عقيدة المسلمين في المهدي (عليه السلام)

عقيدة المسلمين في المهدي (عليه السلام)

تأليف: الشيخ الأجل ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع)
تحقيق: علي اكبر الغفاري
الناشر: مركز اطلاعات ومدارك اسلامي

الفهرس

المقدمة
الباب الاول: ما روي في صون سر آل محمد (عليهم السلام) عمن ليس من أهله
الباب الثاني: فيما جاء في تفسير قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
الباب الثالث: ما جاء في الامامة والوصية، وانهما من الله (عزَّ وجلَّ)
الباب الرابع: ما روي في أن الائمة اثنا عشر اماما وأنهم من الله وباختياره
الباب الخامس: ما روي فيمن ادعي الامامة ومن زعم أنه امام وليس بإمام
الباب السادس: الحديث المروي عن طرق العامة
الباب السابع: ما روي فيمن شك في واحد من الائمة
الباب الثامن: ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة
الباب التاسع: ما روي في أنه لو لم يبق في الارض الا اثنان لكان أحدهما الحجة
الباب العاشر: ما روي في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر (عليه السلام)
الباب الحادي عشر: ما روي فيما أمر به الشيعة من الصبر والكف والانتظار للفرج
الباب الثاني عشر: ما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والتشتت عند الغيبة
الباب الثالث عشر: ما روي في صفته وسيرته وفعله وما نزل من القرآن فيه (عليه السلام)
الباب الرابع عشر: ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم (عليه السلام)
الباب الخامس عشر: ما جاء في الشدة التي تكون قبل ظهور صاحب الحق (عليه السلام)
الباب السادس عشر: ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر (عليه السلام)
الباب السابع عشر: ما جاء فيما يلقي القائم (عليه السلام) ويستقبل من جاهلية الناس
الباب الثامن عشر: ماجاء في ذكر السفياني وأن أمره من المحتوم وأنه قبل قيام القائم (عليه السلام)
الباب التاسع عشر: ما جاء في ذكر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
الباب العشرون: ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم (عليه السلام)
الباب الحادي والعشرون: ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم (عليه السلام) وقبله وبعده
الباب الثاني والعشرون: ما روي أن القائم (عليه السلام) يستأنف دعاء جديدا
الباب الثالث والعشرون: ما جاء في ذكر سن الامام القائم (عليه السلام)، وما جاء ت به
الباب الرابع والعشرون: في ذكر اسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام)
الباب الخامس والعشرون: ما جاء في أن من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر أو تأخر
الباب السادس والعشرون: ما روي في مدة ملك القائم (عليه السلام) بعد قيامه

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

حدثنا الشيخ ابو الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن أبي قرة القناني(1) - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن علي البجلي الكاتب - واللفظ من أصله؛ وكتبت هذه النسخة وهو ينظر في أصله - قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني بحلب(2): الحمد لله رب العالمين، الهادي من يشاء إلى صراط مستقيم، المستحق الشكر من عباده بإخراجه إياهم من العدم إلى الوجود، وتصويره إياهم في أحسن الصور، وإسباغه عليهم النعم ظاهرة وباطنة لا يحصيها العدد علي طول الامد كما قال (عزَّ وجلَّ): (إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)(3)، وبما دلهم عليه وأرشدهم إليه من العلم بربوبيته والاقرار بوحدانيته بالعقول الزكية(4) والحكمة البالغة، والصنعة المتقنة، والفطرة الصحيحة، والصبغة الحسنة، والآيات الباهرة، والبراهين الظاهرة، وشفعه ذلك ببعثه إليهم الخيرة من خلقه رسلا مصطفين، مبشرين ومنذرين، دالين هادين، مذكرين ومحذرين، ومبلغين مؤدين، بالعلم ناطقين، وبروح القدس مؤيدين، وبالحجج غالبين، وبالايات لاهل الباطل قاهرين، وبالمعجزات لعقول ذوي - الالباب باهرين، أبانهم من خلقه بما أولاهم من كرامته، وأطلعهم علي غيبه، ومكنهم فيه من قدرته، كما قال (عزَّ وجلَّ): "عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا إلا من ارتضي من رسول (فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصد)(5) ترفعا لاقدارهم، وتعظيما لشأنهم لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل، ولتكون حجة الله عليهم تامة غير ناقصة.
والحمد لله الذي من علينا بمحمد سابق بريته إلى الاقرار بربوبيته، وخاتم أصفيائه إنذارا برسالته، وأحب أحبائه إليه، وأكرم أنبيائه عليه، وأعلاهم رتبة لديه، وأخصهم منزلة منه، أعطاه جميع ما أعطاهم، وزاده أضعافا علي ما آتاهم، وأحله المنزلة التي أظهر بها فضله عليهم، فصيره إماما لهم إذ صلي في سمائه بجماعتهم وشرف مقامه علي كافتهم، وأعطاه الشفاعة دونهم، ورفعه مستسيرا إلى علو ملكوته(6) حتى كلمه في محل جبروته بحيث جاز مراتب الملائكة المقربين، ومقامات الكروبيين والحافين.
وأنزل عليه كتابا جعله مهيمنا علي كتبه المتقدمة، ومشتملا علي ما حوته من العلوم الجمة وفاضلا عليها بأن جعله كما قال تعالى: (تبيانا لكل شيء)(7) لم يفرط فيه من شيء، فهدانا الله (عزَّ وجلَّ) بمحمد (صلّى الله عليه وآله) من الضلالة والعمي، وأنقذنا به من الجهالة والردي، وأغنانا به وبما جاء به من الكتاب المبين - وما أكمله لنا من الدين، ودلنا عليه من ولاية الائمة الطاهرين الهادين - عن الآراء والاجتهاد، ووفقنا به وبهم إلى سبيل الرشاد(8).
صلى الله عليه وعلي أخيه أمير المؤمنين تاليه في الفضل ومؤازره في اللأواء والازل(9) وسيف الله علي أهل الكفر والجهل، ويده المبسوطة بالاحسان والعدل، والسالك نهجه في كل حال(10) والزائل مع الحق حيثما زال، والخازن علمه(11)، والمستودع سره، الظاهر علي مكنون أمره، وعلي الائمة من آله الطاهرين الاخيار الطيبين الابرار.
معادن الرحمة، ومحل النعمة، وبدور الظلام، ونور الانام، وبحور العلم وباب السلام الذي ندب الله (عزَّ وجلَّ) خلقه إلى دخوله، وحذرهم النكوب عن سبيله حيث قال: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين " أفضل صلواته وأشرفها، وأذكاها وأنماها، وأتمها وأعلاها وأسناها، وسلم تسليما كثيرا كما هو أهله وكما محمد وآله (عليه السلام) أهله منه.
أما بعد: فإنا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيع المنتمية(12) إلى نبيها محمد وآله صلى الله عليهم - ممن يقول بالامامة التي جعلها الله برحمته دين الحق ولسان الصدق وزينا لمن دخل فيه(13) ونجاة وجمالا لمن كان من أهلها وفاز بذمتها وتمسك بعقدتها ووفى لها بشروطها من المواظبة علي الصلوات وإيتاء الزكوات والمسابقة إلى الخيرات، واجتناب الفواحش والمنكرات، والتنزه عن سائر المحظورات، ومراقبة الله تقدس ذكره في الملا والخلوات، وتشغل القلوب وإتعاب الانفس والابدان في حيازة القربات - قد تفرقت كلمه(14)، وتشعبت مذاهبها، واستهانت بفرائض الله (عزَّ وجلَّ)، وحنت(15) إلى محارم الله تعالى، فطار بعضها علوا، وانخفض بعضها تقصيرا، وشكوا جميعا إلا القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم التي اختارها بعلمه كما قال (عزَّ وجلَّ): (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)(16) من أمرهم، للمحنة الواقعة بهذه الغيبة التي سبق من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ذكرها، وتقدم من أمير المؤمنين (عليه السلام) خبرها، ونطق في المأثور من خطبه والمروي عنه من كلامه وحديثه بالتحذير من فتنتها، وحمل أهل العلم والرواية عن الائمة من ولده (عليهم السلام) واحدا بعد واحد أخبارها حتى ما منهم أحد إلا وقد قدم القول فيها، وحقق كونها ووصف امتحان الله - تبارك وتعالى اسمه - خلقه بها بما أوجبته قبائح الافعال ومساوي الاعمال، والشح المطاع، والعاجل الفاني المؤثر علي الدائم الباقي، والشهوات المتبعة، والحقوق المضيعة التي اكتسبت سخط الله عز وتقدس، فلم يزل الشك والارتياب قادحين في قلوبهم - كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه لكميل ابن زياد في صفة طالبي العلم وحملته: "أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة"(17) - حتى أداهم ذلك إلى التيه والحيرة والعمي والضلالة ولم يبق منهم إلا القليل النزر الذين ثبتوا علي دين الله وتمسكوا بحبل الله ولم يحيدوا عن صراط الله المستقيم، وتحقق فيهم وصف الفرقة الثابتة علي الحق التي لا تزعزعها الرياح ولا يضرها الفتن، ولا يغرها لمع السراب، ولم تدخل في دين الله بالرجال فتخرج منه بهم.
كما روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه. ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول".
ولعمري ما اتي من تاه وتحير وافتتن وانتقل عن الحق وتعلق بمذاهب أهل الزخرف والباطل إلا من قلة الرواية والعلم وعدم الدراية والفهم فإنهم الاشقياء لم يهتموا لطلب العلم ولم يتعبوا أنفسهم وفي اقتنائه وروايته من معادنه الصافية علي أنهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة من لم يرو، وقد قال جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام): "اعرفوا منازل شيعتنا عندنا علي قدر روايتهم عنا وفهمهم منا " فإن الرواية تحتاج إلى الدراية، و" خبر تدريه خير من ألف خبر ترويه".
وأكثر من دخل في هذه المذاهب إنما دخله علي أحوال، فمنهم من دخله بغير روية ولا علم، فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.
ومنهم من أراده طلبا للدنيا وحطامه(18) فلما أماله الغواة والدنياويون إليها مال مؤثرا لها علي الدين، مغترا مع ذلك بزخرف القول غرورا من الشياطين الذين وصفهم الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه فقال: "شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"(19).
والمغتر به فهو كصاحب السراب(20) الذي يحسبه الظمآن ماء، يلمعه عند ظمائه لمعة ماء، فإذا جاء لم يجده شيئا كما قال الله (عزَّ وجلَّ)(21).
ومنهم من تحلي بهذا الامر للرياء والتحسن بظاهره، وطلبا للرئاسة، وشهوة لها وشغفا به(22) من غير اعتقاد للحق ولا إخلاص فيه، فسلب الله جماله وغير حاله، وأعد له نكاله.
ومنهم من دان به علي ضعف من إيمانه، ووهن من نفسه بصحة ما نطق به منه فلما وقعت هذه المحنة التي آذننا أولياء الله صلى الله عليهم بها مذ ثلاثمائة سنة تحير ووقف كما قال الله (عزَّ وجلَّ) من قائل: "كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاء ت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"(23)، وكما قال: "كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا"(24).
ووجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين (عليهم السلام) بما أمروا به من وهب الله (عزَّ وجلَّ) له حظا من العلم وأوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره من تبيين ما اشتبه علي إخوانهم في الدين، وإرشادهم في الحيرة إلى سواء السبيل، وإخراجهم عن منزلة الشك إلى نور اليقين.
فقصدت القربة إلى الله (عزَّ وجلَّ) بذكر ما جاء عن الائمة الصادقين الطاهرين (عليهم السلام) من لدن أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى آخر من روي عنه منهم في هذه الغيبة التي عمي عن حقيته(25) ونورها من أبعده الله عن العلم بها والهداية إلى ما اوتي عنهم (عليهم السلام) فيها ما يصحح(26) لاهل الحق حقيقة ما رووه ودانوابه، وتؤكد حجتهم بوقوعها ويصدق ما آذنوا به منها.
وإذا تأمل من وهب الله تعالى له حسن الصورة وفتح مسامع قلبه، ومنحه جودة القريحة(27) وأتحفه بالفهم وصحة الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين صلوات الله عليهم علي قديم الايام وحديثها من الروايات المتصلة فيها، الموجبة لحدوثها، المقتضية لكونها مما قد أوردناه في هذا الكتاب حديثا حديثا، وروي فيه، وفكر فكرا منعم(28) ولم يجعل قراء ته نظره فيه صفحا دون شافي التأمل ولم يطمح ببصره عن حديث منها يشبه ما تقدمه دون إمعان النظر فيه والتبيين له ولما يحوي من زيادة المعاني بلفظه من كلام الامام (عليه السلام) بحسب ما حمله واحد من الرواة عنه - علم(29) أن هذه الغيبة لو لم تكن ولم تحدث مع ذلك ومع ما روي علي مر الدهور فيها لكان مذهب الامامة باطلا لكن الله تبارك وتعالى صدق إنذار الائمة (عليهم السلام) بها، وصحح قولهم فيها في عصر بعد عصر، وألزم الشيعة التسليم والتصديق والتمسك بما هم عليه وقوي اليقين في قلوبهم بصحة ما نقلوه، وقد حذر أولياء الله صلوات الله عليهم شيعتهم من أن تميل بهم الاهواء أو تزيغ بهم (و) بقلوبهم الفتن واللاواء في أيامها، ووصفوا ما يشمل الله تعالى خلقه به من الابتلاء عند وقوعها بتراخي مدتها وطول الامد فيها " ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة".
فإنه روي عنهم (عليهم السلام) ما حدثنا به محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: سمعته يقول: "نزلت هذه الآية التي في سورة الحديد " ولا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " في أهل زمان الغيبة، ثم قال (عزَّ وجلَّ): (إن الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون)(30) وقال: إنما الامد أمد الغيبة".
فإنه أراد (عزَّ وجلَّ) يا امة محمد أو يا معشر الشيعة: لا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد، فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيامها دون غيرهم من أهل الازمنة وإن الله تعالى نهي الشيعة عن الشك في حجة الله تعالى، أو أن يظنوا أن الله تعالى يخلي أرضه منها طرفة عين، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه لكميل بن زياد: "بلي اللهم لا تخلوا الارض من حجة لله إما ظاهر معلوم أو خائف مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته " وحذرهم من أن يشكوا ويرتابوا، فيطول عليهم الامد فتقسو قلوبهم.
ثم قال (عليه السلام)(31) ألا تسمع قوله تعالى في الآية التالية لهذه الآية " اعلموا أن الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون " أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلال، وتأويل كل آية منها مصدق للآخر وعلي أن قولهم صلوات الله عليهم لابد أن يصح في شذوذ من يشذ، وفتنة من يفتتن ونكوص من ينكص علي عقبيه من الشيعة بالبلبلة والتمحيص(32) والغربلة التي قد أوردنا ما ذكروه (عليهم السلام) منه بأسانيد في باب ما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والفتنة، إلا أنا نذكر في هذا الموضع حديثا أو حديثين من جملة ما أوردنا في ذلك الباب لئلا ينكر منكر ما حدث من هذه الفرق العاملة بالأهواء، المؤثرة للدنيا.
وهو ما أخبرنا به أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي - وهذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له(33) - قال: حدثنا علي ابن الحسن التيملي(34) من تيم الله قال: حدثني أخواي أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشيعته: "كونوا في الناس كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها كما يفعل.
خالطوا الناس بأبدانكم وزايلوهم بقلو بكم وأعمالكم، فان لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب، أما إنكم لن تروا ما تحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتي يسمي بعضكم بعضا كذابين وحتي لا يبقي منكم علي هذا الامر إلا كالكحل في العين والملح في الطعام وهو أقل الزاد(35) وسأضرب لكم في ذلك مثلا: وهو كمثل رجل كان له طعام قد ذراه(36) وغربله ونقاه وجعله في بيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله، ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه(37) ثم أخرجه ونقاه وذراه، ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله ثم فتح الباب عنه فاذا السوس قد وقع فيه (وأخرجه ونقاه وذراه ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب، ثم أخرجه بعد حين فوجده قد وقع فيه السوس)، ففعل به كما فعل مرارا حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر(38) (الذي) لا يضره السوس شيئا وكذلك أنتم تمحصكم الفتن حتى لا يبقي منكم إلا عصابة لا تضرها الفتن شيئا".
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "والله لتمحصن والله لتطيرن يمينا وشمالا حتى لا يبقي منكم إلا كل امرئ أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه وأيده بروح منه".
وفي رواية اخري عنهم (عليه السلام) " حتى لا يبقي منكم علي هذا الامر إلا الاندر فالاندر".
وهذه العصابة التي تبقي علي هذا الامر وتثبت وتقيم علي الحق هي التي امرت بالصبر في حال الغيبة، فمن ذلك ما أخبرنا به علي بن احمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي العباسي(39)، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) في معني قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنو اصبروا وصابروا ورابطو)(40) قال": اصبروا علي أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم المنتظر".
وهذه العصابة القليلة هي التي قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لها: لا تستوحشوا في طريق الهدي لقلتها فيما أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي من كتابه في المحرم سنة ثمان وستين ومائتين قال: حدثني يزيد بن إسحاق الارحبي - ويعرف بشعر - قال: حدثنا مخول، عن فرات بن أحنف، عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) علي منبر الكوفة يقول: "أيها الناس أنا أنف الايمان، أنا أنف الهدي وعيناه أيها الناس لا تستو حشوا في طريق الهدي لقلة من يسلكه، إن الناس اجتمعوا علي مائدة قليل شبعها، كثير جوعها، والله المستعان، وإنما يجمع الناس الرضا والغضب، أيها الناس إنما عقر ناقة صالح واحد فأصابهم الله بعذابه بالرضا لفعله، وآية ذلك قوله (عزَّ وجلَّ) (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ)(41) وقال: (فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها)(42) ألا ومن سئل عن قاتلي فزعم أنه مؤمن فقد قتلني، أيها الناس من سلك الطريق ورد الماء، ومن حاد عنه وقع في التيه - ثم نزل".
- ورواه لنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أحمد بن نوح، عن ابن عليم، عن رجل، عن فرات بن أحنف قال: أخبرني من سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) - وذكر مثله " - إلا أنه قال: "لا تستوحشوا في طريق الهدي لقلة أهله".
وفي قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " من سلك الطريق ورد الماء ومن حاد عنه وقع في التيه " بيان شاف لمن تأمله ودليل علي التمسك بنظام الائمة(43) وتحذير من الوقوع في التيه بالعدول عنها والانقطاع عن سبيلها، ومن الشذوذ يمينا وشمالا والاصغاء إلى ما يزخرفه المفترون المفتونون في دينهم من القول الذي هو كالهباء المنثور، وكالسراب المضمحل كما قال الله (عزَّ وجلَّ): (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)(44).
وكما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: (إياكم وجدال كل مفتون فإنه ملقن حجته إلى انقضاء مدته فاذا انقضت مدته ألهبته خطيئته وأحرقته)(45)؛ أخبرنا بذلك عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي محمد الغفاري(46)، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - وذكر الحديث.
وقد جمعت في هذا الكتاب ما وفق الله جمعه من الاحاديث التي رواها الشيوخ عن أمير المؤمنين والائمة الصادقين (عليهم السلام) في الغيبة وغيرها مما سبيله أن ينضاف إلى ما روي فيها بحسب ما حضر في الوقت إذ لم يحضرني جميع ما رويته في ذلك لبعده عني وأن حفظي لم يشمل عليه، والذي رواه الناس من ذلك أكثر وأعظم مما رويته ويصغر ويقل عنه ما عندي، وجعلته أبوابا صدرتها بذكر ما روي في صون سر آل محمد (عليهم السلام) عمن ليس من أهله، والتأدب بآداب أولياء الله في ستر ما أمروا بسترة عن أعداء الدين والنصاب المخالفين وساير الفرق من المبتدعين والشاكين والمعتزلة الدافعين لفضل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله أجمعين المجيزين تقديم المأموم علي الامام والناقص علي التام خلافا علي الله (عزَّ وجلَّ) حيث يقول: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون)(47) وإعجابا بآرائهم المضلة وقلوبهم العمية كما قال الله جل من قائل: (فإنها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور)(48)، وكما قال تبارك وتعالى: (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)(49) الجاحدين فضل الائمة الطاهرين وإمامتهم (عليه السلام) المحلول في صدورهم لشقائهم ما قد تمكن فيها من العناد لهم بعد وجوب الحجة عليهم من الله بقوله (عزَّ وجلَّ): (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)(50)؛ ومن رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بقوله في عترته: إنهم الهداة وسفينة النجاة، وإنهم أحد الثقلين اللذين أعلمنا تخليفه إياهما علينا والتمسك بهما بقوله (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبل ممدود بينكم وبين الله، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا)(51) خذلانا من الله شملهم به استخفافهم ذلك وبما كسبت أيديهم، وبإيثارهم العمي علي الهدي كما قال (عزَّ وجلَّ): (فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي على الهدى)(52) وكما قال: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم)(53) يريد علي علم لعناده للحق(54) واسترخائه إياه ورده له واستمرائه الباطل وحلوه في قلبه وقبوله له، و" الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون " وهم المعاندون لشيعة الحق ومحبي أهل الصدق، والمنكرون لما رواه الثقات من المؤمنين عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم، الرادون العائبون لهم بجهلهم وشقوتهم، القائلون بما رواه أعداؤهم، العاملون به، الجاعلون أئمتهم أهواء هم وعقولهم وآراء هم دون من اختاره الله بعلمه - حيث يقول: (ولقد اخترناهم على علم علي العالمين)(55) - ونصبه واصطفاه وانتجبه وارتضاه، المؤثرون الملح الاجاج علي العذب النمير الفرات(56)، فإن صون دين الله، وطي علم خيرة الله (سبحانه) عن أعدائهم المستهزئين به أولي ما قدم، وأمرهم بذلك أحق ما امتثل").
ثم ابتدأنا بعد ذلك بذكر حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به وترك التفرق عنه بقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)(57) وما روي في ذلك.
وأردفناه بذكر ما روي في الامامة وأنها من الله (عزَّ وجلَّ) وباختياره كما قال تبارك وتعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)(58) من أمرهم، وأنها عهد من الله وأمانة يؤديها الامام إلى الذي بعده.
ثم ما روي في أن الائمة (عليه السلام) اثنا عشر إماما وذكر ما يدل عليه من القرآن والتوراة (والانجيل) من ذلك.
بعد نقل ما روي من طريق العامة في ذكر الائمة الاثني عشر.
ثم ما روي فيمن ادعي الامامة، ومن زعم أنه إمام وليس بإمام، وأن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت.
(ثم الحديث المروي من طرق العامة)(59).
ثم ما روي فيمن شك في واحد من الائمة صلى الله عليهم، أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه، أو دان الله بغير إمام منه.
ثم ما روي في أن الله تعالى لا يخلي أرضه من حجة.
ثم ما روي في أنه لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة.
ثم ما روي في غيبة الامام (عليه السلام) وذكر أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين بعده لها وإنذارهم بها.
ثم ما روي فيما امر به الشيعة من الصبر والكف والانتظار في حال الغيبة.
ثم ما روي فيما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والتشتت عند الغيبة حتى لا يبقي علي حقيقة الامر إلا الاقل.
ثم ما روي في الشدة التي تكون قبل قيام القائم (عليه السلام).
ثم ما روي في صفته (عليه السلام) وسيرته.
ثم ما نزل من القرآن فيه (عليه السلام).
ثم ما روي من العلامات التي تكون قبل ظهوره تدل علي قيامه وقرب أمره.
ثم ما جاء من المنع في التوقيت والتسمية لصاحب الامر (عليه السلام).
ثم ما جاء فيما يلقي القائم منذ قيامه (عليه السلام) فيبتلي من جاهلية الناس.
ثم ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم (عليه السلام) وعدتهم.
ثم ما جاء في ذكر السفياني وأن أمره من المحتوم الكائن قبل قيام القائم (عليه السلام).
ثم ما جاء في ذكر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأنه لا ينشرها بعد يوم الجمل - إلا القائم (عليه السلام)، وصفتها.
ثم ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم (عليه السلام) وقبله وبعده.
ثم ما روي في أن القائم (عليه السلام) يستأنف دعاء جديدا، وأن الاسلام بدا - غريبا وسيعود غريبا كما بدا.
ثم ما روي في مدة ملك القائم (عليه السلام) بعد ظهوره.
ثم ما روي في ذكر إسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام) وبطلان ما يدعيه - المبطلون الذين هم عن السمع والعلم معزولون.
ثم ما روي في أن من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الامر أم تأخر.
ونحن نسأل الله بوجهه الكريم وشأنه العظيم أن يصلي علي الصفوة المنتجبين من خلقه والخيرة من بريته، وحبله المتين وعروته الوثقي التي لا انفصام لها محمد وآله الطاهرين، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يجعل محيانا ومماتنا وبعثنا علي ما أنعم به علينا من دين الحق وموالاة أهله الذين خصهم بكرامته، وجعلهم السفراء بينه وبين خلقه، والحجة علي بريته، وأن يوفقنا للتسليم لهم والعمل بما أمروا به، والانتهاء عما نهوا عنه، ولا يجعلنا من الشاكين في شيء من قولهم، ولا المرتابين بصدقهم، وأن يجعلنا من أنصار دينه مع وليه، والصادقين في جهاد عدوه حتى يجعلنا بذلك معهم، ويكرمنا بمجاورتهم في جنات النعيم، ولا يفرق بيننا وبينهم طرفة عين أبدا، ولا أقل من ذلك ولا أكثر إنه جواد كريم.

الباب الاول: ما روي في صون سر آل محمد (عليهم السلام) عمن ليس من أهله والنهي عن اذاعته لهم واطلاعهم

1 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي(60) قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال حدثنا عبيس بن هشام الناشري، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن خر بوذ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة(61) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون، وأمسكوا عما ينكرون".
2 - وحدثني أبو القاسم الحسين بن محمد الباوري(62) قال: حدثنا يوسف بن يعقوب المقرئ (السقطي) بواسط(63)، قال: حدثني خلف البزار، عن يزيد بن هارون(64)، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: "لا تحدثوا الناس بما لا يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله".
3 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن عبد الاعلى بن أعين، قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): "يا عبد الأعلى إن احتمال أمرنا ليس معرفته وقبوله، إن احتمال أمرنا هو صونه وستره عمن ليس من أهله، فأقرئهم السلام ورحمة الله - يعني الشيعة - وقل: قال لكم: رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا بأن يظهر لهم ما يعرفون ويكف عنهم ما ينكرون.
(ثم قال: ما الناصب لنا حربا بأشد مؤونة من الناطق علينا بما نكرهه)".
4 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله من كتابه في رجب سنة ثمان(65) ومائتين قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمار الصيرفي، عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "ليس هذا الامر معرفته وولايته فقط حتى تستره عمن ليس من أهله، وبحسبكم(66) أن تقولوا ما قلنا وتصمتوا عما صمتنا، فإنكم إذا قلتم ما نقول وسلمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنا به، قال الله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا)(67)".
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): حدثوا الناس بما يعرفون، ولا تحملوهم ما لا يطيقون فتغر ونهم بنا".
5 - وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(68)، قال: حدثنا محمد بن غياث، عن عبد الأعلى بن أعين، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): "إن احتمال أمرنا ليس هو التصديق به والقبول له فقط، إن من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله، فأقرئهم السلام ورحمة الله - يعني الشيعة - وقل لهم: يقول لكم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى وإلي نفسه، يحدثهم بما يعرفون.
ويستر عنهم ما ينكرون، ثم قال لي: والله ما الناصب(ة) لنا حربا أشد مؤونة علينا من الناطق علينا بما نكرهه - وذكر الحديث بطوله -".
6 - وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري(69) عن محمد بن العباس الحسني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن محمد الخزاز(70) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "من أذاع علينا حديثنا هو بمنزلة من جحدنا حقنا".
7 - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن السري(71) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إني لأحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه فأستحل به لعنه والبراءة منه".
يريد (عليه السلام) بذلك أن يحدث به من لا يحتمله ولا يصلح أن يسمعه. ويدل قوله علي أنه (عليه السلام) يريد أن يطوي من الحديث ما شأنه أن يطوي ولا يظهر.
8 - وبه(72) عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن القاسم الصيرفي(73)، عن ابن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "قوم يزعمون أني إمامهم والله ما أنا لهم بإمام، لعنهم الله كلما سترت سترا هتكوه، أقول كذا وكذا، فيقولون إنما يعني كذا وكذا، إنما أنا إمام من أطاعني".
9 - وبه عن الحسن، عن كرام الخثعمي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "أما والله لو كانت علي أفواهكم أوكية(74) لحدثت كل امرئ منكم بما له، والله لو وجدت أتقياء لتكلمت، والله المستعان".
يريد ب "أتقياء": من يستعمل التقية.
10 - وبه عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير(75) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): يقول: "سر أسره الله إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمد، وأسره محمد إلى علي، وأسره علي إلى من شاء الله واحدا بعد واحد، وأنتم تتكلمون به في الطرق".
11 - (وحدثنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا عبد الله بن العلاء المذاري(76) قال: حدثنا إدريس بن زياد الكوفي(77) قال: حدثنا بعض شيوخنا قال: قال (المفضل): أخذت بيدك كما أخذ أبو عبد الله (عليه السلام) بيدي وقال لي: "يا مفضل إن هذا الامر ليس بالقول فقط، لا والله حتى يصونه كما صانه الله ويشرفه كما شرفه الله، ويؤدي حقه كما أمر الله"(78).
12 - وأخبرنا عبد الواحد بإسناده، عن الحسن، عن حفص بن نسيب فرعان(79) قال: "دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) أيام قتل المعلي بن خنيس مولاه فقال لي: يا حفص حدثت المعلي بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد، إني قلت له: إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه ودنياه، يا معلي إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ورزقه العز في الناس(80)، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت متحير"(81).

الباب الثاني: فيما جاء في تفسير قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)

1 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة - وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب(82) - قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن هاشم؛ والحسين بن السكن مع(83) قالا: حدثنا عبد - الرزاق بن همام(84) قال: أخبرني أبي، عن مينا مولي عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: "وفد علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أهل اليمن فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): جاء كم أهل اليمن يبسون بسيس(85) فلما دخلوا علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم، ومنهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك(86) فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال (عزَّ وجلَّ): "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"(87) فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل، فقال: هو قول – الله: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"(88) فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي: فقالوا: يا رسول الله من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه " أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله"(89).
فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: "ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا"(90) هو وصيي، والسبيل إلى من بعدي، فقالوا: يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه، فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لان الله (عزَّ وجلَّ) يقول في كتابه: "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم"(91) (أي) إليه وإلي ذريته (عليهم السلام).
ثم قال: فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي(92) في الدوسيين، ولا حق بن علاقة چ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الانزع الاصلع البطين وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): أنتم نجبة الله حين عرفتم(93) وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا ولما رأيناه رجفت قلوبنا(94) ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا(95) حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون.
فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أنتم منهم(96) بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني، وأنتم عن النار مبعدون.
قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل وصفين فقتلوا بصفين رحمهم الله، وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)".
2 - أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني(97) قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحميري(98)، قال: ثم اعلم أنه يظهر من تاريخ الخطيب بترجمة احمد بن نصر ابن سعيد النهرواني أن الصواب احدي النسبتين اما النهاوندي أو النهرواني وكانه صحف ما في التاريخ، والصواب النهاوندي كما في كتب الخاصة.
حدثنا محمد بن (ي) زيد بن عبد الرحمن التيمي، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): "كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، فطلع رجل طوال يشبه بر جال مضر، فتقدم فسلم علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وجلس، فقال: يا رسول الله إني سمعت الله (عزَّ وجلَّ) يقول فيما أنزل: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمرنا الله بالاعتصام به وألا نتفرق عنه، فأطرق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مليا، ثم رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل به في آخرته، فوثب الرجل إلى علي (عليه السلام) فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قام فولي وخرج، فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه فأسأله أن يستغفر لي؟ فقال رسول الله: إذا تجده موفق(99)، فقال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر الله له، فقال له: أفهمت ما قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وما قلت له؟ قال: نعم، قال: فإن كنت متمسكا بذلك الحبل يغفر الله لك وإلا فلا يغفر الله لك"(100).
ولو لم يدلنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علي حبل الله الذي أمرنا الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه بالاعتصام به وألا نتفرق عنه لاتسع للاعداء المعاندين التأول فيه والعدول بتأويله وصرفه إلى غير من عني الله به ودل عليه رسوله (عليه السلام) عنادا وحسدا، لكنه قال (صلّى الله عليه وآله) في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع: "إني فرطكم(101) وإنكم واردون علي الحوض، حوضا عرضه ما بين بصري إلى صنعاء، فيه قدحان عدد نجوم السماء، ألا وإني مخلف فيكم الثقلين، الثقل الاكبر القرآن، والثقل الاصغر عترتي أهل بيتي، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله (عزَّ وجلَّ)، ما إن تمسكتم به لن تضلوا، سبب منه بيد الله، وسبب بأيديكم(102) إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كاصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطي - فتفضل هذه علي هذه".
أخبرنا بذلك عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي قال: أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: خطب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - وذكر الخطبة بطولها، وفيها هذا الكلام.
وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن الحسن ابن محبوب؛ والحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) بمثله.
وأخبرنا عبد الواحد، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي - الباقر (عليهما السلام) بمثله.
فإن القرآن مع العترة والعترة مع القرآن وهما حبل الله المتين لا يفترقان كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وفي ذلك دليل لمن فتح الله مسامع قلبه ومنحه حسن البصيرة في دينه علي أن من التمس علم القرآن والتأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والخاص والعام من عند غير من فرض الله طاعتهم وجعلهم ولاة - الامر من بعد نبيه وقرنهم الرسول (عليه السلام) بأمر الله بالقرآن وقرن القرآن بهم دون غيرهم، واستودعهم الله علمه وشرايعه وفرائضه وسننه فقدتاه وضل وهلك وأهلك.
والعترة (عليهم السلام) هم الذين ضرب بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مثلا لامته، فقال (عليه السلام): مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق".
وقال: "مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل الذي من دخله غفرت ذنوبه واستحق الرحمة والزيادة من خالقه " كما قال الله (عزَّ وجلَّ): "أدخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين"(103).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصدق الصادقين في خطبته المشهورة التي رواها الموافق والمخالف: "ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الارض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم، بل أين تذهبون يامن نسخ من أصلاب أصحاب السفينة هذا مثلها فيكم، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو من هذه من ينجو، ويل لمن تخلف عنهم - يعني عن الائمة (عليهم السلام)-".
وقال: "إن مثلنا فيكم كمثل الكهف لاصحاب الكهف، وكباب حطة وهو باب السلم، فادخلوا في السلم كافة".
وقال (عليه السلام) في خطبته هذه: "ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد أنه قال: إني وأهل بيتي مطهرون فلا تسبقوهم فتضلوا، ولا تخلفوا عنهم فتزلوا(104)، ولا تخالفوهم فتجهلوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، هم أعلم الناس صغارا، وأعلم الناس كبارا، فاتبعوا الحق وأهله حيثما كان، وزايلوا الباطل وأهله حيثما كان".
فترك الناس من هذه صفتهم، وهذا المدح فيهم، وهذا الندب إليهم وضربوا عنهم صفح(105) وطووا دونهم كشحا، واتخذوا أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) هزوا، وجعلوا كلامه لغوا، فرفضو فرض الله تعالى علي لسان نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) طاعته ومسألته والاقتباس منه بقوله: "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)"(106).
وقوله: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم"(107)، ودل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) علي النجاة في التمسك به والعمل بقوله والتسليم لامره والتعليم منه والاستضاءة بنوره، فادعوا(108) ذلك لسواهم، وعدلوا عنهم إلى غيرهم، ورضوا به بدلا منهم، وقد أبعدهم الله عن العلم، وتأول كل لنفسه هواه، وزعموا أنهم استغنوا بعقولهم وقياساتهم وآرائهم عن الائمة (عليهم السلام) الذين نصبهم الله لخلقه هداة، فو كلهم الله (عزَّ وجلَّ) بمخالفتهم أمره، وعدولهم عن اختياره وطاعته وطاعة من اختاره لنفسه فولاهم إلي اختيارهم وآرائهم وعقولهم، فتاهوا وضلوا ضلالا بعيدا، وهلكوا وأهلكوا، وهم عند أنفسهم كما قال الله (عزَّ وجلَّ): "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"(109) حتى كأن الناس ما سمعوا قول الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه حكاية لقول الظالمين من هذه الامة في يوم القيامة عند ندمهم علي فعلهم بعترة نبيهم وكتاب ربهم حيث يقول: "ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا".
فمن الرسول إلا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ ومن فلان هذا المكني عن اسمه المذمومة(110) وخلته ومصاحبته ومرافقته في الاجتماع معه علي الظلم؟ ثم قال: "لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني"(111) أي بعد الدخول في الاسلام والاقرار به، فما هذا الذكر الذي أضله خليله عنه بعد إذ جاءه؟ أليس هو القرآن والعترة اللذين وقع التوازر والتظافر علي الظلم بهم والنبذ لهما، فقد سمي الله تعالى رسوله ذكرا فقال: "قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا"(112) وقال: "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"(113) فمن الذكر ههنا إلا الرسول؟ ومن أهل الذكر إلا أهل بيته الذين هم محل العلم، ثم قال (عزَّ وجلَّ) " وكان الشيطان للإنسان خذولا " فجعل مصاحبة خليله - الذي أضله عن الذكر في دار الدنيا وخذله في الآخرة ولم تنفعه خلته ومصاحبته إياه حين تبرأ كل واحد من صاحبه - مصاحبة الشيطان.
ثم قال (عزَّ وجلَّ) من قائل حكاية لما يقوله النبي (صلّى الله عليه وآله) يوم القيامة عند ذلك: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " أي اتخذوا هذا القرآن الذي أمرتهم بالتمسك به وبأهل بيتي وألا يتفرقوا عنهما مهجورا.
أليس هذا الخطاب كله والذم بأسره للقوم الذين نزل القرآن علي لسان الرسول إليهم وإلي الخلق ممن سواهم وهم الظالمون من هذه الامة لعترة نبيهم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) النابذون لكتاب الله، الذين يشهد عليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة بأنهم نبذوا قوله في التمسك بالقرآن والعترة وهجروهما واتبعوا أهواء هم وآثروا عاجل الامر والنهي وزهرة الحياة الدنيا علي دينهم شكا في محمد (صلّى الله عليه وآله) وما جاء به، وحسدا لاهل بيت نبيه(عليهما السلام) لما فضلهم الله به، أو ليس قد روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مالا ينكره أصحاب الحديث مما هو موافق لما أنزله الله تعالى من هذه الآيات قوله: "إن قوما من أصحابي يختلجون"(114) دوني يوم القيامة من ذات اليمين إلى ذات الشمال فأقول: يا رب اصيحابي اصيحابي - " وفي بعض الحديث "أصحابي أصحابي" فيقال: يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: بعدا بعدا، سحقا سحقا"(115).
ويصدق ذلك ويشهد به قول الله (عزَّ وجلَّ): "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا (وسيجزي الله الشاكرين)(116) وفي هذا القول من الله تبارك اسمه أدل دليل علي أن قوما ينقلبون بعد مضي النبي (صلّى الله عليه وآله) علي أعقابهم، وهم المخالفون أمر الله تعالى وأمر رسوله عليه وآله السلام، المفتونون الذي قال فيهم "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"(117) يضاعف الله العذاب والخزي لهم وأبعد وأسحق من ظلم آل محمد (عليهم السلام) وقطع ما أمر الله به أن يوصل فيهم ويدان به من مودتهم، والاقتداء بهم دون غيرهم حيث يقول: "قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربي"(118) ويقول: "أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون"(119).
وليس بين الامة التي تستحي ولا تباهت، وتزيغ عن الكذب(120) ولا تعاند، خلاف في أن وصي رسول الله أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يرشد الصحابة في كل معضل ومشكل ولا يرشدونه إلى الحق، ويهديهم ولا يهدي سواه، ويفتقر إليه، ويستغني هو عن كافتهم، ويعلم العلم كله، ولا يعلمونه.
وقد فعل بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعليها ما دعاها إلى الوصية بأن تدفن ليلا ولا يصلي عليها أحد من أمة أبيها إلا من سمته.
فلو لم يكن في الاسلام مصيبة ولا علي أهله عار ولا شنار(121) ولا حجة فيه لمخالف لدين الاسلام إلا ما لحق فاطمة (عليها السلام) حتى مضت(122) غضبي علي امة أبيها، ودعاها ما فعل بها إلى الوصية بأن لا يصلي عليها أحد منهم فضلا عما سوي ذلك لكان عظيما فظيعا منبها لاهل الغفلة، إلا من قد طبع الله علي قلبه وأعماه لا ينكر ذلك ولا يستعظمه ولا يراه شيئا، بل يزكي المضطهد له(123) إلى هذه الحالة، ويفضله عليها وعلي بعلها وولدها، ويعظم شأنه عليهم، ويري أن الذي فعل بها هو الحق ويعده من محاسنه، وأن الفاعل له بفعله إياه من أفضل الامة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد قال الله (عزَّ وجلَّ): "فإنها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور"(124).
فالعمي يستمر علي أعداء آل محمد (صلّى الله عليه وآله) وظالميهم والموالين لهم إلى يوم - الكشف الذي قال الله (عزَّ وجلَّ): "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاء ك فبصرك اليوم حديد"(125) و" يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار"(126).
ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنه ليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض وكبيرها، ودقيق الاحكام والسنن وجليلها، وإنهم لمالم يجدوه فيه احتاجو إلى القياس والاجتهاد في الرأي والعمل في الحكومة بهما، وافتروا علي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الكذب والزور بأنه أباحهم الاجتهاد، وأطلق لهم ما ادعوه عليه لقوله لمعاذ بن جبل(127) والله يقول: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)(128).
ويقول: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"(129) ويقول: "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين"(130)، ويقول: (وكل شيء أحصيناه كتابا)(131)، ويقول: قل: "إن اتبع إلا ما يوحي إلي"(132)، ويقول: "وأن احكم بينهم بما أنزل الله"(133) فمن أنكر أن شيئا من امور الدنيا والآخرة وأحكام الدين وفرائضه وسننه وجميع ما يحتاج إليه أهل الشريعة ليس موجودا في القرآن الذي قال الله تعالى فيه: "تبيانا لكل شيء" فهو راد علي الله قوله، ومفتر علي الله الكذب، وغير مصدق بكتابه.
ولعمري لقد صدقوا عن أنفسهم وأئمتهم الذي يقتدون بهم(134) في أنهم لا يجدون ذلك في القرآن، لانهم ليسوا من أهله ولا ممن أوتي علمه، ولا جعل الله ولا رسوله لهم فيه نصيبا، بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول (صلّى الله عليه وآله) الذي آتاهم العلم، ودل عليهم، الذين أمر بمسألتهم ليدلوا علي موضعه من الكتاب الذي هم خزنته(135) وورثته وتراجمته.
ولو امتثلوا أمر الله (عزَّ وجلَّ) في قوله "ولو ردوه إلى الرسول وإلي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"(136) وفي قوله: "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" لا وصلهم الله إلى نور الهدي، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وأغناهم عن القياس والاجتهاد بالرأي، وسقط الاختلاف الواقع في أحكام الدين الذي يدين به العباد، ويجيزونه بينهم، ويدعون علي النبي (صلّى الله عليه وآله) الكذب أنه أطلقه وأجازه، والقرآن يحظره وينهي عنه حيث يقول (عزَّ وجلَّ): "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"(137): ويقول: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاء هم البينات"(138): ويقول " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وآيات الله في ذم الاختلاف والفرقة أكثر من أن تحصي، والاختلاف والفرقة في الدين هو الضلال، ويجيزونه ويدعون علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه أطلقه وأجازه افتراء عليه، وكتاب الله (عزَّ وجلَّ) يحظره وينهي عنه بقوله: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا".
فأي بيان أو ضح من هذا البيان؟ وأي حجة للخلق علي الله بعد هذا الايضاح والارشاد؟ نعوذ بالله من الخذلان، ومن أن يكلنا إلي نفوسنا وعقولنا واجتهادنا وآرائنا في ديننا، ونسأله أن يثبتنا علي ما هدانا له(139) ودلنا عليه وأرشدنا إليه من دينه، والموالاة لاوليائه، والتمسك بهم، والاخذ عنهم، والعمل بما أمروا به، والانتهاء عما نهوا عنه حتى نلقاه (عزَّ وجلَّ) علي ذلك، غير مبدلين ولا شاكين، ولا متقدمين لهم ولا متأخرين عنهم، فإن من تقدم عليهم مرق، ومن تخلف عنهم غرق، ومن خالفهم محق، ومن لزمهم لحق، وكذلك قال رسول - الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).

الباب الثالث: ما جاء في الامامة والوصية، وانهما من الله (عزَّ وجلَّ) وباختياره، وأمانة يؤديها الامام إلى الامام بعده

1 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن مستورد الاشجعي(140) من كتابه في صفر سنة ست وستين ومائتين، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي(141)، قال: حدثنا عبد الله ابن بكير، عن عمر (و)بن الاشعث قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول - ونحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلا - فأقبل علينا وقال: "لعلكم ترون أن هذا الامر في الامامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء، والله إنه لعهد من الله نزل علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى رجال مسمين رجل فرجل حتى تنتهي إلى صاحبها".
2 - وأخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني أحمد بن يوسف ابن يعقوب الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب بن حفص جميعا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)" في قول الله (عزَّ وجلَّ): "إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى اهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به(142) قال: هي الوصية يدفعها الرجل منا إلى الرجل".
3 - وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي.
قال: حدثنا علي بن الحسن(143) عن اسماعيل بن مهران، عن المفضل بن صالح، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "الوصية نزلت من السماء علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كتابا مختوم(144)، ولم ينزل علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل (عليه السلام): يا محمد هذه وصيتك في امتك إلى أهل - بيتك(145) فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): أي أهل بيتي يا جبرئيل؟ فقال: نجيب الله منهم وذريته(146) ليورثك علم النبوة قبل إبراهيم(147) وكان عليها خواتيم، ففتح علي (عليه السلام) الخاتم الاول ومضي لما امر فيه(148) ثم فتح الحسن (عليه السلام) الخاتم الثاني ومضي لما امر به، ثم فتح الحسين (عليه السلام) الخاتم الثالث فوجد فيه أن قاتل وأقتل وتقتل(149) واخرج بقوم للشهادة، لا شهادة لهم إلا معك ففعل وثم دفعهما إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) ومضي، ففتح علي بن الحسين الخاتم الرابع فوجد فيه أن أطرق واصمت(150) لما حجب العلم، ثم دفعها إلى محمد بن علي (عليهما السلام) ففتح الخاتم الخامس فوجد فيه أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك العلم واصطنع الامة(151)، وقل الحق في الخوف والامن ولا تخش إلا الله، ففعل، ثم دفعها إلى الذي يليه، فقال معاذ بن كثير: فقلت له: وأنت هو؟ فقال: ما بك في هذا إلا أن تذهب يا معاذ فترويه عني(152) نعم أنا هو، حتى عدد علي اثني عشر اسما ثم سكت، فقلت: ثم من؟ فقال: حسبك".
4 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن أحمد القلانسي(153) قال: حدثنا محمد بن الوليد(154) عن يونس بن يعقوب(155) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "دفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) صحيفة مختومة باثني عشر خاتما، وقال: فض الاول واعمل به، وادفعها إلى الحسن (عليه السلام) يفض الثاني ويعمل به، ويدفعها إلى الحسين (عليه السلام) يفض الثالث ويعمل بما فيه، ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين (عليهم السلام)".
5 - وأخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر محمد ابن علي (عليهما السلام) قال: "سألته عن قول الله (عزَّ وجلَّ): "إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " قال: "أمر الله الامام منا أن يؤدي الامامة إلى الامام بعده، ليس (له) أن يزويها عنه ألا تسمع إلى قوله: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به " هم الحكام، أو لا تري أنه خاطب بها الحكام".
6 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدثني أحمد بن يوسف ابن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا والله لا يدع الله هذا الامر إلا وله من يقوم به إلى يوم تقوم الساعة".
7 - وأخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن إسماعيل بن مهران، قال: حدثني المفضل بن صالح أبو جميلة عن أبي (عبد الله) عبد الرحمن(156)، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: "إن الله جل اسمه أنزل من السماء إلى كل إمام عهده وما يعمل به، وعليه خاتم فيفضه ويعمل بما فيه"(157).
وإن في هذا يا معشر الشيعة لبلاغا لقوم عابدين وبيانا للمؤمنين، ومن أراد الله تعالى به الخير جعله من المصدقين المسلمين للائمة الهادين بما منحهم الله تعالى من كرامته، وخصهم به من خيرته، وحباهم(158) به من خلافته علي جميع بريته دون غيرهم من خلقه، إذ جعل طاعتهم طاعته بقوله (عزَّ وجلَّ): "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم" وقوله: "من يطع الرسول فقد أطاع الله"(159) فتدب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) الخلق إلى الائمة من ذريته الذين أمرهم الله تعالى بطاعتهم ودلهم عليهم، وأرشدهم إليهم بقوله (عليه السلام): "إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، حبل ممدود بينكم وبين الله، ما إن تمسكتم به لن تضلوا " وقال الله تعالى محثا للخلق إلى طاعته(160)، ومحذرا لهم من عصيانه فيما يقوله ويأمر به "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"(161).
فلما خولف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ونبذ قوله وعصي أمره فيهم (عليهم السلام) واستبدوا بالامر دونهم، وجحدوا حقهم، ومنعوا تراثهم، ووقع التمالئ عليهم(162) بغيا وحسدا وظلما وعدوانا حق علي المخالفين أمره والعاصين ذريته (وعلي التابعين لهم والراضين بفعلهم) ما توعدهم الله من الفتنة والعذاب الاليم، فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمي عن سواء السبيل والاختلاف في الاحكام والاهواء، والتشتت في الآراء وخبط العشواء(163)، وأعدلهم العذاب الاليم ليوم الحساب في المعاد.
وقد رأينا الله (عزَّ وجلَّ) ذكر في محكم كتابه ما عاقب به قوما من خلقه حيث يقول "فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يقوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون"(164) فجعل النفاق الذي أعقبهموه عقوبة ومجازاة علي إخلافهم الوعد وسماهم منافقين(165) ثم قال في كتابه: "إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار"(166).
فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أن عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الاسفل من النار، فماذا تكون حال من جاهر الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله (صلّى الله عليه وآله) بالخلاف عليهما، والرد لقولهما، والعصيان لامرهما، والظلم والعناد لمن أمرهم الله بالطاعة لهم والتمسك بهم والكون معهم(167) حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"(168) وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله (عزَّ وجلَّ) عليه من جهاد عدوه، وبذل أنفسهم في سبيله، ونصرة رسوله، وإعزاز دينه حيث يقول: "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه "فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"(169) فشتان بين الصادق لله وعده، والموفي بعهده، والشاري نفسه له(170) والمجاهد في سبيله، والمعز لدينه، الناصر لرسوله، وبين العاصي والمخالف رسوله (صلّى الله عليه وآله)، والظالم عترته، ومن فعله أعظم من إخلاف الوعد المعقب للنفاق المؤدي إلى الدرك الاسفل من النار؟ نعوذ بالله منها. وهذه - رحمكم الله - حال كل من عدل عن واحد من الائمة الذين اختارهم الله (عزَّ وجلَّ)، وجحد امامته، وأقام غيره مقامه، وادعي الحق لسواه إذ كان أمر الوصية والامامة بعهد من الله تعالى وباختياره لا من خلقه ولا باختيارهم، فمن اختار غير مختار الله وخالف أمر الله سبحانه ورد مورد الظالمين والمنافقين الحالين في ناره بحيث وصفهم الله (عزَّ وجلَّ)، نعوذ بالله من خلافه وسخطه وغضبه وعذابه ونسأله التثبت علي ما وهب لنا، والا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا برحمته ورأفته.

الباب الرابع: ما روي في أن الائمة اثنا عشر اماما وأنهم من الله وباختياره

1 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة أبي هراسة الباهلي(171)، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين(172) قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال: "أتي جبرئيل النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن الله (عزَّ وجلَّ) يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك فأرسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام)، فقال له: يا علي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين وأحبهن إلى بعدك، وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة، والشهداء المضر جون(173) المقهورون في الارض من بعدي، والنجباء الزهر الذين يطفئ الله بهم الظلم، ويحيي بهم الحق، ويميت بهم الباطل، عدتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه".
2 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي(174) قال: حدثنا محمد بن جعفر(175) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)(176) عن آبائه (عليهما السلام) قال "أقبل أمير المؤمنين صوات الله عليه ذات يوم ومعه الحسن بن علي، وسلمان الفارسي.
وأمير المؤمنين متكئ علي يد سلمان - رضي الله عنه - فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم علي أمير المؤمنين وجلس بين يديه وقال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل، قال أمير المؤمنين: سلني عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الانسان إذا نام أين تذهب روحه؟ عن الرجل كيف يذكر وينسي؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن وقال: أجبه يا أبا محمد، فقال أبو محمد (عليه السلام) للرجل: أما ما سألت عنه عن أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه معلقة بالريح والريح بالهواء معلقة إلى وقت ما يتحرك صاحبها باليقظة(177)، فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح علي ذلك البدن(178) جذبت تلك الروح الريح، وجذبت الريح الهواء فاستكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله برد تلك الروح علي ذلك البدن جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح فلا ترد علي صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان، فإن قلب الانسان في حق(179) وعلي الحق طبق، فإذا هو صلي علي محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما نسي، وإن هو لم يصل علي محمد وآل محمد، أو انتقص من الصلاة عليهم وأغضي عن بعضه(180) انطبق ذلك الطبق علي الحق فأظلم القلب وسهي الرجل ونسي ما كان يذكره.
وأما ما ذكرت من أمر المولود يشبه الاعمام والاخوال، فإن الرجل إذا أتي أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة(181) وبدن غير مضطرب استكنت تلك النطفة في جوف الرحم فخرج المولود يشبه أباه وامه، وإن هو أتي زوجته بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها علي بعض العروق فإن وقعت علي عرق من عروق الاعمام أشبه المولود أعمامه، وإن وقعت علي عرق من عروق الاخوال أشبه الولد أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها؛ وأشهد أن محمدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ولم أزل أشهد بها وأقولها؛ وأشهد أنك وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والقائم بحجته، ولم أزل أشهد بها وأقولها - وأشار بيده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ - وقال: أشهد أنك وصيه والقائم بحجته، ولم أزل أقولها - وأشار بيده إلى الحسن (عليه السلام)؛ - وأشهد علي الحسين ابن علي أنه وصيه والقائم بحجته، ولم أزل أقولها؛ وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين، وأشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي؛ وأشهد علي جعفر أنه القائم بأمر محمد؛ وأشهد علي موسى أنه القائم بأمر جعفر؛ وأشهد على علي أنه ولي موسى(182)؛ وأشهد علي محمد أنه القائم بأمر علي؛ وأشهد علي علي أنه القائم بأمر محمد؛ وأشهد علي الحسن أنه القائم بأمر علي؛ وأشهد علي رجل من ولد الحسين لا يسمي ولا يكني حتى يظهر الله أمره، يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضي.
فقال أمير المؤمنين للحسين (عليهما السلام): يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد، قال: فخرجت في أثره فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد حتى ما دريت أين أخذ من الارض، فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته، فقال يا أبا محمد تعرفه؟ قلت: لا، والله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر (عليه السلام)".
3 - وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من رجاله، عن أحمد بن أبي - عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر محمد ابن علي (عليهما السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وما قضي فيها، ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال ابن عباس: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون"(183).
4 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن محمد، عن بد الله بن محمد بن خالد قال: حدثني نصر بن محمد بن قابوس(184) عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ذات يوم فوجدته مفكرا ينكت في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين تنكت في الارض أرغبة منك فيه(185)، فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط(186) ولكن فكري في مولود يكون من ظهري(187) هو المهدي الذي يملا ها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة(188)، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة؟ فقال: سبت من الدهر(189).
فقلت: إن هذا لكائن فقال: نعم كما أنه مخلوق(190)، قلت: ادرك ذلك الزمان؟ فقال: أني لك يا أصبغ بهذا الامر، أولئك خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة فقلت: ثم ما ذا يكون بعد ذلك(191)؟ قال: يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات"(192).
5 - وحدثني موسى بن محمد القمي أبو القاسم(193) بشيراز سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، قال: حدثنا سعد بن عبد الله الاشعري، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: "قال أبي لجابر بن عبد الله الانصاري إن لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلو بك فيها فأسألك عنها، قال جابر: في أي الاوقات أحببت، فخلا به أبي يوما، فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته بيد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما وعما أخبرتك امي فاطمة به مما في ذلك اللوح مكتوب، فقال جابر: اشهد الله لا شريك له أني دخلت علي امك فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهنيتها بولادة الحسين (عليه السلام) ورأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابه بيضاء شبيهة بنور الشمس(194) فقلت لها: بأبي أنت وامي ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله (عزَّ وجلَّ) إلى رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ولدي واسم الاوصياء من ولدي، أعطانيه أبي ليبشرني بذلك(195)، قال جابر: فدفعته إلى أمك فاطمة (عليها السلام) فقرأته ونسخته فقال له أبي (عليه السلام): يا جابر فهل لك أن تعرضه علي؟ قال: نعم فمشي معه أبي إلى منزله، فأخرج أبي صحيفة من رق(196)، فقال: يا جابر انظر في كتابك حتى أقرأ أنا عليك، فقرأه أبي عليه فما خالف حرف حرفا، فقال جابر فأشهد الله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وحجابه(197) وسفيره ودليله، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، يا محمد عظم أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين، ومديل المظلومين، وديان يوم الدين(198)، وإني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي(199) عذبته عذابا لا أعذبه(200) أحدا من العالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل(201)، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه، وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك علي الانبياء، وفضلت وصيك علي الاوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك(202) الحسن والحسين، فجعلت الحسن معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا معدن وحيي(203) فأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد في، وأرفع الشهداء درجة عندي، جعلت كلمتي التامة معه(204) وحجتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب(205)؛ أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين(206) وابنه سمي جده المحمود، محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لاكرمن مثوي جعفر ولا سرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه(207) أتيحت بعده فتنة عمياء حندس، لان خيط فرضي لا ينقطع(208)، وحجتي لا تخفي و(أن) أوليائي بالكأس الا وفي يسقون، أبدال الارض(209)، ألاومن جحد واحدا منهم فقد جحدني نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افتري علي، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إن المكذب به كالمكذب بكل أوليائي (و) هو وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة(210)، وأمتحنه بالاضطلاع به(211) وبعده خليفتي علي بن موسى الرضا يقتله عفريت مستكبر، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين، خير خلقي يدفن إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لا قرن عينه بابنه محمد، وخليفته من بعده، ووراث علمه، وهو معدن علمي، وموضع سري، وحجتي علي خلقي، جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته(212) كلهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني علي وحيي، اخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين(213)، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، تستذل أوليائي في زمانه(214)، وتتهادي رؤوسهم كما تتهادي رؤوس الترك والديلم(215) فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين وجلين مرعوبين، تصبغ الارض من دمائهم ويفشو الويل والرنة في نسائهم(216)، أولئك أوليائي حقا وحق علي أن أرفع عنهم كل عمياء حندس(217) وبهم أكشف الزلازل، وأرفع عنهم الآصار والاغلال"(218)، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، واولئك هم المهتدون".
قال أبو بصير: "لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث الواحد لكفاك، فصنه إلا عن أهله".
6 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدثنا يحيي بن زكريا ابن شيبان(219) من كتابه سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن من أهل بيتي اثني عشر محدث(220)، فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد(221) وكان أخا علي بن الحسين (عليهما السلام) من الرضاعة: سبحان الله محدثا؟ - كالمنكر لذلك - قال: فأقبل عليه أبو جعفر (عليه السلام) فقال له: أما والله إن ابن امك كان كذلك - يعني علي بن الحسين (عليهما السلام) -".
7 - أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبي؛ وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال حدثني محمد بن أبي عمير
سنة أربع ومائتين، قال: حدثني سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن الله (عزَّ وجلَّ) اختار من كل شيء شيئا (اختار من الارض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة؛ واختار من الانعام إناثها ومن الغنم الضأن و) اختار من الايام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعليا من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين(222) ويكمله اثني عشر إماما من ولد الحسين، تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وهو أفضلهم وهو قائمهم"(223).
قال عبد الله بن جعفر في حديثه: "ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
وأخبرنا محمد بن همام؛ ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن محمد ابن جمهور، قال: حدثني أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان(224)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن الله (عزَّ وجلَّ) اختارني الحديث".
ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي(225):
8 - ما رواه أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة(226)، ومحمد بن همام بن سهيل، وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس الموصلي - عن رجالهم - عن عبد الرزاق ابن همام، عن معمر بن راشد(227): عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس.
وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبيد الله ابن جعفر بن المعلي الهمداني، قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي(228)، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة(229)، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام شيخنا، عن معمر، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم ابن قيس الهلالي.
وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة.
قال معمر: وذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة، عن سليم أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بصفين فحملهما الرسالة إلى امير المؤمنين علي (عليه السلام) وأدياه إليه، قال: "قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاستمعا مني وأبلغاه عني كما بلغتماني، قالا: نعم فأجابه علي (عليه السلام) الجواب بطوله حتى إذا انتهي إلى ذكر نصب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إياه بغدير خم بأمر الله تعالى قال: لما نزل عليه "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون"(230) فقال الناس: يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله تعالى نبيه (صلّى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته(231)، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم.
قال علي (عليه السلام) فنصبني رسول الله بغدير خم وقال: إن الله (عزَّ وجلَّ) أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبوني، فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني قم يا علي، ثم نادي بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة، فصلي بهم الظهر، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولي المؤمنين، وأنا أولي بهم منهم بأنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه(232).
فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاء ماذا(233)؟ فقال من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه، فأنزل الله (عزَّ وجلَّ) "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا"(234) فقال له سلمان: يا رسول الله أنزلت هذه الآيات في علي خاصة؟ قال: بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، فقال: يا رسول الله بينهم لي(235)، قال: علي أخي ووصيي ووارثي(236) وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر إماما من ولده، أولهم ابني حسن، ثم ابني حسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض.
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كما قلت يا امير المؤمنين سواء لم تزد ولم تنقص، وقال بقية البدريين(237) الذين شهدوا مع علي صفين: قد حفظنا جل ما قلت، ولم نحفظ كله، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا.
فقال علي (عليه السلام) صدقتم ليس كل الناس يحفظ، وبعضهم أفضل من بعض(238).
وقام من الاثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التيهان، وأبو أيوب، وعمار، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين(239) فقالوا: نشهد أنا قد حفظنا قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يومئذ، والله إنه لقائم وعلي (عليه السلام) قائم إلى جانبه وهو يقول: "يا ايها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إماما يكون وصيي فيكم، وخليفتي في أهل بيتي وفي امتي من بعدي، والذي فرض الله طاعته علي المؤمنين في كتابه وأمركم فيه بولايته، فقلت: يا رب خشيت(240) طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لا بلغنها أو ليعاقبني، أيها الناس إن الله (عزَّ وجلَّ) أمركم في كتابه بالصلاة، وقد بينتها لكم وسننتها لكم، والزكاة والصوم، فبينتهما لكم وفسرتهما، وقد أمركم الله في كتابه بالولاية، وإني اشهدكم أيها الناس إنها خاصة لهذا ولأوصيائي من ولدي وولده، أولهم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين، لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي الحوض.
يا أيها الناس إني قد أعلمتكم مفزعكم بعدي، وإمامكم ووليكم وهاديكم بعدي وهو علي بن ابي طالب أخي وهو فيكم بمنزلتي، فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله (عزَّ وجلَّ)، أمرني الله (عزَّ وجلَّ) أن اعلمه إياه(241) وأن اعلمكم أنه عنده، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه، ولا تعلموهم ولا تتقدموا عليهم، ولا تتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم، لا يزايلهم ولا يزايلونه.
ثم قال علي صلوات الله عليه لابي الدرداء وأبي هريرة، ومن حوله: يا أيها الناس أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير"(242) فجمعني رسول الله وفاطمة والحسن والحسين في كساء، ثم قال: "اللهم هؤلاء أحبتي وعترتي (وثقلي) وخاصتي(243) وأهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" فقالت أم سلمة: وأنا، فقال (صلّى الله عليه وآله) لها: "وأنت إلى خير، إنما أنزلت في وفي أخي علي وفي ابنتي فاطمة وفي ابني الحسن والحسين و(في) تسعة من ولد الحسين خاصة، ليس فيها معنا أحد غيرنا "فقام جل الناس فقالوا: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك، فسألنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.
فقال علي (عليه السلام): ألستم تعلمون ان الله (عزَّ وجلَّ) أنزل في سورة الحج "يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا(244) ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء علي الناس".
فقام سلمان - رضي الله عنه - عند نزولها فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء علي الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيهم ابراهيم؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "عني الله تعالى بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخي عليا وأحد عشر من ولده؟ " فقالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
فقال علي (عليه السلام): أنشد كم بالله تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال: "أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين(245) لن تضلوا ما (إن) تمسكتم بهما، كتاب الله (عزَّ وجلَّ) وأهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلى أنهما لن يفترق(246) حتى يردا علي الحوض؟، " فقالوا: (نعم) اللهم قد شهدنا(247) ذلك كله من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقام اثنا عشر رجلا من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال: "لا، ولكن لاوصيائي منهم: علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي، وهو أولهم وخيرهم، ثم وصيه بعده ابني هذا وأشار إلى الحسن ثم وصيه (ابني) هذا وأشار إلى الحسين، ثم وصيه ابني بعده سمي أخي، ثم وصيه بعده سميي، ثم سبعة من ولده واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض، شهداء الله في أرضه وحججه علي خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصي الله".
فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا: ذكرتمونا ما كنا نسيناه نشهد أنا قد كنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة فحدثا معاوية بكل ما قال علي (عليه السلام) وما استشهد عليه، وما رد عليه الناس وشهدوا به".
9 - وبهذا الاسناد عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: "لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين (عليه السلام) نزل قريبا من دير نصراني(248) إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه؟ حسن الهيئة والسمت(249) معه كتاب حتى أتي أمير المؤمنين فسلم عليه، ثم قال: إني من نسل حواري عيسى بن مريم وكان أفضل حواري عيسى - الاثني عشر - وأحبهم إليه وآثرهم عنده(250)، وأن عيسى أوصي إليه ودفع إليه كتبه، وعلمه حكمته(251)، فلم يزل أهل هذا البيت على دينه، متمسكين بملته(252) لم يكفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده، فيها كل شيء يفعل الناس من بعده، واسم ملك ملك (من بعده) منهم، وأن الله تبارك وتعالى يبعث رجلا من العرب من ولد (إسماعيل بن) إبراهيم خليل الله من أرض (يقال لها:) تهامة، من قرية يقال لها: مكة، يقال له: أحمد، له اثنا عشر اسما، وذكر مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما تلقي امته بعده إلى أن ينزل عيسى بن مريم من السماء، وفي ذلك الكتب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من خير خلق الله، ومن أحب خلق الله إليه، والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدي، ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مكتوبة أسماؤهم وأنسابهم ونعوتهم، وكم يعيش كل رجل منهم واحد بعد واحد وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه، ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) علي آخرهم فيصلي عيسى خلفه ويقول: إنكم لائمة لا ينبغي لاحد أن يتقدمكم، فيتقدم فيصلي بالناس وعيسى خلفه في الصف.
أولهم وخيرهم وأفضلهم - وله مثل اجورهم وأجور من أطاعهم واهتدي بهم - رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اسمه: محمد وعبد الله ويس والفتاح والخاتم والحاشر والعاقب والماحي والقائد ونبي الله وصفي الله، وحبيب الله(253) وأنه يذكر إذا ذكر، من أكرم خلق الله علي الله(254)، وأحبهم إلى الله، لم يخلق الله ملكا مكرم(255) ولا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند الله ولا أحب إلى الله منه، يقعده يوم القيامة علي عرشه، ويشفعه في كل من يشفع فيه(256). باسمه جري القلم(257) في اللوح المحفوظ محمد رسول الله. وبصاحب اللواء يوم الحشر الاكبر أخيه ووصيه ووزيره وخليفته في امته.
ومن أحب خلق الله إلى الله بعده علي ابن عمه لامه وأبيه، وولي كل مؤمن بعده، ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد وولده، أولهم يسمي باسم ابني هارون شبر وشبير، وتسعة من ولد أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه – وذكر باقي الحديث بطوله".
10 - وبهذا الاسناد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي قال: "قلت لعلي (عليه السلام): إني سمعت من سلمان ومن المقداد من أبي ذر أشياء من تفسير القرآن ومن الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (غير ما في أيدي الناس) ثم سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يخالفونهم فيها ويزعمون أن ذلك(258) كان كله باطلا، أفتري أنهم يكذبون علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل علي (عليه السلام) وقال: قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وخاصا وعاما، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهم(259)، وقد كذب علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) علي عهده حتى قام خطيبا فقال: "أيها الناس قد كثرت علي الكذابة(260)، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"(261).
ثم كذب عليه من بعده، وإنما أتاك بالحديث أربعة ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للإيمان، متصنع للإسلام باللسان، لا يتأثم(262) ولا يتحرج أن يكذب علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) متعمدا، فلو علم الناس(263) أنه منافق كاذب ما قبلوا منه، ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد رآه وسمع منه (وأخذوا عنه، وهم لا يعرفون حاله)(264) وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك(265) ووصفهم بما وصفهم، فقال (عزَّ وجلَّ): "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم"(266) ثم بقوا بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان حتي ولو هم الاعمال وحملوهم علي رقاب الناس(267) وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك.

الباب الخامس: ما روي فيمن ادعي الامامة ومن زعم أنه امام وليس بإمام

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل المنقري، قال: أخبرني شيخ بمصر يقال له: الحسين بن أحمد المقرئ، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) " في قول الله (عزَّ وجلَّ) " ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودة (أليس في جهنم مثوي للمتكبرين)(268) قال: من زعم أنه إمام وليس بإمام".
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الاشعري، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن زرارة، عن مرزبان القمي، عن عمران الاشعري، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من زعم أنه إمام وليس بإمام، ومن زعم في أمام حق أنه ليس بإمام وهو إمام، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا".
3 - وحدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أبي - داود المسترق، عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"(269): من ادعى من الله إمامة ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا".
4 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن الحكم ابن أيمن، عن محمد بن تمام قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن فلانا يقرئك السلام ويقول لك: اضمن لي الشفاعة، فقال: أمن موالينا؟ قلت: نعم قال: أمره ارفع من ذلك، قال: قلت: إنه رجل يوالي عليا ولم يعرف من بعده من الاوصياء، قال: ضال، قلت: أقر بالأئمة جميعا وجحد الآخر، قال: هو كمن أقر بعيسى وجحد بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) أو أقر بمحمد وجحد بعيسى نعوذ بالله من جحد حجة من حججه".
فليحذر من قرأ هذا الحديث وبلغه هذا الكتاب أن يجحد إماما من الائمة أو يهلك نفسه بالدخول في حال تكون منزلته فيها منزلة من جحد محمدا أو عيسى صلى الله عليهما - نبوتهم(270).
5 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال من كتابه، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي، عن أبي المغر(271) عن أبي سلام، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) أنه قال: قول الله (عزَّ وجلَّ) " ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوي للمتكبرين " قال: من زعم أنه إمام وليس بإمام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا".
6 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن عمران بن قطر(272)، عن زيد الشحام قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعرف الائمة (عليهم السلام) ؟ قال: قد كان نوح (عليه السلام) يعرفهم، الشاهد لي ذلك قول الله (عزَّ وجلَّ) " شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى"(273) قال: شرع لكم من الدين يا معشر الشيعة ما وصي به نوحا".
7 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي خالد المكفوف(274) عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ينبغي لمن ادعي هذا الامر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية، قلت: وما هذا البرهان الذي يأتي في العلانية، قال: يحل حلال الله ويحرم حرام الله، ويكون له ظاهر يصدق باطنه"(275).
8 - وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي قال: حدثني محمد بن جعفر القرشي المعروف بالرزاز الكوفي(276) قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي - الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله " يوم القيامة تري الذي كذبوا علي الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوي للمتكبرين " قال: من قال: إني إمام وليس بإمام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا، قلت: وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب (عليه السلام)؟ قال: وإن كان من ولد علي بن أبي طالب"(277).
وحدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء.
9 - وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسيني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: "كل راية ترفع قبل راية القائم (عليه السلام) صاحبها طاغوت".
10 - وأخبرنا عبد الواحد، عن ابن رباح قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثني الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن أبان، عن الفضيل(278) قال: قال أبو (عبد الله) جعفر (عليه السلام): "من ادعي مقامنا - يعني الامامة(279) - فهو كافر؛ أو قال: مشرك".
11 - وأخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي(280)، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن علي ابن الحسين، عن ابن مسكان، عن مالك بن أعين الجهني، قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: "كل راية ترفع قبل قيام القائم (عليه السلام) صاحبها طاغوت".
12 - وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: "كل راية ترفع - أو قال: تخرج - قبل قيام القائم (عليه السلام) صاحبها طاغوت".
13 - وأخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: "من خرج يدعو الناس وفيهم من هو أفضل منه فهو ضال مبتدع(281).
(ومن ادعي الامامة من الله وليس بإمام فهو كافر)".
فماذا يكون الآن ليت شعري حال من ادعي إمامة إمام ليس من الله ولا منصوصا عليه ولا هو من أهل الامامة، ولا هو موضعا لها بعد قولهم (عليهم السلام): ثلاثة لا ينظر الله إليهم: وهم من ادعي أنه إمام وليس بإمام، ومن جحد إمامة امام حق، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
وبعد إيجابهم علي مدعي هذه المنزلة والمرتبة وعلي من يدعيها له الكفر والشرك.
نعوذ بالله منهما ومن العمي ولكن الناس إنما أتوا من قلة الرواية والدراية عن أهل البيت المطهرين الهادين، نسأل الله (عزَّ وجلَّ) الزيادة من فضله، وأن لا يقطع عنا مواد إحسانه وعلمه، ونقول - كما أدب الله (عزَّ وجلَّ) نبيه في كتابه -:ربنا زدنا علما، واجعل ما مننت به علينا مستقرا ثابتا، ولا تجعله مستودعا مستعارا برحمتك وطولك.

الباب السادس: الحديث المروي عن طرق العامة (282)

ما روي عن عبد الله بن مسعود:
1 - أخبرنا محمد بن عثمان الدهني قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنا عند ابن مسعود فقال له رجل: أحدثكم نبيكم (صلّى الله عليه وآله) كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال: نعم، وما سألني أحد قبلك، وإنك لاحدث القوم سنا، سمعته يقول: "يكون بعدي عدة نقباء موسى (عليه السلام)"(283).
2 - ورواه جماعة عن عثمان بن أبي شيبة(284)، وعبد الله بن عمر بن سعيد الاشج، وأبي كريب، ومحمود بن غيلان، وعلي بن محمد، وإبراهيم بن سعيد قالوا جميعا(285) حدثنا أبو اسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبد الله ابن مسعود فقال: أحدثكم نبيكم عليه وآله السلام كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم وما سألني عنها أحد قبلك، وإنك لاحدث القوم سنا، قال: "يكون بعدي عدة نقباء موسى (عليه السلام)".
3 – أبوك ريب وأبو سعيد(286) (قالا:) حدثنا أبو اسامة، قال: حدثنا الاشعث(287) عن عامر، عن عمه، عن مسروق، قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود يقرئنا القرآن، فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كم يملك هذه الامة من خليفة (بعده)؟ فقال: "ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق نعم سألنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: أثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل"(288).
4 - وعن عثمان بن أبي شيبة؛ وأبي أحمد، ويوسف بن موسى القطان؛ وسفيان بن وكيع(289) قالوا: حدثنا جرير(290) عن الاشعث بن سوار، عن عامر الشعبي، عن عمه قيس بن عبد(291) قال: جاء أعرابي فأتي عبد الله بن مسعود، وأصحابه عنده، فقال: فيكم عبد الله بن مسعود؟ فأشاروا إليه، قال له عبد الله: قد وجدته فما حاجتك؟ قال: إني اريد أن أسألك عن شيء إن كنت سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فنبئنا به، أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من خليفة؟ قال: وما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق، نعم قال: "الخلفاء بعدي أثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل"(292).
5 - وعن مسدد بن مستورد(293) قال: حدثني حماد بن زيد، عن مجالد، عن مسروق (قال:) كنا جلوسا إلى ابن مسعود بعد المغرب وهو يعلم القرآن، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أسألت النبي (صلّى الله عليه وآله) كم يكون لهذه الامة من خليفة؟ فقال: ما سألني: (عنها أحد منذ قدمت العراق، نعم وقال: "خلفاؤكم أثنا عشر عدة نقباء بني اسرائيل ما روي عن أنس بن مالك)(294).
6 - ما رواه عبد السلام بن هاشم البزار(295) قال: حدثنا عبد الله بن أبي أمية مولي بني مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لن يزال هذا الامر قائما إلى أثني عشر قيما من قريش - ثم ساق الحديث إلى آخر -(296). ما رواه جابر بن سمرة السوائي، وهو ابن أخت سعد بن أبي وقاص، بعد ما في الاصل"(297).
7 - عمرو بن خالد بن فروخ الحراني(298) قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لا تزال هذه الامة مستقيما أمرها، ظاهرة علي عدوها حتى يمضي أثنا عشر خليفة كلهم من قريش " فلما رجع إلى منزله أتته وفود قريش فقالوا له: ثم يكون ماذا؟ قال: "يكون الهرج".
وقال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن ابن جريج(299)، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وذكر مثله.
8 - عثمان بن أبي شيبة(300) قال حدثني جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: "يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا " قال: ثم تكلم بشيء لم أسمعه، فسألت القوم وسألت أبي وكان أقرب إليه مني، فقال: قال: "كلهم من قريش".
9 - عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن مهاجر بن مسمار(301)، عن عامر بن سعد قال: كتبت مع (غلامي) نافع إلي جابر بن سمرة: أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: فكتب إلي: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول عشية جمعة رجم الاسلمي"(302): لايزال هذا الدين قائما حتى (تقوم الساعة أو) يكون علي الناس اثنا عشر خليفة كلهم من قريش - وذكر الحديث إلى آخره –"(303).
وعن عباد بن يعقوب(304) قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل بإسناده مثله.
وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي - ذئب(305)، عن مهاجر بن مسمار بإسناده مثله.
10 - وعن غندر عن شعبة(306) قال: حدثنا أبو عوانة(307)، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: "لا يزال هذا الدين مستقيما حتى يقوم اثنا عشر خليفة " ثم قال كلمة لم أفهمها، فسألت أبي، فقال: (قال): "كلهم من قريش".
11 - وعن إبراهيم (بن محمد) بن مالك بن زيد(308) قال: حدثنا زياد بن علاقة قال: حدثنا جابر بن سمرة السوائي قال: كنت مع أبي عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال (عليه السلام): "يكون بعدي اثنا عشر أميرا " ثم أخفي صوته، فسألت أبي، فقال: قال: "كلهم من قريش".
12 - (وعن) خلف بن الوليد اللؤلؤي(309) عن إسرائيل، عن سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: "يقوم بعده - أو من بعده - اثنا عشر أميرا " ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم ما قال؟ فقالوا: قال: "كلهم من قريش".
13 - ومن حديث خلف بن هشام البزار(310) قال: حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة السوائي قال: خطب بنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعرفة فقال: "لا يزال هذا الدين قويا عزيزا ظاهرا علي من ناواه(311) لا يضره من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر " قال: وتكلم الناس فلم أفهم، فقلت لابي: يا أبت أرأيت قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) "كلهم" ما هو؟ قال: "كلهم من قريش".
ومن حديث النفيلي الحراني(312) قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا زياد بن خيثمة قال: حدثنا الاسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا تزال هذه الامة مستقيما أمرها ظاهرة علي عدوها حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، فلما رجع إلى منزله أتته وفود قريش فقالوا له: ثم يكون ماذا قال: يكون الهرج"(313).
14 - ومن حديث علي بن الجعد قال: حدثنا زهير، عن زياد بن علاقة، وسماك وحصين كلهم، عن جابر بن سمرة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: "يكون بعدي اثنا عشر أميرا - " غير أن حصين قال: "اثنا عشر خليفة، ثم تكلم بشيء لم أفهمه - وقال بعضهم في حديثه: "فسألت أبي " وقال بعضهم: "فسألت القوم " فقالوا: قال: "كلهم من قريش".
(وعن) عمرو بن خالد الحراني قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لا تزال هذه الامة مستقيما أمرها ظاهرة علي عدوها حتى يمضي منها اثنا عشر خليفة"(314).
15 - ومن حديث معمر بن سليمان(315) قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد(316)، (يروي) عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: "لا يزال هذا الدين ظاهرا، لا يضره من ناواه حتى يمضي اثنا عشر خليفة " ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لابي: ما قال؟ قال: قال: "كلهم من قريش".
16 - وعن يزيد بن سنان(317) وعثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: "لا يزال هذا الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لابي: ما قال؟ فقال: قال: "كلهم من قريش".
17 - ومن حديث يزيد بن سنان قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني(318) قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر ابن سمرة قال: خطب بنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فسمعته يقول: "لا يزال هذا الامر عزيزا منيعا ظاهرا من ناواه حتى يملك اثنا عشر كلهم - " ثم لغط القوم وتكلموا، فلم أفهم قوله بعد " كلهم، " فقلت لابي يا أبتاه ما قال بعد " كلهم؟ " قال:
قال " كلهم من قريش".
18 - ومن حديث يزيد بن سنان قال: حدثنا عبد الحميد بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو(319)، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي علي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: "لن تزال الامة علي هذا متمسكين حتى يقوم اثنا عشر أميرا أو اثنا عشر خليفة " قال " وخافت بكلمة وكان أبي أدني مني، فلما خرجت قلت: ما الذي خافت به؟ قال: قال: "كلهم من قريش".
19 - ومن حديث يزيد بن سنان قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق(320) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: "يقوم في امتي بعدي اثنا عشر أميرا " قال ثم تكلم بشيء لم أسمعه، قال: فسألت القوم وسألت أبي وكان أقرب مني، فقال: قال: "كلهم من قريش".
20 - وعن ابن أبي فديك، قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد أنه أرسل إلى ابن سمرة حدثنا ما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؟ قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: "لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش(321) - وساق الحديث إلى آخره-" ما رواه أبو جحيفة(322).
21 - وعن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال(323) قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور(324) قال: حدثنا عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: كنت عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو يخطب وعمي جالس بين يديه، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
ما روي عن سمرة بن جندب روي عبد الوهاب بن عبد المجيد(325) عن داود، عن أبيه، عن الشعبي، عن سمرة بن جندب(326)، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) نحو حديث أنس بن مالك الذي رويناه في صدر الباب، رواه عبد السلام بن هاشم البزار. ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص.
22 - ومن حديث سويد بن سعيد قال: حدثنا معتمر بن سليمان(327)، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي الخير(328)، عن عبد الله بن عمرو "... لا جرم(329) مكتوم في كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، اثنا عشر يملكون الناس".
23 - محمد بن عثمان الدهني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة، قال: حدثنا يحيي ابن معين، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، قال: كنا عند شفي الاصبحي فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: "يكون خلفي اثنا عشر خليفة"(330).
24 - وعن ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عفان، ويحيي بن إسحاق السيلحيني، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي الطفيل، قال: قال عبد الله بن عمرو: "يا أبا الطفيل اعدد اثني عشر من بني كعب بن لؤي ثم يكون النقف والنقاف"(331).
(والروايات في هذا المعني من طرق العامة كثيرة تدل علي أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يذكر الاثني عشر وأنهم خلفاؤه).

الباب السابع: ما روي فيمن شك في واحد من الائمة أو بات ليلة لا يعرف فيها امامه، أو دان الله (عزَّ وجلَّ) بغير امام منه

1 - حدثنا أحمد بن نصر بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا
عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع، وعشرين ومائتين قال: حدثنا يحيي بن عبد الله(332) قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما
السلام: "يا يحيي بن عبد الله من بات ليلة لا يعرف فيها إمامه مات ميتة جاهلية".
2 - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الاشعري؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين ابن عبد الملك(333)؛ ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني(334) قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يقول: "(كل) من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله تعالى فسعيه غير مقبول(335) وهو ضال متحير، والله شانئ لأعماله(336) ومثله كمثل شاة من الانعام ضلت عن راعيها أو قطيعها، فتاهت ذاهبة وجائية(337)، وحارث يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إليه(338)، واغترت بها، فباتت معها في ربضته(339)، فلما أصبحت وساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة(340) تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بسرح غنم (آخر) مع راعيها، فحنت إليها، واغترت بها، فصاح بها راعي القطيع أيتها الشاة الضالة المتحيرة الحقي براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة قد ضللت عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها، أو يردها إلى مربضها، فبينما هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وهكذا والله يا ابن مسلم من أصبح من هذه الامة لا إمام له من الله (عزَّ وجلَّ) أصبح تائها متحيرا، ضالا، إن مات علي هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الحق وأتباعهم هم الذين علي دين الله، وإن أئمة الجور لمعزولون عن دين الله وعن الحق، فقد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا علي شيء وذلك هو الضلال البعيد"(341). حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن بكير؛ وجميل بن دراج جميعا عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) بمثله في لفظه.
3 - وبالإسناد الاول عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: "أرأيت من جحد إماما منكم ما حاله؟ فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام، لان الامام من الله، ودينه (من) دين الله، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله (تعالى) مما قال".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيي بن زكريا بن شيبان سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، قال: حدثنا أبان ابن عثمان، عن حمران بن أعين قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الائمة، فقال: من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات".
5 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن المعلي، عن ابن جمهور عن صفوان، عن ابن مسكان قال: "سألت الشيخ (عليه السلام)(342) عن الائمة (عليهم السلام)، قال: من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات"(343).
6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن(344) من كتابه قال: حدثنا العباس بن عامر، عن عبد الملك بن عتبة، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليه)(345).
7 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله تعالى "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله"(346) قال: "يعني من اتخذ دينه رأيه، بغير إمام من أئمة الهدى".
8 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله(347)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركا".
9 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن محمد بن مسلم قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): رجل قال لي: اعرف الآخر من الائمة ولا يضرك ألا تعرف الاول، قال: فقال: لعن الله هذا، فإني ابغضه ولا أعرفه، وهل عرف الآخر إلا بالاول"(348).
10 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي وهب، عن محمد بن منصور قال: "سألته - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) - عن قول الله (عزَّ وجلَّ): "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون علي الله ما لا تعلمون"(349) قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شيء من هذه المحارم؟ فقلت: لا، قال: فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم ووليه، قال: فإن هذا في أولياء أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم وأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب وسمي ذلك منهم فاحشة".
11 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي وهب، عن محمد بن منصور قال: "سألت عبدا صالحا سلام الله عليه(350) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): "إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن"(351) قال: فقال: إن القرآن له ظاهر وباطن(352) فجميع ما حرم الله في القرآن فهو حرام علي ظاهره كما هو في الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب فهو حلال وهو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق"(353).
12 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت، عن جابر قال: "سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ) " ومن الناس من يتخذون من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله"(354) قال: هم والله أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما، ولذلك قال: "ولو تري الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب.
وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار"(355) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم"(356).
13 - وبه(357) عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "قال الله (عزَّ وجلَّ): لاعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل إمام جائر(358) ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية(359)، ولاعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أعماله(360) ظالمة مسيئة".
14 - وبه عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون(361) فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق؟ قال: فاستوي أبو عبد الله (عليه السلام) جالسا وأقبل علي كالمغضب(362) ثم قال: لادين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله(363)، قلت: لا دين لأولئك، ولا عتب علي هؤلاء؟! قال: نعم لا دين لأولئك، ولا عتب علي هؤلاء، ثم قال: أما تسمع لقول الله عزو جل: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم ض من الظلمات إلى النور " يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، ثم قال: "والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فأي نور يكون للكافر فيخرج منه، إنما عني بهذا أنهم كانوا علي نور الاسلام، فلما تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فقال: "أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"(364).
15 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إن الله لا يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام ليس من الله، وإن كانت في أعمالها بسرة تقية، وإن الله يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام من الله، وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة".
16 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثني الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم ابن عمرو الخثعمي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): رجل يتولاكم، ويبرء من عدوكم، ويحلل حلالكم، ويحرم حرامكم، ويزعم أن الامر فيكم، لم يخرج منكم إلى غيركم إلا أنه يقول: إنهم قد اختلفوا فيما بينهم وهم الائمة القادة، فإذا اجتمعوا علي رجل فقالوا: هذا، قلنا: هذا فقال (عليه السلام): إن مات علي هذا فقد مات ميتة جاهلية".
17 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا أبو جعفر الهمداني، قال: حدثني موسى بن سعدان، عن محمد بن سنان (عن عمار بن مروان) عن سماعة بن مهران قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): رجل يتوالي عليا، ويتبرأ من عدوه ويقول كل شيء يقول، إلا أنه يقول: إنهم قد اختلفوا بينهم وهم الائمة القادة، فلست أدري ايهم الامام، فاذا اجتمعوا علي رجل أخذت بقوله، وقد عرفت أن الامر فيهم.
قال: إن مات هذا علي ذلك مات ميتة جاهلية، ثم قال: للقرآن تأويل يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، فإذا جاء تأويل شيء منه وقع، فمنه ما قد جاء، ومنه ما لم يجئ"(365).
18 - وأخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا علي ابن الحسين بن بابويه، قال: " حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي - الخطاب، عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "من دان الله بغير سماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى العناء(366)، ومن ادعي سماع(367) من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك به(368)، وذلك الباب هو الامين المأمون علي سر الله المكنون"(369).
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن بعض رجاله، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن مالك بن عامر، عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "من دان بغير سماع من صادق - وذكر مثله سواء".
19 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيي بن زكريا بن شيبان في شعبان سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن حمران بن أعين أنه قال: "وصفت لابي عبد الله (عليه السلام) رجلا يتوالي أمير المؤمنين (عليه السلام) ويتبرأ من عدوه، ويقول كل شيء يقول، إلا أنه يقول: إنهم اختلفوا فيما بينهم وهم الائمة القادة، ولست أدري أيهم الامام، وإذا اجتمعوا علي رجل واحد أخذنا بقوله، وقد عرفت أن الامر فيهم - رحمهم الله جميعا -.
فقال: إن مات هذا مات ميتة جاهلية".
وعن علي بن سيف، عن أخيه الحسين، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
فليتأمل متأمل من ذوي الالباب والعقول والمعتقدين لولاية الائمة من أهل البيت (عليهم السلام) هذا المنقول عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام) فيمن شك في واحد من الائمة (عليهم السلام) أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه، ونسبتهم إيا إلى الكفر والنفاق والشرك، وأنه إن مات علي ذلك مات ميتة جاهلية، نعوذ بالله منها، وقولهم " إن من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات".
ولينظر ناظر بمن يأتم ولا تغوية الاباطيل والزخارف، ويميل به الهوي عن طريق الحق، فإن من مال به الهوي هوي وانكسر انكسارا لا انجبار له، وليعلم من يقلد دينه، ومن يكون سفيره بينه وبين خالقه.
فإنه واحد ومن سواه شياطين مبطلون مغرون فاتنون كمال قال الله (عزَّ وجلَّ) "شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"(370) أعاذنا الله وإخواننا من الزيغ عن الحق، والنكوب عن الهدي، والاقتحام في غمرات الضلالة والردي بإحسانه إنه كان بالمؤمنين رحيما.

الباب الثامن: ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة

من ذلك:
1 - ما روي من كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال: أخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيدي وأخرجني إلى الجبان(371)، فلما أصحر تنفس الصعداء(372)، ثم قال – وذكر الكلام بطوله حتى انتهي إلى قوله " - اللهم بلي ولا تخلو الارض من حجة قائم لله بحجته إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور(373)، لئلا تبطل حجج الله وبيناته - في تمام الكلام".
أليس في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) " ظاهر معلوم " بيان أنه يريد المعلوم الشخص والموضع؟ وقوله: "وإما خائف مغمور " أنه الغائب الشخص، المجهول الموضع؟ والله المستعان.
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل؛ وسعدان بن إسحاق؛ وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ ومحمد بن أحمد القطواني قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سلام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت من يوثق به من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال أمير - المؤمنين (عليه السلام) في خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها " اللهم (ف) لابد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة علي خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك لكيلا يتفرق أتباع أوليائك(374)، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقب، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذبون، ويأباه المسرفون، بالله كلام يكال بلا ثمن(375) لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه ويؤمن به ويتبعه، وينهج نهجه فيفلح به(376)؟ ثم يقول: فمن هذا؟ ولهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويؤدونه كما يسمعونه من العالم(377): ثم قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة: اللهم وإني لاعلم أن العلم لا يأرز كله، ولا ينقطع مواده فإنك لا تخلي أرضك من حجة علي خلقك إما ظاهر يطاع(378) أو خائف مغمور ليس بمطاع لكيلا تبطل حجتك ويضل أولياؤك بعد إذ هديتهم - ثم تمام الخطبة".
وحدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد، عن سهل بن زياد؛ قال: وحدثنا محمد بن يحيي، وغيره، عن أحمد بن محمد؛ قال: وحدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ممن يوثق به قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه تكلم بهذا الكلام وحفظه عنه حين خطب به علي منبر الكوفة: "اللهم - وذكر مثله"(379).
3 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس؛ وسعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: "إن الارض لا تخلو إلا وفيها عالم(380) كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم".
4 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان العامري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال " ما زالت الارض إلا ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله".
5 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن بعض رجاله، عن أحمد بن مهران، عن محمد ابن علي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قلت له: تبقي الارض بغير إمام؟ قال: لا".
6 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)(381) أنه قال: "إن الله لم يدع الارض بغير عالم، ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل".
7 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي - حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: "والله ما ترك الله أرضه منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله، وهو حجته علي عباده، ولا تبقي الارض بغير إمام حجة لله علي عباده".
8 - وبه عن أبي حمزة قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): أتبقي الارض بغير إمام(382)؟ فقال: لو بقيت الارض بغير إمام لساخت"(383).
9 - وبه عن محمد بن الفضيل، عن الرض (عليه السلام) قال: "قلت له: أتبقي الارض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فإنا نروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنها لا تبقي بغير إمام إلا أن يسخط الله علي أهل الارض - أو قال: علي العباد - فقال: لا تبقي الارض بغير إمام(384) ولو بقيت إذا لساخت".
10 - محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن أبي هراسة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: "لو أن الامام رفع من الارض ساعة لساخت بأهلها وماجت كما يموج البحر بأهله"(385).
11 - محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء قال: "سألت الرض (عليه السلام): هل تبقي الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: إنا نروي أنها لا تبقي إلا أن يسخط الله (عزَّ وجلَّ) علي العباد؟ قال: لا تبقي إذا لساخت".

الباب التاسع: ما روي في أنه لو لم يبق في الارض الا اثنان لكان أحدهما الحجة

1 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي عمارة حمزة بن الطيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان الثاني منهما الحجة".
2 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من رجاله؟ وأحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيي جميعا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن أبي عمارة حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لو بقي في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجة علي صاحبه(386).
محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى مثله.
3 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عمن ذكره، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن جعفر بن محمد، عن كرام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الامام؛ وقال: إن آخر من يموت الامام لئلا يحتج أحد علي الله (عزَّ وجلَّ) أنه تركه بغير حجة لله عليه".
4 - محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن الطيار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة، أو الثاني الحجة - الشك من أحمد بن محمد-".
5 - محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن النهدي، عن أبيه، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سمعه يقول: "لو لم يكن في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الامام".

الباب العاشر: ما روي في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر (عليه السلام)

(وذكر مولانا أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) بعده وانذارهم به).
1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا إسحاق بن سنان، قال: حدثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (عليه السلام)، قال: "زاد الفرات علي عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فركب هو وابناه الحسن والحسين (عليهم السلام) فمر بثقيف، فقالوا قد جاء علي يرد الماء، فقال علي (عليه السلام): أما والله لا قتلن أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم، تمييزا لاهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة".
2 - أخبرنا محمد بن همام؛ ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد ابن جمهور، قال: حدثنا أبي، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "خبر تدريه خير من عشر ترويه، إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نورا، ثم قال: إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له(387) فيعرف اللحن، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال علي منبر الكوفة: "إن من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة(388)، قيل: يا أمير المؤمنين وما النومة؟ قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.
واعلموا أن الارض لا تخلو من حجة لله (عزَّ وجلَّ) ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم(389) وإسرافهم علي أنفسهم ولو خلت الارض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون، ثم تلا: "يا حسرة علي العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن"(390).
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الدينوري، قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي، عن عميرة بنت أوس قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن(391)، عن أبيه، عن جده عمرو بن سعد، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان: "يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا، إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله، إن علمنا أهل البيت سينكر ويبطل وتقتل رواته ويساء(392) إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي (صلّى الله عليه وآله).
يا ابن اليمان إن النبي (صلّى الله عليه وآله) تفل في فمي وأمر يده علي صدري وقال: "اللهم أعط خليفتي ووصيي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي وأمانتي، ووليي(393) وناصري علي عدوك وعدوي، ومفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم، وما أعطيت نوحا من الحلم وإبراهيم من العترة الطيبة والسماحة، وما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء، وما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الاقران، وما أعطيت سليمان من الفهم، اللهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه، اللهم أعطه جلادة موسى، واجعل في نسله شبيه عيسى (عليه السلام)، اللهم إنك خليفتي عليه وعلي عترته وذر يته (الطيبة) المطهرة التي أذهبت عنها الرجس (والنجس) وصرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم إن بغت قريش عليه، وقدمت غيره عليه فأجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب (عنه موسى)، ثم قال لي: يا علي كم في ولدك (من ولد) فاضل يقتل والناس قيام ينظرون لا يغيرون! فقبحت امة تري أولاد نبيها يقتلون ظلما وهم لا يغيرون(394) إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير كلهم في الاثم واللعان سواء مشتركون".
يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضي قلوبها ولا تجري ألسنتها ببيعة علي وموالاته إلا علي الكره (والعمي) والصغار، يا بن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي يلي الحسن وسينكث عليه، ثم يلي الحسين فتقتله امة جده، فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من امة، ولعن القائد لها والمرتب لفاسقها، فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الامة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور واختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع،
وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات(395) وترك محكمات حتى تنسلخ من الاسلام وتدخل في العمي والتلدد والتكسع(396)، مالك يا بني امية! لاهديت يا بني امية، ومالك يا بني العباس! لك الاتعاس، فما في بني امية إلا ظالم، ولا في بني العباس إلا معتد متمرد علي الله بالمعاصي، قتال لولدي، هتاك لستر (ي و) حرمتي، فلا تزال هذه الامة جبارين يتكالبون علي حرام الدنيا، منغمسين في
بحار الهلكات، وفي أودية الدماء، حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، أطلعت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت العصبية(397)، وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا علي أن الحجة ذاهبة، والامامة باطلة، ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه(398) للتحسس والتجسس عن خلف الخلف(399)، فلا يري له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلك سبت شيعة علي، سبها أعداؤها، وظهرت عليه(400) الاشرار والفساق باحتجاجها حتى إذا بقيت الامة حياري، وتدلهت(401) وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والامامة باطلة، فورب علي إن حجتها عليها قائمة ما شية في طرقه(402)، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم علي الجماعة، تري ولا تري إلى الوقت والوعد، ونداء المنادي من السماء ألا ذلك يوم (فيه) سرور ولد علي وشيعته".
وفي هذا الحديث عجائب وشواهد على حقية ما تعتقده الامامية وتدين به والحمد لله، فمن ذلك قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه" حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس " أليس " هذا موجبا لهذه الغيبة(403) وشاهدا علي صحة قول من يعترف بهذا ويدين بإمامة صاحبها؟ ثم قوله (عليه السلام): "وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته...وأجمعوا علي أن الحجة ذاهبة والامامة باطلة" أليس هذا موافقا لما عليه كافة الناس الآن من تكذيب (قول) الامامية في وجود صاحب الغيبة؟ وهي محققة في وجوده وإن لم تره، وقوله (عليه السلام) " ويحج حجيج الناس في تلك السنة للتجسس " وقد فعلوا ذلك ولم يروا له أثرا، وقوله: فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الاشرار والفساق باحتجاجها " يعني باحتجاجها عليها في الظاهر، وقولها: فأين إمامكم؟ دلونا عليه، وسبهم لهم، ونسبتهم إياهم إلى النقص والعجز والجهل لقولهم بالمفقود العين، وإحالتهم علي الغائب الشخص وهو السب، فهم في الظاهر عند أهل الغفلة والعمي محجوجون(404) وهذا القول من أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموضع شاهد لهم(405) بالصدق، وعلي مخالفيهم بالجهل والعناد للحق، ثم حلفه (عليه السلام) مع ذلك بربه (عزَّ وجلَّ) بقوله: "فو رب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الكلام وتسلم علي الجماعة وتري ولا تري " أليس ذلك مزيلا للشك في أمره (عليه السلام)؟ وموجبا لوجوده ولصحة ما ثبت في الحديث الذي هو قبل هذا الحديث من قوله: "إن الارض لا تخلو من حجة لله ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم " ثم ضرب لهم المثل في يوسف (عليه السلام).
إن الامام (عليه السلام) موجود العين والشخص إلا أنه في وقته هذا يري ولا يري كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، إلى يوم الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء.
اللهم لك الحمد والشكر علي نعمك التي لا تحصي، وعلي أياديك التي لا تجازي، ونسألك الثبات علي ما منحتنا من الهدى برحمتك.
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن محمد الدينوري، قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي(406) قال: حدثتنا عميرة بنت أوس(407)، قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن ضمرة(408)، عن كعب الاحبار(409) أنه قال: "إذا كان يوم القيامة حشر الخلق علي أربعة أصناف: صنف ركبان، وصنف علي أقدامهم يمشون، وصنف مكبون، وصنف علي وجوههم صم بكم عمي فهم لا يعقلون ولا يكلمون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، أولئك الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون، فقيل له: يا كعب من هؤلاء الذين يحشرون علي وجوههم وهذه الحال حالهم؟ فقال كعب: أولئك كانوا علي الضلال والارتداد والنكث، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم ووصي نبيهم وعالمهم وسيدهم وفاضلهم، وحامل اللواء وولي الحوض والمرتجى والرجا دون هذا العالم، وهو العلم الذي لا يجهل(410) والمحجة التي من زال عنها عطب(411) وفي النار هوي، ذاك علي ورب كعب أعلمهم علما، وأقدمهم سلم(412)، وأوفرهم حلما، عجب كعب ممن قدم على علي غيره.
ومن نسل علي القائم(413) المهدي الذي يبدل الارض غير الارض، وبه يحتج عيسى بن مريم (عليه السلام) علي نصاري الروم والصين، إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسمت(414) وهيبة، يعطيه الله جل وعز ما أعطي الانبياء ويزيده ويفضله، إن القائم من ولد علي (عليه السلام) له غيبة كغيبة يوسف، ورجعة كرجعة عيسى بن مريم، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الاحمر، وخراب الزوراء، وهي الري، وخسف المزورة وهي بغداد، وخروج السفياني، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وآذربيجان، تلك حرب يقتل فيها الوف والوف، كل يقبض علي سيف محلي، تخفق عليه رايات سود، تلك حرب يشوبها الموت الاحمر والطاعون الاغبر"(415).
5 - وبه(416) عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه عن جده عمرو بن سعد(417) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء، وتلك دموع حملة العرش علي أهل الارض حتى يظهر فيهم عصابة لاخلاق لهم يدعون لولدي وهم براء من ولدي، تلك عصابة رديئة لاخلاق لهم، علي الاشرار مسلطة، وللجبابرة مفتنة، وللملوك مبيرة(418)، تظهر في سواد الكوفة، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب، رث الدين، لاخلاق له(419) مهجن زنيم عتل، تداولته أيدي العواهر من الامهات"(420) من شر نسل "لاسقاها الله المطر"(421) "في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء، والعلم الاخضر أي يوم للمخيبين(422) بين الانبار وهيت، ذلك يوم فيه صيلم الاكراد والشراة(423)، وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة، ومأوي الولاة الظلمة، وأم البلاد وأخت العاد(424)، تلك ورب علي يا عمر وبن سعد بغداد، ألا لعنة الله علي العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ولا يراقبون فيهم ذمتي، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي، إن لبني العباس يوما كيوم الطموح(425) ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلي، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح(426) بين نهاوند والدينور، تلك حرب صعاليك شيعة علي يقدمهم رجل من همدان اسمه (علي) اسم النبي (صلّى الله عليه وآله).
منعوت موصوف باعتدال الخلق، وحسن الخلق، ونضارة اللون، له في صوته ضجاج، وفي أشفاره وطف، وفي عنقه سطع، (فرق الشعر، مفلج الثناي(427)، علي فرسه كبدر تمام إذا تجلي عند الظلام(428) يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقربت ودانت لله بدين تلك الابطال من العرب الذين لحقونا(429) حرب الكريهة، والدبرة(430) يومئذ علي الاعداء، إن للعدو يوم ذاك الصليم والاستئصال".
وفي هذين الحديثين من ذكر الغيبة وصاحبها ما فيه كفاية وشفاء للطالب المرتاد(431)، وحجة علي أهل (الجحد و) العناد، وفي الحديث الثاني إشارة إلى ذكر عصابة لم تكن تعرف فيما تقدم، وإنما يبعث في سنة ستين ومائتين ونحوها وهي كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة إظهار غيبة المتغيب وهي كما وصفها ونعتها ونعت الظاهر برايتها، وإذا تأمل اللبيب الذي له قلب - كما قال الله تعالى: "أو ألقي السمع وهو شهيد - " هذا التلويح(432) اكتفي به عن التصريح، نسأل الله الرحيم توفيقا للصواب برحمته.
6 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا علي بن داود، قال: حدثنا أحمد بن - الحسن، عن عمران بن الحجاج، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن أبي - عمير، عن محمد بن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ، قالت: "قلت لابي - جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): ما معني قول الله (عزَّ وجلَّ): "فلا اقسم بالخنس"(433)؟ فقال: يا ام هانئ إمام يخنس نفسه حتى ينقطع عن الناس علمه، سنة ستين ومائتين(434) ثم يبدو كالشهاب الواقد في الليلة الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان -(435) قرت عينك". وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ مثله إلا أنه قال: "يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرت عينك".
7 - محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن - الحسن، عن عمر بن يزيد، عن الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال: حدثنا محمد ابن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ قالت: "لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) فسألته عن هذه الآية " فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس " فقال: الخنس إمام يخنس نفسه في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس(436) سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فإذا أدركت ذلك قرت عينك".
8 - محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ(437) قال: حدثنا محمد بن مالك(438)، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن الكاهلي(439) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "تواصلوا وتباروا وتراحموا، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعا - يعني لا يجد عند ظهور القائم (عليه السلام) موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه(440) - فقلت: وأني يكون ذلك؟ فقال: عند فقد كم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما تطلع الشمس آيس ما تكونون، فإياكم والشك والارتياب، وانفوا عن أنفسكم الشكوك وقد حذرتكم(441) فاحذروا، أسأل الله توفيقكم وإرشادكم".
فلينظر الناظر إلى هذا النهي عن الشك في صحة غيبة الغائب (عليه السلام)، وفي صحة ظهوره، وإلي قوله بعقب النهي عن الشك فيه "وقد حذرتكم(442) فاحذروا" يعني من الشك، نعوذ بالله من الشك والارتياب، ومن سلوك جادة الطريق الموردة إلى الهلكة، ونسأله الثبات علي الهدي وسلوك الطريقة المثلي التي توصلنا إلى كرامته مع المصطفين من خيرته بمنه وقدرته.
9 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه ومعي غيري، فقال لنا: إياكم والتنويه - يعني باسم القائم (عليه السلام)(443) وكنت أراه يريد غيري، فقال لي: يا أبا عبد الله إياكم والتنويه، والله ليغيبن سبتا من الدهر، وليخملن(444) حتى يقال: مات، أو هلك؟ بأي واد سلك؟ ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر(445) حتى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي(446) قال المفضل، فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟ قلت: جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول: ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي، قال: فنظر إلى كوة في البيت(447) التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال: أهذه الشمس مضيئة، قلت: نعم، فقال: والله لامرنا أضوء منها".
10 - محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك؛ وعبد الله بن جعفر - الحميري جميعا قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب؛ ومحمد بن عيسى؛ وعبد الله بن عامر القصباني جميعا، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن مساور، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت الشيخ - يعني أبا عبد الله - (عليه السلام) يقول: "إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي وادسلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفأ السفينة في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان، وأيده بروح منه، ولتر فعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي، قال: فبكيت ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله - ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة - أتري هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: لامرنا أبين من هذه الشمس".
محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عبد الكريم، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن مساور، عن المفضل بن عمر - وذكر مثله - إلا أنه قال في حديثه " وليغيبن سنين من دهركم".
أما ترون - زاد كم الله هدي - هذا النهي عن التنويه باسم الغائب (عليه السلام) وذكره بقوله (عليه السلام): "إياكم والتنويه " وإلي قوله "ليغيبن سبتا من دهركم وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي وادسلك ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر " يريد (عليه السلام) بذلك ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة المهولة وما يتشعب من المذاهب الباطلة المتحيرة المتلددة وما يرفع من الرايات المشتبهة يعني للمدعين للامامة من آل أبي طالب والخارجين منهم طلبا للرئاسة في كل زمان فإنه لم يقل مشتبهة إلا ممن كان من هذه الشجرة ممن يدعي ما ليس له من الامامة ويشتبه علي الناس أمره بنسبه، ويظن ضعفاء الشيعة وغيرهم أنهم علي حق إذا كانوا من أهل بيت الحق والصدق، وليس كذلك لان الله (عزَّ وجلَّ) قصر هذا الامر - الذي تتلف نفوس ممن ليس له ولا هو من أهله ممن عصي الله في طلبه من أهل البيت، ونفوس من يتبعهم علي الظن والغرور - علي صاحب الحق ومعدن الصدق الذي جعله الله له، لا يشركه فيه أحد وليس لخلق من العالم ادعاؤه دونه، فثبت الله المؤمنين مع وقوع الفتن وتشعب المذاهب وتكفئ القلوب واختلاف الاقوال وتشثت الآراء ونكوب الناكبين عن الصراط المستقيم علي نظام الامامة وحقيقة الامر وضيائه غير مغترين بلمع السراب والبروق الخوالب ولا مائلين مع الظنون الكواذب حتى يلحق الله منهم من يلحق بصاحبه (عليه السلام) غير مبدل ولا مغير، ويتوفي من قضي نحبه منهم قبل ذلك غير شاك ولا مرتاب ويوفي كلا منهم منزلته ويحله مرتبته في عاجله وآجله، والله جل اسمه نسأل الثبات ونستزيده علما فإنه أجود المعطين وأكرم المسؤولين.

 

(فصل)
11 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن الحسن ابن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) أنه قال: "إذا فقد الخامس من ولد السابع(448) فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه، قال: قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟
فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدر كونه".
12 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: "يا أبا - الجارود إذا دار الفلك وقالوا: مات أو هلك، وبأي واد سلك، وقال الطالب له: أني يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا علي الثلج".
13 - أخبرنا محمد بن همام - رحمه الله - قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن ابن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة، عن بعض رجاله عن أبي عبد اله (عليه السلام) قال: "إن القائم إذا قام يقول الناس: أني ذلك؟ وقد بليت عظامه".
14 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم ابن عمرو، عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبد الكريم الجلاب قال: "ذكر القائم عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: أما إنه لو قد قام لقال الناس: أني يكون هذا، وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا".
15 - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي، عن موسى بن سلام، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الرحمن، عن الخشاب(449)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالاعين وأشرتم إليه بالاصابع أتاه ملك الموت فذهب به(450)، ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم، واستوت بنو عبد المطلب ولم يدر أي من أي، فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله واقبلوه".
16 - وأخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك؛ وعبد الله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب؛ ومحمد بن عيسى؛ وعبد الله بن عامر القصباني جميعا، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن الخشاب؛ عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "سمعته يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنما مثل أهل بيتي في هذه الامة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا مددتم إليه حواجبكم وأشرتم إليه بالاصابع أتاه ملك الموت فذهب به، ثم بقيتم سبتا من دهركم لا تدرون أيا من أي، فاستوي في ذلك بنو عبد المطلب، فبينما أنتم كذلك إذ أطلع الله (عليكم) نجمكم فاحمدوه واقبلوه".
17 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: "إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بحواجبكم(451) غيب الله عنكم نجمكم، فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي(452)، فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم".
18 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى(453)، قال: حدثنا محمد ابن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "صاحب هذا الامر من ولدي هو الذي يقال: مات، أو هلك؟ لا، بل في أي وادسلك".
19 - وبه عن محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا يونس بن يعقوب، عن المفضل ابن عمر قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما علامة القائم؟ قال: إذا استدار الفلك، فقيل: مات أو هلك؟ في أي واد سلك؟ قلت: جعلت فداك ثم يكون ماذا؟ قال: لا يظهر إلا بالسيف".
20 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة، عن عبد الكريم قال: "ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم، فقال: أني يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتي يقال: مات أو هلك، في أي واد سلك، فقلت: وما استدارة الفلك؟ فقال: اختلاف الشيعة بينهم".
وهذه الاحاديث دالة علي ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة علي إمامة الخلف بن الحسن بن علي (عليه السلام) لان الجمهور منهم من يقول في الخلف: أين هو؟ وأني يكون هذا؟ وإلي متي يغيب؟ وكم يعيش هذا؟ وله الآن نيف وثمانون سنة، فمنهم من يذهب إلى أنه ميت؟ ومنهم من ينكر ولادته ويجحد وجوده بواحدة(454) ويستهزئ بالمصدق به، ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الامد ولايري أن الله في قدرته ونافذ سلطانه وماضي أمره وتدبيره قادر علي أن يمد لوليه في العمر كأفضل ما مده ويمده لاحد من أهل عصره وغير أهل عصره، ويظهر بعد مضي هذه المدة وأكثر منها، فقد رأينا كثيرا من أهل زماننا ممن عمر مائة سنة وزيادة عليها وهو تام القوة، مجتمع العقل فكيف ينكر لحجة الله أن يعمره أكثر من ذلك، وأن يجعل ذلك من أكبر آياته التي أفرده بها من بين أهله لانه حجته الكبرى التي يظهر دينه علي كل الاديان، ويغسل بها الارجاس والادران(455).
كأنه لم يقرأ في هذا القرآن قصة موسى في ولادته وما جري علي النساء والصبيان بسببه من القتل والذبح حتى هلك في ذلك الخلق الكثير تحرزا من واقع قضاء الله ونافذ أمره، حتى كونه الله (عزَّ وجلَّ) علي رغم أعدائه وجعل الطالب له المفني لامثاله من الاطفال بالقتل والذبح بسببه هو الكافل له والمربي، وكان من قصته في نشوئه وبلوغه وهربه في ذلك الزمان الطويل ما قد نبأنا الله في كتابه، حتى حضر الوقت الذي أذن الله (عزَّ وجلَّ) في ظهوره، فظهرت سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنته تبديلا، فاعتبروا يا أولي الابصار واثبتوا أيها الشيعة الاخيار علي ما دلكم الله عليه وأرشدكم إليه، واشكروه علي ما أنعم به عليكم وأفردكم بالحظوة فيه فإنه أهل الحمد والشكر.
(فصل)
1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبد الله بن جبلة، عن فضيل (الصائغ)، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إذا فقد الناس الامام مكثوا سنينا لا يدرون أيا من أي، ثم يظهر الله (عزَّ وجلَّ) لهم صاحبهم".
2 - وبه، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن الحارث بن المغيرة، عن أبيه قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): يكون فترة لا يعرف المسلمون فيها إمامهم؟ فقال: يقال ذلك، قلت: فكيف نصنع؟ قال: إذا كان ذلك فتمسكوا بالامر الاول حتى يبين لكم الآخر".
3 - وبه، عن عبد الله بن جبلة، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه منصور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إذا أصبحت وأمسيت يوما لا تري فيه إماما من آل محمد فأحبب من كنت تحب، وأبغض من كنت تبغض(456)، ووال من كنت توالي وانتظر الفرج صباحا ومساء".
وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن علي العطار، عن جعفر بن محمد، عن منصور عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله(457).
4 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى؛ والحسن بن ظريف جميعا، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن سنان قال: "دخلت أنا وأبي علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علما يري، فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق، فقال أبي: هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟
قال: إذا كان ذلك - ولن تدركه - فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الامر".
5 - وبه، عن محمد بن عيسى؛ والحسن بن ظريف، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قلت له: إنا نروي بأن صاحب هذا الامر يفقد زمانا فكيف نصنع عند ذلك؟ قال: تمسكوا بالامر الاول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم".
6 - محمد بن همام بإسناده يرفعه إلى أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة(458) يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم نجم، قلت: فما السبطة؟ قال: الفترة، قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ فقال: كونوا علي ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم".
7 - وبه، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "كيف أنتم إذا وقعت السبطة بين المسجدين(459) فيأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها واختلفت الشيعة بينهم وسمي بعضهم بعضا كذابين، ويتفل بعضهم في وجوه بعض، فقلت: ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك - يقوله ثلاثا - يريد قرب الفرج".
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - عن عدة من رجاله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن الحسن(460)، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "كيف أنت إذا وقعت البطشة - وذكر مثله بلفظه"(461).
8 - حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي أبو سليمان، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "يا أبان يصيب العلم سبطة، يأرز العلم بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها، قلت: فما السبطة؟ قال: دون الفترة، فبينما هم كذلك إذ طلع لهم نجمهم، فقلت: جعلت فداك فكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك؟ فقال لي(462): ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها".
هذه الروايات التي قد جاءت متواترة تشهد بصحة الغيبة وباختفاء العلم، والمراد بالعلم الحجة للعالم، وهي مشتملة علي أمر الائمة (عليه السلام) للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه لا يزولون ولا ينتقلون بل يثبتون ولا يتحولون ويكونون متوقعين لما وعدوا به، وهم معذورون في أن لا يروا حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة، ويضيق عليهم في كل عصر وزمان قبله أن لا يعرفوه بعينه واسمه ونسبه، ومحظور عليهم الفحص(463) والكشف عن صاحب الغيبة والمطالبة باسمه أو موضعه أو غيابه أو الاشادة بذكره(464)، فضلا عن المطالبة بمعاينته، وقال لنا: إياكم والتنويه، وكونوا علي ما أنتم عليه وإياكم والشك، فأهل الجهل الذين لا علم لهم بما أتي عن الصادقين (عليه السلام) من هذه الروايات الواردة للغيبة وصاحبها يطالبون بالارشاد إلى شخصه والدلالة علي موضعه، ويقترحون إظهاره لهم(465)، وينكرون غيبته لانهم بمعزل عن العلم(466) وأهل المعرفة مسلمون لما أمروا به، ممتثلون له، صابرون علي ما ندبوا إلى الصبر عليه، وقد أوقفهم العلم والفقه مواقف الرضا عن الله، والتصديق لاولياء الله، والامتثال لامرهم، والانتهاء عما نهوا عنه، حذرون ما حذر الله في كتابه من مخالفة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والائمة الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"(467) ولقوله: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"(468) ولقوله: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما علي رسولنا البلاغ المبين"(469).
وفي قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل - حديث عبد الله بن سنان " - كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علما يري " دلالة علي ما جري وشهادة بما حدث من أمر السفراء الذين كانوا بين الامام (عليه السلام) وبين الشيعة من ارتفاع أعيانهم وانقطاع نظامهم، لان السفير بين الامام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم، فلما تمت المحنة علي الخلق ارتفعت الاعلام ولا تري حتى يظهر صاحب الحق (عليه السلام) ووقعت الحيرة التي ذكرت وآذننا بها أولياء الله.
وصح أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها وتأويلها فيما يأتي من الاحاديث بعد هذا الفصل، نسأل الله أن يزيدنا بصيرة وهدي، ويوفقنا
لما يرضيه برحمته.
(فصل)
1 - أخبرنا محمد بن همام، عن بعض رجاله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن رجل، عن المفضل بن عمر، عن أبي - عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "أقرب ما يكون هذاه العصابة من الله وأرضي ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله، فحجب عنهم ولم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون ويوقنون أنه لم تبطل حجة الله ولا ميثاقه، فعندها توقعوا الفرج صباحا ومساء(470) فإن أشد ما يكون غضب الله علي أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم، وقد علم الله (عزَّ وجلَّ) أن أولياء ه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته طرفة عين عنهم، ولا يكون ذلك إلا علي رأس شرار الناس"(471).
2 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن خالد، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر؛ قال الكليني: وحدثنا محمد بن يحيي، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "أقرب ما يكون العباد من الله (عزَّ وجلَّ) وأرضي ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله (عزَّ وجلَّ) ولم يظهر لهم، ولم يعلموا (ب) مكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذكره ولا ميثاقه، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، فإن أشد ما يكون غضب الله (عزَّ وجلَّ) علي أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم(472)، وقد علم الله أن أولياء ه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته (عنهم) طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا علي رأس شرار الناس".

 

الباب الحادي عشر: ما روي فيما أمر به الشيعة من الصبر والكف والانتظار للفرج وترك الاستعجال بأمر الله وتدبيره

 

1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدثنا أحمد بن يوسف ابن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إنه قال لي أبي (عليه السلام): لابد لنار من آذربيجان، لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم(473) وألبدوا ما ألبدن(474)، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا(475)، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس علي كتاب جديد، علي العرب شديد، وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب".
2 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن بعض رجاله، عن علي بن عمارة الكناني(476)، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له (عليه السلام): "أو صني، فقال: أوصيك بتقوي الله، وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء(477) هؤلاء الناس، وإياك والخوارج من(478) فإنهم ليسوا علي شيء ولا إلى شيء، واعلم أن لبني امية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه(479)، وأن لاهل الحق دولة إذا جاء ت ولا ها الله لمن يشاء منا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى(480)، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له، واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم المنية والبلية(481) حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا يواري قتيلهم، ولا يرفع صريعهم(482) ولا يداوي جريحهم، قلت: من هم؟ قال: الملائكة".
3 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن أبيهما، عن أحمد بن علي الحلبي، عن صالح بن أبي الاسود، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "ليس منا أهل البيت أحد يدفع ضيما ولا يدعو إلى حق إلا صرعته البلية حتى تقوم عصابة شهدت بدرا، لا يواري قتيلها، ولا يداوي جريحها.
- قلت: من عني (أبو جعفر (عليه السلام)) بذلك؟ قال: الملائكة-".
4 - حدثنا محمد بن همام؛ ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن ابن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن سماعة بن مهران، عن أبي الجارود، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث الاعور الهمداني قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) علي المنبر: "إذا هلك الخاطب(483) وزاغ صاحب العصر، وبقيت قلوب تتقلب (ف) من مخصب ومجدب، هلك المتمنون، واضمحل المضمحلون، وبقي المؤمنون، وقليل ما يكونون ثلاثمائة أو يزيدون، تجاهد(484) معهم عصابة جاهدت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر، لم تقتل ولم تمت".
معني قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " وزاغ صاحب العصر " أراد صاحب هذا الزمان الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبير الله الواقع.
ثم قال: "وبقيت قلوب تتقلب فمن مخصب ومجدب " وهي قلوب الشيعة المتقلبة عند هذه الغيبة(485) والحيرة، فمن ثابت منها علي الحق مخصب، ومن عادل عنها إلى الضلال وزخرف المقال مجدب.
ثم قال " هلك المتمنون " ذما لهم وهم الذين يستعجلون أمر الله ولا يسلمون له، ويستطيلون الامد فيهلكون قبل أن يروا فرجا، ويبقي الله من يشاء أن يبقيه من أهل الصبر والتسليم حتى يلحقه بمرتبته، وهم المؤمنون، وهم المخلصون القليلون الذين ذكر (عليه السلام) انهم ثلاثمائة أو يزيدون ممن يؤهله الله بقوة إيمانه وصحة يقينه لنصرة وليه (عليه السلام) وجهاد عدوه، وهم كما جاء ت الرواية عما له وحكامه في الارض عند استقرار الدار به ووضع الحرب أو زارها، ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام) " تجاهد معهم عصابة جاهدت(486) مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر، لم تقتل ولم تمت " يريد أن الله (عزَّ وجلَّ) يؤيد أصحاب القائم (عليه السلام) هؤلاء الثلاثمائة والنيف الخلص بملائكة بدر، وهم أعدادهم، جعلنا الله ممن يؤهله لنصرة دينه مع وليه (عليه السلام)، وفعل بنا في ذلك ما هو أهله.
5 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الصباح ابن الضحاك، عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن سيف التمار، عن أبي المرهف قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "هلكت المحاضير - قال: قلت: وما المحاضير، قال: المستعجلون - ونجا المقربون(487)، وثبت الحصن علي أوتادها، كونوا أحلاس بيوتكم، فإن الغبرة علي من أثاره(488)، وإنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم"(489).
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيي بن زكريا بن شيبان، قال: حدثنا يوسف بن كليب المسعودي، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن محمد بن كثير، عن أبي بكر الحضرمي قال: "دخلت أنا وأبان علي أبي عبد الله (عليه السلام) وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما تري؟ فقال: اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا علي رجل فانهدوا إلينا بالسلاح"(490).
7 - وحدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم، فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا ويصيب العامة(491) ولا تزال الزيدية وقاء لكم أبدا".
8 - وحدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد ابن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد(492)، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) يوما وعنده مهزم الاسدي، فقال: "جعلني الله فداك متي هذا الامر (الذي تنتظرونه؟) فقد طال (علينا) فقال: (يا مهزم) كذب المتمنون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون".
9 - علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدثنا علي بن الحسن، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ) "أتى أمر الله فلا تستعجلوه"(493) قال: هو أمرنا، أمر الله (عزَّ وجلَّ) أن لا تستعجل به حتى يؤيده (الله) بثلاثة (أجناد): الملائكة، والمؤمنين، والرعب، وخروجه (عليه السلام) كخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وذلك قوله تعالى: "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق"(494).
10 - أخبرنا محمد بن همام؛ ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن ابن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن سماعة بن مهران، عن صالح بن ميثم؛ ويحيي بن سابق(495) جميعا عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: "هلك أصحاب المحاضير، ونجا المقربون، وثبت الحصن علي أوتادها، إن بعد الغم فتحا عجيبا".
11 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن الحكم بن أيمن، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): "لو ددت أني تركت فكلمت الناس ثلاثا، ثم قضي الله في ما أحب، ولكن عزمة من الله أن نصبر، ثم تلي هذه الآية "ولتعلمن نبأه بعد حين"(496) ثم تلا أيضا قوله تعالى " ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور"(497).
12 - علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام): أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا"(498) فغضب علي بن الحسين (عليهما السلام) وقال للسائل: وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به، ثم قال: نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي امرنا به بعد وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط، ثم قال: أما إن في صلبه يعني ابن عباس - وديعة ذرئت لنار جهنم، سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا، وستصبغ الارض بدماء فراخ من فراخ آل محمد (عليهم السلام) تنهض تلك الفراخ في غير وقت، وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين".
13 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) في قوله (عزَّ وجلَّ): "اصبروا وصابروا ورابطوا " فقال: اصبروا علي أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم (المنتظر).
14 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثني أحمد بن علي الجعفي، عن محمد بن المثني الحضرمي، عن أبيه، عن عثمان بن زيد(499) عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال: "مثل خروج القائم منا أهل البيت كخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ومثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار فوقع من وكره(500) فتلا عبت به الصبيان".
15 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن أحمد بن الحسين(501)، عن علي بن عقبة، عن موسى بن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي - عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "من مات منكم علي هذا الامر منتظرا كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم (عليه السلام)"(502).
16 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال ذات يوم: "ألا اخبركم بما لا يقبل الله (عزَّ وجلَّ) من العباد عملا إلا به؟ فقلت: بلي، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده (ورسوله) والاقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراء ة من أعدائنا - يعني الائمة خاصة - والتسليم لهم، والورع والاجتهاد والطمأنينة، والانتظار للقائم (عليه السلام)، ثم قال: إن لنا دولة يجيئ الله بها إذا شاء.
ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الاجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا(503) هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة".
17 - علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: "اسكنوا ما سكنت السماوات والارض - أي لا تخرجوا علي أحد - فإن أمركم ليس به خفاء، ألا إنها آية من الله (عزَّ وجلَّ) ليست من الناس(504) ألا إنها أضوأ من الشمس لا تخفي علي بر ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنها كالصبح ليس به خفاء".
انظروا - رحمكم الله - إلى هذا التأديب من الائمة (عليهم السلام) وإلي أمرهم ورسمهم في الصبر والكف والانتظار للفرج، وذكرهم هلاك المحاضير والمستعجلين وكذب المتمنين، ووصفهم نجاة المسلمين، ومدحهم الصابرين الثابتين، وتشبيههم إياهم(505) علي الثبات بثبات الحصن علي أوتادها، فتأدبوا - رحمكم الله - بتأديبهم، وامتثلوا أمرهم، وسلموا لقولهم، ولا تجاوزوا رسمهم، ولا تكونوا ممن أردته الهواي والعجلة، ومال به الحرص عن الهدي والمحجة البيضاء، وفقنا الله وإياكم لما فيه السلامة من الفتنة، وثبتنا وإياكم علي حسن البصيرة، وأسلكنا وإياكم الطريق المستقيمة الموصلة إلى رضوانه المكسبة سكني جنانه مع خيرته وخلصائه بمنه وإحسانه.

 

الباب الثاني عشر: ما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والتشتت عند الغيبة حتى لا يبقي علي حقيقة الامر الا الاقل الذي وصفه الائمة (عليهم السلام)

 

1 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج؛ وعن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لما بويع لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب خطبة ذكره(506) يقول فيها: "ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم)(507) والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يعود أسلفكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم(508)، وليسبقن سابقون كانوا قصروا(509)، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وسمة(510) ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم".
2 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: "الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"(511) ثم قال لي: ما الفتنة؟ فقلت: جعلت فداك الذي عندنا أن الفتنة في الدين(512)، فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب".
3 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال: قال: "إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال (فانبذوه إليهم نبذ) فمن أقربه فزيدوه، ومن أنكر فذروه، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة (بشعرتين)(513) حتى لا يبقي إلا نحن وشيعتنا".
4 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلت فداك إني والله أحبك واحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم، فقال له: أذكرهم، فقال: كثير، فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون، ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه(514)، ولا يمدح بنا معلن(515)، ولا يخاصم بنا قالي(516)، ولا يجالس لنا عايبا، ولا يحدث لنا ثالب(517)، ولا يحب لنا مبغضا، ولا يبغض لنا محبا، فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم(518).
إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعا قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟ فقال: أطلبهم في أطراف الارض، أولئك الخفيض عيشهم(519)، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، أولئك الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان".
5 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن علي بن منصور، عن إبراهيم بن مهزم الاسدي، عن أبيه مهزم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) بمثله إلا أنه زاد فيه "وإن رأوا مؤمنا أكرموه، وإن رأوا منافقا هجروه، وعند الموت لا يجزعون، وفي قبورهم يتزاورون - ثم تمام الحديث".
6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف الجعفي، أبو الحسن من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب (بن حفص) عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "مع القائم (عليه السلام) من العرب شيء يسير، فقيل له: إن من يصف هذا الامر منهم لكثير، قال: لابد للناس من أن يمحصوا(520) ويميزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير".
7 - وأخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي المغرا، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سمعه يقول: "ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب(521)، قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: شيء يسير، فقلت: والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير(522) فقال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير"(523).
وحدثنا بذلك أيضا بلفظه محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيي؛ والحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن الحسن بن علي(524) عن أبي المغرا، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) - وذكر مثله -.
8 - وأخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد(525)، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي - بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول: "الله لتميزن، والله لتمحصن، والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح"(526).
9 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن مسكين الرحال عن علي بن أبي المغيرة، عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام)(527) يقول: "لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم علي بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضا، فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير، فقال الحسين (عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلك كله".
10 - أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن جبله، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "لا يكون ذلك الامر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتي يلعن بعضكم بعضا، وحتي يسمي بعضكم بعضا كذابين".
11 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن(528) عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي - كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون علي الله وعلي رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله علي أمر واحد".
12 - وأخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إسماعيل الاشعري، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين(529)، وإن صاحب العين يدري متي يقع الكحل في عينه ولا يعلم متي يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل علي شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي علي شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها".
13 - وأخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن رجل(530)، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي – من بني مسلية(531) - عن مهزم بن أبي بردة الاسدي وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "والله لتكسرن تكسر الزجاج، وإن الزجاج ليعاد فيعود (كما كان)، والله لتكسرن تكسر الفخار، فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان، (و) والله لتغربلن (و) والله لتميزن (و) والله لتمحصن حتى لا يبقي منكم إلا الاقل، وصعر كفه"(532).
فتبينوا يا معشر الشيعة هذه الاحاديث المروية عن أمير المؤمنين ومن بعده من الائمة (عليهم السلام)، واحذروا ما حذروكم، وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا، وفكروا فيها فكرا تنعمونه، فلم يكن في التحذير شيء أبلغ من قولهم " إن الرجل يصبح علي شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي علي شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها " أليس هذا دليلا علي الخروج من نظام الامامة وترك ما كان يعتقد منها إلى تبيان الطريق(533).
وفي قوله (عليه السلام): "والله لتكسرن تكسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود (كما كان) والله لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان " فضرب ذلك مثلا لمن يكون علي مذهب الامامية فيعدل عنه إلى غيره بالفتنة التي تعرض له، ثم تلحقه السعادة بنظرة من الله فتبين له ظلمة ما دخل فيه وصفاء ما خرج منه، فيبادر قبل موته بالتوبة والرجوع إلى الحق فيتوب الله عليه ويعيده إلي حاله في الهدي كالزجاج الذي يعاد بعد تكسره فيعود كما كان، ولمن يكون علي هذا الامر فيخرج عنه ويتم علي الشقاء بأن يدركه الموت وهو علي ما هو عليه غير تائب منه ولا عائد إلى الحق فيكون مثله كمثل الفخار الذي يكسر فلا يعاد إلى حاله، لانه لا توبة له بعد الموت ولا في ساعته، نسأل الله الثبات علي ما من به علينا، وأن يزيد في إحسانه إلينا فإنما نحن له ومنه.
14 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد(534)، عن إبراهيم بن هلال قال: "قلت لابي - الحسن (عليه السلام): جعلت فداك مات أبي علي هذا الامر، وقد بلغت من السنين ما قد تري أموت ولا تخبرني بشيء، فقال: يا أبا إسحاق أنت تعجل؟ فقلت: إي والله أعجل ومالي لا أعجل وقد (كبر سني و) بلغت أنا من السن ما قد تري، فقال: أما والله يا أبا إسحاق ما يكون ذلك حتى تميزوا وتمحصوا، وحتي لا يبقي منكم إلا الاقل، ثم صعر كفه".
15 - وأخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي قال: قال أبو الحسن الرض (عليه السلام): "والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا، وحتي لا يبقي منكم إلا الاندر فالاندر".
16 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي، من كتابه في سنة ثمان وستين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه، قال: "دخلت علي أبي جعفر الباقر (عليه السلام)(535) وعنده جماعة فبينا نحن نتحدث وهو علي بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا وقال: في أي شيء أنتم(536) هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا، (هيهات) ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلا بعد إياس، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقي من شقي ويسعد من سعد"(537).
وحدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن؛ وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه، قال: "كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا عند أبي جعفر (عليه السلام) يسمع كلامنا(538) قال - وذكر مثله إلا أنه يقول في كل مرة: "لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم – بيمين –"(539).
17 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "كونوا كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك(540)، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم(541)، فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يمسي بعضكم بعضا كذابين، وحتي لا يبقي منكم - أو قال من شيعتي - إلا كالكحل في العين، والملح في الطعام(542).
وسأضرب لكم مثلا، وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه، ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس(543)، فأخرجه ونقاه وطيبه، ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده، ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر لا يضره السوس شيئا، وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقي منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا"(544).
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس وغيره رفع الحديث إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر مثله، وقد ذكر هذا الحديث في صدر هذا الكتاب(545).
18 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري الكوفي، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسني(546)، عن الحسن بن علي البطائني، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)":
إنما مثل شيعتنا مثل أندر - يعني بيدرا فيه طعام(547) - فأصابه آكل فنقي، ثم أصابه آكل فنقي حتى بقي منه ما لا يضره الآكل، وكذلك شيعتنا يميزون ويمحصون حتى تبقي منهم عصابة لا تضرها الفتنة".
19 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثني شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة التفليسي عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) أنه قال: "المؤمنون يبتلون، ثم يميزهم الله عنده إن الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا ومرائرها، ولكن أمنهم فيها من العمي والشقاء في الآخرة، ثم قال: كان علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) يضع قتلاه بعضهم إلى بعض، ثم يقول: قتلانا قتلي النبيين"(548).
20 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لو قد قام القائم (عليه السلام) لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول".
وفي هذا الحديث عبرة لمعتبر وذكري لمتذكر متبصر، وهو قوله: "يخرج إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول " فهل يدل هذا إلا علي أن الناس يبعدون هذه المدة من العمر ويستطيلون المدي في ظهوره وينكرون تأخره ويأيسون منه فيطيرون يمينا وشمالا كما قالو (عليهم السلام)، تتفرق بهم المذاهب وتتشعب لهم طرق الفتن، ويغترون بلمع السراب من كلام المفتونين، فإذا ظهر لهم بعد السنين التي يوجب مثلها فيمن بلغه الشيخوخة والكبر وحنو الظهر وضعف القوي شابا موفقا أنكره من كان في قلبه مرض، وثبت عليه من سبقت له من الله الحسني بما وفقه عليه وقدمه إليه من العلم بحاله، وأوصله إلى هذه الروايات من قول الصادقين (عليهم السلام) فصدقها وعمل بها، وتقدم علمه بما يأتي من أمر الله وتدبيره فارتقبه غير شاك ولا مرتاب ولا متحير، ولا مغتر بزخارف إبليس وأشياعه، والحمد لله الذي جعلنا ممن أحسن إليه وأنعم عليه وأوصله من العلم إلى ما لا يوصل إليه غيره، إيجابا للمنة، واختصاصا بالموهبة، حمدا يكون لنعمه كفاء ولحقه أداء.

 

الباب الثالث عشر: ما روي في صفته وسيرته وفعله وما نزل من القرآن فيه (عليه السلام)

 

1 - حدثنا علي بن أحمد قال: حدثني عبيد الله بن موسى العلوي، عن أبي - محمد موسى بن هارون بن عيسى المعبدي(549) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلال(550) قال: حدثنا جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال: "إذا درج الدارجون، وقل المؤمنين، وذهب المجلبون(551)، فهناك هناك.
فقال: يا أمير المؤمنين ممن الرجل؟ فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب(552) وبحر مغيضها إذا وردت، ومخفر أهلها إذا اتيت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت(553)، لا يجبن إذا المنايا هكعت، ولا يخور إذا المنون اكتنعت(554)، ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت(555) مشمر مغلولب ظفر ضرغامة حصد مخدش ذكر(556)، سيف من سيوف الله رأس، قثم، نشؤ رأسه في باذخ السؤدد وعارز مجده في أكرم المحتد(557)، فلا يصرفنك عن بيعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص(558)، إن قال فشر قائل، وإن سكت فذو دعاير(559) ثم رجع إلى صفة المهدي (عليه السلام) فقال: أوسعكم كهفا، وأكثر كم علما، وأوصلكم رحما، اللهم فاجعل بعثه خروجا من الغمة، واجمع به شمل الامة.
فإن خار الله لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له(560)، ولا تجوزن عنه(561) إن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته".
2 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن بعض رجاله، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير(562)، عن إسماعيل بن عياش، عن الاعمش عن أبي وائل، قال: نظر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى الحسين (عليه السلام) فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) سيدا، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم، يشبهه في الخلق والخلق، يخرج علي حين غفلة من الناس، وإماتة للحق وإظهار للجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه(563)، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها، وهو رجل أجلي الجبين، أقني الانف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، بفخذه اليمني شامة، أفلج الثناي(564) ويملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا".
3 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، قال: حدثنا عبد الله بن بكير، عن حمران بن أعين قال: "قلت لابي جعفر الباقر (عليه السلام): جعلت فداك إني قد دخلت المدينة وفي حقوي هميان فيه ألف دينار، وقد أعطيت الله عهدا أنني انفقها ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما أسألك عنه، فاقل: يا حمران سل تجب، ولا تنفقن دنانيرك، فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنت صاحب هذا الامر والقائم به؟ قال: لا، قلت: فمن هو بأبي أنت وامي، فقال: ذاك المشرب حمرة(565) الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز، بوجهه أثر، رحم الله موسى"(566).
4 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثني الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن إسحاق بن جرير، عن حجر بن زائدة(567) عن حمران بن أعين، قال: "سألت أبا جعفر (عليه السلام)، فقلت له: أنت القائم؟ فقال: قد ولدني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإني المطالب بالدم، ويفعل الله ما يشاء، ثم أعدت عليه، فقال: قد عرفت حيث تذهب، صاحبك المبدح البطن، ثم الحزاز برأسه، ابن الارواع، رحم الله فلانا"(568).
5 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثنا الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم ابن عمرو الخثعمي، قال: حدثني محمد بن عصام، قال: حدثني وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) - أو أبو عبد الله (عليه السلام)، الشك من ابن عصام " - يا أبا محمد بالقائم علامتان: شامة في رأسه(569) وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه، من جانبه الايسر تحت كتفه الايسر ورقة مثل ورقة الآس"(570).
6 - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو القاسم بن العلاء الهمداني (رفعه)(571) عن عبد العزيز بن مسلم قال: "كنا مع (مولانا) الرضا (عليه السلام) بمرو، فاجتمعنا وأصحابنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الامامة، وذكروا كثرة الاختلاف فيه(572) فدخلت علي سيدي (الرض) (عليه السلام) فأعلمته خوض الناس في ذلك فتبسم (عليه السلام)، ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إن الله تبارك أسمه لم يقبض رسوله (صلّى الله عليه وآله)(573) حتى أكمل له الدين فأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء(574) بين فيه الحلال والحرام، والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملا، فقال (عزَّ وجلَّ): "ما فرطنا في الكتاب من شيء"(575) وأنزل (عليه) في حجة الوداع وهي آخر عمره " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا"(576) وأمر الامامة من تمام الدين، لم يمض (صلّى الله عليه وآله) حتى بين لامته معالم دينهم، وأوضح لهم سبيلهم، وتركهم علي قول الحق(577) وأقام لهم علي (عليه السلام) علما وإماما، وما ترك شيئا يحتاج إليه الامة إلا بينه، فمن زعم أن الله لكم يكمل دينه فقد رد كتاب الله، وهو كافر (به).
هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها (اختيارهم)؟ إن الامامة أجل قدرا، وأعظم شأنا، وأعلي مكانا، وأمنع جانبا، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الامامة (منزلة) خص الله بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره(578) فقال (عزَّ وجلَّ): " إني جاعلك للناس إماما"(579) فقال الخليل سرورا بها: "ومن ذريتي " قال الله تعالى: "لا ينال عهدي الظالمين " فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم (إلي يوم القيامة)(580) وصارت في الصفوة، ثم أكرمه الله (عزَّ وجلَّ) بأن جعلها في ذريته (أهل) الصفوة والطهارة فقال: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين"(581).
فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبي (صلّى الله عليه وآله)(582) فقال (عزَّ وجلَّ): "إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين"(583).
فكانت له خاصة فقلده (صلّى الله عليه وآله) علي (عليه السلام) بأمر الله عز اسمه علي رسم ما فرضه الله فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان بقوله (عزَّ وجلَّ): "وقال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث"(584) فهي في ولد علي (عليه السلام) خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (صلّى الله عليه وآله) فمن أين يختار هؤلاء الجهال (الامام).
إن الامامة هي منزلة الانبياء، وإرث الاوصياء، إن الامامة خلافة الله وخلافة الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين (عليهم السلام)، إن الامامة زمام الدين، ونظام أمور المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين، إن الامامة هي أس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام (تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفئ والصدقات و)(585) إمضاء الحدود والاحكام، ومنع الثغور والاطراف.
الامام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجة البالغة، الامام الشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم، وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار.
الامام البدر المنير والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجهم الهادي في غياهب الدجي وأجواز البلدان والقفار(586) ولجج البحار، الإمام الماء العذب علي الظماء، و(النور) الدال علي الهدي، والمنجي من الردي، الامام النار علي اليفاع، الحار لمن اصطلي به(587) والدليل في المهالك، من فارقه فهالك.
الامام السحاب الماطر، والغيث الهاطل(588)، والشمس المضيئة، والسماء الظليلة، والارض البسيطة(589)، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.
الامام الانيس الرفيق، والوالد الشفيق، والاخ الشقيق(590)، والام البرة بالوالد الصغير، ومفزع العباد في الداهية (الناد)(591)، الامام أمين الله في خلقه، وحجته علي عباده وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله.
الامام(ال) مطهر من الذنوب، و(ال) مبرء عن العيوب،(ال) مخصوص بالعلم(ال) موسوم بالحلم، نظام الدين وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين(592) الامام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعاد له عالم، ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب(593).
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الالباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء(594) وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الالباء، وكلت الشعراء، وعجزت الادباء، وعييت البلغاء(595) عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، فأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه، ويغني غناه، لا كيف (وأني) وهو بحيث النجم من يد المتناولين(596) ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا، وأين يوجد مثل هذا؟.
أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله)، كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الاباطيل(597) فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة(598) وآراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا لقد رامو صعبا، وقالو إفكا، وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخير سبحان الله وتعالى عما يشركون"(599) ويقول (عزَّ وجلَّ): "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم - الآية"(600) وقال: "ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيمة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين"(601) وقال: "أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها"(602) أم "طبع الله علي قلوبهم فهم لا يفقهون"(603) أم "قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون"(604) أم " قالوا سمعنا وعصينا"(605) بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فكيف لهم باختيار الامام؟ والامام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل(606) معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب(607)، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت من قريش(608)، والذروة من هاشم، والعترة من الرسول (صلّى الله عليه وآله) والرضي من الله (عزَّ وجلَّ) شرف الاشراف، والفرع عن عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالامامة عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله (عزَّ وجلَّ)، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله.
إن الانبياء والائمة (صلوات الله عليهم) يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان(609) في قوله تعالى: "أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون"(610) وقوله "ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا"(611) وقوله في طالوت: "إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم"(612) وقال لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم): "أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"(613).
وقال في الائمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين: "أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفي بجهنم سعيرا"(614).
وإن العبد إذا اختاره الله (عزَّ وجلَّ) للامور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلهم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن صواب(615) فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار(616) يخصه الله بذلك ليكون حجته علي عباده، وشاهده علي خلقه: وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فهل يقدرون علي مثل هذا فيختارونه؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه - تعدوا - وبيت الله - الحق(617)، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وفي كتاب الله الهدي والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواء هم، فذمهم الله تعالى ومقتهم وأتعسهم، فقال (عزَّ وجلَّ): "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله، إن الله لا يهدي القوم الظالمين"(618) وقال: "فتعسا لهم وأضل أعمالهم(619) وقال: "كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله علي كل قلب متكبر جبار"(620).
7 - وعن(621) محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله (جعفر بن محمد) (عليهما السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الائمة (عليهم السلام) وصفاتهم (فقال): "إن الله تعالى أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيه(622) (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن دينه، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه، وفتح لهم عن باطن ينابيع علمه(623)، فمن عرف من امة محمد (صلّى الله عليه وآله) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه(624) لان الله تعالى نصب الإمام علما لخلقه، وجعله حجة علي أهل طاعته(625) ألبسه الله تاج الوقار، وغشاه من نور الجبار، يمد بسبب إلى السماء(626)، لا ينقطع عنه مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل الله الاعمال للعباد(627) إلا بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من مشكلات الدجي(628)، ومعميات السنن، ومشتبهات الفتن(629) فلم يزل الله تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين (عليه السلام)، من عقب كل إمام، فيصطفيهم كذلك ويجتبيهم(630)، ويرضي بهم لخلقه ويرتضيهم لنفسه(631) كلما مضي منهم إمام نصب (عزَّ وجلَّ) لخلقه إمام(632) علما بينا، وهاديا منير(633) وإماما قيم(634)، وحجة عالما، أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون، حجج الله (ودعاته) ورعاته علي خلقه(635) يدين بهديهم العباد، وتستهل بنورهم البلاد، وينمو ببركتهم التلاد(636)، جعلهم الله حياة للانام، ومصابيح للظلام (ومفاتيح للكلام) ودعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله علي محتومه(637) فالامام هو المنتجب المرتضي، والهادي المجتبى(638) والقائم المرتجى، اصطفاه الله بذلك، واصطنعه علي عينه(639) في الذر حين ذرأه، وفي البرية حين برأه(640) ظلا قبل خلقه نسمة عن يمين عرشه، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده(641)، اختاره بعلمه، وانتجبه لطهره(642) بقية من آدم، وخيرة من ذرية نوح، ومصطفي من آل إبراهيم، وسلالة من إسماعيل، وصفوة من عترة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لم يزل مرعيا بعين الله(643) يحفظه بملائكته(644)، مدفوعا عنه وقوب الغواسق، ونفوث كل فاسق، مصروفا عنه قوارف السوء، مبرء ا من العاهات(645) محجوبا عن الآفات (معصوما من الزلات) مصونا من الفواحش كلها، معروفا بالحلم والبر في يفاعه(646).
منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه، مسندا إليه أمر والده، صامتا عن المنطق في حياته، فإذا انقضت مدة والده وانتهت به مقادير الله إلى مشيته، وجاء ت الارادة من عند الله فيه إلى محبته(647) وبلغ منتهي مدة والده (عليه السلام) فمضي، صار أمر الله إليه من بعده، وقلده الله دينه، وجعله الحجة علي عباده، وقيمه في بلاده، وأيده بروحه، وأعطاه علمه، واستودعه سره، وانتدبه لعظيم أمره(648)، وأنبأه فصل بيان علمه(649) ونصبه علما لخلقه، وجعله حجة علي أهل عالمه، وضياء لاهل دينه، والقيم علي عباده، رضي الله به إماما لهم، استحفظه علمه، واستخبأه حكمته (واسترعاه لدينه)(650) وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل وتحيير أهل الجدل(651) بالنور الساطع، والشفاء البالغ(652)، بالحق الابلج، والبيان (اللائح) من كل مخرج علي طريق المنهج الذي مضي عليه الصادقون من آبائه (عليهم السلام) فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي، ولا يجحده إلا غوي، ولا يدعه إلا جري علي الله"(653).
(كونه (عليه السلام))(654) ابن سبية ابن خيرة الاماء.
8 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الاشعري؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ ومحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي(655) قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يقول: "إن صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف(656) ابن أمة سوداء، يصلح الله (عزَّ وجلَّ) له أمره في ليلة واحدة - " يريد بالشبه من يوسف الغيبة -.
9 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثنا الحكم أخو مشمعل الاسدي(657) قال: حدثني عبد الرحيم القصير قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): قول أمير المؤمنين (عليه السلام) "بأبي ابن خيرة الاماء"(658) أهي فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: "إن فاطمة (عليها السلام) خيرة الحرائر، ذاك المبدح بطنه(659)، المشرب حمرة، رحم الله فلانا".
10 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي المغيرة، عن أبي الصباح قال: "دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: ما وراء ك؟ فقلت: سرور من عمك زيد خرج يزعم أنه ابن سبية وهو قائم هذه الامة وأنه ابن خيرة الاماء فقال: كذب(660) ليس هو كما قال، إن خرج قتل".
11 - حدثنا محمد بن همام: ومحمد بن الحسن بن جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن أبي الجارود، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث الاعور الهمداني قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام)"، بأبي ابن خيرة الاماء - يعني القائم من ولده (عليه السلام) - يسومهم خسفا، ويسقيهم بكأس مصبرة(661)، ولا يعطيهم إلا السيف هرج(662) فعند ذلك تتمني فجرة قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها، لانكف عنهم حتى يرضي الله".
12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا محمد وأحمد أبنا الحسن عن ابيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن يزيد بن أبي - حازم قال: "خرجت من الكوفة، فلما قدمت المدينة دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمت عليه، فسألني هل صاحبك أحد؟ فقلت: نعم، فقال: أكنتم تتكلمون؟ قلت: نعم صحبني رجل من المغيرية(663)، قال: فما كان يقول؟ قلت: كان يزعم أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم، والدليل علي ذلك أن أسمه اسم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) واسم أبيه اسم أبي النبي(664) فقلت له في الجواب: إن كنت تأخذ بالاسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي، فقال لي: إن هذا ابن أمة - يعني محمد بن عبد الله ابن علي - وهذا ابن مهيرة(665) يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن -، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فما رددت عليه؟ فقلت: ما كان عندي شيء أرد عليه، فقال: أولم تعلموا أنه ابن سبية - يعني القائم (عليه السلام) -(666) سيرته (عليه السلام).
13 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري قال: حدثني الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن عطاء المكي، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) - قال: "سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: يصنع كما صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الجاهلية، ويستأنف الاسلام جديدا".
14 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله ابن بكير، عن أبيه، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: "صالح من الصالحين سمه لي أريد القائم (عليه السلام) فقال: اسمه اسمي قلت: أيسير بسيرة محمد (صلّى الله عليه وآله) ؟ قال: هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته، قلت: جعلت فداك لم؟ قال " إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) سار في امته بالمن(667) كان يتألف الناس، والقائم يسير بالقتل، بذاك امر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحد(668)، ويل لمن ناواه"(669).
15 - أخبرنا علي بن الحسين بهذا الاسناد، عن محمد بن علي الكوفي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إن علي (عليه السلام) قال: كان لي أن أقتل المولي واجهز علي الجريح(670) ولكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي إن جرحوا لم يقتلوا، والقائم له أن يقتل المولي ويجهز علي الجريح".
16 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن، عن محمد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بياع الانماط(671) قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا، فسأله المعلي بن خنيس: أيسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ فقال: نعم وذاك أن عليا سار بالمن والكف لانه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده، وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي، وذلك أنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبدا"(672).
17 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن رفاعة بن موسى، عن عبد الله بن عطاء قال: "سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) فقلت: إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويستأنف الاسلام جديدا".
18 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لاحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم".
19 - وأخبرنا علي بن الحسين بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عاصم ابن حميد الحناط، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): "يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد(673)، علي العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، لا يستتيب أحدا، ولا يأخذه في الله لومة لائم".
20 - أخبرنا علي بن الحسين بإسناده عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "ما تستعجلون بخروج القائم، فوالله ما لباسه إلا الغليظ، ولا طعامه إلا الجشب(674)، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف"(675).

 

الباب الرابع عشر: ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم (عليه السلام) ويدل علي أن ظهوره يكون بعدها كما قالت الائمة (عليهم السلام)

 

1 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبان بن عثمان قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): "بينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي (عليه السلام) فسأل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقيل إنه بالبقيع، فأتاه علي (عليه السلام) فسلم عليه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): اجلس فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه، ثم التفت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام) فقال: ألا أبشرك؟ ألا اخبرك يا علي، فقال: بلي يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل (عليه السلام) عندي آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في أخر الزمان فيملا الارض عدلا (كما ملئت ظلما وجور) من ذريتك من ولد الحسين، فقال علي: يا رسول الله ما أصابنا خير قط من الله إلا علي يديك، ثم التفت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى جعفر بن أبي طالب فقال: يا جعفر ألا أبشرك؟ ألا أخبرك؟ قال: بلي يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعه(676) إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال: لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار(677)، وأسنانه كالمنشار(678)، وسيفه كحريق النار، يدخل الجند ذليل(679)، ويخرج منه عزيزا، يكتنفه جبرئيل وميكائيل، ثم التفت إلى العباس فقال: يا عم النبي ألا اخبرك بما أخبرني به جبرئيل (عليه السلام) ؟ فقال: بلي يا رسول الله قال: قال لي جبرئيل: ويل لذريتك من ولد العباس، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له: (قد) فرغ الله مما هو كائن".
2 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد بن المستنير، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه(680) عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لابي: "يا عباس ويل لذريتي من ولدك، وويل لولدك من ولدي، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ - أو قال: أفلا أجب نفسي(681)؟ - قال: إن علم الله (عزَّ وجلَّ) قد مضي والامور بيده، وإن الامر سيكون في ولدي".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال: حدثني علي بن الصباح المعروف بابن الضحاك، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) أنه قال: "يأتيكم بعد الخمسين والمائة أمراء كفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثر التجار وتقل الارباح، ويفشو الربا، وتكثر أولاد الزنا، وتغمر السفاح(682)، وتتنا كر المعارف، وتعظم الاهلة(683)، وتكتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال".
فحدث رجل عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قام إليه رجل حين تحدث بهذا الحديث فقال له: يا أمير المؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان، فقال: الهرب الهرب فإنه لا يزال عدل الله مبسوطا علي هذه الامة مالم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يزل أبرارهم ينهي فجارهم، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا: "لا إله إلا الله " قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين"(684).
4 - حدثنا محمد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدثني أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه(685)، عن أبي صادق، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو أجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان(686) لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم(687) ويسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه(688)، فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي، يقول:
(ب) الحق ويعمل به".
قال أبو علي(689): "يقول أهل اللغة: العلج: الكافر، والعلج: الجافي في الخلقة، والعلج: اللئيم، والعلج: الجلد الشديد في أمره، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لرجلين كانا عنده: "إنكما تعالجان عن دينكما وكانا من العرب"(690).
5 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "إن قدام قيام القائم علامات: بلوي من الله تعالى لعباده المؤمنين، قلت: وما هي؟ قال: ذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين"(691) قال لنبلونكم يعني المؤمنين "بشيء من الخوف" من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم "، والجوع " بغلاء أسعارهم، و"نقص من الاموال " فساد التجارات وقلة الفضل فيها "، والانفس" قال: موت ذريع(692) "والثمرات" قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، "وبشر الصابرين" عند ذلك بخروج القائم (عليه السلام)".
ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله، إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم"(693).
6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآية "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين".
7 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: "سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) عن قول الله تعالى " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع - الآية " فقال: يا جابر ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله (قط)، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام)، وأما الخوف فبعد قيام القائم (عليه السلام)".
8 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيي، عن داود الدجاجي(694)، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: "سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله تعالى: "فاختلف الاحزاب من بينهم"(695) فقال: انتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ما سمعتم قول الله (عزَّ وجلَّ) في القرآن: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين"(696) هي آية تخرج الفتاة من خدره(697)، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان".
9 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني عبد الله بن خالد التميمي(698)، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن أبي - عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "للقائم خمس علامات: (ظهور) السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء".
10 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني موسى بن جعفر بن وهب، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن عباس بن عبد الله(699)، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة"(700).
11 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها".
12 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني علي بن عاصم(701)، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرض (عليه السلام) أنه قال: "قبل هذا الامر السفياني، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هذا هذا"(702)؟.
13 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: "إذا رأيتم نارا من (قبل) المشرق شبه الهردي العظيم(703) تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (عليهم السلام)(704) إن شاء الله (عزَّ وجلَّ)، إن الله عزيز حكيم، ثم قال: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان (لان شهر رمضان) شهر الله، (والصيحة فيه) هي صيحة جبرئيل (عليه السلام) إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم (عليه السلام) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقي راقد إلا أستيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام علي رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين (عليه السلام).
ثم قال (عليه السلام): يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما، ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوي في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها علي الخروج.
وقال: لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم (عليه السلام): صوت من السماء وهو صوت جبرئيل (باسم صاحب هذا الامر واسم أبيه)، والصوت الثاني من الارض(705) وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد بذلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الاول، وإياكم والاخير أن تفتنوا به.
وقال: (عليه السلام): لا يقوم القائم (عليه السلام) إلا علي خوف سديد من الناس، زلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمني المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يري من كلب الناس(706) وأكل بعضهم بعضا، فخروجه إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه، وخالف أمره، وكان من أعدائه.
وقال (عليه السلام): إذا خرج يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة وقضاء جديد، علي العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم(707).
ثم قال (عليه السلام): إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم (عليه السلام)، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك(708) طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني.
وقال: لابد لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان(709)، هذا من هنا، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان علي أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا.
ثم قال (عليه السلام): خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز(710) يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدي من راية اليماني، هي راية هدي لانه يدعو إلي صاحبكم(711) فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح علي الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدي، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه(712)، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لانه يدعو إلى الحق وإلي طريق مستقيم.
ثم قال لي: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل(713) كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) علي منبر الكوفة: "إن الله (عزَّ وجلَّ) ذكره قدر فيما قدر وقضي وحتم بأنه كائن لا بد منه أنه يأخذ بني أمية بالسيف جهرة، وأنه يأخذ بني فلان بغتة"(714).
وقال (عليه السلام): لابد من رحي تطحن، فإذا قامت علي قطبها وثبتت علي ساقها بعث الله عليها عبدا عنيف(715) خاملا أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السبال(716)، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأني أنظر إليهم وإلي أفعالهم وما يلقي الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هرجا علي مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية، جزاء بما عملوا، وماربك بظلام للعبيد".
14 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) - وقد سألته عن القائم (عليه السلام) - فقال: "إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب حتى تسمعه الفتاة في خدرها".
15 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء (من السماء من المحتوم) فقلت: وأي شيء يكون النداء؟
فقال: مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام)".
16 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن، عن علي ابن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: حدثني ابن أبي - يعفور، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أمسك بيدك هلاك الفلاني(*) (- اسم رجل من بني العباس(717)-) وخروج السفياني، وقتل النفس، وجيش الخسف، والصوت، قلت: وما الصوت أهو المنادي، فقال: نعم وبه يعرف صاحب هذا الامر، ثم قال: الفرج كله هلاك الفلاني(*) (من بني العباس").
17 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن، عن علي ابن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن عبد الرحمن بن سيابة عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الاسدي قال: "دخلت علي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا، فسمعته يقول: حدثني أخي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "إني خاتم ألف نبي وإنك خاتم ألف وصي" وكلفت ما لم يكلفوا(718).
فقلت: ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين، فقال: ليس حيث تذهب بك المذاهب يا ابن أخي، والله إني لاعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإنهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، وهي " إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون"(719) وما يتدبرونها حق تدبرها.
ألا اخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلي يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء(720) فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها".
18 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو عبد الله يحيي بن زكريا ابن شيبان قال: حدثنا أبو سليمان يوسف بن كليب، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه سمعه يقول: "لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من ههنا وهذا من ههنا حتى يكون هلاكهم علي أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا أبدا"(721).
19 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا عمرو بن عثمان(722) عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرون(723) ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الامر، وكان متكئا فغضب وجلس، ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله (عزَّ وجلَّ) لبين حيث يقول: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين"(724) فلا يبقي في الارض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الارض إذا سمعوا الصوت من السماء " ألا إن الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته".
قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتواري عن أهل الارض، ثم ينادي "ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه" قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت علي الحق وهو النداء الاول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولون(725) فيقولون: إن المنادي الاول سحر من سحر أهل (هذ) البيت، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله (عزَّ وجلَّ): "وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر"(726).
قال(727): وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان مثله سواء بلفظه.
20 - قال: وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) وقد سأله عمارة الهمداني فقال له: أصلحك الله إن ناس(728) يعيرونا ويقولون إنكم تزعمون أنه سيكون صوت من السماء، فقال له: لا تروعني واروه عن أبي، كان أبي يقول: هو في كتاب الله " إن نشأ نزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " فيؤمن أهل الارض جميعا للصوت الاول، فإذا كان من الغد صعد إبليس اللعين حتى يتواري من الارض في جو السماء، ثم ينادي "ألا إن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا بدمه" فيرجع من اراد الله (عزَّ وجلَّ) به سوء ا، ويقولون: هذا سحر الشيعة، وحتي يتناولونا ويقولون: هو من سحرهم، وهو قول الله (عزَّ وجلَّ) "وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر".
21 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد قال: حدثنا عبيس بن هشام، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن أبيه، عن محمد بن الصامت، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الامر؟ فقال: بلي، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر؟ فقال: لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا".
22 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي، قال: حدثني إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس.
وقال: إذا اختلفت بنو امية وذهب ملكهم، ثم يملك بنو العباس، فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، واختلف أهل المشرق وأهل المغرب، نعم وأهل القبلة(729) ويلقي الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء، فإذا نادي فالنفير النفير(730)، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد، وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء(731)، أما إنه لا يرد له راية أبدا حتى يموت".
23 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن الحسين بن موسى(732)، عن فضيل بن محمد مولي محمد بن راشد البجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "أما إن النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين، فقلت: فأين هو أصلحك الله، فقال: في "طسم تلك آيات الكتاب المبين" قوله: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما علي رؤوسهم الطير"(733).
24 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إذا صعد العباسي أعواد منبر مروان أدرج ملك بني العباس، وقال (عليه السلام): قال لي أبي - يعني الباقر (عليه السلام) -: لابد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شيء، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحر كنا فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس علي كتاب جديد علي العرب شديد، قال: وويل للعرب من شر قد اقترب".
25 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "ينادي باسم القائم، فيؤتي وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع. قال: قال لي زرارة: الحمد لله فد كنا نسمع أن القائم (عليه السلام) يبايع مستكرها فلم نكن نعلم وجه استكراهه، فعلمنا أنه استكراه لا إثم فيه".
26 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "من المحتوم الذي لابد أن يكون من قبل قيام القائم خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء".
27 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي، عن أبيه؛ ووهيب ابن حفص، عن ناجية القطان(734) أنه سمع أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "إن المنادي ينادي: "إن المهدي (من آل محمد) فلان بن فلان " باسمه واسم أبيه، فينادي الشيطان: "إن فلانا وشيعته علي الحق - يعني رجلا من بني امية".
28 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر بن رباح الثقفي، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "ينادي مناد من السماء: "إن فلانا هو الامير " وينادي مناد: "إن عليا وشيعته هم الفائزون".
قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا(735)؟ فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلانا وشيعته هم الفائزون - لرجل من بني امية"(736) قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون".
29 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن المثني(737)، عن زرارة بن أعين قال: "قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): عجبت أصلحك الله، وإني لاعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادي برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم العقبة"(738).
30 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبد الله(739)، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: "قلت لابي - عبد الله (عليه السلام) إن الجريري(740) أخا إسحاق يقول لنا: إنكم تقولون: هما نداء ان فأيهما الصادق من الكاذب؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) قولوا له: إن الذي أخبرنا بذلك - وأنت تنكر أن هذا يكون - هو الصادق"(741).
31 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر اللية الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس، فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون"(742).
32 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا؟ فقال: ما تردون عليهم؟ قلت: فما نرد عليهم شيئا، قال: فقال: قولوا لهم يصدق بها إذا كانت من كان مؤمنا يؤمن بها قبل أن تكون (قال) إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: "أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون".
33 - حدثنا أحمد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري؛ ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعا، عن حماد بن عثمان(743) عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إنه ينادي باسم صاحب هذا الامر مناد من السماء: ألا إن الامر لفلان بن فلان ففي م: القتال".؟
34 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا يكون هذا الامر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء: ألا إن فلانا صاحب الامر، فعلي م القتال".؟
35 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، قال: حدثنا عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم فينادي مناد صادق من شدة القتال(744) فيم القتل والقتال؟ صاحبكم فلان".
36 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن محمد بن سليمان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: "السفياني والقائم في سنة واحدة".
37 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "بينا الناس وقوف بعرفات إذا أتاهم راكب علي ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وفرج الناس جميعا.
وقال (عليه السلام): إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم (عليه السلام) بقليل".
38 - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد الوراق الجرجاني(745)، عن محمد بن علي، عن علي بن الحكم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: سأل ابن الكواء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن الغضب، فقال: هيهات الغضب، هيهات موتات بينهن موتات، وراكب الذعلبة(746)، وما راكب الذعلبة، مختلط جوفها بوضينه(747)، يخبرهم بخبر فيقتلونه، ثم الغضب عند ذلك".
39 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن أبي مالك الحضرمي، عن محمد بن أبي الحكم، عن عبد الله بن عثمان، عن أسلم المكي(748)، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اليمان، قال: يقتل خليفة ما له في السماء عاذر، ولا في الارض ناصر، ويخلع خليفة حتى يمشي علي وجه الارض ليس له من الارض شيء، ويستخلف ابن السبية(749) قال: فقال أبو الطفيل: يا ابن أختي ليتني أنا وأنت من كوره(750)، قال: قلت: ولم تتمني يا خال ذلك؟ قال: لان حذيفة: حدثني أن الملك يرجع في أهل النبوة".
40 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب، عن أبي بصير قال: "سئل أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عن تفسير قول الله (عزَّ وجلَّ)" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"(751) فقال: يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق.
وقوله: حتى يتبين لهم أنه الحق " يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله (عزَّ وجلَّ) يراه هذا الخلق لابد منه".
41 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام) قول الله (عزَّ وجلَّ) "عذاب الخزي في الحيوة الدنيا وفي الآخرة"(752) ما هو عذاب خزي الدنيا؟ فقال: وأي خزي أخزي يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلي إخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال " مسخ فلان الساعة، فقلت: قبل قيام القائم (عليه السلام) أو بعده؟ قال: لا، بل قبله".

 

الباب الخامس عشر: ما جاء في الشدة التي تكون قبل ظهور صاحب الحق (عليه السلام)

 

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال:
حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي، عن موسى بن بكر، عن بشير النبال؛ وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن بشير بن أبي أراكة النبال - ولفظ الحديث علي رواية ابن عقده - قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب، فجلست حيال الدار، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة(753) وأقبل نحوي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثة، فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة(754)، فقال: ويح هذه المرجئة إلى من يلجؤون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء، فقال: من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئا أهرق الله دمه، ثم قال: يذبحهم - والذي نفسي بيده - كما يذبح القصاب شاته - وأو مأ بيده إلى حلقه - قلت: (إنهم) يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الامور فلا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق(755) - وأو مأ بيده إلى جبهته-".
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: أخبرني عثمان ابن سعيد الطويل، عن أحمد بن سليمان، عن موسى بن بكر الواسطي، عن بشير النبال، قال: قدمت المدينة - وذكر مثل الحديث المتقدم إلا أنه قال: - لما قدمت المدينة قلت لابي جعفر (عليه السلام): إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الامور عفوا، ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لاحد عفو(756) لاستقامت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته".
3 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى (العلوي) العباسي(757)، عن الحسن بن معاوية، عن الحسن بن محبوب، عن عيسى بن سليمان، عن المفضل بن عمر، قال: "سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد ذكر القائم (عليه السلام)، فقلت: إني لأرجو أن يكون أمره في سهولة، فقال: لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق".
4 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(758)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة، أما إن ذاك إلى مدة قريبة وعافية طويلة".
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن بعض رجاله، قال: حدثني علي بن إسحاق الكندي(759) قال: حدثنا محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(760) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول - وذكر مثله.
5 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار بقم(761) قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن معمر بن خلاد قال: "ذكر القائم عند أبي الحسن الرض (عليه السلام) فقال: أنتم اليوم أرخى بالامنكم يومئذ، قالوا:
وكيف؟ قال: لو قد خرج قائمنا (عليه السلام) لم يكن إلا العلق والعرق؛ والنوم علي السروج، وما لباس القائم (عليه السلام) إلا الغليظ، وما طعامه إلا الجشب"(762).
6 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن داود القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "سأل نوح (عليه السلام) ربه أن ينزل علي قومه العذاب، فأوحي الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت فأثمرت وأكل منها، أهلك قومه وأنزل عليهم العذاب، فغرس نوح النواة، وأخبر أصحابه بذلك، فلما بلغت النخلة وأثمرت واجتني نوح منها وأكل وأطعم أصحابه، قالوا له: يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه وسأل الوعد الذي وعده، فأوحي إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل وأثمر وأكل منه أنزل عليهم العذاب، فأخبر نوح (عليه السلام) أصحابه بذلك، فصاروا ثلاث فرق: فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت مع نوح، ففعل نوح ذلك حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت وأكل منها نوح وأطعم أصحابه، قالوا: يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه، فأوحي إليه أن يغرس الغرسة الثالثة، فإذا بلغ وأثمر أهلك قومه، فأخبر أصحابه، فافترق الفرقتان ثلاث فرق(763): فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت معه، حتى فعل نوح ذلك عشر مرات، وفعل الله ذلك بأصحابه الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق علي ذلك، فلما كان في العاشرة جاء إليه رجال من أصحابه الخاصة المؤمنين، فقالوا: يا نبي الله فعلت بنا ما وعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبي مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بن(764)، قال: فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح، وأدخل الخاص معه في السفينة، فنجاهم الله تعالى، ونجي نوحا معهم بعد ما صفوا وهذبوا وذهب الكدر منهم"(765).
7 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي(766)، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله ابن حماد الانصاري، عن المفضل بن عمر، قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) بالطواف فنظر إلي، وقال لي: يا مفضل مالي أراك مهموما متغير اللون؟ قال: فقلت له: جعلت فداك نظري لي بني العباس، وما في أيديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنا فيه معكم، فقال: يا مفضل أما لو كان ذلك لم يكن إلا سياسة الليل، وسباحة النهار(767)، وأكل الجشب، ولبس الخشن شبه أمير المؤمنين (عليه السلام) وإلا فالنار(768)، فزوي ذلك عنا، فصرنا نأكل ونشر ب، وهل رأيت ظلامة جعلها الله نعمة مثل هذا(769)؟!
8 - أخبرنا أبو سليمان قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن حماد(770)، عن عمرو بن شمر قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في بيته والبيت غاص بأهله، فأقبل الناس يسألونه، فلا يسأل عن شيء إلا أجاب فيه، فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو! قلت: جعلت فداك وكيف لا أبكي وهل في هذه الامة مثلك والباب مغلق عليك والستر مرخي عليك، فقال: لا تبك يا عمرو، نأكل أكثر الطيب، ونلبس اللين، ولو كان الذي تقول لم يكن إلا أكل الجشب ولبس الخشن مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإلا فمعالجة الاغلال في النار"(771).

 

الباب السادس عشر: ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر (عليه السلام)

 

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن يوسف؛ ومحمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي - عبد الله (عليه السلام) قال: "قلت له: ما لهذا الامر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا(772)؟ قال: بلي ولكنكم أذعتم، فأخره الله".
2 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيي الخثعمي، قال: حدثني الضريس، عن أبي خالد الكابلي، قال: "لما مضي علي بن الحسين (عليهما السلام) دخلت علي محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسي به، ووحشتي من الناس قال: صدقت يا أبا خالد فتريد ماذا؟ قلت: جعلت فداك لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لأخذت بيده، قال: فتريد ما ذا يا أبا خالد؟ قلت: أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه، فقال: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر (ما كنت محدثا به أحدا، و) لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا علي أن يقطعوه بضعة بضعة"(773).
3 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العباسي(774)، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا محمد! من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابن أن تكذبه، فإنا لا نوقت لاحد وقتا".
4 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "أبي الله إلا أن يخلف وقت الموقتين".
5 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إنا لا نوقت هذا الامر".
6 - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الله ابن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم (عليه السلام)؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد (صلّى الله عليه وآله): "كذب الوقاتون، "يا أبا محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات: اوليهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء"(775).
ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الابيض والطاعون الاحمر قلت: جعلت فداك وأي شيء هما؟ فقال: (أم) الطاعون الابيض فالموت الجارف(776)، وأما الطاعون الاحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتى ينادي باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين (في شهر رمضان) ليلة جمعة، قلت: بم ينادي؟ قال: باسمه واسم أبيه: "ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه " فلا يبقي شيء خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل (عليه السلام)".
7 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن عبد الرحمن بن القاسم(777) قال: حدثني محمد بن عمر (و) بن يونس الحنفي(778)، قال: حدثني إبراهيم بن هراسة قال: حدثنا علي بن الحزور(779) عن محمد بن بشر، قال: "سمعت محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - يقول: إن قبل راياتنا راية لآل جعفر واخري لآل مرداس، فأما راية آل جعفر فليست بشيء ولا إلى شيء، فغضبت - وكنت أقرب الناس إليه - فقلت: جعلت فداك إن قبل راياتكم رايات؟ قال: إي والله إن لبني مرداس(780) ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئا من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر يدنون فيه البعيد ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكر الله وعقابه(781) صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم، ولا داع يسمعهم، ولا جماعة(782) يجتمعون إليها، وقد ضربهم الله مثلا في كتابه(783) " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهار" - الآية(784) ثم حلف محمد بن الحنفية بالله إن هذه الآية نزلت فيهم، فقلت: جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمر عظيم، فمتي يهلكون؟
فقال: ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين، إن موسى (عليه السلام) وعد قومه ثلاثين يوما وكان في علم الله (عزَّ وجلَّ) زيادة عشرة أيام لم يخبر بها موسى، فكفر قومه، واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت؛ وإن يونس وعد قومه العذاب وكان في علم الله أن يعفو عنهم، وكان من أمره ما قد علمت، ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت، وقال الرجل: بت الليلة بغير عشاء، وحتى يلقاك الرجل بوجه، ثم يلقاك بوجه آخر - قلت هذه الحاجة قد عرفتها فما الاخري وأي شيء هي؟ قال: يلقاك بوجه طلق، فإذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه - فعند ذلك تقع الصيحة من قريب".
8 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين ابن عبد الملك؛ ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، عن إسحاق بن عمار الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "قد كان لهذا الامر وقت(785)، وكان في سنة أربعين ومائة(786)، فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله (عزَّ وجلَّ)".
9 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): "يا أبا إسحاق إن هذا الامر قد اخر مرتين"(787).
10 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد؛ ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد؛ ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: "يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الامر في سنة السبعين(788) فلما قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضب الله(789) فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثنا كم بذلك فأذعتم وكشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الامر بعد ذلك وقتا عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.
قال أبوحمزة: فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق (عليه السلام)، فقال: قد كان ذلك"(790).
11 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الامر الذي ننتظرى متي هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون".
12 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن عدة من شيوخه، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القائم (عليه السلام)، فقال: "كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لا نوقت، ثم قال: أبي الله إلا أن يخلف وقت الموقتين".
13 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الحسن ابن علي الخزاز، عن عبد الكريم (بن عمرو) الخثعمي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: لهذا الامر وقت؟ فقال " كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسى (عليه السلام) لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما، فلما زاده الله علي الثلاثين عشرا، قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثنا كم بحديث فجاء علي ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله، وإذا حدثنا كم بحديث فجاء علي خلاف ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله؟ تؤجروا مرتين"(791).
14 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي؛ وأحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد؟ عن السياري(792)، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): "يا علي: الشيعة تربي بالاماني منذ مائتي سنة"(793).
قال(794): وقال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن - يعني أمر بني العباس -(795)؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا كان من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر (وقته) فاعطيتم محضه فكان كما قيل لكم وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني(796)، فلو قيل لنا: إن هذا الامر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن (الايمان إلي) الاسلام(797)، ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه، تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج".
15 - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثني الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "ذكرنا عنده ملوك آل فلان(798)، فقال: إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر(799)، إن الله لا يعجل لعجلة العباد، إن لهذا الامر(800) غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا".

 

الباب السابع عشر: ما جاء فيما يلقي القائم (عليه السلام) ويستقبل من جاهلية الناس وما يلقاه قبل قيامه من أهل بيته

 

1 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن - المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أتي الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان(801) والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتي الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر"(802).
2 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "إن صاحب هذا الامر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأكثر".
3 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن أبي حمزة(803) عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: "القائم (عليه السلام) يلقي في حربه ما لم يلق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة(804) وخشبا منحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله، ويقاتلونه عليه"(805).
4 - (أخبرنا) علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشي، عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدري لم ذاك؟ قلت: لا، قال: للذي يلقي الناس من أهل بيته قبل خروجه".
5 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشي، عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم".
6 - (أخبرنا) علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى؛ وأحمد بن علي الاعلم قالا: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن صدقة؛ وابن اذينة العبدي؛ ومحمد ابن سنان جميعا، عن يقعوب السراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو امية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان(806)، والاكراد، والاعراب وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري".

 

الباب الثامن عشر: ما جاء في ذكر السفياني وأن أمره من المحتوم وأنه قبل قيام القائم (عليه السلام)

 

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة من كتابه في رجب سنة خمس وستين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون أبو إسحاق، عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما".
2 - (أخبرنا) أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الاحول، عن عبد الله ابن جبلة، عن عيسى بن أعين، عن معلي بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "من الامر محتوم ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب".
3 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: "اتقوا الله واستعينوا علي ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم أغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشري بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه علي باطل، وأنه هالك، فأبشروا، ثم أبشروا بالذي تريدون، ألستم ترون أعداء كم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا علي الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفي بالسفياني نقمة لكم(807) من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم.
فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجال(808) منكم عنه، فإن حنقه وشرهه(809) إنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلي أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فأنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل أمرأة: تسعة أشهر(810)، ولا يجوزها إن شاء الله".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبد الملك بن أعين، قال: "كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فجري ذكر القائم (عليه السلام)، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه".
5 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن محمد بن خالد الاصم، عن عبد الله بن بكير، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في قوله تعالى: "ثم قضي أجلا وأجل مسمي عنده"(811).
فقال: "إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف، فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة، قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر (عليه السلام): لا والله إنه لمن المحتوم".
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثني عثمان بن سعيد الطويل عن أحمد بن سليم، عن موسى بن بكر، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "إن من الامور أمورا موقوفة، وامورا محتومة، وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه".
7 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ(812)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا"(813).
8 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عمرو بن شمر(814)، عن جابر الجعفي قال: "سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني، فقال: وأني لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتو قعوا بعد ذلك السفياني، وخروج القائم (عليه السلام)".
9 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا الحسن بن علي بن يسار الثوري، قال: حدثنا الخليل بن راشد، عن علي بن أبي حمزة قال: "زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) بين مكة والمدينة، فقال لي يوما: يا علي لو أن أهل السماوات والارض خرجوا علي بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني، قلت له: يا سيدي أمره من المحتوم؟
قال: نعم، ثم أطرق هنيئة(815)، ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع، يذهب حتى يقال: لم يبق منه شيء، هم يتجدد حتى يقال: ما مر به(816) شيء".
10 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الخالنجي(817) قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: "كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرض (عليهما السلام) فجري ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر (عليهما السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد"(818).
11 - (أخبرنا) علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن بن الجهم(819)، قال: "قلت للرض (عليه السلام): أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس(820)، فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم".
12 - أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال لي أبوجعفر الباقر (عليه السلام): "إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء يشيب فيها الغلام الحزور(821)، ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض: اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني".
13 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي قال: حدثني محمد بن الربيع الاقرع(822)، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "إذا استولي السفياني علي الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر - وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق، وفلسطين، والاردن، وحمص وحلب -(823).
14 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "المهدي أقبل(824)، جعد، بخده خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق(825)، وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين علي الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتي المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهي إلى بيداء المدينة خسف الله به، وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه: "ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب"(826).
15 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: اليماني والسفياني كفر سي رهان"(827).
16 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن موسى، قال أخبرني أحمد بن أبي أحمد المعروف بأبي جعفر الوراق، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجربن حكيم، عن المغيرة بن سعيد، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)(828) أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "إذا أختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.
قيل: وما هي يا أمير المؤمنين(829)؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا علي الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة(830) والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها: حرست(831)، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي علي منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي (عليه السلام)".
17 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني الحسن بن وهب(832)، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إذا خرج السفياني يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا علي (كل) صعب وذلول".
18 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد، قال حدثني علي بن الصباح ابن الضحاك، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: "السفياني أحمر أشقر أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يا رب ثاري والنار، يا رب ثاري والنار"(833).

 

الباب التاسع عشر: ما جاء في ذكر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنه لا ينشرها بعد يوم الجمل الا القائم (عليه السلام)

 

1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لما التقي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البصرة نشر الراية - راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - فزلزلت أقدامهم فما أصفرت الشمس حتى قالوا: آمنا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: "لا تقتلوا الاسري ولا تجهزوا الجرحى(834)، ولا تتبعوا موليا، ومن ألقي سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن " ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبي عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين (عليهما السلام) وعمار بن ياسر - رضي الله عنه - فقال للحسن: يا بني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه".
2 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو عبد الله يحيي بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة(835) قلت: وكم (تكملة) الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقي أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، نزل بها جبرئيل يوم بدر.
ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن أي شيء هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام)، فلم تزل عند علي (عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراء ها شهر(836) وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله علي هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرعه (درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)) السابغة(837) وسيفه (سيف رسول الله (صلّى الله عليه وآله)) ذوالفقار، يجرد السيف علي عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدأ ببني شيبة(838) فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يقرأ كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراء ة من علي (عليه السلام)".
3 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) " يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف علي نجفكم هذا - وأو مأ بيده إلى ناحية الكوفة - فإذا هو أشرف علي نجفكم نشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فإذا هو نشرها أنحطت عليه ملائكة بدر، قلت: وما راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته وسايرها من نصرالله، لا يهوي بها إلى شيء إلا أهلكه الله، قلت: فمخبوة عند كم حتى يقوم القائم (عليه السلام) أم يؤتي بها؟ قال: لابل يؤتي به(839)، قلت: من يأتيه بها؟ قال: جبرئيل (عليه السلام)".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "كأني أنظر إلى القائم علي نجف الكوفة، عليه خوخة(840) من استبرق، ويلبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فإذا لبسها انتفضت به حتى تستدير عليه، ثم يركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ بين(841) معه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قلت: مخبوة أو يؤتي به(842)؟ قال: بل يأتيه بها جبرئيل عمودها من عمد عرش الله، وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شيء إلا أهلكه الله يهبط بها تسعة آلاف ملك، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، فقلت له: جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث القي في النار، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، والذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه، وأربعة آلاف مسومين كانوا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال(843) مع الحسين (عليه السلام) فهبطوا إلى الارض وقد قتل، فهم عند قبره شعث غبر(844) يبكونه إلى يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائم (عليه السلام)".
5 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا أبو جعفر الهمداني، قال: حدثنا موسى بن سعدان، عن عبد الله القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "كأني بالقائم(845)، فإذا استوي علي ظهر النجف لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الابيض فينتفض هو بها فيستديرها عليه فيغشاها بخداعة من استبرق(846)، ويركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضه لا يبقي أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلدهم، وينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، عمودها من عمد عرش الله(847) وسايرها من نصرالله، ما يهوي بها إلى شيء إلا أهلكه الله، قلت: أمخبو هي أم يؤتي بها؟ قال: بل يأتي بها جبرئيل (عليه السلام)، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، واعطي قوة أربعين رجلا، ولا يبقي مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم (عليه السلام)، وينحط عليه ثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قال: فقلت: كل هؤلاء كانوا مع أحد قبله من الانبياء؟ قال: نعم وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف كانوا مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا كانوا يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام)، فلم يؤذن لهم فرجعوا في الاستيمار فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا مريض إلا عادوه ولا يموت (ميت) إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء ينتظرون قيام القائم (عليه السلام)".
فصلى الله علي من هذه منزلته ومرتبته ومحله من الله (عزَّ وجلَّ)، وأبعد الله من ادعي ذلك لغيره ممن لا يستحقه ولا يكون هو أهلا له، ولا مرضيا له، وأكرمنا بموالاته، وجعلنا من أنصاره وأشياعه برحمته ومنه.

 

الباب العشرون: ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم (عليه السلام) وعدتهم، وصفتهم، وما يبتلون به

 

1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن غالب، عن يحيي بن عليم، عن أبي جميلة -المفضل بن صالح، عن جابر قال: حدثني من رأي المسيب بن نجبة، قال: "وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له: ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب علي الله وعلي رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد أعرض وأطول(848)، يقول ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لاعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا".
2 - أخبرنا علي بن الحسين المسعودي قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار بقم قال حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن عبد الرحمن ابن أبي حماد، عن يعقوب بن عبد الله الاشعري(849)، عن عتيبة بن سعد (ان) بن يزيد، عن الاحنف بن قيس، قال: "دخلت على علي (عليه السلام) في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعي فاستاذنا عليه، فقال لي علي (عليه السلام): إن شئت فأذن لهما فإنك أنت بدأت بالحاجة، قال: قلت: يا أمير المؤمنين فأذن لهما.
فلما دخلا، قال: ما حملكما علي أن خرجتما علي بحروراء؟ قالا: أحببنا أن نكون من (جيش) الغضب(850)، قال: ويحكما وهل في ولايتي غضب؟ أو يكون العضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا؟ ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف(851) من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسين التيملي قال: حدثنا الحسن ومحمد أبنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إذا أذن الامام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته(852) الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الالوية منهم من يفقد من فراشه ليل(853) فيصبح بمكة، ومنهم من يري يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا، قال: الذي يسير في السحاب نهارا، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية "أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا"(854).
4 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين - أو عن محمد بن علي - (عليهما السلام) أنه قال: "الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله (عزَّ وجلَّ) " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " وهم أصحاب القائم (عليه السلام)".
5 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عبد الله بن بكير، عن أبان بن تغلب، قال: "كنت مع جعفر بن محمد (عليهما السلام) في مسجد بمكة، وهو آخذ بيدي، فقال: يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا في مسجد كم هذا، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد، عليهم السيوف، مكتوب علي كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه، ثم يأمر مناديا فينادي: هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان، لا يسأل علي ذلك بينة".
6 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن هارون بن مسلم الكاتب الذي كان يحدث بسر من رأي(855) عن مسعدة بن صدقة، عن عبد الحميد الطائي(856)، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) " في قوله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه(857) قال: نزلت في القائم (عليه السلام) وكان جبرئيل (عليه السلام) علي الميزاب في صورة طير أبيض فيكون أول خلق الله مبايعة له - أعني جبرئيل - ويبايعه الناس الثلاثمائة، وثلاثة عشر، فمن كان ابتلي بالمسير وافي في تلك الساعة، ومن (لم يبتل بالمسير)(858) فقد من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "المفقودون من فرشهم " وهو قول الله (عزَّ وجلَّ): "فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال: الخيرات الولاية لنا أهل البيت".
7 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "سيبعث الله ثلاثمائة وثلاثة عشر (رجل) إلى مسجد (ب) مكة، يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة، ويبعث الله الريح من كل واد تقول: هذا المهدي يحكم بحكم داود، ولا يريد بينة".
8 - أخبرنا أحمد بن هوذة أبو سليمان قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: "أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهارا، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم علي فراشه فيوافيه في مكة(859) علي غير ميعاد".
9 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) " أن القائم يهبط من ثنية ذي طوي في عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا - حتى يسند ظهره إلى الحجر الاسود، ويهز الراية الغالبة".
قال علي بن أبي حمزة: فذكرت ذلك لابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقال: "كتاب منشور"(860).
10 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عمرو ابن أبي المقدام، عن عمران (بن ظبيان)، عن أبي تحيي حكيم بن سعد(861)، قال: سمعت علي (عليه السلام) يقول: "إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح".
11 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): "بينا شباب الشيعة علي ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا (إلي صاحبهم) في ليلة واحدة علي غير ميعاد، فيصبحون بمكة".
12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن حمزة؛ ومحمد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن عثمان، عن سليمان ابن هارون العجلي قال: قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول(862): "إن صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه"، لو ذهب الناس جميعا أتي الله له بأصحابه، وهم الذين قال الله (عزَّ وجلَّ): "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"(863) وهم الذين قال الله فيهم: "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين"(864).
13 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: "سنبتليكم بنهر"(865) وإن أصحاب القائم (عليه السلام) يبتلون بمثل ذلك".

 

الباب الحادي والعشرون: ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم (عليه السلام) وقبله وبعده

 

1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد، عن علي بن الصباح، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثني جعفر بن محمد(866)، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: أخبرني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الامر من كان يري أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر"(867).
2 – حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن المفضل بن محمد الاشعري(868) عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: "إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني(869)، عن الحارث بن حصيرة، عن حبة العرني(870)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "كأني أنظر إلي شيعتنا بمسجد الكوفة، قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما انزل، أما إن قائمنا إذا قام كسره، وسوي قبلته".
4 - أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الله ابن محمد الحجال، عن علي بن عقبة بن خالد(871)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "كأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس (المستأنف)(872).
5 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني، عن الحارث ابن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال: سمعت علي (عليه السلام) يقول: "كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما انزل، قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما انزل؟ فقال: لا محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا ازراء علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لانه عمه"(873).
6 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عمن رواه، عن جعفر بن يحيي، عن أبيه، عن أبي (عبد الله) جعفر (بن محمد) (عليهما السلام) أنه قال: "كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم (عليه السلام) الفساطيط في مسجد كوفان، ثم يخرج إليهم المثال المستأنف، أمر جديد، علي العرب شديد".
7 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أبوطاهر الوراق، قال: حدثني عثمان بن عيسى، عن أبي الصباح الكناني، قال: "كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ وقال: قد عقني ولدي وجفاني (إخواني)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أو ما علمت أن للحق دولة، وللباطل دولة كلاهما ذليل في دولة صاحبه (فمن أصابته رفاهية الباطل(874) اقتص منه في دولة الحق".
8 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثني عبد الله بن حماد الانصاري، عن محمد بن جعفر ابن محمد (عليهما السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: "إذا قام القائم بعث في أقاليم الارض، في كل إقليم رجلا، يقول: عهدك في كفك(875) فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه(876) ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا علي أقدامهم شيئا ومشوا علي الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون علي الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون علي الماء، فكيف هو؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون فيها ما يشاؤون"(877).

 

9 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: "لا تذهب الدنيا حتى ينادي مناد من السماء: "يا أهل الحق اجتمعوا " فيصيرون في صعيد واحد، ثم ينادي مرة أخري: "يا أهل الباطل اجتمعوا " فيصيرون في صعيد واحد، قلت: فيستطيع هؤلاء أن يدخلوا في هؤلاء؟ قال لا والله، وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): "ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"(878).
10 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه؛ ووهيب عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهما، فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لان ينسئ في عمره(879) حتى يدركه (فيكون من أعوانه وأنصاره".

 

الباب الثاني والعشرون: ما روي أن القائم (عليه السلام) يستأنف دعاء جديدا وأن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا (880)

 

1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، وعن جميع الكناسي(881) جميعا عن أبي بصير، عن كامل، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: "إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وإن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبي للغرباء"(882).
2 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "الاسلام بدا غريبا، وسيعود غريبا كما بدا فطوبي للغرباء، فقلت: اشرح لي هذا أصلحك الله، فقال: (مما) يستأنف ا؟؟ اعي منا دعاء جديدا كما دعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)".
وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بهذا الاسناد، عن محمد بن سنان، عن الحسين ابن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
3 - و(بهذا الاسناد) عن ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن مالك الجهني قال: "قلت لابي جعفر (عليه السلام): إنا نصف صاحب هذا الامر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس(883)، فقال: لا والله لا يكون ذلك (أبد) حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعو كم إليه".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن ابراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زرارة، عن سعد بن أبي عمر (و) الجلاب، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: "إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبي للغرباء".
5 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن رباح الزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسني(884)، عن الحسن بن علي البطائني، عن شعيب الحداد، عن أبي بصير، قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): "إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا(885) فطوبي للغرباء " فقال: يا أبا محمد إذا قام القائم (عليه السلام) استأنف دعاء جديدا كما دعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت: أشهد أنك إمامي في الدنيا والآخرة أوالي وليك واعادي عدوك، وأنك ولي الله، فقال: رحمك الله".

 

الباب الثالث والعشرون: ما جاء في ذكر سن الامام القائم (عليه السلام)، وما جاءت به الرواية حين يفضي اليه أمر الامامة

 

1 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، قال: حدثني محمد بن الحسين؟ ن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ؟ نه سمعه يقول: "الامر في أصغرنا سنا، واخملنا ذكرا"(886) أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي، قال: حدثنا محمد بن حسان؟؟؟ ازي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر؟؟؟؟؟ ر (عليه السلام) مثله.
2 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي السفاتج، عن أبي بصير، قال: "قلت؟؟؟ هما - لابي عبد الله أو لابي جعفر - (عليهما السلام): أيكون أن يفضي هذا الامر(887) إلى من لم يبلغ؟ قال: سيكون ذلك، قلت: فما يصنع؟ قال: يورثه علما وكتبا ولا يكله إلى نفسه"(888).
3 - حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): "لا يكون هذا الامر إلا في أخملنا ذكرا، وأحدثنا سنا".
4 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن إسحاق بن صباح، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: "إن هذا سيفضي إلى من يكون له الحمل"(889).
انظروا - رحمكم الله - يا معشر الشيعة(890) إلى ما جاء عن الصادقين (عليهم السلام) في ذكر سن القائم (عليه السلام) وقولهم إنه وقت إفضاء أمر الامامة إليه أصغر الائمة سنا وأحدثهم، وإن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الامر في مثل سنه، وإلي قولهم: "واخملنا ذكرا" يشيرون بخمول ذكره إلى غيبة شخصه واستتاره، وإذا جاء ت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل كونها، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها، ثم حققها العيان والوجود، وجب أن تزول الشكوك عمن فتح الله قلبه ونوره وهداه، وأضاء له بصره.
والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء من عباده بتسليمهم لامره وأمر أوليائه، وإيقانهم بحقيقة كل ما قاله، واثقا بحقيقة كل ما يق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (عليهم السلام) من غير شك فيه ولا ارتياب، إذ كان الله (عزَّ وجلَّ) قد رفع منزلة حججه؟؟ وخفض منزلة من دونهم أن يكونوا أغيارا عليهم، وجعل الجزاء علي التسليم لقولهم والرد إليهم الهدي والثواب(891) وعلي الشك والارتياب فيه العمي وأليم العذاب، وإياه نسأل الثواب علي ما من به، والمزيد فيما أولاه وحسن البصيرة فيما هدي إليه فإنما نحن به وله.

 

الباب الرابع والعشرون: في ذكر اسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام) والد لالة علي أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)

 

1 - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي من كتابه في رجب سنة ثمان وستين ومائتين، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: "وصف إسماعيل بن عمار أخي لابي عبد الله (عليه السلام) دينه واعتقاده، فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنكم ووصفهم - يعني الائمة - واحدا واحدا حتى انتهي إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، ثم قال: وإسماعيل من بعدك، قال: أما إسماعيل فلا".
2 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثني الحسن ابن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثنا أبو نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما تقول في أرض أتقبلها من السلطان ثم اؤاجرها من أكرتي علي أن ما أخرج الله منها من شيء كان لي من ذلك النصف أو الثلث وأقل من ذلك أو أكثر، هل يصلح ذلك، قال: لا بأس به، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبتاه لم تحفظ، قال: أو ليس كذلك اعامل أكرتي يا بني؟ أليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك: الزمني فلا تفعل، فقام إسماعيل وخرج، فقلت: جعلت فداك فما علي إسماعيل أن لا يلزمك إذ كنت متى مضيت افضيت الاشياء إليه من بعدك كما افضيت الاشياء إليك من بعد أبيك، فقال: يا فيض إن إسماعيل ليس (مني) كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنت لا أشك في أن الرحال تحط إليه من بعدك فان كان ما نخاف - وإنا نسأل الله من ذلك العافية – فإلي من؟ فأمسك عني، فقبلت ركبته وقلت: ارحم شيبتي فإنما هي النار، إني والله لو طمعت(892) أن أموت قبلك ما باليت ولكني أخاف أن أبقي بعدك، فقال لي: مكانك، ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه ودخل فمكث قليلا، ثم صاح بي: يا فيض ادخل، فدخلت فإذا هو بمسجده قد صلي وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه فدخل عليه أبو الحسن موسى (عليه السلام) وهو يومئذ غلام في يده درة، فأقعده علي فخذه وقال له: بأبي أنت وامي ما هذه المخفقة التي بيدك(893)؟ فقال: مررت بعلي أخي وهي في يده وهو يضرب بها بهيمة، فانتزعتها من يده، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا فيض إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) افضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها عليا، ثم ائتمن عليها علي الحسن، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه، وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، وائتمنني، عليها أبي، فكانت عندي وقد ائتمنت ابني هذا عليها علي حداثته وهي عنده، فعرفت ما أراد.
فقلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا فيض إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسني عن يمينه ودعا، فأمنت، فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا وقد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير، قال فيض: فبكيت سرورا، ثم قلت له: يا سيدي زدني، فقال: إن أبي كان إذا أراد سفرا وأنا معه فنعس وكان هو علي راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم(894) وكذلك يصنع بي ولدي هذا، فقلت له: زدني جعلت فداك، فقال: يا فيض إني لاجد بابني هذا ما كان يعقوب يجده بيوسف، فقلت: سيدي! زدني، فقال: هو صاحبك الذي سألت عنه، قم فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت يده ورأسه، ودعوت الله له فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنه لم يؤذن لي في المرة الاولي منك، فقلت: جعلت فداك أخبر به عنك؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاء ك، وكان معي أهلي وولدي، وكان معي يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله علي ذلك، وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت به عجلة، فخرج فأتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول - وقد سبقنا -: يونس! الامر كما قال لك فيض اسكت واقبل، فقال: سمعت وأطعت، ثم دخلت فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام) حين دخلت: يا فيض زرقه (زرقه)(895) قلت: قد فعلت".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه؟ قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن درست بن أبي منصور، عن الوليد بن صبيح، قال: "كان بيني وبين رجل يقال له عبد الجليل كلام (في قدم) فقال لي: إن أبا عبد الله (عليه السلام) أوصي إلى إسماعيل، قال: فقلت ذلك لابي عبد الله (عليه السلام) إن عبد الجليل حدثني بأنك أوصيت إلي إسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين فقال: يا وليد لا والله فإن كنت فعلت فإلي فلان - يعني أبا الحسن موسى (عليه السلام) - وسماه".
4 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري الكوفي قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري قال: حدثني الحسن ابن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن جماعة الصائغ(896) قال: "سمعت المفضل بن عمر يسأل أبا عبد الله (عليه السلام): هل يفرض الله طاعته عبد ثم يكتمه خبر السماء؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): الله أجل وأكرم وأرأف بعباده وأرحم من أن يفرض طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء صباحا ومساء، قال: ثم طلع أبو الحسن موسى (عليه السلام)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أيسرك أن تنظر إلى صاحب كتاب علي؟ فقال له المفضل: وأي شيء يسرني إذا أعظم من ذلك، فقال: هو هذا صاحب كتاب علي، الكتاب المكنون الذي قال الله (عزَّ وجلَّ) "لا يمسه إلا المطهرون"(897).
5 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه قال: "دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن صاحب الامر من بعده قال لي: هو صاحب البهمة(898)، وكان موسى (عليه السلام) في ناحية الدار صبيا ومعه عناق مكية(899) وهو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك".
6 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن معاوية بن وهب قال: "دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فرأيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) وله يومئذ ثلاث سنين ومعه عناق من هذه المكية وهو آخذ بخطام عليها وهو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك، ففعل ذلك ثلاث مرات، فقال له غلام صغير: يا سيدي قل لها تموت، فقال له موسى (عليه السلام): ويحك أنا احيي واميت؟! الله يحيي ويميت".
7 - ومن مشهور كلام أبي عبد الله (عليه السلام) عند وقوفه علي قبر إسماعيل: "غلبني الحزن لك علي الحزن عليك، اللهم إني وهبت لاسماعيل جميع ما قصر عنه مما افترضت عليه من حقي، فهب لي جميع ما قصر عنه فيما افترضت عليه من حقك".
8 - وروي عن زرارة بن أعين أنه قال: "دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) وعن يمينه سيد ولده موسى (عليه السلام) وقدامه مرقد مغطي، فقال لي: يا زرارة جئني بداود ابن كثير الرقي، وحمران، وأبي بصير، ودخل عليه المفضل بن عمر، فخرجت فأحضرته من أمرني باحضاره، ولم يزل الناس يدخلون واحدا إثر واحد حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلا، فلما حشد المجلس(900) قال: يا داود اكشف لي عن وجه إسماعيل، فكشف عن وجهه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا داود احي هو أم ميت؟ قال داود: يا مولاي هو ميت، فجعل يعرض ذلك علي رجل رجل حتى أتي علي آخر من في الملجس وانتهي عليهم بأسرهم، كل يقول: هو ميت يا مولاي، فقال: اللهم اشهد، ثم أمر بغسله وحنوطه وإدراجه في أثوابه، فلما فرغ منه قال للمفضل: يا مفضل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه فقال: أحي هو أم ميت؟ فقال: ميت، قال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، وقال للجماعة: أحي هو أم ميت؟ قلنا له: ميت، فقال: اللهم اشهد واشهدوا فإنه سيرتاب المبطلون، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم - ثم أومأ إلى موسى (عليه السلام) " - والله متم نوره ولو كره المشركون، " ثم حثونا عليه التراب، ثم أعاد علينا القول، فقال: الميت المحنط المكفن المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا: إسماعيل، قال: اللهم اشهد، ثم أخذ بيد موسى (عليه السلام)، وقال هو حق والحق منه إلى أن يرث الله الارض ومن عليها".
ووجدت هذا الحديث عند بعض إخواننا، فذكر أنه نسخه من أبي المرجي ابن محمد الغمر التغلبي وذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرويه عن أبي الفرج وراق بندار القمي عن بندار، عن محمد بن صدقة(901)؛ ومحمد بن عمرو، عن زرارة.
وأن أبا المرجي ذكر أنه عرض هذا الحديث علي بعض إخوانه فقال: إنه حدثه به الحسن بن المنذر بإسناد له عن زرارة، وزاد فيه أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: "والله ليظهرن (عليكم) صاحبكم وليس في عنقه لاحد بيعة، وقال: فلا يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين "قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون"(902).
9 - حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري، عن صفوان بن مهران الجمال، قال: سأل منصور بن حازم؛ وأبو أيوب الخزاز أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر معهما، فقالا: "جعلنا الله فداك إن الانفس يغدي عليها ويراح، فمن لنا بعدك، فقال: إذا كان ذلك فهذا - فضرب يده إلى العبد الصالح موسى (عليه السلام) وهو غلام خماسي بثوبين أبيضين - وقال: هذا، وكان عبد الله بن جعفر حاضرا يومئذ البيت".

 

الباب الخامس والعشرون: ما جاء في أن من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر أو تأخر

 

1 - أخبرنا محمد بن يعقوب - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "اعرف إمامك فإنك إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر(903) أو تأخر".
2 - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلي ابن محمد، عن محمد بن جمهور، عن صفوان بن يحيي، عن محمد بن مروان، عن الفضيل ابن يسار، قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ) "يوم ندعوا كل اناس بإمامهم"(904) فقال: يا فضيل اعرف إمامك، فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الامر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الامر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه".
قال: ورواه بعض أصحابنا " بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)"(905).
3 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد رفعه إلى علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك متي الفرج، فقال: يا أبا بصير (و) أنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الامر فقد فرج عنه بانتظاره"(906).
4 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن إسماعيل بن محمد الخزاعي، قال: "سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا أسمع، فقال: تراني ادرك القائم (عليه السلام) ؟ فقال: يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟ فقال: إي والله وأنت هو - وتناول يده - فقال: والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبيا بسيفك في ظل رواق القائم (عليه السلام)"(907).
5 - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهيلة، ومن مات وهو عارف لامامه لم يضره تقدم هذا الامر أو تأخر، ومن مات وهو عارف لامامه كان كمن هو (قائم) مع القائم في فسطاطه(908).
6 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن الحسن ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إعرف العلامة(909) فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر أو تأخر، إن الله تعالى يقول: "يوم ندعوا كل أناس بامامهم" فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط المنتظر (عليه السلام)".
7 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيي بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "اعرف إمامك فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر أم تأخر، فإن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: "يوم ندعو كل أناس بإمامهم" فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم (عليه السلام)".

 

الباب السادس والعشرون: ما روي في مدة ملك القائم (عليه السلام) بعد قيامه

 

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبيه؛ ومحمد بن علي(910)، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "(ي) ملك القائم (عليه السلام) تسع عشرة سنة وأشهرا".
2 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثني عبد الله بن أبي يعفور(911)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ملك القائم منا تسع عشرة سنة وأشهرا".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري؛ وسعدان بن إسحاق بن سعيد؛ وأحمد بن الحسين بن عبد المك (الزيات)؛ ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن الحسن ابن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول: "والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة (وثلاث عشرة سنة) ويزداد تسعا(912)، قال: فقلت له: (و) متي يكون ذلك؟ قال: بعد موت القائم (عليه السلام)، قلت له: وكم يقوم القائم (عليه السلام) في عالمه حتى يموت؟ فقال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته".
4 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن بعض رجاله، عن أحمد بن الحسن، عن إسحاق(913)، عن أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إن القائم (عليه السلام) يملك تسع عشرة سنة وأشهرا".
وإذ قد أتينا علي الغرض الذي قصدنا له وانتهينا إلى ما أردنا منه(914) - وفيه كفاية وبلاغ لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد - فإنا نحمد الله علي إنعامه علينا ونشكره علي إحسانه إلينا بما هو أهله من الحمد ومستحقه من الشكر، ونسأله أن يصلي علي محمد وآله(915) المنتجبين الاخيار الطاهرين، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، ويزيدنا هدي وعلما وبصيرة وفهما، ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه كريم وهاب(916).
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله علي محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا مباركا زاكيا ناميا طيبا.

 

الهوامش:

 

ــــــــــــــــــــــ

 

(1) القناني - بفتح القاف ونونين بينهما ألف - نسة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما في اللباب لابن الاثير.
والرجل عنونه النجاشي وقال محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن أبي قرة أبو الفرج القناني الكاتب، كان ثقة، وسمع كثيرا وكتب كثيرا، وكان يورق لاصحابنا - إلى آخر ما قال -.
(2) وفي نسخة ": حدثني محمد بن علي أبو الحسين الشجاعي الكاتب - حفظه الله - قال: حدثني محمد بن ابراهيم ابو عبد الله النعماني رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة قال.": وفي بعض النسخ مكان " أبو الحسين" "أبو الحسن" ولعله هو الصواب.
(3) ابراهيم: 34.
(4) في بعض النسخ " المرضية".
(5) الجن: 26.
(6) في بعض النسخ " ورفعه مستزيدا إلى علو مملكته.
(7) النحل: 89.
(8) الضمير المفرد راجع إلى الكتاب أو النبي صلي الله عليه وآله، والضمير الجمع راجع إلى الائمة (عليهم السلام).
(9) اللأواء: الشدة والمحنة. والازل - بالزاي الساكنة - الضيق والشدة.
(10) في بعض النسخ " علي كل حال.
(11) في بعض النسخ " والحاوي علمه.
(12) الانتماء: الانتساب. أي المنتسبة إلى النبي (صلّى الله عليه وآله).
(13) في بعض النسخ " زينة لمن دخل فيها".
(14) قد تفرقت" الجملة مفعول ثان لرأينا وما بينهما جملة معترضة.
(15) كذا صححناه، وفي النسخ " وخفت " والمعني استخفت محارم الله تعالى.
(16) القصص: 68.
(17) في اللغة قدح الشيء في صدري أي أثر.
(18) حطام الدنيا: ما فيها من مال، كثير أو قليل.
(19) الانعام: 112.
(20) كذا، ولعل الصواب " كطالب السراب.
(21) يعني به قوله تعالى في سورة النور آية 39.
(22) شعف به وشغف - بالمعجمة - اي أولع به وأحبه مفرطا.
(23) البقرة: 17 و20.
(24) البقرة: 17 و20.
(25) في بعض النسخ " عن حقيقتها.
(26) أي قصدت بذكر ما جاء عنهم (عليهم السلام) - لازالة الشبهات - ما يصحح لاهل الحق ما رووه ودانوابه، ولتؤكد بذلك حجتهم.
(27) منحه - كمنعه - أي اعطاه، والقريحة الطبيعة، وقريحة الشاعر أو الكاتب: ملكة يقتدر بها علي نظم الشعر او الكتابة، والجودة: الصلاح والحسن.
(28) أي شافيا دقيقا بالغا. وفي بعض النسخ " ممعنا " من الامعان.
(29) جواب قوله " واذا تأمل - الخ.
(30) السورة: 16 و17.
(31) يعني أبا عبد الله (عليه السلام) في الحديث السابق.
(32) البلبلة - بالفتح -: شدة الهم والحزن، وأريد بها ههنا الاختبار والامتحان والابتلاء. والتمحيص الاختبار والابتلاء، ومحص الله العبد من الذنوب أي طهره.
(33) ستأتي ترجمته في أول الباب الاول من الكتاب ص 33.
(34) يعني به علي بن الحسن بن علي بن فضال. وعلي بن الحسين كما في بعض النسخ تصحيف من النساخ.
(35) في بعض النسخ " أو قال في الزاد " مكان " وهو أقل الزاد.
(36) ذري الحنطة: نقاها في الريح.
(37) السوس: دود يقع في الطعام والثياب والشجر فيفسده.
(38) الاندر: كدس القمح، البيدر.
(39) عبيد الله بن موسى العلوي من الاعلام الشاسعة في هذا الكتاب، وفي كثير من المواضع " عبد الله " مكبرا وكأنه عبيد الله بن موسى الروياني المعنون في تهذيب التهذيب ج 7 ص 53 تحت عنوان " تمييز" وقال: يكني ابا تراب روي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، وروي عنه علي بن أحمد بن نصر البندنيجي - اه.
ولا يبعد أن يكون عبد الله بن موسى الهاشمي المعنون في جامع الرواة بعنوان عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) حيث لقبه بالعلوي. وذكر الخطيب في تاريخ بغداد من مشايخ ابن عقدة عبد الله بن موسى الهاشمي. وابن عقدة وعلي بن أحمد البندنيجي في طبقة واحدة، غير أنه زاد في كثير من الموارد " العلوي العباسي " وكأن العباسي نسخة بدل عن العلوي فأورد هما الناسخ معا.
(40) آل عمران: 200.
(41) القمر: 30 و31.
(42) الشمس: 14 إلى 16.
(43) في بعض النسخ " بنظام الامامة.
(44) العنكبوت: 2 و3.
(45) ألهبه أي هيجه والهبها: أوقدها وفي بعض النسخ "الهبته حجته وأحرقته". وفي بعض الروايات "احرقته فتنته بالنار".
(46) هو عبد الله بن ابراهيم بن أبي عمير الغفاري وقد يقال له الانصاري المعنون في الرجال.
(47) يونس: 35.
(48) الحج: 46.
(49) الكهف: 104.
(50) آل عمران: 103.
(51) الحديث متواتر، متفق عليه بين الفريقين.
(52) فصلت: 17.
(53) الجاثية 23.
(54) في بعض النسخ " معناه عند ما علم عناده للحق.
(55) الدخان: 33.
(56) النمير - بفتح النون -: الزاكي من الماء والحسب، والكثير.
(57) آل عمران: 103.
(58) القصص: 68. قوله " من أمرهم " ليس من الاية.
(59) ليس هذا الكلام الذي بين القوسين في الاصل انما أضيف اليه بعد.
(60) أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، يعرف بابن عقدة، قال النجاشي: هذا رجل جليل من أصحاب الحديث مشهور بالحفظ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه وكان كوفيا زيديا جاروديا علي ذلك حتى مات، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته اياهم وعظم محله وثقته وأمانته.
وقال الخطيب في ج 5 ص 14 من تاريخه المعروف بتاريخ بغداد: كان أحمد حافظا عالما مكثرا، جمع التراجم والابواب والمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه، وروي عنه الحفاظ والاكابر - إلى أن قال " - وعقدة: والد أبي العباس، وانما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو، وكان يورق بالكوفة ويعلم القرآن والادب - ثم نقل بواسطتين عن أبي علي النقار أنه قال -: سقطت من عقدة دنانير علي باب دار أبي ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها، قال عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال: هي في ذمتك ومضيت وتركته.
وكان يؤدب لابن هشام الخزاز فلما حذق الصبي وتعلم، وجه اليه ابن هشام دنانير صالحة، فردها فظن ابن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له، فقال عقدة: ما رددتها استقلالا ولكن سألني الصبي أن أعلمه القرآن فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا أستحل أن آخذ منه شيئا ولو دفع إلى الدنيا.
وكان عقدة زيديا وكان ورعا ناسكا، وانما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقا جيد الخط، وكان ابنه أبو العباس أحفظ من كان في عصرنا للحديث - ثم ذكر شطرا مما يدل علي كثرة حديثه وحفظه ومكتبته حتى قال ": قال الصوري: وقال لي أبوسعيد الماليني: أراد أبو العباس أن ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم اجورهم مائة درهم وكانت كتبه ستمائة حمل. وبالجملة ولد ابن عقدة سنة 249.
(61) عامر بن واثلة أبو الطفيل الكناني الليثي صحابي قال ابن عدي: له صحبة وقد ومات 332. راجع تاريخ الخطيب ج 5 ص 22 و23.
روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قريبا من عشرين حديثا، وليس في رواياته بأس، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: أبو الطفيل مكي ثقة.
(62) كذا وفي بعض النسخ " البارزي - بتقديم المهملة علي المعجمة " - وفي بعضها " البازي " وفي نسخة " الباردي.
(63) يوسف بن يعقوب المقري الواسطي عنونه الخطيب في التاريخ ج 14 ص 319 ونقل عن ابن قانع أنه مات بواسط في سنة 314.
(64) يزيد بن هارون يكني أبا خالد السلمي الواسطي وهو أحد أعلام الحفاظ المشاهير، وثقه غير واحد من الرجاليين من العامة كابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة وأضرابهم.
روي عن حميد بن أبي حميد الطويل الذي وثقة العجلي وابن خراش وابن - معين وأبو حاتم، وروي عنه خلف بن هشام البزار الذي قال الدار قطني: كان عابدا فاضلا، ووثقه النسائي كما في التهذيب لابن حجر.
(65) كذا وفيه سقط، لان أحمد بن محمد بن سعيد ولد سنة 249 والاصل كما تقدم ويأتي " سنة ثمان وستين ومائتين " وجعفر بن عبد الله بن جعفر المحمدي كان ثقة في الرواية. وصحف في النسخ " بمحمد بن عبد الله.
(66) أي يكفيكم وقد يقرأ " ويحسبكم " بالياء المثناة من تحت.
(67) البقرة: 137.
(68) في بعض النسخ " وأخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي قال: حدثنا محمد بن غياث - الخ " وفيه سقط، وعبد الواحد الموصلي أخو عبد العزيز يكني أبا القاسم سمع منه التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة وذكر أنه ثقة(صه).
(69) هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح القلاء السواق الزهري وكان ثقة في الحديث كما في الخلاصة، يروي عن محمد بن العباس بن عيسى وهو ثقة يكني أبا عبد الله وروي هو عن أبيه والحسن بن علي البطائني(جش) وفي نسخة " الجبلي " بدل " الحسني.
(70) هو محمد الخزاز الكوفي الذي عده البرقي في رجاله من أصحاب أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).
(71) هو الحسن بن السري الكاتب الكرخي ثقة له كتاب(جش).
(72) يعني بهذا الاسناد.
(73) الظاهر كونه القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي شريك المفضل بن عمر.
(74) جمع وكاء وهو رباط القربة.
(75) يعني به يحيي بن القاسم - أو أبي القاسم - الاسدي المكفوف يكني أبا بصير كان ثقة وجيها مات سنة خمسين ومائة.(جش).
(76) محمد بن همام بن سهيل بن بيزان أبو علي الكاتب الاسكافي أحد شيوخ الشيعة الامامية، وكان – رحمه الله - كثير الحديث جليل القدر ثقة، له منزلة عظيمة، عنونه الشيخ والعلامة في رجاليهما، وقال الخطيب في تاريخ بغداد: مات أبو علي محمد بن همام بن سهيل في جمادي الاخرة سنة 332 وكان يسكن سوق العطش ودفن في مقابر قريش - انتهي.
والمذاري - بفتح الميم والذال وسكون الالف وفي آخرها راء - والمذار قرية باسفل أرض البصرة، وعبد الله بن العلاء المذاري كان ثقة من وجوه أصحابنا كما في فهرست النجاشي.
(77) كذا ولعل الصواب " ادريس بن زياد الكفرثوثي " وكان ثقة أدرك أصحاب أبي - عبد الله (عليه السلام) وروي عنهم، كما في(صه).
(78) هذا الحديث ليس في بعض النسخ ولذا جعلناه بين القوسين.
(79) كذا، وفي رجال الكشي " عن حفص الابيض التمار قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) ايام طلب المعلي بن خنيس - وساق نحو الكلام مع زيادة " - ولا يخفي اتحادهما لاتحاد الخبر، والمعنون في الرجال " حفص بن الابيض التمار - أو النيار." - وفي بعض النسخ المخطوطة " حفص التمار." والظاهر كونه حفص بن نسيب بن عمارة الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام).
(80) في رجال الكشي " نورا بين عينيه، وزوده القوة في الناس".
(81) في البحار " يموت كبلا " وكبله كبلا أي قيده وحبسه. وفي رجال الكشي " أو يموت بخيل" والخبل: الجنون، وفلج الايدي والا رجل.
(82) في بعض النسخ " يوالي يزيد بن معوية ومن الثقات " وهو تصحيف.
(83) علي بن هاشم بن بريد البريدي الخزاز، وثقه ابن معين، وقال أحمد بن حنبل والنسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان غاليا في التشيع، وقال ابوحاتم: يتشيع، كما نقله العسقلاني في تهذيبه، واما الحسين بن السكن القرشي كان بصريا سكن بغداد عنونه الخطيب في تاريخه ج 8 ص 50 وقال مات سنة 258.
(84) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري من المشاهير عنونه ابن حجر في تهذيبه ج 6 ص 311 وأطال الكلام في ترجمته ونقل.
عن الصوري عن علي بن هاشم عنه - يعني عن عبد الرزاق - أنه قال: كتبت عن ثلاثة لا ابالي أن لا أكتب عن غيرهم، كتب عن ابن الشاذكوني وهو من احفظ الناس، وكتبت عن ابن معين وهو من أعرف الناس بالرجال، وكتبت عن أحمد بن حنبل وهو من أثبت الناس.
وبالجملة روي عن ابيه همام وهو من رواة مينا بن أبي مينا الزهري الخزاز الذي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: تبين علي أحاديثه أنه يغلو في التشيع.
(85) بسست الناقة وأبسستها اذا سقتها وزجرتها وقلت لها: بس بس بكسر الباء وفتحها. وفي منقوله في البحار " يبشون بشيشا " من البشاشة أي طلاقة الوجه.
(86) اي علائق سيوفهم الجلد. والمسك - بفتح الميم وآخره الكاف بمعني الجلد، وفي بعض النسخ " المسد - بالدال المهملة محركة - حبل من ليف أو خوص.
(87) آل عمران: 103.
(88) آل عمران: 112.
(89) الزمر: 56 جنب الله أي حقه أو طاعته أو أمره وأول بأمير المؤمنين (عليه السلام).
(90) الفرقان: 27 والعض كناية عن الغيظ، والتحسر.
(91) ابراهيم: 47.
(92) في بعض النسخ " غرية " وفي بعضها "عزية".
(93) في بعض النسخ " أنتم بحمد الله عرفتم".
(94) حن - بتشديد النون - اليه أي مال واشتاق. ورجف أي اضطرب. وفي بعض النسخ "رجعت".
(95) انجاشت أي اضطربت، والاكباد جمع كبد، وهملت أي فاضت دموعا، وانثلجت نفسي به أي ارتاحت به واليه. وفي بعض النسخ "وتبلجت".
(96) في نسخة "منه".
(97) الظاهر كونه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثني الذي هو من وجوه الطالبيين وكان ثقة في الحديث مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة وله نيف وتسعون سنة(جش).
(98) كذا في بعض النسخ وفي بعضها " الخيبري " والظاهر تصحيفهما والصواب " الاحمري " وهو أبو اسحاق ابراهيم بن إسحاق النهاوندي وكان ضعيفا متهما في مذهبه كما في الخلاصة، وقال الشيخ في الفهرست نحوه وقال صنف كتبا جملتها قريبة من السداد وذكر في جملتها كتاب الغيبة.
(99) في بعض نسخ الحديث "اذا تجده مرفقا".
(100) في بعض النسخ "والا فلا غفر الله لك".
(101) فرطكم - بفتح الفاء والراء - اي متقدمكم اليه، يقال: فرط يفرط فهو فارط وفرط - بفتح الراء - اذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية.(النهاية).
(102) وزاد في نسخة " وفي رواية اخري: طرف بيد الله وطرف بأيديكم.
(103) البقرة: 58.
(104) كذا. ويمكن أن يكون " فتذلوا " بالذال، والاول من الزلة.
(105) في بعض النسخ " وانصرفوا غنهم صفحا.
(106) الانبياء: 7.
(107) النساء: 60.
(108) في بعض النسخ "وادعوا".
(109) الكهف: 103.
(110) كذا.
(111) الفرقان 31 و32 و33.
(112) الطلاق: 10.
(113) الانبياء: 7.
(114) في النهاية الاثيرية " ليردن علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني " بصيغة المفعول أي يجتذبون ويقتطعون.
(115) قال في النهاية: في حديث الحوض "سحقا سحقا " اي بعدا بعدا. راجع مسند احمد ج 1 ص 453 و454، وصحيح البخاري كتاب الرقاق.
(116) آل عمران: 144.
(117) النور: 63.
(118) الشوري: 33.
(119) يونس: 35.
(120) في بعض النسخ " التي تستحي ولا تباهت ولا تزغ إلي الكذب " ولا تباهت أي لا يأتي بالبهتان والزور. وزاغ أي مال واعوج.
(121) الشنار - بفتح الشين المعجمة - أقبح العيب، وفي بعض النسخ " ولا فيها شنار " فالضمير المؤنث راجع إلي لفظ المصيبة.
(122) في بعض النسخ " حتى قبضت " وفي بعضها " لما قبضت فاطمة (عليها السلام) غضبي علي امة أبيها ولما أوصت بان لا يصلي عليها أحد منهم فضلا عما سوي ذلك، وذلك منبه لاهل الغفلة".
(123) أي مؤذيها والقاهر لها من ضهده ضهدا، واضطهده أي قهره وآذاه واضطره، والمضطهد بصيغة الفاعل هو الذي قهر وآذي غيره.
(124) الحج: 46.
(125) ق: 23.
(126) المؤمن: 52.
(127) روي الترمذي وأبو داود مسندا عن معاذ بن جبل أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لما بعثه إلى اليمن قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فان لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: فان لم تجد في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، قال: فضرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علي صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي به رسول الله".
وفي رواية قال له رسول الله: "فان أشكل عليك أمر فسل ولا تستحي واستشر ثم اجتهد، فان الله ان يعلم منك الصدق يوفقك، فان التبس عليك فقف حتى تثبته أو تكتب إلى فيه، واحذر الهوي فانه قائد الاشقياء إلى النار وعليك بالرفق". انتهي.
أقول: ان صح هذا الكلام عنه (صلّى الله عليه وآله) لا يدل علي مدعاهم لاحتمال أن يكون المراد السعي والاجتهاد والفحص في تحصيل مدرك الحكم بل هو الظاهر من قوله " اجتهد " بعد قوله " فسل ولا تستحي واستشر " فان من له قوة الاجتهاد بمعني المتعارف لا يحتاج إلى السؤال والاستشارة وهذا شأن المقلد دون المجتهد.
(128) النحل: 89.
(129) الانعام: 38.
(130) يس: 12.
(131) النبأ: 29 و" كتابا " أي مكتوبا في اللوح المحفوظ.
(132) الانعام: 50.
(133) المائدة: 49.
(134) في بعض النسخ "الذي يفتنون بهم".
(135) أي خزنة الكتاب وورثته كما في قوله تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " فاطر: 32 .
(136) النساء: 83 أي يستخرجون تدبيره أو حكمه.
(137) النساء 82.
(138) آل عمران: 105.
(139) في بعض النسخ " أن يثبتنا بالقول الثابت، ودلنا - الخ".
(140) عده الخطيب في تاريخه من مشايخ ابي العباس ابن عقدة.
(141) في بعض النسخ " محمد بن عبد الله الحلبي " وهو تصحيف.
(142) النساء: 58.
(143) يعني ابن فضال، وفي بعض النسخ " علي بن الحسين " كما في الكافي والظاهر تصحيفهما وقد يظن كون ما في الكافي علي بن الحسين المسعودي صاحب المروج ولكنه خطأ.
(144) أي مكتوبا بخط الهي مشاهدا من عالم الامر، كما أن جبرئيل (عليه السلام) كان ينزل عليه في صورة آدمي مشاهد من هناك. ولا يمكن لاحد أن يقرأ هذا الكتاب الا من اختاره الله للنبوة أو الامامة.
(145) في الكافي ج 1 ص 279 "عند أهل بيتك".
(146) أي من نجبائه، والنجيب بمعني الكريم الحسيب، كني به عن أمير المؤمنين (عليه السلام). كما قاله في الوافي.
(147) كذا، وفي الكافي " ليرثك علم النبوة كما ورثه ابراهيم (عليه السلام) ولعل " (عليه السلام) " زائد من النساخ والمراد بابراهيم ابراهيم بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
(148) علي تضمين معني الاداء ونحوه أي مؤديا لما أمر به فيه. والضمير المذكر باعتبار الكتاب، والمؤنث باعتبار لفظ الوصية.
(149) في بعض النسخ "أن قاتل إلى أن تقتل".
(150) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: هذا كناية عن عدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة وأفعالهم الشنيعة.
(151) أي أحسن اليهم وربهم بالعلم والعمل.
(152) أي ما بك بأس في اظهاري لك باني هوالا مخافة أن تذهب وتروي ذلك عني فأشتهر بذلك. وفي الكافي " ما بي بأس " وهو الاصوب. وفي نسخة " فقال شأنك في هذا الا أن تذهب فتروي عني.
(153) هو محمد بن احمد بن خاقان النهدي حمدان القلانسي، ضعفه النجاشي بقوله انه مضطرب، ووثقه أبو النضر العياشي وقال: كوفي فقيه ثقة خير.
(154) هو محمد بن الوليد الخزاز البجلي أبو جعفر الكوفي ثقة عين نقي الحديث كما في "جش".
(155) هو يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني الكوفي مولي نهد، له كتب وكان ثقة يتوكل لابي الحسن (عليه السلام) واختص بابي عبد الله صلوات الله عليه، ومات في ايام ابي الحسن الرض (عليه السلام) بالمدينة فبعث اليه أبو الحسن (عليه السلام) بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج اليه، وأمر مواليه وموالي أبيه أن يحضروا جنازته، وأمر محمد بن الحباب أن يصلي عليه وقال: احفروا له في البقيع وان منعكم أهل المدينة وقالوا: انه عراقي لا ندفنه في البقيع فقولوا لهم: هذا مولي أبي عبد الله (عليه السلام) وكان يسكن العراق، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم ان تدفنوا مواليكم، فدفن في البقيع، وروي الكشي باسناده عن محمد بن الوليد قال: رآني صاحب المقبرة - وانا عند القبر بعد ذلك - فقال: من هذا الرجل صاحب القبر فان أبا الحسن علي بن موسى (عليه السلام) أوصاني به، وأمرني أن ارش قبره شهرا أو أربعين يوما في كل يوم، وقال لي ايضا: ان سرير رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عندي، فاذا مات رجل من بني هاشم صر السرير - اي صوت - فأقول أيهم مات؟
حتى أعلم بالغداة، فصر السرير في الليلة التي مات فيها يونس، فقلت: لا أعرف احدا من بني هاشم مريضا فمن ذا الذي مات؟ فلما ان كان الغد جاؤوا فأخذوا السرير مني وقالوا: مولي لابي عبد الله (عليه السلام) مات كان يسكن العراق، وبالجملة كانت امه اخت معاوية بن عمار واسمها منية بنت عمار.
(156) كذا والظاهر كونه عبد الرحمن بن الحجاج المكني بابي عبد الله، وروي ابو - جميلة عنه في التهذيبين في غير مورد. فان كان ما بين القوسين زيادة من النساخ كما خط عليه في بعض النسخ فالظاهر كونه ابا عبد الرحمن الحذاء لكن لم أعثر علي رواية ابي جميلة عنه.
(157) فض ختم الكتاب: كسره وفتحه.
(158) منحه الشيء وحباه بكذا أي أعطاه اياه.
(159) النساء: 80.
(160) كذا، والقياس " محثا الخلق علي طاعته " وحثه علي الامر حضه وحمله عليه.
(161) النور: 63.
(162) تمالا القوم على امر - مهموزا -: اجتمعوا عليه، وقيل: تعاونوا.
(163) الخبط: المشي علي غير الطريق، والعشواء: الناقة التي في بصرها ضعف تخبط بيديها اذا مشت لا تتوفي شيئا. وهذا مثل يضرب لمن ركب امرا بجهالة، ولمن يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل، وربما تردي في بئر أو سقط علي سبع.
(164) التوبة 77.
(165) في بعض النسخ "وسماه نفاقا".
(166) النساء: 145.
(167) في بعض النسخ "لمن امره الله بالطاعة له والتمسك به".
(168) التوبة: 119.
(169) الاحزاب: 23.
(170) المراد من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والكون معه.
(171) هو أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة، عنونه الجامع وقال: سمع منه التلعكبري سنة احدي وثلاثين وثلاثمائة، ومات يوم التروية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقال الخطيب في التاريخ ج 5 ص 183: أبو سليمان النهرواني، يعرف بابن أبي هراسة، حدث عن ابراهيم بن اسحاق الاحمري - شيخ من شيوخ الشيعة -.
(172) في بعض النسخ " ثلاث وتسعين ومائتين " وتقدم أن النهاوندي كما يظهر من جامع الرواة وتاريخ الخطيب صحف بالنهرواني او بالعكس.
(173) ضرجه - من باب التفعيل - أي لطخه بالدم أو صبغه بالحمرة، والمراد الملطخون بدمائهم.
(174) عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي اخو عبد العزيز، يكني أبا القاسم كان ثقة، يروي عن التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة كما في الخلاصة.
(175) محمد بن جعفر القرشي كما صرح به المؤلف في باب من ادعي الامامة هو محمد ابن جعفر الاسدي أبو الحسين الرزاز، كان أحد الابواب، والظاهر كونه ابن جعفر بن محمد ابن عون كما استقر به الميرزا في المنهج.
(176) يعني به أبا جعفر الثاني الجواد (عليه السلام).
(177) في بعض النسخ "لليقظة".
(178) في بعض النسخ "على بدن صاحبها".
(179) حق الطيب - بضم الحاء المهملة -: وعاؤه.
(180) أي سكت عن " وآله " من الاغضاء وهو صرف النظر عن الامر.
(181) الهادئة: الساكنة غير المضطربة. يقال: هدأ هدءا وهدوءا: سكن. وللعلامة المجلسي بيان شاف كاف للخبر في البحار جزء السماء والعالم، ومرآة العقول باب ما جاء في الاثني عشر، فمن أراد الاطلاع فليراجع.
(182) في بعض لنسخ "أنه القائم بأمر موسى".
(183) المحدث بصيغة اسم المفعول من القي في روعه.
(184) كذا في النسخ، لكن في الكافي ج 1 ص 338 "عن منذر بن محمد بن قابوس" والظاهر هو الصواب لان في مختار الكشي "قال محمد بن مسعود - يعني العياشي -: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد قال: حدثنا منذر بن قابوس، وكان ثقة - الخ.
(185) في النهاية في الحديث "بينا هو ينكت اذا انتبه" أي يفكر ويحدث نفسه، وأصله من النكت بالحصي، ونكت الارض بالقضيب، وهو أن يؤثر فيها بطرفه فعل المفكر المهموم انتهى.
وقوله "أرغبة منك فيها" أي أتنكت لرغبة في الارض، والمراد اهتمامك وتفكرك في أن تملك الارض وتصيروا ليا لاقطارها، وقيل: ضمير "فيها" راجع إلى الخلافة، ولعل الكلام في سبيل المطايبة.
(186) في بعض النسخ "يوما قط".
(187) في بعض نسخ الحديث "يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي" فيحتاج إلى التوجيه والتكلف بان يقال "من ولدي" نعت "مولود" و"ظهر الحادي عشر" أي الامام الحادي عشر.
(188) يعني في المسكن، أو المراد تكون لأهل زمانه حيرة.
(189) كذا، وفي الكافي ج 1 ص 338 "فقال: ستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين "وقال العلامة المجلسي - رحمه الله - في بيانه: ان هذا مبني علي وقوع البداء في هذا الامر، ولذا تردد (عليه السلام) بين أمور وأشار بعد ذلك إلى احتمال التغيير بقوله "يفعل الله ما يشاء".
(190) أي مقدر محتوم، ويمكن أن يكون الضمير راجع إلى المهدي (عليه السلام) أي كما أن خلقه محتوم كذلك غيبته مقدرة.
(191) أولئك خيار هذه الامة "أي انصار القائم (عليه السلام)". ثم ماذا يكون "أي بعد وقوع الغيبة، أو بعد الظهور، أو بعد دورانه (عليه السلام) هل ترفع الامامة أم لا".
(192) في الكافي "فان له بداء ات وارادات - الخ" أي يظهر من الله فيه امور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره. وارادات في الاظهار والاخفاء والغيبة والظهور، وغايات اي علل ومنافع ومصالح في تلك الامور، ونهايات مختلفة لغيبته وظهوره بحسب ما يظهر للخلق من ذلك البداء.(راجع مرآة العقول).
(193) هو ابن بنت سعد بن عبد الله الاشعري وكان يسكن شيراز قال النجاشي: هو ثقة من أصحابنا، له كتاب الكمال في أبواب الشريعة.
(194) قال الفيض - رحمه الله - كأن اللوح الاخضر كان من عالم الملكوت - البرزخي وخضرته كناية عن توسطه بين بياض نور عالم الجبروت وسواد ظلمة عالم الشهادة، وانما كان مكتوبه أبيض لأنه كان من العالم الأعلى النوري المحض (الشافي). وفي بعض النسخ "رأيت فيه كتابا أبيض شبيه نور الشمس". وفي الكافي "شبه لون الشمس". وفي كمال - الدين مثل ما في المتن.
(195) في الكافي "ليسرني بذلك" ففيه اشعار بحزنها قبل هذا بخبر قتل الحسين (عليه السلام) كما جاء ت في خبر ابن الزيات وأبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في باب مولد الحسين (عليه السلام) من الكافي.
(196) الرق - بالفتح والكسر -: الجلد الرقيق الذي يكتب فيه.
(197) قال العلامة المجلسي: أطلق الحجاب عليه (صلّى الله عليه وآله) من حيث أنه واسطة بين الخلق وبين الله سبحانه، أو أن له وجهين وجها إلى الله (عزَّ وجلَّ)، ووجها إلى الخلق، وقيل: الحجاب: المتوسط الذي لا يوصل إلى السلطان الا به.
(198) القصم: الكسر، والادالة: اعطاء الدولة والغلبة، وديان يوم الدين أي المجازي لكل مكلف بما عمل من خير أو شر، ويوم الدين أي يوم الجزاء.
(199) قوله "فمن رجا غير فضلي " قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: كأن المعني كل ما يرجوه العباد من ربهم فليس جزاء لأعمالهم بل هو من فضله سبحانه، ولا يستحقون بأعمالهم شيئا من الثواب، بل
ليس مكافئا لعشر من أعشار نعمه السابقة علي العمل، وان لزم عليه سبحانه اعطاء الثواب بمقتضي وعده، لكن وعده أيضا من فضله، وما توهم من أن المراد رجاء فضل غيره تعالى، فهو وان كان مرجوحا لكن لا يستحق به العذاب، مع أنه بعيد عن اللفظ، والفقرة الثانية أيضا مؤيدة لما ذكرنا، أعني "أو خاف غير عدلي" اذ العقوبا؟ التي يخافها العباد انما هي من عدله، ومن اعتقد أنها ظلم فقد كفر واستحق عقاب الابد.
(200) أي تعذيبا - علي سبيل الاتساع - والضمير في " لا أعذبه " للمصدر، ولو اريد بالعذاب ما يعذب به لم يكن بد من الباء. كما قاله الشربيني وغيره في أواخر سورة المائدة.
(201) تقديم المفعول يدل علي الحصر.
(202) الشبل: ولد الاسد، وشبههما بولد الاسد في الشجاعة، أو شبهه بالاسد في ذلك وهما معا، ولعل المعني ولدي أسدك تشبيهاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالأسد، والسبط - بالكسر – ولد الولد، والقبيلة، والامة، وأولاد البنات.
(203) كذا وفي الكافي والكمال "وجعلت حسينا خازن علمي" أي حافظ ما اوحيته إلى الانبياء.
(204) اي جعلت الامامة في عقبه كما ورد في قوله تعالى "وجعلها كلمة باقية في عقبه" عن الرضا (عليه السلام) أن المراد بها الامامة. راجع مقدمة تفسير مرآة الانوار اواخر باب الكاف.
(205) لان الايمان بهم وبولايتهم هو الركن الاعظم من التوحيد، وشرط لقبول الاعمال وترك ولايتهم هو أصل الكفر والعصيان.
(206) أي السابقين تخصيصا للفرد الأخفى بالذكر.
(207) قوله "لأكرمن - الخ" اي اكرمن مقامه العالي في الدنيا بظهور علمه وفضله علي الناس، ولا سرنه " - في أشياعه " أي أتباعه وتلامذته من شيعته وأصحابه بكثرة عددهم وفضلهم علي الناس أو المراد مقامه السامي في القيامة وسروره بقبول شفاعته فيهم.
(208) أتيحت - بالتاء المثناة الفوقية والحاء المهملة علي بناء المجهول - من قولهم: تاح له الشيء واتيح له أي قدر وهيئي، والنسخ في ضبط هذه الكلمة مختلفة ففي بعضها "انتجب" أي أختار، وفي بعضها "ابيحت". ووصف الفتنة بالعمياء علي سبيل التجوز، فان الموصوف بالعمي انما هو أهلها. والحندس - بالكسر - المظلم، الشديد الظلمة، وانما كانت الفتنة حينذاك عمياء لان خفاء أمر موسى بن جعفر ليهما السلام أكثر من خفاء أمر آبائه (عليهم السلام) لشدة التقية، كما ورد أن أباه (عليه السلام) أوصي في ظاهر الأمر إلى خمسة: الخليفة أبي جعفر المنصور، وحاكم المدينة محمد بن سليمان، وابنه عبد الله أفطح، وموسى بن جعفر (عليه السلام)، وزوجته حميدة. وذلك لان الخليفة كتب إلى عامله بالمدينة: انظر إلى ما أوصي اليه جعفر فان كان أوصي إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه. كما في الكافي وغيره من كتب المتقدمين. ولا يبعد أن يكون المراد بالفتنة العمياء ذهاب جماعة إلى الوقف في جعفر بن محمد (عليهما السلام)، وجماعة إلى الوقف في موسى (عليه السلام)، كما ذهب جماعة إلى الكيسانية.
(209) "ابدال الارض" جمع البدل أو البديل وهو الكريم الشريف، وهذه الجملة ليست في الكافي والكمال وانما كان في الاخير "أن أوليائي لا يشقون أبدا" وقوله "ان أوليائي - الخ" تعليل للافتتان لشدة الابتلاء، فان الابتلاء كلما كان أشد كان جزاؤه أوفي وأجزل.
(210) الاعباء جمع عبء – بالكسر - وهي الاثقال، والمراد به العلوم التي أوحي الله تعالى إلى الانبياء، أو الصفات المشتركة بينه وبينهم (عليهم السلام) كالعصمة والعلم.
(211) الاضطلاع اما القدرة أو القيام بالامر. وفي بعض النسخ "وامنحه الاطلاع بها".
(212) في الكافي "وحجتي علي خلقي لا يؤمن به عبد الا جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين من أهل بيته".
(213) قوله "رحمة للعالمين" اما حال عن "ابنه" أو مفعول لأجله لا كمل.
(214) أي في زمان غيبته وخفائه (عليه السلام) عن الناس.
(215) تتهادي علي بناء المجهول أي يرسلها بعضهم إلى بعض هدية. والترك والديلم طائفتان من المشركين في ذاك العصر كني بهما عن الكفار.
(216) الرنة - بالفتح -: الصياح في المصيبة.
(217) في الكافي والكمال "بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس".
(218) الاصار: الذنوب والاثقال، أي الشدائد والبلايا العظمية والفتن الشديدة اللازمة في أعناق الخلق كالأغلال. (المرآة).
(219) عنونه النجاشي وقال بعد عنوانه: أبو عبد الله الكندي العلاف الشيخ الثقة الصدوق لا يطعن عليه، يروي عن علي بن سيف. وهو ثقة مشهور.
(220) المحدث - كمعظم - من يحدثه الملك، أو من القي في روعه.
(221) في بعض النسخ " عبد الله بن يوسف".
(222) في بعض النسخ بعد قوله: "ليلة القدر" هكذا "واختار من الناس الانبياء، واختار من الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين والاوصياء (من ولده) ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
(223) كذا، وفي كمال الدين هكذا "تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم" ولعل المراد بظاهرهم الذي يظهر ويغلب علي الاعادي، وبباطنهم الذي يبطن ويغيب عنهم زمانا. كذا ذكره العلامة المجلسي (ره).
(224) كذا. وفي كمال الدين" عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)".
(225) كان سليم من أصحاب علي (عليه السلام) طلبه الحجاج بن يوسف ليقتله ففرمنه وأوي إلى أبان بن أبي عياش فبقي مخفيا عنده حتى حضره الوفاة فلما كان عند موته قال لأبان: ان لك علي حقا وقد حضرني الموت يا بن اخي انه كان من الامر بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كيت وكيت، واعطاء كتابا، فلم يروه عن سليم أحد من الناس سوي أبان كما نقله العلامة عن العقيقي.
(226) في بعض النسخ "مما رواه أحمد بن محمد بن سعيد".
(227) قد تقدم الكلام في عبد الرزاق بن همام، وأما معمر بن راشد الازدي مولاهم أبو - عروة البصري عنونه ابن حجر في التقريب، وصفي الخزرجي في تذهيب الكمال وقالا: ثقة ثبت صالح فاضل. وأما أبان وسليم كانا من المشاهير تجد ترجمتهما في جميع كتب رجال الشيعة، وجل رجال العامة.
(228) لم نعثر في كتب الرجال علي عنوان لهؤلاء الثلاثة.
(229) عبد الله بن المبارك عنونه ابن حجر في التهذيب ونقل عن جماعة من الاعلام كونه عالما فقيها عابدا زاهدا شيخا شجاعا كيسا مثبتا ثقة، وقال ابن معين: كان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا أو احدي وعشرين ألفا. وعنونه الخطيب في ج 10 ص 152 من تاريخه وأطال الكلام في شأنه وقال: كان من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ ومن المذكورين بالزهد. لكن عد عبد الرزاق من رواته، ولعله غيره.
(230) المائدة: 54.
(231) في بعض النسخ "أن يعلمهم من أمر الله بولايته".
(232) زاد في كتاب سليم "وانصر من نصره واخذل من خذله".
(233) في كتاب سليم "يا رسول الله ولاؤه كماذا؟ فقال: ولاؤه كولايتي، من كنت أولي به – الخ".
(234) المائدة: 3.
(235) في بعض النسخ "سمهم لي". وفي كتاب سليم "بينهم لنا".
(236) في بعض النسخ " وصيي وصنوي ووارثي " وفي بعضها " ووزيري " مكان " ووارثي.
(237) في بعض النسخ "بقية السبعين".
(238) في كتاب سليم "وبعضهم أحفظ من بعض".
(239) أبو الهيثم مالك بن التيهان كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن النقباء، شهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المشاهد كلها، وقتل مع علي (عليه السلام) بصفين. وابو أيوب خالد بن زيد الانصاري الخزرجي هو الذي نزل النبي (صلّى الله عليه وآله) عنده حين دخل المدينة، شهد بدرا والمشاهد كلها معه (صلّى الله عليه وآله). مات بأرض الروم غازيا سنة 52 ودفن إلى حصن بالقسطنطينية، واهل الروم يستسقون به. وروي حارث بن ابي بصير الازدي عن ابي صادق عن محمد بن سليمان قال قدم علينا أبو أيوب الانصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فأتيناه فاهدينا له، قال: قعدنا عنده فقلنا له: يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله "ص" ثم جئت تقاتل المسلمين؟! فقال ان رسول الله "ص" أمرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وانا أقاتل ان شاء الله تعالى بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدري أني هي. وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب وقتاله مع معاوية المشركين، فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه انما يعمل عملا لنفسه يقوي به الاسلام ويوهي به الشرك، وليس عليه من معاوية شيء، كان معه أو لم يكن، وأما عمار بن ياسر بن عامر أبو اليقظان مولي بني مخزوم، فهو صحابي جليل شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وقتل بصفين وهو مع أمير المؤمنين (عليه السلام) قتلته الفئة الباغية اتباع معاوية.
واما خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فهو الذي جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) شهادته شهادة رجلين، شهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بدرا وأحدا، وشهد صفين مع أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتل يومئذ بعد عمار - رحمهما الله -.
(240) كذا والقياس "أخشي".
(241) في بعض النسخ " أن اعلمه جميع ما علمني الله (عزَّ وجلَّ).
(242) الاحزاب: 33.
(243) في بعض النسخ "وحامتي" مكان "وخاصتي".
(244) اجتباكم "أي اصطفا كم واختاركم. والحرج: الضيق، وقوله "ملة" نصب علي المصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبلها بحذف المضاف، أي وسع دينكم توسعة ملة ابراهيم والمراد دينه فان ملة ابراهيم داخلة في دين محمد (صلّى الله عليه وآله)، وقال تعالى " أبيكم " لان أكثر العرب أو الائمة (عليهم السلام) من ذرية ابراهيم (عليه السلام). "هو سماكم" أي الله تعالى، أو ابراهيم (عليه السلام) لقوله "ومن ذريتنا امة مسلمة لك"، وقوله "من قبل" يعني في الكتب المتقدمة، "وفي هذا" أي في هذا الكتاب.
(245) في بعض النسخ "فيكم ثقلين".
(246) في بعض النسخ "لا يفترقان".
(247) في بعض النسخ "فقالوا اللهم نعم قد شهدنا".
(248) في بعض النسخ "من دير نصاري".
(249) السمت - بالفتح -: هيئة أهل الخير، والحالة التي يكون عليه الانسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة الطريقة واستقامة المنظر.
(250) في منقوله في البحار "وأبرهم عنده".
(251) في بعض النسخ "وعلمه وحكمته".
(252) في بعض النسخ "متمسكين عليه".
(253) في بعض النسخ "وجنب الله".
(254) في بعض النسخ "وهو اكرم خلق الله عليه".
(255) في بعض النسخ "ملكا مقربا".
(256) في بعض النسخ "في كل من شفع فيه".
(257) في البحار "صرح القلم".
(258) في بعض النسخ "ومن الاحاديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك". وفي خصال الصدوق هكذا أيضا.
(259) قوله "حقا وباطلا وصدقا وكذبا" ذكر الصدق والكذب بعد الحق والباطل من قبيل ذكر الخاص بعد العام، لان الصدق والكذب من خواص الخبر، والحق والباطل يصدقان علي الافعال أيضا، وقيل: الحق والباطل هنا من خواص الرأي والاعتقاد، والصدق والكذب من خواص النقل والرواية.
وقوله "محكما ومتشابها" المحكم في اللغة هو المضبوط المتقن، ويطلق في الاصطلاح علي ما اتضح معناه، وعلي ما كان محفوظا من النسخ أو التخصيص أو منهما معا، وعلي ما كان نظمه مستقيما خاليا عن الخلل، وما لا يحتمل من التأويل الا وجها واحدا، ويقابله بكل من هذه المعاني المتشابه. وقوله "وهما" بفتح الهاء - مصدر قولك: وهمت - بالكسر - أي غلطت وسهوت، وقد روي "وهما" بالتسكين - مصدر وهمت - بالفتح - اذا ذهب وهمك إلى شيء وأنت تريد غيره، والمعني متقارب - كما قاله في البحار.
(260) بكسر الكاف وتخفيف الذال مصدر كذب يكذب أي كثرت علي كذبة الكذابين.
(261) قوله "فليتبوأ" بصيغة الامر ومعناه الخبر كقوله تعالى: "من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا".
(262) "متصنع الاسلام" أي متكلف له ومتدلس به غير متصف به في نفس الامر. وقوله "لا يتأثم" أي لا يكف نفسه عن موجب الاثم، أو لا يعد نفسه آثما بالكذب عليه صلوات الله عليه، وكذا قوله: "لا يتحرج" من الحرج بمعني الضيق أي لا يتجنب الاثم.
(263) في بعض النسخ "فلو علم المسلمون" والمتن موافق للكافي والخصال.
(264) ما بين القوسين كان في بعض النسخ دون بعض ولكنه موجود في الخصال والكافي، وقوله "وهم لا يعرفون حال" ذلك لكون ظاهره ظاهرا حسنا، وكلامه كلاما مزيفا وذلك يوجب اغترار الناس به وتصديقهم له فيما أخبر به أو نقل عن غيره.
(265) كذا في نهج البلاغة أيضا، وفي الخصال والكافي "وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره".
(266) المنافقين: 3. ويرشد (عليه السلام) بذلك إلى أنه سبحانه خاطب نبيه (صلّى الله عليه وآله) بقوله "واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم" لصباحتهم وحسن منظرهم"، وان يقولوا تسمع لقولهم "أي تصغي اليهم لذلاقة ألسنتهم".
(267) أي أن أئمة الضلال بسبب وضع الاخبار اعطوا هؤلاء المفترين الوضاعين الولايات وسلطوهم علي رقاب الناس، وقصد المنافقون بجعلهم الاخبار التقرب إلى الامراء لينالوا من دنياهم، وقد افتعل في ايام خلافة بني امية لاسيما زمان معاوية بن أبي سفيان حديث كثير علي هذا الوجه جدا جلها في المناقب أعني مناقب الخلفاء وولائجهم، وبعضها في الطعن علي أهل الحق الذين تحزبوا عن أهل الباطل ولجئوا إلى الحصن الحصين امير المؤمنين علي (عليه السلام).
ومن مفتعلاتهم ما رواه أبو هريرة الدوسي أو رووا عنه أنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لو لم ابعث فيكم لبعث عمر، أيد الله عمر بملكين يوفقانه ويسد دانه، فاذا أخطأ صرفاه حتى يكون صوابا " وذكره السيوطي في الموضوعات. وعنه أيضا قال: "خرج النبي (صلّى الله عليه وآله) متكئا على علي بن أبي طالب فاستقبله أبوبكر وعمر فقال (صلّى الله عليه وآله) يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: حبهما تدخل الجنة " رواه الخطيب في تاريخه وعده السيوطي من الموضوعات.
ونقل أبو نعيم في الحلية مسندا عن أبي هريرة مرفوعا عن النبي (صلّى الله عليه وآله) "ما من مولود الا وقد ذر عليه من تراب حفرته (فإذا دنا أجله قبضه الله من التربة التي منها خلق وفيها يدفن) وخلقت أنا وأبو بكر وعمر من طينة واحدة وندفن فيها في بقعة واحدة "قال أبو عاصم ما نجد فضيلة لابي بكر وعمر مثل هذه لان طينتهما من طينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه دفنا " وذكره السيوطي أيضا في الموضوعات.
ونص الطبري في تاريخه وغيره أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة علي البحرين واليمامة.
ثم عزله بعد عامين لخيانته، واستنقذ منه ما اختلسه من أموال المسلمين وقال له: اني استعملتك علي البحرين وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار، وضربه بالدرة حتى أدماه.
فرجع إلى حاله الاول وبقي إلى زمان خلافة عثمان فانضم اليه وأخذ يفتعل الاحاديث في فضله لينال من دنياه فقال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) "ان لكل نبي رفيقا في الجنة ورفيقي فيها عثمان" ذكره الترمذي في صحيحه وقال الذهبي في ميزانه ببطلانه.
وقال أيضا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لكل نبي خليل في امته وان خليلي عثمان بن عفان" ذكره السيوطي في الجامع الصغير. وقال الذهبي في الميزان ببطلانه. إلى غير ذلك من أمثاله.
ومن ذلك ما رواه أبو العباس الزورقي في كتاب شجرة العقل عن عبد الله بن الحضرمي - عامل عثمان بن عفان علي مكة - أنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعمر "لو لم ابعث لبعثت" وقد ذكره السيوطي في الموضوعات.
وروي أن سمرة بن جندب أعطاه معاوية بن أبي سفيان من بيت المال أربعمائة ألف درهم علي أن يخطب في أهل الشام بان قوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام - الاية" انها نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأن قوله تعالى " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله " نزل في ابن ملجم أشقي مراد، فقيل: فعل ذلك.
واستخلفه زياد علي البصرة فقتل فيها ثمانية آلاف من الناس، كما نص عليه الطبري وغيره.
وقد روي ابن عرفة المعروف بنفطويه الذي كان من اعلام المحدثين في تاريخه نحو ما تقدم ثم قال ان اكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بني امية تقربا اليهم بما يظنون انهم يرغمون بها انف بني هاشم.
كخبر زيد بن ثابت عنه (صلّى الله عليه وآله) قال: أتاني جبرئيل فذكرني فسألته عن فضل عمر فقال: يا محمد لو جلست احدثك عن فضائل عمر وماله عند الله جلست معك اكثر مما جلس نوح في قومه".
وذلك قليل من كثير فان اردت ان تقف علي اكثر من ذلك فراجع اللئالي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة للسيوطي باب مناقب الخلفاء.
(268) الاية في سورة الزمر: 60، وهي عامة في جميع افراد الكذب علي الله سبحانه، وما في الخبر تعيين أحد أفراده أو مصداقه الاجلى.
(269) قوله "لا يكلمهم" كناية عما يلزمهم من السخط والعضب وليس المراد حقيقة نفي الكلام. و"لا يزكيهم" أي لا يطهرهم من دنس الذنوب والاوزار بالمغفرة بل يعاقبهم علي أعمالهم السيئة، أو المراد أنه لا يثني عليهم ولا يحكم بأنهم أزكياء أو لا يسميهم زكيا أولا يزكي أعمالهم الصالحة ولا ينميها، أولا يستحسنها ولا يثني عليها.
(270) فليحذر "من كلام المؤلف كما هو الظاهر".
(271) يعني حميد بن المثني العجلي الصيرفي وهو ثقة، وثقة الصدوق والنجاشي والعلامة رحمهم الله، وأبي سلام في بعض النسخ "أبي سالم" وفي الكافي كما في المتن.
(272) عمران بن قطر عنونه النجاشي وقال: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) كتابه.
(273) الشوري: 13 وبقية الاية "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه". قوله "شرع لكم من الدين" أي شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد (عليهما السلام) ومن بينهما من أرباب الشرايع وهو الاصل المشترك فيما بينهم المفسر بقوله "أن أقيموا الدين" وهو الايمان بما يجب تصديقه والاعتقاد به. "ولا تتفرقوا فيه" أي لا تختلفوا في هذا الامر المشترك بين الجميع، فان اللام في " الدين " للعهد أي أقيموا هذا الدين المشروع لكم. فالمعنى أن هذا الدين المشروع لكم هو الذي وصي به نوح (عليه السلام) ومحمدا (صلّى الله عليه وآله) ومن بينهما من أرباب الشرايع الالهية من التوحيد والحشر والولاية ونحوها مما لا تختلف الشرايع فيه بقرينة قوله "ولا تتفرقوا فيه" فما كنتم مكلفين به من الاعتقاد هو الذي كلف به نوح (عليه السلام).
(274) لم أجده بهذا العنوان في كتب الرجال، والظاهر بقرينة قوله " عن بعض أصحابه " أن له أصلا أو كتابا، والمكفوف هو الذي ذهب بصره، وجاء في فهرست الشيخ - رحمه الله - بعنوان " عمرو بن خالد الاعشي " وقال: له كتاب، ثم ذكر طريقه اليه، وقال السيد التفرشي في الكني: أبو خالد كنية لجماعة وذكر منهم عمرو بن خالد هذا.
(275) الظاهر كون الخبر أجنبيا عن الباب لان المراد بالامر التشيع لا الامامة.
(276) تقدم ذكره في الباب الرابع ذيل الخبر الثاني وقلنا: ان المراد به أبو الحسين الاسدي.
(277) لعل السؤال ثانيا لرفع توهم كون المراد بالعلوي من ينتسب اليه (عليه السلام) من مواليه أو شيعته.
(278) في بعض النسخ "عن أبي الفضل قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)".
(279) في بعض النسخ "من ادعي مقاما ليس له - يعني الإمامة -".
(280) في بعض النسخ " محمد بن الحسن الرازي " وفي بعضها " محمد بن الحسين الرازي " وتقدم الكلام فيه.
(281) الخبر ذكر في البحار إلى هنا، والبقية في هامش بعض النسخ. وقوله "يدعو الناس" أي إلى نفسه بالامامة لهم.
(282) هذا الباب مع أخباره غير موجود في بعض النسخ وكأنه اضيف اليه بعد باملاء المؤلف(ره)، ولذا أوردناه برمته بين المعقوفين.
(283) تقدم هذا الخبر في الباب الاسبق.
(284) هو عثمان بن محمد بن ابراهيم بن أبي شيبة الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات.
(285) يعني بعبد الله بن عمر بن سعيد أبا سعيد الاشج، وعنونه ابن حجر بعنوان عبد الله بن سعيد الاشج، وقال: كوفي ثقة، مات سنة 257. وبأبي كريب: محمد بن العلاء بن كريب- الهمداني المعنون في التذهيب وقال: كوفي حافظ أحد الاثبات المكثرين، وبمحمود بن غيلان: أبا أحمد المروزي العدوي مولاهم، وكان ثقة حافظا، مات سنة 239 كما في التذهيب، وبعلي بن محمد: علي بن محمد الطنافسي الكوفي وهو أيضا صدوق ثقة، ويمكن أن يكون المراد به علي بن محمد الهاشمي الكوفي الوشاء الذي ذكره ابن حبان في الثقات، وكلاهما في طبقة واحدة من رواة حماد بن زيد أبي أسامة، وبابراهيم بن سعيد: أبا اسحاق الجوهري الطبري، وهو حافظ ثقة ثبت كما ذكره الخطيب، وأما أبو أسامة فهو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم المشهور بكنيته ثقة ثبت كما في التقريب، وقال: مات سنة احدي ومائتين و، هو ابن ثمانين سنة؛ ووثقة العجلي وأحمد. وتقدم ذكر مجالد والشعبي ومسروق في الباب الاسبق.
(286) أبو كريب كنية محمد بن العلاء، وأبو سعيد كنية محمود بن غيلان كما تقدم.
(287) كذا، وهو الاشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي مولي ثقيف صاحب التوابيت وهو ضعيف عند أكثر أرباب الجرح والتعديل. ويعني بعامر عامر الشعبي، وبعمه قيس بن عبد ولم أعثر علي ترجمة له، وفي الخبر الاتي " قيس بن عبيد " في نسخة كما نشير اليه.
(288) روي الخبر أحمد في مسنده ج 1 ص 398 وليس في سنده "عن عمه" وفيه "كعدة نقباء بني أسرائيل".
(289) يعني بابي أحمد: محمود بن غيلان المروزي المتقدم ذكره، وأما يوسف بن موسى فهو أبو يعقوب القطان الكوفي. قال الخطيب - ج 14 ص 304 من تاريخه -: كان أصله من الاهواز ومتجره بالري، ثم سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عبد الحميد - إلى أن قال -: وصفه غير واحد من الائمة بالثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. اه، واما سفيان بن وكيع فهو ضعيف في الحديث ضعفه غير واحد، وقالوا: ليس بثقة.
(290) هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الرازي، وكان ثقة يرحل اليه، وفي المحكي عن ابن عمار الموصلي أنه حجة كانت كتبه صحاحا، وعن النسائي والعجلي أنه ثقة، مات سنة 188.
(291) في نسخة " قيس بن عبيد".
(292) قد تكرر في الباب أن عدد خلفاء النبي (صلّى الله عليه وآله) عدد نقباء بني اسرائيل أو نقباء موسى (عليه السلام) والمراد اثنا عشر حيث قال الله تعالى: "ولقد أخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " والاية في سورة المائدة: 12.والنقيب هو الامير والسيد والشاهد، ونقيب القوم: سيدهم وأميرهم.
(293) هو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الاسدي البصري أبو الحسن كان ثقة حافظا. كما في التقريب.
(294) هو أنس بن مالك بن النضر الانصاري الخزرجي خادم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، مات سنة اثنتين ومائة، وقيل: ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة، كما في التقريب.
(295) لم أعثر إلى الآن عليه بهذا العنوان، ويمكن أن يكون تصحيف عبد السلام بن عاصم الجعفي وهو مقبول الرواية، ويحتمل أن يكون عبد السلام بن أبي حازم البصري فان جل من روي عن يزيد الرقاشي أحاديثه بصريون ويزيد بن أبان الرقاشي كن قاصا ولم يكن من الثقات انما كان من خيار عباد الله معروفا بأبي عمرو البصري الزاهد، وله أخبار في المواعظ والخوف والبكاء وليس بقوي، وأما راويه عبد الله بن أبي أمية فالظاهر هو عبد الله ابن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، وذكره ابن حبان في الثقات.
(296) روي الساروي هذا الخبر باسناده عن عبد الله بن أبي امية عن الرقاشي وزاد في آخره " فاذا مضوا ساخت الارض بأهلها " ورواه أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري هكذا.
(297) تقدمت ترجمة جابر بن سمرة ص 103، وقال ابن حزم في الجمهرة ص 273 " أم جابر بن سمرة كانت أخت عتبة بن أبي وقاص لابيه وأمه وهي أخت سعد بن أبي وقاص لابيه.
(298) عمرو بن خالد أبو الحسن الحراني الجزري نزيل مصر، قال العجلي: ثبت ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، كما في التهذيب.
(299) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - بالجيم أوله وآخره - قال ابن حجر: كان ثقة فاضلا.
(300) السند معلق علي ما تقدم تحت رقم 2.
(301) حاتم بن اسماعيل أبو اسماعيل المدني الحارثي، قال ابن سعد: كان أصله من الكوفة ولكنه انتقل إلى المدينة. فنزلها ومات بها سنة 186، وكان ثقة مأمونا، كثير الحديث. يروي عن مهاجر بن مسمار الزهري مولي سعد، وهو مدني ذكره ابن حبان في الثقات. ويروي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني قال ابن سعد في طبقاته: كان ثقة كثير الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات.
(302) هو ما عز بن مالك الاسلمي، وقصته كما في أسد الغابة وصحيح مسلم وغيرهما نقلا عن أبي سعيد الخدري قال: أتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: اني أصبت بفاحشة فأقمه علي، فرده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مرارا ثم سأل قومه هل به جنون؟ قالوا: ما نعلم به بأسا، فامر برجمه، فانطلقوا به إلى بقيع الغرقذ ورجموه، قال: ثم قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خطيبا من العشي وخطب الناس فقال - إلى آخر ما قال (صلّى الله عليه وآله).
(303) تتمة الخبر كما في مسند أحمد في غير موضع وصحيح مسلم في كتاب الامارة " عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الابيض بيت كسري أو آل كسري، وسمعته يقول: ان بين يدي الساعة كذا بين فاحذروهم، وسمعته يقول: أنا فرطكم علي الحوض".
(304) عباد بن يعقوب الاسدي الرواجني قال ابن حجر في تهذيبه: قال ابن خزيمة: هو ثقة في حديثه، متهم في دينه، وقال: قال ابن عدي: عباد فيه غلو في التشيع.
(305) محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عبد الله البصري فقيه ثقة، ومحمد بن اسماعيل ابن مسلم بن أبي فديك صدوق، ومحمد بن عبد الرحمن المكني بابن أبي ذئب ثقة فقيه فاضل كما في التقريب.
(306) غندر هو محمد بن جعفر المدني البصري ثقة صدوق صحيح الكتاب، يروي عن شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي أبي بسطام الواسطي ثم البصري وكان ثقة حافظا متقنا، قال الثوري هو أمير المؤمنين في الحديث، علي ما في التهذيب.
(307) أبو عوانة هو وضاح بن عبد الله اليشكري البزاز، مشهور بكنيته كان ثقة ثبتا. كما في التقريب.
(308) كذا ومثله في الخصال والبحار ولم أجده بهذا العنوان.
(309) كذا، وفي الخصال أيضا، وهو خلف بن الوليد الجوهري أبو الوليد البغدادي عنونه الخطيب في تاريخ ج 8 ص 320 وقال: وثقه ابن معين. يروي عن اسرائيل بن يونس ابن أبي اسحاق أبي يوسف الكوفي قال ابن حجر في تهذيبه: قال أبو حاتم: ثقة صدوق.
(310) خلف بن هشام بن ثعلب البزار - بالراء آخرا – أبو محمد المقرئ، البغدادي أحد الاعلام وثقة ابن معين والنسائي كما في خلاصة تذهيب الكمال. وحماد بن زيد هو أبو اسامة المتقدم ذكره.
(311) ظاهرا أي غالبا، وقال الجوهري: ناوأت الرجل مناوأة ونواء: عاديته، وفي باب " نوي: " وناواه أي عاداه، وأصله الهمز لأنه من النوء وهو النهوض (الصحاح).
(312) هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل ثقة حافظ وتقدم الخبر عن غيره عن زهير ويأتي بعضه أيضا.
(313) تقدم تحت رقم 7، ولذا لم نرقمه.
(314) تقدم الخبر مع زيادة تحت رقم 7، ولذا لم نرقمه.
(315) معمر - بتشديد الميم - ابن سليمان النخعي أبو عبد الله الكوفي ثقة فاضل (التقريب) ولا يبعد كونه معتمر بن سليمان التيمي البصري الثقة.
(316) اسماعيل بن أبي خالد الاحمسي مولاهم، قال أحمد بن حنبل: هو أصح الناس حديثا، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وكان طحانا، وقال أبو حاتم: لا أقدم عليه أحدا من أصحاب الشعبي. (تهذيب التهذيب).
(317) يزيد بن سنان بن يزيد القزاز البصري يكني أبا خالد، نزيل مصر، قال النسائي: ثقه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن يونس: قدم مصر تاجرا وكتب بها الحديث وحدث، وكانت وفاته بمصر أول يوم من جمادي الاولي سنة 264، وكان ثقة نبيلا وخرج مسند حديثه وكان كثير الفائدة وفيها أرخه ابن عقدة. (تهذيب التهذيب).
(318) أبو الربيع الزهراني هو سليمان بن داود العتكي البصري نزيل بغداد، ثقة. وحماد بن زيد هو أبو أسامة المتقدم ذكره.
(319) هو عبيد الله بن عمرو بن الوليد الاسدي مولاهم الرقي، وثقة ابن معين والنسائي. وراويه عبد الحميد لم أعثر علي ذكره بهذا العنوان، والمظنون تصحيفه.
(320) الحسن بن عمر بن شقيق أبو علي البصري البلخي قال العسقلاني: سكن الري وكان يتجر إلى بلخ فعرف بالبلخي، قال البخاري وأبو حاتم: صدوق وقال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات.
(321) في صحيح مسلم "لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا - عشر خليفة – الخ".
(322) أبو جحيفة اسمه وهب بن عبد الله السوائي نسبة إلى سواء ة بن عامر بن صعصعة، قال ابن حجر: يقال له وهب الخير، أدرك النبي (صلّى الله عليه وآله) قبل أن يبلغ الحلم كما قال ابن سعد في الطبقات. وكان أبو جحيفة علي شرطة علي (عليه السلام) واستعمله علي خمس المتاع كما في الحلية.
(323) سهل بن حماد الدلال أبو عتاب البصري صدوق ذكره ابن حبان في الثقات.
(324) هو يونس بن وقدان أبي يعفور العبدي الكوفي ضعيف عند جماعة، وقال أبو - حاتم: صدوق كما في التهذيب، يروي عن عون بن أبي جحيفة وهو ثقة عند أبي حاتم والنسائي وابن معين.
(325) عبد الوهاب بن عبد المجيد أبو محمد الثقفي البصري ثقة، تغير قبل موته بثلاث سنين، يروي عن داود بن أبي هند أبي بكر أو أبي محمد البصري وهو ثقة متقن، وهو يروي عن أبيه أبي هند واسمه دينار وهو مهمل.
(326) سمرة بن جندب حليف الانصار صحابي مات بالبصرة سنة 58.
(327) سويد بن سعيد أبو محمد الحدثاني الهروي الانباري صالح صدوق. مضطرب الحفظ، قال البرذعي رأيت أبا زرعة يسيئ القول فيه فقلت له: فأي شيء حاله؟ قال: اما كتبه فصحاح وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها وأما إذا حدث من حفظه فلا. ومعتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري يلقب بالطفيل ثقة يروي عن هشام بن حسان الازدي القردوسي أبي عبد الله البصري وهو ثقة كما في التقريب والتهذيب.

 

(328) هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري فقيه، قيل انه مفتي أهل مصر في زمانه، وثقه غير واحد من الرجاليين، يروي عنه محمد بن سيرين وهو ثقة كان امام وقته.
(329) كذا في النسخ متصلا بدون البياض، وفيها " لاحدهم " بدل " لا جرم.
(330) تقدما في الباب الاسبق ص 105.
(331) تقدما في الباب الاسبق ص 105.
(332) يعني به يحيي بن عبد الله بن محض صاحب الديلم.
(333) سعدان بن اسحاق لم أجده بهذا العنوان، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك معنون في رجالنا بعنوان أحمد بن الحسين بن عبد الملك أبو جعفر الاودي - أو الازدي - كوفي ثقة مرجوع اليه. راجع فهرست الشيخ ورجال النجاشي.
(334) كذا ذكر في تاريخ بغداد في مشايخ ابن عقدة ولم أعثر علي ترجمة له، وفي كفاية الاثر ص 14 في طريق له محمد بن أحمد الصفواني.
(335) لان العبادات التي لا تكون من وجه الذي أمر الله تعالى به لا تقرب صاحبه إلى الكمال والسعادة ولا إلى مقام قرب الرب تبارك وتعالى، بل تصير سببا للاعجاب والغرور وهما مبعدان عن الرب تعالى.
(336) أي مبغض لها، والشنأة: البغض.
(337) القطيع: طائفة من الغنم. وقوله "ذاهبة وجائية" أي متحيرة يومها.
(338) الحنين: الشوق، وحن اليه أي اشتاق.
(339) الربض - محركة -: مأوي الغنم.
(340) هجم عليه هجوما: انتهي اليه بغتة، أو دخل بلا روية واذن، أي دخلت في السعي والتعب بلا روية.
(341) في بعض النسخ "وذلك هو الخسران المبين".
(342) يعني به الصادق (عليه السلام) كما نص عليه في كمال الدين وبعض نسخ الكتاب، ويمكن أن يكون المراد موسى بن جعفر (عليهما السلام) كما استظهره العلامة المجلسي رحمه الله وعبر عنه بهذا خوفا ان يرفع ذلك إلى الوالي. وفي النسخ بدون لفظ "(عليه السلام)".
(343) هذا الخبر ليس في بعض النسخ لكن نقله العلامة المجلسي عن المؤلف في البحار.
(344) هو علي بن الحسن بن فضال المعروف.
(345) قال في النهاية: "قد تكرر في الحديث ذكر الجاهلية وهي الحال التي كانت عليها العرب قبل الاسلام من الجهل بالله ورسوله وشرايع الدين، والمفاخرة بالانساب، والكبر والتجبر وغير ذلك " - انتهى. فالمعنى أنه مات على ما مات عليه الكفار من الضلال والجهل والعمي. وفي بعض النسخ " لا يعرف امام زمانه.
(346) القصص: 50.
(347) في الكافي "عن طلحة بن زيد" بدل "عن بعض رجاله".
(348) قال العلامة المجلسي - رحمه الله - قوله: لا أعرفه " أي بالتشيع أو مطلقا، وهو كناية عن عدم التشيع لانهم يعرفون شيعتهم، ويحتمل أن يكون جملة حالية أي ابغضه مع اني لا اعرفه. وقوله " هل عرف " علي المعلوم او المجهول استفهام انكاري، والمعني انه انما يعرف الاخر بنص الاول عليه فكيف يعرف امامة الاخر بدون معرفة الاول وامامته.
(349) الاعراف: 27.
(350) يعني به موسى بن جعفر (عليهما السلام).
(351) الاعراف: 31.
(352) في الكاف "ان القرآن له ظهر".
(353) الكافي ج 1 ص 374 مع اختلاف ما في آخره.
(354) البقرة: 160.
(355) البقرة: 161 إلى 163. وقوله "ترى" على قراءة وبطن نافع وابن عامر.
(356) في الكافي ج 1 ص 374 وفيه " أئمة الظلمة وأشياعهم".
(357) يعني بهذا الاسناد.
(358) قوله " في الاسلام" نعت لرعية أي في ظاهر الاسلام. وقوله "دانت" أي اعتقدت واتخذها دينا له. و" كل امام جائر" أي أي امام جائر.
(359) أي بارة محسنة ومحرزة ومجتنبة عن المعاصي.
(360) كذا، وفي الكافي "في أنفسها" أي لا يتجاوز ظلمهم إلى غيرهم.
(361) في بعض النسخ "لا يتوالونكم ويتوالون" والمعني واحد.
(362) كذا، وفي الكافي "كالغضبان".
(363) العتب - بالفتح -: الغضب والملامة، و- بفتحتين -: الامر الكريه. ولعل المعني أنه لا عتب عليهم لان ذلك وقع من جهة عدم مبسوطية يد مربيهم الذي هو من عند الله تعالى، ومبسوطية يد من ليس له هذا الشأن. ولا دين لأولئك لانهم يؤيدون الباطل وينصرونه، ويخذلون الحق ويتركونه. فصاروا بذلك سببا. أصليا لإطفاء نور الحق واشاعة الباطل، وترك الناس في تيه الضلال وشناعة الاعمال، وظلمات العصيان والطغيان.
(364) البقرة: 250.
(365) قال العلامة المجلسي رحمه الله: لعل المعني أن ما نعلمه من بطون القرآن وتأويلاته لابد من وقوع كل منها في وقته، فمن ذلك اجتماع الناس علي امام واحد في زمان القائم (عليه السلام) وليس هذا أوانه، أو أنه دل القرآن علي عدم خلو الزمان من الامام، ولابد من وقوع ذلك فمنهم من مضي ومنهم من يأتي.
(366) التيه - بالتاء المثناة الفوقانية، ثم الياء المثناة التحتانية، بالكسر والفتح -: الصلف والكبر والضلال والحيرة، فهو مفعول ثان لالزمه، و" إلى العناء " بمعني مع العناء، أو ضمن الفعل معني الوصول ونحوه، وفي بعض النسخ " الزمه الله البتة إلى العناء أي قطعا، ويقال بتة والبتة لكل امر لا رجعة فيه.
(367) اي علي وجه الاذعان والتصديق، أو جوز ذلك السماع والعمل به.
(368) المراد شرك الطاعة كما في قوله (عزَّ وجلَّ): "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله".
(369) أي ليس هو كل من يدعي الامامة بل هو العالم المخبر عن الغيوب المكنونة.
(370) الانعام: 112.
(371) الجبان كالجبانة - بفتح الجيم وشد الباء الموحدة -: المقبرة.
(372) "أصحر " أي صارفي الصحراء، وتنفس الصعداء - بضم الصاد المهملة، وفتح العين المهملة ممدودا - اي تنفس تنفسا طويلا.
(373) المغمور من الغمر، أي غمره الظلم حتى غطاه، أو المقهور المستور المجهول الخامل الذكر.
(374) في بعض النسخ " لئلا - الخ". وفي بعضها "اتباع أولئك".
(375) يعني أنا أكيل لكم العلم كيلا واعطيكم ولا أطلب منكم ثمنا.
(376) في بعض النسخ "فيصلح به".
(377) قال في النهاية: في الحديث "ان الاسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" أي ينضم اليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.
(378) كذا.
(379) رواه الكليني في قسم الاصول مختصرا في ج 1 ص 178 ومفصلا ص 335 و339.
(380) كذا، وفي الكافي ج 1 ص 178 "وفيها امام".
(381) كذا، وفي الكافي ج 1 ص 78: "عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام)".
(382) اي تبقي صالحة معمورة أو مقرا للناس؟ فأجاب (عليه السلام) بنفي البقاء. وقيل "تبقي" فعل ناقص بمعني "تكون".
(383) أي انخسفت بأهلها، وذلك أن الله سبحانه خلق الانسان مختارا مكلفا ولازم التكليف وجود الحجة وهي لا تتم بالقرآن فقط لأنه حمال ذو وجوه وانما كان تماميتها بالعترة كما جاء في قول الرسول (صلّى الله عليه وآله) "لن يفترقا حتي يردا علي الحوض" والحجة تمت بهما معا فاذا ارتفعت الحجة ارتفع التكليف واذا ارتفع التكليف أراد انقراض الخلق فساخت الأرض بأهلها. وهذا المعني يستفاد من الخبر الاتي أيضا.
(384) اي ليس مراد ابي عبد الله (عليه السلام) السخط الذي تبقي معه الارض بأهله، بل لسخط الذي تصير به الارض منخسفة ذاهبة. وما بين القوسين ليس في الكافي.
(385) في الكافي " لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله".
(386) نظيره من طرق العامة ما رواه مسلم عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: "لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس اثنان" وذلك لأنه كما يحتاج الناس إلى الحجة من حيث الاجتماع لامر له مدخل في نظامهم ومعاشهم كذلك يحتاجون اليه من حيث الانفراد لامر له مدخل في معرفة مبدئهم ومعادهم وعباداتهم وانما؟ تم بحجية أحدهما ووجوب اطاعة الاخر له. (المرآة) أقول: والظاهر أن المراد من امثال هذه الاحاديث أنه لابد للناس من امام ولو كانا اثنين.
(387) أي يتكلم معه بالرمز والايماء والتعريض علي جهة التقية والمصلحة فيفهم المراد قال الجزري: يقال لحنت لفلان اذا قلت له قولا يفهمه ويخفي علي غيره، لانك تميله بالتورية عن الواضح المفهوم، منه قالوا: لحن الرجل فهو لحن اذا فهم وفطن لما لا يفطن له غيره.
(388) في النهاية في مادة " نوم " وفي حديث علي (عليه السلام): انه ذكر آخر الزمان والفتن - ثم قال: "خير اهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة - " بوزن الهمزة - الخامل - الذكر الذي لا يؤبه له، وقيل: الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر وأهله، وقيل: النومة - بالتحريك -: الكثير النوم واما الخامل الذي لا يؤبه له فهو بالتسكين، ومن الاول حديث ابن عباس انه قال لعلي: ما النومة؟ قال: الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء.
(389) في بعض النسخ "وجهلهم".
(390) سوره يس: 30.
(391) كذا، وفي بعض النسخ "عن غمرة بنت أوس قالت: حدثني جدي الحصين، عن عبد الرحمن، عن أبيه - الخ " ولم أعرفها غمرة كانت أو عميرة والظاهر أن جدها حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الاشهلي المعنون في التقريب والتهذيب.
(392) بصيغة المجهول، وفي بعض النسخ "ويوشي" من وشي يشي به إلى الملك أي نم عليه وسعي به.
(393) في بعض النسخ "منجز وعدي وابا بني وولي حوضي".
(394) في بعض النسخ "لا ينصرون".
(395) في بعض النسخ "واحتيال وقياس مشتبه".
(396) التلدد: التحير. والتكسع: الضلالة، وفي نسخة " التسكع" بمعنى عدم الاهتداء وهو أنسب.
(397) قوله "ماج الناس" أي اختلفوا فبعض يقول: فقد، وبعض يقول: قتل، وبعض يقول: مات. وقوله " التحمت " اي تلاء مت بعد كونها متفرقة، والتحمت الحرب: اشتبكت والثاني أنسب.
(398) في بعض النسخ "وتواصيهم التجسس والتحسس" من الوصية، والتحسس بمعني التجسس.
(399) في بعض النسخ "عن خلف الخلفاء".
(400) في بعض النسخ "سبت الشيعة سبها أعداء ها". وقوله "ظهرت" أي غلبت.
(401) أي تحيرت ودهشت وقوله: "وأكثرت في قولها" أي قالته كثيرا.
(402) في بعض النسخ "طرقاتها".
(403) كذا، ويمكن أن يكون تصحيفا وصوابه "اليس هذا موميا إلى هذه الغيبة".
(404) المحجوج هو المغلوب في الاحتجاج.
(405) في بعض النسخ "وهذا القول يدل علي أن امير المؤمنين (عليه السلام) شاهد لهم".
(406) الظاهر هو ابن فضال التيملي المعروف.
(407) في بعض النسخ "غمرة بنت أوس" ولم أجدها بكلا العنوانين، وفي البحار "عمرة" ولم أجدها أيضا.
(408) عبد الله بن ضمرة السلولي ثقة، وثقه العجلي علي ما في التقريب.
(409) كعب الاحبار هو كعب بن ماتع الحميري يكني أبا اسحاق ثقة (التقريب).
(410) في بعض النسخ " والمرتجى دون العالمين وهو العالم الذي لا يجهل".
(411) المحجة - بفتح الميم والحاء المهملة ثم الجيم -: جادة الطرايق، والعطب: الهلاك. وفي البحار "الحجة التي".
(412) أقدمهم سلما أي أقدمهم اسلاما، ولا ريب أنه (عليه السلام) أول من أسلم من الرجال عند جميع المؤرخين والمحدثين غير أن بعض المخالفين استشكل بأنه حينذاك لم يبلغ الحلم وايمانه ليس بمثابة ايمان الرجال. وهو قول من تجاهل، أو من له غرض سياسي، أو سفيه.
(413) في بعض النسخ والبحار "ومن يشك في القائم" وكأنه مصحف.
(414) السمت - بفتح السين المهملة وسكون الميم -: هيئة أهل الخير والصلاح، وفي بعض النسخ "وسيماء".
(415) في بعض النسخ والبحار "تلك حرب يستبشر فيها الموت الاحمر والطاعون الاكبر".
(416) يعني بالسند المتقدم ذكره.
(417) تقدم أنه عمرو بن سعد بن معاذ الاشهلي. وحيث أن نسخة العلامة المجلسي مصحفة وفيها عمر بن سعد ظن شارحه رحمه الله أنه عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال بعد نقله: "انما أوردت هذا الخبر مع كونه مصحفا مغلوطا، وكون سنده منتهيا إلى شر خلق الله عمر بن سعد لعنه الله لاشتماله علي الاخبار بالقائم (عليه السلام) ليعلم تواطؤ المخالف والمؤالف عليه صلوات الله عليه".
مع أن عمر بن سعد في ذلك الوقت طفل صغير لم يبلغ عشرا ولا يكون قابلا لهذا الخطاب، وقد يعبر عنه امير المؤمنين (عليه السلام) في خبر في زمان خلافته بالجرو.
(418) المبيرة: المهلكة من ابار يبير، والبوار الهلاك.
(419) متاع رث - بشد المثلثة - اي خلق بال، يعني ساقط الدين، ولا خلاق له اي لا نصيب له، والمهجن: غير الاصيل في النسب، والزنيم: اللئيم. والعتل - بشد اللام - الجافي الغليظ.
(420) العواهر جمع عاهر وهي الفاجرة الزانية.
(421) هذه الجملة دعاء عليهم.
(422) وفي البحار وبعض النسخ "للمخبتين" وقد يقرأ "للمجيبين".
(423) الصيلم - بفتح الصاد المهملة واللام -: الداهية. والشراة جمع الشاري والمراد الخوارج الذين زعموا انهم يشرون انفسهم ابتغاء مرضات الله.
(424) في بعض النسخ "ام البلاء واخت العار".
(425) اي يوم شديد تشخص فيه الابصار، والعرب ربما يعبر عن الشدة باليوم.
(426) في بعض النسخ "يفتح من نهاوند". وفي بعضها "منح" وفي بعضها "تنتح".
(427) "في صوته ضجاج "أي فزع، و"في أشفاره وطف" أي طول شعر واسترخاء، وفي " عنقه سطع " اي طول، والاسطع الطويل العنق. ومفلج الثنايا اي بين أسنانه تباعد.
(428) في بعض النسخ "اذا انجلي عنه الغمام".
(429) في بعض النسخ "يلقحون".
(430) أي الهزيمة، وفي بعض النسخ "والديرة" وفي بعضها "والدائرة".
(431) المرتاد من رود، وفي اللغة ارتاد الشيء ارتيادا طلبه فهو مرتاد.
(432) التلويح: الاشارة من بعيد مطلقا بأي شيء كان، ومنه سميت الكناية الكثيرة الوسائط تلويحا.
(433) الخنس جمع خانس من خنس اذا تأخر، وهي الكواكب كلها فانها تغيب بالنهار وتظهر بالليل، وفسر في الخبر بامام يخنس أي يتأخر عن الناس ويغيب، والجمع باعتبار شموله لسائر الاوصياء أو للتعظيم، أو يكون ذكرها لتشبيه الامام بها في الغيبة والظهور، والمراد الكواكب. وقول الامام (عليه السلام) تشبيه لا تفسير كما في سائر الآيات المأولة.
(434) هي سنة وفاة أبي محمد العسكري (عليه السلام).
(435) اي زمان ظهوره واستيلائه.
(436) اي لا يعلم المخالفون أو أكثر الناس وجوده، ويحتمل أن تكون "من" تبعيضية.
(437) كذا وفي بعض النسخ "محمد بن ما بندار".
(438) كأنه أبو جعفر بن محمد بن مالك. وفي بعض النسخ "أحمد بن هلال" مكان محمد ابن مالك.
(439) يعني عبد الله بن يحيي الكاهلي كما صرح به في الكافي في كتاب الايمان والكفر باب التراحم والتعاطف.
(440) من قوله "يعني" إلى هنا من كلام المؤلف. وفضل الله معلوم، والمراد بفضل وليه تقسيمه بيت المال علي وجه لا يكون لاحد من الفقراء والمستحقين فقر في ما احتاجوا في أمر المعيشة اليه، وكل واحد منهم واجد لضرورياته الحياتية واستغني عن الناس.
ذكر الكراجكي في كنز الفوائد: أن أبا حنيفة أكل طعاما مع أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رفع الامام يده من الطعام قال: الحمد لله رب العالمين اللهم هذا منك ومن رسولك (صلى الله عليه وآله) فقال أبو حنيفة: أجعلت مع الله شريكا؟ فقال له: ويلك فان الله تعالى يقول في كتابه " وما نقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " ويقول في موضع آخر " ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله " فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما الا في هذا الوقت.
انتهى، ثم اعلم أنه يحتمل ان يكون معني كلام الامام (عليه السلام) وصف زمان الغيبة لا الظهور، بمعني أن الصدق والوفاء والامانة رفعت من بين الناس ولا يوجد مؤتمن يصدق في قوله بفقر غيره ولا فقير لا يكذب بفقره.
(441) في البحار وبعض النسخ "وقد حذرتم" بصيغة المجهول.
(442) في البحار وبعض النسخ "وقد حذرتم" بصيغة المجهول.
(443) التنويه: الرفع والتشهير ولعل المعنى أعم مما فهمه الراوي أو المؤلف والمراد تنويه امر الامام الثاني عشر (عليه السلام) وذكر غيبته وخصوصيات أمره عند المخالفين لئلا يصير سببا لاصرارهم علي ظلم اهل البيت وقتلهم واهلاك شيعتهم. أو المعني لا تدعوا الناس إلى دينكم.
(444) سبتا أي زمانا، وقوله "ليخملن" من قولهم خمل ذكره أي خفي، وفي بعض الروايات "ليغيبن سنينا من دهركم وليمحصن" وما في الكتاب أظهر وأنسب. والتمحيص الامتحان.
(445) "ليكفأن" على بناء المجهول من قولهم كفأت الاناء اذا كببته وقلبته وذلك كناية عن التزلزل في الدين لشدة الفتن والحوادث المضلة المزلقة.
(446) أي لا يدري الحق من الباطل ولا يمتاز بينهما لان كل واحدة منها تدعي الحق، ولعل المراد ما رواه المفيد(ره) في ارشاده عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا يخرج القائم حتى يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعوا إلى نفسه".
(447) الكوة - بضم الكاف وفتحها وشد الواو المفتوحة، وبدون التاء ثلاثة أوجه - بمعني الخرق في الحائط.
(448) يعني الخلف الخامس من ولد الامام السابع (عليه السلام).
(449) يعني بعبد الرحمن عبد الرحمن بن أبي نجران، وبالخشاب الحجاج الخشاب كما نص عليهما في كمال الدين.
(450) المراد بطلوع نجم بعد غيبوبة آخر ظهور امام بعد وفاة الاخر فاذا ظهر أتاه ملك الموت، والمراد بقوله "ثم لبثتم في ذلك" عدم ظهور ولادة القائم (عليه السلام) للعامة حتى تحيروا ولم يعرفوا شخص الامام، وطلع نجم يعني ظهر القائم بعد الحيرة والغيبة. ويدل علي ذلك ما يأتي (كذا في هامش المطبوع).
(451) قوله "أشرتم بأصابعكم" كناية عن ترك التقية بتشهير امامته عند المخالفين، و"ملتم بحواجبكم" في الكافي "ملتم بأعناقكم" وهو أيضا كناية عن ظهوره أو توقع ذلك.
(452) فاستوت بنو "عبد المطلب" أي الذين ظهروا منهم "فلم يعرف أي من أي" أي لم يتميز أحد منهم عن سائرهم كتميز الامام عن غيره لان جميعهم مشتركون في عدم استحقاق الامامة. وقوله "فاذا طلع نجمكم" أي ظهر قائمكم (عليه السلام).
(453) علي بن الحسين الظاهر كونه الصدوق لا صاحب المروج، ومحمد بن يحيي هو محمد بن يحيي العطار القمي المشهور، ومحمد بن حسان الرازي هو أبو جعفر الزينبي أو الزيني، ومحمد بن علي الكوفي هو أبو سمينة الصيرفي المعنون في الرجال وهو يروي كتاب عيسى بن عبد الله بن محمد الهاشمي وهو يروي عن أبيه عبد الله بن محمد عن جد أبيه عمر بن علي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
(454) بواحدة يعني ينكر أصل وجوده رأسا.
(455) الارجاس جمع رجس وهو بمعني القذر، والعمل القبيح. وفي بعض النسخ "الانجاس" وهو جمع نجس، والادران جمع درن وهو الوسخ.
(456) أي كونوا علي ما أنتم عليه.
(457) الكافي ج 1 ص 342 مع اختلاف في اللفظ.
(458) في القاموس: أسبط: سكت فرقا - أي خوفا - وبالارض: لصق وامتد من الضرب، وفي نومه غمض، وعن الامر تغابي، وانبسط ووقع فلم يقدر أن يتحرك. وتقدم أن يأرز بمعني ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض.
(459) الظاهر كون المراد بالمسجدين مسجد الحرام ومسجد النبي (صلّى الله عليه وآله) أو الكوفة والسهلة والاول أظهر.
(460) هو علي بن الحسن الطاطري الواقفي الموثق. كما في المرآة، وفي بعض النسخ " علي بن الحسين".
(461) البطشة: الاخذ بالعنف، والسطوة.
(462) كذا وفيه سقط، والسقط ظاهرا "كونوا على" بقرينة ما تقدم وما يأتي.
(463) المحظور - بالحاء المهملة والظاء المعجمة -: الممنوع.
(464) أشاد بذكره: رفعه بالثناء عليه.
(465) الاقتراح السؤال بعنف من غير ضرورة أو السؤال بطريق التحكم.
(466) بمعزل عنه أي مجانب له، بعيد عنه.
(467) النور: 63.
(468) النساء: 57.
(469) المائدة: 92.
(470) "أقرب ما يكون" الظاهر كون "ما" مصدرية و"كان" تامة، و"من" صلة لاقرب، والمعنى أقرب أحوال كونهم من الله وأرضاها عنهم حين افتقدوا حجتهم. ذلك لكون الايمان عليهم أشد والشبه عليهم أكثر وأقوي، والدعوة إلى الباطل أوفر وأبسط، والثبات علي مر الحق أصعب وأمنع. لاسيما أذا امتد زمان الغيبة "، فعندها " أي عند حصول ذلك ".فتوقعوا الفرج صباحا ومساء " كناية عن جميع الاوقات ليلا ونهارا. قوله " فان أشد ما يكون غضب الله " في بعض نسخ الحديث " وان " وهو أظهر وما في المتن أيضا بمعني الواو أو للتعقيب الذكرى، وكون الفاء للتعليل في غاية البعد وان أمكن توجيهه بوجوه.
(471) أي لا يكون ظهور الامام الا اذا فسد الزمان غاية الفساد، ويحتمل أن يكون ذلك اشارة إلى أن الغضب في الغيبة مختص بالشرار تأكيدا لما مر. (المرآة).
(472) في الكافي "اذا افتقدوا حجته ولم يظهر لهم".
(473) الحلس كل ما يوضع علي ظهر الدابة، وهو كناية عن السكون وعدم اظهار المخالفة أو الموافقة.
(474) ألبد بالمكان: أقام به، ولبد الشيء بالارض يلبد - بالضم - أي لصق.
(475) أتي حبوا أي علي يديه وركبتيه، يعني أسرعوا في اجابة داعينا بأي وجه ممكن.
(476) كذا، ولعله البكري المعنون في الجامع.
(477) الدهماء - بفتح الدال المهملة: جماعة الناس، والعدد الكثير.
(478) أي ائمة الزيدية، وساداتهم مثل بني الحسن (عليه السلام).
(479) أي رده عنهم. وفي بعض النسخ "نزعه".
(480) اي في المقام الرفيع، والسنام هو أعلي كل شيء.
(481) الضيم - الظلم، والمنية: الموت، وصرعه صرعا وصراعا أي طرحه علي الارض.
(482) قال العلامة المجلسي(ره): قوله "قتيلهم" أي الذين يقتلهم تلك العصابة، والحاصل أن من يقتلهم الملائكة لا يوارون في التراب، ولا يرفع من صرعوهم، ولا يقبل الدواء من جرحوهم - انتهي، وأقول: الظاهر أنه ليس فيهم - أعني تلك العصابة - قتيل ولا صريع ولا جريح حتى يحتاج إلى الدفن او الرفع أو التداوي، ويؤيد ذلك ما يأتي تحت رقم 4.
(483) لعل المراد بالخاطب الطالب للخلافة، أو الخطيب الذي يقوم بغير الحق، أو بالحاء المهملة أي جالب الحطب.
(484) في بعض النسخ "تجالد معهم عصابة جالدت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر" وجالد بالسيف: ضارب به.
(485) في بعض النسخ "المتقلبة عن هذه الغيبة".
(486) في بعض النسخ " تجالد معهم عصابة جالدت - الخ.
(487) المحاضير: جمع المحضير وهو الفرس الكثير العدو، والمقربون - بكسر الراء مشددة - اي الذين يقولون الفرج قريب ويرجون قربه أو يدعون لقربه. أو بفتح الراء أي الصابرون الذين فازوا بالصبر بقربة تعالى.(البحار) وفي بعض النسخ "المقرون".
(488) في بعض النسخ "الفتنة علي من أثارها" أي يعود ضررها إلى من أثارها أكثر من ضرره إلى غيره كما أن بالغبار يتضرر مثيرها أكثر من غيره.
(489) في بعض النسخ "لامر يعرض لهم"، والجائحة: النازلة.
(490) نهد إلى العدو ينهد - بالفتح - أي نهض. (الصحاح).
(491) في بعض النسخ "ويصيب الغلمة ولا تزال وقاء لكم" بدون كلمة "الزيدية"، وهي - بالكسر - جمع غلام. . وفي بعض النسخ "ولا يصيب العامة" بزيادة "لا".
(492) كذا ولعله أحمد بن أبي أحمد الوراق الجرجاني الاتي.
(493) النحل: 1.
(494) الانفال: 5.
(495) في بعض النسخ "صالح بن نبط؛ وبكر بن المثني".
(496) ص: 88.
(497) آل عمران: 186.
(498) آل عمران: 200.
(499) عثمان بن زيد بن عدي الجهني كان من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام).
(500) في منقوله في البحار " ووقع في كوة فتلاعب به الصبيان".
(501) الظاهر هو أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان أبو عبد الله القرشي. وفي بعض النسخ "أحمد بن الحسن وكأنه احمد بن الحسن بن علي بن فضال".
(502) في بعض النسخ " كان كمن في فسطاط القائم (عليه السلام)".
(503) الكافي: 1 / 329 ح 1 وعنه إعلام الوري: 396 وحلية الابرار: 2/ 687 وتبصرة الولي: ح 21 و100 وقطعة منه في الوسائل: 18 /99 ح 4 عن كتابنا هذا وعن الكافي.
(504) في بعض النسخ "آية من الله (عزَّ وجلَّ) جعلها بين الناس".
(505) في بعض النسخ " نسبهم اياهم".
(506) الضمير في "ذكر" لابي عبد الله (عليه السلام).
(507) اي ابتلاء كم واختباركم قد عادت، فإن النبي (صلّى الله عليه وآله) قد بعث في زمان ألف الناس بالباطل وجروا عليه، ونشأوا فيه من عبادة الاصنام وعادات الجاهلية، ثم الناس بعد الرسول " ص " رجعوا عن الدين القهقري إلى سنن الكفر ونسوا سنن النبي " ص " وألفوا البدع والاهواء، فلما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) ردهم إلى الحق قامت الحروب وعظمت الخطوب، فعاد الزمان كما كان قبل البعثة مثل ما كان في قصة صلاة التراويح وغيرها.
(508) بلبلة الصدر وسواسه، والبلابل هي الهموم والاحزان، ولعله أشار (عليه السلام) إلى تشتت الآراء عند قتال أهل القبلة في وقعة الجمل وصفين، والغربلة أيضا كناية عن الاختبار، والمعني أنكم لتميزن بالفتن التي ترد عليكم حتى يتميز خياركم من شراركم.
(509) في الكافي " وليسبق سباقون كانوا قصروا".
(510) أي ما سترت علامة. وفي بعض النسخ "بالشين" أي كلمة.
(511) سورة العنكبوت: 2، وقال البيضاوي أحسبوا تركهم غير مفتونين لقولهم آمنا، بل يمتحنهم الله بمشاق التكاليف كالمهاجرة والمجاهدة، ورفض الشهوات، ووظائف الطاعات، وأنواع المصائب في الانفس والاموال، ليميز المخلص من المنافق، والثابت في الدين من المضطرب فيه.
(512) أي احداث بدعة أو شبهة تدعو إلى الخروج عن الدين.
(513) بطانة الرجل: دخلاؤه، وبطانة الانسان: خاصته: وشق الشعرة - بفتح المعجمة - كناية شايعة بين العرب والفرس عن كمال الدقة في الامور.
(514) الشحناء: الحقد، أي لا يضر شحناؤه غيره ولا يتجاوز نفسه.
(515) في بعض النسخ "عاليا" يعني ظاهرا.
(516) أي مبغضا والقلاء: البغض، وفي بعض النسخ "لا يخاصم بنا واليا".
(517) الثالب فاعل من الثلب، وثلبه ثلبا أي عابه أو اغتابه أو سبه، أي لا يتحدث مع الساب لنا.
(518) في بعض النسخ "يبيدهم" أي يهلكهم.
(519) أي كانوا سهل المؤونة، من الخفض أي الدعة والسكون.
(520) محص الذهب: أخلصه مما يشوبه، والتمحيص: الاختبار والابتلاء.
(521) الطغاة - بالضم – جمع الطاغي وهو الذي تجاوز الحد في العصيان، ولعل المراد أئمة الجور، وفي الكافي "من أمر قد اقترب" ولعله أراد ظهور القائم (عليه السلام)؛ أو الفتن الحادثة قبل قيامه (عليه السلام). ويؤيد الثاني ما جاء في المتن من قوله "من شر قد اقترب".
(522) أي من يدعي الاعتقاد بامامة الائمة (عليهم السلام) ويظهره.
(523) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: هذا الكلام يدل علي أن الغربال المشبه به هو الذي يخرج الردي ويبقي الجيد في الغربال. وحاصله أن في الفتن الحادثة قبل قيام القائم (عليه السلام) يرتد أكثر العرب عن الدين - انتهى. أقول: الظاهر أنه أراد من الغربلة التذرية والتنقية وما يقال له بالفارسية " بوجاري".
(524) الظاهر كونه الحسن بن علي بن فضال التيملي، فما في بعض نسخ الكافي من " الحسين بن علي" تصحيف.
(525) هو الحسن بن علي الوشاء المعروف يروي عنه أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري وكلاهما من وجوه الشيعة، وما في بعض النسخ والبحار من محمد بن أحمد أو الحسين ابن علي زياد تصحيف.
(526) الزؤان: هو ما ينبت غالبا بين الحنطة، وحبه يشبه حبها الا أنه أصغر واذا أكل يجلب النوم. والقمح: البر وهو حب معروف يطحن ويتخذ منه الخبز.
(527) في بعض النسخ هنا وما يأتي " الحسن بن علي (عليهما السلام)".
(528) محمد وأحمد، هما ابنا الحسن بن علي بن فضال يروي عنهما أخوهما علي بن الحسن وتقدم ذكرهم في مقدمة مؤلف الكتاب ص25.
(529) في غيبة الشيخ " لمتخضن يا معشر شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين، لان صاحب الكحل يعلم متي - الخ". ومحص الذهب أخلصه مما يشوبه، والتمحيص: الاختبار والابتلاء، ومخض اللبن: أخذ زبده.
(530) لعله أيوب بن نوح بن دراج وهو ثقة. وقد رواه الشيخ عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر.
(531) المسلي - بضم الميم وسكون السين وفي آخرها لام - قال في اللباب: هذه النسبة إلى مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن خلد بن مالك بن أدد، ومالك هو مذحج وهي قبيلة كبيرة من مذحج، ونزلت مسلية بالكوفة محلة، فنسبت اليهم، وينسب إلى هذه المحلة جماعة ليسوا من القبيلة، فالتصريح بكون الراوي من بني مسلية لدفع توهم كونه من أهل الكوفة.
(532) صعر كفه - بتشديد العين المهملة - أي أمالها تهاونا بالناس.
(533) أي إلى أن يتبين الطريق أو "إلي " بمعني مع، وفي نسخة "علي غير طريق".
(534) في بعض النسخ " موسى بن محمد " ولعل ما في المتن هو الصواب والمراد به محمد بن موسى بن عيسى أبو جعفر الهمداني، وأما أحمد بن أبي احمد فهو أحمد بن أبي أحمد الوراق الجرجاني كما صرح به المؤلف في باب علائم الظهور تحت رقم 38.وتكلمنا فيه هناك.
(535) كذا في النسخ، والظاهر كونه تصحيف " أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) " كما يظهر من غيبة الشيخ والكافي.
(536) الظاهر أن كلامهم يدور حول ظهور الحق، وقيام الامام الذي جعله الله للناس اماما، ورفع التقية بكثرة الشيعة.
(537) في الكافي "يشقي من يشقي ويسعد من يسعد". ومد الاعناق أو الاعين إلى الشيء كناية عن رجاء حصوله. والاياس: القنوط.
(538) كذا، وفي الكافي ج 1 ص 370 "جلوسا وأبو عبد الله (عليه السلام) يسمع كلامنا".
(539) يعني ذكر قبل كل جملة "لا والله".
(540) أي لم تفعل بها ما تفعل من عدم التعرض لها.
(541) هذا معني قولهم " كن في الناس ولا تكن مع الناس".
(542) التشبيه من حيث القلة، فكما أن الملح في الطعام بالنسبة إلى مواده الآخر اقل كذلك أنتم بالنسبة إلى باقي الناس.
(543) السوس: العت وهو دود يقع في الصوف والخشب والثياب والبر ونحوها فيفسدها.
(544) الظاهر أن المراد بالفتنة الغيبة وطول مدتها مع تظاهر الزمان علي معتقديها.
(545) تقدم في مقدمة المؤلف ص 26.
(546) كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها "الحسيني" وفي بعضها "الجنبي ".
(547) في بعض النسخ "بعني به بيتا فيه طعام".
(548) قتلي "جمع القتيل بمعني المقتول، والمراد قتلي يوم الطف".
(549) كذا وفي البحار "العبدي" ولم أجده ولعله موسى بن هارون بن بشير القيسي أبو محمد الكوفي البردي المعنون في تهذيب التهذيب.
(550) سليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو محمد المدني وفي التقريب لابن حجر: يروي عنه عبد الله بن مسلمة بن قعنب أبو عبد الرحمن الحارثي البصري الثقة، وما في بعض النسخ من سليمان ابن هلال فمن تصحيف النساخ.
(551) درج الرجل: مشي، والقوم: ماتوا وانقرضوا، وأجلب القوم: تجمعوا من كل وجه للحرب. وضجوا وصاحوا، وفي بعض النسخ " ذهب المخبتون " وأخبت إلى الله: أطمأن اليه تعالى وتخشع أمامه.
(552) الذروة - بضم الذال المعجمة وكسرها -: المكان المرتفع وأعلي كل شيء، والطود - بفتح الطاء المهملة -: الجبل العظيم. والمغيض بالمعجمتين -: مجتمع الماء، شبهه (عليه السلام) ببحر في أطرافه مغائض.
(553) مخفر أهلها - بالخاء المعجمة والفاء -: أي مأمن أهلها يعني العرب، من خفره وبه وعليه إذا أجاره وحماه وأمنه، و" اتيت " من أتي عليه الدهر، وفي بعض النسخ " مجفو أهلها " كما في البحار وقال المجلسي - رحمه الله -: أي اذا أتاه أهله يجفونه ولا يطيعونه - انتهى. ولكن لا يناسب السياق لكون الكلام في مقام المدح للصاحب (عليه السلام). والصفوة من كل شيء: خالصه وخياره. والكدر: نقيض الصافي. وفي بعض النسخ "ومعدن صفوها اذا تكدرت".
(554) المنايا جمع المنية وهي الموت، وهكع فلان بالقوم: نزل بهم بعد ما يمسي، وهكع إلى الارض: أكب، وأقام. وفي بعض النسخ والبحار "هلعت" وقال العلامة المجلسي - رحمه الله -: أي صارت حريصة علي اهلاك الناس. وخار يخور - بالمعجمة - أي فتر وضعف، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة وهو بمعني الرجوع والتحير. والمنون: الموت والدهر، وريب المنون هو حوادث الدهر. واكتنع أي دنا وقرب، وفي بعض النسخ "اذا المنون اكتنفت" ولعله بمعني أحاطت.
(555) نكل من كذا أو عن كذا: جين ونكص، والكماة - بالضم - جمع الكمي وهو الشجاع أو لابس السلاح. وتصارع أو اصطراع الرجلان: حاولا أيهما يصرع صاحبه.
(556) مشمر - بشد الميم - أي جاد، ويمكن أن يقرء " شمير " والشمير هو الماضي في الامور، المجرب. واغلو لب العشب أي تكاثر، والقوم: تكاثروا، وفي القاموس: غلب - كفرح -: غلظ عنقه، والغلباء: الحديقة المتكاثقة كالمغلولبة، ومن الهضاب المشرفة العظيمة، ومن القبائل العزيزة الممتنعة.، وفيه رجل مظفر وظفر - بكسر الفاء - وظفير أي لا يحاول أمرا الا ظفر به. والضر غامة - بكسر الضاد المعجمة -: الاسد والشجاع. وقوله (عليه السلام) " حصد " أي حاصد يحصد أصول الظالمين وفروع الغي والشقاق، والمخدش - بكسر الميم وضمها -: الكاهل، ويقال: فلان كاهل القوم أي سندهم، وهو كاهل أهله وكاهلهم أي الذي يعتمدونه، شبهه بالكاهل. وقيل: من أخدش فهو مخدش أي يخدش الكفار ويجرحهم. والذكر - بكسر الذال المعجمة - من الرجال: القوي الشجاع، والابي.
(557) الرأس أعلي كل شيء، وسيد القوم. والقثم - بالضم ثم الفتح -: الجموع للخير والذي كثر عطاؤه، والباذخ: المرتفع العالي، والسؤدد: المجد والسيادة، والشرف، وقد يقرأ "نشق رأسه" وفي بعض النسخ "لبق رأسه" ولم أجد لهما معني مناسبا وقوله " عارز مجده " أي مجده العارز الثابت من عرز الشيء في الشيء اذا أثبته فيه وأدخله، والمحتد - كمجلس -: الاصل.
(558) ينوص اليه ينهض،، والمناص، الملجأ. و"عارض" صفة للصارف كينوص، وفي بعض النسخ "عاص".
(559) دعاير من الدعارة وهي الخبث والفساد والشر والفسق. وقيل: لا يبعد أن يكون تصحيف الدغائل جمع الدغيلة، وهي الدغل والحقد، أو بالمهملة من الدعل بمعني الختل.
(560) و"لا تنثن" أي لا تنعطف.
(561) في بعض النسخ "ولا تجيزن عنه".
(562) هو ابراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري أبو اسحاق المعنون في فهرست الشيخ ورجال النجاشي، وما في النسخ من ابراهيم بن الحسين عن ظهير "تصحيف".
(563) كذا، ولعله تحريف "لو يخرج قبل لضربت عنقه".
(564) القنا في الانف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه، وأزيل الفخذين كناية عن كونهما عريضتين، وفلج الثنايا انفراجها.
(565) الاشراب خلط لو ن بلون، كأن أحد اللونين سقي اللون الاخر، يقال: بياض مشرب حمرة - بالتخفيف - واذا شدد كان للتكثير والمبالغة (النهاية).
(566) المشرف الحاجبين أي في وسطهما ارتفاع، من الشرفة. والحزاز - بفتح الحاء المهملة والزاي -: الهبرية في الرأس كأنه نخالة. وقوله (عليه السلام) "رحم الله موسى" قال العلامة المجلسي(ره): لعله اشارة إلى أنه سيظن بعض الناس أنه القائم وليس كذلك، أو أنه قال: "فلانا " كما يأتي فعبر عنه الواقفية بموسى، وأقول: لا يبعد أن يكون المراد موسى بن عمران ويكون الاوصاف المذكورة بعضها فيه وكان (عليه السلام) اشترك فيها معه (عليه السلام). والعلم عند الله.
(567) في بعض النسخ " محمد بن زرارة " وكأنه تصحيف وقع من النساخ.
(568) المبدح البطن أي واسعه وعريضه، والارواع جمع الاروع وهو من يعجبك بحسنه وجهارة منظره أو بشجاعته. والمراد آباؤه (عليهم السلام).
(569) كأن الجملة زائدة أوردها النساخ سهوا. أو الصواب "بالقائم علامات".
(570) الحديث تم إلى هنا، وما زاد في المطبوع الحجري والبحار من زيادة "ابن ستة وابن خيرة الاماء" فهي عنوان لما يأتي بعدها خلط بالحديث كما هو ظاهر النسخ المخطوطة.
(571) الراوي بين أبي القاسم وعبد العزيز هو القاسم بن مسلم أخو عبد العزيز كما في كمال الدين، وهذا الخبر والذي بعده ليسا في بعض النسخ ولكن أشار العلامة المجلسي في المرآة بوجودهما في غيبة النعماني.
(572) في الكافي " كثرة اختلاف الناس فيه.
(573) في الكافي "لم يقبض نبيه (صلّى الله عليه وآله)".
(574) في المصدر "تبيان كل شيء".
(575) الانعام: 38.
(576) المائدة: 5.
(577) في المصدر " تركهم علي قصد سبيل الحق".
(578) الاشادة: رفع الصوت بالشيء.
(579) البقرة: 124.
(580) ما بين القوسين ساقط في النسخ وموجود في المصدر.
(581) الانبياء: 73 و74.
(582) في المصدر "حتى ورثها الله تعالى النبي (صلّى الله عليه وآله)".
(583) آل عمران: 68.
(584) الروم: 56.
(585) ما بين القوسين ساقط من النسخ أوردناه من الكافي والكمال.
(586) الغياهب جمع الغيهب وهي الظلمة وشدة السواد. والدجي: الظلام، والاجواز جمع الجوز وهو من كل شيء وسطه. والقفر من الارض: المفازة التي لا ماء فيها ولا نبات.
(587) في بعض النسخ "هاد لمن استضاء به" وهي تصحيف. واليفاع: ما ارتفع من الارض.
(588) الهاطل: المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر.
(589) السماء تذكر وتؤنث، وهي كل ما أظلك وعلاك، ووصفها بالظليلة للاشعار بوجه التشبيه وكذا البسيطة، أو المراد بها المستوية فان الانتفاع بها أكثر. والغزيرة: الكثيرة وشبهه (عليه السلام) بالعين لكثرة علمه، ووفور حكمته التي بها حياة النفوس واحياء العقول. والروضة: الارض الخضرة بحسن النبات.
(590) الشفيق - بالفاء أولا -: الناصح الامين المشفق. والشقيق - بالقافين - الاخ من الرحم كأنه شق نسبه من نسب أخيه، وقيل: الاخ من الاب والام. ووصفه بالاخ الشقيق لكثرة عطوفته ورحمته بالافراد، وكمال رأفته بهم.
(591) الناد - بفتح النون والهمزة والالف والدال - مصدر نأدته الداهية - كمنعته - اذا فدحته وبلغت منه كل مبلغ، فوصف الداهية به للمبالغة.
(592) البوار - بالفتح -: الهلاك. وما جعل بين القوسين تصحيح من المصدر.
(593) يعني هذه الفضائل كلها غير كسبية للامام انما هي من فضل الله تعالى عليه فلا يدانيه أحد في هذا المقام، ولا يعاد له احد من العلماء بلغ من العلم والفهم ما بلغ ولم يكن له بدل أو مثل أو نظير لكون علمه لدنيا غير كسبي ولا ينال مقامة السامي بالاكتساب.
(594) الحلوم كالالباب: العقول. وتاهت وحارت وضلت متقاربة المعني، وخسئت - كمنعت - أي كلت. والتصاغر من صغر أي لم يبلغ عقولهم أو كلامهم حق وصفه، وقوله و" حصرت الخطباء " أي عجزت، والحصر: العي والعجز.
(595) قوله "وجهلت الالباء" - بتشديد الباء - جمع اللبيب وهو العاقل. والمراد بالادباء وهو جمع الاديب المتأدب بالاداب الحسنة أو العارف بالقوانين العربية.
(596) "كيف" تكرار للاستفهام الانكاري الاول تأكيدا "وأني " مبالغة أخري بالاستفهام الانكاري عن مكان الوصف وما بعده "وهو بحيث النجم" الواو للحال، والضمير للامام (عليه السلام)، والباء بمعني "في" و"حيث" ظرف مكان، والنجم مطلق الكواكب، وقد يحض بالثريا، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، لان " حيث "لا يضاف الا إلى الجمل". من يد المتناولين" الظرف متعلق بحيث، وهو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس.(المرآة) أقول: "حيث" هنا بمعني "مكان" واذا لا ضير لاضافته إلى المفرد.
(597) أي اوقعت في أنفسهم الاماني الباطلة، أو أضعفتهم الاماني، من "من الناقة منا" أي حسرها وهزلها.
(598) الدحض - بالتحريك -: الزلق. والحضيض: القرار من الارض عند أسفل الجبل، وعند أهل الهيئة هي النقطة المقابلة للاوج. وفي القاموس: رجل حائر بائر أي لم يتجه لشيء ولا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا.
(599) القصص: 68.
(600) الاحزاب: 36. وتتمة الآية "ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا".
(601) القلم: 36 إلى 42.
(602) محمد (صلّى الله عليه وآله): 24.
(603) راجع سورة التوبة: 89.
(604) الانفال: 21 إلى 23 وفي الاية الاخيرة اشكال مشهور وهو أن المقدمتين المذكورتين في الاية بصورة قياس اقتراني ينتج: "لو علم الله فيهم خيرا لتولوا" وهذا محال لانه علي تقدير ان يعلم الله فيهم خيرا لا يحصل منهم التولي بل الانقياد. واجيب عنه بعدم كلية الكبرى، بان ليس المراد أنه علي أي تقدير أسمعهم لتولوا، بل علي التقدير الذي لا يعلم فيهم خيرا لو أسمعهم لتولوا. ولذلك لم يسمعهم اسماعا موجبا لانقيادهم. وفي الاية دلالة علي ان الله سبحانه لا يمنع اللطف عن أحد وانما يمنع من يعلم أنه لا ينتفع به.
(605) البقرة: 93.
(606) أي حافظ للامة، وفي بعض النسخ بالدال: وقوله "لا ينكل" اي لا يضعف ولا يجبن.
(607) المغمز مصدر أو اسم مكان من الغمز أي الطعن وهذا احدي شرايط الامام عندنا.
(608) يدل علي ان الامام لا بد أن يكون قرشيا(المرآة). وكذا لابد أن يكون هاشميا كما يظهر من الجملة الاتية، وأن يكون أيضا من العترة الطاهرة دون غيرهم.
(609) في بعض النسخ "أهل كل زمان".
(610) يونس: 36.
(611) البقرة: 269.
(612) البقرة: 247.
(613) النساء: 113 وفيها " انزل الله عليك الكتاب - الاية " فالتغيير اما منه (عليه السلام) نقلا بالمعني أو وقع سهوا من النساخ.
(614) النساء: 53 و54.
(615) كذا، وفي المصدر "عن الصواب".
(616) العثار: السقوط.
(617) يدل علي جواز الحلف بحرمات الله، والمنع الوارد في الاخبار مخصوص بالدعاوي.
(618) القصص: 50 وقوله " بغير هدي " كان في موضع الحال للتوكيد أو التقييد فان هوي النفس قد يكون موافقا للحق.
(619) محمد (صلّى الله عليه وآله): 8. وقوله " فتعسا لهم " أي هلاكا لهم أو أتعسهم تعسا، والتعس - بالفتح وبالتحريك -: الهلاك.
(620) غافر: 35، وهذا الخبر غير موجود في بعض النسخ ولكن العلامة المجلسي قال - في المرآة: هذا الخبر مروي في الاحتجاج وغيبة النعماني.
(621) هذا الخبر كسابقه أيضا ليس في بعض النسخ، ورواه المصنف عن الكليني.
(622) في الكافي "من أهل بيت نبينا".
(623) كذا، وفي بعض النسخ المصدر " وميح لهم " بشد الياء وفي بعضها " ومنح لهم " والمنهاج الطريق الواضح. وتعدية الايضاح والابلاج والفتح بعن لتضمين معني الكشف وما في معناه والابلاج: الايضاح.
(624) الطلاوة - مثلثة - الحسن والبهجة والقبول.
(625) كذا، وفي المصدر "علي أهل مواده وعالمه، وألبسه – الخ".
(626) السبب: الحبل وما يتوصل به إلى الشي، أي يجعل الله تعالى بينه وبين سماء المعرفة والقرب والكمال سببا يرتفع به اليها من روح القدس والالهامات والتوفيقات.
(627) في الكافي "ولا يقبل الله أعمال العباد – الخ".
(628) في المصدر "من ملتبسات الدجي" وكأنه من تصحيف النساخ، والتباس الامور اختلاطها على وجه يعسر الفرق بينها. والدجي جمع الدجية وهي الظلمة الشديدة.
(629) المعميات - بتشديد الميم المفتوحة - يقال: عميت الشيء أي أخفيته، ومنه المعمي، وفي بعض النسخ "مشتبهات الدين".
(630) في المصدر "يصطفيهم لذلك ويجتبيهم" والاصطفاء والاجتباء بمعنى الاختيار.
(631) قوله " لنفسه " موجود في النسخ وليس في المصدر.
(632) في المصدر " نصب لخلقه من عقبه اماما " وكأنه سقط من النسخ".
(633) في المصدر "نيرا" بتشديد الياء.
(634) القيم هو المتولي على الشيء والحافظ لأموره ومصالحه والذي يقوم بحفظه.
(635) قوله "وبه يعدلون" أي بالحق، وقوله "ودعاته" ليس في بعض النسخ: والرعاة جمع الراعي وهو الحافظ الحامي.
(636) "بهديهم" اما بضم الهاء وفتح الدال من الهداية أو بفتح الهاء وسكون الدال والياء المنقوطة من تحت بمعني السيرة والطريقة، وتستهل أي تتنور وتستضئ "بنورهم البلاد" أي أهلها، والتلاد والتليد والتالد: كل مال قديم وعكسه الطارف والطريف والتخصيص به لانه أبعد من النمو، أو لان الاعتناء به أكثر، ولا يبعد كونه كناية عن تجديد الاثار القديمة الاسلامية كالمساجد والمعابد والمدارس العلمية المندرسة.
(637) الباء للسببية، و" ذلك " اشارة إلى جميع ما تقدم فيهم، وقوله " علي محتومها " اما حال عن المقادير، أو متعلق بجرت أي جرت بسبب تلك الامور المذكورة الحاصلة فيهم تقديرات الله علي محتومها، أي ما لا بداء فيه ولا تغيير.
(638) في المصدر "والهادي المنتجي" من انتجي القوم اذا تساروا، أي صاحب السر المخصوص بالمناجاة وايداع الاسرار.
(639) أي خلقه ورباه أحسن تربية معتنيا بشأنه.
(640) ذرأه - بالهمز كمنعه - أي خلقه في عالم الارواح، وربما يقرء ذراه بالالف فهي منقلبة عن الواو أي فرقه وميزه. وبرأه - كمنعه - أي خلقه في عالم الاجساد، وقد تركت الهمزة وقرء براه كجفاه. وقوله "ظلا" حال عن ذرأه أو مفعول ثان لبرأه بتضمين معني الجعل والمراد بالظل الروح قبل تعلقه بالبدن وهو معنى "قبل خلقه نسمة" فان قلنا بتجرد الروح أولنا كونه عن يمين العرش بتعلقه بالجسد المثالي أو العرش بالعلم.
(641) الحبو: العطية ومحبوا علي صيغة المفعول أي منعما عليه.
(642) اختاره بعلمه "أي بأن أعطاه علمه، أو بسبب علمه بأنه يستحقه"، وانتجبه لطهره "أي لعصمته، أو لان يجعله مطهرا، وعلي أحد الاحتمالين الضمير ان لله، وعلي الاخر للامام. وقوله "بقية من آدم" أي انتهي اليه خلافة الله التي جعلها لادم. (المرآة).
(643) السلالة - بالضم -: الذرية. وصفوة الشيء ما صفا منه ".لم يزل مرعيا " أي محروسا ".بعين الله " أي بحفظه وحراسته أو بعين عنايته.
(644) كذا، وفي المصدر " يحفظه ويكلاه بستره مطرودا عنه حبائل ابليس وجنوده " والكلاء ة: الحراسة. والطرد: الدفع.
(645) الوقوب: دخول الظلام، والغاسق: الليل. والقوارف: الاتهامات والافتراءات. والعاهات: الامراض، أو القوارف بمعني الكواسب أي اكتسابات السوء.
(646) أي في أوائل سنه، يقال: أيفع الغلام اذا شارف الاحتلام ولم يحتلم.
(647) الضمير راجع إلى الله أي إلى ما أحب من خلافته. وفي بعض النسخ " إلى حجته " ولعل الصواب: إلى جنته".
(648) انتدبه اي دعاه وحثه، وفي اللغة أن الندب بمعني الطلب والانتداب الاجابة، وقال الفيومي: انتد به للامر فانتدب يستعمل لازما ومتعديا.
(649) أي البيان الفاصل بين الحق والباطل كما في قوله تعالى " انه لقول فصل وما هو بالهزل " وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة أي زيادة بيانه.
(650) استخبأه - بالخاء المعجمة والباء الموحدة مهموزا، أو غير مهموز تخفيفا -: استكتمه، وفي بعض النسخ "استحباه " بالحاء المهملة أي طلب منه أن يحبو الناس الحكمة كما في المرآة. وقوله "واسترعاه لدينه" ليس في بعض النسخ ولكن موجود في المصدر ومعناه علي ما في المرآة طلب منه رعاية الناس وحفظهم لامور دينه، أو اللام زائدة.
(651) اي عند ما يحير أهل الجدل الناس بشبههم، وقد يقرأ بالباء الموحدة، وفي اللغة تحبير الخط أو الشعر: تحسينه فالمعني: عند ما زين أهل الجدل كلامهم للخلق.
(652) كذا، وفي المصدر " النافع". ولعل الصواب "الناجع".
(653) في المصدر " ولا يصد عنه الاجري علي الله جل وعلا " وقلنا سابقا: هذا الخبر غير موجود في بعض النسخ لكن العلامة المجلسي - رحمه الله - أشار في المرآة إلى كونه موجودا في نسخته.
(654) ما بين القوسين ليس في النسخ انما أضفناه تسهيلا للباحث. وتقدمت الاشارة في ص 216 إلى ابن ستة، وسيأتي الكلام فيه مع تفصيل ص 230.
(655) ما في بعض النسخ من "زيد الكناسي" من تصحيف النساخ.
(656) كذا وفي نسخة "سنة من يوسف" وقد تقدم.
(657) الحكم بن سعد الاسدي أخو مشمعل الاسدي الناشري عربي قليل الحديث، شارك أخاه مشمعلا في كتاب الديات ومشمعل أكثر رواية منه(النجاشي).
(658) الخيرة - بكسر الخاء وسكون الياء وفتحها - المختارة، والافضل.
(659) أي واسعه وعريضه، وتقدم الكلام في المشرب حمرة، وفي رحم الله فلانا.
(660) أي وهم، والكذب هنا بمعني التمني والتوهم وجلت ساحة زيد عن الكذب المفتري.
(661) من الصبر - ككتف - وهو عصارة شجر مر، والجمع صبور - بضم الصاد - والواحدة " صبرة - " بفتح الصاد وكسر الباء ولا تسكن باؤه الا في ضرورة الشعر كقوله " صبرت علي شيء أمر من الصبر".
(662) أي قتلا، وفي نسخة هنا بياض.
(663) المغيرية هم أصحاب المغيرة بن سعيد الكذاب الذي كان يكذب علي أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، وكان يدعو إلى محمد بن عبد الله بن الحسن في أول أمره. وما في بعض النسخ من "المعتزلة" من تصحيف النساخ.
(664) كذا.
(665) المهيرة: الحرة الغالية المهر وجمعها مهائر. والمراد بمحمد بن عبد الله بن الحسن محمد بن عبد الله محض، راجع لاحواله الطالبيين.
(666) النسخ في ظبط كلمة "ابن سبية" مختلفة ففي بعضها " ابن ستة " وفي بعضها " ابن سبية " وفي بعضها " ابن سته " والظاهر الصواب ما في المتن بقرينة ابن خيرة الاماء، والسبية: المرأة تسبي، وقال العلامة المجلسي بعد ما ضبطها في البحار " ابن ستة: " لعل المعني ابن ستة أعوام عند الامامة، أو ابن ستة بحسب الاسماء فان أسماء آبائه (عليهم السلام) محمد وعلي وحسين وجعفر وموسى وحسن ولم يحصل ذلك في أحد من الائمة (عليهم السلام) قبله. مع أن بعض رواة تلك الاخبار من الواقفية ولا تقبل رواياتهم فيما يوافق مذهبهم - انتهي. أقول: ولا يبعد احتمال كونه " ابن سته " والمراد ابن سيدة ولا ينافي كونها أمة ويؤيد ذلك أن في الاحتجاج للطبرسي في حديث مسند عن الحسن بن علي المجتبى (عليهما السلام): "ذلك التاسع من ولد أخي ابن سيدة الاماء " هذا، وقال زميلنا الفاضل المحقق محمد الباقر البهبودي في هامش البحار: الصواب " ابن سته " وهو عبارة اخري عن كونه (عليه السلام) " أزيل " يعني متباعدا ما بين الفخذين.
(667) أي سيرته في حروبه مع الاسري والسبايا من المحاربين كانت بالمن واطلاقهم بدون أخذ الفداء، وفي بعض النسخ "باللين" وما في المتن أنسب كما يأتي.
(668) أي لا يقبل التوبة من محاربيه اذا كانوا غير ضالين ولا شاكين، ولا ينافي ذلك قبول توبة من كان علي ضلال فاستبصر انما يقتل من كان علي كفر عن بينة. وفي بعض النسخ " ولا يستنيب أحدا " أي يتولى الامور العظام بنفسه. ولكن لا يناسب المقام وما في الصلب أنسب.
(669) ناواه أي عاداه ونازعه.
(670) المولي - بصيغة اسم الفاعل - من يولي دبره يوم القتال من الذين حاربوا أصحابه ".وأجهز علي الجريح " أي أتم قتله. وروي الكليني وكذا الشيخ في التهذيب مسندا عن الثمالي قال: "قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام) أن عليا (عليه السلام) سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أهل الشرك، قال: فغضب ثم جلس ثم قال: سار والله فيهم بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم الفتح، أن عليا كتب إلى مالك وهو علي مقدمته في يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ولا يقتل مدبرا، ولا يجهز علي جريح. ومن أغلق بابه فهو آمن. فأخذ الكتاب ووضعه بين يديه علي القربوس من قبل أن يقرأه ثم قال اقتلوهم، فقتلهم حتى أدخلهم سكك البصرة، ثم فتح الكتاب فقرأ، ثم أمر مناديا فنادي بما في الكتاب.
(671) الانماط جمع نمط - محركة -: ظهارة الفراش، أو ضرب من البسط. والحسن ابن هارون كوفي معنون في مشيخة الفقيه.
(672) روي الكليني في الكافي كتاب الجهاد ج 5 ص 33 عن القمي عن أبيه، عن اسماعيل بن مرار، عن يونس، عن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لسيرة علي (عليه السلام) في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس، انه علم أن للقوم دولة، فلو سباهم لسبيت شيعته، قلت: فأخبرني عن القائم (عليه السلام) يسير بسيرته؟ قال: لا إن عليا صلوات الله عليه سار فيهم بالمن للعلم من دولتهم، وان القائم - عجل الله تعالى فرجه - يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لانه لا دولة لهم".
(673) المراد من الامر الجديد والكتاب الجديد والقضاء الجديد، الاحكام المنذهلة الاسلامية التي كانت في الكتاب لكن تعطلت قليلا قليلا علي مر الدهور والاعوام وتركها المسلمون جهلا بها أو ذاهلا عنها، وليس المقصود نسخ الاحكام وابطال الشريعة والكتاب. مع أن النسخ ما تأخر دليله عن حكم المنسوخ لا ما كان الدليلان مصطحبين.
(674) جشب الطعام جشوبا - من باب كرم يكرم - خشن، والطعام الجشب - بكسر الشين وسكونها - الغليظ الخشن، وقيل: هو ما لا أدم فيه.
(675) يدل علي صعوبة الامر في أوائل قيامه (عليه السلام) روي الكليني في الحسن كالصحيح عن المعلي بن خنيس أنه قال: "قلت لابي عبد الله (عليه السلام) يوما: جعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم، فقلت: لو كان هذا اليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلي اما والله لو كان ذاك ما كان الا سياسة الليل وسباحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب فزوي ذلك عنا، فهل رأيت ظلامة صيرها الله تعالى نعمة الا هذه". وسيأتي نظيره عن المؤلف في باب ما جاء من الشدة التي يكون قبل ظهوره (عليه السلام)، والمراد بسياسة الليل حفظ ثغور المسلمين، وبسباحة النهار السعي في المهمات وما يلزمهم من المعاش.
(676) أي الراية.
(677) في بعض النسخ "وجهه كالبدر".
(678) المنشار - بالكسر - آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ويقال لها بالفارسية "أره". أو خشبة ذات أصابع يذري بها البر ونحوه.
(679) في بعض النسخ "يدخل الجيل ذليلا" وفي البحار "يدخل الجبل ذليلا".
(680) يعني القاسم بن محمد بن أبي بكر، وما في بعض النسخ من "عبد الله بن القاسم" تصحيف.
(681) أي أجعل نفسي مقطوعة النسل، ومنه المجبوب.
(682) تغمر "أي تكثر، والسفاح" مراودة الرجل المرأة بدون نكاح، والزنا، أو اراقة الدم، وفي الحديث "أوله سفاح وآخره نكاح" أراد به ان المرأة تسافح الرجل مدة ثم يتزوجها.
(683) كذا، ولعله جمع هلال بمعني الغلام الجميل، ويمكن أن يكون الاصل "تغطي الاهلة" أي يستر عن الناس هلال كل شهر. والاول بالسياق أنسب.
(684) قوله: "فان لم يفعلوا " أي فان مال أهل العلم - والقراء كناية عنهم - إلى الامراء، وترك الابرار النهي عن المنكرات ثم أظهروا النفرة، وتباعدوا عن أهل المعاصي واستظهروا بكلمة "لا اله الا الله" يعني أظهروا التوحيد، فقال الله تعالى: كذبتم ما كنتم بأهله، أعني لم يقبل الله منهم.
(685) ابراهيم بن مرثد – أو مزيد - الجريري الازدي من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام) كوفي، يروي عن أخيه عبد خير المكني بأبي الصادق الازدي وهو من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام).
(686) الطيلسان - بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة وسين مهملة وآخره نون -: اقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحي الديلم والخزر، والخزر بلاد الترك خلف باب الابواب وهم صنف من الترك.
(687) في بعض النسخ "أصحاب الويتهم" جمع لواء.
(688) ناواه مناواة ومناوأة ونواء أي عارضه وعاداه.
(689) يعني محمد بن همام بن سهيل.
(690) قال ذلك لكون العلج - بكسر العين - قد يطلق في لسان أهل اللغة علي الكفار من العجم دون العرب. وسيأتي الكلام في المراد بالعلج في ذيل الحديث الثامن عشر من الباب ان شاء الله تعالى.
(691) البقرة: 155.
(692) الموت الذريع أي فاش أو سريع.
(693) آل عمران: 7 .
(694) هو داود بن أبي داود الدجاجي المعنون في منهج المقال لميرزا محمد الاسترابادي كان من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام) يروي عنه معمر بن يحيي العجلي الكوفي وهو ثقة عند ابي داود والعلامة والنجاشي.
(695) مريم: 37.
(696) الشعراء: 4.
(697) الخدر - بكسر الخاء المعجمة -: ستر يمد للجارية، وما يفرد لها من السكن، وكل ما تتواري به.
(698) هو عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي التميمي المكني بأبي العباس رجل من أصحابنا ثقة سليم الجنبة، وكانه روي الخبر عن الحسين بن سعيد الاهوازي، عن ابن أبي عمير كما يظهر من كمال الدين.
(699) في بعض النسخ "عباس بن عبيد" وكأنه "عباس بن عتبة" فصحف في النسخ.
(700) في بعض النسخ "وجه يطلع في القبر ويدانيه" ويمكن أن يقرأ كما في احدي النسخ المخطوطة "وجه يطلع في القبر وبدا فيه".
(701) علي بن عاصم رجل من العامة مرمي بالتشيع عندهم وهو الذي أجتمع في مجلسه أكثر من ثلاثين ألفا، نقل عن يعقوب بن شيبة قال: أصحابنا - يعني العامة - مختلفون فيه منهم من أنكر عليه كثرة الغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالف فيه الناس، ومنهم من تكلم في سوء حفظه، وقد كان من أهل الصلاح والدين والخير، مات بواسط سنة احدي ومائتين في خلافة المأمون كما في معارف ابن قتيبة.
(702) أي كيف يقول محمد بن ابراهيم بن اسماعيل - المعروف بابن طباطبا - ابن ابراهيم بن الحسن المثني: اني القائم؟. وهو الذي خرج مع أبي السرايا في عصر المأمون وقصته معروفة في التواريخ. وفي بعض النسخ " وكف يقول هذا وهذا" وقوله " يقول " أي يشير وقال بيده أي أشار، ومعني الجملة كف يشير هكذا وهكذا، وهذه النسخة أنسب بالمقام عند بعض لكن في البحار كما في المتن.
(703) الهردي - بضم الهاء ككرسي - المصبوغ بالهرد - بالضم - وهو الكركم الاصفر، وطين أحمر، وعروق يصبغ بها، ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ أصفر يصبغ به، يعني نارا يشبه الهردي من حيث اللون تكون أصفر أو أحمر، وقرء ها في البحار " الهروي " وقال: لعل المراد الثياب الهروية شبهت بها في عظمها وبياضها.
(704) في بعض النسخ "فتوقعوا الفرج بظهور القائم (عليه السلام) – الخ".
(705) في بعض النسخ "وصوت من الأرض".
(706) أي ما يسومهم الدهر من العذاب والنكال، والكلب - محركة -: الاذي والشر. وداء يشبه الجنون يأخذ الكلب فتعقر الناس، فتكلب الناس أيضا.
(707) تقدمت هذه القطعة من الخبر أعني من قوله " لا يقوم القائم (عليه السلام) الا علي خوف - إلى هنا " عن أبي حمزة الثمالي عنه (عليه السلام) في فصل سيرة القائم ص 235 وفيه " وخروجه اذا خرج عند الاياس والقنوط " بدون ذكر " من أن يروا فرجا " وفيه أيضا " ثم قال (عليه السلام): إذا خرج يقوم " وأيضا " فلا يستتيب أحدا " لكن فيما عندي من النسخ مخطوطها ومطبوعها " ولا يستبقي أحدا " ولا ريب أن أحدهما تصحيف الاخر، وما ههنا معناه لا يبقي أحدا من المجرمين المعاندين الذين لم يرتدعوا عن العناد والعداء أعني يقتلهم ولا يحبسهم. وتقدم معني الاستتابة وبيانها.
(708) كذا في المخطوط، وفي البحار "فاذا كان ذلك".
(709) فرسي رهان - بصيغة التثنية - مثل يضرب للمتساويين في الفضل وللمتسابقين في المجاراة.
(710) الخرز - محركة -: ما ينظم في السلك.
(711) قد جاء ت أخبار في أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فهي في النار، أو - صاحبها طاغوت - وامثال ذلك، واستثني في هذا الخبر راية اليماني لكونها في طليعة الظهور، وأما اليماني من هو؟ فعلمه إلى الله، أنما علامته معيته مع الرايات الاربعة الاخر. والضمير المذكر في " لانه " راجع إلى اليماني.
(712) التوي الشيء: انعطف، والتوي عليه الامر: اعتاص. وفي بعض النسخ " ولا يحل لمسلم أن يتكبر عليه". وهو قريب من معناه.
(713) في بعض النسخ "وذلك كمثل رجل".
(714) في بعض النسخ " قدر فيما قدر وقضي بأنه كائن لابد منه أخذ بني أمية بالسيف جهرة، وأن أخذ بني فلان بغتة".
(715) كذا في بعض النسخ، والعنيف: الشديد الذي لا يرفق، والعنف: القساوة، وفي بعض النسخ "عسفا" بالسين المهملة بمعني المعسوف أي المغصوبة نفسها بالخدمة، من عسف فلانا أي استخدمه، وفلانة غضبها نفسها فهي معسوفة.
أو بمعني العاسف أي الذي ركب الامر بلا روية ولا هداية. والخامل: الساقط، والذي لا نباهة له، وفي نسخة مخطوطة " ذا بلا أصله".
(716) جمع السبلة وهي ما علي الشارب من الشعر.
(717) ما بين القوسين موجود في المخطوط وليس في المطبوع الحجري في الصلب ولا في البحار.
(718) قوله (عليه السلام) " كلفت مالم يكلفوا " من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولذا ميزناه عن كلام النبي (صلّى الله عليه وآله).
(719) النمل: 82.
(720) راجع الصفحة الاتية في توضيح الكلام.
(721) هذه الاخبار وما شابهها اخبار عما سيكون في طيلة الزمان من الحوادث الكائنة وليس المراد منها علامات ظهور القائم (عليه السلام)، وحيث أن تأليف الكتاب كان في أواسط خلافة بني العباس، وكان انقراض دولتهم بيد الخراساني في القرن السابع تعد كلها من المعجزات للاخبار بما سيكون، نظير ما نقله ابن الوردي عن ابن خلكان أنه قال في تاريخه: "ان عليا - كرم الله وجهه - أفتقد عبد الله بن العباس وقت الصلاة الظهر، فقال لاصحابه: ما بال أبي العباس لم يحضر الظهر؟ فقالوا: ولد له مولود، فلما صلي علي (عليه السلام) قال: امضوا بنا اليه، فأتاه فهنأه فقال: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، ما سميته؟ فقال: أو يجوز أن أسميه حتى تسميه؟ فأمر به فأخرج اليه، فأخذه وحنكه ودعا له ثم رده اليه،
وقال: خذ اليك أبا الاملاك قد سميته عليا وكنيته أبا الحسن، ودخل علي - هذا - يوما علي هشام بن عبد الملك ومعه ابنا ابنه: السفاح والمنصور ابنا محمد بن علي المذكور، فأوسع له علي سريره وسأله عن حاجته، فقال ثلاثون ألف درهم علي دين، فأمر بقضائها، قال له: وتستوصي بابني هذين خيرا، ففعل فشكره وقال: وصلتك رحم، فلما ولي علي قال هشام لاصحابه: ان هذا الشيخ قد اختل وأسن وخلط فصار يقول: ان هذا الامر سينقل إلى ولده فسمعه علي، فقال: والله ليكونن ذلك وليملكن هذان".
وقال ابن الوردي: قال ابن واصل: أخبرني من أثق به أنه، وقف علي كتاب عتيق فيه ما صورته "ان علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بلغ بعض خلفاء بني أمية عنه أنه يقول: ان الخلافة تصير إلى ولده، فامر الاموي بعلي بن عبد الله، فحمل علي جمل وطيف به وضرب وكان يقال عند ضربه: هذا جزاء من يفتري ويقول: ان الخلافة في ولدي " ولا تزال فيهم حتى يأتيهم العلج من خراسان فينتزعها منهم فكان كما قال، والعلج المذكور هلاكو. وهو الذي جاء من قبل المشرق - انتهى. أقول: والمراد بالكوفة في الخبر العراق. وابتداء دولة بني العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهي السنة التي بويع فيه السفاح بالخلافة وقتل فيها مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية. وآخرها سنة ست وخمسين وستمائة سنة استيلاء التتر وفيه قتل المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس وأما السفياني فيلزم أن يكون مع هلاكو حيث أنه جاء في غير واحد من الاحاديث كما سيأتي أن السفياني والقائم في سنة واحدة. وقد تقدم أن خروج السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة، فكون المراد بالخراساني هلاكو غير مسلم، نعم لا يبعد ان يكون المراد بالعلج هو.
فيكون من باب الاخبار بالحوادث التي تحدث في طول الغيبة لا علائم الظهور.
(722) هو عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز أبو علي الكوفي ثقة، له كتب، عنه علي بن الحسن بن فضال، وكان نقي الحديث، صحيح الحكايات كما في فهرست النجاشي.
(723) التعيير: التعييب، وعيره - من باب التفعيل -: أي عابه.
(724) الشعراء: 3.
(725) كذا، أي يشتموننا ويسبوننا، والقياس ينالون منا، من نال من عرضه أي سبه، ونال من فلان وقع فيه.
(726) القمر، وقراء ته (عليه السلام) هذه الاية عندئذ من باب تعيين المصداق لا التأويل المصطلح.
(727) قوله "قال" من كلام أبي الحسن الشجاعي الكاتب - رحمه الله -وكذا فيما يأتي.
(728) في بعض النسخ "ان الناس".
(729) بقرينة قوله "وأهل القبلة" أن المراد بأهل المشرق والمغرب الكفار اما أهل الكتاب أو غيرهم من المشركين أو الملاحدة "والدهريين".
(730) في بعض النسخ والبحار "فالنفر النفر" وهو بمعني السرعة في الذهاب كالنفير.
(731) المراد من سلطان جديد من السماء النظام الالهي الجديد في الحكومة لم يسبق مثله.
(732) في بعض النسخ "الحسن بن موسى". والصواب ما اخترناه لما في الرجال "الحسين بن موسى" ابن سالم الخياط الكوفي مولي بني أسد، وله كتاب.
(733) في النهاية "في صفة الصحابة: كأن على رؤوسهم الطير" وصفهم بالسكون والوقار وانهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لان الطير لا تكاد تقع الاعلي شيء ساكن. وقال العلامة المجلسي(ره) بعد نقل ذلك عن النهاية: لعل المراد هنا دهشتهم وتحيرهم.
(734) في بعض النسخ "ناجية العطار" والظاهر كونه ناجية بن أبي عمارة بقرينة رواية الحسن بن علي بن فضال عنه، وهو من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام).
(735) في بعض النسخ "فمن يقاتل القائم (عليه السلام) بعد هذا".
(736) في بعض النسخ "يعي رجلا من بني امية".
(737) هو المثني بن الوليد الحناط بقرينة رواية الحسن بن علي الخزاز عنه. وما في بعض النسخ من "الميثمي" فهو تصحيف وقع من النساخ.
(738) المراد العقبة الثانية حيث ان الشيطان - بعد بيعة النقباء له (صلّى الله عليه وآله) - صرخ من رأس العقبة بأنفذ صوت: يا أهل الجباجب – والجباجب المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه، قد اجتمعوا علي حربكم، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "هذا أزب العقبة: هذا ابن أزيب أتسمع أي عدو الله، أما والله لافرغن لك". راجع سيرة ابن هشام العقبة الثانية.
(739) يعني محمد بن عبد الله بن زرارة. وما في بعض النسخ من "محمد بن عبد الرحمن" تصحيف وقع من النساخ.
(740) في بعض النسخ "ان الحريزي".
(741) يعني يعرف ذلك من يعتقده قبل أن يكون ومثلك لا يعرف المحق من المبطل كما تنكره الان. فالذي يصدق قول الحق الان فقد يصدق به اذا يكون، ويؤيد ما قلناه الخبر الآتي.
(742) أي من كان يصدقها قبل كونه لانه يؤمن بالغيب والذين يؤمنون بالغيب لهم قوة التمييز بين الحق والباطل.
(743) في بعض النسخ " حماد بن عيسى " والصواب ما في الصلب لرواية محمد بن الوليد عنه كثيرا، وعدم روايته عن حماد بن عيسى.
(744) في بعض النسخ "من شدة البلاء".
(745) لم أجده بهذا العنوان، ولعله أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني نزيل مصر وكان ثقة في حديثه ورعا لا يطعن عليه، سمع الحديث وأكثر من أصحابنا والعامة، ذكر أصحابنا أنه وقع اليهم من كتبه كتاب كبير في ذكر من روي من طرق أصحاب الحديث أن المهدي (عليه السلام) من ولد الحسين صلوات الله عليه وفيه أخبار القائم (عليه السلام) كما في فهرست النجاشي.
(746) الذعلبة - بالكسر -: الناقة السريعة.
(747) الوضين: بطان منسوج بعضه عل بعض يشد به الرحل علي البعير كالحزام علي السرج، وقال في النهاية منه الحديث "اليك تغدو قلقا وضينها " أراد أنها هزلت ودقت للسير عليها. وقال العلامة المجلسي(ره) بعد نقل ذلك عن الجزري: يحتمل أن يكون ما في الخبر كناية عن السمن أو الهزال أو كثرة سير الراكب عليها واسراعه.
(748) في بعض النسخ " حصين المكي " وفي بعضها " حكم المكي " وكلاهما تصحيف والصواب كما يظهر من نسخة مخطوطة " أسلم المكي " وهو مولي محمد بن الحنفية وله قصة مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) لا بأس بذكرها، نقل أنه قال له أبو جعفر (عليه السلام): "أما انه - يعني محمد بن عبد الله بن الحسن - سيظهر ويقتل في حال مضيقة، ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فانه عندك أمانة، قال: فحدثت معروف بن خربوذ بذلك وأخذت عليه العهد مثل ما أخذ علي، فسأله معروف عن ذلك، فالتفت (عليه السلام) إلى أسلم، وقال أسلم: جعلت فداك أخذت عليه مثل الذي أخذت علي، فقال (عليه السلام): لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم شكاكا، والربع الاخر أحمق". رواه الكشي في رجاله.
(749) تقدم الكلام فيه في عنوانه ص 230.
(750) كذا وفي بعض النسخ " من كورة " بالتاء المنقوطة المدورة، والمراد من أهل زمانه، والكور - بفتح الكاف الجماعة الكثيرة من الابل والقطيع من الغنم. والكورة - بالضم -: المدينة والصقع والبقعة التي يجتمع فيها قري ومحال، جمعها كور - كتحف -. ولعل المراد الكرة ومعناه الرجعة، ولابي الطفيل في الرجعة كلام مع أمير المؤمنين (عليه السلام) رواه سليم بن قيس في كتابه يؤيد ما قلناه.
(751) فصلت: 53.
(752) راجع فصلت: 16.
(753) كذا في النسخ وفي البحار أيضا، والمظنون أن الصواب "فترك البغلة".
(754) اريد بالمرجئة قوم اختاروا من عند أنفسهم رجلا بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) وجعلوه رئيسا لهم ولم يقولوا بعصمته عن الخطأ، وأوجبوا طاعته في كل ما يقول، وانما عبر عنهم بالمرجئة لانهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الامام ليكون نصبه باختيار الامة؛ وقد يطلق المرجئ علي الحروي والقدري.
(755) المراد بالعلق - بالتحريك -: الدم الغليظ، وهذا كناية عن ملاقات الشدائد التي توجب سيلان العرق والجراحات المسيلة للدم كذا في البحار.
(756) أي بدون مؤونة ومشقة، من أعطيته عفوا أي من غير مسألة.
(757) تقدم في أوائل الكتاب ترجمته ومن يعني به، وقلنا هناك: من المحتمل أن يكون العباسي تصحيف العلوي، جعله الكاتب فوق "العلوي" نسخة بدل له، وزعم الناسخ أنه من المتن فأدخله. وأما علي بن أحمد البندنيجي فالظاهر هو الذي عنونه العلامة - رحمه الله - في القسم الثاني من خلاصته وقال: علي بن أحمد البندنجي أبو الحسن سكن الرملة، ضعيف متهافت لا يلتفت اليه. وكذا في القسم الثاني من رجال ابن داود، وفيه "البندليجي".
(758) كذا، ويونس بن رباط كوفي ثقة كما في الخلاصة للعلامة - رحمه الله -.وفي البحار " يونس بن ظبيان " ههنا وفيما يأتي.
(759) في بعض النسخ " علي بن اسحاق بن عمارة الكناسي " وفي البحار " علي بن اسحاق بن عمار".
(760) كذا، وفي البحار " يونس بن ظبيان.
(761) بقرينة قوله "بقم" أن المراد بعلي بن الحسين، علي بن بابويه المعروف، لكن زاد في غير موضع من هذا الكتاب بعده "المسعودي" والمظنون عندي كلمة المسعودي زيادة من بعض النساخ لتوهم كونه اياه، وعلي بن الحسين المسعودي لم يدخل بلدة قم قط، ولم ينص أحد بذلك، مضافا إلى أن محمد بن يحيي كان من مشايخ علي بن بابويه دون المسعودي.
(762) الجشب – بكسر الشين -: الطعام الذي ساء الرجل أكله واشمأز منه، ومالا يطيب أكله.
(763) في البحار ج 11 ص 340 الطبعة الحروفية "فافترقوا ثلاث فرق".
(764) انما قالوا ذلك اعترافا بصدقه وتسليما له، لا دفعا للامر بالغرس للمرة الاخرى.
(765) ذكر هذا الخبر هنا دفعا لتوهم خلف الوعد بالتأخير، وانما التأخير للاختبار والامتحان، أو لتأخر ظرفه، أو لعدم تهيأ النفوس له، أو لمصلحة اخرى.
(766) رواية عبد الواحد عن أبي سليمان غريب، والمؤلف روي فيما تقدم وما سيأتي عن كليهما بدون الواسطة، وعبد الواحد يروي في جميع هذا الكتاب عن محمد بن جعفر القرشي، وأبو سليمان يروي عن ابراهيم بن اسحاق. وكأن جملة "حدثنا عبد الواحد بن يونس قال" من زيادات النساخ.
(767) قوله "الا سياسة الليل" أي سياسة الناس وتدبير أمورهم وحراستهم من شياطين الانس والجن، والسياسة: القيام علي الشيء بما يصلحه علي ما في النهاية الاثيرية. وقوله "وسباحة النهار" بالباء الموحدة من قوله تعالى: "ان لك في النهار سبحا طويلا" أي تصرفا وتقلبا في المهمات والمشاغل والاهتمام بأمور الخلق وتدبير شؤونهم الاجتماعية وما يعيشون به.
(768) يعني وان لم نكن عند ذاك كجدنا أمير المؤمنين (عليه السلام) في سيرته في المطعم والملبس عذبنا.
(769) قوله "فزوي ذلك عنا" أي صرف وأبعد. وقوله "فهل رأيت" تعجب منه (عليه السلام) في صيرورة الظلم عليهم نعمة لهم. والمراد بالظلامة ههنا الظلم.
(770) كذا.
(771) المعالجة في اللغة: المزاولة والممارسة. والمراد مصاحبة الاغلال في النار.
(772) كذا، وفي غيبة الشيخ "ألهذا الامر أمد ينتهي اليه، نريح اليه أبداننا وننتهي إليه".
(773) في قوله "حرصوا علي أن يقطعوه – الخ" قدح عظيم لهم، والخبر يدل علي أنه (عليه السلام) علم من عند الله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائم (عليه السلام) بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتى أن في بني فاطمة (عليها السلام) جماعة لو عرفوه باسمه وصفته وخصوصياته لقتلوه اربا اربا لو وجدوه. فلذا قال: يا أبا خالد سألتني عن سؤال مجهد يعني سؤال أوقعني في المشقة والتعب، والظاهر أن الكابلي سأل عن خصوصيات اخر له (عليه السلام) غير ما عرفه من طريق آبائه (عليهم السلام) من وقت ميلاده وزمان ظهوره وخروجه وقيامه.
(774) تقدم الكلام فيه آنفا.
(775) في بعض النسخ "وذهاب ملك بني العباس" مكان "خسف بالبيداء".
(776) الموت الجارف أي العام كما في اللغة، وقرأ العلامة المجلسي (ره) الكلمة "الجاذف" وقال: معناه الموت السريع. لكن النسخ متفقة علي "الجارف" وهي أنسب بالمقام.
(777) كذا في النسخ وفي البحار أيضا ولم أجد - إلى الان - بهذا العنوان في هذه الطبقة أحدا، وعبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي أبو عبد الله البصري هو صاحب مالك والاتحاد غير معلوم مع اختلاف الطبقة.
(778) محمد بن عمر بن يونس أو "ابن عمرو بن يونس" لم أجده، وفي بعض النسخ "بن يوسف" مكان "بن يونس".
(779) علي بن الحزور هو الذي يقول بامامة محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - وهو من رواة العامة عنونه ابن حجر في التقريب والتهذيب، والكشي في رجاله. وفي بعض النسخ " علي بن الجارود " وهو تصحيف. نعم روي الشيخ(ره) بعض هذا الخبر باسناده عن محمد ابن سنان، عن أبي الجارود، عن محمد بن بشر الهمداني. وأبو الجارود اسمه زياد بن المنذر.
(780) قال العلامة المجلسي(ره) بنو مرداس كناية عن بني العباس اذ كان في الصحابة رجل يقال له "عباس بن مرداس" انتهى. وأقول: هو عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة يكني أبا الهيثم، أسلم قبل فتح مكة بيسير، وشهد فتح مكة وهو من المؤلفة قلوبهم، ذكره ابن سعد في الطبقات في طبقة الخندفيين.
واشتهر أمره من يوم أعطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عيينة بن حصن والا قرع بن حابس في حنين أكثر مما أعطاه من الغنائم فقال خطابا للنبي (صلّى الله عليه وآله):

 

أتجعل نهبي ونهب العـ * بيد بن عيينة والاقرع
فما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع

 

إلي آخر الاشعار، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "اذهبوا فاقطعوا عني لسانه" فأعطوه من غنائم حنين حتى يرضي، وكان شاعرا محسنا وشجاعا مشهورا.
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فانه يزيد في قوتك وجرأتك، قال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، ولا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبدا.
(781) زاد في بعض النسخ " واطمأنوا أن ملكهم لا يزول " وكأن الزيادة توضيح لبعض الكتاب كتبها فوق السطر أوفي الهامش بيانا لقوله " أمنو مكر الله وعقابه " فخلطت حين الاستنساخ بالمتن.
(782) في نسخة "ليس لهم مناد يسمعهم ولا جماعة".
(783) في بعض النسخ "وقد ضرب الله مثلهم في كتابه".
(784) يونس: 24 .
(785) "لهذا الامر" أي للفرج وهو يوم رجوع الحق إلى أهله. وقوله "وقت" أي وقت معين معلوم عندنا.
(786) وهو زمان امامته (عليه السلام) فان أباه (عليه السلام) توفي سنة 114، وتوفي هو (عليه السلام) سنة 148، وسيأتي بيان الخبر عن العلامة المجلسي(ره).
(787) يأتي بيان المرتين في الحدث الاتي.
(788) كذا، وفي رواية التي رواها الشيخ في الغيبة عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) " ان الله تعالى كان وقت هذا الامر إلى السبعين " ولا يخفي اختلاف المفهومين، فان المبدأ في أحدهما غير معلوم، وعندي أن كلمة " سنة " في هذا الحديث والذي تقدم تحت رقم 8 من زيادات النساخ كما أنها ليست في الكافي مع أنه يروي الخبر عن الكيني(ره).
(789) كذا، وزاد هنا في الكافي " تعالى علي أهل الارض".
(790) قال العلامة المجلس(ره): "قيل: السبعون اشارة إلى خروج الحسين (عليه السلام) والمائة والاربعون إلى خروج الرضا (عليه السلام) - ثم قال - أقول: هذا لا يستقيم علي التواريخ المشهورة، اذ كانت شهادة الحسين (عليه السلام) في أول سنة احدي وستين، وخروج الرضا (عليه السلام) في سنة مائتين من الهجرة.
والذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، وكان ابتداء ارادة الحسين (عليه السلام) للخروج ومبادية قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة - خذلهم الله - كانوا يراسلونه في تلك الايام، وكان (عليه السلام) علي الناس في المواسم، ويكون الثاني اشاره إلى خروج زيد بن علي فانه كان في سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة فاذا انضم ما بين البعثة والهجرة اليها يقرب مما في الخبر، أو إلى انقراض دولة بني اميه أو ضعفهم واستيلاء أبي مسلم علي خراسان، وقد كتب إلى الصادق (عليه السلام) كتبا يدعوه إلي الخروج، ولم يقبل (عليه السلام) لمصالح، وقد كان خروج أبي مسلم في سنة ثمان وعشرين ومائة، فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.
وعلي تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فانه كان قتله سنة سبع وستين، والثاني لظهور أمر الصادق (عليه السلام) في هذا الزمان وانتشار شيعته في الافاق، مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات" اه.
أقول: هذا البيان مبني علي معلومية مبدء التاريخ في الخبر وليس بمعلوم - علي ما عرفت من زيادة لفظه "سنة" من النساخ حيث لا تكون في أصله الكافي، ويحتمل أن يكون المبدأ يوم غيبته (عليه السلام) كما احتمله بعض الاكابر، والمعني أن الله سبحانه وتعالى قرره أولا بشرط أن لا يقتل الحسين (عليه السلام) بعد السبعين من الغيبة المهدوية (عليه السلام) فبعد أن قتل (عليه السلام) أخره إلى المائة والاربعين بشرط عدم الاذاعة لسرهم، فقال (عليه السلام) بعد أن أذعتم السر وكشفتم قناع الستر، وسترعنا علمه، أو لم يأذن لنا في الاخبار به.
(791) انما يجيء علي خلاف ما حدثوا به لاطلاعهم عليه في كتاب المحو والاثبات قبل اثبات المحو ومحو الاثبات، وانما يؤجرون مرتين لايمانهم بصدقهم أولا وثباته عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا. (الوافي).
(792) هو أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد (عليه السلام) ويعرف بالسياري وكان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، ورجال النجاشي.
(793) "تربي بالاماني" علي بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أي تصلح أحوالهم وتثبت قلوبهم علي الحق بالاماني بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه وما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: "اقتربت الساعة". والاماني جمع الامنية وهو رجاء المحبوب أو الوعد به. (المرآة) وقوله " منذ مائتي سنة " أي منذ القرنين فلا اشكال بان يكون زمانه (عليه السلام) كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد
أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت ازيد من النصف واسقاطها اذا كانت أقل منه.
(794) يعني قال السياري، أو الحسين بن علي بن يقطين.
(795) قوله " يعني " من كلام المؤلف وليس في الكافي.
(796) كان يقطين من شيعة بني العباس، وابنه علي كان من شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وحاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بني العباس وأخبروا عن كونها قبل كونها فكانت كما قالوا، وقالوا لكم في الفرج وقربه وظهور الحق فلم يقع كما قالوا. وحاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته وما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أي من غير ابهام واجمال، وأخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت. "فعللنا " علي بناء المجهول من قولهم " علل الصبي بطعام أو غيره " اذا شغله به. وهذا الجواب متين أخذه علي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) كما رواه الصدوق في العلل باسناده عن علي بن يقطين قال: قلت لابي الحسن موسى (عليه السلام): "ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي؟ وما روي في أعاديكم قد صح؟ فقال (عليه السلام): ان الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، وأنتم عللتم بالاماني فخرج اليكم كما خرج".
(797) كذا في الكافي، وفي بعض النسخ " لو قيل لنا ان هذا الامر لا يكون الا إلى مائتي سنة وثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست ورجعت عامة الناس عن الايمان إلى الإسلام".
(798) اي آل عباس ودولتهم وقدرتهم، وهل يمكن ازالته، أو كنا نرجو أن يكون انقراض دولة بني امية متصلا بدولتكم ولم يكن كذلك، وهذا أوفق بالجواب.
(799) يعني الذين يريدون ازالة دولة الباطل قبل انقضاء مدتها أمثال زيد وبني الحسن (عليه السلام) وأضرابهم.
(800) أي دولة الحق وظهور الفرج، أو زوال الملك عن الجبابرة وغلبة الحق عليهم.
(801) العيدان جمع العود - بالضم - وهو الخشب، والمراد الاصنام المنحوتة منه.
(802) القر - بضم القاف وشد الراء -: ضد الحر يعني البرد.
(803) هو محمد بن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي مولي، ثقة فاضل، وله كتاب يروي عنه ابن أبي عمير.
(804) أي المنقوشة بالصور، من نقر الحجر والخشب.
(805) وذلك لان كل فرقة من الفرق المخالفة له (عليه السلام) والذين كانوا يقولون بامامته ولكن تخزبوا عن مشرب أهل البيت (عليهم السلام) تدريجا قد يتأولون القرآن في طول الزمان بآرائهم الساقطة، وعقولهم القاصرة عن فهم الخطاب، وظنونهم البعيدة عن الصواب، وهم يزعمون أن ما توهموه من الايات هو الحق الثابت المبين، وما وراء ه باطل، وكذلك يبنون أسسهم الاعتقادية علي أساطير مشمرجة، وأبا طيل مموهة، فاذا قام القائم (عليه السلام) بالدعوة الالهية، وصدع بالحق وأعلن دعوته، ودعا الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله)، يتلعثم هؤلاء قليلا في أمره وفيما دعاهم اليه فيجدونه مغايرا لما هم عليه من الدين، مخالفا لما اعتقدوه باليقين، بل يكون داحضا لاباطيلهم، ناقضا لما نسجوه علي نول خيالهم، فجعلوا يعارضونه ويخالفونه، فيسلقونه أولا بألسنتهم ويكفرونه في أنديتهم، ويسخرون منه ويقدحون فيه، وبالاخرة يبارزونه ويقاتلونه، بل يدعون الناس إلي مقاتلته، كل ذلك دفاعا عن دينهم الباطل ورأيهم الكاسد الفاسد، حسبان أنه حق ثابت والدفاع عنه فرض واجب، ويتقربون بذلك إلى الله سبحانه. وهذه الطائفة أشد نكالا عليه صلوات الله وسلامه عليه. ثم جبابرة الزمان ورؤساء الضلال وأعوانهم، حيث يقوم (عليه السلام) باستيصال دولتهم، وقطع دابرهم، واجتثاث أصولهم فانهم لا يتقاعدون عن محاربته ولا يفترون عن منازعته بل يقوم كل ذي صيصية بصيصيته. مضافا إلى كل ذلك مخالفة المستأكلين بالدين بالباطل الذين يتظاهرون به ولا يكونون من أهله، فانهم يذهبون في اطفاء نوره كل مذهب ويعاندونه بكل وجه ممكن، وخطر هؤلاء أعظم عليه من الطائفتين الاوليين، ويأبي الله الا أنيتم نوره ولو كره الكافرون. وأما المشركون في عصر الدعوة النبوية فجلهم بل كلهم معترفون في ذات أنفسهم بأن الذي اعتقدوه من عبادة الاصنام هو شيء اخترعوه ولا برهان له عقلا وانما هو شيء وجدوا عليه آباء هم فهم علي آثارهم مقتدون، فلذا تري أكثرهم كانوا غير مصرين علي أمرهم ذلك، ووانما صرفهم عن التصديق استكبارهم ونخوتهم واتباعهم الهوي ونزوعهم إلى الباطل فخالفوه (صلّى الله عليه وآله) ابقاء لرئاستهم وانتصارا لخلاعتهم واستيحاشا من التكليف وما شابه ذلك، والفرق واضح بين، غير أن النبي (صلّى الله عليه وآله) في بدء دعوته كان مأمورا بانذار عشيرته الاقربين، ثم كلف بدعوة قريش، ثم بقية العرب، ثم جميع الناس كافة علي التدريج. لكن دعوته (عليه السلام) دعوة عالمية ولا تختص باقليم دون اقليم وتكون في ساعة واحدة يسمعها جميع من في البسيطة.
(806) في المراصد " دستمسان " بفتح الدال وسين مهملة ساكنة، وتاء مثناة من فوقها وميم مكسورة وآخره نون -: كورة جليلة بين واسط البصرة والاهواز، وهي إلى الاهواز أقرب، قصبتها بساسي، وليست منها ولكنها متصلة بها، وقيل: قصبة دستميسان الابلة فتكون البصرة من هذه الكورة - انتهي. وفي البحار " دمسان " وقال العلامة الملجسي: هذا مصحف " ديسان " وهو بالكسر قرية بهراة ذكره الفيروز آبادي وقال: دوميس - بالضم -: ناحية بأران - اه. وفي نسخة " دشت ميشان".
(807) كذا.
(808) في بعض النسخ "يتغيب الرجل".
(809) الحنق: الغيظ. والشره - بفتح الشين والراء - والشراهة: الحرص.
(810) أي مدة تسلطه علي الخلق مدة حمل المرأة ولدها في بطنها، وهي تسعة أشهر، وقد مضي آنفا أن من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا.
(811) سورة الانعام: 2.
(812) كذا، والظاهر هو خلاد الصفار وتقدم الكلام فيه.
(813) أي اذهبوا إلى بلد يظهر منه القائم (عليه السلام) لان الامر ينتهي الينا.
(814) عمرو بن شمر كان من أصحاب الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ورواية عبد الله ابن حماد الانصاري في سنة 229 غريب، لكن روايته عن عمرو غير منحصر بهذا السند في هذا الكتاب بل روي عنه في التهذيب باب زيادات النكاح، وفي الكافي والاستبصار باب نكاح القابلة.
(815) أي مكث قليلا.
(816) في نسخة "منه".
(817) كذا، وفي النسخ "نحثلجي" ولم أظفر به في الرجال والتراجم وانما الملقب بالخلنجي جماعة وليس فيهم محمد بن أحمد، ومحمد بن أحمد الذي يروي عن أبي هاشم الجعفري هو محمد بن أحمد العلوي الكوكبي وقد يقال له الهاشمي، وكأن الكلمة غير مقروء ة في الاصل فقرأها كل علي حسب فهمه، وتصحيف الكوكبي بما ذكرناه ليس ببعيد.
(818) قال العلامة المجلسي: لعل للمحتوم معاني يمكن البداء في بعضها. وقوله: "من الميعاد" اشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: "ان الله لا يخلف الميعاد -" انتهي.
أقول: والميعاد هو قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض - الاية.
(819) في بعض النسخ صحف "الجهم" بابرهيم. وأمثال هذا التصحيف في هذا الكتاب كثيرة.
(820) الظاهر ان المراد من بني العباس الحكومات الجائرة.
(821) الحزور - بالحاء. ويحتمل تعدد السفياني، أو المراد حكومة بني العباس المجددة، كما هو ظاهر الخبر الذي مر تحت رقم 9 المفتوحة والزاي، مخففا ومشددا - بمعني الغلام القوي والذي كاد أن يدرك.
(822) هو محمد بن الربيع بن سويد السائي، وكان من أصحاب أبي محمد العسكري (عليه السلام).
(823) روي الصدوق - رحمه الله - في الكمال ص 651 باسناده عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اسم السفياني، فقال: وما تصنع باسمه اذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، والاردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما". أقول: في المراصد " قنسرين - بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم، ثم سين مهملة: - مدينة بينها وبين حلب مرحلة.
(824) القبل - محركة -: اقبال سواد العين علي الانف(النهاية) أو اقبال احدي الحدقتين علي الاخرى، أو اقبال نظر كل من العينين على صاحبتها، كأنه ينظر إلى طرف أنفه. (القاموس).
(825) أي مبدأ خروجه عند قيامه.
(826) سبأ: 51.
(827) اي يتسابقان تسابق فرسي رهان. ولعله صوب الكوفة كما تقدم في خبر.
(828) في بعض النسخ " عن أبي عبد الله (عليه السلام) " وكأنه تحريف لان المغيرة بن سعيد كان من أصحاب الباقر (عليه السلام) وكان كذابا يكذب عليه (عليه السلام) ويدس أحاديث في كتب أصحابه: وكان يدعو في أول أمره إلى عبد الله بن الحسن. راجع جامع الرواة.
(829) "لم تنجل " أما من نجل فلانا بالرمح أي طعنه به، أو من الانجلاء بمعنى الانكشاف فيكون بكسر اللام. والرجفة: الزلزلة.
(830) الشهب: بياض يتخلله سواد، وقوله " محذوفة " لعل المراد مقطوعة الاذناب أو الاذان.
(831) كذا صححناه، وفي بعض النسخ " خرشنة " وفي المراصد " خرشنة - " بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، ونون -: بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وفي بعض النسخ " مرمرسا " ولم أجده، وفي بعضها " حرسا " وفي البحار " حرشا " وكل ذلك تصحيف وقع من النساخ، والصواب عندي كما أثبته في الصلب " حرستا " بالتحريك وسكون السين وتاء منقوطة فوقها، وهي - كما في مراصد الاطلاع - قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق علي طريق حمص بينها بين دمشق أكثر من فرسخ. وهذا موافق لقوله (عليه السلام) " قرية من دمشق يقال لها "لكن خرشنة بلد بالروم، وما في باقي النسخ غير مذكور في الكتب الجغرافية الموجودة عندي.
(832) في بعض النسخ "القاسم بن وهب".
(833) أي يا رب أطلب ثاري ولو كان بدخول النار.
(834) في بعض النسخ "لا تقتلوا الاسراء، ولا تجهزوا علي جريح" جهز علي الجريح وأجهز عليه: شد عليه وأتم قتله.
(835) في بعض النسخ "حتى يكون في مثل الحلقة".
(836) في بعض النسخ "يسير الرعب أمامها شهرا وخلفها شهرا".
(837) في القاموس: درع سابغة أي تامة طويلة.
(838) هم أولاد شيبة بن عثمان الحجبي الذين كانوا حجبة الكعبة في الجاهلية والاسلام ومفتاح الكعبة في أيديهم وفي يوم فتح مكة كان الحاجب عثمان بن طلحة، وأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف علي الباب الكعبة فقال "لا اله الا الله وحده وحده صدق وعده ونصر عبده – إلى آخر خطبته المشهورة - فقال أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له، فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء" فالمراد ببني شيبة حجاب الكعبة.
(839) مخبوء أي مستور من خبأه أي ستره وأخفاه والعرب تركت الهمزة. ويمكن أن يكون النفي للتقية لئلا يطلب منه بالجبر، أو يكون النفي علي ظاهره.
(840) قال ابن سيدة في المخصص: قال صاحب العين: الخوخة: ضرب من الثياب خضر. وفي بعض النسخ "جواحة" وفي جل النسخ " عليه خداعة " كما في البحار، وقال العلامة المجلسي لم أر لها معني مناسبا. وروي ابن قولويه نحو الخبر في كامل الزيارات وفيه "قد لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فينتفض هو بها فتستدير عليه فغشيها بحداجة من استبرق" ونقله المجلسي وقال أيضا: لم أر لها معني مناسبا. وقال: لا يبعد أن يكون " خداعة " من الخدع والستر أي الثوب الذي يستر الدرع، أو يخدع الناس لكون الدرع مستورا تحته - اه. وعندي أن نسخة الاصل غير مقروءة والاختلاف نشأ من ذلك، والاصوب ما في الصلب.
(841) الادهم: الاسود، والشمراخ – بكسر الشين وسكون الميم -: غرة الفرس اذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.(الصحاح).
(842) في بعض النسخ " قلت: مخبوءة هي أم يؤتي بها".
(843) في بعض النسخ "يصعدون السماء يستأمرون في القتال".
(844) جمع أشعث وأغبر، أي منتشر الشعور، مغبر الرؤوس لقلة تعهدهم بالدهن والاستحداد كني بذلك عن شدة حزنهم عليه صلوات الله عليه.
(845) في بعض النسخ " كأني انظر إلي القائم".
(846) تقدم الكلام فيه آنفا.
(847) في بعض النسخ " عودها من عمد عرش الله".
(848) أي قال قولا عريضا طويلا تنسبه إلى الكذب فيه، ويحتمل أن يكون المعني أن السائل أعرض وأطول في السؤال.(البحار).
(849) عبد الرحمن بن أبي حماد كوفي انتقل إلى قم وسكنها، وهو صاحب دار أحمد بن محمد بن خالد البرقي وكان ضعيفا في حديثه وله كتاب، ويعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك ابن هاني بن عامر بن أبي عامر الاشعري أبو الحسن القمي ثقة عند الطبراني وابن حبان وقال أبو نعيم الاصبهاني: كان جرير بن عبد الحميد اذا رآه قال: خذا مؤمن آل فرعون(راجع تهذيب التهذيب) ولم أعثر علي عنوان عتيبة بن سعد أو سعدان، وفي بعض النسخ "عيينة" ولم أظفر به أيضا.
(850) كذا في النسخ، وفي البحار "أحببنا تكون من الغضب" بصيغة الخطاب. وفي بعض النسخ بزيادة "جيش" قبل "الغضب".
(851) تقدم معناه مع توضيح.
(852) اي تهيأت له، وفي بعض النسخ "انتجب له أصحابه" وفي بعضها "فانتجب له صحابته".
(853) في بعض النسخ "يفتقد من فراشه".
(854) البقرة: 148.
(855) هارون بن مسلم بن سعدان كوفي الاصل وتحول إلى البصرة، ثم تحول إلى بغداد وكان ينزل سر من رأي، واشتبه علي الخطيب وقال في تاريخ بغداد ج 14 ص 23: انه كان من أهل سر من رأي. وسبب وهمه رواية رواها مسندا عن أبي الحسين العبرتائي أنه قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان بسر من رأي سنة أربعين ومائتين، عن مسعدة بن صدقة العبدي قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده علي (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) " المجالس بالامانة - الخ". وأما مسعدة بن صدقة فهو عامي المذهب، بتري، وله كتب، روي عنه هارون بن مسلم.
(856) عبد الحميد بن عواض الطائي كوفي من أصحاب الصادقين (عليهما السلام)، وهو ث؟ ة، قتله الرشيد. وفي بعض النسخ " عبد الحميد الطويل " وهو تصحيف من النساخ.
(857) النمل: 62.
(858) ما بين القوسين ساقط من النسخ فاختل المعنى بدونه فصححناه من الكافي وتفسير العياشي وتفسير القمي.
(859) في بعض النسخ " فيري في مكة " وفي بعضها " فيوافونه بمكة علي غير ميعاد".
(860) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: أي هذا مثبت في الكتاب المنشور، أو معه الكتاب، أو الراية كتاب منشور.
(861) عمران بن ظبيان الحنفي الكوفي، ذ كره ابن حبان في الثقات، روي عن أبي تحيي - بالتاء المنقوطة من فوق - حكيم بن سعد - بضم الحاء علي صيغة التصغير - الحنفي الكوفي، قال العجلي: ثقة، وذكره ابن حبان أيضا في الثقات.(تهذيب التهذيب).
(862) في بعض النسخ " قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ان صاحب – الخ".
(863) الانعام: 89.
(864) المائدة: 54.
(865) مضمون مأخوذ من قوله تعالى "ان الله مبتليكم بنهر" في سورة البقرة: 249.
(866) الظاهر كونه جعفر بن محمد بن (أبي) الصباح الكوفي الذي يروي عن ابراهيم ابن عبد الحميد كثيرا.
(867) في بعض النسخ "ودخل في سنة عبدة الشمس والقمر".
(868) كذا، وفي بعض السنخ " عن أبي الفضل بن محمد الاشعري " ولم أجد بهذين العنوانين أحدا في هذه الطبقة، نعم قال النجاشي في رجاله " الفضل بن محمد الاشعري له كتاب، عنه الحسن بن علي بن فضال " والظاهر هو غيره لاختلاف طبقتهما.
(869) هو صباح بن يحيي المزني يكني أبا محمد، كوفي ثقة عند النجاشي، وضعيف عند استاذه ابن الغضائري، كما في الجامع.
(870) الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادق (عليه السلام) وقال العلامة المامقاني امامي مجهول. وحبة بن جوين العرني من أصحاب أمير المؤمنين والحسن بن علي (عليهما السلام) وقال العلامة المامقاني: حسن.
(871) علي بن عقبة بن خالد الاسدي يكني أبا الحسن كوفي ثقة، له كتاب رواه جماعة منهم عبد الله بن محمد الحجال الاسدي وهو أيضا ثقة ثبت. وفي بعض النسخ "علي بن عقبة ابن زيد" وهو تصحيف وقع من النساخ.
(872) كذا، وفي بعض النسخ " المثال المستأنف يعلمون الناس.
(873) قوله "محي منه سبعون - الخ " ظاهره تحريف الكتاب، لكنه خلاف ما عليه أعلام الامامية، وسند الخبر مشتمل علي الحارث بن حصيرة، وصباح بن قيس المزني، والاول مجهول الحال، والثاني زيدي المذهب، ضعيف عند ابن الغضائري.
(874) في بعض النسخ "فمن أصابته دولة الباطل اقتص منه في دولة الحق " وكأنه من تصرف النساخ، وفي بعضها " فمن أصابته ذحلة الباطل اقتص منه في دولة الحق " والذحلة - بالفتح ثم السكون -: الثار، وقيل: العداوة والحقد، وقيل: طلب مكافأة بجناية جنيت عليك أو عداوة اوتيت اليك، وما في الصلب واضح المراد، ولعل الكلمة في الاصل غير مقروء ة فنشأ الاختلاف من ذلك.
(875) في بعض النسخ " في كنفك " ههنا وفي ما يأتي.
(876) في بعض النسخ "ورد عليك مالا تفهمه".
(877) في بعض النسخ "ما يريدون".
(878) آل عمران: 179.
(879) أي يؤخر أجله إلى أن يدرك القائم (عليه السلام).
(880) قوله "بدا اما ناقص واوي، أو مهموز اللام من "بدأ" بالهمز، والاول من بدا الامر يبدو بدوا أي ظهر، والمعني ظهر الاسلام في قلة الناس، والثاني من الابتداء، وكأن "بدأ" يكون لازما ومتعديا فالمعني أن الاسلام كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ.
(881) الظاهر كونه جميع بن عمير - بتصغيرهما - بن عبد الرحمن العجلي الكوفي المعنون في كتب الرجال من العامة والخاصة غير أنهم يقولون: رافضي ضعيف.
(882) طوبي - فعلي من الطيب، ومعناه فرح وقرة عين، غبطة لهم، وقال في النهاية: أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام والذين يكونون في آخره، وانما خصهم بها لصبرهم علي اذي الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام - انتهى.
(883) أي نصف دولته (عليه السلام) وخروجه علي وجه لا يشبهه غيره، فقال (عليه السلام): لا يمكنكم معرفة ذلك علي حقيقة الامر حتى تروه. أو المراد وصف التشيع وحالات الائمة (عليهم السلام).
(884) في بعض النسخ "الحضيني".
(885) كذا.
(886) خمل صوته أو ذكره: خفي وضعف.
(887) أي أمر الامامة.
(888) قال ي البحار: "لعل المعني أن لا مدخل للسن في علومهم وحالاته؟ تعالى لا يكلهم إلى انفسهم بل هم مؤيدون بالالهام وروح القدس.
(889) كذا. ولعل الاصل " من يكون له الخمول " فصحف، وفي البحار بعد نقل الخبر قال: بيان: لعل المعني أنه يحتاج أن يحمل لصغره، ويحتمل أن يكون بالخاء المعجمة يعني يكون خامل الذكر.
(890) في بعض النسخ "يا معشر المؤمنين".
(891) قوله "الهدى" مفعول ثان لجعل، وهكذا " العمي".
(892) كذا، ولعل الاصل كان "لو اطماننت" فصحف. وقوله "انما هي النار" أي في عدم معرفتي به دخول النار فخذ بيدي منها.
(893) المخفقة - بكسر الميم وتقديم الفاء علي القاف -: سوط من خشب.
(894) الوطر - محركة -: الحاجة.
(895) زرقه " بالنبطية أي خذه اليك.
(896) هذا الاسم مشترك بين جماعة بن سعد الجعفي الصائغ الضعيف، وجماعة بن عبد الرحمن الصائغ الكوفي المجهول، وفي البحار "حماد الصائغ".
(897) الواقعة: 79.
(898) البهمة - بالتحريك وبسكون الهاء - ولد المعز أو ولد الضأن.
(899) العناق - بفتح العين - الانثى من أولاد المعز قبل استكمالها السنة.
(900) أي اجتمع فيه الناس.
(901) في بعض النسخ " أنه نسخة من أبي المرجي محمد بن المعمر التغلبي، وذكر أنه حدثه به المعروف بأبي السهل يرويه عن أبي الصلاح ورواه بندار القمي عن بندار بن محمد ابن صدقة.
(902) في نسخة " قل هو نبأ عظيم أنتم فيه مختلفون".
(903) قال العلامة المجلسي - رحمه الله - الجملة فاعل باعتبار مضمونها أو بتقدير " أن " والمقصود الحكم بالمساواة بين الامرين، فلا يرد أن الضرر لا يتصور في صورة التقدم. أو ذكر التقدم تبعا واستطرادا كما قيل في قوله تعالى: "لا يتسأخرون ساعة ولا يستقدمون" ويمكن أن يكون الكلام محمولا علي ظاهره باعتبار مفهومه، فان من لم يعرف يتضرر بالتقدم أيضا.
(904) الاسراء 71. "بامامهم" اي بمن كانوا يأتمون به من امام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم. أو بأئمتهم في الخير والشر.
(905) انما يثابون ذلك من جهة نياتهم حيث عزموا علي أنه اذا ظهر الامام الحق نصروه وجاهدوا في سبيل دعوته، وجاهدوا معه واستشهدوا تحت لوائه. كما أن أهل الجنة يخلدون فيها بنياتهم بأن لو بقوا في الدهر أبدا لكانوا مؤمنين صالحين. وكذلك أهل النار، لو بقوا في الدهر لكانوا كافرين فاجرين.
(906) في الكافي "لانتظاره".
(907) احتبي ثوبه وبثوبه: اشتمل به. والرواق - ككتاب وغراب - سقف في مقدم البيت.
(908) في نسخة " كان كمن قام في فسطاطه". وما بين القوسين ليس في الكافي.
(909) كذا في الكافي، وفي بعض النسخ " اعرف الامامة".
(910) يعني به محمد بن علي بن يوسف فان التيملي يروي عن الحسن ومحمد ابني علي بن يوسف عن أبيهما كما تقدم مرارا.
(911) في السند سقط فان عبد الله بن أبي يعفور كان من أصحاب الصادق (عليه السلام) ومات في أيامه، وكان وفاة أبي عبد الله (عليه السلام) سنة ثمان وأربعين ومائة. ولعل الساقط كان حمزة بن حمران أو الحسين بن أبي العلاء، والسقط من قلم المؤلف.
(912) ما بين القوسين ليس في بعض النسخ، ولعل ذلك اشارة إلى الرجعة.
(913) في بعض النسخ " احمد بن الحسن، عن أبيه، عن احمد بن عمر - الخ".
(914) في بعض النسخ "إلى مرادنا".
(915) في نسخة "وآل محمد".
(916) في النسخة الرضوية - علي ما نقل - بعد قوله "كريم وهاب" "تم الكتاب والحمد لله وصلواته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما... سنة سبع وسب..ين وخمسمائة. وفي هامشه بخط آخر سنة 577 تاريخ كتابته".