ الْإيمانِ، وَنُورِ النُّورِ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ أَنْ تَكُونَ سَفيري إِلَى الله فِي الْحاجَةِ.
اكتب اسمك واسم أبيك، واجعل الرقعة في طينٍ نظيف، واطرحها في بئر أو في الماء الجاري مستقبل القبلة وقل: يا عُثْمانَ بْنَ سَعيدٍ، أَوْصِلْ قِصَّتي هذِهِ إِلى صاحِبِ الزَّمانِ (عليه السلام).
(1041) التحفة الرضويّة: 160.
(1042) دار السلام للعراقي: 333.
(1043) العلّامة الخواجة نصير الدين الطوسي: 79.
(1044) منتخب الختوم: 139.
(1045) مهج الدعوات: 424.
(1046) مهج الدعوات: 425.
(1047) النجم الثاقب: 424/2.
(1048) جنّات الخلود: 40.
(1049) البحار: 33/94.
(1050) سلاح المؤمنين: 128.
(1051) النجم الثاقب: 424/2.
(1052) فوز أكبر: 61.
(1053) منتخب الختوم: 196.
(1054) جنّة المأوى: 300.
(1055) يفهم من العبارة المذكورة أنّ الرجل هو غير مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه؛ كما قلنا في مقدّمة الكتاب.
(1056) دار السلام للعراقي: 317.
(1057) منهاج العارفين: 483.
(1058) التحفة الرضويّة: 150.
(1059) تكاليف الأنام في غيبة الإمام: 251.
(1060) البحار: 35/95، المصباح: 199.
(1061) كشف المحجّة: 152. أقول: على الظاهر قراءة الزيارة بهذه الطريقة غير مأثورة.
(1062) يوسف: 88.
(1063) منهاج العارفين: 639.
(1064) البحار: 119/102.
(1065) البحار: 366/101.
(1066) البلد الأمين: 432.
(1067) مفتاح الجنّات: 533/1.
(1068) مفتاح الجنّات: 531/1.
(1069) أقول: في كلمات أهل بيت العصمة (عليهم السلام) عبارات مهمّة في تقبيل العتبة المقدّسة للأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
 ورد في زيارة وداع أئمّة الأطهار (عليهم السلام) الّتي نقلها العلّامة المجلسي في بحار الأنوار:
... واشوقاه إلى تقبيل أعتابكم، والولوج بإذنكم لأبوابكم، وتعفير الخدّ على أريج ترابكم، واللياذ بعرصاتكم، ومحالّ أبدانكم وأشخاصكم، المحفوفة بالملائكة الكرام، والمتحوفة من الله بالرحمة والرضوان... البحار: 205/102.
فعلى هذا تقبيل العتبات وتعفير الخدّ على أريج ترابهم والتعويذ إلى مشاهدهم المشرّفة لا يكون جائزاً فقط بل هو أمل الشيعة وموجب للتقرّب عند الله تعالى.
نكتة مهمّة يفيد التوجّه إليها حين تقبيل العتبات للأئمّة الأطهار (عليهم السلام) وهي أنّها موضع قدم مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه. ففي الغيبة الصغرى والكبرى قد أضاف صلوات الله عليه إلى شرافة هذه الأمكنة بوضع القدم فيها.
نحن نقبّل جلد القرآن لعقيدتنا بأنّ هذا العمل يوجب تكريم القرآن وكذلك نقبّل العتبة في حرم أئمّة الأطهار (عليهم السلام) لعقيدتنا بشرافتها بهم (عليهم السلام) ولأنّها محلّ وضع قدم مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه.
ألم تكن هذه العتبات المقدّسة في هذه المدّة الطويلة موضع قدم مولانا بقيّة الله أرواحنا فداه فلِمَ لم نقبّل هذه الأمكنة المقدّسة؟
قال آية الله السيّد أحمد المستنبط:
من آداب الزيارة، تقبيل العتبة المقدّسة: وذكرنا في رسالتنا أنّه خارج عن مصداق السجود بل هو مصداق للتحبيب كالانحناء لتقبيل الولد حيث أنّه لا يتوهّم أنّه سجود له.
ويروى أنّ آية الله الشيخ الأنصاري قيل له في تقبيل الأعتاب المقدّسة، فقال: أنا أقبل عتبة مشهد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) فضلاً عن أعتاب مشاهد الأئمّة بما أنّه موطأ أقدام زوّاره، ولقد شوهد من بعض العلماء الربّانيّين كان يقبل عتبة مشهد الحرّ بن يزيد الريّاحي (رضوان الله عليه). الزيارة والبشارة: 13/1.
وقال: ومنها تقبيل الأرض قدّام الإمام (عليه السلام): فلما روى في الوسائل عن العيون في الباب التاسع والعشرين والمائة من أبواب العشرة من كتاب الحجّ مسنداً عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرّة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا (عليه السلام) فاستأذنته في ذلك فقال: أدخله عليّ، فلمّا دخل عليه قبل بساطه.
وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف زماننا، وما منعه الإمام (عليه السلام)، ومعلوم أنّ السكوت عن المنكر لا يصدر من المعصوم، وكذا في خبر المتضمّن لوصول قافلة من قم وإرسال وليّ العصر أرواح العالمين له الفداء علامته وإخباره بأوصاف ما عندهم من الأموال، فوقعوا لله شكراً، ثمّ قبّلوا الأرض قدّام الإمام (عليه السلام) تكريماً.
وكذا في قصّة الوزير الناصبي في البحار عند تعداد من رأى القائم (عجّل الله فرجه) المتضمّنة لتقبيل محمّد بن عيسى الأرض قدّام الإمام (عليه السلام) وعدم منعه إيّاه دلالة على المطلوب. (الزيارة والبشارة: 17/1).
نقل الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين في باب حكم تقبيل البساط بين يدي الأشراف، والترجّل لهم، والاشتداد بين أيديهم عند المسير، عن أبي العبّاس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمّد الآبي العروضي، عن زيد بن عبد الله البغدادي، عن عليّ بن سنان الموصلي، عن أبيه، قال: لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد العسكري (عليه السلام)، وفد من قم والجبال وفود بالأموال كانت تحمل على الرسم، فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى، قيل لهم: أنّه (عليه السلام) قد فقد، فطلب منهم جعفر المال، فلم يعطوه، فلمّا خرجوا من البلد خرج عليهم غلام وناداهم بأسمائهم، وقال: أجيبوا مولاكم... إلى أن ذكر دخولهم على الحجّة (عليه السلام)، ووصفه الأموال والرّحال، وما كان معهم من الدواب، قال: فخررنا سجّداً لله شكراً لما عرّفنا، وقبّلنا الأرض بين يديه، ثمّ سألناه عمّا أردنا، فأجاب (عليه السلام).
(1070) النور: 36.
(1071) مفاتيح الجنان: 306.
(1072) هدية الزائرين: 402.
(1073) الورد: الماء الّذي يرد عليه.
(1074) المهيض: العظم المكسور.
(1075) لسرّكم، خ.
(1076) مُؤَمِّمٌ، خ.
(1077) إبراحها: إظهارها. إبراجها، إيزاحها، خ.
(1078) الجناب: الناحية.
(1079) امرع الوادي: صار ذا كلاء.
(1080) الخفض: الراحة.
(1081) الدعة: السعة في العيش.
(1082) المقتبل: المستأنف. المُقبَل، خ.
(1083) ماء سلسل: سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه. والسلسبيل، خ.
(1084) العل: الشرب الثاني، النهل: الشرب الأوّل.
(1085) فيه، خ.
(1086) مصباح المتهجّد: 821، مصباح الزائر: 493، المزار الكبير: 203، إقبال الأعمال: 124، هديّة الزائرين: 476.
(1087) عمدة الزائر: 381.
(1088) المونعة من قولهم: اينع الثمر إذا حان قطافه.
(1089) منزلته، خ.
(1090) جمال الاُسبوع: 38، جنّة المأوى: 271.
(1091) الأَحْرام جمع الحرم: يقال لأَطراف الكعبة.
(1092) الأعراف: 157.
(1093) البحار: 317/101.
(1094) البحار: 328/101.
(1095) الزيارة والبشارة: 488/2.
(1096) هديّة الزائرين: 102.
(1097) الحجر: 9.
(1098) المؤمنون: 29.
(1099) الإسراء: 80.
(1100) النمل: 59.
(1101) الصافّات: 181 و182.
(1102) الصافّات: 130 و131.
(1103) الحجّ: 39.
(1104) آل عمران: 169 - 171.
(1105) الزّمر: 46.
(1106) إبراهيم: 42 - 48.
(1107) الشعراء: 227.
(1108) الأحزاب: 23.
(1109) الاصطلام: الاستئصال.
(1110) افتخر، خ.
(1111) الشلو: العضو من أعضاء اللحم.
(1112) وخطل، خ.
(1113) وبنيك، خ.
(1114) آل عمران: 170.
(1115) النساء: 69 70.
(1116) الجدع: قطع الأنف، وقطع الاُذن أيضاً، وقطع اليد والشفة.
(1117) المعطس: الأنف لان العطاس منه يخرج.
(1118) أثبتناها من نسخة العلّامة المجلسي (رحمه الله).
(1119) مصباح الزائر: 221 - 244، بحار الأنوار: 238/101.
(1120) قال العلّامة المجلسي: قوله قيل إمّا من السيّد أو من الراوي.
(1121) الأحزاب: 23.
(1122) سهل، خ.
(1123) جَوْن، خ.
(1124) ثُبيط، خ.
(1125) المهاجر، خ.
(1126) زاهر خ.
(1127) المرتث - على صيغة المفعول - خ، الّذي حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً وبه رمق.
(1128) إقبال الأعمال: 48، مصباح الزائر: 278، المزار الكبير: 485، البحار: 64/45 و274/101، المزار للشهيد: 176 (بتفاوت كثير)، روضة الأذكار (المخطوط): 58.
(1129) مصباح الزائر: 299.
(1130) الأنبياء: 35.
(1131) بحار الأنوار: 274/101.
(1132) البحار: 274/101.
(1133) الزيارة والبشارة: 372/2.
(1134) لمّا كان هذا الدعاء يقرأ قبل الورود في السرداب المقدّس وحرم الأئمّة (عليهم السلام) للزيارة، ذكرناه في باب الزيارات.
(1135) البحار: 115/102.
(1136) المزار الكبير: 552.
(1137) مفتاح الجنّات: 468/2.
(1138) سابق، خ.
(1139) البحار: 67/102، مصباح الزائر: 410، روضة الأذكار (المخطوط): 82.
(1140) مصباح الزائر: 413، المزار الكبير: 660، البحار: 70/102.
(1141) هامش مصباح الزائر: 415.
(1142) الأحزاب: 53.
(1143) بدر التِّمام: يقال: قمر تمام، بكسر التاء وفتحها والكسر أفصح، إذا لم يكن فيه نقص.
(1144) الصمصمام: السّيف القاطع الّذي لا ينثني.
(1145) الهام: جمع الهامة: وهي الرأس.
(1146) القمقام - بالفتح وقد يضمّ -: السيّد والبحر والعدد الكثير.
(1147) الهُمام - كغراب -: الملك العظيم الهمّة، والسيّد الشجاء السخيّ.
(1148) وزيّنته، خ.
(1149) الحُزن - بضمّ الحاء -: الجبال الغلاظ، الحَزن - بفتح الحاء -: ما غلظ من الأرض في ارتفاع.
(1150) من البحار.
(1151) في نسخة زيادة: الوحيد والقائم الرشيد، السّلام عليك أيّها الإمام.
(1152) الغطريف: السيّد.
(1153) أي لا يناله فيه أي ضيم وظلم.
(1154) مصباح الزائر: 418 - 425، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 288 - 293.
(1155) نقلناه في الباب الخامس من هذا الكتاب.
(1156) نذكرها في باب الزيارات من هذا الكتاب.
(1157) مصباح الزائر: 430.
(1158) نقلناها في الباب الأوّل من هذا الكتاب.
(1159) مصباح الزائر: 435.
(1160) الظّاهرة، خ.
(1161) لا تُدافَعُ، لا يُنازَعُ، خ.
(1162) متّكلاً ومعتمَداً، توكُّلاً واعتماداً، خ.
(1163) توقّعاً وانتظاراً، متوقِّعاً ومنتظِراً، خ.
(1164) مصباح الزائر: 437، وفي المزار للشهيد: 226 وروضة الأذكار (المخطوط): 86 وكتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 302 و181 باختلاف كثير.
(1165) في المزار للشهيد: وَالْعالِمِ الَّذي عِلْمُهُ لا يَبيدُ.
(1166) بكسر التاء وفتحها، والكسر أفصح.
(1167) مصباح الزائر: 441، المزار للشهيد: 230، وفي روضة الأذكار (المخطوط): 88 باختلاف.
(1168) مصباح الزائر: 442، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 304 مع الإضافات.
(1169) مصباح الزائر: 442، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 306.
على ما هو الظاهر أنّ قراءة الزيارة الخامسة لا تختصّ بالسرداب المقدّس وكذلك قراءة الزيارة الثانية والثالثة، ولكن في الزيارة الاُولى والسادسة - وكذلك في الرابعة على ما هو الموجود في نسخة الشهيد (رحمه الله) - تصريح بالاختصاص.
(1170) الصفّ: 4.
(1171) مصباح الزائر: 444، المزار الكبير: 657، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 306.
(1172) نقلناه في الباب الخامس من هذا الكتاب.
(1173) الصافّات: 130.
(1174) الاحتجاج: 316/2، البحار: 2/94، معادن الحكمة: 291/2.
(1175) أي الّذي يرى الخلائق ويسمع كلامهم من غير أن يروه.
(1176) الغضبة خ، المعصية خ.
(1177) الحفيظة: الحميّة والغضب والذبّ عن المحارم.
(1178) السلام عليك يا مخزوناً في قدرة الله، خ.
(1179) حرد عليه: غضب.
(1180) وجيه، خ.
(1181) في بعض النسخ: مِنْ ذلِكَ.
(1182) ونفسي، خ.
(1183) المزار الكبير: 567، البحار: 36/94، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 297، وفي مصباح الزائر: 430 بتفاوت يسير.
(1184) بحار الأنوار: 121/102.
(1185) الّذي به يهتدى المهتدون، خ.
(1186) جمال الاُسبوع: 41.
(1187) الطّاهرين، خ.
(1188) الفلْذَة: القطعة من الكبد أو اللّحم.
(1189) المجموع الرائق: 451/1.
(1190) زيارة صاحب الزمان أرواحنا فداه
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ الرَّحْمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ زَمانِنا، عَجَّلَ الله تَعالى ظُهُورَكَ، وَجَعَلَنا مِنْ أَعْوانِكَ وَأَنْصارِكَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
وتقول بعد الزيارة: اللّهم فَاسْتَجِبْ دُعائي يا الله، وَاقْبَلْ ثَنائي يا الله، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أَوْلِيائي يا الله، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالْأَئِمَّةِ التِّسْعَةِ الْمَعْصُومينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْحُسَيْنِ.
نقلها في سرور العارفين، ولمّا لم يذكر مستنده نقلناها في الهامش.
(1191) الأعراف: 201.
(1192) جنّة المأوى: 301.
(1193) فوز أكبر: 71.
(1194) ضياء الصالحين: 243، ملحقات التحفة الطوسيّة: 40.
(1195) الصحيفة الهاديّة والتحفة المهديّة: 200.
(1196) البحار: 36/51 و331/52، منتخب الأثر: 517.
(1197) البحار: 36/51، منتخب الأثر: 517.
(1198) هود: 86.
(1199) تفسير فرات الكوفي: 193.
(1200) قال آية الله السيّد أحمد المستنبط: يمكن القول بأفضليّة السفراء الأربعة من جميع أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) بل لا يبعد القول على عصمتهم، وكونهم (عليهم السلام) فعلاً وسائط بين الشيعة والإمام المنتظر كما كانوا كذلك في زمن حياتهم قريب سبعين سنة في الغيبة الصغرى. (الزيارة والبشارة: 132/1)
(1201) مفتاح الجنّات: 462/1، عن مصباح الزائر: 514.
(1202) البحار: 292/102.
(1203) هدية الزائرين: 55.
(1204) قال، خ.
(1205) في بلده إمامٌ، في بلدةٍ فيه إمامٌ، خ.
(1206) مصباح المتهجّد: 329، البلد الأمين: 475، مستدرك الوسائل: 371/10.
(1207) الحَيْن - بالفتح -: الهلاك. جنبي، خ.
(1208) ترج يترج: أي استتر.
(1209) بحر عجاج: أي تسمع لمائه عجيجاً أي صوتاً.
(1210) بهرتها: أي غلبتها.
(1211) وأعظمها من الاضاعات، واعصمنا من الاضاعات، خ.
(1212) الصفوة مثلثة: ما صفا منه.
(1213) البحار: 402/95، عن مهج الدعوات: 153.
(1214) بحار الأنوار: 96/90.
(1215) مفالق، خ. أقول: المغالق جمع مغلاق وهو ما يغلق ويفتح بالمفتاح.
(1216) للفرج انفرجت، خ.
(1217) هكذا وردت هذه الفقرة من الدعاء في كتب الأدعية: وإذا دعيت به على العسر لليسر تيسّرت بالتأنيث، ولكنّه غلط.
قال الخطيب البارع الحاج الميرزا حسن نجل أمين الواعظين الأردبيلي: زرت المشاهد المقدّسة في العراق وكانت نهاية قصدي من الزيارة التشرّف بلقاء وليّ العصر عجّل الله تعالى له الفرج، فكنت متشرّفاً بكاظمين وكانت عادتي من سابق الأيّام إلى الحال غسل يوم الجمعة والتشرّف بحرم المطهّر وأداء فريضتي الظهر والعصر وكنت متشرّفاً في الحرم المطهّر حتّى يدخل وقت العشائين لأداء مستحبّات يوم الجمعة، وكان خروجي من الحرم الشريف بعد أداء العشائين.
فذهبت في يوم من أيّام الجمعة إلى الحرم المطهّر، وجلست على طرف الرأس من الإمام الجواد (عليه السلام)، واشتغلت بالقراءة حتّى دخل وقت دعاء السمات، وازدحمت الجماعة لدرك فيوضات الوقت، وضاق المكان عليّ من الازدحام، فشرعت في دعاء السمات مستعجلاً، فرأيت رجلاً جسيماً جميلاً معمّماً بعمامة بيضاء، له لحية سوداء مع الاعتدال في القامة واللباس واللحية وعلى خدّه الأيمن خال، فجلس عندي واستمع دعائي وكان يعلّمني بعض أغلاطي في عبارات الدعاء.
منها ما قرئت: وإذا دعيت بها على العسر لليسر تيسّرت، فقال: لِمَ تقرأ الفعل مؤنّثاً ولا يكون في فاعله تأنيث؟ قلت: لرعاية مجانسة العبارة مع ما قبلها وما بعدها.
فقال: هذا غلط ولم يكن مقصودي من الكلام الإيراد عليك ولكن شئت أن تعلم، لأنّك من أهل العلم. فقلت له: شكراً، فإذا قام فألهمت أن أراه حتّى أعرف أنّه من هو مع هذه الأوصاف؟ وأنّه كيف جلس عندي مع ضيق المكان عليّ؟ فتركت الدعاء وقمت لأتفحّص عنه لكي أعرفه، فتفحّصت عنه مع كمال الجدّ ولكنّه لم أجده.
فما أتممت الدعاء إلّا مع الأسف والدموع جارية عن عيناي، ثمّ إنّني إذا خطرت هذه القضيّة على بالي كنت متأسّفاً، حتّى رجعت إلى وطني ونسيت ما جرى عليّ حتّى مضت عليّ ثلاث سنين.
فرأيت في عالم الرؤيا أنا في حرم الكاظمين (عليهما السلام)، وإمام الجواد (عليه السلام) يكون جالساً وهو أسمر اللون، فسئلت عنه عن المسائل المشكلة الّتي نسيت بعضها، ومن المسائل الّتي حفظتها:
قلت له: أنّي كنت دائماً داعياً لله تعالى وكنت متوسّلاً بك وبأجدادك الأئمّة الطاهرين للفوض برؤية وليّه المنتظر سلام الله عليه ولم يستجب دعائي؟!
فقال: ليس الأمر كذلك، بل قد رأيت الإمام مرّتين، مرّة في سامرّاء ومرّة اُخرى في حرم الكاظمين (عليهما السلام) حين كنت جالساً على طرف الرأس وكنت تقرأ دعاء السمات، فجلس عندك الرجل مع الأوصاف الّتي تعلم، وردّ عليك الفقرة الّتي تقرأ: وإذا دعيت به لليسر تيسّرت، وقال لك: لِمَ تقرأ الفعل مؤنّثاً وليس في فاعله تأنيث؟ كان هو إمام زمانك، فانتبهت من النوم. (العبقريّ الحسان، المسك الأذفر: 120/1).
(1218) البأساء: الفقر والشدّة، الضرّاء: المرض.
(1219) عنت: خضعت وذلّت.
(1220) ليس في البحار.
(1221) دان: ذلّ وأطاع. كان، خ.
(1222) السّماء والأرض، خ.
(1223) مسكناً، خ.
(1224) نجوماً ورجوماً وبروجاً ومصابيح وزينة، خ.
(1225) من المصباح والبحار.
(1226) وأحصيتها بأسمائك إحصاءً وسمَّيتها أسماءً، خ.
(1227) وعرّفت بها عدد السنين والحساب، خ.
(1228) الكرّوبين، خ. الكرّوبيّين: أقرب الملائكة إلى حملة العرش.
(1229) في عمود النّور، خ.
(1230) حوريت، حوريب، جوريث، خ.
(1231) في نسخة: طوى.
(1232) وفي، خ.
(1233) فلقْتَ لبني اسرائيل البحر، فرّقت لبني اسرائيل البحر، خ.
(1234) انبجس: تفجّر.
(1235) سَوْقٍ، سَوْقَ، خ.
(1236) صدقاً وعدلاً، خ.
(1237) مواكبه، خ.
(1238) اليمّ: البحر.
(1239) من المصباح والبحار.
(1240) شيعٍ، سَبْع، شِبِع، خ.
(1241) بيت إيل: بيت المقدّس، وقيل: أي البيت الله، لأنّ إيلي بالعبرانيّة الله، المصباح: 562.
(1242) في بعض النسخ: ولمحمّد (صلّى الله عليه وآله) لَمَّا عَرَجْتَ بِهِ إِلَيْكَ حَتَّى دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى.
(1243) فأجابت، خ.
(1244) الزّمان، خ.
(1245) وبأيدك الّذي رُفعت، خ.
(1246) العزّ، خ.
(1247) وبآيات، خ.
(1248) الباقية، خ.
(1249) وبعظمتك، خ.
(1250) خفقت: اضطربت وتحرّكت.
(1251) من المصباح والبحار.
(1252) خمد النار: سكن لهبها ولم يطفأ جمرها.
(1253) والأرض، خ.
(1254) وجعلته، خ.
(1255) ساعير: في التوراة اسم لجبال فلسطين، وهو من حدود الروم، وهو قرية من الناصرة بين طبريّة وعكّا.
(1256) فاران: كلمة عبرانيّة معرّبة، وهي من أسماء مكّة ذكرها في التوراة، قيل: هو اسم لجبال مكّة، وقيل: هي جبال الحجاز.
(1257) والربوات: موضع نزول الوحي على موسى (عليه السلام) ونزل عليه الوحي أربعمائة مرّة، ومن قال: إنّ الربوات لبني اسرائيل فليس بشيء (منه (رحمه الله)).
(1258) أجمعين، خ.
(1259) وعترته، خ.
(1260) في عترته وذرّيته واُمّته بالرحمة، خ.
(1261) في نسخة: واللّهم كما غبنا.
(1262) نسألك اللّهم أن تصلّي، خ.
(1263) قدير شهيد، خ.
(1264) البلد الأمين: 134، جمال الاُسبوع: 321، المصباح: 559، مصباح المتهجّد: 416، الصحيفة الصادقيّة: 930، هديّة الزائرين: 658.
(1265) المجموع الرائق: 258/1.
(1266) وشيطان، خ.
(1267) كلّ شيء، خ.
(1268) والحمد لله ربّ العالمين، خ.
(1269) البحار: 100/90.
(1270) البحار: 101/90.
(1271) مكيال المكارم: 33/2.
(1272) بحار الأنوار: 101/90.
(1273) جمال الاُسبوع: 325.
(1274) التحفة الرضويّة: 119.
(1275) الطلاق: 3.
(1276) البقرة: 185.
(1277) القدر: 5 - 3.
(1278) إقبال الأعمال: 580، زاد المعاد: 229، جامع أحاديث الشيعة: 167/7، البحار: 1/91.
(1279) البحار: 4/91.
(1280) في بعض النسخ: يا مولاي يا أمير المؤمنين.
(1281) مُجْمِحون، خ.
(1282) الفتح: 10.
(1283) التوبة: 112 - 111.
(1284) عاند، خ.
(1285) الأنعام: 153.
(1286) حاملاً، خ.
(1287) غاصبيك، خ.
(1288) مراغباً، خ.
(1289) فلم يَخافوا، فما تَخَوَّفوا، خ.
(1290) عدَل، خ.
(1291) طريق، خ.
(1292) طه: 82.
(1293) أضرب بالسيّف قُدماً، خ.
(1294) الزمر: 9.
(1295) النساء: 95.
(1296) التوبة: 22 - 19.
(1297) المائدة: 67.
(1298) المائدة: 54.
(1299) المائدة: 55.
(1300) الشعراء: 227.
(1301) الحشر: 9.
(1302) السجدة: 18 - 19.
(1303) الأحزاب: 10 - 13.
(1304) الأحزاب: 22.
(1305) الأحزاب: 25.
(1306) التوبة: 25 و26.
(1307) التوبة: 27.
(1308) الأحزاب: 15.
(1309) التوبة: 119.
(1310) المعارج: 19 - 22.
(1311) الصّافّات: 102.
(1312) البقرة: 207.
(1313) طه: 90 و91.
(1314) الأحزاب: 23.
(1315) ظلمه، خ.
(1316) وعلى عليّ سيّد الوصيّين، خ.
(1317) المزار الكبير: 263، هديّة الزائرين: 220.
(1318) هديّة الزائرين: 229.
(1319) البحار: 211/100، مستدرك الوسائل: 351/10.
(1320) البحار: 211/100.
(1321) أقول: وأدعية الخضر وإلياس (عليهما السلام) - وهما من الأنبياء ومن أصحاب مولانا صاحب الزّمان صلوات الله عليه - وكذا أدعية سائر أصحابه كعيسى بن مريم (عليهما السلام) كثيرة قد اقتصرنا بهذا الدعاء لخوف التطويل.
دعاء كميل من أدعية الخضر ولمّا علّمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كميلَ إشتهر ب-دعاء كميل. يستحبّ قراءة دعاء كميل في ليلة النصف من شعبان وفي ليالي الجُمع.
(1322) غلبت، خ.
(1323) جُندُك، خ.
(1324) برّك، خ.
(1325) وَقَيْتَه، خ.
(1326) وَقَصَّرَت، خ.
(1327) آمالي، خ.
(1328) بِخِيانَتِها، خ.
(1329) بحمايتها ومطالبي، خ.
(1330) في الأحوال كلّها، خ.
(1331) وساعده، خ.
(1332) مِن نَقْض حدودك، خ.
(1333) فلك الحجَّة، خ.
(1334) على جميع، خ.
(1335) بعض، خ.
(1336) في سعة من رحمتك، خ.
(1337) إلهي، خ.
(1338) بالنّار، خ.
(1339) تُبَعِّدَ، خ.
(1340) فأشارت، خ.
(1341) وَحُلُول، خ.
(1342) تُطَوِّل، خ.
(1343) بقاؤه، خ.
(1344) بي، خ.
(1345) فَيا إلهي، خ.
(1346) في العقوبات، خ.
(1347) على، خ.
(1348) الآلمين، خ.
(1349) يُسْجن، سُجِرَ، يُسْجَرُ، خ.
(1350) حكمك، خ.
(1351) لَهْبُها، خ.
(1352) يتغلغل، خ.
(1353) يا ربّاه، خ.
(1354) يُشبه، خ.
(1355) وما كانت، خ.
(1356) بقدرتك، خ.
(1357) تُنْزِلُهُ، خ.
(1358) تُفْضِلُهُ، خ.
(1359) تَنْشُرُه، خ.
(1360) تَبْسُطُهُ، خ.
(1361) يا عليم، خ.
(1362) بفقري، خ.
(1363) في، خ.
(1364) إرادتي، خ.
(1365) المُبادرين، خ.
(1366) عبادك، خ.
(1367) غناءٌ، خ.
(1368) سريع، خ.
(1369) النّعماء، خ.
(1370) محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، خ.
(1371) أهْلِهِ، خ.
(1372) مصباح المتهجّد: 844، مصباح الزائر: 317، زاد المعاد: 72، إقبال الأعمال: 220، المصباح: 737، البلد الأمين: 265، هديّة الزائرين: 624، مفاتيح الجنان: 62.
(1373) مهج الدعوات: 65، البحار: 211/85.
(1374) الوجد مثلثة: الغنا.
(1375) المرتاد: المطلوب.
(1376) مهج الدعوات: 66، البلد الأمين: 647، البحار: 212/85.
(1377) الظنن: كعنب جمع ظنة وهي التهمة، يقال رجل ظنين: أي متهمّ من القوم.
(1378) مهج الدعوات: 67، البلد الأمين: 648، البحار: 213/85.
(1379) مهج الدعوات: 68، البلد الأمين: 649، البحار: 214/85.
(1380) اللّمة: الرفقة، ففي الحديث: لا تسافروا حتّى تصيبوا لمّة أي رفقة.
(1381) مهج الدعوات: 69، البلد الأمين: 649، البحار: 214/85.
(1382) مهج الدعوات: 69، البلد الأمين: 650، البحار: 215/85.
(1383) مهج الدعوات: 70، البلد الأمين: 650، البحار: 215/85.
(1384) مهج الدعوات: 71، البلد الأمين: 651، البحار: 216/85.
(1385) أراب: أي فتر.
(1386) يقال: بلى الثوب بلاً إذا خلق.
(1387) مهج الدعوات: 72، البلد الأمين: 651، البحار: 217/85.
(1388) حشرج المريض: إذا غرغر عند الموت وتردّد النفس.
(1389) الآصار: الذنوب.
(1390) الجوابيت: جمع الجبت وهو كلّ ما يعبد من دون الله تعالى.
(1391) مهج الدعوات: 73، البلد الأمين: 652، البحار: 218/85.
(1392) الشأفة: الأصل، يقال: استأصل إليه شأفته أي أذهبه وأزاله من أصله.
(1393) مهج الدعوات: 74، البلد الأمين: 653، البحار: 219/85.
(1394) الهلع: الجزع والضجر أشدّها.
(1395) الإدالة: الغلبة.
(1396) مهج الدعوات: 74، البلد الأمين: 654، البحار: 219/85.
(1397) الغافر: 60.
(1398) العبابيد والعباديد بلا واحد من لفظهما: هي الفرق من الناس والخيل الذاهبون في كلّ وجه.
(1399) المحال: الكيد وروم الأمر بالحيل.
(1400) مهج الدعوات: 75، البلد الأمين: 654، البحار: 220/85.
(1401) الهجيرة: نصف النهار وعند زوال الشمس.
(1402) الفلل: الهزيمة، يقال: فللت الجيش أي هزمته.
(1403) مهج الدعوات: 79، البلد الأمين: 654، البحار: 223/85.
(1404) ربك فلاناً: ألقاه في وحل فارتبك فيه.
(1405) تكأّد الشيء تكلفه، وأتاحه الله هيأه.
(1406) مهج الدعوات: 80، البلد الأمين: 656، البحار: 225/85.
(1407) الإدالة: الغلبة.
(1408) الخول: العبيد والإماء وغيرهم من الحاشية.
(1409) مهج الدعوات: 80، البلد الأمين: 656، البحار: 225/85.
(1410) الختر: الغدر.
(1411) مهج الدعوات: 82، البلد الأمين: 657، البحار: 226/85.
(1412) الحندس - بالكسر -: الظلمة.
(1413) مهج الدعوات: 82، البلد الأمين: 658، البحار: 227/85.
(1414) بخع: أي خضع، (لسان).
(1415) الاجتياح: الإهلاك والإستيصال.
(1416) ألحف به: إذا أضرّ به.
(1417) مهج الدعوات: 84، البلد الأمين: 659، البحار: 228/85.
(1418) قال في مكيال المكارم: دعاء القنوت المرويّ عن مولانا الزكيّ الرضىّ، الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما الصلاة والسلام الّذي ذكره الشيخ الطوسي (رحمه الله) في المصباح ومختصر المصباح في باب أدعية قنوت صلاة الوتر، وذكره السيّد بن طاووس (رحمه الله) في مهج الدعوات في باب قنوتات الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، لكنّ الظاهر من بعض الروايات عدم اختصاصه بوقت من الأوقات، وإن كان الأفضل أن يدعى به في أفضل الأوقات والحالات.
ويظهر من رواية السيّد وغيره، أنّ لهذا الدعاء تأثيراً تامّاً في دفع الظالم، والانتصار منه للمظلوم، بل يمكن أن يستفاد من ذلك أنّ من جملة فوائد الدعاء في فرج صاحب الزمان (عليه السلام) وطلب ظهوره ونصرته دفع الظالم، والخلاص من بأسه وسطوته.
قال السيّد عند ذكر الدعاء المشار إليه: ودعا (عليه السلام)، يعني الإمام الزكيّ الحسن بن عليّ العسكريّ (عليهما السلام) في قنوته، وأمر أهل قم بذلك، لمّا شكوا من موسى بن بغي، انتهى كلامه رفع مقامه.
وحكى صاحب كتاب منح البركات، وهو شرح لمهج الدعوات، عن كتاب إعلام الورى في تسمية القرى تأليف أبي سعيد إسماعيل بن عليّ السمعانيّ الحنفيّ، أنّ موسى بن بغي بن كليب بن شمر بن مروان بن عمرو بن غطه كان من أصحاب المتوكّل العباسيّ لع واُمرائه، وكان عاملاً له على بلدة قم، وهو الخبيث الّذي كان يحرّض المتوكّل على تخريب قبر مولانا المظلوم أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام وحرثه، وكان ظالماً سفّاكاً هتّاكاً، وكان عاملاً على قم، حاكماً على أهله أكثر من عشر سنين، وكان أهل قم خائفين منه، لأنّه كان شديد العناد للأئمّة الأمجاد، وكان يلقي الفساد بينهم، ويهدّدهم بالقتل، وعزم عليهم، فشكوا ذلك إلى مولانا الحسن بن عليّ العسكريّ (عليه السلام)، فأمرهم بأن يصلّوا صلاة المظلوم، ويدعوا عليه بهذا الدعاء، فلمّا فعلوا ذلك أخذه الله في الحال أخذ عزيز مقتدر ولم يمهله طرفة عين.
أقول: هذا كلام صاحب كتاب منح البركات، قد نقلته بالمعنى، لأنّه كان باللّغة الفارسيّة، ولم يذكر صفة صلاة المظلوم، ونحن نذكر ما وجدناه في كتاب مكارم الأخلاق عند ذكر جملة من الصلوات. (مكيال المكارم: 85/2)
(1419) أكدى الرجل: إذا بخل أو قلّ خيره أو يأس، والسجال: الفخر.
(1420) المعازف: الآلات الموسيقيّة الّتي يعزف بها.
(1421) المتألّين: أي الحاكمين عليك.
(1422) الجائحة: الإهلاك والإستيصال، والإضباء: الكتم.
(1423) ترة: أي عداوة.
(1424) بِمَواسي، خ.
(1425) سلوا عن الأهل والأولاد: أي نسيهم وذهل وفرغ عن ذكرهم.
(1426) الوثير: الوطيء وكلّ شيء جلست عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئاً فهو وثير.
(1427) مهج الدعوات: 85، البلد الأمين: 660، البحار: 229/85، وفي مصباح المتهجّد: 156 بتفاوت يسير.
(1428) البلد الأمين: 663.
(1429) يونس: 24.
(1430) الزخرف: 55.
(1431) مهج الدعوات: 90، البلد الأمين: 664، البحار: 233/85.
(1432) مهج الدعوات: 91، البلد الأمين: 665، البحار: 234/85.
(1433) الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله): 180.
(1434) هدية الزائرين: 53.
(1435) فوجدته وبين يديه، خ.
(1436) حواشيها، خ.
(1437) أنزل فيه، خ.
(1438) جزءاً، خ.
(1439) من شهر كذا وكذا، خ.
(1440) مستدرك الوسائل: 332/2.
(1441) نذكر في هذا الباب بعض الأدعية بتمامها لاختصارها.
(1442) اللّهم صلّ على محمّد و(على) آل محمّد، خ.
(1443) المهديّون، المهديّين، خ.
(1444) جمال الاُسبوع: 293، مصباح المتهجّد: 392، المصباح: 571، البحار: 86/90.
(1445) الغيبة للنعماني: 214،البحار: 115/51، بشارة الإسلام: 54.
(1446) الأنوار العلويّة: 242.
(1447) مصباح المتهجّد: 744، المزار للمفيد: 79، مصباح الزائر: 164، مزار الشهيد: 82، البلد الأمين: 414، البحار: 320/100.
(1448) الصحيفة الفاطميّة الجامعة: 24.
(1449) البحار: 220/102.
(1450) مصباح المتهجّد: 401، جمال الاُسبوع: 297، البلد الأمين: 425.
(1451) الأنبياء: 69.
(1452) البحار: 201/100، إقبال الأعمال: 113، زاد المعاد: 461، الصحيفة الصادقيّة:193.
(1453) أوامره، خ.
(1454) المستمسكين، خ.
(1455) إجلُ: إكشف.
(1456) الناكبين: العادلين عن القصد.
(1457) إمحق: إمح وأهلك.
(1458) مكنفين: معيّنين ومحيطين.
(1459) الشأن: الأمر والحال.
(1460) دار السلام: من أسماء الجنّة.
(1461) المصباح للكفعمي: 891، إقبال الأعمال: 664، الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 322.
(1462) دونهم، خ.
(1463) يا مقرِّب، خ.
(1464) واستصلحه لنا، خ.
(1465) جوراً وظلماً، خ.
(1466) أشدَّ، خ.
(1467) إقبال الأعمال: 675، مصباح المتهجّد: 697، مصباح الزائر: 361، البحار: 234/98، الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 347، المزار للمفيد: 163.
(1468) إقبال الأعمال: 695، البحار: 255/98، زاد المعاد: 318، الصحيفة الصادقيّة: 766.
(1469) الصّغار: الذّل والضيم.
(1470) إبتزّ: سلب قهراً.
(1471) والكفّارات، خ.
(1472) رتع: تنعّم.
(1473) أبشار: جلود.
(1474) يذودهم: يطردهم.
(1475) الضرع: الخضوع والذّلّ.
(1476) حلفاء، خ.
(1477) نُهيته: غايته.
(1478) خرف الثمر: اجتناه.
(1479) وسق الشيء: حمله وجمعه.
(1480) ضرب بجرانه: ثبت واستقرّ.
(1481) تصرع: تقطع.
(1482) قصمتها: كسرتها.
(1483) اُمّ: شُجّ.
(1484) عباديد: فرق.
(1485) شتّى: متفرّقين.
(1486) مقموعي: مقهوري.
(1487) أسفر: إكشف.
(1488) المدلهم: الشديد السواد.
(1489) أسرب: أجْرِ.
(1490) السغبة: الجائعة.
(1491) اللغبة: المتعبة.
(1492) يحضّنا: يغرينا.
(1493) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 139.
(1494) مهج الدعوات: 29 و281.
(1495) البحار: 231/95، مهج الدعوات: 210.
(1496) إقبال الأعمال: 685، زاد المعاد: 294، الصحيفة الصادقيّة: 752.
(1497) النور: 55.
(1498) القصص: 5.
(1499) البحار: 64/51.
(1500) المنتخب: 263.
(1501) البلد الأمين: 507، الصحيفة الصادقيّة: 348.
(1502) الصحيفة الصادقيّة: 317.
(1503) مهج الدعوات: 321.
(1504) البحار: 161/51.
(1505) منهاج العارفين: 541، مفتاح الجنّات: 28/1.
(1506) مفتاح الجنّات: 28/1.
(1507) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 400.
(1508) البلد الأمين: 492.
عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من دعا للمؤمنين والمؤمنات في كلّ يوم خمساً وعشرين مرّة نزع الله الغلّ من صدره وكتبه من الأبدال إن شاء الله. (الجعفريّات: 364)
دعاء بعض أصحاب القائم أرواحنا فداه
قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة المخزون: وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رأس القنا بخاتم السيّد الأكبر يسوقها رجل من آل محمّد (عليهم السلام) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهراً ويخلف أبناء الشقاء بالكوفة طالبين بدمائهم وهم أبناء الفسقة حتّى تهجم عليهم خيل الحسين (عليه السلام) يستبقان كأنّهما فرسا رهان شعث غبر أصحاب بواكي وقوارح إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول لا خير في مجلس بعد يومنا هذا.
اللّهم فَإِنَّا التَّائِبُونَ الْخاشِعُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ، فهم الأبدال الّذين وصفهم الله (عزَّ وجلَّ): «إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ»، والمطهّرون نظرائهم من آل محمّد:. (بشارة الإسلام: 69)
وقد ورد هذا الدعاء برواية اُخرى: وتقبل رايات من الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختوم في رأس القنا بخاتم السيّد الأكبر يسوقها رجل من آل محمّد تظهر بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهر حتّى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنّهما فرسا رهان شعث غبر جرد أصلاب نواصي وأقداح إذا نظرت إلى أحدهم برجل باطنه فيقول: لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا.
اللّهم فَإِنَّا التَّائِبُونَ وهم الأبدال الّذين وصفهم الله في كتابه العزيز: «إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ» (البقرة: 222) ونظرائهم من آل محمّد (عليهم السلام). (بشارة الإسلام: 59)
(1509) البلد الأمين: 493، الصحيفة الصادقيّة: 344.
(1510) البلد الأمين: 452.
(1511) البحار: 337/86، وفي 307/89 بتفاوت.
(1512) الصحيفة الصادقيّة: 367.
(1513) مهج الدعوات: 288.
(1514) البحار: 128/94.
(1515) البحار: 244/91.
(1516) الصحيفة الصادقيّة: 59.
(1517) مهج الدعوات: 393.
(1518) مهج الدعوات: 288، البحار: 448/95، وفي البلد الأمين: 531 بتفاوت يسير.
(1519) المهديّون، خ.
(1520) أنّهم أوليائك المهتدون المصطفون، خ.
(1521) جمال الاُسبوع: 282، البحار: 410/95.
(1522) البحار: 252/102.
(1523) أبواب الجنّات في آداب الجمعات: 286، ونحوه في ثواب الأعمال: 156 وفي البحار: 58/94 نحوه.
(1524) فقه الرضا (عليه السلام): 403.
(1525) فقه الرضا (عليه السلام): 405، البحار: 214/87.
(1526) البحار: 269/85.
(1527) البحار: 270/85.
(1528) وما فيهنّ، خ.
(1529) وَما بَيْنَهُنَّ، خ.
(1530) وَأَنْ، خ.
(1531) وَعَجِّلْ، خ.
(1532) جامع أحاديث الشيعة: 564/5، عن المصباح المتهجّد.
(1533) وعجّل، خ.
(1534) مصباح المتهجّد: 200، البحار: 260/85.
(1535) نزهة الزاهد: 175.
(1536) اللّهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا، نشكو إليك، خ.
(1537) ففرِّج ذلك عنّا بفتح، خ.
(1538) جمال الاُسبوع: 257، مصباح المتهجّد: 366.
(1539) تكاليف الأنام في غيبة الإمام: 71.
(1540) المصباح: 32.
(1541) نزهة الزاهد: 161.
(1542) كشفت، خ.
(1543) لظلامتي، خ.
(1544) سلاح المؤمنين: 42، الصحيفة الصادقيّة: 375، مكارم الأخلاق: 121/2، البحار: 358/91.
(1545) سلاح المؤمنين: 47، مستدرك الوسائل: 323/6.
(1546) أن يَصِلَ أمله، خ.
(1547) بعد في جنبك: الأذى، خ.
(1548) الأذى ليس في نسخة.
(1549) مصباح المتهجّد: 309، جمال الاُسبوع: 186.
(1550) مصباح المتهجّد: 334، البحار: 292/97.
(1551) والفرقان، خ.
(1552) تُفَتِّحَ، خ.
(1553) مصباح المتهجّد: 302، جمال الاُسبوع: 174 بتفاوت يسير.
(1554) إقبال الأعمال: 602، البحار: 25/91.
(1555) البحار: 151/86، مصباح المتهجّد: 214، مكيال المكارم: 27/2.
(1556) الرجال، خ.
(1557) مصباح المتهجّد: 205.
(1558) من البحار.
(1559) جمال الاُسبوع: 85.
(1560) في البحار إضافة: له.
(1561) المستدرك: 97/6.
(1562) وَكُنْ، خ.
(1563) قال: نغل قلبه عليَّ أي ضغن، وقال الوغرة: شدّة الحرّ، وقال الزح: ضدّ الفرح، كذا في بحار الأنوار.
(1564) ونَسِّهِم، خ.
(1565) البحار: 340/89، أبواب الجنّات: 219.
(1566) البحار: 341/89، أبواب الجنّات: 221.
(1567) البحار: 68/90.
(1568) الرّوح: الرحمة والراحة.
(1569) مصباح المتهجّد: 373، الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 351، أبواب الجنّات: 244، جمال الاُسبوع: 265، المصباح: 576.
(1570) البلد الأمين: 224.
(1571) البلد الأمين: 158، البحار: 159/90.
(1572) الصحيفة الصادقيّة: 232.
(1573) البحار: 288/86.
(1574) مختمّاً، خ.
(1575) في نسخة زيادة: بالله وحده ولا شريك له وآمنت.
(1576) وما يلج في الأرض، خ.
(1577) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 52، مفتاح الفلاح: 73، مستدرك الوسائل: 297/3.
(1578) وابن وليّك، خ.
(1579) أصحابك، خ.
(1580) وافتح، خ.
(1581) وأمكنه، خ.
(1582) مفتاح الفلاح: 426، وفي مصباح المتهجّد: 61 بتفاوت يسير.
(1583) العدد القويّة: 314.
(1584) إمامنا، خ.
(1585) وآله، خ.
(1586) وأعنّا على ذلك كلّه بفتح منك تعجّله، خ.
(1587) إقبال الأعمال: 314، البحار: 332/97، الصحيفة الصادقيّة: 641.
(1588) محمّد وآل محمّد، خ.
(1589) بدداً: متفرّقين.
(1590) ليس في نسخة.
(1591) كمثله، خ.
(1592) أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، خ.
(1593) الطِف، خ.
(1594) مصباح المتهجّد: 614، إقبال الأعمال: 367، الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 240، البحار: 104/98.
(1595) أَذى، خ.
(1596) البحار: 110/98، وفي مصباح المتهجّد: 622 وزاد المعاد: 162 بتفاوت.
(1597) إقبال الأعمال: 397.
(1598) إقبال الأعمال: 408، البحار: 24/98.
(1599) إقبال الأعمال: 413، البحار: 28/98.
(1600) إقبال الأعمال: 422.
(1601) إقبال الأعمال: 456.
(1602) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 262.
(1603) الصفّ: 4.
(1604) الفاسقين والكافرين، خ.
(1605) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 263.
(1606) الأعراف: 14.
(1607) الصفّ: 4.
(1608) إقبال الأعمال: 480.
(1609) تصل، خ.
(1610) السبيل، خ.
(1611) إقبال الأعمال: 491، البحار: 158/98.
(1612) منهاج العارفين: 246.
(1613) مصباح المتهجّد: 551، المصباح: 755.
(1614) الحجج، خ.
(1615) سبيلك، خ.
(1616) كما استنَّ سننك، كما استنّوا بسنّتك، خ.
(1617) بحكمك، خ.
(1618) أمدَّهم، خ.
(1619) مصباح المتهجّد: 652، مصباح الزائر: 337، إقبال الأعمال: 591.
(1620) في سبيلك كما قلت، خ.
(1621) التوبة: 111.
(1622) محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم): 31.
(1623) الصحيفة السجّاديّة الجامعة: 312.
(1624) السّلام عليك يا بن الحسن صاحب الزمان، خ.
(1625) إقبال الأعمال: 693، زاد المعاد: 312، الصحيفة الصادقيّة: 762، مستدرك الوسائل: 370/10.
(1626) المزار الكبير: 463، مصباح الزائر: 349.
(1627) إقبال الأعمال: 749، باب السعادة: 29، البحار: 75/91.
(1628) المصباح: 908، إقبال الأعمال: 810.
(1629) بالموالاة، خ.
(1630) والميثاق، خ.
(1631) تتمم، خ.
(1632) مصباح الزائر: 171، مصباح المتهجّد: 751، المزار للمفيد: 95، المصباح: 906، زاد المعاد: 341، البلد الأمين: 369.
(1633) إقبال الأعمال: 803.
(1634) إقبال الأعمال: 796، الصحيفة الصادقيّة: 819.
(1635) الأنعام: 98.
(1636) إقبال الأعمال: 797، جامع أحاديث الشيعة: 363/8 وفي الصحيفة الصادقيّة: 820.
(1637) بكتابك وبهم، خ.
(1638) الشعراء: 101 100.
(1639) المُطْرين لإمامهم، المنتظرين لأيّامهم، خ.
(1640) المصباح: 914، منهاج العارفين: 363، زاد المعاد: 364.
(1641) إقبال الأعمال: 47.
(1642) البحار: 362/98.
(1643) زاد المعاد: 61.
(1644) إقبال الأعمال: 234.
(1645) الصفّ: 4.
(1646) البلد الأمين: 39.
(1647) الرجال، خ.
(1648) مصباح المتهجّد: 105.
(1649) ما بين المعقوفتين من نسخة والبحار.
(1650) الدعوات للراوندي: 128، بحار الأنوار: 145/95، ونحوه في الصحيفة الصادقيّة: 519.
(1651) البحار: 243/102.
(1652) البحار: 245/102.
(1653) البحار: 262/102، مصباح الزائر: 521.
(1654) بسم الله، اللّهم، خ.
(1655) كامل الزيارات: 472، وسائل الشيعة: 409/10، مستدرك الوسائل: 341/10.
(1656) البلد الأمين: 490، الصحيفة الصادقيّة: 337.
(1657) البلد الأمين: 452.
(1658) المصباح: 372، البلد الأمين: 526، مهج الدعوات: 283.
(1659) البلد الأمين: 501.
(1660) وَشَجاعَتِهِ، خ.
(1661) سمّته، خ.
(1662) قتلته، خ.
(1663) البلد الأمين: 504، الصحيفة الصادقيّة: 461.
(1664) وسندها، خ.
(1665) مصباح المتهجّد: 328، عنه البحار: 32/90.
(1666) مكارم الأخلاق: 139/2، البحار: 452/95.
(1667) البحار: 236/102.
(1668) جمال الاُسبوع: 112.
(1669) والديّ، خ.
(1670) المجموع الرائق: 288/1، مستدرك الوسائل: 134/8 بتفاوت.
(1671) البحار: 249/102.
(1672) الحرّة بالفتح والتشديد: أرض ذات أحجار سود ومنه حرّة المدينة ويوم الحرّة معروف.
(1673) الرغائب جمع الرغيبة: العطاء الكثير.
(1674) الكلم الطيّب: 76، البحار: 252/102، دار السلام: 296/1.
(1675) البحار: 35/94.
(1676) وبركاته، خ.
(1677) البحار: 113/92 و376/91، الدعوات للراوندي: 58، مستدرك الوسائل: 316/6، جامع أحاديث الشيعة: 179/8.
(1678) إقبال الأعمال: 316، منهاج العارفين: 209، الصحيفة الصادقيّة: 644، البحار: 334/97.
(1679) البحار: 341/100.
(1680) البحار: 345/100، المزار الكبير: 251.
(1681) المزار الكبير: 305، البحار: 349/100.
(1682) الزمر: 69.
(1683) الواقعة: 31 - 28.
(1684) الزمر: 56.
(1685) البحار: 350/100، المزار الكبير: 308.
(1686) البحار: 343/100.
(1687) البحار: 289/100، المزار للشهيد: 92، روضة الأذكار (المخطوط): 33.
(1688) البحار: 304/100.
(1689) البحار: 197/100، هديّة الزائرين: 325.
(1690) مصباح الزائر: 52، مزار الشهيد: 58.
(1691) البلد الأمين: 426، البحار: 75/94.
(1692) الجود والكرم.
(1693) لَيْلَةِ التِّمامِ لا غير، وهو أطول ليلة في السّنة.
(1694) أبواب الجنّات: 301، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط): 253.
(1695) الثأر: الدم وطلب الدم....
(1696) كامل الزيارات: 358، البحار: 148/101.
(1697) الحديد: 19.
(1698) البحار: 150/101، ونحوه في كامل الزيارات: 386.
(1699) البحار: 179/101.
(1700) البحار: 180/101.
(1701) البحار: 216/101، المزار للمفيد: 117، مصباح الزائر: 209.
(1702) البحار: 225/101.
(1703) البحار: 253/101.
(1704) البحار: 254/101.
(1705) البحار: 265/101.
(1706) كامل الزيارات: 359.
(1707) آل عمران: 146.
(1708) كامل الزيارات: 386.
(1709) كامل الزيارات: 403.
(1710) كامل الزيارات: 388، البحار: 169/101.
(1711) كامل الزيارات: 404، البحار: 179/101.
(1712) كامل الزيارات: 414، البحار: 185/101.
(1713) كامل الزيارات: 370.
(1714) أباره: أهلكه.
(1715) كامل الزيارات: 436، البحار: 255/101، الصحيفة الصادقيّة: 322.
(1716) إقبال الأعمال: 643، المزار للشهيد: 197، البحار: 359/101، روضة الأذكار (المخطوط): 50.
(1717) البحار: 315/101، إقبال الأعمال: 47.
(1718) إقبال الأعمال: 47، البحار: 315/101.
(1719) مصباح الزائر: 263، إقبال الأعمال: 43 بتفاوت.
(1720) مفتاح الجنّات: 622/1، مستدرك الوسائل: 415/10.
(1721) إقبال الأعمال: 68، مصباح الزائر: 289، البحار: 331/101، باب السعادة: 195، المزار للشهيد: 210.
(1722) مصباح الزائر: 307، البحار: 401/98، الصحيفة الصادقيّة: 615.
(1723) البلد الأمين: 397.
(1724) وعدَه، خ.
(1725) وبآبائكم، وبآياتكم، خ.
(1726) لَعَن، خ.
(1727) المزار للمفيد: 122، مصباح المتهجّد: 725، المزار للشهيد: 162 و190، مصباح الزائر: 213، البحار: 217/101.
(1728) الشهداء، خ.
(1729) كامل الزيارات: 389، البحار: 170/101، ونحوه في البحار: 149/101.
(1730) البحار: 188/101.
(1731) بموعد، خ.
(1732) إنّ الله، خ.
(1733) المزار للمفيد، 120، وفي البحار: 339/101 بتفاوت.
(1734) استكان: خضع.
(1735) كامل الزيارات: 373، البحار: 160/101.
(1736) آل عمران: 146.
(1737) ثاراً وعدكم، خ.
(1738) كامل الزيارات: 420.
(1739) المزار للمفيد: 107.
(1740) أشهد أنّك قتلت، خ.
(1741) البحار: 426/100، مصباح الزائر: 100، المزار للشهيد: 292 بتفاوت.
(1742) البحار: 11/102.
(1743) تامّة، خ.
(1744) كامل الزيارات: 517، مصباح الزائر: 392، مزار آقا جمال الخوانساري: 36.
(1745) مفاتيح الجنان: 563.
(1746) مفاتيح الجنان: 563.
(1747) البحار: 22/102.
(1748) البحار: 66/102، مصباح الزائر: 407، روضة الأذكار (المخطوط): 81.
(1749) مصباح الزائر: 478.
(1750) مصباح الزائر: 479.
(1751) مصباح الزائر: 480.
(1752) المزار للمفيد: 175، المصباح: 656، مصباح الزائر: 496 بتفاوت.
(1753) المزار للشهيد: 234.
(1754) المزار للشهيد: 235.
(1755) مصباح الزائر: 492، البحار: 193/102.
(1756) البحار: 159/102.
(1757) البحار: 227/102.
(1758) البلد الأمين: 431، مصباح الزائر: 472 بتفاوت يسير.
(1759) المزار للشهيد: 237.
(1760) البحار: 375/101.
(1761) البحار: 153/102.
(1762) البحار: 153/102.
(1763) يهتدي، خ.
(1764) البحار: 154/102.
(1765) مصباح الزائر: 479، عنه البحار: 181/102.
(1766) البحار: 182/102.
(1767) البحار: 202/102.
(1768) البحار: 207/102.
(1769) البلد الأمين: 423، مستدرك الوسائل: 423/10.
(1770) الاُمناء المنتجبون، خ.
(1771) سِلْمٌ، مُسْلِمٌ، خ.
(1772) بدينه، خ.
(1773) جمال الاُسبوع: 153، مصباح الزائر: 501، زاد المعاد: 470، وفي مصباح المتهجّد: 288 بتفاوت يسير.
(1774) البلد الأمين: 417.
(1775) المزار للشهيد: 184، البلد الأمين: 406.
(1776) المصباح: 666.
(1777) المزار للشهيد: 198.
(1778) الاحتجاج: 302/2، البحار: 152/53، الوسائل: 761/4.
(1779) البحار: 31/85.
(1780) البحار: 194/86، و161/53، الوسائل: 1059/4.
(1781) البحار: 149/85 و165/53، الوسائل: 608/3.
(1782) البحار: 149/85 و165/53.
(1783) الاحتجاج: 312/2، البحار: 165/53.
(1784) الاحتجاج: 312/2، البحار: 170/53، الوسائل: 1039/4.
(1785) البحار: 205/91 و348/89.
(1786) البحار: 205/91، الوسائل: 203/5.
(1787) البحار: 205/91.
(1788) البحار: 154/53.
(1789) البحار: 163/53، الوسائل: 442/5.
(1790) البحار: 163/53، الوسائل: 325/5.
(1791) الوسائل: 794/4، البحار: 167/53.
(1792) الوسائل: 795/4.
(1793) البحار: 170/53، الوسائل: 266/4.
(1794) البحار: 170/53.
(1795) عتابية، ثياب فيها عتابية، خ.
(1796) البحار: 170/53، الوسائل: 272/3.
(1797) البحار: 182/53، الوسائل: 172/3 بتفاوت يسير.
(1798) البحار: 53 / 183.
(1799) الوسائل: 305/3.
(1800) الوسائل: 239/3.
(1801) البحار: 198/85، الوسائل: 919/4.
(1802) البحار: 198/85.
(1803) الوسائل: 962/4.
(1804) الوسائل: 310/3.
(1805) وسائل الشيعة: 101/18.
(1806) البحار: 170/53.
(1807) وسائل الشيعة: 99/18.
(1808) وسائل الشيعة: 87/12.
(1809) وسائل الشيعة: 128/10.
(1810) وسائل الشيعة: 128/10.
(1811) وسائل الشيعة:41/9.
(1812) عقبه، خ.
(1813) يرفع من، خ.
(1814) ركبتيه، خ.
(1815) وسائل الشيعة: 136/9.
(1816) وسائل الشيعة: 153/9.
(1817) وسائل الشيعة: 153/9.
(1818) البحار: 327/85.
(1819) وسائل الشيعة: 267/7.
(1820) شرطه في الجارية، شرط على الجارية شرطاً على الله، شرط على الجارية شرط على الله، خ.
(1821) كمال الدين: 500.
(1822) الوسائل: 147/3.
(1823) الوسائل: 137/3.
(1824) الوسائل: 137/3.
(1825) الوسائل: 138/3.
(1826) الوسائل: 140/3.
(1827) الوسائل: 140/3.
(1828) النجم الثاقب: 273/2.
(1829) الباقيات الصالحات في هامش مفاتيح الجنان: 141.
(1830) مكيال المكارم: 218/1.
(1831) دار السلام: 43/2.
(1832) مفاتيح الجنان: 544، مزار آقا جمال الخوانساري: 59، زاد المعاد: 476، البلد الأمين: 418.
(1833) البلد الأمين: 382، زاد المعاد: 375، مفاتيح الجنان: 456.
(1834) قال العلّامة الأميني (رضوان الله عليه): روى العلّامة الفذّ المولى شريف الشيرواني في كتابه الصدف ج 2 ص 199 عن مشايخه الأجلّة معنعناً عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي (عليهما السلام) أنّه قال:
من قرأ لعن زيارة عاشوراء المشهورة مرّة واحدة ثمّ قال: اللّهم الْعَنْهُمْ جَميعاً تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً، كان كمن قرئه مائة، ومن قرأ سلامها مرّة واحدة ثمّ قال: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً، كان كمن قرأه مائة تامّة من أوّلهما إلى آخرهما. (أدب الزائر: 60).
في معنى العبارة احتمالات نذكر وجهين منها:
1 - بعد قراءة اللعن بتمامه، يقول مرّة واحدة: اللّهم الْعَنْهُمْ جَميعاً تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً، وبعد قراءة السلام بتمامه، يقول مرّة واحدة: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى... تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً.
2 - بعد قراءة اللعن بتمامه، يقول تسعاً وتسعين مرّة: اللّهم الْعَنْهُمْ جَميعاً وبعد قراءة السلام بتمامه، يقول تسعاً وتسعين مرّة: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى... أَصْحابِ الْحُسَيْنِ.
والأوّل أظهر، وورد نحوه في الروايات كما في قضيّة نوح فإنّه لمّا قصد أن يدخل في السفينة أوحى الله إليه: قل ألف مرّة: لا إله إلّا الله ولمّا لم تبق له الفرصة قال: لا إله إلّا الله، ألف مرّة ودخل السفينة. إرجع بحار الأنوار: 6111.
عن الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): ما كان نقش خاتم آدم (عليه السلام)؟ فقال: لا إِلهَ إِلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله هبط به آدم معه من الجنّة، وأنّ نوحاً لمّا ركب في السفينة، أوحى الله (عزَّ وجلَّ) إليه: يا نوح، إن خفت الغرق فهلّلني ألفاً - إلى أن قال - فقال نوح (عليه السلام): إنّ كلاماً نجّاني الله به من الغرق، لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه لا إله إلاّ الله ألف مرّة، يا رَبِّ أَصْلِحْني. (مستدرك الوسائل: 303/3)
(1835) في قضيّة المرحوم الحاج السيّد أحمد الرشتي بعد الأمر به: اقرأ زيارة عاشوراء، قرء الزيارة مع دعاء العلقمة من ظهر القلب مع أنّه لم يكن حافظاً للزيارة والدعاء وهذه نكتة لطيفة تدلّ على العناية بقراءة دعاء العلقمة بعد زيارة عاشوراء.
(1836) مفاتيح الجنان: 458، زاد المعاد: 380.
(1837) تقرأ هذه الفقرة في حرم أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
(1838) الدرج - بالفتح -: الّذي يكتب فيه.
(1839) بطابع، خ.
(1840) مفاتيح الجنان: 350، مصباح المتهجّد: 738، بحار الأنوار: 266/100، وفي مصباح الزائر: 474، وفي مزار آقا جمال الخوانساري: 98 ووسائل الشيعة: 306/10 بتفاوت.
(1841) مفتاح الجنّات: 574/1، بحار الأنوار: 268/100، مزار آقا جمال الخوانساري: 102.
(1842) مفاتيح الجنان: 428.
(1843) البقرة: 282.
(1844) النجم الثاقب: 150/2، جنّة المأوى: 314.
(1845) يعني الشيخ البهائي (رحمه الله).
(1846) جنّة المأوى: 276.
(1847) مفتاح الجنّات: 410/1.
(1848) الوسائل: 521/3.
(1849) الوسائل: 525/3.
(1850) الوسائل: 525/3.
(1851) الوسائل: 526/3.
(1852) الوسائل: 527/3.
(1853) من اصطلاحات أهل العراق.
(1854) جنّة المأوى: 240.
(1855) الطوب: الأجر.
(1856) النوافج جمع النافجة: الجلدة التّي يجتمع فيها المسك.
(1857) دار السلام: 140/2.
(1858) النجم الثاقب: 551/2.
(1859) في الأصل المطبوع: «ثمّ دله على الطريق وأمره بالدخول في دين اُمّه» الخ وأظنّه تصحيفاً.
(1860) جنّة المأوى: 292.
(1861) الأنفال: 42.
(1862) الشعراء: 88 و89.
(1863) الفرقان: 27.
(1864) الرحمن: 41.
(1865) لقمان: 33.
(1866) غافر: 52.
(1867) الانفطار: 19.
(1868) عبس: 34 - 37.
(1869) المعارج: 11 - 16.
(1870) مصباح الزائر: 74 - 98.
(1871) مفتاح الجنّات: 426/1.
(1872) القصص: 5.
(1873) مفتاح الجنّات: 426/1، وفي عمدة الزائر: 131.
نقلنا هذه الزيارة في «باب الزيارات» عن مصباح الزائر والبلد الأمين، ولوجود الزيادة في نسخة «مفتاح الجنّات» ذكرناها هنا بتمامها.
(1874) التحفة الرضويّة: 206.
(1875) التحفة الرضويّة: 206، دار السلام: 421/4.
(1876) قال الفيروزآبادي: بات يفعل كذا يبيت ويبات بيتاً ومبيتاً وبيتوتة: أي يفعله ليلاً وليس من النوم، ومن أدركه الليل فقد بات.
(1877) جنّة المأوى: 309.
(1878) نقلنا سبب بناء مسجد المقدّس في جمكران في مقدّمة الكتاب، وصلاة المسجد في باب الصلوات، وإعادتها في هذا الباب للمناسبة.
(1879) الظاهر أنّه يقول: «لا إله إلّا الله وحده وحده»، منه (رحمه الله).
(1880) الجازع: الخشبة توضع في العريش عرضاً وتطرح عليها قضبان الكرم، فإن نعت تلك الخشبة قلت: خشبة جازعة، وكلّ خشبة معروضة بين شيئين ليحمل عليها شيء فهي جازعة كذا في أقرب الموارد. أقول: وأمّا الجزوع فإنّما هو جمع جزع، إلّا أن يكون تصحيف الجذوع وكلاهما في هذا المورد بمعنى، ويقال له بالفارسيّة «تير».
(1881) جمع عليل كأجلّاء جمع جليل، والعليل من به عاهة أو آفة.
(1882) جنّة المأوى: 230.
(1883) دار السلام: 148/2.
(1884) مكيال المكارم: 412/2.
(1885) البحار: 267/96.
(1886) قد انتحى، خ.
(1887) يا بن رسول الله، خ.
(1888) وهذا السنة، خ.
(1889) ورقّ، خ.
(1890) وأرى فيكم ما لا اُحبّ، خ.
(1891) مقتلين، مستردين، خ.
(1892) إنّ الله أبقاك حتّى ترى، خ.
(1893) في السنام الأعلى: أي في الدرجة العليا.
(1894) قد قال (عليه السلام)، فقد قال (عليه السلام)، خ.
(1895) كفاية الأثر: 260.
(1896) الغدير: 13/7.
(1897) المنتخب للطريحي: 75/2.
(1898) الغدير: 14/7.
(1899) المختار من كلمات الإمام المهدي (عليه السلام): 421/1.
(1900) كذا في المنتخب للطريحي.
(1901) الغدير: 14/7، المنتخب للطريحي: 345.
(1902) المسح - بالكسر -: ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشعها وقهراً للجسد.
(1903) الوالد، خ.
(1904) الوجنة: ما ارتفع من الخدّين.
(1905) المحجر - بتقديم المهملة - من العين: ما دار بها.
(1906) ابتزّه: استلبه.
(1907) الإسراء: 13.
(1908) العضب: السيف القاطع.
(1909) النوى: البعد. الوجه الّذي يذهب فيه وينويه المسافر.
(1910) بح بحاً: أخذته بحة وخشونة وغلظ في صوته. والندب جمع الندبة: أثر الجرح الباقي على الجلد.
(1911) حاشاه: أعطاه. والغض: الطرى. والجفون جمع الجفن: غطاء العين من أعلى وأسفل. والقذى: ما يقع في العين من تبنة أو غيرها.
(1912) الفيلق: الجيش العظيم. وعض المنزل بالقوم: امتلا بهم وضاق عليهم. رحاب جمع الرحب: المكان الواسع. والفيافي كصحاري لفظاً ومعنى. والأكم جمع الأكمة: التل. والهدب: بمعنى الطويل من الشيء.
(1913) الكماة جمع الكمى: الشجاع. وأفزغ الذهب وغيره: صبه. والسوابغ جمع السابغة: الدرع الواسعة. وغلب جمع أغلب: الّذي غلظ عنقه.
(1914) السلسال: الماء العذب البارد. والمنهل: المشرب.
(1915) القيلولة: الشرب والنوم في القائلة أي نصف النهار.
(1916) دار السلام: 91/4.