الرواية المهدوية من خلال كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق ت 381هـ
دراسة تحليلية مقارنة
أطروحة تقدم بها الطالب
أحمد عبد الله حميد العلياوي
إلى مجلس كلية التربية - الجامعة المستنصرية
الفهرست
الإهداء
شكر وامتنان
المقدمة
التمهيد: الشيخ الصدوق منهجه وموارده في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة
الفصل الأول: الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيرته ووالديه والنص على إمامته في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة.
المبحث الأول - سيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
أولاً - أخبار ولادته.
ثانياً - اسمه وكنيته وألقابه.
ثالثاً معاني أشهر أسمائه وألقابه.
رابعاً - أوصافه الجسمانية.
خامساً: والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
المبحث الثاني - السيرة المباركة للسيدة نرجس (عليها السلام) والدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
المبحث الثالث - مفهوم الإمامة والاستخلاف في الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) حتى إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
اولاً - مفهوم الامامة واتصال الوصية منذ خلق آدم (عليه السلام).
ثانياً - العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام والنص على إمامة الأئمة (عليهم السلام).
ثالثاً - النص على إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
رابعاً - ما ورد بحقة من القرآن الكريم.
الفصل الثاني - غيبة الأنبياء (عليهم السلام) فضلاً عن غيبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والبشارة بنبوته وغيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتفاع به وامتلاكه للاسم الأعظم والرد على من أنكره وفضل انتظاره.
المبحث الاول - غيبة الأنبياء (عليهم السلام)
1 - غيبة النبي آدم (عليه السلام)
2 - غيبة النبي إدريس (عليه السلام)
3 - غيبة النبي نوح (عليه السلام) وبشارته بهود (عليه السلام) بعد الغيبة
4 - غيبة النبي صالح (عليه السلام)
5 - غيبة النبي إبراهيم (عليه السلام)
6 - غيبة النبي يوسف (عليه السلام)
7 - غيبة النبي موسى (عليه السلام)
8 - وقوع الغيبة بالأوصياء والحجج بعد موسى (عليه السلام) إلى أيام عيسى (عليه السلام)
المبحث الثاني - غيبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والبشارات بنبوته
اولاً - غيبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
ثانياً - البشارات بنبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
1 - بشارة النبي عيسى (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
2 - بشارة سلمان المحمدي (رضي الله عنه)
3 - بشارة قس بن ساعدة الأيادي
4 - خبر تبع الملك
5 - خبر عبد المطلب وابي طالب (رضي الله عنها)
6 - خبر سيف بن ذي يزن
7 - خبر بحيرى الراهب
8 - خبر كبير الرهبان في طريق الشام
9 - خبر ابي المويهب الراهب
10 - خبر سطيح الكاهن
11 - خبر يوسف اليهودي
12 - خبر دواس بن حواش المقبل من الشام
13 - خبر زيد بن عمر بن نفيل
المبحث الثالث - غيبة الامام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتفاع به وامتلاكه للاسم الاعظم والرد على من أنكره وفضل انتظاره
أولاً - غيبة الامام المهدي (عجّل الله فرجه) والعلة منها
ثانياً - وجه الانتفاع بالإمام الغائب (عجّل الله فرجه)
ثالثاً - امتلاكه للاسم الأعظم
رابعاً - الرد على من أنكره وفضل انتظاره
المبحث الرابع - اوجه التشابه ما بين الامام الحجة (عجّل الله فرجه) والانبياء (عليهم السلام) وامثلة من المعمرين والاستدلال بهم على طول عمره الشريف
أولاً - اوجه التشابه ما ين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والانبياء (عليهم السلام)
ثانياً - امثلة من المعمرين والاستدلال بهم على طول عمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)
ا - اخبار بعض المعمرين
2 - بعض الاستدلالات عن إمكانية طول العمر
الفصل الثالث - ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام) في غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
المبحث الأول - ما روي عن الخمسة أصحاب الكساء (عليهم السلام) في غيبة الامام المهدي (عجّل الله فرجه)
أولاً - ما روي عن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
ثانياً - ما روي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)
ثالثاً - ما روي عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خبر الصحيفة واللوح
رابعاً - ما روي عن الإمام الحسن (عليه السلام)
خامساً - ما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام)
المبحث الثاني - ما روي عن الأئمة السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)
اولاً - ما روي عن الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)
ثانياً - ما روي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام)
ثالثاً - ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام)
المبحث الثالث - ما روي عن الائمة الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام)
اولاً - ما روي عن الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
ثانياً - ما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
ثالثاً - ما روي عن الامام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)
رابعاً - ما روي عن الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
خامساً - ما روي عن الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)
الفصل الرابع - ذكر أخبار من شاهد الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في حياة أبية وفي غيبته وأخبار عمه جعفر والتواقيع الصادرة منه والعلامات الحتمية لخروجه وما قيل في الدجال وما روي من علامات عامة وظواهر طبيعية
المبحث الاول - ذكر من شاهده الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في حياة وفي غيبته وأخبار عمه جعفر
اولاً - ذكر من شاهده الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في حياة أبيه وفي غيبته
ثانياً - ما روي من أخبار عن جعفر عم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)
المبحث الثاني - التواقيع الصادرة من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)
المبحث الثالث - العلامات الحتمية لخروج القائم (عجّل الله فرجه) وما قيل في الدجال وما ارتبط به من أمر الإمام القائم (عجّل الله فرجه). وما روي من علامات عامة وظواهر طبيعية
أولاً - العلامات الحتمية لخروج الإمام القائم (عجّل الله فرجه)
1 - اليماني
2 - السفياني
3 - النداء أو الصيحة
4 - الخسف بالبيداء
5 - قتل النفس الزكية
ثانياً - ما قيل في الدجال وما ارتبط به من أمر القائم (عجّل الله فرجه)
ثالثاً - ما روي من علامات عامة وظواهر طبيعية
الفصل الخامس - علامات وعدد أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامات فرسه وسيفه ورايته وأقوال بعض الفرق في الغيبة وشبهات واعتراضات لبعض المخالفين والرد عليها
المبحث الاول - علامات وعدد أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامات فرسه ورايته وسيفه
اولاً - علامات وعدد أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)
ثانياً - ما روي في وصف علامات فرسه وسيفه ورايته (عجّل الله فرجه)
المبحث الثاني - أقوال بعض الفرق في الغيبة.
اولاً - قول الكيسانية في الغيبة
ثانياً - قول الناووسية في الغيبة
ثالثاً - قول الواقفة على موسى بن جعفر (عليه السلام) في الغيبة
رابعاً - قول الواقفة على الحسن العسكري (عليه السلام) في الغيبة
خامساً - قول المعتزلة في الغيبة
سادساً - الرد على الزيدية على ما قالوا في الإمامة والغيبة
المبحث الثالث - شبهات واعتراضات على الغيبة لبعض المخالفين والرد عليها
الخاتمة
الملاحق
ثبت المصادر والمراجع
الإهداء
إلى حلقة وصل النبوة بالإمامة، سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (عليها السلام).
إليكِ يا سيدتي أتشرف بإهداء هذه الأطروحة راجياً من الله أن تتقبليها مني بقبول حَسِن ملتمساً منكِ العذر لتقصيري.
الباحث
شُكر وامتنان
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأَولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (القصص: 70).
الحمد لله رب العالمين حمداً متصلاً دائماً وأبداً على ما أنعم وأتم حمداً أعجز فيه عن إحصاء ثنائه والشكر على تتابع نعمائه فالحمد له أولاً وآخراً، وأفضل الصلاة والتسليم على محمد وآل محمد سادة الخلق وشفعاء الأمة ومنتهى الحكمة وأبواب السماء ودروب الرجاء فلهم الموالاة والثناء.
بداية أتقدم بخالص الشكر والامتنان والعرفان إلى من سوف أكون ممتناً له على الدوام أستاذي الفاضل (ا. د سامي حمود الحاج جاسم) الذي تتلمذت على يديه في مرحلتي الماجستير والدكتوراه وحقيقة في نفسي لا يمكن إنكارها كان له أثر في مدى تفكيري بنوع الاختصاص والبحث منذ أيام السنة التحضيرية أثناء تدريسه لنا مادة (مناهج المؤرخين) التي دفعتني بالاطلاع على عدد من المصادر التاريخية المهمة وكتب الرجال وكانت سبباً مهماً في اختياري لنوع الدراسة وموضوعها فله كل الحب والاحترام والتقدير، وكذلك اقدم امتناني له لقبوله الإشراف على إعداد هذه الأطروحة وتتبعه لمراحل الكتابة فيها فضلاً عن توجيهاته القيمة والدقيقة التي كان لها الأثر في تقويم هذه الدراسة راجياً من الله أن يديم توفيقه وان يمن عليه بدوام الصحة والعافية وان نراهُ علماً من أعلام التاريخ الإسلامي وفقه الله وجزاه الله عني خير جزاء المحسنين.
ولا يسعني هنا إلا أن أقدم شكري وتقديري إلى أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم في مرحلة الدراسة التحضيرية للدكتوراه كلاً من الأستاذ الدكتور كريم عاتي الخزاعي والأستاذة الدكتورة هيفاء عاصم الطيار والأستاذة الدكتورة نضال حميد والأستاذ مساعد الدكتور رضا هادي عباس الأستاذ مساعد الدكتور عكرمة كامل الساعدي أطال الله بأعمارهم وجعلهم مناراً للعلم والمعرفة، ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر لكل من ساعدني في المكتبات العامة منها المكتبة العامة في الجامعة المستنصرية والمكتبة العامة في جامعة بغداد وكذلك مكتبة قسم التاريخ في كلية التربية في الجامعة المستنصرية وكذلك أخص بالذكر مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في النجف الأشرف كما أتقدم بخالص الشكر الجزيل إلى جميع الإخوة من أصحاب المكتبات الخاصة الذين أعاروني جزءاً من كتبهم، كما لا يفوتني أن أتقد بالشكر والامتنان لكل من أبدى النصح والمشورة ولو بكلمة وفقهم الله جميعاً.
وأتقدم بالشكر الجزيل إلى أفراد اسرتي لوقوفهم معي وتحفيزهم لي وبالخصوص والدي ووالدتي فما توفيقي إلّا ببركة دعائهما راجياً من الله أن يوفقني لبرهما ورد الجميل لهما، وكذلك أخوتي وأخواتي فالشكر موصولاً إليهم، وزوجتي التي شاركتني سهري ومعاناتي وتحملها إياي وعملها على توفير سبل الراحة لي وتشجيعها الدائم والمستمر هي وأولادي، فلهم مني جميعاً فائق الاحترام والتقدير داعياً من الله أن يمكنني في رد الجميل لهم وجزاهم الله عني خير جزاء المحسنين أنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين
الباحث
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين نحمده ونستغفره ونستعين به في كل أمورنا ولا حول ولا قوة إلّا به والصلاة والسلام على أشرف الموجودات الصادق الأمين حبيب رب العالمين وخاتم المرسلين نبينا ورسولنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
تعد الدراسات المتعلقة بالعقيدة المهدوية من الدراسات المهمة في التاريخ الإسلامي والتي لم يكن لها نصيب وافر ما قبل العام (2003م) في الجامعات العراقية أو في البحوث والدراسات الأكاديمية أو الدراسات العليا في أقسام التاريخ ولم يكن ما كتب بهذا الموضوع قبل هذه المدة متاحاً بصورة عامة للاطلاع عليه وخلال العقد والنصف المنصرم ما بعد العام المذكور أتيحت الفرصة للخوض في هذا الموضوع وطرحت الكثير من الكتب والدراسات في خارج الوسط الأكاديمي وداخله في داخل العراق وخارجه حيث تناولت الكثير من حيثياتها وكذلك فتح المجال للاطلاع على ما كتب في القضية المهدوية ما قبل التاريخ أعلاه وقد اطلعنا على عدد من الدراسات التي كتبت في هذا المجال في الأوساط الأكاديمية ما بين رسالة وأطروحة وأهمها اطروحة جواد علي المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية وكانت اطروحته للدكتوراه في المانيا عام (1939م) والتي ترجمت إلى العربية وطبعت إلى كتاب فيما بعد وبعضها دراسات معاصرة وقد اشرنا لهذه الدراسات في طيات صفحات الأطروحة وتناولت تلك الدراسات الكثير من جوانب القضية المهدوية والسفراء وزمن الغيبة الصغرى والكبرى وتتبعنا منهجية تلك الدراسات سيما المصادر الأولية التي استندت عليها، وكذلك كان لنا اطلاع على عدد من البحوث بنفس السياق واطلعنا على عدد كبير من كتب المراجع التي كتبت في خارج الأوساط الأكاديمية لباحثين كثر وخاصة في داخل الحوزات العلمية في النجف وقد تناولت الموضوع بالبحث والتحليل وتتبعنا الخطوات التي انتهجها هؤلاء الباحثون سيما الموسوعة المهدوية للسيد الشهيد الصدر الثاني التي كانت دراسة تاريخيه وافرة أكدت على تحليل الروايات والرمزيات التي فيها وبعد الاطلاع على تلك الدراسات والبحوث وكتب المصادر والمراجع وبالرغم بحثها لقضية الغيبة ووقوعها وأسبابها وحياة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الا أنها لم تركز في أهم جزئية من تلك القضية وهي إثبات الغيبة ووقوعها أو انها ليست بالأمر الطارئ على البشرية أي أنها لم تركز بصورة مباشرة على إثبات وقوع الغيبة بالثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) بالرغم من أن بعض الباحثين تناول هكذا موضوع ضمناً داخل البحوث أو تلك الكتب وليس موضوعاً رئيساً إذ لا توجد دراسة أكاديمية مستقلة بهذا الصدد فكان هذا السبب الرئيس لاختيارنا لموضوع الدراسة في هذا الكتاب.
كان اختيارنا لموضوع البحث الموسوم (الرواية المهدوية من خلال كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق ت: 381هـ دراسة تحليلية مقارنة) إذ أخرج الصدوق كتابه هذا لغرض التركيز على قضية الغيبة وصاحب الغيبة ووقوعها ورفع الاستغراب عن طول الغيبة على وفق ما وقع من غيبات الأنبياء (عليهم السلام) واثبات وقوع غيبته (عجّل الله فرجه) بالروايات والأحاديث وبما نص عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما روي عن الأئمة (عليهم السلام) وما قالوا في الغيبة فضلاً عن الاستدلالات التي طرحها من سيرة الأنبياء (عليهم السلام) وكذلك ذكره لأهم علامات الظهور الحتمية وغير الحتمية وكذلك ذكر أصحابه وصفاتهم واعدادهم وصفة سلاحه وبعض الاخبار عن عصر الظهور ولم يذكر كل العلامات التي طرحت عند غيره ممن سبقه أو أتى بعده بل ركز على بعضها وفضلاً عن هذه المواضيع تتطرق في كتابه إلى سيرة الامام المهدي (عجّل الله فرجه) وأسمائه وألقابه وبعض الأخبار عن والدته السيدة نرجس (عليها السلام) وكذلك الكثير من الروايات عن إثبات الإمامة بصورة عامة وإمامة الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وتطرق إلى آراء الفرق في الغيبة وشبهات المخالفين لقضية الغيبة مع الرد عليها كما سيتضح ذلك من خلال فصول البحث.
فيعد الكتاب من أوائل الكتب المصنفة في تاريخ التشيع حول القضية المهدوية ومن الكتب المتقدمة وقد ألفه سنة (354هـ/965م) أي بعد وقوع الغيبة الكبرى بخمس وعشرين سنة فهو من أهم كتب الغيبة ويعد مصدراً مهماً نَقل رواياته أغلب من ألف في الغيبة من المتقدمين الذي أتوا بعد عصر الصدوق وعند أغلب المتأخرين، ولم يسبق الصدوق للتأليف في الغيبة سوى النعماني صاحب كتاب الغيبة وقد ألفه سنة (342هـ/953م) ولم يصل إلينا أي من الكتب التي اختصت بتاريخ الغيبة عن مؤرخي الشيعة بكتب مستقلة قبل هذين الكتابين، فكانت هذه أهم البواعث لاختيار هذا الكتاب بالدراسة والتحليل فضلاً عن الجوانب السابقة لأهمية الكتاب كذلك هي محاولة لإخراجه بطريقة بحث أكاديمي على وفق منهج البحث التاريخي تطرح أمام القراء بصورة مبسطة وترجمة المفردات الغريبة في أحاديثه ورواياته والتي من خلالها يمكن فهم الكثير من مواضيع الغيبة والهدف من الدراسة أيضاً هو إثارة موضوع الكتاب في الوسط الأكاديمي لأهمية موضوعه بخصوص تلك القضية التي يمكن أن نسميها تاريخ المستقبل، أضف إليها شمولية الكتاب لاحتوائه على مواضيع تاريخية متنوعة منها ما هو قبل الإسلام كتاريخ الأنبياء وتاريخ النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها البشارات التي قالت بمجيء نبي يبعث في مكة قال تلك البشارات شخصيات كثيرة قبل أن يبعث وكذلك ذكره لولادته وتربيته وحديثه عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مكة قبل الاسلام وغيبته في الغار وبعض تاريخ البعثة وهذه كلها مستشهداً بها على الغيبة، ومن الأسباب الأخرى لاختيار الموضوع هي لم يعمد من حققوا الكتاب إلى تخريج الروايات أو تثبيت النصوص الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام) واكتفوا بالتقديم للكتاب أو تصحيحه عند نقله من نسخ المخطوطات المحفوظة للكتاب وهذا بحدود ما أطلعت عليه من أربع نسخ مطبوعة للكتاب، وقمنا بدورنا بتخريج الروايات من مصادر متقدمة عن كتاب الصدوق أو مصادر اعتمدت تلك الروايات ما بعد عصر الصدوق وكذلك تخريج آيات القرآن الكريم وإرجاعها إلى التفاسير لتوضيح مناسبة طرحها مع الروايات وترجمة غريب الألفاظ الواردة في الروايات ثم بدورنا طرحها معها ما يؤيد هذه الروايات من مصادر أخرى تعطي الدلالة عليها وتوضحها مع طرح عدة آراء فيها بسلوب تحليلي مختصر اعتماداً على روايات الكتاب موضوع البحث وكذلك على الروايات الواردة في مصادر اخرى لنفس الموضوع أو لنفس مناسبة الرواية.
أمّا منهجية دراسة الكتاب فلم نلتزم بما وضعه المصنف في تسلسلات ابواب الكتاب وانما وضعناها على وفق خطة متسلسلة بأسلوب منهج بحث تاريخي وجمعنا الروايات التي تتعلق بكل موضوع تحت عنوان موحد إذ يطرح المصنف أغلب الروايات متداخلة مع بعضها في المواضيع كأن يتحدث في باب ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) ومعها روايات تشير لعلامات الظهور والغيبة وتجد حديثه عن الولادة يضعه في نهاية الكتاب أي تقديم وتأخير في المواضيع ليست على وفق تسلسل منهجي أو تاريخي ولعل هذا اسلوب متبع في عصر المصنف، أما في الدراسة فقد عمدنا إلى جمع كل رواية تخص أي عنوان كالأنبياء أو العلامات أو فضل الانتظار أو غيرها بمكان واحد في البحث يخص كل مفردة من هذه المواضيع وهي بالأصل ذكرت في عدة ابواب في الكتاب أي بمعنى أقرب قمنا بدمج بعض ابواب الكتاب وروايات كل موضوع مع بعضها ووضعت تحت عنوان موحد فقط أخذنا بعض العناوين العامة للكتاب والتي أصبحت عناوين مباحث الدراسة، مع الالتزام بنقل النصوص المروية في الكتاب والاختصار على بعض الروايات الطويلة التي وجد في بعضها تعرض مواضيع عدة ثم تتطرق لموضوع الغيبة لذا نختصر منها على موضع الحاجة مع الحرص والمحافظة على المعنى العام للرواية واختصرنا بعض المباحث الطويلة التي يطرحها المصنف سيما ما طرحه في مقدمة كتابه من مباحث ونقاشات وحوارات حول الغيبة اذا تناولناها بتصرف وأخذ المضمون العام لها لغرض الاختصار واكتفينا بالإشارة إليها وإعطاء الرأي فيها وذكر المصادر التي نقلتها وقد طرحت من باب الاستشهاد بها على جزئية معينة ومنها يورد قصة من الهند تعرف بقصة (بلوهر ويوذاسف) طرحها في الكتاب بما يزيد من خمسين صحفة أو مناظرة عامة بين أصحاب المذاهب والملل في دار يحيى بن خالد البرمكي بحضور الرشيد وغيرها من القصص اكتفينا بالإشارة اليها وأخذ الشاهد منها وإحالتها إلى مصادرها وكذلك هو الحال في قصص الانبياء (عليهم السلام) إذ لا يمكن التطرق إلى كل تلك القصص الواردة في الكتاب بتفاصيلها بل اخذ الفكرة العامة المطروحة للقصة والهدف من طرحها إذ أغلبها ذكرت لغرض مقارنة أوجه التشابه ما بين حال الإمام (عجّل الله فرجه) والأنبياء في الغيبة، ومقارنتها مع ما ورد في مصادر اخرى أو تعزيز حديث الصدوق عنها بما طرح في كتب التاريخ العام وقصص الأنبياء عنها وأيضاً اختصرنا قصص المعمرين التي يستشهد بها المصنف على طول عمر الامام المهدي (عجّل الله فرجه) فأخذنا بعض الشواهد منها واكتفينا بذكر أسماء هؤلاء المعمرين وكم عمروا وطرحنا بالمقابل معها ما قيل في طول العُمر وإمكانيته مع بعض الاستدلالات العقلية والشواهد الحاضرة في العصور الحديثة.
وكذلك قمنا بتخريج روايات الكتاب من مصادر متقدمة عن عصر الصدوق أو أتت بعد عصر الصدوق ومقارنة روايات الكتاب مع الروايات الواردة عن المعصومين في تلك المصادر أو طرح روايات تشابهها بالمعنى العام أو تتحدث عن نفس المضمون للرواية الواردة عند الصدوق وكذلك مقارنة رواية أحد المعصومين (عليهم السلام) مع غيره من الأئمة والتي تعطي نفس الدلالة والتي في بعضها تفسر ما قيل في الروايات الواردة في كتابنا موضوع البحث وذلك بما روي في كتب الخاصة والعامة على الرغم من أن بعض الروايات والأحاديث اختصت بنقلها كتب الشيعة حصراً ومنها بعض الأحاديث النبوية الشريفة لم تنقل في كتب الصحاح بل فقط في كتب المتقدمين من مؤرخي الشيعة، وكذلك قمنا بمناقشتها وطرح الآراء الواردة في رمزيات تلك الروايات في القضية المهدوية والغيبة من قبل المصنفين من المتقدمين والمتأخرين والترجيح بينها وإبداء الرأي وتحليلها على وفق الآراء المطروحة وإعطاء احتماليات تقريبية لبعض الحوادث التاريخية وذكر السنين الحاصلة فيها محاولة في تقريب الفكرة مع ما ورد في الكتاب من روايات ومنها الروايات التي تخص والدة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) التي اكتنفها بعض الغموض وغيرها كما سيتضح في طيات البحث، وكذلك عمدنا على تخريج الآيات القرآنية الواردة في الكتاب وتفسيرها، وترجمة الغريب من المفردات المذكورة في الروايات من خلال الاستعانة بكتب المعاجم واللغة وأيضاً ترجمة من وردت عنهم الروايات من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) بالاستعانة بكتب الرجال والتراجم.
أمّا مشايخ الصدوق الواردة أسماؤهم في الكتاب فأننا لم نترجم لهم بل ذكرنا أهم مشايخه فقط في التمهيد وذلك لأن الجزء الرابع من كتابه من لا يحضره الفقيه هو ترجمة لجميع مشايخه وكذلك لم نتحدث عن حياة الصدوق فقد اشرنا إليه إشارة بسيطة اذ توجد رسالة مستقلة درست حياته بتفاصيلها وكذلك درست معظم مشايخ الصدوق الموسومة بـ(الشيخ الصدوق وجهوده الحديثية كتاب من لا يحضره الفقيه أنموذجاً) اشرنا اليها في التمهيد، فضلاً عن جميع كتبه المطبوعة والتي تقدم سيرته ومشايخه في بداية كل كتاب أحلنا القارئ إليها عند حديثنا عن الصدوق وكتابه في فقرة التمهيد، وقد اعتمدنا في التمهيد فقط على ثلاثة نسخ مطبوعة للكتاب فضلاً عن نسخة من مخطوطة للكتاب وذلك بهدف الاشارة إلى بعض الملاحظات المطروحة عن الكتاب ونسخ الكتاب واقدم طبعاته أما باقي فصول الدراسة فكان اعتمادنا على النسخة التي قدم لها السيد محمد مهدي الخرسان والتي طبعت أول مرة سنة (1969م) وأعيدت طباعتها سنة (2009م).
وقد انتظمت هذه الدراسة بتمهيد وخمسة فصول وخاتمة وثلاثة ملاحق وقائمة بالمصادر والمراجع وملخص للموضوع باللغة الانكليزية، وقد وضعنا في بداية كل فصل مقدمه توضيحية لموضوع الفصل أو عدد رواياته وهي كالتالي:
التمهيد: تضمن التعريف بالشيخ الصدوق وكتابه من سبب تأليفه الكتاب واسمه وأهميته واشرنا إلى نسخ الكتاب المخطوطة والمطبوعة والمعتمدة في الدراسة ثم عدد ابوابه وتقسيماته وبعدها وضحنا موارد الصدوق التي اعتمدها في تصنيف الكتاب ثم منهجية المصنف وأسلوبه المتبع في تأليف الكتاب.
الفصل الأول: وضع تحت عنوان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيرته ووالدته والنص على إمامته من خلال كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه ثلاثة مباحث المبحث الأول منه عن سيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، منذ ولادته سنة(255هـ) والاحتماليات الواردة في سنة الولادة وحادثة الولادة وما جرى بعدها ثم التطرق إلى اسمه وكنيته وألقابه ومن بعدها معرفة معاني أشهر أسمائه وألقابه وأوصافه الجسمانية ثم إشارة إلى والده الإمام العسكري (عليه السلام)، وأتى المبحث الثاني بعنوان والدة الإمام السيدة نرجس (عليها السلام) اذ كان مبحث تحليلي حول الملابسات التي دارت حول مسيرة شرائها وإسلامها وزواجها من الإمام العسكري (عليه السلام)، أما المبحث الثالث فكان عن موضوع الوصية والاستخلاف منذ أن خلق الله آدم (عليه السلام) حتى إمامة الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) إذ يعد ارتباطاً واضحاً بالروايات التي أشارت إليه متصلاً غير منقطع في الأرض حتى انتهى هذا الاستخلاف إلى محمد وآل محمد (عليهم السلام) وختامه في الامام القائم (عجّل الله فرجه)، ومن بعده فقره خاصة توضح العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام والنصوص الدالة على إمامة الأئمة (عليهم السلام) ثم النصوص الدالة على إمامة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
الفصل الثاني: اندرج هذا الفصل من الدراسة تحت عنوان الغيبة في حياة الأنبياء والبشارة برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وكان الهدف من موضوع غيبات الأنبياء هو الاستشهاد بها على غيبة الإمام وأن الغيبة واقعة في الامم السابقة وحصلت لعدد من الأنبياء والأوصياء هذا في المبحث الأول، أما المبحث الثاني الإشارة إلى مفهوم غيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والبشارة من قبل الأنبياء أو من عدد من الشخصيات المشهورة منذ زمن قبل الإسلام والكهنة وأحبار اليهود وأيضاً بهدف الاستشهاد بها على غيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والبشارة به من قبل جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآبائه الأئمة (عليهم السلام)، ومن بعده المبحث الثالث والتركيز فيه على موضوع غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وكيف يمكن الانتفاع به وهو غائب وامتلاكه للاسم الأعظم الذي كان بعض أجزائه في علم الانبياء ثم امتلاكه علم الاسم الأعظم من قبل الأئمة (عليهم السلام) حتى بُشّر به آباؤه بأنه عند القائم منهم، ثم الرد على من أنكر الامام القائم وغيبته وبعدها البشارة لمن انتظره وهذا كله كما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، وتبعه المبحث الرابع عن أوجه التشابه الواقعة ما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والأنبياء (عليهم السلام) وإعطاء عدد من الأمثلة من المعمرين والاستدلال بهم على طول عمره الشريف.
الفصل الثالث: انتظم هذا الفصل في ثلاثة مباحث قد خصصت عما روي عن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) في غيبة الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وذكر أخبار من شاهده وأخبار عمه جعفر وقسم إلى أربعة مباحث فالمبحث الأول ما روي عن الخمسة أصحاب الكساء (عليهم السلام) في غيبة الإمام القائم (عجّل الله فرجه) والمبحث الثاني ما روي عن الأئمة السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) والمبحث الثالث ما روي عن الأئمة الكاظم والرضا والجواد والهادي وروي عن أبيه الإمام العسكري (عليهم السلام) ومقارنة هذه الروايات والأحاديث أيضاً بما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) في مصادر أخرى بنفس مضمونها عن نفس الامام الذي تنقل عنه الرواية أو عن غيره من الأئمة (عليهم السلام).
الفصل الرابع: وقسم هذا الفصل قسم إلى ثلاث مباحث تحت عنوان ذكر أخبار من شاهد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في حياة ابيه وفي غيبته واخبار عمه جعفر والتواقيع الصادرة من الامام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامات ظهوره القائم (عجّل الله فرجه) الحتمية وما قيل في الدجال، فالمبحث الاول منه ذكر فيه أخبار من شاهد الامام المهدي (عجّل الله فرجه) في حياة ابيه وفي غيبته وأخبار عمه جعفر، والمبحث الثاني عن التواقيع والرسائل الصادرة من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والمبحث الثالث ما روي عن العلامات الحتمية الخمسة لخروج القائم (عجّل الله فرجه) وما قيل في أمر الدجال وارتباط موضوعه بالإمام القائم (عجّل الله فرجه).
الفصل الخامس: وضع تحت عنوان علامات وعدد أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامات فرسه وسيفه ورايته وعلامات الظهور العامة والظواهر الطبيعية وأقوال الفرق في الغيبة وشبهات واعتراضات لبعض المخالفين والرد عليها، وهو من ثلاثة مباحث أيضاً الاول منها كان الحديث فيه عن أصحابه وعددهم وعلامات فرسه وسيفه ورايته وما قيل في العلامات العامة والظواهر الطبيعية، والمبحث الثاني عن أقوال بعض الفرق في الغيبة وبمن ساقوا الغيبة دون الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مع الرد عليها، والمبحث الثالث عن الشبهات والاعتراضات التي طرحها بعض المخالفين لقضية الغيبة بصورة عامة والرد عليها وهي أغلبها ردود خاصة من المصنف أو بما نقله عن بعض المناظرات الحاصلة حول الغيبة وما طرح فيها من اراء وقد وضع فيها الباحث الكثير من الآراء والتحليلات مع وضع بعض ما ورد من اراء وردود على مثل هكذا إشكالات من قبل بعض علماء الشيعة وكذلك تعزيز هذه الردود ببعض ما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من روايات تدل على الغيبة وصاحبها.
عرض وتحليل لأهم المصادر والمراجع:
وقد اعتمدت هذه الدراسة على عدد من المصادر والمراجع والتي أسهمت في إظهار هذه الدراسة بتلك الصورة في المقارنة والتحليل وكذلك اسناداً وتفسيراً لروايات الكتاب موضوع البحث وهي كثيرة وقد قدمنا عرضنا موجزاً لهذه المصادر والمراجع دون تحليلها لكن سنقف هنا على أهم تلك المصادر والمراجع الرئيسة التي كان لها حضور كبير في أغلب فصول البحث ونشير إليها بوجه عام وهي:
كتب التراث الشيعي التي نقلت أحاديث محمد وآل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتاريخهم والنص على إمامتهم وما روي عنهم حول الغيبة والتي أغلبها رافق جميع فصول البحث، أولها كتاب سليم بن قيس الهلالي(ت 76هـ/695م) من أقدم المصادر استعمالاً في البحث اذ يعد أقدم كتاب في التراث الشيعي والذي نقل فيه عدد كبير من أحاديث المعصومين (عليهم السلام) من القرن الهجري الأول، وكتاب بصائر الدرجات للصفار (ت 290هـ/902م) من أهم الكتب التي استخدمناها بالمقارنة وتعزيز الروايات الواردة عن المعصومين (عليه السلام) سيما في الفصل الثالث، وكتاب الإمامة والتبصرة للقمي (ت 329هـ/940م) والد الصدوق من أهم الكتب التي رافقت الدراسة في أغلب فصولها اذ نقل الصدوق عن والده الكثير من الروايات في أغلب ابواب الكتاب فهو أستاذه الاول وكان للكتاب حضور في جميع الفصول الثلاثة الاولى من البحث بما نقل عنه من روايات للمعصومين (عليهم السلام)، والجزء الاول من كتاب الكافي للكليني (ت 329هـ/940م) افدنا منه في جميع فصول البحث اذ وضع المصنف أربعة أبواب تخص تاريخ الإمام وولاته والنص عليه وبابين في الغيبة فضلاً عن باقي الاجزاء، ويأتي بعدها كتاب الهداية للخصيبي (ت334هـ/945م) وكتابي اثبات الوصية والتنبيه والاشراف للمسعودي(ت 346هـ/956م) سيما في الفصل الثاني من البحث في مبحث الإمامة ثم يأتي بعدها كتاب الغيبة للنعماني (ت 360هـ/970م) الذي رافق الاطروحة في جميع فصولها بالمقارنة مع أحاديث الغيبة للكتاب موضوع البحث وخاصة الفصل الثالث من البحث وكتاب تحف العقول للحراني (من اعلام القرن الرابع)، وبعده مصنفات الشيخ المفيد (ت 413هـ/1022م) الارشاد والاختصاص والمسائل العشرة والأمالي أفادت البحث في جميع فصوله، كتاب دلائل الامامة للطبري (من اعلام القرن الرابع الهجري) والذي أفدنا منه في أغلب فصول البحث في الفصلين الاول والثالث، ومن بعده كتاب الغيبة للطوسي (ت 460هـ/1067) والذي لا يقل أهمية عن الكتاب موضوع البحث فكان حاضراً في الفصول الأربعة الاولى من البحث، ومن بعده كتاب سيرة المعصومين للطبرسي (ت548هـ/1153م) الذي جمع سيرة الأئمة (عليهم السلام) وأحاديثهم وكان أكثر تواجداً في الفصل الثالث من البحث، يأتي من بعده كتاب الخرائج والجرائح للراوندي (ت573هـ/1178م) اذ ورد ذكر الروايات المنقولة فيه في الفصول الثلاثة الاولى للبحث وكان في رواياته متقارباً بنسبة كبيرة مع الروايات الواردة في الكتاب موضوع البحث فأغلبها أخذها الراوندي نقلاً عن الصدوق، وايضاً كتاب المازندراني ابن شهر آشوب (ت 588هـ/1192م) مناقب آل أبي طالب، وكتاب بشارة المصطفى للطبري (من اعلام القرن السادس) وكتاب كشف الغمة للاربلي (ت 693هـ/1293م) والذي أفدنا منه كثيراً خاصة في الفصلين الثاني والثالث، هذا فضلاً عن المصادر الاخرى وكتب الشيخ الصدوق مصنف الكتاب موضوع البحث منها كتاب من لا يحضره الفقيه وكتاب الأمالي وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) والخصال ومعاني الاخبار وعلل الشرائع وثواب الاعمال والاعتقادات والتوحيد وكتاب الهداية وكتاب صفات الشيعة، أما كتب التراث الشيعي العامة لمصنفين متأخرين منها كتاب اثبات الهداة للعاملي (ت1104هـ/1692م) وكتاب حلية الابرار وكتاب غاية المرام للبحراني (ت 1109هـ/1697م) وأكثرها ذكراً كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي (ت 1111هـ/1699م).
كتب الصحاح والسنن للمقارنة مع ما ورد فيها من أحاديث نبوية تتعلق بأبواب الفتن والملاحم منها كتاب صحيح البخاري (ت 256هـ/869م) وصحيح مسلم (ت 261ه /874م) وسنن أبي داود (ت 275هـ/889م) وسنن الترمذي للترمذي(ت 279هـ/ 892م) وغيرها، وكتب السيرة النبوية والتاريخ العام والتي اقتضت الضرورة لاستخدامها لترجمة بعض الأحداث التاريخية والسيرة النبوية هي كتاب سيرة النبي لابن هشام (ت 183هـ/799م)، وتاريخ اليعقوبي لليعقوبي (ت 292هـ/904م)، وتاريخ الرسل والملوك للطبري (ت310هـ/922م) وكذلك الكامل في التاريخ لابن الأثير (ت630هـ/1232م) والبداية والنهاية لابن كثير (ت774هـ/1372م) وغيرها من المصادر.
وأشهر الكتب التي الفت في قضية الإمام المهدي من كتب اهل السنة والتي استخدمنا بعضها في البحث منها كتاب الفتن لابن حماد المروزي (ت 228هـ/ 842م) وكتاب عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر للسلمي (685هـ/1286م) العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي (ت 911هـ/1505م) كتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للهيتمي (ت 974هـ/1566م) البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي(ت 975هـ/1567م) وغيرها من الكتب التي ذكرت أخبار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ضمناً منها كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ (ت 855هـ/1451م) والذي افرد باباً خاصاً في كتابه عن الإمام المهدي وكذلك كتاب الحاوي للسيوطي، وهي من مصادر أهل السنة والتي استخدمنا رواياتها في المقارنة بما ورد في المصادر الشيعية وكذلك اشرنا إلى ما يتطابق معها من أخبار وأحياناً اعتمدنا على بعض الروايات الواردة فيها لطرح بعض الاحتمالات حول القضية المهدوية اذا ما كانت فيها أخبار قريبة عما ذكر في التراث الشيعي بهدف المقارنة مع روايات الامامية عن الغيبة وتعزيزاً لها ومحاولة فهم مدى التقارب ما بين الجانبين في تلك القضية.
كتب تفسير القرآن الكريم فأخذنا منها هذا الجانب لتفسير ما وردمن آيات مباركة الواردة في الكتاب وفيما يتعلق بالموضوع وما ورد في تفسيرها بما يتعلق بالعقيدة المهدوية واستخدمنا في جميع الفصول عدداً من الكتب أهما تفسير العياشي للعياشي (ت 320هـ/932م)، وتفسير القمي للقمي (من أعلام القرنين 3 و4 ه)، وتفسير مجمع البيان للطبرسي (ت 548هـ/1153م)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (ت774هـ/1372م) ومن المتأخرين تفسير البرهان للبحراني (ت: 1109هـ/ 1697م).
وأهم الكتب التي كان لها أثر في إثبات الروايات الواردة عن قصص الانبياء وغيباتهم في الفصل الاول من البحث، كتاب قصص الانبياء للثعلبي (ت 427هـ/1053م) وكتاب قصص الأنبياء للراوندي (ت 573هـ/1178م) وكتاب صحيح قصص الانبياء لابن كثير (ت 774هـ/1372م) فضلاً عن كتب التاريخ العام التي تناولت في أجزائها الاولى قصص الأنبياء، ومن المتأخرين قصص الأنبياء للمجلسي (ت 1111هـ/1699م) وكتاب النور المبين للجزائري (ت1112هـ/1700م).
كتب الملل والفرق تواجد في البحث وخاصة في الفصل الخامس إذ كان أكثر كتابين استعمالاً هما كتاب فرق الشيعة للنوبختي(من اعلام القن الثالث الهجري) وكتاب الملل والنحل وللشهرستاني (ت 548/1153).
وكان لكتب التراجم وكتب الرجال في مراجعة سيرة وترجمة العديد من الشخصيات الواردة في البحث حضور كبير في أغلب فصول البحث ومنها كتاب رجال الكشي للكشي (من اعلام القرن الرابع الهجري) رجال النجاشي للنجاشي (ت 450هـ/1057م) وكتاب رجال الطوسي للطوسي (ت 460هـ/1067م) وكتاب رجال ابن داوود الحلي توفي بعد سنة (707هـ/1307م)، وكتاب ترتيب خلاصة الأقوال للحلي (ت 726هـ/1325م) ومن أهم كتاب الرجال واكثرها استخداماً من المتأخرين كتاب معجم رجال الحديث وطبقاتهم للخوئي وغيرها من كتب الرجال وبالرغم من أهميتها وسعتها الا أنها افتقرت على ترجمة الكثير من الشخصيات والتي لم نتمكن من الترجمة لها أو انهم ورد ذكرهم بالاسم فقط دون التعريف بهم، هذا فضلاً عن كتب التراجم العامة منها كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (ت 681هـ/1282م) وسير اعلام النبلاء للذهبي (ت 748هـ/1347م) ومن المتأخرين كتاب الأعلام للزركلي.
وكان لكتب الأنساب حضور في طيات البحث نذكر منها كتاب سر السلسلة العلوية لابي نصر البخاري (من أعلام القرن الرابع الهجري)، وكتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ت 456هـ/1063) والأنساب للسمعاني (ت 562هـ/1166م) وكتاب الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للفخر الرازي (ت 606هـ/1209م) واللباب في تهذيب الأنساب لابن الاثير(ت630هـ/1232م)، ونهاية الارب في معرفة انساب العرب للقلقشندي (ت 821هـ/1418م)، وكتاب عمدة الطالب لابن عنبة (ت 828هـ/1424م).
ومن المصادر التي اعتمدناها في ترجمة المفردات غير المفهومة أو الغريبة التي وردت ضمن روايات الكتاب موضوع البحث، وهي كتب المعاجم اللغوية منها كتاب العين للفراهيدي (ت 170هـ/786م) ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس (ت 395هـ/1004م)، وكتاب المخصص لابن سيدة (ت 458هـ/1153م) وكتاب مختار الصحاح للرازي (ت 666هـ/1267م) وأكثرها استخداماً كتاب لسان العرب لابن منظور (ت 711هـ/1311م) والذي تجده حاضراً في جميع الفصول لشمولية الكتاب وسعته واحتوائه على كم هائل من التوضيحات اللغوية ومعاني المفردات، وكتاب المصباح المنير للمقرئ (ت 770هـ/1368)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي (ت 817هـ/1414م).
أضف إلى ذلك أهم كتاب في مجال الجغرافية والبلدانيات معجم البلدان الحموي (ت 626هـ/1228م) والذي أسعفنا كثيراً في تحديد وترجمة الكثير من المواقع والمدن وكان أكثر اعتمادنا عليه في هذا الجانب.
أما كتب المراجع الحديثة فهي عشرات الكتب والموسوعات لكن نشير إلى أهم تلك المراجع والتي أصبحت دليلاً مهماً إلى روايات الأطروحة وكانت العون الاكبر في الرجوع إلى مصادر الروايات الاصلية وعلى وجه العموم نذكر بعض منها، كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الامين، وكتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة لاقا بزرك الطهراني، وكتاب جامع أحاديث الشيعة للبروجردي، وكتاب بشارة الاسلام في علامات المهدي (عجّل الله فرجه) للكاظمي، وكتاب الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب للحائري، وكتاب بحث حول المهدي للسيد محمد باقر الصدر وموسوعة الامام المهدي بأجزائها الاربعة للسيد محمد الصدر، أما أهم مرجع استخدم في الاطروحة فكان له الفضل الاكبر في تخريج روايات البحث من مصادرها الاصلية هو معجم أحاديث الامام المهدي (عجّل الله فرجه) المؤلف في مؤسسة المعارف بأجزائه الثمانية.
وعلى العموم أن المصادر والمراجع المذكورة أفادت البحث في تخريج الروايات وتحليلها والمقارنة معها وتفكيك العبارات والأحاديث المبهمة في الروايات الواردة في كتاب الصدوق وشرح بعض الأخبار الواردة فيه من الأخبار الواردة في تلك الكتب، وهذه الكتب المذكورة هنا ما هي إلا مجموعة قليلة من عشرات أخرى من الكتب المثبتة في قائمة المصادر والتي لا تقل أهمية عنها من حيث المعلومات والتي لا يسع المقام إلى ذكرها هنا جميعها.
واهم المشاكل التي واجهت الباحث هو عدم الحصول على معلومات تخص تاريخ ولادة المصنف بالدقة كونه ولد في زمن الغيبة الصغرى وكذلك هو عدم العثور على تراجم مكتملة لبعض الشخصيات سيما أصحاب الأئمة (عليهم السلام) أو افتقار بعض التراجم إلى سني الوفاة والولادة سيما في كتب الرجال ووجدنا أن بعض كتب الرجال تعتمد في ذكر تراجمهم على ما ذكره الصدوق في كتاب إكمال الدين والتي تقتصر على أسمائهم وألقابهم فقط وانه من أصحاب احد الأئمة، وكذلك هو عدم الحصول على بعض المصادر التي أشير لها في كتب المتقدمين واعتمادهم عليها في تخريج رواياتهم اذ عند البحث عنها تبين انها مصادر مفقودة، وكذلك بعض الروايات التي انفرد بذكرها الصدوق في كتابه ونقلها عنه بعض المتأخرين كذلك لم نتمكن من تخريجها عن غيره ممن سبقوه من المؤرخين، وأود أن أشير إلى أن فصول الاطروحة لم تكن منتظمة من حيث عدد الصفحات وذلك بحسب طبيعة المادة في مواضيع أبواب الكتاب وكما أشرنا لها بأنه تم جمع كل موضوع بما يناسب مع عنوانه مما اضطرنا إلى دمج عدد من الأبواب في كل فصل من فصول البحث فخرج هذا الفصل أو ذاك اكثر في صفحاته بحسب كثرة أو قلة الروايات الواردة في أي موضوع في أبواب الكتاب، وكذلك وضعت الفصول تحت عناوين طويلة وذلك بسبب كثرة المفردات الواردة في عناوين وأبواب مواضيع الكتاب والتي لا يمكن تجاهلها فخرجت العناوين بتلك الصورة.
وبهذا حاولنا إخراج البحث بصورة قد تقرب الكتاب وأهمية موضوعه إلى الوسط الأكاديمي وذلك لما للقضية المهدوية من أهمية كبيرة في تاريخنا الإسلامي نرجو ان تكون باب أمام فتح مواضيع كهذا بما يخص المصادر التي تخص القضية المهدوية بالدراسة والتحليل حيث يرتبط هذا الموضوع بجزء كبير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) والتي ترتبط بالتراث الإسلامي والشيعي على وجه الخصوص ما بين الماضي والحاضر.
ونرجو أن نكون قد وفقنا في إخراج البحث بما يليق باسم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بحدود الروايات الواردة في الكتاب موضوع الدراسة ومع الاعتذار نقول إنه لا يمكن أن يخلو أي عمل أو بحث من هفوة أو خطأ غير مقصود في طياته هنا أو هناك فكل ابن آدم خطاء قد تصيبه غفلة أو سهو أو نسيان الا المعصومين (عليهم السلام) سيما أن موضوع البحث في القضية المهدوية لا يمكن أن يحده بحث أو اطروحة أو رسالة فهو موضوع ممتد في رواياته ومواضيعه وفي الختام نشكر رئيس وأعضاء لجنة المناقشة متفضلين بتجشمهم عناء قراءة الأطروحة وتصويبها وكذلك تجشمهم عناء الحضور لمناقشتها فلهم مني وافر الاحترام والثناء والتقدير، ونسأل الله الحكيم العليم أن يلهمنا وإياهم الحلم والعلم والحكمة ببركة محمد وآل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبمنه وفضله انه عليٌ قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباحث
التمهيد: الشيخ الصدوق منهجه وموارده في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة
أولاً: الشيخ الصدوق:
هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابوية القمّي(1) نسبة إلى مدينة قم(2)، ويعرف بالصدوق(3)، من أشهر علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري ويعرف أيضاً بشيخ المحدثين والشيخ الأقدم، يذكر انه ولد ببركة دعاء الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وذلك أن والده أبو الحسن القمي(4)، شيخ القميين قدم إلى العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح(5) (رضي الله عنه) وسأله عدة مسائل ثم كاتبه بعد ذلك وطلب منه أن يوصل له رقعه إلى صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) ويسأله فيها أن يرزق بولد فورد عليه الجواب من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه): (قد دعونا الله لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين) فكان احدهما أبو جعفر، وكان يقول الشيخ الصدوق نفسه (أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر (عليه السلام)) ويفتخر بذلك(6)، ولم تذكر المصادر التاريخية سنة ولادته بالتحديد مجرد احتماليات بانه ولد سنة(306هـ/918م) لكن يمكن القول من خلال ما أشارت إليه المصادر انه ولد بعد مكاتبة والده للسفير الثالث في اول سفارته، الذي شرع بالنيابة الخ ع الإمام (عجّل الله فرجه) سنة (305هـ/ 917 م)، وانه دعا له بعد ثلاثة أيام من المكاتبة وكان ذلك في اول سنة من سفارة ابي القاسم(7) من خلال الروايات لو أعطينا سقفاً زمنياً للحمل والولادة يمكن القول انه ولد بحدود سنة (306هـ/ 918م).
نشأ الشيخ الصدوق تحت رعاية أبيه الذي يعد من علماء عصره واتقياهم أي انه تربى في أوساط العلم من اسرة بابويه المعروفة في قم بعلمائها وإنجابها للمفكرين الأفذاذ، وكانت له الكثير من الرحلات العلمية شرع فيها بين الدراسة والتدريس ومنها زيارته إلى بغداد سنة (355هـ/ 965م) وقد سمع منه شيوخ الطائفة، وعرف عنه انه حافظ للحديث جليل القدر لم يكن من القميين أحد مثله في حفظه وكثرة علمه وأطلق عليه الكثير من الألقاب لعلمه ومعرفته أشهرها الصدوق ولقب برئيس المحدثين والإمام الصدوق والحافظ الصدوق والشيخ الإمام وبالثقة الصدوق(8)، عاش الشيخ الصدوق حياته كلها في طيات العلم والتأليف، يذكر أنه له أكثر من مئتي مصنف وقيل ثلاثمائة في مختلف المجالات وقد تتلمذ على يديه كبار علماء الأمامية وشهد له العامة والخاصة توفي رحمه الله سنة(381هـ/991م)(9).
ثانياً: التعريف بكتاب إكمال الدين وإتمام النعمة:
1 - سبب تأليف الكتاب:
ذكر الشيخ الصدوق رحمه الله ما هي الدوافع وراء تأليفه لهذا الكتاب وقد أشار إليها في بداية كتابه، إذ قال: (إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا: (أني لما قضيت وطري من زيارة عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) رجعت إلى نيسابور(10)، وأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغَيبة ودخلت عليهم في أمر القائم (عجّل الله فرجه) الشبهة وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والقياس فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام))(11).
بعدها يذكر الشيخ الصدوق انه التقى بأحد المشايخ يدعى نجم الدين أبو سعيد(12)، من المعروفين بالعلم والمعرفة والذي بدوره نقل كلام احد الفلاسفة والمنطقيين في قضية الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وغيبته وقد حيره وشككه في أمر طول الغيبة وانقطاع أخباره فيقول الشيخ الصدوق فذكرت له الكثير من الأخبار الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) عن غيبته حينها زال الشك عن قلب هذا العالم وسكنت نفسه وبعد حديث طلب مني أن أصنف كتاباً في هذا المعنى فوعدته في ذلك(13).
بعد ذلك يتطرق الشيخ إلى أنه شاهد رؤيا في المنام وهو في مدينة قم فكانت هي الدافع الأساس في تأليف الكتاب يرويها ويقول: (ذات ليلة غلبني النوم فرأيت كأني بمكة أطوف حول بيت الله الحرام فأرى مولانا القائم صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) واقفاً بباب الكعبة فأدنو منه على شغل قلب وتقسم فكر، فعلم (عليه السلام) ما في نفسي بتفرسه في وجهي فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قال لي: (لم لا تصنف كتاباً في الغيبة حتى تكفي ما قد همك؟ فقلت له يا بن رسول الله قد صنفت في الغيبة أشياء، فقال (عجّل الله فرجه): ليس على ذلك السبيل آمرك أن تصنف الآن كتاباً في الغيبة واذكر فيه غيبات الأنبياء (عليهم السلام))، يقول الشيخ بعدها فانتبهت فزعاً وقت الفجر وشرعت بالدعاء والبكاء فلما أصبحت شرعت بتأليف هذا الكتاب(14).
وهنا يمكن القول أنه لا مانع من أن تكون الرؤيا هي الدافع المعنوي له الذي دفعه إلى تأليف هذا الكتاب ومن المحتمل أنه التقى بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عيناً وشاهده والتقى به وأمره بتأليف الكتاب ولا مانع في ذلك كونه من الممكن أن يلتقي بالعديد من خواص شيعته(15)، فضلاً عن الأسباب السابقة وحيرة الشيعة في أمر الغيبة وكذلك لقائه بالشيخ نجم الدين والذي شاهد أسلوب الشيخ الصدوق بطرحه ردوداً حول الغيبة من حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمعصومين (عليهم السلام) طلب منه أن يصنف كتاباً بهذا المعنى ويمكن أن نعد هذه الأسباب مجتمعة أن تكون سبباً في تأليف الكتاب وأضف عليها اهتمام الصدوق بقضية الغيبة كونه من مشايخ الشيعة وعلمائها لعله وجد من الواجب عليه أن يجيب على التساؤلات المطروحة فيها ودفع الشكوك في هذا الأمر وخاصة عند الشيعة.
2 - اسم الكتاب:
يسمى الكتاب باسم (إكمال الدين وإتمام النعمة) وهذا الاسم هو ما وجد على أوجه المخطوطات التي حقق عليها الكتاب واستخدمها الباحثون كمصدر لهم بهذا الاسم فقط(16)، وقد يقال له كمال الدين وتمام النعمة والاسم بصورة عامة مأخوذ من الآية الشريفة، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3)(17)، وذلك لشأن نزولها حيث أنها نزلت يوم الغدير وذلك على إجماع الخاصة والعامة، وأن إكمال الدين وإتمام النعمة كان بتعيين منصب الإمامة التي تلي منصب النبوة مقاماً(18)، وصاحبها قائم مقام النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وله عليهـم الولاية العامة وكل خطة دينية ودنيوية ومتفرعة منه لذا جاءت التسمية مناسبة لتوضيح الموضوع إجمالاً(19)، حتى يذكر أن من ضمن ما قاله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند نزول هذه الآية قال: (الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي)(20).
عن اسم الكتاب وفي نسخة المخطوط التي اطلع عليها الباحث يسمي الكتاب في بداية الجز الثاني منه (السر المكتوم إلى الوقت المعلوم) ولعله تعبير عام أو إشارة إلى موضوع اسرار الغيبة المعد لها إلى وقت الظهور(21)، ووجدنا إشارة إلى نفس هذه التسمية في كتب أخرى للمصنف يحيل فيها القارئ إلى هذا الكتاب تحت هذا العنوان(22)، وفي النسخة المطبوعة المعتمدة في الدراسة يضع المصحح عنوان الكتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة) ولم يوضح مصحح الكتاب إلى أي نسخة مخطوط اعتمد على هذه التسمية(23).
وبهذا يتضح سبب التسمية واختيار الاسم موافقاً للنص القرآني والحديث النبوي الشريف، وذكر اسم الكتاب على بعض النسخ المحققة تحت عنوان (إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة) كون المصنف يذكر العبارة في داخل مواضيع الكتاب وكما أورده في كتب اخرى له لذا يعد هذا اسم الكتاب كاملاً، وقد اكتفينا بوضع العنوان بـ(إكمال الدين وإتمام النعمة) للاختصار وكما هو مشهور وما عرف به الكتاب.
3 - أهمية الكتاب:
تكمن أهمية الكتاب كونه يبحث عن آخر أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين ومن وعد الله المسلمين بظهور الحق على يده بعد انطماسه وتجديد الإسلام بعد اندراسه كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْـرِكُونَ﴾ (التوبة: 33)(24)، فهو يبحث عن حقيقة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيبته وإثباتها بالحجة والدليل وحقيقة الاعتقاد به كما يعتقد البعض أنها عقيدة شيعية بحته بل هي عقيدة إسلامية حيث أن الاعتقاد بها يلي الاعتقاد بالنبوة من خلال ما طرحه مصنف الكتاب من استدلالات تثبت الغيبة ووقوعها وهي ليس بالأمر الغريب بل وقعت لعدد من الأنبياء (عليهم السلام)(25).
وتتركز أهمية الكتاب أيضاً من خلال ما استشهد به من روايات أهل البيت (عليهم السلام) وما كان لموضوع الكتاب الذي ناقش فيه قضية الغيبة وأجاب عما طرح من تساؤلات حولها ورد الشبهات عنها وأوضح ما التبس على الناس فيها كونها من القضايا التي أخذت صدى واسعاً في تاريخنا وعقيدتنا الإسلامية وقضية غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على وجه التحديد وهذا ما سنحاول أن ناقشه في فصول البحث.
4 - نسخ الكتاب المخطوطة وأقدم طبعاته:
من خلال ما اطلعنا عليه من عدة طبعات محققه للكتاب لكبار محققي الشيعة المعتبرين أشاروا إلى عدة مخطوطات فضلاً عن النسخة التي اطلعنا عليها وهي:
أ - اعتمد احد الباحثين على عدة نسخ مخطوطه قابلها مع بعضها في عمله بتصحيح ومراجعة نصوص كتاب إكمال الدين(26) وهي:
· - نسخة من (687ورقه) وبجزأين في مجلد واحد تم إكمال نسخها بتاريخ (14/ صفر/ 960هـ/ 1552م) ناسخها يدعى ابراهيم بن محمد الحسيني، تعود للمكتبة العامة لشهاب الدين النجفي المرعشي.
· - نسخة من (532 ورقه) بجزأين تم نسخ الجزء الأول منها بتاريخ (شهر رجب / 1054هـ/1644م) والجزء الثاني نسخ في(18/رمضان) كاتبها محمد بن كاظم بن محمد بن معصوم أنجو الحسني الحسيني وهي تعود لخزانة مكتبة باقر تقي الألمعي.
· - نسخة غير مكتملة صفحات الجزء الأول منها وهي من(265 ورقه) نسخت بتاريخ (جماد الآخر / 1078هـ/1667م) اسم ناسخها فضل الله بن حسين النائيني، تعود للمكتبة العامة لشهاب الدين النجفي المرعشي.
· - نسخه من (451 ورقه) بجزأين فرغ من نسخ الجزء الاول بتاريخ (رمضان /1079هـ/1668م) ونسخ الجزء الثاني بتاريخ (9 / رجب / 1081هـ/1670م) نسخت بخط يد شخص يدعى أبو طالب محمد بن هاشم بن عبد الله الحسيني الفتال، تعود للمكتبة العامة لشهاب الدين النجفي المرعشي.
· - نسخة من (500 ورقه) بمجلد احد ناسخها ابن صفي الدين محمد احمد القمي فرغ من نسخها سنة (14 / محرم /1090هـ/1679م)، تعود لمكتبة حسن المصطفوي التبريزي.
· - نسخة من (716 ورقه) تعود لمكتبة عبد الرحيم الشيرازي لم يذكر تاريخ نسخها أو اسم الناسخ.
· - نسخة من(266ورقه) تعود لمكتبة عبد الرحيم الشيرازي لم يذكر تاريخ نسخها أو اسم الناسخ.
ب - أطلع الباحث هنا في الاطروحة على نسخة مكونة من (426 ورقه) بجزأين في مجلد واحد نسخت على يد محمد بن يوسف السروي نسخت سنة (1037هـ/1627م) تعود لمكتبة السيد الكلبيكاني رجع إليها في مطابقة بعض النصوص مع نسخة الكتاب المطبوعة المعتمدة في الدراسة حيث لا تختلف عنها في شيء أي تتطابق معها(27)، ونسخة اخرى مخطوطة نسخت بيد أبي القاسم القارئ انتهى من نسخها بتاريخ (شهر ربيع الأول 1279هـ/1862م) اعتمدها أحد الباحثين وهي نسخة خاصة به(28).
ج - أما النسخ المعتمدة في الدراسة هنا هي ثلاث نسخ إضافة إلى نسخة المخطوط اشرنا لها جميعها هنا في التمهيد اما النسختان الاولى والثانية أخذنا منها بعض الملاحظات حول الكتاب والمؤلف(29)، أما النسخة المعتمدة في الدراسة وفي فصول البحث والتي طبعت سنة (2009م) وكانت لحين وقت ابتداء هذه الدراسة تعد هي أحدث النسخ المطبوعة التي قد تحصل عليها الباحث وكانت الطبعة الأولى لنسخة الكتاب التي قدم لها محمد مهدي الخرسان في المطبعة الحيدرية ذيّل مقدمته بتاريخ (1389هـ) أي قبل ما يقارب الخمسون سنة ويمكن عدها من الطبعات القديمة للكتاب، وقد طبعت عليها النسخة الحديثة المستخدمة في الدراسة هنا في بيروت (2009م) والواضح إن هذه النسخة وضعت لها نفس مقدمة الطبعة القديمة التي ذيل لها المصحح سنة (1389هـ/ 1969م)(30).
د - في النسخة المعتمدة في الدراسة لم يشر مصحح الكتاب على انه اعتمد على نسخة مخطوط والظاهر انه اعتمد على طبعات قديمة للكتاب فقط أشار إلى هذه الطبعات على حد قوله إن الكتاب طبع عدة مرات في إيران إلا أن أقدم طبعاته هي سنة (1301هـ/ 1883م) وسنة (1318م/1901م)، وطبع في بيروت سنة (1374هـ/1954م) ولم يكمل، وطبع في إيران سنة(1374هـ/ 1954م)(31).
5 - أبواب الكتاب وتقسيماته:
أشار مصنف الكتاب إلى ما ورد من مواضيع في كتابه بصورة مختصره موضحاً الخطوط العامة إلى تقسيماته إذ قال: (وقد ذكرنا الأنبياء والحجج (عليهم السلام)) الذين وقعت بهم الغيبة وذكرنا في آخر الكتاب المعمرين ليخرج بذلك ما نقوله في طول الغيبة وطول العمر من حد الإحالة إلى حد الجواز ثم صححنا النصوص على القائم الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) من الله تعالى ومن الأئمة الأحد عشر (عليهم السلام) مع إخبارهم بوقوع الغيبة ثم ذكرنا مولده)(32).
ويعد كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة كتاباً استدلالياً حول قضية غيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مثبتاً لها بالحجج والبراهين المصحوبة بالأمثلة والشواهد مع ما روي من أحاديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) لذا جاءت تقسيمات الكتاب من مقدمة وست وستين باباً وعلى النحو التالي:
وضع مصنف الكتاب مقدمة طويلة بدأها بالحمد والثناء لله (عزَّ وجلَّ) يتطرق بعدها إلى الدافع الأساس وراء تأليف هذا الكتاب وبعدها عرض في مقدمته بحث استدلالي ضمن الحديث فيها عن مواضيع مختلفة وضح فيها مبدأ الاستخلاف قسم منها يحاول الاستشهاد بها عن قضية الغيبة وإثباتها والحكمة منه واثبات إمامة الإمام الثاني عشر ووجوب وجود خليفة لله في أرضه وأن طاعة الإمام واجبة بما أوصى به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مستشهداً بذلك ببعض النصوص القرآنية(33)، وأشار في المقدمة إلى بعض أراء الفرق وإشكالاتهم والرد عليها ودحض الادعاءات التي قالوا بها وناظر المصنف العديد من أصحاب الفرق ودفع شبهات المخالفين لقضية الإمامة والغيبة(34)، وفيهـا مناظرة طويلة وقعت له مع احد الملحدين حول قضية الإمامة والغيبة(35).
أما أبواب الكتاب فكانت من الباب الأول منها إلى الباب السابع يتحدث فيها عن الغيبات التي حصلت لبعض الأنبياء من إدريس ونوح وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى (عليهم السلام)(36)، وكان الباب الثامن هو ما أخبر عيسى (عليه السلام) وبشارته بنبوة النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وان الله سيرفعه إليه ثم سيعود في آخر الزمان وأشار إلى غيبة عيسى عن قومه وما حصل عندهم من فراغ من بعد أن رفعه الله إليه(37)، أما الباب التاسع منه كان يتحدث فيه عن خبر سلمان المحمدي(38) (عليه السلام)، وما أخر به عن معجزة وخبر الألواح التي حملها سلمان تخبر بنبوة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قبل أن يولد(39)، ومن الباب العاشر إلى الباب العشرين من الكتاب هي ذكر أخبار تحكي عن بعض الشخصيات التي عرف قسم منها قبل الإسلام وتُعرِف بخبر نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قبل مجيئه ومعرفتهم بعلاماته وصفاته وقد انتظروا قدومه(40).
ثم يأتي الحديث في الباب الحادي والعشرين عن العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام (عجّل الله فرجه)(41)، ومن بعده الباب الثاني والعشرون يتطرق فيه للحديث عن اتصال الوصية والخبر من آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة بأن الأرض لا تخلو من حجة(42)، ثم تأتي الأبواب الثلاثة التي بعد هذا الباب يذكر فيها ما خبر به الله (عزَّ وجلَّ) نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الإسراء والمعراج بعدد من النصوص الدالة على الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وانه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وما روي بهذا الصدد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما اخبر به من وقوع الغيبة(43).
ومن الباب السادس والعشرين يروي ما أخبر به الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حيث يبدأ من الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والسجاد والباقر (عليهم السلام) هذا حتى الباب الثاني والثلاثون من الكتاب وبها تكون نهاية الجزء الأول منه(44)، ثم يكمل ما روي عن الأئمة (عليهم السلام) في خبر الغيبة ووقوعها فيبدأ الجزء الثاني بما أخبر به الإمام الصادق ثم الإمام موسى بن جعفر ثم الرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) حتى نهاية الباب الأربعين(45).
ثم يتكلم في الباب الحادي والأربعون في حكم ومصير من أنكر الإمام الثاني عشر ثم يشير إلى موضوع الإمامة في أنها لا تجتمع اخوين بعد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) هذا في الباب الثاني والأربعين(46) بعدها يأتي الحديث عن حياة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الخاصة بكل تفاصيلها حتى غيبته وما رافقها من بعض الأحداث وبعض الأخبار والتوقيعات الواردة منه في الغيبة الصغرى جاء هذا الحديث بستة أبواب كانت إلى نهاية الباب التاسع والأربعين(47).
أما أبواب الكتاب من الباب الخمسين إلى الباب الستين منه فقد ذكر فيها المصنف بعض أخبار المعمرين وقصص لبعض الأمم السالفة والشخصيات العامة المعروفة حينها والتي لها أخبار وقصص ونوادر عامة حاول المصنف ربطها بموضوع الكتاب وقضية الغيبة وطول عمر الإمام (عجّل الله فرجه) والاستشهاد بهذه القصص ثم ذكر أخبار المعمرين(48)، وجاء الباب الواحد والستون تحت عنوان لطائف قرآنية فقد تطرق إلى بعض خفايا القران الكريم وأسرار الله وودائعه ومتى تكشف دلالاتها وعلاقتها بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وغيبته وظهوره(49).
واما ثواب انتظار الفرج فقد أفرد المصنف لهذا الموضوع باباً خاصاً وهـو الباب الثاني والستين من الكتاب أما النهي عن تسمية الإمام القائم (عجّل الله فرجه) فكان عنواناً للباب الثالث والستين تبعه الباب الرابع والستون فيما روي عن علامات خروجه بعد طول الغيبة ثم جاء بعده الباب الخامس والستون ذكر فيه المصنف بعض النوادر والأخبار الدالة على الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه)(50)، ويختم المصنف كتابه بحديثه حول موضوع الإمامة والتعريف بها وأهميتها واثبات وجوبها في الباب السادس والستين من الكتاب(51).
وبهذا فأن مجموع أبواب الكتاب هي (66) باباً الجزء الأول منه بـ(32) باباً والجزء الثاني بـ(34) باباً والترقيم المذكور في تقسيم الأبواب وضع من قبل الباحث في النسخة المستخدمة في الدراسة فمصحح الكتاب وضع الأبواب من دون أن يضع تسلسلا إحصائياً لها فقد وضعت من قبل الباحث لتسهيل الإشارة إليها، أما عدد الروايات المذكورة في جزئي الكتاب بصورة عامة فقد قام الباحث بإحصائها تبين انه يضم (728) رواية يتفاوت عدد الروايات في كل باب بحسب ما أوردها مصنف الكتاب وهذا العدد من الروايات مع المكررة منها في عدة أبواب يستشهد بها المصنف في مناسبات مختلفة، ويتفاوت عدد الأبواب في الكتاب من طبعة إلى أخرى ويمكن أن نعد سبباً في ذلك هم من نسخ الكتاب أو بحسب رؤية مصححي الكتاب أو المعلقين عليه وبحسب اطلاعهم على بعض مخطوطات الكتاب فمنهم من يضع عنوانين في باب واحد أي انه يدمج عنوانين أو أكثر بعنوان باب واحد أو ممكن أن يضع احدهم باباً مستقلاً لعنوان ضمني أو فرعي من مواضيع الكتاب، فمثلاً نسخة المخطوط التي اطلع عليها الباحث تتضمن (65) باباً(52)، والنسخة المعتمدة في الدراسة والتي تتضمن (66) باباً(53)، ونسخ أخرى مكونة من (58) باباً فقط(54).
وقد ترجم كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة مرتين إلى اللغة الفارسية(55).
ثالثاً - موارد ومنهج الشيخ الصدوق في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة:
1 - موارده:
أ - أهم مورد عنده كان أساساً في منهجه حول هذا الموضوع ومدخلاً لطرح أرائه عن قضية الغيبة هو القرآن الكريم وقصص الأنبياء (عليهم السلام) إذ استخدم الشيخ الصدوق في مقدمته حول قضية الخلافة في الأرض ووجوبها مستدلاً بها عن الغيبة(56).
ب - كان لشيوخه حظوة كبيرة في كتابه هذا حيث نقل عنهم اغلب الروايات مشيراً إليهم بعبارة (حدثنا أو حدثنا شيخنا أو اخبرنا وسمعنا أو حدثني) وعلى رأسهم أبوه والذي أكثر ما نقل عنه في الكتاب بعبارة (حدثنا أبي)، يأتي بعده شيخه محمد بن الحسن(57) يذكر معهم طرق نقلهم بسلسلة إسناد(58) طويلة ومتصلة وصولاً إلى حديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو أحد المعصومين (عليهم السلام)(59).
ج - اما موارده من الكتب كانت مجرد خمسة إشارات فقط في جميع الكتاب، منها استخدامه لكتاب ابن بشار أبو الحسن علي بن احمد(60) ونقل منه اعتراضاته في موضوع الغيبة ولم يذكر اسم الكتاب(61)، وكتاب الإشهاد(62) لأبي زيد العلوي(63) نقل منه أراءه وبعض اعتراضاته حول قضية الإمامة والغيبة(64)، واخذ من كتاب ابن قبة الرازي(65) كتاب نقض الإشهاد الراد به على كتاب الاشهاد لأبي زيد العلوي(66)، واقتبس عن ابن أبي سهـل النوبختي(67) من كتابه التنبيه الذي أشار إلى أراء المعترضين على حق إمامة علي وأبنائه (عليهم السلام)(68)، وأشار إلى أخبار المعمرين من كتاب أخبار المعمرين(69)، ولم يذكر صاحب الكتاب(70)، ويشير أحيانا إلى مواضيع وأخذها من الكتب ويقول (ووجدته مثبتاً في بعض الكتب المصنفة في التواريخ)(71)، ولم يذكر عناوينها ولا أسماء مصنفيها أي انه تركها مبهمة، ومن المحتمل انه استخدم كتب شيوخه إلا انه لم يشر إليها باعتبار انه استمع بالمباشر إليهم بما حدثوه عن قضية الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
ه - من موارد المصنف في الكتاب هي التوقيعات التي كانت بين العامة والإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أو استفسارات من العلماء وإجابات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عليها لمسائل مختلفة وقد أوردها مع ذكر أسماء أصحابها بصورة مباشرة لسماعها منهم أو عن طريق ما نقل له او ما سمعه عن مشايخه هو وضعها في باب خاص في الكتاب(72).
و - استخدم الشعر في كثير من مواطن الكتاب خاصة في قضية إخبار المعمرين(73) أو ما قاله بعض الشعراء عن إل البيت (عليهم السلام) أو بحق الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) منها قول الشاعر دعبل الخزاعي(74):
خروج إمام لا محالة خارج * * * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * * * ويجزي على النعماء والنقمات(75)
أو ما قالوه عن أنفسهم منها قول لشخص يدعى عبيد بن الأبرص(76)، وقد عاش ثلاثمائة سنة قال:
فنيت وأفناني الزمان وأصبحت * * * لداتي بنو نعش وزهر الفراقد(77)
ز - الحديث النبوي وأحاديث الأئمة (عليهم السلام) فقد أورد فيها خمسة عشر باباً خاصاً في كتابه فضلاً عن استشهاده بأحاديثهم في الأبواب الأخرى(78).
2 - منهجية الشيخ الصدوق في كتابه إكمال الدين:
أ - وفي منهجية المصنف حول تفسير القرآن الكريم أو الاستشهاد بآياته ومن خلال ما أشار في طرح أحاديث وآيات بأنه سيخرج تفسيرها في مناسبتها في مواضيع الكتاب أو يقول بوضوح العبارة (ما شرحنا) اي يحيل بعضها إلى مواضيع سابقة أو لاحقة في داخل الكتاب، وأحيانا يقول روي في شرح بعض الآيات ولا ينسب الشرح لأحد أو لعل شرحها مروي ولا ينسبه إلى رواتها(79)، فيذكر بعض الإشارات في تفسير القرآن الكريم انه آخذها من العلماء أو في قضية الغيبة، إلا أنه لم ينسبها إلى صاحب الرأي كان يقول (وقال شيخ من الإمامية..)(80) ويتضح هذا الأسلوب من خلال التكرار الوارد عنده في كثير من المواضيع عند طرحه لبعض الآيات أو الأحاديث.
وقد يفسر برأيه هو أو أن يأتي بآيات من القرآن مستشهدا بها على موضوع الغيبة منها (إن الإمام يحتاج إليه لبقا العالم على صلاحه أنه ما عذب الله (عزَّ وجلَّ) أُمة إلّا أمر نبيها بالخروج من بين أظهرهم كما قال تعالى في قصة نوح (عليه السلام): ﴿حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (هود: 40)، وأمره الله جل وعز أن يعتزل عنهم مع أهل الإيمان به ولا يبقى مختلطاً بهم)(81).
ويفسر القرآن بما روي عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو رأي الإمام المعصوم، فقد سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ (النساء: 59)، فقيل له يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من هم قال: (الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض فسماهم رجلاً رجلاً فيهم مهدي أمتي محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً)(82) قيل للإمام الباقر (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ﴾ (التكوير: 15 - 16)، فقال (هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام)(83).
ب - تطرق إلى مباحث طويلة وردود على بعض الآراء كانت ما بين علماء الشيعة ومن باقي الفرق منها ردود ابن قبة الرازي بكتابه نقض الإشهاد على كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي الزيدي(84)، في طعنه بقضية الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وما تقوله الإمامية في ذلك(85)، حتى انه أشار إلى سبب وضعه إلى هذه المباحث والردود على أصحاب الفرق وادعاءاتهم في قضية الإمامة في بداية أبواب كتابه وخاصة فرقة الزبدية بقوله (أشد الفرق علينا)(86).
ج - استخدم اسلوب المقارنة في الاستدلال عند طرحه للمواضيع فمنها ما هو جائز للأنبياء (عليهم السلام) جائز للائمة (عليهم السلام)(87)، مستشهداً حول ذلك الموضوع بحديث الأئمة ومثالاً على ذلك هو ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام): (أن الله تبارك وتعالى أدار للقائم منا ثلاثة أدارها من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسى (عليه السلام) وقدر غيبته غيبة عيسى (عليه السلام) وقدر
إبطاءهُ كإبطاء نوح (عليه السلام))(88).
د - اعتمد في طرحه للروايات على السماع والحديث وذلك بإشارته قبل كل حديث أن استخدم عبارة (حدثنا، واخبرنا، وسمعنا، وقيل، سمعنا من شيخنا، حدثنا جماعة من أصحابنا) ثم ينقل سلسلة الرواة وبعدهم الحديث وهذا اغلب ما استعمله في الكتاب يطرح من حدثه بالحديث مع سنده للرواية وصولاً بها إلى حديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو إلى احد المعصومين (عليهم السلام) أي انه طرح مادته بأسلوب بسلسلة سند الرواية(89)، ومثالاً على ذلك قال حدثنا أبي ثم يذكر سلسلة سند الرواية بعدها يقول قال أبي جعفر (عليه السلام): لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لَماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله)(90) أو يقول: (حدثنا جماعة من أصحابنا)(91).
ه - يكرر حديثه عدة مرات بأسانيد مختلفة لتأكيد الرواية التي يطرحها أي انه ينوع طرق حديثه ويذكر كل من حدثه بنفس الحديث أي أكثر شخص عن نفس الموضوع مع ذكر إسناد وطرق حديث كل واحد منهم ويوصله لنفس الإمام المروي عنه الحديث أو لعدد من الأئمة عن نفس الموضوع أو بنفس المعنى(92) منها يروي حديثاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (للقائم منا غيبة أمدها طويل)(93) وذكر نفس الحديث بطريق اخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام)(94)، ويذكر للإمام الصادق (عليه السلام)عدة أحاديث بنفس المعنى وبأسانيد متنوعة(95)، أي انه استخدم سلاسل اسناد متعددة لنفس الحديث أو بمعناه وهذا مؤشر عرض الحديث وكأنه يأتي به للتوكيد.
و - يستخدم أحيانا أسلوب الاختصار في إسناده للروايات فيقول (بإسناد) من سلسلة قصيرة للإسناد من شخصين أو ثلاثة أو يقول بعد ذكره لحديث معين بإسناد متصل ثم يذكر حديثاً ثانياً ويقول بنفس الإسناد ويذكره وقد استخدم هذا الأسلوب في مواطن كثيرة من كتابه(96).
ز - يذكر الأحاديث بصورة مباشرة عن النبي والأئمة (عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام)، دون سند انه ينقلها عن أصحاب الأئمة(97)، ومثالاً على ذلك يقول (وبهذا الإسناد قال: قال علي بن الحسين سيد العابدين (عليه السلام): القائم منا تخفى ولادته على الناس)(98)، يقول محمد تقي المجلسي عن هذا الموضوع واختصار الإسناد أو حذف الأسانيد ما مضمونه أن هذا هو من طريقة القدماء من المحدثين لاسيما من أصحاب المذهب الامامي وهو ما حصل وثوقه وتواتره من حديث المعصومين وهو متواتر وله عدة قرائن أي انه متعارف عليه(99) أي بطريقة تعليق الرواية واعتمادها بدون سلسة السند هذا لوثاقتها أو انها ذكرت في مناسبات مختلفة بنفس المضمون تشير إلى صحة سندها.
ح - يذكر رواة أحاديثه بأسمائهم كاملة وكناهم وأحيانا يختصرها على اسم الراوي وأبيه أو اسمه وكنيته مثلاً يقول: (حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني(100)،(101) أو يختصرها في حديث أخر ويقول: (حدثنا احمد بن جعفر)(102)، ويتضح انه لنفس الراوي وذلك من خلال التأكد من سلسلة نقل الراوي للحديثين.
ط - يقوم في بعض الأحاديث بتكرار الحديث بسندين مختلفين لنفس الراوي الذي يحدثه به ونقل حديثه منه(103)، أي انه له طرق اسانيد مختلفة لنقل نفس الحديث ويعمد احينا لتكراره في عدة ابواب من الكتاب.
ي - يعطي رأيه دائماً بعد أن يقوم بطرح موضوع ما ويستشهد بعدد من الأحاديث عن نفس الموضوع وقد وجدت هذه التعليقات دائماً بعد عبارة تشير إلى الشيخ الصدوق وهي (قال مصنف الكتاب) ويوضح تعليقاته أو ما يطرحه حول أي حديث يذكره(104)، ولعلها لنساخ الكتاب أو لمن علق أو لمصححين الكتاب معتمدين على نسخ من المخطوط، ومثالاً على ذلك نقل حديث قال: (حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني عندما سأل الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً﴾ (لقمان: 20)، فقال الإمام (عليه السلام): (النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب)(105)، وقال مصنف الكتاب (لم اسمع هذا الحديث إلا من احمد بن زياد)(106).
ك - أورد الكثير من القصص الواردة في القرآن الكريم مثل قصة أصحاب الكهف(107)، وبعض القصص العامة مثل قصة أم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)(108)، إذ يذكر هذه القصص بتفاصيلها وغيرهما من القصص الأخرى طويلة الأحداث التي يستشهد بها عن الغيبة وطول العمر للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأخبار المعمرين(109).
ل - يذكر الصدوق العديد من الروايات عن طريق احد محدثيه إلى احد الأئمة (عليهم السلام) عن أبائه واحداً وحداً إلى أن يصل بالحديث إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أي بالسلسلة الذهبية للسند، مثالاً على ذلك يقول (عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه)، ثم يذكر آبائه (عليهم السلام) كلهم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم يذكر الحديث(110).
م - يذكر من حدثوه في عدد من المدن أثناء رحلاته لهذه المدن وسماعه الحديث من جماعة غير قليلة منهم منها على سبيل المثال يقول: (ولقد كلمني رجل بمدينة السلام)(111).
ن - تطرق إلى عدد من المحادثات الحاصلة بين الأئمة (عليهم السلام) وبعض أصحابهم بما يتعلق باسم الإمام (عجّل الله فرجه) وغيبته ووجوب الاعتراف بحقه من خلال حديث الأئمة وإجاباتهم على استفسارات أصحابهم(112).
س - يستخدم اسلوب الإحالة في المواضيع داخل الكتاب، منها يذكر حديث للإمام الصادق (عليه السلام) من دون سند للحديث قال: (المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا) وقال: (من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات) ويقول بعدها الشيخ الصدوق، وسأخرج ذلك في هذا الكتاب مسنداً في موضعه)(113)، وقد اخرج سند الحديثين في باب من أنكر وجود القائم (عجّل الله فرجه) وبنفس اللفظ(114).
ع - يذكر أكثر من شخص قد حدثوه بنفس الحديث، ومثالاً على ذلك يقول: (حدثني أبي ومحمد بن الحسن و...) ثم ينقل الحديث الذي حدثوه به(115)، ومن المرجح أن هذا الاسلوب أما للاختصار أو لتأكيد سند الرواية.
ف - تناول الكثير من الآراء المخالفة في القول والاعتقاد ومن المذاهب الأخرى وطرحها في كتابه وأورد الردود عليها أو ما يطرحه هو من رأي(116)، هذا فضلاً عما يورده من أراء منصفة من غير الأمامية قد استخدمها في تعزيز أرائه هو وقد أخذها من عدد من علماء إلا أنه لم يذكرهم، وقسم يذكرهم ولم يصرح بأسماء كتبهم كان يقول (وهذه الأخبار التي ذكرتها رواها مخالفونا عن طريق...)(117).
ص - أورد بعض مجالس الخلفاء العباسيين وما كان يدور فيها من نقاشات ومناظرات منها مناظرة في محضر هارون العباسي(118)، وقد حضرها هارون العباسي من دون علم المتناظرين بوجوده ومن ضمن ما دار فيها هو النقاش حول إمامة الأمام علي (عليه السلام) وأحقيته بها، وخلافة معاوية ومن قال بصحتها ودار حولها كلام طويل(119).
ق - ينقل الكثير من الأحداث مع ذكر سنوات وقوعها منها يذكر استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في يوم الجمعة مع صلاة الغداة في الثامن من ربيع الأول سنة (260هـ/ 873 م)(120).
ر - يقوم بالإحالة إلى كتبه الأخرى، مثال على ذلك انه في حديث عن ذكر الأئمة (عليهم السلام) قول الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أنه يكون من بعدي اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل) يقول الصدوق: (أخرجت بعض طرق هذا الحديث في كتاب النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام))(121).
ش - يورد مناظرات لبعض علماء الامامية مع مخالفيهم منها مناظرة سعد بن عبد الله(122)، حيث كان سعد يضد الفرق الأخرى ويكشف عن مثالبهم حتى ناظره احد النواصب لم يذكر اسمه ونقض جميع ادعاءات سعد فيما يقوله وسعد يورد الأجوبة حتى دارت بينهم مناظر طويلة حتى قال سعد انه اثبت منه أكثر من أربعين مسألة لم يجد لها جواب حتى انه ذهب في طلب جوابها إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(123).
ت - وفي ملاحظة عامة حول روايات الكتاب أنه يضع عنواناً معيناً لأحد الأبواب ويذكر الروايات التي تخص هذا الموضوع ومن ثم تجد روايات تخص هذا الباب في أبواب أخرى من الكتاب(124)، ولعل هذا اسلوب منهجه المعتمد على التكرار لغرض التذكير والاستدلال حاولنا من خلال الدراسة جمع كل الروايات التي تخص كل موضوع تحت عنوان واحد أو في مبحث واحد أو في فقرة واحده بما يهم العنوان الذي وضعناه لموضوع تلك الفقرة أو المبحث أحياناً تكون مجموعة من عدة أبواب من الكتاب.
المبحث الأول: سيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
أولاً - أخبار ولادته:
يذكر الصدوق حادثة ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بكل تفاصيلها ينقلها عن محمد بن الحسن بن الوليد وبسند متصل... ينقلها عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها) بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) قالت: (بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: يا عمة اجعلي إفطارك هذه الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة في أرضه، قالت: فقلت له ومن أمه قال لي: نرجس(125)، قلت له جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك...)(126).
وينقل الصدوق عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها) لاستغرابها من الولادة الليلة ومن السيدة نرجس (عليها السلام) فقلبتها ظهراً لبطن فلم ترى بها أثر الحمل بعدها تقول أنها عادت إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وأخبرته بما فعلت فقال (عليه السلام): (إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى (عليه السلام) لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها احد إلى وقت ولادتها لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (عليه السلام))(127).
وفي صدد إخفاء الولادة والحمل قد أشار المفيد والطوسي في بيان لهما بما مضمونه ان ستر ولادة صاحب الزمان ليس بخارق للعادات وقد نطق القران الكريم بقصة إبراهيم (عليه السلام) وان أمه ولدته خفيتاً وقد غيبته عن اعين الناس حتى بلغ وكان أمره ما كان، وقصة موسى (عليه السلام) فان امه ألقتهُ في البحر خوفاً وإشفاقا عليه من فرعون وذلك مشهور نطق به القرآن(128)، وهناك من الناس من يكون له ولد من جارية يستتر بها من زوجته مدة من الزمان حتى اذا حضرته الوفاة أقربه، ويوجد من الناس من يتستر على خبر ولادة ابنه خوفاً من أهله ان يقتلوه طمعاً في ميراثه فلا ينبغي التعجب من مثله في الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)(129).
يذكر ان النبي ابراهيم (عليه السلام) لما حملت به امه في زمان(130) كان القوابل ينظرن إلى النساء ويكشفن عليهن ولا يكون في البطن شيء الا علمن به فنظرن إلى ام إبراهيم وكانت حامل الا ان القوابل قلن لم نرى به شيء اي لم يستطعن معرفة أنها حامل ام لا(131)، واما حال ام موسى (عليه السلام) واسمها (نحيب أو افاحية) قيل ان فرعون قد وضع القوابل يراقبن النساء ووضع على ام موسى قابلة تراقبها ان قامت وان قعدت تكون معها فلما حملت بموسى (عليه السلام) قيل انها لم ينتأ بطنها ولم يتغير لونها الا أن تلك القابلة عرفت بالحمل وخافت ام موسى الا أن هذه القابلة ألقى الله في قلبها محبة ام موسى ووليدها وقالت: (لا تحزني فأني سوف أكتم عليك) وكتمت امره ولم تخبر به احد إلى ان ولدته امه حتى حفظه الله في التابوت حين القته امه في الماء وعاش في بيت فرعون(132).
ولعلهم في العصور السابقة لا يتاح لهم معرفة الحمل من الشهر الأول عكس ما هو معروف اليوم إذ يمكن معرفة الحمل منذ اليوم أو الأسبوع الأول في تحديد مدة الحمل حتى وان كانت للقوابل معرفة بكشف الحمل منذ بدايته ومع هذا لم يصلنا من الأخبار انه تم الكشف على نساء الإمام العسكري (عليه السلام) قبل وفاته بالرغم من أن السلطة وضعت رقابة على دار الإمام العسكري (عليه السلام) ونسائه، أما تدقيق السلطة وبحثها على انه ولد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ام لم يولد والكشف على نسائه فلم يحصل ذلك الا بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وحبست جواريه ونسائه ووضعت تحت الرقابة بحثاً عن المولود أو الحمل كما سيتضح في أخبار لاحقه، فالحمل والولادة حصل بسرية تامة بعيداً عن أعين السلطة، وحال خفاء حمل السيدة النرجس (عليها السلام) بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كحال الأنبياء إبراهيم وموسى (عليهم السلام) فان أثار الحمل لم تبان على والدتيهما إلى ان وضعتا الحمل بسرية تامة وبحفظ الله لأنه أراد أن يحفظ أنبيائه وكذلك ان الله يريد ان يحفظ وليه الحجة (عليهم السلام) من تلك المخاطر المحدقة به ومع هذا نرجح أن أمر الحمل والولادة ينحصر بالإعجاز الإلهي.
ثم تروي السيدة حكيمة (رضي الله عنها) كل ما حصل في هذه الليلة وهي بالقرب من السيدة نرجس (عليها السلام) مستغربة لعدم وجود أي اثر أو علامة على حمل السيدة نرجس حتى وقت الفجر قالت: (فجلست وقرأت الم والسجدة ويس فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت:... أتحسين شيئاً؟ قالت نعم يا عمة... فأخذتني فترة(133) فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (عليه السلام) ساجداً يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي...)(134).
وفي خبر اخر ينقل الصدوق عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها) بسند الرواية لما قربت ساعة الولادة قالت: (غيبت عني نرجس فلم أرآها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب فعدوت نحو ابي محمد (عليه السلام) وأنا صارخة فقال لي: ارجعي يا عمة فانك ستجدينها في مكانها...فلم البث أن كشف الغطاء الذي بيني وبينها وعليها أثر النور ما غشي بصري وإذا أنا بالصبي (عليه السلام) ساجداً لوجهه جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابتيه وهو يقول: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان جدي محمداً رسول الله وان أبي أمير المؤمنين، ثم عدد إماماً إماما إلى أن بلغ نفسه، ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني واتمم لي أمري وثبت وطأتي وأملا الأرض بي عدلاً وقسطاً)(135).
يؤيده هذا الخبر المروي عند الصدوق عدد من المصنفين لكن ليس بنفس النقل تماماً الا انه بنفس المعنى في هذه المضامين من السجود والتشهد وعدد الأئمة (عليهم السلام) إلى آخر كلامه ودعائه (عجّل الله فرجه)(136)، وقيل في خبر ولادته عن طريق بعض مؤرخي وعلماء الخاصة والعامة، منها اخرج ابن ماجه حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)(137)، ومن خلال هذا الحديث فمن المحتمل ان المراد من الحديث النبوي هو حادثة الولادة كما هو حاصل بما ترويه السيدة حكيمة (رضي الله عنها) واستغرابها بعدم وجود اثر للحمل فكان هذا كله في هذه الليلة المباركة.
والاستغراب من قبل السيدة حكيمة وأنها لم ترى في نرجس حمل أو لم ترى آثار حمل فكما قلنا مسبقاً لعل خفاء الحمل والولادة من باب الإعجاز الإلهي أي محتمل أن تكون مدة الحمل قصيرة بأمر الله حتى لا يبان عليها شيء، ونقل في الأخبار ما حصل في ولادة عيسى (عليه السلام) وسرعة حمل مريم (عليها السلام) به وسرعة ولادتها لعيسى (عليه السلام) قيل أن جبرائيل (عليه السلام) حين نفخ في جيب مريم (عليها السلام) حملت بعيسى (عليه السلام) بالليل ووضعته بالغداة وكان حملها تسع ساعات جعل الله الشهور لها ساعات، وقيل أنها حملت به سبع ساعات ووضعت عيسى (عليه السلام) من يومها(138)، فمن المحتمل أن يكون حمل السيدة نرجس (عليها السلام) وولادتها للحجة (عجّل الله فرجه) كان في غضون ساعات بحكمة اللاهية من باب إخفاء الحجة وحرصاً عليه من خطر السلطة ومن المحتمل أن حال حمل السيدة نرجس هنا كما هو في حمل وولادة مريم (عليها السلام) لعيسى (عليه السلام) ولعل هذا كله من باب الإعجاز الإلهي وكل شيء جائز وفق الإعجاز الإلهي.
وينقل الصدوق خبر ولادته (عجّل الله فرجه) بمدينة سر من رأى(139)، في النصف من شعبان يوم الجمعة سنة ست وخمسين ومائتين وقيل سنة خمس وخمسين ومائتين وفي خبر سنة مائتين وأربع وخمسين في شهر رمضان، وفي رواية اخرى يوم الجمعة سنة ست وخمسين ومائتين وقيل يوم الجمعة الثامن من شعبان خمس وخمسين ومائتين(140).
يذكر الكليني أن سنة ولادته خمس وخمسين ومائتين وفي رواية ست وخمسين ومائتين ولم ينقل حادثة الولادة المروية عن السيدة حكيمة(141)، وينقل الاسكافي ان ولادته كانت بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(142)، اما المسعودي يرفع روايته بسندها عن السيدة حكيمة وبنفس القصة المذكورة عن الصدوق إلا اختلاف بسيط في العبارات وكانت الولادة يوم الجمعة في النصف من شعبان سنة مائتان وخمس وخمسين(143)، أما المفيد لم ينقل حادثة الولادة ويذكر أن الإمام (عجّل الله فرجه) ولد سنة مائتين وخمس وخمسين(144)، وفي رواية أخرى للشيخ المفيد يقول أنه ولد في النصف من شعبان سنة مائتين وأربع وخمسين(145).
وقد ذكر الطوسي خبر الولادة المروي عن السيدة حكيمة إلا انه لم يذكر ما حصل للسيدة حكيمة ونرجس في أثناء الولادة بأنهن لم يشعرن بشيء بل ينقل أن السيدة حكيمة هي التي أشرفت على الولادة وقد ذكر اسم أم الإمام (عجّل الله فرجه) سوسن وليس نرجس، وكان ذلك سنة ست وخمسين ومائتين وفي رواية اخرى ينقلها الطوسي بسنده انه ولد في النصف من شهر رمضان مائتين وخمس وخمسين(146)، أما الطبرسي ينقل خبر ولادته عن الصدوق متفقاً معه وبنفس القصة ولكنه ينقل ولادته سنة (255هـ/869م)(147)، وهو الأرجح من بينها.
وينقل ابن خلكان ثلاثة روايات عن تاريخ ميلاده الاولى منها يقول انه ولد في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وفي الثانية يقول انه ولد في التاسع من ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين واخرى يقول في الثامن من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين ويقول انه الأصح(148)، وبرواية الاربلي يذكر خبرين عن ولادته يقول انه ولد بسر من رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة، ثم يعود ويقول انه ولد في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(149)، ويقول الزرندي انه ولد بسر من رأى ليلة الجمعة في النصف من شعبان سنة مائتين وخمس وخمسين(150)، يؤيد قوله هذا ابن الصباغ(151).
وينقل خبر ولادته عدد من المتأخرين بأنه ولد في سامراء ليلة النصف من شعبان سنة مائتين وخمس وخمسين للهجرة(152).
من خلال الروايات السابقة التي طرحت انها بصورة عامة جميعها تؤكد ولادته (عجّل الله فرجه) أما حادثة الولادة من خلال رواية المسعودي والطوسي وهما من الثقات الأعلام بما يتطابق مع رواية الصدوق يمكن أن نقول بصحة الحادثة المنقولة عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها)، وبما يتطابق مع باقي الرواة في ذكرهم لسنة الولادة والتي اخذ بها كبار محدثي الشيعة من المتأخرين(153)، ويمكن أن يقال بالمشهور من الروايات المذكورة والمرجح بينها أنه ولد (عجّل الله فرجه) في ليلة النصف من شعبان سنة (255هـ/ 869 م) على قول أكثر الروايات.
ويذكر الصدوق حديث بسنده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب [عليه السلام] وآخرهم القائم...)(154)، ودلالة على ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) وانه من آل البيت (عليهم السلام) بما بشر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما ذكر في بعض كتب الصحاح عدة أحاديث بهذا الصدد يمكن أن نستدل منها أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لا يزال هـذا الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(155)، وينقل ابو داوود بسنده ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل ٌمن اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)(156)، وينقل قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من عترتي من ولد فاطمة [عليها السلام])(157)، واخرج المجلسي بسنده أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (معاشر الناس إني نبي وعلي وصي إلا أن خاتم الأئمة منا القائم المهدي...)(158).
وبهذه الأحاديث الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمهدي (عجّل الله فرجه) يستدل بها بانه من أهل بيته (عليهم السلام) والأحاديث السابقة ثابتة النقل في مصادر المدرستين وانه من ذرية ابنته فاطمة (عليها السلام) تتفق مع ما ذكره الصدوق، هذا فضلاً عن اعتراف النسابة واهل التاريخ في مصادر العامة بولادته (عجّل الله فرجه) وانه محمد المهدي القائم المنتظر بن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وانه ولده الوحيد المولود في النصف من شعبان سنة(255هـ/869 م)(159)، وبه تكتمل دائرة الأئمة لأثني عشر (عليهم السلام) بغض النظر عن اعترافهم بإمامته أو غيبته الا انهم يعترفون بولادته.
أما ما حصل من معاجز له بعد الولادة يذكر الصدوق ما نقل عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها) بعد أن ولد الإمام (عجّل الله فرجه) قالت: (فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليته وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال: (تكلم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (عليهم السلام) إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم)(160)، وفي رواية ثانية للصدوق بنفس السياق انه عندما بلغ نفسه قال: (اللهم أنجز لي ما وعدتني واتمم لي أمري وثبت وطأتي وأملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً)(161)، ومثل الرواية عند بعض المصنفين(162) ولعل الدلالة على انه احجم بعد ذكر ابيه يشير إلى نفسه (عجّل الله فرجه) باعتباره الإمام الثاني عشر.
وذكر الصدوق أن مما قاله الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بعد ولادته في اليوم السابع من عمره الشريف(163)، انه تلى قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5 - 6)، واخرج نفس الخبر المسعودي والطوسي والطبرسي وعدد من المتأخرين(164).
ومما أخبرت به السيدة حكيمة (رضي الله عنها) بعد الولادة قالت: (فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) فقال: يا عمة تناوليه وهاتيه... فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلم على ابيه فتناوله الحسن (عليه السلام) وناوله لسانه فشرب منه ثم قال امضي به إلى امه فأرضعته فردته إلى أبي محمد (عليه السلام) والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: احمله وأحفظه ورده إلينا في كل اربعين يوماً فتناوله الطير في جو السماء واتبعه سائر الطير فسمعت ابا محمد (عليه السلام) يقول: استودعك الذي أودعته ام موسى، فبكت نرجس فقال لها: اسكتي فإن الرضاع محرم عليه الا من ثديك وسيعاد اليك كما رد موسى إلى امه... قالت حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟ قال: هذا روح القدس الموكل بالأئمة (عليهم السلام) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم)(165).
بعدها تقول السيدة حكيمة (رضوان الله عليها): (فلم أزل أرى ذلك الصبي في كل أربعين يوماً إلى أن رأيته رجلاً قبل مضي أبي محمد (عليه السلام) بأيام قلائل فلم أعرفه فقلت لابن أخي (عليه السلام) من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس وهذا خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني اسمعي له وأطيعي)(166).
أخرج الكليني حديثاً بسنده عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (لما وهب لي ربي مهدي هذه الأمة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش(167)، حتى وقفا به بين يدي الله (عزَّ وجلَّ) فقال له: مرحباً بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي آليت أني بك آخذ وبك أغفر وبك أعذب، أردداه أيها الملكان رداه على أبيه رداً رفيقاً وأبلغاه فإنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احق به الحق وأزهق به الباطل...)(168)، واخرج المسعودي الحديث بنفس المضمون عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: (لما ولد الصاحب (عليه السلام) بعث الله ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقف بين يدي الله، فقال له: مرحباً بك وبك أعطي وبك أعفو وبك أعذب)(169).
بهذا الصدد أشار الكليني إلى معنى الحديث السابق عن الطير أو الملائكة دورها في حياة الأئمة (عليهم السلام)، سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا﴾ (الشورى: 52)، قال: خلق من خلق الله (عزَّ وجلَّ) أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخبره وهو مع الأئمة من بعده)(170)، واشار الطبرسي في تفسيره بان روح القدس هو ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل ويذكر حديثاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ولم يصعد السماء وانه لفينا)(171)، وعن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: (ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه الا بدأ بالأمام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر)(172)، وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن رجلاً سأله في معنى الآية السابقة الذكر فقال: (لقد أنزل الله ذلك الروح على نبيه وما صعد إلى السماء منذ أُنزل وأنه لفينا) ومثل الرواية عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)(173).
وفي رأي للطبرسي مشابهاً للآراء السابقة عن معنى الروح هنا بأنه مثل ما أوحينا إلى الأنبياء (عليهم السلام) قبلك أوحينا إليك ﴿رُوحاً مِنْ أَمْرِنا﴾ يعني بأمرنا ومعناها القرآن لأنه يهتدى به فالقرآن فيه حياة من موت الكفر وقيل ان الروح هنا روح القدس وهو ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فعن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام) قالا: (ولم يصعد إلى السماء وانه لفينا)(174).
ويسأل سائل أن الإمام (عجّل الله فرجه) يتكلم بهذا العمر، فتقول حكيمة (رضي الله عنها) أنها دخلت على بيت الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قالت: (لما كان بعد أربعين يوماً رد الغلام ووجه إلي ابن اخي (عليه السلام) دعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بالصبي متحرك يمشي بين يديه فقلت: يا سيدي هذا ابن سنتين؟ فتبسم [أي الإمام العسكري] (عليه السلام) ثم قال: أن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وأن الصبي منا إذا أتى عليه شهراً كان كمن أتى عليه سنة وان الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن)(175)، وينقل المسعودي نفس الخبر يذكر حديث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بأنه قال: (يا عمتي أو ما علمت أنا معاشر الأوصياء ننشأ في اليوم مثل ما ينشأ غيرنا في الشهر وننشأ في الشهر مثل ما ينشأ غيرنا في السنة...)(176) أما الطوسي فينقل الحديث بأن الإمام العسكري (عليه السلام) قال: (يا عمتي أما علمت أنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في السنة)(177)، ويقال ان نبي الله ابراهيم (عليه السلام) كان له نفس الحال بانه يشب في اليوم كما يشي غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر(178).
ولعل المراد من النشوء هنا هو ليس فقط النمو الجسماني وإنما العلمي والمعرفي والفطنة للأمور والإدراك والاستعداد لأخذ المعارف بما يعادل الكبار في السنة أو الشهر عند الأئمة (عليهم السلام) في يوم واحد وهذا بما خصهم الله به وبالتالي أن من يتكلم بالمهد بأمر الله ليس بغريب أيضاً أن يكون نموه الجسماني أكبر من غيره، وقد حدث قبل هذا أن تكلم أطفال في المهد قبل ذلك فقد اخرج البخاري ومسلم حديثاً يرفعانه بسنده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لم يتكلم في المهد الا ثلاثة: عيسى بن مريم...) وفي حديث طويل يذكر طفلين من بني إسرائيل تكلموا في المهد(179) وكذلك الطفل الذي شهد على براءة النبي يوسف (عليه السلام) حينما راودته امرأة عزيز مصر عن نفسها ﴿وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها﴾ (يوسف: 26)، يروى ان هذا الطفل هو ابن اخت زليخا وهو في المهد ابن ثلاثة أشهر(180)، فليس أطفال بني إسرائيل أكرم على الله (عزَّ وجلَّ) ليتكلموا في المهد بأفضل من ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، واخرج الكليني بروايات كثيرة على وراثة الأئمة (عليهم السلام) بأن لهم ما كان لجميع الأنبياء (عليهم السلام) ومنهم عيسى (عليه السلام) وعندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها، فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (...ونحن ورثة النبيين)(181)، وأن ينطق الإمام (عجّل الله فرجه) في المهد وهو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووارثه وهو أكرم على الله (عزَّ وجلَّ) من غيره.
قام الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعد الولادة باستدعاء احد أصحابه وقال له: (اشتر عشرة آلاف رطل من الخبز وعشرة آلاف رطل لحم وفرقه احسبه قال على بني هاشم وعق عنه بكذا وكذا شاة)(182)، ويذكر الطوسي ايضاً أن الإمام العسكري (عليه السلام) قد عق عن ولده الا أنه يقول ابتاع اللحم يوماً وأخرى يذكر أنه عق كبشين(183)، واخرج مثله المسعودي(184)، وهذا العق عن المولود متعارف عليه من السنة المباركة فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أن مع الغلام عقيقة فأريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى)(185)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال)... كل مولود مرتهن بالعقيقة)(186).
وينقل الصدوق خبراً أخر بسنده عن السيدة نرجس (عليها السلام)تقول: (انه لما ولد السيد (عليه السلام) رأت نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أفق السماء وأتت طيور بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير فأخبرنا أبا محمد (عليه السلام) بذلك فضحك ثم قال: تلك الملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج)(187).
سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (التغابن: 8) ، فقال: (النور والله الأئمة من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذي أنزل وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض...)(188)، ومن أخبار الإسراء والمعراج التي اخبر بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما ناداه الله (عزَّ وجلَّ) واراد أن يريه الأئمة (عليهم السلام) قال: يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فنوديت: يا محمد ارفع رأسك فرفعت رأسي فذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري)(189) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إني وأهل بيتي كنا نوراً يسعى بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق آدم (عليه السلام)...)(190)، ومن هذه الأحاديث يتضح عظمة ونور الأمام الحجة (عجّل الله فرجه) بما اخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) مقارنة بما نقله الصدوق.
أما عن الشق الثاني لرواية الصدوق نزول الملائكة وإنها تنصر الإمام (عجّل الله فرجه) عند خروجه، فقد أورد الكليني عدة روايات تشير إلى ارتباط جميع الأئمة (عليهم السلام) بالملائكة من خلالها يمكن أن يتضح كيفية ارتباطها بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وكيف ستنصره، منها عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: (ما ينقم الناس منا فنحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن العلم ومختلف الملائكة)(191).
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... الحسين (عليه السلام) لما قتل عجت السماوات والأرض ومن عليها والملائكة فقالوا يا رب ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نَجُدَّهُم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك وقتلوا صفوتك فأوحى الله إليهم يا ملائكتي ويا سماواتي ويا ارضي اسكنوا ثم كشف حجاباً من الحجب فإذا خلفه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واثنا عشر وصياً (عليهم السلام) واخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال: يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر لهذا قالها ثلاث مرات)(192)، واخرج النعماني بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْـرِكُونَ﴾ (النحل: 1)، فقال: (وأمرنا أمر الله (عزَّ وجلَّ) به حتى يؤيده بثلاثة أجناد: الملائكة والمؤمنين والرعب وخروجه كخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(193).
من هذه الروايات يمكن أن نقول أنهم من ينصرونه ونزلوا يستبشرون به حين علموا بولادته انتظاراً منهم وتشوقاً للانتصار والثأر على ما حصل للإمام الحسين (عليه السلام) واهل بيته في كربلاء.
ويروى أن الإمام (عجّل الله فرجه) ولد مختوناً ويقول الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (... ولكنا سنمر الموسى عليه لإصابة السنة)(194)، يستشهد الصدوق بحديث للإمام الكاظم (عليه السلام) لما ولد الرضا (عليه السلام) قال: (أن ابني هذا ولد مختونا طاهراً مطهراً وليس أحد من الأئمة يولد إلا مختوناً طاهراً مطهراً ولكن سنمر عليه الموسى لإصابة السنة وإتباع الحنفية)(195)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الختان سنة للرجال)(196)، وبهذا أن ما يصح لأحد الأئمة (عليهم السلام) يصح لجميعهم كونهم خير من يمثل سنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وأخرج الصدوق رواية حدثه بها أحد مشايخه عن معجزة شفاء طفل موجوع ببركة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بعد ولادته الإمام بيوم واحد عرفت بحادثة الميل(197) والمولود ينقل الراوي الحادثة عن جارية مسنة في أحدى بيوت سامراء قالت: (كان لنا طفل وجع فقالت مولاتي: امضي إلى دار الحسن بن علي (عليهما السلام) فقولي لحكيمة: تعطينا شيئاً نستشفي به لمولودنا هذا فلما مضيت وقلت كما قالت لي مولاتي، قالت حكيمة: إئتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة تعني ابن الحسن بن علي (عليهما السلام) فأُتيت بميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه)(198).
انفرد الصدوق بنقل هذه الحادثة دون غيره من المصنفين المتقدمين، ورواها عدد من المتأخرين(199)، ودلالتها أنه منذ ولادته قل حلت بركته معه وهذه الحادثة خير شاهد بشفاء الطفل الموجوع ببركته وكذلك بقي الميل يستخدم للاستشفاء في هذا الدار على حد قول تلك الجارية وفيها التركيز على عظمة هذا المولود في بيت أبي محمد الحسن (عليه السلام) والا لما ميزت حكيمة حديثها التي تنقله الجارية حين قالت: (إئتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة) فصار سبباً للشفاء ونقلت هذه الجارية الخبر ولعل أهل البيت هذا التي تعمل به هذه الجارية هم من الموالين المخلصون لأهل البيت (عليهم السلام) ويأتمرون بأمرهم ويكتمون سرهم وأنهم والظاهر متعارف عندهم أن يستشفون بما يتفضل عليهم به أهل البيت من دار الحسن العسكري (عليه السلام).
ثانياً - اسمه وكنيته وألقابه:
ذكر الشيخ الصدوق باباً خاصاً حول تسمية الإمام الحجة، (عجّل الله فرجه) أورد فيه أربع روايات حول منع تسميته باسمه إذ لم يذكره باسمه صراحة وإنما بإشارة أو باللقب أو يرمز إليه دلالة على الإمام، في رواية يرفعها بسندها إلى الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (صاحب هذا الأمر رجلٌ لا يسميه باسمه إلا كافر)(200)، وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (لا يُرى جسمه ولا يسمى باسمه)، وعن ابي جعفر (عليه السلام) يقول: (سأل عمر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن المهدي ما اسمه قال (أما اسمه فلا إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أُحدث باسمه حتى يبعثه الله (عزَّ وجلَّ) وهو مما استودع (عزَّ وجلَّ) رسوله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] في علمه)، وبنفس السياق يذكر الخبر الرابع عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) قال: (... ولا يحل لكم ذكره باسمه) فقيل له فكيف نذكره قال: (قولوا الحجة من آل محمد (عليهم السلام))(201).
وفي بعض الإخبار ذكر الصدوق اسم الإمام (عجّل الله فرجه) (محمد وكني بجعفر)(202)، وان باب النهي عن التسمية فقد أورد الكليني حديثاً ورد فيه الجواب من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فقد سأل بعض الأصحاب احد خواص الإمام بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن الاسم والمكان فورد الجواب: (ان دللتهم على الاسم أذاعوه وان عرفوا المكان دلوا عليه)(203).
ويذكر الصدوق نسب الإمام الشريف إذ يقول: (القائم صاحب الزمان حجة الله ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام))(204)، ومثل هذه الرواية عند غيره من المصنفين(205)، واخرج الرازي أن صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) ابن الحسن العسكري (عليه السلام)(206)، واخرج ابن الجوزي بعدة أسانيد تلك الرواية يذكر فيها النسب المبارك للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مع ذكر كنيته (أبو عبد الله ابو القاسم والخلف الحجة صاحب الزمان، القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة...)(207).
وغالباً ما يذكره بالقائم أو المهدي أو المنتظر وفي بعض الروايات يقول (فلان بن فلان) كناية عن اسم الإمام (عجّل الله فرجه)(208)، وأحيانا يذكره باسمه المبارك لكن بصورة غير مباشرة منها ينقل عن جابر بن عبد الله الأنصاري(209) قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر أخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي(210).
ومن خلال ما يذكره من أحاديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي...)، وفي حديث اخر قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إن علياً بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أُمتي وخليفتي من عليها من بعدي ومن ولده القائم المنتظر...)(211)، ويتناول ذكر الاسم في مرات عدة بحروف مقطعه (م ح م د)(212) لذا ثابت عند الصدوق أمر المنع بالتسمية صراحة حتى انه نقل حديث عن الحجة (عجّل الله فرجه) قال: (ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس)(213)، وقد اورد بعض الروايات التي ذكر فيها اسم الإمام صراحة منها عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) انه بعث لاحد أصحابة بشاة مذبوحة قال (هذه من عقيقة ابني محمد)(214)، وغيرها كثير من الشواهد والأمثلة عن قضية التسمية واسلوب ذكره للإمام (عجّل الله فرجه) في كثير من مواطن الكتاب ولعل منع التسمية هذا كان في عصر الغيبة الصغرى حرصاً عليه.
وأيد ما نقله الشيخ الصدوق عدد من المصنفين فحديث من يسمي الإمام باسمه كافر أخرجه الكليني والمسعودي والعاملي وصاحب البحار عن الإمام الصادق (عليه السلام)(215)، أما من يؤيد نقله منهم ليس بقليل مع بعض الاختلاف بطرق النقل وصيغة النقل من السابقين له أو ممن أتى بعده بعدم حلّيِة تسمية الإمام باسمه، وكبار علماء الشيعة ممن نقلوا أخباراً عن الإمام (عجّل الله فرجه) يسمونه (القائم)(216)، منهم الكليني نقل عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه)(217) ولم يذكر الإمام باسمه في اغلب رواياته بل يذكره بصفته الصاحب أو القائم أو الحجة وذكره بإدراج حروف الاسم بصورة مقطعه (م ح م د)(218).
وجاء في الروايات (هو المسمى باسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المكنى بكنيته وان لا يحل لأحد أن يسميه باسمه ولا يكنيه بكنيته إلى أن يزين الله تعالى الأرض بظهور دولته ويلقب بالحجة والقائم والمهدي والخلف الصالح وصاحب الزمان والصاحب... وكانت الشيعة في غيبته الأولى تعبر عنه وعن غيبته بالناحية المقدسة...)(219)، هناك من ينقل حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما يوافق ما ذكره الصدوق عن ذكر الاسم المبارك بالمشابهة منها قال: (لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يوطئ اسمه اسمي)(220)، وفي الأخبار روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (اسم المهدي اسمي)(221).
وللمقارنة بما جاء عند الصدوق من أخبار عن الاسم والألقاب والكنية وبما ورد من الأخبار الواردة الأنفة الذكر عند عدد من المصنفين من العامة والخاصة نلاحظ أنها تتفق بأنه سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويكنى بكنيته وان لا يحل لأحد أن يسميه باسمه صراحة وهذا واضح حتى بما نقل من كتب الصحاح بالرغم من كونها تذكره بـ(المهدي) فقد نقلوا الأحاديث الشريفة من دون ذكر اسمه الشريف (محمد) الا أن الأحاديث الواردة تعطي دلالة على تشابه الاسم مع اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفي مصادر الشيعة أنهم أحاطوا ذكر الاسم بالقدسية التزاماً بما أوصى به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة المعصومون (عليهم السلام).
ثالثاً - معاني أشهر أسمائه وألقابه (عجّل الله فرجه):
سنحاول في هذه الفقرة تفسير معاني أشهر أسماء وألقاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وأكثرها تداولاً بما ورد من أحاديث لها علاقة بالتسمية والمعنى(222).
1 - أول أسمائه ما نص عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (اسمه اسمي وكنيته كنيتي...)(223).
2 - الحجة وحجة الله: أورد الصدوق باباً خاصاً في هذا المعنى بأن الأرض لا تخلو من حجة ومن جملة الأحاديث الواردة فيه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لم تخل الأرض من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق)(224) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (لن تخلو الأرض من قائم بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته)(225)، وقد سمي بالحجة لأنه يخرج كتب الأمم السابقة ويقيم الحجة عليهم من كتبهم، ويكون حجة الله على عباده وخلقه(226)، وأن الله (عزَّ وجلَّ) نصبه دليلاً وحجة(227).
3 - القائم: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم...)(228)، وعن الإمام الحسين (عليه السلام) قال)... منا اثنا عشر مهدياً أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وأخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق)(229)، وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: (سمي القائم لقيامه الحق)(230)، وسأل الإمام الرضا (عليه السلام) لم سمي القائم، قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته...)(231).
4 - المنتظر: سُئل الإمام الرضا (عليه السلام): ولم سمي بالمنتظر؟ قال: (لان له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون...)(232)، واخرج الصدوق حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أفضل أعمال امتي انتظار الفرج)(233)، وفي حديث مقارب بالمعنى قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أفضل العبادة انتظار الفرج)(234).
5 - المهدي: عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه)(235)، وعن الباقر (عليه السلام) قال: (وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي)، وقيل انه يستخرج التوراة والإنجيل ويدعو جماعة إلى تلك الكتب فيسلِم عليها كثير(236).
6 - صاحب الزمان: ويراد منها أنه إمام آخر الزمان ولا إمام بعده(237) وانه إمام الأمة في آخر الزمان(238)، وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم المنتظر فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يخرج في اخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي)(239)، ومن هذا الحديث الأخير نلاحظ أن فيه اجتمعت أشهر أسماء الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا فاطمة [عليها السلام] المهدي منا... يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان)(240).
رابعاً - أوصافه الجسمانية:
يروي الصدوق عدة روايات يذكر فيها أوصاف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) منذ ولادته وما روي عمن شاهده ووصفه، منها يذكر رواية بسندها عن رجل كان يخدم في دار الإمام العسكري (عليه السلام) يقول: (... فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني [ يقصد الإمام العسكري] مكانك لا تبرح فلم أجسر أخرج ولا أدخل فخرجت علي جارية ومعها شيء مغطى ثم ناداني أدخل فدخلت ونادى الجارية فرجعت فقال لها: اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت بطنه فإذا شعر نابت ٌمن لبته(241) إلى سرته(242)، أخضر ليس بأسود، فقال هذا صاحبكم...) ويذكر ناقل الرواية أن عمره يقدر حينها بسنتين(243).
وينقل الكليني رواية تصف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بنفس الأوصاف السابقة(244)، وفي رواية عن احد أصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) انه دخل عليه يوما من الأيام ووجد الإمام جالس وعن يمينه توجد دار عليها ستار مسبل، وسأله: (يا سيدي من صاحب هذا الأمر فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج علينا غلام خماسي(245) له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين(246)، أبيض الوجه دري(247) المقلتين(248)، معطوف(249) الركبتين، في خده الأيمن خال(250) وفي رأسه ذؤابة(251)، فجلس على فخذ أبي محمد ثم قال لي هذا هو صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني أدخل إلى الوقت المعلوم..)(252)، وفي رواية اخرى يرويهـا بسندهـا يذكر بأنه: (هو غلام أمرد(253) ناصع(254) اللون واضح الجبين، أبلج(255) الحاجب، مسنون(256) الخدين، أقنى(257) الأنف أشم(258) أروع(259) كأنه غصن بان وكأن(260) صفحة غرته(261) كوكب دري(262) بخده الأيمن خال كأنه فتات مسك(263) على بياض الفضة...)(264)، وإذا برأسه وفرة(265) سحماء(266)، سبطة(267)، تطالع شحمة أذنه(268)، له سمت(269)، ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسناً وسكينة وحياء)(270)، ورواية رابعه يذكر بأنه: (...لا بالطويل الشامخ(271)، ولا بالقصير اللاصق ممدود القامة(272) صلت الجبين أزج الحاجبين(273) أدعج العينين(274)، أقنى الأنف سهل الخدين(275)، على خده الأيمن خال...)(276)، وفي رواية اخرى بسندها ينقلهـا عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون مشرب بالحمرة(277) مبدح(278) البطن عريض الفخذين(279) عظيم مشاش(280) المنكبين(281)، بظهـره شامتان(282) شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي(283) (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...)(284).
ويصفه المفيد في رواية جاء فيها: (هو شاب مربوع(285)، حسن الوجه حسن الشعر يسبل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه(286) يذكر الطوسي في كتابه بعض من أوصاف الامام الحجة (عجّل الله فرجه): (... وهـو كأقحوانة(287) أرجوان(288) قد تكاثف عليها الندى(289) وأصابها ألم الهوى وذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان سمح(290) سخي(291) تقي نقي ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة(292) صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر(293)،(294) وعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قال: (القائم منا واسع الصدر مشرف المنكبين عريض ما بينهما(295)، ويروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي مني أجلى الجبهة(296) أقنى الأنف...)(297).
وينقل الطبري حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري فاللون لون عربي(298)، والجسم جسم اسرائيلي(299)، يملا الأرض عدلاً كما ملئت جوراً...)(300)، واخرج المتقي الهندي رواية بسندها عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (... كث اللحية(301)، أكحل العينين(302)، براق الثنايا(303)، في وجهه خال وفي كتفه علامة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(304)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخلقاً...)(305).
ومما ينقل عن أوصاف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن الملاحظ فيها التشابه الكبير والدقيق ما بينه وبين أوصاف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الجسمانية المذكورة في الروايات السابقة(306)، وتناقل الكثير من المصنفين أوصافه الجسمانية وهي جميعها متقاربة مع ما ذكره الصدوق.
خامساً - والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(307):
الإمام الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ولد يوم الجمعة في الثامن من شهر ربيع الأخر سنة (232ه / 846م) وقبض شهيداً مسموماً في عهد المعتمد العباسي (256هـ/869م-279هـ/892م)(308)، في الثامن من شهر ربيع الأول سنة (260هـ/874م) ودفن في سامراء وامه السيدة حديث أو حديثة أو سوسن (رضي الله عنها) قبض وله من العمر ثمان وعشرون سنة ومدة خلافته بعد أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) ست سنين ولقب بالهادي مثل لقب أبيه والعسكري والسراج(309).
المبحث الثاني: السيرة المباركة للسيدة نرجس (عليها السلام) والدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
سنطرح مجمل مضمون قصة والدة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ثم سنحاول مناقشة فقراتها بعد طرحها بمقاطع منها لطول ورود القصة في الكتاب وقد أفردنا لها مبحثاً خاصاً وذلك لما اكتنف قصتها بعض الغموض يحتاج إلى عدة نقاشات ومقارنتها بما طرحه الصدوق من روايات أو ما تفرد بذكره في كتابه دون غيره.
وأشهر أسمائها المباركة التي عرفت بها وذكرت في أغلب المصادر التاريخية والتي نقلها الشيخ الصدوق في رواياته يذكرها بهذه الأسماء وهي: مليكة(310)، ونرجس(311)، وصقيل(312)، وريحانة(313)، وسوسن(314) (عليها السلام)(315).
ينقل الصدوق روايته بسندها عن أبي الحسين محمد بن بحر الشيباني(316)، عن بشر بن سليمان(317) النخاس(318)، احد موالي الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وجارهما في مدينة سامراء وقد تفقه على يد الإمام علي الهادي (عليه السلام) في امر بيع وشراء الرقيق(319)، فكان لا يبيع ولا يبتاع إلا بأذن الإمام ويقول: (حتى كملت معرفتي فيه فأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام)(320).
ثم يقول أن الإمام علي الهادي (عليه السلام) قد أرسل يطلبه في احد الليالي ولما مثل أمامه امتدحه الإمام واخبره انه من ثقاتهم وبعدها أراد منه أن يذهب إلى بغداد ليشتري له جارية، وكتب له كتاباً ملصقاً بخط رومي(321)، وأعطاه مبلغاً قدره مائتان وعشرون دينار واخبره بصفاتها وملبسها والنخاس الذي عنده هي وامتناعها عمن يحاول لمسها واحتشامها واخبره أن ينظر إليها من بعيد وأنها تمتنع من أن يبيعها صاحبها بشتى الطرق فعندها يأمره الإمام إذا وجدها بهذه الصفة فتقدم نحو النخاس واشتريها منه بعد أن تعطيها الكتاب ويقول بشر انه امتثل إلى أمر الإمام (عليه السلام) وبكل ما أوصاه به ويقول حتى بكت الجارية بكاء شديد بعد أن أعطيتها الكتاب وحلفت إلا أن يبيعها له حتى تم شراؤها بمقدار ما كان معه من المال يعني مائتين وعشرين ديناراً(322).
ويقول بشر بعد أن اشتريتها وذهبت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها في بغداد فقامت بإخراج الكتاب الذي أعطيتها لها من الإمام الهادي (عليه السلام) وأخذت تقبله وتمسح به وجهها وبدنها فيقول بشر تعجبت منها فقلت: (أتلثمين كتاباً ولا تعرفين صاحبه؟ قالت: (أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا(323)، بن قيصر ملك الروم(324))، ثم بعدها تسرد له قصة طويلة عندما أراد جدها أن يزوجها من ابن أخيه وعمرها ثلاث عشرة سنة بحضور جمع غفير من الناس وأصحاب السلطة فحصل أن ارتج القصر المعد للزواج فتشاءم الحاضرون وجدها من هذا الزواج النحس والغي ثم أراد أن يزوجها من الثاني فحصل نفس الأمر فتفرق الناس واغتم جدها من الأمر إلى أن تقول أنها رأت في المنام أن المسيح (عليه السلام) والشمعون وصي عيسى(325)، قد اجتمعوا في القصر ونصبوا منبراً فدخل عليهم النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعه فتية فيقول: (يا روح الله إني جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا وأومأ بيده إلى أبي محمد... فنظر المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر وخطب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وزوجني وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد بنو محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...)(326).
وبعدها تسترسل بالحديث وتقول أنها أسّرت هذه الرؤيا ولم تقصها على احد مخافة القتل وثم أصابها ضعف ومرض بما أصابها بمحبة أبي محمد (عليه السلام) وقد امتنعت عن الطعام وقد احضر لها جدها العديد من الأطباء فعجزوا عنها إلى أن حدثها جدها وقال لها: (يا قرة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومننتهم بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية وشفاء فلما فعل جدي تجلدت في إظهار الصحة في بدني وتناولت يسيراً من الطعام فسر ذلك جدي وأقبل على إكرام الأسرى وإعزازهم...)(327).
ثم تقول بعد أربعة أيام رأت في المنام السيدة الزهراء (عليها السلام) ومعها مريم (عليها السلام) حتى خاطبتها وقالت لها: (هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت لي سيدة النساء (عليها السلام) إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله(328) وعلى مذهب النصارى وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك فإن ملتِ إلى رضا الله (عزَّ وجلَّ) ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمد إياك فتقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن أبي محمداً رسول الله، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها فطيبت لي نفسي وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد إياك فإني منفذته إليك... فلما كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد (عليه السلام)في منامي... قال: ما كان تأخيري عنك إلا لشركك وإذ أسلمت فأني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان)(329).
ثم يسألها بشر عن كيفية وقوعها في الأسر فقالت: (أخبرني أبو محمد [عليه السلام] ليلة من الليالي أن جدك سيسرب جيوشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم... ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت وما شعر أحدٌ بي بأني ابنة ملك الروم... ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس، عندها يتساءل بشر فقال: العجب انك رومية ولسانك عربي قالت: بلغ من ولع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف الي فكانت تقصدني صباحاً ومساءً وتفيدني العربية حتى استمرَّ عليها لساني واستقام)(330).
ويقول بشر لما عدت بها إلى سامراء ودخلت على مولانا أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال لها: (كيف أراك الله (عزَّ وجلَّ) الإسلام وذل النصرانية وشرف أهل بيت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قالت: كيف أصف يا بن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟ قال: فأني أريد أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك فيها شرف الأبد؟ قالت البشرى، قال (عليه السلام) فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً... قالت ممن؟ قال: (عليه السلام) ممن خطبك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له...قالت: من المسيح ووصيه؟ قال فممن زوجك المسيح ووصيه، قالت: من ابنك أبي محمد؟ قال فهل تعرفينه؟ قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أُمه، بعدها قام الإمام الهادي (عليه السلام) باستدعاء السيدة حكيمة (رضي الله عنها) وقال لها: (ها هيا فاعتنقتها طويلاً وسر بها كثيراً فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عليه السلام))(331).
واخرج خبر وثاقة بشر واعتمد الرواية عدد من المصنفين بما أوصاه به الإمام (عليه السلام) في إيفاده لشراء جارية(332)، بنفس مقالة الشيخ الصدوق والآن سنحاول مناقشة هذه الرواية من عدة جوانب:
الجانب الأول:
وثاقة الرواية من خلال من حدثه بها محمد بن بحر الشيباني وهو من الثقات المذكورين في كتب الرجال وينقلها له عن بشر سليمان ويعتبر من ثقات الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، وكونه من المتفقهين على يد الإمام (عليه السلام) يكون الأنسب في هذه المهمة وبالرغم من كل ذلك أن الإمام (عليه السلام) يحيط المهمة بشيء من السرية بكتابة الكتاب باللغة الرومية حتى لأيتمكن بشر ولا غيره من الاطلاع على الكتاب ومضمونه ونوع المهمة الا الشخصية المرسل اليها الكتاب وهو عند الصدوق ثقة اذ انه افرد هذا الباب في ذكر ام الإمام القائم (عجّل الله فرجه) برواية واحده ولم يذكر لها عدة طرق كما هو حاصل في اسلوبه في باقي الأبواب أي انه اعتمد على هذا السند للرواية اعتماداً قطعياً، ونلاحظ أن هناك من ينقل هذه الرواية ولا يختلف عنها بشيء كما وردت في الإكمال(333).
ولا يمكن القول ان بشراً أو أن ابن بحر أو حتى الصدوق في نقله لهم مصلحة في وضع هذا الخبر إلا أنه محاط بشيء من الحذر حفاظا على هذه القضية وحتى سر القضية إن بشر النخاس لم يتحدث به إلا سنة (286هـ/ 899 م) حينما قصها على ابن بحر الشيباني(334) [ويكفي لهذا سنة واحدة بين زواج السيدة نرجس من الامام الحسن العسكري (عليه السلام)الى ولادتها للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ومن المرجح أن مهمة الشراء والزواج كانت في سنة (254هـ/ 868 م)] وهي سنة استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام)(335)، قبل ولادة الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا واضح من خلال الرواية حينما وصلت إلى سامراء وامر الإمام الهادي (عليه السلام) عمته تعليمها الفرائض والسنن من ضمن ما قاله لها (فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم)(336)، أي ان بشر تحدث به بعد (32) سنة وقد كان محتفظاً بسر تلك الحادثة طوال هذه المدة وقد أعطى السبب في ذلك من خلال ما قاله هو وذلك مما دار حديث بينه وبين محمد بن بحر الذي كان يرتحل في طلب العلم، إذ ذكر الصدوق مقالة ابن بحر وهو يستمع احد المشايخ والمقصود منه بشر في مشهد الإمام الكاظم (عليه السلام)(337) اذ سمعه يقول لشخص معه: (... يا بن أخي لقد نال عمك شرفاً ما حمله السيدان من غوامض الغيوب وشرائف العلوم... وقد اشرف عمك على استكمال المدة وانقضاء العمر وليس يجد من أهل الولاية، رجلاً يفضي إليه بسره)(338).
يلاحظ من كلامه أن بشراً النخاس كبر سنه ويخاف على نفسه من الموت فيضيع ما يحمله من خبر وسر وفضيلة للسيدة نرجس (عليها السلام) وإخبار عن الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وهو لا يجد من يبوح له بسر هذا الأمر فينقل بمقتضاه إلى مواليهم وعلموا بخبرهم.
وهنا يبادر ابن بحر بطرح سؤاله - على الشيخ: (فقلت أيها الشيخ من السيدان؟ فقال: النجمان المغيبان في الثرى بسر من رأى، فقلت: إني اقسم بالموالاة وشرف محل هذين السيدين من الإمامة والوراثة إني خاطب علمهما وطالبٌ أثارهما وبإذن من نفسي الإيمان المؤكد على حفظ إسرارهما)(339).
الملاحظ هنا أن ابن بحر عندما علم بان هذا الشيخ يحمل إسراراً وأخباراً من الإمامين (عليهما السلام) حينها يقدم نفسه للشيخ انه من طالب علومهم ويقسم له على ذلك وانه قادر على حفظ أسرارهم ويريد أن يعرف ما عنده من خبر هنا يبادر بشر لاختباره فيقول: (ان كنت صادقاً فيما تقول فأحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة أخبارهم، لما فتش الكتب وتصفح الروايات منها قال: صدقت أنا ببشر بن سليمان النخاس...) لما يحمله من أخبار وكتب تخص الأئمة، فقال له ابن بحر: (فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما)(340).
هنا أراد بشر النخاس على أن يطمئن أن ابن بحر من الموالين من خلال الاطلاع على ما يحمله من كتب وأخبار تخص الأئمة وقد تأكد من ذلك وهو بهذا يعتبر كاختبار مفاجئ من دون مناسبة ما بين بشر وابن بحر فوجد انه يحمل من أخبار الأئمة حينها يصدقه ويسرد له القصة كاملاً، فلو كان بشر النخاس غير صادق لما بادر إلى اختبار ابن بحر ليسرد له الحديث كاملاً خوفه من ضياع ما يحمله من خبر وبهذا لم تذكر الرواية إلا عن طريق ابن بحر ومن بشر مباشرة فمن المحتمل أن الصدوق يعتبره خبراً موثوقاً إذ ليس له طريق آخر إذا لاحظنا أن جميع من نقل هذا الخبر كلهم يرفعون سنده إلى ابن بحر إذا لم يحدث به بِشر غيره، وان الخبر هذا كان في زمن الغيبة الصغرى (286/899 م) لان الغيبة الكبرى وقعت سنة (329هـ/940م)(341)، إي أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) موجود أي أن بين الخبر والغيبة الكبرى (43) سنة وقد تم نقله إلى إن رواه الصدوق وقت تأليف كتابه فمن المحتمل أن تكون وصلت إلى مسامع الإمام (عجّل الله فرجه) فمن غير المعقول أن يصدر هكذا موضوع حتى وان قلنا بغير صحته بوجود الإمام ويتم نقله من غير أن يصدر منه شيء بطريقة أو بأخرى لينكر الخبر المفترى على أمه (عليها السلام) وحديث جده (عليه السلام) مع بشر النخاس إلا أننا لم نجد أي اعتراض تذكره مصادر المتقدمين للإمام (عجّل الله فرجه) أو لمؤلفي تلك المصادر.
اما ضعف الرواية فنجد رأياً واحداً للمحقق الخوئي، اذ يقول عن الرواية: (في سند الرواية عدة مجاهيل(342) على انك عرفت فيما تقدم أنه لا يمكن إثبات وثاقة شخص برواية نفسه)(343)، ولوجود مجاهيل في الرواية هذا لا يعني نفيها وبنفس الوقت لا يوجد من يطعن أو يجرح بشخصية بشر أو الطعن بوجودها من السابقين وقد اعتمد روايته كبار مؤرخي الشيعة وأولهم شيخ المحدثين الصدوق ومن بعده الطوسي اعتمدوا على نقل الرواية عن طريق راويها محمد بن بحر الشيباني(344) وهو من معتمدي رجال الحديث عند الشيعة إذ ترجم للشيباني النجاشي والطوسي، وأيضاً ترجم له المحقق الخوئي في رجاله بأنه كثير الأدب والحديث ولم يطعن بوثاقته(345).
ويقول احد المتأخرين: (يكفي في توثيق الشيباني ارتضاء الصدوق... وان دواعي الوضع هنا منتفية)(346)، وبهذا يمكن القول بصحة الرواية من ناحية السند عن محمد بن بحر الشيباني كونه لا غبار عليه من قبل مؤرخي الرجال الشيعة وأن من حدثه بها بشر النخاس الذي تعد وثاقته من باب حفظه للسر حتى أنه أحس بقرب اجله وكبر سنه فأراد أن يودع سره عند من يحرز وثاقته وولائه لحفظها عنه فقصها على الشيباني.
الجانب الثاني: قضية محاولة جدها تزويجها من ابن أخ القيصر وما هو سر الضجة وارتجاج:
القصر أثناء مراسيم التزويج حتى تشاءم الحاضرون والقيصر من هذا الزواج فمنعوه فهذا الأمر لا يعد من الغرابة بشيء فالتخطيط الرباني وما أراده الله لهذا الغرض أن تكون السيدة نرجس (عليها السلام) زوجة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وأما للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وان هذا ليس بغريب فما حصل لجده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم ولادته(347)، ممكن أن يكون ويتحقق له، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الأئمة بمنزلة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(348)، فإرادة الله (عزَّ وجلَّ) شاءت ذلك.
ومما قيل بهذا الصدد أن الذي حدث لعله معجزة إلهية حدثت للتوصل إلى غرضين: (احدهما هو استنكار بقاء هؤلاء على المسيحية مع إمكانهم الدخول في الإسلام ومعرفتهم بوجوده فأن الأولى بمصالحهم أن يعتنقوه لا أن يحاربوه، والثانية: استنكار زواج هذه المرأة فأنها مقدرة في علم الله لان تكون زوجة للإمام العسكري (عليه السلام) واماً للمهدي (عجّل الله فرجه) لا ان تكون كما يشاء جدها زوجة لابن أخيه وبحدوث هذه المعجزة يحصل في قلوبهم تشاؤم من حصول الزواج لا يقومون به كما قد اعرضوا عنه فعلاً(349).
ربما سائل يسأل أن الذي حصل هذا ليس بولادة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) حتى يرتج القصر وتحصل المعجزات كما حصل في ولادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإنما حصل هذا عندما اراد القيصر جد نرجس (عليها السلام) تزويجها من ابن أخيه، فالجواب هنا يكون أنها ام المولود الذي سيأتي بما أراد الله لينتصر به لدينه ويتم به رسالة جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما ورد من الإخبار، عن تفسير قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ (الصف: 8)، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (بالقائم من آل محمد (عليهم السلام) حتى إذا خرج يظهـره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله)(350)، في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْـرِكُونَ﴾ (الصف: 9)، سأل احد أصحاب الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) عن معنى هذه الآية فقال: (هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق، ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم...)(351)، وجاء في تفسير الكوفي عن هذه الآية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا خرج القائم (عليه السلام)...)(352)، وعن الباقر (عليه السلام) قال: (ذلك يكون عند خروج المهدي من آل محمد صلوات الله عليه فلا يبقى احد إلا أقر بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(353).
وهذا كله بأراده الله لإتمام حجته على الخلق بالإمام القائم (عجّل الله فرجه) فلعل الحادثة المذكورة في عرقلة الزواج المراد للسيدة نرجس (عليها السلام) من ضمن التخطيط الإلهي المحدد فإبقائها الله لما أراده لها ان تكون زوجة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وام الامام الحجة (عجّل الله فرجه) المؤمل لإقامة الحق ونشر وبسط العدل ومتمماً لرسالة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بحكمة الله وقدرته.
الجانب الثالث:
موضوع الرؤيا(354)، وكيف يمكن الاعتقاد بها بكونها واقعاً مبنياً عليه صحة الرواية والحديث أعلاه، كون نرجس (عليها السلام) قد رأت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في المنام وأهل بيته (عليهم السلام) ومن معهم فاثبات ذلك يدعونا للنظر بالنص القرآني والأخبار الواردة بهذا الجانب وخاصة من القرآن الكريم نأخذ منها مثالين، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (الصافات: 102)(355)، ﴿إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَـرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ * قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (يوسف: 4-5)(356).
من خلال الآيات المباركة أن الرؤيا واردة بالنص القرآني واعتمدت تطبيقها وتحقيقها وخاصة منها أن يوسف (عليه السلام)، يقص روياه على أبيه حينها يأمره بكتمانها خوفاً عليه من أن تحدق به مخاطر أو أذى من قبل إخوته(357)، ومن جانب آخر هو في قصة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ورؤيا لذبح ابنه حتى أقدم على ذبحه بالرغم من كونها رؤيا اي انه يريد أن يطبق ما رأه حينها يجزيه(358)، بعدها يخاطبه الله (عزَّ وجلَّ): ﴿قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (الصافات: 105)(359)، ثم يقول تعالى: ﴿وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ (الصافات: 107)(360).
ومن خلال ذلك نطرح ثلاثة استنتاجات، أولها أن القرآن الكريم يصرح بأن الرؤيا هي شيء واضح التطبيق وممكن أن يتحقق في الواقع، وثانيها أن القصتين المذكورتين أعلاه وبتفسيرهما ومن قبل اثنين من الأنبياء (عليهما السلام) وقد أعطوا تأوليهما للرؤيا بكونها ستّحقق وبواقع عملي كما فعل إبراهيم (عليه السلام) أنه أراد أن يطبق رؤياه في الواقع حتى جاء أمر الله بالمنع، والثالث أن الرؤيا لا يمكن إنكارها وذلك لورود ما يدل عليها في القرآن الكريم.
بقي عندنا كيف يتم معرفة الاعتقاد بالرؤيا من عدمها وهل هي صالحة من الله ام من الشيطان وذلك لإثبات حجية روايتنا المطروحة من خلال الروايات، روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الرؤيا الصالحة من الله والحُلم من الشيطان...) وقال: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) وقال: (من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني)(361)، وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من رآني في النوم فقد رآني إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي)(362).
من خلال الأحاديث السابقة يمكن أن نرجح عدة استنتاجات منها تشير الأحاديث إلى صدق رؤية النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان الرؤيا صادقة بشهادة الحديث النبوي المبارك وإنها صادقة من الله وتعد حجة حسب الحديث وبالتالي أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أعطى رؤيته بصدق بصورة عامة ولم يخصصها للمسلمين فقد بل قال: (من رآني فقد رآني) فتعتبر رؤية السيدة نرجس (عليها السلام) جائزة له وقد شملها تفسير الأحاديث، ومن باب آخر أن من يرافق النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعيسى (عليه السلام) وشمعون في الرؤيا يشملهم صدق الرؤيا باعتبارهم مرافقين له.
ويسأل سائل كيف عرفتهم السيدة نرجس (عليها السلام) من هم هؤلاء الذين رأتهم في الرؤيا، فمن المحتمل انها عرفتهم من خلال محادثتهم في الرؤيا فيما بينهم أو كونها سمعت بهم من أسرى المسلمين والدليل هو إشفاقها على الأسرى وطلبها من جدها إطلاق سراحهم وبهذا يمكن أن نحكم بصدق رؤيتها وكون باقي ما رأته من منامات من رؤية الزهراء (عليها السلام) ومريم (عليها السلام) والإمام العسكري (عليه السلام) هي أيضا رؤيا صادقة كونهم حاضرين في أولها عند رؤية النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان كل ما قامت به لعلها مأمورة أن تقوم به من إخفاء الرؤية وخروجها مع الجيش حرصاً عليها بعد أن قلنا بصدق الرؤيا وتعتبر بشارة لها وما يدل على ذلك هو زواجها من الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فيما بعد، أما سر كتمان الرؤية فقد أوضحته هي قولها: (مخافة القتل)(363).
اما قضية إسلامها فأن أسلمنا لقول صدق الرؤية فأن إسلامها قد صح فمن المحتمل أنها أسلمت باليقظة بعد أن عرفت الطريقة أو الشهادة أما من خلال الرؤية أو انه احتمال سمعتها بطريقة أو بأخرى وان قلنا خلاف ذلك فنقول أنها أسلمت بعد أن ذهبت إلى سامراء على يد الإمام علي الهادي (عليه السلام) ثم سلمها لأخته حكيمة (رضي الله عنها) لتعلمها الإحكام والفرائض، بالرغم من أنها أخبرت الإمام الهادي (عليه السلام) بعد وصولها لسامراء حينما سألها عن الإمام الحسن العسكري (فهل تعرفينه؟ قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء [عليها السلام] أُمّه)(364)، وهذا ما يثير الشك أنها لها علم بكل هذا وما سيحصل فيما بعد وأنها حقاً مسلمة هو امتناعها من أن يلمسها احد في السوق وتقف محتشمة وتقبيلها للكتاب الذي أعطاه لها بشر وكأنها تعرف صاحب الكتاب واستغراب بشر من ذلك ولعل تعلمها للعربية قبل ذلك هو لغرض ما أو لأمر خفي عن الناس وهي تعرفه دون غيرها أي أنها مهيأة لهذا الأمر قبل أسرها.
أما روايتها لما حصل لها كله قالته لبشر ولم تحدث به غيره باعتبار ان الإمامين العسكريين (عليهما السلام) لهم علم به وأخبرا حكيمة (رضي الله عنها) بكل ذلك كون الأئمة يعرفون كل شيء بإذن الله، فقد سأل احد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام يعلم الغيب؟ فقال: لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك، وعنه (عليه السلام) قال: (أعطينا علم ما كان... وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وراثة)(365).
وأخبرت بشر بالقصة كلها لتأكدها من وثاقته وما حمل معه من كتاب لها يرشدها إلى ما تنتظره ولعل الكتاب فيه ما يطمئنها بوثاقة بشر وفيه أمر القدوم معه وفيه الكثير من التفاصيل التي تشير إلى ما يجب عليها من فعله وقوله حينها فأخبرته بذلك وخاصة أن بشراً لا يفهم ما فيه كونه مكتوباً بلغة رومية، وممكن ان يقال أن السيدة نرجس بالحكمة الإلهية كان لها إيحاء والهام(366) بمقتضى المصلحة العامة كون أن الله يعلم بها انها ام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وما سوف ترى من ضغط ومطاردة وعذاب فهي تحتاج إلى الهام ولو بشكل خاص يوجب تربيتها وتوجيه عواطفها بالشكل المخلص المؤمن فأنها لو كانت مجردة عن هذا الإلهام وكانت مشتراة من السوق من دون إخلاص سابق وتربية داخلية لامكن لها أن تجزع من التعذيب فتبوح بأمر ولدها ويؤدي الأمر إلى مخاطر عليه وهذا ما لا يريده الله أن يكون، قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ (النحل: 68)، سُئل الأمام الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ قال: إلهام)(367)، لذا لا يمكن إنكار وجود الإلهام كحقيقة كونية إلهية تتحقق بإرادة الله تعالى عند وجود المصلحة فإنكار الإلهام هو تكذيب للقرآن الكريم(368).
ومن هذا يمكن القول انها (عليها السلام) ممكن ان يكون حصل لها نوع من الإلهام فالإنسان أكرم على الله من سائر مخلوقاته فليس النحل أكرم على الله من السيدة نرجس (عليها السلام)، الا أنه ما يجهل تفسيره في هذه القصة هو من القيصر المقصود هنا وحتى شمعون لم تعط مصادرنا ما يكفي عنه الا ما ذكرنا في ترجمته سابقاً فيها ومن هي الحرب التي كانت بين المسلمين والروم وهربت فيها حيث أهملت الرواية ذكر اي تاريخ يدل عليها للتمحص أكثر بالرواية إلا أن الرواية مسلم بها بالإجماع والاعتقاد الامامي على الأغلب كما ذكر رواتها سابقاً.
الجانب الرابع:
محاولة استنتاج من هو القيصر المقصود في الرواية وسنة شرائها من قبل بشر النخاس، بعد ان اشرنا سابقاً بحسب الرواية أنها أسرت بعد إحدى الحروب الحاصلة بين الروم والمسلمين وان الإمام الهادي (عليه السلام) كان استشهاده (254هـ/ 868 م)(369) بعد الزواج بأيام بحسب ما أشارت الرواية أنهم أقاموا أياماً عند السيدة حكيمة (رضي الله عنها) ثم مضى أبو الحسن (عليه السلام) في عهد المعتز العباسي (252هـ/866م - 255هـ/869 م)(370)، ومن خلال ذلك يمكن الاستنتاج من الروايات اي الحروب هذه الحاصلة في هذه المدة أو الأقرب إلى هذا التاريخ ومن هو القيصر المقصود وسنة الشراء في الرواية.
بعد الرجوع للمصادر وملاحظة الحوادث الواقعة والاقرب ما بين سنتي (250ه - 255ه / 864 م - 869 م)، لم نجد ما يشير إلى وقوع حرب بين الروم والمسلمين خلال هذه المدة، ثم رجعنا إلى ما قبل هذه المدة وجدنا أن أقرب الحروب الحاصلة قبل هذه المدة هي ما بين سنتي (248 ه - 249هـ/ 862 م - 863م) وقد حصل فيها تبادل أسرى ما بين المسلمين والروم لكثرة أعداد الأسرى بين الجانبين(371) وكان الحاكم العباسي حينها هو المستعين (248هـ/862م-252هـ/866م)(372)، وكان الملك الروماني في هذه الحقبة هو القيصر ميخائيل بن تيوفيل إذ يذكر انه تسلم حكم الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة والده هو وأمه سنة (228هـ/ 842م) وكان عمره ثماني وعشرين سنة وكانت الحروب بين الروم والمسلمين مستمرة في عهده إلا انه قتل امه سنة (233ه /849 م) وبقي يحكم لوحده(373)، أي انه معاصرة لزمن الإمام الهادي (عليه السلام) الذي تسلم الإمامة بعد استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام) ما بين سنتي (225ه - 254هـ/ 839 م - 868 م)(374)، اي ان عملية شراء الجارية كانت خلال حكم ميخائيل إذ انه بدأ يحكم سنة (228هـ/ 842م) ولمدة ثمان وعشرين سنة حتى قتل سنة (253ه / 867 م)(375) اي قبل استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام) (254هـ/ 868م) بسنة واحده(376)، في عصر المعتز العباسي(252هـ/866م - 255هـ/ 869م)(377)، وحكم بعد ميخائيل شخص يدعى بسيل الصقلبي وعرف باسم براكنميس من سنة(253هـ/ 867م) وبقي في الحكم عشرين سنة(378)، وعند مراجعة التاريخ في السنين التي حكم فيها هذا القيصر من سنة (253ه /867م) إلى سنة ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم تحصل حروب بين المسلمين والروم أو تبادل اسرى(379).
وربما سائل يسأل ان تيوفيل والد ميخائيل هذا أيضاً عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) ثلاث سنين (225ه - 228هـ/ 839م - 842م) قبل ان يتسنم السلطة ولده ميخائيل بن تيوفيل فاحتمال أن يكون الشراء حصل في هذه السنين، فالجواب هنا انه ليس من المعقول ان السيدة نرجس بقيت في بيت حكيمة (رضي الله عنها) من سنة (225هـ/ 839م) أو السنتين التي بعدها إلى سنة (254هـ/868 م) أي ما يقارب الثلاثين سنة فقط لتعلمها الفرائض والسنن وهذا ما لا يحتاج إلى تلك المدة هذا فضلاً أنها كان عمرها ثلاث عشر سنة ونقول ما بين سنة الحرب والأسر ثم شرائها سنة واحده يعني (14) سنة فيكون عمرها حين الزواج ازيد من ثلاث وأربعين وهي بهذا تكون حتى اكبر من زوجها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لأنه، استشهد وعمره 28 سنة(380)، فالمرجح أن شراؤها كان في زمن تلك الحروب التي حصلت في عهد ميخائيل في السنة الأخيرة من حياة جدها القيصر الذي خاض حروباً كثيرة مع المسلمين في سنة (249هـ/863م) ويعد هذا في زمن الإمام علي الهادي (عليه السلام)) (225ه - 254هـ/ 839 م - 868 م) وعصر المستعين العباسي (248هـ -862م /252هـ - 866م)، سيما وان السنين التي تلت عصر ميخائيل لم يكن فيها حروب على الاقل إلى سنة ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فيكون عمرها حين وصلت سامراء (14) سنة وبقائها عند حكيمة (رضي الله عنها) بحدود (6) سنوات إلى وقت زواجها سنة (254هـ/ 868م) وعمرها(20) سنة وهو عمر مقبول للزواج والإنجاب.
وربما يقال أن القيصر هو تيوفيل بن ميخائيل بن تيوفيل والذي كان في عصر المعتز العباسي، الا أن هذا القيصر لم تكن في عصره حروب مع المسلمين لأنه حكم بعد سنة (253هـ/ 867 م) ولم يبقَ مدة طويلة في الحكم اذ استولى على الحكم شخص ليس من سلالة العائلة المالكة(381)، والرواية تقول انها بنت ابن قيصر الروم، فالمرجح هو ميخائيل بن تيوفيل المعاصر للإمام الهادي (عليه السلام) ومعاصر لحكم المستعين (248ه-862م /252ه - 866م) الذي كانت في عصره حروب مع الروم.
الجانب الخامس:
ذكر الصدوق رواية اخرى وهي عن السيدة حكيمة (رضي الله عنها) تقول: (كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن اخي فأقبل يحدق النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟ فقال لها: لا يا عمة ولكني أتعجب منها، فقلت: وما أعجبك منها؟ فقال (عليه السلام): سيخرج منها ولد كريم على الله (عزَّ وجلَّ) الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي (عليه السلام)، قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (عليه السلام) فسلمت وجلست فبدأني وقال: يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد قالت: فقلت يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك فقال لي: يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد (عليه السلام) وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أياماً ثم مضى إلى والده (عليه السلام) ووجهت بها معه. وقالت حكيمة فمضى أبو الحسن (عليه السلام) وجلس أبو محمد (عليه السلام) مكان والده)(382) وأخرج الرواية هذه عدد من المصنفين باختلاف السند والتقارب مع نص الرواية بالمضمون دون الاخلال بالمعنى للرواية(383).
من خلال هذه الرواية يمكن القول أنها تأكيداً على الرواية الأولى بما تم طرحه في نهاية الرواية الأولى فمن يقول أنها جارية لحكيمة وذلك عندما تم حديث الإمام علي الهادي (عليه السلام) مع نرجس بعد أن وصلت إلى سامراء حينها استدعى السيدة حكيمة وقال لها: (أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فأنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عليه السلام))(384).
وبقيت السيدة نرجس (عليه السلام) عندها إلى وقت الزواج ويمكن أن تكون مكثت لمدة طويلة أو قصيرة حتى تمكنت من تعلم الفرائض الواجبة عليها على يد حكيمة (رضي الله عنها) فهي على هذا الحال بقيت أمانة عند حكيمة (رضي الله عنها) بصفة جارية حتى عندما تسأل حكيمة (رضي الله عنها) عنها تقول جارية والدليل أن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عندما زار عمته طلب منها أن تستأذن من أبيه (عليه السلام) فذهبت واستأذنت في ذلك بأن ترسلها لولده، هذا من جانب أو أن الإمام الهادي (عليه السلام) وهبها لحكيمة (رضي الله عنها) كجارية حتى تهبها للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فيما بعد لتكون بمأمن من أي خطر محتمل والاستئذان الذي حصل هو من باب الطاعة للإمام وأنه هو صاحب التخطيط لهذا الأمر منذ لحظة شراء الجارية حتى وصولها إلى بيت حكيمة (رضي الله عنها) وبدليل ما اخبرها به في الرواية الأولى عندما أمرها بتعليمها الفرائض (فإنها زوجة أبي محمد وام القائم) أي اعلمها بالسر بغية الحرص والحفاظ عليها إلى وقت الزواج فتقول حكيمة حينها، ووهبتها لأبي محمد (عليه السلام))(385).
ويذكر المسعودي في مجمل روايته التي ذكرها بنفس الموضوع في خبر الولادة عندما تسأل حكيمة (رضي الله عنها) الإمام العسكري (عليه السلام) (ممن يكون هذا المولود يا سيدي، فقال: من جاريتك نرجس)(386)، وما يدل على أمر الحرص وتأمين سلامتها هو أن الزواج في بيت حكيمة (رضي الله عنها) وبقاء الإمام العسكري (عليه السلام) وزوجته في بيت عمته أياماً إلى وقت استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام) وآل الأمر له، وهذا هو المرجح في الأمر هو بقاؤها عند حكيمة (رضي الله عنها) بهذه الصفة كجارية، ومن المرجح أن كلا الروايتين صحيحتان.
وهذه الرواية تتفق مع الرواية السابقة بعدة امور منها أن أم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كانت جارية مملوكة، وأن اسمها نرجس وأن زواج الإمام العسكري (عليه السلام) كان في حياة أبيه وبأذنه ولذا نستطيع أن نعتبر اتفاقهما على ذلك إثباتا تاريخياً كافياً له، إلا أن هذه الرواية تعين وقوع الزواج في الأيام الأخيرة من حياة الإمام الهادي (عليه السلام) ولم يكن هذا واضحاً في الرواية السابقة ولا يوجد اعتراض على الرواية الثانية هو كيف جاز للإمام العسكري (عليه السلام) أن ينظر إليها وهنا بأنه نظر إليها بأذن مالكتها ويحق للإنسان النظر إلى المرأة التي يريد الزواج منها بحكم ما أقره الشرع إلى ما هو مسموح به(387)، هذا فضلاً عن أن الإمام العسكري (عليه السلام) إمام معصوم يعرف تكليفه وحدود الشرع ونواهيه وفوق هذا هو معرفته بأنها زوجته المستقبلية وأم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وليس النظر المقصود به ما هو عند باقي الناس وإنما بتعجب وليس أكثر من ذلك حينما، قال: (سيخرج منها ولد كريم على الله (عزَّ وجلَّ))(388).
ومما يذكر في خبر وفاتها ينقل الصدوق ثلاثة أخبار منها ما نقلته إحدى الجواري كانت في دار الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قالت: (أن اسم ام السيد صقيل وأن أبا محمد (عليه السلام) حدثها بما يجري على عياله فسألته أن يدعو الله (عزَّ وجلَّ) لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمد (عليه السلام)، وعلى قبرها لوح مكتوب عليه هذا قبر أم محمد...)(389)، ان هذه الرواية تجهل ذكر تاريخ الوفاة مع وجود روايات اخرى تناقضها ولعل الجارية التي نقلت هذه الحادثة لم تتقن النقل لها أو لم تفهمها أو لماذا لم يكتب على القبر احد أسمائها للدلالة على قبرها، أو لعل المخاطبة حينها غير ام الإمام بهدف حماية السيدة نرجس وولدها من أي خطر خلال هذه المدة من خلال نشر خبر يبعد الخطر عنهم والدليل أن هذه الجارية حدثت بهذا الخبر بعد استشهاد زوجها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)؟
وفي رواية اخرى ينقل أنها كانت موجودة في نفس الليلة التي استشهد بها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في الثامن من شهر ربيع الأول من سنة مائتين وستين(390)، وفي رواية ثالثة انها كانت على قيد الحياة بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السلام)، بعد أن صلى الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) على والده ودفنه إلى جانب أبيه إلى أن وشى جعفر بن الامام علي الهادي (عليه السلام) بالموضوع بعد أن امتنع جماعة ينقلون الأموال إلى الإمام العسكري (عليه السلام) ولم يعلموا بوفاته فامتنعوا من إعطائها لجعفر فأخبر بذلك المعتمد العباسي(256ه - 279هـ/869 م - 892 م)(391)، حينها أمر بالقبض عليها بحثاً عن الوليد والتي قالت حينها أنها حامل ولم تولد بعد لتغطي على حال الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ووضعت تحت المراقبة مع نساء الخلافة والجواري يتعاهدن أمرها في كل وقت في عهد القاضي ابن أبي الشوارب(392)، إلى أن شغلت العباسيين بعض المشاكل التي لاقتهم(393)، وانشغلوا عنها وخرجت من أيديهم(394)، ووردت مثل تلك الرواية في مصادر أخرى(395).
وبهذا يمكن القول بأنها كانت حاضرة وقت استشهاد الإمام العسكري (عليه السلام) أثناء مدة حكم المعتمد العباسي ما بين سنتي (256 ه - 279هـ/ 869 م - 892م) وان اعتقالها لم يكن قبل وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) فليس من المعقول ان تعتقل ام الإمام في حياته ويبقى ساكتاً أو لم يحتج بطريقه أو بأخرى أو لم يحدث بها أصحابه ولم تذكرها المصادر اما بعد استشهاده فمن الممكن ذلك لأنه من ضمن التخطيط لحماية الحجة (عجّل الله فرجه) فهدف السلطة هو القبض عليه بالضغط على والدته وإيداعها الحبس أو المراقبة ويمكن ان نقول انه بعد أن تبين لهم أنها غير حامل اطلق سراحها.
ولم نعثر على ما يدل سنة وفاتها إلا ما أشار إليه الذهبي ليس على وجه التحديد بأن صقيل (عليها السلام) كما يذكرها في الرواية سجنت في زمن المعتضد العباسي (279ه - 289ه /892 م - 901 م)(396)، بعد نيف(397) وعشرين سنة من موت سيدها إلى أن ماتت في دولة المقتدر(295ه - 320هـ/ 907م - 932م)(398)، في قصره(399)، ونجد رواية تشير إلى اعتقال جواري وحلائل الإمام العسكري (عليه السلام) بعد وفاته الا أن رواتها يذكروها بصورة عامة(400) وقيل أن حبس الجواري كان بوشاية جعفر للتأكد من الحمل ومعرفة من هي التي تحمل ولد أخيه(401)، ويذكر الاربلي ان اعتقال وحبس الجواري وحلائل الإمام العسكري (عليه السلام) بعد استشهاده بانتظارهم لولده(402)، ولعل السيدة نرجس من ضمنهن وهذا يعطينا إشارة من المحتمل أنها كانت حية بعد استشهاد الإمام العسكري (عليه السلام) الا أنه بقي تاريخ وفاتها مجهولاً في جميع المصادر.
وفي رأي لأحد المتأخرين أن المقصود الأساسي من حجزها ومراقبتها ليس البحث عن جنينها أو انتظار ولادتها ويكفي عدة شهور للتأكد من ذلك وإنما المقصود اضطهادها وعزلها عن المجتمع واحتمال اتصال ولدها بها خلال هذه المدة(403).
هذا كله يعطينا دلالة على أن السيدة نرجس (عليها السلام) كانت على قيد الحياة إلى ما بعد استشهاد الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وأنها بقيت تحت المراقبة والاعتقال وبعيدة عن ولدها ومن المحتمل ان هدف السلطة من وضعها تحت المراقبة لعل ولدها (عجّل الله فرجه) يتصل وهذا ما كانت تطمح إليه السلطة العباسية إلا أن المصادر أغفلت ذكر تاريخ اعتقالها أو وفاتها بالتحديد، ولم نجد عند الصدوق خبر يوضح أو يشير إلى موضع قبرها (عليها السلام) الا ما أشار له أنها توفيت في حياة الإمام العسكري (عليه السلام) وعلى قبرها لوح مكتوب عليه هذا قبر ام محمد(404).
ولم يرد في الرواية هل ان هذا القبر في سامراء ام خارجها، ومن المرجح أن القبر الذي في سامراء المجاور لضريحي الإمامين العسكريين (عليهما السلام) هو قبر السيدة حديث (عليها السلام)(405) والدة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(406)، وهذا بحسب الرواية التي تقول أن السيدة حديث (عليها السلام) ام الامام العسكري (عليه السلام) أوصت أن تدفن في دار الإمام الهادي (عليه السلام)، ولعله حصل خلط في هذا الأمر وذلك لوجود تشابه بين أسماء السيدة حديث والسيدة نرجس، إذ من أسماء السيدة حديث هو سوسن وريحانة كما هي أسماء السيدة نرجس(407) والذي يدعونا للشك هنا بأنه قبر السيدة حديث جدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وليست امه نرجس (عليها السلام) وذلك حين ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار وكان لجعفر اعتراض على الأمر وقال: (هي داري لا تدفن فيها، فخرج (عليه السلام) فقال: يا جعفر أدارك هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك)(408)، وحسب الروايات لا يوجد أثر لقبرين أحدهما للسيدة نرجس والآخر للسيدة حديث بل هناك قبر واحد فقط جوار قبر العسكريين (عليه السلام) فعلى ضوء وصية الجدة ام الحسن (عليه السلام) واحتجاج الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) على جعفر فالمرجح أن القبر المشار إليه هو للسيدة حديث ام الإمام العسكري (عليه السلام) تحت قبة الإمامين العسكريين (عليه السلام) بجوار قبر زوجها وولدها، ومن المحتمل أن يكون أن السيدة نرجس والسيدة حديث وكذلك السيدة حكيمة انهن دفن في هذه البقعة المباركة قرب قبري العسكريين (عليه السلام) إلا أن معالم أحد قبورهن لم يبرز أو اخفي مع قبر آخر من تلك القبور فصار هذا الخلط بين القبور ولعل قبر السيدة نرجس (عليها السلام) اخفي لحكمة ما تتعلق بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
وقد مال بعض الباحثين إلى الرأي القائل بان القبر المنسوب إلى السيدة نرجس (عليها السلام) الموجود تحت قبة العسكريين (عليهم السلام) هو قبر ام الإمام العسكري (عليه السلام) أي انه قبر السيدة حديث (عليها السلام) استناداً إلى وصيتها بان تدفن في الدار(409)، ونرجح هذا الرأي.
وما قيل بأن للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أنه له أخ يذكر الصدوق حسب سند الرواية الذي نقلة بسلسلة من الثقات قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل(410)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري(411)، في رواية طويلة اختصرنا بعضها ينقلها المصنف عن إبراهيم بن مهزيار(412)، قال: (قدمت من مدينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فبحثت عن أخبار أبي محمد الحسن بن علي الأخير (عليه السلام)... فرحلت إلى مكة مستبحثاً عن ذلك) ثم يروي حديثاً طويلاً انه التقى برجل(413)، من أصحاب أهل البيت (عليهما السلام) ودار بينهما حديث إلى أن سأله إبراهيم بن مهزيار قال: (هل تعرف من أخبار آل أبي محمد (عليه السلام) شيئاً؟ قال لي: أيم والله أني لأعرف الضوء بجبين محمد وموسى ابني الحسن بن علي (عليهم السلام) ثم أني لرسولهما إليك قاصداً لأنبئك أمرهما فأن أحببت لقاءهما والاكتحال بالتبرك بهما فأرتحل معي إلى الطائف وليكن ذلك في خفية من رجالك وكتمان)(414).
بعدها يذهب معه إلى الطائف إلى يقول أنهما وصلا إلى احد الأماكن في الطائف في خيمة فدخل صاحبه ليطلب له الإذن بالدخول فسلم عليهما وأعلمهم بمكان إبراهيم بن مهزيار في الخارج فيقول إبراهيم: (فخرج علي أحدهما وهو الأكبر سناً م ح م د ابن الحسن (عليهما السلام)...)، حتى قال إبراهيم: (ونسب نفسه واخاه موسى واعتزل بي ناحية) حتى دار بين إبراهيم والإمام الحجة (عجّل الله فرجه) حديث طويل إلى أن أراد الخروج فقال له الحجة (عجّل الله فرجه): (يا أبا اسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوماً...)(415).
بالرغم من وثاقة سند الرواية الا أنها تتعارض مع ما هو مشهور عند جمع غفير من المصنفين من العامة والخاصة اذ إن الروايات تقول أن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لم يعقب الا ولداً واحداً وهو الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وأنهم لم يذكروا غيره في رواياتهم(416)، وقد ذكر الطوسي القصة لكن يرجع سند روايتها إلى علي بن ابراهيم بن مهزيار(417) ولقائه بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بنفس رواية الصدوق مع اختلاف كبير في نقل القصة ولم يذكر له أخ في روايته، ومما يقوله في القصة أنه دخل على الإمام (عجّل الله فرجه) (وبادرته بالسلام)(418)، ذكر الطبري الرواية ولقاء علي بن إبراهيم بن مهزيار بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أيضاً وبنفس المضمون ولم يذكر شيء من رواية الصدوق بأن له اخاً أو كان معه احد حين دخل عليه(419).
ويمكن إعطاء تحليل بسيط لهذه الرواية ومقارنتها مع رواية الطوسي والطبري وهنا عكس رواية الصدوق أنه خرج إليه ولو كان معه احد لذكره أو لقال سلمت عليهما أو إعطائه إشارة ما على وجود شخص أخر غير الشخص الذي أوصله، ولكثرة الأحاديث الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) وخاصة الإمام العسكري (عليه السلام) عن قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلا أنه لم نجده يذكر أنه له ولد آخر له غير الحجة (عجّل الله فرجه) أو ما هو مصيره بالرغم من ورود الكثير من الأخبار التي أشارت إلى والدته وجدته والعمة حكيمة (رضي الله عنها) وكثيراً ما اخبرهم عن الذي يحصل لهم بعد وفاته ولا يجود مانع لذكره مادام الخطر محدق بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وحتى الروايات التي ينقلها الصدوق في كتابه عن الإمام العسكري (عليه السلام) حين وفاته أو حديثه عن ام الإمام وحتى خبر اعتقال الجواري لم يذكر فيه شيئاً سوى الجواري ولم يكن موجوداً في حديثه عن الجدة التي كانت خارج سامراء، فمن المرجح أن هذه الرواية حصل فيها زيادة أو حتى قل انه يتحدث عن موضوع آخر غير معلوم القصد منه وحتى أن الشخص المرافق لابن مهزيار غير معلوم من هو لا في رواية الصدوق ولا حتى عند الطوسي والطبري الذين يرويان خبر اللقاء ويتفقان بمضمون نقل الرواية ويذكران انه رافقه شخص ولم يعرفا من هو.
بالرغم من أن الطوسي والطبري يرجعان سند روايتها إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار وليس إبراهيم بن مهزيار إذ ان رواية الصدوق بما انها بنفس المضمون إلا أنها ممكن أن يكون حصل فيها الدس أو الزيادة أو من المحتمل أن هذا من هفوات النساخ بذكر اسم موسى وعلى ان مضمون رواية الصدوق هذه لم تذكر عند غيره بأن للإمام أخاً إذن لا تواتر على خبره هذا فلا قطعية فيها ولا تعتبر دليلاً على وجود الأخ لعدم تواترها وفيها مخالفة لاتفاق جميع الرواة وهنا أيضا ننزه ساحة الصدوق من هذا كون أغلب أخباره الواردة في الكتاب تتفق مع غيره بل أخذها أغلب من روى عن قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وما يفند هذه الرواية هو ما أورده الصدوق في موضع آخر في الكتاب عن نفس اللقاء هذا بأن يذكرها بسند آخر صحيح انه صاحب اللقاء هو علي بن إبراهيم بن مهزيار وأن تفاصيل هذه الرواية يوجد فيها بعض الاختلافات عن الرواية السابقة ولا يذكر فيها أخاً للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) حتى ان الفرق ما بين الروايتين فيه اختلاف عندما يذكر فيهما أوصاف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فالرواية الثانية منها(420)، تتطابق مع روايات المفيد والطوسي والطبري وباقي المصنفين الذين أشرنا لرواياتهم سابقاً.
اما سر التناقض ما بين ذكر روايتين وبنفس المضمون لا يمكن أن يكون سببها الصدوق بوضوح هذا الاختلاف ما بين الروايتين إلا أنه من اسلوبه انه يذكر روايته بعدة طرق وليس بتناقض واضح ممكن أن يطلع عليه ابسط من مستوى الصدوق إلا أنها كما ذكرنا سابقاً أما بسبب النساخ أو الدس والتزييف كما هو حاصل ومعروف لكثير من الحقائق والروايات التاريخية.
المبحث الثالث: مفهوم الإمامة والاستخلاف في الأرض منذ خِلق آدم (عليه السلام) حتى إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
أورد الصدوق عدداً من المباحث العامة التي تشير إلى موضوع الخلافة والإمامة وهي بمجملها مقدمة يحاول الاستدلال بها على إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سنحاول ذكرها باختصار وذلك لطول المباحث التي يطرحها في أبواب الكتاب وسنحاول فهم موضوعة هذه المباحث من خلال أحاديث النبي وآله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما ورد في تفسير بعض الآيات القرآنية ومقارنتها مع ما طرحه المصنف بالمضمون العام لها لان هذه المباحث يشير من خلالها المصنف إلى موضوع الاستخلاف وأنها حقاً في محمد وال محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
أولاً - مفهوم الإمامة(421) واتصال الوصية منذ خلق آدم (عليه السلام):
يقول المصنف بأن الخلافة أوجبها الله وأوجب طاعة من يستخلفه بمقتضى المصلحة العامة للبشرية، فأن الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: 30)(422)، فبدأ بالخليفة قبل الخليقة فدل ذلك على أن الحكمة في الخليفة أبلغ من الحكمة في الخليقة يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق) ويشير إلى أن حكمة الله (عزَّ وجلَّ) أوجبت الخليفة لتنظيم امور البشرية وإقامة حدود الله وتقويم المفسد وان الطاعة تعم ثم يقول الصدوق: (من زعم أن الدنيا تخلو ساعة من إمام لزمه أن يصحح مذهب البراهمة(423) في إبطالهم الرسالة ولو لا أن القران نزل بأن محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خاتم الأنبياء لوجب كون رسول الله في كل وقت) ثم يوضح ذلك بأن الله سبحانه وتعالى لا يقدم شيئاً للبشرية لا يتقبله العقل البشري ولا يدعو لسبب الأبعد ان يصور في العقول حقائقه وله في العقل صورة ثابتة وبالخليفة يستدل على المستخلف(424).
ويضع العلامة الحلي تعريفاً للإمامة قال: (رئاسة عامة في امور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي واجبة عقلاً لان الإمامة لطف فأنا نعلم قطعاً أن الناس إذا كان لهم رئيس مرشدٌ مطاعٌ ينتصف للمظلوم من الظالم ويردع الظالم عن ظلمه كانوا إلى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد وقد تقدم أن اللطف واجب)(425).
فالاستخلاف واجب لمعرفة الله فعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: (إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف)(426) وأمر خلافة الأرض واجب بحق الإمامة والاعتراف بمحمد وال محمد حيث وضح ذلك عندما تاب الله (عزَّ وجلَّ) على آدم(427) (عليه السلام) وأنهم من ذريته وقيل أنهم من ضمن الأسماء التي تاب الله بها على آدم (عليه السلام)، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن الله تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته فمر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو متكئ على علي (عليه السلام) وفاطمة صلوات الله عليها تتلوهما والحسن والحسين(عليهما السلام) يتلوان فاطمة (عليها السلام)، فقال الله: يا آدم إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري فلما أسكنه الله الجنة مثل له النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) فنظر اليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية ودعا بحق الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) غفر الله له وذلك لقوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: 37)(428).
وفي تفسير الآية السابقة يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لما نزلت الخطيئة بأدم واخرج من الجنة آتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا آدم ادع ربك قال: حبيبي جبرائيل ما أدعو قال: قل رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان الا تبت علي ورحمتني فقال له آدم (عليه السلام) يا جبرائيل سمهم لي قال: رب أسألك بحق محمد نبيك وبحق علي وصي نبيك وبحق فاطمة بنت نبيك وبحق الحسن والحسين سبطي نبيك إلا تبت علي ورحمتني...)(429)، ويروى أن آدم رأى مكتوباً على العرش أسماء معظمة مكرمة فسأل عنها؟ فقيل له هذه أسماء أجل الخلق منزلة عند الله تعالى والأسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فتوسل آدم ربه بهم قبول توبته(430).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم (عليه السلام) إلّا وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجته على عباده ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده) وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما زالت الأرض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله)(431)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ان الأرض لم تخل الا وفيها منا عالم فإذا زاد الناس قال زادوا وإذا نقص الناس قال نقصوا ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله)(432)، وهم بهذا امتداد لخلافة الله على أرضه باتصال الوصية ووضوحها منذ خلق الله ادم (عليه السلام) إلى ان تناقلت من الأنبياء (عليهم السلام) وصولاً إلى محمد وال محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الزخرف: 28)(433) فإن الكلمة الباقية هي كلمة التوحيد وعقب إبراهيم (عليه السلام) هم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآل محمد وهي الإمامة إلى يوم الدين(434)، فالإمامة باقية في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة(435).
ويوضح ذلك الصدوق في الإشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ (البقرة: 124)، سأل احد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى هذه الآية؟ قال: (هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه انه هو التواب الرحيم، ...)، فَأَتَمَّهُنَّ؟ قال: (يعني أتمهن إلى القائم (عليه السلام) اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين (عليه السلام))(436).
ثم يتناول الصدوق بعد ذلك مباحث اخرى مستدلاً بها ويجعلها مقدمة ليثبت وجود الإمام ووجوب طاعته منها قضية وجوب طاعة الخليفة وان الخلافة باقية إلى يوم القيامة ومن زعم ان خلافة الأرض محصورة بالنبوة فقد أخطأ والدليل قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضـى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْـرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ (النور: 55)(437) ولو كانت كذلك لأوجب أن يبعث نبياً بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان الوعد ثابت من الله بأن الخلافة غير النبوة، وهذا ان الخلافة جعلت أيضاً للهداية وتوحيد الله واثبات الحقوق ثم يشير إلى أن اختيار الخليفة هو من الله (عزَّ وجلَّ) وليس لأحد أن يختار غيره، ووجوب وحدة الخليفة في كل عصر أي وجود خليفة واحد لكل عصر ولزوم وجود ذلك الخليفة لكل عصر وان يكون الإمام بهذا معصوماً وان الله لا يستخلف إلا من له نقاء وسريرة صافية ومن ارتضاه الله وطهره مع وجوب عصمته حتى يقال ان الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة بالسجود لأدم (عليه السلام) تعظيماً له ولما أودع صلبه من أرواح حجج الله تعالى فكان هذا السجود عبودية لله ولآدم (عليه السلام) طاعة(438).
والواضح أن الصدوق أراد من مباحثه السابقة الإشارة إلى فضل محمد وآل محمد وان الله فضلهم على سائر خلقه وأنهم هم الخلفاء للأنبياء والرسل ومن آل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان علي والأئمة من ولده (عليهم السلام) هم خلفاؤه، فيقال أن وجود الإمام هو لطف من الله تعالى لعبيده لأنه بكونه بينهم يجتمع شملهم ويتصل حبلهم فإذا عدم وجود الإمام بطل الشرع وأحكام الدين ويوجب أن يكون الإمام أفضل الأمة لان عبء الإمامة ثقيل وأمرها عظيم لأنه المحافظ على الشرع ولأنه عند أهل الحق والعدل يجب ان تجتمع فيه خصال الخير المتفرقة في غيره لا يتحملها إلا من كامل الأدوات حاوياً لأسباب الخيرات كالعلم بكتاب الله وسنة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والوصول إلى معرفة هذه الخصال المحمودة والخصال المعدودة إلا بوحي من الله إلى رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانه ينص على من يخلفه من بعده(439).
وقد كرمهم الله دون غيرهم وجعل ذكرهم والوصاية بهم وأنهم خلفاء الله في أرضه منذ خلق الله ادم (عليه السلام) وانه فضل محمد وآل محمد صلوات الله عليهم على سائر الأنبياء والخلق عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (أن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال هؤلاء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمة بريتي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منهم لهم ولمن والاهم خلقت جنتي ولمن عاداهم خلقت ناري... ومن اقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته في روضات جناتي...) حتى تشفع بهم ادم (عليه السلام) إلى الله فتاب عليه فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أُممهم(440)، وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (والذي نفسي بيده ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي... والذي نفسي بيده ما تنبأ نبي قط الا بمعرفتنا والإقرار لنا بالولاية ولا استأهل خلق من الله النظر إليه بالعبودية له والإقرار لعلي بعدي)(441).
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (خلقت إنا وعلي من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل آدم بألفي عام فلما خلق آدم جعل ذلك النور في صلبه ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه ولقد قذف بإبراهيم في النار ونحن في صلبه فلم يزل ينقلنا الله (عزَّ وجلَّ) من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين فجعلني في صلب عبد الله وجعل علياً في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة وجعل في علي الفصاحة والفروسية وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد والله الأعلى وهذا علي)(442)، وفي رواية نفسها لابن المغازلي يختمها (ففي النبوة وفي علي الخلافة) وفي اخرى يقول: (فأخرجني نبياً وأخرج علي وصياً)(443).
ولذا كان ومازال موضوع الإمامة له صلة مباشرة مع النبوة بما خرج من النص القرآني والحديث الشريف ينقل الصدوق بسنده عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن الله (عزَّ وجلَّ) لم يقبض نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى أكمل الدين وانزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كمالاً فقال (عزَّ وجلَّ): ﴿ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَـرُونَ﴾ (الانعام: 38)(444)، وانزل في حجة الوداع وهي آخر عمره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3) فأمر الإمامة من تمام الدين ولم يمضِ حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق وأقام لهم علياً (عليه السلام) علماً وإماما... ومن زعم ان الله (عزَّ وجلَّ) لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله العزيز ومن رد كتاب الله (عزَّ وجلَّ) فهو كافر...)(445) حتى قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)(446)، وفي خبر هذه الآية السابقة قيل يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (أنزلت في علي، قال: بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة)(447).
جاء في الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ (المائدة: 55)(448) قال: (إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين أمنوا يعني علياً وأولاده الأئمة (عليهم السلام) إلى يوم القيامة...)(449).
يروى ان سائلاً مر بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفي يده خاتم فقال: (من أعطاك هذا الخاتم) قال ذاك الراكع وكان علي يصلي فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي)(450)، فهذا الأمر هو ثابت فيهم وعائد إليهم ومتصل إلى آخرهم، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ليلة اسري بي إلى السماء أوحى الله (عزَّ وجلَّ) إلي: أن سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت: على ماذا بعثتم؟ قالوا: على نبوءتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما ثم أوحى الله الي: أن التفت عن يمين العرش فإذا علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي صلوات الله عليهـم...)(451)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الأئمة بمنزلة رسول الله صلوات الله عليه واله الا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(452)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة (عليها السلام) علاقته والأئمة من ولدهم عموده فينصب يوم القيامة فيوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا)(453).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نظر يوما إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فبكى(454) وقال: أنتم المستضعفون من بعدي [ فقيل للإمام الصادق (عليه السلام)] ما معنى ذلك يا بن رسول الله قال: معناه أنكم الأئمة من بعدي أن الله تعالى يقول: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾ (القصص: 5)(455)، فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة)(456).
وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: لعلي (عليه السلام) (يا علي أنت المظلوم من بعدي من ظلمك فقد ظلمني ومن أنصفك فقد أنصفني ومن جحدك فقد جحدني ومن والاك فقد والاني ومن عاداك فقد عاداني ومن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني)(457).
ويقول الصدوق: (ان الإمامة اجل وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جنباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم وان الإمامة خص الله (عزَّ وجلَّ) بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة... فقال (عزَّ وجلَّ): ﴿قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً﴾ (البقرة: 124)(458)، فقال الخليل (عليه السلام) سروراً بها: ﱡﭐ ﲢ ﲣﱠ، قال تبارك وتعالى: ﴿قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة: 124)(459)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وجعلا في ذريته أهل الصفوة والطهارة... فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 68)(460)، فكانت له خاصة فقلدها (صلّى الله عليه وآله وسلّم)علياً (عليه السلام) بأمر الله (عزَّ وجلَّ) على رسم ما فرضها الله (عزَّ وجلَّ) فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان لقوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأَيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 56)(461)، فهي في ولد علي (عليه السلام) خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)... وان الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء وان الإمامة خلافة الله تعالى وخلافة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين (عليهم السلام))(462).
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً جماعة من الناس قال: (يأيها الناس ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقت وجوهكم وطابت نفوسكم وإذا ذكر محمد وال محمد قست قلوبكم وعبست وجوهكم والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبياً ما دخل الجنة حتى يحب هذا وولده، وأشار إلى علي بن أبي طالب...)(463)، يقال لما نزل قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (الشورى: 23)(464) قال بعض أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): علي وفاطمة وولداهما)(465)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت)(466).
فالإمامة أمر من الله وباختياره، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد لا والله ولكن عهد من الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر لصاحبه)(467)، حتى أن أمر الوصية في أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما أشكل عليها من قبل البعض حينما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من كنت مولاه فعلي مولاه) وقيل له هذا منك أم من الله قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (والذي لا اله إلا هو إن هذا من عند الله (عزَّ وجلَّ))(468)، وبهذا الصدد ذكر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾ (الصافات: 24)(469)، قال: هي ولاية علي ما صنعوا في أمره وقد أعلمهم الله (عزَّ وجلَّ) انه الخليفة بعد رسوله)(470).
ويرد تعليق للعلامة الحلي في مضمون النص على الإمام من الله (عزَّ وجلَّ) وليس من اختيار أحد غيره يذكر فيه: (أن الله تعالى قد بين جميع أحكام الشريعة أجلها وأدونها حتى بين كيفيات الأكل والشرب وما ينبغي اعتماده في دخول الخلاء والخروج منه والعلامات الجليلة والحقيرة فكيف يهمل مثل هذا الأصل العظيم ويجعله إلى اختيار المكلفين مع علمه تعالى باختلافهم وتباين آرائهم وتنافر طباعهم)(471).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لما قضى محمد نبوته واستكمل أيامه أوصى الله تعالى إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فأجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وأثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فأني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وأثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء)(472)، وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (أن الله تعالى لما أسرى بنبيه قال له يا محمد إنك ان نقضت نبوتك وانقطع أجلك فمن لأمتك من بعدك فقلت يا رب قد بلوت خلقك فلم أجد أشد حباً لي من علي بن أبي طالب قال: يا محمد فأبلغه أنه غاية الهدى وإمام أوليائي ونور لمن أطاعني)(473)، وان الله (عزَّ وجلَّ) لم يخلق أفضل من محمد وال محمد وأحبهم وأكرمهم عليه وهذا ما أقر به جميع النبيين قبله وان الله خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته(474).
وهذا كله إشارة إلى ذرية نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من نسل المطهرة البتول (عليها السلام) وان الإمامة فيهم لما خصهم الله من الشرف والعلم والحلم والقيام بأمر الله النصح لعباده وأعطاهم من الصفات ما لم تكن عند غيرهم للقيام بأمر الله والخلافة على أرضه وكيف لهم أن يكونوا خاصته من خلقه حتى قال الله (عزَّ وجلَّ) في الأئمة من أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذريته (عليهم السلام): ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً﴾ (النساء: 54 - 55)، فكان هذا بحكمة الله وقدرته لما أودع عندهم وبما خصهـم وذكره في كتابه هـدى للناس لإتباع الحق باختيار الله (عزَّ وجلَّ)(475).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في معنى الآية السابقة الذكر أنه قال: (والمراد بالفضل فيه النبوة وفي آله الإمامة) وعن الصادق (عليه السلام) قال: (نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال(476) ولنا صفوة المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾، قال: والمراد بالكتاب النبوة وبالحكمة الفهم والقضاء وبالملك العظيم افتراض الطاعة)(477).
وعن الامام الباقر (عليه السلام) قال فيها: (نحن الناس)(478)، فكانت لهم السيادة على الناس بما أرادهم الله لحفظ دينه وتوحيده، حتى جاء في معنى قوله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ (البقرة: 143)، ورد في معناها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (فرسول الله شاهد علينا ونحن شهداء على الناس وحجته في أرضه)(479)، وفي ذلك ورد عن الباقر (عليه السلام) قال: (نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه...)(480).
ثانياً - العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام والنص على إمامة الأئمة (عليهم السلام):
يتطرق مصنف الكتاب إلى العلة والسبب التي يحتاج فيها إلى الإمام وقد أورد بهذا المضمون ثلاثة وعشرين حديثاً بأسانيدها نذكر جملة منها، فيروي الصدوق عن أبيه بسند الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) سأله احد أصحابه قال: (قلت له: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت(481)،(482) وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت(483)، بأهلها كما يموج البحر بأهله)، وعن الرضا (عليه السلام) قال: (معاذ الله لا تبقى ساعة إذاً لساخت)(484)، وعنه (عليه السلام) قال: (نحن حج الله في خلقه وخلفائه في عباده وأمنائه على سره ونحن كلمة التقوى... بنا يمسك السموات والأرض أن تزول وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة ولا يخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف ولو خلت يوماً لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله)(485).
وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (اني واثني عشر من ولدي وأنت ياعلي زر الأرض [يعني أوتادها وجبالها] بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهـلها فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا)(486)، وعن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (لو ان الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله)(487).
وعن هذا الأمر يضع الشريف المرتضى عدة تعليقات فيما يخص الحاجة إلى الإمام منها قال: (كون الإمام لطفاً في كل الأفعال والتكاليف لظهوره فيما يتعلق بأفعال الجوارح لا يمتنع أيضاً ان يكون لطفاً فيما يختص القلوب من الاعتقادات والقصود لان المعلوم من حال الناس أن إصلاح سرائرهم كالتابع لصلاح ظواهرهم واستقامة امورهم وحسن طريقتهم فيما يتعلق من أفعالهم الظاهرة من أبر الدواعي إلى استقامة ضمائرهم أيضاً وعلى هذا يمكن ان يكون الإمام لطفاً في الكل)(488)، (ولزوم الحجة بالأخبار التي يكون الإمام من ورائها وحاضراً لها ومتمكناً من استدراك ما يقع فيها من الغلط من الأخبار التي لا إمام من ورائها ولا معصوم يرجع اليه عند وقوع الغلط فيها... وعدم استغنائنا عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالأخبار بعد وفاته اذا لم يكن في الزمان امام يتلافى ما يقع من الغلط فيها)(489).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي أنزل فيهم: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59)(490)، فأن خفتم تنازعاً في امر فأرجعوه إلى الله والرسول أولي الامر، قلت يا نبي الله من هم قال: أنت أولهم)(491) وفي نفس الخبر عنه (عليه السلام): (قلت يا نبي الله ومن هم قال: الأوصياء إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم خذلان من خذلهم هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم بهم تنصر امتي... قلت يا نبي الله سمهم لي فسماهم رجلاً رجلاً)(492).
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض)(493)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمير المؤمنين (عليه السلام): اكتب ما أملي عليك، قال يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ فقال: لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب الدعاء وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأومأ بيده إلى الحسن (عليه السلام) ثم أومأ بيده إلى الحسين (عليه السلام) ثم قال: الأئمة من ولده)(494) ويقول الصدوق: (وتصديق قولنا إن الإمام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنه ما عذب الله (عزَّ وجلَّ) امة إلا وأمر نبيها بالخروج من بين أظهرهم)(495)، وورد مثل الحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في مصادر اخرى(496) وعن الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله لم يدع الأرض بغير عالم ولولا ذلك لما عرف الحق من الباطل)(497).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أبى الله ان يجري الأشياء بأسباب فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرحاً وجعل لكل شرح علماً وجعل لكل علم باباً ناطقاً عرفه من عرفه وجهله من جهله ذاك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونحن)(498)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (قال الله تبارك وتعالى: استكمال حجتي على الأشقياء من امتك من ترك ولاية علي والأوصياء من بعدك فأن فيهم سنتك وسنة الأنبياء من قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لقد أنبأني جبرائيل (عليه السلام) بأسمائهم وأسماء آبائهم)(499)، وعن الرضا (عليه السلام) قال: (الأئمة خلفاء الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه)(500)، فيكون هذا وضحاً في كونهم (عليهم السلام) هم التطبيق الواضح لديمومة هذا العالم وصلاحه وحجج الله على خلقه بما ورثوه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأنبياء من قبله.
ثم يتطرق مصنف الكتاب إلى وجوب الوصية واتصالها من أدم (عليه السلام) وان الأرض لا تخلو من حجة لله (عزَّ وجلَّ) إلى يوم القيامة وقد أوضح هذا العنوان بالإشارة إليها بخمس وستين حديث نأخذ جملة منها، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (انا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين أوصياؤه سادة الأوصياء... [ ثم يشير بحديث طويل عن تناقل الوصية ما بين الأنبياء إلى أن وصلت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ] ثم يقول: وأنا ادفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافاً شديداً والثابت عليكم كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى الكافرين)(501).
ثم يروي الصدوق حديث طويل عن الإمام الباقر (عليه السلام) يشير به إلى الأنبياء ورسالاتهم والأمم التي بعثوا إليها ثم يذكر أوصياءهم وأنها متصلة ما بين الأنبياء (عليهم السلام) والأوصياء وان هذا الأمر لا يمكن أن ينقطع إلى ان يقول: (وأرسل الله (عزَّ وجلَّ) محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الجن والإنس عامة وكان خاتم الأنبياء وكان من بعده الاثنا عشر الأوصياء منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا ومنهم من بقي...)(502)، واخرج الصدوق عدة أحاديث بأسانيد متفرقة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيها دلال واضحة على عدد الأئمة (عليهم السلام) قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش)(503).
واخرج الرواية السابقة الواردة عند الصدوق جملة من المصنفين(504)، وعن الوصية اخرج عدد من المصنفين رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن الوصية نزلت من السماء على محمد كتاباً لم ينزل على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كتاباً مختوماً إلا الوصية فقال جبرائيل: يا محمد وهذه وصيتك في امتك عند أهل بيتك فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اي أهل بيتي يا جبرائيل؟ قال: نجيب الله منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم (عليه السلام) وميراثه لعلي وذريتك من صلبه...)(505)، وعنه ايضاً (عليه السلام) قال: (دفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى علي (عليه السلام) صحيفة مختومة باثني عشر خاتماً وقال له: فض الأول واعمل به وادفعه إلى الحسن (عليه السلام) يفض الثاني ويعمل به ويدفعها إلى الحسين (عليه السلام) يفض الثالث ويعمل بما فيه ثم واحداً واحداً من ولد الحسين (عليه السلام))(506).
ورد عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً﴾ (النساء: 41)(507)، قال نزلت في امة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خاصة في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ومحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شاهداً علينا)(508)؛ يعني الأئمة (عليهم السلام) وجئنا بك يا محمد ﴿عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً﴾ يعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شهيد على الأئمة وهم شهداء على الناس(509)، وعن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين يا علي أنت سيد الوصيين ووريث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين يا علي أنت مولى المؤمنين والحجة بعدي على الناس أجمعين استوجب الجنة من ولاك واستحق دخول النار من عاداك يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو ان عبداً عبد الله ألف عام ما قبل الله (عزَّ وجلَّ) ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك [(عليهم السلام)]...)(510)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً الزهراء (عليها السلام) قال: (يا فاطمة اما علمت إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وانه حتم الفناء على جميع خلقه وان الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعه فاختارني منهم فجعلني نبياً ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار بعلك وأمرني ان أزوجك اياه وان اتخذ منه اخاً ووزيراً ووصياً وان اجعله خليفتي في امتي فأبوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك خير الأوصياء والوزراء وأنت أول من يلحقني ثم اطلع إلى الأرض اطلاعه ثالثة فأختار احداً وعشرة رجال من ولدك وولد اخي علي منك)(511).
وروي عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (ما ترك الله (عزَّ وجلَّ) الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدم (عليه السلام) يهتدى به إلى الله وهو الحجة على العباد من تركه ضل ومن لزمه نجا حقاً على الله (عزَّ وجلَّ))(512) سُئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59)(513)، قال: الأئمة من ولد علي وفاطمة (عليهم السلام) إلى أن تقوم الساعة)(514)، وعنه (عليه السلام) قال: (ان علياً (عليه السلام) عالم هذه الأمة والعلم يتوارث وليس يهلك منا أحد الا ترك من أهل بيته من يعلم مثل علمه إلى ما شاء الله)(515)، وعن الرضا (عليه السلام) قال: (ان الأرض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا)(516)، وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا تبقى الأرض يوماً واحداً بغير إمام منا تفزع إليه الأمة)(517)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) موضحاً فضل الأئمة (عليهم السلام) قال في معنى قول الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ (السجدة: 24)، قال نزلت في ولد فاطمة (عليها السلام) خاصة جعل الله منهم أئمة يهدون بأمره(518)، ويذكر انه في علم الله (عزَّ وجلَّ) يعلم انهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (الأئمة في كتاب الله إمامان إمام عادل وامام جور قال الله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ لا بأمر الناس يقدمون امر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم...)(519).
وفي ذات المعاني الواردة في مجمل الأحاديث السابقة أخرج الكليني عدة أحاديث تعطي نفس الدلالة فيها(520)، وفي السياق ذاته يروى عن أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (ان ليلة القدر في كل سنة وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون...)(521)، ورد عن ابي جعفر (عليه السلام) في تفسير قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ (النساء: 58؛)(522) قال: (أمر الله الإمام منا أن يؤدي الإمامة إلى الإمام بعده...)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: (هي الوصية يدفعها الرجل منا إلى الرجل)(523).
ثم اخرج الصدوق حديثاً له تسعة عشر طريقاً للسند بمضمون واحد لحديث الثقلين المروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله (عزَّ وجلَّ) وعترتي(524) أهـل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(525)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قام خطيباً ولم يخطب بعدها وقال: أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنه قد عهد إلي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(526)، وسُئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى الحديث هذا قال: (أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حوضه)(527).
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إني أوشك أن ادعى فأجيب وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا ماذا تخلفوني فيهما)(528)، وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... وهم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه كهاتين وجمع بين إصبعيه المسبحتين حتى يردا علي الحوض واحداً بعد واحد شهداء لله على خلقه وحجته في أرضه من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله كلهم هاد مهدي)(529)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اثنا عشر من أهل بيتي من أعطاهم الله فهمي وعلمي خلقوا من طينتي فويل للمنكرين حقهم بعدي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي)(530)، وورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لا يزال هـذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليهم الأمة)(531).
وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل جاء فيه انه قال: (معاشر الناس أمرني جبريل (عليه السلام) عن الله تعالى أنه ربي وربكم أن أعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم حاملاً وصاياهم الثقل الأصغر يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازماً لصاحبه غير مفارق له حتى يردا الله فيكم بينهم وبين العباد...)(532).
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً الإمام علي (عليه السلام) قال: (يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من الباب فكذب من زعم انه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك وشقى من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح(533) من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة)(534).
ويروى أن احد أصحاب الإمام علي (عليه السلام) سأله عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل: 43)(535)، قال (عليه السلام): (والله إنا لنحن أهل الذكر ونحن أهل العلم ونحن معدن التأويل والتنزيل ولقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه)(536)، وفي حديث قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب)(537) وفي حديث قال: (يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها فمن دخل المدينة من غير بابها فقد أخطأ الطريق)(538)، وقال: (ومثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك)(539)، وفي حديث قال: (هم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق)(540).
وقيل للإمام الباقر (عليه السلام) ما معنى قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ﴾ (الرعد: 7) فقال: (المنذر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي الهادي وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم))، هذا يدل على انه هاد إلى شرائع دينهم ويدلهم عليها(541)، حيث ورد في تفسيرها انه حينما نزلت هذه الآية وضع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يده على صدره فقال: (أنا المنذر) وأومأ بيده إلى منكب علي (عليه السلام) وقال: (فأنت الهـادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي)(542).
وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقيل له كل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، قال: نعم والواقف كافر والناصب مشرك)، وقال: (لا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم)(543)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية) قيل له يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من أوصيائي... فمن مات من امتي وليس له إمام يعرفه مات ميتة جاهلية فإن جهله وعاداه فهو مشرك وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو جاهل وليس بمشرك)(544)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها أخذ اهتدي وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة، فقيل يا رسول الله من أصحابك، قال: أهل بيتي)(545).
وبهذا تعد الإمامة ركناً مهماً يتبع النبوة بالوصية بما اخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) في عقب الإمام الحسين (عليه السلام)، فيروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لما أن حملت فاطمة (عليها السلام) بالحسين (عليه السلام) قال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن الله (عزَّ وجلَّ) قد وهب لك غلاماً اسمه الحسين تقتله امتي، قالت فلا حاجة لي فيه فقال: أن الله (عزَّ وجلَّ) وعدني فيه عدة، قالت وما وعدك؟ قال: وعدني أن يجعل الإمامة من بعده في ولده، فقالت: رضيت)(546)، وروى الكليني نفس الحديث وفيه ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أرسل يخبر فاطمة (عليها السلام) نفس الخبر السابق بما يجري على الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أن قال: (... أن الله قد جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه أني قد رضيت)(547).
وقد نص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالوصية للأئمة بحضور أبي بكر وعمر وعثمان، قال: (فأني أشهدكم ومن في البيت من رجل وامرأة أن علياً بن أبي طالب خليفتي في امتي وانه أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن فإذا مضى فابني هذا ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) ثم تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) واحداً واحداً)(548).
وينقل عن أبي بكر أنه قال: (ارقبوا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] في أهل بيته)(549)، وكان خير مصداقاً للوصية هو ما أنزله الله تعالى: ﴿يا أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ﴾ (المائدة: 67)، أن المراد منها أن الله أمر رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن ينصب الإمام علي (عليه السلم) وأمره أن يخبرهم بولايته يوم الغدير(550)، ولا يخاف منهم فأن الله يعصمه من الناس(551).
وقدم احد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) يسأله قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام): الحسن أفضل ام الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين، قال: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون الحسن؟ فقال أن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون(552) جارية في الحسن والحسين (عليهم السلام) ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة وان الله (عزَّ وجلَّ) جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وان كان موسى أفضل من هارون (عليه السلام)، قلت فهل يكون إمامان في وقت واحد قال: لا إلا أن يكون احدهما صامتاً مأموماً لصاحبه والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه فأما أن يكونا إمامين في وقت واحد فلا، قلت فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ قال: لا إنما هي جارية في عقب الحسين (عليه السلام) كما قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ (الزخرف: 28)(553)، ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة)(554).
يروى عن ام سلمة(555) (رضي الله عنها) في حديثها مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الأئمة قالت: قال: (عدد نقباء بني اسرائيل علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين هم أهل بيته وهم المطهرون والأئمة المعصومون)(556)، روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً الإمام الحسين (عليه السلام) قال: (أنت سيد ابن سيد أنت إمام ابن إمام اخو إمام أبو أئمة أنت حجة الله ابن حجته الله وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم)(557)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب)(558).
يروى عن الإمامين الباقر والصادق (عليه السلام): (أن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته والشفاء في تربته وإجابة الدعاء عند قبره ولا تعد أيام زائره جائياً وراجعاً من عمره... إن الله تعالى ألحقه بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان معه في درجته ومنزلته(559)، ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ (الطور: 21)(560)، في رواية طويلة عن ابن عباس يقول ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حدثه عن الامام الإمام الحسين (عليه السلام) ومما قاله له: (... يا بن عباس من زاره عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمره ومن زاره فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار الله وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار ألا وإن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته والأئمة من ولده...)(561)، روي عن الإمام الحسن بن علي ابن ابي طالب (عليه السلام) قال: (الأئمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اثنا عشر تسعة من صلب أخي الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة)(562).
وخلاصة لما سبق من القول أن الله ارتضاهم وطهرهم وخصهم بالذكر دون غيرهم، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: (أيها الناس أتعلمون إن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ (الاحزاب: 33)(563)، فجمعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفاطمة وحسناً وحسيناً في كساء واحد ثم قال: اللهم هؤلاء أحبتي وعترتي وثقلي وخاصتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة: وأنا فقال: لها وأنت على خير، إنما نزلت فيَّ وفي أخي علي وفي ابتني فاطمة وفي ابنيّ الحسن والحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس فيها معنا احد غيرنا)(564)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ونزلت هذه الآية فيَّ وفي أخي علي وفي ابنتي فاطمة وفي ابنيّ والأوصياء واحداً بعد واحد ولدي وولد اخي...)(565) ومما يذكر أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال حينها: (اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم اللهم إنهم مني وأنا منهم فأجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم)(566).
يروى عن ام سلمة (رضي الله عنها) قالت: (نزلت هذه الآية في بيتي وفي البيت سبعة رسول الله وجبرائيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) قالت وأنا على الباب فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك من أزواج النبي وما قال انك من أهل البيت)(567).
وفي هذا الأمر أن هو بضرورة ووجوب النص على الإمام بكونه عالماً في جميع الأحكام والتي لا يفوته شيء منها، والذي نذهب إليه هو ما نص عليه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإمامة بعده ودل على وجوب طاعته هو كثرة ما نص عليه النبي من أقوال بحقه الدالة على استحقاقه من التعظيم والاختصاص دون غيره وذكرت من جميع الأمة وهناك أدلة بالأفعال منها مؤاخاته له وزواجه من سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وانه لم نشهد انه قد ولى عليه احداً من الصحابة ولا ندبه لأمر في جيش إلا وكان هو الوالي المقدم فيه ولا أنكر عليه اي شيء من أفعاله لا تصريحاً ولا تلويحاً حتى قال عنه (علي مني وأنا منه) وقال: (علي مع الحق والحق مع علي)(568).
وبهذا تعد الإمامة واجبة بدلالة أن الناس متى كانوا غير معصومين ويجوز منهم الخطأ والنسيان وترك الواجب إذا كان فيأخذ بأيديهم ويرشدهم للصلاح وهو يجب أن يكون معصوماً وان يكون أفضل رعيته وعالماً بجميع الشرع وحاكماً به وأشجع الناس وأعقلهم وان يكون منصوصاً عليه وله معاجز لأنه ثبت بكونه معصوماً وهذا لا يكون إلا في علي وولده من بعد (عليهم السلام) بما نص عليهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين قال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي) وقوله في حجة الوداع (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)(569)، وذكر البخاري ومسلم الحديث (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)(570).
ولهذا عدة أسباب وعلل أن الله (عزَّ وجلَّ) اوجب حجته وبقاء الحجج إلى يوم القيامة منها ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لو كان الناس رجلين لكان احدهما الإمام وان آخر من يموت الإمام لئلا يحتج احدهم على الله (عزَّ وجلَّ) وتركه بغير حجة لله عليه)، وعنه (عليه السلام) قال: (أن الله لا يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإذا نقصوا كمله لهم فقال خذوه كاملاً ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرق بين الحق والباطل)(571).
ومن هذا نستنتج مقارنة بين ما طرحه المصنف من أبحاث وما ورد من جملة الأحاديث في البحث إن الخلافة واجبة وأنها شرط باقي على بني آم (عليه السلام) إلى يوم القيامة وهي وراثة من الأنبياء وصولاً إلى خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واستمراراً بالوصية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بأمر الله وباقي أمر الاستخلاف والإمامة في ولده إلا أنها ليست كالنبوة بل امتداداً لدورها والحفاظ على الشريعة، وان ما ورد أعلاه ما هو إلا جزء يسير عما ذكر بحقهم وفضلهم (عليهم السلام) وهو واضح بما وصف من خلال الأحاديث وضوح الشمس لا يحتاج إلى تدقيق أو استنتاج بدلالة ما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودلالة ما نقل عنهم.
ثالثاً - النص على إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
يعطي مصنف الكتاب رأياً عن القول بإمامة الأئمة (عليهم السلام) السابقين للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لثبوت إمامته والاعتراف بحقه إذ قال: (لم يخل من أن يكون قائلاً بإمامة الأئمة الأحد عشر من آبائه (عليهم السلام) أو غير قائل بإمامتهم فإن كان قائلاً بإمامتهم لزمه القول بإمامة الإمام الثاني عشر لنصوص آبائه الأئمة (عليهم السلام) عليه باسمه ونسبه وإجماع شيعتهم على القول بإمامته وأنه القائم الذي يظهر بعد غيبته... وان لم يكن السائل من القائلين بالأئمة الأحد عشر (عليهم السلام) لم يكن له علينا جواب في القائم الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وكان الكلام بيننا في إثبات إمامة أبائه الأئمة الأحد عشر (عليهم السلام) وكذلك لو سألنا يهودي فقال لنا لما صارت الظهر أربعاً والعصر أربعاً والعتمة أربعاً والفجر ركعتين والمغرب ثلاثاً لم يكن له علينا جواب بل نقول له انك منكر لنبوة النبي الذي أتى بهذه الصلوات وعدد ركعاتها فكلمنا في نبوته وإثباتها فإن بطلت بطلت هذه الصلوات وسقط السؤال عنها وان ثبتت نبوته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لزمك الإقرار بفرض الصلوات وعلى عدد ركعاتها لصحة مجيئها عنه واجتماع امته عليها عرفت علتهـا ام لم تعرف وهكذا الجواب لمن سأل عن القائم (عليه السلام)...)(572).
فالإمامة متصلة بالوصية والنص لمن آمن بالأئمة السابقين أن يؤمن بالإمام الثاني عشر فكل واحد منهم يعرف بالإمام الذي بعده، عن الإمام الرضا (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها﴾ (النساء: 58)(573)، قال: هم الأئمة يؤدي الإمام إلى الإمام من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه)(574)، وتوجد من الأدلة في أحاديث المعصومين ما يوضح النص على إمامته (عجّل الله فرجه)، وجاء في الأخبار عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (اذا توالت أربعة أسماء من الأئمة من ولدي محمد وعلي والحسن فرابعها القائم المأمول المنتظر)(575)، ويروي الصدوق بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا اجتمع ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع القائم (عليه السلام))(576) [وهنا المقصود الأئمة محمد الجواد وعلي الهادي وابوه الحسن العسكري (عليهم السلام) ثم إمامته]، وكذلك ورد مثل الحديث في غيره من المصادر(577)، وعن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (منا اثنا عشر محدثا ًالقائم السابع بعدي)(578).
وينقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قلت يا رسول الله المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا قال بل منا بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم عداوة الشرك)(579)، في هذا الحديث دلالة واضحة بانها متصلة منذ أن أنقذ الله البشرية من ضلالة الشرك برسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى يتممها بالمهدي (عجّل الله فرجه).
بوجود الإشارات في المباحث السابقة على إمامة الأمة (عليهم السلام) والنص عليهم وثبوت صحة النسب للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) من النسل الطاهر بما أورده الصدوق وبما جاء عن الأحاديث المنقولة عن غيره في فقرات المباحث السابقة نجده يوضح النص على إمام الحجة (عجّل الله فرجه) بنصوص خاصة منها ما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما اسري به إلى السماء ومنها أحاديث عامة وارده عنه وعن الأئمة (عليهم السلام) ومنها بما فسروه بحديثهم عما نزل بحقه في القرآن الكريم وبجموعها أحاديث واضحة لا تحتاج إلى التفسير أو نستدل بها من المصنف وما طرح عند غيره من المصنفين في إثبات إمامة الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) بعد أن ثبتت إمامة آبائه والنص عليهم أي ان ما ورد سابقاً يخص جميع الأئمة (عليهم السلام) وهنا مجرد للتخصيص تطابقاً مع ضرورة البحث ومنها: عن الإمام الصادق عن الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين ابن علي (عليهم السلام) قال: (سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حوضه)(580)، مقارنة مع أحاديث المبحث السابق تجد أن هذا الحديث له ارتباط واضح ومتصل بجميع الأئمة (عليهم السلام) كما في أولهم يخصه إلى آخرهم.
ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أيها الناس أن الله (عزَّ وجلَّ) أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينها لكم والزكاة والصوم والحج فينها لكم وفسرها لكم وأمركم بالولاية وأني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ثم لابنيه من بعده ثم الأوصياء من بعدهم ومن ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي)(581).
ورد في الأخبار بسند متصل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لما عرج بي إلى ربي جل جلاله أتاني النداء: يا محمد قلت لبيك رب العظمة لبيك فأوحى الله تعالى إلي يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت إلهي لا علم لي، فقال: يا محمد هلا اتخذت من الآدميين وزيراً وأخاً ووصياً من بعدك فقلت إلهي ومن أتخذ تخير لي أنت يا إلهي فأوحى الله إلي يا محمد قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب فقلت إلهي ابن عمي فأوحى الله إلي يا محمد إن علياً وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني امتك.... وقد جعلت له هذه الفضيلة وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهدياً كلهم من ذريتك من البكر البتول وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم [عليه السلام]...)(582).
وفي حديث طويل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخاطب فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ضمن ما جاء في حديثه: (ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(583)، وعن ابن عباس حدثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بحديث طويل ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ﴾ (البروج: 1)، وقال: أتقدر يا بن عباس ان الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني السماء وبروجها قلت: يا رسول الله فما ذاك قال: أما السماء فأنا وأما البروج فالأئمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين)(584).
جاء في الأخبار عن جابر ابن عبد الله الأنصاري يقول: (لما أنزل الله (عزَّ وجلَّ) على نبيه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59)، قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان...)(585).
والواضح هنا انه في علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيكون هناك من يشكك في إمامته ولا يقول بها لذا اخبر بذلك مع النص على إمامتهم لمن يثبت الايمان في قلبه ومن لا يثبت ايمانه اي ان الخطاب رسالة موجهه لمن يصدق بهم أو لا يصدق ليكون حجة عليهم.
حيث ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً﴾ (النساء: 69)(586)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (النبيين رسول الله والصديقين علي والشهداء الحسن والحسين والصالحين الأئمة وحسن اولئك رفيقا القائم من آل محمد (عليهم السلام))(587)، ومن تفسير هذه الآية مع الحديث السابق والآية الواردة فيه أن بقاء الطاعة مقرونة فيهم إلى الإمام القائم (عجّل الله فرجه).
وينقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما عرج به إلى السماء من جملة ما خبر به قال: (فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نوراً في كل نور سطر أخضر مكتوبٌ عليه اسم كل وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أُمتي فقلت يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي... وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها...)(588).
ورد في الخبر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً أحد أصحابه في فضائل الإمام علي وأهل بيته (عليهم السلام) قال: (أن علياً مني روحه من روحي وطينته من طينتي وهو أخي وأنا أخوه وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأن منه إمامي أمتي وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم امتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(589)، وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن ابي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه فأنه وصيي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي...، ثم قال: الحسن والحسين إماما امتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة وأمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي...)(590).
الملاحظ هنا في الحديثين تجد ترابط الخبر مع أحاديث سابقه التي تتحدث عن تشبيه ركوب السفينة من ركبها نجا والمتخلف عنها هالك لما لهم من الفضل بكل الصيغ الواردة في الحديث الشريف كل واحد منها تجد له حديثاً آخر مشابهاً في مناسبات أخرى تعطي دلالة على أن ولايتهم واجبة ومفسرة بالحديث من عدة جوانب تعطي نتيجتها بإمامة الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) وقد وردت في الحديث قطعاً بهذا الأمر فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لتملأن الأرض ظلماً وجوراً ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وعدواناً)(591).
وروي عن سلمان المحمدي (رضي الله عنه) قال: (دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول أنت سيد ابن سيد أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة أنت حجة الله ابن حجته وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم)(592) ورد مثل الحديث في مصادر أخرى(593).
ونقل في الأخبار عن عبد الله بن عباس قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم اخي وآخرهم ولدي قيل يا رسول الله ومن أخوك قال: علي بن أبي طالب، قيل فمن ولدك قال: المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد طول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب)(594).
وأخرج أبو داوود عن الإمام علي (عليه السلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً) وفي حديث آخر: (ينقله عن ام سلمه قالت سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة)(595)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)(596)، ومن هذا الحديث الأخير ومع ما سبقه تجد ارتباط آخر بحملة ذخيرة الأنبياء ما هو الا ثبوت الوصاية والإمامة عنده وانه خاتم الأئمة (عليهم السلام).
وورد عن ابن عباس قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (عليهم السلام))(597) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي منا أهل البيت) وفي حديث عن أم سلمة قالت: (سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: المهدي من ولد فاطمة)(598)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)) قال: (سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لأصحابه: آمنوا بليلة القدر أنها تكون لعلي بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعده)، وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم)(599)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أن الله (عزَّ وجلَّ) اختار من الأيام الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر واختارني على جميع الأنبياء واختار مني علياً وفضله على جميع الأوصياء واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء من ولده ينفون عن التنزيل تحريف المغاليين وانتحال المبطلين وتأويل المظلين تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم)(600)، والأحاديث السابقة بمجموعها في الفقرة الثانية والثالثة من هذا المبحث واضحة الدلالة ولا تحتاج إلى التوضيح الا أننا وضعنا بعض التعليقات المتداخلة فيما بينها زيادة في الإبانة والتنبيه.
رابعاً - ما روي بحقه من القرآن الكريم:
أمّا عن ما ورد بحقه من القرآن الكريم الكثير الآيات المباركات ذكرنا بعضها مسبقاً والتي فسرت بحقهم وبإمامتهم جميعاً في مناسبات مختلفة من فقرات المباحث نأخذ عدداً منها قال تعالى ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ (البقرة: 2-3)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (المتقون شيعة علي (عليه السلام) والغيب فهو الحجة الغائب)(601)، وعنه (عليه السلام) قال: (الكتاب علي (عليه السلام) لا شك فيه ﴿هُدى لِلْمُتَّقِينَ﴾ قال بيان لشيعتنا، ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ قال من آمن بقيام القائم (عليه السلام) انه حق)(602)، ووردت عدة الأخبار في مصادر اخرى عن معنى الغيب تعطي نفس دلالة تلك الآية(603).
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب في جماعة من الناس في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومما جاء في حديثه أنه قال: (أنشدكم الله أتعلمون أن الله (عزَّ وجلَّ) لما أنزل في كتابه: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: 119) فقال سلمان: يا رسول الله عامة هذه أم خاصة فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم):أما المأمورون فعامة المؤمنين أُمروا بذلك وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة)(604)، واخرج القمي في تفسيره يقول: (كونوا مع علي ابن ابي طالب وآل محمد (عليهم السلام))(605)، والواضح منها قوله إلى يوم القيامة إنما تدل على الإمام الثاني عشر مصداقاً لترابط الأحاديث فيما بينها.
وورد في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الانبياء: 105)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم تنقص الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(606)، وورد في تفسيرهـا بحديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: القائم وأصحابه)(607).
سئُل الإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ (الأنعام: 158)، فقال: (الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة القائم (عليه السلام) فيوم لا ينفع نفس إيمانهـا لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه(608)، ورد في الخبر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه)(609).
وورد في الأخبار في من نزل قوله تعالى: ﴿وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ﴾ (الحديد: 16)، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية في القائم (عليه السلام))(610)، وعن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ (الحديد: 17)، قال: يحييها الله (عزَّ وجلَّ) بالقائم (عليه السلام) بعد موتها بموتها كفر أهلها والكافر ميت)(611) عن الإمام الصادق (عليه السلام) في معنى الآية الاولى قال: (نزلت هذه الآية في أهل زمان الغيبة) وفي معنى الآية الثانية قال: (وأن الأمد أمد الغيبة) أي أن الله أراد بهذا بانه يا امة محمد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب فطال عليهم الامد فتأويلها جاء في أهل زمان الغيبة وان ألله نهى الشيعة عن الشك في حجة الله تعالى أو أن يضنوا أن الله (عزَّ وجلَّ) يخلي أرضه من حجة طرفة عين(612).
كذلك يروى في تفسير قوله الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ (سبأ: 51)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله كأني انظر إلى القائم (عجّل الله فرجه) وقد اسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى بالله أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى في موسى أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى في محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه)(613)، وما هذا الحديث أن هو توضيح لوراثته وحقه في الإمامة والوصية المتصلة التي تم الإشارة إليها سابقاً، وقد ورد بحقه (عجّل الله فرجه) الكثير من الآيات القرآن وقد افرد فيها كتباً خاصة لا يسع المقام للتطرق لجميعها هنا(614).
واخرج الصدوق بسنده انه سئُل الإمام الصادق (عليه السلام) عن المعاني الواردة في قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْـرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْـرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر: 1-3)، قال: ﴿وَالْعَصْـرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْـرٍ﴾ قال: العصر عصر خروج القائم (عليه السلام) ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْـرٍ﴾ يعني أعداءنا، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا﴾ يعني بآياتنا، ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾ يعني بمواساة الإخوان، ﴿وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ﴾ يعني بالإمامة ﴿وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ يعني في الفترة(615).(616)
وورد مثل هذا الخبر عند بعض من المصنفين(617)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في معنى شامل لكل السورة السابقة الذكر قال: (استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال إن الإنسان لفي خسر الا الذين آمنوا بولاية علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وتواصوا بالحق ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها)(618).
وبصورة مبسطه حسب الرأي القائل: (أن كل من أثبت إمامة أبيه وأجداده إلى علي (عليه السلام) قال بإمامته في الأحوال التي ذكرناها وقد دللنا على إمامتهم فلحق الفرع بالأصل والمنة لله ولأننا نعلم وكل مخالط لآل محمد (عليهم السلام) وسامع لحديثهم وتدينهم بإمامة الحجة الثاني عشر (عليه السلام) ونصهم على كونه المهدي مستثئر(619) لله ولهم من الظالمين وقد علمنا عصمتهم بالأدلة فوجب القطع على إمامة الاثني عشر (عليهم السلام) خاصة فماله وجبت إمامة الأول من الآيات والأخبار له وجبت إمامة الثاني عشر صلوات الله عليه إذ لا فرق بين الأمرين)(620).
المبحث الأول: غَيبة(621) الأنبياء (عليهم السلام):
تعد الغيبة في حياة الأنبياء (عليهم السلام) والأوصياء من بعدهم هي نوع من المعجزات لان أعداءهم أرادوا هلاكهم في خفية وإيذاءهم وإذا تمكن أعداؤهم منهم بالتالي هلاك الدين أو قل رسالتهم التي أرسلوا ليبلغونها فأنهم يغيبون فإذا علموا إن خوفهم قد زال حضروا وان سبب خوفهم إن طال طالت غيبتهم وان قصر قصرت مدة الغيبة بأمر الله (عزَّ وجلَّ)(622).
لم يكن موضوع الغيبة أول عهده انه حصل بغيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بل انه أمر وارد قبل ذلك فقد حصلت غيبات لبعض الأنبياء عن أممهم وحصلت من بعدهم لبعض أوصياء الأنبياء وكل هذا كان بحكمة ما دعتهم إلى الابتعاد أو التخفي عن أقوامهم لعقوبة أو لعناد تلك الأقوام وصدها للأنبياء (عليهم السلام) إلى أن يبشروا بمن بعدهم يقوم بأمرهم، وقد أشار المصنف إلى أن أساس فكرة كتابه بعد أن شاهد الإمام (عجّل الله فرجه) في عالم الرؤيا وقال له: (آمرك أن تصنف الآن كتاباً في الغيبة واذكر فيه غيبات الأنبياء (عجّل الله فرجه)(623).
وقد اشرنا إلى ذلك في التمهيد محاولاً من خلالها بأن يجعلها شواهد مقدمة لحديثه عن فكرة غيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والهدف وأنها ليست بالأمر الغريب على البشرية وسنحاول أخذ مضمون القصص الواردة وتخريجها بمبحث يشير إلى غيبات الأنبياء وأسبابها والحكمة من هذه الأخبار الواردة في كتاب الصدوق هو إثبات الغيبة تاريخياً لذا وجب التعرف عليها ووصية الأنبياء من واحد إلى آخر والتي ذكر أغلبها باختصار وأخذ منها أكثر ما يميز القصة أو أشهر الحوادث في حياة الأنبياء وذكرت هذه القصص في جملة من المصادر وبتفاضل أكثر أحلنا جميع هذه القصص إلى عدة مصادر تطرقت إلى تفاصيلها إذ لا يسع المجال لذكر هذه القصص كاملة في نطاق البحث لطولها.
1 - غيبة النبي آدم(624) (عليه السلام):
يشير مصنف الكتاب إلى غيبة النبي آدم (عليه السلام) بأسلوب يختلف عن طرحه لقضية غيبة باقي الأنبياء إذ عنده التفاتة مميزة بهذا الصدد كان حديثه عنها في مقدمة الكتاب يقول بأنها غيبة قبل الوجود يقدم قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: 30)، إذ اوجب الله على الملائكة اعتقادهم بأمره والطاعة لخلقه الذي لم يكن موجوداً حينها بل أخبرهم به وجعل لهم المثوبة فالطاعة والموالاة بظهر الغيب أبلغ ثواباً لأنه يخلو من كل عيب فالطاعة بالمباشرة لبيعة خليفة مع مشاهدته تأملا لخير أو رهبة من القتل أو غيره وهذا من عادات أبناء الدنيا أما إيمان وطاعة الغيب هو مأمون من كل شيء فيذكر أن ما أخبر الله به الملائكة هذا كان قبل خلق آدم بسبعمائة عام وكانت الملائكة مطيعة لأمر الله الذي غيب عنهم خلقه وبشرهم بما يريد أن يخلق واوجب الطاعة عليهم والقبول بأمره قبل أن يخلقه وكان هذا كله مثوبة لهم في إيمانهم بهذا الغيب فأنه من الله عز وجل فأنه تبارك وتعالى أكد دينه بالأيمان بالغيب فقال: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ﴾ (البقرة: 30)(625) الإيمان بالغيب أضمن مثوبة لصاحبه(626).
قد لا توجد فكرة الصدوق عند غيره من المفسرين أو المؤرخين لكن هناك ما يتقارب مع مضمون طرحه بأن الله يخبر الملائكة بما هو غائب عنهم قبل وجوده فورد في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَـراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ﴾ (الحجر: 28 - 29)، وهنا إشارة واضحة من خلال النص القرآني والوارد في تفسيرها أني اخلقه أي سأخلقه فيما بعد والخطاب قبل ان يخلقه فإذا سويته فأن الله يأمره حينها بالسجود تكريماً له(627)، وان الله أخبر الملائكة بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته قبل كونه وان الله اعلم بالمصلحة فأن المراد بهذا الخلق انه سيوجد منهم الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين وبين لهم شرف آدم قبل خلقه والامتحان الذي جرى لهم بالسجود هو امتحان في الغيب(628)، وعاش (عليه السلام) ألف سنة من مقامه في الجنة إلى حين وفاته وقيل ألف وثلاثين(629) وبهذا إشارة واضحة بما هو غائب من أمر الله عن الملائكة وقد أمنوا به قبل وجوده أو خلقه طاعة لأمر الله بالغيب الذي في علمه ولعل المصنف أراد من هذا الموضوع هو تبيان إلى وجود فكرة الغيبة منذ بداية الخلق.
2 - غيبة النبي إدريس(630) (عليه السلام):
فأول الغيبات تلك هي غيبة النبي إدريس (عليه السلام) حتى حصل ما حصل لقومه من قلة الأقوات والقتل والفقر والخوف ثم ظهر (عليه السلام) ليبشرهم بان الفرج بقيام القائم من ولده وهو نوح (عليه السلام) ثم رفع الله إدريس (عليه السلام) وبقي شيعته ينظرون ما بشرهم به وهو قدوم نوح (عليه السلام) قرناً بعد قرن وخلف عن سلف صابرين على الطواغيت والعذاب حتى ظهور نوح بالنبوة(631)، ويذكر أن ما بين إدريس (عليه السلام) ونوح (عليه السلام) الف سنة(632).
ينقل الصدوق قصة نبي الله إدريس (عليه السلام) بسند الرواية في خبر طويل عن الإمام الباقر (عليه السلام) نوردها بمضمونها مختصرة ان إدريس (عليه السلام) غاب عن قومه عشرين سنة قبل أن يرفع إلى السماء وكانت غيبته بسبب أحد الجبارين الذي قتل أحد المؤمنين حينما أراد هذا الطاغي أن يستحوذ على بستان هذا المؤمن إلا أنه رفض فأقدم على قتله فغضب الله عليه وأرسل يخبره بغضبه وتوعده بالعقاب على يد نبيه إدريس اذ قال له: (أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلماً حتى استخلصت أرضه خالصة لك فأحوجت عياله من بعده وأجعتهم أما وعزتي لأنتقمن له منك في الآجل ولأسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك ولأذلن عزك ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك فقد غرك يا مبتلي) فلما أخبره إدريس (عليه السلام) برسالة ربه فقام الملك بطرده غاضباً منه(633).
أقدم الملك بعد ذلك بأخبار زوجته بما أخبره به إدريس فأشارت عليه بأن يقتله حتى أرسلت إليه من صوبها جماعة من أربعين رجلاً ليقتلوه حتى علم بأمرهم جماعة كانوا يختلفون إلى مجلس إدريس فقاموا بتحذيره منهم فخرج من القرية التي هو فيها مع جماعة من أصحابه حتى ناجى إدريس ربه وقال: (يا رب بعثتني إلى الجبار فبلغت رسالتك وقد توعدني هذا الجبار بالقتل بل هو قاتلي ان ظفر بي فأوحى الله (عزَّ وجلَّ): أن تنح عنه وأخرج من قريته وخلني وإياه فوعزتي لأنفذن فيه أمري ولأصدقن قولك فيه وما أرسلتك به إليه) حينها طلب إدريس (عليه السلام) من الله أن يحبس عنهم المطر فاستجاب له الله وحبس عنهم المطر وانزل على ملكهم العقاب وعلى أهل القرية الذين معه ولم ينجوا إلا أصحاب إدريس الذين أخبرهم بأن يخرجوا من القرية وملكها الظالم وكانت العشرين سنه كلها قد عاش فيها إدريس في غار في أحد الجبال يصله طعامه عن طريق أحد الملائكة إلى أن نزل إدريس من الجبل بعد أن انقطع عليه طعامه ونزل للقرية يبحث عن الطعام فشاهد ما حل بها وعلموا حينها أنه إدريس (عليه السلام) حتى ألحوا عليه بالطلب أن يدعو الله أن يفرج عنهم فأتوه هم وملكم بالتوسل به فدعا الله ليمطرهما عليهم فاستجاب الله له حتى ظنوا أنه الغرق(634).
ولم تذكر المصادر أنه حين غاب عن قومه أو انعزل عنهم بأن أحداً التقى به أو شاهده غير الملك الذي كان يصله بطعامه طوال العشرين سنة، وان أهل قريته لما جهدوا وتابوا وأصابهم ما أصابهم ورجعوا إلى الله حينها أمره الله إن يرجع إليهم ليكون منقذهم بحكمة الله وقدرته(635).
وفيما يتعلق بغيبته الثانية ويقال أنه رفع إلى السماء وهو حي لم يمت بعد أن طلب هو أن يرفع إلى السماء ليعبد الله وانه ذكر في حادثة الإسراء أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مر به وهو في السماء الرابعة، ويقال أنه قبضت روحه بين السماء الرابعة والخامسة بعد أن رفعه الله وكان له من العمر حين رفع الله ثلاثمائة وخمس وستون سنة(636)، قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا * وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا﴾ (مريم: 56-57)(637)، وكان مسجد السهلة(638)، مسكن نبي الله إدريس (عليه السلام) كما سيكون منزل القائم (عجّل الله فرجه) يروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة... وهو منزل ادريس (عليه السلام) وما بعث الله نبياً الا وقد صلى فيه...)(639).
3 - في نبوة نوح(640) (عليه السلام) وبشارته بهود(641) (عليه السلام) بعد الغيبة.
كانت نبوة نوح (عليه السلام) مقدمة للبشارة بهود (عليه السلام) بعد أن كانت مدة النبوة لنوح أكثر من تسعمائة وخمسين سنة، يذكر الصدوق حديثه بسنده يرفعه إلى الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لما أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح (عليه السلام) وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (عليه السلام) في بعض الأوقات مغشياً عليه ثلاثة ايام يجري الدم من إذنه ثم أفاق وذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلاً ونهاراً فيهربون ويدعوهم سراً فلا يجيبون ويدعوهم علانية فيولون فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم... فهبط عليه ثلاثة أملاك... وقالوا تؤخر الدعاء على قومك... قال: أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى...)(642).
وبقي نوح (عليه السلام) صابراً على قومه نفس المدة المذكورة ومستمراً بدعوتهم ثم أراد ان يدعوا عليهم مرة اخرى وايضاً هبطت عليه الأملاك وآخر دعائه مرة اخرى حتى أتم تسعمائة سنة ثم أقبلت عليه شيعته يشكون فعل العامة والطواغيت بهم فأجابهم وصلى ودعا فهبط جبرائيل (عليه السلام) فقال له: (أن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلوا التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم فحمد الله وأثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به...) وقد طبقوا أمر الله (عزَّ وجلَّ) وأعاده عليهم ثلاث مرات كلما أثمرت أمرهم بها من جديد حتى لم يبق منهم سوى الثلث ثابتين فأتوا إلى نوح (عليه السلام) قالوا: (لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج نُهلك فصلى نوح (عليه السلام) ثم قال: يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة وإني أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج فأوحى الله (عزَّ وجلَّ) إليه قد أجبت دعاءك فأصنع الفلك وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة)(643).
عن هذا الخبر قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ﴾ (العنكبوت: 14)، بعد أن آيس نوح من قومه وصاروا يتواصون عليه جيلاً بعد جيل بأن لا يؤمنوا به ومحاربته ومخالفته وأذيته بكل طريق فدعا عليهم فلبى الله دعوته بعد أن دعاهم لعبادة الله ومكث فيهم ألف سنة الا خمسين عاماً فأغرقهم الله بالطوفان ونجى نوح ومن معه من الغرق(644).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (عاش نوح بعد النزول من السفينة خمسين سنة ثم أتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال له: يا نوح انقضت نبوتك فأنظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك فأدفعها إلى ابنك سام فأني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويكون نجاة فيما بين قبض النبي ومبعث النبي إلا ولم أترك الناس بغير حجة وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري...) ففعل نوح بما أمر وأوصى وصيته وبشر أبناءه بهود (عليه السلام) وأمرهم بأتباعه وأن يفتحوا الوصية كل عام ويجعلوه عيداً لهم وبقيت الوصية يتوارثونها إلى بعث الله هوداً (عليه السلام)(645)، واخرج الراوندي روايتين بنفس نص رواية الصدوق ينقلهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) الا أنه يقول لبث بعد ما نزل من السفينة خمسمائة سنة(646).
وينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لما حضرت نوحاً (عليه السلام) الوفاة دعا شيعته فقال لهم: اعلموا انه ستكون بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت وأن الله (عزَّ وجلَّ) يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود له سمت وسكينة ووقار يشبهني في خلقي وخُلقي وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يترقبون هوداً (عليه السلام) وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوبهم أكثر فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هوداً (عليه السلام) عند اليأس منهم وتناهى البلاء بهم وأهلك الأعداء بالريح العقيم... ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك إلى أن ظهر صالح(647) (عليه السلام))، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لما بعث الله (عزَّ وجلَّ) هوداً (عليه السلام) أسلم له العقب من ولد سام وأما الآخرون فقالوا من أشد منا قوة فأهلكوا بالريح العقيم وأوصاهم هود وبشرهم بصالح (عليه السلام))(648).
يذكر أن نبي الله هود (عليه السلام) لما أتم أربعين سنة من عمره أوحى الله إليه أن أت قومك فأدعهم لتوحيدي وعبادتي بعد ان كانوا يترقبونه وينظرون ظهوره حتى قست قلوبهم فأظهره الله لهم ولم يسلم له الا العقب من أولاد سام اما الآخرون فد كذبوه وأهلكهم الله بالريح(649)، وكان نوح (عليه السلام) معتزلاً قومه أربعمائة وستين سنة منشغلاً بالعبادة والطاعة لله حتى أتاه جبرائيل وقال له: (ما بالك معتزلاً؟ فقال: لان قومي لا يعرفون الله فاعتزلت عنهم، فقال له جبرائيل: فجاهدهم، فقال نوح: لا طاقة لي بهم ولو عرفوني لقتلوني، فقال له: فإن أعطيتك القوة كنت تجاهدهم؟ قال: واشوقاه إلى ذلك وقال له نوح من أنت؟ قال: فصاح جبريل صيحة واحدة تداعت(650) فأجابته الملائكة بالتلبية ورجت الأرض وقالت لبيك يا رسول رب العالمين...)(651).
وروي أن النبي نوح (عليه السلام)كان يسكن في الكوفة وقام بصناعة سفينته فيها وحصل الطوفان فيها أيضاً(652)، ومن جانب آخر انه أنذر قومه من الدجال(653)، كما أنذر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ قال: (ألا أحدثكم عن الدجال حديثاً ما حدث نبي قومه أنه أعور وأنه يجي معه بمثال الجنة والنار والتي يقوم عليها الجنة هي النار وأني أنذرتكم كما أنذر به نوح قومه)(654)، ومن جانب آخر هو ما أخبر وهو وصيته بهود (عليه السلام) والبشارة لهم به وأمرهم بإتباعه بعد ان يكثر البلاء وتزداد الشدة(655).
وما يتعلق بقصة نبي الله نوح (عليه السلام) والنبي هود (عليه السلام) لم أجد شيئاً في المصادر يتحدث عن غيبة أي منهما على وجه التحديد سوى ما يذكره الصدوق وعلى الظاهر أنه يقصد المدة بعد نوح (عليه السلام) سماها بالغيبة أو ابتعاده عن قومه بان عزل نفسه عنهم إلى ان بعث الله هود (عليه السلام) وحتى انه يذكره بإشارة بسيطة ضمن التطرق لقصة نوح (عليه السلام) الا أن الواضح منها هو الالتزام بوصيته التي بلغها لأبنائه لأنه بشرهم بهود (عليه السلام) وأوصاهم بإتباعه وأيضاً كان نفس ما قام به هود هو أن أوصى لصالح (عليه السلام) وغاب عنهم ولعل المراد منها حين استشهد بقصتيهما هو الغرض منه الوصية والمدة ما بين النبيين وانتظار الفرج بعد الشدة وتسلط الطواغيت وصبر الأنبياء على البلاء إلى ان يأذن الله بالفرج لهم وقد طوينا ذكر القصتين بالإحالة إلى المصادر التي تطرقت لهاتين القصتين وغير واضح سبب وضع الإشارة لقصة نوح وهود (عليهما السلام) عند الصدوق واستشهد بهما بأنهما لهما غيبة وعلى حد قول الروايات أنهم عاشوا مع أقوامهم لفترات طويل وليست لهم أي غيبات مجرد بعض الاعتزال عن أقوامهم بما سلط الله على أقوامهم ومنكري دعواتهم من عقوبات إلا أن المصنف مستدلاً بهما عن غبية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) موضوع الكتاب بأن لهم غيبة بالرغم من وجود تشابه في مواضع معينة وأوجه للمقارنة مع القصتين في جوانب أخرى غير الغيبة.
أمّا ما روي حول غيبة هود (عليه السلام) لم تذكر المصادر شيئاً عن غيبته سوى انه اعتزل قومه هو ومن معه من المؤمنين حين أرسل الله الريح على قومه ودمرتهم وتهدم كل شيء وترميهم بالحجارة فأعتزلهم مدة ثمانية أيام في مكان يقيهم حتى هدأت الريح ثم عاد حتى كان عمر هود (عليه السلام) كله مائة وخمسين سنة(656).
4 - غيبة النبي صالح (عليه السلام):
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن صالحاً (عليه السلام) غاب عن قومه زماناً وكان يوم غاب عنهم كهلاً...فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع اليهم وهم على ثلاث طبقات طبقة جاحدة لا ترجع أبداً وأخرى شاكة فيه وأخرى على يقين فبدأ (عليه السلام) حيث رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم أنا صالح فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا برأ الله منك صالحاً كان في غير صورتك فقال فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا أشد النفور ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم أنا صالح فقالوا أخبرنا خبراً لانشك فيه معك أنك صالح...فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة فقالوا صدقت وهي التي نتدارس علامتها؟ فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قالوا أمنا بالله وبما جئت به...)(657).
ولم تذكر المصادر تفاصيل أكثر بخصوص غيبة صالح (عليه السلام) بل يتطابق ذكرها مع ما رواه الصدوق عندما أعطاهم من دلائل حين لم يتعرفوا عليه الا أن هناك حديثاً ينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) يسأله أحد أصحابه عن قصة صالح (عليه السلام) حينما كان غائباً عن قومه وظهر لهم ولم يعرفوه قائلاً (يا بن رسول الله هل كان ذلك اليوم عالم؟ قال: الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم، فلما ظهر صالح (عليه السلام) اجتمعوا عليه، انما مثل علي والقائم صلوات الله عليهما في هذه الأمة مثل صالح (عليه السلام))(658)، يقال ان النبي صالح (عليه السلام) غاب عن قومه حين أنزل الله عليهم العذاب حين أخبرهم بالعذاب، قال تعالى: ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ (الاعراف: 79) وانذرهم بما يصيبهم بعد أن أبلغهم رسالة ربه ودعاهم إلى الله وغاب عنهم ويقال انه التجأ إلى أرض مكة وقد أقام في قومه عشرين سنة وتوفي في مكة وعمره ثمان وخمسون سنة وقيل مائتان وسبعون سنة(659).
ولم تذكر المصادر التاريخية تفاصيل عن غيبة صالح (عليه السلام) أو عن مدة غيبته سوى ما ذكر في أعلاه انه غاب عنهم زماناً ثم عاد إليهم وأعطاهم أدلة على نفسه لكي يعرفوه بعد أن تغيرت صورته.
5 - غيبة النبي إبراهيم(660) (عليه السلام):
يروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: كان أبو ابراهيم(661) منجماً لنمرود بن كنعان(662) وكان لا يصدر الا عن رأيه فنظر في النجوم ليلة من الليالي فأصبح فقال: لقد رأيت في ليلتي هذه عجباً فقال له النمرود وما هو فقال: رأيت مولوداً يولد في أرضنا هذه فيكون هلاكنا على يديه ولا يلبث إلا قليلاً حتى يحمل به فعجب من ذلك النمرود وقال له: هل حملت به النساء فقال: لا وكان فيما أوتي به من العلم أنه سيحرق بالنار ولم يكن أُوتي(663) ان الله (عزَّ وجلَّ) سينجيه، قال فحجب النساء عن الرجال فلم يترك امرأة إلّا جعلت بالمدينة حتى يخلص إليهن الرجال قال: وقع أبو إبراهيم على امرأته فحملت به وظن أنه صاحبه فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلا علمن به فنظرن إلى ام إبراهيم فألزم الله تعالى ذكره ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئاً في بطنها)(664).
ويكمل الصدوق روايته: (فلما وضعت ام إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود فقالت له امرأته لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله دعني اذهب به إلى بعض الغيران أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ولا يكون أنت تقتل ابنك فقال لها فأذهبي به فذهبت به إلى غار ثم أرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصها فيشرب لبناً وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم أن امه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت، قال: فأفعلي فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم (عليه السلام) وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه فسألها أبوه عن الصبي، فقالت له: قد واريته في التراب فمكثت تعتلُّ وتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم (عليه السلام) فتضمه إليها وترضعه ثم تنصرف فلما تحرك أتته أمه كما كانت تأتيه وصنعت كما تصنع فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له: ما لك، فقال لها: اذهبي بي معك، فقالت له: حتى أستأمر أباك)(665).
واخرج الراوندي والمجلسي نفس الرواية المذكورة في خبر مولده وإخفائه مع اختلاف يسير في النقل(666)، ونفس الرواية عند الطبري ويذكر فيها أن إبراهيم (عليه السلام) قد بقي في المغارة التي تركته امه فيها خمسة عشر شهراً وبعد أن عرف ربه وعاد إلى آزر الذي كان يصنع الأصنام إلى قومه ولم يبادرهم بأن ينكر عليهم دينهم بداية أي انهم لم يعرفوا أمره(667).
ثم يروي الصدوق: (فلم يزل إبراهيم (عليه السلام) في الغيبة مخفياً لشخصه كاتماً لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ذكره وأظهر الله قدرته فيه ثم غاب (عليه السلام) الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت من مصر فقال: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسَـى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾ (مريم: 48)(668) قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا * وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ (مريم: 49-50)(669)، ...لان إبراهيم قد دعا الله (عزَّ وجلَّ) أن يجعل له لسان صدق في الآخرين...)، وقيل إن لإبراهيم (عليه السلام) غيبة اخرى سار فيها وحده للاعتبار(670).
وعن معنى الآية الواردة في الرواية في قوله: ﴿وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ على حد قول الصدوق ان إبراهيم (عليه السلام) بعد أن دعا ربه أن يكون له لسان صدق في الآخرين استجاب له وجعل لإبراهيم ولإسحاق ويعقوب (عليهم السلام) لسان صدق في الآخرين وان لسان الصدق هذا في الآخرين هو علي بن ابي طالب (عليه السلام) وان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (بأن القائم هو الحادي عشر من ولده وأنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وانه تكون له غيبة وحيرة يضل أقوام ويهتدي آخرون...) وقال (عليه السلام): (أن الأرض لا تخلوا من قائم بحجة أما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته) ويقول المصنف انه ذكر هذا للاحتجاج على مذكره في قصة ابراهيم (عليه السلام)(671)، وقد ذكر معنى لسان الصدق الوارد في الآية في بعض التفاسير الشيعية بأن المقصود منه هو الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)(672).
وفي بيان للصدوق عن معنى لسان الصدق وما المقصود منه وضحه في كتاب آخر له وذلك ان ابراهيم (عليه السلام) حين دعى ربه كما ورد في قوله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (الشعراء: 83)، يعني بالصالحين الذين لا يحكمون الا بحكم الله (عزَّ وجلَّ) ولا يحكمون بالآراء والقياس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق وبيان ذلك في قوله: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ (الشعراء: 84)، فأجابه الله وجعل لإبراهيم ولغيره من الأنبياء لسان صدق في الآخرين وهو علي بن ابي طالب (عليه السلام) وذلك لقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ يشهد بالصدق لإبراهيم وللأنبياء (عليه السلام)(673).
ويمكن التعليق على موضوع الرواية الواردة في كتاب إكمال الدين فلعل قصد المصنف بطرحه هذا الموضوع بتلك الصيغة هو ان الأئمة (عليهم السلام) هم من ذرية ابراهيم (عليه السلام) وامتداداً له وهم من ذرية أبنائه الأنبياء إلى نبينا الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم خير من حكم بحكم الله وصدق بالأنبياء وشهدوا لهم وان الأئمة هم لسان الصدق في الآخرين من بعد الأنبياء (عليهم السلام) من أمير المؤمنين إلى الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام)، والدليل على ذلك هو حين طرح المصنف حديثين للإمام علي (عليه السلام) عن غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) يستشهد بهما فمن المحتمل انه يقصد ان امتداد لسان الصدق في الآخرين سيكون في الإمام الحجة الغائب (عجّل الله فرجه) الذي سيرث الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)لأن الأرض لا يمكن أن تخلوا من حجة.
وذكرت المصادر نفس قصة إبراهيم (عليه السلام) الواردة في كتاب إكمال الدين وكان عمره ست عشرة سنة لما أوقدت النار وأجمعوا على قذفه فيها حينها قالت الخلائق: (أي ربنا إبراهيم ليس في أرضك أحد يعبدك غيره يحرق بالنار فيك فأذن لنا في نصرته قال: فإن استغاث بشيء منكم فأغيثوه وأن لم يدع فأنا وليه) فحينها رفع رأسه إلى السماء ودعى الله فأرسل الله ملكاً يسمى ملك الظل قد حال بين إبراهيم (عليه السلام) وبين النار وقعد إلى جنبه ليؤنسه وكان بهيئة آدمي يشبه إبراهـيم (عليه السلام) ويقال أنه جبريل (عليه السلام)(674)، فهذه كانت معجزة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) أن نصره الله بأحد الملائكة ووقاه من النار.
أمّا عن غيباته وإخفائه عن قومه فكما أشار الصدوق يمكن أن نعتبر ان إخفاء ولادته وتستر امه عليه إلى أن كبر هي أولها حين حفظه الله عن أعين الظالمين، أما الثانية فكانت هجرته عن قومه لما أصابه من النمرود حينه أمر النمرود أن ينفى عن بلدهم وذهب إلى الشام ومعه ابن خالته لوط(675) (عليه السلام) حينها قال: ﴿وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (الصافات: 99)(676) وذهب إلى بيت المقدس خارجاً من أرض العراق أي أن أول هجرته إلى الشام ولم يبق فيها خوفاً من أن يلحقه قومه فيردونه إلى النمرود، ومن بعدها خرج إلى مصر حتي يقال أن توفي في الشام اي انه عاد إليها مرة أخرى ونزل في أرض فلسطين واتخذ بها مسجداً ويقال انه هاجر مرة اخرى وذهب إلى مكة بعد أن اوحى الله بالذهاب اليها وكان معه زوجته هاجر وابنه إسماعيل (عليه السلام) ولم يكن بها شيء في حينها وتركهما فيها وعاد إلى الشام وقد عاد إليهم بعد ان ماتت زوجته وكبر ابنه وتزوج وصار إبراهيم (عليه السلام) شيخاً كبيراً وكان قد زار إبراهيم خلال هذه المدة عدة مرات وآخرها أخبر ولده بأمر الله ببناء البيت حتى قيل انه كان تطوى له الأرض ليذهب إلى مكة ويرى ابنه وزوجته(677)، ويذكر أن إبراهيم (عليه السلام) عاش مائة وخمس وسبعين سنة(678).
والمصادر التي ذكرت هذه المعلومات تتفاوت في النقل وتتفق في المضمون إلا أن الصدوق أشار إلى أن إبراهيم (عليه السلام) قد غاب عن قومه بل هي كانت عدة هجرات وكان أولها إلى الشام ثم إلى مصر وذكر الصدوق انه ابتعد عن زوجته وابنه إلى الشام ولم يلتق بهم إلى مدة طويلة وغير معلوم كم هي بل كان يرجع إلى زوجته الاولى سارة في الشام لم يتطرق لها المصنف فكانت هذه كلها هجرات من بلد إلى آخر يلتقي بها بالناس وتراه وما كانت هذه هجراته إلا خوفاً من الظالمين وحفاظاً على الدين لعلمه بعدم القدرة للعيش مع الظالمين وهو موحداً لله ويمكن ان نسميها غيبة كونه غيَّب نفسه عن القوم الظالمين له المهددين لحياته ولم تذكر المصادر مجموع مدة هذه الهجرات أو غيبته عن قومه.
6 - غيبة النبي يوسف(679) (عليه السلام):
يذكر مصنف الكتاب: (أما غيبة يوسف (عليه السلام) فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يلمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف واخوته وأبيه وخالته كان منها ثلاثة أيام في الجب(680) وفي السجن بضع سنين وفي الملك باقي سنيه وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين وكان بينهما مسيرة تسعة أيام فاختلفت فيه الأحوال في غيبته من إجماع اخوته على قتله ثم إلقائهم إياه في غياهب الجب ثم بيعهم اياه بثمن بخس دراهم معدودة ثم بلواه بفتنة امرأة العزيز ثم السجن بضع سنين ثم صار اليه ملك مصر وجمع الله - تعالى ذكره - شمله وأراه تأويل رؤياه)(681).
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أن يعقوب (عليه السلام) قال لملك الموت أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ قال: بل متفرقة، قال: فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الأرواح؟ قال لا... فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب (عليه السلام) حال يعقوب (عليه السلام) في معرفته بيوسف وغيبته وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في أمره حال أهله وأقربائه الذين بلغ جهلهم بأمر يوسف وغيبته...)، حتى تمكن يوسف من إيصال الخبر إلى ابيه عن طريق أحد الأشخاص الراحلين إلى فلسطين بعد أن أتى لشراء الطعام من مصر بإشارة ما توضح خبره لأبيه(682).
وقيل أن أول ما أوحي ليوسف (عليه السلام) وهو في الجب قال تعالى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (يوسف: 15)، فبعد أن ضاق به الحال تطييباً لقلبه وأخبره الوحي بأن لا يحزن فأن الله سيفرج عنه ويرفع درجته(683) فكان مما أنعم الله على يوسف (عليه السلام) في غيبته قد أصبحت خزائن الأرض وسلمت اليه كلها بعد أن إستوثقه ملك مصر واستعمله على الملك في مصر وكان صاحب أمرها كله وجعل القضاء بيده وأصبح حكمه نافذاً وكان عمره حين استوزره ملك مصر ثلاثين سنة(684) قال تعالى: ﴿وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (يوسف: 56)، وفي معنى الآية أن ملكه الله في الدنيا يكون فيها حيث يشاء ويصنع ما يشاء وانتصب المقام ليوسف من السجن إلى الملك والعزة بأذن الله بعد أن كان مخفياً عن أعين الناس(685).
ويضع الطبرسي تعليقاً على انقطاع الأخبار بين يوسف وابيه (عليهما السلام) بالرغم من قرب المسافة بين مصر وفلسطين يقول: (العبرة في ذلك أنه حمل إلى مصر فبيع إلى العزيز فألزمه داره ثم لبث في السجن بضع سنين فانقطعت أخبار الناس عنه فلما تمكن احتال في إيصال خبره بأبيه على الوجه الذي أمكنه وكان لا يأمن لو بعث رسولاً اليه ألا يمكنه إخوته من الوصول إليه... ويجوز أن يكون ذلك ممكناً له وكان عليه قادراً لكن الله سبحانه أوحى اليه بأن يعدل عن اطلاعه على خبره تشديداً للمحنة عليه ولله أن يصعب التكليف أو يسهله)(686).
ورد في الأخبار عن قصة يوسف (عليه السلام) في عمره وهو في الجب عن الإمام علي بن الحسين قال: (كان ابن تسع سنين) وعن الصادق (عليه السلام) قال: (دخل يوسف صلوات الله عليه السجن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ومكث بعدها ثماني عشرة وبقي بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مائة وعشر سنين(687)، وانه غاب عن أبيه وأهله عشرين سنة حتى ذهبت عينا أبيه من الحزن حتى أرسل أخوته يبحثون عنه بعد أن علم أنه حي بعد هذه المدة(688)، حتى التقى به بعد أن ذهب له لأبيه إلى مصر واقام عند يوسف أربعاً وعشرين سنة وقيل سبعة عشرة ومات وعمره مائة وسبع وأربعون وعاش يوسف بعد أبيه ثلاثة وعشرين سنة(689).
وقيل إن سبب غيبته يوسف (عليه السلام) عن ابيه هو حسد اخوته له حينما رأوا اهتمام أبيهم به وتكريمه وإيثاره عليهم وذلك حينما أوحى الله ليعقوب بأن البلاء سينزل عليك عندما لم تطعموا سائلاً عابداً وقف على بابكم فخاف أبوه عليه إلى أن رأى يوسف الرؤيا وحذره أبوه أن يقصصها على أخوته وحينما قص عليهم رؤيته تآمروا عليه وحصل ما حصل له حتى كانت غيبته عن أبيه عشرين سنة أي أن سبب غيبته هو ابتلاء لأبيه(690).
وهناك اختلاف بين المصادر بهذه الأزمنة المذكورة من مصدر إلى آخر ومن غيبته إلى لقائه بأبيه حتى وفاته كانت ستين سنة أي انه عند لقائه بأبيه ومعرفة إخوته به كانت مدة أربعين سنة وكان قد غاب عنهم شخصه وعنوانه مدة عشرين سنة مع أناس لم يعرفوا خبره أنه نبي الله وابن نبي وهو لم يذع أمره أو يدل على مكان أهله قبل اللقاء بأبيه فعرفت بغيبة يوسف (عليه السلام) عن أبيه واخوته وعن الذين يعرفونه ببعد المكان وخفائه عنهم بحكمة الله وقدرته بالرغم من قرب المسافة بين البلدين فسمي هذا البعد على الارجح والذي كان يقصد منه مصنف الكتاب وفي المصادر الأخرى بالغيبة مع فقدان أبيه له وبحثه عنه ويمكن من قصد المصنف وكما في الروايات التشبيه بالغيبة للإمام القائم (عجّل الله فرجه) لعله يكون بالقرب منا ولا نعرف بغض النظر عن طول الزمان لغيبته وقد يكون بيننا ولا نعرف من هو بين الناس ومن ثم سيظهره الله ويمكن له كما مكن ليوسف (عليه السلام) وأكثر من ذلك وكما غيب الله يوسف بسبب حسد اخوته وصاروا يكيدون له كذلك غيب الله حجته (عجّل الله فرجه) مخافة القتل وكما سيتضح من خلال الروايات في مباحث لاحقة.
7 - غيبة النبي موسى(691) (عليه السلام):
يروى بسند الرواية عن الإمام زين العابدين عن آبائه (عجّل الله فرجه) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لما حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم يقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل اسمر طوال ونعته لهم بنعته فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة على بني اسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربع مائة سنة حتى بشروا بولادته ورأوا علامات ظهـوره واشتدت عليهـم البلوى... وطلب الفقيه(692)، الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فأستتر وراسلوه فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر... فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام) وكان حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه وأقبل اليهم... فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام اليه وأنكب على قدميه فقبلهما ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك فلما رأى شيعته ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكراً لله (عزَّ وجلَّ) لم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم ثم غاب بعد ذلك)، وأخرج المصنف رواية ثانية مختصرة بنفس المضمون عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وعن الباقر (عليه السلام) قال: (ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذاباً من بني إسرائيل كلهم يدعي أنه موسى بن عمران)(693)، وأخرج الراوندي نفس الرواية حتى الا أنه يذكر بانه خرج قبل موسى (عليه السلام) ثمانون كذاباً من بني اسرائيل كلهم يدعي انه موسى(694).
في هذا الخبر أن بني اسرائيل كانوا يتدارسون في خبر نبي يبعث من ذرية إبراهيم (عليه السلام) غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة مشهورة عند بني اسرائيل حتى أقدم ملك مصر على قتل أبنائهم ليضعف شوكتهم لما أصابهم منه وقتل من النفوس ما لا يحصى حتى شاء الله أن يحفظ خبره وولادته موسى (عليه السلام) وأخفى أثار حمل امه به وأن يولد وأن يتربى في دار فرعون بمشيئة الله حتى بعد أن أراد ان يذبحه فرعون ثم استوهبته امرأته فوهبه لها ورده إلى أمه وأصبحت هي مرضعته(695).
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 4) كان لا يولد لهم مولود إلا ذبح فلا يكبر الصغير وقذف الله الموت في مشايخ بني إسرائيل وأسرع فيهم وكلموا فرعون بالأمر بأنه وقع فيهم الموت وانه يأمر بذبح الصغار ولا يبلغ منهم أحد ويفنى الكبار حينها أمرهم أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة، حتى حملت ام موسى في السنة التي فيها الذبح وانجبته في السنة التي فيها الترك وخافت عليه عند وضعه فأوحى الله إليها قال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (القصص: 7)، حتى ألقته في اليم والتقطته الجواري وهو في التابوت وأدخلنه على آسية زوجة فرعون وكلمت فرعون في أمره وتركه لها ولم يقتله حتى بحثوا له عن مرضعه حتى شاء الله أن تكون امه هي مرضعته كما بشرها بذلك، قال تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً﴾ (القصص: 8)، فتربى في كنف فرعون حتى ترعرع وكبر بحمايتهم ودار ملكهم وحفظه الله من شرهم ومن القتل(696).
ثم يكمل الصدوق الرواية ويقول: (وخرج إلى مدينة مدين(697)، فأقام عند شعيب(698)، (عليه السلام) ما أقام فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الاولى وكانت نيفاً وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا اليه أنه لا صبر لنا على استتارك عنا فخرج إلى بعض الصحاري واستدعاهم وطيب نفوسهم وأعلمهم أن الله (عزَّ وجلَّ) أوحى اليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فقالوا بأجمعهم الحمد لله فأوحى الله (عزَّ وجلَّ) اليه قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله فقالوا كل نعمة فمن الله فأوحى الله اليه قل لهم قد جعلتها عشرين سنة فقالوا: لا يأتي بالخير الا الله فأوحى الله اليه قل لهم قد جعلتها عشراً فقالوا: لا يصرف السوء الا الله فأوحى الله اليه قل لهم لا تبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام) راكباً حماراً... حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟ فقال: موسى، قال ابن من؟ قال: ابن عمران، قال ابن من؟ قال ابن قاهث بن لاوي بن يعقوب، قال بماذا جئت؟ قال جئت بالرسالة من عند الله (عزَّ وجلَّ) فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم... وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة)(699)، وكذلك وردت مثل الرواية في مصادر اخرى(700)، وكان عمره من مولده إلى مبعثه في بني إسرائيل حتى خروجه من مصر ثمانين سنة(701).
أما سبب خروجه من مصر فكان لنصرته رجل من بني اسرائيل على رجل آخر فرعوني مشرك بالله فيقال انه ضربه بعصى كانت معه فمات من حينها فخاف موسى مما يحصل له خوفاً من فرعون ومن معرفته انه من بني اسرائيل لنصرته رجلاً منهم وصار يتجول في المدينة وهو خائف يترقب ثم خرج من مصر بعد ان افشى احد الفرعونيين خبره إلى فرعون بما قام به من قتل هذا الرجل فاستقر به المقام بمدينة مدين(702)، ومن المعاجز التي أعطاها الله لموسى العصى التي تحولت لأفعى والتهمت أفاعي السحرة وأعطاه الألواح التي فيها الحلال والحرام والمواعظ وكان مبلغ عمره كله مائة وعشرين سنة(703).
وغاب موسى (عليه السلام) عن امه حتى صارت مرضعته ثلاثة أيام(704)، وفي بيت فرعون مصر وكبر وبلغ مبلغ الرجال(705)، وغاب موسى (عليه السلام) عن قومه مدة أربعين ليلة حينما أوحى الله إليه انه سوف ينزل عليه التوراة التي فيها الأحكام التي يحتاجونها وأخبرهم بأنه ذاهب إلى ميقات ربه وانه عائد إليهم بعد الأربعين يوماً واستخلف عليهم أخاه هارون حتى أن قومه قد غضبوا من انه لن يعود حتى أرادوا قتل هارون واتخذوا عجلاً لعبادته بعد ان ضاقت صدورهم من عدم عودته إلى عاد إليهم واخبرهم ان الله كلمه وناجاه ولم يؤمنوا به واستكبروا وطلبوا رؤية الله(706)، قال تعالى: ﴿وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْـرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (الأعراف: 142).
وقد أورد المصنف قصة موسى (عليه السلام) وكيف أن الله أخفى ولادته وكيف حفظه من القتل حتى كاد الرجال يعتزلون النساء بسبب ما فعله فرعون اذ أمر بقتل الغلمان واستحياء النساء فقال لهم عمران ابو موسى (عليه السلام): (بل باشروهن فإن أمر الله واقع ولو كره المشركون) فحفظه الله من مكر فرعون في حمل امه وولادته وكيف نقله في اليم بعد أن وضع في التابوت ونقلته المياه وتربى في بيت فرعون وعادت امه وأصبحت مرضعته حتى اشتد أمره وأرسله الله (عزَّ وجلَّ) إلى فرعون وقومه بآيتين بيده وبالعصا وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... فأن موسى بن عمران (عليه السلام) خرج ليقتبس لأهله ناراً فرجع إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى (عليه السلام) في ليلة)(707)، ومثل تلك الأخبار تتفق مع ما ورد في مصادر أخرى ذكر فيها أن مبلغ غيبته نبي الله موسى (عليه السلام) عن قومه ثمان وعشرين سنة)(708).
8 - وقوع الغيبة بالأوصياء والحجج بعد موسى (عليه السلام) إلى أيام عيسى (عليه السلام):
في هذه الفقرة نتطرق إلى من ذكرهم المصنف مجموعين، يذكر ان من قام بالأمر بعد موسى (عليه السلام) يوشع بن نون(709) (عليه السلام) صابراً على الطواغيت والضراء والجهد والبلاء حتى قاتل المنافقين من قوم موسى من الذين خرجوا عليه ومن بعد يوشع كان هناك أحد عشر من الأئمة مستترين(710) مدة أربعمائة سنة وكان قوم كل واحد منهم يختلفون إليه في وقته ويأخذون عنه معالم دينهم حتى انتهى الأمر إلى آخرهم فغاب عنهم ثم ظهر لهم فبشرهم بداوود(711) (عليه السلام)(712)، وأقام يوشع بن نون في بني اسرائيل بعد موسى سبعاً وعشرين سنة(713).
أمّا خبر داوود (عليه السلام) وغيبته انه كان أبوه شيخاً وله أربعة أخوة ولا يعلمون أنه النبي المنتظر الذي يطهر الأرض من جالوت(714) وجنوده وكانت الشيعة يعلمون انه قد ولد وبلغ أشده وكانوا يرونه ويشاهدونه ولا يعلمون أنه هو حتى دارت الحرب مع جالوت وكان داوود قد تخلف عنها إلى ان مكنه الله من قتل جالوت بعد أن ضربه بحجر واجتمعت إليه الناس وملكته وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد وامر الجبال والطير ان تسبح معه وأعطاه صوتاً لم يسمع بمثله حسناً وقوة العباد وأقام نبياً في بني اسرائيل(715)، توفي داوود (عليه السلام) وله من العمر مائة سنة ومد ملكه أربعين سنة(716) قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ (سبأ: 10)(717)، ولم تكن له غيبة بالمعنى المعروف ومن خلال سياق الرواية وما ذكرته المصادر عن قصة داوود (عليه السلام) انه غيب عنهم فضله وكرامته وهو بينهم إلى حين حاجة المجتمع إليه في ردع الطواغيت وما أعطاه الله لآن له الحديد وسير معه الجبال والطير وهذا ما مضمونه من غيبته وبعثه الله بالنبوة وأعطاه معها الملك على بني اسرائيل.
ويروي الصدوق أن نبي الله داوود (عليه السلام) عندما أستخلف بعده سليمان(718) (عليه السلام) بأمر من الله اعترض عليه بنو إسرائيل بأنه يستخلف عليهم من هو حدث السن وفيهم من هو أكبر منه فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم: (قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر من بعدي، فقالوا: رضينا) ثم كتب كل واحد منهم اسمه على عصاه وكذلك سليمان (عليه السلام) اتى بعصاه وكتب عليها اسمه ثم أدخلت بيتاً وأغلق الباب وحرسته رؤوس بني اسرائيل فلما أصبح أقبل داود (عليه السلام) وفتح الباب فأخرج عصيهم وقد أورقت وعصا سليمان قد أثمرت فسلموا بذلك لداوود (عليه السلام) فسار به في بني إسرائيل فقال: (هذا خليفتي فيكم من بعدي ثم أخفى سليمان بعد ذلك أمره وتزوج بامرأة واستتر من شيعته ما شاء الله أن يستتر)(719).
والرواية السابقة وردت عند بعض المصنفين(720)، وذكر في الأخبار ان لداوود ولداً آخر غير سليمان لما كبر داوود وصار يدعو لنفسه ويقول للقوم أنا أقوم مقامه عند ذلك أوصى داوود بسليمان (عليهما السلام)(721)، ولم يذكر الصدوق ولا غيره من المؤرخين عن غيبة سليمان شيء أو عن مدتها أو اي تفاصيل عنها فقط انه غاب ومن المرجح أنه أخفى أمره حتى قربت وفاة داوود (عليه السلام) فأوصى له.
قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيـُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ (النمل: 16)(722)، يذكر أنه أتاه الملك والنبوة وهو ابن ثلاث عشرة سنة وسخر له الله كل شيء واتاه ملك لم يؤته غيره فسخر له الجن والانس والريح والطير وغير ذلك وكان كثير الغزو ويعلم أي شيء يدور حوله فقد كانت الريح تحمل له أخبار اي حديث يدور وقد جعل الله ملكه في خاتمه(723) وقيل ان مدة ملك سليمان حتى وفاته ثلاث وخمسون سنة ملكه فيها أربعون سنة(724).
ويروى أن سليمان (عليه السلام) بعد أن خرج لشيعته واستبشروا به وفرج الله عنهم من حيرة غيبته إلى أن حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا(725)، بأمر الله فلم يزل بينهم تختلف اليه شيعته ويأخذون من معالم دينهم ثم غيبه الله تعالى غيبة طال أمدها ثم ظهـر لهم وبقي مع قومه ما شاء الله ثم ودعهم حتى اقالوا له: (أين الملتقى؟ قال: على الصراط وغاب عنهم)(726)، وأخرج الراوندي الرواية كما وردت في إكمال الدين(727).
ولم يتحدث أحد عن غيبة آصف غير الصدوق ولا يوجد عنها حتى إشارة، فقط تذكره المصادر انه كان مع النبي سليمان (عليه السلام) وما حصل معهم من أحداث مذكورة في القصة التي أحلناها إلى المصادر ولا يوجد أي خبر يشير إلى غيبته الا انه أشار إلى امته من الأنس والجن أنه الحجة من بعده وانه أودعه علمه بأمر الله حتى لا يختلف فيه أحد في امامته ودلالته كما فهم سليمان (عليه السلام) في حياة داود (عليه السلام) لتعرف إمامته ونبوءته بعده لتأكيد الحجة على الخلق(728).
وبعد أن غاب آصف عنهم اشتدت بهم البلوى من بعده بغيبة آصف وتسلط عليهم من ظلمهم وهو بختنصر(729) يقتل من يظفر به منهم وسبي ذراريهم ويسر منهم حتى وقع بيده جماعة منهم فيهم الحجة دانيال(730) (عليه السلام) وبقي في الأسر تسعين سنة حتى عرف فضله وعلم بختنصر ما يرجو بنو اسرائيل من الفرج على يديه وينظرون خروجه حتى قام بوضعه بجب عظيم مع أسد ليأكله فلم يقربه وكان الله يأتيه بطعامه وشرابه على يد نبي من أنبيائه حتى طال الأمد واشتدت البلوى حتى شك أكثر المنتظرين له حتى رأى بختنصر في الرؤيا أن الملائكة تنزل على دانيال في الجب يبشرونه بالفرج حينها ندم بختنصر ما فعل بدانيال فأمر بإخراجه من الجب واعتذر له وفوض له امور المملكة والقضاء بين الناس حتى اجتمع اليه بنو إسرائيل ولم يلبث قليلاً حتى مات(731)، والإشارة في غيبة دانيال (عليه السلام) هنا أيضاً بأنه كان في الجب ولا يعرفه قدره وفضله حتى بين الله فضله وكرامته برؤيا التي رآها الملك بختنصر وجعلها الله سبباً ليظهره لهم.
وقبل أن يموت دانيال (عليه السلام) أفضى بالأمر من بعده إلى عزير(732) (عليه السلام) فكانوا يجتمعون إليه حتى غيبه الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه ثم غابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل(733) قال تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِـزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 59)، اختزلت هذه الآية قصة عزير (عليه السلام) يذكر انه خرج من قريته على حمار له بعد أن غزا بخت نصر بيت المقدس وخربه وحرق التوراة ولم يتبق منه إلا ما حفظ عُزير، وكان خروجه إلى ضيعة له يتفقدها وقد أصابه الحر فانتهى إلى خربة ودخل الخربة هو وحماره استظل واخرج طعامه ثم استلقى على قفاه وتفكر في تلك الخربة وكيف أصبحت خاوية وتلك العظام البالية وكيف يحيي الله الموتى وقد قالها تعجباً فأرسل الله ملك الموت فقبض روحه ومات حماره إلى جنبه وكانت مدة موته مائة عام حتى استبطأه أهله واهل قريته عودته فخرجوا يبحثون عنه فلم يعثروا عليه حتى أنه بحثوا في المكان الذي رقد فيه فغيبه الله عنهم ويأس الناس من عودته ونسوا أمره حتى أهله ثم أحياه الله وعاد لقريته بعد مائة عام وهو بعمر الاربعين بعد أن أماته وهو بعمر الأربعين فأعاده شاباً ولم يصدقوه بعد ان تغير كل شيء في قريته حتى اختبروا بأنه يعرف مكان التوراة فأخرجه لهم وكانت أوراقه قد تلفت قام بكتابته لهم لأنه كان يحفظه فصار للناس آية ومعجزة حتى توفاه الله(734).
وبعد أن غيب الله عزيراً (عليه السلام) واشتدت البلوى ببني اسرائيل حتى ولد نبي الله يحيى(735) (عليه السلام) وترعرع وظهر وهو ابن سبع سنين فقام خطيباً فيهم: (فحمد الله واثنى عليه وذكرهم بأيام الله وأخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل وأن العاقبة للمتقين ووعدهم الفرج بقيام المسيح(736) (عليه السلام) بعد نيف وعشرين سنة)(737)، قال تعالى: ﴿يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (مريم: 12)، أن هذا الغلام المبشر به ان الله علمه الكتاب وهو التوراة وأوصاه بأن يتعلمه بحرص واجتهاد وهو صغير حدث السن حتى كان يقول: (والله ما للعب خلقنا، وإنما للجدّ لأمر عظيم)(738).
(لما ولد المسيح (عليه السلام) أخفى الله ولادته وغيب شخصه لان مريم (عليه السلام) لما حملته انتدبت به مكاناً قصياً ثم أن زكريا وخالتها أقبلا يقصان أثرها حتى وجداها وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا، فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها فلما ظهرت اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل وأكب الجبابرة والطواغيت عليهم...)(739)، حتى أعطاه الله من الكرامات وبعثه بالرسالة وتكلم في المهد وانه يحيي الموتى ويشافي المرضى ويمشي على الماء ويخلق من الطين كهيئة الطير وغيرها من الكرامات كلها بأذن الله(740)، حتى ان الله (عزَّ وجلَّ) رفعه اليه بعد أن أراد بني اسرائيل قتله فرفعه جبرائيل (عليه السلام) حتى شبه لهم انهم قتلوه وقيل انه رفع في ليلية القدر وقيل ليلة الثاني أو الثالث والعشرين من شهر رمضان وله من العمر ثلاث وثلاثين سنة أو أربعين سنة وقد اتفقت أغلب المصادر التي اعتمدنا عليها حول هذا الموضوع مع اختلافات بسيطة متفقة جميعها بقضي انه رفع إلى السماء ووضحت ما هو سبب التشبيه لهم وكيف رفعه الله(741).
قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَـى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ (النساء: 157)، وقال تعالى: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ (النساء: 158)، حتى قال بعض النصارى هنا نحن قتلناه وقال اليهود نحن قتلناه بل رفعه الله إليه بل وضع الله شبه له فقتلوه ورفعه الله وهو ابن أربع وثلاثين سنة(742)، يروى عن رفع عيسى (عليه السلام) حيث ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾ (النساء: 159) أنها في عيسى (عليه السلام) بأن الله رفعه اليه بعد أن شبه لهم أنهم قتلوه وهو في السماء وأنه منزله قبل يوم القيامة ويؤمن به البر والفجر وخاصة منهم اليهود وقيل حتى يؤمنوا بالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وثم يأتي الله بعيسى (عليه السلام) شاهداً عليهم يوم القيامة لأفعالهم التي شاهدها منهم(743).
وهذا ما ذكر باختصار عن الأنبياء (عليهم السلام) وقصص غيابهم كشواهد مقدمة لأمر الغيبة فقد عرفت من قبل وهي ليست بالأمر الغريب ووقعت في أنبياء تلك الأقوام واغلبها كان بسبب المخاطر التي أحاطت بهؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) والتهديد المحدق بهم من قبل المتسلطين والطغاة على مختلف الأزمنة حتى أن أصحاب السلطة كان لهم معرفة بأنه سيأتي من يقضي على طغيانهم وكفرهم وأقدموا على قتل الأطفال من شدة خوفهم على ملكهم حتى حفظ الله أوليائه من هؤلاء كما حصل في قصة إبراهيم وموسى (عليه السلام) ومنها قصص الغيبة عن أعين الناس لفترات طويلة بطريق إعجازي كما هو حال العزير (عليه السلام) ومنهم من رفعه الله إليه كما قيل في ادريس وعيسى (عليهما السلام) وحال باقي الأنبياء، وهكذا حال إمامنا ولعل هذا ما أراده المصنف من تقريب فكرة إخفاء الولادة والغيبة لإمامنا (عجّل الله فرجه) كما هو حال الأنبياء (عليهم السلام) من الخطر المحدق بالقائم من آل محمد من قبل ان يولد وفي ولادته إلى زمان غيبته حتى يأذن الله في ظهوره ما هو إلا بسبب الأخطار المحيطة به والتهديد بالقتل من قبل السلطات ان عرف أو القي القبض عليه حتى لم يحترز في حفظ نفسه إلّا بغيبته عن أعين الناس بأمر الله وهذا ما بشر به آباؤه (عليهم السلام) وبينوا أسباب غيبته كما سيتضح ذلك في مباحث هذه الأطروحة اللاحقة.
المبحث الثاني: غيبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والبشارات بنبوته:
الواضح في قصص الأنبياء جميعها هو وجود ثقافة الانتظار والغيبة في الأمم السالفة جيلاً بعد جيل عند اشتداد الشدة وكثرة الظلم وغيبة المخلص عنهم فهي ليست بأمر جديد أو مستحيل تطبيقه فيكونون على أمل انتظار من يفرج عنهم مما أصابهم بعد البشارة به ممن سبقه حتى بعدة قرون وكان الأنبياء (عليهم السلام) لا تنقضي نبوة أحدهم حتى يبشر بالذي بعده أو يعرف حجة الله من قبل احد العلماء أو الأوصياء حتى لا تنقطع حجة الله على الناس وما بشر به جميع الأنبياء وآخرها النبي عيسى (عليه السلام) بنبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان هناك من الصالحين من ينتظر قدوم هذا النبي أو المنقذ وكان بعضهم من المعمرين أشار إليهم الصدوق وقد لقي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من المعاناة والأذى أشد مما لقيه الأنبياء السابقون له ومر ببعض ما مروا به من مواقف قبل بعثته وبعدها وقبل التطرق لهذه البشارات هناك سؤال يطرح نفسه هل كان لنبينا غيبات تشبه غيبات الأنبياء سنحاول الإجابة عنها باختصار؟
أولاً - ما قيل في غيبة النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
لما كان الفراغ الذي يحصل ما بين نبي وآخر يطلق عليه غيبة كما هو في منهج الروايات الواردة في الكتاب لما يحل بالأنبياء من الأذى أو الخطر ان يبتعدوا عن قومهم قبل بعثتهم لرؤيتهم الإشراك بالله أو حتى بعد بعثتهم لما يصيبهم من القوم وجب على المصنف التطرق إلى ما حصل مع النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلا أنه أحجم عن ذكرها سنشير إليها لغرض التوضيح والتشابه ما بين الأنبياء لكنه فقط يذكر روايات عن الفراغ الحاصل بعد عيسى (عليه السلام) يقول: (لما مضى شمعون غابت الحجج بعده واشتد الطلب وعظمت البلوى ودرس الدين وضيعت الحقوق... فكانت الغيبة مائتين وخمسين سنة) ثم ينقل حديثاً للإمام الصادق (عليه السلام) محدثاً أحد أصحابه قال: (كان بين عيسى وبين محمد خمسمائة عام منها مائتان وخمسون عاماً ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت فما كانوا، قال: كانوا متمسكين بدين عيسى (عليه السلام)، قلت فما كانوا قال: كانوا مؤمنين، ثم قال: ولا يكون الأرض إلا وفيها عالم)(744)، وذكرت بعض المصادر التاريخية أن المدة هذه كانت خمسمائة وثمانين سنة وأشهر(745)، وانفرد الصدوق بهذه الرواية من المتقدمين ونقلها المجلسي عنه(746).
هذه المدة يوجد فيها اختلاف كما يتضح في المصادر المذكورة اعلاه ولم تحددها بالدقة وكما أن المدة التي حددها الإمام الصادق (عليه السلام) (مائتان وخمسون عاماً ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر) اي كان هناك حجة لله في أرضه لكنه غير معروف أو ليس مشهوراً وبصورة عامة غائب وكان أتباع المسيح مؤمنين لعل القصد أتباعه الحقيقيون مؤمنون بتعاليم عيسى وما قال وملتزمون بها وأقرب دليل على حديث الإمام الصادق (عليه السلام) بأنهم مؤمنون قوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (المائدة: 82)، قيل أنها نزلت في قوم من النصارى كانوا متمسكين بدين عيسى لم ينحرفوا عنه فآمنوا بالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقيل إنها في جميع النصارى كونهم ألين عداوة من اليهود على الإسلام(747).
ويروي الصدوق رواية يرفعها بسنده عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (ما أجاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحداً قبل علي بن أبي طالب وخديجة ولقد مكث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمكة ثلاث سنين متخفياً خائفاً يترقب ويخاف قومه والناس) ثم يقول مصنف الكتاب: (والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه)(748) وعن الصادق (عليه السلام): (كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في غيبته لم يعلم بها أحدٌ)، وقال (عليه السلام): (اكتتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمكة مختفياً خائفاً خمس سنين ليس يظهر أمره وعلي (عليه السلام) معه وخديجة ثم أمره الله (عزَّ وجلَّ) أن يصدع بما أمره فظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأظهر أمره) وفي خبر متخفياً ثلاث سنين(749)، والمشهور تاريخياً بأن أول من آمن به واسلم هو الإمام علي وخديجة (عليهما السلام) حتى ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (صليت مع رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] قبل الناس بسبع سنين) واسلم وعمره إحدى عشرة سنة(750) ومثل تلك الأخبار الواردة عند الصدوق أوردها غيره من المصنفين(751)، وسنأخذ في هذا المبحث موضع الحاجة منها لغرض توضيح الموضوع بما قيل في غيبة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وبعث (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرسالة لما أتم الأربعين من عمره الشريف(752)، وكان ثلاث سنين يدعو سراً لتوحيد الله هو في مكة(753)، وكان قبل بعثته يتعبد في غار بعيداً عن قومه، وبعد بعثته جهر بالرسالة فمكر له قومه وارادوا قتله مجتمعين على ذلك وخرج من بين المجتمعين من قريش من دون أن يشعروا به وأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) المبيت في فراشه ودخل في الغار ولحقوا به ولم يتمكنوا من العثور عليه داخل الغار وفوق هذا كله وأهمها حادث الإسراء وما أعطى من دلائل على رحلة الإسراء والقصص التي شاهدها وبعد المسافة بين المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي تطول لعدة أيام وأخبرهم بالقافلة القادمة نحو مكة(754)، ويشير احد الباحثين بتعليق له حول حادثة اختفاء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جسدياً أمام أعين كفار قريش وخروجه من بينهم دون شعورهم يقول: (ان ثبوت هذه الحادثة يكفي تماماً للجواب على من يقول باستحالة الغياب الحسي والاختفاء أمام الحواس.. فقد اختفى أمام مردة قريش وفتيانهم الذين أرادوا قتله... وان الوقوع يدل على الإمكان)(755)، وهذه الأمور كلها تعطي صوراً من التشابه بين حياته المباركة وحياة من سبقه من الأنبياء من قبله من أحداث حتى دفع الله عنه مكر المشركين وأخفاه حتى ولو لفترات قصيرة واعمي بصرهم وبصيرتهم عنه فيمكن أن يطلق عليها غيبات عن قومه مع قصر مدتها ووضوح معجزاته فيها وهذه الحوادث من المسلمات تاريخياً ومعروفة في جميع المصادر التي تتحدث عن السيرة وكتب التاريخ العام.
ثانياً - البشارات بنبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
ليس نحن بصدد ما بشر به الأنبياء لكن نتطرق إلى ما ذكره الصدوق من البشارة التي كانت من عيسى (عليه السلام) باعتباره آخر الأنبياء قبل نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن بعدها البشارات التي جاءت من بعض الموحدين والرهبان وأحبار اليهود والملوك والمعمرين الذين ذكرهم المصنف في كتابه:
1 - بشارة النبي عيسى (عليه السلام):
ينقل الصدوق رواية ذكرت في الإنجيل ولعلها منقولة من نسخ للإنجيل لم تعد موجودة الآن مفادها أن الله أوحى إلى عيسى (عليه السلام) حينما أراد رفعه واخبره عن مواصفات وعلامات وشمائل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويأمره أن يبلغ قومه الإيمان به ملمحاً فيه عن الزهراء والحسنين (عليهم السلام) اذ يقول: (نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا امك لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن ودينه الإسلام وانا السلام فطوبى لمن أدرك زمانه وشهد ايامه وسمع كلامه... يا عيسى أرفعك الي ثم اهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم انهم أمة مرحومة)(756).
وأخرج الراوندي نفس الحديث في قصصه بطريقين مختلفين للحديث(757) وذكر نفس الخبر عند الطبرسي(758)، والدليل على صدق نقل الحديث هذا في نسخ للإنجيل لعلها لم تعد موجودة هو صدق القول في الكتاب العزيز، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ (الأعراف: 157)(759)، لما انتهت النبوة في بني اسرائيل إلى عيسى (عليه السلام) قام فيهم خطيباً فأخبرهم أن النبوة انقطعت عنهم وأنها بعده في النبي العربي خاتم الأنبياء وهو أحمد وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من سلالة إسماعيل وإبراهيم (عليهم السلام)(760)، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قالَ عِيسَـى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّـراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ (الصف: 6)(761)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم (عليها السلام)... ويوشك أن ينزله فيكم ابن مريم عدلاً حكماً وانه نازل على امتي... ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ويهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الكذاب الدجال...)(762)، وأخرج الراوندي فصلاً كاملاً في كتابه عن البشارات بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الواردة في كتب الأمم السابقة(763).
2 - بشارة سلمان المحمدي (رضي الله عنه):
واسمه روزبه بن خشبوزان من أهل شيراز منتظراً لبعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منذ زمن يسبق ولادته وبعثته بكثير وكان أهله من عباد الشمس ولم يكن سلمان يسجد للشمس أبداً حيث يصف قصته هو وحبه وإيمانه بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل ان يراه أو يسمعه حينما كان يسير مع والده عندما ذهبوا للاحتفال بأحد أعيادهم سمع رجلاً في دير نصراني يقول اشهد ان لا اله الا الله وأن عيسى روح الله وأن محمد حبيب الله فيقول سلمان حينها: (فرسخ وصف محمد في لحمي ودمي) ثم يروي ان كتاباً كان معلق في سقف منزلهم لم يكن موجوداً قبل خروجهم للاحتفال أراد ان يطلع عليه فمنعته امه حتى تمكن من الاطلاع عليه دون علم والديه ليلاً واذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهداً من الله إلى آدم خالق من صلبه نبياً يقال له محمد يأمركم بمكارم الأخلاق وينهى عبادة الأوثان، يا روزبه ائت وصيي عيسى وآمن واترك المجوسية) ثم علم والداه بهذا واطلاعه على الكتاب حتى قاما بحبسه في بئر عميقة حتى دعا الله أن يفرج عنه يقول فأتاني آت واخرجني واتى بي إلى صومعة(764) فقلت اشهد ان لا اله الا الله وان عيسى روح الله وان محمد حبيب الله فأشرف عليه الديراني وسأله هل أنت روزبه فقلت نعم يقول فأصعدني عنده وخدمته حولين كاملين حتى قاربت وفاته وأعطاني لوحاً وأوصاني أن أذهب إلى راهب في إنطاكية(765)، واسلم عليه وأعطيه اللوح(766)، لم يذكر خبر الكتاب المعلق في السقف وما حل به ولم يتطرق إلى ما موجود في اللوح الذي أعطاه له الراهب.
بعدها يذهب إلى أنطاكية بعد موت الراهب واتى إلى صومعة وانشأ يقول اشهد ان لا اله إلا الله وان عيسى روح الله وان محمداً حبيب الله فعرفه الديراني وقعد عنده ودفع إليه اللوح وخدمه حولين حتى وفاته وأوصاه ان يذهب إلى راهب في الإسكندرية ومعه اللوح وذهب إليه وذهب إلى الإسكندرية واتى على صومعة وفعل نفس ما فعل سابقاً وبقي مع الراهب هذا حولين أيضاً حتى قربت وفاته فقال له سلمان: (على من خلفتني فقال لا أعرف أحد يقول بمقالتي في هذه الدنيا وأن محمداً بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته فإذا اتيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه اللوح فلما توفي غسلته وكفنته(767)، ودفنته وأخذت اللوح وخرجت...)(768).
بعد ان خرج صحب قوماً وكان في خدمتهم حتى آذوه ثم استعبدوه وباعوه إلى رجل يهودي وعرف بقصته فكرهه ثم باعه إلى امرأة حتى بقي عندها مدة من الزمان ثم يقول وإذ بيوم من الأيام قد اقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومعهم جماعة فقدم إليهم التمر فرأى من العلامات ما تدل على انه هو النبي المشهود وذلك بعد أن رفض النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان يأكل من التمر حتى اخبره سلمان بأنه هدية وليس صدقة ثم قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا روزبه تطلب خاتم النبوة فقلت نعم فكشف عن كتفه فإذا بخاتم النبوة معجوم(769) بين كتفيه عليه شعرات) ثم اشترى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سلمان من هذه المرأة مقابل أربعمائة نخلة في الموضع الذي هم فيه فأعتقه رسول الله وسماه سلمان وكان سلمان وصي وصي عيسى وهو آبي أخذ منه الوصية(770)، وفي رواية أن سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى (عليه السلام)(771).
وقد ذكر بعض المصنفين قصة إسلام سلمان (رضي الله عنه) وكيف كانت معرفته برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل ان يلقاه مع بعض الاختلافات في النقل وفي مضمون قصة إسلامه ينقلون القصة التي ينقلها الصدوق مع غيرها من الأخبار تشير إلى إسلامه توضح طلبه في البحث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلّا انهم يذكرون انه من أصفهان ويذكرون انه لقي بعض الحواريين دون تسميتهم أو الرهبان وتعلم منهم ولم تذكر المصادر مدة صحبته للرهبان مع اختلاف في المدن التي ذهب إليها للقاء الرهبان وجمعيهم ينقل انه التقى بعيسى أو التقى بآخر أوصياء عيسى (عليه السلام) في الشام وبشره ببعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأعلمه بأوصافه(772)، وينقل الصفدي هذه القصة دون تفاصيلها ويذكر معها إخبار الراهب له بخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومبعثه(773).
وفي رواية ينقلها الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كان سلمان الفارسي (رحمه الله) قد أتى غير واحد من العلماء وكان آخر من أتى آبي فمكث عنده ما شاء الله فلما ظهر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: آبي: يا سلمان ان صاحبك الذي تطلبه بمكة قد ظهر فتوجه إليه سلمان رحمة الله عليه)(774)، وعنه (عليه السلام) قال: (كان آخر أوصياء عيسى (عليه السلام) رجل يقال له آبي، ويقال بالط)(775)، ويروي ابن الجوزي أن سلمان (رضي الله عنه) أدرك وصي عيسى (عليه السلام) وعاش مئتين وخمسين سنة(776)، ويذكر الصدوق أن انه لم يزل ينقل من عالم إلى عالم منتظراً لقيام سيد الأولين والآخرين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أربعمائة سنة(777).
وروي الطبرسي أن هذه المدة في تنقلات سلمان وانتظاره هي أربعمائة سنة(778) وقيل إن سلمان (رضي الله عنه) لقي عيسى بن مريم (عليه السلام) وبقي إلى زمان نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخبره مشهور(779)، قيل انه توفي سنة أربع أو خمس وثلاثين وقيل ست وثلاثين وقيل سبع وثلاثين هجرية وله من العمر مائتين وخمسين سنة وقد أدرك وصي عيسى(780)، ويروي ابن الجوزي أن سلمان (رضي الله عنه) أدرك وصي عيسى (عليه السلام) وعاش مئتين وخمسين سنة(781).
وينقل ابن عساكر والذهبي انه أدرك وصي عيسى (عليه السلام) وتوفي سنة ست أو سبع وثلاثين عاش ثلاثمائة وخمسين أو مئتين وخمسين وهذا غير مشكوك فيه بحسب قول المؤرخين(782)، وهناك اختلاف في مبلغ عمره وسنة وفاته ومن خلال الروايات ان آخر الرهبان الذين التقى بهم سلمان (رضي الله عنه) لم يكن وصياً بل عالماً حامل للوصية إلا أن المصادر التي ذكرت قصته لم تشر إلى اسم الراهب(783)، وذكره الصدوق باسمه ولم نجد ما يتفق مع الرواية أنه آبي حتى لم نجد ما يشير إلى أن آخر أوصيا هو آبي وقد أشار إليهم المسعودي ولم يذكر بينها هذا الاسم(784).
يشير أحد المؤرخين عن هذه الأخبار ثم يعلق على ووصايا الرهبان لسلمان (رضي الله عنه) بما مضمونه حين تنقل بينهم من واحد إلى واحد حتى وصل إلى راهب الإسكندرية والذي قال له إن محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حانت ولادته وبهذا دليل ان الله لم يترك الأرض بغير حجة يهتدى به إلى زمن ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان آخر الرهبان الذي التقى به بالإسكندرية وأوصى إلى
سلمان وإدراكه زمن الإسلام له علم بهذا الأمر وشهد للنبي بالنبوة وتوفي(785).
للوقوف على خبر سلمان (رضي الله عنه) ان الوصاية مستمرة ولا يوجد زمان الا وفيه حجة على الناس بما ورد من الأخبار السابقة من قصص الأنبياء أو عن طريق اناس صالحين وأوصياء لهم حتى بعث نبينا الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومستمرة إلى يوم القيامة والا لساخت بأهلها على حد قول الأخبار الواردة كما ذكرناها في موضوع إمامة الأئمة (عليهم السلام)، مع اختلاف نقل أخبار إسلام سلمان بين المصادر تتفق الروايات بالمضمون العام للقصة كما هي عند الصدوق من بحثه عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المبشر به وصحبته للرهبان وطول العمر واللوح وعلامات النبوة وتنقله بين المدن ولقائه بأحد الأوصياء أو آخرهم واسترقاقه وبيعه حتى أسلم وعتق كلها تتفق في المعنى العام للروايات.
3 - بشارة قس بن ساعده الأيادي:
وهو قس بن ساعده بن حذافة بن زهر بن نزار أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية له من العمر ستمائة سنة وكان يعرف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باسمه ونسبه ويبشر الناس بخروجه إلا أن قساً توفي قبل البعثة المباركة وكان عارفاً حكيماً عالماً شاعراً يعظ الناس ويحدثهم في كل مكان ويستعمل التقية ويأمر بها في خلال ما يعظ به الناس ولا يفشي بخبره الا لخاصته وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يترحم عليه وكان يسأل من يقدم عليه من أياد ما يعرفون من حكمه ويصغي ويسمعها ويقول فيه: (يحشر يوم القيامة أمة وحده)(786)، وصفته المصادر بما ذكر عند الصدوق وقيل انه عمر سبعمائة سنة وقيل ثلاثمائة وثمانين لكن الأشهر بينها هو ستمائة سنة مع اختلاف بسيط في بعض الأسماء في سلسل نسبه وكلها تقول انه من أياد بن نزار وقيل انه أدرك زمان الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل النبوة حتى أنه سمع من قس بعض أقواله وقيل انه أول من قال أما بعد(787).
4 - خبر الملك تبع: (788)
من الذين عرفوا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانتظر خروجه وعرف خروجه في مكة وهجرته إلى يثرب وقال فيه شعراً حتى أخذ قوماً من اليمن وأنزلهم مع اليهود وأوصاهم بنصرته إذا خرج حتى انه قال: (اما أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه) فقيل إن تبع كان مسلماً(789).
أمّا قصته التي ذكرت في المصادر، تقول بأنه من ملوك اليمن اتسع ملكه في أنحاء عديدة من الأرض قيل انه أقدم بجيش على مكة بعد ان مر على المدينة في أيام الجاهلية وقاتله اهلها حتى اخبره اثنان من علماء اليهود بأنه لا سبيل له عليها لأنها دار هجرة رسول يكون في آخر الزمان وأخذهما معه إلى اليمن وفي طريقه اراد هدم الكعبة وقد اخبروه بشأن مكة وأنها بيت إبراهيم (عليه السلام) وبأنه سيبعث فيها نبياً سينصره الله ويرفع من شأنه ويقال انه لما أهم بهدمها أرسلت عليه وأتباعه ريحاً أرهقتهم وقيل انه فكر في هدمها فأصابه مرض عجز عنه الأطباء حتى أخبره احد العلماء بأن يتراجع عما هم به لما لهذا البيت من شأن ومبعث نبي في أخر الزمان اسمه محمد، وفي خبر قيل ان احد الرهبان امتنع معه مجموعة من العلماء عددهم أربعمائة رجل عالم من التقدم نحو مكة وارادوا المقام بالقرب منها ولما استعلم تبع عن سبب امتناعهم المسير في جيشه نحو مكة قالوا انا ننتظر قدوم احد الأنبياء في هذه الأرض يقال حينها ان تبع قام بالطواف على الكعبة وأمر بالكسوة لها وآمن بالنبي حتى انه كتب كتاباً وسلمه إلى أحد علماء اليهود الذي اخبره بأمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كتب فيه اني مؤمن بدينك وموحد لله ومؤمن بكتابك وبالإسلام وكان يتمنى ان يدرك النبي وان لم يدركه كتب في كتابه بان يشفع له وسلم الكتاب للعالم الذي نصحه بشأن الكعبة وأمره ان يعطيه له إن أدركه أو ان ينقله الأبناء إلى يصلوا لزمانه وقد وصل كتابه للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال عنه: (لا تسبوا تبعاً فقد مات مسلماً) وأمر ببناء مساكن للعلماء الذين أرادوا المكوث قرب مكة وقيل انها أصبحت مدينة بالقرب من يثرب اذ قام ببناء أربعمائة دار، ويذكر ان قومه قتلوه لإيمانه بعد أن دعاهم لترك الأصنام(790).
ومما ذكر في خبر العلماء أنهم امتنعوا التقدم مع الملك حتى أصابه ما أصابه مرضاً شديد عجز عنه الاطباء واخبروا ان هذا أمر سماوي حتى دخل عليه أحد العلماء وأخبره بشرف هذا البيت ودعاه إلى أن يتوب مما كان عازماً عليه تجاه هذا البيت فتاب تبع وتراجع عن نيته فعوفي من تلك الساعة من مرضه وآمن بالله وبإبراهيم (عليه السلام) وقيل انه اول كسى الكعبة وخرج بعدها إلى أرض يثرب واعتزل فيها ومعه أربعمائة رجل عالم ذلك حين طلبوا البقاء ليسكنوا في هذه الارض فسألهم وزير تبع عن الحكمة من بقائهم هنا قالوا: (اعلم أيها الوزير أن شرف هذا البيت من شرف محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صاحب القرآن والقبلة واللواء والمنبر مولده بمكة وهجرته إلى ها هنا وانا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا) فسمع الملك تبع مقالة العلماء تلك وفكر الملك ان يقيم معهم سنة على أمل أن يدرك النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمر ببناء أربعمائة دار لهم وزوج كل واحد منهم جارية وأعطى كل منهم مالاً وقال لهم الملك: (ابقوا هنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته وخرجت معه)(791).
ويروى أن تبع بعد أن استقر مع هؤلاء العلماء في يثرب كتب كتاباً إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل أن يبعث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أمل أن يصل هذا الكتاب للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين يبعث بالرسالة يذكر في كتابه إيمانه وإسلامه وانه من امته ويطلب من أن يجعله تحت شفاعته ودفع بالكتاب إلى العالم الذي نصحه وأمره ان يدفع الكتاب إلى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان أدركه وان لم يدركه إلى أولاده وأولاد أولاده أبداً ما تناسلوا إلى حين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبعدها ذكر ان تبع خرج من يثرب ومات في بلدة من بلاد الهند وكان ما بين وفاة تبع وبعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ألف سنة وبقي هذا الكتاب محفوظاً عند أهل المدينة ولما بعث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنفذ اهل المدينة الكتاب إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على يد رجل يدعى ابي ليلى وعندما وصل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له: (أنت ابا ليلى؟ قال: نعم، قال ومعك كتاب تبع الاول، فتحير الرجل، فقال: هات الكتاب فأخرجه ودفعه رسول الله إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقرأه عليه، فلما سمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلام تبع قال: مرحباً بالأخ الصالح، ثلاث مرات) حتى قيل أن انصار الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أهل المدينة من أولاد هؤلاء العلماء الأربعمائة(792)، وهذا ما يعطيناً دليلاً آخر على أن ثقافة الانتظار والبشارة بالمصلحين موجودة ومذكورة عبر التاريخ.
5 - خبر عبد المطلب(793) وأبي طالب(794) (رضي الله عنهما):
وكانا من أعرف العلماء بشأن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكانا يكتمان ذلك عن الجهال وأهل الكفر والضلال وهما اعلم الناس بفضله وكرامته، يذكر أن جده عبد المطلب فكان له فراش مخصص يوضع قرب الكعبة للجلوس لا يجلس عليه غيره فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غلام صغير يجلس عليه وكان اعمامه يمنعونه فينهاهم عبد المطلب ويخبرهم بأنه في يوم سيكون سيدكم وكان يقربه اليه ويمتدحه امامهم ويوصي أبو طالب ويخبره بأن لهذا الغلام شأناً عظيماً فأحفظه واستمسك به وقد كفله عبد المطلب وعمره ست سنين بعد وفاة امه (عليها السلام) حتى وقت وفاة عبد المطلب وكان على صدره فأوصى به وقال له: (هل قبلت وصيتي فيه؟ فقال نعم قد قبلت والله علي بذلك شهيد) فكان يتمنى ان يدرك زمانه ومات عبد المطلب هو ابن ثماني سنين فضمه ابو طالب وكان لا يفارقه ساعة وكان ينام معه ولا يأتمن عليه أحداً(795).
أشارت بعض المصادر إلى هذا الخبر باختصار أكثر عما أخبر به الصدوق مع إشارتهم لوصية جده عبد المطلب إلى عمه أبي طالب برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكانت رعايته له أفضل من رعايته لأولاده ولم يخرج من مكة الا بعد وفاة ابي طالب(796).
وينقل الصدوق خبر الرؤيا التي شاهدها عبد المطلب بأنه رأى شجرة تنبت على ظهره ونال رأسها السماء وأغصانها في الشرق والغرب ويظهر منها نور عظيم وكان هناك جماعة من قريش يريدون قطعها فكان هناك شاب يمنعهم عنها ويكسر ظهورهم حتى اردت تناول غصن من أغصانها فمنعني وقال الشاب ستعود إليها، وذكر انه ذهب إلى امرأة في قريش لتفسره وقالت له لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب ينبأ الناس وكان ابو طالب يحدث بهذه الرؤيا والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد خرج ويقول: (كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين)(797)، وروي نفس الخبر عند بعض المصنفين(798).
وفي رواية انه رأى سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في الأرض والآخر في السماء وطرف في المشرق وطرف في المغرب ثم تحولت شجرة في كل ورقة منها نور يتعلق بها أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض ولذلك سماه محمداً(799)، ويروي نفس الخبر ابن الجوزي الا أنه يقول تعلقت بها قريش(800).
وكان أبو طالب مؤمناً يستر الإيمان ويظهر الكفر(801)، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن ابا طالب أظهر الكفر واسر الإيمان فلما حضرته الوفاة أوحى الله (عزَّ وجلَّ) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اخرج منها فليس لك بها ناصر فهاجر إلى المدينة)، وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط، قيل له فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم (عليه السلام) متمسكين به)(802)، وذكر خبر إيمان ابو طالب في الكافي بأحاديث المعصومين (عليهم السلام) فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قيل له أنهم يزعمون ان ابا طالب كان كافراً فقال: كذبوا كيف يكون كافراً وهو يقول: الم تعلموا أنا وجدنا محمداً نبياً كموسى خط في أول الكتب)(803).
وفي خبر ينقله الصدوق بسندين بما يتعلق بأيمان أبي طالب (رضي الله عنه) ينقل عن الحسين بن روح (رضي الله عنه) أنه قال: (الذي روي في أبو طالب أنه أسلم بحساب الجُمل وعقد بيده ثلاثة وستين(804) أن معناها إله أحدٌ جواد)، ويضع الصدوق تفسيراً لمعنى ثلاث وستين والحروف التي في عبارة: (إله أحدٌ جواد) قال: (أن الألف واحدٌ واللام ثلاثون والهاء خمسة والألف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواو ستة والألف واحد والدال أربعة ذلك ثلاثة وستون)(805)، وهذا الخبر نقل في عدة مصادر يروى عن الإمام الصادق (عليه السلام)(806) وروى الراوندي الخبر(807)، مثلما ورد عند الصدوق.
وينقل الصدوق رؤيا للعباس(808) بن عبد المطلب بعد ولادة أخيه عبد الله (عليه السلام) يقول شاهدنا في وجهه نور كنور الشمس يخبرهم حينها عبد المطلب ان لهذا الغلام شأناً عظيماً، ثم يروي الرؤيا وبمضمنها قال أنه شاهد عبد الله يخرج من منخره طائر ابيض فبلغ المشرق والمغرب حتى سقط على الكعبة فسجدت له قريش كلها حتى صار نوراً بين السماء والأرض ثم يذكر انه سأل احدى الكاهنات عن الرؤيا فقالت: (ليخرجن من صلبه ولد يصير اهل المشرق والمغرب تبعاً له)، وبعدها يقول أهمني امر عبد الله إلى ان تزوج عبد الله من آمنة فلما مات عبد الله وولدت آمنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (رأيت النور بين عينيه...)(809)، ومثل الخبر عند المازندراني لكنه لا يذكر ما قيل بعد الولادة(810).
وينقل الصدوق ما رواه العباس بما حدثته به آمنة (عليها السلام) بخبر ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سمعت كلاماً غير مفهوم وعالماً غريباً كله نور بين السماء والأرض ومن حولها طيور ثم تذكر انها شاهدت شاباً حسناً طويلاً فتقول (ما ظننته إلا عبد المطلب) وقد أخذ المولود فتفل في فيه ومعه طست من ذهب ثم شق بطنه واخرج قلبه واخرج منه نكتة سوداء ثم أعاده ومسح على بطنه واستنطقه ولم افهم ما قال الا انه قال: (في امان الله وحفظه وكلاءته وقد حشوت قلبك ايماناً وعلماً وحلماً ويقيناً وحكماً فأنت خير البشر طوبى لمن اتبعك وويل لمن تخلف عنك) ثم ضرب على كتفيه بخاتم والبسه قميصاً وقال له (هذا أمانك من آفات الدنيا) ثم يذكر العباس انه كشف عن ثوبه فذا خاتم النبوة بين كتفيه وقد كتمت أمره ونسيت الحديث إلى يوم إسلامي حتى ذكرني به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(811)، وينقل المازندراني هذا الخبر بتفاصيل أكثر الا انه يذكر فيه انه قد حضر حينها ثلاثة نفر بما ترويه آمنة (عليها السلام) ولم يذكر في الرواية ان فيهم عبد المطلب بل ان الذي قام بشق صدره الشريف هو الملك رضوان (عليه السلام)(812)، وعند البيهقي يقول ان الذي أتاه جبريل (عليه السلام)(813)، ورواه ابن إسحاق وابن هشام باختصار ينقل الخبر عن أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنه هو من رواه لهم لكن يذكران أن من اتاه ملكان وفي مرة هيئة رجلين وكان حينها غلام وقاما بشق بطنه إلى نهاية الخبر وفيه اختلاف كثير(814).
ولو أردنا الوقوف على دقة هذه الأخبار المتعلقة بشق الصدر ومناقشتها انها بالكلية لا يوجد فيها أحاديث مروية عن أهل البيت (عليهم السلام) توضح معنى هذه الحادثة وما الهدف منها فأن ما يصح عنهم يعتمد على وثاقته، ومن باب آخر هل من المعقول أن الله (عزَّ وجلَّ) يرسل ملكين لغرض اخراج هذه النكتة السوداء من صدر خاتم أنبيائه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فضلاً عما قيل أنهما رجلان أو حتى لو كان عبد المطلب نفسه وهل يعقل أن تكون طهارته أو تخليصه من تلك النكتة وهو أعظم خلق الله على يد من هو دونه أو قل أقل شأناً منه وقد فضله على جميع خلقه ثم يحشى قلبه إيماناً وعلماً وهل يكون هذا الذي قام بها أعظم من رسول الله وهل كانت هذه النكتة تقف في طريق ايمان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحاشى لله أن يكون كذلك حتى يتم إخراجها بعد أن يولد ولم يكن مكتملاً في خُلقه وخلقته قبل ولادته وهل يعقل ان تكون هذه النكتة وهي جزء مادي من جسم الإنسان فتكون مصدر عائق لإيمان الإنسان من عدم إيمانه اذن لقام كل إنسان باستئصالها ليثبت إيمانه فضلاً عن رسول الله وخير خلقه وهل شق الصدر وإزالة تلك النكتة قد حصل مع نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقط خاتم الأنبياء وأفضلهم أو حصلت مع من سبقه من الأنبياء لغرض تثبيت ايمانهم وهذه الحادثة تنافي ما ورد في القران الكريم وفي الروايات الشريفة.
وخير دليل على طهارته وكماله هو ما خصه الله تعالى واهل بيته في قوله: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ (الأحزاب: 33) وان هذه الآية نزلت في رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) في حادثة معروفة تروى عن ام سلمة (رضي الله عنها) حيث اجتمع بهم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والقى عليهم كساء له وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) حينها أنزل الله فيهم هذه الآية وابعد الله عنهم الرجس ولم يجعل للشيطان عليهم سبيلاً(815).
يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه سأله بعض قريش بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم قال: (إني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين فسبقتهم بالإقرار بالله)، وعن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: (أوحى الله تعالى إلى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أني خلقتك ولم تك شيئاً ونفخت فيك من روحي كرامة من أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعاً...)، ويروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له يصف فيه جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (كان والله سيد خلق الله وما برأ الله برية خيراً من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(816) وينقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال: (... إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وإن أفضل الرسل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...)(817).
فهل يحتاج سيد الخلق وأعظمهم وخاتم الأنبياء وأولهم ايماناً بالله ومن نفخ فيه الله من روحه كرامة قد خصه بها دون غيره إلى أن يشق صدره ويخرج منه تلك النكتة السوداء حتى يملئ صدره إيماناً فهذا لا يعقل فان صدقنا هذا الخبر نفينا القول بأنه أفضل الأنبياء إذ تمام الخلقة والخلق قبل أن يخلقه الله فلا يحتاج إلى تلك الجراحة التي ليس لها مبرر فضلاً عن هذا كله من تضارب الأخبار بين المصادر مرة يقال إن الحادثة وقعت بعد ولادته ومرة حين كان غلام والاختلاف فيمن قام بشق صدره وهذه الاختلافات تدعونا للقول بعدم صحة هذا الخبر الذي يطعن بعصمة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونشأته من الولادة.
ولم نجد الصدوق يعلق بشيء على الحادثة أو سبب نقلها فهي غير معقولة على وفق المنظور الشيعي وكما هو معروف في آراء الإمامية أن ما يصح عن الأئمة (عليهم السلام) يؤخذ به وبهذا الجانب لا يذكر عنهم أي شيء عن حادثة شق الصدر(818) لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى في إشارة أو تلميح ونعتقد ان ما طرح من روايات في أعلاه يكفي في نفي تلك الحادثة والجراحة التي لم يشهد لها مثيل ولا مبرر في أن يختار الله من يختم به رسالاته السماوية بان تجرى له تلك العملية وإزالة هذا العائق حتى يتخذها أعداء الدين سبة وانتقاصاً في شخص أعظم خلق الله لذا نتفق مع من يقول بأن لا صحة لتلك الحادثة.
وللعودة إلى خبر الرجلين العظيمين عبد المطلب وأبي طالب وما لهما من مكانة خاصة في مكة وهم سادت القوم واعيانهم يعلمون بخبر البشرى وامنوا بها وكفلوا صاحب البشرى من قبل ان يبعث فما هو إلا دليل على أن الأمر محفوظ من الله بين خلقه وبين شخصين موحدين كما تخبر عنهم الروايات واتصال حجة الله مبين خلقه ليكونوا حجة على الناس إمام الله بما شاهداه من كرامة للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعرفة شأنه في المستقبل فيكفي ان جميع المصادر تقدم على مدحهم ورعايتهم له وحرصهم عليه حفظه لما له من الشأن بنظر عبد المطلب وابي طالب (رضي الله عنها).
6 - خبر سيف بن ذي يزن(819):
من العارفين بأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخبر سيف بن ذي يزن بانه انتصر في احد حروبه بعد مولد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بسنتين وتوليه الملك باليمن فقدم عليه وفد من العرب إلى صنعاء من أشرافها وشعرائها لتهنئه ولتمدحه وكان على رأسهم عبد المطلب ووجوه قريش واستأذنوا بالدخول عليه وتقدمهم عبد المطلب بالتهنئة والمدح فقام الملك له من أنت فقال أنا عبد المطلب بن هاشم فقال له: (ابن اختنا) فرحب بهم وأكرم ضيافتهم مدة شهراً وأدنى عبد المطلب في مجلسه وقال له: (يا عبد المطلب اني مفوض إليك سراً ما لو كان غيرك لم أبح له به... فليكن عندك مطوياً حتى يأذن الله فيه فأن الله بالغ أمره) ثم صار يقص عليه من خبره وسر علمه المخزون الذي اختاره لنفسه وبشره بأن لك ولرهطك فضيلة خاصة وللناس عامة فاذا ولد غلام بين كتفيه شامة تكون له الإمامة إلى يوم القيامة حين يولد أو قد ولد اسمه محمد يموت ابوه وامه ويكفله جده وعمه ويبعث جهراً فيعز الله به أولياءه ويذل أعداءه ويكسر به الأوثان وتخمد به النيران(820).
ثم طلب منه عبد المطلب(821) أكثر توضيحاً حينها يقسم الملك ويقول له انك لجده فسجد عبد المطلب بعدها رفع راسه الملك وقال له: (ارفع رأسك وعلا أمرك) وقد كان في هذا الوقت الذي يحدث هذا الملك عبد المطلب أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مولود وقد توفي ابوه وكان كافله جده عبد المطلب، ثم يوصي هذا الملك عبد المطلب بان يحذر عليه من اليهود وامره ان يكتم الأمر عن الذين معه خوفاً منهم ان ينفسوه ويكيدوا به ويقول سيف: (ولولا اني اخاف فيه الآفات واحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه امره) ثم امر للوفد بأعطيات كثيرة وزاد في حصة عبد المطلب عشرة أضعاف واخبره ان يعود إليه بعد سنة لكنه مات قبلها ثم يقول لقومه الذين معه: (يا معشر قريش لا يغبطني رجل ُ منكم بجزيل عطاء الملك... ولكن يغبطني بما بقي لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه واذا قيل متى ذلك؟ قال: ستعلمون نبأ ما أقول بعد حين)(822).
وروي الخبر هذا عند جملة من المؤرخين بنص الخبر المذكور عند الصدوق(823)، منها نقل الخبر عند اليعقوبي باختصار وقال ان عبد المطلب كبر عندما سمع وصف سيف للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: (نعم ولد لابني غلام على مثال ما وصفت)(824)، ومع ما ذكرته مصادر التاريخ العام وكتب السيرة واغلبها تناولت خبر الملك سيف بن ذي يزن(825)، وبشارته بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبما أخبر به عبد المطلب الا أن المصادر نفسها لم توضح كيفية معرفة سيف بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو مصدرها أو من أين أتت معرفته أو أنها كانت سراً عنده كما حصل مع الرهبان الذين كانوا يكتمون الخبر حتى سألهم سلمان (رضي الله عنه) وقد كانت الديانات المعروفة في اليمن حينها اليهودية والنصرانية فقد أهمل المؤرخون هذا الجانب في قصته ويكتفون بنقل خبره وبشارته التي اخبر بها عبد المطلب وحروبه إلى حين مقتله، وبالرغم من إهمال المصادر بكيفية معرفة سيف بن ذي يزن نفسه بالبشارة فمن المحتمل عرفها من علماء اليهود والنصارى كما هو مشهور باليمن وفي السابق أنهم حذروا تبع من ان يهدم الكعبة لمعرفتهم بمالها من كرامة مع بعث نبي في اخر الزمان فجائز ان يكون سيف سمع نفس الأخبار من احد علمائهم ولو أنكرنا هذا فيكفي ان رواية البشارة ورودها في كل مصادر السيرة والمصادر العامة من كلا الطرفين اذا فان لموضوع سيف جذور ومعرفة بهذه البشرى من قبل ان يحدث بها عبد المطلب ويسعنا تصديق هذه الرواية كونها لا تخبرنا بشيء يتعارض مع الإسلام أو طعناً فيه بل انها تخبرنا بشيء يعرف به المسلمون وغير المسلمين حتى مع عدم اعتقادهم بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
7 - خبر بحيرى الراهب(826):
كان بحيرى الراهب ممن قد عرف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بصفته ونعته ونعته ونسبه قبل ظهوره بالنبوة وكان من المنتظرين لخروجه، يروي الصدوق يرفعه بسنده إلى ابي طالب انه قد خرج تاجراً للشام وقد صحب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معه في هذه الرحلة حتى اعد له مركباً خاصاً يقيه الحر وكانت القافلة تسير وكانت تظله سحابة بيضاء بلون الثلج ولا تفارقه وحيث ما تنزل القافلة يكثر الماء وتخضر الأرض حتى قربنا من بصرى(827) الشام حتى شاهدنا صومعة تمشي كما تمشي الدابة اقتربت منا وفيها راهب حتى نظر إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: (ان كان احد فأنت انت)، ونزلنا تحت شجرة قليلة الأغصان ليس لها حمل فلما نزلها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اهتزت الشجرة والقت أغصانها عليه وحملت أنواعاً من الفاكهة فتعجب من معنا فلما رأى بحيرى هذا فقدم الطعام له بقدر ما يكفيه ثم استعلم على من يتولى أمره فعرفه ابو طالب به وانه عمه واستأذن منه بتقديم الطعام فلم يأكل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى أكل اصحابه معه وقد كفاهم كلهم برغم قلة الطعام وكثرتهم وقيل انهم مائة وسبعون شخصاً وبحيرى قائماً على رأسه وهو يقبله ويقول: (هو ورب المسيح) حتى استغرب بعض من في القافلة من أمره اذ لم يفعل ذلك من قبل عندما كانوا يمرون عليه حتى أخبرهم وقال: (اعلم ما لا تعلمون وان تحت هذه الشجرة لغلاماً لو انتم تعلمون ما اعلم لحملتموه على اعناقكم حتى تردوه إلى وطنه والله ما اكرمتكم الا له...) ثم صار يخبرهم بما ورد من معجزاته التي شاهدها دونهم حتى اقدم بسؤال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأجابه عليها فوافق ذلك ما عند بحيرى حتى قام وقبل رجليه وصار يمتدحه ويحدثه عن انتظاره لبعثته حتى قال له: (أنت دعوة إبراهيم وبشرى عيسى أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية) ثم تابع معهم حديثه حتى عرفهم بأنه لا يوجد يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا علم بولادته ثم حذر ابا طالب من المسير به إلى الشام خوفاً عليه من مكر اليهود لعلمهم بأمره ان شاهدوا العلامات التي عليه(828).
وفي رواية للصدوق يرفعها بسندها إلى أبي طالب ان بحيرى لما فارقوه بكى بكاء شديداً وصار يوصي ابا طالب به وسيحصل له اذى من قومه وانك ستؤمن به باطناً ثم يقول بحيرى لأبي طالب: (سيؤمن به ولد تلده سينصره نصراً عزيزاً اسمه في السماوات البطل الهاصر وفي الأرض الشجاع الأنزع(829)، منه الفرخان المستشهدان وهو سيد العرب ورئيسها... وهو في الكتب اعرف من أصحاب عيسى (عليه السلام)(830).
ذكرت الرواية عند ابن إسحاق في خبر بحيرى الراهب بنفس المضمون حيث ذكر ان بحيرى هو اعلم أهل النصرانية في زمانه وأنهم في هذه الصومعة يأخذون علمهم عن كتاب يتوارثونه، ولم يذكر في الرواية تحرك الصومعة من مكانها وذكر ان ثلاثة من النصارى أرادوا قتل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سفره وردهم بحيرى، ولم تذكر روايته قصة المولود من ابي طالب أو ولداه المستشهدان أو بكاء الراهب(831) واخرج ابن هشام نفس مقالة ابن اسحاق(832)، ومثل رواية ابن اسحاق وابن هشام ذكرت في دلائل النبوة حتى يخاطب ابا طالب بان لابن اخيك شأناً عظيماً وجدناه في كتبنا نتوارثه من آبائنا وأخذت علينا المواثيق بذلك بما نزل به عيسى (عليه السلام)(833)، وعند البيهقي بنفس مقالة الرواة السابقين(834)، وأخرجها الأربلي باختصار أيضاً(835).
وبنفس المضمون يورد الصدوق رواية اخرى عن نفس الموضوع حتى خرجوا بالقافلة وأتوا إلى صومعه فيها رجل يقال له بحيرى وكانت تظل رسول الله سحابة فلما رآها الراهب نزل من صومعته ودعاهم إلى الطعام حتى اخبروه بأنهم لم يعهدوا هذا منه فأتوه وتركوا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحت الشجرة ورأى السحابة قائمة فسألهم ان تركوا احداً منهم فأخبروه انهم تركوا بالقرب من راحلتهم فقال لهم ادعوه للطعام فلما اقبل أقبلت السحابة فنظر إليه بحيرى وقال لمن هذا الغلام فأشاروا إلى ابي طالب فقال له ابا طالب هذا ابن اخي توفي أبوه وامه فقال بحيرى: (رد هذا الغلام إلى بلاده فأنه ان علمت اليهود ما اعلم منه قتلوه فإن لهذا شأناً من الشأن هذا نبي الأمة وهذا نبي السيف(836).(837)
ومثلها في دلائل النبوة الا ان الرواية تذكر ان ابا طالب رده من هذا المكان وارسل معه احد أصحابه ولم يأخذه إلى الشام بعد ان زوده الراهب بالطعام(838)، وأخرجها البيهقي باختصار الا انه حذر ابا طالب من الروم ان علموا بأمر قتلوه ومنها قال لهم: (هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه رحمة للعالمين) ولم يذكر فيها اسم الراهب(839)، وذكر الرواية الحميري في كتابه باختصار شديد من دون ان يرد فيها اسم ابي طالب وذكر أن الراهب كان عالماً بالكتب وانه قرأ هذا الخبر في التوراة(840).
واخرج نفس الروايتين التي ذكرهما الصدوق صاحب العدد القوية وقله عنه بعض المتأخرين مع بعض الاختلاف في العبارات ولم تذكر عندهم ما اخبر به عن مولود ابي طالب وفرخيه المستشهدين(841)، ومثلها في مناقب آل أبي طالب(842)، ويرويها الخصيبي بنفس المضمون الا انه يقول ان ابا طالب تركه تحت الشجرة بالقرب من صومعة الراهب فأتى إليه وشاهد خاتم النبوة بين كتفيه حتى اتى ابا طالب واخبره بالبشارة وقال له بشرنا به عيسى (عليه السلام) ومكتوب بالإنجيل وحذره من ان تقتله قريش(843).
والمختلف في رواية الصدوق عما ذكرته المصادر في خبر بحيرا الراهب أنها لم تذكر ان الراهب بكى بعد مفارقتهم له ولم تذكر بانه بشر ابا طالب بمولود وقد انفرد بها الصدوق دون غيره بهذه الإضافات بالرغم من توارد الروايات بشأن الإمام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) والمشار إليهما في الرواية الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) واخبار شهادتها الا ان هذا لا يعني نفي رواية الصدوق إنما يمكن القول انها أدق من غيرها إذ لم نجد من يشير لها بالسلب أو الإيجاب فهي لا تخالف المشهور من الروايات عن بيحرى وبشارته بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا تخالف في غيرها من الروايات بشأن أخبار الأئمة (عليهم السلام) وقرابتهم منه.
ويورد رواية اخرى بهذا الصدد انهم بعد ان خرجوا من بحيرى وتوجهوا نحو الشام وعند وصولهم فقد اهتزت قصورها وعلا منها نور وكان سوقها مزدحم بسبب الناس تنظر إلى وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانتشر خبره ولم يبق حبر ولا راهب الا اجتمع عليه حتى اذا جاء حبر عظيم يدعى (نسطورا)(844) جلس إلى جنبه وينظر إليه ولا يكلمه وهذا مدة ثلاثة أيام وفي الليلة الثالثة صار يدور حوله حتى سأل عن اسمه فقيل محمد بن عبد الله فتغير لونه وطلب منهم ان يكشف عن ظهره فلما رأى خاتم النبوة بين كتفيه قال مخاطباً ابا طالب: (يا هذا اسرع برد الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه لو تدري كم عدواً له في أرضنا لم تكن لتقدمه معك) ثم أعطاه قميصاً فلم يقبله منه فأخذ ابو طالب القميص مخافة ان يغتم ثم عجل برده إلى مكة فاستقبلته مكة كلها شوقاً له الا ابي جهل(845)، واخرج صاحب كتاب العدد القوية مثل هذه الرواية يشر إلى نسطورا انه كبير الرهبان في الشام(846).
واشتهر خبر هذه الرواية والراهب نسطورا في المصادر عندما كان عمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمساً وعشرين سنة ولم تتطرق إلى خبر ابي طالب أو غيرها من رواية الصدوق فقط التشابه برواية الصدوق مع المصادر انه خبر نسطورا الراهب اذ اختلف ذكر باقي الرواية تماماً عما يذكره الصدوق وهي نفس السنة التي خرج بها للتجارة في الشام وعاد منها وتزوج السيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام) وهي المرة الثانية خروجه للتجارة إلى الشام قبل البعثة ولم تذكر في المصادر رواية غيرها صادفت هذه الأسماء(847).
ولو قلنا بصحة رواية الصدوق فمن المرجح انه التقى نسطورا الراهب مرتين مرة في حياة عمه وهو صغير واخرى بعمر الخمسة والعشرين ولم يثبت ذلك تاريخياً وهو مجرد احتمال أو لعله يقصد راهباً اخر وبما انه ذكره مع قصة بحيرى الراهب فمن المرجح انها قصة مغايرة للاولى فمن المحتمل انه سمع القصة باسلوبين مختلفين اي من طريقين فأوردها بخبر واحد لو لعل المصادر أهملت إكمال الرواية الأولى برحلته إلى الشام ولقائه بنسطورا مع ابي طالب والله العالم.
8 - خبر كبير الرهبان في طريق الشام:
ينقل الصدوق رواية يرفعها بسندها ينقل ما حكاه خالد بن اسيد بن العيص(848)، وطليق بن سفيان بن أمية(849) أنهما خرجا للتجارة في السنة التي خرج فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يذكران انهما التقيا بقوم من الرهبان في سوق بصرى وألوانهم متغيرة من الخوف وقاموا بدعوتهما للحضور في الكنيسة ولقاء كبيرهم فيها ضناً منهم ان واحداَ منهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذهبا إليه وإذا بكبير الرهبان جالس وحوله تلاميذه وبين يديه كتاب وصار ينظر في الكتاب مرة وفي وجوههم مرة اخرى حينها خاطب أصحابه قائلاً: (لم تأتوني بالذي أريد)، ثم عرفاه انهما من قريش حتى سألهم هل معكم غيركم فأخبراه انه معهم شاب من بني هاشم يسمونه يتيم عبد المطلب حينها قال كبير الرهبان: (هلكت النصرانية والمسيح) ثم طلب منهم ان يراه أتيا سوق بصرى والراهب معهم وقبل ان يعرفا الراهب به قال: (هو هو قد عرفته والمسيح) ثم دنا منه وقبله من رأسه وصار يسأله عن علاماته ثم قال الراهب: (لئن أدركت زمانك لأعطين السيف حقه ثم قال لنا اتعلمون ما معه، معه الحياة والموت ومن تعلق به حيي طويلاً ومن زاغ عنه مات موتاً لا يحيى بعده أبداً...)(850).
تطرقنا في خبر نسطورا الراهب والذي التقى به في اكمال مسيرهم للشام بعض المصادر تنقل رواية، خالد بن اسيد وطليق بن سفيان ان كبير الرهبان الذي التقى به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الشام وهي في رحلة ابو طالب للشام هو نفسه نسطورا والتقى به في السوق كما هو عند الصدوق إلا انه يقول عنه من احبار اليهود كما في المصادر الأخرى ويقول راهب في خبر كبير الرهبان والمصادر تشير له بأنه من أحبار اليهود(851).
من المرجح أن الروايتين هما لخبر واحد والصدوق اخرج هذه الرواية بطريقين مختلفين منها ما روي عن ابي طالب بخبر بحيرا ومن ثم أسندها بما روي عن خالد بن أسيد وطليق كون القافلة إلى الشام ضمت أكثر من مئة شخص حسب الروايات اذ ورد تكرارها اسناداً لرواية ابي طالب وهذا لا يقبل تاريخياً لان اغلب المصادر تذكر انه التقى معه بعمر الخمسة والعشرين وسفره مع ابي طالب كان بعمر ألثماني سنوات فمن المرجح انه التقى به مرتين أو ان الاسم تسمى به شخصان والتقى بهما في زمانين مختلفين أو التبس الامر على المصنف اذ اختلف في نقل الخبر عن باقي المؤرخين ولعل الراهب في روايته الأولى هو ليس نسطورا فما ذكروه ان كبير الرهبان في الشام هو نسطورا والتقى به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعمر الخمسة والعشرين.
9 - خبر أبي المويهب(852) الراهب:
يروي الصدوق الرواية وخبر بشارته يرفعها بسندها بان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج مع عبد مناف ونوفل بن معاوية(853)، فلقيهما ابو المويهب الراهب وسألهما من اين انتم قالا من مكة من قريش فقال لهما وهل معكما غيركما من قريش قالا لا: (نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد) بعدها أبراه انه يسمى عندهم يتيم قريش وهو أجير لامرأة تسمى خديجة وما حاجتك اليه فقال الراهب: (هو هو) واراد منهم ان يدلاه عليه حينها كان في سوق بصرى فلما عاد وشاهده الراهب فخلا به ساعة يكلمه ثم اخذ يقبل بين عينيه وهو يأبى ثم أراد ان يعطي شيئاً للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلم يقبله وبعد ان فارقه حدثهما وقال لهما انه نبي آخر الزمان والله سيخرج قريباً ويدعو الناس إلى شهادة ان لا اله الا الله اذا رأيتموه فأتبعوه ثم سألهم هل ولد أو يولد لعمه ابي طالب ولد يقال له علي فقالا لا ثم قال: (هو أول من يؤمن به) فنحن نعرفه عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة واسمه في الملأ الاعلى علي وهو أعلى الخلائق بعد الأنبياء ذكراً(854)، ومثل الرواية في المناقب والعدد القوية وكتاب البحار(855).
10 - خبر سطيح الكاهن(856):
في هذا الخبر يتحدث عن ليلة ولادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما اشتهر فيها من أحداث وعلامات منها سقوط أربع عشرة شرفة من ايوان كسرى(857)، وخمود نار فارس فلما كان كسرى يجلس في سريره ووزرائه حوله يخبرهم بذلك حينها يخبره الموبذان(858)، رؤيا رآها بأن ابلاً تقودها خيلاً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها وكان الموبذان اعلمهم حينها سأله كسرى عن الأمر فقال له حادث يكون في ارض العرب، فقام كسرى بالكتابة إلى عامله النعمان بن المنذر(859)، بأن يرسل له عالماً بما يريد ان يسأله فأرسل اليه شخص يدعى عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني(860) فسأله كسرى ان كان يعرف بما يريد ان يسأله فلم يعرف فأخبره انه يدله على من يعرف ذلك وهو خاله سطيح الذي يسكن في الشام فذهب اليه عبد المسيح ووجده مشرف على الموت فقرأ عليه شعراً فلما سمعه فتح عينيه فأخبره بالعلامات والرؤيا قبل ان يخبره وسمع مقالة سطيح بتفسيرها ومات بعدها عاد عبد المسيح إلى كسرى واخبره بالتفسير بأنه يملك منهم أربعة عشر ملكاً على عدد الشرفات التي سقطت فملك منهم عشرة في اربع سنين وملك الباقون في عهد إمارة عثمان(861).
توارد خبر هذه الرواية في كثير من المصادر وصدق خبر تفسير الرؤيا واضح كونها ذكرت مع أخبار ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما حصل فيها من علامات ما لا يحتاج إلى تفسير قد نقلت تلك الحوادث واغلب مصادر التاريخ بل قل كلها والتي قالت بمثل رواية الصدوق(862).
11 - خبر يوسف(863) اليهودي:
ينقل الصدوق خبر ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذكر فيها خبر النجوم وتحركها وسقوطها في البر والبحر، وكان بمكة رجل يهودي اسمه يوسف فلما رأى حال النجوم قال هذا نبي ولد الليلة نجده في كتبنا انه إذا ولد رجمت الشياطين فلما أصبح أتى قريش يسألهم ان ولد الليلة مولود فقالوا له لا قال لهم حينها: (أخطأتم والتوراة ولد اذاً بفلسطين وهو آخر الأنبياء وأفضلهم) ولما علمت قريش بمولود عبد الله بن عبد المطلب في هذه الليلة حينها أخبروا يوسف فطلب أن يعرضوه عليه فمشوا إلى باب آمنة (عليها السلام) فأخرجته من قماطه ونظر في عينيه وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء عليها شعرات فلما نظر اليه وقع مغشياً عليه فضحكوا عليه فرد عليهم وقال أتضحكون هذا نبي السيف فقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد وتفرق الناس بعدها وهم يتحدثون بخبر يوسف اليهودي ونشأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما ينشأ غيره في الجمعة وينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره في الشهر(864).
ونقل نفس الخبر جملة من المصنفين، وقد ذكرها بعضهم دون ذكر اسم يوسف اليهودي(865)، والملاحظ هنا في الرواية هو التشابه بين صفات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونشأته مع صفات الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ونشأته كما ورد في روايات سابقه.
12 - خبر دواس بن حواش(866) المقبل من الشام:
يروي الخبر عن ابن عباس، عندما دعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكعب بن أسد(867)، وهو من يهود بني قريظة(868)، ليضرب عنقه وأراده ان يؤمن وذكره بخبر ابن حواش الحبر القادم من الشام إلى المدينة الذي قال: (تركت الخمر والخمير وجئت إلى الموس(869) والتمور(870) لنبي يبعث هذا أوان خروجه يكون مخرجه بمكة وهذه دار هجرته وهو الضحوك القتال يجتزي بالكسيرات والتمرات ويركب الحمار العاري وفي عينه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يضع السيف على عاتقه ولا يبالي بمن يلاقي يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر)، حينها لم ينكر كعب وقال انه سمع بذلك وانه لا يؤمن وباقِ على اليهودية وانه يود لو يؤمن ويصدق الا انه يخاف من ان تعيره اليهود حينها قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (فقدموه واضربوا عنقه)(871).
هذه الرواية انفرد بذكرها الصدوق باسم دواس بن حواش اذ لم أجد اي من المصادر يذكر هكذا رواية بهذا الاسم، الا انه توجد رواية ذكرت في المصادر تتشابه نوعاً ما مع هذه الرواية تنقل عن أحد مشايخ بني قريظة تروي إسلام بعض اليهود من بني قريظة بسبب رجل من يهود اهل الشام يسميه اليهود ابن الهيبان تذكر انه رجل مؤمن أقام بينهم في الجاهلية وقبل ان يموت بشرهم بقدوم نبي وكان بداية خطابه لهم اذ قال: (يا معشر اليهود ما تدرونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض الجوع والبؤس قلنا: الله اعلم قال: فإني قدمت إلى هذا البلد لتوَكَّف(872)، خروج نبي قد أظل(873)، زمانه هذه البلدة مهاجرة فكن أرجو أن يبعث فأتبعه...) ثم يخبرهم بأنه يصيبكم ما يصيبكم اذا خالفتوه فأمنو به واتبعوه ولا يسبقكم اليه أحد وكانت هذه القصة قبل البعثة بسنتين، ولما اتى زمان البعثة عرف اليهود خبر ابن الهيبان بما وصف به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واسلموا(874)، يوجد تطابق في بداية خطابه ما بين الروايتين والاختلاف في الاسم لعله سبب النقل اذ يلاحظ في تشابه الخبرين بالمضمون فلا يوجد خبر من اليهود عن هذا القادم من الشام غير هذا.
13 - خبر زيد بن عمرو بن نفيل(875):
ينقل الصدوق الروية بسندها عن خبر زيد بأنه مؤمن حنفي من أشهر الموحدين في زمن الجاهلية إذ يذكر انه خرج من مكة يبحث في الأرض عن خبر الدين فقد خرج إلى الشام يلتمس ويطلب اهل الكتاب الأول دين إبراهيم (عليه السلام) ويسأل عنه حتى جال أرض الشام إلى ان وصل إلى راهب ينتهي إليه علم النصرانية فسأله عن دين إبراهيم (عليه السلام) فقال له الراهب: (انك تسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن من يحملك عليه اليوم لقد درس علمه وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أظَلَّك(876) خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية فعليك ببلادك فأنه مبعوث الآن هذا زمانه...) فخرج زيد مسرعاً يريد مكة إلا أنه قتل في طريق عودته إلى مكة(877).
وروي ان جماعة من المسلمين قالا: (يا رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] أنستغفر لزيد؟ قال: نعم فاستغفروا له فأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده)، وفي خبر عن سعيد بن زيد سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن أبيه زيد بن عمرو فقال: يا رسول الله ان زيد بن عمرو كان كما رأيت وكما بلغك فلو أدركك كان آمن بك فاستغفر له، قال: (نعم فاستغفر له وقال انه يجيء يوم القيامة امة وحده وكان فيما ذكروا انه يطلب الدين فمات وهو في طلبه) وكان زيد قد سئم دين اليهودية والنصرانية ولم يرضهما فخرج يبحث عن الدين(878).
وذكر خبر زيد في عدد من المصادر كما وردت عند الصدوق بانه مات موحداً من زمن الجاهلية وقد ترحم عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومات موحداً يطلب الدين، ولم يدخل في نصرانية ولا يهودية ولا عبادة أوثان واعتزل قومه وعاب عليهم ما هم عليه وقال اعبد رب إبراهيم (عليه السلام)، وكان يحدث بأنه ينتظر نبياً من ذريته إبراهيم وهو مؤمن به ومصدقه حتى انه أعطى صفاته ونعوته وما يكون من أمره لما سمعه من اليهود والنصارى(879).
ولسنا هنا بصدد مناقشة تلك البشارات فكما نقلها الصدوق وردت في المصادر التي ذكرناها بعد كل رواية بنفس مقالته، ولعل في قصد الشيخ الصدوق من طرحها بأن من بشر بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هم اناس من العامة لم يخصهم الله بشيء وحتى من غير ملة الإسلام وكانوا منتظرين لهذا الدين وصدقت أخبارهم ونقلت في المصادر، وأما من بشر بالقائم المهدي (عجّل الله فرجه) هم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآل محمد (عليهم السلام) وهم من خصهم الله بالنبوة والإمامة فهل من ذكر هذه الأخبار أشرف منهم فتصدق ما نقل من أخبارهم وتكذب ما قاله أهل البيت (عليهم السلام) بأمر الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) منهم وغيبته، فعلى الأرجح أن هذا هو محل الشاهد في نقل تلك البشارات لغرض الدلالة ولتقريب فكرة القضية المهدوية بشأن الغيبة والغائب وانه أيضاً بشر به آباؤه وسيأتي وهناك من يؤمن بوجوده وينتظر ظهوره.
المبحث الثالث: غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتفاع به وامتلاكه للاسم الأعظم والرد على من أنكره وفضل انتظاره:
أولاً - غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والعلة منها:
تعد غاية الكتاب كله مباحث واستشهادات في موضوع الغيبة وإثباتها ولم يكن حديثه حول الغيبة الصغرى ولم يتطرق إلى تفاصيل وكالة السفراء الأربعة التي دامت إلى ما يقارب السبعين سنة والأحداث التي رافقت سفارتهم عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)حتى عصر الغيبة الكبرى وانقطاع السفارة(880)، وإنما كان هدف المصنف بصورة عامة إثبات الغيبة وإمامة الثاني عشر من الأئمة والعلة التي بسببها وقعت الغيبة وهذا العنوان بصوره مباشرة يتطرق إليه المصنف في عدة أماكن من كتابه منها في باب خاص ومنها مع باقي ما تطرق إليه في الأخبار الأخرى ومنها ما يشير إليه في إثبات الغيبة ومحاولة تقريب الفكرة إلى الأذهان والرد على منكري الغيب أو الغيبة، إذ يقول المصنف: (فثبت ان الله احكم الحاكمين لا يدعو إلى سبب إلا وله في العقول صورة ثابتة وبالخليفة يستدل على المستخلف...)(881)، والصورة الثابتة حول الغيبة هو ما جرى على الأنبياء كما اشير لها مسبقاً فهي ليست بالأمر الغريب ومن يؤمن بوجود هذه الغيبات اي أنها ممكنة التحقق في حجج الله وأوليائه بحكمة من الله ونحن كمسلمين نؤمن بوقوع الغيبات وهذه قصص الأنبياء وما جرى عليهم تعرفنا عليها من خلال النص القرآني وأن سنن الأنبياء باقية في الأئمة كما أخبر بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانها باقية حتى قيام حجته على خلقه بالإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) وبهم يستدل على هذه الخلافة في اتمام الحجة لله ويرد به كيد الشيطان عن عباده هو أيضاً غائب عن الأنظار والقول ثابت بوجوده.
ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان جبرائيل (عليه السلام) نزل على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخبره عن ربه فقال له: يا محمد اني لم أترك الأرض الا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي ويكون نجاة فيما بين قبض إلى خروج النبي الآخر ولم أكن أترك ابليس يضل الناس وليس في الأرض حجة لي وداع الي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري واني قضيت لكل قوم هادياً أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء)(882)، وابليس لازال موجوداً وهو غير محسوس والجميع يؤمن بوجوده وفعله غير المحسوس من المسلمين وغيرهم ومستمراً بغيه ووفق الحديث لابد من وجود من يقف ضده حجةً لله على عباده ولكل قوم هاد فهذا عيسى (عليه السلام) بحسب الاعتقاد الإسلامي رفعه الله إليه وان القول بنزوله في آخر الزمان ويحتج به على اليهود النصارى وانه سينزل حين ظهور الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وكذلك الدجال كما أشرنا إلى ذلك مسبقاً وسنوضحه في علامات الخروج ومع المعمرين لاحقاً وهذا دليل على بقاء الإمام ولا مانع من بقائه.
والأدلة على بقائهم هو ما ذكر بالنص القرآني قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾ (النساء: 159)(883) وانها اختصت بنبي الله عيسى (عليه السلام)، أما ابليس عليه اللعنة أيضاً بالنص القرآني قال تعالى: ﴿قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ (الأعراف: 14-15)، هنا إبليس طلب من الله أن يمهله إلى يوم القيامة بعد أن طرده ولعنه(884)، وفضلاً عن ذلك هو بقاء الدجال وانه لازال على قيد الحياة بما ورد من الأخبار عند العامة والخاصة(885).
وفي الاستدلال على من يخلف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ينقل عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال الله تبارك وتعالى: استكمال حجتي على الأشقياء من امتك من ترك ولاية علي والأوصياء من بعدك فإن فيهم سنتك وسنة الأنبياء من قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لقد أنبأني جبرائيل (عليه السلام) بأسمائهم وأسماء آبائهم)(886)، وعن الإمام الهادي عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من سره أن يلتقي الله (عزَّ وجلَّ) آمناً طاهراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك وليتول بنيك الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمداً وعلياً والحسن ثم المهدي وهو خاتمهم)(887)، وبهذا الصدد أحاديث أكثر من أن تحصى بشأن الإمامة العامة للامة وأنها فيهم (عليهم السلام).
وفي قضية السلف والخلف فما قبض الله خليفة إلا عرف خلقه الخليفة الذي يتلوه وتصديق قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (هود: 17)، والذي على بينة من ربه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والشاهد الذي يتلوه علي ابن أبي طالب (عليه السلام)(888)، وورد في معنى الآية عن الإمام الباقر والإمام الرضا (عليهما السلام) قيل (الشاهد منه علي ابي طالب (عليه السلام) يشهد للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو منه) ويقال أن الشاهد يتبعه ويشهد بصحته منه وفيه تفسيرات عدة(889).
يروى عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) سأله أحد أصحابه عن قول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ (النساء: 58) فقال: (الإمام يؤدي إلى الإمام، ثم قال... انه والله ليس منه إنما هو أمر من الله)(890)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: (أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد لا والله ولكن عهد من الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه)(891).
وان صاحب الأمر المهدي (عجّل الله فرجه)، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي ان هذا المهدي فاتبعوه) وقيل أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا بنا يختم الله به الدين كما فتح بنا وبنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بينهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم)(892)، ولو نظرنا إلى واقعنا اليوم كمسلمين فضلاً عن باقي الأديان فأن العداوة والبغضاء والفتن والكره بين أبنا الدين الواحد على قدم وساق ولا تجد من يحتوي كل هذه الفتن ويرجع الإسلام إلى أصله وقوامه ولا تجد أي شيء يشير إلى إصلاح ذلك سوى للمنقذ الغائب ولا يمكن أن ينطبق هذا الا من ارتضاه الله ورسوله لهذا المقام وهل من معترض لو كان هذا المنقذ هو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ويشير الصدوق إلى إثبات الغيبة والحكمة بأن الغيبة التي وقعت لصاحب زماننا (عليه السلام) قد لزمت حكمتها وبان حقها وحجتها للذي شاهدناه وعرفناه من آثار حكمة الله (عزَّ وجلَّ) واستقامة تدبيره في حججه المتقدمة في الأعصار السالفة مع أئمة الضلال وتظاهر الطواغيت واستعلائهم في الحقب الخالية وما نحن بسبيله في زماننا هذا من تظاهر أئمة الكفر ومن يعاونهم واهل العدوان والبهتان(893).
ويضع المرتضى تعليقاً حول الغيبة فيقول: (الغيبة استتار من الظلمة فهو إخافة الظالمين له (عليه السلام) وقبضهم يده عن التصرف فيما جعل إليه التصرف والتدبير له لأن الإمام إنما ينتفع به اذا كان ممكناً مطاعاً مخلى بينه وبين أغراضه ليقوم الجناة ويحارب البغاة ويقيم الحدود ويسد الثغور وينصف المظلوم من الظالم وكل هذا لا يتم الا مع التمكين فإذا حيل بينه وبين مراده سقط عنه فرض القيام بالإمامة فإذا خاف على نفسه وجبت غيبته ولزم استتاره ومن هذا الذي يلزم خائفاً أعداءه عليه وهم حنقون أن يظهر لهم وان يبرز بينهم والتحرز من المضار واجب عقلاً وسمعاً)(894).
ومن باب آخر كانت العلة من غيبته لها عدة أسباب تطرق إليها الأئمة (عليهم السلام) في أحاديثهم منها أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة(895)، اذا خرج)، وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه...، لان إمامهم يغيب عنهم، فقيل له ولم؟ قال لئلا يكون لأحد في عنقه بيعه إذا قام بالسيف)(896).
وفي علة الغيبة من جملة ما ينقل عن حديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) انه قال: (... أما علة الغيبة فإن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ (المائدة: 101)، انه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي... فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكفلوا على ما قد كفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم)(897)، وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن للقائم منا غيبة إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه)(898)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يقوم القائم وليس لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا بيعة)(899).
ونقل في الأخبار عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) قال: (أما علمتم أنه ما منا إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى (عليه السلام) فان الله (عزَّ وجلَّ) يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعه إذا خرج ذلك التاسع من ولد اخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته بصورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير)(900).
إن سبب غيبته هو التهديد المحتمل بالقتل من قبل الظالمين له ولحقه ومنعهم إياه من التصرف فيما جعل التدبير اليه والتصرف فيه فإذا حيل بينه وبين مراده سقط فرض القيام بالإمامة ولاحتمال القتل وجبت غيبته ولزم استتاره كما استتر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تارة في الشعب واخرى في الغار ولا وجه لذلك من المضار المحتملة أو الواصلة إليه(901)، وقد حصل الخطر هذا على الإمام حين استشهاد ابيه (عليه السلام) وذلك حينما كان المعتضد العباسي(حكم من279هـ/892م -289هـ/901م)(902)، يرسل أتباعه للبحث عنه والقبض عليه وقتله فمن يمكن أن يكون في تلك الدار خطراً على الدولة وكيانها غيره اذ كرر المحاولة أكثر من مرة المعتضد العباسي(903).
ويتطرق الصدوق إلى مطالبة الخصوم بوجود صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) كوجود من تقدمه من الأئمة (عليهم السلام) إذ قالوا: (إنه قد مضى على قولكم من عصر وفاة نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحد عشر إماماً كل منهم كان موجوداً معروفاً باسمه وشخصه بين الخاص والعام فإن لم يوجد كذلك فقد فسد عليكم أمر من تقدم من أئمتكم كفساد أمر صاحب زمانكم هذا في عدمه وتعذر وجوده) ومن بعد هذا الطرح يقدم المصنف بطرح الردود على هذا الاستشكال ويقول ان خصومنا جهلوا آثر حكمة الله تعالى وأغفلوا مواقع الحق ومناهج السبيل في مقامات حجج الله تعالى مع أئمة الضلال في دول الباطل في كل عصر وزمان فإنه قد ثبت أن ظهور حجج الله في مقاماتهم في دول الباطل على سبيل الإمكان والتدبير لأهل الزمان فان كان الحال ممكناً في ظهور حججه في تدبير الأولياء لوجود الحجة بين الأولياء كان ظهور حجته ممكناً ايضاً وان كان الحال غير ممكن كان استتاره واجباً بما تقتضيه الحكمة إلى وقت بلوغ الكتاب أجله كما هو حاصل في حجج الله المتقدمة من عصر وفاة آدم (عليه السلام) إلى حين زماننا فمنهم المستخفون ومنهم المستعلنون(904).
وفضلاً عن ما طرحه المصنف في احتجاج البعض بقولهم بان يكون مثل آبائه أئمة معروفين وهناك من يقول، اذا كان الخوف وأحوجه للاستتار فقد كان آباؤه على تقية وخوف من أعدائهم فكيف لم يستتروا فالرد يكون ان آباءه (عليهم السلام) ما كان عليهم خوف مع لزوم التقية والعدول عن التظاهر بالإمامة ونفيها عن نفوسهم واما الزمان (عجّل الله فرجه) كل الخوف عليه لأنه معلوم بأنه يظهر بالسيف ويدعو إلى نفسه ويجاهد من يخالفه فأي نسبة بين خوفه من الأعداء وبين خوف آبائه وفضلاً عن ذلك أن آباءه (عليهم السلام) متى قتلوا أو ماتوا كان هناك من يقوم مقامهم ويسد مكانهم للإمامة من أولاده وصاحب الامر (عجّل الله فرجه) بالعكس من ذلك لان معلوماً انه لا يقوم مقامه أحد(905)، وحاله هنا في ذلك يختلف عن حال آبائه اما لأنهم آمنوا على أنفسهم وخاف هو أو لأنه يلزمه من العروض مع ظهوره ما لا يلزمهم فيكون الحذر في جانبه أتم من غيره(906).
وقد صرح القرآن الكريم بالأخطار التي دارت حول حججه وأنبيائه من قبل أقوامهم فالخصوم لا يعلمون مدى حجم الخطر المحدق بالإمام لذلك يطالبون به بالرغم من كونهم لا يؤمنون بقضيته والموالون منتظرون له وصابرين على غيبته بما أخبرهم به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)، قال تعالى: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباءوُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (البقرة: 61)، حيث جاء في تفسيرها أنهم أصابتهم الذلة واحل عليهم الغضب بسبب استكبارهم عن إتباع الحق وكفرهم بآيات الله وأهانتهم لحملة الشرع وهم الأنبياء وأتباعهم إلى ان قتلوهم ولا تكبر أعظم من هذا(907)، وقال تعالى: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة: 91)، والخطاب في هذه الآية لرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قل لليهود من بني اسرائيل إذا لم يؤمنوا ويقولون أنهم يؤمنون بما انزل عليهم فلم تقتلون أنبياء الله ان كنتم مؤمنين بما نزل عليكم وقد حرم قتلهم بالكتاب الذي انزل عليكم بل امركم إتباعهم وطاعتهم وتصديقهم(908).
وغيرها الكثير من الشواهد التي تدل على الخطر المحدق بحجج الله فكانت الأنبياء نفسهم يقتلون كونهم يدعون للحق الواحد فكيف اذا كان من يدعو الله يقول انا وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو حجة الله عليكم وفوقها انه يكون خطراً على السلطة الحاكمة لاستشعارها انه يزاحمها في الملك، ومن المعروف والمتسالم عليه بين العام والخاص ان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حين استشهد وكل بحاشيته وأهل بيته وحبست جواريه وطلب مولوده هذا أشد الطلب وكان أحد المتولين عليه عمه جعفر أخ الامام الحسن العسكري (عليه السلام) حيث ادعى الإمامة لنفسه وأن حكمة غيبته (عجّل الله فرجه) بما جرى من سنن غيبة من سبقه وما لزم من حكمة غيبته ما لزم من حكمة غيبتهم(909).
كما ان أزمنة الأئمة (عليهم السلام) كما لا يخفى على أحد كلها عاصرهم حكام طواغيت وظلمة تربصوا للائمة بالقتل والتنكيل وعلى أتباع ال محمد وعملوا على طمس أمرهم حتى يبقوا في سلطانهم لعلمهم بأحقية الأئمة في إمامة الامة وهذا واضح تاريخياً حتى زمان الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وقد حاولت السلطة العباسية البحث عنه وقتله لعلمهم بولادته فكانت حكمة الله في غيبته كي لا ينطمس خاتم الحجج بالقتل كما حصل مع آبائه (عليهم السلام).
ومما يستشهد به المصنف حديث للإمام الصادق (عليه السلام): (إن لله رسلاً مستعلنين ورسلاً مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين) وتصديق ذلك قوله تعالى: ﴿وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً﴾ (النساء: 164)، فكانت حجج الله تعالى منذ وقت آدم (عليه السلام) إلى ظهور إبراهيم (عليه السلام) أوصياء مستعلنين ومستخفين، فلما كان وقت إبراهيم (عليه السلام) ستر الله شخصه وأخفى ولادته لأنه في زمانه يتعذر ظهور الحجة إذ كان في سلطان نمرود مستتراً لأمره وكان مظهر لنفسه فالنمرود يقتل أولاد رعيته في طلبه إلى أن دلهم إبراهيم على (عليه السلام) على نفسه وظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها ووجب إظهاره للذي أراده الله في إثبات حجته وكمال دينه إلى وقت وفاته كان له أوصياء مستعلنين ومستخفين وكذلك ما حصل لموسى (عليه السلام) فكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه الذي شاع من ذكره وخبره فستر الله ولادته حتى تربى في حجر آل فرعون وهو لا يعرفه ثم كان ما كان من أمره بعد أن أظهر دعوته ودلهم على نفسه لما مضى كان بعده أوصياء مستعلنين ومستخفين من وقته إلى زمان عيسى (عليه السلام)، فظهر في ولادته معلناً لدلائله مظهراً لشخصه غير مخفٍ كون زمانه فيه إمكان ظهور الحجة ثم كان بعده أوصياء مستعلنين ومستخفين(910).
فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تعذر ظهوره كما كان في السابق حال آبائه عند موت أحد يعرف الثاني علناً مع لزومه التقية للخطر الذي أحاط بجميع الأئمة (عليهم السلام) فما كان أحد منهم الا مسموماً أو مقتولاً فحكمة الله اقتضت أن يغيب حجته حتى لا تخلو الأرض من حجة لله على العباد، فيروى عن الاصبغ بن نباته قال أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوجدته متفكراً ينكت في الأرض، فقلت يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكراً تنكت في الأرض أرغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في دنيا يوماً قط ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت يا أمير المؤمنين وان هذا لكائن، فقال: نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ اولئك خيار هذه الأمة مع أبرار العترة، قلت وما يكون بعد ذلك؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات وغايات ونهايات)(911).
ينقل عن الإمام الحسن الزكي (عليهم السلام) قال: (والله انه لعهد عهده إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي (عليهم السلام) وفاطمة (عليها السلام) ما منا إلا مسموم أو مقتول)(912)، فالرسل والأنبياء والأوصياء لم تخل الأرض منهم وقد كانت لهم فترات من الخوف وأسباب لا يظهرون فيها دعوة إلا لمن آمنوه(913).
يروى عن الإمام الباقر (عليهم السلام) قال: (... أن الله (عزَّ وجلَّ) جمع لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سنن النبيين من آدم... إلى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قيل له وما تلك السنن؟ قال علم النبيين بأسره وإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليهم السلام)...)، وينقل عن جابر بن عبد الله عن الإمام الباقر (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة فما كان لأدم (عليهم السلام) فالرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد (عليهم السلام))(914)، وعن الإمام الباقر (عليهم السلام) قال: (ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم؟ ثم قال إن هذا محمد رسول الله وإن هذا علي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وإن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي فأُعبد به طوعاً وكرهاً، قالوا أقررنا يا رب وشهدنا...)(915).
ومما ورد في خطبة الوداع لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:... القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا لان الله قد جعلنا حجة على المقصرين...)، وقال: (معاشر الناس إني نبي وعلي وصي الا ان خاتم الأئمة منا القائم المهدي)، وقال: (علي أمير المؤمنين والأئمة بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمة منهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق...)(916).
وهذا كله صائر إلى الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) وان غيبته بسبب التهديد بالقتل ولحكمة ما لم يصرح بها الأئمة (عليهم السلام) فيروى عن أبي عبد الله (عليهم السلام) قال: (إن للقائم منا غيبة يطول أمدها، فقيل له ولم ذلك يا بن رسول الله؟ قال: إن الله (عزَّ وجلَّ) أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم...)، وفي حديث له (عليهم السلام) يخاطب أحد أصحابه قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة يرتاب كل مبطل، فقلت له: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام) الا وقت افتراقهما... أن هذا الأمر أمر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله ومتى علما انه (عزَّ وجلَّ) حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف لنا)(917).
والحديث هنا مع من صدق أمر الإمامة بوجه عام وأنها فيهم فأما من لا يؤمن فلا وجه لتوجيه الحديث له وأما من صدق في حقهم في خلافة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهو من المسلمات بأن يؤمن بما أخبر به نبينا الكريم فيهم وبالتالي يعتقد ويؤمن بالغيبة والحكمة منها بما أخبرنا الأئمة (عليهم السلام) بالحكمة من الغيبة والتسليم لقولهم وتصديق وجه الحكمة في التخطيط الإلهي للغيبة وان المعلن منها كما سلف في الحجج السابقة وهو الخطر أما السر الذي سيكشف عنه عند الظهور فمن المرجح ان فيه خطراً على الإمام الغائب لو كشف وان موسى (عليهم السلام) نبي من أنبياء الله ولم يحتمل السكوت والاستعلام لما قام به الخضر حينها أخبره وافترق فلو كشف سر الغيبة لعامة الناس فمن المحتمل أنهم لم يحتملوا هذا السر فخفي إلى وقت الظهور حتى يتم التخطيط الإلهي للوقت المحدد لها فيمكن أن يكون حينها حجة الأمر لا تراجع فيه ان تطيع الناس ولا يكون إلا واجب الطاعة والتسليم.
وبما انه قلنا ان التسليم للإمامة وأنها واجبة لمن صدق فإن الأئمة (عليهم السلام) قالوا أنه لا يؤذن لهم في كشف السر الأساسي للغيبة وهم أئمة مفترضو الطاعة فالواجب علينا لا نسأل عن هذا السبب وننتظر حكمة الله ومن المحتمل أن يكون من ضمن هذه الإسرار هو التوضيح والتفسير لبعض القرآن الكريم الذي فسره الكثير على هواه حتى خرجت من الإسلام حركات واتجاهات تكفر من تشاء وتمدح من تشاء حتى تلاحظ ذكرهم لبعض الشخوص عبر التاريخ أكثر من ذكرهم لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما هو الحال في الحركات التكفيرية في العصور الحديثة.
وأشار الطوسي إلى إشكاليات البعض في حال الغيبة فأنه كيف إصابة الحق مع غيبة الإمام فان كان الجواب بان لا سبيل لها جعل الخلق في حيرة وان كان الجواب ان الحق يصاب أدلته فهو تصريح بالاستغناء عن الإمام وهنا يجيب بقوله: (الحق على ضربين عقلي وسمعي فالعقلي يصاب بأدلته والسمعي عليه أدلة منصوبة من أقوال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونصوصه وأقوال الأئمة (عليهم السلام) من ولده وقد بينوا ذلك وأوضحوه ولم يتركوا منه شيئاً لا دليل عليه)(918)، وكما ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) يرويه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (وأخبرني جبريل عن الله (عزَّ وجلَّ) أن ذلك يزول - يعني الظلم والجور - إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً وكثرة المادح لهم وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد والإياس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم)(919).
وكما تم الإشارة إلى أن النقل في زماننا الحالي موجود ومتواتر وقد وصل إلينا وانه لابد من منقذ للبشرية بوجه عام فلم لا يصدق بخبره بما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) أنه الإمام المولود الغائب الطريد المهدد بالقتل من قبل أعداء الله وذلك بكثرة هذه الأخبار حتى وان قلنا انها أخبار مزيفة فالحجة أنه متى كان المجال متاح لمؤرخي الأمامية متاح ليزيفوا كل هذا الكم من الأحاديث بالرغم من تطابق الكثير منها مع ما ورد من غير الامامية وأقلها أن الأئمة هم على عدد نقباء بني إسرائيل وأنهم اثني عشر إمام ولم نجد على طول ومدار التاريخ الإسلامي من كانوا اثني عشر قائداً أو وزيراً أو أميراً أو ولي عهد أو غيرهم بهذا العدد متسلسلين من أب واحد وفيهم أخبار متواترة غير الأئمة من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلماذا تكذب أخباره وأخبار الأئمة وتصدق أخبار عامة المؤرخين من المسلمين مع احتمال وجود أن التزييف فيها لطمس ذكر الإمام الثاني عشر وخاتم الأوصياء والحجج (عجّل الله فرجه) فيكون اعتراض على ما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان هناك ما تحقق في الإسلام ومنها ما ترك لمصلحة البشرية لو لغاية مستقبلية لم تتحق بعد، وخلاصة القول أن من يؤمن بما أنزل في القرآن الكريم واجب التصديق بالغائب وذلك لو تمعنا في بعض الآيات منها قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْـرِكُونَ﴾ (التوبة: 33).
وأخرج الصدوق رواية عن الامام الصادق (عليهم السلام) في معنى الآية قال: (والله ما نزل تأويلها حتى يخرج القائم (عليهم السلام) فإذا خرج القائم (عليهم السلام) لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام كره خروجه حتى أن لو كان كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني(920) واقتله)(921).
وأخرج مثل رواية الصدوق في معنى الآية في عدد من المصادر، وبنفس السياق ورد في هذه المصادر تفسير الآية المباركة عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه سئل عن معناها: (أظهر ذلك بعد؟ قال: كلا والذي نفسي بيده حتى لا يبقى قرية الا ونودي فيها بشهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكرة وعشياً)، وعن ابن عباس قال: (لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة حتى صار إلى الإسلام)(922).
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أن جميع البشرية أو قل سكان الأرض هل جميعهم على دين الإسلام والجواب كلا وهناك من هو باق على ديانات قد حرفت وهناك حتى من لا يؤمن بوجود الله (عزَّ وجلَّ) وهناك من ينكر كل شيء ووجود من يعبد الأصنام حتى يومنا هذا ونحن في سنة (1440هـ) فهل من قائل من المسلمين أن هذه الآية قد تحققت بغض النظر عن التفسير العميق أو الباطن لها أو فلسفات التفسير والجواب أيضاً كلا، وهذا واضح وضوح الشمس لا يحتاج إلى تفسير أكثر سوى أن السؤال هنا متى يكون كل شيء عائداً إلى الإسلام وما هو الا عند عودة الغائب وظهوره في اليوم المقدس المأمول لذلك وغيرها من الشواهد القرآنية.
فبعد أن انقطع عنا نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجعل لنا هداة من أهل بيته وعترته يهدوننا إلى الحق ويجلون عنا العمى وينفون الخلاف والفرقة معصومين قد أمنا منهم الخطأ والزلل وقرن بهم الكتاب وأمرنا التمسك بهم على لسان نبيه وإنا لا نضل ان تمسكنا بهما ولولا ذلك لوجب إلا بعثة الرسل إلى انقطاع التكليف عنا وقال تعالى: ﴿إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ﴾ (الرعد: 7)، فله الحجة البالغة علينا في ذلك(923)، فعن الإمام الحسين (عليهم السلام) قال: (سمعت جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة)(924)، وسئل الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن المنتظر من آل محمد فقال: (هو العاشر من ولد الثاني يملأ الله به الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً تكون له غيبة تطول على المنتظرين لا يكفر بها إلا شقي)(925).
ومن باب الاختبار للمسلمين بصورة عامة يمكن أن يكون وقوع الغيبة لهذا الغرض فقد جاء في قوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: 2-3)، فقد ورد في تفسير هاتين الآيتين هو استفهام إنكار معناها أن الله سبحانه وتعالى لابد من أن يبتلي عباده المؤمنين ما عندهم من إيمان كما ورد في الحديث الصحيح: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فن كان في دينه صلابة زُيدَ في البلاء)(926)، وقيل: (أن الإيمان هو التصديق بالله وحده وصفاته وعدله وحكمته وبالنبوة وبكل علم بالضرورة مجيئ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) به مع الإقرار بذلك وعلى هذا أكثر المسلمين بل ادعى(927)، بعضهم إجماعهم على ذلك والتصديق بإمامة الأئمة الاثني عشر وبإمام الزمان (عليهم السلام) وهذا عند الامامية)(928).
ويعطي أحد الباحثين التفاته ودليلاً منطقياً واضحاً وذلك بأنه الغيبة ثبتت بتجلي ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بما لا يقبل الشك وعدم ذكر وفاته في المصادر ولم يجر على ألسنة الرواة والمحدثين وأهل التاريخ ولم يتم اعلان ذلك من قبل سلاطين الجور [لا سابقاً ولا حتى في عصرنا الحديث] كل ذلك دليل على وجوده وعدم تواجده فيما بيننا دليل على غيبته وبهذا يكون قبول الغيبة من الضرورات العقلية فضلاً عن الإثبات الروائي فإذا أضفنا لذلك أن الأرض لا تخلو من حجة ناطق أو صامت عرفنا ثبوت الغيبة ووجود الامام حياً يرزق وانه اختفى أو غاب خوفاً على نفسه من القتل، وكما امتحن الله البشرية من ذي قبل وعلى مر العصور والأجيال وفتنوا في اختبار وغربلة(929)، فلا مانع أن يمتحن المسلمين ليعلمن الله الصادقين من الكاذبين في الصبر والإيمان(930).
والإشارة في جميع ما ورد إلى الإمام الغائب فلو آمن أحدهم بولاية وخلافة علي (عليهم السلام) فكانت وصية من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدفعها الأئمة واحد واحد حتى أشار جميعهم إلى الإمام الغائب من باب الوصية واثبات الحجة فان الوصية متصلة ولا انقطاع لما أمر به الله حتى وصلت إلى نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وللائمة من بعده إلى صاحب الزمان الغائب كما أخبر به هو والأئمة (عليهم السلام) فلا انقطاع لحجة الله على خلقه إلى يوم القيامة وهي فيهم بأمر الله فليؤمن من يؤمن ومن يكفر من يكفر فالكثير من الامم السابقة كذبوا الأنبياء حتى رسولنا الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رموه بالسحر والجنون وكذبوا الرسل بعد أن أتوهم بالبينات فلا غرابة في الطعن والتكذيب بأمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لكن سيثبت ما غاب عنا من اسرار عند ظهوره وتكون الحجة الدامغة ولا ينفع إيمان نفس أنكرته فيما قبل.
فواجب التصديق بالغيبة هو التصديق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كونه من أخبر بوجود المهدي (عجّل الله فرجه) ومن عترته وانه بشر به وسيظهر في آخر الزمان كما أسلفنا الذكر بالأحاديث المطروحة من كلا الجانبين كون نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عنده علم كل شيء وما هو إلى يوم القيامة وعلمه هذا من الله وبأمر الله ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك وهذا بالدليل القرآني، قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود: 49)، ورد في تفسيرها أن هذه الأخبار التي أعلمناك ايها لم تكن تعلمها أن ولا قومك من العرب وبيان القصص فيها وواظب على القيام بأمر الله واصبر على أذى قومك يا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على تكذيب من كذبك كما صبر قبلك الأنبياء (عليهم السلام) والعاقبة للمتقين لك ولإتباعك في الدنيا والآخرة(931).
وهل نصدق بما أخبرنا به من قصص الماضين كما أعلمه بها القران ولا نصدق بما يخبرنا به للمستقبل فالقائل بهذا هو من يقطع نبوته نبينا وهي رسالة عالمية خاتمة للأديان السماوية وأنها باقية إلى يوم القيامة فالواجب هو الاعتقاد بكل ما قاله ومنها غيبة الثاني عشر من الحجج (عليهم السلام)، فلما كان وقت نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال الله (عزَّ وجلَّ) له في الكتاب: ﴿ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (فصلت: 43)، ثم قال (عزَّ وجلَّ): ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا﴾ (الإسراء: 77)، فكان من سنته ما قد لزم من الرسل من قبله في إقامة الأوصياء كإقامة من تقدمه لأوصيائهم فأقام أوصياء كذلك وأخبر بكون المهدي خاتم الأئمة (عليهم السلام) وانه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ونقلت الأمة بأجمعها عنه وأن عيسى (عليهم السلام) ينزل وقت ظهوره فيصلي خلفه فحفظت ولادات الأوصياء ومقاماتهم في مقام بعد مقام إلى وقت ولادة صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) للقسط والعدل كما أوجبت الحكمة بغيبته(932)، وحتى الأئمة (عليهم السلام) لم يمضِ أي واحد منهم حتى أخبر بالإمام الذي بعده إلى وقت الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) حتى وردت أحاديث من قبل جميع الأئمة بخبره وشأن غيبته إلى الوقت المراد من الله (عزَّ وجلَّ)(933).
وهنا قد عرفت الدلالة على ان الزمان لا يخلو من إمام وانه يجب ان يكون معصوماً وكل من قال بذلك قال بان الإمام هو الذي نشير إليه وثبت من الأخبار المتواترة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) ما تتضمن النص على اسمه ونسبه ووجوده فيكفي في الجواب ان سبب الغيبة مع ثبوت العصمة ان نحمل أفعاله على الصواب وان خفي الوجه لولا مصلحة مبيحة للاستتار لما استتر(934).
وسائل يسأل لما كانت غيبته هي بسبب أعدائه والخوف من القتل والاختفاء عن المخالفين له فلم يغيب عن أوليائه ومواليه فالجواب هنا يكون انه لم يكن في غيبة عن أوليائه من باب التقية وان غاب عنهم كغيبته من أعدائه وإنما إشفاقا عليهم فلو علم أعداء الإمام انه يلتقي أولياءه فمن المحتمل وقوع الضرر على مواليه فضلاً عن أن ذلك يؤدي إلى إتباعه واقتفاء أثره وحينها يطالب أوليائه به وان يثبتوا وجوده لمن يحتج عليهم ويقع الحرج والضرر والمكروه وليس للموالين الا الإيمان بغيبته والطاعة ولم تكن غيبته عنهم إلا لهذا الوجه(935)، والخوف على نفسه في هذا الحال هو كحال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين استتر تارة في الشعب واخرى في الغار حتى وان استتر يسيراً ويقال ان هذا ليس كحال الإمام لان التفاوت غير مؤثر في واحد من الحالين اذ جاز تفويت الحالين مع قصر المدة وتطاولها(936) ومن باب علة غيبته عن أوليائه انه متى ظهر لهم فلسرورهم به وفرحهم بمشاهدته يتباشرون به ويلقى كل واحد منهم من يأمنه من أصدقائه خبره حتى يشيع ذلك ويطلع عليه أعداؤه فيعود الأمر إلى الاستتار عن الجميع وحتى ان ظهر لأوليائه فلا يمكن معرفته بالمشاهدة وإنما يعرف بالجملة من ظهور العلم والمعجزة على يديه فلا يمتنع حينها ظهور الشبهة في ذلك فيذيعوا خبره فيؤدي إلى تتبعه وطلبه فيحتاج إلى الاستتار وكل هذا جائز ولا نقطع شيء منه ويكفينا ان يكون وجهاً في علة الاستتار(937).
ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل وأن الله (عزَّ وجلَّ) جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون)(938)، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) وكان معه الحسنين (عليهما السلام) قال: (والله لأقتلن أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلاً من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا وليغيبن عنهم تمييزاً لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة)(939).
وروي أن أحد أصحاب الإمام الرضا (عليهم السلام) سأله قال: (يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الإمام الصادق (عليهم السلام) أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليهم السلام) بفعال آبائهم فقال (عليهم السلام) هو كذلك فقلت فقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ (فاطر: 18)، ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاَ قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم...)(940).
ولهذا الامتحان والغيب عن المؤمنين ولتمييز المؤمن من الضال، فقد ورد أن سئل الإمام الحسين (عليهم السلام) (لماذا خرجت إلى كربلاء؟ فقال: فبمن يمتحن هذا الخلق...)(941)، فلو قال الخصوم لم لا يظهر لإعدائه كما ظهر وقام جده الحسين (عليهم السلام) فالجواب يكون أن المعصوم لا يمكن تعليل أفعاله لأنها تحمل على الصحة والا لما كان معصوماً، ومن جانب أن الإمام الحسين (عليهم السلام) تحققت له بعض النصرة فوجب عليه القيام والقائم لم يحصل له ذلك(942)، يعلق أحد الباحثين على هذا الحديث الوارد عن الإمام الحسين (عليهم السلام) بأنه لو لم تكن قضية كربلاء موجودة كيف كان سيظهر جوهر حبيب بن مظاهر والشمر فلعل مظهرهما كان واحداً وعندما حدثت قضية كربلاء وإذا بها تفصل بين هذين الرجلين وهناك امور خفية في مرحلة القوة حيث يوفر الامتحان الإلهي لكي يتحول ما في هذه القوة إلى فعل(943).
وفي قضية غيبة إمامنا يقع الاختبار ولعله لكشف الخبيث من الطيب الواقع بين المسلمين ولا يعرف الا بهذا الاختبار الذي يعد قاسياً على المؤمنين وفيه يظهر جوهر المؤمن من غيره بالفعل لا بالقول حين ظهوره المقدس وحينها تصحح للناس عقائدهم التي ظللهم بها المظللون أو أعداء السلام وأصبحت نافذة جيلاً بعد جيل.
وينقل الكليني عن الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام): (اذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد...، إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به إنما هي محنة من الله (عزَّ وجلَّ) امتحن الله بها خلقه لو علم آبائكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لأتبعوه...)(944).
ويجيب المفيد عن سبب الغيبة وما الفرق بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وبين آبائه (عليهم السلام) قال: (كان من مضى من آبائه صلوات الله عليهم قد ابيحوا التقية من أعدائهم والمخالطة لهم والحضور في مجالسهم واذاعوا تحريم إشهار السيوف على أنفسهم وخطر الدعوة إليها وأشاروا إلى منتظر يكون في آخر الزمان منهم يكشف الله به الغمة ويحيي ويهدي به الأمة لا تسعه التقية...)(945).
ثم يقول: (ولما كان امام هذا الزمان (عليهم السلام) هو المشار اليه بسل السيف من أول الدهر في تقادم الأيام المذكورة والجهاد لإعداء الله عند ظهوره ورفع التقية عن أوليائه وإلزامه الجهاد وانه المهدي الذي يظهر الله به الحق ويبيد بسيفه الضلال وكان المعلوم انه لا يقوم بالسيف الا مع وجود الأنصار واجتماع الحفدة والأعوان ولم يكن أنصاره (عليهم السلام) عند وجوده متهيئين إلى هذا الوقت موجودين ولا على نصرته مجمعين... وان كانوا يصلحون لنقل الآثار وحفظ الأحكام والدعاء له بحصول التمكين ومن ذلك إلى الله (عزَّ وجلَّ) لزمته التقية ووجب فرضها عليه كما فرضت على آبائه (عليهم السلام) لأنه لو ظهر بغير أعوان لألقي بيده إلى التهلكة ولو أبدى شخصه للأعداء لم يألُ جهداً في ايقاع الضرر به واستئصال شيعته... ولما ثبتت عصمته وجب استتاره حتى يعلم يقيناً لا شك فيه حضور الأعوان له واجتماع الانصار وتكون المصلحة العامة في ظهوره بالسيف ويعلم تمكنه من إقامة الحدود وتنفيذ الإحكام...)(946).
ومثل ما أخفى الله ولادة بعض أوليائه كذلك صاحب زماننا أخفى الله ولادته وستر أمره وهو خاتمة وصية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى البشرية بعد أبائه الأئمة سيأتي بأمر الله ليستكمل دينه ويظهر حقه وقد يقول قائل هل الدين لم يكتمل برسوله والجواب انه اكتمل بوصيته لأمير المؤمنين وأبنائه من بعده الا أن اهل الظلال استحكموا الأمر عليهم أما بالقتل أو السم فأصبح الثاني عشر منهم بنفس الخطر فشاء الله أن يخفي أمره حتى ينهض بوصية جده وأمر الله وتميزاً لأهل الضلال بغيبته(947)، وبما ورد عن الرسول وهو من بشر به وهذا من المسلمات عند مذهب الامامية وإلا يمكن الرد على المعترض بسؤال لماذا لم تنتهِ الدنيا وتقوم القيامة بعد الرسول ما هو إلّا مشيئة الله في غاية ما ولا نعرف غير انتظار الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) يخرج في آخر الزمان ومن عنده تفسير عدا ذلك وجب إظهاره ولا يعلو فوق حديث رسول الله إلا القرآن فهو لا ينطق عن الهوى.
ثانياً - وجه الانتفاع بالإمام الغائب (عجّل الله فرجه):
وبهذا الصدد ورد في الكتاب موضوع البحث انه كيف الانتفاع بالإمام الغائب عن الإمام الصادق (عليهم السلام) قال: (كما ينتفعون بالشمس اذا غيبتها السحاب)(948)، وفي هذا استدلال عقلي لطيف يطرح من قبل المصنف فيما يتعلق بالجوارح في جسم الإنسان بان تدبيرها من قبل القلب وهو غائباً عنها فإنه يحتاج إلى القلب لبقائها على صلاحها ولولا القلب لفسد تدبير الجوارح بالرغم من كونه غائب عنها كذلك يحتاج إلى الإمام يحتج به الله على الخلق وبه يدفع عنهم وبه يرزقهم وبه ينزل عليهم الغيث(949)، وقد ورد هذا الحديث (كالشمس إذا غيبتها السحاب) عند جملة من المؤرخين بتفاوت بسيط ما بين النقل في العبارات(950).
وقد اعطي في معنى غياب الشمس وراء السحاب وما الفائدة منها فقد وردت عدة تفسيرات عقلية لهذا الموضوع من بعض المؤرخين قيل أننا ننتفع به في غيبته بأننا نبقى منتظرين ومستعدين لظهوره مطالبين بالالتزام بخطه بما أخبرنا به جده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما أخبر به آبائه (عليهم السلام) واعتقادنا بوجوده وانه حجب عنا ولا نقبل أي فكرة تدور حول فلك العقيدة المهدوية ونتمسك بما أمرنا به ونرفض كل ما عداه ونعيش على أمل التشرف بلقائه ونصرته ونعمل على حب العدل وكره الظلم والمقيمين عليه فننتفع به كذلك الشمس تنفع الأحياء بحرارتها حين تظهر وبنورها حين يصل من خلال الغيوم يخترق الكثافات فضلاً عن ذلك إننا ننتفع بتعاليمه التي قد يعطيها لمن يلتقي به في أي مكان في المجتمعات فإنه يظهر في عدة مناسبات بين الناس(951)، يعرفهم ولا يعرفونه وينصح لهم للإسلام دون أن يخطر ببال احد انه المهدي (عجّل الله فرجه)(952)، وورد في رسائل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قال (... واني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء...)(953).
وفي توضيح آخر عن مثل الشمس وغيبتها وراء السحاب يقول أحد المؤرخين المعاصرين: (الشمس أمان للمجموعة الشمسية من الفناء والزوال وفيها فائدة عظيمة للإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والجماد ومن الواضح ان السحاب لا يغير شيئاً من تأثير الشمس وفوائدها وإنما يحجب الشمس عن الرؤية في المنطقة التي يغيم عليها السحاب فقط، فالإمام (عجّل الله فرجه) الذي شبه بالشمس وراء السحاب هو الذي بوجوده يتنعم البشر وتنظم حياتهم وهو أمان لأهل الأرض لأن الأرض لا تخلو من الحجة لو خلت لساخت بأهلها)، ثم يكمل هذا الباحث القول بأن الامام (عجّل الله فرجه) يحضر في مواسم الحج كل عام ويتردد على المجالس والمحافل ويبادر لحل المشاكل بواسطة أو بدونهـا لبعض المؤمنين ولعل الناس لا يرونه ولا يعرفونه ولكنه يراهم ويعرفهم وقد ظفر الكثير من الناس باللقاء به في الغيبة الصغرى والكبرى(954).
ورد عن الإمام الصادق (عليهم السلام) قال: (يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه)(955)، ورد نفس الحديث عند الكليني والنعماني(956)، وقال (عليهم السلام): (لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولا بد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة(957) وما بثلاثين من وحشة)(958) وقال: (للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصة شيعته والاخرى لا يعلم بمكانه إلا خاصة مواليه)(959).
وذكر تفسيراً في معنى الشمس وغيبتها خلف السحاب مع غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) أولها يطرح تساؤل لماذا شبه بالشمس وليس القمر بما ورد من أحاديث والجواب يكون أن نور الشمس نابع من ذاتها بينما القمر يكتسب نوره من الشمس، وان أشعة الشمس لها فوائد كثيرة ليست في أشعة القمر وان دور الشمس في المجموعة الشمسية دور قيادي رئيسي بخلاف القمر فإنه واحد من الكواكب التي تسبح في المجموعة فالمجموعة الشمسية لها مركز تدور حوله الكواكب وهي الشمس وان هذه المجموعة تسير بانتظام هو بسبب الجاذبية الموجودة في الشمس ولولا الجاذبية لاختل النظام واضطربت المجموعة وانتثرت الكواكب واصطدم بعضها ببعض وتلاشت في الفضاء وهلكت الكائنات وتبدل الوجود إلى العدم وهذا كله بقدرته سبحانه وتعالى الذي جعل هذه القوة الجاذبة الطاردة في الشمس فلولا القوة الجاذبة لتفرقت هذه الكواكب ولولا القوة الطاردة لاقتربت هذه الكواكب واحترقت فالشمس أمان المجموعة الشمسية ومن الفناء والزوال(960).
فالنظر إلى فائدة الشمس وترسل أشعتها النافعة وتتفاعل بأنواع التفاعلات في الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والتراب والجماد والسحاب لا يغير منها شيء ومن الطبيعي ان السحاب لا يتكون الا من إشراق الشمس والأمطار لا تهطل الا من السحاب فلولا الشمس ما كان السحاب ولا مطر ولا زرع وكان مصير الحياة معلوماً، فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بما شبهه من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) بالشمس وراء السحاب وبوجوده ينعم البشر وتنظم الحياة وكل ذلك من فضل الله وهو الذي تتفجر منه الخيرات والبركات والألطاف الإلهية والفيوضات المعنوية إلى الناس وهو المهيمن على الكون بإذن الله وبالرغم من غيبته التي ارادها الله له يتمتع بقدرة تمكنه من كل ما يريد وتوفر له جميع الوسائل وان جميع تصرفاته وانجازاته كلها مطابقة للحكمة والمصلحة العامة(961)، ويمكن القول ان الشمس وان غابت كما في المثل لابد لها وان تظهر ومع غيبتها لا يتحقق ضرر ما وان تحقق ضرر فأنه ينتفي بظهورها مرة اخرى وتعود لما كانت عليه بعد ترقب ظهورها وهو مؤكد وان غابت خلف السحاب وهذا حال إمامنا بأنه سيكشف ما غاب عنا وما جهلنا به كثير من الامور وان سيزيح هذه السحابة عنها ويكشف لنا السر الموعود بكشفه حال ظهوره.
وأخيراً ان شيعته والقائلين بإمامته ينتفعون به حال غيبته فهو لطف لهم في حال الغيبة كما هو حال الظهور وانهم منتفعون به لحفظ الشرع وانه لم يكتم عليهم من الشرع ما يصل إليهم وهم يقرون بإمامته بحسب الاعتقاد الامامي هي تكليف من الله (عزَّ وجلَّ) ويجب الطاعة(962)، وان الأخبار المتواترة دلت على تنصيص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للإمام علي (عليهم السلام) وأولاده من بعده وهي تفضي إلى العلم ثم من أولاده إلى الثاني عشر (عجّل الله فرجه) والدليل على إمامته نص النبي ونص آبائه وقولهم حجة ودليل وجوده على الجملة هو ما دل على أن الزمان مع بقاء التكليف لا يجوز أن يخلو من إمام معصوم وهو أعلم أهل زمانه(963).
وأشار مؤرخ آخر إلى ما يقرب الفكرة من الأذهان منها انه ما الفائدة من الإمام الغائب ويجيب عنها بعدد من التساؤلات منها انه ما الفائدة من غيبات الأنبياء (عليهم السلام)، وأيضاً غيبة الخضر (عليهم السلام) وبقائه لقرون متطاولة ولا بد للحكيم جل شأنه ان جعل بقاؤه لفائدة وما الفائدة من الإمام الغائب على الفائدة من وجود الخضر وجهلنا بفائدة بقاء كل منهما ليس مبرراً لنكران الفائدة وجحد المنفعة ونحن لا نزال نجهل الكثير من الأمور العبادية ومنها أيضاً طقوس الحج نؤديها من الإحرام والطواف والسعي والتقصير ورمي الجمرات والذبح والحلق لم نهتد إلى الغاية المترتبة عليها، فلعل الفائدة من الغيبة ما هي إلا اختبار وتمحيص للمؤمنين(964)، ونعود للتأكيد فوق كل هذا ان السر الأكبر للغيبة والذي لم يكشف عنه لا النبي ولا الأئمة (عليهم السلام) مرهون بظهوره (عجّل الله فرجه) وما علينا الا أن نصدق بما بشر به آباؤه ولا نكون كالذين كذبوا الانبياء وحاربوهم وباتوا يطالبون بالبراهين والمعجزات وما الفاصل هنا الا الصبر على الامر المعرفة أكثر حتى ينجلي ما غاب عن تفكيرنا في الحيرة منه.
ثالثاً - امتلاكه للاسم الأعظم:
ولعلاقة الأمر بالغيب يتطرق الصدوق إلى اسم الله الأعظم والعلة التي غيب اسمه عن جميع خلقه الذي اذا دعي به أجاب إلا الخاصة (ألم، وألمر، ألر، وألمص، وكهيعص، وحم عسق، وطسم، طس، ويس)(965)، وأخرجه إلى الناس بصورة مقطعه في أوائل السور حتى تعجبوا بهذا الإعجاز وازداد أهل الإقرار بصيرة وتوقف الباقون شاكين فيه ولا همة لهم إلا البحث عما شكوا فيه وفي البحث الوصول إلى الحق، والعلة الاخرى في إنزال أوائل السور بالحروف المقطعة إلّا ليخص بها أهل العصمة والطهارة فيقيمون بها الدلائل فهم مستحقو الفضل وإذا أخرجه للعامة من الناس لحصلت ذلك ضد الحكمة وفساد التدبير، واذا جاز أن يغيب الله اسمه الأعظم في الحروف المقطعة في كتابه الذي هو حجة فكذلك جائز أن يغيب حجته من الناس عن عباده المؤمنين وغيرهم لعلمه أنه متى أظهره وقع التعدي على حدود الله فيستحقون القتل وفي أصلابهم مؤمنون فالحكمة للغيبة في مثل هذه الحالة موجبة وكذلك القائم (عجّل الله فرجه) لم يظهر أبداً حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله (عزَّ وجلَّ) فقتلهم، وفي هذا ورد عن ابي عبد الله (عليهم السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ (الفتح: 25)، قال: (لو أخرج الله (عزَّ وجلَّ) ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذب الذين كفروا)(966).
ورد عن الإمام الصادق (عليهم السلام) في تفسير الآية ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ قال: (ان لله ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين وقائمنا لن يظهر حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت ظهر فيقتل الكفار والمنافقين)(967)، كما تطرقنا سابقاً أنه يخرج بسنن الأنبياء وما عندهم هو عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد أودعه عن الأئمة (عليهم السلام) يتناقل عندهم من واحد إلى الذي يليه حتى معاجز الأنبياء تكون عندهم منها عصى موسى والألواح وقميص آدم هو نفسه قميص يوسف وخاتم سليمان وكل علم عند الأنبياء والأوصياء الذين قبلهم يتوارث بعضهم بعضا، ومنها سيف وراية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلمه كله عندهم حتى ورد عن الصادق (عليهم السلام): (وان عندي الاسم الذي كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين نشابة وان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة)(968)، ومنها الاسم الأعظم ورد عن الإمام الباقر (عليهم السلام) قال: (... ونحن عندنا الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)(969).
ونورد مثالاً في الحروف المقطعة عن (كهيعص) عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) قال: (هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع الله عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...)(970) وقيل ان لهذه الحروف لها علاقة بالقضية المهدوية فقيل ان حم عسق حرف من اسم الله الأعظم ورد عن الإمام الباقر (عليهم السلام) قال في معنى (ح م ع س ق): ((حم سق): أعداد سني القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر فخضرة السماء من ذلك الجبل وعلم كل شيء في عسق)(971)، وبالتالي هو عند الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وان سر هذه العلوم عنده، ورد في خطبة لأمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: (... وبمهدينا تقطع الحجج فهو خاتم الأئمة ومنقذ الأمة ومنتهى النور وامض السر ليهن من استمسك بعروتنا وحشر على محبتنا)(972).
ولعل غيبة الإمام لها صلة بهذا الأمر حفظاً عليه حتى يكون من ضمن ايجابيات الغيبة والظهور هو الحفاظ على من يكشف أسرار هذه العلوم وبواطنها وما خفي على البشرية من فضل الله وأنها ستكون بحاجة إليه في وقت غير الوقت الذي نزل فيه القرآن اي إلى ما أراده الله لمستقبل البشرية وذلك لإيماننا بأن القرآن خاتم الكتب السماوية والإسلام خاتم الأديان وانه باق إلى يوم القيامة فلابد من ان يكشف الله ما فيه خير للبشرية حتى لا تبقى حجة لكل من أنكر الوحدانية الكبرى وتكون هذه العلوم حج عليهم ويكشفها الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) ويسخرها لخدمة الدين والناس وانه لو ظهر بعد وفاة ابيه وقام بأمر الإمامة لعله وقت بقائه لا يسعفه لكشف مجموع تلك العلوم والخير الذي اراده للبشرية لأنه حينها سيكون في عيون أعداء الله المتربصين له وإلا لا نجد من سبب لبقاء البشرية حتى هذا الوقت ما هو الا لأمر أراده الله ولا يعقل ان يكون هذا الأمر بلا تخطيط أو من دون صلة بأمر الهي وبالدين أو لا يرتبط هذا الأمر برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والله العالم.
رابعاً - الرد على من أنكره وفضل انتظاره:
وبهذا الصدد يورد مصنف الكتاب أحاديث المعصومين وما نقلوه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في إنكار الأئمة ككل والغيبة وإمام الزمان (عجّل الله فرجه)، منها يروى عن الإمام الصادق (عليهم السلام) قال: (من أنكر واحدً من الأحياء فقد أنكر الأموات) وسأله أحد أصحابه قائلاً: (من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه أمؤمن؟ قال: لا، قلت أمسلم هو؟ قال: نعم) وعن (عليه السلام) قال: (من أقر بالأئمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقيل له: ومن المهدي من ولدك؟ قال الخامس من ولد السابع(973) يغيب عنهم شخصه ولا يحل لهم تسميته)، وقال: (الإمام عَلَم فيما بين الله (عزَّ وجلَّ) وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً) وقال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال)(974).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من أنكر واحد من الأحياء فقد أنكر الأموات)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما انزل على محمد ومن أنكر عيسى فقد كفر ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر...)(975)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر)(976).
ولا يكون الأذى والبغض والجحود هو أشد ما يكون عند إنكار خاتم الحجج من الأئمة (عليهم السلام)، ويتطرق المصنف في حديثه بان صاحب زماننا (عجّل الله فرجه) حفظ أهل الإيمان والمعرفة وقته وزمانه وعلاماته وشواهد أيامه ووقت ولادته ونسبه وهم على يقين من أمره في حين غيبته ومشهده وأغفل هذا أهل الجحود والإنكار والعناد وفي صاحب الزمان قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ﴾ (الأنعام، آية: 158) سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن هذه الآية فقال: (الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة هو القائم (عليه السلام) فإذا قام لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدم من آبائه (عليهم السلام))(977)، وعنه (عليه السلام) قال: (ما زالت الأرض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة من الأرض إلا أربعين يوماً قبل القيامة فذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولن ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئك شرار خلق الله تقوم عليهم القيامة)(978).
وفي وجوب معرفة إمام الزمان (عجّل الله فرجه) أو الجهل به، ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من مات لا يعرف إمامه مات ميته جاهلية)(979)، وعن ابا جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (من مات لا يعرف إمامه مات ميته جاهلية كفر ونفاق وضلال)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من مات وليس له إمام مات ميته جاهلية)(980)، وينقل المفيد هذا الحديث ويعلق على الحديث بانه متسالم بين الأمة على صحته وقبوله وهو خبر صحيح يشهد به إجماع أهل الأثر وانه خبر متواتر وقد رواه علماء المذاهب الإسلامية الكبرى كافة الشيعة الامامية والزيدية واهل السنة وان مدلول الخبر لزوم وجود الإمام لزوم معرفة المسلم به ولم يتضمن وجوب ظهوره وعدم غيبته فالاعتقاد بالغيبة لا ينافي مدلول الخبر(981).
ولعل الحكمة من هذا الأمر وعلمها عند الله انه بما حصل للأنبياء والرسل على طول المدد والسنين السابقة والأزمان الماضية أنه تعالى أراد للبشرية حجة بالغة شاملة بترتيب أوسع من طول المدة وانتظار وحيرة واختلاف على يثبت حجته على الناس بما كان قبله ويثبت لهم ما أراده من صلاح للبشرية على يد هذا الإمام الغائب بعد أن كان الأنبياء والأوصياء واحداً تلو الآخر تكذبهم الأمم فجعل في طول الغيبة حكمة ما تعرف حين ظهوره المقدس ولعلها تقرب لعقول الناس صلاحهم وخيرهم الذي أراده الله لهم، أما من ينكر الغيبة نقول له ما هو الضرر الواقع عليك من غيبة الإمام حتى تنكرها وهل هناك ما يدخل الخوف على المنكرين وان كانوا لا يعتقدون بها رغم ما ورد فيها من الأخبار فترك الحديث عنها بالنسبة لمنكرها أجود له من الحديث والمعارضة وأما الحديث فيها فهو اعتراف هواجس المنكرين بوجود شيء وهل من المعقول عند كل منكر لم يصح عنده ولا خبر في شأن الغيبة وخاصة أن بعض أخبارها نقل من غير الامامية فالإنكار هو نتيجة البحث من جانب واحد والنظر بعين واحده، فأن الله سبحانه فعله كله خير ولا يريد لنا الا الخير والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خير ولا يريد لنا الا الخير والأئمة (عليهم السلام) كلهم خير ولا يريدون لنا الا الخير فأخبرونا بالغيبة وصاحبها وبشروا المنتظرين لها بالخير، وحذروا المنكرين لها.
وكما استطالت غيبة موسى (عليه السلام) وأنكره البعض فأن المنكر للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ومنكر لغيبته فقد أخذ طريقاً بالضد لما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما أخبر به الأئمة عن حكمة الله فيها، وينقل الصدوق عدة اخبار في الفضل والانكار منها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب ربي (عزَّ وجلَّ) من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلين لأمتي في طريقه ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: 227)،(982) وعن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني) وقال: (من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته فقد مات ميتة جاهلية) ويروى عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من مات وليس له إمام مات ميته جاهلية...، وأن سلمان قال: يا رسول الله أنك قلت من مات وليس له إمام مات ميته جاهلية من هذا الإمام؟ قال: من أوصيائي يا سلمان فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتةً جاهلية فإن جهلة وعاداه فهو مشرك وانه جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو جاهل وليس بمشرك)(983).
وقد ورد هذين الحديثين السابقين عند بعض المؤرخين بتفاوت يسير تطابق مع سياق الحديث وبطرق مختلفة(984)، ومن موارد الإنكار للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ورد عن الإمام علي ابن الحسين (عليه السلام) قال: (لو قد قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً)(985)، وهذا مثل ما حصل مع النبي صالح (عليه السلام).
ويطرح الراوندي رداً في سبب الغيبة يقول فيه: (بقي علينا ان نبين سبب غيبته عليه الصلاة والسلام هو السبب المُحوجُ للأنبياء إلى الغيبة: مثل هرب موسى (عليه السلام) الذي دل عليه القرآن حيث قال تعالى: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾ (الشعراء: 21)، وهرب يونس(986) (عليه السلام) ودخول ابراهيم (عليه السلام) النار ودخول نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الغار فإذا لم يوجب هرب الأنبياء خللاً في نبوتهم فبأن لا يوجب هرب الإمام مع أن الأعداء الآن أكثر)(987).
ثم يحاول الصدوق برد إنكار المخالفين للغيبة موضحاً لهم أن من أخبر بوقوعها وطولها هو النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبالإخبار الصحيحة ونقل هذا الأمر المقربون والمخالفون فأن أنكرتم الغيبة التي أخبر بها النبي أي أنكم طعنتم في نبوته لأنه أخبر عن وقوع الغيبة بمن لم تقع به وان كذبتم ما أخبر به في شيء لم يكن نبياً فكيف يصدق فيما أخبر به في عمار بن ياسر انه تقتله الفئة الباغية وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) انه تخضب لحيته من دم رأسه وفي الحسن (عليه السلام) انه يقتل في السم وفي الحسين (عليه السلام) انه يقتل في السيف وتصدق هذه ولا تصدق فيما أخبر به من أمر القائم ووقوع الغيبة به والتعيين له باسمه ونسبه بلى وهو (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صادق في جميع أقوله فلا يصح إيمان عبد حتى يسلم له في جميع الأمور لا يخالطه شك فهذا هو الإسلام والانقياد(988).
هنا يريد ان يحتج عليهم بأن هذه الأخبار أخبر بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل وقوعها ثم تحققت فكيف تكذبون بما أخبر به لمستقبل الإسلام والإمام الغائب الذي سينشر العدل وانه لا يجوز لكم تصديق جزء من الأخبار الصحيحة وتكذيب جزء بما أخبر به فهو التشكيك في النبوة وصدق الحديث الذي نقل بطرق صحيحة وتصدقون ما هو مشكوك به.
ورد في الأخبار ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحدث ابن عباس عن الأئمة (عليهم السلام) وعن أسمائهم وفضلهم وقربهم منه إلى أن قال: (يا بن عباس من أتى يوم القيامة عارفاً بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة، يا بن عباس من أنكرهم أو رد واحداً منهم فكأنما قد أنكرني ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده...)(989)، وورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي)(990).
وورد عن جابر بن عبد الله انه شاهد اللوح الذي أهداه الله إلى نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد كان عند الزهراء (عليها السلام) وقد اطلع عليه جابر وشاهد فيه أسماء الأئمة (عليهم السلام) ومما جاء فيه: (... إلا وجحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي...)(991) وجاء في الأخبار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل ورد فيه: (انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فأن أحب الأعمال إلى الله (عزَّ وجلَّ) انتظار الفرج...)(992)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: (طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية...)(993).
وبحسب اعتقادنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإخباره بالمغيبات والأمور المستقبلية وان ما قاله في السابق قد تحقق كله منها: ما قاله لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) بأنه سيقتل ووصف له قاتله ويضرب على هامته وتخضب منها لحيته فكان كما أخبره ومن ذلك اخباره بقتل الحسين (عليه السلام) ووصفه الموضع الذي يقتل فيه وحصل مثل ما قال وغيرها من الأخبار التي تحققت(994)، ومن ذلك إخباره بالحجة الغائب القابض على مواريث الأنبياء (عليهم السلام) فالواجب التصديق له وغيبته كغيبتهم وسببها كسبب غيبتهم.
ولتقريب هدف الغيبة وإيجابياتها وما اعد لها، على هذا الأساس ندرس موقف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لنجد أن عملية التغيير التي اعد لها ترتبط من الناحية التنفيذية كأي عملية تغيير اجتماعي اخرى بظروف موضوعية تساهم في توفير المناخ الملائم لها ومن هنا كان من الطبيعي أن توقت على وفق لذلك ومن المعلوم أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يكن قد اعد لعمل اجتماعي محدود ولا لعملية تغيير تقتصر على هذا الجزء من العالم أو ذاك لان رسالته التي ادخر لها من قبل الله سبحانه هي تغيير شامل واخراج كل البشرية من الظلمات إلى نور العدل وعملية التغيير الكبرى هذه لا يكفي في ممارستها مجرد وصول الرسالة والقائد الصالح والا لتمت شروطها في عصر النبوة بالذات وانما تتطلب مناخاً عالمياً مناسباً وجواً عاماً مساعداً يحقق الظروف الموضوعية المطلوبة لعملية التغيير العالمية، فمن الناحية البشرية يعتبر شعور إنسان الحضارة بالنفاذ عاملاً أساسياً في خلق المناخ المناسب لتقبل رسالة العدل الجديدة وهذا الشعور بالنفاذ يتكون ويترسخ من خلال التجارب الحضارية المتنوعة التي يخرج منها إنسان الحضارة مثقلاً بسلبيات ما بنى مدركاً حاجته إلى العون متلفتاً بفطرته إلى الغيب والمجهول(995).
وعن فضل انتظاره والإيمان بغيبته وبصاحب الغيبة ومالها من الأجر لمواليهم منها أخرج الصدوق بسنده عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: (المنتظر لأمرنا كالمتشحط(996)، بدمه في سبيل الله)(997)، وورد هذا الحديث في مصادر اخرى ضمن أحاديث طوال للإمام علي (عليه السلام) مع أصحابه(998).
في رواية أخرجها المصنف بسندها عن عبد الحميد الواسطي(999)، يخاطب الامام الباقر (عليه السلام) قال: (قلت له أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر، فقال: يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله (عزَّ وجلَّ) لا يجعل الله له مخرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجاً رحم الله عبداً حبس نفسه عليناً رحم الله عبداً أحيا أمرنا، قال: قلت: فإن مت قبل أن أدرك القائم؟ قال: (القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمد نصرته، كان كالمقارع بين يديه بالسيف لا بل كالشهيد)(1000).
روى الحديث البرقي بسنده عن عبد الحميد الواسطي كما هو عند الصدوق وفيه: (والشهيد معه له شهادتان)(1001)، أخرج الكليني الحديث هذا ضمن حديث طويل ذكره في كتابه بنفس السند(1002)، وأخرجه صاحب البحار كما ورد عند البرقي(1003).
ويروي الصدوق بسنده في أجر من مات وهو معتقد بالإمام الغائب وغيبته، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من مات منكم على هذا الأمر له كمن كان في فسطاط(1004) القائم (عليه السلام))(1005)، رواه عدد من المؤرخين بنفس النص الوارد عند الصدوق عن الصادق (عليه السلام)(1006)، ودلالته كما في الحديث السابق، وورد عنه (عليه السلام) قال: (من مات على هذا الأمر كان بمنزلة من حضر مع القائم (عليه السلام) وشهد مع القائم (عليه السلام))(1007).
وفي رواية طويلة أخذنا موضع الحاجة منها أخرجها المصنف لحديث دار بين الإمام الصادق (عليه السلام) مع أحد أصحابه سأله عن فضل العبادة مع الإمام المستتر أفضل أم مع ظهور الحق ودولته أو مع الإمام الظاهر منهم فقال (عليه السلام): (... الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوكم في دولة الباطل...) ثم يحدثه عن فضل الإيمان والصلاة والتقية وعن وفضل من عاصر الأئمة ومدى إخلاصهم مع صبرهم على دينهم وعبادتهم وطاعتهم لأئمتهم منتظرين لدولة الحق، ثم يصف دولة العدل التي يستقيم فيها حال البلاد والعباد واجتماع الكلمة التي يرد فيها الله الحق إلى أهله ويؤلف القلوب وتقام الحدود حتى يصل الحديث إلى فضل من يحب أن يكون من أصحاب القائم (عجّل الله فرجه) قال الإمام الصادق (عليه السلام): (...لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله (عزَّ وجلَّ) من كثير ممن شهد بدراً وأحد(1008)، فأبشروا)(1009) وورد عنه (عليه السلام) قال: من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله بالسيف)(1010).
ورد الحديث الاول بنصه في الكافي بسند مختلف(1011)، والثاني ورد في كتاب الامامة والتبصرة(1012)، ونقلهما المجلسي عن الصدوق بلا اختلاف(1013).
وينقل الصدوق رواية بسنده عن أن أحد أصحاب أن الامام الرضا (عليه السلام)حدثه قائلاً: (ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾ (هود: 93)، ﴿فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ (الاعراف: 71)، فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم)(1014)، وأخرج هذه الرواية العياشي في تفسيره(1015) وكذلك وردت عند بعض المتأخرين(1016).
ودلالة هذه الأحاديث مجتمعة في إشارتها لفضل الإيمان بالإمام الغائب وان انتظاره على وفق هذه الروايات هنا لا يحده زمن فقد بشر الأئمة أصحابهم في زمنهم بهذا الفضل فأنه حتى من يموت معتقداً بالإمام الغائب وفي إيمانه ونيته انتظاره ونصرته فله أجر كمن يقاتل معه وأجر الشهيد وهذا من باب إحياء أمرهم هو أن تؤمن بهم وتؤمن بما قالوا وأن تحبس نفسك على قولهم فأن فيهم رحمة الله لقولهم الحق كما هو واضح في الحديث أن الإمام يترحم على من يحيي أمرهم ويحبس نفسه على طاعتهم فأن الله يجعل له مخرجاً وذلك ان أدرك قائمهم اما من مات قبله فله أجر كمن كان معه لأنه قد وطن نفسه على هذا الأمر وبشارة الأئمة بالعمل على الانتظار والتزام الطاعة ومكارم الأخلاق فلهم ما تمنوا حتى قبل أن يدركوا القائم (عجّل الله فرجه) والوصية من الأئمة (عليهم السلام) بالصبر وانتظار الفرج وعدم اليأس كما هو وارد في الرواية الأخيرة عن الإمام الرضا (عليه السلام) فأن الذين من قبلكم هم أصبر منكم لما تحملوا من أذى الدول الحاكم لموالاتهم لمحمد وآل محمد وهم بالرغم من كونهم معاصرين للأئمة (عليهم السلام) كذلك لهم الأمل بأن يدركوا دولة القائم من آل محمد ومن المرجح أن الأئمة (عليهم السلام) بوصيتهم يؤكدون على مواليهم بالصبر وانتظار الفرج وعدم اليأس في أي زمان من الأزمنة.
وكما حذر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) من إنكار الإمام وغيبته بما أشير له في الروايات السابقة أن مات دون أن يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، كذلك بشروا بالأجر والفضل لمن صدق به وآمن بقولهم في غيبته حتى وان مات له أجر كمن كان معه وقاتل تحت لوائه ومن آمن به ولم يدركه له أجر الشهيد معه، ويمكن أن يقال أن في الانتظار إيجابية فمردودها على الشخص المؤمن بالقضية المهدوية حيث يكون الانتظار للقضية التي تقضي على الظلم والفساد وبناء الدولة العادلة فيوطن الشخص نفسه على الالتزام بتعاليم الدين والإيمان بما أوصى به محمد وآل محمد (عليهم السلام) والاقرار بولايتهم والبراءة من أعدائهم ويؤمن هذا الفرد بمواصفات المؤمنين بالغيبة والظهور التي وضحها أهل البيت فتتولد لدى هذا الفرد رغبة في أن يكون من ضمن أنصار هذا الإمام الغائب وجزء من هذه المنظومة التي سيقودها هذا المصلح العالمي من خلال التحلي بالصبر وعدم اليأس والانتظار الحقيقي من دون تشكيك مما يؤهله على أن يكون من أنصاره عند ظهوره وأن مات منتظراً له ومؤمن به يكون أجره كأجر من أدركه.
وبهذا يكفي قولاً ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) يجمع مضامين الروايات السابقة في الانتظار وفضله، قال: (ألا أُخبركم بما لا يقبل الله (عزَّ وجلَّ) من العباد عملاً إلا به، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده والإقرار بما أمر الله والولاية لنا والبراءة من أعدائنا - يعني الأئمة خاصة - والتسليم لهم والطمأنينة والانتظار للقائم (عليه السلام)، ثم قال: إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء، ثم قال من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة)(1017).
المبحث الرابع: أوجه التشابه ما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والأنبياء (عليهم السلام) وأمثلة من المعمرين والاستدلال بهم على طول عمره الشريف:
أولاً: أوجه التشابه ما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والأنبياء (عليهم السلام):
يتبادر للذهن ما هي أوجه التشابه الواقعة ما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والأنبياء (عليهم السلام) هنا يطرح الصدوق استشكالات اعترضته ثم يضع لها ردود في إثبات المشاكلة وأوجه التشابه ما بين الأنبياء وجميع الأئمة (عليهم السلام) بصورة عامة، يقول: (مما عرضه خصومنا أن قالوا: ولم أوجبتم في الأئمة ما كان واجباً في الأنبياء... فإن الأئمة ليسوا كالأنبياء فغير جائز أن يشبه حال الأئمة بحال الأنبياء... ولن يستقيم لكم قياسكم في تشبيهكم حال الأئمة بحال الأنبياء (عليهم السلام) إلا بدليل مقنع)(1018).
يجيب المصنف على هذا الأمر بأنهم لو كانوا من أهل التفكير والتدبر وتركوا العصبية والعناد لوجدوا أن ما جاز في الأنبياء هو واجب لازم في الأئمة (عليهم السلام) فالأئمة هم خلفاء الأنبياء وأوصيائهم والقائمون بحجة الله على من يكون بعدهم كيلا تبطل حجج الله وشرائعه وما دام التكليف قائماً على العباد والامر لهم لازماً ولو وجبت المعارضة لجاز لقائل أن يقول: (أن الانبياء هم حجج الله فغير جائز أن يكون الأئمة حجج اذ ليسوا بالأنبياء ولا كالأنبياء... فغير جائز أن يسموا أئمة لأن الأنبياء كانوا أئمة وهؤلاء ليسوا بأنبياء... وغير جائز أن يقوموا بما كان يقوم به الرسول من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... اذ ليسوا كالرسول ولا هم برسل...)(1019).
والدليل هنا ممكن ان يكون أي إنسان عادي من عامة الناس أمن بالرسول موحداً لله ان يدعو للهداية والتوحيد والتقرب لله وجائز أن يكون هذا الشخص داعياً إلى الله فكيف بحال الأئمة (عليهم السلام) ولم نقول أنهم أنبياء وقد نص عليهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبفضلهم على عامة الناس، وانهم ورثة الأنبياء بالعلم الذي ساقه الله إليهم عن طريق نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ورد عن الإمام ابي جعفر (عليه السلام) انه تحدث عن خلق الخلق في حديث طويل إلى أن تلى قول الله تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ﴾ (الاعراف: 172)(1020)، بعدها قال: (ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم؟ ثم قال أن هذا محمد رسولي وان هذا علي أمير المؤمنين، قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على اُولي العزم الا إني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصيائه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وان المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي واُعبد به طوعاً وكرهاً قالوا: أقررنا وشهدنا يا رب...)(1021).
جاء في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا عبد الله اتاني ملك فقال: يا محمد ﴿وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا﴾ (الزخرف: 45)، على ما بعثوا؟ قلت على ما بعثوا قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب)(1022)، وفي حديث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) من جملة ما جاء فيه قال: (ونحن أولى الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)... ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العزم من الرسل...)(1023).
وهذا الذي فضلوا به ولم يقل أحد عنهم أنهم أنبياء بل ورثة العلوم التي هي مفتاح كل شيء وليس بغريب أن يمتلك محمد وال محمد صفات وعلم الأنبياء ويمكن أن نحتج على أي شخص يقول بغير ذلك وحجتنا هي مثلاً تفسير القران الكريم وشرحه فسره علماء عاديون لهم درجة معينة من العلم ليس طعناً فيهم أو في تفاسيرهم لكن على سبيل المثال نقول من أعطى لهم الحق بتفسير القرآن حتى في عصرنا الحديث وأغلب المسلمين يرجعون إليها، ومنها ورد حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل)(1024) وورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (العلماء ورثة الأنبياء...)(1025)، فكيف بالقريب من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم الأئمة (عليهم السلام) وهم أولى بذلك وفيهم النص بالوصاية ولا نقول بأنهم أنبياء بل هم ورثة هذه العلوم من الأنبياء ومن جدهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
يضع المصنف إثبات المشاكلة والتشابه ما بين الأئمة والأنبياء (عليهم السلام) فهم حجج الله على الخلق كما كانت الأنبياء حججه على العباد وفرض طاعتهم لازم كفرض طاعة الأنبياء قال تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ﴾ (النساء: 59)، وقوله تعالى ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ (النساء: 83)(1026)، فولاة الأمر هم الأوصياء والأئمة بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وطاعتهم مقرونة بطاعة الرسول وقد أوجب طاعة الرسول من طاعة الله (عزَّ وجلَّ) قال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ﴾ (النساء: 80)(1027)، وإذا كان الأئمة (عليهم السلام) حجج الله على من لم يلحق بالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما أن الرسول حجة على من لم يشاهده في عصره لزم من طاعة الأئمة ما لزم من طاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو أفضل منهم فحال الأئمة من حال الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)(1028).
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأنبياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال أن الله تعالى يقول ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ﴾ اما لو أن رجلاً قام ليله وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بولاية منه اليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان)(1029)، وعن ابي ذر (رضي الله عنه) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعلي: (من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني)(1030).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (انما مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومثلنا من بعده في هذه الأمة كمثل موسى النبي والعالم (عليهما السلام) حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)... وقد كان عند العالم علم لم يكتبه لموسى في الالواح وكان موسى يظن ان جميع الأشياء التي يحتاج اليها في نبوته... كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم علماء وفقهاء وانهم قد اتقنوا جميع الفقه والعلم في الدين مما تحتاج هذه الامة اليه... وليس كل علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علموه ولا صار إليهم عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا عرفوه... فلو أنهم سئلوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ردوه إلى الله والى الرسول والى أُولي الامر منهم لعلمه الذي يستنبطون العلم من آل محمد (عليهم السلام) والذي يمنعهم من طلب العلم منا العداوة لنا والحسد... وعلمنا ورثناه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى ذلك علم العالم أن موسى (عليه السلام) لا يستطيع صحبته ولا يتحمل أمره ولا يصبر معه... قال له العالم: ﴿قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ (الكهف: 67)، كذلك... حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم لا يتحملون والله علمنا... وهو عند الله حق)(1031).
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ان الله (عزَّ وجلَّ) أرسل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الجن والانس وجعل من بعده اثني عشر وصياً منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة الأوصياء الذين من بعد محمد عليه وعليهم السلام على سنة أوصياء عيسى (عليه السلام) وكانوا اثني عشر...)(1032)، ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الفضل لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو المقدم على الخلق جميعاً لا يتقدمه أحد وعلي (عليه السلام) المتقدم بعده والمتقدم بين يدي علي (عليه السلام) كالمتقدم بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكذلك يجري الأئمة من بعده واحداً بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها... لا يهتدي هاد من ضلالة الا بهم ولا يضل خارج من هدى الا بتقصير عن حقهم، وشهداء الله على ما أهبط الله من علم أو عذر أو نذر وشهداؤه على خلقه والحجة البالغة على الأرض جرى لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم...)(1033).
وفي حديث طويل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد أن يذكر الأئمة وانهم تسعة من صلب الحسين (عليه السلام) إلى أن يقول: (انهم الأوصياء والخلفاء بعدي أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى... أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب وسبطاي وبعدهما زين العابدين علي بن الحسين وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين والصادق جعفر بن محمد وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته فأنهم عترتي ومن دمي ولحمي علمهم علمي وحكمهم حكمي من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي)(1034).
ويوضح المصنف بعض ما يقوله الخصوم في نفي التشابه بين الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) بقولهم أن ما يفسد تعارض الخصوم في نفي التشاكل ما بين الأئمة والأنبياء (عليهم السلام) أن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان أوصياؤهم أنبياء فكل وصي قام بوصية حجة تقدمه من وقت آدم (عليه السلام) كان وصيه شيث ابنه وهو هبة الله وكان نبيا ووصي نوح (عليه السلام) سام ابنه وكان نبيا ووصي إبراهيم (عليه السلام) ابنه إسماعيل وكان نبيا ووصي موسى (عليه السلام) يوشع بن نون وكان نبيا ووصي عيسى (عليه السلام) شمعون الصفا وكان نبيا ومثل داوود (عليه السلام) وصيه سليمان (عليه السلام) وكان نبيا وأوصيا نبيا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يكونوا أنبيا لان الله جعله خاتماً لهذه الأمم كرامة له وتفضيلاً فقد تشاكل الأنبياء والأئمة بالوصية وكما تقدم فالنبي وصي والإمام وصي والوصي إمام والنبي إمام والنبي والإمام حجة فليس هناك أشبه من تشاكل الأئمة والأنبياء(1035).
وبسند صحيح متصل عن الإمام ابو جعفر الباقر (عليه السلام) يذكر فيها الوصية من الأنبياء إلى الاوصياء من آدم (عليه السلام) واحداً واحداً إلى زمن نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أن قال: (فلما قضى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نبوته واستكملت أيامه أوحى الله إليه: يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاني لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وأثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم... ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك...)(1036)، وسئل الإمام الباقر (عليه السلام)عن قول الله تعالى: (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (النحل: 16)، قال: (النجم محمد والعلامات الأوصياء (عليهم السلام))(1037).
وهذا العلم المشار اليه في الروايات حتماً سيكون مع الحجة (عجّل الله فرجه) إذ يورد المصنف حديثاً انفرد بذكره يروى عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن العلم بكتاب الله (عزَّ وجلَّ) وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة)(1038).
ولو تأملنا أخبار الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأن الأرض تملأ قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وان العدل والقسط سيكون على يد رجل من عترته وان القيامة لا تقوم على هذه الأمة الا بعد ما ملئت الأرض عدلاً وهذا الدين سيكون له ناصر مؤيد من الله كما أيد الأنبياء والرسل لما بعثهم لتجديد الشرائع وإزالة ما فعله الظالمون فوجب ذلك ان تكون الدلائل على من يقوم بما وصفناه موجودة غير معدومة فالإمام الثاني عشر هو الذي أخبر به الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونص عليه واخبر آباؤه به وبغيبته وقيامه بالسيف(1039)، ويروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (للقائم منا سنن من الأنبياء (عليهم السلام) سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب(1040)، وسنة من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأما من نوح (عليه السلام) فطول العمر واما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس واما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه واما من أيوب (عليه السلام) فالفرج بعد البلوى وأما من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالخروج بالسيف)(1041).
وقيامه بالسيف هو إشارة لإحياء السنة والقتال عليها فقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي) أي يقاتل على لتحكيم سنة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتطبيقها كما قاتل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أجل القرآن(1042).
وسأل أحد أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (أخبرني عن القائم، قال: والله ما هو أنا ولا الذي تمدون اليه أعناقكم ولا يعرف... قلت: بما يسير، قال: بما سار به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1043)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (أنه سئل عن القائم، فقال كلنا قائم بأمر الله واحداً بعد واحد حتى يجيء بصاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان)(1044)، فبعد الغيبة يكون ظهوره لإقامة الحدود وتنفيذ الاحكام وان اختفاءه لتعطيل كثير من حدود الشريعة وان الله عز وجل والإمام (عجّل الله فرجه) ليسا سبب للغيبة والا لزم ترك الواجب وهو محال وان السبب هو عدم وجود الناصر وامتناع صلاحية الحاضر فإذا حصل المساعد على تنفيذ اموره وصلحت الامة لحضوره لظهر بأمر ربه فيملأ الدنيا عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً(1045).
وما هذه كلها دلالات واضحة على فضلهم وسعة علمهم بما ورثوه من الأنبياء وأنهم ليسوا أنبياء وإنما أوصياء النبي واحداً تلو الآخر حتى صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ألا أن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين)(1046)، وجاء عن الامام ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (ان داود ورث علم الأنبياء وان سليمان ورث داود وان محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورث سليمان وإنا ورثنا محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى)(1047).
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول وأما مهدي هذه الأمة له هيبة موسى وبهاء عيسى وحكم داود وصبر أيوب)(1048)، وبالتالي أن هذا كله عند الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) كما ذكر في السابق من الأحاديث انه يأتي بسنن جميع الأنبياء (عليهم السلام) فالمشاكلة ما بين الأئمة والأنبياء واضحة وموردها فيه النفع هو إقامة السنن ونقل العلوم وما خفي من الناس يظهره الأئمة ويكون ذلك على يد قائمهم (عجّل الله فرجه) ونشر العدل حين ظهوره وبالقضية المهدوية ينتصر الدين وان عظمتها وصدق الغيبة وقائدها هي بالوصف العظيم الذي سبقها وحجم المسؤولية التي سيؤديها.
ومن هذا فإن للمصنف احتجاجاً واضحاً ورد في مضمونه أنه كل ما كان جائز للأنبياء فهو جائز ويجري في الأئمة فلو جاز لاحد أن يجحد امامة صاحب زماننا لغيبته بعد وجود من تقدمه من الأئمة (عليهم السلام) لوجب أن تدفع نبوة موسى بن عمران (عليه السلام) لغيبته اذ لم يكن كل الأنبياء كذلك، فلما لم تسقط نبوة موسى لغيبته وصحت نبوته مع الغيبة صحت نبوة الأنبياء الذين لم تقع بهم غيبة فكذلك صحت إمامة صاحب الزمان مع غيبته كما صحت إمامة من تقدمه من الأئمة الذين لم تقع بهم غيبة(1049).
وهذا احتجاج واضح وجلي لا يحتاج إلى توضيح ولا ينكر أي معترض ان لبعض الأنبياء (عليهم السلام) غيبة وهم القلة منهم وليست لغيرهم وكذلك حال الأئمة تقر بأنهم اثنا عشر ولا تعترف بالغائب وان معرفتنا بكل هذا هو عن طريق النقل وقسم منه توضح مضمون النقل والتفسير بالعقل وتقر ببعضه وتنكر الآخر فختاماً لحجج الله ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال: (لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا وذلك حين يأذن الله (عزَّ وجلَّ) له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبواً على الثلج فأنه خليفة الله (عزَّ وجلَّ))(1050).
وقد ثبت تشابه صاحب زماننا (عجّل الله فرجه) مع الأنبياء في غيبته بغيبة موسى (عليه السلام) وغيره ممن وقعت بهم الغيبة وذلك أن غيبة صاحب الزمان وقعت من جهة الطواغيت، فيروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المهدي منا أهل البيت يصلح الله له أمره في ليلة)، وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أحد أصحابه قال سمعته يقول: (في القائم (عليه السلام) سنة موسى بن عمران (عليه السلام))، فقلت: وما سنته من موسى بن عمران؟ قال: (خفاء مولده وغيبته عن قومه)، فقلت فكم غاب موسى عن أهله وقومه؟ فقال: (ثمان وعشرون سنة) وكذلك ويفعل الله تبارك وتعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) يصلح الله له أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى (عليه السلام) ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور، وكما جاز أن يكون موسى (علي السلام) في حجر فرعون وهو لا يعرفه ويقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه فكذلك جائز أن يكون صاحب زماننا موجوداً بشخصه بين الناس ويدخل مجالسهم ويمشي في أسواقهم وهم لا يعرفونه إلى أن يبلغ الكتاب أجله(1051).
ووردت هذه الأحاديث عند جملة من المصنفين منها ما ينقل عن محمد بن الحنفية عن أبيه (عليه السلام) قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)(1052)، والملاحظ في غيبات الأنبياء (عليهم السلام) والأوصياء نوع من المعجزات لان أعداءهم اذا ما أرادوا هلاكهم في خفية أو إيذاءهم وكان هلاكهم هو هلاك الدين فإذا علموا بإمارات أن خوفهم قد زال حضروا فان قصر الخوف وقصرت مدته قصرت مدة الغيبة وان طالت مدة الخوف طالت الغيبة فما كان لهم من غيبة ثم لنبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غيبتان كذلك لمهدي آل محمد (عجّل الله فرجه) غيبة فاذا علم زوال خوفه على نفسه ظهر وانتشرت رايته واستل سيفه يقتل أعداء الله وهذا مثلما كان الزمان بعد موسى (عليه السلام) فان البشارة كانت ترد اليهم بداود (عليه السلام) وقد كان بينهم يشاهدونه ويسمعونه وهم لا يعلمون انه هو حتى جاء امر الله فخرج وقتل طالوت وبعدها اقام نبياً في بني اسرائيل وكذلك راية النبي وسيفة وحكمه سيكون عند المهدي (عجّل الله فرجه) ويقتل الطواغيت ويحكم بحكم داود(1053)، وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (اذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل بينة)(1054).
واخرج الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... لن يهلك منا إمام قط الا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ويسير بسيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا اليه وانه لم يمنع الله (عزَّ وجلَّ) ما أعطى داوود أن أعطى سليمان أفضل منه)(1055)، وعنه عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (والذي بعثني بالحق نبياً وبشيراً لتركبن أمتي سنن من كان قبلها حذو النعل بالنعل حتى لو أن حية من بني اسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه الامة حية مثلها)(1056).
وكذلك أورد المصنف عن أبي عبد الله (عليه السلام) مخاطباً أحد أصحابه قال: (إن للقائم منا غيبة يطول أمدها، فقلت له: يأبن رسول الله ولم ذلك؟ قال: لان الله (عزَّ وجلَّ) أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم وانه لابد له... من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ﴾ (الانشقاق: 19)، اي سنن من كان قبلكم)(1057).
ووردت الروايات الثلاثة السابقة في مصادر اخرى وبنفس السياق(1058)، وللمقارنة مع الروايات الثلاث السابقة ورد في تفسير الآية ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ﴾ اي لتركبن سنن من كان قبلكم حالاً بعد حال(1059)، وفي حديث لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معناها قال: (لتركبن سُنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(1060)، ولا تخطئون طريقهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى ان كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه)، قال اليهود والنصارى تعني يا رسول الله؟ قال: (فمن أعني لتنقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الإمامة وآخره الصلاة)(1061) وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي من ولدي يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الامم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1062).
وينقل المصنف عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (في القائم سنة من موسى وسنة من يوسف وسنة من عيسى وسنة من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأما سنة من موسى فخائف يترقب وأما سنة من يوسف فإن إخوته كانوا يبايعونه ويخاطبونه ولا يعرفونه وأما سنة من عيسى فالسياحة(1063)، واما سنة من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالسيف)(1064) ومثله الحديث ذكر عند الطبري(1065)، وقال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه...)(1066).
ومن النقاط المشتركة بن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والنبي وموسى (عليه السلام) يروي الصدوق عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (كانت عصى موسى لآدم (عليه السلام) فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وإنها لعندنا وإن عهدي بها آنفاً وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذا استنطقت أُعدت لقائمنا (عليه السلام) يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران (عليه السلام) وإنها تصنع ما تؤمر وإنها حيث ألقيت تلقف ما يأفكون بلسانها)(1067)، ورد هذا الحديث في مصادر أخرى منها سبقت عصر الصدوق ومنها بعده(1068).
وكما ورد في غيبات الأنبياء (عليهم السلام) فكان موسى (عليه السلام) يعرفون خبره وينتظرون ولادته حتى وان كبر في وسط أعدائه وله أتباع ينتظرون قبل خروجه وخرج لهم على غير موعد وغاب عنهم بسبب الخوف والتهديد الواقع له من قبل الفرعون بعد ان قتل رجلاً من اتباعه وهذا الخوف واقع عند إمامنا بسبب خطر الطواغيت وأعداء الله فضلاً عن ذلك ستكون عصى موسى معه لتعطي دليلاً آخر على التشابه الحاصل بينه وبين الأنبياء حيث تعد نقطة وعلامة مشتركة بما ورد من روايات وسيتضح خبرها عند الظهور المقدس، أما يوسف (عليه السلام) بالرغم من قرب المسافة بينه وبين أبيه وإخوته وهو في مصر الا أنهم لم يصل لهم خبره أو التعرف على مكانه وحتى بعد ان اتصلوا به لم يتعرفوا عليه وكما ورد من الأخبار عن إمامنا يراهم ولا يرونه ولا يعرفونه، ومن عيسى انه قالوا انه مات وهو رفع بأمر الله بحسب الاعتقاد الإسلامي إلى السماء ومن نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأنه بما ورد من الأحاديث انه يقاتل على سنته ويقيم العدل ويدفع الظلم.
وجاء في الأخبار عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ان في القائم من آل محمد شبهاً من خمسة من الرسل يونس بن متي، ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه عن اخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع قرب المسافة بينهما وأما شبهه من موسى (عليه السلام) فهو دوام خوفه وطول غيبته وخفاء مولده على عدوه وحيرة شيعته من بعده مما لقوا من الاذى والهوان إلى أن يأذن الله في ظهوره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى (عليه السلام) فاختلاف من أختلف فيه حتى قالت طائفة ما ولد وطائفة قالت مات وطائفة قالت صلب وأما شبهه من جده محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فتجريده السيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وانه ينتصر بالسيف والرعب وانه لا ترد له راية...)(1069).
ويذكر الصدوق وسمى الله (عزَّ وجلَّ) يوسف (عليه السلام) غيباً حين قص قصته على نبيه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كتابه الكريم قال تعالى: ﴿ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف: 102)(1070)، فكانت هي قصة يوسف بما أخبره من حاله وما آلت إليه اموره(1071)، ومما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ويوسف (عليه السلام) يروى أن القميص الذي كان على يوسف (عليه السلام) حين القي في الجب انه منزل من الجنة وان القائم (عجّل الله فرجه) إذا خرج يكون عليه هذا القميص(1072)، فالملاحظ إن التشابه مع الأنبياء لم يكن في الغيبة فقط وإنما في كثير من التفاصيل التي لها أثر في حياتهم وميزت سيرتهم واهما وراثة العلم.
وتفسيراً لما نقله الصدوق، ينقل عن أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (أتدري ما كان قميص يوسف (عليه السلام)، قال لا، قال إن إبراهيم (عليه السلام) لما أوقدت له النار نزل اليه جبرائيل (عليه السلام) بالقميص وألبسه اياه فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة(1073)، وعلقه على اسحاق (عليه السلام) وعلقه إسحاق على يعقوب (عليه السلام) فلما ولد يوسف علقه عليه وكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه يوسف (عليه السلام) بمصر من التميمة وجد يعقوب (عليه السلام) ريحه... فهو ذلك القميص الذي أنزل من الجنة، قلت جعلت فداك، فإلى من صار هذا القميص؟ قال: إلى أهله وهو مع قائمنا (عليه السلام) اذا خرج ثم قال كل نبي ورث علماً أو غيره فقد انتهى إلى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1074).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطباً أحد أصحابه قال: (إن في القائم سنة من يوسف، قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟ فقال لي: وما تنكر هذه الأمة أشباه الخنازير أن أخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء تاجروا بيوسف وباعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله (عزَّ وجلَّ) في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته عنهم لقد كان يوسف يوم ماً ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً(1075) فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله (عزَّ وجلَّ) يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير بينهم ويمشي في أسواقهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله (عزَّ وجلَّ) له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف (عليه السلام) حين قال لهم أنا يوسف فقالوا أنت يوسف)(1076)، وروي نفس هذا الخبر في مصادر اخرى(1077).
يطرح المصنف اعتراضاً لبعض المخالفين حول التشابه ما بين غيبة إمامنا وغيبة الأنبياء فيثيرون القول حول غيبة موسى (عليه السلام) فيقولون أن حجته لم تلزم أحداً الا بعد أن أظهر دعوته ودل على نفسه فلا تلزم حجة أمامكم ولا تجب طاعته لخفاء مكانه وشخصه حتى يظهر دعوته ويدل على شخصه(1078)، وبالرغم مما طرح من أسباب الغيبة إلا أن السبب الرئيسي الذي يترقبه من لم يقنع بالأسباب ويشكل على الغيب انه يريد الحجة بظهوره ليستدل بها على صدق الأمر وتسليماً له هو كلام المعصوم حجة علينا، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة يرتاب كل مبطل، فقلت له: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره أن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام) إلا وقت افتراقهما... أن هذا الأمر أمر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله ومتى علما انه (عزَّ وجلَّ) حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف لنا)(1079).
يجيب الشيخ الصدوق على اعتراضهم هذا بأن الخصوم أغفلوا عما يلزم حجة حجج الله في ظهورهم واستتارهم فقد ألزمهم الله حجته البالغة ولم يتركهم سدى فقد أخبرنا الله عن قصة موسى (عليه السلام) أنه كان له شيعة وهم بأمره عارفون وبولايته متمسكون وهم منتظرين لدعوته قبل إظهارها قال تعالى: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ (القصص: 15)، وقال (عزَّ وجلَّ) عن شيعته: ﴿قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا﴾ (الأعراف: 129)، فأعلمانا الله (عزَّ وجلَّ) إن لموسى شيعة من قبل أن يظهر نفسه وقبل أن يظهر دعوته يعرفونه ويعرفهم بالمولاة له أي لموسى وهو يعرفهم أنهم موالون له ولم يكونوا يعرفون أن ذلك الشخص هو موسى (عليه السلام) بعينه(1080).
ومن المحتمل أن المصنف أراد بهذا البيان أن يقول لهم ليس كما تريدون بأن يكون معرفتكم به علناً وانه هو الإمام وانما يمكن معرفته بغير شخصه وعنوانه قبل أن يعلن أو يفصح عن نفسه اي قبل ظهوره ولا يكون ذلك قبل المخطط له من قبل الله حتى يتم حجته بصفته وشخصه وام له شيعة ينتظرونه ومثالاً على ذلك، ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن للقائم غيبتين يرجع في أحداهما وفي الأخرى لا يدري أين هو يشهد المواسم يرى الناس ولا يرونه)(1081).
ويطرح المصنف وجه التشابه مثل نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقد عرف أقوام أمره قبل ولادته وبعد ولادته وعرفوا مكان خروجه ودار هجرته من قبل ظهور دعوته مثل سلمان (رضي الله عنه) وقس بن ساعده وتبع الملك وعبد المطلب وأبي طالب وغيرهم فقد عرفوه بصفته ونعته ونسبه قبل وبعد مولده فليس من حجج الله (عزَّ وجلَّ) نبي ولا وصي إلا وقد حفظ المؤمنون وقت كونه وولادته وعرفوا أبويه ونسبه في كل عصر حتى لم يشتبه عليهم بشيء من أمر حجج الله في ظهورهم وقد أغفل هذا أهل الجحود والضلال ولم يكن لهم علم بشيء من هذا(1082)، وعندما كان يخبر به الأحبار والرهبان وأهل المعرفة بخبره بأنه سيملك المشرق والمغرب وينقاد له ملوك الأرض وكان إذا سمع منهم بأن أحدهم سأل الله تعالى بتعجيل فرج هذا النبي حتى سخر منهم أهل الجهل والضلال والكفر وقالوا متى يخرج هذا النبي الذي هو نبي السيف، وكذلك الحال بالنسبة للجُهال حين يقولون متى يخرج هذا المهدي الذي تقولون لابد من خروجه وظهوره وينكره قوم ويقره آخرون(1083).
وهناك خبر عام يرد على منكري الإمام (عجّل الله فرجه) ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (لما نزلت ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾ (الاسراء: 71)، قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله يقومون في الناس فيكذبونهم ويظلمهم أئمة الكفر والظلال وأشياعهم إلا فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، إلا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذّبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء(1084)، وقطعاً ان الحديث يشمل جميع الأئمة (عليهم السلام).
ويقول المصنف أنه كلمه أحدهم وقال الغيبة طالت والحيرة قد اشتدت ورجع كثير عن القول بالإمامة لطول الأمد فكيف هذا؟ فيجيب على هذا الإشكال بان سنن الأولين جارية في هذه الأمة منها ما حصل مع نبي الله موسى (عليه السلام) إذ ذهب إلى ميقات ربه حتى تم له في أربعين ليلة فقد تأخر عنهم عشرة أيام عن الموعد معهم وقد استطالوا هذه المدة القصيرة وقست قلوبهم وفسقوا عن أمر ربهم وعن أمر موسى وعصوا واستضعفوا خليفته وكادوا يقتلونه وعبدوا عجلاً من دون الله وهذه القصة مشهورة فليس بغريب أن يستطيل الجهال مدة غيبة صاحب زماننا (عجّل الله فرجه) ويرجع كثير منهم عما كانوا عليه من دون أصل وبصيرة، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ﴾ (الحديد: 16)(1085)، ولا يعتبر هؤلاء المنكرون بقول الله تعالى ذكره(1086).
وبما أن أمر الغيبة لم يقع للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولم يكن أول من أخفى الله ظهوره فقد غاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما كان في الغار ولا يعلم بمكانه الا القلة فلا يستطيع أحد يسأل وهو غائب عنهم وكذلك لبث موسى (عليه السلام) زمناً حتى جاء أمر الله وأمره بالذهاب إلى فرعون، ولبث إبراهيم (عليه السلام) طويلاً في دولة النمرود ولم يخبرهم بأنه رسول الله وقصة الخضر (عليه السلام) التي ورد ذكرها في القرآن الكريم تصرح بأنه لم يكن شأن الخضر معلوماً عند موسى بل خفياً ولم يصرح القرآن بسبب اخفائه بل لم يذكر أهل هو نبي أو امام أو غير ذلك وقد أخفى القرآن الكريم قصص وأسماء أنبياء كثيرين ومع ذلك نحن مأمورين بالإيمان بهم ولم نعرفهم فما العجب من خفاء المهدي (عجّل الله فرجه) وعدم ظهوره لهذا اليوم اذا كانت سنة الله قد اقتضت ذلك كما اقتضت سنته بخفاء بعض الأنبياء والصالحين لفترة معينة، وكما هو حال بعض النصارى الذين انتظروا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمس مئة سنة وكانوا يعرفون أوصافه ومن المنتظرين له مثالاً على ذلك سلمان المحمدي ومن مات وهو ينتظر مثل قس بن ساعده الأيادي ومنهم من آمن به حين بعثته ومنهم من بقى على اليهودية والنصرانية وكذلك المهدي (عجّل الله فرجه) فهناك من ينتظر خروجه ويؤمن به حينها وهناك من ينكره قبل خروجه فسوف لن يؤمن به فلا حرج من انتظاره طالما أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخبرنا به(1087).
ويمكن ان نورد استنتاجاً ملخصاً لما تشاكل بينه وبين الأنبياء (عليهم السلام) بعد ان اتضحت فكرة غيبتهم وغيبة امامنا (عجّل الله فرجه) ومع المعمرين وذلك على عدة نقاط:
1 - فطول العمر هو ما كان لآدم ونوح (عليهما السلام).
2 - وخفاء الولادة وكتمانها الا عن أهله كما هو في حال ابراهيم وموسى ويمكن ان نضع معها ولادة عيسى ومعاجزه في الولادة (عليهم السلام) وانه لازال حياً بأمر الله وتمكنه من الحضور بين الناس ويعرفهم ولا يعرفونه كما في حال هؤلاء الأنبياء وكما أصلح الله أمر نبيه موسى (عليه السلام) كذلك أمر امامنا (عجّل الله فرجه) سيصلح امره في ليلة.
3 - كما حارب المنافقون يوشع وصي موسى (عليهما السلام) وكذلك سيحارب امامنا ويكذب في غيبته قبل ظهوره ويحارب وينكره الكثير في ظهوره.
4 - الغيبة عن الناس أيضاً كما في حال ادريس وصالح (عليهما السلام) عندما أراد قومهم قتلهم وكما أصبح حال قوم إدريس بضيق وشدة كذلك من يؤمن بالإمام تقع بهم الضيق والشدة والتكذيب وان القائم كما هو حال صالح يظهر بصورة شاب.
5 - وكما غاب ابراهيم (عليه السلام) مرتين عن قومه للقائم (عجّل الله فرجه) غيبتان أيضاً وانه اعتزل قومه.
6 - وشبه من هود (عليه السلام) بشر به آباؤه وان نوح امر شيعته بانتظاره بعد غيبته.
7 - حكمه وعدله وايضاً يتواجد بين الناس ولا يعرفونه كما هو حال نبي الله داود (عليه السلام) وينتقم من الجبابرة وكما قتل داود جالوت سيقتل الدجال بأمر امامنا (عجّل الله فرجه) على يد عيسى.
8 - ومع سليمان (عليه السلام) انه استخلفه داود وهو صبي وكذلك امامنا جعله الله خليفة وامام وله من العمر خمس سنوات وكذلك سيكون معه ما مع سليمان منها الخاتم.
9 - وكذلك الحال للتشبيه بالنسبة لنبي الله يحيى (عليه السلام) ان الله اتاه النبوة والحكمة والعلم وهو ابن ثلاث سنين ورد بشأنه في القرآن الكريم ﴿وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (مريم: 12) ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) فيها قال: (فقد يجوز أن يعطى الحكم ابن أربعين سنة ويجوز أن يعطاه الصبي(1088)، وكذلك حال إمامنا (عجّل الله فرجه).
10 - عدم معرفته بالرغم من قربه ووجوده بغير شخصه وعنوانه كما هو حال يوسف (عليه السلام) مع تعامل اخوته معه وقرب المسافة بينه وبين أبيه الا انهم لم يعرفوه حتى كشف عن نفسه.
11 - الفرج بعد الشدة وبقائه ينتظر أمر ربه وهو صابر على الغيبة كحال أيوب (عليه السلام) كذلك امامنا صابراً مما أصابه من بلاء منذ استشهاد ابيه إلى ما شاء الله في غيبته.
12 - يتشابه مع العبد الصالح الخضر (عليه السلام) فقضيته الوراد ذكرها في القرآن الا أنها بالرغم مما تحمله تحمل من اسرار وخفايا الا وبما وضحه المفسرون إلا أننا نؤمن بها، وكذلك حال القائم (عجّل الله فرجه) لم يتبين الكثر من الامور في قضيته الا ما وصنا من أخبار وأحاديث عن طريق آبائه (عليهم السلام) وبقيت بعض الاسرار دون وضوح وكما اخبر به المعصومين (عليهم السلام) قالوا لم يؤذن لهم في كشفها ولعلها تتضح حين ظهوره (عجّل الله فرجه).
13 - ومع روح الله عيسى (عليه السلام) انه تكلم في المهد وكذلك امامنا كما هو في خبر ولادته واتاه الله العلم والفهم والحكمة صبياً وكذلك امامنا ورث جميع العلوم واختلف الناس في عيسى كما اختلف الناس في امامنا وانكروه.
14 - وشبهاً من جده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو قيامه بالسيف والانتصار لدين الله فضلاً عن الصفات الجسمانية والخلقية التي اخبر به ذلك جده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واباؤه المعصومين (عليهم السلام).
15 - الاشتراك مع جميع الانبياء (عليهم السلام) بالعلم والحكمة وانه وارثها، وكذلك يتشابه في غيبته مع الذين غابوا منهم وكذلك أوصياء الأنبياء الذين تم الاشارة اليهم في مبحث سابق بسبب الخوف والبطش من الظالمين واعداء الله مع احتمال وقوع الضرر وفي هذا الغيب ليس انتقاص من الأنبياء أو الامام وانما هو لغرض تطبيق الشريعة السماوية بالحفاظ على أنفسهم لغرض تطبيقها بما أراد الله (عزَّ وجلَّ).
16 - واما من يعود ويقول لماذا الغيبة بعد تواتر الأحاديث وبذكر الأسباب فلا يرد التعنت والكبر الا بسؤال وهو لماذا غاب الأنبياء (عليهم السلام) والخضر كذلك وبقاء عيسى (عليه السلام)؟
ثانياً - امثلة من المعمرين والاستدلال بهم على طول عمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه):
1 - أخبار بعض المعمرين:
يتناول المصنف عدة أخبار عن بعض المعمرين الذين عاشوا لفترات طويل وكانت قصصهم معروفة في الأخبار التاريخية وعند العرب يوردها من باب الحجة على طول عمر الإمام (عجّل الله فرجه)، فكانت هذه المدة منذ ولادته سنة (255هـ/869م) حتى وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) سنة (260هـ/ 873م) إلى زمن السفراء الأربعة وحتى غيبته الكبرى سنة (329هـ/941م) بوفاة السفير الرابع والى يومنا هذا(1089)، والبعض من هؤلاء المعمرين أناس عاديون تمكنوا من الحفاظ على أنفسهم لفترات طويلة وقد ذكر المصنف الكثير منهم سنأخذ البعض من هذه الأمثلة التي طرحها ونترك الباقي لكثرة العدد الوارد في الكتاب وطول البعض منها ولكثرة تفاصيلها(1090).
أ - الأنبياء (عليهم السلام):
يذكر الصدوق في رواياته التي ينقلها عن المعصومين (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نورد مضمون الخبر فيما يخص أعمار الأنبياء (عليهم السلام)، أن آدم (عليه السلام) عاش (930سنة) وانه نوح (عليه السلام) (2450سنة وفي رواية 2500سنة)، وإبراهيم (عليه السلام) (175سنة)، وإسماعيل (عليه السلام) (120 سنة)، وإسحاق (عليه السلام) (180 سنة)، ويعقوب (عليه السلام) (120 سنة) ويوسف (عليه السلام) (120سنة) وموسى (عليه السلام) (126 سنة) وهارون (133سنة) وداوود (100سنة) وسليمان (712 سنة)(1091).
وجاءت الروايات بمثل ما ورد عند الصدوق ومنها ما يختلف عنه لكن ليس المقصد هنا مناقشة تلك الروايات وإنما هو الإشارة إلى احتمال وإمكانية طول العمر، فقيل أن آدم (عليه السلام) عاش (930سنة)(1092)، وعاش نوح (عليه السلام) (2500سنة)(1093) واليعقوبي يذكر انه عاش فقط (950 سنة) وهذه هي مدة ما لبث في قومه(1094)، وفي رواية ان مبلغ عمره كله(1200سنة)(1095)، وعاش إبراهيم في رواية اليعقوبي (195 سنة) وعند ابن طاووس (175 سنة)(1096)، واما إسماعيل (عليه السلام) قيل انه عاش (137 سنة وقيل 120 وقيل 130سنة)(1097)، وعمر إسحاق (180 سنة)(1098)، ويذكر ان عمر يعقوب (عليه السلام) (147 سنة)(1099)، والمسعودي يذكر انه مات وله (140سنة)(1100)، وعاش يوسف (120 سنة)(1101)، وعمر موسى (عليه السلام) (120 سنة وفي رواية 123سنة)(1102) ومات هارون (عليه السلام) وعمره (120 سنة) وقيل (123 سنة)(1103)، وعاش داوود (عليه السلام) (100سنة)(1104)، وعاش سليمان (عليه السلام) (712سنة)(1105).
يروى عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (ان ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله (عزَّ وجلَّ) في قلبه الإيمان وأيده بروح منه)، وعن الامام زين العابدين (عليه السلام) قال: (في القائم سنة من نوح (عليه السلام) وهي طول العمر)(1106).
ومما ذكر في أعمار الأنبياء منها ما تطابق مع رواية الصدوق ومنهـا في اختلاف بسيط فقيل أن آدم (عليه السلام) عاش(1030سنة) وفي رواية انه عاش (930سنة)(1107)، ونوح (عليه السلام) هناك اختلاف في مبلغ عمره قيل (2500سنة) وقيل اقل من ذلك(1108)، ويروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة وخمسمائة سنة منها ثمانمائة سنة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم ومائتان عام في عمل السفينة وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة...)(1109)، وفضلاً عما ذكره الصدوق من الأنبياء (عليهم السلام) لم يذكرهم منهم نبي الله ادريس (عليه السلام) قيل أنه أتى عليه ثلاثمائة سنة حين رفعه الله(1110)، وقيل انه عمر (965 سنة)(1111) وعمر الكثير من أبناء ذرية النبي آدم (عليه السلام) وتراوحت أعمارهم ما بين (900 و1000 سنة)(1112).
ب - الخضر (عليه السلام)(1113):
ومن المعمرين الذين قيل انه أطول الآدميين عمراً هو الخضر (عليه السلام)، قيل انه شرب من عين ماء الحياة ولا يزال حياً، فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور...(1114)، وفي تعليق للمصنف عن قصة الخضر (عليه السلام) الكثيرون يقولون ويسلمون بحديثه وبأنه حي غائب عن الأبصار ولا ينكرون طول حياته ويدفعون القول بكون الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وطول حياته في غيبته ويقولون ببقاء الخضر إلى يوم النفخ في الصور، ومنها أيضاً إبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته وان أخبارهم لا تتناول إبقاء حجة الله على العباد مدة طويلة في غيبته مع ورود الأخبار الصحيحة في غيبته والنص عليه باسمه ونسبه عن الله تبارك وتعالى وعن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام)(1115).
وذكرت قصة الخضر (عليه السلام) وجميع ما ورد من أخباره وانه شرب من عين ماء الحياة وانه صاحب النبي موسى (عليه السلام) وانه لازال على قيد الحياة وبعض الآراء التي تقول بانه لم يبق على قيد الحياة(1116)، حتى قيل أن آدم (عليه السلام) كان على علم بأمر الطوفان وأوصى أن يحمل جسده قبل الطوفان وحمل جسده في سفينة نوح (عليه السلام) قبل الطوفان وبعد الطوفان أنزل جسده وأمر نوح أبناؤه أن يدفنوا الجسد في مكان قد دلهم عليه وأخبرهم (أن آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة) إلا أنهم تأخروا في ذلك وتوانوا عن الأمر فقيل أن الذي تولى دفن آدم هو الخضر، فلذا قيل بأنه أطول بني آدم عمراً وانه حي إلى ما شاء الله(1117).
ويحتج بعض المؤرخين بأنهم يعجبون على من يعترف بوجود ابليس وتعميره من قبل آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة وهو الضال رئيس الضالين ويمنعون بقاء مثل هذا الإمام الهادي من الهداة الأئمة المعصومين وانهم يعترفون بتعمير الكثير من الأنبياء قبل ملة الإسلام وينكرون تعمير هذا الإمام مع أنهم يقولون بصحة قول النبي (صلى الله عليه واله): (يحذو امتي من تقدمهم حذو النعل)(1118)، وان قلنا تنزلاً بقول من يشير إلا أن الخضر لم يبق حياً الا انه من زمان آدم إلى زمان نوح (عليها السلام) إلى وقت الطوفان كونه وقف على مدفن آدم بعد الطوفان وأنهم يقرون بذلك لذا فانه عمره بحدود الثلاثة آلاف سنة وان إمام زمانا (عجّل الله فرجه) لو حسبنا عمره منذ الولادة (255هـ) إلى يومنا هذا ونحن في سنة (1439هـ) بلغ من العمر الآن بحدود (1185سنة) ولم يتجاوز حياة الخضر لحد الآن الذين هو ليس من الأنبياء بل عبداً صالحاً من عبيد الله.
ج - ذو القرنين(1119):
ينقل المصنف بأنه بلغ من العمر (500 عام)(1120)، ويذكر ابن الجوزي خبرين في انه عاش(3000 سنة) مذكور في التوراة وقيل (1500سنة) ما ذكره المسلمون(1121).
د - أصحاب الكهف(1122):
يحتج المصنف بقوله ان وجب الإقرار بالقائم (عجّل الله فرجه) من طريق السمع وفي موجب أي عقل انه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً هل وقع التصديق بذلك الا عن طريق السمع فلم لا يقع التصديق بالقائم (عجّل الله فرجه) ايضاً عن طريق السمع(1123).
قال تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾ (الكهف: 25)، قيل انهم لبثوا في الكف ثلاثمائة وتسع سنين منذ ان ارقدهم الله إلى ان بعثهم واعثر عليهم اهل ذلك الزمان وقيل ان هذا قول أهل الكتاب وقد رده الله(1124)، وقال تعالى: ﴿قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرضِ﴾ (الكهف: 26)، فقيل انهم اخذوا مضاجعهم فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي (عجّل الله فرجه) فيقال أنه يسلم عليهم فيحييهم الله (عزَّ وجلَّ) له ثم يرجعون إلى رقدتهم إلى يوم القيامة(1125).
هـ - قس بن ساعده الأيادي(1126) قيل انه عمر ستمائة سنة(1127)، واخرج الطرابلسي والراوندي والنجفي نفس مقالة الصدوق انه عاش ستمائة سنة(1128)، السجستاني وابن الجوزي يقولان انه عاش ثلاثمائة وثمانين سنة(1129).
و - دومغ بن الريان(1130)، من المعمرين الذين وصل عمره إلى ثلاثة آلاف سنة(1131).
ز - قصة بلوهر ويوذاسف:
يسرد المصنف قصة مع أخبار المعمرين يضعها بعنوان أخبار من الهند لشخصين أحدهما يدعى (بلوهر) وهو رجل ناسك والظاهر من خلال القصة انه موحد ولم يتضح على أي ديانة والآخر يدعى (يوذاسف) وهو ابن ملك فيها مواعظ وحكم وإرشادات وكثير من النصائح ففي الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ومن ضمنها يطرح هذا الناسك عدة قصص على ابن الملك موضحاً له فيها بعض السلوكيات والأخلاق ومواضيع متنوعة التي يقدمها هذا الناسك إلى ابن الملك حتى قيل في القصة أن (يوذاسف) هذا أصبح نبياً وهبط عليه ملك من السماء وقد أورد المصنف القصة في كتابه بما يزيد على تسع وخمسين صفحة لم نذكرها اذا لا حاجة للتطرق إلى التفاصيل الواردة فيها الا أن المصنف يطرحها من باب الاحتجاج بها اذ أن الكثير من يصدق بتلك القصص المنقولة ولا يصدق بأمر الغيبة وطول عمر الإمام (عجّل الله فرجه) وبعد أن يذكرها يعلق الصدوق قائلاً من هدف ذكره لهذه القصة وأخبار المعمرين قال: (ليس هذا الحديث وما شاكله من أخبار المعمرين وغيرهم مما أعتمده في أمر الغيبة ووقوعها لان الغيبة إنما صحت لي بما صح عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) من ذلك الإخبار التي بمثلها صح الإسلام وشرائعه وأحكامه ولكني أرى الغيبة لكثير من انبياء الله (عليهم السلام) ولكثير من الحجج بعدهم ولكثير من الملوك والصالحين من قبل الله تبارك وتعالى ولا أجد لها منكراً من مخالفينا وجميعها في الصحة من طريق الرواية دون ما قد صح بالأخبار الكثيرة الواردة عن النبي والأئمة (عليهم السلام) في أمر القائم الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وغيبته حتى يطول الأمد وتقسو القلوب ويقع اليأس من ظهوره ثم يطلعه الله وتشرق الأرض بنوره...)(1132)، ونقل المجلسي هذه القصة عن الصدوق(1133).
2 - بعض الاستدلالات عن إمكانية طول العمر:
فضلاً عما طرح في أخبار المعمرين والغيبة، يعلق مصنف الكتاب على أخبار المعمرين في عدة مواطن من الكتاب منها يقول كيف يصدقون ما يرد من الأخبار عن المعمرين ولا يصدقون عما يرد عن النبي واله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فما هذا إلا ارتدادهم من القول الصحيح وجحودهم عن في دفع الحق وانه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الأولين بالتعمير في أشهر الأجناس تصديقاً لقول صاحب الشريعة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا جنس أشهر من جنس القائم (عجّل الله فرجه) لأنه مذكور على ألسنة المقربين والمنكرين مع الروايات الصحيحة عن النبي والأئمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بوقوع الغيبة وانه أخبر بوقوعها في الثاني عشر من الأئمة(1134).
من خلال أخبار المعمرين على مر الأزمان إن إمكانية طول العمر متحققة ومشهودة بالنقل واعتقادنا ثابت بما ورد عن محمد وال محمد بأمر الغيبة وطول العمر للحجة القائم (صلوات الله عليهم أجمعين) وكله بقدرة الله وخير دليل على هذا الإمكان بما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (الصافات: 143-144) فيذكر أن الله أوحى للحوت الذي ابتلع يونس (عليه السلام): (إني لم أجعل عبدي رزقاً لك ولكني جعلت بطنك له مسجداً فلا تكسرن له عظماً ولا تخدشن له جلداً...) وقيل انه لو لم يكن من المسبحين والذاكرين لله لبقي في بطن الحوت إلى يوم يبعثون(1135) قيل انه يبقى حياً أو ميتاً في بطن الحوت إلى يوم القيامة(1136)، أي ان إمكانية البقاء إلى يوم القيامة موجودة بقدرة الله وطول عمره وبقائه ليست نادرة الوجود فقد حصلت قبله وانها ومحتملة التكرار كحال من سبقه من المعمرين وبقائه هو بهدف الهي.
ويقول الصدوق: (هذه الأخبار التي ذكرتها في المعمرين قد رواها مخالفونا... وقد روى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: كلما كان في الأمم السابقة يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)، فقد صحت التعمير فيمن تقدم وصحت الغيبات الواقع بحجج الله فيما مضى من القرون فكيف السبيل إلى إنكار القائم (عجّل الله فرجه) من طول الغيبة وطول العمر مع الأخبار الواردة من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الائمة (عليهم السلام)(1137).
ويشير أحد المؤرخين (أن استبطاء خروج صاحب الزمان وظهوره والتمسك به واتخاذه وحده طريقاً إلى نفي وجوده يشعر باعتقاد نفي القيامة والبعث والنشور وذلك لأن الاستبطاء في ذلك في ذلك أعظم وأكد وأكثر من حيث إن جميع الانبياء (عليهم السلام) من لدن آدم إلى نبينا (عليه السلام) كانوا ينذرون اممهم بالقيامة والبعث والنشور، وقد قال نبينا (عليه السلام): بعثت أنا والساعة كهاتين، وبعد فلم تقم القيامة إلى الآن لم يشكُ فيها بسبب تأخرها واستبطاء قيامها فان كان مجرد تأخر خروج صاحبنا [المقصود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)] واستبطاء القوم ظهوره طريقاً إلى نفيه فتأخر قيام القيامة واستبطاء الخلق ظهورها وقيامها أولى بأن يتخذ طريقاً إلى نفيها)(1138).
وربما من يشكل على هذا القول السابق بأن من أخبر بالقيامة هو النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بصريح قول القرآن كذلك نقول ان من أخبر بالإمام الحجة الغائب (عجّل الله فرجه) هو جده رسول الله وآبائه المعصومين (عليهم السلام).
وفي تعليق للمصنف يقول: (فمتى صح التعمير لمن تقدم عصرنا وصح الخبر بأن السنة جارية في القائم (عليه السلام) الثاني عشر من الأئمة لم يجز الا أن يعتقد أن لو بقي في غيبته ما بقي لم يكن القائم غيره وانه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً كما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الائمة (عليهم السلام) من بعده)(1139)، ومن ثم يضيف تعليقاً آخر يوضح فيه أن أخبار المعمرين وغيرهم مما أعتمده في أمر الغيبة ووقوعها ليس هو المعتمد لدي فأن المعتمد هو في أمر الغيبة بما صح عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) والتي مثلها صح الإسلام وشرائعه وأحكامه، وأما ما وقع من غيبة للأنبياء والحجج والصالحين والملوك من قبل الله تبارك وتعالى ولا أجد لها منكراً من مخالفينا وجميعها صحت عن طريق الرواية، دون ما صح بالأخبار الكثيرة الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) في أمر القائم (عجّل الله فرجه) وغيبته حتى يطول الأمد وتقسو القلوب ويقع اليأس من ظهوره ثم يطلعه الله فتشرق الأرض بنوره ويرفع الظلم والجور بعدله فليس في تكذيب هذه الأخبار مع الإقرار بنظائرها الا القصد من إطفاء نور الله وإبطال دينه ويأبى الله الا أن يتم نوره ويعلي كلمته ويحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المخالفون والمكذبون بما وعد الله الصالحين على لسان خير النبيين صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين(1140).
ويعلق الاربلي بنفس السياق ويقول: (اذا ثبت ان الله قد عمر خلقاً من البشر ما ذكرنا من الأعمار بعضهم حجج الله تعالى وهم الأنبياء وبعضهم غير حجة وبعضهم كفار ولم يكن ذاك محالاً في قدرته ولا منكراً في حكمته ولا خارقاً للعادة بل مألوفاً على الإعصار معروفاً عند جميع أهل الأديان فما الذي ينكر عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلى غاية عمر بعض من سميناه وهو حجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على أرضه وخاتم أوصياء نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد صح عن رسول الله أنه قال: كلما كان في الامم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثلة حذو النعل بالنعل...)(1141).
من الممكن إخراج بعض الشواهد العقلية والواقعية التي من خلالها نحاول توضيح ما أشار اليه المصنف في مسألة طول العمر من مؤرخين معاصرين منها: فهناك استدلال لأحد المؤرخين المعاصرين في قضية الغيبة حول العلم الحديث وإمكانية العيش والبقاء لفترات طويلة حيث ان الإنسان لازال يجهل الكثير من الخفايا الكونية واسرار الطبيعة فقد كان في يوم ما ان التكنولوجيا والتطور الحاصل في زماننا الحاضر كان هذا من المستحيل وقوة خيالية ولكن أصبحت في يومنا الحالي من الامور العادية وبالرغم من هذا فان المجهولات الكونية لم تكتشف كلها لحد الآن وان العلماء كلما اكتشفوا شيئاً اعترفوا بعجزهم أكثر ومنها أسرار الطبيعة لازالت مجهولة وبعدها ينقل رأي لأحد العلماء اذ يقول: (ويعتقد البروفيسور أتينقر: أن الجيل الجديد كما آمن بالرحلات الفضائية فانه سيؤمن بان خلود الإنسان في الحياة الدنيوية ليس أمراً ببعيد فإن مع التقدم التكنلوجي الذي نشاهده اليوم سوف تتمكن البشرية في القرن القادم أن تطيل عمر الإنسان لآلاف السنين)(1142).
وهناك من الحيوانات والنباتات والحشرات ما يعمر لآلاف السنين منها وجود شجرة في كاليفورنيا في امريكا تجاوز عمرها (4600) سنة وكذلك الحيتان يتجاوز عمرها (1700) سنة وكذلك الحفريات في قبور الفراعنة وجدت حبوب القمح يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة ألاف سنة وقد أنبتت واخضرت، وان شيخوخة الإنسان تعود إلى تخمر المكروبات في الأمعاء فلو أمكن إزالتها لعاش الإنسان إلى ألفي عام وهذا ما كتب في بحوث يابانية ويقول علماء مختصون ان بالإمكان لجسم الإنسان أو أي عضو منه الاستمرار في الحياة لمدة غير محدودة اذا لم يتعرض إلى أي طارئ وهذا الرأي نتيجة تجارب علمية اذ يقول عدد من أساتذة الجامعات العالمية ان الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان لها القابلية على الدوام والخلود وقد ثبت ذلك بالتجارب التي لا تزال مستمرة ومتى ما تمكن العلم من حماية الجسم من هجمات الجراثيم فان باستطاعة الإنسان ان يعيش لمدة طويلة(1143).
وأشار العلوي إلى أبحاث لأساتذة من دول أوربية منها تقارير عن خلايا حيوانية لدكتور اسمه هانس سيلي أجراها في مختبره الخاص انه استنتج انه ان تمكنا من تحويل النسيج الإنساني بهذا الشكل فانه من الممكن ان يعيش الإنسان ألف سنة، ورأي لأستاذ آخر يقول بانه الأجيال القادمة سوف تصدم بحقيقة الإنسان الخالد كما هو الحال في غزو الإنسان للفضاء وان تطور العلم سيكفل حياة الإنسان لأف عام(1144)، وبما انه التجارب تأخذ بالازدياد في اتجاه تعطيل قانون الشيخوخة وتحويلة إلى إمكان تطبيقه عملياً فلا يبقى مبرر للاستغراب والاستنكار لطول العمر وذلك لمجرد انه التجارب الباحثة في هذا الاتجاه(1145).
وهذه إشارات كلها تلوح نحو العلم وتطوره واكتشافاته فكيف بمن هو عنده مواريث وعلوم جميع الأنبياء بما صح لها من الأحاديث الواردة بحقه قالت بحيازته لهذا العلم الكائن عنده من آبائه فضلاً عن ذلك ان الله (عزَّ وجلَّ) أراده لينتصر به لدينه فتكون قدرة الله وعطفه له لإصلاح العالم وأعطاه كل ما يمكنه على ديمومته والحفاظ على صحته كما قلنا ان السبب الأساسي لغيبته هو خوفه القتل فحفظه الله بما أعطاه من العلم وفوقها قدرة الله (عزَّ وجلَّ).
فلماذا يتم انكار هذا على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهي نِعمٌ يتمتع بها البر والفاجر من المخلوقات ولا غرابة في ذلك ولا هو خرق للعادات ولا لنواميس الطبيعة بل ان خرقاً في الموت الذي يقطع حياة الحي بحسب رأي العلماء ونحن إذا قاصرون عن تمديد حياتنا واما الامام ومن ورائه مشيئة الله وفقد إلى تجنب ما يقطع حياته واستمرار بقائه إلى أمد قدر له ومما لا شك فيه ان مراعاة القواعد الصحية تستلزم هناء العيش وسلامة الجسم والعقل وقد قال أطباء عصورنا الحالية ان إتباع تلك القواعد في ايامنا قد محا أمراضاً كثيرة تغزو الجسم بعد ان توفرت النظافة وسلامة المناخ فما المانع من عيش الإنسان سليم الجسم طويلاً إذا بقي ملتزماً بمناخ صالح ونجا من العوارض الخارجية التي تقتطع العمر(1146).
فمن المرجح ان إمامنا له القدرة على الالتزام ببرامج صحية وغذائية والتواجد في اجواء مناخية تساعده على الحفاظ على سلامة بدنه وأعضائه من التلف وإبقائها بنشاطها واستمرارها والدليل على ذلك انه لا يوجد في الأدلة النقلية من الخوف عليه من الأمراض أو الموت بسبب الوضع الطبيعي من الكبر والموت وإنما كانت الغيبة والحذر كلها من القتل أو مثل آبائه ممكن ان يتعرض للسم لو كان ظاهراً اما عدا هذا فان الله مكنه من كل ما يحتاجه للحفاظ على نفسه، وفي عصرنا الحديث وجد الكثير من البشر أن تمكنوا من العيش لمدة طويلة ومنها هناك قبيلة تدعى قبيلة (هونزا) يسكنون في احدى القرى في اندونيسيا يتبعون نظاماً غذائياً يعتمدون في أكثره على النباتات ويعمرون من (100) سنة إلى (145) سنة أو أكثر وعملهم الزراعة ويموتون دون أي مرض(1147).
وأشارت بعض التقارير المنشورة على شبكة الانترنيت عن المعمر الصيني الذي يدعى (لتسن يون أو لي تسينون) ولد سنة (1677م) عمر إلى (256سنة) وان طعامه الوحيد هو الأعشاب ويعيش في جبال سيتشوان الصينية قيل انه جمع الأعشاب تعلم أسرار طول العمر وتزوج 23 مرة وقيل انه كان يعمل في تدريب الجيش وتوفي في سنة (1933م) ويذكر ان آخر ما قاله (لقد فعلت كل شيء كان علي فعله في هذا العالم والآن ذاهب إلى البيت) وبعدها توفي(1148)، ومن خلال هذه الامور ان احتمالات العيش وفرصها تكون أكثر عند إمامنا حامل العلوم المحمدية والأسرار الإلهية بعد ان تمكن البعض من معرفة أجزائها البسيطة حتى عصرنا الحالي أو الزمن القريب منا وتمكنوا من العيش لمدة طويلة.
يقول أحد المؤرخين ان المناقشة والمجادلة حول موضوع طول عمر الامام المهدي (عجّل الله فرجه) ليست مناقشة هادفة أو بناءة بل هي تجاهل العارف ونوع من العناد بدليل اننا لا نجد من يناقش في طول اعمار الملائكة أو طول عمر ابليس أو طول عمر الخضر (عليه السلام) وإنما الشبهات تجدها حول عمر صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) وما هو الهدف الا بدافع البغض والعداء لآل رسول الله أو استبعاد قدرة الله(1149).
ولو نظرنا إلى أمر طول العمر عند الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) من الناحية العقائدية بغض النظر عما وردنا من أخبار بذلك واعتقادنا بها، يشير احد الباحثين إلى ذلك بان كل مؤمن بالله يعتقد بان الآجال بيد الله تعالى ومعنى هذا ان الله هو الذي يقدر الآجال لكل نفس والله قادر على إطالة الأعمار كقدرته على تعجيل الآجال فاذا قدر الله لأحد من عباده طول العمر فمن البديهي أن يهيئ له الأسباب المادية والطبيعية الموجبة لطول العمر ومن الممكن ان يسعفه للعمر الطويل بالأمور الطبيعية والى ما وراء الطبيعة وكما هناك وسائل وعوامل لقصر العمر هناك وسائل لإطالة العمر وتأخير الأجل وكلا الوسائل بقدرة الله على حد سواء(1150).
وبنفس السياق يشير مؤرخ آخر ان الأمر بالنسبة للمسلم الذي يستمد عقيدته من القرآن الكريم والسنة المشرفة ليس منكراً أو مستغرباً إذ هو يجد ان القانون الطبيعي الذي هو أكثر صرامة قد تعطل كالذي حدث بالنسبة للنبي إبراهيم (عليه السلام) عندما القي في النار العظيمة فنجاه الله كما صرح القرآن وهذه المعجزة وأمثالها من معاجز الأنبياء قد أصبحت بمفهومها الديني اقرب إلى الفهم بدرجة اكبر في ضوء المعطيات العلمية الحديثة والانجازات الكبيرة التي حققها العلماء بوسائلهم المادية والاكتشافات والاختراعات لو تحدثنا عنها سابقاً لأنكرناها غاية الإنكار وقد أصبح كثير منها في متناولنا ومنها الأجهزة الحديثة فلقد كنا نعرف سابقاً انه سيكون في آخر الزمان من يرى ويسمع من في المشرق من هو في المغرب(1151)، والملاحظ اليوم أن هذه الإمكانيات متوفرة وبشكل كبير وبطرق متعددة، وان إمامنا يكون اقرب لمعرفة ما هو أعمق منها أو تعطل له القوانين الطبيعية بأمر لله.
فان طول عمر الإنسان وبقائه قروناً متعددة ممكن منطقياً وممكن علمياً ولكنه لايزال غير ممكن عملياً إلا أن اتجاه العالم سائر في طريق تحقيق هذا الإمكان عبر طريق طويل وعلى ضوء هذا لا يبقى للاستغراب محتوى الا استبعاد أن يسبق المهدي (عجّل الله فرجه) العلم نفسه فيتحول الإمكان النظري إلى إمكان عملي في شخصه قبل ان يصل العلم في تطوره إلى مستوى القدرة الفعلية على هذا التحول وان الإسلام قد سبق حركة العلم والتطور الطبيعي للفكر الإنساني قرون عديدة أو لم تكشف رسالة السماء اسراراً من الكون لم تكن تخطر على بال إنسان ثم جاء العلم ليثبتها ويدعمها ومثال ذلك هو إسراء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهو في إطار القوانين الطبيعية فهو يعبر عن الاستفادة من القوانين الطبيعية بشكل لم يتيح للعلم تحقيقه لحد الآن ونفس الخبرة الربانية التي أتاحت للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التحرك السريع قبل ان يتاح للعلم تحقيق ذلك أتاحت لآخر خلفائه المنصوصين العمر المديد(1152).
وأخيرا نقول انه في عام (1976م) أصدرت إدارة المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة فتوى تثبت ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيابه ويكون ظهوره حتى يأذن الله وتقول الفتوى بعد تعريفه: (انه المهدي الموعود المنتظر موعد خروجه في آخر الزمان هو من علامات الساعة الكبرى ويظهر عند فساد الزمان وانتشار الكفر وظلم الناس ويملأ الأرض عدلاً وقسطا كما ملئت جوراً وظلماً وهو آخر الخلفاء الراشدين الاثني عشر الذين أخبر عنهم صلوات الله عليه وسلامه عليه في الصحاح) ثم يذكرون مجموعة بحسب قول الناقل عشرين من الصحابة الذين نقلوا أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في المهدي (عجّل الله فرجه) وذكر في الفتوى مجموعة من كتب السنن والمعاجم وسمت مؤلفيها ثم يكمل الناقل الفتوى: (وقد نص على أحاديث المهدي متواترة عند جمع من الإعلام قديماً وحديثاً، وأن الاعتقاد بخروج المهدي واجب وانه من عقائد أهل السنة والجماعة ولا ينكره الا جاهل في السنة ومبتدع في العقيدة)(1153).
فضلاً عن هذه الفتوى فقد أحصى أحد الباحثين المتأخرين أسماء عدد من المؤرخين والفقهاء والمحدثين والمفسرين والمحققين من أهل السنة وأسماء كتبهم في أزمنة مختلفة سجلوا اعترافات صريحة بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقد صرح اغلبهم بأن الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الموعود بظهوره في آخر الزمان وذكر منهم مائة وثمانية وعشرون عالماً من أهل السنة وذكر اعترافاتهم منذ بداية القرن الرابع الهجري إلى عصور حديثة(1154).
المبحث الأول: ما روي عن الخمسة أصحاب الكساء (عليهم السلام) في غيبة الإمام المهدي (عليهم السلام):
توطئة:
في هذا المبحث والمباحث التي تليه من هذا الفصل ننقل فيها الأحاديث التي ذكرها الصدوق في كتابه عن وقوع الغيبة بالقائم (عجّل الله فرجه) بما ورد عن النبي وأهل بيته (عليهم السلام) وسنحاول بعدم تكرار ما أشرنا إليها في الفصلين السابقين من كتاب الصدوق التي كرر ذكرها في أبواب اخرى من الكتاب أو غيره من المصادر ولعل البعض منها بما يرويه المصنف بنفس الأبواب في أمر الغيبة بما ذكر عن الأئمة (عليهم السلام) لم تكن متناسبة مع عنوان الموضوع إذ إن مناسبتها في مكان آخر استخدمناها مسبقاً أو سنستخدمها في مباحث اخرى لم نذكرها في هذا الفصل كما ذكرها المصنف بما روي عنهم فقط وأحياناً حسب حاجة الموضوع اي أنه استخدمنا الأحاديث والأخبار الواردة في الكتاب عامة وفي هذا الفصل خاصة وفق تقسيمات البحث وليس كما طرحت في أبواب الكتاب، ووضعنا هذه الأحاديث من أخبار آل محمد عن الغيبة وصاحبها في فصل مستقل لتمييزها على وجه الخصوص في أمر الغيبة كما فعل ذلك مصنف الكتاب حيث وضعها في أبواب خاصة بالرغم من كونه تطرق إلى ما يدل على هذه المواضيع في أحاديث مشابهه أو نفسها باختلاف بسيط في أبواب أخرى من الكتاب ولعله أيضاً أراد تميزها دون غيرها بما ورد عنهم (عليهم السلام) وقد قسهما المصنف في أربعة عشر باباً وما تكرر هنا من أحاديث استخدمناها لضرورة في الموضوع أو فيها اختلاف بجزئية بسيط في الحديث واحيناً تقديم أو تأخير في بعضها لمناسبة الموضوع وفي أحيان نجمع حديثين أو ثلاث أو أكثر في فقره واحده أو تحت رقم واحد لتشابهها في المضمون، وأحيناً نذكر حديث لأحد الأئمة (عليهم السلام) ونعضده بحديث يروى عن غيره من الأئمة له نفس المضمون يوضح ويعطي نفس المعنى أو المقصد المراد منه في الحديث موضوع النقاش في فقرة أي واحد من الأئمة نأخذه من مصادر أخرى تعزيزاً لما ورد عن أي واحد منهم (عليهم السلام)، ولم تختلف المصادر الاخرى عما نقله الصدوق من أحاديث هنا نصاً أو مضموناً وكثير منها تنقل عنه مع الاختصار في بعضها وقسم انفرد الصدوق وبعضها نقلت في مصدر واحد أو اثنين وبعضها نقلت عند المصنفين المتقدمين أو المتأخرين الذين اعتمدوا على هذا الكتاب بنسبة كبيرة كما سيتضح.
أولاً _ ما روي عن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
نقل الصدوق عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثمانية أحاديث في هذا الباب الذي خصصه عن الغيبة تكرر منها اثنان ذكرها المصنف بأسانيد مختلفة بنفس النص أخذنا منها ست أحاديث وهي:
1 - الحديث الأول من هذا الباب هو نفس الحديث الرابع في نفس الباب يورده بطريقين وبنفس المضمون الاول يرفعه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) والآخر يرفعه إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فيهما اختلاف بسيط، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون به غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب(1155)، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)، وفي الحديث الآخر المروي عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون به غيبة وحيرة تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(1156).
ورد الحديث في كتاب الإمامة والتبصرة عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي نقل الصدوق الحديث عنه(1157)، ينقل نص الحديث الأول المروي عن جابر في كفاية الأثر بنفس رواية الصدوق(1158)، ونفسه في كشف الغمة وبالسند ذاته(1159)، وكذلك نص الحديث أعلاه والسند نفسه المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري في كتاب فرائد السمطين(1160)، وينقله ايضاً العلامة الحلي عن إكمال الدين(1161)، ويرويه صاحب كتاب سيرة المعصومين بنفس السند والنص الذي يرويه الصدوق في الحديث الثاني عن أبي بصير وبنص الحديث المذكور(1162).
وفي الحديثين السابقين إشارة عامة إلى حيرة وضلال الناس اذ ورد بنفس المعنى في حديث طويل عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... ومهدي امتي أشبه الناس بي في شمايله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة فيعلن امر الله ويظهر دين الله ويؤيده بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1163).
2 - وفي حديث آخر مكرر بنفس المضمون الاول يرفعه بسنده عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (طوبى(1164) لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة)(1165)، والحديث الثاني يرفعه بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (طوبى لمن أدرك قائم أهـل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى من قبله ويبرأ إلى الله (عزَّ وجلَّ) من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم امتي عليّ)(1166).
الملاحظ من خلال الحديثين السابقين هو تشابه واضح في مضمون الحديثين مع اختلاف بسيط في نصيهما اذ أخرج صاحب كتاب الخرائج الحديث باختلاف بسيط إذ ينقل قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (طوبى لمن أدرك زمان قائم أهل بيتي وهو معتقد به قبل قيامه ويتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أولك أكرم خلق الله علي)(1167) وعند الطوسي الحديث الثالث المروي عن الصادق (عليه السلام) وفيه بعض الاختلاف في النص اذ قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أُولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي واكرم أمتي علي)(1168)، وينقله صاحب كتاب منتخب الانوار كما ورد عند الطوسي ونفسه عند بعض المتأخرين من المؤرخين مع اختلاف يسير في النص(1169).
3 - وروى المصنف حديث يرفعه بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1170).
نقل الطبرسي هذا الحديث بنفس النص والسند عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي تكون له غيبة...)(1171) وعند الخراساني بلا اختلاف(1172)، ونقله بعض المتأخرين بالسند والنص نفسه(1173).
ذخيرة الأنبياء: من المرجح ان المقصود من القول هنا هو إنقاذ وتصحيح من الضلال الحاصل عند جميع أهل الديانات السماوية وغير السماوية مما أصابها من انحراف ويقيم العدل للجميع بعد انتشار الظلم حاملاً معه كل ما احتج به الأنبياء من علم وما قدموا لأقوامهم من دلال وحجج كلها تكون دليلاً على حجته وامامته وان الامم تضل فيه لعله بسبب إنكارها له كما اشير إلى التشابه الذي بينه وبين الأنبياء (عليهم السلام).
4 - ونقل الصدوق حديث يرويه بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أفضل العبادة انتظار الفرج)(1174).
ورد في فضل انتظار الفرج عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (سلوا الله من فضله فأن الله (عزَّ وجلَّ) يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج)(1175) ذكر الصدوق نفس الحديث الذي يرويه ينقله عن الإمام الرضا (عليه السلام) في كتاب آخر له(1176)، وبهذا الإسناد ورد الحديث في فرائد السمطين اذ يشير المصنف بقوله فيه ان انتظار الفرج هو بظهور المهدي (عجّل الله فرجه)(1177)، ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أفضل جهاد امتي انتظار الفرج)(1178)، وورد في هذا المعنى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) محدثاً أصحابه قال: (... انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فان أحب الإعمال إلى الله (عزَّ وجلَّ) انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن...)(1179).
وفي عدد من الروايات عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) يتضح فيها فضل الانتظار منها قال: (من مات منكم على هذا الامر منتظراً كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم (عجَّل الله فرجه))(1180) ورد نفسه عند الصدوق وفيه تكملة: (لا بل كالضارب بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف)(1181)، وفي حديث عن ابي بصير عن الصادق (عليه السلام) قال ذات يوم: (الا أخبركم بما لا يقبل الله (عزَّ وجلَّ) من العباد عملاً الا به، فقلت بلى، فقال: شهادة أن لا اله الا الله وان محمداً عبده والاقرار بما أمر الله والولاية لنا والبراءة من أعدائنا والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم (عليه السلام) ثم قال: لنا دولة يجيب الله بها اذا شاء ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر فان مات وقام القائم بعده كان له الاجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة)(1182)، ورد مثل الحديث عند بعض المؤرخين المتأخرين(1183)، وأورد صاحب كتاب منتخب الأثر ثلاثة وعشرين حديثاً بأسانيدها تشير إلى ثواب انتظار الفرج وفضل الانتظار في عصر الغيبة ينقلها عن عدد من المصنفين ومنها عن الصدوق(1184).
ومن المرجح هنا ان المقصود في فضل الانتظار وقرن بانه أفضل العبادة وذلك لعظم المسألة في الظهور المبارك الذي سيقدم به الامام المهدي (عجّل الله فرجه) الخير والعدل للبشرية جمعا وسيكون على يديه سعادتهم وقربهم إلى الله وحده ويعيد للدين نصابه الحق وعبادة الله حق عبادته وفي ظهوره الفرج بعد الشدة والتضييق والخلاص من الظلم والجور وتنقل البشرية إلى باحة العدل الإلهي لذا تكون من افضل العبادة هي في انتظار هذا الأمر والترقب له في كل وقت لإنقاذهم مما هم فيه إيماناً بما بشر به محمد وال محمد (عليهم السلام).
5 - عن ابن عباس قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إن علياً بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي من ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر(1185)، فقام اليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي وليمحصن(1186)، الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الأمر أمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي عن عباده فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله (عزَّ وجلَّ) كفر)(1187).
ينقل الطبرسي الحديث بالسند والنص بلا اختلاف(1188)، ينقل الحديث صاحب فرائد السمطين بسنده عن الصدوق(1189)، ومثله في كشف الغمة(1190)، ومثل الحديث نقل بنفس اللفظ والسند عند بعض المصنفين المتأخرين(1191) وبهذا الصدد ورد عن ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) عن أحد أصحابه انه سمعه قال: (لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضاً، فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير؟ فقال الحسين (عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله)(1192).
6 - وفي حديث فيه تتمة للحديث السابق يرفعه الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته له قال: (يا علي واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض)(1193).
وروى المصنف نفس الحديث في كتاب آخر له عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً وموصياً أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر طويل ورد من ضمنه الحديث أعلاه(1194) ورواه الطبرسي كما في خبر الوصية المذكور(1195)، ينقل الحديث الوارد عند الصدوق جملة من المتأخرين بالسند واللفظ ذاته(1196).
وبنفس مضمون الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال ذات يوم وعنده جماعه من أصحابه: (اللهم لقني إخواني مرتين، فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا إنكم أصحابي وإخواني قوم في آخر الزمان آمنو بي ولم يروني لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم...)(1197).
وبحديث مشابه ورد عن طرق العامة يروى عن ابن عباس بان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً جماعة من الناس ومن ضمن ما ورد في حديثه الشريف قال: (أيا الناس من أعجب ايماناً، قالوا: الملائكة، قال: وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر، قالوا فالنبيون يا رسول الله، قال: وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء، قالوا: فأصحابك يا رسول الله، قال: كيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون؟ ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني)(1198).
من الملاحظ في الأحاديث السابقة التي نقلها المصنف إنها مشتركة بالإشارة إلى أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والأمم في آخر الزمان وما يحصل لها من حيرة وضلال حتى يقبل الإمام كالشهاب الثاقب ولعل المراد هنا دلالة على السرعة في ظهوره حين تصل الأمور إلى هذا الحد بعد أن تضل الناس وتبتعد عن الدين، وبنفس الوقت أشارت الأحاديث إلى كرامة وفضل أصحابه المنتظرين إلى أمره حتى قرنهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بانهم رفقاؤه يوم القيامة والانتظار لهذا الأمر بانه أفضل العبادة ومن المرجح بالإشارة إلى ذخيرة الأنبياء هو الكتب السماوية الحقة وغير المحرفة ومعها وعلوم الأنبياء التي سيحتج بها على الأمم ويهديهم للتوحيد والرشاد وأن أكثر ما يتضح في جميع الأحاديث بأنها موجهة إلى المؤمنين به بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وبغيبته وفضلهم عند الله وعند رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ثانياً - ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
ينقل هنا تسعة عشر حديثاً بعضها مكرر أو لها نفس المضمون بألفاظ مختلفة وبعضها له مناسبات اخرى في فصول البحث سنأتي على ذكرها في مباحث لاحقة وهنا أخذنا منها سبعة أحاديث وهي:
1 - اخرج الصدوق حديثاً ينقله بسنده بخمسة عشر طريقاً للسند يروى عن كميل بن زياد النخعي(1199) (رضي الله عنه) في حديث طويل نذكره باختصار مما جاء فيه أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له: (يا كميل إن هذه القلوب أوعية(1200)، فخيرها أوعاها... اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم بحجته إما ظاهراً مشهوراً أو خائف مغموراً(1201) لئلا تبطل حجج الله وبيّناته)، وفي خبر قال: (اللهم انك لا تخلي الأرض من قائم بحجة إما ظاهراً أو خائفاً مغموراً لئلا تبطل حججك وبيناتك)، وبعد ذكر الحديث يقول الصدوق ان لهذا الحديث طرقاً كثيرة البعض منها لم تذكر عبارة ظاهر مشهور أو خائف مغمور(1202).
ذكر أصل الحديث من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) موصياً كميل بعدة امور في كتاب نهج البلاغة(1203)، وأخرجه ابن هلال الثقفي بطريق مغاير لطرق نقل الحديث عند الصدوق(1204) ومثله في الإمامة والتبصرة(1205)، ونقل الحديث اليعقوبي في تاريخه(1206)، والطوسي ينقل الحديث الثاني المروي عند الصدوق(1207)، ونقله المفيد بطريق آخر وبنفس لفظ الحديث(1208)، وأخرجه ابن عبد ربه بطريق آخر(1209)، كما نقله صاحب كتاب الجليس الصالح يرفعه بسنده عن كميل بن زياد(1210)، كذلك ابن كثير الدمشقي اذ أخرج طرف الحديث يقول: (وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين وله الاثر المشهور عن علي ابن ابي طالب [عليه السلام] الذي أوله القلوب أوعية فخيرها أوعاها، وهو طويل قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات وفيه مواعظ وكلام حسن رضى الله عن قائليه)(1211)، وذكره ابن عبد البر باختصار كبير الا انه يقول: (وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم) ثم يذكر مختصر الحديث(1212) وفي تذكرة الخواص بسند أخر وبنفس ألفاظ الحديث الواردة عند الصدوق(1213).
ومما يروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث آخر يشير إلى العلم والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في نفس الوقت ودلال على انه الغائب وهو خاتم الحجج ومخرج الأسرار التي يكشفها حين ظهوره منها أسرار القرآن وعلومه ويبني به المعرفة الإنسانية العالمية المتطورة ذلك في كلام الأمير (عليه السلام) لكميل بن زياد في وصية طويلة وكثيرة المواعظ جاء فيها: (... يا كميل إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أدبه الله (عزَّ وجلَّ) وهو (عليه السلام) أدبني وأنا أدب المؤمنين وأورث الأدب المكرمين، يا كميل ما من علم إلا وأنا أفتحه وما من سر إلا والقائم (عليه السلام) يختمه ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا...)(1214).
2 - ورى المصنف بسند يرفعه عن الإمام الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عباده فربما يكون وليه وأنت لا تعلم)(1215).
اخرج الصدوق نفس الحديث بالسند ذاته في مؤلفات اخرى له(1216)، واخرج الحديث بعض المتأخرين نقلاً عن الصدوق(1217)، ولم أجد الحديث عند غيره من المصنفين المتقدمين.
ونقل هذا الحديث في أبواب الأخبار بالغيبة من قبل المصنف بما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فمن المرجح ان المراد منه هو الإشارة إلى الولي في الحديث (واخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عباده فربما يكون وليه وانت لا تعلم) فاحتمال القصد من المصنف بالكلية من الحديث انه يوضح اولياء الله لا يكون لهم شهرة ومعرفة بين الناس لتواضعهم وقربهم من الله اما القصد من ولي الله الحجة (عجّل الله فرجه) انه غائب عن الناس ولا يظهر لهم نفسه بشخصه الحقيقي أو بعنوانه كونه الامام وإنما متخفياً تحت عنوان واسم آخر كما أشرنا مسبقاً انه ممكن ان يشهد موسم الحج ويرى الناس ولا يرونه اي لا يعرفونه من هو بسبب التخطيط الإلهي المعد لهذا الأمر حتى يأذن الله لذا يدعو الحديث انه لا تستصغرن احداً ربما يكون هو الإمام وأنت لا تعلم ولعله هذا ما أراده الصدوق من ذكر الحديث مع احاديث الغيبة والنص عليه.
ورد بهذا الصدد عن غيبته وعدم معرفة انه الحجة حتى وان كان بين الناس إلى يأذن الله عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه: (... ان الله يفعل لحجته (عليه السلام) ما فعل ليوسف (عليه السلام) فيكون يمشي في اسواقهم ويطأ بسطهم وهو لا يعرفونه حتى يأذن الله سبحان ان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف (عليه السلام) فقالوا له أنت يوسف؟ قال: أنا يوسف)(1218).
3 - في حديث يرفعه بسنده عن الامام الصادق عن أبائه (عليهم السلام) عن الامام علي (عليه السلام) أنه قال في خطبه له على منبر الكوفة: (اللهم انه لابد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم مترقب إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون)(1219).
ويروي الكليني الحديث عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ممن يوثق به وسمع منه على منبر مسجد الكوفة على حد قوله مع بعض الاختلاف في اللفظ عن حديث الصدوق إذ يتكلم بصيغ الجمع في الحديث، قال: (اللهم لابد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك ويعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع أو مكتتم مترقب ان غاب عن الناس شخصهم في حال هدايتهم فلم يغب عنهم قديم مثبوت علمهم وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبته فهم بها عاملون... وانك لا تخلي أرضك من حج لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف ممور كيلا تبطل حجتك ولا يضل أوليائك بعد اذ هديتهم...) ويكمل إلى نهاية الخطبة بهذا المقال(1220)، وينقله النعماني بنفس رواية الكليني بتفاوت يسير(1221)، وعند المسعودي بسند آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) إلى أن يقول: (فهم بها عاملون) وينهي الحديث(1222).
لعل هذا التفاوت في نقل الحديث هو نتيجة النقل بالسماع من قبل من تواجد في المسجد عن الخطبة الملقاة عليهم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ونتج هذا الاختلاط عندهم بالسماع ما بين الجمع أو الأفراد في الإشارة عن المقصود في الحديث لكن بالعموم انها تؤدي معنى واحداً بالإشارة إلى الحجج من الأئمة ومن المرجح انه المقصود منها الامام الحجة (عجّل الله فرجه) كون نهاية الحديث تشير إلى الحجة منهم الغائب والمؤمنين ثابت عندهم قوله في القلوب بما وصل إليهم من أتباعه بوصية آبائه وهم على ذلك عاملون ولعل هذا المراد من الحديث وهنا كما اشير في مباحث سابقة إلى ضرورة وجوده وان كان غائباً كون الانتفاع به ضرورياً للبشرية في غيبته وعند ظهوره بما بشر به محمد وال محمد.
4 - يروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أحد أصحابه قال: سمعته يقول: (كأني بكم تجولون جولان(1223) النعم تطلبون المرعى فلا تجدونه)(1224)، وبنفس المضمون أخرج الصدوق حديث آخر بطريقين عن الإمام الجواد عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى(1225) فلا يجدونه الا من ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثم قال (عليه السلام): إن للقائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه)(1226)، وعن أحد أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال سمعته يقول: (كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة) أخرج سند هذا الحديث بطريقين(1227).
نقل الحديث عن كتاب الإمامة والتبصرة بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ويرويه بطريقين للسند قال: (كأني بكم تجول جولان الأبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة)(1228) ومثله في كتاب الغيبة(1229)، ويروي الطبرسي نفسه (للقائم منا غيبة) كما عند الصدوق وبسند مختلف مع تفاوت يسير بالألفاظ(1230).
لعل المراد من مجمل مفهوم الأحاديث أعلاه الإشارة إلى الغيبة وطول أمدها والتي على أثرها تكون الناس في حيرة حيث تجولون جولان النعم حين لا تجد مرعاها أو من لا يرعاها أو حين لا تجد مرعى خصب لها اي ممكن القول انها تتخبط في مسيرها حينها تجد البشارة في الحديث الا من ثبت ولم تصبه قسوة القلب بسبب طول الغيبة والملاحظ ان الكلام موجه إلى الشيعة أي إلى من يؤمن بالقضية بأنكم لا تجدون إمامكم إلا حين اليوم المشهود له فيحثهم على الثبات على الامر دون التخبط حين شبهه الامر بجولان النعم بلا مرعى حيث لا يعرف وجهتها الا الثابتون منهم والله اعلم.
5 - في حديث يرفع سنده عن الاصبغ بن نباته قال: (سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: صاحب هذا الأمر الشريد(1231)، الطريد(1232) الفريد(1233) الوحيد(1234))(1235).
رواه الطرابلسي نقلاً عن الصدوق(1236) وأخرجه القاضي النعمان بسند مختلف وبنفس العبارة(1237)، ويروى عن جماعة كانوا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان اذا أقبل الإمام الحسن (عليه السلام) يقول: (مرحباً يا بن رسول الله) وإذا أقبل الحسين (عليه السلام) يقول: (بابي انت وامي يا أبا ابن خير الإماء) فقيل له: (يا أمير المؤمنين ما بلك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين، ومن ابن خير الإماء؟ فقال: (ذاك الفقيد الطريد الشريد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين هذا ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام))(1238).
وللنظر في معاني مصطلحات الحديث تجدها واضحة أنها في الإمام الغائب وانه الملاحق والمطارد من أعدائه حتى أصبح شريداً فريداً وهو الوحيد بقية آل محمد (عليهم السلام) وكلمتي الطريد الشريد لعلها تدل ايضاً على حركته في كل مكان حرصاً على حياته بعيداً عن مواليه متجولاً مبتعداً عن أنظار اعداء الله حتى يأمن شرهم إلى اليوم المشهود لظهوره.
6 - في حديث يتصل سنده بالإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) يروى ان أمير المؤمنين (عليه السلام)) قال مخاطباً ولده الإمام الحسين (عليهما السلام): (التاسع من ولدك يا حسين هـو القائم (عجَّل الله فرجه) بالحق المظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين [عليه السلام]: فقلت له يا أمير المؤمنين وأن ذلك لكائن؟ فقال (عليه السلام): إي والذي بعث محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله (عزَّ وجلَّ) ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه)(1239).
ورد الحديث في كشف الغمة محذوف السند يرفعه ايضاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بنفس اللفظ(1240)، وينقله الطبرسي عن الصدوق بالسند والنص المذكور(1241)، وإشارة للحديث المروي عند الصدوق هذا إشارة إلى انه من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) وفي شق الحديث الثاني فضل أصحابه ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم حجة ابن حجة أخو حجة أبو حجج تسع)(1242).
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تشير إلى المنتظرين للفرج والمؤمنين بغيبته قال: (اقرب ما يكون العباد من الله وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله (عزَّ وجلَّ) ولم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون انه لم تبطل حجة الله جل ذكره ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحاً ومسا فان أشد ما يكون غضب الله (عزَّ وجلَّ) على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم الله أن أولياءه لا يرتابون ولو علم انهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين ولا يكون ذلك الا على شرار الناس)(1243).
7 - وأخرج الصدوق بسنده أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: (إن ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال ابن عباس: هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون)(1244).
ورد نفس الحديث عند بعض المصنفين(1245)، ويعد هذا الحديث مكرراً إذ ذكر أول الأمر في الفصل الأول من البحث في المبحث الثالث الا انه تعمدنا ذكره لما له علاقة بالغيبة وما له صلة بها وبالإمام مثلما أورده الصدوق في هذا الباب في سابق ذكره وضع بالدلالة العامة على إمامة الأئمة (عليهم السلام) اما هنا للرجوع لسورة القدر قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (القدر: 1-5).
وورد في تفسير ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ ان ليلة القدر خير من الف شهر ليس فيها ليلة القدر اذ ورد عن الإمام الحسن (عليه السلام) بعد ما حصل الصلح مع معاوية فقال لبعض الناس: (ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رأى بني امية يخطبون على منبره فساءه ذلك فنزلت ﴿إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ (الكوثر: 1) يا محمد يعني نهراً في الجنة ونزلت ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ يملكها بعدك بنو امية يا محمد، فقال أحدهم فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً ولا تنقص يوم)(1246).
ورد في تفسير السورة المباركة ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ فهو القرآن انزل في البيت المعمور جملة وحده وعلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في طول ثلاث وعشرين سنة ﴿وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ ومعنى ليلة القدر ان الله يقدر فيها الآجال والأرزاق وكل أمر يحدث من موت أو حياة أو خصب أو جدب أو خير أو شر كما قال الله ﴿فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ (الدخان: 4)(1247)، إلى السنة قوله ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها﴾ قال تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور هذا قوله تعالى ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ قال رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في نومه قروداً تصعد منبره فغمه ذلك فانزل الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ تعني خير من الف شهر تملكه بنو امية، ليس فيها ليلة قدر، وقوله ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ﴾ والسلام هنا تحية يحي بها الإمام إلى أن يطلع الفجر (قيل لابي جعفر (عليه السلام) تعرفون ليلة القدر؟ فقال: وكيف لا نعرف ليلة القدر والملائكة يطوفون بنا فيها)(1248).
وأهم شيء كل هذه المعاني الإشارة بان الأمر في عرض الأعمال على الأئمة (عليهم السلام) وهذا ما يحصل في ليلة القدر من السنة إلى السنة ومنها ان الملائكة تسلم على الأئمة (عليهم السلام) وتعرض عليهم ما يدور من امر العباد وتطوف بهم في كل ليلة قدر وبالنتيجة ان الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) كما هو حال آبائه (عليه السلام) كما ورد في البحث سابقاً لابد لله من حجة على الناس، ينقل عن ابي بصير عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (سألته عن قول (عزَّ وجلَّ): ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ﴾ (النحل: 2)، فقال (عليه السلام): جبرائيل الذي نزل على الأنبياء والروح تكون معهم ومع الأوصياء لا تفارقهم وتفقههم وتسددهم من عند الله...)(1249).
وعن حال بني امية وما هي العلاقة هنا اذا انه ورد في الأخبار عنه انه يقتص من بني امية قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) اذا خرج، فينقل عن الإمام الرضا (عليه السلام) ان احد أصحابه سأله قال: (قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام): انه قال: اذا خرج القائم (عليه السلام) قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائهم؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك، فقلت: وقوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ (الأنعام: 164)، ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بأفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله (عزَّ وجلَّ) شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم...)(1250).
وفي مجمل الامر انه ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قرأ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ وعنده الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال له الحسين: يا أبتاه كأن بها من فيك حلاوة؟ فقال له: يا بن رسول الله وابني إني أعلم ما لا تعلم أنها نزلت بعث لي جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقرأها علي ثم ضرب عل كتفي الأيمن وقال: يا اخي ووصيي وولي امتي بعدي وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون: هذه السورة لك من بعدي ولولدك من بعدك إن جبرئيل أخي من الملائكة حدث إلي أحداث امتي في سنتها وانه ليحدث ذلك إليك كأحداث النبوة ولها نور ساطع في قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم (عليه السلام))(1251).
ثالثاً - ما روي عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خبر الصحيفة واللوح(1252):
ما روي عن مولاتنا الزهراء (عليها السلام) في خبر الصحيفة يشير إلى جميع أسماء الأئمة (عليهم السلام) وأسماء امهاتهم وأن الثاني عشر منهم القائم (عجّل الله فرجه)(1253)، وفي خبر اللوح الذي أهداه الله (عزَّ وجلَّ) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودفعه رسول الله إلى فاطمة (عليها السلام) وعرضته على جابر بن عبد الله الأنصاري حتى قرأه وانتسخه وأخبر به الإمام الباقر (عليه السلام) بعد ذلك وفيه النص على القائم (عجّل الله فرجه)(1254)، وقد روى المصنف هذين الخبرين في أبواب ما روي عن الأئمة (عليها السلام) في خبر الغيبة وأخرجهما في بابين وبطرق وأسانيد مختلفة يرفعها عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن مولاتنا الزهراء (عليها السلام) وبعضها عن الإمام الصادق (عليه السلام) يرويها عن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام) بما أخبره جابر بن عبد الله الأنصاري ولم نذكر الأسانيد توخياً للاختصار وجمعنا الأخبار المطروحة في البابين المذكورين في الكتاب بترقيم عددي:
1 - في خبر الصحيفة قيل انه لما احتضر الإمام الباقر (عليه السلام): (دعا بابنه الصادق (عليه السلام) فعهد إليه فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين: لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين (عليه السلام) لرجوت ان لا تكون أتيت منكراً، فقال له يا أبا الحسن إن الأمانات ليست بالتمثال ولا العهود بالرسوم وإنما هي امور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت في الصحيفة؟ فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة (عليها السلام) لأُهنئها بمولود الحسن (عليه السلام) فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء، فقلت يا سيدة النساء ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي فقلت ناوليني لأنظر فيها، قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل لكنه نهي أن يمسها الا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها، قال جابر: فقرأت فإذا فيها: أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة بنت وهب [ ثم يعدد أسماء الأئمة واحداً واحداً وألقابهم وأسماء امهاتهم إلى أن يقول ] أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله تعالى على خلقه القائم امه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين)(1255).
وروى الحلي نفس الخبر السابق باختصار عن جابر حتى يختم خبره بقوله: (قلت لها: ناوليني لأنظر فيها قال: إليك مأذون أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها فقرأت فيها عدد الأئمة الاثني عشر بأسمائهم حتى انتهى إلى ابي القاسم محمد بن الحسن الحجة القائم (عليه السلام))(1256)، واخرجه البياضي محذوفاً السند يذكر الخبر بقوله الصحيفة التي أخرجها جابر وقال: (أشهد بالله اني رأيته مكتوباً في اللوح) ثم يذكر نفس الوارد في النص عند الصدوق مختصراً مع بعض الاختلاف اذ يذكر في آخر الرواية: (وابو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله على خلقه القائم المنتظر امه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين)(1257).
وهذا الخبر هنا غير مؤكد كونه يقول عندما احتضر الإمام الباقر (عليه السلام) وذلك لان الإمام توفي سنة (114هـ)(1258)، وجابر كان قد توفي قبله سنة (74 او77 او78 ه)(1259)، وممكن ان يكون صحيحاً لو لم يذكر انه احتضر لقلنا انه وقع في وقت ماء غير هذا كون مضمون الحديث وما ذكر في خبر اللوح فيه يتطابق مع غيره من الأحاديث ولعل السبب في هذا الخلط أو الالتباس هو كثرة نقل الحديث بالسماع فمن المرجح ان احد رواته التبس عليه في عبارة أو كلمة احتضر أو زمان رواية الحديث ويمكن ان نعد الحديث صحيحاً لو كان لقاء الإمام الباقر (عليه السلام) مع جابر حتى لو كان ذلك في حياة ابيه السجاد (عليه السلام) ولا مانع من ذلك ثم نقله إلى أولاده أو نقله الإمام الصادق (عليه السلام) فيما بعد عن ابيه كما سيتضح ذلك في الأحاديث التالية، ويمكن ان يكون الخبر صحيحاً ان الإمام الباقر (عليه السلام) روى لأبنائه ومن كان حاضراً عند احتضاره ما حصل بينه وبين جابر الأنصاري من قبل الا انه حصل في نقل الحديث بعض الخلط فمن الممكن ان الناقل أضاع أو نسي ذكر انه لما احتضر الإمام حدثهم بما حصل بينه وبين جابر قبل هذا الوقت وليس انه دعى جابر فهناك بعض النصوص ممكن ان يتغير معناها بحذف أو إضافة حرف فلو اضيف للحديث المذكور على سبيل المثال انه دعيت جابر أو التقيت جابر في احد الأيام لما حصل هذا الخلط أو الشك في نقله ولصح الحديث والله العالم وللنظر في الحديث الثاني لتجد انه منطقي بترتيب اللفظ والنقل بالرغم انهما بنفس المضمون العام للحديث.
الدليل على ذلك هو الحديث التالي بسند مختلف عن السابق أيضاً أخرج الصدوق حديثاً بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) نفس الخبر الأول ولكن لا ينقل عن جابر وهو ان الإمام الباقر (عليه السلام) جمع ولده وفيهم عمه زيد بن علي ثم أخرج كتاباً بخط أمير المؤمنين (عليه السلام) وإملاء رسول الله مكتوب فيه: هذا كتاب العزيز الحكيم العليم - وذكر حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه (أًولئك هم المهتدون)(1260)، ومن المرجح ان هذا الكتاب هو نفسه في الحديث السابق الذي أخرج فيه الإمام الكتاب وقرأه على أبنائه وهو نفس الذي رآه جابر في الصحيفة التي عند مولاتنا الزهراء (عليها السلام) وحدث به الإمام الباقر (عليه السلام).
2 - وروى الصدوق خبره الثاني بطريقين يرفعه بسنده إلى الإمام الصادق (عليه السلام) برويه عن أبيه الامام الباقر (عليه السلام) بنفس النقل جاء فيه: (قال أبي (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: أن لي إليك حاجة فمتى يخفف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلى به أبو جعفر (عليه السلام)، قال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة [عليها السلام] بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوباً، فقال جابر: أُشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة [عليها السلام] في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أُهنئها بولادة الحسين (عليه السلام) فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمرد(1261) فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله (عزَّ وجلَّ) إلى رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيَّ وأسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أُمك فقرأته وانتسخته، فقال له أبي (عليه السلام): فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ فقال نعم، فمشى معه أبي (عليه السلام) حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، فقال: يا جابر انظر انت في كتابك لأقرأه أنا عليك، فنظر جابر(1262) في نسخته فقرأه عليه أبي (عليه السلام) فوالله ما خالف حرفاً، قال جابر: فأني أُشهد بالله أني رأيته في اللوح مكتوباً)(1263).
ثم ينقل الصدوق الخبر بطوله الوارد عن بهذا السند ومما جاء فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين [فيه خبر طويل لم نذكره توخياً للاختصار(1264)، إلى ان يذكر فيه أسماء الأئمة وبما خص كل واحد منهم إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ثم يقول ] ثم أكمل بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ستذل أوليائي في زمانه... أولئك أوليائي حقاً بهم أدفع كل فتنة... أولئك صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون) وينقل عن ابي بصير انه قال في هذا الخبر: (لو لم تسمع في دهرك الا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله)(1265).
4 - وعن طريق آخر يذكر خبر اللوح عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يحدث أحد أصحابه، أنه قال: (ألا أبشرك، قلت بلى جعلت فداك يا بن رسول الله فقال: وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخط أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها: (هذا كتاب العزيز الحكيم [ ثم يذكر ما ورد في اللوح حتى آخره انه جاء فيه ] هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ثم قال (عليه السلام) من دان بهذا أمن عقاب الله (عزَّ وجلَّ))(1266).
وهذين الحديثان الأخيران من المرجح أنهما نفس الحديث كونهما يشيران إلى نفس الصحيفة، اذ ينقل الصدوق هذا الخبر عن أبيه الوارد في كتاب الإمامة والتبصرة بنفس اللفظ والسند(1267)، وأخرجه الصدوق بنفس النص والسند في كتاب آخر له(1268)، واخرج مثل هذا الحديث بأسانيد مختلفة عدد من المصنفين ذكرنا عدداً كبيراً منهم كون الحديث هنا عن خبر واحد نقل عن ابي عبد الله الصادق عن أبيه (عليهما السلام) عن جابر ثم يذكرون الخبر نفسه عند زيارة جابر إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليهنئها بولادة الإمام الحسين (عليه السلام)(1269)، وينقله صاحب كتاب الفضائل مثل النص المذكور عند الصدوق محذوف الأسانيد(1270) ويورد الطبرسي الخبر نقلاً عن الصدوق(1271).
ويذكر الحديث عند الطوسي بنفس الخبر كما ورد عند الصدوق وبسند مختلف برواية جابر يرويها الإمامين الباقر والصادق (عليها السلام) الا انه يوجد اختلاف واختصار في نص الكلام الوارد في الكتاب الذي يذكره جابر اذ يقول في آخره: (والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين وهو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)(1272).
5 - وفي خبر أخرجه الصدوق بسند آخر يرفعه إلى الإمام الباقر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على مولاتي فاطمة وأمامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار فيه اثنا عشر اسماً ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه وثلاثة أسماء في آخره وثلاث أسماء في طرفه فعددتها فهي اثنا عشر اسماً، فقلت: أسماء من هؤلاء؟ قالت: هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم (عليه السلام)، قال جابر: فرأيت فيها محمداً محمداً في ثلاثة مواضع وعلياً وعلياً وعلياً في أربعة مواضع)(1273).
6 - وبالمضمون ذاته في خبر آخر اخرجه بسندين مختلفين عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (دخلت على فاطمة [عليها السلام] وبين يديها لوح مكتوب فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي)(1274).
وعن الحديث أخرج الصدوق في مصنفات أخرى له أحد هذه الحديث القائل: (عن ابي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر أحدهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي (عليهم السلام)) ثم يضيف تعليقاً يقول: (أخرجت الأخبار المسندة الصحيحة في هذا المعنى في كتاب إكمال الدين...)(1275)، واخرجه المسعودي بسند مختلف مع تباين بسيط في اللفظ عن الباقر (عليه السلام)(1276)، وينقله الطوسي بطريق آخر(1277)، ونفس الخبر في كتاب تقريب المعارف اذ يقول: (ورووا قصة اللوح الذي اهبطه الله تعالى على نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه أسماء الأئمة الاثني عشر وروا ذلك من عدة طرق عن جابر بن عبد الله الانصاري رحمه الله قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه اسماء الأوصياء من ولدها (عليهم السلام) فعددت اثني عشر أحدهم القائم بالحق اثنان منهم محمد واربعة منهم علي (عليهم السلام))(1278)، ومثل ما ذكر في كتاب تقريب المعارف ينقله صاحب كتاب الاستنصار بالسماع عن المفيد(1279)، ويقول المفيد ومثله الاربلي مكتفيان بالإشارة إلى خبر اللوح اذ يقولا: (وروت الشيعة في خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الجنة فاعطاه فاطمة (عليها السلام) وفيه أسماء الأئمة (عليهم السلام) من بعده وفيه محمد بن علي بعد ابيه)(1280)، وكذلك الرازي يذكر سنداً مختلف ويكتفي بالإشارة عن خبر اللوح دون ذكره)(1281)، ونقله البعض عن الصدوق بالسند والنص نفسه بلا اختلاف(1282).
ويذكره صاحب كتاب المقنع في الإمامة في ما روي عن جابر مع الإمام علي ابن الحسين (عليه السلام) ولم أجده عند غيره بالرغم من انه ينقل الحديث نفسه باختلاف بسيط يذكر فيه عن جابر: (بانه رأى في يد فاطمة الزهراء [عليها السلام] لوحاً أخضر من زمردة خضراء فيه كتابة بيضاء قال جابر: قلت لها (عليها السلام) ما هذا اللوح يا بنت رسول الله؟ فقالت: لوح أهداه الله تعالى إلى أبي وأهداه أبي الي فيه اسم ابي واسم بعلي والأئمة من ولدي، قال جابر: فنظرت في اللوح فرأيت فيه ثلاثة عشر اسماً كان فيهم محمد في أربعة مواضع)(1283).
وكما رواه الصدوق بعدة اسانيد وبصياغات مختلفة كذلك رواه عدد من المصنفين من المتقدمين والمتأخرين كذلك بأسانيد وصيغ متعددة ويذكره البعض منهم باختصار أو بالإشارة فقط إلى خبر اللوح الذي أعطاه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة (عليها السلام) يروى عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وعن جابر يحمل أسماء الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) تؤدي نفس الغاية والهدف من الحديث بالإشارة إلى إمامة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) وآخرهم القائم كون اللوح هو مما أعطاه الله (عزَّ وجلَّ) لرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو أعطاه للزهراء (عليها السلام) كما قالت: (فأعطنيه أبي ليسرني بذلك) وبتواتر هذا الخبر وكثرة نقله ومع اختلاف طرق نقله وأسانيده والتفاوت في الألفاظ مع اختصاره أو ذكره بتفاصيله وارتفاع سنده عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري ومنها بصورة مباشرة يرفع سند الحديث عنهما يعد خبراً موثوقاً وكافياً بالإشارة إلى الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) كونه دالاً على امام إبائه وفي نهاية الاحاديث المروية بالقول وآخرهم القائم (عجّل الله فرجه) بما يتوافق في القول مع ما ذكر من احاديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام) بهذا الصدد.
والمرجح من هذه الأخبار هو الثاني منها عند زيارة جابر للزهراء (عليها السلام) يهنئها بولادة الحسين (عليه السلام) كونه أكثر الأخبار نقلاً، وعن الاختلاف في ولادة من كانت زيارة جابر هو فرق النقطتين بين اسمي الإمامين (عليهم السلام) فمن المرجح أنها سقطت في بعض الروايات فكانت باسم الإمام الحسن (عليه السلام) أو قل انها أضيفت للاسم اشتباهاً من الرواة أو النساخ فصارت باسم الإمام الحسين (عليه السلام) وسقوطها أسهل من إضافتها بسبب النسيان أو السهو أو عدم الالتفات لذا فالأرجح أنها في ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)، خبر اللوح الأخضر وكذلك هناك اشارة اخرى في الخبر الثاني هي والاختلاف الحاصل بين الروايتين حول اللوح فالأولى قال: (بيدها صحيفة من درة بيضاء) والثانية قال: (في يدها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمرد فيه كتابة بيضاء) فأغلب الروايات تشير إلى اللوح الأخضر ولعل كلمة أو لون أخضر سقطت من بعض الروايات فصارت لوح أو قل صحيفة بيضاء وحسب الرواية الثانية التي يرويها الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام) بتطابق الصحيفة التي عند جابر حين نظر فيها وهي نسخة عن اللوح الذي رآه الإمام الباقر (عليه السلام) لذا يمكن القول أن الرواية هي أصح وأدق.
رابعاً - ما روي عن الإمام الحسن (عليه السلام):
ينقل المصنف فر هذا الباب حديثين عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وهما:
1 - يروى المصنف بسنده في رواية طويلة نذكرها باختصار عن الإمام ابي جعفر الثاني محمد بن علي (عليه السلام)(1284) في حادثة وقعت مع الإمام الحسن (عليه السلام) قال: (أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم ومعه الحسن بن علي [عليه السلام] وسلمان الفارسي (رضي الله عنه) متكئاً على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) سلني عما بدا لك؟ [ فسأل الرجل ما بدا له في مسائل عامة، حينها التفت الأمير (عليه السلام) إلى الإمام الحسن (عليه السلام) وأمره أن يجيب الرجل على ما سأل فأجابه عن جميع ما سأل وبعد أن أجابه ] فقال الرجل: أشهد أن لا اله الا الله ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمد رسول الله ولم أزل أشهد بها وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده وأشار بيده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)[ ثم شهد بذلك لجميع الأئمة (عليهم السلام) إلى أن قال الرجل ]: وأشهد على رجل من ولد الحسن [العسكري] بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم قام فمضى)(1285).
ثم يكمل أنه بعد أن مضى: (فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن (عليه السلام) في أثره قال: فما كان الا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر (عليه السلام))(1286).
قد يعترض البعض على ورود هذا الحديث في باب ما ذكر عن الغيبة والنص على الامام (عجّل الله فرجه) فكما اشرنا سلفاً ان حال الائمة (عليهم السلام) جميعهم واحد في النص على الامامة بحديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما نزل بحقهم من القرآن فضلاً عن ذلك يتضح في نهاية الحديث أن السائل هو الخضر الذي قلنا ببقائه على قيد الحياة حيث المراد من هذا كله هو الاقرار منه على الائمة (عليهم السلام) حيث شهد بها بحضور امير المؤمنين والحسن (عليهما السلام) وبحضور سلمان وفي المسجد الذي من المحتمل وجود غيرهم فيه من العامة وفوق هذا ان ما خص بشهادته فقرة خاصة عن الامام الحجة (عجّل الله فرجه) حيث قال: (وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته) وبهذا يكون مغزى ذكر الحديث هنا واضحاً.
ورد الحديث عند الكثير من المصنفين منها يورده صاحب المحاسن مع بعض الاختلافات يرفعه بسنده عن ابي عبد الله (عليه السلام) يخاطب أحد أصحابه ويخالف في قضية المولود يشبه أعمامه وأخواله فانه يذكرها: (المولود الذي يشبه اباه كيف يكون) ولم يذكر أسماء الأئمة واحداً واحد إلى ان يقول: (واشهد ان الحسين وصيك حتى أتى على آخرهم فقال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) فمن الرجل؟ قال: الخضر)(1287)، واخرجه القمي في تفسيره عن الصادق (عليه السلام) كما هو عند الصدوق مع اختلاف بسيط في صياغة الجمل(1288)، ونفس رواية الصدوق نقلها عدد من المصنفين المتقدمين بأسانيد عدة ومنهم من كان سابق لعهد الصدوق ومنهم من نقلها عنه ونقلها بعض المتأخرين عنه وعن غيره من المؤرخين يرونها عن ابي جعفر الثاني الامام محمد الجواد (عليه السلام)(1289).
2 - يروى أن الإمام الحسن (عليه السلام) لما صالح معاوية(1290)، فدخل عليه بعض الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال (عليه السلام): (ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خيراً لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم واحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليَّ؟ قالوا بلى، قال: أما علمتم أن الخضر (علي السلام) لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً أما علمتم أنه ما منا أحدٌ إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه فإن الله (عزَّ وجلَّ) يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعه إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين [عليه السلام] ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير)(1291).
ونقل الخبر عدد من المؤرخين في مصنفاتهم في أبواب ما يتعلق بحياة الإمام الحسن (عليه السلام) والأحداث التي حدثت في عصره(1292)، الملاحظ في هذه الأحاديث المبارك ثلاثة أوجه من الحكمة مع كونه يشير إلى حقه بالإمامة وانه مفترض الطاعة وهي أن الإمام الحسن (عليه السلام) أراد أن يربط بين وجه الحكمة من صلحه مع معاوية إذ أنَّ هذا الصلح فيه مصلحتهم وحماية لهم من إراقة الدماء وكف الأذى إذ لم يتضح لهم ذلك حين ذلك حين اتخذ الإمام (عليه السلام) هذا القرار فلم يصبروا على طاعته فلاموه على الصلح وضرب لهم مثالاً صريحاً من القران الكريم وما حصل بين الخضر وموسى (عليهما السلام) ولم يتضح وجه الحكمة في الأمر حتى لم يصبر موسى فوضح له الخضر الغاية مما قام به، ثم يربط الموضوع بقضية الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ويشير لهم إلى في الحديث لوجه الحكمة في غيبته حتى لا يكون في عنقه بيعه لاحد وينبههم بطول عمره ويظهر بصورة الشباب.
وبهذا الصدد يروى عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في حديث طويل له كان بعد الصلح مع معاوية من ضمن ما جاء فيه: (... والله لئن آخذ عهداً من معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي خيرٌ من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعون إليه سلماً والله لئن سالمته وأنا عزيز خيرٌ من أن يقتلني وأنا أسيرٌ أو يمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر لمعاوية لا يزال يمن بها وعقبة على الحي منا والميت...[ثم يتكلم عن حكم بني امية وطغيانهم إلى ان يتم حديثه عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فيقول] حتى يبعث الله رجلاً في آخر الزمان وكَلَبٍ من الدهر وجل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً وبرهاناً يدين له عرض البلاد وطولها... فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه)(1293).
خامساً - ما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام):
1 - عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: (في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنةّ من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة)(1294).
اخرج الحديث من كلا الجانبين عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام) البعض منهم يخرج الشق الثاني من الحديث منها عن العامة، أخرجه أبو شيبة في مصنفه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)(1295)، وينقل ابن ماجة نفس الحديث(1296) ورواه الموصلي يرفع سنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (المهدي منكم أهل البيت يصلحه الله في ليلة)(1297)، وذكره غيرهم بأسانيد عدة(1298)، وفي مصادر الإمامية أخرجه جملة من المصنفين كما هو النص عند الصدوق وبأسانيد مختلفة(1299).
وينقل عن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) قال: (إن القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره هو الثالث من ولدي والذي بعث محمداً بالنبوة وخصنا بالإمامة انه لوم لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وان الله تبارك وتعالى ليصلح له امره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) اذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي) وفي خبر عن الصادق (عليه السلام) قال:... وهكذا يفعل الله تبارك وتعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) يصلح له أمره كما أصلح أمر نبيه موسى (عليه السلام) ويخرجه من الحيرة والى نور الفرج والظهور)(1300).
وقد اشير في الفصل الأول من الاطروحة في خبر الولادة ان من المحتمل المراد من ليلة واحدة هو ليلة ولادته (عجّل الله فرجه) اذ لم يعرف أمرها ولم يتبين على والدته شيئا إلا في ليلة الولادة حيث شاء الله ان تكون كل اعراض الحمل والولادة في تلك الليلة لحمايته من المخاطر المحتملة وهذا احتمال عن هذا الحديث والاحتمال الآخر ولعله هو المراد من الحديث هو ليلة الظهور المقدس حين يمكن له بامر الظهور والنصرة على أعدائه ويهيئ له أسباب الوقوف على الحق ورد أعداء الله والدين وقد بان مقصدها من الحديث السابق، واما سنن من الأنبياء (عليهم السلام) فتطرقنا إليها مسبقاً.
2 - ويروى عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال: (قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي)(1301).
روى هذا الحديث الطبرسي نقلاً عن الصدوق قال الامام الحسين (عليه السلام): (هو قائم هذه الامة...) ويكمل نفس الحديث(1302)، وينقل الحديث عنه صاحب كتاب المسلك في اصول الدين مختصراً إلى (وهو صاحب الغيبة)(1303)، ومثله في العدد القوية مختصراً(1304)، وفي الصراط المستقيم عن الصادق عن الباقر عن أبيه عن الإمام الحسين (عليهم السلام) وينقل ما رواه الصدوق(1305).
في ذكر سابق للأحاديث عن المواريث منها ما ورد بشأن العلم ومواريث الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) واضحة المقال ذكرت في مباحث سابقه من البحث الا أن الواضح من هذا الحديث المقصود منه هو الميراث المادي للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حتى وان لم يقسمه بالمعنى التام المعروف للمواريث الا انه طالب بميراثه وأشار اليه كما تذكر الروايات فالاحتراز المطلوب لحفظه منعه من يكون طلبه جهاراً إمام الملأ ولعل المقصود من يقسم ميراثه وهو حي ممكن ان يكون القصد: (انه يُقَسم اي قسم ميراثه دون وجوده وهو على قيد الحياة)، حيث كان جعفراً(1306)، عمه يطمع بالميراث والذي قيل انه قسم الميراث مع الجدة بمساعدة السلطة الا ان صاحب الأمر وضحه ببعض الامور على الرغم من انه لم يأخذ ميراثه كما هو معروف في المواريث الا انه اراد ان يبين للناس ان للحسن العسكري (عليه السلام) ولداً يخلفه وانه الثاني عشر والدليل ان السلطة حينها بقيت تبحث عنه بعد وشاية جعفر لعلمها بوجود الثاني عشر من الأئمة لطمعه بالميراث حتى انه بعد وقوف السلطة على قسمة الميراث قال جعفر للمعتمد: (اجعل مرتبة أبي وأخي واصلُ إليك كل سنة عشرين الف دينار)(1307).
وبعد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) حين تقدم جعفر للصلاة على الإمام حينها خرج عليهم الحجة (عجّل الله فرجه) وتقدم للصلاة كما تصفه الرواية إن خرج عليهم صبي وقال لجعفر: (تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد أربد(1308)، وجهه واصفر فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر ابيه (عليه السلام))(1309)، والأمر الثاني قيل: (خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي ابي محمد (عليه السلام)، فقال له: يا جعفر مالك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره، فلما ماتت الجدة ام الحسن امرت ان تدفن في الدار فنازعهم في الدار وقال هي: داري لا تدفن فيها فخرج (عليه السلام) فقال: يا جعفر أدارك هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك)(1310).
في المعنى العام لهذه الأخبار ما يوضح قضية الميراث ومنها الصلاة على والده وتنحي جعفر عن الصلاة دون ان يعترض هذا جانب، والجانب الآخر ظهوره له قال له مالك تعرض في حقوقي هذه إشارة بانه صاحب الحق وان لم يضع يده عليه الا انه أراد أن يفصل بالقول في حقه وبالرغم من ان هذه الحادثة بين الإمام وجعفر الا انه من المرجح انها عرفت حين طلبه جعفر وبحث عنه بين الناس ولم يره نتيجة ما تفاجأ به، والثالث هو دفن الجدة وايضاً وضح ذلك الإمام بانه صاحب الدار اي المالك الشرعي لها يعني ان المرجح في لب الموضوع يقسم ميراثه وهو حي انه أشار بتلك الحوادث وفصل الأمر لجعفر ورسالة للعامة انه الوارث الشرعي وانه حي على قيد الحياة وليست الغاية ان يضع يده على أموال أبيه أو داره وحتى ان في هذا ايجابية اخرى تخص إثبات وجود الإمام حيث ان الاعتراف به لم يكن فقط عن طريق مواليه ومحبيه بل حتى عن طريق من افشى به للسلطة أو اراد به سوءاً رغبة في الميراث حيث شاع الأمر بانه يبحث عنه كما أشارت الرواية السابقة بعد التقى به ما هو الا دليل على وجوده كون العامة تعرف بان جعفراً وقف مع السلطة بعد وفاة العسكري والثانية يبحث عن الامام بين الناس وهو عمه يعني تعطي دلالة على اثبات وجوده (عجّل الله فرجه).
3 - وفي حديث يرفعه بسنده إلى الامام الحسين (عليه السلام) قال: (منا اثنا عشر مهدياً أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي وهو الامام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبته يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون ويقال لهم ﴿وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ (الملك: 25)، أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1311).
أورده المصنف في عيون أخبار الرضا(1312)، وورد في عدد من المصادر البعض منهم نقله عن الصدوق(1313)، واخرجه الحلي باختصار نقلاً عن الصدوق(1314) وكذلك صاحب كتاب منتخب الأنوار المضيئة من بعد كلمة ويؤذون يذكر بعدها (يقال لهم: (﴿وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ اين امامكم الذي تزعمون)(1315)، وكذلك صاحب العدد القوية باختصار(1316).
الحديث المذكور فيه عدة مضامين أولها إحياء الأرض بعد موتها حيث ورد في قوله تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ (الحديد: 17)، بالرغم من ذكرها في المبحث الأول من الفصل الأول لكن زيادة على ذلك ورد في روضة الكافي عن تفسير هذه الآية عن الصادق (عليه السلام) قال: (العدل بعد الجور)(1317)، وورد عنه (عليه السلام) قال: (أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلال)(1318)، والشاهد على ذلك من حين ولادته اذ ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) في ليلة ولادة الحجة (عجّل الله فرجه) حين قال لعمته حكيمة: (بيتي عندنا الليلة فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله (عزَّ وجلَّ) الذي يحيي الله (عزَّ وجلَّ) به الأرض بعد موتها...)(1319).
وبمعنى اقرب للحديث ما يروى عن الإمام الحسين (عليه السلام) يذكر ان رجلاً إعرابياً سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يا رسول الله هل يكون بعدك نبي؟ قال: لا أنا خاتم النبيين ولكن بعدي أئمة من ذريتي قوامون بالقسط كعدد نقباء بني اسرائيل أولهم علي بن ابي طالب فهو الإمام والخليفة بعدي وتسعة من الأئمة من صلب هذا ووضع يده على صدري والقائم تاسعهم يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله)(1320)، وهذا الحديث يوضح مقصد الشق الثاني من الحديث المروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) عن الصابر في غيبته له أجر المجاهد في زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اذ ان الإمام (عجّل الله فرجه) يقوم بالدين كما قام به جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اول الأمر حيث نلاحظ تطابق مضامين الأحاديث اذ ان المعصومين (عليهم السلام) حديثهم حديث جدهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الإشارة والنص على الإمام القائم (عجّل الله فرجه).
4 - ينقل حديث بسنده عن عبد الله بن عمر قال: (سمعت الحسين بن علي [عليه السلام] يقول: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله (عزَّ وجلَّ) ذلك اليوم حتى يخرج رجلٌ من ولدي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول)(1321).
ذكر الحديث في عدد من المصادر مع اختلاف الألفاظ الا أنها تؤدي معنى الحديث المذكور، منها في سنن ابي داوود عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لو يبقى من الدهر الايوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً)(1322)، رواه السلمي بعدة أسانيد وألفاظ منها عن عبد الله بن عمر وعن غيره من الصحابة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها قال: (لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً) وقال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) وفي أحاديث يقول من العرب ومنها يقول من أهل بيتي(1323).
ورواه ابن قيم الجوزية بعدة أسانيد ولمناسبات مختلفة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرة يذكره (حتى يبعث رجل مني اسمه اسمي) ومرة (المهدي مني) واخرى يذكره (المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة) ويذكره (المهدي من عترتي من ولد فاطمة) وفي بعضها يقول: (يملك رجل من أهل بيتي) وفي حديث مشابه لما ورد عن الصدوق ينقله عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لم يبقى من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي اسمه اسمي)، وقال: (اسمه اسمي وخلقه خلقي)(1324)، وينقله السيوطي بعدة مضامين منها قال: (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً)(1325)، وهناك مصنفين نقلوا الحديث وله المضامين نفسها بأنه لو لم يبقى الا يوم ذكرت في جميعها(1326).
وفي الإرشاد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(1327)، ورواه الطوسي بسند آخر: (لو لم يبقى من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)(1328)، ومثله في كشف الغمة(1329)، وفي فرائد السمطين قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا تنقضي الدنيا [او] لا تذهب الدنيا حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) وفي حديث (رجل من اهل بيتي) وفي آخر يملك العرب رجل من اهل بيتي)(1330)، ويذكر انه قال: (... رجل من أهل بيتي يقال له المهدي)(1331)، ويروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال: (لو يبقى من الدنيا الا يوم واحداً لطول الله (عزَّ وجلَّ) ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان (رضي الله عنه) فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ قال من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين (عليه السلام))(1332).
ان الحكمة من القول لا تعني انه سيقوم بيوم واحد وينتهي الأمر لكن تشير الأحاديث هنا إلى حتمية الأمر فحتى لو لم يبقى الا يوم واحد لا بد من ظهوره ولطول الله ذلك اليوم اي وقت ذلك اليوم حتى يقوم بما أوكل إليه من امر القيام كأنما الحديث يرد على المنكرين والمعترضين على صاحب الغيبة فانه مهما كانت اعتراضاتكم وحججكم وبقي يوم واحد من الدنيا سيظهر بأمر الله (عزَّ وجلَّ).
5 - ينقل الصدوق حديثه يرفع بسنده عن عيسى الخشاب قال: (قلت للحسين بن علي [عليه السلام]: أنت صاحب هذا الأمر؟ قال: لا ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور(1333)، بأبيه المكنى بعمه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر)(1334)، وعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن أهله الموتور بابيه)(1335).
نقل الصدوق الحديث عن أبيه المذكور في كتاب الإمامة والتبصرة(1336)، وبالسند نفسه نقله عن الصدوق بعض المتأخرين(1337)، والحديث الثاني لم ينقله سوى المتأخرين(1338)، ويروي الحديث صاحب دلائل الإمامة بطريقين مختلفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بأقل لفظاً(1339)، روي الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: صاحب هذا الأمر هو الطريد الشريد الموتور بأبيه المكنى بعمه المفرد من اهله اسمه اسم نبي)(1340)، وأخرج الصدوق في أبواب الغيبة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (في صاحب الأمر سن من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن والغيبة وأما من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالقيام بسيرته وتبين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله (عزَّ وجلَّ) [فقيل له] وكيف يعلم أن الله تعالى قد رضي؟ قال: يلقي الله (عزَّ وجلَّ) في قلبه الرحمة)(1341)، وذكر الحديث المروي عن الخروج بالسيف عند عدد من المصنفين بعدة اسانيد(1342).
وتنقل بعض المصادر حديثاً مروياً عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نذكره باختصار عن أبيه (عليه السلام) انه قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):... وهو الطريد الشريد الموتور بابيه وجده صاحب الغيبة يقال مات أو هلك أي واد سلك...)(1343).
وعن كنيته بقوله (المكنى بعمه) فالمقصود فعمه جعفر بأنه يكنى بعمه تعني ابا جعفر، وفي بعض الروايات التي تصرح بذلك بانه (أبو جعفر) وقيل انه له كنى أحد عشر إماماً اي يكنى بكنى أجداده وآبائه الطاهرين (عليهم السلام)(1344)، والمعروف ان آباؤه كنى البعض منهم بأبي جعفر (عليهم السلام).
ما قيل انه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر، في حديث طويل عن ابي عبد الله (عليه السلام) فيه: (... سيفه سيف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر...)(1345)، وفي الحاوي في خبر السفياني وحربه معه في حيث عن امير المؤمنين (عليه السلام) ورد فيه: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً... ويخرج قبله رجل(1346)، من أهل المشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر...)(1347).
وللحديث عن خبر الثمانية أشهر اخرج احد المؤرخين استنتاجاً من خلال اطروحتين:
الأطروحة الأولى: أن هذا القتل هو الذي يحدث خلال الفتح العالمي والثمانية أشهر هي المدة التي يتم فيها الاستيلاء على العالم.
الأطروحة الثانية: ان القتل الذي يحدث خلال الثماني أشهر ليس للفتح العالمي بل لاجتثاث المنحرفين نحو الباطل من المجتمع(1348).
ومن الملاحظ في أحاديث المعصومين على اختلاف زمان كل إمام فيها ترابط كبير وبالرغم من أن كل إمام منهم نطق بأحاديث خاصة به تجاه القضية المهدوية لكن تجدها بنفس المعنى مع ما ورد عند غيره من الأئمة ولذا تجد في كثير من مواضع البحث عند ذكر حديث لأحد الأئمة استشهدنا عليه بما ورد عن غيره من الأئمة وبنفس المضمون.
المبحث الثاني: ما روي عن الأئمة السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام):
أولاً - ما روي عن الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام):
روى في هذا الباب تسعة أحاديث أربعة منها أشير إليها في مباحث سابقة(1349) واقتطعنا من بعض الروايات ما يشير إلى أخبار جعفر ستذكر لاحقاً في الفصل الرابع وفي هذه الفقرة أخذنا خمس روايات فقط أحدها ذكره المصنف بسندين وهي:
1 - ينقل الصدوق في خبر طويل لمحادثة جرت بين الإمام السجاد (عليه السلام) وبين أحد أصحابه أبي خالد الكابلي(1350) يذكره بسندين للحديث نأخذ بعض المقاطع منها انه يروي عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... إذ ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق فأن للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله وكذباً عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله (عزَّ وجلَّ) والمدعي لما ليس له بأهل المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله (عزَّ وجلَّ)، ثم بكى علي ابن الحسين بكاء شديد ثم قال كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والتوكل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته وحرصاً منه على قتله إن ظفر به وطمعاً في ميراثه حتى يأخذه بغير حق... يا أبا خالد أن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله (عزَّ وجلَّ) سراً وجهراً وقال علي بن الحسين: (انتظار الفرج من أعظم الفرج) ويقول الصدوق: (ذكر زين العابدين (عليه السلام) لجعفر الكذاب دلالة في إخباره بما يقع منه)(1351).
تجد هذا الخبر يركز على جزئيتين الغيبة من يومها الأول والميراث الذي طمع به جعفر فبهذا عند المتفكرين في امر الغيبة لو جعلت في أذهانهم أمر الغيبة ووقتها ليستدلوا عليها وبصدقها بما أشار المعصوم قبل وقوعها بزمن طويل والتحذير من جعفر وما سيقوم به ومن جانب ثاني إشارة في حديث الإمام السجاد (عليه السلام) بمنزلة المجاهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذا دلالة على ارتباط القضية الإلهية كما بدأ بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تختم على يد قائم آل محمد الغائب (عجّل الله فرجه) حين ظهوره.
واعتمد هذا الخبر عند بعض المصنفين المتقدمين منهم النيسابوري المتوفي قبل الصدوق بنفس السند والنص(1352)، ومثله في كتاب الاحتجاج باختلاف يسير(1353)، كذلك عند الطبرسي كما في إكمال الدين ومثله عند بعض المتأخرين نقلاً عن الصدوق(1354) ونقله الراوندي في قصصه نقلاً عن الصدوق إلا أنه لا يكمل الحديث يقف عند (دين الله سراً وجهراً)(1355)، ونقل الخبر في كتاب الخرائج باختصار إلى عبارة (والمغيب في حفظ الله) من دون ذكر السند فقط يذكره عن الكابلي(1356).
2 - ويروى عنه (عليه السلام) بسند الحديث عن سعيد بن جبير قال: (قال علي بن الحسين سيد العابدين: القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة)(1357).
ونقل الحديث عدد من المصنفين عن الصدوق اغلبهم من المتأخرين ونقله الطبرسي عنه فقط من المتقدمين ولم أجده عند غيره(1358)، والحديث واضح وصريح خفاء الولادة والقول بأنه لم يولد بعد وكذلك ليس في عنقه بيعه ومعها البشارة بخروجه هذه الأمور نوقشت من قبل بما نقل من أحاديث وتطابق معها في المضمون إلا أن العبارة الملفتة للنظر في الحديث هي: (ليخرج حين يخرج) لماذا لم يقل الإمام السجاد (عليه السلام) ليخرج ويكمل باقي الحديث لماذا هذا التكرار فمن المرجح هنا انه أراد أن يبين قوام الخروج بمرحلتين فالأولى منها هو القصد خروجه بشخصه أي إعلانه عن نفسه أو بما هو مخطط له للإعلان عنه (عجّل الله فرجه)، أما الثانية لعل المقصود منه قيامه بما وضع له أو قل ما وكل إليه من أمر يقوم به ويخرج بحربه ضد الظلال وأهله والوقوف بوجه الظالمين والجائرين أصحاب السلطة والدنيا شاهراً سيفه دون أن يحتج عليه أحد ببيعة أو عهد.
3 - وورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: (من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله (عزَّ وجلَّ) أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأُحد)(1359).
لم يذكر نص الحديث نفسه عند المصنفين إلا من أخذه عن الصدوق ومنهم الطبرسي وبعض المتأخرين(1360)، لكن نقل ما يدل على نفس المعنى ومنها يقول أحد أصحابه بأنه سمع أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه، قال ثم مكث هنيئة، ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1361).
وضع أجر المنتظر لهذا الأمر بألف شهيد من شهداء بدر وأحد اولى معارك الإسلام ضد الكفر التي ثبت فيها قوة التوحيد فكذلك المنتظرين لهذا الأمر لهم الضعف بألف لإيمانهم برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يروه وبالأئمة (عليهم السلام) وبالحجة القائم (عجّل الله فرجه) بما بشر به جده وآباؤه.
وكما نقل في حديث سابق الذكر في المبحث الأول من هذا الفصل وما لهؤلاء الناس من فضل عن ابن عباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً جماعة من الناس قال: (أيها الناس من أعجب إيمانا، قالوا: الملائكة، قال: وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر، قالوا فالنبيون يا رسول الله، قال: وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء، قالوا: فأصحابك يا رسول الله، قال: كيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون؟ ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني)(1362) وورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من شهد أمراً فكرهه كان كم غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده)(1363).
4 - وأخرج الصدوق رواية يرفعها بسندها عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: (فينا نزلت هذه الآية: ﴿وَأُولُوا الْأَرحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ﴾ (الأحزاب: 6)، وفينا نزلت هذه الآية: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ (الزخرف: 28)، والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب إلى يوم القيامة، وإن للقائم من غيبتين إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا ً مما قضينا وسلم لنا أهل البيت)(1364).
لم نعثر على الحديث كما هو مروي عن الإمام السجاد (عليه السلام) أو بنفس المضمون في جمع آيتين في حديث ثم يكمل الحديث عن الإمامة وإنما وجدناه في شقين، في الشق الأول منها قول الإمام الصادق (عليه السلام) عن في معنى قوله تعالى: ﴿وَأُولُوا الْأَرحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ﴾، قال: (فلا يكون بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب(1365) وعن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال: (في عقب الحسين (عليه السلام) فلم يزل هذا الأمر منذ أفضي إلى الحسين (عليه السلام) ينتقل من والد إلى ولد ولا يرجع إلى أخ ولا إلى عم ولا يعلم أن أحداً منهم إلا وله ولد...)(1366).
وسئل الإمام العسكري (عليه السلام) عن أوجه الشبه بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين الخضر وذو القرنين، قال: (طول الغيبة [ فقيل له ] يا بن رسول الله وان غيبته لتطول؟ قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله (عزَّ وجلَّ) عهده لولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه...)(1367).
اما لتوضيح معنى الشق الثاني في مدة الغيبة الوارد في حديث الإمام السجاد (عليه السلام) ففي حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأصبع بن نباته قال: (أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم فوجدته مفكراً ينكُتُ(1368)، في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض أرغبة منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وإن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما انه مخلوق وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار الأمة مع خيار أبرار العترة، فقلت ثم ما يكون بعد ذلك؟ فقال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات(1369)، وإرادات وغايات ونهايات)(1370)، ونقل بعض المصنفين نفس الحديث هذا دون ذكر الستة أيام أو الستة أشهر ام ستة سنين(1371).
وبما ورد في الروايات السابقة تجتمع ما عني به الحديث المروي عن الإمام السجاد (عليه السلام) لكن المشهور إن للإمام غيبتين(1372)، كما تسمى صغرى وكبرى والمعروف إن مدة الصغرى أطول مما اشير لها في الحديث ستة أيام أو أشهر أو سنين وان مدة الغيبة الصغرى المعروفة هي من سنة (260هـ/874 م إلى سنة 329هـ/941) بوفاة السفير الرابع والتي دامت لقرابة السبعين سنة، والغيبة الكبرى ممتدة إلى ما شاء الله إذن ان من المرجح المقصود في معنى الستة في الحديث السابق هي من ولادته (عجّل الله فرجه) (255هـ/869م) إلى (260هـ/874م) على أكثر الروايات إلى لحظة ظهوره للعامة بعد تجهيز والده والصلاة عليه ومن ثم غاب وهي مدة الست سنوات(1373).
ولعل المقصود من هذه الغيبة في الحديث هي منذ ولادته إلى حين وفاة والده هو حديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك...)(1374)، وهنا بغض النظر عن كيفية الغيبة لم يعلم بأمره إلا والده ومن كان يثق بهم وكان يعرضه عليهم(1375)، حيث رجع الإمام هنا بعد تجهيز والده (عليه السلام) وصلى عليه الصلاة الأخيرة التي لم يظهر قبلها للعوام الا في هذه الصلاة، وفي الغيبة وطولها أحاديث صريحة غير هذا هو ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) نفس الرواية المذكورة عن الاصبغ بن نباته الا انه يسأل فيها الاصبغ فيقول: (فقلت يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة؟ فقال: سبت(1376)، من الدهر...)(1377).
والملاحظ هنا لم تحدد المدة في الغيبة وللعودة للحديث موضوع النقاش ان المدة المقصودة فيه ليست الغيبة الصغرى ولا الكبرى أو يجري عليها أمر البداء، وللمجلسي بيان حول مدة السبت أيام أو اشهر أو سنين في حديث الإمام السجاد (عليه السلام) قال: (فستة أيام لعلها شارة إلى اختلاف أحواله (عليه السلام) في غيبته فستة أيام لم يطلع على ولادته الا الخاص من أهاليه (عليهم السلام) ثم ستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص ثم بعد ست سنين عند وفاة والده ظهر أمره لكثير من الخلق، أو إشارة إلى أنه بعد إمامته لم يطلع على خبره إلى ستة أيام أحد ثم بعد ستة أشهر انتشر أمره وبعد ست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء والأظهر انه إشارة إلى بعض الأزمان المختلفة التي قدرت لغيبته وانه قابل للبداء...) [ثم بعدها يستشهد بحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقول بستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وفيه القول بالبداء] ثم يقول المجلسي: (فأنه يدل على أن هذا الامر قابل للبدا والترديد قرين ذلك والله يعلم)(1378)، والأمر قابل هنا للبداء أي ان التوقيتات والحسابات يمكن أن تتغير بما تقتضي المصلحة بحكمة من الله (عزَّ وجلَّ) بما يراه مناسباً وكلها بعلمه أولها وما تبدل إليه.
5 - وعنه (عليه السلام) قال: (إن دين الله (عزَّ وجلَّ) لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلّم لنا سلم ومن اقتدى بنا هدى ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك ومن وجد في نفسه شيئاً مما نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم)(1379).
انفرد الصدوق بنقل هذا الحديث دون غيره من المتقدمين وأخرج بعض المتأخرين نقلاً عنه(1380) وهنا الإمام يقسم بحقهم وان الهدى برأيهم وقولهم وما أوصوا به ولعل المصنف وضع الحديث ضمن هذه الأبواب إشارة منه بإتباع قولهم وان لا يحيد عنه احد خاصة في مسألة الغيبة والحق في قولهم بان لهم إماماً غائباً وهذه القاعدة تشمل القول بما أشاروا بأحاديثهم عن الإمام الغائب القائم بالحق وان من يحيد عنهم وما قالوا فانه لن يصيب الحق وليس له من دين الله شيء اذ لا يقاس بهم احد فالأئمة اثنا عشر وخاتمهم القائم (عجّل الله فرجه) إكمالا للحق من المرجح إن هدف المصنف في نقل هذا الحديث مع ابواب الغيبة كي لا يقاس بالغائب أحد وان يتبع القول عنه غير ما قال عنه آبائه (عليهم السلام) وان الحق محفوظ فيهم إلى يوم القيامة والدليل على ذلك هو قول المصنف في سبب تأليفه للكتاب قال: (إذ قال: (إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا: أني لما قضيت وطري من زيارة عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) رجعت إلى نيسابور، وأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغَيبة ودخلت عليهم في أمر القائم (عجّل الله فرجه) الشبهة وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والقياس فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام))(1381).
وبهذا الجانب ان الحق فيهم ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ان عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان ولياً من أهل بيتي موكلاً به يذب عنه ينطق بإلهام من الله ويعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين ويعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالقياس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعداً وان دين الله لا يصاب بالمقاييس) وعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل في حديثه مع أحد أصحابه وهو يسأل والإمام يجيب مما جاء فيه: (... قلت: أتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الناس بما يكتفون به في عهـده؟ قال: نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة، فقلت: فضاع من ذلك شيء؟ فقال: لا هو عند أهله)(1382).
ثانياً - ما روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام):
نقل في هذا الباب سبعة عشر حديث فبعضها مورده سيكون في باب العلامات لم نذكرها هنا وبعضها ذكرت في فقرة اوجه التشابه مع الأنبياء في المبحث الرابع من الفصل السابق والباقي منها اثنا عشر حديثاً أخذناها هنا في هذه الفقرة وهي:
1 - أخرج الصدوق رواية بسنده يرفعها عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه سئل عن معنى قوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ﴾ (التكوير: 15-16)، فقال: (إمام يخنس في زمانه عند انقضاء من عمله سنة ستين ومائتين ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عيناك)(1383).
2 - وأخرج الصدوق بسند آخر رواية عن نفس الآيتين تروى عن أم هاني الثقفية(1384) بأنها قالت: (غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر [عليه السلام] فقلت له: يا سيدي آية في كتاب الله (عزَّ وجلَّ) عرضت بقلبي فأقلقتني وأسهرت ليلي، قال: فسلي يا أم هانئ، قالت: قلت: يا سيدي قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ﴾، قال نعم المسألة التي سألتني يا أم هانئ هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام فيا طوبى لك إن أدركتيه ويا طوبى لمن أدركه)(1385).
ورد الحديثان في الكافي بنفس الأسانيد عن ام هانئ عن الباقر (عليه السلام) ولم يذكر فيهما عند انقضاء عمله الا انه يقول في نهاية الأول: (كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرت عينك) وفي الثاني يختمه بقوله: (كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عينك)(1386)، وورد الحديث عند النعماني كما في الكافي وبنفس السند(1387)، وفي إثبات الوصية كذلك(1388)، وعند الطوسي نفسه(1389)، واثبت الحديث كذلك في منتخب الأنوار المضيئة(1390).
وللعودة إلى تفسير هذه الآيات: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ﴾ قيل هو اسم النجوم ﴿الْجَوارِ الْكُنَّسِ﴾ قيل النجوم تكنس(1391)، بالنهار فلا تبين، ونقل في تفسيرها نفس الرواية المروية عن ام هانئ عن الإمام الباقر (عليه السلام)(1392)، وقيل أن الخنس هي جمع لكملة خانس وهو الغائب عن طلوع، والكنس جمع كانس واصلها تعني الستر، وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (أن الخنس النجوم لأنها تخنس بالنهار وتبدوا في الليل) فقيل أنها تخنس في مغيبها أي تغيب بعد طلوعها، وقيل في ﴿الْجَوارِ الْكُنَّسِ﴾ معناها النجوم التي تجري في مسيرها ثم تغيب في مغاربها بتدبير الله (عزَّ وجلَّ) في طلوعها ومسيرها ثم غيبها(1393).
والواضح من هذا التشبيه في الروايتين السابقتين أنها الإشارة إلى الغيبة وصاحبها وما أمره الا بتدبير الله وأن الأئمة (عليهم السلام) كالنجوم مهما غابت في نهارها فإنها تظهر من جديد وهم واحداً بعد واحد، ومن المرجح ان المقصود من انقضاء عمله المراد منها هو الصلاة على والده والشروع بالغيبة الصغرى وعمل السفراء ثم الغيبة الكبرى، ورد عن الإمام الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا مددتم إليه حواجبكم وأشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم بقيتم سبتاً من دهركم لا تدرون أياً من أي فاستوى في ذلك بنو عبد المطلب فبينما أنتم كذلك إذ طلع عليكم نجمكم فاحمدوه وأقبلوه)(1394).
3 - ونقل الصدوق بسنده رواية عن عبد الله بن عطاء(1395)، قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إن شيعتك بالعراق كثيرون فو الله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج؟ فقال: يا عبد الله بن عطاء قد أمكنت الحشو(1396) في إذنيك والله ما أنا بصاحبكم، قلت فمن صاحبنا، قال: انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم)(1397).
نقله بعض المصنفين الحديث عن الصدوق(1398)، وورد عند جملة من المصنفين يروون الحديث بتفاوت يسير يذكر فيه ان عبد الله بن عطاء عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرةٌ والله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج؟ قال: فقال يا عبد الله بن عطا قد أخذت تفترش أُذنيك للنوكى(1399)، إي والله ما أنا بصاحبكم، قال: قلت فمن صاحبنا؟ قال: انظروا من عمي على الناس ولادته فذاك صاحبكم إنه ليس منا أحدٌ يشار إليه بالأصبع ويمضغ بالألسن إلا مات غيظاً أو رغم أنفه)(1400)، وروي بنفس السياق عنه (عليه السلام) قال: (أن الشيعة قالت له يوماً أنت صاحبنا الذي يقوم بالسيف؟ قال: لست بصاحبكم، انظروا من خفيت ولادته فيقول قوم ولد ويقول قوم ما ولد فهو صاحبكم)(1401)، وكما اشير مسبقاً إن التفاوت في النقل لعله بسبب نقل الأحاديث بالسماع ومن ناقل إلى آخر واتفاقها بالمضمون يعطي صحة في الحديث لنفس المقصد.
وأخرج النعماني بسنده حديث آخر فيه بعض الاختلافات يرويه عن عبد الله بن عطاء قال: (خرجت حاجاً من واسط فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) فسألني عن الأسعار فقلت تركت الناس مادين أعناقهم إليك لو خرجت لاتبعك الخلق، فقال: يا بن عطاء قد أخذت تفترش إذنيك للنوكى(1402) لا والله ما أنا بصاحبكم ولا يشار إلى رجل منا بالأصابع ويمط إليه بالحواجب إلا مات قتيلاً أو حتف أنفه، قلت وما حتف أنفه؟ فقال: يموت بغيضه على فراشه حتى يبعث الله من لا يؤبه(1403)، لولادته، قلت ومن لا يؤبه لولادته، فقال: انظر من لا يدري الناس انه ولد أم لا فذاك صاحبكم)(1404).
وللإمام الباقر (عليه السلام) إجابة عن مثل هذا الموضوع في مناسبة أخرى، اذ سأله جابر الجعفي قال: (قلت: يا سيدي أليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم، قلت: فلم قعدتم عن حقكم ودعواكم وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ﴾ (الحج: 78)، قال: فما بال أمير المؤمنين (عليه السلام) قعد عن حقه حيث لم يجد ناصراً؟ أو لم تسمع قول الله في قصة لوط: ﴿قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ (هود: 80)، ويقول في حكايته عن نوح: ﴿فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِـرْ﴾ (القمر: 10)، ويقول في قصة موسى: ﴿قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِـي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ﴾ (المائدة: 25)، فالوصي اعذر يا جابر إنما مثل الإمام مثل الكعبة يؤتى ولا يأتي)(1405).
4 - عن أبي بصير ورد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ﴾ (الملك: 30)، فقال: هذه نزلت في القائم، يقول: إن أصبح إمامكم غائباً عنكم ولا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله (عزَّ وجلَّ) وحرامه ثم قال (عليه السلام): والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بد من أن يجيء تأويلها)(1406)، واورد الصدوق مثله عن الامام الصادق (عليه السلام) قال في تفسيرها قال: أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد)(1407).
روي الحديث عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ﴾ إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد) ومثله عن موسى بن جعفر (عليه السلام)(1408) وعنه في حديث يختمه بـ(ماذا تصنعون)(1409)، وروي الحديث عند البعض كما هو عند الصدوق بتفاوت يسير عن الإمام الباقر (عليه السلام) لكن يقول: (نزلت في الإمام)، وفي خبر بنفس السياق عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) إلا انه يختم حديثه بقوله: (... إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تفعلون)(1410) في حديث عن معنى الآية قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (... إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فما أنتم صانعون)(1411)، وسئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن تفسيرها قال: (ماؤكم أبوابكم أي الأئمة (عليهم السلام) والأئمة أبواب الله بينه وبين خلقه فمن يأتيكم بماء معين يعني علم الإمام)(1412).
فيما يخص فقرة الحديث (والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بد من أن يجيء تأويلها)(1413) لعل المراد منه ان تأويلها الذي سيكون على أكمل وجه هو حين يظهر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فمن المعروف ان اسرار القرآن الكريم لم تدرك جميعها من قبل البشرية ولا يستطيع احد ان يجزم بان جميع أسراره قد كشفت وعرفت ولعل هذا كله سيكون على يديه المباركتين وبعلمه بما ورثه عن جده وآبائه (عليهم السلام).
ولتوضيح معنى هذا الحديث وتأييده بما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل ينقل عن عمار بن ياسر(رضي الله عنه) أخذنا منه موضع الحاجة قال: (كنت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بعض غزواته وقتل علي (عليه السلام) أصحاب الألوية وفرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي وقتل شيبة بن نافع(1414)، أتيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلت له: يا رسول الله صلى الله عليك إن علياً قد جاهد في الله حق جهاده، فقال: لأنه مني وأنا منه وانه وارث علمي وقاضي ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي ولولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي حربه حربي وحربي حرب الله وسلمه سلمي وسلمي سلم الله الا أنه أبو سبطي والأئمة بعدي من صلبه يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين ومنهم مهديّ هذه الأمة، فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي؟ قال يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم وذلك قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ﴾ يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت آخرون...)(1415).
5 - ونقل المصنف حديث آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى أرسل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الجن والأنس وجعل من بعده الاثني عشر وصياً منهم من مضى ومنهم من بقي وكل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على سنة أوصياء عيسى (عليه السلام) وكانوا اثنى عشر وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح)(1416).
روى الصدوق الحديث عن أبيه الوارد في كتاب الإمامة والتبصرة(1417)، ورواه المصنف في كتابين آخرين له بغير هذا السند يرفعه إلى أبي حمزة عن الباقر (عليه السلام)(1418)، وروي الحديث في الكافي بالإسناد واللفظ نفسه(1419)، ونقل المسعودي نفس الحديث إلا انه فيه إضافة: (... وكل وصي أجرت سنة الأوصياء الذين بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على سنة أوصياء عيسى (عليه السلام) إلى ظهور محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكانوا اثني عشر أولهم شمعون وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح)(1420) ومثل هذا الحديث الذي رواه المسعودي نقل عند الطوسي(1421)، وفي الإرشاد كما هو عند الصدوق(1422)، وكذلك عند الاربلي(1423).
عن أنس ابن مالك عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن حواري عيسى، فقال: كانوا من صفوته وخيرته وكانوا اثني عشر مجردين(1424) مكمشين(1425) في نصرة الله ورسوله لا زهو فيهم ولا ضعف ولا شك كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاذ وجد وعناء، قلت فمن حواريك يا رسول الله، فقال: الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة وهـم حواريّ وأنصار ديني عليهم من الله التحية والسلام)(1426).
والمراد من الحديث على سنة المسيح والتشابه فيما بيه وبين الأمير (عليه السلام) قيل ان الناس افترقوا في علي ثلاث فرق كافتراق في عيسى (عليه السلام) فالغلاة من الشيعة ادَّعوا الربوبية وكذلك غلاة النصارى قالوا المسيح ابن الله، وبنوا امية طعنوا علياً وسبوه على المنابر ثمانين سنة وحكموا عليه بالكفر وكذلك اليهود طعنوا على عيسى (عليه السلام) ونسبوا امه على المناكير واما الفرقة الثالثة فهم اهل العدل الذين نزلوهما منزلتهما عند الله(1427) ومن جانب روي في الدليل على هذا المعنى بالترابط ما بين الأمام علي (عليه السلام) والمسيح (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يا علي إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم أحبه قوم وأفرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم وافرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد قوم فيه فنجوا) وروي عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (اللهم إني بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى اللهم اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم أحداً)(1428).
وعلاوة على ذلك ان الثاني عشر من الأئمة واجب التصديق به بما أشارت الروايات عن جده وآبائه (عليهم السلام) وكما موضح في هذا الحديث مع وجود المشككين والطاعنين بالأمر والغلاة إلا انه يوجد من ينتظر الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) ومن وطنوا أنفسهم لنصرته وطاعته ومعتقدين بما ورد عن آبائه في أمره المؤمل له.
6 - عن أبي الجارود(1429) عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (قال لي: يا ابا الجارود إذا دار الفلك(1430)، وقال الناس: مات القائم أو هلك بأي واد سلك، وقال الطالب: أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه(1431) فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً(1432) على الثلج)(1433)، رواه النعماني بسند آخر إلا انه فيه تفاوت يسير في نص الحديث اذ لم يذكر عبارة (قال الناس) وفيه: (قالوا) ويكمل الحديث(1434)، ورواه الطبرسي برواية الصدوق(1435).
للوقوف على عبارة (فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج) لعل المقصود منها ان الإمام الباقر (عليه السلام) يحث على نصرته حتى لو صعب الذهاب إليه إذا كان في اي مكان وسمعتم بظهوره عن طريق الإعلام في وقتنا الحاضر أو في المستقبل مثلاً بكل وسائله فسهولة انتشار الخبر تعطي العلم بذلك فاذهبوا إليه حتى لو كان هذا الذهاب حبواً اي زحفاً وان كان على الثلوج أو في منطقة ما يصعب السير فيها ويكون وجوده فيها حينها فلعله لا عذر في عدم نصرته ومبايعته، من المرجح ان المقصود منها مبايعته واجبه مهما كان الوصول اليه صعباً لأسباب طبيعية أو حتى بسبب الحروب أو بسبب صعوبة التنقل بين بلد وآخر بسبب الأنظمة العالمية المشروطة في التنقل ومع هذا فلا مناص من نصرته ومبايعته لأي سبب أو ظرف كان والواجب على كل من يتمكن من ذلك ويستطيع أن يجتاز هذه الصعوبات أو الموانع معتقداً ومؤمن كل الإيمان بقضيته أن يتوجه لنصرته والله أعلم.
ونقل حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قريب المضمون عن ذلك في مصادر العامة عن أحد أصحابه قال: (بينما نحن جلوس عند رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي [صلّى الله عليه وآله وسلّم] اغرورقت عيناه وتغير لونه، قال: فقلت: ما نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريد وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينتصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملوؤها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج)، وفي حديث آخر: (... فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فانه خليفة الله المهدي)(1436)، وهنا الحديث يعطي نفس التوجيه وهي الاتجاه صوبه أو من ينصره ولو حبواً على الثلج مهما كانت الصعوبة.
7 - وروي عنه (عليه السلام) انه قال: (إن أقرب الناس إلى الله (عزَّ وجلَّ) وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا فان الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمة فأينما رأيتموهم فاتبعوهم وان أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً فاستغيثوا بالله (عزَّ وجلَّ) وانظروا السنة التي كنتم عليها واتبعوها وأحبوا من كنتم تحبون وابغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج)(1437).
الحديث لم يذكر في كتب المتقدمين عند غيره لكن فيما يخص حقهم فالأحاديث أكثر من أن تحصى كما ذكرت مسبقاً في المبحث الثالث من الفصل الاول النص عليهم في لزوم جانب الأئمة (عليهم السلام) والتمسك بهم حتى آخرهم، وهذا الحديث لم يروَ في كتب المتقدمين وقد انفرد الصدوق بهذا المعنى دون غيره ونقل الحديث عنه في بعض كتب المتأخرين(1438)، وما ورد من أحاديث عامة المعنى عنه في لزم جانب الأئمة قال (عليه السلام): (... إنما كلف الناس ثلاثة: معرف الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه) وعنه (عليه السلام) قال: (ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت واذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ منهم والصواب من علي (عليه السلام))، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (من سره أن يستكمل الايمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني)(1439).
والحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) فيه عدة توجيهات وهي في قوله: (وان أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً فاستغيثوا بالله (عزَّ وجلَّ)) هنا يدعونا الإمام للاستغاثة بالله (عزَّ وجلَّ) كون فقد الإمام يترك فراغاً عند الأمة بسبب الحاجة له في ما غمض أو ضاع تفسيره أو حكمه من امور الدين والدنيا والأئمة لم يفقد منهم أحد الا أتى من يخلفه ولم يحصل هذا الأمر الا عند غيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فالخطورة الأمر أن نستغيث بالله من هذا الأمر وكما اشير مسبقاً ندعو بالفرج ونعمل بوصاياهم والالتزام بما التزموا به في العقيدة اسروه أو أعلنوه، ومن جانب آخر يدعونا للسير على سنتهم ونتبعها والتوجيه هنا أكيد بالحق ونحب من نحب ونبغض من نبغض وبعدها يكون الانتظار المرجو لنا الذي أوصى به أئمتنا فيأتي الفرج ان ثبتنا على موالاتهم وتعاليمهم.
8 - وروي عنه (عليه السلام): (إذا قام القائم (عليه السلام) قال: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الشعراء: 21)(1440).
روي الحديث في مصادر أخرى عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهم السلام) بأسانيد مختلفة(1441)، ونقل الحديث عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (ان لصاحب هذا الأمر غيبة يقول فيها: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ وقال: (إذا قام القائم تلا هذه الآية: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾(1442)، وعن الحديث ينقل أن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إذا ظهر قائمنا أهل البيت (عليهم السلام) قال: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً﴾ خفتكم على نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح أمري)(1443)، وفي تفسيرها ذكر ان الله تعالى حاكياً عن موسى أنه قال لفرعون إني فررت منكم لما خفتكم فالفرار الذهاب على وجه التحرز من الإدراك ومثله الهرب ووهب الله لموسى (عليه السلام) من التوراة والعلم بالحلال والحرام وسائر الأحكام وجعله نبياً(1444).
وبما اشير له مسبقاً في التشابه ما بين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والأنبياء ومنهم موسى (عليهم السلام) فانه من ضمن أسباب الغيبة هو الخوف على نفسه من القتل والتحرز عن اعدائه بان غاب عنهم كما حصل مع موسى وانه عنده علم جده وإبائه (عليهم السلام) الأحكام ووراثة علم الأنبياء وجعله الله أحد خلفاء وأوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والثاني عشر منهم الذي سيقوم بالأمر في نهايته كما قام به جده في أوله(1445)، إذن فان مناسبة ذكر هذه الآية من المعصومين واضحة المعالم للشبيه بين الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وبين نبي الله موسى (عليه السلام) في الغيبة والعلم ومن ثم التصريح بنفسه عن نفسه حي يأذن الله له وسيخاطب بها الناس بعد انتهاء غيبته وظهوره.
9 - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله (عزَّ وجلَّ) أمره في ليلة)(1446).
ورد الحديث عند بعض المصنفين بطرق مختلفة عن الإمام الباقر (عليه السلام) بنفس اللفظ ونقله البعض دون ذكر كلمة سوداء(1447)، وفي حديث ثان طويل ينقله النعماني يختلف عن سند الحديث السابق المروي عن المصنفين عن ابي بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) يوضح فيه تشابهاً مع الأنبياء وأيضاً يذكر فيه ابن أمة سوداء(1448)، ونقل النعماني نحو هذا الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) ووضع تعليقاً بقوله يريد بالشبه من يوسف (عليه السلام) الغيبة(1449).
أمّا في القول انه ابن أمة سوداء لم يثبت تاريخياً أن ام الإمام (عجّل الله فرجه) سوداء فالمعروف أنها رومية الأصل والمعروف عنهم أنهم الجنس الأبيض من الناس كما هو معروف اليوم عن الشعوب الأوربية وكما قيل في الحديث سنة من يوسف ابن أمة سوداء ايضاً الأمر غير دقيق ويمكن أن يقال أن كلمة (سوداء) كما هو معروف والتصاق الذهن على الغالب بأن كل أمة هي سوداء فيحتمل أن هذه الكلمة أضيفت على أصل الرواية من دون قصد، والعودة ليوسف وامه (عليهم السلام) ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أعطي يوسف وامه شطر الحُسن)(1450)، إذن امتاز بالجمال هو وامه وهنا ينتفي التشبيه المادي أو باللون (الأسود) وبالنتيجة السيدة نرجس (عليها السلام) تنتمي للجنس الأبيض.
وبما هو متفق في الروايات أن ام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) رومية وليست سوداء فالظاهر أن كلمة سوداء في الروايات زائدة ولا يبعد أن يكون الشبه المقصود في الحديث مفسراً بقوله: (ابن أمة يصلحه الله في ليلة فيكون شبهاً من يوسف من جهتين بكونه ابن أمة وبأن الله تعالى يحدث تطورات سياسية في العالم دفعة واحده تمهيداً لبداية أمره وظهوره)(1451).
ولو سلمنا للحديث وقلنا بصحة الكلمة فحين الرجوع لمعجم المعاني اللغوي وجدنا أن للسواد عدة معانِ اخترنا البعض منها لعل واحدة هي المقصودة في الحديث بأنه قيل سواد الأمير هو ثقله ولفلان سواد أي كثير المال، ويقال ان عند العرب السواد الشخص، ويذكر ان الأنثى تسمى أسودة في بعض الوصف وقيل ان الأسود الدراسة والسواد الحديث والسواد المال والسواد الصفر من اللون ويقال أسود من فلان اي أجمل منه والسواد الحدقة من العين وورد في المثل: (وللشر أقم سوادك أي أصبر)(1452).
ونستنج من ذلك ان السواد الأمير أو كثير المال فأنها (عليها السلام) ابنة امراء وبطبيعة الحال كثيرة المال من جهة أهلها، والسواد قيل في بعض التعابير انه يطلق عل الأنثى فهذا واضح والأسود الدراسة فمن المرجح بما أنها ابنة أمراء فلابد ان تكون تلقت شيئاً من التعليم وأنها تحسن الحديث لعله بلغة العرب أيضاً والسواد الأصفر من اللون ممكن ان يكون هذا اللون طاغياً على شكلها وهذا أمر عادي أو اسود من فلان كناية عن الجمال أو للون الحدقة وبروزها في العين ولعل المراد هو المثل الأخير (للشر أقم سوادك) أي اصبر فقد صبرت (عليها السلام) كثيراً من الأسر حتى سوق النخاسين إلى الشراء وطريق السفر ثم الحمل والخوف من السلطة وما لقيت بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) هذه كلها احتمالات لعل واحده منها هي المقصودة في معنى السوداء.
وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال: أما اسمه فإن حبيبي شهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله، قال: أخبرني عن صفته؟ قال: هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بأبي ابن خير الإماء)(1453)، قطعاً لما لهذه الصفات الجميلة ان أخذ جزءاً منها عل الأقل من والدته (عليها السلام) فلا يعقل لان يكون المقصود لون السواد في الحديث عن البشرة.
10 - يروى أن أحد الأشخاص قال: (قلت لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): أخبرني عنكم؟ قال: نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم منّا أمن وأمان وسلم وإسلام وفاتح ومفتاح حتى إذا استوى بنو عبد المطلب فلم يدرِ أي من أيّ أظهر الله (عزَّ وجلَّ) لكم صاحبكم فاحمدوا الله (عزَّ وجلَّ) وهو يخيّر الصعب والذلول، فقلت جعلت فداك فأيهما يختار؟ قال: يختار الصعب على الذلول)(1454).
نقل الحديث عند بعض المصنفين مع اختلاف يسير في الألفاظ فعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم غيب الله نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعلم أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم)(1455)، وينقل النعماني نفس الحديث إلا انه يختلف بعبارة (إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بحواجبكم)(1456)، ونقل الحديث صاحب دلائل الإمامة ويختلف عنه في ختام الحديث اذ يقول: (فأيهما يختار، قال: (حتى اذا كان الذي تمدون إليه أعناقكم وترمقونه بإبصاركم جاء ملك الموت فذهب به ويستوي بنو عبد المطلب لا يدري أياً من أي فعنده يبدو لكم صاحبكم... يختار الصعب على الذلة)(1457).
عن خبر الصعاب والذلول قال تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾ (الكهف: 84) ورد في تفسرها أي وسعنّا مملكته في البلاد وأعطيناه الآت المملكة ما يستعين به على تحصيل ما يحاوله من المهمات العظيم والمقاصد الجسيمة، وهي في ذي القرنين فروي عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) سأله رجل عن ذي القرنين كيف بل المشرق والمغرب، قال: (سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له في النور...)(1458)، ولتوضيح المضمون العام للحديث في ذي القرنين والصعاب المشار إليها التي يركبها الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فعن الإمام الباقر (عليه السلام) محدثاً أحد أصحابه قال: (أما ذا القرنين قد خيّر السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب، قال: قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه أما إنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضيين السبع خمس عوامر واثنتان خرابان)(1459).
وفي حديث للإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً ناصحاً لله فناصحه فسخر له السحاب وطويت له الأرض وبسط له في النور وكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار وأن أئمة الحق كلهم سخر الله لهم السحاب وكان يحملهم إلى المشرق والمغرب لمصالح المسلمين ولإصلاح ذات البين وعلى هذا حال المهدي (عليه السلام) ولذلك يسمى صاحب المرأى والمسمع فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب ويسمع من بعيد كما يسمع من قريب وانه يسيح في الدنيا كلها على السحاب مرة وعلى الريح اخرى وتطوى له الأرض مرة فيدفع البلايا عن العباد والبلاد شرقاً وغرباً)(1460).
وعن النجوم اشرنا إليها في مناسبات مختلفة منها انه سئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (النحل: 16)، قال: (النجم محمد والعلامات الأوصياء (عليهم السلام))(1461)، ويضع المجلسي تعليقاً حول مسألة الصعاب والذلول قال: (لم يدر أي من أي لا يعرف أيهم الإمام أو لا يتميزون في الكمال تميزاً بيناً لعدم كون الإمام ظاهراً بينهم والصعب الذلول إشارة إلى السحابتين اللتين خير ذو القرنين بينهما فاختار الذلول وترك الصعب للقائم (عليه السلام))(1462)، ولعل في الأمر إشارة توضح حين يلتبس الأمر فيمن هو صاحب الأمر أو حين يدعي البعض بذلك لاحد ما يعتقد انه خطر على الأمة حينها يظهر فيدعو الإمام في حديثه إلى الحمد لله على ظهوره ومن ثم يبين ان الله يمكن له السحاب ليتنقل بها بحسب ما تضح من أحاديث كما سخرت لذي القرنين.
11 - يروى عن جابر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله فيقول: عبادي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإمائي حقاً منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا بن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان ولزوم البيت)(1463).
نقل الحديث المروي عند الصدوق بالسند واللفظ عدد من المصنفين(1464)، وقد ورد عنه (عليه السلام) بالوصية لبعض مواليه لمنتظري الظهور المقدس ورد ان جماعة قدموا عليه فقالوا: (يا ابن رسول الله إنا نريد العراق فأوصنا فقال أبو جعفر (عليه السلام): ليقو شديدكم ضعيفكم وليعد غنيكم على فقيركم ولا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به والا فقفوا عنده ثم ردوه الينا حتى يستبين لكم، واعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له مثل أجر عشرين شهيد ومن قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيداً(1465).
ولهذا الأمر تفرعات وتفاصيل كثيرة تخص أمور الانتظار والتقيه والجهاد والعزلة لا يسع المقام للتطرق لها هنا(1466)، وكان لفضل المنتظرين له وكرامتهم في أحاديث النبي والأئمة (عليهم السلام) اشرنا اليها في المبحث الأول من هذا الفصل، لكن العبارة التي نقف عليها هنا هي (حفظ اللسان ولزوم البيت) فمن المرجح فيها ان حفظ اللسان من الكلام الذي يبعد المرء عن ربه وإمامه وعدم الخوض فيما يقرب للفتن بكثرة الكلام أو لعله التزام جانب التقية في حفظ اللسان ويمكن ان يقال ان حفظ اللسان هنا في عصرهم (عليهم السلام) بتوصية أصحابهم بأن لا يذيعوا ما يخبرونهم به حول القضية المهدوية بما يخبرون مواليهم حول القائم وحفظ اللسان من التفوه بشؤون الإمام وما يدل عليه وعلى فضله في زمن الفتن والاضطرابات ولعل أكثر وقت أكد عليه الأئمة في حفظ اللسان من المرجح أنهم يشيرون إلى زمان غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الصغرى وتزامنها في العصر العباسي الذي عد أكثر خطورة عليه من بعد ولادته حتى غيبته الكبرى.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم فأنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبداً...)(1467)، وقال (عليه السلام): (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لأمرنا عباده وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب)(1468).
أما لزوم البيت لعل المقصود منها ليست العزلة التامة وإنما الاندماج في ضروريات الحياة وتوابعها والابتعاد عن معاشرة كل ما يكون احتمالاً لنسيان ذكر الإمام (عجّل الله فرجه) فيكون الانتظار بالصبر والتقرب إلى الله والاستعداد لعصر الظهور بالعبادة والتواصل المستقيم في الدنياً مع لزوم شيء من العزلة لكن لا تعني العزلة التامة لتعطلت الحياة ولعل المقصود هو عدم الخروج مع كل من يدعي الاتصال بالإمام أو الرايات التي تدعو للظلال أو تحاول ان تبعد الموالين عن قضيتهم في الانتظار له بل يجب التمحص في كل أمر يخص القضية المهدوية وعدم الخوض فيها من دون دراية والتزام جانب التعاليم الإسلامية الحقة بل ان الأمر معروف وله منهج وضعه محمد وال محمد للمنتظرين للإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) والعمل على فق ما يجب على المكلف في زمن الغيبة الكبرى ويمكن أن يقال أن الجلوس في البيت أو لزومه هو في حال الفتن.
12 - اخرج المصنف بسنده حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) بأنه ذكر سِيرَ الخلفاء الاثني عشر الراشدين (عليهم السلام) فلما بلغ آخرهم قال: (الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه [عليك ](1469) بسنته والقرآن الكريم)(1470).
ونقل البياضي الحديث عن الصدوق خالي السند(1471)، ونقله البعض المصنفين المتأخرين عن الصدوق بتفاوت اللفظ(1472)، واخرج الصدوق حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل له مع أحد اليهود أخذنا منه موضع الحاجة قال: (... ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وصلى خلفه)(1473)، وعن صلاة عيسى خلفه ينقل ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (فيهبط عيسى فيرحب به الناس ويفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم يقول للمؤذن أقم الصلاة ثم يقول له الناس صل بنا، فيقول: انطلقوا إلى إمامكم فليصل بكم فإنه نعم الإمام فيصلي بهم إمامهم ويصلي معهم عيسى)(1474)، وفي كثير من الروايات ان عيسى (عليه السلام) يقدمه ويصلي خلفه(1475)، ومن يشكل في ذلك بان الإمام كيف يتقدم على نبي فالجواب انه كيف لعيسى (عليه السلام) ان يتقدم على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو على نائبه، وخاصة أن عيسى (عليه السلام) والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هما قدوتان ومعصومان من ارتكاب القبائح ولا يدعوا احدهما إلى فعل ما يكون خارج حكم الشريعة ولا مخالفة لمراد الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلو علم الإمام (عجّل الله فرجه) أن عيسى أفضل منه لما جاز له أن يتقدم عليه لأن الله نزهه من ارتكاب كل مكروه، وكذلك لو علم عيسى (عليه السلام) أنه أفضل من الإمام لما جاز له أن يقتدي به الا انه بما تحقق عند عيسى وعلمه أن الإمام أفضل واعلم منه فلذلك يقدمه ويصلي خله ولولا ذلك لم يسعه الاقتداء به كون الله نزههما من ارتكاب كل مكروه(1476).
ثالثاً - ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):
وهذا الباب أطول ابواب الكتاب فيما ذكره المصنف عن الأئمة (عليهم السلام) في أخبار غيبة الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) إذ ورد فيه خمسة وخمسون(1477)، حديثاً قسم منها مكرر في مواضيع سابقه في التشابه مع الأنبياء أو الغيبة أو فضل الانتظار أو الإنكار وقسم منها له مناسباته في مواضيع اخرى وخاصة في موضوع العلامات في الفصل اللاحق سيتم التطرق إليها على وفق الخطة الموضوعة لعناوين البحث إذ ما ذكر من روايات وأحاديث في أغلب أبواب الكتاب تنقل عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وهنا أخذنا منها خمسة عشر حديثاً في هذه الفقرة وهي:
1 - ينقل الصدوق رواية بسندها يرفعها عن إبراهيم الكرخي(1478)، قال: (دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق [عليه السلام] وإني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر [عليه السلام] وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا إبراهيم أما أنه لصاحبك من بعدي أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد فيه آخرون فلعن الله قاتله(1479)، وضاعف على روحه العذاب أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سميُّ جدَّه ووراث علمه وأحكامه وفضائله ومعدن الإمامة ورأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسداً له ولكن الله (عزَّ وجلَّ) بالغ أمره ولو كره المشركون يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماماً مهدياً اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يذب عنه، قال فدخل رجل من موالي بني امية فأنقطع الكلام فعدت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) إحدى عشرة مرة أريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس فقال: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم، قال فما رجعت بشيء أسر من هذا لقلبي ولا أقرهُ لعيني)(1480).
رواه النعماني بسند مختلف يرفعه ايضاً إلى إبراهيم الكرخي وبنفس الألفاظ(1481)، ونقل الحديث في باب النص على إمامته عند الطبرسي بالإسناد واللفظ ذاته المذكور عند الصدوق(1482)، ونجد الحديث يتطرق إلى فضل الانتظار والمنتظرين وتأكيد الأئمة عليه في كثير من أحاديث دلال على التنبيه المستمر للأمر المحتوم بالظهور وحتى ان لم يكن الشخص موجوداً في عصر الظهور الا أنهم ينبهم لتحصيل فضل وأجر الانتظار كمن هو موجود في زمن الانتظار وان كان ميتاً.
2 - وفي حديث أخرجه المصنف بثلاث طرق في أن ابي بصير في حديث له مع أحد الموالين فيمن قال هذا الحديث وهو انه (عليه السلام) قال: (نحن اثنا عشر مهدياً) ويقول ابو بصير: (تا لله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله (عليه السلام) فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلك منه) وقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفر (عليه السلام))(1483).
وبنفس السياق أخرج المصنف حديث ثاني بسنده عن أبي بصير قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد: يا بن رسول الله إني سمعت من أبيك (عليه السلام) أن قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً(1484)، فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر أماما ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا)(1485).
ذكر الحديث الاول في الكافي عن ابي بصير بلفظ (اثنا عشر محدثاً) قول ابو بصير عن ابي جعفر(1486)، وذكره المسعودي بسنده عن مولى لابي جعفر (عليه السلام) قال: (انه سمع أبا جعفر (عليه السلام) انه قال: منا اثنا عشر محدثاً القائم السابع بعدي، فقام إليه ابو بصير فقال أشهد لسمعت أبا جعفر (عليه السلام) يذكر هذا منذ أربعين سنة(1487)، ورى الصدوق هذا الحديث في كتابين آخرين له بلفظ (اثنا عشر محدثاً) كذلك عن ابي بصير(1488)، ونقله عنه الطبرسي بنصه لكن عبارة اثني عشر مهدياً عنده (اثنا عشر محدثاً)(1489)، ومن المرجح انه التبس على ابي بصير من قال الحديث أو لعله يقصد انه سمعه منهما (عليهم السلام) ومن المرجح على الأكثر انه عن ابي جعفر (عليه السلام) ولا فرق ولعل المقصود حديثين في أحدهما لفظ محدثاً وفي الآخر مهدياً.
أما الحديث الثاني نقله بعض المصنفين كما ورد عند الصدوق عن ابي بصير(1490)، وتثبيتاً لقول الإمام الصادق (عليه السلام) اثنا عشر مهدياً بعد القائم، يروى انه في الليلة التي توفي فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال للإمام علي (عليه السلام): (يا أبا الحسن أحضر لي صحيفة ودواة فأملأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصيته حتى انتهى إلى موضع فقال: يا علي سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثني عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً...[ثم يذكر اسماء الأئمة جميعهم إلى ان يقول عند وصوله للإمام الحسن العسكري (عليه السلام)] قال: فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى أبنه محمد المستحفظ من آل محمد (عليهم السلام) فذلك اثنا عشر إماماً ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً...)(1491).
3 - يروى عن المفضل(1492)، بن عمر قال: (قال الصادق جعفر بن محمد: إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا، فقيل له يا بن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم)(1493).
ونقل حديث النور عند عدد من المصنفين(1494) وقد وردت بهذا الصدد أحاديث عدة بصياغات اخرى، منها، عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (إن الله خلق محمداً وعلياً وأحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحاً في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحونه الله ويقدسونه وهم الأئمة من ولد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1495)، وسئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الأعراف: 157)، قال: (النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام))(1496)، وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانياً لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً...)(1497).
وعن جابر بن عبد الله عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قلت لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟ فقال لان الله (عزَّ وجلَّ) خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما لهذا النور فأوحى الله اليهم هذا نور من نوري أسكنته في سمائي خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي)(1498)، وبالنتيجة أن أحد هذه الأنوار هو الإمام المتمم لسلسة الأنوار الغائب الحجة (عجّل الله فرجه) وخاتم الأوصياء والحجج الذي سيطهر الله به الأرض.
4 - وأخرج الصدوق حديثاً بثلاث طرق انه (عليه السلام) قال: (أقرب ما يكون العباد من الله (عزَّ وجلَّ) وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله (عزَّ وجلَّ) فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيانته فعندها توقعوا الفرج صباحاً ومساء وأن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس) وفي الثاني نفسه والثالث يقول: (العبد) وليس العباد وينتهي عند عبارة (ما أفقدهم حجته طرفة عين)(1499).
ونقل مثل الحديث في كثير من المصادر بعدة أسانيد(1500)، وللتمعن مضامين الحديث تجدها واضحة بالجملة وعند الوقوف على عبارة (ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس) ورد في شرح الكافي عن هذه الجملة (دل على ظهوره لا يكون إلا عند أن يفشو الشر في الناس ويبعد الخير عنهم وقد دل ذلك أيضاً على تعيين الشرور والمفاسد)(1501).
5 - وينقل الصدوق عن السيد بن محمد الحميري(1502)، في حديث طويل يقول فيه: (قلت للصادق جعفر بن محمد: يا بن رسول الله قد روي لنا أخبارٌ عن آبائك في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع فقال (عليه السلام): إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1503) ونقل الصدوق هذا الخبر عن السيد الحميري مع قصيده طويلة نقلها في مقدمة كتابه(1504)، قيل إن الحميري ألقاها في محضر الإمام الصادق (عليه السلام) مما جاء فيهـا:
له غيبة لابد أن سيغيبها * * * فصلى عليه الله من متغيب(1505)
روي الحديث عدد من المصنفين على ما هو عند الصدوق ونقل خبر الحميري مع الحديث إذ كان يقول بالغلو ويقول بان الغيبة وقعت في محمد بن الحنفية إلى ان التقى بالإمام الصادق (عليه السلام) وهداه إلى سبيل الرشاد حتى قال الحميري: (فمن الله جل وعز علي بالصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) وأنقذني من النار)(1506) ونقل الطبري نفس الخبر بسند مختلف ويرفعه إلى السيد الحميري(1507)، وعن قصيدة السيد الحميري الواردة في الخبر اذ علق المفيد عليها مستدلاً بها على الغيبة قائلاً: (فانظروا رحمكم الله قول السيد هذا وهو في الغيبة كيف وقع له أن يقوله لولا أنه سمعه من أئمته (عليهم السلام)، وأئمته سمعوه من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإلا فهل يجوز لقائل أن يقول قولاً فيقع كما قال ما يخرم منه حرف)(1508).
6 - وروي عنه أنه (عليه السلام) قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبدٌ وليتمسّك بدينه)(1509)، وورد بنفس المضمون قال (عليه السلام): (إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينة كالخارط(1510)، للقتاد(1511)، ثم قال هكذا بيده، ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتقِ الله عبدٌ وليتمسك بدينه)(1512).
ورد الحديث في الكافي الشريف بالنص ذاته وبسند مختلف مع زيادة بسيطة في اللفظ بعد ان يقول هكذا بيده (فأيكم يمسك شوك القتاد بيده) وليس (فأيكم يمسك شوك القتاد بيده)(1513)، ويذكر المسعودي الحديث قال: (لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينة كالخارط للقتاد، ثم قال: ومن يطيق خرط القتاد)(1514)، وفي كتاب الغيبة ينقله بطريقين أحدهما ينقله عن الكليني(1515)، وعند الطوسي بسند مختلف وباللفظ الوارد عن الكليني والنعماني بزياد عبارة (كالخارط للقتاد بيديه)(1516)، وفي تقريب المعارف كما في الكافي(1517)، ولم ينقل حديث الصدوق الأول المختصر في بعض كتب المتأخرين(1518).
7 - وينقل عن أحد أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) أنه سأله عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ﴾ (إبراهيم: 24)، قال: أصلها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفرعها أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين [(عليهم السلام)] ثمرها وتسعة من ولد الحسين أغصانها والشيعة ورقها والله أن الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، قلت قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها...﴾ (إبراهيم: 25)، قال: ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من حج وعمرة)(1519).
ورد الحديث بهذا المعنى في بصائر الدرجات سبعة أحاديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الإمامين الباقر والصادق (عليهم السلام) وفيها: (الشجرة رسول الله نسبه ثابت في بني هاشم وفرع الشجرة علي وغصن الشجرة فاطمة (عليها السلام) وثمرتها الأئمة من ولد علي وفاطمة (عليهم السلام) وشيعتهم ورقها...، وقال الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها﴾ قال: (ما يفتي الأئمة (عليهم السلام) شيعتهم في كل حج وعمره) وقال الصادق (عليه السلام): (والفرع الولاية لمن دخل فيها)(1520) ونقل الصدوق في كتاب آخر له عن الإمام الباقر (عليه السلام) فيه اختلاف بسيط(1521).
وورد الحديث في الكافي بسند مختلف عن الإمام الصادق (عليه السلام) دون ذكر لتكملة الحديث عن الآية الثانية مع اختلاف بسيط في اللفظ وزيادة فيه (وعلم الأئمة ثمرها)(1522)، وفي تفسير فرات الكوفي يوردها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن ابي عبد الله (عليه السلام) بصياغات مختلفة وبنفس المضمون(1523)، وفي الخرائج من ضمن حديث طويل يذكره الامام الصادق عن أبيه (عليهم السلام) قال: (...نحن الشجرة الطيبة ﴿أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ﴾ نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من علمنا...)(1524).
8 - عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن سنن الأنبياء بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذَّة، قال ابو بصير: ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله (عزَّ وجلَّ) فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله (عزَّ وجلَّ) إلا عبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون)(1525).
نص الحديث أعلاه لم أجده عند غيره لكن نقل الحديث عن الصدوق بعض اكابر المتأخرين(1526) ومع هذا الخبر نذكر ما صح عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا الصدد في مصادر الشيعة بان الحاصل في الأمم السابقة سيحصل في امته قال: (يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)(1527)، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لتركبن سنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو ان رجل دخل حجر ضب لدخلتموه فقيل يا رسول الله اليهود والنصارى، قال فمن أرى فدل (لترتدن كما ارتدت اليهود والنصارى حين فقدوا موسى وعيسى (عليهم السلام)...)(1528).
في خبر طويل اخذنا موضع الحاجة منه، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة فان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين)(1529).
وما بين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام الصادق (عليه السلام) بما ذكر من أحاديث ترابط في الوصف لما كان في الأمم سابقة الإسلام ستكون في امته بالدقة ومنها شاهد الكلام غيبة خاتم الأوصياء كما هو حال الأنبياء وضعف الأمم وتكذيبهم إذا فقد واحد منهم بغيبة أو بموت والإمام الغائب في هذه الأمة الذي سيجدد الدين وان هذا لكائن لا محالة.
9 - ويروى عنه (عليه السلام) قال: (إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا والله لا يأتيكم حتى تميزوا لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد)(1530).
نقل الحديث في الكافي بسند مغاير يرفعه إلى نفس الراوي عن الصادق (عليه السلام) وبالفظ نفسه(1531)، جاء ذكر الحديث عند بعض المصنفين ضمن حديث ينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) محدثاً جماعه من أصحابه قال: (في أي شيء أنتم هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا هيهات ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا ولا يكون الذي تمدون اليه أعناقكم الا بعد يأس ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد)(1532) وروي مثله عن الإمام الباقر (عليه السلام) يقول كل فقرة بيمين لا والله(1533)، وفي حديث للإمام الصادق (عليه السلام) عن الاختلاف والامتحان قبل الظهور قال: (والله لتكسرن تكسر الزجاج وان الزجاج ليعاد فيعود كما كان والله لتكسرن تكسر الفخار وان الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان والله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل وصعر(1534) كفه)(1535).
10 - عن المفضل بن عمر الجعفي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأنَّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الأيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية متشبهة(1536)، لا يُدرى أيُّ من أيٌّ، قال فبكيت، فقال لي ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول اثنتا عشرة راية متشبهة لا يدري أيٌّ من أيٌّ فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة(1537)، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)(1538).
ونقل نفس الحديث مختلف الاسانيد مرفوعا إلى المفضل بن عمر عند عدد من المصنفين(1539)، ورد الحديث أيضاً عند جملة منهم بأسانيد عدة فيه اختلاف بسيط في الألفاظ منها كلمه (ولتمحصن) عندهم (وليخملن) (ولتدمعن) عندهم (ولتفيض) و(الصفة) عندهم (كوة)(1540)، وباقي الاختلافات بنفس السياق اللفظي مثل (ولتكفأن) عندهم (وليكفأن)(1541)، وورد عنه (عليه السلام) قال: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعي الإمامة)(1542)، ولعلهم هم المقصودون باثنتي عشرة راية.
وهنا الإمام الصادق (عليه السلام) يصرح بان قبل خروجه اثني عشر مدعياً بالإمامة فيصبح هو ثلاثة عشر بالتسلسل وهذا ما يثبت فساد هؤلاء الاثني عشر المدعين أما هو (عجّل الله فرجه) فله علامات ودلالات وضحها آباؤه تعرف عليه حين خروجه ومنه هؤلاء الاثنا عشر المدعين من بني هاشم فمن أحرز إحصائهم ومتابعة خبرهم فليعلم أن من يخرج بعدهم هو القائم، والمرجح مع اختلاف النقل واتفاق المعنى ومضمون الرواية أعلاه انه نفس الحديث وهذا الاختلاف لعله كما اشرنا مسبقاً لاختلاف طرق سماع الأحاديث من راوِ إلى آخر والكلام فيه يشير إلى الاختبار في فقد الإمام والصبر في غيبته عند خضوع الناس للبلاء ولهذا الأمر تدمع عليه عيون الصابرين وان الأمر واضح كوضوح الشمس وحاصل لا محالة.
11 - وقال (عليه السلام) كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هـدى ولا عَلم يتبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون وعند ذلك اختلاف السيفين [ السنين](1543)، وإمارة من أول النهار وقتل وخلع من آخر النهار)(1544).
ورد الحديث عند والد الصدوق بالسند والنص ذاته الذي ذكره الصدوق وهو سمعه من أبيه(1545)، ولو سلمنا للقول بالحديث (اختلاف السيفين) وصغر مدة الحكم وردت أحاديث توضح هذا المقصد، فعن الصادق (عليه السلام) عن ابي بصير قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) كان ابو جعفر (عليه السلام) يقول: للقائم غيبتان احدهما أطول من الأخرى، فقال: قلت نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان(1546) وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجئون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(1547).
وفي حديث عن ابي بصير قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من يضمن لي موت عبد الله(1548) أضمن له القائم، ثم قال: اذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم ان شاء الله ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت: يطول ذلك، قال: كلا)(1549)، ولعل القصد من كلمة (لا يطول) ذلك بعد موت عبد الله هذا.
12 - وقال أبو عبد الله (عليه السلام): (إذا أصبحت وأمسيت لا ترى إماماً تأتم به فأحببت من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله (عزَّ وجلَّ))(1550).
نقل الحديث صاحب الكافي بسنده مختلف عن الإمام الصادق (عليه السلام) ويروي الحديث نفسه(1551)، واخرجه النعماني بسندين يرفعهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) ويذكر نفس الحديث(1552)، وجاء في الخبر عنه (عليه السلام) ان احد أصحابه سمعه يقول: (القائم إمام ابن الإمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه، قلت أصلحك الله إذا فقد الناس الإمام عمن يأخذون، قال إذا كان ذلك فأحب من كنت تحب وانتظر الفرج فما أسرع ما يأتيك)(1553)، كذلك هذا الحديث يحث على الصبر والتزام أمرهم وانتظار الفرج.
13 - ونقل الصدوق ثلاثة أحاديث تعطي نفس المضمون الاول قال (عليه السلام): (كيف انتم إذا بقيتم دهراً من عمركم لا تعرفون إمامكم؟ قيل له: فإذا كان ذلك فكيف نصنع؟ قال: تمسكوا بالأمر الأول حتى يستبين لكم)، وفي الثاني عن زرارة قال: (قال أبو عبد الله (عليه السلام): يأتي على الناس زمانٌ يغيب عنهم إمامهم فقلت له ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم)، والحديث الثالث أن الإمام الصادق (عليه السلام) سئُل: (هل يكون الناس في حال لا يعرفون الإمام؟ فقال: قد كان يقال ذلك، [فقيل له] فكيف يصنعون قال: يتعلقون بالأمر الأول حتى يستبين لهم الآخر)(1554).
تعد هذه الأحاديث الثلاثة من باب الوصية للمنتظرين للإمام الغائب في مجمل معانيها وهي التمسك بالأمر الأول وهو إتباع وصاياهم والثبات على موالاتهم وانتظار الفرج حتى يتبين الأمر اي يظهر القائم (عجّل الله فرجه)، وهنا لم نجد عدداً من المتقدمين يتطرقون إلى نص هذا الأحاديث سوى النعماني الذي نقل ثلاثة أحاديث بأسانيد مختلفة تعطي نفس دلالة الأحاديث التي عند الصدوق واحد منها يشبه الحديث الثاني مع اختلاف يسير في اللفظ كما رواه الصدوق، سئل الإمام الصادق (عليه السلام): (يكون فترة لا يعرف المسلمون فيها إمامهم؟ فقال: يقال ذلك، قلت: فكيف نصنع، قال: إذا كان ذلك فتمسكوا بالأمر الأول حتى يتبين لكم الآخر)(1555) وفي حديث له (عليه السلام) مخاطباً أحد اصحابه قال)... فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر)(1556) وانه سأله أحد أصحابه قائلاً له: (إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك، قال: تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يتبين لكم)(1557).
14 - عن أبان بن تغلب(1558) قال: (قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (يأتي على الناس زمان يصيبهم فيه سبطة، يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحية(1559)، في جحرها يعني بين مكة والمدينة فبينما هم كذلك إذا أَطلع الله (عزَّ وجلَّ) لهم نجمهم، قال: قلت: وما السبطة؟ قال: الفترة والغيبة لإمامكم، قال: قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ فقال: كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم)(1560).
اخرج مثل الحديث بعض المصنفين بأسانيد مختلفة عن حديث الصدوق والبعض نقل عنه مع اختلاف غير معتد به باللفظ(1561)، وعن ابان بن تغلب قال: قال (عليه السلام) (كيف أنتم اذا وقعت السبطة بين المسجدين فيأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها واختلفت الشيعة بينهم وسمى بعضهم بعضاً بالكذابين ويتفل بعضهم في وجوه بعض، فقلت: ما عند ذلك من خبر؟ قال: الخبر كله عند ذلك - ويقوله ثلاثاً ويريد قرب الفرج)(1562)، وفي بيان للمجلسي حول الحديث قال: (إشارة إلى جيش السفياني واستيلائهم بين الحرمين وعلى ما في الأصل لعل المعنى يأرز العلم بسبب ما يحدث بين المسجدين أو يكون خفاء العلم في هذا الموضع أكثر بسبب استيلاء أهل الجور فيه)(1563).
لعل المراد من السكون في فترة الغيبة هو في مرحلة ما يحصل فتور حتى في العلم وينحصر اي تصل الأمور إلى حدود ضيقه في كل شي ومن ثمة بعد هذا الفتور يظهر الإمام (عجّل الله فرجه) كناية عن اسمه بالنجم كما أشير سلفاً بأنهم هم النجوم ثم تكملة الحديث للموالين ان يبقوا على حالهم كما هو بالصبر على الغيبة في الانتظار له إلى ان يؤذن له بالظهور ومن المرجح وان الإشارة إلى المسجدين كونهما يصبحان المنطلق لتجديد الفكر والحركة الإسلامية في عصر الظهور وتأكيداً على حديث الإمام الصادق (عليه السلام) بما ورد من تلميحات عن الغيبة وصاحبها وحال آخر الزمان وانحصاره العلم وفقدانه وان هذا كله في زمن الغيبة حتى تحل كل هذه الأمور بظهور حجته وإظهار علمه نصرة لدين الله مع منتظريه الصابرين على غيبته الملتزمين بما أوصاهم به أئمتهم (عليهم السلام).
في حديث لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها)(1564)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اللهم واني لأعلم أن العلم لا يأرز كله ولا ينقطع مواده وأنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهراً ليس بالمطاع أو خائف مغمور كي لا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك...)(1565).
واخرج الصدوق حديثاً بسندين مختلفين عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) وعند الصدوق تعليق عن قضية الغربة هنا والتي توضح خال المنتظرين للإمام الغائب يقول: (... فقد عاد الإسلام غريباً كما قال (عليه السلام) غريباً في هذا الزمان وسيقوى بظهور ولي الله وحجته كما قوي بظهور نبي الله ورسوله وتقر يذلك أعين المنتظرين له القائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله والعارفين به بعد ظهوره...)(1566).
15 - وينقل الصدوق رواية بسنده عن المفضل بن عمر قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تفسير جابر فقال: لا تحدث به السفل فيذيعوه أما تقرأ في كتاب الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾(1567) إن منا إماماً مستتراً فإذا أراد الله (عزَّ وجلَّ) إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر وأمر بأمر الله (عزَّ وجلَّ))(1568).
نقل الحديث عدد من المصنفين من المتقدمين والمتأخرين بأسانيد عدة مع اختلاف يسير في بعض عباراته(1569)، من المرجح في القول أن المقصود هنا بحديث أو تفسير جابر في سؤال المفضل هو حديث اللوح الذي رواه جابر (رضي الله عنه) عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) اذا ينقل الصدوق ما ذكر الامام محمد الباقر بما سمعه عن أبيه (عليه السلام) عن خبر اللوح الذي سمعه منه هكذا الحديث قال في نهايته: (هذا سر الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلا عن أهله وأوليائه)(1570)، وفي إثبات الوصية ينقل الحديث موضوع النقاش أعلاه عن سؤال المفضل بن عمر للإمام الصادق (عليه السلام) عن تفسير جابر حيث ذكره بعد ان يذكر خبر اللوح المروي عن جابر(1571)، وأخرج المجلسي نفس الحديث واضع بياناً عليه قال فيه: (ذكر الآية لبيان أن في زمانه (عليه السلام) يمكن إظهار تلك الأمور أو استشهاد بأن من تفاسيرنا ما لا يتحمله عامة الخلق مثل تفسير تلك الآية)(1572).
وهنا ما يعطينا دلاله على انه هو الحديث المقصود في سؤال المفضل هو الأرجح لا غيره اما التأكيد على كتمان هذا الخبر وعدم إذاعته فلعل هذا المقصد كان في زمانهم اي قبل وقوع الغيبة الكبرى وانقطاع السفارة اما بعدها فأصبح الحديث متداولاً ومشهوراً إلى يومنا هذا وتذكره الكثير من المصادر.
أمّا المقصود من الناقور عن الإمام الباقر (عليه السلام): (الناقور هو النداء من السماء ألا إن وليكم الله وفلان بن فلان القائم بالحق ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم فذلك يوم عسير على الكافرين غير يسير)، ويعني بالكافرين هنا الذين كفروا بنعمة الله وبولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1573).
المبحث الثالث: ما روي عن الأئمة الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام):
أولاً: - ما روي عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهم السلام):
نقل المصنف في هذا الباب ستة أحاديث اثنين منها ذكرت في مناسبات سابقة من البحث أخذنا منها هنا أربعة وذكر في نفس الباب مناظرة طويلة تركنا ذكرها(1574).
1 - يروى عن علي بن جعفر(1575)، عن أخيه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحدٌ عنها يا بني: أنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرده عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة الله (عزَّ وجلَّ) امتحن الله بها خلقه ولو علم آبائكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه فقلت، يا سيدي وما الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حملة ولكن تعيشوا فسوف تدركونه)(1576).
هذا الخبر يرويه الصدوق في إكمال الدين عن أبيه الوارد في كتابه الإمامة والتبصرة كما هو في الإكمال بالسند والنص(1577) ورد الخبر نفسه في الكافي في باب ما ورد عن الغيبة باختلاف عبارة (عقولكم تضعف) وهنا (عقولكم تصغر)(1578)، ونقل الحديث الخصيبي وفيه اختلاف منها عبارة (حتى يرجع من كان يقول فيه فرضاً)(1579)، وعبادة (أن تعيشوا فسوف تدركونه) هنا (تذكرون) ويكمل الحديث (قلت يا سيدي فنموت بشك منه، قال أنا السابع وابني علي الرضا الثامن وابنه محمد التاسع وابنه علي العاشر وابنه الحسن الحادي عشر وابنه محمد سمي جده رسول الله وكنيته المهدي الخامس بعد السابع، قلت فرج الله عنك يا سيدي كما فرجت عني(1580) وفي إثبات الوصية كما في الكافي(1581)، وكذلك عند النعماني عن الكافي(1582)، ونقل الخبر في دلائل الإمامة بـ(إياكم أن تفشوا بذكره)(1583)، وعند الطوسي الخبر كما في الإكمال باختلاف يسير ويروي بسندين للحديث وفي الثاني اختلاف يسير مع الاختصار إلى أن يقول: (امتحن الله بها خلقه)(1584)، ورواه الطبرسي عن الصدوق بالسند واللفظ ذاته(1585).
وما ورد من تعليق حول بعض عبارات الحديث: (ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه) دل على أن هذا الدين أصح الأديان وليس دين أصح منه وإلا لأتبعه الصالحون المطهرون الذين شأنهم طلب الأصلح والأفضل وإتباع الأشرف والأكمل ولعل التفضل هنا مجرد عن معناه فلا يلزم ثبوت الصحة لغير هذا الدين... (وقوله (يا بني) الظاهر أنه على صيغة الجمع وان علي بن جعفر يدخل في الخطاب على سبيل التغليب، وقوله (إن تعيشوا فسوف تدركونه) لا يقال كيف يدركونه مع فقده لأنا نقول معناه فسوف تدركون زمانه أو فسوف تدركونه قبل فقده وغيبته أو نقول معناه تعيشون وتبقون على هذا الدين فسوف تدركونه بعد الظهور بالرجعة وفيه بعد والله أعلم)(1586).
2 - يروى أن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: (صاحب هذا الأمر من يقول النّاس: لم يولد بعد)(1587)، وينقل نفس الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) ويورد الصدوق حديث آخر بطريقين يرفعه بسنده إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) قال: (صاحب هذا الأمر من يقول الناس أنه لم يولد بعد)(1588).
الحديث الأول عند الصدوق لم نجد عند المتقدمين مثله عن الإمام الكاظم (عليه السلام) رواه بعض المتأخرين من كبار مصنفي الشيعة نقلاً عن الصدوق(1589)، أما حديث الثاني المروي عن الإمام الهادي (عليه السلام) ونقله عدد من المتقدمين والمتأخرين بنفس المضمون(1590).
ويضع النعماني بياناً في هذا الأمر بعد ان يطرح عدد من أحاديث الغيبة اذ يقول: (وهذه الأحاديث دالة على ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الثلة المستقيمة على إمامة الخلف بن الحسن بن علي (عليه السلام) لان الجمهور منهم من يقول في الخلف أين هو؟ وأنى يكون هذا؟ وإلى متى يغيب؟ وكم يعيش هذا؟ وله الآن نيف وثمانون سنة فمنهم من يذهب إلى أنه ميت ومنهم من ينكر ولادته ويجحد وجوده بواحدة ويستهزئ بالمصدق به ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الأمد ولا يرى أن الله في قدرته
ونافذ سلطانه...)(1591)، وفي ذلك ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال: (... وهو المُنتظَرُ وهو الذي يُشك في ولادته...)(1592)، ويكفينا على هذا رداً ما اثبت في الفصل الاول عن أخبار ولادته وتواترت الروايات في خبرها من كلا المدرستين بما ينفي مقالة هؤلاء الناس ومن يشك بأنه لم يولد(1593).
3 - ويروى عن يونس بن عبد الرحمن(1594)، قال: (دخلت على موسى ابن جعفر [عليه السلام] فقلت له: يا بن رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله (عزَّ وجلَّ) ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وهو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون، ثم قال (عليه السلام) طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم طوبى لهم وهم والله معنا وفي درجتنا يوم القيامة)(1595).
روى الخبر جملة من المصنفين من المتقدمين والمتأخرين عن يونس بن عبد الرحمن عن الإمام الكاظم (عليه السلام)(1596)، ولا يوجد شيء غير واضح في الحديث الا انه كما في أحاديث سابقة تكلم في فضل الانتظار والمتمسكين بخط الأئمة (عليهم السلام) وما للموالين من الفضل وزاد فيه أن قال بما بشر به المنتظرين: (في درجتنا يوم القيامة).
وعن فضل من تولى الأئمة (عليهم السلام) وما درجته يوم القيامة بصورة عامة في حب جميع الأئمة قيل انه مرض الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأخذهما وقبلهما ثم رفع يده إلى السماء ودعا لهما ثم قام بوضع يده المباركة عل كتف الإمام الحسن (عليه السلام) وقال: (أنت الإمام وابن ولي الله، ووضع يده على صلب الحسين [عليه السلام] فقال: أنت الإمام وأبو الأئمة تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم من تمسك بكم وبالأئمة من ذريتكم كان معنا يوم القيامة وكان معنا في الجنة في درجتنا...)(1597)، وفي خبر عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً الامام علي (عليه السلام) قال: (يا علي أما علمت أنه من أحبنا وانتحل محبتنا أسكنه الله معنا(1598)؟ وتلا هذه الآية: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ (القمر: 54-55) وما ورد في تفسيرها ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ ضياء وسعة وقيل أراد أنهاراً، ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ في مقعد صدق: (أي في دار كرامة الله ورضوانه وفضله وامتنانه وجوده وإحسانه، عند مليك مقتدر، أي: عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون)(1599).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (... لا يحبنا عبد ويتولى الإمام منا إلا كان معنا يوم القيامة ونزل منازلنا...)(1600)، وعنه (عليه السلام) قال: (والله لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة فاستظل بظلنا ورافقنا في منازلنا والله لا يحبنا عبد حتى يطهر قلبه ولا يطهر قلبه حتى يسلم لنا وإذا سلم لنا سلمه الله من سوء الحساب وآمنه من الفزع الأكبر)(1601).
4 - يروى الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني(1602)، يرفعه بسنده عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي(1603)، قال: (سألت سيدي موسى ابن جعفر عن قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً﴾ (لقمان: 20) فقال (عليه السلام): النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، والباطنة الإمام الغائب، فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له بعيد ويبير به كل جبار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله (عزَّ وجلَّ) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1604).
الحديث هنا واضح المعنى مفسراً في قوله ونقل من عدد كبير من المؤرخين بأسانيد متشابه ومغايره وبنصه ومختصراً ومنها: ورد الخبر في كفاية الأثر بالعبارات والسند نفسه عدا احمد بن زياد بن جعفر ليس فيه والباقي كما في الإكمال(1605)، وفي مجمع البيان عن الإمام الباقر: (عليه السلام) (النعمة الظاهرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما جاء به من معرفته وتوحيده وأما النعمة الباطنة ولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا)(1606)، وينقله صاحب الخرائج محذوف السند مختصر الحديث ويقف في روايته عند عبارة (ويقرب عليه كل بعيد) وكذلك ورد مثله في منتخب الانوار المضيئة والبحار(1607)، وينقل المازندراني في مناقبه حديثين بهذا الصدد الأول كما ورد في مجمع البيان والثاني عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: (الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب)، ونقله عنه بعض المتأخرين(1608)، ويرويه البياضي باختصار يقف عند عبارة (ويهلك على يده كل شيطان مريد)(1609).
ويقول مصنف الكتاب عن هذا الخبر: (لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) بهمدان عند منصرفي في حج بيت الله الحرام وكان رجلاً ثقة ديناً فاضلاً رحم الله عليه ورضوانه)(1610)، ولعل هذا القول يدل على تأكيد الأحاديث المنقولة عند الصدوق ووثاقتها كونه لم يترك مثل هذا التعليق مع أي حديث آخر ما يدل على انه سمع أحاديثه المروية في كتابه موضوع البحث أكثر من مرة وعن أكثر من راوِ وهذا ما لمسناه عنده حيث يروي أحيانا الحديث بأكثر من طريق وباختلاف العبارات لنفس المضامين، وفقط علق على هذا الحديث لأنه سمعه مرة واحدة حسب قوله وعن هذا الشخص فقط وهو كذلك يعد خبراً موثوقاً لكثرة تناقله في المصادر.
ثانياً: ما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):
ورد في هذا الباب من الكتاب سبع أحاديث أخذناها كلها واحد منها متشابه في المعنى في الحديث السادس حاولنا الاختصار منه لطوله:
1 - ينقل الصدوق حديث بسنده عن أيوب بن نوح(1611) قال: (قلت الرضا (عليه السلام) إنا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يرده الله (عزَّ وجلَّ) إليك من غير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك(1612)، فقال: ما منا أحدٌ اختلفت إليه الكتب، وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله (عزَّ وجلَّ) لهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه)(1613).
اخرج الحديث صاحب الكافي بسند مغاير يرفعه إلى أيوب بن نوح مع بعض الاختلاف في كلمات الحديث حيث يبدأ قوله قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وعبارة يسوقه الله إليك بدل أن يرده، وبدل كلمة رجلاً عبارة (غلاماً منا) وأخذه عن الكليني عدد من المصنفين(1614)، وعند النعماني مثله(1615)، وفي سير المعصومين كما هو عند الصدوق الا في عبارة يرده الله إليك يذكرها هنا يسوقه الله إليك(1616)، ورد الحديث كذلك في كشف الغمة(1617).
وعن فقرة الحديث: (ما منا أحدٌ اختلفت إليه الكتب، وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه) هنا توضيح من قبل الإمام للسائل الذي طلب منه ان يقوم بالأمر فلعل المراد منها بأنه لو سلطت الأنظار والحديث وتوجهت الناس صوب اي احد من الأئمة يكون مصيره القتل على فراشه قبل إن يفعل اي شيء أو ينهض بالقوة أو بدون قوة وهذا لا يتحقق عند اي احد منهم ولا تكون له دولة إلا عند قيام الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الذي تخفى ولادته ومعروفاً نسبه حسب قول الرضا (عليه السلام): (حتى يبعث الله (عزَّ وجلَّ) لهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه) وعلى الأرجح انه بما توارد من أحاديث عند عدد من المصنفين بقولهم: (غلاماً منا)(1618) وهذه الأقرب للمعنى الوارد عند الصدوق (رجلاً).
2 - سئُل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) عن القائم (عجّل الله فرجه) فقال: (لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه)(1619).
نقل الصدوق الحديث عن أبيه ورواه جملة من المؤرخين ومنهم من نقله عن الصدوق وعن غيره من المصنفين وبأسانيد عدة تلتقي بنفس الراوي(1620)، وبهذا المعنى ورد عن الرضا (عليه السلام) قال: (القائم المهدي بن الحسن لا يُرى جسمه ولا يسمى باسمه أحد بعد غيبته حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق، فقلنا له: يا سيدنا وإن قلنا صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي، قال: هو كل جائز مطلق وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفى اسمه عن أعدائنا فلا يعرفوه)(1621).
3 - وينقل الصدوق رواية بسندها يرفعها إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في حديث له مع أحد أصحابه يدعى الحسن بن محبوب(1622) قال له: (لابد من فتنة صماء(1623)، صليم(1624) يسقط فيها كل بطانة(1625)، ووليجة(1626)، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرَّى وحرَّان(1627)، وكل حزين ولهفان، ثم قال (عليه السلام) بأبي وأمي سميّ جدي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام) عليه جيوب النور يتوقد من شعاع ضياء القدس يحزن لموته أهل الأرض والسماء كم من حرَّى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حرَّان حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين)(1628)، وفي نفس الباب ينقل المصنف حديثاً آخر مختصر بنفس السياق بسنده يرفعه عن شخص يدعى أحمد بن زكريا(1629) قال: (قال لي الرضا علي بن موسى (عليه السلام): أين منزلك ببغداد؟ قلت: الكرخ، قال: أما إنه أسلم موضع ولابد من فتنة صماء صليم تسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي)(1630).
روى الصدوق هذا الحديث عن أبيه الوارد في كتابه الإمامة والتبصرة(1631)، ورواه المصنف في عيون أخبار الرضا بنفس اللفظ والسند(1632) ونقل الحديث عن مصنف آخر باختصار يقف عند عبارة (يبكي عليه أهل السماء والأرض)(1633)، ورواه الراوندي بسند مختلف وقد سقطت منه بعض العبارات عن النص المروي عند الصدوق(1634)، ونقل نفس الخبر عند بعض المصنفين لكن فيه إضافة فوق الحديث المروي عند الصدوق مع بعض التفاوت في جزء الحديث الأول وبسند مختلف يرفعه بسنده عن الحسن بن محبوب الزراد من بعد عبارة وعذاباً للكافرين وبعدها يقول الزراد: (فقلت: بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب أولها: ﴿أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ (هود: 18).
والثاني: ﴿أَزِفَتِ الْأَزِفَةُ﴾ (النجم: 57)(1635)، يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم(1636)، ونقل الطوسي نفس الحديث المروي عن النعماني وفيه تفاوت وفيه بدل يداً (والصوت الثالث يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس: هذا أمير المؤمنين(1637) قد كر في هلاك الظالمين) مضافاً عليه: (وقالا جميعاً فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء: ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة: 14)(1638)، وفي منتخب الأنوار المضيئة كما في غيبة الطوسي بتفاوت اللفظ وتطابق في المضمون(1639).
ويضع المجلسي تعليقاً حول عبارة: (عليه جيوب النور يتوقد من شعاع ضياء القدس) بقوله: (لعل المعنى ان جيوب الأشخاص النورانية من كمل المؤمنين والملائكة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته وحيرة الناس فيه وانما ذلك نور إيمانهم الساطع من شموس عالم القدس ويتحمل أن يكون المراد من جيوب النور الجيوب المنسوبة إلى النور والتي يسطع منها أنوار فيضه وفضله تعالى والحاصل أن عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربانية تتقد من جيوبها أنوار فضله وهدايته تعالى... وجلابيب النور يتحمل ان يكون على تعليله أي بركة هدايته وفيضه (عليه السلام) يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس(1640)، من العلوم والمعارف الربانية)(1641).
وفي خبر ينقله محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) عن ابيه (عليه السلام) في خبر طويل يشتمل على نفس المضامين اخذنا منه موضع الحاجة انه سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري فإذا مت ظهرت لك ضائن في صدور قوم وستكون بعدي فتنة صما صليم يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك تحز لفقده أهل الأرض والسماء فكم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده، ثم أطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال: بأبي وامي سميي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه جيوب النور أو قال جلابيب النور يتوقد من شعاع القدس كأني بهم آيس من كانوا ثم نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على المنافقين...)(1642)، ويكمل نفس الحديث الوارد عند الطوسي.
ومن خلال الروايات ان المرجح في رواية الصدوق ان سقط قسماً منها أو لعله نقلها على ما سمعها ومقارنتاً مع ما ورد عن النعماني والطوسي وباقي المؤرخين للغيبة، وفي كلمة (يداً) ان المحتمل والأصح منها انه (جسماً) كون العبارات تشير إلى صدور صوت وليس اشارة فبروز جسم كامل توضح الخطاب بعبارة أو صيحة وليس إشارة باليد، واما جيوب النور وشعاع القدس لعلها مما يعطيه الله (عزَّ وجلَّ) من قدرات وإمكانيات تؤيده في نهضته عند ظهوره تعطي له هيبة وتمكين على أعدائه وتفرح بها قلوب محبيه وأنصاره إذ عنده ما يوضح به نور الحق مؤيداً بتأييد الله وقدسه ومن المحتمل أن شعاع القدس المقصود هنا هي نفسها روح القدس(1643)، التي يسدد بها النبي والأئمة (عليهم السلام).
ولو أمعنا النظر في عبارة (لابد من فتنة... وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي) هنا السؤال متى هذه الفتنة بفقده مباشرة بعد غيبته الكبرى ام ان هذه الفتنة المقصود منها كثرة الفتن من غيبته إلى حين ظهوره عند العودة للحديث الثاني ومنزل احمد بن زكريا في الكرخ حيث اخبره الإمام انها أمنه عند وقوع الفتنة حينها هذا يعطينا الاحتمال في القول أنها بعد وقوع الغيبة الكبرى فاحمد بن زكريا ليس حياً إلى عصر الظهور فيكون في مأمن في جانب الكرخ ومن المرجح هنا أن الفتنة هي بعد الغيبة الكبرى اذ إنه مع وجود الفتن على طول الزمان وفقدان الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عند غيبته أوقع المجتمع في الحيرة والتخبط في كثير من الإشكالات التي أصابتهم بعد الغيبة والتي سيتعرض لها الناس فيما بعد بصورة عامة والموالين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على وجه الخصوص ولعل هذه الفتن ستتكرر وستقع في أزمنة مختلفة في زمان الغيبة الكبرى.
4 - قال الرضا (عليه السلام): (لا دين لمن لا ورع له ولا ايمان لمن لا تقية له إن أكرمكم عند الله أعلمكم بالتقية فقيل له: يا بن رسول الله إلى متى؟ قال إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا، فقيل له يا بن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحدٌ أحداً وهو الذي تطوي له الأرض ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه وهو قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾ (الشعراء: 4)(1644).
نقل الحديث في عدد من المصادر المتقدمين وتناقله عنهم العديد من المؤرخين المتأخرين منها في كفاية الأثر عن الصدوق بلا اختلاف(1645)، وكذلك ورد نفس الخبر عند الطبرسي(1646)، ومثله في كشف الغمة(1647) وفرائد السمطين عن الصدوق بالسند والنص(1648).
ويرتبط هذا الحديث مع الحديث الذي سبقه في معنى من المعاني من خلال موضوع النداء أو الصيحة(1649)، من السماء وذلك من خلال الرجوع للروايات الواردة في الآية السابقة، ورد عن الامام الباقر (عليه السلام) انه سئل عن قوله تعالى: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾ قال: (نزلت في قائم آل محمد صلوات الله عليهم ينادى باسمه من السماء)(1650)، ونقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) فيها قال: (تخضع رقابهم يعني بني امية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر)(1651).
وهنا يعطي علامة لمعرفة الإمام (عجّل الله فرجه) وهي انه ليس له ظل وهذه صفة ملازمة للمعصومين لا تكون لغيرهم إذ ورد بهذا الصدد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (للإمام علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس وأشجع الناس وأسخى الناس يولد مختوناً ويكون مطهراً ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ولا يكون له ظل وإذا وقع إلى الأرض من بطن امه وقع على راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين ولا يحتلم وينام عينه ولا ينام قليه...)(1652)، ويروى ان هذه الصفات هي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يشاركه فيها أمير المؤمنين (عليه السلام)(1653)، فبالتالي هي للأئمة من ولده (عليهم السلام).
وينقل عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (عشر خصال من صفات الإمام العصمة والنص وان يكون اعلم الناس واتقاهم بكتاب الله وان يكون صاحب الوصية الظاهرة ويكون له المعجز والدليل وتنام عينه ولا ينام قلبه ولا يكون له فيئ ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه)، ... ويعلق ناقل النص هذا: (معجزة الإمام ودليله في العلم استجابة الدعوة فإما إخباره بالحوادث التي تحدث قبل حدوثها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإنما لا يكون له فيئ لأنه مخلوق من نور الله (عزَّ وجلَّ) وأما رؤيته من خلف كما يرى من بين يديه فذلك بما أوتي من التوسم والتفرس في الأشياء قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر: 75)(1654).
اما عن هذه الآية قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (فكان رسول الله المتوسم والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة...)، وعن الباقر (عليه السلام) قال: (... لا يأتينا من يبغضنا إلا نجد بين عينينه مكتوباً كافر ولا من محبينا إلا نجد بين عينيه مؤمناً وذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ فنحن المتوسمون)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن الا عرفه صالح هو أم طالح لأن فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم)(1655).
5 - يروي الصدوق خبر يرفعه بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي(1656)، قال: (سمعت دعبل بن علي الخزاعي(1657) يقول: (أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (عليه السلام) قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * * * ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج * * * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * * * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلاّ أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً، فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ لطول الله (عزَّ وجلَّ) ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، أما متى فإخبار عن الوقت فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) إن النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مثله مثل الساعة التي ﴿لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ (الأعراف: 187)(1658).
وفي خبر ثانِ أخرجه المصنف قيل: (... دخل دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) على ابي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له يا بن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك، فقال (عليه السلام) هاتها، فأنشدها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * * * ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما بلغ قوله:
أرى فيئهم في غيرهـم متقسماً * * * وأيديهم من فيئهم صفرات
بكى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وقال: صدقت يا خزاعي، فلما بلغ قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * * * أكفاً عن الأوتار منقبضات
جعل أبو الحسن (عليه السلام) يقلب كفيه وهو يقول: أجل والله منقبضات، فلما بلغ قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * * * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال له الرضا (عليه السلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر، فلما انتهى إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية * * * تضمنه الرحمن في الغرفات
فقال له الرضا (عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا بن رسول الله، فقال (عليه السلام):
(وقبر بطوس يا لها من مصيبة * * * توقد الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائمنا * * * يفرج عنا الهم والكربات)
ثم يتحدث دعبل مع الإمام قليلاً وبعدها يكرم الإمام (عليه السلام) دعبل بمائة دينار على قصيدته وطلب دعبل من ثياب الامام شيئاً فأعطاه جبَّة ليتبرك بها...(1659)، وتركنا باقي الحديث كونه ليس له علاقة بموضوع الغيبة في شيء.
نقل المصنف نفس الخبرين المذكرين هنا في كتاب آخر له بلا اختلاف عنها(1660)، وروى كلا الخبرين في كتب المتقدمين والمتأخرين منهم الرازي الخبر الأول بسند مختلف(1661)، وورد الخبرين في سيرة المعصومين كما في الإكمال(1662)، ونقل الخبرين الاربلي وذكر معهما نص قصيد دعبل التي تربوا على مائة وعشرون بيت(1663) وكذلك وورد في منتخب الانوار المضيئة الخبر الأول المذكور عند الصدوق(1664)، وفي فرائد السمطين كما هو في عيون أخبار الرضا وأخذه عنه بعض المتأخرين(1665).
أمّا عن الآية الكريمة الواردة ضمن الحديث: ﴿لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾، وقد يشكل البعض بأنها ليست في الإمام الحجة (عجل الله فرج) ولا تتحدث عن الغيبة، وهذا واضح فقد ورد في تفسيرها انها تشير عن قيام الساعة وذلك حينما سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قيام الساعة ووقتها فنزل ما يشير إلى السؤال والجواب قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف: 187) ووضح هذا المعنى من قبل الكثير من المفسرين ولا خلاف في ذلك(1666).
ويورد الطوسي في تفسيره تعليقاً على الآية المباركة بعد ان يوضح معناها ويرد على إشكال من يقول ان آخر الأئمة يعلم ان القيامة تقوم بعده ويزول التكليف عن الخلق وذلك خلاف قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ﴾، فيقول: (لا يمتنع ان يكون آخر الأئمة يعلم أنه لا إمام بعده وإن لم يعلم متى تقوم الساعة لأنه لا يعلم متى يموت فهو يجوز أن يكون موته عند قيام الساعة إذا أردنا بذلك انه وقت فناء الخلق...)(1667)، وكما هو الحديث النبوي الشريف المتداخل ضمن حديث الإمام الرضا (عليه السلام) ينقل عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل ورد فيه أنه سئل عن الإمام الغائب: (فمتى يخرج يا بن رسول الله؟ قال: (لقد سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن ذلك فقال: أنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة)(1668).
ولعل المراد من ورود الآية فقد وضحها الحديث الشريف اذا ان المقام في الحديث هنا هو عن الظهور المقدس وتقريب الفكرة انه بغتة كقيام الساعة بالرغم من وجود العلامات والدلائل التي تشير إلى عصر الظهور الا انه وقت الظهور سيأتي بغتة على الناس فلا يمكن تحقيقه أو تكهن ساعته من قبل اي احد.
وعن القصيد ذكرت في ديوان دعبل وقيل انه قرأها للإمام الرضا (عليه السلام) عندما بايع المأمون للإمام بولاية العهد وصار دعبل إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وأنشد هذه القصيد التي عرفت بالقصيدة التائية الخالدة ذاكراً فيها ما أصاب آل البيت (عليهم السلام) من كوارث وألم بهم من رزايا وحوادث وذكرت بمائة وخمسة عشر بيت مع بعض الاختلاف في مطلع القصيدة اي الأبيات الأولى منها مع ما ورد عند الصدوق(1669)، وروي في خبر القصيدة التي نقلت كاملة في معجم الأدباء أن دعبلاً الخزاعي كتبها في ثوب وأحرم فيه وأوصى بأن يكون في أكفانه وأيضاً هناك اختلاف في نقل مطلع القصيدة(1670).
وقد تركنا المقارنة في النقل بين القصيدة وشرحها كون الموضوع يطول شرحه ويحمل موضوع البحث ما ليس فيه وكذلك أنها ليس من اختصاصنا إلا أن الأبيات التي ذكرها الصدوق في الإكمال هي نفسها الأبيات الموجودة في ديوان دعبل الخزاعي وفي المصادر الأخرى التي نقلت القصيدة مع اختلاف النقل في مطلع القصيدة التي ذكرتها تلك المصادر بتمامها.
6 - قيل للإمام الرضا (عليه السلام): (أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان وقوياً في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان (عليهم السلام) ذلك الرابع من ولدي يغيبه الله في سترة ما شاء ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1671).
يروي الخبر الطبرسي نفسه إلّا أنه يزيد عليه في نهاية الحديث: (كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين)(1672)، واخذه الاربلي في كشفه عن الطبرسي(1673)، وفي منتخب الانوار المضيئة عن الإكمال(1674)، ونقل الخبر في الصراط المستقيم بتفاوت عن حديث الصدوق ويقف عند عبارة (يغيبه الله ثم يظهره)(1675).
ونقل الرواية السابقة الذكر عدد من المتأخرين نقلاً عن الصدوق(1676)، وعن عمر الشباب وكيف يكون ذلك تناولنا هذا الخبر في مناسبات مضت في طيات الاطروحة منها ما روي عن الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) في حديث له عن الغيبة والإمام الغائب قال فيه: (... يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير)(1677).
وبحسب ما ورد في الحديث انه عمره الذي سيكون عليه هو بقدرة الله (عزَّ وجلَّ) وهي حجة لعلها تكون حتى على منكري التوحيد ان الله على كل شيء قدير، وانه كما غاب واستتر عن الناس بقدرة الله (عزَّ وجلَّ) فانه قادر على هذه، واما إمكانياته مثل قلع شجرة أو دك الجبال أو غيرها أو حتى أكبر من هذا فبما انه قلنا يمتلك إمكانيات الأنبياء وبما ذكر في هذا الحديث وكما ذكر في فقرة التشابه بينه وبين الأنبياء بأنه عنده عصى موسى وخاتم سليمان (عليهما السلام) فالمعروف ان الله سخر لسليمان كل شيء وقدرات خارقه لذا بوجود هذه الإمكانيات عند الإمام القائم (عجّل الله فرجه) حين ظهوره فليس بغريب أن يقتلع شجرة أو دك جبل هذا فضلاً عن عصا موسى، وان قلنا غير هذا فلعل التطور الذي سيحصل في عصره من تطورات تكنولوجية أو غيرها وستكون تحت سيطرته حينها هذه الأمور ستكون سهلة وليس بالمفاجئة ومفهومة، ولكن اسلوب الخطاب في عصر الأئمة وجهوا الأحاديث بتلك الطريقة مثل قول قلع شجرة أو ما شابه بلغة خطاب عصرهم ولو تكلموا بأساليب المستقبل لاستغرب أكثر من يسمعه عنهم وبات غير معقول عندهم، ومنها ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كلنا قائم بأمر واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان)(1678).
ثالثاً: ما روي عن الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام):
أخرج الصدوق في هذا الباب ثلاثة أحاديث ذكرناها جميعها وهي:
1 - ينقل الصدوق روايته بسندها عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني(1679) قال: (دخلت على سيدي محمد بن علي... (عليهم السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره فابتدأني فقال لي: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً إن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيٌ ثم قال (عليه السلام) أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج)(1680).
هذا الحديث ذكرت مضامينه مجزأة في أحاديث سابقه من الفصل الأول والثاني والثالث من الاطروحة عن الإمام الجواد وعن غيره من الأئمة (عليهم السلام) أشرنا إليه هنا كونه شامل لهذا المضامين في قضية الغيبة وسنشير فقط إلى من نقله أو من رواه عن الصدوق وغيره من الرواة مع بعض التفاوت في الحديث وفي السند أو في النص(1681).
2 - وينقل عن عبد العظيم الحسني قال: (قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله (عزَّ وجلَّ) وهاد إلى دين الله ولكن القائم الذي يطهر الله (عزَّ وجلَّ) به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً وهو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته وهو سميٌّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه وهو الذي تطوي له الأرض ويذل له كلّ صعب ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 148) فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله (عزَّ وجلَّ) فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله (عزَّ وجلَّ)، قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي وكيف يعلم ان الله (عزَّ وجلَّ) قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقها)(1682).
ورد الحديث في كفاية الأثر فيه اختلاف يسير في السند ولا توجد فيه عبارة (فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقها) ونقله عنه بعض المتأخرين بنفس اللفظ(1683) ونقله الطبرسي من دون ذكر سند الحديث(1684)، وفي الاحتجاج كما هي في الإكمال أيضاً محذوف السند فيه عن عبد العظيم الحسني (رضي الله عنه) عن الإمام الجواد (عليه السلام)(1685)، كذلك نقل في منتخب الأنوار المضيئة عن الصدوق يختلف عنه بعبارة (ولكن القائم منا الذي...)(1686).
وعن فقرة (ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر(1687)، رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 148))، ورد فيها عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (... يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبعض عشر رجلاً قال وهم الامة المعدودة(1688)، قال يجتمعون في ساعة واحدة قزع(1689)، كقزع الخريف(1690)، وفي حديث طويل يستشهد به في تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر (عليه السلام) فيه هذا الحديث مع الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً قال: (... فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً)(1691)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: (... فيصير إليه أنصاره من أطراف الارض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه...)(1692)، وعن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاث عشرة قزع كقزع الخريف فيهم أصحاب الألوية منهم من يفقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة ومنهم من يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه...)(1693).
ومن المرجح ان أصحاب القائم (عجّل الله فرجه) المعنيين هنا بهذه هم عينة القوم من أصحابه أو قادة نهضته عند الظهور الذين سيكونون متفرقين من اماكن عدة من بقاع الأرض سيجتمعون في ليلة واحده في المكان المقرر لتجمعهم للانطلاق بالتوجيه المعد لهم وسيكون تجمعهم سريعاً على وفق العلم الحديث هذا ليس مستحيل بوساطة النقل المتطورة أو ما شابه فضلاً عن امتلاك الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) كما اسلفنا إمكانيات الأنبياء الهائلة فبواسطتها يمكن ان يجمعهم كيف يشاء.
وتتمة للرواية السابقة (فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله)، يروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (... وقد وفاه ثلاث مائة وبضع عشر رجلاً فيبايعونه ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ثم يسير منها إلى المدينة)(1694).
وهنا لعلها تتمة الجيش الذي سيعد للانطلاق صوب تنفيذ المشروع الإلهي والا ليس من المعقول يكون فقط بالثلاثمائة وثلاثة عشر ولكن مع عشرة آلاف يكون الامر معقولاً كما هو معروف اليوم ممكن ان يكون هناك جيش بهذا العدد لأي بلد ما ولو كان عندهم المعدات والتطور الآلات الحربية والتكنولوجية الذي لا يمتلكه أي احد غيرهم سيمكنهم من تحقيق اكبر تقدم على شتى الأصعدة، وكما خفي الكثير مما لا يتضح للبشرية سبق ان سمعوا بها أصبحت يسيرة الآن بتطور الحياة لعل هذا يحصل لنا بما لا يفهم شيء منه الا في المستقبل سيكون يسير الفهم وواضح المعنى عند الأجيال القادمة.
اما ما قيل (فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقها) فتلك الإلهة لم تكن موجوده حتى في زمان الامام الجواد (عليه السلام) وقد نطق بهما في سياق حديثه اذ لعلها تشير هنا إلى اسلوب المخاطب حينها وان اللات والعزى اذ ان الناس كانت تفهم ان الشرك متمثل باللات والعزى أو قل عرف بأشهرها وفي زمان الظهور فمن المرجح ان المقصود بها هي قوى الكفر الإلحاد في ذلك الزمان والصنمية المتبعة من قبل اهل الفكر المادي المستشري في العالم والتي تظلل الناس عن اديانها وحتى يمكن القول انها متمثلة بأشخاص يضعون مسير البشرية على وفق اسلوب الحادي يبعدونهم عن جادة الصواب وما يدعونا للقول هذا انه لم يذكر اسم المدينة تلك وان كان كناية للتشبيه عن اللات والعزى في الجاهلية فقد كان مركزها في مكة وليس المدينة فيمكن القول انه للتشبيه عن الكفر الذي سيكون مركزه إحدى مدن العالم التي تدعو للكفر والشرك.
ويقرب تلك الفكرة السابقة انه في خبر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (... فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا احد ممن يعبد غير الله الا آمن به وصدقه وتكون الملة واحده ملة الإسلام وكل ما كان من معبود سوى الله فينزل عليه ناراً فيحرقه)(1695).
3 - وروى عنه (عليه السلام) أنه سمعه قال: (إن الإمام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت، [ فقيل له ]: يا بن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له: يا بن رسول الله لم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون)(1696).
ورد الحديث في كثير من المصادر الأولية والثانوية وجلها أخذت الحديث عن الصدوق وبعضها دون ذكره محذوف السند والبعض الآخر ينقله باختصار(1697).
يتطرق الحديث إلى من يخلص في الانتظار اذ تكون لهم الفرحة بخروجه وكما أنكر وجوده على طول الأزمنة حين ظهوره لعل هناك من ينكره ويقف ضده ويستهزئ بكره من لا إيمان له بالغيبة والإمام (عجّل الله فرجه) وهذا الأمر ليس فيه تقويت فهذا دلالة على المعترضين أن الأمر كله بيد الله (عزَّ وجلَّ) ومن يستعجل بالأمر يهلك فلعله يتذمر لتأخر خرجه فيكون من الهالكين وينجو منها من يسلم للأمر ويؤمن به بكل ما أحاط به.
والأهم في هذه الفقرات هي قضية التوقيت وللاستدلال على ذلك بما روي عن الأئمة (عليهم السلام) عن نفس الموضوع، منها يروى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه سُئل هل لهذا الأمر وقت، قال: (كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون)(1698)، ويروى أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال مخاطباً أحد أصحابه: (... من أخبرك عنا توقيتاً فلا تهابن أن تكذبه فإنا لا نوقت لأحد وقتاً) وقال (عليه السلام): (أبى الله إلّا أن يخالف وقت الموقتين) وقال: (إنا لا نوقت هذا الأمر)، وقال أيضاً: (كذب الموقتون ما وقتنا فيما مضى ولا نوقت فيما يستقبل(1699).
رابعاً - ما روي عن الإمام علي الهادي (عليه السلام):
أخرج الصدوق في هذا الباب تسعة أحاديث عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) طرحنا منها اربعة مكررة في مناسبات سابقة وأخذنا خمسة أحاديث فقط:
1 - في حديث طويل اقتطعنا جزءاً منه عن عبد العظيم الحسني يقول انه دخل على الإمام الهادي (عليه السلام) ودار بينهما حديث طويل يذكر فيه انه طرح بعض اعتقاداته من عقائد الدين وفروضه الواجبة إلى أن يطرح مسألة الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويشهد أن من بعده أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) من بعده ويشهد بأسمائهم واحداً تلو الآخر إلى أن يصل إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) حينها يحدثه الإمام ويقول: (ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، قال: فقلت: أقررت وأقول: أن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله...)(1700).
روى المصنف الحديث نفسه في كتب أخرى له بالسند ونص نفسه(1701)، ونقله عنه عدد من المصنفين(1702)، وروى الحديث في روضة الواعظين عن الصدوق محذوفاً السند فقط يذكره عن عبد العظيم الحسني(1703)، وكذلك روي الحديث في كتاب سيرة المعصومين عن الإكمال واخذه بعض المؤرخين عنه(1704).
بالرغم من كون الحديث وردت مضامينه مسبقاً وواضح المعنى إلّا أن الإقرار من قبل عبد العظيم الحسني وبحضرة الإمام الهادي (عليه السلام) لعله يعطي دلالة وتنبيهاً فيه تكرار عما سبق من الأحاديث ان الحق فيهم ومعهم الحديث فيه رسالة من شخصية مثل شخصية عبد العظيم الحسني(رضي الله عنه) تقر بهذا الأمر علناً وهو أصلاً أبناء الأئمة (عليهم السلام) فهنا تنبيه لأمر الغيبة على لسان الإمام بأنكم تروني وترون ابني فكيف يكون أمركم حين لا ترون ابنه فيبشر الإمام الهادي بالإمام الغائب (عليهما السلام) فيقر الحسني على الأمر قبل وقوعه ويعترف به ويقرنه بطاعة الله فكيف بمن يأتي بعد زمان الغيبة ويسمع كل تلك الأخبار والحوادث التي أشارت للغيبة ولا يؤمن به وقد آمن بها من لم يدرك زمان الإمام أو زمان الغيبة.
2 - وينقل الصدوق بسنده عن علي بن مهزيار(1705)، قال: (كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر (علي السلام) أسأله عن الفرج، فكتب إلي: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج)(1706).
رواه الصدوق عن أبيه الذي رواه في كتابه الإمامة والتبصرة بنفس السند(1707)، وورد الحديث في بعض المصادر نقلاً عن الصدوق وعن ابيه(1708).
أن توقع الفرج في كل حين ولعله هذا لغرض إبقاء الموالين بالصبر على غيبته وان إمامهم ظاهر لا محالة لكن لا يصيبكم اليأس فالفرج آت في حينه فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... فتوقعوا الفرج صباحاً ومساء...)(1709)، التوقع هنا في حديث الامام الهادي (عليه السلام) لا يعني التثبيت في وقت ما وإنما الإمام يعطي سقفاً زمنياً مفتوحاً في الحديث بكلمة (توقعوا) والمخاطب في الحديث واحد لعل الخطاب هنا يشمل كل الأجيال قادمة فبعد الغيبة عن دار الظالمين اي ان الإمام مازال في غيبته يعني وجود ظالمين يبحثون عنه للقضاء عليه وهذا قبل ان يكتمل أنصاره ويظهر أو قبل التخطيط المعد لظهوره ليقف بوجه هذا الظلم المستشري في كل زمان اي توقعوا الفرج في كل زمان اذ لا يوجد توقيت محدد لظهوره فالفرج بظهوره يبقى متوقعاً في كل حين.
3 - ويذكر أن الإمام الهادي (عليه السلام) كتب رداً لأحد السائلين عن نفس الامر السابق قال فيه: (ذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم)(1710).
روى الصدوق الحديث كما ورد في كتاب أبيه الإمامة والتبصرة مثله ونقله عنه جملة من المصنفين(1711)، وبسند مختلف ينقله صاحب الكافي(1712)، ورواه صاحب إثبات الوصية كما في الكافي(1713)، ومثله في كتاب الغيبة عن الكافي(1714).
وجه التشابه هنا مع الحديث السابق بالفرج متوقع بكل حين لكن هنا تحت أقدامكم يعني قريباً جداً اذ يقول المازندراني في شرح الحديث الوارد في الكافي في عبارة (إذا رفع علمكم من بين أظهركم) يقول: (هذا أيضاً من علامات ظهوره (عليه السلام) لأن الناس في ذلك العصر المعزولين عن العلم والعمل وموصوفين بالجهل والزلل ولاهّم لهم الا السير في ميدان الظلالة والشقاوة ولا عزم الا السباق في مضمار الرواية والغباوة) وفي قوله (فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) مبالغة في قرب زمان ظهوره حينئذ أو كناية عن ظهوره قبل رجعوهم إلى منازلهم(1715).
وهذا الشرح على الحديث من المرجح انه ليس قاعدة عامة ولعله يصف فيه جزء من المجتمع إن صح شرحه للحديث فليس من المعقول ان يكون شاملاً على الجميع فهناك الكثير من الناس همهم الظهور وسلواهم الانتظار لإمامهم ولعل المقصود بعبارة اذا رفع علمكم اي أنها تشير إلى الذين لا يعلمون عن هذا شيئاً أو أنهم لا يهتمون ان قرب الظهور أو بعد عنهم أو عن زمانهم لانهم يأسوا من الأمر فهنا يتوقع الفرج وهنا البشارة للمنتظرين، ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا الجانب عن أبي بصير قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره)(1716).
4 - يذكر انه بعد وفاة الإمام الجواد (عليه السلام) كتب الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يسألونه عن الأمر فكتب: (الأمر لي ما دمت حياً فإذا نزلت بي مقادير الله (عزَّ وجلَّ) آتاكم الخلف مني وأنى لكم بالخلف بعد الخلف)(1717).
ورد نفس الخبر عند الطوسي وفيه اختلاف بالسند والنص اذ ينقل عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال: (ذلك إلي مادمت حياً باقياً ولكن كيف بهم إذا فقدوا من بعدي)(1718)، وفي سيرة المعصومين اورده صاحب الكتاب عن الصدوق(1719)، وعن قوله (عليه السلام): (... وأنى لكم بالخلف بعد الخلف...) ما يوضحه أنه ورد عنه كذلك قال: (الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف [ فقيل له] ولم جعلني الله فداك؟ قال إنكم لا ترون شخصه...)(1720) أي فكيف لكم الحيلة بمعرفة الخلف بعد الخلف(1721).
5 - وأخرج الصدوق رواية يرفعها بسندها عن الصقر بن ابي دلف(1722) أنه دخل على الإمام الهادي (عليه السلام) وقال له: (يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا أعرف معناه، قال: فما هو؟ قلت قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا تعادوا الأيام فتعاديكم)، ما معناه؟ فقال: نعم الأيام نحن بنا قامت السماوات والأرض، فالسبت اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأحد أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس ابني الحسن والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فهذا معنى الأيام ولا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال (عليه السلام) ودع واخرج فلا آمن عليك)(1723).
أورده الصدوق نفس الحديث في كتب(1724)، ونقله الرازي كما هو عند الصدوق بتفاوت يسير(1725)، وورد الخبر في روضة الواعظين مختصراً عن الصقر بن ابي دلف دون ذكر سند الرواية(1726)، ورواه الطبرسي كاملاً عن الصدوق(1727) ونقله الراوندي وعدد من المتأخرين بتفاوت في العبارات ومختصر يختم بعبارة: (والجمعة القائم منا أهل البيت)(1728) ونقله المازندراني عن روضة الواعظين وفي نهاية يقول: (وعدد ساعات النهار اثنتا عشرة وعدد ساعات الليل اثنتا عشرة)(1729)، وفي جامع الأخبار ينقله عن الخصال ومعاني الأخبار فيه تفاوت في العبارات عما هو في الإكمال(1730)، وكذلك ورد الخبر في غيرها من المصادر عن الصدوق وعن غيره من أخذ الحديث عنه وذكر الخبر عند اغلبهم مختصراً دون ذكر قصة كيف وصول الصقر بن ابي دلف إلى الإمام الهادي (عليه السلام)(1731).
وقال مصنف الكتاب موضوع البحث في كتابه اخر حول هذا الحديث: (الأيام ليست بأئمة ولكن كنى بها (عليه السلام) الأئمة لئلا يدرك معناها غير أهل الحق كما كنى الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ (التين: 1-3)(1732)، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) وكما كنى (عزَّ وجلَّ) بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داوود والخصمين(1733)، وكما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن، سئل الصادق (عليه السلام) عن قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرضِ﴾(1734)، قال: ما معناه أولم ينظروا في القرآن...)(1735).
وعن معنى الأيام قيل أن جماعة وردوا على الإمام الهادي (عليه السلام) قالوا: (فسألناه عن أسعد الأيام وأنحسها فقال: لا تعادوا الأيام فتعاديكم، وسألناه عن معنى الحديث، فقال: معناه بين ظاهر وباطن إن السبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لبني امية والثلاثاء لشيعتهم والأربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم والجمعة للمؤمنين، والباطن ان السبت جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأحد أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وانا والخميس ابني الحسن والجمعة ابنه الذي تجتمع فيه الكلمة وتتم به النعمة ويحق الله الحق ويزهق الباطل فهو مهديكم المنتظر ثم قرأ: ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (هود: 86)، ثم قال: لنا: والله وهو بقية الله)(1736)، والحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اقصر على قوله: (لا تعادوا الأيام فتعاديكم)(1737).
وقيل في معنى الحديث اعلاه بما يروى عن الإمام الهادي (عليه السلام) يستشهد بحديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ يقول: (الظاهر أن ما أشار إليه (عليه السلام) هو تأويل الحديث وباطنه وهو لا ينافي أراده ظاهراً باطناً فان كلام النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كالقرآن في أن له ظاهراً وباطناً وحينئذ فظاهره يرجع إلى الرد على من أخذ نحوس الأيام وسعودها من أقوال المنجمين وإضرابهم وفلا ينافي الأخبار الواردة بذم بعض الأيام والشهور)(1738).
ويعلق الشريف الرضي على حديث الأيام يقول: (وهذا القول مجاز لأن الأيام على الحقيقة لا يصح أن تعادي ولا تعادى وإنما المراد لا تخصوا بعض الأيام بالكراهية له والتطير به فربما اتفق عليكم فيه طوارق القدر... وليس كما ظننتم لان الأيام تمضي في ذلك على عادتها وتجري إلى غايتها فتكونون كأنكم قد عاديتم ذلك اليوم باستشعاركم وصول الضرر إليكم منه ويكون ذلك اليوم كأنه قد عاداكم باتفاق المضرة عليكم فيه وخرج القول مخرج المجاز...)(1739).
وبحسب التعليقات السابقة اتفق مع قائليها فيما أرادوا توضيحه وأضف على ذلك بالقول ما يهمنا ظاهراً وليس باطناً لعل الإمام أراد بهذا إشارة إلى أن ترابط اتصال المعصومين وتواصل إمامتهم وامتدادها واحداً بعد الآخر دون انقطاع ومستمرة فيهم إلى يوم القيامة كما هو أيام الأسبوع تأتي بتسلسلها دون انقطاع منذ الأزل فلا يمكن مثلاً ان يأتي الأحد بعد الخميس ولا يمكن أن يكون يوم ومن بعده فراغ ثم بعده يوم أخر والتي تنتهي بيوم الجمعة الذي يقسم في الحديث الإمام الهادي بعد ذكر يوم الجمعة هو يوم الإمام الحجة والقول: (والله وهو بقية الله) حيث إن يوم الجمعة هو يوم ولادته في النصف من شعبان سنة مئتين وخمس وخمسين(1740).
وكما أشارت الكثير من الأخبار انه اليوم المتوقع فيه ظهوره اذ ورد عن الصادق (عليه السلام) قال: (... ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة...)(1741)، وهو يوم الاجتماع به مع مواليه وأنصاره ليتمم ما بدأ بهِ جده وآباؤه (عليهم السلام) اذ شبههم هنا بالأيام فلا تعادوا الأيام تنحساً منها فتعاديكم أي لا تعادوا الأئمة في الدنيا وتحبوا غيرهم أو تتبعوا غيرهم كما تحبون يوم وتكرهون يوماً حينها تخسر شفاعتهم في الآخرة.
خامساً - ما روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
تطرق المصنف في هذا الباب إلى أحاديث طوال منها أخذناها في مناسبات ومباحث سابقه استشهدنا ببعضها على قصة الخضر وذي القرنين وكذلك في مواضيع طول العمر والغيبة وأحاديث اخرى لها مناسباتها في مباحث لاحقه حسب الخطة الموضوعة للبحث منها ستذكر مع روايات من شاهده في المبحث اللاحق ومجموع الأحاديث الواردة في الكتاب في هذا الباب بما روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في الغيبة تسعة أخذنا منها في هذه الفقرة ستة أحاديث فقط وهي:
1 - يروى المصنف بسنده انه خرج توقيع من الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) جاء فيه: (زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل وقد كذَّب الله قولهم والحمد لله)(1742).
روي هذا الخبر عنه في عدد من المصادر التي أتت بعد كتاب الصدوق ولم يسبقه في ذكر هذا الحديث عند من سبقه من المؤرخين(1743)، وفي خبر قيل انه خرج عنه حين قتل الزبيري(1744) قال (عليه السلام): (هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه يزعم انه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله (عزَّ وجلَّ) فيه...)(1745)، وفي حديث له عند ولادة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) قال: (زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر وسمّاه المؤمّل)(1746).
ودلائل الحديث السابق واضحة اذ فيه إشارتان أولها تأكيد على ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والثانية ان الإمامة محفوظة فيه ونسل الأئمة باق فيه ولا ينقطع ومهما فعل أعداؤهم فأن الله (عزَّ وجلَّ) يمحق مكر منكري حقهم ويكذب قولهم ويحق الحق فيهم ويختمه بقائمهم.
ونقل عنه (عليه السلام) بنفس المضمون ما يوضح استهداف الأئمة (عليهم السلام) من قبل أعدائهم وهدفهم هو القضاء على فكرة القائم (عجّل الله فرجه) قال: (قد وضع بنو امية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين أحدهما: أنهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها، وثانيها إنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله فأبى الله تعالى أن يكشف أمره لواحد منهم إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون)(1747).
2 - يروى أن جماعة سمعوا الإمام العسكري (عليه السلام) لما حملت جاريته قال: (ستحملين ذكراً واسمه محمد وهو القائم من بعدي)(1748).
ورد الحديث في كتاب كفاية الأثر(1749)، وكذلك ورد في الصراط المستقيم نفسه(1750)، والخبر باسمه معروف في أكثر الأخبار التي بشرت به على لسان جده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى لسان آبائه (عليهم السلام) وهذا امر جلي لا يحتاج إلى توضيح.
3 - يروى انه (عليه السلام) قال: (في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي) وفيها قبض الإمام ابو محمد (عليه السلام) وتفرقت الشيعة وأنصاره فمنهم من انتمى إلى جعفر[ الكذاب] ومنهم من تاه ومنهم شك ومنهم من وقف على تحيره ومنهم من ثبت على دينه)(1751).
نقل الخبر في كفاية الأثر وأخذ الحديث عن الصدوق مثله عند بعض المتأخرين ولم نعثر على مثل الحديث عند المصنفين الذين أرخوا للغيبة(1752)، وروي عنه (عليه السلام) محذراً من التفرق ما يوضح معنى التفرق بعده بسبب غيبة إمامهم، يذكر أنه أتى إليه جماعه يسألون عن الحجة بعده وبعد أن عرضه عليهم فقال: (هذا إمامكم بعدي وخليفتي عليكم أطيعوا ولا تفترقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وأنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فأقبلوا...)(1753)، وقال (عليه السلام) (إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله (عزَّ وجلَّ) في قلبه الإيمان وأيده بروح منه)(1754).
وذكر الأخبار في ذلك ان الفرق التي ظهرت بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ثلاث عشرة فرقة تفرقت في آرائها وقالت فيه انه لم يمت وإنما غاب، ومنهم من قال انه مات ثم يعود، ومنها قالت مات ولا عقب له، واخرى قالت الإمامة في أخيه جعفر، ورابعة أرجعت الإمامة إلى محمد بن علي(1755)، الهادي (عليه السلام) الذي مات في حياة ابيه، وواحدة تقول انه له ولد اسمه محمد ولم تثبت، ومنهم من قال انه ولد له ولد بعد وفاته، وقالت اخرى لا ولد له أصلاً، ومنهم من ثبت ان الحسن (عليه السلام) توفي ولا خلف له وان الإمامة انقطعت بعده، وفرقه اخرى قالت ان محمداً بن علي المتوفي في حياة ابيه كان هو الإمام بوصية أبيه وانه أوصى بالكتب والوصية إلى أخيه جعفر، وفرقه أنكرت إمامة الحسن العسكري (عليه السلام) وتقول ان جعفراً هو القائم، ومنهم من قال ان الأمر اشتبه علينا ولا نعلم ان الإمام تصح لمن، وفرقة الأمامية التي تقول بإمامة الحجة ابن الحسن (عليهما السلام)، وواحدة أقرت بإمامة الحسن بنص ابيه عليه وان الإمامة بعده في جعفر(1756) حتى ورد في موضوع الفرقة عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال: (... أما انه إذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب الامر)(1757).
4 - وقال (عليه السلام): (الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خَلفاً وخُلفاً يحفظه الله وتبارك وتعالى في غيبته ثم يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)(1758).
ورد الحديث في مختصر إثبات الرجعة(1759)، ونقل الحديث في عدد من المصادر نقلاً عن الصدوق، منها في كتاب كفاية الأثر مثله(1760)، وكذلك في كتاب الصراط المستقيم من دون ذكر سند الحديث(1761)، ومشابه للحديث انه دخل عليه أحد أصحابه وقال له: (جعلني الله فداك أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك قال: (عليه السلام) إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيته الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه، قال: ممن هو يا بن رسول الله؟ قال: من ابنة قيصر ملك الروم(1762) الا أنه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر)(1763).
5 - ويروى انه (عليه السلام) مخاطباً جماعة من أصحابه قائلاً: (كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما أن المقر بالأئمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المنكر لولدي كمن أقرَّ بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمنكر لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كمن أنكر جميع الأنبياء الله لأن طاعته آخرنا كطاعة أوَّلنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله (عزَّ وجلَّ))(1764).
نقل الحديث في عدد من المصادر واغلبها أخذته عن إكمال الدين(1765)، وبمضمون متقارب مع الحديث ورد عن الإمام ابي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهم السلام) قال: (من جحد ماماً من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام لان الإمام من الله ودينه من دين الله ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال الا أن يرجع أو يتوب إلى الله تعالى مما قاله)(1766)، وقيل لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن رجل يقول: (اعرف الآخر من الأئمة ولا يضرك ألا تعرف الأول، قال: لعن الله هذا فإني أبغضه ولا أعرفه وهل عرف الآخر إلا بالأول)(1767).
6 - يروى عن محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) يقول: (سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيام وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال (عليه السلام): إن هذا حق كما أن النهار حق فقيل: يا بن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد وهو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك المبطلون ويكذّب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة)(1768)، مثل العديد من سابقاته من الأحاديث انفرد بروايته الصدوق ونقله عنه عدد من المصنفين بتفاوت يسير(1769).
بالرغم من كون بعض مضامين هذا الحديث ذكرت مسبقاً عن غير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) منها عدم خلو الأرض من حجة، والميتة الجاهلية والحيرة بعد غيبته والتوقيت لكن الحديث هنا اجتمعت فيه هذه المعاني والتشبيه بالنهار انه حق اي انه لابد من يأتي النهار مهما طال الليل يظهر عليه النهار لا محالة فكذلك الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حق ولابد من ظهوره مهما طال غيابه، وقوله (فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة)، لعل المقصود عنها رايته التي تحمل معه أو قل ان أصحابه يحملون عدد من الرايات بلون واحد يميزهم عن غيرهم حالهم حال الجيوش المعروف ان لها رايات تميز قطعاتها عن بعضها البعض أو الجيوش المعادية.
ورد في حديث يرويه المفيد بسنده عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) عن موضوع الراية أعلاه قال: (... كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله واسرافيل أمامه، معه راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم الا أهلكهم الله (عزَّ وجلَّ))(1770)، وفي رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد)(1771).
والملاحظ في جميع الأحاديث الواردة في باب ما روي عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنها ركزت على جوانب الولادة وإمامة الحجة (عجّل الله فرجه) والتأكيد على انه القائم بعده والتأكيد على معرفته والتعريف به والتحذير على من أنكره وهذه الجوانب هنا هي امر طبيعي كون الأحاديث سخرت تلك المعاني عن أبيه العسكري (عليه السلام) باعتبار انه من بعده خاتم الأوصياء الذي سيغيب عن الناس فقطعاً يكون طريق هذه الأحاديث مركزة في هذا الجانب توضيحاً وتثبيتاً لموالي آل البيت (عليهم السلام) كما أشار إليها الأئمة من قبل الا انه هنا أكد عليها في مجمل الأحاديث الواردة عنه لمواليه ليتجنبوا ما يقع من حيرة بعد شهادته (عليه السلام) وغيبة القائم (عجّل الله فرجه).
في نهاية الفصل هناك تعليق للنعماني يضعه على روايات المعصومين المروية بشأن الغيبة من المناسب ذكره هنا يقول فيه: (الروايات التي قد جاءت متواترة تشهد بصحة الغيبة وباختفاء العلم والمراد بالعلم الحجة للعالم وهي مشتملة على أمر الأئمة (عليهم السلام) للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه يزالون ولا ينتقلون بل يثبتون ولا يتحولون ويكونون متوقعين لما وعدوا به وهم معذورين في أن لا يروا حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة وضيق عليهم في كل عصر وزمان قبله ألا يعرفونه بعينه واسمه ونسبه ومحظور عليهم الفحص والكشف عن صاحب الغيبة والمطالبة باسمه أو موضعه أو غيابه أو الإشادة بذكره فضلاً عن المطالبة بمعاينته وإياكم والتنويه وكونوا على ما أنتم عليه واياكم والشك فأهل الجهل الذين لا علم لهم بما أتى عن الصادقين (عليهم السلام) من هذه الروايات الواردة للغيبة وصاحبها يطالبون بالإرشاد إلى شخصه والدلالة على موضعه ويقترحون إظهاره لهم، وينكرون غيبته لأنهم بمعزل عن أهل العلم...)(1772).
وللمفيد تعليقاً عام على الغيبة قال: (إن الإمام إذا كان في ظروف التقية والاضطرار فليس ذلك من فعل الله ولا من فعل الامام نفسه ولا من فعل المؤمنين من شيعته بل ذلك من فعل الظالمين من أعدائه الغاصبين للخلافة والحكم على المسلمين الذين أباحوا دمه ونفوا نسبه وأنكروا حقه وغير ذلك من التصرفات التي أدت إلى غيبته (عجّل الله فرجه) وعدم ظهوره فالنتائج المؤسفة المترتبة على الغيبة من تضييع الأحكام وتعطل الحدود وتأخر المصالح وعروض المفاسد كل تلك الأضرار تقع مسؤوليتها على عاتق أولئك الأعداء الظالمين)(1773).
وللمتفكر في روايات الأئمة (عليهم السلام) السابقة الذكر تجدهم قد وضحوا هذا الأمر قبل وقوع الغيبة وقبل إن ينطق بها أحد بهذا ليبرهنوا على ولادته وغيبته ويخبروا الناس بأنه سيأتي من ينكر ولادته لذا أنهم استبقوا القول بذلك حتى يكون ردهم على من أنكره وتنبيه الموالين من أفكار التشكيك والطعن في الغيبة وصاحبها التي حصلت بسبب الظالمين مع ما أخبروا به وانه لمعروف ابن من والى من يرجع نسبه لكن تخفى ولادته ويغيب عن الناس حتى يأذن الله (عزَّ وجلَّ) بظهوره.
المبحث الأول: ذكر أخبار من شاهد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في حياة أبيه وفي غيبته وأخبار عمه جعفر:
أولاً - ذكر من شاهده في حياة أبيه وفي غيبته:
أورد المصنف عدداً من الروايات تتحدث عن شخصيات قد تشرفت بلقاء الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وذلك من بعد ولادته في حياة أبيه العسكري (عليه السلام) وفي زمن الغيبة الصغرى والكبرى وقد ذكر في هذا الباب خمسة وعشرين خبراً اخذ منها تسعة عشر خبراً والروايات التي لم نذكرها في هذه الفقرة فيها روايات تتحدث عن علامات الخروج وأخرى مر ذكرها في مناسبات سابقه في أخبار ولادته أو أوصافه الجسمانية وسنكتفي هنا بذكر المصادر التي روتها ونعلق على تلك الأخبار ومحاولة توضيح الهدف من هذه المشاهدات:
1 - يروى عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري(1774) قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد... أن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه...، فقلت يا بن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله (عزَّ وجلَّ) وعلى حججه ما عرضت ابني هذا إنه سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنّيه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر (عليه السلام) ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله (عزَّ وجلَّ) على القول بإمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه... فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح فقال: (أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق...)(1775).
روى الخبر السابق عدد من المتقدمين ونقله عنهم بعض المتأخرين منها روي الخبر في سيرة المعصومين كما في إكمال الدين(1776)، في كتاب الخرائج مختصراً وبتفاوت في عبارات الرواية(1777) ورواه البياضي بالسند والنص نفسه الذي عند الصدوق(1778)، ومثله في منتخب الأنوار المضيئة رواه مختصراً(1779).
نوه الحديث على عدة امور تدل على صدق الحديث والمشاهدة منها أن الإمام يقول لأحمد بن إسحاق: (لولا كرامتك على الله (عزَّ وجلَّ) وعلى حججه ما عرضت ابني هذا إنه سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنّيه) ما يدل على أنه جعلهم يشاهد الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وليس غيره، ويشير إلى طول عمر الإمام بنص أبيه وهو كالخضر وذي القرنين في طول عمره وكان حينها ابن ثلاث سنين ثم يتكلم الإمام نفسه ويشير إلى نفسه وأشرنا فيما سبق انه يحمل بعض صفات الأنبياء (عليهم السلام) بأنه تكلم وهو صغير مثلما حصل في ولادته وهذا ما كان لعيسى (عليه السلام) وصدق الرواية هو ما تناقلته المصادر للخبر نفسه وتعد من المصادر الموثقة في مذهب التشيع وثقة احمد بن إسحاق نفسه كما وثقه الإمام العسكري (عليه السلام) فضلاً عن الكتب الرجالية.
2 - روي عن يعقوب بن منقوش(1780)، أنه دخل على الإمام العسكري (عليه السلام) في داره ورآه جالساً وعن يمينه بيت عليه ستر فقال: (فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن(1781) الكفين معطوف الركبتين في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) ثم قال لي هذا صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا أنظر إليه ثم قال لي: يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحداً)(1782).
روى الخبر في عدد من المصادر أشارت إلى نفس الرواية عن يعقوب بن منقوش إذا ورد في سيرة المعصومين وقد سقط بعضاً من سنده وبنفس المضمون الوارد في الخبر(1783) ومثله في كتاب الخرائج(1784)، ونقل الاربلي نفس الخبر عن سيرة المعصومين(1785) وورد في مصادر أخرى(1786).
إن ما يصفه ابن منقوش صاحب هذا اللقاء تجده ما يشير إليه من صفات جسمانية يشابه ما طرح من أخبار وصفه التي ذكرت في المبحث الاول من الفصل الأول من البحث في فقرة صفاته الجسمانية وقد نقلت من مصادر عده تتشابه مع ما قاله هذا الرجل وهذا دليل على صدق مشاهدته له وانه هو الإمام (عجّل الله فرجه)، أما عندما نظر داخل الدار ولم يره فهذا ليس بغريب لعله بالطريق المادي انه يوجد مخبأ غفلت عنه عين منقوش أو قيل لا فأنه كما أخفى الله ولادته وحماه من أعين أعدائه قادر على ذلك دائماً وأمر الإمام واضح حينما قال: (يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم) ولعل منقوش سمح له بالمشاهدة لمرة واحدة حتى يبين له أن هذا إمامك وتراه مادياً وهو سيغيب لإثبات حجة الأمر ويكون منقوش ناقلاً لهذه الحادثة.
3 - واسند الصدوق رواية عن أبي غانم الخادم(1787)، قال: (ولد لأبي محمد (عليه السلام) ولد فسماه محمداً فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً)(1788).
ونقل خبر هذه الرواية نقلاً عن الصدوق عدد من المصنفين أغلبهم من المتأخرين بلا اختلاف(1789)، وأورده صاحب العدد القوية مختصراً نقلاً عن الصدوق(1790).
والملفت للنظر في هذا الحديث ان الإمام العسكري (عليه السلام) صرح بولادته وباسمه في وقت مبكر وهي ثلاثة أيام من ولادته وهنا لعل الإمام أراد تهيئة ذهنية الموالين بأن يشير إلى خليفته ومن جانب أن هذا هو القائم وأبلغكم به منذ هذه الأيام الأولى له ولعله أراد أن ينبههم أيضاً إلى ما أشارت إليه الروايات والأخبار من أجداده بالمنتظر الذي سيظهر بعد أن تملأ الأرض ظلماً وجوراً والخبر يكون حجة عليهم ويحدثون به في المستقبل حتى لا يتفاجأ بأمره أحد حين يخلف أباه بعد وفاته فهناك من شاهد هذا الإمام بولادته.
4 - وفي رواية عن رجل يدعى أبا هارون(1791)، يقول: رأيت صاحب الزمان (عليه السلام) ووجه يضيء كأنه القمر ليلة البدر ورأيت على سرته شعراً يجري كالخط وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً فسألت أبا محمد (عليه السلام) عن ذلك فقال: هكذا ولد وهكذا ولدنا ولكنا سنمر الموسى عليه لإصابة السنة)(1792).
أورد الخبر السابق جملة من المصنفين المتقدمين وأخذه بعض المتأخرين عنهم منهم الطوسي نفس الرواية أعلاها بالسند والنص ذاته(1793)، وفي سيرة المعصومين كما في إكمال الدين(1794)، وفي الخرائج كذلك نقله عن الصدوق(1795).
والواضح من الرواية إن هذه المشاهدة هي في ولادته قد عرضه عليهم بتمام جسمه وجعلهم يشاهدون خليفته المولود وان له ولداً وتكون حجة على من يقول بأنه ليس له ولد ورآه مختوناً حتى لا يعتقد بان الإمام قد ختنه قبل هذا الوقت بل إن هذا هو حال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ولعل هذا الرجل يعرف هذه الكرامة عند المعصومين أو سمع بها وانه سيمر عليه الموسى لغرض تطبيق السنة وهذا كله يعد حجة على من رآه ليحدث بخبره وعلى الغالب أن أبا هارون أو غيره ممن أن من خاصة أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) ومن ثقاته حتى عرض عليهم حجة الله (عجّل الله فرجه).
5 - واسند المصنف رواية عن محمد بن عثمان العمري(1796)، ومعه جماعة من الشيعة قالوا: (عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهـلكوا أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيامٌ قلائل حتى مضى أبو محمد (عليه السلام))(1797).
وما يؤيد هذه الخبر أسند الطوسي في رواية نفس الخبر المذكور عند الصدوق وذكر بعض من أسماء جماعة من الشيعة ذهبوا إلى مجلس الإمام العسكري (عليه السلام) في نيتهم سؤاله عن الحجة بعده وكان قد حضر قبلهم أربعون رجلاً من الشيعة من الذين سمعوا الحديث بعد أن أقدم محمد بن عثمان(1798) بسؤال الإمام العسكري (عليه السلام) من بعده فيذكر الراوي: (فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد (عليه السلام)) فقال:... ويكمل نفس الحديث وزيادة فيه يقول: (لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمره، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا إلى قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه)(1799)، وأخرج الخبر هذا عدد من المصنفين كما هي عند الصدوق(1800) ونقلها عن الطوسي عدد آخر منهم(1801).
والواضح أن رواية الطوسي تشير إلى السفير الأول في زمن الإمام العسكري (عليه السلام) وقد نص عليه من قبله وفي حياته حتى يعلمهم بأنه هو الواسطة بينهم وبين إمامهم بعد غيبته عنهم وهو موثوق وبأن يقبلوا منه وهذا يفسر تواجد هذا العدد الذين هم أكثر من أربعين رجلاً شهوداً على غيبته الإمام بعد وفاة أبيه ورواية الطوسي هنا أدق من رواية الصدوق كونها توضح خبر المشاهدة هذه بشكل أوضح.
6 - وفي رواية ان رجلاً سأل محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فقال العمري: (وله رقبه مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه)(1802)، وفي خبر ثانِ يجيب العمري: (نعم وله عنق مثل ذي وأومأ بيديه جميعاً إلى عنقه، قال: قلت: فالاسم؟ قال: إياك أن تبحث عن هذا فإن عند القوم أن هذا النسل انقطع)(1803).
وأخرج الكليني في خبرين بهذا المعنى منها في خبر طويل جاء فيه الجواب من العمري عن رؤيته للإمام فقال: (اي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيده) ثم يسأل عن الاسم قال: (محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن احلل ولا أحرم ولكن (عليه السلام) فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولداً...)، وفي خبر آخر يوجه إليه رجل سؤالاً بأن قال: (قد مضى أبو محمد (عليه السلام)؟ فقال: قد مضى ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذا وأشار بيده)(1804)، وفي خبر يروى عن احمد بن اسحاق انه سُئل الامام العسكري (عليه السلام) (عن صاحب هذا الأمر فأشار بيده أي انه حي غليظ الرقبة)(1805) وأخرج مثل هذين الخبرين بعض مؤرخي الشيعة(1806).
لعل الإشارة للرقبة هنا ماهي إلا توضيح انه إنسان حي يرزق وموجود لكنه غائب وهذا لمن يشك في وجوده أو يشك في إن الإمام العسكري (عليه السلام) قد مات دون أن يخلف أحد بعده وان العمري موثق من قبل الإمام العسكري فلذا يخبرهم بأنه موجود وله مثل هذه اي رجل على قيد الحياة يخلف أباه فيكم ولا يكون في تصوركم بأنه لم يولد بعد ولو من المرجح يقول لهم انه بلغ مبلغ الرجال وليس كما تتصورون أو انه لم يولد بعد.
7 - ونقل خبر يروى عن جماعة سنة تسع وسبعين ومائتين عن رجل من أهل فارس(1807) قال: (أتيت سر من رأى فلزمت باب أبي محمد (عليه السلام) فدعاني من غير أن أستأذن فلما دخلت قال لي: يا أبا فلان كيف حالك؟ ثم قال لي: اقعد يا فلان ثم سألني عن رجل ونساء من أهلي ثم قال لي: ما الذي أقدمك علي؟ قلت: رغبة في خدمتك قال لي: إلزم الدار، قال: فكنت في الدار مع الخدم... وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال، فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح فلم أجسر أخرج ولا أدخل فخرجت علي جارية ومعها شيء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت ونادى الجارية فرجعت فقال لها: اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال: هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (عليه السلام)...) وبعدها يشير الفارسي انه قدر عمره حين شاهده بعمر السنتين، والجماعة الراوين لهذا الخبر عن هذا الرجل الفارسي الذي شاهد الامام الحجة (عجّل الله فرجه) قدروا بان عمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) اصبح واحداً وعشرين في سنة (279هـ/ 892م) أي في سنة روايتهم لهذه الحادثة(1808).
روى الكليني هذا الخبر بنفس نص الرواية المروية عند الصدوق ويقف عند عبارة (حتى مضى ابو محمد) وفي رواية ثانية يكمل نفس الخبر وأخذت الرواية عن الكليني ورواها جملة من المؤرخين كما يرويها الصدوق نفسه عن الذي حدثه بها عن الكليني(1809).
ويمكن تحديد وقت حصول هـذه المشاهدة من قبل الفارسي لعله بحدود سنة (258هـ/871م) ومن خلال طرح العمر الذي قدر به في سنة رواية هذا الخبر، من خلال طرح واحد وعشرين سنة من (279هـ) تظهر سنة (258هـ) وهذا احتمال غير قطعي.
8 - وينقل الصدوق في قصه طويلة ذكرها بثلاثة أسانيد حصلت في بلاد الهند نأخذ منها موضع الحاجة مختصراً عن رجل يدعى غانم ابي سعيد الهندي(1810) انه كان يحضر في مجلس احد امراء الهند هو وأربعون رجلاً وكانوا يقرؤون في التوراة والإنجيل والزبور وفي يوم يقول أنهم تذاكروا خبر النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد وجدوه في كتبهم وقد خفي عليهم أمره فاتفقوا ان يخرج غانم في طلبه يقول حتى وصلت بلخ(1811) وجلست في مجلس اميرها وناظر العلماء فيها وأخبروني بان محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد مات وأشاروا علي بأن خليفته هو أبو بكر حينها يحتج عليهم ويقول لهم أن الخليفة في كتبنا لهذا النبي هو ابن عمه وزوج ابنته وأبو ولده وأرادوا ان يضربوا عنقه بتحريض الأمير عليه فاحتج عليهم بقوله: (أنا متمسك بدين ولا أدعه الا ببيان) يقول فدعا له الأمير عالماً يدعى الحسين بن اسكيب(1812) ليناظره فسأله غانم عن النبي فأجابه كما أجاب العلماء وقال له ابن اسكيب إن خليفته هو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة (عليها السلام) وأبو ولده الحسن والحسين، حينها اسلم غانم الهندي على يد الحسين بن اسكيب ثم تفقه على يديه على عرفه بأسماء الأئمة الخلفاء بعد الإمام علي (عليهم السلام) واحداً واحد حتى وصل الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ثم قال ابن اسكيب لغانم الهندي: (تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه فخرجت في الطلب)(1813).
ويخرج بعدها إلى بغداد للبحث عن خليفة أبي محمد (عليه السلام) حتى وصل بغداد ويقول: (فبينما أنا يوماً قد تمسحت في الصراة(1814)، وأنا مفكراً فيما خرجت له إذ أتاني آت وقال لي: أجب مولاك فلم يزل يخترق بي المحال حتى أدخلني داراً وبستاناً وإذ بمولاي(1815) (عليه السلام) قاعد فلما نظر إلي كلمني بالهندية وسلم علي وأخبرني عن اسمي وسألني عن الأربعين رجلاً بأسمائهم عن اسم رجل رجل ثم قال لي: تريد الحج مع أهل قم هذه السنة؟ فلا تحج في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحج من قابل(1816)، قال: ورمى لي بصرة وقال: اجعل هذه في نفقتك ولا تدخل في بغداد إلى دار أحد ولا تخبر بشيء مما رأيت) ويروى أن غانم خرج إلى خراسان وانصرف من قابل حاجاً وبعد أن حج انصرف إلى خراسان فمات بها(1817).
ويروى خبر آخر عن قصة هذا الرجل الهندي عند الصدوق عن محمد بن شاذان بن نعيم النيشابوري(1818) بأنه التقى به وسأله عن خبره وذكر أنه مازال في الطلب [ أي لازال يبحث عن الإمام ] وأقام في المدينة وكان لا يذكره لأحد حتى يزجره حتى أشار إليه رجل من بني هاشم يدعى يحيى بن محمد العريضي(1819) بان الذي يطلبه بصريا(1820)، قال: (فقصدت صرياء فجئت إلى دهليز مرشوش وطرحت نفسي على الدكان فخرج إلي غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال لي: قم من هذا المكان وانصرف فقلت: لا أفعل، فدخل الدار ثم خرج إلي وقال ادخل فدخلت فإذا مولاي (عليه السلام) قاعد بوسط الدار فلما نظر إلي سماني باسم لي لم يعرفه أحدٌ إلا أهلي بكابل وأخبرني بأشياء، فقلت له أن نفقتي قد ذهبت فمر لي، فقال لي: أما إنها ستذهب منك بكذبك(1821)، وأعطاني نفقه فضاع مني ما كانت معي وسلم ما أعطاني، ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحداً)(1822).
ورد ذكر نفس رواية هذا اللقاء في الكافي بسند مختلف مع بعض التفاوت ويقول عن أبي سعيد غانم الهندي(1823)، ورواها جملة من المؤرخين بتفاوت في السند والنص عما ذكره الصدوق تؤدي نفس المعنى(1824).
ومن المحتمل أن الخبرين السابقين واللقاء ليستا لنفس الرجل الأول المذكور كون الرجل قد مات بعد موسم الحج الذي أتى فيه ولم يشر انه لازال يبحث أو يطلب خليفة الحسن العسكري (عليه السلام) كونه قد التقى بمولاه وعرف ما أراد ان يعرفه، أما الرجل الثاني في الرواية الثانية يتضح من كونه لا زال يبحث وكأنه لم يره من قبل وفي الثانية يتضح بان الرجل متعصب نوعاً ما وصاحب مزاج سيء حين يدخل إليه الغلام الأسود ويقول له قم من هذا المكان ويرفض ذلك وكأن المكان له وهو يصرح انه دخله عنوة وليس شخصاً يبحث عن مولاه والمأخذ الثاني على الرواية الثانية لو كان هو نفس الشخص في الرواية الاولى وقد التقى بالإمام مسبقاً ورأى منه المعجزة حين سمى له أسماء الأربعين رجلاً وغيرها كيف له في اللقاء الثاني إن يكذب على الإمام ويقول ان نفقته قد ذهبت أو ضاعت وهي معه ويطلب نفقه ثم يقول انه أتى في السنة الثانية ولم يجد أحداً ففي الأولى تقول إن الرجل في السنة الثانية خرج ومات في موسم الحج وفي احتمال آخر ممكن القول إن القصة الثانية هي قبل اللقاء الأول ثم تغير وضع الرجل عن السابق كونه قبلها جديد عهد في الإسلام.
من المرجح أنهما حادثتان تختلفان والدليل ان الرجل في الخبر الاول التزم بكلام الامام ولم يخرج للحج في السنة التي اخبره بها بان لا يحج وخرج للحج في السنة الثانية من قابل في السنة الثانية كما أخبره الإمام ولم يدخل قم، ومن جانب آخر اعتماداً على ما نقله الكليني ينقل القصة الأولى فقط دون ذكر الحادثة الثانية، والقصة الأولى تعطي عدة دلائل على حجة الله في أرضه انه من بعد المسافة عرف أسماء الأربعين رجل الذين يجتمعون على الأمير الهندي وثانيها انه على قول الرجل كلمه بالهندية وسماه باسمه.
والخلط بين الروايات وارد وليس بغريب وما يهمنا هنا أن كان الخبران لرجل واحد أو اثنين في حادثتين متفرقتين مختلفين عن بعض أو فيهما خلط فمن خلال هذين الخبرين ان هناك لقاء حصل مع الامام الحجة (عجّل الله فرجه) نتيجة البحث عن خليفة الله واتضحت فيه الدلالة بانه تكلم بالهندية واخبره بأسماء الرجال الاربعين الذين لم يلتقِ بهم، وفي الثانية أخبر الرجل بكذبه بان نفقته معه وهو يقول انها ضاعت واخبره بانها ستضيع منه وفعلاً انها قد ضاعت حسب ما ورد في الخبر.
9 - ونقل خبر يرويه بسنده عن عبد الله بن جعفر الحميري(1825)، قال: (سألت محمداً بن عثمان العمري (رضي الله عنه) فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: (اللهم أنجز لي ما وعدتني)، ويقول الحميري سمعت محمداً بن عثمان العمري (رضي الله عنه) يقول: (رأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار(1826)، وهو يقول: (اللهم انتقم لي من أعدائي)(1827).
ورواه المصنف في كتاب آخر له يرويه عن أبيه وبنفس السند ويختلف في عبارة: (اللهم انتقم لي من أعدائك)(1828)، روي هذا الخبر في عدة مصادر كل منهم بحسب إسناده للخبر وبنفس العبارات المذكورة عند الصدوق يقال مرة من أعدائي وأحياناً يذكروها كما في الفقيه من أعدائك وهي الأرجح(1829)، ونقلها البعض: (اللهم انتقم بي من أعدائك...)(1830).
والحديث هنا يذكرنا بالخبر القائل انه يحضر الموسم كل سنة ويراهم ويرونه ولا يعرفونه وفي بعض الأخبار يراهم ولا يرونه(1831) وهذا أكبر دليل على وجود وحضوره ومعرفته من قبل وكيله دون باقي الناس التزاماً بمبدأ الغيبة، وقوله آخر عهدي به أي انه ليس أول لقاء لمن يبحث عن حجة بمن يلتقي به أي أنه يلتقي به أو الواسطة بينه وبين شيعته حينها وهذه آخرها القائمة حتى ظهوره التي وعده الله بها والتي سينتقم بها من أعداء الله وأعدائه، وللوقوف على عبارة (اللهم انجز لي ما وعدتني) هذه العبارة نفسها نطق بها الحجة (عجّل الله فرجه) في وقت ولادته المباركة ونطق بالشهادتين وبأسماء أبائه (عليهم السلام) وعندما وصل إلى نفسه قال: (اللهم أنجز لي ما وعدتني واتمم لي أمري وثبت وطأتي وأملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً)(1832)، هو الوعد الذي واعد الله به أن يقيم العدل على الأرض بظهوره.
10 - ويروى الصدوق في خبرين مرة يقول عن نسيم ومرة عن نسيمة(1833) خادمة الإمام العسكري (عليه السلام) قالت: (دخلت على صاحب هذا الأمر (عليه السلام) بعد مولده بليلة فعطست عنده قال لي: يرحمك الله قالت نسيم: ففرحت بذلك فقال لي (عليه السلام): ألا أبشرك في العطاس؟ قلت بلى، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام)(1834).
وروى الخصيبي هذه الرواية بسنده يقول عن نسيم الخادم مع اختلاف بسيط في بعض الألفاظ(1835)، وكذلك في اثبات الوصية(1836) ونقل مثله في عدد من المصادر تقول عن نسيم الخادم(1837).
المعجزة هنا هو كلامه في المهد، وكذلك أشار إلى ما في فائدة العطاس للإنسان اذ ورد في العطاس روايات كثيرة تشير إلى فوائده منها عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان الرجل يتحدث بحديث فعطس عاطس فهو شاهد حق) وقال: (تصديق الحديث عند العطاس) وعن الصادق (عليه السلام) قال: (العطاس ينفع في البدن كله ما لم يزد على الثلاث فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم)(1838)، وهنا خير شاهد على وجوده إثبات الناقل للمشاهدة وانه مولود وتسليماً للحديث النبوي انه شاهد على ذلك حتى أخبر بما في العطاس بأنه أمان من الموت.
11 - وعن طريف أبي نصر(1839) قال: (دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) فقال: علي بالصندل الأحمر(1840) فأتيته به، ثم قال: أتعرفني؟ قلت نعم، فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي، فقال: ليس هذا سألتك، قال طريف: فقلت جعلني الله فداك فبين لي قال: أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله (عزَّ وجلَّ) البلاء عن أهلي وشيعتي)(1841).
وروي هذا الخبر عن عدد من مؤرخي الشيعة بأسانيد مختلفة فالخصيبي يروي في آخره (... وشيعتي القوام بدين الله)(1842) وورد الخبر في إثبات الوصية كما هو عند الصدوق(1843) وأخذه عن هؤلاء عدد آخر المؤرخين(1844)، عن طلب الصندل الواضح في الخبر انه قد أوصاه بان يأتي له بالصندل من المحتمل أن الرجل مريض أو شيء من هذا القبيل حيث ان الصندل يستخدم بعلاجات مختلفة ويستخدم للتطييب بزيته.
12 - ويروى عن عبد الله السوري(1845)، قال: (صرت إلى بستان بني عامر فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء وفتى جالس على مصلى واضعاً كمه على فيه، فقلت من هذا؟ فقالوا: (م ح م د) ابن الحسن (عليه السلام) وكان في صورة أبيه (عليه السلام))(1846).
روي هذا الخبر في كتاب الخرائج والجرائح نقلاً عن الإكمال وكذلك أخذه عنه عدد من المصنفين(1847)، والملاحظ في هذا اللقاء ان هذا الرجل لم يكلم الإمام (عجّل الله فرجه) ولم يكلمه إلّا أنه قال بكونه الإمام من خلال ما ورده من جواب حين سأل عنه وانه أقر بصحة الخبر كونه أعطاه الشبه من أبيه ما يدل على أنه يعرف الإمام العسكري (عليه السلام) جيداً أو من أصحابه.
13 - وينقل الصدوق ذكر عدد من التقى وممن وقف على معجزات صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) ومن الوكلاء غير السفراء أو من ينوب عن السفراء وغيرهم إذ ذكرهم فقط بأسمائهم وأسماء مدنهم وقسم ذكرهم فقط بألقابهم وعددهم أكثر من ستين شخصاً(1848) وسيرد ذكرهم والترجمة لهم أثناء طرح الروايات لاحقاً إذ إن اغلب التواقيع نقلت عنهم.
وكذلك نقل بعض المؤرخين في خبر الغيبة أسماءهم فقط نقلاً عن الصدوق ولم يضيفوا شيئاً فوقه بل البعض اقتصر على عدد من هذه الأسماء وليس كلها(1849)، وقد وضع الصدر تعليقاً هنا حين يذكر أسماء السفراء والوكلاء بان السفير هنا من ينوب عن الإمام بالمباشر وهو من يلتقي به ويواجهه مباشرة ويأخذ منه التوقيعات والبيانات أما الوكلاء فيكون اتصالهم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن طريق سفرائه ومسؤولية السفير أوسع فمسؤوليته الحفاظ على القواعد الشعبية العامة والحفظ على إخوانه في الدين في حين أن الوكيل مسؤوليته على منطقته التي هو فيها وكذلك وجود الوكلاء حفاظاً على سرية عمل السفراء وسلامتهم خاصة في ظرف السرية والتكتم للاتصال بالقواعد الشعبية في العراق وغير العراق من البلاد الإسلامية ولعل عدداً من أسماء الوكلاء لم يرد اسمه في التاريخ ويقول: (ولعل أحسن نص جامع لأسماء عدد من الوكلاء ما ذكره الصدوق في إكمال الدين) وقد ترجم الصدر لبعض من ذكرهم الصدوق وبعض ما قيل في أمر وكالاتهم(1850).
14 - وفي رواية عن أبي محمد الحسن بن وجناء النصيبي(1851) قال: (كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين(1852) حجة بعد العتمة وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن تقول أنها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شيء حتى أتت بي دار خديجة (عليها السلام)(1853) وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام): يا حسن أتراك خفيت علي والله ما من وقت في حجتك إلا وأنا معك فيه ثم جعل يعد أوقاتي فوقعت مغشياً على وجهي فحسست بيد قد وقعت علي فقمت فقال لي: يا حسن الزم دار جعفر بن محمد (عليه السلام)(1854)، ولا يهمنك طعامك ولا شرابك ولا ما يستر عورتك ثم دفع الي دفتراً إلا محقي أوليائي فإن الله جل جلالة موفقك فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء الله، قال: فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد (عليه السلام) فأنا أخرج منها فلا أعود ليها الا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار وأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب رباعياً مملوءاً ماء ورغيفاً على رأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآكل ذلك هو كفاية لي وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف وأني لأدخل الماء بالنهار فأرش البيت وأدع الكوز فارغاً فأوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فأتصدق به ليلاً كيلا يعلم بي من معي)(1855).
واخرج عدد من الرواة نفس الرواية نقلاً عن إكمال الدين(1856)، ولعل دار خديجة (عليها السلام) ولكرامتها على الله لما حصل فيها من كرامات ومهبط للوحي كان القائم (عجّل الله فرجه) يختارها للقاء مواليه ومحبيه، إذ ورد في قصة طويلة كذلك التقى بأحد الموالين الذي اكترى هو ومجموعه من الحجاج نفس الدار سنة إحدى وثمانين ومائتين عن طريق امرأة في نفس الدار وأعطاه كتاباً عن طريقها إذ كان يراه ولا يكلمه إلا عن طريقها ويعلمه كيفية الصلاة على محمد وال محمد وان هذه العجوز كانت في خدمة أبيه وبشرها بأن تلتقي به وتكون بخدمته وهي كذلك حملت له البشرى للرجل بلقائه(1857)، ومن المحتمل أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في موسم الحج كان يختار هذه الدار ليقيم فيها.
15 - ويروي خبراً يرفعه بسنده عن علي بن أحمد الخديجي الكوفي(1858) شخص ذكره بلقبه يدعى الأزدي(1859)، قال: (بينما أنا في الطواف قد طفت ستاً وأنا أريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقه عن يمين الكعبة وشابٌ حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلى الناس يتكلم فلم أسمع أحسن من كلامه ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني(1860) الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله يظهر في كل سنة يوماً لخواصه يحدثهم(1861)، فقلت: يا سيدي مسترشداً أتيتك فأرشدني هداك الله فناولني (عليه السلام) حصاة وكشفت عنها فإذا بسبيكة ذهب فذهبت فإذا أنا به (عليه السلام) قد لحقني فقال: لي ثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت: لا فقال (عليه السلام): أنا المهدي وأنا قائم الزمان وأنا الذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً إن الأرض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة(1862)، وهذه أمانة لا تحدث بها إلّا إخوانك من أهل الحق)(1863).
وروي الخبر هذا عند الطوسي وفيه ان هذه الحادثة قبل سنة ثلاثمائة أو قريب منها ما يوضح أمر الحصاة بعد أن أعطاها له الامام يقول: (فقال لي بعض جلسائه ما الذي دفع إليك...؟ فقلت: حصاة فكشفت عن يدي فإذا بسبيكة من ذهب فذهبت...)(1864) ومثله في الخرائج وغيره من المصادر عن الطوسي(1865)، وروي الخبر نقلاً عن الصدوق عدد من المؤرخين(1866)، وهنا لم يعرفه الامام بنفسه حتى أثبت عليه حجة بأن تحولت حصاته إلى ذهب ثم يثبت عليه الحجة بانه المهدي ويوصيه بان لا يحدث بها احداً الا من اهل الحق ولعله يريد ان يخبره بانه سيكذبك ان تحدثت بها إلى أي كان.
16 - ويروي المصنف في خبر طويل اختصرنا بعضه يرفعه بسنده عن إبراهيم بن مهزيار(1867) بان قدم المدينة يبحث عن أخبار آل ابي محمد الحسن (عليه السلام) فلم يجد شيئاً وارتحل إلى مكة مستمراً في بحثه حتى يقول وهو في الطواف شاهد فتى حسن الشكل وتحدث مع إبراهيم وسأله عن بلاده حتى عرف انه إبراهيم بن مهزيار فعانقه ثم سأله عن علامة بينه وبين الإمام العسكري (عليه السلام) والتي قصد بها خاتماً معه واخرج له الخاتم فلما نظر اليه الفتى صار يقبله وقرأ فيه كتابة (يا الله يا محمد يا علي) ثم سأله إبراهيم عن أخبار ال ابي محمد وقال له الفتى اني رسولهم إليك ثم تواعدا في المسير معاً إلى الطائف حتى اوصله إلى خيمة من الشعر حتى دخل الفتى وسلم وكان في الخيمة شخصان فخرج له احدهما وعلى قول إبراهيم بن مهزيار في الرواية انه الإمام الحجة اذ يقول: (فخرج علي احدهما وهو الأكبر سناً (م ح م د) ابن الحسن)(عجّل الله فرجه) ثم يصفه بجمال شكله ومحاسن ملامحه وبعدها يقبل عليه يقبله حتى بادره وقال: (مرحباً بك يا ابا اسحاق...) ويخبره بما أوصاه الإمام العسكري بان قال له: (ان لا أوطن من الأرض الا أخفاها وأقصاها إسرارا لامري وتحصيناً لمحلي...) ثم يصحب الإمام لمدة ويستمع منه لكثير من الأمور والحكم والعلوم ويحدثه بان الله لم يخلِ الأرض من حجة ولا يترك عباده من غير امام إلى أحاديث كثيرة ذكرت في نص الرواية [والظاهر منها انه صحبه لمدة لم تحدد في الرواية] إلى ان يوصيه الإمام: (يا ابا اسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوماً الا عن أهل التصديق والأخوة الصادقة في الدين...) واخذ من ما يؤدي لشيعته هناك واستأذن في الرجوع ودعا له ثم ودع الامام عائداً وعرض على الإمام مالاً كان معه وسأل الإمام أن يتفضل بقبوله منه فتبسم الامام حينها وشكر له ذلك وتركه له ليستعين به على سفره وبعدها يعود ابو اسحاق حامداً لله على لتعرفه على حجة الله والإمام القائم وقام بنقل هذا الخبر(1868).
انفرد الصدوق بروايته لهـذا الخبر، ورواه الراوندي باختصار(1869)، وأخذه عنه بعض المتأخرين(1870).
من خلال هذه الرواية من المحتمل انه صحب الإمام لمدة معينة على الأقل يوماً أو يومين لما يحتاج اليه من الذهاب إلى مكة ثم إلى الطائف فليس من الممكن ان يبقى لساعة معينة يسمع الحديث ويعود بطريقه هذا بنفس اليوم ولم يبين ان ذهب للاستراحة أو الإقفال إلى مكان آخر وفي اللقاء يوضح له وصية أبيه وان الله لم يخلِ الأرض من حجة وفضلاً عن ذلك الأوصاف الجسمانية للإمام التي يذكرها ابن مهزيار والتي أوردناها في الفصل الأول تتطابق مع ما وصف عن غيره بشكل الإمام أو شمائله وهذا ما يدعونا للقول بصحة هذا اللقاء وصدقه فضلاً عن العلامة التي أخبره بها وهي الخاتم والتي لا يعرفها الا إبراهيم والتي أخذها من العسكري (عليه السلام) على ظاهر الرواية ثم يطلب من كتم المجلس بينهما إلا لمن يثق بإيمانه مراعاة للغيبة.
17 - ويروي حكاية يقول ان عدتها على من حكاها سمعها من أحمد بن فارس الأديب(1871) يقال ان بهمدان ناساً يعرفون ببني راشد(1872) وهم من الشيعة الأمامية وقد ذكر في خبر تشيعهم أن جدهم خرج حاجاً مع احدى القوافل ونام في الطريق من التعب وعندما نهض وقد فاتته القافلة وأضاع طريقه ولم يرَ أحداً ولا أي أثر وقد مشى بعدها طويلاً متوكلاً على الله من دون معرفة الطريق حتى يقول انه دخل أرضاً خضراء طيبة جميلة فيها قصر لم يسمع به فقصده حتى وصل بابه ورأى خادمين على الباب وسلم عليهم وأجلساه وقالا له: (فقد أراد الله بك خيراً) فدخل أحدهما القصر ثم خرج وأدخل الرجل اذ يصف القصر بأنه ليس هناك أجمل من بنائه ولا أضوأ منه ثم تقدم أحد الخدم إلى ستر على البيت ورفعه ثم قال ادخل يقول رأيت فتى جالساً في وسط البيت وفوق رأسه سيف طويل والفتى كأنه بدر يلوح في الظلام فسلم عليه ورد (عليه السلام) بألطف الكلام وأحسنه ثم قال لي: (أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله، فقال أنا القائم من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف وأشار إليه فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فسقطت على وجهي وتعفرت فقال: لا تفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همدان، فقلت صدقت يا سيدي ومولاي، قال: فتحب أن تؤوب إلى أهلك؟ فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله (عزَّ وجلَّ) لي فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرة وخرج ومشى معي خطوات فنظرت إلى أطلال وأشجار ومنارة مسجد، فقال: أتعرف هذا البلد؟ فقلت: ان بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباذ(1873) وهي تشبهها، قال: هذه أسد آباذ إمض راشداً فالتفت فلم أره، فدخلت أسد آباذ وإذا في الصرة أربعون أو خمسون ديناراً فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسره الله (عزَّ وجلَّ) لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير)(1874).
وردت نفسه الرواية السابقة في مصادر اخرى منها في كتاب الخرائج وفيها اختلاف في النص ويذكرها من دون سند الا أنها تؤدي نفس المعنى والمضمون العام للرواية(1875)، واخرجها العلوي يرويها عن محمد بن علي بن شاذان فيها بعض الاختلافات ولها نفس مضمون العبارات(1876)، واوردها البعض نقلاً عن الصدوق بتفاوت يسير في اللفظ(1877).
18 - وفي رواية طويلة يرفعها بسندها عن سعد بن عبد الله القمي(1878) من المتعصبين لمذهب الإمامية كان يناظر في امر الفرق ويرد حجج أئمتهم حتى ابتلي بأشد النواصب منازعه وأشكل عليه في عدة امور حتى كتب القمي أربعين مسألة وذهب بها إلى سامراء ومعه جماعة من القميين يحملون معهم هدايا للإمام وذهبوا للإمام العسكري (عليه السلام) ولما وصلوا وأذن لهم بالدخول على الإمام ويصف القمي غلاماً جالساً على فخذ الإمام بأجمل الأوصاف وقدموا الهدايا التي معهم للإمام فالتفت الإمام إلى الغلام وقال: (يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك، فقال: يا مولاي أيجوز أن أمد يداً طاهرة إلى هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب(1879)، أحلّها بأحرمها) هنا أمر الإمام أحمد بن اسحاق بفك الهدايا ليميز بينها حتى أخرجوها من الصرر الموضوعة فيها وقد سماها لهم الإمام بمقدارها ولمن هي ومن أي مكان في قم ودلهم على الحرام فيها ومن ضمنها أنهم نسوا ثوباً لعجوز قد نسوا إخراجه ذكرهم به فذهب أحمد بن إسحاق ليأتي بالثوب، ثم هنا التفت الامام العسكري (عليه السلام) إلى سعد وذكره بالمسائل التي معه وأمره بطرحها على الغلام قال: (فسل قرة عيني وأومأ إلى الغلام، فقال لي الغلام سل عما بدا لك منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا...) وبدأ بطرح مسائل واحدة بعد الأخرى في مسائل مختلفة منها اجتماعية وفي القرآن الكريم والانبياء والإمامة والخلافة والخلفاء فأجابه عنها جميعها وكانوا بعدها يختلفون إلى منزل الإمام العسكري (عليه السلام) قال سعد: (فلا نرى الغلام بين يديه...)(1880).
وتناقلت هذه الرواية في كثير من مصادر المتقدمين والمتأخرين بغض النظر عن السند أو المضمون(1881)، وللتمعن بمضمون قصة وفد القميين تعطي عدة دلالات على فضل الإمام وعلمه منها أن الإمام العسكري (عليه السلام) أشار إلى ولده أي الحجة (عجّل الله فرجه) ليبين فضله عند مواليه من القميين وكرامته وهو في محضر أبيه، وثانيها إخباره إياهم بقيمة الهدايا ومن أرسلها ومعرفته بما هو حلال منها وما هو فيها حرام حتى امتنع من أن يمد يده فيها واخرجها ابن اسحاق والامام يميز بينها ومن أين هي ثم يجيب على المسائل وبأمر من أبيه (عليهما السلام) تأكيداً لهم على خليفته من بعده وحامل علمه وعلم آبائه.
19 - وفي رواية يرويها ويذكر لها ثلاث طرق يرفعها بسندها عن أبي نعيم الأنصاري الزيدي(1882) انه كان بمكة ومعه ثلاثين رجلاً قال: (فبينما نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين من الهجرة خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران محرم بهما وفي يده نعلان فلما رأيناه قمنا جميعاً هيبة له، فلم يبق منا أحد إلا قام وسلم عليه ثم قعد والتفت يميناً وشمالاً ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الإلحاح؟ قلنا وما كان يقول: (اللهم إني أسألك باسمك الذي تقوم به السماء وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحق والباطل وبه تجمع بين المتفرق وبه تفرق بين المجتمع... أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً)(1883)، ثم نهض فدخل الطواف فقمنا لقيامه حين انصرف وانسينا ان نقول له: من هو)(1884).
ويكمل الراوي ويقول: (فلما كان من الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الاول بالأمس ثم جلس في مجلسه متوسطاً ثم نظر يميناً وشمالاً قال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول بعد صلاة الفريضة؟ قلنا: وما كان يقول؟ قال كان يقول: (اللهم إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوات ولك عنت الوجوه ولك خضعت الرقاب...)(1885)، ثم نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في سجدة الشكر؟ قلنا: وما كان يقول؟ قال كان يقول:(يامن لا يزيده إلحاح الملحين إلا وجوداً وكرماً يا من له خزائن السماوات والأرض...يا الله افعل بي ما انت أهله... يا رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم انك أنت الأعز الأكرم)(1886)، وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه)(1887).
ثم يقول الراوي: (وعاد من غد ذلك الوقت فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال: كان علي سيد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع، وأشار بيده إلى الحجر نحو الميزاب: (عبيدك بفنائك مسكينك ببابك أسألك ما لا يقدر عليه سواك)(1888)، ثم نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمد بن القاسم العلوي(1889) فقال: يا محمد بن قاسم أنت على خير ان شاء الله وقام فدخل الطواف فما بقي احد منا الا وقد تعلم ما ذكر من الدعاء وانسينا أن نتذاكر أمره الا في آخر يوم)(1890).
ثم يكمل الراوي حديثه وكان فيهم رجل يدعى المحمودي(1891) يقول فقال لنا: يا قوم أتعرفون من هذا قلنا لا، قال: هذا والله صاحب الزمان (عليه السلام) فقلنا: كيف ذلك يا أبا علي فذكر انه مكث يدعو ربه (عليه السلام) ويسأله ان يريه صاحب الأمر سبع سنين قال: فبينما أنا يوماً في عشية عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، فقلت: من أي الناس من عربها أو مواليها؟ فقال: من عربها، فقلت من أي عربها؟ فقال: من أشرفها وأشمخها، فقلت ومن هم؟ فقال بنو هاشم، فقلت: من أي بني هاشم، فقال: من أعلاها ذروة وأسناها رفعة، فقلت: وممن هم؟ فقال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام، فقلت: أنه علوي فأحببته على العلوية، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض فسألت القوم الذين كانوا حوله أتعرفون هذا العلوي؟ قالوا نعم يحج معنا كل سنة ماشياً، فقلت سبحان الله والله ما أرى به من أثر مشي(1892) ثم انصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه وبت ليلي تلك فإذا أنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا محمد رأيت طلبتك فقلت: ومن ذاك يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك فهو صاحب زمانكم، فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه على ألا يكون أعلمنا ذلك فذكر أنه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدثنا)(1893).
روى هذا الخبر بكامله عند عدد من المصنفين بتفاوت في بعض فقراته وبنفس المضمون كما ورد في إكمال الدين(1894)، والدليل على كون من التقى بهم هو الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أن نطق لهم بفقرات عن أدعية معروفة لدى الأئمة نقلتها المصادر في غير موضعها وكان الحاضرون لم يسمعوا بها، ومن جانب آخر أنهم كانوا ينسون سؤالهم عن نفسه ولم يتذكروا هذا الأمر حتى فارقهم وحتى من تشرف بلقائه من قبل الذي يدعى المحمودي لم يلتفت للإمر حتى فارقهم وأخبرهم بأمره ومن ثمة يقول انه حين التقى به وفارقه لم يرَ له أثر ولم يلتفت إلى أي ذهب، وفضلاً عن هذا الهيبة والوقار وجمال الشكل والمنطق التي يصفها كل من التقى به قد تكاد يتفق في نقلها كل من شاهده.
والأخبار هذه التي وردت عن اللقاء به هي خير دليل على وجوده وخاصة في نهاية حياة ابيه، فقد بقي على الإمام العسكري (عليه السلام) وظيفة مزدوجة تجاه ولده تحتاج إلى تخطيط خاص منها إثبات وجوده تجاه التاريخ وتجاه الأمة الإسلامية وتجاه الموالين بحسب النصوص ان الثاني عشر هو ابنه فكان لابد من إقامة الحجة في وجوده تجاه الموالين خاصة وعلى المسلمين عامة بحيث يكون هناك تواتر في الأخبار على وجوده ورؤيته ويدحض به من يزعم عدم وجوده أو انه ليس للإمام العسكري من ولد والدور الثاني هو حمايته من المخاطر التي ممكن أن تصيبه من السلطة، والتساؤل في كيفية رؤيته هنا ان الغيبة هو غياب هوية لا غياب شخصية فمن الممكن أن الشخص يراه ويكون غافلاً عنه في كونه هو الإمام المهدي وانما يراه شخصاً عادياً كسائر الناس لا يلفت النظر على الإطلاق وتكون حياته كحياة شخص آخر ويكسب عيشه من أي عمل كان ويبقى في مدينة واحده أو عدة مدن مع القطع به للأجيال بالكلية من الغيبة الصغرى إلى الكبرى وسوى بعض السفراء والخواص بسحنته وشخصه بحيث لو واجهوه لما عرفوه وممكن لهذا الاحتجاب ان يزول أحياناً لمصلحة معينة أو يقابل شخصاً ما لقضاء حاجة له ويكون ظهوره محدوداً بحدود المصلحة(1895).
وكذلك نقول ان الامام الحجة (عجّل الله فرجه) كذلك مارس نفس الدور بعد وفاة أبيه حتى زماننا هذا بأنه حافظ على نفسه من المخاطر والقى الحجة بظهوره على بعض الناس لينقلوا خبره في زمان الغيبة الكبرى لإثبات وجوده وكذلك أظهر نفسه لقضاء بعض المصالح أو لضرورة معينة ثم يغيب، اما من يحتج ويقول ان هذه اللقاءات كانت في زمان ابيه أو قريبة للغيبة وليس هذا مما يحتج به فقد وقفت على كتابين لاثنين من الباحثين المتأخرين قد أحصوا عدة لقاءات لمن شاهده وتحدث معه في أزمنة مختلفة وحتى في عصرنا الحالي ومنهم من قضى له حاجة ما أو لضرورة معينة ومنهم من التفت إليه وعرفه ومنهم من لم يعرفه الا بعد أن فارقه(1896).
ثانياً - ما روي من أخبار عن جعفر عم الامام الحجة (عجّل الله فرجه):
يضع المصنف من اخبار جعفر وذكره مع الذين شاهدوا الإمام في حياة أبيه وفي زمن غيبته ونرى من المناسب ان نذكرها هنا بفقرة مستقلة حيث يعد جعفر من أوائل الذين شاهدوا الإمام (عجّل الله فرجه) بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام) ومع ذكره في مناسبات مختلفة من البحث ولضروه الأخبار المذكور عنه حاولنا طرحها كفقرة مستقلة كونها تُعد رداً على من يدعي إمامة جعفر:
وللتعريف به هو أبو عبد الله جعفر بن علي الهادي (عليه السلام) ويلقب أبا كرين لأنه له الكثير من الأعقاب فهو أعقب ستة أولاد وأعقب أولاده مائة وعشرين ولداً ويقال لهم الرضويون وظن بعض الشيعة بإمامته بعد وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وذلك لادِّعائه بأنه الوريث الشرعي له وأنكر ولادة الخلف من بعد أخيه وتلقب بالكذاب ليس طعناً في نسبه وذلك لما ادعاه هو وإنكاره لولادة الإمام الثاني عشر، حتى خرجت بعض التواقيع من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) تنبه الشيعة على بطلان ادِّعائه قيل إنه توفي سنة (271هـ/ 884م) [اي أنه حين توفي الإمام العسكري (عليه السلام) سنة 260ه عمر جعفر حينها 34سنة] وقيل (281هـ/894م) [وحسب هذا التاريخ كان عمره حين توفي اخيه العسكري وعمره 24 سنة] وعمره خمس وأربعون سنة ودفن في دار أبيه في سامراء(1897).
وورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... إذ ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق فأن للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله وكذباً عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله (عزَّ وجلَّ) والمدعي لما ليس له بأهل المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله (عزَّ وجلَّ)...)(1898).
في خبر يرفعه المصنف بسنده يروى عن أبي الأديان(1899) خادم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وحامل كتبه إلى الأمصار يقول: (دخلت عليه في علته التي توفي فيها (عليه السلام) فكتب معي كتاباً وقال: اِمض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل، قال أبو الأديان: فقلت يا سيدي فإذا كان فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي فقلت زدني، فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت زدني فقال من أخبر بما في الهميان(1900) فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (عليه السلام) فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل وإذا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي إن يكون هذا الإمام فقد بطلت الإمامة لأني أعرفه يشرب النبيذ ويقامر... فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني في شيء ثم خرج عقيد(1901) فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان(1902)... فلما صرنا في الدار ذا نحن بالحسن بن علي (عليه السلام) على نعشه مكفناً فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج الصبي بوجهه سمرة بشعر قطط بأسنانه تفليج(1903)، فجبذ(1904) برداء جعفر بن علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد أربد وجهه وأصفر، فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه (عليه السلام) ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتب التي معك فدفعتها اليه فقلت في نفسي: هذه بينتان بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الو شاء(1905)، يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي (عليه السلام) فرفعوا موته فقالوا: فمن نعزي فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنوه وقالوا إن معنا كتباً ومالاً فتقول ممن الكتب؟ وكم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب، قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان وفلان وهميان فيه الف دينار وعشرة دنانير منها مطلية فدفعوا اليه الكتب والمال وقالوا الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام، فدخل جعفر على المعتمد العباسي وكشف له على ذلك فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل(1906) فطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلاً بها لتغطي حال الصبي...)(1907).
نقل الخبر عدد من الرواة جلهم أخذها عن الصدوق من المتقدمين والمتأخرين(1908)، ورواه الراوندي بنفس السند واختلاف بسيط في اللفظ(1909)، ورواه البياضي باختصار(1910).
والتفاوت في نقل هذا الخبر لا يضر شيء فيه فالخبر بمجمله له عدة دلالات منها ان الإمام العسكري (عليه السلام) اعلم ابو الأديان بما سيحصل بعد عودته أولها شاهد صلاة الصبي على والده وإزاحته لجعفر من دون أن يعترض جعفر حتى وهذا حصل أمام كل الحاضرين وكأن جعفر كان متوقع لهذا الأمر بانه سيظهر من هو صاحب الحق ولعله يعلم بان المعصوم لا يصلي عليه الا معصوم وكذلك قد تكون هيبة هذا الصبي قد أزاحته من مكانه دون أن يقوى على أي اعتراض حتى قال ابو الاديان أن وجه جعفر قد أصفر واربد اي كأنه خاف حتى أن وجعفر اعترف لحاجز بأنه لا يعرفه ومن المرجح أن حاجزاً له معرفة بالأمر ولكن أراد أن يبعد أفكار جعفر عنه حينها.
أمّا الكتب التي أرسله بها الإمام العسكري (عليه السلام) وأعطاه عدة قرآن تثبت من هو الإمام وذلك لعلمه بما سيدعيه جعفر وهي أن الإمام الذي يخلفه سيسأله عن أجوبة الكتب التي معه من دون أن يبادر هو والثانية سيعلمه بما معه من أموال، ثم وفد أهل قم وطلبهم للدلائل حتى يسلموا ما معهم لصاحب الحق حتى أخبرهم الخادم بما معهم ودفعوا إليه الكتب والأموال ومن المرجح ان هذا الوفد قدم مع وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وكأن الراوي يشير إلى ان هذه الحادثة في دار الإمام وذلك حين خرج لهم الخادم، وبعد هذا وشعور جعفر بالأمر وكأنه من خلال الرواية قد فقد أعصابه بعد أن كانت الناس تهنئه ثم انفضوا عنه فوشى للمعتمد العباسي بالأمر حتى القي القبض على والدة الامام السيدة نرجس (عجّل الله فرجه).
في رواية اخرى عن وشاية جعفر ينقلها المصنف بسنده عن أبي الحسين بن وجناء عن أبيه عن جده يقول: (أنه كان في دار الحسن بن علي (عليه السلام) فكبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همتي في مولاي القائم (عليه السلام) قال: فإذا أنا به قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر إليه وهو (عليه السلام) ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب)(1911)، وهذا الخبر معروف نقلته المصادر في مناسبات عدة وخاصة بعد ذكر شهادة الإمام العسكري (عليه السلام)(1912)، والشاهد هنا بأنه نظر إلى الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وهو يشاهد العسكر في دار أبيه ولم يلحظوا ذلك حتى غاب عن الأنظار ومن دون شعورهم به وبتقدير عمره بست سنين يدل على أن الحادثة بعد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) ويتضح أيضا أنها كانت بعد إتمام دفن الإمام وذلك لان اثناء الصلاة عليه كان جعفر حاضراً إما هذه فالظاهر انه بعد مراسم الدفن ولازال الموالون متجمعين في الدار حين قدم العسكر للتفتيش وهذا بوشاية جعفر وتحريضه كونه شاهد الإمام في صلاته على أبيه وامتناع الوفد القمي من إعطائه الأموال.
ويعقب الصدر على خبر الصلاة بقوله: (إذا صلى جعفر فقد اكتسب في نظر المجتمع بعض الحق ووضع لبنة أساسية في مخططه وحصل على سابقه قانونية يمكن أن ينطلق منها للتغرير بجماهير الموالين وهو ما لا يمكن أن يحدث مع وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقدرته على الأخذ بزمام المبادرة لدفع هذه الشبهة ورفع البدعة وإنقاذ مواليه من التورط بغير الحق من حيث لا يعلمون... وانه كان في إمكان الإمام المهدي أن يصلي على أبيه في الخفاء قبل أن يدعى جعفر للصلاة عليه لكي تبقى صلاة جعفر بن علي هي الصلاة الرسمية على المستوى الخاص الا أن هذا الذي لا يريده المهدي (عجَّل الله فرجه) ويحاول التأكيد على نفيه وإقامة الحجة ضده وإن من جملة الواقفين ان لم يكن أكثرهم هو ممن هنئ جعفر بالإمامة قبل لحظات يرى الآن بأُم عينه فشل جعفر وتتضح أمامه بدعته ومغالطته وسوف يكون كل فرد لساناً في نقل ما رأى من الحق إلى الآخرين فقد كان بمنزلة الاعلان العام من قبل الإمام المهدي في فضح مخطط عمه وإحباط مقصوده وكان جعفر ليناً في تأخره عن الصلاة بالرغم من اصفرار وجهه أسفاً على فشل مخططه وخجلاً من هؤلاء الحاضرين الذين تقبل منهم التهنئة بالإمامة من دون ان ينفيها عن نفسه وانه على أي حال لا يستطيع مكافحة الحق الراسخ في ضمير الأُمة بسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجهود الامام العسكري (عليه السلام))(1913).
وأمّا عند استجابة السلطة لجعفراً وسمعوا كلامه يرسلون الخيل والرجال إلى دار الإمام العسكري (عليه السلام) ويكبسونه ويفحصون كل غرفه فلا يجدون شيئاً وليتهم يكتفون بذلك بل انشغلوا بالنهب والسلب والغارة على ما رووا من متاع الدار وبينما هم منشغلون بالنهب يتحين للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فرصة غفلتهم ويخرج من الباب وهو يوم اذ ابن ست سنين أو خمس سنين فلم يراه احد حتى غلب عنهم فانهم لا يعرفون عمن يبحثون واي شخص سوف يجدون فالفكرة غامضة في اذهانهم فليس بعيداً ان لا يلتفتوا وهم في نشوة السلب والنهب إلى وجود صبي يخرج من بين ايديهم بكل بساطة(1914)، وقد يكون هذا لطف من الله سبحانه وتعالى لحماية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ويذكر أن جعفراً طالب بالميراث من أُم الإمام العسكري (عليه السلام) بعد وفاته(1915)، وبعد أن قدمت من المدينة إلى سامراء وسعايتهُ بها إلى السلطان وكشف ما أمر الله (عزَّ وجلَّ) بستره حينها ادعت والدة الإمام القائم (عجّل الله فرجه) السيدة صقيل أو نرجس بأنها حامل وحملت إلى دار المعتمد حتى جعل النساء يتعاهدن أمرها ويرقبنها في كل وقت حتى أصابهم ما أصابهم من شاغل وبعض المشاكل التي لاقتها سلطتهم ومنها حركة صاحب الزنج في البصرة وكذلك وخروجهم من سامراء فشغلهم ذلك عنها وخلصت من بين أيديهم(1916)، وبعد أن تبين بطلان الحمل عن السيدة قسم الميراث بين جعفر ووالدة الإمام العسكري (عليه السلام)(1917).
وفي خبر يرويه الصدوق عن وفد من أهل قم يحملون الأموال إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في سامراء ولم يعلموا بموته وسألوا عمن يخلفه فدلوهم على جعفر أخيه وكان يتنزه في النهر يشرب ومعه المغنون حتى قال وفد القميين إنها ليست من صفات الإمام وقد كان الإمام يخبرهم بعلامات ما معهم من الأموال ولمن هي وكم هي حين دخلوا على جعفر طالبوه بأن يخبرهم بتلك العلامات حتى يعطوه الأموال فلم يجبهم فامتنعوا ان يعطوها له لأنهم مجرد وكلاء مستأجرين من أرباب الأموال ودخل على الخليفة وأخبر بأمر هذا الوفد وما طالبوه من علامات حتى قال أنهم يفترون على أخيه ويطلبون شيء من علم الغيب وقد اقتنع الخليفة بكلامهم كونهم فقد أمناء على الأموال مستأجرين فخرجوا من عنده لكي يعودوا بالأموال لأصحابها(1918).
ولما خرج وفد القميين من سامراء حتى خرج إليهم غلام حسن الوجه وقال: (يا فلان ويا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان أجيبوا مولاكم، قال: فقالوا: أنت مولانا، قال معاذ الله: أنا عبد مولاكم فسيروا إليه، قالو: فسرنا إليه معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) فإذا ولده القائم سيدنا (عليه السلام) قاعد على سرير كأنه فلقة قمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال: جملة المال كذا وكذا دينار حمل فلان كذا وحمل فلان كذا ولم يصف حتى وصف الجميع، ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب فخررنا سجداً لله (عزَّ وجلَّ) شكراً لما عرفنا وقبلنا الأرض بين يديه وسألناه عما أردنا فأجاب فحملنا إليه الأموال وأمرنا القائم (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئاً من المال فإنه ينصب لنا ببغداد رجلاً يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات، قالوا فانصرفنا من عنده ودفع إلى ابي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئاً من الحنوط والكفن فقال له: أعظم الله أجرك في نفسك، فلما بلغ أبو العباس عقبة هـمدان حتى توفي...)(1919).
والخبر السابق رواة ابن حمزة كما هو عند الصدوق محذوف السند(1920)، ومثله في كتاب الخرائج والجرائح(1921)، وكذلك اعتمد هذا الخبر عدد من المتأخرين(1922).
يضع الصدوق تعليقاً بعد هذا الخبر يقول: (هذا الخبر يدل على أن الخليفة كان يعرف هذا الأمر كيف هو واين هو واين موضعه فلهذا كف عن القوم عما معهم من الاموال ودفع جعفراً الكذاب عن مطالبتهم ولم يأمرهم بتسليمها إليه الا أنه كان يحب أن يخفى هذا الأمر ولا ينشر لئلا يهتدي اليه الناس فيعرفونه(1923).
وكان لأسلوب وفد القميين أنهم تمكنوا من اصطياد جعفر وإفحامه بان طلبوا منه ان يعطيهم الحجة فيما معهم من أسماء الناس وهذه الأموال لمن ومن أصحابها وهذا الأسلوب متعارف عليه عندهم عنما كانوا يأتون إلى الامام العسكري (عليه السلام) اذ كان يبادرهم دون السؤال وحاول جعفر التهرب من الامر وأنهم يدعون في أخيه ما ليس فيه فلما سمعوا كلامه عرفوا بانه ليس الامام وامتنعوا عن عطائه الاموال التي كان يطمع بها وذهب إلى المعتمد لكي يتملق لديه ويشكو وفد القميين حتى سمع المعتمد العباسي قولهم وخلى عن سبيلهم بعد أن أعلموه انهم وكلاء ورسل بهذه الاموال ويفشل مخطط جعفر وخرجوا منه والتقوا بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه)(1924).
وفضلاً عن تعليق الصدوق يمكن أن نظيف انه تكرار المواقف التي تبطل ادِّعاء جعفر ومن يقول بإمامته أما موقف الخليفة من هذا الوفد لعله أراد عن طريق تتبعهم أن يصل إلى الإمام لكن مشيئة الله منعته ان يصل إليه وهذا مجرد احتمال إذ لا يوجد ما يشير إلى أنه تتبعهم، يمكن أن يقال أن المعتمد العباسي لم يكن يريد أن يحرج نفسه في أخذ هذه الأموال وإعطائها لجعفر وأمام الناس هكذا وبكونه يمثل أعلى سلطة وليس له طمع بهذه الأموال التي لا تمثل له شيئاً وليس هناك ما يدعوه لتحقيق مطلب جعفر عم الإمام أمر تلك الاموال ولعل السلطة تعرف غاية جعفر وسوابق أمره وإنها تعرف في نفس الوقت حق الإمام المعصوم إلا أنها تنكره تعلقاً بالسلطة وخوفاً على وضعها وبمن هو أحق بها.
وقد كان جعفر قد حمل إلى الخليفة عشرين الف دينار لما توفي الحسن بن علي (عليه السلام) وقال: (يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته فقال الخليفة: اعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا إنما كانت بالله (عزَّ وجلَّ) ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه وكان الله (عزَّ وجلَّ) يأبى الا أن يزيده كل يوم رفعة لما كان من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة فأن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا وان لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك لم نغن عنك في ذلك شيئاً)(1925)، وفي خبر ثانٍ قيل ان جعفراً حاول ان يستميل الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان(1926) وان يقدم له في كل سنة عشرين ألف دينار مقابل ان يجعله مكان أخيه فكان الرد من بن خاقان قال له: (يا أحمق إن السلطان جرد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك فأن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بكل سلطان يرتبك مراتبهم ولا غير السلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا...) وقيل ان الوزير لم يأذن له بالدخول عليه بعد ذلك(1927).
وفي هذا الأمر أخذ جعفر طريقين الوصول لهدفه منها بحديثه مع الخليفة وقد رواه الصدوق وأخذه بعض المصنفين عنه رواية هذا الخبر(1928)، وروي الخبر الثاني عند عدد من المصنفين باختلاف في النص يعطي نفس المضمون: (يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك وإماماً فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنالها بنا...) وقيل إن الوزير بن خاقان منع دخوله عليه مرة أخرى(1929).
ويضع الصدر تعليقاً مطولاً وشافياً في هذه القضية نأخذ منه مضمون الفكرة توخياً للاختصار، وهي توسط جعفر إلى الدولة لكي تجعل له مثل مقام أخيه في شيعته بإزاء مال سنوي يدفعه إليها مقداره عشرون ألف دينار فهذا لعلم جعفر بمقدار الربح الذي يتوقعه حين وصوله إلى هدفه بحيث يستطيع أن يتحمل بها مثل هذه الغرامة السنوية وهذا يفسر اطلاعه على مقدار الأموال التي كانت تصل من أطراف العالم الإسلامي إلى أبيه وأخيه وتقديره للموقف من هذه الناحية تقديراً حسناً انه يشعر بذلك ويريد أن يستفيد منه لمصالحه الخاصة من دون أن ينظر إلى ما كان لأبيه وأخيه (عليهما السلام) من المصادر التي يصرفان فيها هذه الأموال والمشاريع والمساعدات الاجتماعية وقد باءت كل هذه الأمور التي خطط لها جعفر بالفشل وذلك لعدة عوامل منها اشتهاره بالفسق واللهو ومن المعلوم ان جميع افراد المجتمع وخاصة القواعد الشعبية يدركون أولويات وسلوكيات الأئمة (عليهم السلام) وكل هذه المواقف لجعفر قد تكشفت وأول من كشفها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حين منع عمه من الصلاة على أبيه وكان الحاضرون ممن هنأ جعفر وقد رأوه لم يمانع في تأخره عن الصلاة، وفضلاً عن ذلك عدم استجابة الدولة وعجزها عن إجابته في طلبه بأن يكون له منزلة أخيه فلا يمكن باي حال أن يفرض جعفر إماماً على الجماهير الموالية لأبيه (عليه السلام) وهذا من باب الاعتقاد مما لا يمكن أن يفرض ولا مما يشترى بالمال ولا مما يحصل بقوة ولا بأي طريق فالجماهير بالرغم من اضطهاد الدولة لهم ومطاردتهم والتنكيل بهم لا يزدادون إلا ولاء وتقرباً للأئمة (عليهم السلام)(1930).
ويروي الصدوق مما ذكرناه مسبقاُ وتكراره هنا مجاراتاً مع الموضوع قيل: (خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) فقال له يا جعفر مالك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم وقال: هي داري لا تدفن فيها، فخرج (عليه السلام) فقال: يا جعفر أدارك هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك)(1931).
ويشير المفيد إلى فعلة جعفر هذه وغيرها بعد وفاة الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (... وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد (عليه السلام) أخذ تركته وسعى في حبس جواري أبي محمد واعتقال حلائله وشنع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته وأغرى القوم حتى أخافهم وشردهم وجرى على مخلفي أبي محمد (عليه السلام) بسبب ذلك كل عظيمة من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل ولم يظفر السلطان منهم بطائل وحاز جعفر ظاهر تركة أبي محمد واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ولم يقبل أحد منهم ذلك... فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه وبذل مالاً جليلاً وتقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به فلم ينتفع بشيء من ذلك)(1932).
روى هذين الخبرين في بعض المصادر بتفاوت يسير في النقل(1933)، وهنا حينما نازع جعفر أهله في الميراث ويحاول الاستيلاء عليه حينها يخرج عليه من موضع لم يعلم أين ويستنكر عليه فعلته بان قال: (يا جعفر مالك تعرض في حقوقي) وحاول ان يطلبه فلم يدركه ومن ثم قضية مدفن الجدة واعتراض جعفر يخرج اليه مرة اخرى حيث اكتسبت القضية شأناً أكبر أنه ضرورة احترام هذه الجدة المقدسة وتنفيذ وصيتها طبقاً لتعاليم القرآن حتى وان كانت الدار لجعفر بحسب قانون السلطات الحاكمة لكنها في الواقع ملك للوريث الشرعي الحقيقي وهو الولد وليس للأخ أي حصة من المال مع وجود الولد وفي قانون الإسلام من لا يملك ليس له حق أن يأذن وأن يتصرف وهنا جابهه الإمام مرة أخرى كذلك بنحو الاستفهام الاستنكاري: (يا جعفر دارك هي، وسنبقى جاهلين باعتبار موضع النقل التاريخي بما كان هذا القول له أثر في نفس جعفر وضميره فسمح بدفن الجدة في الدار أو لم يسمح وعلى كل حال يكون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قد أدى ما يشعر به من المسؤولية تجاه أعمال جعفر من ضرورة إفحامه في دعواه الباطلة والتوصل جهد الإمكان إلى التخفيف من نتائجها السيئة)(1934).
وعدم المطالبة بالميراث من قبل الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) سوى بهذه الصورة التي ظهر بها على جعفر واستنكر فعله عليه والتي تعد مجرد إلقاء حجة وتحذيراً لجعفر مما يفعل ما هذا الوضع إلا ان يندرج في التخطيط المعد للغيبة والذي يوجب على الإمام أن يلتزم به فليس من المنطق أن يظهر ويتحاجج مع جعفر أمام السلطة لغرض المطالبة بالميراث وهي تبحث عنه منذ لحظة وفاة والده لذا اكتفى الإمام بهذا القدر من الاحتجاج ومع هذا جعفر لم يمتنع واقتسمت له السلطة الميراث مع الجدة حتى دفعه هذا للقول بأن الدار داره وهي بالأصل دار العسكريين (عليهما السلام) وكان مدفنهما ولعل السلطة كانت تبتغي أن يظهر لهم بصورة طبيعية ويطالب بميراثه ليتمكنوا منه.
وفي رسالة بعثها الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) إلى وكيله العمري وابنه(1935) (رضي الله عنه) اختصرنا بعضها رداً على من يقول بأن لا خلف غير جعفر وبأنه هو الامام جاء فيها: (... كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة ويأخذون يميناً وشمالاً فارقوا دينهم أم ارتابوا أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهراً وإما مغموراً، أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واحداً بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله (عزَّ وجلَّ) إلى الماضي - يعني الحسن بن علي (عليه السلام) قام مقام آبائه (عليه السلام) يهدي إلى الحق... فمضى على منهاج آبائه حذو النعل بالنعل على عهد عهده ووصية أوصى بها إلى وصي ستره الله (عزَّ وجلَّ) بأمره إلى غاية وأخفى مكانه بمشيئته للقضاء السابق والقدر النافذ وفينا موضعه ولنا فضله...، وليعلموا أن الحق معنا وفينا ولا يقول ذلك سوانا إلا كذاب مفتر ولا يدعيه غيرنا إلا ضالُّ غوي فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير...)(1936).
تفرد الصدوق بنقل هذا الخبر ونقله الراوندي عنه باختصار(1937) وأورده صاحب كتاب منتخب الانوار المضيئة بتمامه عن الصدوق أيضاً(1938) وكذلك أعتمده بعض المتأخرين(1939).
ولعل من يدعون بهذا الأمر بأنه في جعفر وان كانوا بعيدين عن السلطة أو من عامة الناس لعلهم لم يعلموا بما قام به جعفر أو انهم انخدعوا بما يدعيه هو وإقناعهم بنفسه مستغلاً كونه أخاً للإمام العسكري (عليه السلام) ليستميلهم إليه مستغلاً كذلك غيبة الامام الحجة (عجّل الله فرجه) عن عامة الناس وقد جهل بعضهم كيف الاتصال بوكيله ليستعلموا منه نوايا جعفر.
والدليل على مساعي جعفر لاستمالة الناس ففي رسالة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عن طريق محمد بن عثمان نوردها باختصار لطولها يرد فيها على جعفر بمثل هذا الادِّعاء بأنه الإمام ويدعو الناس لنفسه عندما أعطى جعفر كتاباً لأحمد بن إسحاق يعرفه بأنه القيم على العالم الإسلامي بعد أخيه ويدعي علم الحلال والحرام فكتب أحمد بن إسحاق إلى الإمام يخبره بالأمر ووضع معه كتاب جعفر فمن ضمن ما جاء في الرد: (... وقد ادعى هذا المفتري بما ادعاه فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه أبفقه في دين الله؟ فوالله ما يعرف حلالاً من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب أم فما يعلم حقاً من باطل ولا محكماً من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوماً يزعم ذلك لطلب الشعوذة... وآثار عصيانه لله (عزَّ وجلَّ) مشهوره قائمة أم بآية فليأت بها أم بحجة فليقمها أم بدلالة فليذكرها...)(1940).
وهذه الرسالة الثانية التي جاءت عن طريق ابن اسحاق تعتبر أكبر حجة على جعفر ومن يدعي ان الخلف جعفر وذلك لنقطة واحدة فيها فضلاً عن باقي ما ورد فيها ان الامام الحجة (عجّل الله فرجه) يطالبه أو آية فليقيمها أو يقدمها وبهذا يبطل كل افتراءاته، وبقي في هذا المجال هناك سؤالاً يطرح نفسه أتاب جعفر ام بقي على حاله ففي أجوبة لعدة مسائل طرحت على الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أوردها الصدوق(1941) وكذلك نقله عدد من المصنفين فخرج الجواب فيها ومن ضمنها سؤاله عن جعفر قال: (... وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل اخوة يوسف (عليه السلام))(1942).
ورد في قصة يوسف (عليه السلام) في القرآن الكريم: ﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ * قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ * قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: 89-92)، وللعودة لتفسير هذه الآيات ومعرفة سبيل اخوة يوسف (عليه السلام) قيل في تفسير هذه الآيات إن اخوة يوسف لما عرضوا نفسهم عليه وما أصابهم من الجوع والضيق وقلة الطعام وتذكر حينها أباه وامه وحزنه عليهما وبدره البكاء ورفع يوسف التاج من رأسه ثم بدأ يخاطبهم ويسألهم بما فعلوا بيوسف بعد ان كانوا مدة سنتين يترددون عليه وهو يعرفهم وهم لا يعرفونه وبعد حديثه معهم ردوا عليه على سبيل الاستفهام انك أنت يوسف وبعدها يعترفون له بالفضل والأثرة عليهم في الخلق والخُلق والملك والنبوة واعترفوا له أنهم نادمون على واقروا له بأنهم أساؤوا إليه واعترفوا بذنبهم، فيرد عليهم يوسف بعد ان اعتذروا له بأنه لا يذكر لهم ذنبهم ولا تأنيب عليكم عندي فيما صنعتم ثم دعا لهم بالمغفرة وان يستر الله عليهم(1943).
وعن نفس القصة قال تعالى: ﴿قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (يوسف: 97-98)، وهنا أبناء يعقوب بعد إن اعترفوا بذنبهم وغفر لهم أبوهم وأخوهم حينها سألوا أباهم عن مغفرة الله قال لهم انه سيستغفر لهم ربه انه غفور رحيم وأخر دعائه لهم لوقت السحر ثم استغفر لهم وسئل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟ قال: أخرهم إلى السحر لأن دعاء السحر مستجاب)(1944)، فقيل أن هذا البيان من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يدل على العفو عن جعفر لنفس السبب الذي عفي عنه به عن إخوة يوسف وهو اعتذارهم ورجوعهم إلى الحق وتوبتهم عما فعلوه(1945).
ومع احتمالية هذا الرأي بحسب الرسالة الخارجة من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) كما هو سبيل إخوة يوسف الذين آذوا يوسف حسداً له وفارق أهله بسبب فعلتهم إلا أنهم تابوا وعفا عنهم ودعا لهم أبوهم بالمغفرة، لكن عندنا في قضية جعفر لا يوجد تاريخياً ما يوثق انه تاب أو وندم أو قل حتى انه كاتب الإمام في العفو عنه واعترافه بذنبه، ولعل التشبيه هنا من باب الحسد من قبل جعفر لأخيه ولابنه (عليهما السلام) ليحل محل أخيه كما هو سبيل اخوة يوسف وان وجه الشبه هنا غير واضح بالدقة إذ لم يصرح الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بأنه تاب أو ندم وليس من المعقول هكذا موضوع هام وحساس في القضية المهدوية لا يوجد ما ينقل عنه لتوضيح هذا الالتباس الذي بني على أثره بان العديد قد قالوا بإمامة جعفر فلو تاب وندم فالأولى ان يعلن هذا الأمر حتى يرتد من يقول بإمامته، وممكن القول إن الإمام (عجّل الله فرجه) قد عفا عنه من دون أن يطلب جعفر ذلك وهذا ما هو معروف عن خلق أهل البيت (عليهم السلام) في التعامل الرباني الراسخ عندهم حتى مع ظالميهم.
لكن ورد في رواية ما يدل إن جعفراً كان حاسداً وليس غير هذا الأمر يدعونا للقول إذ يروى عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال لجماعه: (تجنبوا ابني جعفر أما انه مني مثل حام من نوح الذي قال الله جل من قائل فيه: ﴿فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾ (هود: 45)، فقال له الله يا نوح: ﴿قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ﴾ (هود: 46)، وكان الامام الحسن العسكري (عليه السلام) يقول: (الله الله أن يظهر لكم أخي جعفر على سر فو الله ما مثلي الا مثل هابيل وقابيل ابني آدم حيث حسد قابيل لهابيل على ما أعطاه الله لهابيل من فضله فقتله ولو تهيأ لجعفر قتله لفعل ولكن الله غالب على أمره)(1946).
ويشير الصدر عن المجاهيل في مجمل هذه الأحداث وتواريخها ويعطي رأيه فيها ونؤيد هذا الرأي فيها وبالتحديد من الميراث ووفاة الجدة وأخبار جعفر والسلطة وتوسله بالمعتمد العباسي ليجعل له مرتبة أخيه وكذلك مع عبيد الله بن خاقان ومنها كذلك وقوف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تجاه أطماع جعفر حين مطالبته بالإرث يقول: (من المؤسف إننا لا نستطيع الوصول إلى التحديد المنضبط لهذه الأمور فانه من مناطق الفراغ في التاريخ... وإنما غاية ما نتوخاه هو الالتفات إلى ما تقتضيه طبيعة الأشياء في ترتيب هذه الحوادث المظنية ان أولى هذه الحوادث وقوعاً هو مطالبة جعفر بن علي بالإرث فان مناقشات الإرث تقع عادة في غضون الأيام الأولى من وفاة الموروث وخاصة اذا كان احدهم حريصاً ومستعد للمناقشة والجدل كجعفر نفسه وأما توسله للسلطات فقد كان بعد ان مضت مدة كافية تثبت فيها بالتجربة عند جعفر بان مخططه قد فشل وان امامته قد رفضت لدى كل من اتصل به من جماهير الموالين وشيوخهم وهذا ما يحتاج إلى بعض الزمان حتى يتمخض الجدل الذي قام به بين الموالين حول إثبات ذلك أو رفضه ونشر الموقف الذي اتخذه المهدي (عجَّل الله فرجه) تجاه عمه بينهم... وعلى أي حال فمن المستطاع القول ان هذه الأحداث الثلاثة جميعاً قد حدثت خلال الأشهر الاولى المتعقبة لوفاة الإمام العسكري (عليه السلام) في نفس عام (260هـ/873م)، اما وفاة الجدة (رضي الله عنها) فهو متأخر عن مطالبته بالإرث كما تدل عليه الرواية نفسها ولكنه على أي حال غير محدد الموعد فلعله كان في نفس السنة ولعله كان في العام الذي يليه وعلى أي حال فقد حصلت وفاتها في غضون ممارسة جعفر لنشاطه واصراره على تنفيذ مخططه...)(1947).
ومن خلال ما طرح مسبقاً يمكن ان نوضح عدة نقاط واستنتاجات تشير إلى بطلان قول جعفر ومن يقول بإمامته:
1 - شاهد الإمام (عجّل الله فرجه) ثلاث مرات وفي كل مرة يشاهده لم ينطق جعفر بشيء ولا حتى بكلمة وهذا يعطينا دليلاً على انه على علم بوجود الخليفة الثاني عشر ولذا وشى للسلطة واتوا لتفتيش الدار وهو معهم بعد شهادة الامام العسكري (عليه السلام) أي محاولته التخلص من الامام الحجة فلو كان جعفر أحق بها لا يقتل غيره في سبيلها هذا ما يبطل ادِّعاءه فضلاً عن كونه ساهم في حبس ام الإمام وهذا كله ليس من صفات الإمام وليست حتى من صفات المسلم فضلاً عن المؤمنين.
2 - انكشاف جميع مخططاته أمام العامة وأمام السلطة.
3 - خسارته لدعم السلطة له لعلمهم بفشله بما أرادوا الوصول اليه وكذلك اشتهاره بعدم الوثاقة وهذا ليس حسنة من السلطة وانما لم يرغبوا بوقوف الجماهير ضدهم في الوقت التي تعاني سلطهم من بعض المشاكل (ثورة الزنج) وفي نفس الوقت لعلمهم بتمسك الموالين باهل البيت وتعاليمهم.
4 - ومحاولته على استخدام اسلوب اغراء السلطة بالأموال سنوياً كذلك هي دلالة على نفاذ ألاعيبه التي استخدمها في هذا الاتجاه.
5 - منازعته في الميراث من دون وجه حق مع علمه بوجود والدة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مؤكدة بوجود الخلف.
6 - ويكفينا من هذا كله حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المروي عن الامام السجاد عن آبائه (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... إذ ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق فأن للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله وكذباً عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله (عزَّ وجلَّ) والمدعي لما ليس له بأهل المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله (عزَّ وجلَّ)، ثم بكى علي بن الحسين بكاء شديداً ثم قال كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والتوكل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته وحرصاً منه على قتله إن ظفر به وطمعاً في ميراثه حتى يأخذه بغير حق...)(1948)، وكذلك استنكار الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) من يقول بإمامة جعفر بالكتاب الذي خرج عن طريق العمري وابنه.
7 - ولو قلنا وأسلمنا بان جعفراً قد تاب أو قل انه ندم على أفعاله فهذا دليل آخر على ضعفه فيما كان يدعيه حتى آيس من تحقيقه فكان سبيله كسبيل إخوة يوسف (عليه السلام) كما نطق بها الحجة القائم (عجّل الله فرجه) وإعفائه من دون المبادرة قبل ان يموت أو حتى بعد ان مات.
المبحث الثاني: التواقيع(1949) والرسائل الصادرة من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه):
اخرج المصنف في هذا الباب عدد من الروايات التي فيها إجابات وأوامر وشروحات تخرج بخط الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) إلى أصحابه في عدد من القضايا وعدد من المسائل العامة والخاصة منها لعامة الناس وبعضها ردود على مسائل قد كتبت له من أصحابها وخرج الرد عليها بخطه الشريف عن طريق سفرائه والتي عالجت عدداً من المسائل التي تخص قضايا تهم الموالين كتبوا في السؤال عنها والبعض من التواقيع رداً على المنكرين له ومنها قضايا عامة واجتماعية وأخرى في الأمور المالية والأخبار بالغيبيات وبعضها على شكل طلبات أو أدعية وبعضها خرج من دون المبادرة بالسؤال من احد وقسم منها أراء فقهية ومنها في طلب المشورة وكذلك ما ورد مشافه ولم يكن فيه توقيع بالمعنى المعروف كون الأجوبة عليها مشافهة على لسان السفراء أوردها المصنف كذلك من ضمن التواقيع كون الوكلاء هم نواب عنه (عجّل الله فرجه) فقطعاً يحدثون الناس نيابة عنه وبأمره وعلى لسانه، وللأسف البعض ممن حدثوا بهذا التواقيع من معاصري زمن الغيبة الصغرى أو الذين خرجت لهم تلك التواقيع ونقلوا خبرها لا توجد لهم تراجم في كتب الرجال أو غيرها وحتى في بعض كتب التراجم اعتمدوا على ما نقله الصدوق من روايات في ترجمة هؤلاء ومما يؤسف أيضاً ان النصوص الاصلية أو كتب هذه التواقيع نفسها التي هي بتوقيع الامام الحجة (عجّل الله فرجه) لا يوجد لها أثر سوى ما نقل في المصادر، وقد أورد المصنف الكثير من الروايات في هذا الباب منها من الأخبار العرضية العامة وبعضها انفرد بذكرها هو دون غيره من المتقدمين، وقد اختصرنا على بعض هذه الاخبار لطولها وأخذنا أهم فقرات التوقيع الواردة فيها(1950) وقد انفرد في المصنف في ايراد بعضها دون غيره من المتقدمين وذكر بعض تواقيع متداخلة مع أبواب اخرى من الكتاب غير باب التواقيع وسنورد هنا جميعها بتسلسل رقمي لتتابع الاستدلالات فيها فقد نقل عدة توقيعات في جوانب مختلفة عن شخص واحد يذكرها تتابعاً:
1 - وأول هذه الروايات يرفعها المصنف بسندها عن علي بن عاصم الكوفي(1951) يقول: (خرج في توقيعات صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) قال: (ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس)(1952).
وموارد النهي عن التسمية ذكرنا الكثير منها فيما سبق من المباحث(1953) فلا حاجة للتكرار، وزيادة على ذلك ما يوضح فيه النهي عن التسمية ومنها ما روي أن ابا خالد الكابلي سأل الامام الباقر (عليه السلام) عن اسم القائم حتى يعرفه باسمه قال: (سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أحد لحدثتك ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة)(1954).
وخير دليل حديث الإمام الباقر (عليه السلام) في زمان المنع عن التسمية وهنا الإمام الباقر (عليه السلام) يتحدث عن عصره ولا يجوز البوح بالاسم في ذلك الزمان أي قبل زمان الغيبة الكبرى وزمان الغيبة الصغرى ووقت السفراء فكان الخطر يحدق به هو بسفرائه ووكلائه أو محبيه بتذكرة الظلمة بحالة لو ذكر باسمه كونه قريباً نوعاً ما وخاصة في زمن الغيبة الصغرى باتصال السفراء به وهم بدورهم يتصلون بالناس، والدليل على قول الإمام الباقر (عليه السلام) لو أن بني فاطمة عرفوه... فمنهم جعفر وكيف بحث عن الإمام وأراد الظفر به بمساعدة السلطة، ومن ثم أصبح من الممكن ذكر الاسم بعد عصر الغيبة الكبرى والدليل على ان الاسم ذكر بعد ذلك هو ما أخرجه مصنفو الشيعة في عدد من المصادر ومنهم الصدوق التي تتحدث عن الغيبة فذكر الاسم أصبح امراً عادياً أما قبل هذا الوقت فان آباؤه وبالأخص أبيه العسكري وكما نقل في عدد من الروايات انهم صرحوا باسمه لخاصة أصحابهم وثقاتهم أو أهل بيتهم مثل ما سماه أبوه لامه نرجس وقد تقدم الكلام في هذه الأخبار، أما هـذه الرواية الواردة عند الصدوق نقلها عدد من المتأخرين نقلاً عنه التي انفرد بها هو دون غيره من المتقدمين(1955).
2 - وفي خبر آخر عن التسمية يرويه أبو علي محمد بن همام(1956) عن محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) يقول: (خرج توقيع بخط أعرفه: من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله، قال أبو علي: وكتبت أسأله عن الفرج متى يكون؟ فخرج إلي: كذب الوقاتون)(1957).
نقل خبر هذا التواقيع في الكتاب المنسوب إلى محمد بن همام نفسه(1958) وأورده عدد آخر من المصنفين ممن نقلوا التواقيع المباركة للحجة (عجّل الله فرجه) كما ورد عند الصدوق(1959)، ودلالة هذه التوقيع كما في الرواية الأولى سابقاً وللزيادة في أمر التوقيت التي أفرغ لها الكليني باباً خاصاً في كراهة التوقيت وتطابق توقيعه مع حديث آبائه منها عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت)(1960).
3 - في خبر يرويه المصنف بسندين للحديث عن محمد بن صالح الهمداني(1961) قال: (كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام): إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني(1962) بالحديث الذي روي عن آبائك (عليهم السلام) أنهم قالوا: قوَّامنا(1963) وخدامنا شرار خلق الله، فكتب (عجّل الله فرجه): ويحكم أما تقرؤون ما قال (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرى ظاهِرَةً﴾ (سبأ: 18)، ونحن والله القرى التي بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة)(1964).
روى خبر هذا التوقيع والد الصدوق في الإمامة والتبصرة بالسند نفسه والنص(1965)، وكذلك عند الطوسي بتفاوت يسير(1966)، وفي غيرهما من المصادر نقلاً عن الصدوق وعن الطوسي(1967)، إما عن نص الحديث القائل: (خدامنا وقوامنا شرار خلق الله) الذي قال فيه انه عن آبائه فلم يذكره سوى الطوسي وأخرجه من دون سند ويقول ان هذا ليس عاماً وإنما قالوا هذا لان فيهم اي الخدام من تغيير وبدل وخان ويقول هذا على ما سنذكره(1968) ولا يذكر عن أي إمام ورد هذا الحديث وأخذه عنه بعض المتأخرين(1969).
وعن معنى الآية الكريمة وتشابه معنى التوقيع مع ما قاله آباؤه عن الآية، روي عن الإمام موسى ابن جعفر (عليهما السلام) قال: (دخل على أبي بعض من يفسر القرآن، فقال له: أنت فلان؟ وسماه باسمه، قال نعم، قال: أنت الذي تفسر القرآن؟ قال: نعم، قال فكيف تفسر هذه الآية: ﴿وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرى ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾ قال: هذه بين مكة ومنى، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع، قال نعم، قال: فموضع يقول الله آمن يكون فيه خوف وقطيع، قال فما هو؟ قال: ذاك نحن أهل البيت قد سماكم الله ناساً وسمانا قرى، قال جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أليس الله تعالى يقول: ﴿وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها﴾ (يوسف: 82) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس...)(1970)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) انه سئل عن ﴿قُرى ظاهِرَةً﴾ قال: (الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا...)(1971) وفي قوله تعالى: ﴿سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: مع قائمنا أهل البيت) وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً﴾ قال: (فمن بايعه ودخل معه مسح على يديه ودخل في عقد أصحابه كان آمناً)(1972).
4 - وخرج توقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بالإجابة على عدة مسائل طرحت عن طريق محمد بن عثمان نأخذ بعض فقرات التوقيع توخياً للاختصار منها: (أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا فأعلم أنه ليس بين الله (عزَّ وجلَّ) وبين أحد قرابة ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام)... أما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف (عليه السلام)... وأما أموالكم فلا نقبلها الا لتطهروا فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع... وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون... وأما قول من زعم ان الحسين (عليه السلام) لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال، وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم...، وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران، وأما الخمس فقد ابيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور امرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث....، وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ (المائدة: 101)، إنه لم يكن لأحد من آبائي الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانة وأني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب... فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكفلوا علم ما قد كفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى)(1973).
وذكر خبر هذا التوقيع في عدد من مصادر الغيبة(1974)، ونلاحظ أن أغلب فقرات هذا التوقيع كذلك خرجت مضامينها في الروايات الواردة عن آبائه تطرقنا اليها في ما روي عن سبب الغيبة والانتفاع به(1975)، وأما فقره (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) نجدها تتقارب مع ما ورد في التوقيع الثاني بالنقل من الأئمة (عليهم السلام) عن طريق الشيعة إلى الشيعة وعن طريق العلماء إلى الشيعة ولعله المقصود منها كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه سئل عن ﴿قُرى ظاهِرَةً﴾ قال: (الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا...)(1976).
والواضح هنا يشير إلى رواة حديث أهل البيت (عليه السلام) على وفق معطيات صحيحة وطريق هداية موثقه حينها يصبحون حجة على من يسمعون حديثهم أو ما نقل عنهم وهو حجة على ناقلي هذا الحديث أو روايات أهل البيت وباعتبار أن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) هو آخر الحجج فهو حجة عليهم فيما نقلوا ولا يذكر فيها تفصيل من هم أصناف ناقلي الحديث المذكورين أو المشار إليهم بالعموم ولم يحدد فيه غير رواة الحديث بأنهم حجة اي ناقل حديثهم وهنا من المحتمل أن الحديث المروي هو الحجة وليس راوي الحديث هو الحجة ولكن بتوثيق الراوي يعد حجة واكبر دليل على هذا كل ما أخذناه عنهم (عليهم السلام) في شتى المجالات عن طريق الكتب من رواة الحديث من الذين رووا عن الأئمة ممن سمعها عن الإمام بالمباشر أو عن طريق من سمعها وحدث بها أما قوله من حوادث واقعة أي وقعت أو تشمل ما سيقع في المستقبل فعندنا العلماء قد استندوا على ما حدث به النبي أهل البيت (عليهم السلام) أو تقارب معها ولا يمكن القطع بصحتها جميعها وخرج عل أثر هذا عندنا علم الرجال الذي يختص بالتحقيق في توثيق رجال الحديث وتحقيق المصادر للتأكد من رواية الحديث أو الروايات بنصها أو مضمونها، وفوق هذا كله انه (عجّل الله فرجه) يؤكد على الدعاء بتعجل الفرج وترك اي شيء قد تكفل به غيرك أو لا يعنيك ولهذا الموضوع تفاصيل كثيرة لا يسع المقام للخوض بها هنا وكذلك ما أشير في موضوع الخمس(1977) إذ فيه تفصيلات كثيرة وتجد باقي الفقرات اتضحت في معاني من المباحث السابقة.
5 - في خبر يرفعه بسنده عن محمد بن شاذان أورده المصنف بصيغتين في اللفظ بنفس مضمون الرواية قال: (اجتمع عندي مال للغريم(1978) (عليه السلام) خمسمائة درهم ينقص منها عشرين درهماً فأنفت أن أبعث بها ناقصة هذا المقدار فأتممتها من عندي وبعثت بها إلى محمد بن جعفر(1979)، ولم أكتب مالي فيها فأنفذ إلي محمد بن جعفر القبض وفيه: وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهم)(1980).
نقل خبر هذا التوقيع في كثير من المصادر باختلاف يسير فورد عن الكليني يقول: (وبعثتها إلى الأسدي) كما هو في الخبر الثاني عند الصدوق(1981)، واخرجت الرواية عند عدد المصنفين بنفس النص مع اختلاف يسير(1982)، وقد يتبادر إلى الذهن كيف يعلم الإمام بتلك الامور وكما أشرنا سابقاً انهم ورثة الأنبياء وورثوا علم جدهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وان الله علمهم بهذا كل شيء ومن ذلك ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الله أحكم وأجل وأعلم من أن يكون احتج على عباده بحجة ثم يغيب عنه شيئاً من أمرهم) ويروى أن اثنين من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قالا: (دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل الكوفة يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه إليه فجاءه فقال له ذهبت بمالي، فقال والله ما فعلت، فغضب فاستوى جالساً ثم قال تقول والله ما فعلت وأعادها مراراً... والله لو كنتما أُمناء الله وخليفته في الأرض وحجته على خلقه ما خفي عليكما ما صنع بالمال، فقال الرجل عند ذلك: جعلت فداك قد فعلت وأخذت المال)(1983).
نلاحظ هنا مدى التشابه ما بين الأئمة (عليهم السلام) في دقائق الأمور ومنها الأمور المالية وعلمهم بإذن الله ومقاديرها والتي خفي عليهم أمرها من قبل أصحابها أو حملتها.
6 - وفي رواية يرفعها بسندها عن الشيخ العمري (رضي الله عنه) يقول: (صحبت رجلاً من أهل السواد ومعه مال للغريم (عليه السلام) فأنفذه فرد عليه، وقيل له: أخرج حق ولد عمك منه هو أربعمائة درهم فبقي الرجل متحيراً باهتاً متعجباً ونظر في حساب المال وكانت في يده ضيعه لولد عمه قد كان رد عليهـم بعضها وزوى عنهم بعضها فإذا الذي نضّ(1984) لهم من ذلك المال أربعمائة درهم كما قال (عليه السلام) فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل)(1985)، نقل هذا التوقيع جملة من المؤرخين بلا اختلاف فقط شيء يسير في السند ورواه بنفس المضمون(1986)، ودلالته والشاهد عليه كما في خبر التوقيع السابق بشأن علمه بمقدار المال.
7 - ويروى: (أنه بعث(1987) إلى أبي عبد الله بن الجنيد(1988) وهو بواسط غلاماً وأمر ببيعه فباعه وقبض ثمنه فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطاَ وحبه فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطاً وحبه وأنفذها فرد عليه ديناراً وزنه ثمانية عشراً قيراطاً وحبة)(1989).
ورد إثبات هذا التوقيع في جمع من المصادر بنفس الرواية الواردة في الإكمال مع اختلافات بسند نقل الرواية(1990)، هذا من علمه كما حال الأموال التي عرف مقدار ما نقص أو زاد فيها وهي في أيادٍ بعيدة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون [قال الراوي ] ثم مكث هنيئةً فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال:
علمت ذلك من كتاب الله (عزَّ وجلَّ) يقول فيه: ﴿تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (النحل: 89)(1991)، وهـم ورثوا هذا العلم كله عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وورثوا عنه علم الأنبياء واحداً عن واحد حتى بان عندهم كل شيء بما يمتلكون من علم إلى يوم القيامة(1992) وتجد مصداقه كذلك عند الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
8 - وفي خبر جاء فيه إن محمداً بن إبراهيم بن مهزيار(1993) ورد العراق شاكاً مرتاداً فخرج إليه: (قل(1994) للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم: أما سمعتم الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59) هل أمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة أولم تروا أن الله (عزَّ وجلَّ) أو لم ترَ أن الله (عزَّ وجلَّ) جعل لكم معاقل تأوون إليها وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم (عليهم السلام) إلى أن ظهر الماضي [أبو محمد](عليه السلام) كلما غاب علم بدا علم وإذا أفل نجم طلع نجم فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله (عزَّ وجلَّ) قد قطع السبب بينه وبين خلقه كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله (عزَّ وجلَّ) وهم كارهون، يا محمد بن إبراهيم لا يدخلك الشك فيما قدمت له فان الله (عزَّ وجلَّ) لا يخلي الأرض من حجة أليس قال لك أبوك قبل وفاته: أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندي فلما أبطئ ذلك عليه وخاف الشيخ على نفسه الوحا(1995) قال لك: عيّرها على نفسك وأخرج إليك كيساً كبيراً وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس وصرة فيها دنانير مختلفة النقد فعيرها وختم الشيخ بخاتمه وقال لك: اختم معي خاتمي فإن أعش فأنا أحق بها وإن أمت فاتق الله في نفسك أولا ثم فيّ فخلصني وكن عند ظني بك أخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقديين ومن حسابنا وهي بضعة عشر ديناراً واسترد من قبلك فإن الزمان أصعب مما كان وحسبنا الله ونعم الوكيل)(1996).
أما عن الآية الكريمة الواردة في التوقيع روي عن الإمام الحسن العسكري عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أوصى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام) ثم قال في قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ قال: الأئمة من ولد علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) إلى أن تقوم الساعة)(1997)، ومن هذا ايضاً يمكن أن نقول أن التوقيع يتطابق من مضامين أحاديث آبائه (عليهم السلام).
واخرج هذا التوقيع بتلك الصيغة عن ابن مهزيار في غيره من المصادر بلا اختلاف عن الصدوق مع اختلاف يسير فقط في السند(1998)، ويوضح الإمام لابن مهزيار بان أمرهم باق بلا انقطاع وكلما فقد واحد وجد من يأتي بعده ثم يحذره من الشك في هذا الأمر بان لا يقطعوا السبب بين الله وعباده فتجد هذا التوقيع شاملاً لعدة مضامين وردت بشأنه وبغيبته في أحاديث آبائه (عليهم السلام)(1999) وحذروا من الشك والارتياب وانقطاع الأمر وبعد هذا يثبت الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لمحمد بن إبراهيم مهزيار علمه بمقادير الأموال وحال أبيه قبل الموت وأخبره بوصية أبيه له قبل موته ليلقي عليه الحجة بالإعجاز لما معه قبل ان ينطق بن مهزيار بما معه فيزيل بذلك شكه ويعرف امامه كما كان يفعل الإمام العسكري (عليه السلام).
وفي نفس الرواية عن محمد بن إبراهيم قال: (قدمت العسكر زائراً فقصدت الناحية فلقيتني امرأة وقالت: أنت محمد بن إبراهيم؟ فقلت نعم، فقالت لي: انصرف فإنك لا تصل في هذا الوقت وارجع الليلة فإن الباب مفتوح لك فادخل الدار واقصد البيت الذي فيه السراج ففعلت وقصدت الباب فإذا هو مفتوح فدخلت الدار وقصدت البيت الذي وصفته فبينما أنا بين القبرين انتحب وابكي إذ سمعت صوتاً وهو يقول: يا محمد اتق الله وتب من كل ما أنت عليه فقد قلت أمراً عظيماً)(2000).
وهذا ما يدعونا بالقول بصحة الروايات أعلاه لتلاقي الأخبار بنفس المضمون إلا أن الخبر الثاني عن المرأة التي قالت له بان يذهب إلى البيت الذي فيه السراج هو خبر غير دقيق فلا حاجة لهذا للصوت إن كان خرج له توقيع بالوكالة وهل الصوت وخبر بيت السراج هذا قبل هذه الأخبار ام بعدها وهذا غير معلوم في الروايات؟ والمرجح انه قبلها لو أسلمنا لقول الكليني والمفيد وانه أراد إنفاق الأموال لصالحه كما ورد في ترجمته لذا ورد عليه التنبيه بتلك الطريقة.
9 - ويروى الصدوق بسنده عن نصر بن الصباح البلخي(2001)، قال: (كان بمرو(2002) كاتب للخوزستاني(2003)، سماه نصر اجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني فقلت: ابعث بها إلى الحاجزي فقال: (هو في عنقك إن سألني الله (عزَّ وجلَّ) عنه يوم القيامة فقلت: نعم، قال نصر: ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال فذكر أنه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها والدعاء له وكتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار فإن أحببت أن تعامل أحداً فعامل الاسدي بالري، قال نصر وورد علي نعي حاجز فجزعت من ذلك جزعاً شديداً واغتممت له فقلت له: ولم تجزع وقد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال وقد نعي إليك حاجزاً مبتدئاً)(2004).
ونقل هذا التوقيع عند الطوسي بتفاوت بسيط وبنفس المضمون وبسند مختلف ويسمي هذا الكاتب محمد بن الحسن الكاتب المروزي(2005)، وهو صاحب المال(2006)، وفي الخرائج بنفس المضمون ويسمه محمد بن الحصين(2007) الكاتب(2008)، وعنهم عند بعض المتأخرين(2009)، اما دلالة التوقيع كما في الرواية اخباره بمبلغ المال ونعي حاجز وإحالتهم للتعامل مع الاسدي وهذا قبل موت حاجز ثم اتضح لهم ذلك صدق الخبر بعد ان مات.
10 - ويروى عن نصر بن الصباح قال: (أنفذ رجل من أهل بلخ(2010) خمسة دنانير إلى حاجز وكتب رقعة وغير فيها اسمه فخرج إليه الوصل[ التوقيع ] باسمه ونسبه والدعاء له)(2011).
رواه الصدوق عن ابيه والذي ذكره الخبر في كتابه الإمامة والتبصرة(2012)، رواه جملة من المصنفين بأسانيد مختلفة تفاوت يسير في النص(2013)، وكذلك دلالتها واضحة بان صحح له اسمه الحقيقي الذي أخفاه هو وذكر له نسبه، يروى انه سئل أبي عبد الله (عليه السلام): (عن الإمام يعلم الغيب؟ فقال: لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك)(2014).
11 - وعن محمد بن شاذان قال: (بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة قد خط فيها بأصبعه كما تدور(2015) من غير كتابة وقال للرسول: اِحمل هذا المال فمن أخبرك بقصته وأجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال فصار الرجل إلى العسكر وقد قصد جعفراً وأخبره الخبر فقال له جعفر(2016): تقر بالبداء؟ قال الرجل: نعم، قال له فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال، فقال له الرسول: لا يقنعني هذا الجواب، فخرج من عنده وجعل يدور على أصحابنا(2017)، فخرجت إليه رقعة قال: هذا مال قد كان غرر(2018) به وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال(2019) وردت إليه الرقعة وقد كتب فيها كما تدور وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل)(2020).
رواه الصدوق عن أبيه(2021) واثبت خبر هذا التوقيع في دلائل الإمامة عن نصر بن الصباح بالمعنى ذاته ويضع بدل كلمة غرر (عثر به)(2022) وفي عدد من المصنفات كما هو في الإكمال بتفاوت يسير في الألفاظ(2023)، ودلالة هذا التوقيع كسابقاته إلا انه فيه سعة في التثبيت لما لم يقنع الرجل بالجواب الأول وخرج يبحث على من يعطيه علامة أو خبر المال والرقعة لم يجد من يخبره بقصتهما حتى خرج له التوقيع بطريقة يفهما الرجل نفسه الذي أرسل تلك الرسالة وكذلك يثبت الدلالة للرسول الذي معه للرسالة ويخبره بقصة المال فيعرف من هو صاحب الحق ليسلمه المال ويعطيه دلالة اخرى بأنه سأل الدعاء ودعي له.
12 - ويروى عن محمد بن صالح الهمداني بأنه كتب له في طلب الدعاء لمحبوس ليفرج عنه من حبسه وان يستأذن في جارية يستولدها فخرج له الرد: (استولدها ويفعل الله ما يشاء والمحبوس يخلصه الله، فاستولدت الجارية فولدت فماتت وخلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع)(2024).
ورد خبر هذا التوقيع في الكافي فيه الشق الاول من التوقيع قال: (كانت لي جارية كنت معجباً بها فكتبت أستأمر في استيلادها فورد: استولدها ويفعل الله ما يشاء، فوطئتها فحبلت ثم أسقطت فماتت)(2025)، وأورده البعض كما في رواية الصدوق وبعضهم كما وردت عند الكليني(2026)، وفي التوقيع تحققت كلتا العلامتين دلالة على إعجازه.
ومن معاجز علم الإمام المعصوم انه يعرف ما يضمره المستقبل أو حتى في البعد الجغرافي للمكان أو بما سيقع أو بعد أو دنو الآجال وعلمهم متداخل في كل شيء يروى أن الإمام الرضا (عليه السلام) نظر إلى رجل فقال: (يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه، فمات الرجل بعد ثلاثة أيام)(2027).
13 - ويروى رجل كتب في مولود ولد له وكتب يستأذن في تطهيره يوم السابع أو الثامن فلم يكتب له شيء فمات المولود يوم الثامن ثم كتب كتاب آخر يخبر بموته فورد على الرجل التوقيع الشريف يخبره: (سيخلف عليك غيره وغيره فسمه أحمد ومن بعد أحمد جعفراً، فجاء كما قال (عليه السلام)، قال وتزوجت بامرأة سراً فلما وطأتها علقت وجاءت بابنة فاغتممت وضاق صدري فكتبت أشكو ذلك فورد (ستكفآها)(2028) فعاشت أربع سنين ثم ماتت فورد: إن الله ذو أناة(2029) وانتم تستعجلون)(2030).
اخرجت هذه التواقيع في عدد من مصادر، منها نقل الكليني التوقيع الأول الذي مات فيه المولود في اليوم السابع ولا يذكر من حدث به(2031)، وأخرجه الطبري بان التواقيع لرجلين وليس لرجل واحد فالثاني الذي تزوج سراً بأنه غير الذي جمعت له التواقيع في الخبر المروي عند الصدوق ويرويه الطبري عن محمد بن شاذان عن رجل من بلخ وباقي الخبر نفسه أي ان الاختلاف بالنقل الا أن مضمون الخبر نفسه(2032) وورد عن غيره بتفاوت لا يعتد به ومنهم من روى الخبر الاول ومنهم من نقل الثاني ومنهم اورده كما في الإكمال(2033).
وبغض النظر بأن هذه الأخبار لشخص واحد أو شخصين فأن عدم الرد هو كذلك يعد رسالة بان الولد لا حاجة لتطهيره فانه يموت، بعدها يطمئنه بأن الله سيخلف له ويسميهم له كذلك وفي الثالثة ضاق صدره لولادة بنت له ويخبره بان لا يحمل همها وانه سيكفي الله امرها فماتت بعد أربع سنين فلهذا الرجل ابي جعفر وحده وقف على ثلاث معجزات بان أخبره بما سيقع من أمره قبل ان يقع ونلاحظ فيه مدى التعامل الإنساني للإمام اذ لم يبشره بموت ابنه أو بنته قبل موتهما بل ترك امره للزمن، وفي قصه تعطي نفس الدلالة ان احد أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) سأله بان زوجته تريد ثوباً من ثيابه تجعله كفناً لها فقال له: (قد استغنت عن ذلك) فخرج ولا يعرف معنى قول الإمام حتى ورده خبر موتها(2034).
14 - يروى عن محمد بن صالح: (لما ورد نعي ابن هلال(2035) لعنه الله جاءني الشيخ(2036) فقال لي: (أخرج الكيس الذي عندك فأخرجته إليه فأخرج إلي الرقعة فيها: (وأما ما ذكرت من أمر الصوفي المتصنع - يعني الهلالي - فبتر الله عمره)، ثم خرج من بعد موته: فقد قصدنا فصبرنا فبتر الله تعالى عمره بدعوتنا)(2037).
وانفرد الصدوق دون المتقدمين بنقل هذا التوقيع وأخذه عنه عند بعض المتأخرين(2038)، وكان الهلالي من اهل العراق الذين حج على قدميه أربعاً وخمسين حجة حتى ورد ما ورد في مذمته: (احذروا الصوفي المتصنع) فانكر أهل العراق هذا وأرسلوا القاسم بن العلا(2039) يراجع في أمره فخرج اليهم توقيع: (قد كان أمرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لم يزل لا غفر الله له ذنبه ولا أقاله عثرته دخل في أمرنا بلا إذن منا ولا رضى يستبد برأيه فيتحامى عن ديوننا لا يمضي من أمرنا إياه الا بما يهواه... فصبرنا عليه حتى بتر الله عمره بدعوتنا وكنا قد عرفنا خبره قوماً من موالينا في أيامه...)(2040).
والواضح من الرواية ان رقعة التوقيع التي تبشر بموت الهلالي أودعت عند محمد بن صالح قبل ان يموت الهلالي أو قبل وصول خبر موته تبشر بموته، ثم يردفها بتوقيع آخر يثبت حجة التوقيع الاول ان الله بتر عمره بدعاء الامام الحجة (عجّل الله فرجه)، هذا بدعائه على عدوه فيقصم الله حياة أعدائهم بالموت ومثل هذا في حياة أبيه العسكري (عليه السلام) كتب اليه أحد أصحابه بعد أن أمر المعتز العباسي الامام العسكري (عليه السلام) إلى الكوفة فكتب له صاحبه يدعى ابا الهيثم: (جعلت فداك بلغنا خبر أقلقنا وبلغ منا، فكتب: بعد ثلاث يأتيكم الفرج، فقتل المعتز يوم الثالث)(2041).
15 - وفي عدة أخبار يرويها عن الحسن بن الفضل اليماني(2042) قال: (قصدت سر من رأى فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوبان فرددتها وقلت في نفسي: أنا عندهم بهذه المنزلة فأخذتني العزة ثم ندمت بعد ذلك فكتبت رقعة أعتذر من ذلك وأستغفر ودخلت الخلاء وأنا أحدث نفسي وأقول: والله لئن ردت إلي الصرة لم أحلها ولم أنفقها حتى أحملها إلى والدي فهو أعلم بها مني، قال: ولم يشر عليّ من قبضها مني بشيء ولم ينهني عن ذلك، فخرج إليه: أخطأت إذ لم تعلمه أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا وربما يسألونا ذلك يتبركون به، وخرج إلي: أخطأت بردَّك برَّنا فإذا استغفرت الله (عزَّ وجلَّ) فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك أن لا تحدث فيها حدثاً ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك وأما الثوبان فلابد منهما لتحرم فيهما)(2043).
ويكمل اليماني حديثه قائلاً: (وكتبت في معنيين(2044)، وأردت أن أكتب في معنى ثالث فقلت في نفسي لعله يكره ذلك: فخرج الي الجواب للمعنيين والمعنى الثالث الذي طويته ولم أكتبه) ثم قال: (وسألت طيباً فبعث الي بطيب في خرقة بيضاء فكانت معي في المحمل فنفرت ناقتي بعسفان(2045) وسقط محملي وتبدد ما كان فيه فجمعت المتاع وافتقدت الصرة واجتهدت في طلبها حتى قال لي بعض من معنا ما تطلب؟ فقلت صرة كانت معي، قال: ما كان فيها؟ قلت: نفقتي، قال: قد رأيت من حملها فلم أزل أسال عنها حتى أيست منها فلما وافيت مكة حللت عيبتي وفتحتها فإذا أول ما بدر علي منها الصرة وإنما كانت خارجاً في المحتمل فسقطت حين تبدد المتاع)(2046).
وبعد الحديث السابق يقول اليماني: (ضاق صدري ببغداد في مقامي وقلت في نفسي أخاف أن لا أحج في هذه السنة ولا انصرف إلى منزلي وقصدت أبا جعفر(2047) أقتضيه جواب رقعة كنت كتبتها فقال لي: صر إلى المسجد الذي في مكان كذا وكذا فإنه يجيئك رجل يخبرك بما تحتاج اليه فقصدت المسجد وأنا فيه إذ دخل علي رجل(2048) فلما نظر إلي سلم وضحك وقال لي: أبشر ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك إن شاء الله تعالى)، وقال: (وقصدت ابن وجناء أسأله أن يكتري لي ويرتاد عديلاً(2049) فرأيته كارهاً ثم لقيته بعد أيام فقال لي: أنا في طلبك منذ أيام وقد كتب إلي وأمرني أن أكتري لك وأرتاد لك عديلاً ابتداءً فحدثني الحسن أنه وقف في هذه السنة على عشر دلالات والحمد لله رب العالمين)(2050).
أخرج الكليني هذه التواقيع بتفاوت يسير في الألفاظ وبالمضمون نفسه مع تقديم وتأخير في روايتها(2051)، وفي تقريب المعارف كما هو عند الكليني(2052)، وفي غيرها من المصادر والمراجع اغلبها نقلته مثلما ورد في الكافي(2053)، وروي خبر التوقيع المشار إليه بأنه كتب في معنيين والمعنى الثالث الذي لم يكتب به عند بعض المصنفون دون باقي التواقيع المذكورة في الرواية(2054).
وبالرغم من التفاوت إلا أنها تعطي نفس المعنى، أما أهم الدلالات في تلك التواقيع ان اليماني هذا رد العطاء الذي بعث إليه ثم ندم على ردها وتمنى ان تعود له لحملها لوالده حتى ان حاملها الذي اتى بها له والذي قبضها منه حين رفضها لم يحدثه عن سبب رفضه لقبول العطاء ولم ينهه من ان يردها أو يقبلها فخرج اليه التوقيع كما في نفسه بعد ان تمنى ان تعود له العطية تلك وبعث له بمال وثوبين للحج قبل ان يستأذن هو بطلب الحج فيما بعد ولعله لم يلتفت لذلك حتى بعث رقعة فيما بعد يسأل فيها الحج وبشر بذهابه للحج ولعل هناك فرقاً بين هدية الثوبين وطلب الحج ومن المرجح أنها في نفس السنة من خلال حديثه انه وقف على عشر دلالات في هذه السنة التي دخل فيها العراق وهاتان منهما، ثم الدلالة الاخرى هي ما كتب في معنيين وامتنع عن الثالث فخرج اليه الجواب بالمعنيين اللذين كتبهما وفي الثالث الذي اضمره في نفسه، والدلالة الاخرى هي صرة الطيب التي سقطت منه ثم وجدها داخل صرته في مكة، وكذلك بشارته بالحج دلالة اخرى، ومنها دلالة الحديث الذي دار بينه وبين ابن وجناء ولم يعلم به غيرهما وامتنع ابن وجناء من تلبية طلبه فأتى الكتاب بالأمر لابن وجناء بتنفيذ تلك الطلبات لليماني دون ان يعلم احد بما يريد غيره هو وابن وجناء وما هذه كلها الا علامات ودلالات لحجة الله (عجّل الله فرجه) لعلمه بحال مواليه وتتبع امورهم وكما يروي اليماني نفسه بانه وقف على عشر دلالات.
16 - ويوري عن علي بن محمد الشمشاطي(2055)، وهو رسول لشخص يدعى جعفراً بن إبراهيم اليماني(2056) وكان مقيماً ببغداد وكتب يسأل في الخروج مع قافلة إلى اليمن فخرج له التوقيع (لا تخرج معها فما لك في الخروج خيرةٌ وأقم في الكوفة) فخرجت القافلة وخرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها، قال: وكتبت أستأذن في ركوب الماء فخرج: لا تفعل، فما خرجت سفينة في تلك السنة الا خرجت عليها البوارج(2057)، وقطعوا عليها)، وقال: (وخرجت زائراً إلى العسكر فأنا في المسجد الجامع مع المغرب اذ دخل علي غلام فقال لي: قم، فقلت: من أنا وأين أقوم؟ فقال: لي: أنت علي بن محمد رسول جعفر بن إبراهيم اليماني، قم إلى المنزل، قال: وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي، قال: فقمت إلى منزله واستأذنت في أن أزور من الداخل فأذن لي)(2058).
نقل خبر هذين التوقيعين الكليني يشير لبني حنظلة أنهم من بني تميم(2059)، أما من يقف في طريق السفن يقول: (انهم قوم من الهنود يقال لهم البوارح)(2060) وباقي الخبر نفس مضمون الرواية الواردة عند الصدوق(2061) ورواها الخصيبي كما في الكافي بتفاوت يسير(2062) وعند المفيد كذلك(2063) وبنفس المضمون عند غيرهم ورد خبر هذه التواقيع(2064).
وفي قصة مشابهة وقعت لرجل تاجر قال انه كتب للإمام الرضا (عليه السلام) أسأله الإذن لي في الخروج إلى مصر وكنت أتجر إليها فكتب إلي: (أقم ما شاء الله فأقمت سنتين ثم قدمت الثالثة فكتبت إليه أستأذنه فكتب إلي أخرج مباركاً لك صنع الله لك ووقع الهرج ببغداد فسلمت من تلك الفتنة)(2065).
وقد يتبادر للذهن كيف يعلم الإمام كل هذا، يروى عن المفضل بن عمر أنه سئل ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) عن علم الإمام (عليه السلام) بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمسة أرواح روح الحياة فبه دب ودرج وروح القوة فبه نهض وجاهد وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال وروح الأيمان فبه آمن وعدل وروح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام (عليه السلام) وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو والأربعة الارواح تنام وتغفل وتلهو وتزهو وروح القدس كان يرى به)(2066)، وسئل (عليه السلام) بأنه: (ما علم عالمكم أجُملةً يقذفه الله في قلبه أو ينكت في اذنه، قال: وحي كوحي ام موسى)(2067).
17 - يروي عن رجل يدعى ابا رجاء المصري(2068) خرج يبحث عمن يخلف ابا محمد (عليه السلام) بعد سنتين من وفاته وفي الثالثة وهو في المدينة قال قلت في نفسي: (لو كان شيء لظهر بعد ثلاث سنين فإذا بهاتف اسمع صوته ولا ارى شخصه يقول: يا نصر بن عبد ربه قل لأهل مصر آمنتم برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث رأيتموه؟) وقال انه لم يكن يعرف اسم ابيه من قبل كونه قد مات أبوه وقد ولد ونشأ وتربى في المدائن عند غيره وبعد سماعه للصوت عاد مصر، وقال: (كتب رجلان من اهل مصر في ولدين لهما فورد: أما أنت يا فلان فآجرك الله ودعا للآخر فمات ابن المعزَّى)(2069).
ونقل الخبر هذا في عدد من المصادر(2070)، ودلالة الخبر فانه سمع الصوت من المرجح انه صوت الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) اما انه سمعه ولم يره لعله لم يكن ليعرف اين يقف وينادي عليه في المحل الذي هو واقف فيه أي ممكن القول ان الإمام يرى المصري من مكان ما قريب ويناديه دون ان يراه المصري واخبره الجملة بسرعة ولعل الإمام يريد ان يطبق الجملة التي اسمعها للمصري بان كلمه دون ان يراه مع دلالة بأنكم آمنتم بالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دون أن تروه وهذا لم يخرج فيه توقيع، اما التوقيع الذي خرج للرجلين من أهل مصر اللذين كتبا في ولدين لهما من المحتمل ان ابا رجاء المصري سمع خبر قصة التوقيع الذي خرج لهما فدلالته بحسب الرواية انه حصل ما أخبرهما به.
18 - وعن ابي محمد الوجنائي قال: (اضطرب امر البلد وثارت فتنة(2071) فعزمت على المقام ببغداد فأقمت ثمانين يوماً فجاء شيخ وقال لي انصرف إلى بلدك فخرجت من بغداد وأنا كاره فلما وافيت سر من رأى وأردت المقام بها ورد علي من اضطراب البلد فخرجت فما وافيت المنزل حتى تلقاني الشيخ ومعه كتاب من أهلي يخبروني بسكون البلد ويسألوني القدوم)(2072).
لم ينقل هذا الخبر سوى الصدوق وقد أخذه عنه المجلسي فقط(2073) ولم يتضح لدينا سبب ورود هذا الخبر في باب التوقيعات والواضح فيه بانه يلمح بان الشيخ من طرف الامام الحجة (عجّل الله فرجه) اما اذا قصد انه نفس الشيخ الذي لقيه في بغداد وسامراء فما هي تلك السرعة في التنقل ومن أين أتى له بكتاب أهله إذا كان هو نفس الشيخ فالوجنائي وكيل للإمام وكان من الممكن ان يستلم إجاباته أو يكتب استفساراته أو ما يخص أمره ويأخذها من السفير المعاصر له وأما إذا كان الشيخ من طرف المولى الحجة (عجّل الله فرجه) وهذا محتمل زيادة في إثبات الحجة بان الإمام يعلم بأحوال مواليه حتى عن بعد المسافة عنه فمن الطبيعي ان هذا الشيخ الذي التقى به الوجناني قد أفاض عليه الإمام (عجّل الله فرجه) ببعض العلوم التي تساعده في أداء أعماله ومنها طي الأرض فيمكن أن نعدها دلالة على إمكانيات الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) إن كانت عن طريق الوكلاء أو من دونهم.
19 - عن محمد بن هارون(2074) قال: (كانت للغريم (عليه السلام)علي خمسمائة دينار فأنا ليلة ببغداد وبها ريح وظلمة وقد فزعت شديداً وفكرت فيما علي ولي وقلت في نفسي حوانيت اشتريها بخمسمائة دينار وقد جعلتها للغريم (عليه السلام) بخمسمائة دينار قال: فجاءني من يستلم من الحوانيت وما كتبت إليه في شيء من ذلك من قبل أن أطلق به لساني ولا أخبرت به أحداً)(2075).
ونحو الخبر السابق ورد في عدة مصادر مع تفاوت لا يعتد به باللفظ وانه من كتب له ليستلم الحوانيت تلك محمد بن جعفر(2076)، من محمد بن هارون بن عمران الهمذاني، وهذا الخبر كسابقاته التي تشير إلى معاجزه (عجّل الله فرجه) التي ثبتت عند شيعته اي انه بكرامته على الله قد عرف ذلك كله وهذا ليس بأمر مستغرب أو كثير على آل محمد (عليهم السلام) ورد ان رجلاً سأل الإمام محمد الجواد (عليه السلام) قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إن شيعتك تدعي إنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه، وكنا على شاطئ دجلة، فقال (عليه السلام):يقدر الله تعالى أن يفوض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا؟ قلت: نعم يقدر، فقال: أنا أكرم على الله من بعوضة ومن أكثر خلقه)(2077).
20 - ويروي الصدوق وفي خبر طويل عن رجل يدعى أبا القاسم بن ابي حليس(2078)، أخذنا منها ما يتعلق بالتواقيع وباقي الخبر ذكر في أخبار من شاهد الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في المبحث السابق، منها قال: (كنت أزور الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان لما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائراً وكنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعه أو رسالة فلما كان في هذه الدَّفعة قلت لابي القاسم الحسن بن احمد الوكيل: لا تعلمهم بقدومي فإني أريد أن أجعلها زورة خالصة، قال فجاءني القاسم وهو يبتسم وقال: بعث إلي بهذين الدينارين وقيل ادفعها إلى الحليسي وقل له: من كان في حاجة الله (عزَّ وجلَّ) كان الله في حاجته) ويقول أبي حليس بانه أصابته علة شديدة وهو في سامراء وشارف على الموت قال: (فبعث إلي بستوقة(2079) فيها بنفسجين(2080) وأمرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت من علتي والحمد لله رب العالمين)(2081).
وقال ابو حليس: (مات لي غريم فكتبت أستأذن في الخروج إلى ورثته بواسط وقلت أصُيِر إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي، ثم كتبت ثانية فلم يؤذن لي ثم كتبت ثانية فلم يؤذن لي، فلما كان بعد سنين كتب إلي ابتداء: سر إليهم، فخرجت إليهم فوصل حقي)، وقال ان رجلاً يدعى ابو رميس أوصل عشرة دنانير إلى حاجز ونسي أن يوصلهم فكتب إليه: (تبعث بدنانير أبو رميس ابتداء)، ويروي عن رجل كتب يسأل الدعاء لابني أخيه وكانا محبوسين: (فورد عليه الدعاء باسميهما)، وكتب رجل يسأل الدعاء في حمل فورد عليه: (الدعاء في الحمل قبل الاربعة اشهر(2082) وستلد انثى، فجاء كما قال...) وقال وكتب رجل يسأل الدعاء لوالديه فورد عليه: (غفر الله لك ولوالديك ولأختك المتوفاة الملقبة كلكي...) ويقول ابو حليس انه كتب في انفاذ خمسين ديناراً لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عمي لم تكن مؤمنة وكتبت اسمها في آخر الرقعة ملتمساً ترك الدعاء لها فخرج لهؤلاء المؤمنين قال: (تقبل الله منهم واحسن إليهم وأثابك) ولم يدع لابنة عمي بشيء، وكذلك يقول ابو حليس انفذت اموالا لناس مؤمنين منها دنانير لرجل يدعى محمد بن سعيد بعض الدنانير وقال انه كتبها باسم ابيه متعمداً ولم يكن أبيه من دين الله على شيء فخرج الوصل بعنوان اسم محمد(2083).
ونقل هذه التواقيع عدد من المصنفين منهم نقل بعض المقاطع منها وبعضهم رواها باختصار مع تفاوت يسير وبنفس مضمون الرواية الواردة عند الصدوق(2084).
ولعل راوي هذه الأخبار أو من وقعت معه رواها هنا وهناك فوردت مقطعة في عدة مصادر ورواها الصدوق مجموعة نقلاً عن أبيه، وتجد في مجمل ما صدر عنه (عجّل الله فرجه) هنا ما هي الا في قضاء حوائج الناس بالسؤال أو بدون سؤال منها ارسل بدينارين للحيسي الذي يعزم الذهاب للزيارة دون ان يخبر بخروج فعلم بذلك الامام وارسل له الدينارين، ومنها علمه بمرضه وارسل له نوعاً من الدواء وشفي ببركته وكذلك دنانير ابي رميس التي نسي ان يبعثها ابو القاسم بن أبي حليس إلى حاجز فكتب له بان يرسلها ابتداء وكذلك طلب الدعاء للمحبوسيين من قبل عمهما دون أن يذكر اسميهما فخرج له الدعاء للمحبوسين باسميهما، واخباره أيضاً للرجل بحمل زوجته وانها تلد انثى وعلمه بابنة عم ابي حليس وعدم ايمانها ولم يدعُ لها وباقي التواقيع بدلالتها ما هي إلا دليل على معاجزه وما تبدر الا من حجة الله (عجّل الله فرجه) وخليفته ودلالتها كسابقاتها من الأخبار التي مر بها آباؤه فمنها على سبيل المثال لا الحصر، يروى أن رجلاً كتب إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) يعرفه بان زوجته فيها حمل ويسأله ان يدعو الله له أن يجعله ذكراً فوقع على ظهر كتاب الرجل: (سمه محمد، فولد لي ابن سميته محمد)(2085)، وعن الإمام الهادي (عليه السلام) انه كتب إلى محبوس وهو في سجنه بأنه (لا تنزل ناحية الجانب الغربي) فيتعجب الرجل وهو في السجن أن يبعث له الإمام هكذا كتاب ويأمره بعدم النزول في جانب وهو محبوس فما مكثت حتى اخلي سبيله(2086).
21 - وعن رجل كتب يسأل في أمر زوجة له قد هجرها دهراً فجاءته وقالت: (إن كنت قد طلقتني فأعلمني، فقلت لها: لم أطلقك ونلت منها في هذا اليوم فكتبت إلي بعد أشهر إنها تدعي أنها حامل فكتبت في أمرها وفي دار لصهري(2087) أوصى بها للغريم (عليه السلام) أسأل أن يباع مني وأن ينجم علي ثمنها فورد الجواب في الدار: قد أعطيت ما سألت، وكف عن ذكر المرأة الحامل)، وبعدها كتبت له المرأة تعلمه بأنه لا وجود للحمل(2088).
انفرد الصدوق برواية هذا التوقيع السابق دون غيره من المتقدمين ورواه عند بعض المتأخرين(2089)، دلالة التوقيع بأن يأمره بترك الحديث في المرأة الحامل فأن الأمر منتهٍ حتى ثبت له بأنها غير حامل حتى أخبرته هي فيما بعد بأنها غير حامل.
22 - يروي عن أبي علي المتيلي(2090)، قال: (جاءني أبو جعفر فمضى بي إلى العباسية(2091) وأدخلني خربة وأخرج كتاباً فقرأه علي فإذا فيه شرح جميع ما حدث على الدار وفيه: (أن فلانة، يعني أم عبد الله، تؤخذ بشعرها وتخرج من الدار ويحدر بها إلى بغداد فتقعد بين يدي السلطان وأشياء مما يحدث، ثم قال لي: أحفظ ثم مزق الكتاب وذلك قبل أن يحدث ما يحدث بمدة)(2092).
وخبر هذا التوقيع انفرد الصدوق بنقله وأخذه عنه بعض المتأخرين(2093)، وان هذا الخبر فيه ضبابية اذ لم يعرف من هو أبو علي المتيلي وهل يقصد أبو جعفر محمد بن عثمان السفير الثاني ام هو ابو جعفر وكيل الامام العسكري (عليه السلام)(2094) وهل يقصد حادثة الدار هي تفتيش دار الإمام العسكري (عليه السلام) بعد وفاته ومن هي أم عبد الله هل المقصودة هنا والدة الحجة (عجّل الله فرجه) اذ لم يرد في الأخبار تاريخياً أنها حملت إلى بغداد وان قلنا بكونها حادثة التفتيش فهذا التوقيع أو الإخبار بهذا صادر عن الإمام العسكري (عليه السلام) حسب قوله: (وذلك قبل أن يحدث ما يحدث بمدة) فالمرجح ان هذه الحادثة هي ما حصل بعد استشهاد العسكري (عليه السلام) وهذا التوقيع أو الكتاب هو من الإمام العسكري (عليه السلام) وان ابو جعفر المقصود هنا هو وكيل الإمام العسكري (عليه السلام) وأبو علي المتيلي أخبر بالخبر بعد وقوع تلك الحادثة وانه سمعها من ابا جعفر قبل ان تقع، لكن لا يتضح ما هو القصد من وضع هذا الخبر في جملة التوقيعات الواردة عن الحجة (عجّل الله فرجه).
23 - وكتب جماعة يستأذنون في الزيارة إلى العسكر وكتبوا اسماءهم في الطلب هذا إلا شخصاً منهم طلب بأن لا يثبتوا اسمه فخرج الإذن: (أدخلوا ومن أبى أن يستأذن)(2095).
وخبر هذا التوقيع نقل في كتاب الغيبة عن شخصين ذكر اسميهما في الرواية كتب احدهما بطلب الإذن والآخر أبى فورد الجواب: (أدخل أنت ومن لم يستأذن)(2096)، وعند عدد من المصنفين نقلاً عن الصدوق(2097)، والتوقيع فيه دلالة انه عرف بما في نفس الذي لم يستأذن ولعله أراد حجة لنفسه فاضمر طلب الإذن ورفض وضع اسمه في الطلب فعرف ذلك الإمام (عجّل الله فرجه) أو انه أراد الدخول من دون طلب الإذن ومع هذا سمح له، وبهذا السياق يراد من القول بأن الأئمة (عليهم السلام) يخبرون شيعتهم بما في ضمائرهم، يروى أن رجلاً يدعى عبد الله بن عطاء المكي(2098) قال: (اشتقت إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقدمت المدينة وما قدمتها إلا شوقاً إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت: أطرقه هذه الساعة أو أنتظر حتى أصبح فإني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول: يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد إصابة في هذه الليلة برد وأذى قال: فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه)(2099).
24 - كتب رجل يدعى ابراهيم بن محمد بن الفرج الزخجني(2100) يسأل في أشياء ومنها في مولود له يسميه فخرج له الجواب فيما سأل ولم يجبه في المولد شيء فمات المولود، وقال جرى بين قوم من أصحابنا مجتمعين على كلام في مجلس فكتب إلى رجل منهم ما جرى في المجلس(2101)، وهذين التوقيعين انفرد الصدوق بروايتهما ولم نجدهما عند غيره من المتقدمين واعتمد نقلهما عنه عدد من المتأخرين(2102).
25 - ويروي المصنف إن جماعة بعثوا مع رجل ثقة من ثقاتهم إلى العسكر شيئاً فعمد رجل ودس له رقعه مع ما بعثوا من دون علمهم وبدون ان يستأذن ان يبعثها معهم فردت عليه الرقعة من دون جواب(2103)، وخبر هذا التوقيع نقله عنه العاملي والمجلسي(2104).
وزيادة في الاستدلال بان الأئمة (عليهم السلام) يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرها وما يضمرون في انفسهم وهذا كله بعلمهم بما فضلهم الله به لم يحصل هذا فقط مع الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) فقد نقل في المصادر كذلك في تاريخ آبائه، ومنها يروى أن رجلاً من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) كانت له فروة من صوف شك بأنها وقع عليها نجاسة فغسلها فغمرها بماء في ليل بارد ثم يقول: (فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ابتدأني فقال لي: إن الفراء إذا غسلته بالماء فسد)، وعن أبي حمزة الثمالي قال قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): (جعلت فداك الأئمة يعلمون ما يُضمر؟ فقال: علمت والله ما علمت الأنبياء والرسل ثم قل: أزيدك؟ قلت نعم، قال: ونزداد مالم تزد الأنبياء)(2105).
26 - وفي خبر عن توقيع يرويه المصنف عن جعفر بن حمدان(2106) وقد كتب في مسائل وردت عليه منها، إن رجلاً استحل جارية وشرط عليها أن لا ينجب منها وبعد مدة أخبرته بأنها حملت ولم يقبل هو بذلك ثم غاب عنها الرجل ومن ثمة أتته بولد ذكر فلم ينكره ولا قطع عنها النفقة وقبل هذه المرأة وولدها كانت له أرض قد جعلها وما يخرج منها لوصاياه وولده وبها زيادة ونقصان وحينما أتت المرأة بهذا الولد لم يلحقه بولِده ولا وصاياه في هذه الأرض وأوصى أن جرى عليه شيء بان الولد ابن الجارية إن كبر يعطونه مائتي دينار ولا يكون له فيها شيء ولا لعقبه بعد إعطائه فكتب بذلك الرجل وطلب الرأي وفرد الجواب: (وأما الرجل الذي استحل بالجارية وشرط عليها إن لا تطلب ولدها فسبحان من لا شريك له في قدرته شرط على الجارية شرطاً على الله (عزَّ وجلَّ) هذا ما لا يؤمن أن يكون، وحيث عرف في هذا الشك وليس يعرف الوقت الذي أتاها فيه فليس ذلك بموجب البراءة في ولده، وأما إعطاء المائتي دينار وإخراجه إياه وعقبه من الوقف فالمال ماله فعل فيه ما أراد)(2107).
وهذا التوقيع انفرد بذكره الصدوق ورواه جملة من المتأخرين(2108)، ويعد فيه إجابة عن حكم شرعي له تفسيراته في حكم هذا المولود وكذلك حق المتصرف في ماله وإعطائه شيئاً للمولود دون الإرث(2109).
27 - وكتب علي بن محمد الصميري(2110)، (رضي الله عنه) يسأل كفناً فورد عليه الجواب: (أنه يحتاج إليه سنة ثمانين أو إحدى وثمانين، فمات رحمه الله في الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر)(2111).
وتواتر نقل هذا التوقيع السابق ما بين المتقدمين من المصنفين ومن أتى بعدهم بالنص ذاته باختلاف يسير بالنص والسند ورووه بنفس المضمون(2112) وعلم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) بأجل هذا الرجل ليس مدعاة للاستغراب فورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان أمين الله في أرضه فلما قبضه الله كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب وفصل الخطاب...)، ويروى عن الاصبغ بن نباته قال: (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا وقف الرجل بين يديه قال: يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا وكذا وفي ساعة كذا وكذا وسبب مرضك كذا وكذا وتموت في شهر كذا وكذا ويوم كذا وكذا وفي ساعة كذا وكذا فيكون كما قال...)(2113)، وهذا لهم كلهم من أولهم لآخرهم، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا)(2114)، وورد عن أحد أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال: (أعطاني ابو محمد (عليه السلام) دنانير وقال: اشتر بهذه الدنانير جارية فإن جاريتك قد ماتت، فأتيت داري وإذا بالجارية قد شرقت وماتت)(2115).
28 - ويروي المصنف بأنه حدثه أبو جعفر محمد بن علي الأسود(2116) كان يحمل الأموال إلى أبي جعفر محمد بن عثمان ويقبضها منه إلى أن حمل له يوما أموالاً قبل موته بسنتين أو ثلاث فأمره بتسليمها إلى أبي القاسم الروحي وكان يطالب بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر العمري أمره أن لا يطالب بالقبوض وانه أي شيء يصل إلى أبي القاسم يصل إليه ولم يطالبه بعد ذلك، ويقول المصنف أن دلالة هذا الحديث هي معرفة بمبلغ المال ما يحمل إليه والاستغناء عن القبوض ولا يكون ذلك إلا من أمر الله(2117).
وروي الخبر السابق في عدد من المصادر ونقلت فيها غيره كثيراً من الأخبار عن بعض الأشخاص قد وجههم العمري إلى الحسين بن روح ويشير لهم بوثاقته وانه الموصى بعده اعتماداً على إشارة العمري له أي في حياة العمري وقد كان ينوب عنه في بغداد(2118)، ولعل المقصود من دلالة الحديث بان يعرفوا من يحمل إليهم الأموال ومبلغ المال دون أن ينطقوا به أو يكشفوه ثم يبان لهم ذلك وهذا لا يعد من كلام السفراء أنفسهم بل هذا من علم الإمام (عجّل الله فرجه) وبما يخبر به سفراءه وهذا كله من أمر الله.
29 - وعن أبي جعفر الأسود يقول أن العمري حفر لنفسه قبراً وسواه بالساج(2119) فسألته عن ذلك فقال: (للناس أسباب سألته بعد ذلك فقال أمرت أن أجمع أمري فمات بعد شهرين)(2120).
ونقل الخبر عدد من المؤرخين في جملة ما ورد من الإمام (عجّل الله فرجه) من تواقيع عن أبي جعفر الأسود(2121) ونقل هذا الخبر في بعض كتب الرجال ومعه تاريخ الوفاة سنة أربع أو خمس وثلاثمائة(2122)، ودلالة الخبر بانه امر مشافهة بان يجمع امره ولعل ما بين حديثه وما بين ابن الأسود ان من المحتمل احتاج لجمع أمره وتصفية كل ما يتعلق بسفارته وتهيئة الأمر إلى السفير الذي بعده والشاهد على ذلك الخبر السابق بأنه وجه بان تحمل الأموال إلى أبي القاسم وبعدها احتاج لمدة الشهرين حتى مات (رضي الله عنه).
30 - وعن ابي جعفر الأسود بأن امرأة دفعت له ثوباً وقال له احمله إلى العمري فحملته مع ثياب كثيرة يقول لما وافيت بغداد وسلمت هذا كله ما خلا ثوب المرأة لم اسلمه فوجه الي العمري بتسليم ثوب هذه المرأة وتذكرت امر الثوب ولم أجده فقال لي: (لا تغتم فإنك ستجده فوجدته بعد ذلك ولم يكن مع العمري (رضي الله عنه) نسخة ما كان معي)(2123).
انفرد بذكره المصنف دون غيره من المصنفين المتقدمين، ورواه العاملي والمجلسي نقلاً عن الصدوق(2124)، وهذا ما اخبره به العمري بثوب تلك المرأة الواضح هو بعلم الامام وليس من السفير نفسه إذ لعله يخبره بما يرد عليه قبل ان يصل واشرنا إلى فضل الأئمة في ذلك ومنها قيل لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (الإمام يسأل عن الشيء الذي ليس عنده فيه شيء من أين يعلمه؟ قال: ينكت في القلوب نكتاً وينقر في الأذن نقراً)(2125).
31 - ويروى عن ابي جعفر محمد بن الأسود انه قال: (سألني علي بن الحسين بن موسى القمي(2126) أن أسال ابا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان أن يدعو الله (عزَّ وجلَّ) أن يرزقه ولداً ذكراً قال: فسألته فأنهى ذلك ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام) أنه قد دعا لعلي بن الحسين وانه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاده)، قال ابو جعفر الأسود وسألته في نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً فلم يجبني إليه وقال: (ليس إلى هذا سبيل)، قال فولد لعلي بن الحسين القمي (رضي الله عنه) محمد بن علي وبعده أولاد ولم يولد لي شيء)، ويقول الصدوق بعد ذكر هذا الخبر بأن ابو جعفر محمد بن علي الأسود كثيراً ما يقول لي إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الوليد(رضي الله عنه) وارغب في كتب العلم وحفظه قال: (ليس بعجب أن تكون لك هـذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام)(2127).
وهذا التوقيع بما ورد عن الحجة (عجّل الله فرجه) الذي ولد ببركة دعائه مصنف الكتاب موضوع البحث ما هو إلا اكبر دلالة على فضل الصدوق واهليته حتى صدق خبر التوقيع ودلالته كما بشر به الإمام حتى أصبح علماً: (ولد مبارك ينفع الله به) وكان الصدوق نفسه يفتخر بذلك ويقول: (أنا ولدت بدعوة صاحب الامر (عليه السلام)) وأصبح من أعلام التشيع ومصنفاً جامعاً شاملاً، وتناقل خبر هذا التوقيع جمع من المؤرخين شهدت بصحته ووثاقه من كتب بحقه(2128)، وتناقل هذه الخبر في مقدمة جميع كتب الصدوق المطبوعة والمحققة وتناوله الباحثين بالبحث والتمحيص في حياة الصدوق لصحة الأخبار فيه ووثاقته.
32 - في رواية ينقلها المصنف بسندها عن علي بن محمد السمري(2129) وبحضور جمع من المشايخ في بغداد انه قال لهم ابتداء منه: (رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر انه توفي ذلك اليوم ومضى أبو الحسن السمري (رضي الله عنه) بعد ذلك في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)(2130).
وهذا الخبر نقله عدد من المصنفين وبعضهم لم يذكر تلك السنة(2131)، إلا أن هذا الخبر فيه خلاف فكما اشير مسبقاً في ترجمه السمري انه توفي في سنة (329هـ/ 941م) وكذلك ابن بابويه القمي توفي في نفس السنة(2132)، وذكر في نفس الخبر ان سنة الوفاة (328هـ/939م) فمن المرجح ان هذا الخبر مصحف أو وقع فيه خطأ في بعض نسخ المخطوط من قبل الناسخين لان هذا يخالف المشهور بان وفاة السمري والقمي كما هو معروف 15/ من شهر شعبان سنة (329هـ/ 941م)، إلا أن ما يدعو للشك هو إثبات الصدوق لهذا التاريخ في كتابه وهو الأعرف بتاريخ وفاة أبيه فمن المحتمل ان سلمنا بصحة هذا التاريخ الوارد فلعل أبيه توفي في سنة (328هـ/939م) ووفاة السمري بعده سنة (329هـ/941م)، لان هذا التاريخ هو نفس تاريخ سنة وقوع الغيبة الكبرى(2133)، وعرفت السنة التي وقعت فيها الغيبة الكبرى وسنة وفاة السمري بسنة تناثر النجوم(2134).
وهذا من باب علم الأئمة (عليهم السلام) بالآجال وذلك بما خصهم الله من علمه وحال الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في هذا الأمر كحال آبائه (عليهم السلام) ومنها يروى عن رجلاً من مواليي اهل البيت (عليهم السلام) من اهل الكوفة بأن رجل في قريته يلقب بقرد القرية كان يؤذي ويشتم هذا الرجل الموالي وفي سنة خرج الرجل الموالي حاجاً يقول: (فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: ابتدأ: (قوفة ما نامت، فقلت جعلت فداك متى؟ قال لي: الساعة فكتبت اليوم والساعة فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن مات ومن بقي؟ فقال لي: قوفة ما نامت وهي بالنبطية: قرد القرية مات فقلت له متى؟ فقال يوم كذا في وقت كذا فكان في الوقت الذي اخبرني به ابو عبد الله (عليه السلام))(2135).
33 - وفي خبر ينقله المصنف تأكيداً على سفارة الحسين بن روح يحدثه به محمد بن علي بن متيل(2136) عن عمه جعفر بن احمد بن متيل(2137) وكان حاضراً في بغداد عند محمد بن عثمان العمري قال: (قد أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح...)(2138)، روى خبر هذه الوصية بعض المؤرخين دون اختلاف بنفس السند(2139)، وهنا ان ثقات السفراء حين يقول لهم قد أمرت فهذا لا يحتاج تفسيراً عندهم أي انه بأمر الحجة (عجّل الله فرجه).
34 - ويروى عن محمد بن علي بن متيل انه خرج مع امرأة تدعى زينب من أهل آبة(2140) وعندها ثلاثمائة دينار وأرادت أن تسلمها بيد ابن روح فخرجت معها اترجم عنها فلما دخلنا على ابي القاسم بن روح كلمها بلسان أهل آبي بفصاحة فقال لها: (زينب جونا خويذا كوابذا جون أسته، ومعناها كيف أنت وكيف كنت وما خبر صبيانك، قال فاستغنت عن الترجمة وسلمت المال ورجعت)(2141).
رواه الطوسي بنفس السند والنص(2142) وأخذه عنه وعن الصدوق المصنفين ممن ألف منهم بإخبار الغيبة رووه بنفس المضمون(2143)، ودلالة الخبر انه كلمها بلغتها ولعل هذا ما تعلمه من علم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أو من المحتمل أن ابن روح يعرف لغة أهل آبة وهذا ليس غريباً ان يعرف لغة أخرى، ويروى في حديث طويل أخذنا موضع الحاجة انه سمع احد أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) يتكلم بغير لغة وتعجب من ذلك فقال له الإمام الصادق (عليه السلام): (... وبكل لسان)(2144).
35 - وعن محمد بن علي بن متيل عن عمه جعفر بانه دعاه محمد بن عثمان العمري وأعطاه أثواب وصرة فيها دراهم وأمره بالذهاب إلى واسط وان يعطيها إلى أول رجل يلقاه عن صعوده في المركب إلى الشط بواسط بعدها يقول خرجت فأول رجل لقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني(2145) وكيل الوقف بواسط فقال: (أنا هو، من أنت فقلت: أنا جعفر بن محمد بن متيل، قال فعرفني باسمي وسلم علي وسلمت عليه وتعانقنا فقلت له: ابو جعفر العمري يقرأ عليك السلام ودفع إلي هذه الثويبات وهذه الصرة لأسلمها إليك، فقال الحمد لله فإن محمد بن عبد الله الحائري(2146) قد مات وخرجت لإصلاح كفنه فحل الثياب وإذا فيها ما يحتاج اليه من حبر وثياب وكافور في الصرة وكري الحمالين والحفار وقال: فشيعنا جنازته وانصرفت)(2147).
ورواه عدد من مصنفي الغيبة مع اختلاف يسير في اللفظ وجاءت كلها بمضمون النص الوارد عند الصدوق(2148)، وهنا علمه بحال شيعته حتى في وفاتهم والواضح إن هذا المتوفى ليس لديه احد أو قل لا يمتلكون ما يحتاج إليه لدفنه فأرسل العمري من ينوب عنه لحمل ما يحتاجون إليه بهذا الجانب ويسلمها الوكيل في واسط وهذا من باب توثيق الصلة بين الشيعة وبين من ينوب عن الإمام وإثباتا للاعتقاد بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عن طريق وكلائه مع بعد المسافات.
36 - وفي خبر طويل اختصرنا على اهم ما ورد فيه بالمضمون وينقله المصنف بسندين بأن ابو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي(2149)، أتى إلى بغداد في أمر ضيعه كانت له وذهب إلى أرباب السلطة حينها ليردوها له فلم تقضَ حاجته فاغتم مما حصل معه وخرج مهموماً حتى أتاه رسول من الحسين بن روح حينها قال العقيقي: (فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه فجاءني الرسول بمائة درهم عداً ووزناً ومنديل وشيء من الحنوط وأكفان وقال لي: مولاك يقرئك السلام ويقول لك: إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك فإن هذا منديل مولاك (عليه السلام) وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضي حاجتك في ليلتك هذه وإذا قمت إلى مصر يموت محمد بن اسماعيل قبلك بعشرة أيام ثم تموت بعده فيكون هذا كفنك وهذا حنوط وهذا جهازك) وفي نفس الليلة يقول قضيت حاجتي واعتذر مني أصحاب السلطة ودفعوا إليَّ كتب مختومة بالضيعة التي لي ثم خرج إلى مصر ومات محمد بن اسماعيل قبله بعشرة ايام ثم توفي العقيقي بعده وحصل كما قيل له(2150).
ورد الخبر في كتاب الغيبة نقلاً عن الصدوق(2151)، وورد في إثبات الهداة مختصراً(2152) وبعض المتأخرين نقلوه كما ورد في إكمال الدين(2153).
وفيه ثلاث دلالات ان قضيت حاجته ببركة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وتوفي الرجل المذكور قبله بعشرة ايام ثم مات هو وبالرغم من كون ما قيل له مشافهة عن طريق الحسين بن روح وحصل صدق المقال الوارد عنه فهذه دلال اخرى تثبت صدق حديث السفراء الوارد عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
37 - ويروي عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(2154) قال: (كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) مع جماعة... فقام إليه رجل فقال له: أخبرني عن الحسين بن علي (عليه السلام) أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال أخبرني عن قاتله أهو عدو الله؟ قال نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله (عزَّ وجلَّ) عدوه على وليه؟ فقال له أبو القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه): أفهم عني ما أقول لك إعلم أن الله (عزَّ وجلَّ) لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه جل جلاله يبعث إليهم رسلاً من أجناسهم وأصنافهم بشراً مثلهم ولو بعث إليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فما جاءوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق قالوا لهم: انتم بشر مثلنا ولا نقبل منكم حتى تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله (عزَّ وجلَّ) لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق جميع من طغى وتمرد ومنهم من ألقي في النار فكانت برداً وسلاماً...) وبعد حديث طويل يستغرب محمد بن إبراهيم من الحديث هل هو من أبي القاسم بن روح وذهب إليه في اليوم التالي وهذا القول في نفسه قال فابتدأني فقال لي: (يا محمد بن إبراهيم لان أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوى بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله (عزَّ وجلَّ) برأيي أو من عند نفسي بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة (عليه السلام))(2155).
ورواه جملة من المصنفين(2156)، والاستدلال في هذا الحديث واضح بقوله: (ذلك عن الأصل ومسموع من الحجة (عليه السلام)) اذ فيه دفع الشبهة التي وجدت من دون قصد تجاه السفير وهذا عقلاً انه يشمل جميع السفراء بأنهم لم يفعلوا شيئاً أو يقولوا أو يتصرفوا في شيء من قرار أنفسهم بل هم واسطة في هذا كله.
38 - عن محمد بن شاذان يذكر انه أوصل مالاً ولم يفسر لمن هو فورد الجواب: (وصل كذا وكذا من لفلان كذا ولفلان كذا)(2157).
ويتحدث هنا بن شاذان بالعموم بما أرسل ولم يذكرها لمن هي أو اسماء اصحابها من فهذا دلالته انه حتى في أدق الأمور (عجّل الله فرجه) يعرف أصحابها وتفاصيلها من دون أن تذكر له، وأخرج هذا الخبر بصيغته تلك بعض من أرخ للغيبة(2158)، وفي خبر يروى عن الإمام الرضا (عليه السلام) يذكر فيه صفات الإمام المعصوم قال: (إن الامام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج اليه لدلالة اطلع عليه)(2159).
39 - ويروى عن رجل حمل مالاً ليوصله وأحب ان يقف على الدلالة، فورد عليه توقيع منه (عليه السلام): (إن استرشدت وإن طلبت وجدت يقول لك مولاك احمل ما معك، قال الرجل: فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن وحملت الباقي فخرج التوقيع: يا فلان رد الستة دنانير التي أخرجتها بلا وزن ووزنها ستة دنانير وخمسة دوانيق وحبة ونصف، قال الرجل فوزنت الدنانير فإذا هي كما قال (عليه السلام))(2160).
اخرج هذا الخبر في كتاب الثاقب في المناقب نقلاً عن إكمال الدين(2161) ومثله عند بعض المتأخرين(2162)، ودلالته أن الرجل هذا على قدر تفكيره اراد ان يختبر الإمام (عجّل الله فرجه) بان يرسل هذا المبلغ من دون عده أو وزنه والظاهر انه أخرجه على جنب فهل يعرف مقداره والواضح انه سال أن يبعثها واعلمه بوزنها وعدها، وكحال آبائه (عليهم السلام) يروى ان رجلين أرادا أن يدخلا على الإمام العسكري (عليه السلام) وكان في نفس أحدهما أن يعطيه خمسمائة دينار والثاني في نفسه ثلاثمائة وحين دخلا عليه أعطاهما مثل ما يريدان دون أن يتكلموا(2163).
40 - ويروى انه خرج توقيع من صاحب الزمان (عليه السلام) إلى احمد بن الخضر بن أبي صالح الخجندي(2164) بعد أن كان يفحص ويبحث ويطلب وسار عن وطنه ليتبين له ما يعمل عليه وكان نسخة التوقيع: (من بحث فقد طلب ومن طلب فقد دل ومن دل فقد أشاط(2165)، ومن أشاط فقد أشرك)، قيل انه بعدها كف عن الطلب ورجع(2166).
لعل هذا الرجل في مقصده خرج يبحث عن الامام (عجّل الله فرجه) حباً منه بما يسكن قلبه والظاهر أنه ألح في الطلب حتى خرج له الجواب بتلك الصيغة بان يكف عن البحث، روى هذا الخبر الطوسي يذكر كلمة ذل بدل دل(2167)، ورواه البعض بتلك بالصيغة باختلاف يسير(2168)، ولعله يطابق التوقيع الذي خرج إلى الرجل الذي يبحث عن الاسم والمكان وخرج له التوقيع: (ان دللتهم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه)(2169)، حتى تم تحذير الرجل في التوقيع بان يكون في بحث قد يبتعد أزيد مما يراد فيصبح في محل الشرك.
41 - ويروى عن رجل بزاز من أهل قم وله شريك مرجئي(2170) وقد كان عندهما ثوب نفيس فقال المؤمن: (يصلح هذا الثوب لمولاي فقال له شريكه: لست أعرف مولاك ولكن افعل بالثوب ما تحب فلما وصل الثوب إليه شقه (عليه السلام) بنصفين طولاً فأخذ نصفه ورد النصف وقال: لا حاجة لنا في مال المرجئي)(2171).
رواه عدد المصنفين كما في إكمال الدين(2172)، والواضح هنا أن الإمام أراد أن يوضح للرجل المؤمن فساد صاحبه هذا هو وفرقته فان ما يؤخذ منه فيه شبهة هذا والمعجزة فيه انه عرف بأمر هذا الثوب لشريكين مؤمن مرجئي، ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) يشير إلى خطر هذه الفرقة قال: (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة)(2173).
42 - خرج توقيع إلى محمد بن عثمان العمري تعزية بأبيه (رضي الله عنه) جاء فيه: (إنا لله وإنا إليه راجعون تسليماً لأمره ورضاء بقضائه عاش أبوك سعيداً ومات حميداً فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه (عليهم السلام) فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعياً فيما يقربه إلى الله (عزَّ وجلَّ) وإليهم نضر الله وجهه وأقاله عثرته) وورد وفي فصل آخر: (أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء ورزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا فسره الله في منقلبة وكان كمال سعادته أن رزقه الله (عزَّ وجلَّ) ولد مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه وأقول الحمد لله فإن الأنفس طيبة بمكانك وما جعله الله (عزَّ وجلَّ) فيك وعندك أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك وكان الله لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعيناً)(2174).
خبر هذا التوقيع معروف ومتواتر في مصادر الامامية ورواه عدد من المصنفين(2175)، ودلالة هذا التوقيع هي الإخبار بموت عثمان العمري السفير الاول للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وتنصيب ابنه محمد بن عثمان خلفاً له للقيام بالسفارة وكذلك لتعريف الموالين بمن يكون اتصالهم.
43 - وأخرج الصدوق ضمن باب التواقيع دعاء في زمن الغيبة يروى عن الشيخ العمري (رضي الله عنه) بأنه أملأه على أبو علي بن همام دعاء أخذنا مطلعه لطول الدعاء المذكور وأمره أن يدعوا به في زمن الغيبة وفيه: (اللهم عرفني نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني...)(2176).
ويذكر الصدوق رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) يوصي أحد أصحابه أن يدعو بهذا الدعاء في زمن الغيبة قال: إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء...(2177)، واخرجه الكليني وغيره من المصنفين بالرواية الواردة عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام)(2178) وكذلك بالخبر المروي عن العمري نقله عدد من المصنفين(2179)، وأورد الصدوق أدعية في غير هذا الباب لزمن الغيبة نوردها بالإشارة إليها، اذ يروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (فكيف بكم أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علماً يرى ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق... [فقيل ماذا نقول] قال: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وري عنه (عليه السلام) يوصي احد أصحابه إن لم يعرفه الحجة قال: تقول: (اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي، فإن ذلك يجزيك)(2180) واخرج خبر دعاء الغريق عند غيره بالإشارة إلى نصه وفضله في زمن الغيبة في مصادر اخرى(2181)، وكذلك ورد الثاني مثبتاً عند غير الصدوق(2182).
44 - ويروي الصدوق عن أحد مشايخه انه سمع من رجل يدعى محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي(2183)، من ارض بلخ كانت معه سبائك من ذهب وفضة أمّنها عنده أحد الأشخاص ليسلمها إلى الحسين بن روح وفي الطريق ضيع سبيكة من الذهب من هذه السبائك في سرخس(2184)، حين ضرب خيمته في موضع فيه رمل للاستراحة فسقطت منه وغاصت في الرمال وعند وصوله إلى بغداد يقول انه سبك من ماله سبيكة نفسها وأودعها مع السبائك عوضاً عن تلك التي فقدت وعندما دخل إلى الشيخ أبي القاسم وسلم له تلك السباك يقول مد يده وأخرج السبيكة التي سبكتها من مالي وقال: (ليست هذه السبيكة لنا وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى هنا فلا تراني) يقول رجعت حيث نزلت ووجدتُ السبيكة وعدتُ إلى بلدي وبعد ذلك حججت ومعي السبيكة ودخلت بعدها إلى مدينة السلام ولقيت الحسين بن روح قد مضى ولقيت علياً بن محمد السمري وسلمته السبيكة(2185).
نقل هذا الخبر في مصادر اخرى بالطريق المذكور باختلاف بلقب الرجل منهم من يسميه الضيوفي والصيرفي والصرمي والصوفي الدورقي وبنفس المضمون في باقي النص(2186)، وهذا كذلك يعد من الإخبار بالغيبيات وفيه ان السفير أبا القاسم عرف بفقدان السبيكة واخرج التي وضعها بدل عن التي فقدت ودله على السبيكة أين فقدت فكان كما اخبره وثم تأكد له ما اخبره به بأنه إذا عاد لم يجده ولا يكون هذا كله من ابا القاسم نفسه بل الواضح معالمه انه في علم حجة الله القائم (عجّل الله فرجه) وخرج على لسان السفير الحسين بن روح ليخبر بها الصيرفي لإثبات الحجة وزيادة في الدلالة.
45 - ويروي عن ابي علي البغدادي(2187) بأنه دفع اليه رجل عشرة سبائك ذهب وطلب منه ان يسلمها إلى الحسين بن روح (رضي الله عنه) فحملها معه فيقول ضاعت منها سبيكة في طريقي حينها اشتريت واحد مكانها ودخلت على الحسين بن روح ووضعت السبائك بين يديه فقال لي: (خذ تلك السبيكة التي ضيعتها وقد وصلت إلينا وهي هذه ثم أخرج تلك السبيكة التي ضاعت مني)ثم نظر إليها فعرف أنها السبيكة التي ضاعت منه)(2188).
ونقل نفس الخبر في مصادر اخرى(2189)، وهذا الخبر والخبر الذي سبقه فان ما قيل بما خفي فيهما إن هذا كله بعلم الإمام وكما وفي اشارة سابقة عن ابن روح حينما قال: (بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة (عليه السلام))(2190).
46 - ويروى عن ابي علي البغدادي انه كان جالساً عند الحسين بن روح وقد دخلت عليه امرأة فقالت له: (أيها الشيخ أي شيء معي؟ فقال: ما معك فألقيه في الدجلة ثم آتيني حتى أخبرك فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فالقته في الدجلة ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي فقال ابو القاسم لمملوكة له: (أخرجي الحُقَّ(2191) فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في هذه الدجلة أخبرك بما فيها أو تخبريني؟ فقالت له: بل أخبرني أنت، فقال: في هذه الحقة زوج سوار ذهب، وحلقة كبيرة فيها جوهرة وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق فكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئاً ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها فنظرت المرأة إليه، فقالت: هذا الذي حملته بعينه ورميت به في الدجلة فغشي(2192) عَلي وعلى المرأة فرحاً بما شاهدناه من صدق الدلالة) ويقول المصنف انه عندما حدثهم بهذا الخبر قال: (اشهد عند الله (عزَّ وجلَّ) يوم القيامة بما حدثت)(2193).
واخرج هذا الخبر كما في الخبر السابق عن أبي علي البغدادي(2194)، ودلالة الخبر بأنها رمت ما معها في النهر ووجدته عند السفير ابي القاسم ومن باب انه فصل لها ما معها فهي بالأساس لعلها تريد تستعلم أو قل تختبر السفير في أمره وانه وكيل عن مولانا (عجّل الله فرجه) بما معها قبل ان تفتح تلك الحقة والظاهر انه على شكل علبة مغلقه محكمة.
47 - ويروي الصدوق في عدة جوابات للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) على مسائل شتى وجهت اليه خرج توقيعها أخذنا بعض منها سئل في أمر الوقف: (... اما ما سألت في أمر الوقف على ناحيتنا وما يجعل لنا ثم يحتاج اليه صاحبه فكل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار وكل ما سلم فلا خيار فيه...)وسئل عمن يستحل من اموال الإمام شيئاً قال: (... من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصمائه يوم القيامة فقد قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون على لساني ولسان كل نبي... وأما ما سألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمر بها المار فيتناول منه ويأكله هل يجوز ذلك له؟ فإنه يحل له أكله ويحرم عليه حمله)(2195).
وهذا التوقيع يعد من المسائل الفقهية وفيه التأكيد على حقوق أهل البيت (عليهم السلام) والتحذير من استحلالها من دون وجه وذكر مع الحديث النبوي الذي يشير إلى كافة حقوقهم في جميع المجالات وليست المادية فقط ونقل خبر هذا التوقيع في المصادر الفقهية في بعض من أجزائه وفيه تفصيلات طويلة كثيرة تركنا الخوض فيها(2196) وكذلك نقل في عدد من المصادر التاريخية(2197)، ويستشهد المصنف برواية أخرجناها من مصادرها عن الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سأله أبو بصير قال: (أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أكل مال اليتيم درهماً ونحن اليتيم(2198))(2199)، وكذلك يعد من حقوقهم هو الاعتراف بفضلهم وكرامتهم التي كرمهم الله بها على سائر خلقه فمن عرفهم أدى اليهم حقوقهم، وروي عن الامام الحسين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله الا بمعرفة حقنا)(2200)، ومن خلال هذا الحديث ان حقوق اهل البيت (عليهم السلام) شاملة فروع شتى والواجب معرفتها عموماً.
48 - وروي عن ابي جعفر محمد بن محمد الخزاعي(2201) عن ابي علي بن أبي الحسين الاسدي عن ابيه بانه خرج منه (عجّل الله فرجه) توقيع من دون سؤال: (بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهم، قال أبو الحسين الاسدي: فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهماً دون من أكل منه غير مستحل له وقلت في نفسي: إن ذلك في جميع من استحل محرماً فأي فضل في ذلك للحجة (عليه السلام) على غيره: قال فو الذي بعث محمداً بالحق لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي: بسم الله الرحمن الرحيم لعنة والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهماً حراماً) ثم يروي ان هذا التوقيع شاهده بعض الناس ومنهم الخزاعي يقول نظرنا إليه وقراناه(2202).
الخبر في التوقيع السابق فيه تأكيد على من أكل من مالهم شيء اذ يجمع في حديثه بقول (مالنا) ولم يقل مالي أي كل حقوقهم التي سلبت حتى من قبل ودلالة وإعجاز الحديث انه التوقيع انقلب في يده واطلع على توقيع جماعه تأكيداً له، وقد اثبت في عدة مصادر بنفس النص المروي عن الاسدي(2203)، وأخرج الصدوق بعد هذا الخبر رواية عن الإمام الهادي (عليه السلام) استشهاداً على الرواية هذه ذكر في مصادر اخرى في أبواب الأحكام الشرعية وحقوق الأئمة (عليهم السلام)، في رجل سأله قال: (كتبت إلى علي بن محمد بن علي (عليهم السلام) رجل جعل لك جعلني الله فداك شيئاً من ماله ثم احتاج إليه أيأخذه لنفسه أو يبعث به إليك؟ قال: هو بالخيار في ذلك ما لم يخرجه عن يده ولو وصل إلينا لرأينا أن نواسيه به وقد احتاج إليه)(2204)، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أنت بالخيار في الهبة مادامت في يدك فإذا خرجت إلى صاحبها فليس لك أن ترجع فيها...)(2205).
49 - ونقل الصدوق نص التوقيع الأخير الصادر عن المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) والذي أخرجه علي بن محمد السمري إلى الناس ونسخته هي: (بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله (عزَّ وجلَّ) وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة(2206)، فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، وتوفي السمري بعد التوقيع هذا بستة أيام(2207).
وهذه تعد من أشهر الوثاق في تاريخ التشيع بما صدر عن آخر الحجج (عجّل الله فرجه) نقلتها اغلب المصادر الشيعية بلا خلاف(2208)، ودلالتها أن اجمع أمرك أي ان السقف الزمني لما يحتاجه السمري لجمع أمره ستة أيام ولعل القصد منها تصفيته متعلقاته، ثم الدلالة الثانية ان أخبره بموعد موته وهذا يعطي إثبات لصحة الوثيقة إذ ترقبه كل من سمع الوثيقة أو نسخها بان الغيبة ستقع بموت السمري فترقب من سمعها الستة أيام فكان كما اخبره بان مضى السمري (رحمه الله) بعد الستة أيام فيعد هذا دليلاً على الوثيقة وما جاء فيها ما بين الأخبار بها وموته وانقطاع السفارة ووقوع الغيبة الكبرى.
بعض الاستدلالات العامة عن صحة هذه التواقيع:
1 - بحسب ما نقله المؤرخون ان التواقيع الواردة منه خلال عصور السفراء الأربعة انها صادرة بنفس الخط وبنفس خط أبيه العسكري (عليه السلام)(2209)، أي انه خط موحد ولا يختلف باختلاف أشخاص السفراء أي انه خط يعرفه الناس مما يحصل القطع بصدوره عنه (عجّل الله فرجه) واستعمال الخط في معرفة صاحبه أمر عقلائي متسالم عليه بين الأمم ولان كان افتراض ان احد السفراء ذو فن في الخط وتزويره فهو بالنسبة إلى مجموعهم يكون عادة من المحال(2210)، ويروي شخص انه بعث بأسئلة وورد له جوابها فعندما وصل اليه كتابه قال الرجل: (فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار...)(2211)، أي انه يمكن القول ان خطة كان مألوفاً عند مواليه وأصحاب أبيه وهذه الاحتمالية نقولها بحسب ما ورد من الموروث المنقول في الروايات.
ويروى عن أحمد بن إسحاق قال دخلت على ابي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لكي أنظر إلى خطه فاعرفه فقال: (يا احمد إن الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ والقلم الدقيق فلا تشكن...)(2212)، وكأّن الإمام العسكري (عليه السلام) يشير إلى ابن إسحاق إلى ما بعد ذلك أي إلى زمن التواقيع التي ستصدر من الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
2 - وثاقة النقل في المصادر المعتمدة عند الشيعة وبالرغم من الاختلافات اليسيرة في نقلها إلا أن المصادر نقلتها بنفس المضمون وتؤدي نفس المعنى وخاصة أن اسلوب المكاتبات كان معروف من قبل عند آبائه (عليهم السلام) ومع اختلاف الأسانيد وكلاً نقله بطريق أو سمعه ممن حدثه به إلا أنها نقلت بنفس النص أو المضمون مما يدعونا للقول بصحتها ووثاقتها.
3 - فضلا عن النقطتين السابقتين ان التواقيع لا يوجد فيها ما يعارض أحاديث المعصومين من آبائه وهم كانوا موجودين والناس تتأكد من صحة أقوالهم بالمباشر وهنا نجد التواقيع لا تتعارض مع ما قالوا ولا مع السنة ولا مع القرآن وما قيل في بعض الغريب في التواقيع كذلك صدر آباؤه العديد من الأقوال التي تشير إلى علمهم بالغيبيات، وكلها تتطابق مع ما روي عن آبائه في تلك المجالات مما يدعونا للقول بصحتها بوجه عام وقد أوردنا عدد من الادلة تشير إلى ذلك ما بين التواقيع الصادرة عنه بما ورد عن آبائه وللمتمعن تجدها تتشابه في الأحكام الفقهية والمالية والغيبيات وحتى في الأسلوب.
4 - واكبر دليل على صحتها والتي منها ما كان يصدر منه مباشرة دون كتابة أي ابتدأ منه يتضح فائدتها في حرصه على قواعده الشعبية منها انه صدر منه توقيعاً نهى عن زيارة مقابر قريش والحائر أي حرم الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) وحرم الحسين (عليه السلام) وقد امتنعت الناس طاعة لأوامره ولم يعلموا وجه المصلحة وعلموا بعد شهر ان السلطة وقتها أمرت بإلقاء القبض على كل من يزور قبور الأئمة (عليهم السلام)(2213).
5 - فضلاً عن هذا كله اتحاد جميع المصادر في نقلها لتواقيع مختلفة أي أن كل مصدر ينقل تواقيع في مواضيع تختلف عن الآخر ولكنها كلها تقول خرجت عن طريق السفراء الأربعة ولم تزد فيهم شخصاً أو تقول انه ليست منهم الا ما خرج عن طريق من التقى بهم وكذلك نقلت قصصهم اغلب الروايات وهذا دليل على أنه كانت هناك تواقيع تخرج بصورة عامة عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
6 - وجود عدة مصادر تقول بخروج تواقيع عن الامام الحجة (عجّل الله فرجه) غير تلك التي رواها الصدوق أي ان الأمر مشهور بين مؤرخي القرنين الثالث والرابع الهجريين ومنها في كتاب الكافي للكليني والغيبة للطوسي ونقله عنهما من اتى بعدهما حتى من المتأخرين من أخرج كتباً خاصة في هذا الجانب من المعاصرين حتى منها ما ذكر في الموسوعة المهدوية للصدر وكتاب موسوعة توقيعات الامام المهدي لنجاد، وكذلك كتاب الدرر توقيعات المهدي (عجّل الله فرجه) المنتظر للحسيني وغيرها هذه كلها تثبت على القول بتلك التواقيع.
7 - وفضلاً عن أي استدلال وبالمعتقد أن هذا كله من علم آل محمد (عليهم السلام) وعلمهم بدقائق الأمور وتفاصيلها وبكل جانب، فورد عن الإمام الباقر (عليه السلام)قال: (لم تخل الأرض إلا وفيها منا رجل يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه شيئاً قال زادوا شيئاً وإذا نقصوا منه قال: قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم ولم يكن ذلك لم يعرف الحق من الباطل)(2214).
روي ان جماعة حضروا مجلس المأمون العباسي وفيه جمع من العلماء والفقهاء واهل الفرق وكان الامام الرضا (عليه السلام) حاضراً فسأله بعضهم: (يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأي شيء تصح الإمامة لمدعيها؟ قال: بالنص والدليل، قال له: فدلالة الإمامة ما هي؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة، قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال: أما بلغك قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله؟ قال بلى، قال: فما مؤمن إلّا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه وقد جمع الله للأئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين وقد قال تعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر: 75)، فأول المتوسمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) إلى يوم القيامة)(2215).
ومن هذا كله فلا غرابة محتملة تقع في شأن تلك التواقيع وما ظهر من آياته ومعجزاته فهو كآبائه في العلم والفضيلة وحمل الرسالة وما أمره إلا بتخطيط الله وما زاد في حقه عن حق آبائه ومنهاجه هو بما وضع له (عجّل الله فرجه)، والمنقول إلينا في خبره ثابت في المصادر ومتواتر لا غبار عليه في مصادر الامامية بغض النظر عن الاختلافات اليسيرة في النقل.
وهذه كلها من باب المعاجز له (عجّل الله فرجه) مع اختلاف عناوينها وصيغ خروجها للناس الا انها تقع في باب المعجزة، حتى يضع احد المؤرخين تعليقاً على كتابه حين يجمع فيه بعض معاجز وكرامات للأئمة (عليهم السلام) متشابهة في ما بينها لهم جميعهم بقدراتهم الربانية التي اثبتوها للناس، قال: (هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبي والأئمة (عليهم السلام)) لان الله سبحانه وتعالى لما أفادهم علوماً زائدة على علم الحلال والحرام والعلوم... فلا ريب أن سائر العلوم الزائدة العلوم بالغيب وما يصدر من الحوادث الكائنة أو التي تكون منها الحوادث الكائنة على الناس والحوادث المتعلقة بغيرهم فصاروا بذلك عالمين بما كان وبما يكون وهل المعجزات والدلالات الا من العلم بما كان وما يكون وإنفاذه في الخارج فسبحان من أطلعهم على أسرار علومه وأظهرهم على ما خفي من مكنونه)(2216).
المبحث الثالث: العلامات الحتمية لخروج الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وما قيل في الدجال وما ارتبط به من أمر الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وما روي من علامات عامة وظواهر طبيعية:
اخرج المصنف بابا خاصاً أفرد فيه ذكر علامات خروج الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والتي تعد أهم النقاط الفارقة بما يدل على قرب الظهور، وبالرغم من ورود بعض هذه العلامات مع أخبار سابقه في سياق أحاديث عامة عن مواضيع اخرى وهنا سيكون الحديث عنها على وجه الخصوص مع كون المصنف لم يشرْ إلى ما قيل في جميع علامات ظهور الإمام الحجة واقتصر على قسم منها والواضح من خلال الكتب التي ألفت في الغيبة إن العلامات الحتمية هي أهم تلك العلامات والواجبة التحقق قبل الظهور وقد اعتمد في نقلها عن الصدوق اغلب من ألف عن الغيبة بعد الصدوق وسنقتصر هنا على ما طرح في الكتاب والإشارة إلى من ذكرها قبله أو من أخذها عنه أو ذكرت بعده من غير طريق وقد ذكر المصنف بعض هذه العلامات في غير هذا الباب من الكتاب حاولنا جمعها كلها هنا.
وقبل الخوض في مسألة العلامات لا بد للإشارة إلى معنيين مهمين بهذا الصدد هو ما معنى خروج أو ظهور حتى تتضح الصورة بالفرق بينهما إذ سترد الكلمتان مع الروايات التي تشير إلى العلامات، فيقال أن الخروج: هو نقيض الدخول من أصل خرج يخرج خروجاً فهو خارج(2217)، والظهور: الظاهر ضد الباطن وظهر الشيء أي تبين وظهر فيقال اظهر الشيء وبينه(2218)، وقد جمع البعض معنى الكلمتين في تفسير واحد فقيل ان الظهور والخروج كلتاهما تشيران إلى معنى البروز فيقال رجل برز ظاهر للخلق(2219)، وان قلنا ان الكلمتين في القضية المهدوية تشيران إلى نفس الاتجاه في المعنى العام، فقد أشار أحد الباحثين على وفق رؤية تحليلية طويلة ومعمقة اخذنا منها موضع الحاجة بالمضمون العام لها بأن معنى الظهور في المنظار الامامي هو البروز والانكشاف بعد الاحتجاب والاستتار وكذلك هو إعلان الثورة أو القيام بالسيف، ويقال أيضاً بان الظهور الانتصار والسيطرة اي ان الظهور للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يتلخص بارتفاع الغيبة التي اتخذها مسلكاً له طبقاً للتخطيط الالهي سواء كان معنى الغيبة هو خفاء الشخص أو العنوان فحين الظهور يكون مكشوفا شخصه وعنوانه معروف فإذا حل اليوم الموعود لذلك واجتمعت شرائطه لم يكن لبقاء ذلك الاختفاء موضوع فيشار اليه بشخصه الحقيقي وان فلان هو المهدي (عجّل الله فرجه) ليقوم بمهامه العالمية(2220)، وهذه العلامات هي جزء من الشرائط لتحقق هذا الظهور.
أولاً - العلامات الحتمية(2221)، لخروج الإمام القائم (عجّل الله فرجه):
هناك اختلاف في تحديد هذه العلامات وعددها فهناك من يقول انها خمس وهو المشهور بين المصنفين وهناك من يقول أكثر من خمس لكن على الأكثر هي خمس وذكرت على انها اهم شرائط الظهور بل المحتومة التي لابد من تحققها والبقية ليس مشروطاَ تحققها اذ من الممكن ان يحصل فيها البداء وان الخمس المحتومات تحققها مشروط ومرتبط بالظهر ولا يقع عليها البداء أي واجبة التحقق بما ورد فيها من أحاديث عن آبائه (عليهم السلام) وللمصنف روايات جمعت فيهما العلامات الحتمية والتي ستكون منطلقاً للفقرة أولاً بصورة عامة:
منها عن الإمام الباقر (عليه السلام) في رواية طويلة اخذنا منها محل الشاهد عن العلامات قال: (... إن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام وخروج اليماني من اليمن وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي من السماء باسمه واسم ابيه...)، وفي رواية ثانية عن الباقر (عليه السلام) قال: (... ويخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن وخسف بالبيداء وقتل غلام من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين الركن والمقام... وجاءت الصيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا(2222)، وفي باب العلامات أخرج المصنف روايتين في ذلك، الاولى منها يرويها بسندين عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (خمس قبل قيام القائم (عليه السلام): اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية)(2223)، وكذلك وردت نفس الرواية ضمن حديث آخر للإمام الصادق (عليه السلام) عن عصر الظهور(2224).
والثانية بنفس السياق أخرج الصدوق بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال لي: نعم واختلاف ولد العباس(2225) من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت وكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنة الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون)(2226).
ما رواه المصنف عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أخرجها الطبرسي والاربلي(2227) وأخرج القمي الرواية الأولى كما هي وردت في الإكمال(2228)، واخرج الكليني بالعلامات الخمسة حديث بالكلية لم يقل أنها محتومة أو لا عن الصادق (عليه السلام) قال: (خمس قبل قيام القائم الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني...)(2229)، وردت الروايتان عن الإمام الصادق (عليه السلام) عند النعماني الأولى أخرجها بسندين مرة ذكر فيها: (... واليماني من المحتوم...) مع تقديم وتأخير في العبارات، والأخرى لم يذكر فيها اليماني، والثانية يرويها عن عدد من أصحاب الإمام الصادق (عليه لسلام) بأنه هو من حدثهم بها باختلاف يسير في اللفظ(2230)، وذكر المصنف الرواية الأولى في كتابه الخصال(2231)، والثانية يرويها المفيد عن الفضل بن شاذان وفيها: (طلوع الشمس من مغربها)(2232)، وكذلك الأولى يرويها الطوسي بسند مختلف وبنفس النص والرواية الثانية كذلك يرويها مع بعض الاختلاق عن أبي حمزة فيها: (وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم وأشياء كان يقولها من المحتوم وخروج القائم من المحتوم...)(2233)، وذكر الطبرسي الروايتين المذكورتين عن الإمام الصادق (عليه السلام) بالسند والنص نفسه(2234)، واخرج الاربلي الرواية الثانية كذلك عن أبي حمزة الثمالي(2235).
وبما ورد في الأثر هنا وبالجملة اتفاقها مع روايات الصدوق في المضمون بالرغم إن جميعها متفقه تلك الحتميات بالتفاوت هذا لعلة نوع من المباغتة مما اعد لحمايته حتى حين ظهوره من قبل آبائه (عليهم السلام) فالمعصومون بحديثهم يكونون على حذر من طبيعة ما سيحصل حينها ولهذا تجد الأحاديث لم يحدثوا بها لكل من سألهم أو طلب منهم المعرفة كيفما يتفق عليه بل حديثهم على الظاهر العام أو حتى بالرمزية لبعض المعاني ولطول الأحاديث وكثرتها عن العلامات سنحاول الالتزام بما ورد في الكتاب بالمقارنة والتوضيح بما ورد في المصادر الأخرى وسنتطرق لها بما ورد عن الصدوق وسنشير لتلك العلامات الحتمية وذلك حسب تسلسلها في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) بالرواية الواردة في باب العلامات التي اخرجها الصدوق في كتاب قال (عليه السلام): خمس قبل قيام القائم (عجّل الله فرجه) اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية)(2236)، والى هنا ذكرنا هذه العلامات مجملاً واهم الاحاديث التي أشارت إلى جميعها والآن نتحدث عنها كل واحدة على حدة حسب تسلسلها الوارد في النصوص السابقة وهي كالتالي:
1 - اليماني:
من الملاحظ في الروايات التي تتحدث عن العلامات تجدها قليلة الذكر لحركة اليماني بصورة عامة وحتى عند الصدوق ومن جانب آخر بما ورد في أعلاه فأن اليماني من المحتوم وبالكلية وما تعارف عليه في النقل التاريخي وحتى العقائدي انه من المحتوم لكن لا يوجد ما يشير إلى اسمه أو نسبه ولا حتى وصف يوضح صفات اليماني وأحواله أو كم يعيش أو كيف يموت وان كل الروايات التي تذكره تشير له بالرمزية وما ورد عنه في الأحاديث كلها بالرمزية العامة على الظاهر انه رجل مؤمن وممدوح في الروايات صاحب راية تدعوا للهدى وبالأساس كما ذكر الصدوق وما تناقله المصنفون في الروايات المروية آنفاً (ان اليماني من اليمن) وفي جملة هذه الروايات:
ومن المرجح في احتمالية تأكيد انه من اليمن ذكرت رواية عن ابي عبد الله (عليه السلام) عندما ذكر عنده السفياني فقال: (أنى يخرج ذلك؟ ولما يخرج كاسر عينيه بصنعاء)(2237)، فلعل اليماني من مدينة صنعاء وهذا ليس مقطوعاً فيه، وورد انه يخرج قبل السفياني(2238).
وهناك خبر يقول بان اسمه حسين أو حسن اذ وجد في بعض الأخبار بما نقل عن سطيح الكاهن حين سأله الملك ذا يزن عما يكون في الدهر وحدث سطيح الملك ذا يزن بحديث طويل حتى أخبره بفتن تقع في الزمان إلى أن يقول يخرج ملك من اليمن من صنعاء اسمه حسن أو حسين فيذهب بخروجه غمر(2239) الفتن(2240)، وهذا غير دقيق بكونه اليماني اذ لا يوجد في روايات أهل البيت ما يشر إلى اسم اليماني الموعود ظهوره قبل القائم (عجّل الله فرجه) ولعلها تشير لغيره والله العالم فالخبر هنا اعتمده جمع من المصنفين المتأخرين فلا صحة لهذا الخبر ولا يوجد ما يدل على انه هو اليماني المقصود.
وأما إذا أردنا القول بأنه هو هذا نفس الملك على سبيل الاحتمال وليس القطع فهناك رواية فريده ينقلها ابن شاذان يرويها بسندها عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) حين يسأل عن السفياني وبعد ان يتحدث عن السفياني وحروبه بعد ان ينتصر في بعضها ثم يحاول ان يقصد اليماني ليحاربه يقول: (وقد يكون خروجه وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد... ثم يقصد اليماني فينهض اليماني لدفع شره فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة ومقابلات شديدة فيتبعه اليماني فتكثر الحروب وهزيمة السفياني فيجده اليماني في نهر اللو(2241) مع ابنه في الاسرى فيقطعهما إرباً إباً ثم يعيش في سلطنته فارغاً من الأعداء ثلاثين سنة ثم يفوض الملك بأبنه السعيد ويأوي إلى مكة وينتظر ظهور قائمنا حتى يتوفى فيبقى ابنه بعد وفاة ابيه في ملكه وسلطانه قريباً من اربعين سنة وهما يرجعان للدنيا بدعاء قائمنا (عليه السلام))(2242)، وهذه الرواية الوحيدة التي تشير بان الذي يقتل السفياني هو اليماني مما يدعونا للقول بعدم دقة هذه الرواية كونها رواية منفردة لا يوجد ما يعاضدها في الروايات.
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث له عام عن العلامات ورد ذكر اليماني فيها قال: (... خروج السفياني واليماني والخراساني(2243) في سنة واحده وفي شهر واحد وفي يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناوأهم وليس في الرايات رأي أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم)(2244)، ومثلها عن الإمام الصادق (عليه السلام) باختصار، وفي رواية انه هـو من يهزم السفياني(2245)، وكونه راية هدى وانه من موالي أهل البيت (عليه السلام) ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (اليماني يوالي علياً)(2246)، وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً وفد أهل اليمن قال: (قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين الفاً ينصر خَلفي وخَلف وصيي حمائل سيوفهم المسك...)(2247)، ان كان المقصود بالحديث الشريف انه هو اليماني فعلى ذلك يكون جيشه من سبعين الفاً هذا على ظاهر الرواية.
وما يذكر ويدل على ان امر اليماني والسفياني يكون في وقت واحد هو ما ورد ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (اليماني والسفياني كفرسي رهان)(2248)، وتشير الروايات له بانه يقبل على الكوفة وتكون له حرب مع السفياني تقع في الكوفة للوقوف ضد السفياني بعد ان يعم القتل بسبب السفياني بعد ان يبعث جيشه اليها فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (... إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان...)(2249)، ولعلها كناية عن التسابق بان الفرس تكون قريبة مع الفرس الاخرى المنافسة لها في السباق اي ان خروج هذه الرايات اقترن ببعضه الخراساني واليماني والسفياني وراية اليماني تسرع وتتسابق مع الخراساني لنصرة الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، أما تواجده فيكون بالكوفة.
وفي ظاهر الروايات انه بعد أن يقبل اليماني يخرج صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) سئل الامام الصادق (عليه السلام): (متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم... [الى أن يقول] وظهر الشامي وأقبل اليماني... وخرج صاحب هذا الامر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلت ما تراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: درعه وعمامته وبرده وقضيبه ورايته ولامته وسرجه حتى ينزل مكة فيخرج السيف من غمده ويلبس الدرع وينشر الراية... ويستأذن الله في ظهوره فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسيني إلى الخروج فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس ويتبعونه...)(2250).
وهذا اغلب ما دارت عليه الروايات التي تشير إلى اليماني ومن الواضح ان هذا الموضوع للأسف تبقى فيه الكثير من المجاهيل لإكمال النقص في هذا الجانب أو انه من الحكمة ومن باب التخطيط لعصر الظهور بقيت هكذا لعلة ماء من المحتمل خوفاً من ان تنكشف حال خروج هذا اليماني قبل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أو من الحكمة حفاظاً عليه فمن الواضح من الخلال الروايات انه سيقف بوجه السفياني فحتى يكتمل امره ويعد قوته وجيشه حينها يعلن هو عن نفسه فيعرف باليماني اما قبل هذا فيمكن ان يحدق به الخطر لو عرف أو اشير له اكثر، وبالرغم من كون الروايات لم تحدد تفاصيل دقيقة عنه فيمكن من خلال ما ورد يمكن ان نضع له تعريف بأنه رجل من أهل اليمن من موالي أهل البيت (عليهم السلام) يخرج من اليمن على رأس قوة في نفس وقت خروج السفياني ويقدم على السفياني ويحاربه وراية اليماني راية حق يدعو لنصرة الإمام ويسرع في نصرته وان اليماني منصور بما يقدم عليه ولا يحق لأي مسلم مؤمن بالقضية المهدوية ان يعترض أو يقف ضد اليماني.
2 - السفياني(2251):
في اسمه وصفاته أخرج الصدوق رواية عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (قال أبي (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): (يخرج ابن آكلة الأكباد(2252) من الوادي اليابس(2253)، وهو رجل ربعة(2254)، وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة(2255)، وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها)(2256).
واخرج هذه الرواية الطبرسي في كتابه وفيها: (قبيح الوجه... وأبوه عيينة)(2257)، وكذلك وردت في الخرائج عن إكمال الدين(2258) واخرجها بعض المؤرخين بتلك الصيغة(2259)، ورد في رواية مقاربة لما وصف في رواية الصدوق والفرق في ذكر الاسم كذلك وردت عن امير المؤمنين (عليه السلام) بانه من ولد خالد بن يزيد بن ابي سفيان وهو رجل ضخم الهامة بوجهه اثار جدري وبعينه نكتة بياض يخرج من ناحية دمشق في وادي يقال له وادي اليابس ويكون كلب(2260) هم عامة من يتبعه(2261).
وعن الوادي اليابس والمنبر الذي في الرواية في حديث لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) قال: (.... خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي (عليه السلام))(2262).
ولما توارد في الروايات تثبت ما رواه الصدوق بأنه عثمان بن عنبسة ومن المرجح ان عثمان بن عنبسه لعله هو نفسه المقصود بأنه من ولد خالد بن يزيد فكلا الراويتين تشيران إلى انه من نسل ابي سفيان وهذا الواضح فيها مهما كان الاسم هذا أو ذاك انه رجل من آل ابي سفيان يمثل الاتجاه المنحرف في قبيل عصر الظهور وكما ورد في ترجمته التي وردت انه حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن يزيد بن عثمان بن يزيد بن معاوية فلعل قول عثمان بن عنبسة هو نفسه مختصراً ولعل حرباً هو لقب له واسمه الأصلي عثمان.
وعن صفات السفياني يروي الصدوق بسنده عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول: يا رب ثاري(2263) وقد بلغ خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه)(2264).
والرواية بتلك الصيغة انفرد بذكرها الصدوق ونقلت من بعض المتأخرين فيها زيادة عن الأصل: (يا رب يا رب يا رب ثم للنار)(2265)، وردت رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (السفياني احمر أشقر ازرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط يقول يا رب ثاري والنار(2266) يا رب ثأري والنار)(2267).
ولعل الإمام الباقر (عليه السلام) هنا يشير إلى صفة في نفس السفياني وهي الخبث عنده وذكره للألوان فمن المحتمل ان يكون لون بشرته احمر مزرق ويوجد الكثير من الناس أشكالهم هكذا بالرغم من كونهم شقراً الا أنه لا يوجد ارتياح بمشاهدتهم أو النظر إليهم لاندماج الحمرة مع الزرقة ويصبح لونه كاحتصار الدم في جرح أو كدمة تصيب الإنسان ومن المحتمل ان الأحمر فيه إشارة لخبثه وإجرامه وإلى لون الدم بصفته شخصاً قاتلاً.
وفي رأي آخر عن اللون الازرق كما صرح به القرآن الكريم قال تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُـرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً﴾ (طه: 102)، فقد ورد في تفسيرها إن المجرمين أزرقت عيونهم من شدة العطش وقيل ان معناها انهم عمي كأنها ترى زرقاً وهي عمي وقيل ان المعنى في زرق تشويه الخلق وجوههم سود وأعينهم زرق(2268) ولعل الإمام هنا يطلق عليه صفة الإجرام بالدنيا والآخرة ويرمز لهما بالأحمر والأزرق فهذه احتمالية والاحتمال الآخر أنها صفات جسمانية كونه أشقر مشرب بالحمرة ذو عينيان زرقاوان، أما دفنه لام ولد لعلها امرأة له تروم كشف أمره قبل إن يقوم بجيشه أو حركته فيقتلها خوفاً أن ينكشف فلو كان خارجاً بحركته الفاسدة لا حاجة أن يخيفه شيء حينها.
وأخرج المصنف روايتين بسندين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن أمر السفياني من المحتوم وخروجه في رجب)(2269)، نقل بنفس الصيغة الواردة عند الصدوق في جامع الأخبار(2270)، لكن ورد بنفس المضمون في مصادر اخرى بسنده عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (من الأمر المحتوم ومنه ما ليس محتوم ومن المحتوم خروج السفياني في رجب) وقال: (السفياني لابد منه ولا يخرج الا في رجب)(2271)، ولمناقشة هذه الرواية الواردة عند الصدوق بما ورد في الروايات فعن ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: (السفياني والقائم في سنة واحدة)(2272)، وكذلك ورد عنه (عليه السلام) قال: (يخرج القائم (عجّل الله فرجه) يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام)...)(2273)، في رواية عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم إلا بسفياني)(2274)، وعلى هذا الأساس بكون الروايات تشير إلى نفس السنة والإمام في محرم والسفياني محتوم وفي رجب اذ بين حركة السفياني وظهور الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ما يقارب الستة أشهر وعلى هذا الأساس أن اليماني كذلك والخراساني في رجب وقبل الظهور بستة أشهر.
ويروى الصدوق ان رجلاً سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن اسم السفياني فقال للسائل: (وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس(2275): دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً)(2276).
الرواية بهذه الصيغة بانه يملك ثمانية اشهر لم ترد عند غير الصدوق والتي رواها عن أبيه(2277)، ووردت عند بعض من صنف للغيبة نقلاً عن الصدوق(2278) وهذا غير المشهور في الروايات، ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) مخاطباً احد أصحابه من اهل الكوفة، قال: (كم تعدون بقاء السفياني؟ قال: قلت حمل تسعة اشهر، قال: ما اعلمكم يا اهل الكوفة)(2279) وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (اذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة اشهر)(2280) وفي رواية نقلت بسندها عن الإمام الصادق (عليه السلام) تشير إلى مدة وجوده كلها أي من قبل الكور الخمسة وبعدها قال: (السفياني من المحتوم وخروجه في رجب ومن اول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً)(2281).
والمرجح بين الروايات على قول أكثرها التي ينقلها المصنفون ومنهم الصدوق تكون مدة ملكه تسعة أشهر، ولعل الرواية الواردة عند الصدوق بالثمانية أشهر، فيها احتمالية اخرى وهي ان السفياني يملك ثمانية أشهر مسيطراً على عدة مناطق ثم يفقد سيطرته عليها ونهايته بعد ان يخسر في معاركه يهرب ويقتل بشهر من الزمان، وان قلنا انه يملك تسعة اشهر تامة على أكثر الروايات وان ما بعدها لا يعد من فترة حكمة أو سيطرته لذا من المحتمل ان رواية الثمانية أشهر فيها خطأ أو تصحيف، من خلال حديث الإمام ان معرفة الاسم ليس بالضرورة اذا تمكن هذا الشخص على مناطق واسعة مهما كان اسمه حتى يثبت هذا الشخص عمالته لأعداء الإسلام بسيطرته على تلك المدن ولعل هذا الأمر بتوجيه من أسياده ويتضح هذا من خلال الرواية القائلة: (يقبل السفياني من بلاد الروم منتصراً في عنقه صليب وهو صاحب القوم)(2282).
ومن خلال هذه الرواية يمكن القول انه عاش في المناطق التي يرمز لها بلاد الروم والتي تمثل مطلق الغرب اليوم فاصل السفياني معروف من الشام فهو ليس مسيحياً فلو كان مسيحياً لا حاجة للإشارة إلى الصليب فهو أصلاً لهم علامة ولعلها اشارة لشخص يتلبس بغير دينه ويطبق مشروعاً هو مسير به للسيطرة على تلك المناطق التي يتوجه بعدها نحو العراق، وأما التسمية في هذه الرواية لعل عدم الاهتمام بالاسم ايضاً من المحتمل ان السفياني يأخذ غير هذا الاسم أو يتلقب بغيره فلاشك انه إن لم يكن يعرف نفسه بانه هو من يقاتل الإمام قبل ظهور فلابد ان يكون قد وصل إلى مسامعه ان من يقاتل الإمام بهذه الصفة فيأخذ غيرها أو ويمكن القول ان التسميات التي أطلقت عليه ما هي الا تشبيه هذا الشخص وحركته بما قام آل أبي سفيان من ظلم على أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم وحركته.
3 - النداء أو الصيحة(2283):
اخرج الصدوق رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس ثم قال: ينادي مناد من السماء فلان بن فلان هو الإمام باسمه وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كما نادى برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليلة العقبة(2284))(2285).
أخرج هذه الرواية الواردة عن الامام الباقر (عليه السلام) بعض المصنفين كما ورد في الإكمال مع بعض التفاوت من دون اخلال بالمعنى العام للرواية(2286)، وفي رواية مماثلة عن زرارة بن أعين قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عجبت أصلحك الله ! وإني لأعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يروون من العجب من خسف بالبيداء بالجيش ومن النداء الذي يكون من السماء؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم العقبة)(2287)، وفي الحديث ان وضوح الامر سيكون بان المنادي هذا ينادي باسمه واسم ابيه وكما عرف بالروايات اسمه واسم ابيه حينها الامر ابين من الشمس لا يحتاج إلى تفسير والنداء من السماء اي نداء حق كما بشر به النبي والائمة (عليهم السلام) من قبل بظهوره، اما نداء ابليس فكما نادى بعد بيعة العقبة لعل المقصود هنا انه بعد النداء وان الناس ستبايع المهدي (عجّل الله فرجه) حينها ينادي ابليس لعنه الله بان لا تبايعوا محاولة منه إزاحتهم عن الحق.
وما يتعلق بهذا الصوت وكيف يسمع، ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الصوت والمنادي من السماء؟ قال: (مناد ينادي باسم القائم واسم ابيه وبه يعرف صاحب هذا الأمر...)(2288)، وعن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (ان المنادي ينادي ان المهدي من آل محمد فلان ابن فلان باسمه واسم ابيه، فينادي الشيطان ان فلاناً وشيعته على الحق يعني رجلاً من بني امية)(2289)، وسئل الامام الباقر (عليه السلام) عن القائم (عجّل الله فرجه) قال: (إن لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب حتى تسمعه الفتاة في خدرها)(2290).
وأخرج الصدوق رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (صوت جبرائيل من السماء وصوت إبليس من الأرض فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به)(2291).
وبالألفاظ التي رواها الصدوق لم تروَ عند غيره ونقله عنه بعض المتأخرين(2292)، لكن ورد بنفس السياق عند عدد من المصنفين بهذا الاتجاه ينقل النعماني رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (... لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم (عجّل الله فرجه) صوت من السماء وهو صوت جبرائيل باسم صاحب هذا الامر واسم ابيه والصوت الثاني من الارض هو صوت ابليس اللعين ينادي ان فلاناً قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة فاتبعوا الصوت الاول واياكم والاخير ان تفتنوا به)وعن الامام الصادق (عليه السلام) يتحدث عن الصيحتين تلك قال: (هما صيحتان صيحة في اول الليل وصيحة في آخر الليلة الثانية، [فقيل له] كيف ذلك؟ قال: واحدة من السماء وواحده من ابليس، [فقيل له] وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل ان تكون)(2293).
وهناك روايات تذكر فقط ملك ينادي منها ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي هذا خليفة الله فاتبعوه)(2294)، ومفاده هنا ان الصوت لعله توجيه أو خطاب واسع وهو صوت يطلقه جبرائيل (عليه السلام) وهو الصوت الأول أما الثاني فهو لإبليس فواجب إتباع الأول فلعله بهذه الإشارة ان الصوت الثاني فيه خدعه يريد إبليس بها إن يفتن الناس أو يطلق خطابه بنفس طريقة الخطاب الأول لغرض التضليل لذا الواجب اتباع الصوت الأول الذي يسبق صوت إبليس الثاني مهما كان نوعه وطريقة خطابه.
أما توقيت هذه الصيحة فأخرجها الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان)(2295)، ونقل هذه الرواية عن الصدوق بعض المتأخرين اذ لم ترد عن المتقدمين بتلك الصيغة(2296)، وكذلك ورد عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (... الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا واطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون ابليس الا أن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتننهم فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار فإذا سمعتم صوت جبرئيل وعلامة ذلك انه ينادي باسم القائم واسم ابيه (عليهما السلام) حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج...)(2297)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن الفزعة في شهر رمضان فقال: (أَوَما سمعتم قول الله (عزَّ وجلَّ) في القرآن: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾ (الشعراء: 4) هي آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان)(2298) وما يدل على ان الفزعة هي المقصود منها الصيحة في حديث آخر لأمير المؤمنين قال: (... صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها)(2299)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ان القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب وفيه نزلت هذه الآية)ثم تلى نفس الآية(2300).
وبهذه الرواية الواردة عند الصدوق وما قورن معها من روايات يمكن القول بان الثابت هو وقوع الصيحة في شهر رمضان وقد حدد موعد الصيحة بيوم الجمعة وليلتها في الثالث والعشرين منها وهذا لعله للتنبيه وللتمييز بينها وبين الصوت الثاني في هذا اليوم فمن المحتمل أن تكون بعد صيحة الحق تتبعها صيحة ابليس بالمباشر حتى يفتن الناس فالتعيين هنا للوقت واليوم يدعوان لأخذ والحذر والتفريق بين الصيحتين، وكذلك يمكن التمييز بين الصيحتين بان صيحة الحق سيكون لها هول عظيم لعل صوت الصيحة سيكون أقوى من صيحة ابليس حتى انها تصل للفتاة التي في خدرها وتسمعها من دون ان تكون ظاهره من شدة الصوت وتوقظ النائم وتفزع اليقظان وتكون أمراً مفاجئاً.
وعن نطاق تلك الصيحة ومداها اخرج الصدوق عن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي منادٍ باسم القائم (عليه السلام) قلت خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم وقلت فمن يخالف القائم (عليه السلام) وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس)(2301)، وهذا يعطينا دلالة أخرى بأن الصيحتين في نفس اليوم أو الليلة فالأولى في النهار أو في اول الليل وصيحة ابليس في آخر الليل.
روى الصدوق الحديث هذا عن ابيه الوارد في كتابه الإمامة والمتبصرة ونقله بعض المتأخرين عن الصدوق(2302) أما نداء إبليس فعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه سئل عن النداء فقال: (ينادي المنادي من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم(2303): ألا أن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس لعنه الله: ألا أن الحق في عثمان(2304) وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون)(2305)، وبهذا يكون النداء عاماً لجميع الناس لا يخص الشيعة فقط أو المسلمين بل العالم اجمع بمختلف أديانه وقومياته ويفهمه الجميع بكل لهجاتهم على ظاهر الحديث إذا كان بالإعجاز أو بالطرق الحديثة ووسائل الإعلام يصل الخبر للجميع ان أطلقه جبرائيل في سماء مكة ثم يتناقل بسرعة الخبر كما هو الحال اليوم ووسائل الصحافة والإعلام والانترنيت ولعل في زمانها يكون التطور أوسع فيصل بشكل اسرع.
وختاماً لموضوع الصيحة روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث له عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) قال في بعضه: (... وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء له يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه وهو قول الله: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾)(2306) ، ويحصل حينها من صوت الصيحة قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ينادي مناد من السماء باسم القائم (عجّل الله فرجه) فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب فلا يبقى راقد إلا قام ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت وهو صوت جبرئيل الروح الأمين)(2307).
4 - الخسف(2308) بالبيداء(2309):
وورد في الخسف روايات من الجانبين، وعد الخسف في الروايات من الشرائط الحتمية للظهور كما ذكره الصدوق: (وخسف بالبيداء)(2310) لكن لم تصرح تلك الروايات التي تناقلت موضوع الخسف بنوع الخسف أو كيفيته الا أنها تقول بوقوع خسف بجيش يقدم على مكة من قبل السفياني فقد يتبادر للذهن عن اي من يطلع على الروايات أنها هبوط في الأرض بمجموع جيش السفياني.
يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يخرج رجل يقال له السفياني في عمق(2311)، دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان... ويخرج رجل من اهل بيتي في الحرة(2312)، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم)(2313)، واخرج الهيثمي بكتابه في باب ما جاء في المهدي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يأتي ناس من قبل المشرق يريدون رجلاً عند البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فيلحق بهم من تخلف عنهم فيصيبهم ما أصابهم)(2314)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث له عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) والسفياني إلى أن يقول: (ويأتي بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به ذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ (سبأ: 51)(2315).
ويروى عن أبي حمزة الثمالي في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ قال ابو حمزة: (سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) والحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم)(2316)، وروي عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (يخرج القائم (عليه السلام) فيسير حتى يمر بمّر(2317) فيبلغه ان عامله قد قتل(2318)، فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك شيئاً ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله (عزَّ وجلَّ) الأرض أن تأخذ بإقدامهم وهـو قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾...)(2319).
وذكر في بعض الروايات التي تلمح إلى انه خسف بالأرض أو تسيخ بهم فقد نقل ابن حماد عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (سيكون عائذا بمكة يبعث اليه سبعون الفاً عليهم رجل من قيس حتى اذا بلغوا الثنية(2320) دخل آخرهم ولم يخرج منا اولهم نادى جبريل ببيداء يا بيداء يا بيداء يسمع مشارقها ومغاربها خذيهم فلا خير فيهم فلا يظهر على هلاكهم الا راعي غنم في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا فيخبرهم فإذا سمع العائذ بهم خرج)(2321)، ولعل راعي الغنم هذا هو ايضاً مخبر عن الحادثة وقصته قيل انه يرعى ي غنمه وينظر إلى هذا الجيش المتوجه نحو مكة فيقول: (يا ويح اهل مكة ما جاءهم فينصرف إلى غنمه ثم يرجع فلا يرى أحداً فإذا هم قد خسف بهم فيقول سبحان الله ارتحلوا في ساعة واحده فيأتي منزلهم فيجد قطيفة(2322) قد خسف ببعضها وبعضها على ظهر الأرض(2323).
وفي حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتحدث عن الفتن ثم يتحدث عن السفياني وكيف يستبيح المدينة ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرج جيشه نحو مكة فيقول: (... حتى اذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم فذلك قوله في سورة سبأ: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ ولا يفلت منهم الا رجلان احدهما بشير والآخر نذير...)(2324).
وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أوردنا بعضه في ترجمة السفياني أخذنا منها هنا مضمون فكرة عن الخسف اذ فيه مجمل الأخبار عن السفياني والخسف وأحداث بلاد الشام إلى قتل السفياني، وروي ان هذا الجيش لما يصل إلى بيداء مكة فيصيح بهم جبرائيل ويخسف الأرض تحت أقدامهم بما معهم من عدة وقيل ان عددهم ثلاثمائة الف حتى لا يبقى منهم الا شخص واحد وقيل شخصان وهما المخبران بأمر الخسف اذ يذهب أحد إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويسمى البشير ويخبره بهلاك جيش السفياني والآخر يعرف بالنذير يذهب إلى السفياني ويخبره بهلاك جيشه عندها يهرب السفياني إلى الشام ويفسد فيها ويقتل ثم يبعث بجيش نحو الكوفة والبصرة ويفعل جميع الفواحش ويقتل أهل العلم وبعد حروب طويلة يبعث الإمام وراء السفياني فيتم أسره ويؤتى به إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويقتل وتستبشر الناس بمقتله(2325).
وفي رواية طويلة جداً اشتملت على اغلب العلامات وما يحصل قبل الظهور وبعد الظهور رويت عن المفضل بن عمر فيها يسأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والامام يجيبه ومن ضمن ما ورد فيها يتحدث عن الخسف قال: (... ثم يقبل رجل على القائم (عليه السلام) رجل وجهه إلى قفاه وقفاه إلى وجهه(2326) ويقف بين يديه فيقول: سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن الحق بك وابشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم (عليه السلام) بين قصتك وقصة أخيك نذير، فيقول الرجل: كنت أنا وأخي في جيش السفياني فخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء... وخربنا الكوفة وخربنا المدينة وكسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخرجنا منها وعددنا زهاء ثلاثمائة ألف رجل نريد مكة لإخراب البيت وقتل أهله فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها فصاح بنا صائح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الارض وابتلعت كل الجيش... سوى غيري وغير أخي نذير فإذا نحن بملك وقد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى وقال لأخي ويلك يا نذير امض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعرفه أن الله أهـلك جيشه بالبيداء وقال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين...)(2327).
وتعليقاً على مجمل روايات الخسف هو انكسار يحصل في جيش السفياني الذي يرسله إلى قتال الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أو محاولة منه القضاء عليه وعند بلوغ هذا الجيش المنطقة الواقعة بين مكة والمدينة (البيداء) والأقرب إلى مكة يحصل بهم الخسف وغير معلوم ماهية هذا الخسف أو غير متفق على عدد من يخسف بهم فعلى ظاهر الروايات إنهم يؤخذون من تحت أقدامهم أي أنهم تبتلعهم الأرض أو تنشق بهم وبمن يلحقهم حينها ولا ينجو منهم إلا من يخبر بالحادثة وهذا لعله لحكمة نقل خبر الحادثة فضلاً عن الراعي الذي لم يفارق مكانهم إلا لوقت بسيط كما في الرواية ساعة فيعود فلا يجدهم ويجد أن الأرض قد طبق عاليها على سافلها وهذا كله بوصف الروايات لعلها بخطاب عصرها، أم يمكن القول انه يحصل بهم انكسار شامل عن طريق سلاح ما مدمر لكل هذا العدد بوقت قياسي وهو ما يعرف بالتطور اليوم، وعلى الأرجح ومن خلال الروايات وبوجود جبرائيل (عليه السلام) في الروايات أو أي ملك آخر فانه هذا الخسف بأمر الله وقدرته بغض النظر عن نوع الخسف(2328) أو شكله ألا أن المهم هذا الانكسار مهما كان نوعه فالبشارة به ان يقضي على هذا الجيش المقبل نحو مكة في تلك المنطقة قبل وصوله للبيت الحرام وهذه حماية الإلهية لبيته الحرام فضلاً عن وجود الإمام فيها في ذلك الوقت وقد شهد التاريخ بمثل تلك الحماية للكعبة المشرفة كما ضرب ابرهة الحبشي بهجومه على البيت وابيد جيشه قبل أن يصل فلو دخل جيش السفياني هناك سيفتك بمكة وأهلها كما فعل بغيرها ولذا ستكون الكعبة ملاذا لإمامنا (عجّل الله فرجه) المحمية من قبل الله (عزَّ وجلَّ) لذا نرجح انه أمر الهي بقدرة الله وقوته يخسف بهم الأرض بوقت يسير بحسب ما وصفهم الراعي ولعلها حفرة كبيرة أو انشقت بهم الأرض.
5 - قتل النفس الزكية(2329):
روى الصدوق بسنده في رواية نقطع موضع الحاجة منها هنا عن الإمام الباقر (عليه السلام) يتحدث عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعصر الظهور والعلامات قال: (... وقتل غلام من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية...)(2330).
وتناقلت الروايات تلك العلامة بقتل غلام آل محمد وذكرت نفس الاسم بالرواية المذكورة عند الصندوق وبأسانيد عدة(2331)، وورد في مصادر العامة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ان المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فتأتي الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم امتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط)(2332).
وفي رواية عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: (النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر...)(2333).
اما سبب قتل صاحب النفس الزكية المقصود ففي رواية للصدوق خرجها بسندها عن الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطباً زرارة بن أعين: (... يا زرارة لا بد من قتل الغلام بالمدينة(2334)، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا يقتله جيش بني فلان؟، يخرج حتى يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله (عزَّ وجلَّ) فعند ذلك فتوقعوا الفرج)(2335).
ووجد بعض الالتباس في قضية النفس الزكية اذ يشير البعض من المؤرخين بان من العلامات قتل رجل هاشمي يذبح بين الركن والمقام(2336) وقتل نفس زكية تظهر بسبعين من الصالحين في الكوفة(2337)، وقيل النفس الزكية هو محمد بن عبد الله بن الحسن(2338) بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) وقتل سنة مائة وخمس وأربعين(2339).
وفي راوية عن أبي بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (يقول القائم (عليه السلام) لأصحابه يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلاً من أصحابه ويقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلاقة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين وأنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية فإذا بلغ ذلك الامام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ثم يحمد الله ويثني عليه ويذكر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويصلي ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس...)(2340).
وفي رواية عن عمار بن ياسر قال: إن دولة أهل نبيكم في آخر الزمان ولها إمارات فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء امارتها...وإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة فعند ذلك تقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة(2341).
فينادي المنادي من السماء أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(2342).
ولمناقشة الروايات السابقة فالرواية التي ينقلها ابو بصير معقولة اذ لابد من سبب ما لقتل هذا الغلام وبهكذا مكان وله شاعت عدة أخبار في المصادر التاريخية، ومن خلال هذه الرواية ما يدعونا للقول بان المقصود بالمدينة في رواية الصدوق هي نفسها مكة كما ورد في ترجمتها، وما ورد في رواية الصدوق أيضاً انه (يخرج فيدخل المدينة) من اين يخرج، أما ما قيل في غلام في المدينة فما قصة قتله ولماذا الإشارة له دون غيره فالقتل يكثر حينها فلماذا هذا الغلام الذي لم يتضح سبب مقتله أو من هو أو حتى الهاشمي كذلك ولعل النفس الزكية تشير لشخص في مكة وآخر في المدينة وثالث في الكوفة وكلها تدعوا لإمام الزمان لكن هناك لغطاً أو اشتباهاً في نقل الروايات أو هي برمزيات عصرها وظروف طرحها اذ ان المتلقي للحديث من الإمام المعصوم في وقته يفهم ما قال أو لعلها لمواضيع اخرى لم تصل إلينا مضان قصصها لتوضح الملابسات التي فيها بالرغم من وجود إشاراتها.
ومن المحتمل ان النفس الزكية عبارة أطلقت على عدة أشخاص لكن لم يكن هناك تفريق بين الروايات فأحد تلك الشخصيات الذي يقتل في مكة وهو الذي يكون بين مقتله وقيام الامام الحجة (عجّل الله فرجه) خمسة عشر ليلة، والآخر يقتل بالمدينة الذي لم يعلم وقت مقتله أو سببه إلا انه ورد في خبر يذكره المفيد ما يدعونا للقول انه شخصية اخرى وهي كذلك تدعوا لإمام الزمان (عجّل الله فرجه) وهذا ليس حامل الرسالة يقتل في المدينة أيضاً تدعى النفس الزكية جاء فيه: (وقتل رجل من ولد الحسن بن علي (عليه السلام) يخرج بالمدينة داعياً إلى إمام الزمان وخسف بالبيداء)(2343)، فالمهم من هذا وما أعطت الروايات أهمية له في العلامات الحتمية هو الشخصية التي قرن القيام المقدس بعد مقتله بخمس عشرة ليلة وحددت الروايات مكان مقتله بين الركن والمقام.
والسقف الزمني بين قتل النفس الزكية والظهور المقدس أخرج الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) يروى أنه قال: (ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة)(2344).
ووردت نفس الرواية باختلاف أسانيد رواتها وبنفس المعنى الوارد في كتاب إكمال الدين وفي بعضها لم يذكر الرواة عبارة (آل محمد) وفي بعضها ذكرت(2345)، ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مخاطباً جماعة من أصحابه، قال: (ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا بلى يا أمير المؤمنين، قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش(2346)، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة مالهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، قلنا: هل هذا أو بعده من شيء؟ فقال صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها)(2347).
وقتل النفس الزكية بالقرب من البيت الحرام ما هو إلا دليل على قمة فساد الجهة المسيطرة أو التي تحكم تلك المنطقة والناقمة على الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ولعل ذلك لعلمهم بأنه من سيجتث جذور فسادهم وطغيانهم بأن يصل بهم الحال إلى إراقة الدم قرب بيت الله الحرام حتى تكون تلك آخر العلامات التي يكون الظهور على أثرها بخمس عشرة ليلة، الا ان يكون في تلك الخمس عشرة ليلة الفاصلة بعض العلامات الأخرى، ويمكن ان يحدد تاريخ يوم القتل إذ عرف في الروايات ان الظهور سيكون في العاشر من المحرم وانقص منها خمسة عشر ليلة إذ سيكون مقتل النفس الزكية في الرابع أو الخامس والعشرين من ذو الحجة اي بحسب المعطيات المعروفة في الأشهر وهلالها بنقصان يوم من الشهر أو زيادة يوم وبالعموم بأن الأقرب هو في شهر ذو الحجة اي يتزامن مع موسم الحج، وإجمالا لروايات صاحب النفس الزكية المقتول هو رجل من نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صاحب تقوى زكي النفس شجاع في الله يحمل رسالة من الإمام إلى اهل مكة يقتل على أثرها ولعلها تكون آخر رسالة من الإمام وهي آخر علامة شرطية لخروج الامام اذ يكون بين مقتله وخروج الإمام خمس عشرة ليلة.
ثانياً - ما قيل في الدجال(2348) وما ارتبط به من أمر القائم (عجّل الله فرجه):
لم يضع الصدوق الروايات التي تشير إلى الدجال، في باب العلامات بل أخرجه في باب خاص وضعه تحت عنوان (حديث الدجال وما ارتبط به من أمر القائم) ولما كانت هذه الروايات فيها إشارة إلى علامات الظهور ارتأينا أن نضعها مع علامات الظهور وبفقرة منفردة كون اغلب الروايات تطرقت لإخبار الدجال وضعت في أبواب الفتن أو العلامات لوحدها وفيه أخبار كثرة ومتشعبة وخاصة في مصادر العامة سنحاول حصر هذه الأخبار توخياً للاختصار كما ورد في الكتاب موضوع البحث:
1 - اخرج الصدوق بسنده حديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الدجال قيل: (صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت: ما تريد يا أبا القاسم؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يا أم عبد الله استأذني لي على عبد الله، فقالت: يا أبا القاسم وما تصنع بعبد الله فو الله إنه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه وإنه ليراودني على الأمر العظيم فقال: استأذني عليه، فقالت أمه: أعلى ذمتك، قال نعم، فقالت أدخل فدخل فإذا هو في قطيفة له يهينم(2349)، فيها، فقالت أمه: اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك فسكت وجلس فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): مالها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أهو هو، فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما ترى؟ قال: أرى حقاً وباطلاً وأرى عرشاً على الماء؟ فقال: اشهد أن لا إله الا الله وأني رسول الله، فقال: بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني...) وفي اليوم الثاني بعد أن صلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الفجر بأصحابه وذهب هو وأصحابه إلى دار عبد الله وقامت امه بفتح الباب ودخل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى داره وبقيت حاضره بالقرب من ولدها فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (مالها لو تركتني لأخبرتكم أهو هو)(2350).
وفي مرة ثالثة خرج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو وأصحابه ومر على عبد الله هذا وكان يرعى الغنم هو وامه في يومها نزلت آيات من سورة الدخان وقد قرأها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أصحابه في صلاة الغداة، ثم قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعبد الله المقصود في الرواية: (أشهد ان لا اله الا الله وأني رسول الله) فكان رده على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (بل تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني، فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إني قد خبأت لك خبيئاً فما هو؟ فقال: الدخ الدخ(2351)، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اخسأ فإنك لن تعدو أجلك ولن تبلغ أملك ولن تنال الا ما قدر لك، ثم قال لأصحابه: أيها الناس ما بعث الله (عزَّ وجلَّ) نبياً إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله (عزَّ وجلَّ) قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل(2352)، يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر(2353)، من ماء أكثر أتباعه اليهـود والنساء الأعراب يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة ولا بيتها والمدينة ولا بيتها)(2354).
وروى هذا الحديث في جملة من مصادر العامة منها أخرجت بعض مضامين هذا الحديث في كتاب الفتن بفقرات مختصره(2355)، ورواه البخاري بنفس المضمون بثلاثة عشر حديثاً كذلك بأحاديث مختصره(2356) وروى مسلم سبعاً وثلاثين رواية بإخبار متقطعة في أمر الدجال بالمعاني كلها الواردة عند الصدوق وفيها يبعث الله عيسى (عليه السلام) فيقضي عليه(2357) وكذلك اخرج الحاكم بعض هذه الأحاديث بشأن الدجال ومن ضمنها بعض معاني الواردة في رواية الصدوق(2358).
ولتوضيح ما ورد في الرواية التي ذكرها الصدوق المروية عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اذ ورد ذكرها في بعض مصادر العامة توضح بعض مفرداتها وتذكره باسم عبد الله بن الصياد والذي يقال إنه هـو الدجال وتوضح بعض المضامين الواردة في تلك الحادثة، فقيل إن عبد الله هذا المقصود في الرواية قيل إنه هـو الدجال وقيل ان اسمه صافي وقيل عبد الله بن صياد أو بن صائد وكان ابوه من يهود المدينة واسلم وولد عبد الله هذا اعور ومختوناً(2359)، وقيل ان ابن صياد هذا كاهن دجال فبلغ خبر كهانته النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما يدعيه من الكهانة التي صدق في بعضها ويكذب في اخرى واصبح خبره منشراً بين الناس فأراد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان يطلع على أمره ويمتحنه ويبطل أقواله ويظهر أمره للناس حتى ذهب إلى مكان تواجد ابن صياد ومع جمع من أصحابه ليكشف أمره حتى وصل عنده وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لابن صياد: (اتشهد اني رسول الله، فنظر اليه ابن صياد فقال: اشهد أن الرسول الأمين، فقال ابن صياد للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أتشهد أني رسول الله، فرفضه وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أمنت بالله وبرسله، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ماذا ترى، فقال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خلط عليك الأمر، ثم قال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إني قد خبأت لك خبيئاً، وقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأصحابه قد خبأت له سورة الدخان: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ﴾ (الدخان: 10)، فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اخسأ فلن تعدوَ قدرك...)، حتى أقسم بعض الصحابة بأنه هو المسيح الدجال ولم يشكوا في ذلك(2360).
وقيل إن الصحابة اختلفوا في معنى الدخ حتى قيل إن بن الصياد أراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال الدخ، وروي عن الإمام الحسن بن علي [عليه السلام] قال: (أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد خبأ لابن صياد الدخان فسأله عما خبأ فقال: الدخ، فقال له اخسأ فلن تعدو قدرك) ويروى ان ابا ذر (رضي الله عنه) قال: (لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب الي من أن أحلف مرة واحده أنه ليس هو) وقيل ان عبد الله بن مسعود قال نفس مقالة ابي ذر(2361)، وقيل في معنى (خبأت لك خبيئاً) حين خبأ له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من سورة الدخان الآية: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ﴾ وسأله عما خبأ له قال ابن الصياد الدخ، وتعني الدخال وهو لم يكملها أي لم يعرفها حينها قال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (فلن تعدو قدرك) وانه لا ييبلغ قدره بانه لا يستطيع ان يطالع الغيب من قبل الوحي من قبل الانبياء ولا الالهام من الذي يلقى في روح الأولياء وانما الذي جرى على لسانه شيئاً القاه الشيطان في نفسه حين سمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يراجع به أصحابه قبل ان يدخل على المكان الذي فيه ابن الصياد(2362).
وفي بيان مطول يضعه المجلسي على مجمل تلك الأخبار الواردة بشأن ابن الصياد ومنها عن قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له: (قد خبأت لك خبيئاً) فقال هذا المدعي بأنه الدخ وتعني الإشارة إلى سورة الدخان وأراد عن قوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ﴾ الا أنه لم يعرفها فكان حاله كحال الكهان يصدق مرة ويكذب مراراً، وابن صياد هذا من اليهود فلما بلغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خبره وما يدعيه من الكهانة فامتحنه بذلك ولما كلمه علم انه من جملة السحرة أو الكهنة أو ممن يأتيه الجن أو مما يلقي الشيطان على لسانه بعض ما يتكلم به فكان يصيب في بعضها ويخطئ في بعضها وذلك معنى قوله حين سأله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ما ترى)فقال بن صياد: (يأتيني صادق وكاذب)، ولكونه يعتقد بانه هو نبي ويتحدث كحديث النبي فحين سأله عما خبأه له قال: الدخ، حينها رد عليه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اخسأ فإنك لن تعدوَ أجلك ولن تبلغ أملك ولن تنال الا ما قدر لك) أي يريد يقول له بانك لا تعرف ما قد خبأ لك وأن بن صياد هذا لا يطالع الغيب من قبل كالوحي الذي يوحى به للأنبياء ولا هو إلهام الذي يلقى للأولياء بل هذا الذي عنده هو من قبل الشيطان حين سمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرأ على أصحابه ما نزل من سورة الدخان فأجرى الشيطان على لسانه كلمة الدخ، أما مناسبة ورود سورة الدخان وهذه الآية في تلك الحادث من المحتمل لما ورد في بعض الروايات أن عيسى (عليه السلام) يقتل الدجال في جبل يدعى جبل الدخان(2363)، فيحتمل ان هذا المراد منها كون ابن الصياد يعتقد انه هو الدجال، وابن الصياد اختلاف هل هو الدجال ام غيره ولم يثبت عليه كون ابن صياد هذا ورد في جملة أخبار من العامة انه يدخل مكة والمدينة والمعروف ان الدجال لا يدخلهما فخبر بن الصياد هذا فيه الكثير من الاختلاف بانه أهو الدجال ام لا(2364).
ويضع الصدوق تعليقاً على هذا الرواية الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أمر الدجال وقد تطابقت مفرداتها بما ورد في الصحيحين اشرنا له مسبقاً في مواضيع طول العمر والغاية من نقلها قال: (إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بأمر القائم (عليه السلام) وانه يغيب مدة طويلة ثم يظهر ثم يظهر فيملاً الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً مع نص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) عليه باسمه وغيبته ونسبه واخبارهم بطول غيبته... وأكثر ما يحتجون به في دفعهم لأمر الحجة (عجّل الله فرجه) أنهم يقولون: لم نروِ هذه الاخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها فنقول لهم أتصدقون أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمراً يتجاوز عمر أهل الزمان وكذلك ابليس اللعين ولا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع النصوص الواردة فيه بالغيبة وطول العمر والظهور بعد ذلك...)(2365).
والواضح أن الصدوق من خلال تعليقه انه أخذ هذا الخبر من غير مصادر الامامية وذلك بحسب ما اطلعنا عليها انها مذكورة في أغلب مصادره ونقله عنهم وذلك فقط لغرض الاستشهاد به على الغيبة وطول العمر حتى أن لم يذكر روايات عن الدجال في باب العلامات ولعل الصدوق لم يكن على قناعه بقضية الدجال الا لمجرد الاستشهاد به من غير مصادر الامامية على طول العمر والغيبة وانهم يقولون بحياة هكذا شخص ولا يعتقدون بغيبة وطول عمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وفي الحديث أن ام الدجال حذرت منه حين قالت (أعلى ذمتك) أي أنها تقول بعد السيطرة على أفعاله ولعلها تريد أن تخفي أمره ثم يلعنها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لبقائها معهم كونه أراد أن يخبرهم بشيء عند وجودهم بالقرب من هذا الشخص اهو هو أي أراد أن يعرفهم بحقيقته ودجله وفعل الشيطان فيه وهل هو الدجال ام لا وما جعله يعتقد بنفسه من أشياء ما هي الا من تصوير الشيطان له، ولعل هذا هو الغاية الاساس لذهاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له بهدف كشف أمره وفضح فعل الشيطان فيه ولم يتسنَ للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له ذلك بحضور ام الدجال ومع ذلك وضعه في اختبار افشل ادعائه ثم يحذرهم من الدجال.
وبحسب ما ورد في رواية الصدوق وما طرح في مصادر العامة ان حادثة اللقاء هذا ومحادثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لابن الصياد وقعت في المدينة وكما قيل في بعض الروايات كما ورد في ترجمته مسبقاً بانه لا يدخل المدينة فلعل عبد الله بن صياد هذا ليس هو الدجال وان ثبت بانه هو هذا الدجال فمن المحتمل ان عدم دخوله إلى مكة والمدينة يكون في عصر سطوته في آخر الزمان وليس في صغره أو بداية عمره فيكون هو الدجال وعلى أساس هذا الاختلاف الواقع بشأن الدجال قد وقع الاختلاف في تحديد من يكون هو الدجال المذكور في الروايات لذا لن نتوسع في خبره الا بما ذكره مصنف الكتاب موضوع البحث وبما يراد له بعض التوضيح كما طرح في هذه الرواية.
2 - وأخرج الصدوق رواية بسندين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له قام له رجل من الحضور وقال: (يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟ فقال له علي (عليه السلام): اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت والله المسؤول عنه بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضاً كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام): أحفظ فإن علامة ذلك: إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الهوى واستخفوا بالدماء وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً وكان الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنارات وأكرمت الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم واتقى الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب وائتمن الخائن واتخذت القيان(2366) والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء(2367) وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ولبسوا جلود الضأن(2368) على قلوب الذئاب(2369) وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر فعند ذلك ألواحَا ألوحَا ثم العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس وليأتين زمان يتمنى أحدهم أن من سكانه)(2370).
ولهذه المضامين السابقة عدة مصاديق وضحها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أحاديثه حيث تضيع قيم الإسلام عند الناس منها عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه يسمون به وهم أبعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود)(2371)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ورد في بعض معاني كلامه مثل الحديث السابق(2372)، ولعل هذه الفتن والابتعاد عن الدين ما يوضح الحديث القائل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على امتي زمان لا يبقى من الإسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له في الخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين)(2373).
وتتمة للحديث الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في إكمال الدين: (قام إليه الأصبغ بن نباته فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال ألا أن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة والعين الأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح فيها علقة(2374)، كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يُرى الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل توطى له الأرض منهلاً منهلاً(2375)، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول إلي أوليائي: أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأنا ربكم الأعلى، وكذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن ربكم (عزَّ وجلَّ) ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ألا أن أكثر أتباعه يومئذ أولاد زنا وأصحاب الطيالسة(2376)، الخضر يقتله الله (عزَّ وجلَّ) بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق(2377) لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى)(2378).
وبعد ان قال الطامة الكبرى قيل له: (وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابة من الأرض(2379) من عند الصفا معها خاتم سليمان بن داوود وعصى موسى (عليه السلام)(2380)، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقاً ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقاً حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر وأن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزاً عظيماً، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ﴿لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً﴾ (الأنعام: 158)(2381)، ثم قال (عليه السلام): لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهدٌ عهدهُ إلي حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن لا أخبر به غير عترتي)، وذكر المصنف سنداً لرواة بان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمثل هذا الحديث(2382).
وأخرجت هذه الرواية المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدد من المصادر(2383)، وقد أعطى أمير المؤمنين (عليه السلام) بعض العلامات التي تكون مجموعة ترسبات اجتماعية ودينية وتردي أخلاقي لعلها الضعف الذي سيكون بروز حركة الدجال على أثرها بعدم اهتمام الناس بالدين وإهمالهم لقضية الحلال والحرام والتهاون بأمر الصلاة وكان الكلام في هذا الجانب إلى المسلمين حصراً عند حديثه عن الصلاة والربا وضياع الأخلاق الإسلامية في آخر الزمان ثم يشير إلى أن يحصل القحط فيخرج الدجال بحماره ويدعو أنصاره كما أشار الحديث بصوت يطلقه ثم يدعي ما يدعي لنفسه إلى أن يقتل على يد من يصلي عيسى (عليه السلام) خلفه والمعروف انه الذي يصلي خلفه ابن مريم (عليه السلام) هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فقرن اسم عيسى (عليه السلام) هنا بالحديث فلماذا لم يقل يقتل على يد المهدي (عجّل الله فرجه) من دون ذكر اسم عيسى؟ لعلها تشير إلى ان من يقتله بيده هو عيسى (عليه السلام) بأمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وفي احتمال آخر وهي حرمة ذكر اسم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) صريحاً وهذا ما يتوافق مع الروايات الشيعية، أو ان الرواية منقولة من مصادر العامة اذ لا تذكر الاسم صريحاً لعدم اعتقادهم بالإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) الغائب علماً ان كثيراً من علماء الشيعة يعتمدون على روايات العامة والدليل ان الصدوق في حديثه عن الدجال تتوافق رواياته مع ما ذكر في مصادر العامة في هذا الجان، وثم تختم الرواية بقوله خروج تلك الدابة والمقصود منها أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذا في عقائد الشيعة(2384)، ثم يحجم عن التوضيح أكثر بعهد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ويمكن مناقشة تلك الروايات على عموم ما أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) يحذران من الدجال وانه صاحب فتنة ومشرك ويدعي الربوبية وذلك بوصفه اعور وان ربكم ليس اعور وفي الأخبار وهذه الرمزيات منها الحمار العريض لعلها تشير لحمل كبير وإشارة للخبز والماء من المحتل انه وعنده المطامع ما يكسب بها أنصاره فجنته لعلها هي الانصياع له وإتباعه فتلك هي النار، وكما رمزت الروايات ان النار انها جنته وذلك بمخالفته وتكذيبه لادِّعائه الربوبية ويحتمل ان في هذا كله تلميحاً إلى الحركات الفاسدة على طول التاريخ فكل الأنبياء حذروا من الشرور ومغريات الدنيا وفساد المجتمع وتقلباته وإهمال الدين وكثر الاهتمام بالبناء والترف والابتعاد عن الله وكثرة أعداء التوحيد الذي بعث من اجله كل الأنبياء، ويقدم الدجال بحركته في ظرف قحط وجوع يستغلها لصالح ان يبث فكرته، ولعل الدجال أو هذه الحركة المتمثلة بمن يقودها سيقضي عليها زمان الظهور المقدس وكما أشير في الروايات بأن لا يبقى على وجه الأرض احد الا وحد الله وآمن به ولعل الدجال شخص طال عمره لحكمة إلهية لم تتضح الحكمة منها وكما أشار الصدر إلى احتمالية في ذلك مفادها: (وجود غرض إلهي في حفظ حياته والمنع عن قتله ليكون دجال المستقبل)(2385)، ومحتمل ان يكون فيه نوع من أنواع الاختبار للبشرية إلا ان أمره سيكون شاملاً للمسلمين ولغير المسلمين وهذه احتمالية قابلة للرد والرفض والمناقشة.
3 - وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة انه قال: (...وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان(2386)...)(2387).
وورد الحديث في مصادر اخرى بنفس النص والسند(2388)، والتصريح من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بخروج الدجال من المشرق من سجستان ولعله ان كان المقصود رجلاً يمكن ان يكون اصله من هناك أو كانت حركة لعلها تنطلق بدايتها من تلك الجهة.
4 - وعن مقتل الدجال اخرج الصدوق رواية إن الله (عزَّ وجلَّ) مخاطباً عيسى: (... يا عيسى أرفعك إلى ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم أنهم أمة مرحومة)(2389).
وأخذ الرواية جملة من الرواة عن الصدوق(2390)، في بعض الروايات يقتله عيسى (عليه السلام) ولعله لدعواه انه المسيح إذ يقول: (... واني مخبركم عني إني أنا المسيح واني أوشك يؤذن لي في الخروج...)(2391)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (... ويوشك أن ينزل فيكم ابن مريم عدلاً حكماً وانه نازل على امتي... ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ويهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الكذاب الدجال...)(2392).
5 - وأخرج الصدوق رواية ومثلها كذلك وردت عند غيره عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم)(2393)، وعن الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) قال: (... أما علمتم أنه ما منا أحدٌ إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه فإن الله (عزَّ وجلَّ) يخفي ولادته ويغيب شخصه...)(2394)، والمتسالم عليه من الروايات ان عيسى (عليه السلام) سيكون على ملة الإسلام والخليفة حينها المهدي (عجّل الله فرجه) فتكون طاعته واجبة على عيسى (عليه السلام) وهذا لا يحتاج إلى تفسير كونه يصلي خلفه لذا فالمرجح انه يقتل الدجال بأمر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
ويروى عن جابر بن عبد الله قال: (سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا ان بعضكم على بعض امير ليكرم الله هذه الامة)، وقال: (كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم)(2395)، ويعلق بعض مصنفي الشيعة على هذا الأحاديث بانها أحاديث صحيحة وصريحة وحسنة فعيسى (عليه السلام) يومها يقدم أمير المسلمين وهو يوم إذ المهدي (عجّل الله فرجه) فيبطل تأويل من يقول إمامكم منكم أي يؤمكم بكتابكم فان سائل يسأل مع صحة الحديث وهي ان صحة هذه الأحاديث وهي أن عيسى (عليه السلام) يصلي خلف المهدي (عجّل الله فرجه) ويجاهد بين يديه وان يقتل الدجال بين يدي المهدي (عجّل الله فرجه) ورتبة المتقدم للصلاة معروفة وكذلك رتبة المتقدم للجهاد معروفة وهذا فيه إجماع فأيهما أفضل الإمام أو المأموم في الصلاة والجهاد معاً(2396).
ويضع الكركي جواباً على أي اشكال يطرح في أفضلية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عيسى (عليه السلام) يقول: (إنهما قدوتان نبي وإمام فإن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعها وجب أن يكون الإمام قدوة للنبي في تلك الحال لموضوع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: يؤم القوم أقرأُهم لكتاب الله فإن استووا فأفقههم فإن استووا فأقدمهم هجرة فإن استووا فأصبحهم وجهاً(2397)، والمهدي (عجّل الله فرجه) أفقه من عيسى (عليه السلام) وأعلم منه بالكتاب العزيز والسنة وغير ذلك مع أنه ليس لهما (عليهم السلام) ممن يأخذه في الله لومة لائم وهما معصومان من ارتكاب القبائح والمداهنة والريا والنفاق ولا يدعوا الداعي لأحدهما إلى فعل ما يكون خارجاً عن حكم الشريعة ولا مخالفاً لمراد الله تعالى ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(2398).
وليس غريباً في وقوع مثل قضية الدجال كحركة أو كشخص فعرف ما يشابهها من ادعى الربوبية وافسد في الأرض وانه يحيي ويميت بقتله من يشاء ويقول انه يملك الأرض وهو نمرود بن كنعان الذي تجبر بالأرض وطغى(2399)، ومهما كان أمر الدجال ان كان المقصود منه شخصاً يأتي في حينه أو انه رجل ظال مظل يطول عمره أو حركة أو نظام فاسد فأنه سيقضى عليه في عصر الظهور المقدس الذي سينهي كل الظلم الواقع على البشرية وخير دليل هو حديث الإمام الصادق (عليه السلام) الذي ذكرناه مسبقاً: (...آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم)، وكل الحركات الفاسدة وأمر الدجال من عناوين الظلم والفساد والظواهر الاجتماعية المنحرفة(2400)، ولعل حركة السفياني منها في آخر الزمان والتي سيقضي عليها كلها الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
ثالثاً - ما روي من علامات عامة وظواهر طبيعية:
هذه الفقرة هنا سيكون الحديث فيها عن العلامات العامة والظواهر الطبيعية وبعض الأحداث التي تسبق عصر الظهور وبعض منها تتحدث عن الأحداث التي ترافق عصر الظهور والتي لم يشار إليها في الروايات على أنها من العلامات الحتمية بل ذكرت بصورة عامة دون تخصيص اذ تجدها مختلفة واحدة عن الأخرى عكس ما ذكر في العلامات الحتمية في الفقرات السابقة اذا تجدها نوع ما مترابطة مع بعضها والعلامات هنا في هذه الفقرة لها مواضيع مستقلة أي أن كل واحده منها تتحدث عن موضوع مختلف وهي:
1 - أخرج الصدوق بسنده في تأويل قول الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَـيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّـرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 155) يروى عن محمد بن مسلم(2401) قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله (عزَّ وجلَّ) للمؤمنين، قلت: وما هي جعلي الله فداك؟ قال: ذلك قول عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام): ﴿بِشَـيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّـرِ الصَّابِرِينَ﴾، قال: يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم ﴿وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ﴾ قال: كساد التجارات وقلة الفضل ونقص من الأنفس قال: موت ذريع ونقص من الثمرات قال: قلة ريع ما يزرع ﴿وَبَشِّـرِ الصَّابِرِينَ﴾ عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عليه السلام)، ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله إن الله تعالى يقول: ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾)(2402).(2403)
وأخرج الرواية عدد من الرواة كلاً بسنده عن محمد بن مسلم مع بعض التفاوت في اللفظ(2404)، وورد عن الامام الباقر (عليه السلام) في معنى الآية نفسها قال: (ذلك خاص وعام فأما الخاص من الجوع فبالكوفة ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط أما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام) وأما الخوف فبعد قيام القائم (عليه السلام))(2405).
لو نأتي على آخر الرواية أن الامام الصادق (عليه السلام) يقول له أنه تأويل للآية التي قال فيها انها علامات أي توضيح ما غمض منها ولو عدنا لمفردات الرواية ان هذه الاختبارات ستقع على المؤمنين دون غيرهم (جوع وخوف) أي أنهم يجب أن يعوا مسألة الخوف والجوع والنقص بالثمار وخراب الزراعة أو قلتها وخراب التجارة وقلة الأنفس ويحتمل القصد هنا هو كثرة الموت ستكون هذه علامات مجتمعه من ضمن العلامات والخوف متن السلطة القائمة وهي في نهاية عهدها التي تكون قبل خروج القائم (عجّل الله فرجه) أي على المؤمنين أن ينتبهوا أنها لهم فأهل الظلم والفساد لا يشملهم الاختبار أن الذي لا يؤمن بالقضية المهدوية وقع ذلك الأمر أم لم يقع لا يعني له شيء لأنها تخص المؤمنين فقط ليتنبهوا لقيامه أو لقرب موعد ظهوره.
ومن أمثلة خراب الزراعة ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان قدام القائم لسنة غيداقة(2406)، يفسد التمر في النخل فلا تشكو في ذلك(2407)، وهذا ما يعطينا دلالة لعل حصول مطر غزير في الصيف كون المعروف أن موسم نضج التمور هو موسم الصيف ويمكن لكثافة المطر أو كثرتها أيضاً أن تخرب عدة أنواع من المزروعات.
2 - وقيل عن وصف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامة شكله ومنظره عند خروجه فقد روى الصدوق بسنده عن أبي الصلت الهروي(2408) قال: (قلت للرضا (عليه السلام) ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله)(2409).
وبالطريق المذكور عن أب الصلت الهروي رواه جملة من المصنفين(2410)، وبهذا الجانب أخرج النعماني بسنده رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (الأمر في أصغرنا سناً وأخملنا ذكراً)، ويعلق النعماني على هذا المقصد بان الإمام (عجّل الله فرجه) حين افضي إليه امر الإمامة أصغر الأئمة سناً وأحدثهم وانه لا أحد منهم ان أفضيت إليه الإمامة بمثل سنه وخمول ذكره يعني غيبته واستتاره(2411).
وفي رواية الإمام الرضا (عليه السلام) انه يشير إلى علامته بان له منظر الشباب حين يخرج وعمره بعمر الشيوخ لمن يتعرف عليه بظهوره وقد ذكره كل من شاهده بأنه بمتوسط العمر ولم يذكر أي احد منهم بأنه شيخ أو كبير السن بل بعمر الرجال أو متوسط العمر فكذلك تلك علامته في الظهور وانه لا يهرم ولا تصيبه شيخوخة حتى يموت وهذا الأمر للتحقق من شخصه أو لعلها إشارة إلى من سيعاصره ويشاهده في زمان ظهوره إلى ان يأتيه أجله وبعد أن ثبت بالروايات انه غائب وعلى قيد الحياة منذ مئات السنين بشر به آباؤه بعلامات تدل عليه منها أن لا تستغربوا لو رأيتموه بعمر الشباب رغم عمره الطويل.
وما قيل بأن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عند خروجه يعود بعمر الشباب في هذا له شبهاً من الأنبياء (عليه السلام) ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن في القائم من آل محمد شبها بخمسة أنبياء... فأما شبهه الذي من يونس(2412) فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن...)(2413).
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لو قد قام القائم لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً...) وقال: (وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً)(2414).
والواضح من الأحاديث انها فيها تنبيه للموقن بحديث الامام المعصوم يكون عليه التسليم لهذا بان الامام المهدي (عجّل الله فرجه) سيظهر بعمر الشباب فلا تشك حتى ان الامام الصادق (عليه السلام) يقول انها بلية وذلك تحسباً لمن يقول بإنكار الامام المهدي (عجّل الله فرجه) في ظهوره فلا تستغرب حين تراه بعد عمر السنين المحسوبة في غيبته بأن يظهر شاباً، فالإمام الذي يمتلك مواريث الأنبياء (عليه السلام) وعلوم آل محمد كلها أفضيت إليه والاسم الأعظم يمتلك منه اثنان وسبعون حرفاً وأبقاه الله كل هذا العمر الطويل فلا استغراب في أن يكون بعمر الشباب حين ظهوره لعله يمتلك في جزء من علومه أو الإمكانيات المُسخرة له ما يمكنه من الحفاظ على نظارة شكله وصحته وإبقائه بمنظر الشباب مع تقدم سنة بحساب السنين.
3 - وفي رواية أخرجها المصنف أشرنا إليه مسبقاً عن أوصافه الجسمانية وهي أيضاً من علامات التعرف على شخصه حين يخرج، إذ روي عن الامام الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون مشرب بالحمرة مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان: شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له اسمان أسم يخفى واسم يعلن فإما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وهو في قبره وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم (عليه السلام))(2415).
أخرجت الرواية عدد من المصادر كما هي عند الصدوق(2416)، دلالة الرواية اتضح بعضها من قبل في الفصل الأول من الأطروحة وزيادة على ذلك انه يمكن التعرف عليه حين ظهوره بالعلامات والأوصاف الجسمانية التي رواها أمير المؤمنين (عليه السلام) وان وجدت بعض هذه في عدة أشخاص فلا يمكن ان تجتمع كلها في شخص واحد.
أمّا ما قيل بان الموتى يفرحون في قبورهم والبشارة هنا بقيام القائم (عجّل الله فرجه) والتزاور بينهم كذلك هي أمر غيبي ولعل تفسيره سيكون حال ظهوره أو من المحتمل إنها إشارة إلى الرجعة وعودة بعض الموتى، كما نقل المفيد بقوله: (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عجَّل الله فرجه)... وأموات ينشرون من القبور حتى رجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون... فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته)(2417)، وهي خاصة وليس لكل الموتى ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (... وأن الرجعة ليست عامة وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً)(2418)، ومما يروى في هذا الجانب عن عودة الاموات فمن مدلولات الدعاء المعروف بدعاء العهد، يروى عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة)، ومن فقرات هذا الدعاء)... اللهم ان حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي...)(2419).
4 - وأورد الصدوق بسنده أن جماعة ذكروا خروج القائم (عجّل الله فرجه) عند الإمام الصادق (عليه السلام) فقيل له: (كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب ٌ(طاعة معروفة))(2420).
ونقل الرواية عن الصدوق عدد من الرواة بلا اختلاف(2421)، ولحديث الإمام (عليه السلام) هنا انه يخاطب جماعة في عصره والخطاب لعله يشمل المستقبل والواقع يقول انهم حتماً توفوا كلهم ولعلهم مشمولون بقضية الرجعة فان من يسأل عنه انه خرج ام لا فانه سيعلم الخبر بأنه قد خرج، وقد وصفها الإمام بـ(يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة) والمعروف ان في ذلك الزمان ان الرسائل أو الكتب أو المخاطبات تسمى صحيفة واليوم من خلال استلام رسالة معينة أو خبر عاجل وكما أسلف في رمزيات بعض الروايات السابقة لعله من خلال التكنولوجيا والتطور فان هذا الخبر أو الرسالة ستكون متاحة وتصل إلى الجميع كما ينقل اليوم الأخبار اولاً بأول وتصل إلى مستوى السرعة العالية بوصولها إلى الأجهزة اللوحية أو اجهزة الاتصال الشخصية من خلال بعض البرامج الالكترونية المعروف اليوم وبسرعة وقوع الخبر ولعل المستقبل يحمل اكبر منها تطوراً.
وما يخص عبارة (طاعة معروفة) من المرجح ان هذه الصحيفة أو الرسالة المقصودة في الرواية تصل بتلك الصيغة أو بغيرها وتعرف بمكان خروجه فالواجب الطاعة إلى الامام القائم (عجّل الله فرجه) والتوجه نحوه وخاصة لمن يؤمن بتلك القضية وخاصة كما قيل في الصيحة ان المنادي ينادي باسمه واسم أبيه فطاعته واجبة، وكما ورد في خبر الصيحة عن الإمام الباقر (عليه السلام): (... اسمعوا وأطيعوا...)(2422)، وقيل إن في رايته أيضاً: (اسمعوا وأطيعوا)(2423).
ولعل هذه الرسالة تصل إلى من هو في أماكن بعيده وهناك من الناس من سبقه بمعرفة خبر الخروج ومن المحتمل أن خبر خروجه سيصل إلى الجميع ان كان بالطرق الطبيعة والمتاحة للجميع أو حتى بالطرق الاعجازية فيجتمع اليه أنصاره ومواليه وهذه كلها احتمالات ورمزيات للخبر قابلة للنقاش والرد إذا لا يوجد ما يوضحها بصريح العبارة كما قيل انه نطقت بلغة عصرها.
5 - وفي رواية عن علامة لخروجه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (يموت سفيه(2424) من آل العباس بالسر يكون سبب موته أن ينكح خصياً يقوم فيذبحه ويكتم موته أربعين يوماً فإذا سارت بالركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج إلى آخر من يخرج حتى يذهب ملكهم)(2425).
نقل الخبر عن الإكمال دون اختلاف في مصدرين فقط(2426) ولم يذكر احد من المتقدمين أو المقاربين لعصر الصدوق مثل تلك الرواية، ولم نجد ما يوضح إلى مقتل هذا السفيه وما اسمه واين يقتل ولعله من نسل العباسيين أو من اسرة ما تدعى آل العباس ويكون بسبب فضيحة أخلاقية يكتم خبر موته اربعين يوماً ولعله شخصية مهمة ومعروفه ولها تأثرها وهذا محتمل، ويتضح من الرواية أن قاتله يهرب ويخرج مجموعة في طلبه ولا يعود احد منهم وهناك لغط في التشبيه عند بعض المؤرخين في بعض الروايات التي تنقل بأنه اسمه عبد الله بالرواية الواردة عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم)(2427)، فهذه غير تلك فالأول مقتول وبفضيحة ويكتم أمر مقتله ثم يذهب ملك اسرته وان عرف هذا الامر وانكشف خبر مقتله وسقوط دولتهم تكون هذه علامة لمن يتتبع خبر الظهور، أما الثاني فموته معرف واسمه عبد الله.
6 - وروي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (اثنان بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس وكسوف الشمس لخمس عشرة [ من شهر رمضان ] ولم يكن ذلك منذ هبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض وعند ذلك يسقط حساب المنجمين)(2428)، وروي عنه (عليه السلام) قال: (قال تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم (عليه السلام))(2429).
وردت كلتا الروايتين في بعض المصادر باختلاف يسير منها ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) توضح أكثر التوقيتات الواردة في رواية الصدوق قال: (آيتين لم تكونا منذ أهبط الله آدم صلوات الله عليه أبدا وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره، فقال له رجل: يا بن رسول الله لا بل الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف(2430)، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) أني لأعلم بالذي أقول أنهما آيتان لم تكونان منذ هبط آدم (عليه السلام)(2431)، وكذلك ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) لعلها نفس الراوية الأولى باختلاف يسير تعطي عبارات أدق عن رواية الصدوق قال: (أن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهـر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين)(2432)، وكذلك عنه (عليه السلام) قال: (إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض ينخسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه لم تكونان منذ خلق السماوات والأرض)(2433).
من المسائل المتفق عليها عند علماء الفلك والنجوم منذ مئات السنين بل كان محسوباً عند البشر ومرئياً منذ أقدم العصور ولم يقع خلاف ذلك منذ هبوط آدم (عليه السلام) حول ظاهرة الخسوف والكسوف ولكن هذه القاعدة الطبيعية الفلكية سوف تنحرف قبيل قيام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فتنكسف الشمس وسط الشهر وينخسف القمر في آخره على خلاف المعتاد ولقد اعترض هذا الرجل على الإمام (عليه السلام) بان الكسوف لا يقع في آخر الشهر والخسف في وسطه فرد عليه بان القاعدة سوف تنخرق على قرب ظهور الامام المهدي (عجّل الله فرجه) ومن هذه الأحاديث يتضح أن تغيراً سوف يحدث في المنظومة الشمسية بحيث يتبدل زمان حدوث الكسوف والخسوف ويتبدل المجرى الطبيعي لسير الشمس والقمر والكرة الأرضية وتعتبر هذه الظاهرة الكونية من العلائم السماوية التي لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها لئلا يكون للناس على الله حجة بعدها(2434).
وبمجمل الروايات انها تعطي علامة فارقة لم تحصل من قبل ولعلها تكون قريبة من زمان الظهور وان الحدثين يقعان مجتمعين وفي شهر واحد وشهر له خصوصيته وهو شهر رمضان وبحسب الروايات أعلاه طبيعياً إن الكسوف يقع قبل الخسوف لكن هذه العلامة تميزت بعكس المألوف فينخسف القمر وتنكسف الشمس لذا من المرجح أنها من العلامات المؤكدة لزمن الظهور بسبب حال وقوعهما وتأكيد الإمام الباقر (عليه السلام) لهما، ومهما كان تفسير وقوعهما أو اختلاف وقته الا أن المختلف والغريب في الأمر الذي يعد إشارة واضحة إلى وقت الظهور هو تقدم الخسوف على الكسوف فان وقعتا لا تحتاجان إلى تفسير لمعرفة كونهما علامة من العلامات ام لا لوضوح الروايات بهذا الصدد أنهما لم تقعا من هبوط آدم (عليه السلام) فكما اشير انها علامة سماوية.
7 - ويروى عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: (إذا بنى بنو العباس مدينة على شاطئ الفرات كان بقاءهم بعدها سنة)(2435)، ووردت هذه الرواية في مصدرين نقلاً عن الصدوق(2436)، ويدرج المصنف ضمن هذه العلامة ضمن علامات الظهور ولم يذكر في تاريخ العباسيين انه كان هناك بناء لمدينة قبل نهاية حكمهم بسنة على شاطئ الفرات وهذه إشارة إلى علامة من علامات الظهور بحسب تصنيف الصدوق لها وان ملك هؤلاء المقصودين في الرواية لا يدوم سنة بعد بناء مدينة على الفرات وان أسلمنا بكونها علامة فلا يوجد ما يوضح انها قريبة ام بعيدة عن عصر الظهور أو من هم بنو العباس هل هي اسرة تعرف بهذا اللقب في آخر الزمان ولعلها تشير إلى دولة أو شخص من نسل العباسيين يحكم في آخر الزمان ويقوم ببناء مدينة على شاطئ الفرات وبعد اكتمالها يكون بقاؤهم سنة ومن المحتمل يعني زوال حكمهم بعد بنائها بسنة.
8 - وأخرج المصنف رواية بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون(2437))(2438).
ورد الحديث بنفس الصيغة عند بعض المصنفين(2439)، وكذلك ورد مثل الحديث عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفيه زيادة: (وجراد(2440) في حينه وفي غير حينه أحمر كألوان الدم)(2441)، ودلالة الحديث واضحة تشير إلى كثرة الموت نتيجة القتل ولعلها نتيجة الحروب التي رمز لها بالسيف والدم وكما اشير مسبقاً في أمر السفياني يكثر في زمنه القتل، وكذلك يحصل الموت نتيجة الأمراض وبهذين السببين تصل المرحلة بأن يبقى اثنان فقط من كل سبعة وما هو الا دليل على كثرة الموت ما بين القتل والمرض، أضف عليها الجراد في غير وقته كما ورد في الروايات ولعله ايضاً يتسبب بتلف المزروعات ويكون جزءاً في عملية تفشي الجوع ونقص الثمرات وانتشار المرض.
9 - وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقيل له: إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي)(2442).
ورد نفس الحديث في مصادر أخرى بأسانيد مختلفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) بتفاوت يسير لنفس المضمون(2443)، وما يعضد معنى هذه الرواية هو قول أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث الناس ويموت ثلث ويبقى ثلث)(2444).
ويمكن أن يفسر الذهاب هنا من خلال احتمالين الأول منها لعله يقصد الموت بما يحصل من قتل وموت بسبب الأمراض وجوع فيبقى من الناس ثلث المجموع، وفي الاحتمال الثاني بان تذهب الناس ان ابتعدت عن القول بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من باب ومن باب آخر ابتعادهم عن الدين وتعاليمه وهجران القرآن والمساجد كما اشير مسبقاً ولزومهم جانب الباطل والمغريات الدنيوية وحتى الوقوف إلى جانب أعداء الإسلام بصورة عامة كما هو حاصل اليوم من بعض حكام الدول الإسلامية والعربية ومثالها ان يقفوا موقف المتفرج من القضية الفلسطينية ولزومهم جانب الصمت أو الوقوف بتحالفات تؤيد قيام الدولة الصهيونية وبهذا يذهب أغلب الناس بعيداً عن طريق الإسلام وهنا يقول لهم الإمام (عليه السلام) الثلث الباقي ولعلها الامة الثابتة على قول بالوصية لآل محمد (عليهم السلام) وهم المنتظرون لظهور القائم (عجّل الله فرجه) المخُلص.
10 - روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قال: (إذا خرج القائم (عليه السلام) من مكة ينادي مناديه: ألا لا يحملن أحدكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر(2445) موسى بن عمران (عليه السلام) وهو وقر(2446) بعير فلا ينزل منزلاً إلا انفجرت منه عيون فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمأناً روي ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة)(2447).
وردت نفس الرواية الواردة في كتاب الإكمال في عدد من المصادر(2448)، وكذلك وردت رواية مشابهة لنفس المعاني الواردة عند الصدوق بتفصيل أدق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحملن أحد منكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير ولا ينزل منزلاً الا انبعث عين منه فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظامئاً روي فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة)(2449)، وورد الحديث بمصادر اخرى فيه زيادة: (إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ثم يأمر مناديه فينادي: ألا لا يحملن رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً فيقول أصحابه: إنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة)(2450).
والواضح ان هذا سيكون بالطريق الاعجازي كما حصل مع موسى (عليه السلام) وقومه حتى ان أصحاب الإمام يدخلهم الشك بانهم كيف يسيرون كل تلك المسافة بدون طعام ولا شراب لا هم ولا دوابهم الا أنهم يسيرون معه فيرون معجزة انفجار عيون الماء وتوفر والطعام والتوصيف هنا بانه كما حصل مع موسى (عليه السلام) سيحصل مع القائم (عجّل الله فرجه) فيثبت قدرة الله ومعجزته فيه هنا حينها يوقن أصحابه بما معه لمن مايزال الشك في قلبه فيشاهدون معه مواريث الانبياء (عليهم السلام) وهذه تعد واحدة من العلامات الاعجازية لمن شك فيه بهذا المسير.
ومن المفروض أن أصحابه من المخلصين الممحصين فما هذا الضن يقولوا انه سيقتلهم من الجوع والعطش الا أنه يحتمل ان بعض من سار معه في طريقه إلى الكوفة فيهم عدد من عامة الناس وليس كلهم من الممحصين المخلصين بل ان هؤلاء ليس على قدر تام من الاخلاص فالبعض أصابهم الخوف من وقوعهم بالجوع أو العطش ولم يعرفوا بأنهم سيتوفر لهم كل ما يحتاجون له من مؤن ومع ضنهم هذا إلا أنهم يسيرون معه على ظاهر الرواية ومن ثمة يثبت عندهم إمكانياته في توفير احتياجاتهم ومع هذا أن كلمة أصحابه أو صحبه لا تعني بالضرورة انه مخلص فهي كما تصحب شخصاً ما في طريق السفر لوقت قصير من دون أن تعرفه تقول صحبت فلاناً وتعرفت عليه في الطريق، ويحتمل أن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) يهدف من وراء هذه الحركة تعزيز إيمان وثقة أصحابه به فبعد أن يسيروا معه إلى الكوفة ويأمرهم بأن لا يحملوا طعاماً ولا شراباً ثم يوفره لهم من خلال الحجر الذي معه فتزداد ثقتهم وإيمانهم به لما يرون من معجزات وقعت على يديه.
11 - واخرج المصنف رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحدٌ من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح؟ لأن فيه آية للمتوسمين(2451) وهي بسبيل مستقيم)(2452).
انفرد الصدوق بذكر هذه الرواية وأخرجها عدد من المتأخرين نقلاً عنه(2453)، ولتوضيح دلالتها بالمعنى نفسه عن الصادق (عليه السلام) قال: (إذا قام قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر: 75))(2454).
ويروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الآية قال: (فكان رسول الله المتوسم والأئمة من ذريتي المتوسمين إلى يوم القيامة ﴿وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ﴾ (الحجر: 76)، فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي [صلّى الله عليه وآله وسلّم])(2455)، وعن الباقر (عليه السلام) قال عن الآية: (هم الأئمة قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله لقوله: ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾(2456).
وتعليقاً على الروايات السابقة بأن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) يمتلك من الفراسة ما لم تكن عند أحد قبله سوى عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمعصومين والتي تمكنهم من التمييز بين عدوهم من وناصرهم وبين الصالح والطالح كونه ينظر بنور الله ولا يحتاج على ذلك بينة بما يثبته توضحه في حينه وانها ثابتة فيهم، ومن ذلك ورد عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (... إن الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف لونه(2457)، وان سمع كلامه من وراء حائط عرفه وعرف ما هو)(2458).
12 - ونقل الصدوق رواية بسندها عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنه اذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى كل منخفض من الأرض وخفض له كل مرتفع منها حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته(2459) فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها)(2460).
لم يذكر هذا الحديث احد غير الصدوق من المتقدمين وأورده نقلاً عنه أعلام المتأخرين(2461)، ومضامين الحديث ودلالته لعلها تشير على مدى الإمكانيات التي عند الإمام وفي يده وتحت تصرفه وبان تكون له السيادة على الدنيا وتكون الدنيا بمنزلة راحته أي تحت طوعه ويرى كل شيء فيها ما هو إلا دليل على سيطرته على كل شيء ولعل الإمام الصادق (علي السلام) في حديثه هذا حين قال: (إذا تناهت) من المرجح انه يشير إلى ما بعد حروب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وقضائه على الظلم والفساد حينها ينتهي له كل شيء وتستتب امور العباد أي يرجع له ويصبح تحت سيطرته جميع ما في الكون ويقارن إمكانيات الإمام ومقدرته التي أعطاها الله له بأن كل شيء سيكون تحت يده وبتصرفه.
وينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه [ويقول الراوي] وعقد بيده عشرة(2462)، وفي بيان للمجلسي على هذه الرواية بقوله: (عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة على مفصل أنملة الإبهام ليصير الأصبعان معاً كحلقة مدورة أي أن الدنيا عند الإمام (عليه السلام) كهذه الحلقة في أن يتصرف فيها بإذن الله تعالى كيف يشاء أو في علمه بما فيها وإحاطته بها)(2463).
13 - وروي عن الباقر (عليه السلام) قال: (إذا قام قائمنا (عليه السلام) وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم)(2464).
ورد الحديث بصيغته نفسها في الكافي وفيه اختلا يسير(2465) وأخرجه الراوندي وفيه كلمة (أخلاقهم) بدل أحلامهم(2466)، وقد ذكر الحديث في عدد من المصادر بالصيغة التي وردت عند الصدوق(2467). وفي حديث لعله يقرب لنا مضامين الحديث أعلاه عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (كأني بدينكم هذا لا يزال متخضخضاً يفحص بدمه ثم لا يرده عليكم الا رجل منا أهل البيت فيعطيكم في السنة عطائيّن ويرزقكم في الشهر رزقين وتؤتون الحكمة في زمانة حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعلى وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم))(2468).
ومن المرجح أن الرواية الدقيقة هي: (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع الله به عقولهم وأكمل به أحلامهم) فلعل المراد منها هو ان يكون الإمام (عجّل الله فرجه) هو السبب الرئيس الذي ذخره الله ليجمع الناس نحو التكامل والتوحيد حتى يتم لهم اخلاقهم واحلامهم نحو حياة خالية من الظلم ونشر العدل ويصل المجتمع إلى الحياة الكريمة والعيش الرغيد ولعل مصداق هذا سيكون بعد أن يستتب كل شيء وتنتهي الحروب وتقام الدولة المهدوية العادلة، وحتى ان قلنا بالرواية التي تقول: (أن الله وضع يده فوق رؤوس العباد)أي الله يمكن للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ويسخر له اي بقدرة الله.
وفي تحليل لمعنى الأحاديث بهذا الجانب يطرحه الصدر نأخذ المضمون العام لفكرته، بان المراد منها هو تربية القائم (عجّل الله فرجه) للأمة الإسلامية وإنما عبر بالرؤوس باعتبار كونها وعاء العقل والفكر باعتقاد الناس ووضع اليد كناية عن السيطرة بالإقناع والتربية لا يختلف الحال في ذلك سواء الفاعل المربي هو الله تعالى أو المهدي (عجّل الله فرجه) فإن شريعته هي شريعة الله وتربيته هي تربية الله عز وعلا فكلاهما المربي في حقيقة الأمر ومن هنا نتيجة التربية الطبيعية المطلوبة هي اجتماع العقول وتكامل الاحلام واجتماع العقول في الجانب العلمي والثقافي من حياة الإنسان والمراد من اجتماعها هو تسالمها على مفهوم عقائدي واحد واطروحة تشريعية واحدة بحيث يكون من الصعب ان تتصور وقوع الخلاف بين شخصين في الدولة المهدوية العالمية وخاصة إذا أصبحت الامة بدرجة من الكمال، والمراد من تكامل الأحلام ارتفاع مستوى الرشد في الجانب العاطفي والنفسي للإنسان لما يصل إليه المجتمع من مستوى ولذا لا يعد وضع اليد لا يراد به المعنى الحقيقي السلطة وإنما هو التربية والإعلاء للعقول والأفكار والعواطف(2469).
14 - وفي رواية أخرجها الصدوق انفرد بروايتها، يرفعها بسندها عن ابن عباس عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل حدثه به رب العزة لما عرج به إلى السماء حتى حدثه وبشرة بالوصية لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) وبأنه الخليفة والوصي بعده هو وذريته من أبنا فاطمة (عليها السلام) حتى قال له: (... وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً... فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك: فأوحى الله جل وعز: يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمار وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة والخونة وكثر الشعراء واتخذ أمتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهوا عن المعروف واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصارت الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوي الرأي منهم فسقة وعند ذلك ثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج وخروج رجل من ولد الحسين بن علي(2470)، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان وظهور السفياني قلت الهي ومتى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى الله الي وأخبرني ببلاء بني امية وفتنة ولد عمي(2471)، وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الارض وأديت الرسالة ولله الحمد على ذلك...)(2472).
ونقل الرواية عنه بعض أعلام الامامية من المتأخرين(2473)، ويضع المجلسي بياناً على هذه الرواية من خلال قوله وخراب البصرة إشارة إلى قصة صاحب الزنج في البصرة الذي خرج سنة مئتين وست وخمسين أو خمس وخمسين الذي اجتمع إليه جمع من السودان ويزعم انه ينتسب إلى الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) وان هذه العلامات لا يلزم كونها مقارنة لظهوره بل لغرض بيان أن قبل ظهوره تكون هذه الحوادث كما هي في علامات اشتراط الساعة التي روتها العامة والخاصة وقد ظهرت قبل ذلك بدهور واعوام وقصة صاحب الزنج كانت مقارنة لوقت ولادته (عجّل الله فرجه) ومن هذا الوقت ابتدأت علاماته إلى أن يظهر ويحتمل أن يكون الغرض من هذا الحديث هو علامات ولادته لكنه بعيد(2474).
من خلال بيان المجلسي هنا الواضح انه يضع ما بين العلامات سقفاً زمنياً لعله طويل بين علامة وأخرى وأنها ابتدأت منذ ولادته حتى ظهوره ومن باب آخر أنه يشير لصاحب الزنج الذي كان وقت خروجه قرب وقت الولادة وكما اشير في الفصل الاول ان نرجس (عليه السلام) خرجت من أيدي العباسيين حين انشغلوا ببعض المشاكل ومنها ثورة صاحب الزنج وكان قريب لوقت الولادة فالمرجح ان قسماً كبيراً من هذه العلامات قد تحقق ما قبل ثورة الزنجي منها المفاسد وهذا وارد في كل زمان والحكام الفاسدين المتمثل ببني العباس وترك أحكام الدين وميل القضاة إلى السلطة وأعوانهم على شاكلتهم وكثرة القتل والظلم ولا ينهى احد عن المنكر ولا يأمر بالمعروف ومن يخرج عليهم يلاقي مصيره حتى يضع الحديث حركة السفياني والتي لم تتحقق علاماتها بعد ثورة الزنجي أي ملخص القول ان مجمل المفاسد التي تحصل في المجتمع من ولادته إلى ظهوره (عجّل الله فرجه) بل يمكن القول من شهادة الامام العسكري (عليه السلام) وبداية الغيبة الصغرى وبعدها تعد علامات لترقب خروج المصلح المتمثل بشخص الإمام القائم (عجّل الله فرجه) ليقيم العدل جراء تلك المفاسد الحاصلة على مدى تلك القرون لذا اتفق مع بيان المجلسي حول الحديث الا بشأن السفياني بحسب الروايات الوارد فيه ان أمره لم يتحقق بعد وان العلامات بدأت بعد الغيبة أي أن في العلامات ما هو قريب للظهور والمرجح هو العلامات الحتمية حسب الروايات الواردة عن أهل البيت (عليه السلام) أو ما هو بعيد عن عصر الظهور وهو باقي العلامات التي ممكن أن تتحقق في فترات زمنية متباعدة والتاريخ يشير إلى كثير من الأحداث التي لا يسع المقام لذكرها هنا لعل بعضها ينطبق عليها القول ولا يمكن تمييزها كونها اشير لها بالرمزية فيمكن أن تكون هي ويمكن لا ومنها قيل خسوف بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب فان كان المقصود منها احداث سابقة فقد ورد الكثير من الأحداث التي كثر فيها القتل في تلك الأماكن لا يسع المقام لذكرها(2475) والمعروف أن الخسوف بحسب ما اشير اليه في روايات أهل البيت هو ما يحصل في جيش السفياني فقط وهذا يحصل في عصر الظهور أما لو قيل انها أحداث في مستقبلية فلعلها ترمز إلى ضخامة الحروب والقتل والفتن التي ستحصل قبيل عصر الظهور في تلك الأماكن فشبهت بالخسف ومنها تحركات السفياني وسيطرته على الكور الخمسة والفتن بين المشرق والمغرب حتى يملك الإمام ويفتح له ما بينهما أي ما بين المشرق والمغرب كما سلف في الأخبار واما الإشارة إلى جزيرة العرب من المحتمل ان المقصود منها الخسف الذي يحصل في جيش السفياني.
وفي مصادر العامة وردت بعض الأحاديث تتشابه مفرداتها مع ما ذكر في رواية الصدوق فمدرسة الجمهور ذكرت هذه المعاني ضمن ما يشير إلى اشتراط الساعة فهذا الحديث الذي حدث به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المنقول عند الصدوق وفي غيره من أحاديث في مصادر العامة أنها من علامات الساعة منها يروى عنه حديث (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحدث في عشر علامات من علامات الساعة ومنها هذه الخسوفات قال: (أن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب...)(2476)، وكذلك ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث يشير إلى مدى المفاسد الأخلاقية في آخر الزمان قال: (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون في خمسين امرأة القيم واحد)(2477).
ومع مقارنتها بالحديث المنقول عند الصدوق أنه يشير إلى أنها علامات ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولم توضح الروايات ما يشير إلى خسف بمعنى خسف الا ما يحصل بجيش السفياني ولعل هذه الخسوفات هنا إشارة إلى جملة من الخراب والقتل والحروب ومن خلال سياق الحديث انها تقع في وقت واحد لذا شبهت بالخسف ومحتمل لما تسببه من ضجة وانتشار خبرها وتعد حدثاً عالمياً يسمع به ما بين المشرق والمغرب فقيل خسوف ويمكن القول ايضاً انه لم يحدث شيء مشابه لها من قبل فسميت خسوف.
وان اسلمنا القول انها من اشتراط الساعة فما هذا الا بعد عصر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ونهاية عصر الرجعة فورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ما زالت الأرض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله ولا ينقطع الحجة من الأرض الا أربعين يوماً قبل يوم القيامة فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولم ينفع نفس إيمانها لم تكن آمن من قبل أن ترفع الحجة واولئك شرار من خلق الله وهـم الذين تقوم عليهم القيامة)(2478).
ومن المحتمل أن الخلط الحاصل بين علامات الظهور واشتراط الساعة ناتج من اهتمام ثقافات المصنفين عند المدرستين، وعلى العموم فلعل هذه المفاسد والخسوفات تقع في هذه الأربعين يوماً فتكون علامة لقيام الساعة والله اعلم فلا يوجد ولم أعثر على ما يوضحها بالدقة في أحاديث المعصومين فعلى الأرجح أنها من علامات الظهور كونه سيقوّم كل تلك المفاسد الحاصلة في الدنيا والمجتمع قبل ظهوره فأنه من قيام دولته إلى نهاية عصره سيعم العدل والامان على البشرية جمعا وتكون فيها نهاية للظلم وحكم دولة للعدل والقسط والحديث في هذا الجانب واللغط الحاصل ما بين المصادر العامة والخاصة في كثير من العلامات ما بين اشتراط الساعة وما بين كونها من علامات الظهور قد يحتاج على عدة مجلدات للوقف على الملابسات الحاصلة فيها كون تلك الروايات تحمل في طياتها الكثير من الرمزيات كما هو في رواية الصدوق محل النقاش هنا.
15 - وفي رواية أخرجها المصنف بسندها، أن رجلاً سأل الإمام الباقر (عليه السلام): (يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وركب ذات الفروج السروج وقبلت شهادات الزور وردت شهادات العدول واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم... فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وأول ما ينطق به هذه الآية: ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (هود: 86)، ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله (عزَّ وجلَّ) من صنم ووثن وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم من يطيعه بالغيب ويؤمن به)(2479).
واخرج الرواية السابقة عدد من المصنفين(2480) وتلاحظ فيها تشابه كثير من مضامينه مع الحديث الوارد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن أمير المؤمنين (عليها السلام) وتلاحظها مجتمعة تؤكد إلى حجم المفاسد الواقعة على مختلف الأزمنة التي تقع قبل عصر الظهور من مفاسد أخلاقية في المجتمع والحكام والابتعاد عن الدين والإشارة هنا إلى الوثنية والأصنام والتي لازلت موجودة في بعض الدول لحد الآن وكذلك الدعوات الإلحادية المستمرة بفكرها بان لا وجود للخالق وهذا كله حتى يخرج القائم ويقوم الاعوجاج الحاصل في المجتمعات والحكومات ويوحدها على عبادة الله.
وهذه الفتن والمخاوف والمفاسد والقتل والحروب في الروايات السابقة تكون مقدمة لخروجه ومدى تلك الشدة دلالة أيضاً ما ورد عن الإمام جعفر ابن محمد (عليهما السلام) قال: (لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً من عظم ما يرى من كلب الناس واكل بعضهم بعضا فخروجه (عليه السلام) اذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يرى فرجاً فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالف أمره)(2481).
والباحث في علامات الظهور سيجد كماً هائلاً من الروايات التي تتحدث عن العلامات في مصادر العامة والخاصة ولا يسع المجال لتوثيقها جميعها أو تحليل كل تلك الرمزيات الواردة في صياغتها حتى أورد أحد الباحثين رأياً بهذا الصدد قال فيه: (نلاحظ أن روايات علامات الظهور تعتمد طريقة خاصة في صياغة لا تدع مجالاً للأعداء وكذلك المؤمنين من الجزم بتحليل محدد أو تشخيص دقيق يرسم لنا معالم الخارطة العسكرية للظهور وبالتالي لا بد أن نعرف أن الروايات الشريفة لا تمكننا الا من الوصول إلى قرائن قوية تبعث الأمل ولكنها لا تذيع أسرار أهل البيت)(2482)، ومن خلال هذا الرأي يمكن القول أنه مهما طرح أي تحليل أو رأي في فك الرموز العالقة بعلامات الظهور لا يمكن أن تكتمل أي حلقه لتفسيرها كاملاً بل يبقى الرأي المطروح فاقداً للوضوح مهما قربت الصورة فيه فضلاً عن اللغط الحاصل بين علامات الظهور واشتراط الساعة.
المبحث الأول: علامات وعدد أصحابه الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وعلامات فرسه وسيفه ورايته:
أولاً - علامات وعدد أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه):
ورد بهذا الجانب عدد من الروايات التي تشير إلى أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) من عددهم والخاصة منهم وكيفية توافدهم عليه في عصر الظهور وإمكانياتهم ومدى إخلاصهم إلى قائدهم وكيف يجمعهم الله له وكذلك عدد الجيش المعد للقيام لفتح العالم وقد أشار المصنف إلى بعض الروايات بشأنهم في أبواب متفرقة من كتابه وهي:
1 - أخرج المصنف حديثاً يرفعه بسنده عن الإمام الحسين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل يذكر الأئمة واحداً بعد واحد وكيف يخلف الأئمة بعضهم من بعض حتى يصل بحديثه إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (... وإن الله (عزَّ وجلَّ) ركب في صلب الحسن [يقصد الإمام العسكري (عليه السلام)] نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ الله (عزَّ وجلَّ) ميثاقه في الولاية يكفر بها كل جاحد فهو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي أوله العدل وآخره يصدق الله (عزَّ وجلَّ) ويصدقه الله في قوله يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات وله بالطالقان(2483)، كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة(2484)، ورجال مسومة(2485)، يجمع الله (عزَّ وجلَّ) له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وكلامهم وكناهم(2486) كرارون مجدون في طاعته... فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله يخرج جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وشعيب وصالح(2487)، على مقدمه فسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله (عزَّ وجلَّ) ولو بعد حين...)(2488).
واخرج الحديث بطوله كما ورد عند الصدوق عدد من الرواة منهم من يورده مختصراً بنفس المضمون ومنهم من أخذه عنه مع اختلاف يسير في بعض المفردات لا يعتد به(2489)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريب فهم أصحاب الألوية منهم من يفقد من فراشه ليلاً يصبح بمكة ومنهم يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه [فقيل له] أيهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهـاراً وهم المفقودون...)(2490).
أما عن الملائكة فورد في رواية عن الإمام السجاد (عليه السلام) في جزء منها قال: (... جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله واسرافيل أمامه...)(2491)، وقد ورد في الروايات عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة آلاف...)(2492)، وسئل الإمام العسكري (عليه السلام) عن الطيور البيضاء التي هبطت من السماء تمسح بأجنحتها على رأس الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لما ولد قال: (تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج بأمر الله (عزَّ وجلَّ))(2493)، وقيل إن أول من يبايعه جبرائيل ثم تبايعه الملائكة (عليه السلام)(2494)، ومن غير الملائكة ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (... وينادي المنادي من السماء باسم رجل من ولدي... ثم يظهر رجل من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يأتيه الله ببقايا قوم موسى ويحي له أصحاب الكهف ويؤيده بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين...)(2495).
أما الطالقان فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديثاً يصف فيه عدة نواحِ ومدن من خراسان ومرو وبلخ وقزوين مما جاء فيه قال: (... ويحاً للطالقان فان لله (عزَّ وجلَّ) بها كنوز ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجالاً مؤمنين عرفوا الله حق معرفته وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان)(2496).
بشرت الروايات الواردة عن آل البيت (عليهم السلام) بأنصاره وبعددهم دون اختلاف وكيف يجتمعون عليه وكيف ينصره الله بالملائكة لعلها لحفظه وإحاطته بالدرجة الأساس هو شخصياً منذ ولادته ومن باب إثبات حجته في ذلك الزمان وكذلك النخبة المعهودين من الرجال تجد الأحاديث والروايات بمفهومها العام تتفق على ذلك وبكل تلك الأمور يتوعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبهم يقوّم ويقيم الحق ويدحض الباطل ومن سمع حديثه ومن سيسمعه كذلك بأنهم سيتذكرن مقالته تلك بالحديث المروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
2 - وأخرج الصدوق عن أول من يبايعه برواية يرفعها بسندها عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يروى أنه قال: (أول من يبايع القائم (عليه السلام) جبرائيل ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق: ﴿أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ (النحل: 1))(2497).
وأُخرجت الرواية في مصادر أخرى كما وردت عند الصدوق بالعبارات نفسها(2498)، ومنها أخرج العياشي في رواية عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن نفس الآية قال: (إذا أخبر الله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بشيء إلى وقت فهو قوله: ﴿أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ حتى يأتي ذلك الوقت وقال: أن الله إذا أخبر أن شيئاً كائن فكأنه قد كان)(2499)، وعنه (عليه السلام) يخبر بها عن الخروج وصعود الإمام المنبر ويلقي خطبته يأتيه جبرائيل (عليه السلام) ويقول: (أنا أول من يبايعك أبسط يدك فيمسح على يده وقد وافاه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه...)(2500).
والقول عن جبرائيل (عليه السلام) بانه يضع رجل على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس من المحتمل أن المقصود فيها هو التنقل بينهما ويبشر بالظهور في أقدس البقع، وعن الآية في المعنى الوارد فيها عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأن الأمر هذا حاصل لا محالة وان الله قدره فلا داعي للاستعجال وان وقت هذا الأمر آت وأمر الله واقع وان طال زمانه.
2 - وروى الصدوق بسنده عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: (المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر فيصبحون بمكة وهو قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 148)(2501) وهم أصحاب القائم (عليه السلام))(2502) وعن أبا عبد الله (عليه السلام) سأله رجل قال: (كم يخرج مع القائم (عليه السلام)؟ فإنهم يقولون: إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، قال: وما يخرج إلا في أولي قوة وما تكون أولو القوة أقل من عشرة آلاف)(2503)، وعن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن الآية السابقة قال: (نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عجّل الله فرجه) إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال: قلت: جعلت فداك أيهم أعم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً)(2504)، وأخرج الصدوق بسنده رواية ثانية عن الإمام الكاظم (عليه السلام) بنفس المضمون(2505).
واخرج الحديث نقلاً عن الصدوق عدد من المصنفين(2506)، وورد بنفس المضمون عن الإمام أبي عبد الله وعن أبيه (عليهما السلام)(2507)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في الآية: (نزلت في القائم (عليه السلام) وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد)(2508)، وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إذا قام قائمنا يجمع الله إليه جميع شيعتنا من جميع البلدان: ﴿إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، اي هو قادر على جمعكم وحشركم وعلى كل شيء)(2509) وعن الصادق (عليه السلام) قال: (لكأني به يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام جبرائيل بين يديه ينادي البيعة له فتصير شيعته له من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعونه...)(2510).
في رواية عن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) بأنه كان جماعة عند أمير المؤمن علي (عليه السلام) فسأله رجل عن المهدي (عجّل الله فرجه)، قال: (ذاك يخرج في آخر الزمان ذا قال الرجل الله الله قتل فيجمع الله تعالى له قوم قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الاولون ولا يدركهم الآخرون...)(2511)، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (لا يخرج القائم في أقل من الفئة ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف)(2512).
وتوضح الروايات فان المفقودين عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر ومبدأ القوة في هذا الجيش ولا يكونون اولي القوة الا في عشرة آلاف وكأن الامر فيه مرحلتان، ويعطي الصدر في هذا الأمر عدة احتمالات بما ورد في الحديثين السابقين عند الصدوق وعند غيره تخص التخطيط العام السابق على الظهور فمن اجل انتاج هؤلاء على المستوى المطلوب لهذا الهدف وأما عن أهميتهم باعتبار ما سيشاركون به تحت إمرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غزو العالم وإقامة الدولة العالمية العادلة وقد دلتنا الروايات على أن المخلصين الممحصين من الدرجة الاولى منحصرون في ذلك الجيل الذي يظهر فيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً على حين أن الناجحين الممحصين لا يقلون عن عشرة آلاف شخص في العالم ان لم يكونوا أكثر، والثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً يكونون حاضرين في المسجد الحرام في مكة حين خطاب الإمام المهدي (عليه السلام) وبيعته الاولى في حين أن الباقين يتواردون إلى مكة بعد ذلك خلال الايام القليلة القادمة حتى يتكامل لديه عشرة آلاف رجل وليس العدد الكافي هو وجود ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وانما يمثل هؤلاء عدد القادة للجيش فضلاً عن عدد ضخم من الجيش لا يقل عن عشرة آلاف(2513).
أما وصول هذه الأعداد بتلك السرعة فممكن أن يكون بالطرق الاعجازية وفي ساعة واحده يصبحون في مكة بعد ان يفقدوا من فرشهم ممكن أن يكون عن طريق طي الأرض كما اشير في بعض الروايات، وأشار الصدر إلى بعض التحليلات التي توضح امكانية وصولهم إلى مكة بتلك السرعة منها مع وجود وسائط النقل الحديثة والسريعة وان الإنسان يمكنه ان يدور الأرض في ليلة واحدة ليس فقط ان يسافر إلى مكة بل ان حتى وسائط النقل الأرضية يمكن ان توفر الوصول في اقل من يوم كامل لمن كان ساكناً في كثير من المناطق ان كان السير وسريعاً، وفقدهم عن فرشهم باعتبار خروجهم خلسة عن أهليهم واما السير بالسحاب نهاراً فهو السفر بطريق الجو إلى مكة وان هذه الأمور كانت حال صدور هذه الأخبار وحال تسجيلها في مصادرها الأولى امور على مستوى المعجزات الا أن العصر الحديث حقق ذلك ورفع الاستغراب عنها وبقي حصول الأخبار عن هذه الأمور وتسجيلها قبل حدوثها بمئات السنين ولم يكن قانون كلم الناس على قدر عقولهم ليسمح بالتصريح بهذه الحقائق في ذلك العصر بغير هذا الأسلوب(2514).
مع الترجيح بالقول في عقلانية تلك الاحتمالات السابقة المطروحة وكذلك يمكن القول ان لا مانع من تتحقق هذه الأمور بالمعجزات كونه سيكون وريثاً لكل ما اعطي آباؤه (عليه السلام) ومنها مواريث الأنبياء الذين سخر الله كل شيء وبها يجمع الله له أصحابه في ساعة واحد في مكة اي ممكن ان يتلاقى سوياً قانون المعجزات والقانون الطبيعي بالنقل بالواسطة والوصول والاختفاء عن الفرش والانتقال بالهواء أو عبر السحاب والتجمع من غير ميعاد من باب إثبات حجته (عجّل الله فرجه) ووقوع مثل تلك المعجزات تثبت الروايات التي طرحت من جهة آبائه بالنص عليه والقول بظهوره بعد غيبته وكلا الاحتمالين الواردين هنا قانون المعجزات والقانون الطبيعي المتطور ممكن أن يتحققا في ضوء الإمكانيات التي ستكون متاحة للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور والمشار اليها في كثير من الروايات.
وروي في شأنهم أن أبا بصير سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن القائم (عجّل الله فرجه) الثلاثمائة والثلاثة عشر، قال: (جعلت فداك ليس على وجه الأرض يومئذٍ مؤمن غيرهم؟ قال بلى ولكن هذه التي يخرج فيها القائم (عجّل الله فرجه) وهم النجباء(2515)، والقضاة والحكام والفقهاء في الدين يمسح الله بطونهم وظهورهم(2516) فلا يشتبه عليهم حكم)(2517).
3 - وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (كأني بأصحاب القائم (عليه السلام) وقد أحاطوا بما بين الخافقين(2518)، فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الطير يطلب رضاهم في كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم (عليه السلام))(2519).
انفرد الصدوق بهذا الخبر بتلك الصيغة الواردة وأخذه عنه بعض المتأخرين(2520)، ولعل هذا الحديث يشير إلى مدى الأمان الذي يكون بعد أن يقيم دولته وما قيل ان الأرض تفتخر على الأرض من المرجح إن المقصود منه سكان تلك البلاد أو هذه يفتخرون بأنه مر بهم أحد أصحابه لما يقدمونه للبشرية في ذلك الزمان وعموم الأمان خلاص الأرض من الشرور وكذلك يدل على مدى شجاعتهم ومقامهم عند الخلق.
ولتقريب فكرة الأمان في عصر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في حديث طويل لأمير المؤمنين (عليه السلام) مما جاء فيه: (... ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهب الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه(2521)، وعن الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) قال: (... يبعث الله رجلاً ي آخر الزمان وكلب من الدهر(2522)، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً وبرهاناً ويدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلّا آمن به ولا طالح الا صلح وتصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض نبتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز يملك ما بين الخافقين....)(2523).
4 - وأخرج الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - يعني مسجد مكة - يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة فيبعث الله تبارك وتعالى ريحاً فتنادي بكل واد؟ هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان (عليه السلام) ولا يريد عليه بينة)(2524).
انفرد المصنف بتلك الصيغة في نقل الحديث أعلاه وأخرجه المصنف الحديث نفسه في كتاب آخر له بنفس السند والنص(2525) ورد هذا مثل الحديث بتقارب المعنى في عدد من المصادر منها وورد باختصار في بصائر الدرجات قال: (لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكم آل داود ولا يسأل عن بينة يعطي كل نفس حقها)(2526) ومثل الحديث في الكافي(2527)، ورد الحديث عند النعماني بسندين باختلاف يسير عن الإمام جعفر الصادق (عليها السلام) محدثاً أحد أصحابه في مكة قال: (سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً في مسجدكم هذا يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آبائهم ولا أجدادهم بعد عليهم السيوف مكتوب على كل سيف اسم الرجل وأبيه وحليته ونسبه ثم يأمر منادياً فينادي هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان لا يسأل على ذلك بينة)(2528).
ولمقارنة الحديث بما ورد من غيره من مصادر في جميعها تعطي نفس المضمون إذ أن آباء هؤلاء وأجدادهم لم يولدوا بعد وهذا وكأن الإمام الصادق (عليه السلام) يريد أن يقول لأهل مكة ليكن بعلمكم أن هؤلاء الذين أخبركم عنهم لم يولد آباءهم ولا أجدادهم بعد وهذا في وقت نطق الحديث، وأما عبارة الألف كلمة من المحتمل انها ترمز إلى نوع من الخطط أو المعلومات أو دلائل في مسيرة حروبهم وسيرهم في الأرض والخطط المعدة لهم لمواجهة أي طارئ أي أنها غير تلك السيوف المعروفة أو لعل الإشارة بالسيف للسلاح وتطوره ونوعه وإمكانيته العالية وما يمتلكونه من علم بفضل الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لذا رمز لها بالسيف.
ورد في بعض الروايات عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل حين سئل عن ميراث العلم ومبلغه الذي فيه تفسير كل شيء أخذنا من الحديث موضع الحاجة يصف به اناس أتقياء وذوي بأس موالين لآل البيت (عليهم السلام) ينتظرون القائم (عجّل الله فرجه) حتى قال عنهم: (... ولهم خرجة مع الإمام إذا قام يسبقون فيها أصحاب السلاح منكم ويدعون الله أن يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه فيهم كهول وشبان وإذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا اليه أبداً حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره لو أنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة لا يختل الحديد فيهم ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقده حتى يفصله... لا يأتون على أهل دين الا دعوهم إلى الله والى الإسلام والى الإقرار بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن لم يسلم قتلوه حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلا أقر)(2529).
وهذا ما يعرفنا مدى إمكانيتهم أو بالكلية امكانية من يكون من أنصار الحجة (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور بالطرق الاعجازية أو بالوسائل الحديثة فليس من المعقول ضرب الجبل بالسيف كما هو سيف حتى يفصله وممكن صيغة مبالغة من المحسانات اللغوية بهدف التوصيف لنوع السلاح المتطور والحديث ولعله يشير إلى مدى الإمكانيات العالية لهم، أما الريح لعلها ترمز لنقل الصوت أو النداء باسم المهدي (عجّل الله فرجه).
أمّا ما قيل في الرواية أنَّ الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) يحكم بحكم داود وسليمان (عليهم السلام) فالمعروف أنهما كانا في قضائهما يحكمان بعلمهما لا يسألان عن بينة ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن داود (عليه السلام) كان يدعو أن يسلمه الله القضاء بين الناس بما هو عنده تعالى الحق فأوحى الله إليه: يا داود أن الناس لا يتحملون ذلك وإني سأفعل...) حتى قيل أنَّه صار يحكم بعلمه بما ألهمة الله القضاء بين العباد بما هو الحق من دون بينة فاستعظم بني اسرائيل شدة أحكامه في القضاء فأوحى الله إليه: (يا داود إن العباد لا يطيقون الحكم بما هو الحق...) وقد ورث هذا كله ابنه سليمان (عليه السلام) وقد استخلفه على قومه بأمر الله وسار بنفس أحكامه حتى أن قومهم لم يرضوا بأحكامهم وانكروها عليه، وفي قضايا حكمهم قصص كثيرة(2530).
وعلى ضوء الوارد في الرواية أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سوف يحكم بمثل حكم [داود وسليمان] وسيحكم بعلمه من دون أن يسأل عن بينة، وحتماً أن في حكمة سيكون متبعاً سنة جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسيرة آبائه (عليهم السلام) فضلاً عن كونه سيكون عنده مواريث الانبياء، وكذلك ما لم يظهر من الأحكام والتي لم تكن معروفه قبل عصره وحتى في زمن جده وآبائه (عليهم السلام) ولعلها ذلك لحكمة إلهية ستكون مختصة بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وفي حكمة يعطي كل ذي حق حقه ويظهر ما غمض من الأحكام لا يحتاج إلى بينة، وفي رواية توضح دلالة حكمه أوردها الصدوق(2531) ووردت عند غيره من المصنفين تشير إلى انه يحكم بحكم الله بالعلم الذي عنده فعن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (دمان في الإسلام حلال من الله (عزَّ وجلَّ) لا يقضي فيهما أحد بحكم الله حتى يبعث الله (عزَّ وجلَّ) القائم من أهل البيت فيحكم بحكم الله لا يريد بينة: الزاني المحصن يرجمه ومانع الزكاة يضرب رقبته)(2532)، وهنا لعلها إشارة إلى الأحكام المعطلة والتي لا يحكم بها بحكم الله وإنما تطبق على ظاهر الأحكام وفي قيامه يكشف كل ما غمضن منها حتى من دون وجود بينه بل بعلمه الذي سيكشفه ويوضح تلك الأحكام وتفرعات تطبيقها حتى لا يستغرب أحد أو يشكل على تطبيقها لوضوحها من آمن بالغيبة وصاحبها وسينكرها من لم يخلص قلبه للإيمان حتى وان كان من مواليه ولا يتحمل حكمه وينكرونه عليه كما أنكر بني اسرائيل قضاء داود (عليه السلام).
5 - وأخرج المصنف بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر وهم أصحاب الألوية(2533)، وهم حكام الله في أرضه على خلقه حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب عهدٌ معهود من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيجفلون إجفال الغنم البكم عنه فلا يبقى منهم الا الوزير وأحد عشر نقيباً كما بقوا مع موسى بن عمران (عليه السلام) فيجولون في الأرض ولا يجدون عنه مذهباً فيرجعون إليه والله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به)(2534).
ورد الحديث نفسه في مصادر أخرى بعضه عن الصدوق والبعض فيه اختلاف كما ورد في رواية الكافي، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (كأني بالقائم (عليه السلام) على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه[ وقيل من جيب قبائه] كتاباً مختوماً من ذهب فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون إجفال النعم فلا يبقى إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا اليه واني لأعرف الكلام الذي يتكلم به)(2535).
والحديث هنا يوضح دور الثلاثمائة والثلاثة عشر وهم من حوله كما اشير مسبقاً اذ ورد عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (... فيهم أصحاب الألوية...)(2536) وفي رواية إنهم كلهم المعنيون بالألوية قال: (... وهم أصحاب الألوية...)(2537).
ومن باب اتصال الوصية وان الوصية كان عهد معهود من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واحد بعد واحد من أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى تصل إلى الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) كلاً يعمل بتكليفه وعهد المعهود إليه، اخرج الكليني حديثاً بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أن الوصية نزلت من السماء على محمد كتاباً لم ينزل على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كتاباً مختوماً إلا الوصية فقال جبرائيل: يا محمد وهذه وصيتك في امتك عند أهل بيتك فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اي أهل بيتي يا جبرائيل، قال: نجيب الله منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم (عليه السلام) وميراثه لعلي وذريتك من صلبه، ...)(2538)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (دفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى علي (عليه السلام) صحيفة مختومة باثني عشر خاتماً وقال له: فض الأول واعمل به وادفعه إلى الحسن (عليه السلام) يفض الثاني ويعمل به ويدفعها إلى الحسين (عليه السلام) يفض الثالث ويعمل بما فيه ثم واحداً واحداً من ولد الحسين (عليه السلام))(2539)، والواضح من الحديثين أن لكل إمام وصية مختومة بخاتم خاص به يفضه ويعمل به ولعله هذا المشار إليه في رواية الصدوق.
ومن المحتمل أن المقصود بالإجفال من حوله في الرواية هو إشارة إلى عامة الناس أو إلى عامة المحبين أو الموالين يفرون منه ولعل هذا الإجفال والهروب وهو لشدة ما في الخطاب من كلام موجه للعامة من الناس أو فيه مالم يتوقعه الناس ولعل الكلام فيه نوع من الاختبار لأصحابه أو مواليه فلا يصدقونه فيذهبون ولا يبقى إلا الوزير واحد عشر نقيباً من هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر عنه ثم يعودون إليه حين يجدون ان الحق ومعه وفيما قال(2540)، ولعل التجديد في أمر الإسلام قد يستغرب منه البعض من أنصاره كما ورد في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر دثر فضل عنه الجمهور...)(2541).
ولعل هذا الأمر هو ما يشابهه حكمه على ما يقدم عليه الإمام في بعض القضايا تدعو أصحابه لعدم تحمل أحكامه كما ورد سابقاً ان يحكم بحكم آل داود من دون بينة في عدد من القضايا، منها ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): (يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلا ينكرها أحد عليه)(2542).
ويمكن التعليق على حكم القضاء هنا بشقين الاول إن الذين يضرب أعناقهم لإنكارهم أحكامه حين يحكم بقضاء آدم أو داوود أو قضاء ابراهيم والسبب المحتمل هنا ان الشرائع السابقة للإسلام والكتب السماوية من الزبور أو التوراة أو الانجيل أو غيرها لم تصل لنا نصوصها الأصلية فحرفت ولم يعرفها أحد وعمل أصحاب تلك الأديان بالنصوص المزورة أو المحرفة تلك أما الامام الحجة (عجّل الله فرجه) يعرف أصل تلك الشرائع السماوية التي لم تحرف ولكونه وارث الأنبياء وله معرفة بشرائعهم يقضي وفق أحكامها الأصلية التي لم تحرف فينكرها هؤلاء كونهم لا يعرفونها فيخرجون عن طاعته فيقدمهم ويضرب أعناقهم، أما الشق الثاني هو عدم انكار قضائه وفق الشريعة المحمدية هو أما بسبب الخوف بعد أن قام بضرب أعناق منكري الأحكام السابقة أو بسبب انتشار الاسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة ساهم على انتشار الشريعة المحمدية والكثير مطلع عليها ولو بقدر ضعيف ولذلك لم ينكروا قضائه وفق الشريعة المحمدية.
وورد في الأثر بأنه إذا قام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يكون قلوب أصحابه وصفتها (كزبر الحديد)(2543)،(2544) والمرجح ان هؤلاء هم الفئة المخلصة والمؤمنة به وبأحكامه، والفئة الثانية من بعض أصحابه الذين يضرب أعناقهم لعلهم ممن كان يؤمن به وبقضيته ثم ينكرون عليه أحكامه وشدتها وصرامتها فيخرجون عليه فيضرب أعناقهم وحالهم كحال فئة من الناس لا يرغبون بظهوره ولا أحكامه ومنهم من اشير لهم في بعض الروايات من قراء القرآن ومن الفقهاء من أهل الكوفة وكلهم يقولون: (... يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم...)(2545) واخرج المفيد رواية عن بعض أهل الكوفة يسمون البترية(2546)، يقدرون بعدة آلاف عليهم السلاح يقولون له: (ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم...)(2547)، وفي رواية يخرج اليه قراء أهل الكوفة والمصاحف معلقة في أعناقهم حتى يقولوا له: (لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيراً ارجعوا من حيث جئتم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر)(2548)، ولعل هذا يعد دليلاً أو سبباً آخر على إجفال الناس منه لعدم تحملهم لإحكامه فيضرب اعناق الكثير منهم وخير دليل من يخرجون عليه من هل الكوفة والمعروف ان الكوفة علوية فيكون انقلاب حالهم هنا نتيجة لأنهم لم يتحملوا أحكامه.
وقد يقال لماذا يحكم بحكم أو قضاء داود أو الانبياء (عليه السلام) هل يختلف عن قضاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالمصدر والشرع والهدف واحد ولا فرق مع اختلاف المقامات، يضع المجلسي بياناً على هذه الجزئية اولها عن داود وحكمه: (أعطاه الله هو العلم بالوقائع وعدم الاحتياج إلى بينة) هذا من جانب وأما حكم الامام (عجّل الله فرجه): (اعلم أن الظاهر من الأخبار أن القائم (عجّل الله فرجه) إذا ظهر يحكم بما يعلم في الواقعة لا بالبينة وأما من تقدمه من الأئمة (عليهم السلام) فقد كانوا يحكمون بالظاهر وقد كانوا يظهرون ما يعلمون من باطن الأمر بالحيل كما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يفعله في كثير من الموارد... وللإمام (عليه السلام) أن يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشهادات...)(2549)، ورد في الروايات انه سئل الإمام الصادق (عليه السلام) بما تحكمون قال: (بحكم الله وحكم داود فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا تلقانا به روح القدس) وفي حديث آخر قال: (بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويتلقانا به روح القدس)(2550).
ومن خلال الروايات وقوله بحكم داود (عليه السلام) وحكم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعل المراد بحكم محمد هو الحكم بظاهر الشريعة وبحكم الله أو حكم داود الحكم بباطن الشريعة وهو العلم بالواقع وبما يلقي اليهم من روح القدس(2551)، ومن خلال هذه الروايات والبيانات يمكن القول أن الإمام (عجّل الله فرجه) هو بالأساس وارث لعلوم الأنبياء (عليهم السلام) وعنده علم الشرائع السماوية الحقة فحكمه كله حكم الله كونه سيظهر لتطبيق الحق وإقامة الحكم العادل وفق ما تقتضيه المصلحة لعله يحكم بظاهر الأمور وشواهدها أو بعلمه من دون ان يطلب بينة وله الحق في أن يختار أي الأحكام يطبقها أو طريقة الحكم بها هذا على وفق ما يراه مناسباً لإقامة العدل بين الناس حسب التكليف الإلهي المعد له فكل إمام من الأئمة (عليهم السلام) له تكليفه الخاص على وفق الوصية التي أشرنا إليها سلفاً والإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وهو أعرف بالأحكام التي يقوم بها من غيره فهو أعلم بشريعة داود (عليه السلام) وحكمة وعلمه أو غيره من الأنبياء (عليهم السلام) وكذلك هو أعلم بحكم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشريعته وهو وارثه.
6 - ويروى عن الإمام الصادق جعفر (عليه السلام) قال: (ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه: ﴿قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ (هود: 80)(2552)، إلا تيمناً لقوة القائم (عليه السلام) ولا ذكر إلا شدة أصحابه وإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلاً وإن قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بالجبال الحديد لقلعوها(2553)، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله)(2554).
الرواية السابقة الذكر بتلك الصيغة انفرد بذكرها الصدوق وأخذها عنه بعض المتأخرين(2555)، وبوجه مقارب لمعنى الرواية فهي بصورة عامة تتحدث عن قوة أصحابه وشدتهم ورد عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام): (إذا قام قائمنا أذهب الله عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الأرض وسنامها)(2556)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في الآية السابقة الذكر قال: (قوة القائم والركن الشديد الثلاثمائة والثلاثة عشر من أصحابه)(2557)، ولما مكن الله القائم (عجّل الله فرجه) وأصحابه من قوة حتى يملكون الأرض كلها ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله به وأصحابه البدع والباطل كما أمات السفه الحق حتى لا يرى أثر للظلم)(2558)، أما توقفهم عن القتال كحال إمامهم وأمره من أمره كما ورد في الخبر عن الإمام الجواد (عليه السلام) مخاطباً عبد العظيم الحسني: (...فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله (عزَّ وجلَّ) قال: عبد العظيم: قلت له يا سيدي وكيف يعلم أن الله (عزَّ وجلَّ) قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة)(2559).
لعل التشبيه ما بين لوط (عليه السلام) وقوله تمنى القوة التي معهم ليحقق شيء في قومه من خلال تفسير الآية إن الله نصرة بجبرائيل والملائكة كما سينصر الله بهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وذلك من بداية خروجه في مكة هذا فضلاً عن أصحابه الذين سيمتلكون قوة كبيرة ما هي إلا دليل على قوة الإيمان بما أعدهم الله لنصرة الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وبالقضية التي يسيرون فيها نحو إقامة العدل وإزالة الظلم عن وجه الأرض.
7 - وروي في حديث طويل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين عرج به للسماء وناداه رب العزة وقد حدثه عن الحجج من بعده وموضع الحاجة هنا من الحديث ورد فيه: (... ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له الرقاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولا داولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة...)(2560).
واخرج المصنف الحديث في مصادر اخرى له وقد انفرد بنقله هو بتلك الصيغة(2561)، نقلها عنه صاحب حلية الابرار(2562)، وللوقف على تحليل الحديث الوارد هنا ان الله (عزَّ وجلَّ) سيطهر به الارض من أعدائه ويفتح له كل شي وذلك من خلال ما ورد من أحاديث منها قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين ويفتح له فتوحاً فلا يبقى على وجه الأرض الا من يقول لا اله الا الله)(2563).
اما من ضمن القوى التي ستكون تحت تصرفه بالحديث هي الرياح إلى جانب الجند والملائكة كما سخرها لنبيه سليمان(2564) (عليه السلام) وكما قيل انه يمتلك مواريث الأنبياء فتكون الرياح تحت تصرفه كما كانت لسليمان (عليه السلام) ويصبح كل ذي ملك دون ملكه كما اشير بان يفتح العالم له وينصره الله بجنده من المؤمنين ويمده بالملائكة حتى يوحد الله جميع الخلق، فان كان تفسير هذه القدرات بالرمزية وإيكالها إلى التطور وما يحصل به فهو امر مقبول ومرجح، وفضلاً عنه انه ما قيل في امتلاك المعصومين للاسم الأعظم والذي كان عند الأنبياء بعضاً من احرفه تصرفوا به وللنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اثنان وسبعون حرف منه ورثها عن الأئمة (عليهم السلام) وفوقها عندهم مواريث وآيات الانبياء ومن خلالها مكنهم الله بالتصرف بكل شيء، فروي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (ان اسم الله الأعظم على ثلاثةٍ وسبعين حرفاً... ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرفاً واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده...)(2565)، وهذه كلها ستكون مع الامام الحجة (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور وتتضح معالمها وبما يمده الله فضلاً عن أصحابه وأنصار في الفتح العالمي سيكون معهم الملائكة فعن ابان بن تغلب عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (... وينحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك، قال [يعني ابان بن تغلب ] فقلت: كل هؤلاء كانوا مع أحد من قبله من الأنبياء؟ قال: نعم...)(2566)، اي أن الملائكة الذين كانوا مع الانبياء (عليه السلام) المذكورين في الرواية سيمد الله بهم وليه القائم حتى يديم الله ملكه بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لإقامة الدولة العادلة.
ثانياً: ما روي في وصف علامة فرسه ورايته وسيفه (عجّل الله فرجه):
1 - فيما يخص فرس الإمام (عجّل الله فرجه) أورد المصنف حديث بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً أدهم(2567) أبلق(2568) بين عينيه شمراخ(2569)، ثم ينتفض(2570)، به فرسه فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يضنون أنه معهم في بلادهم فإذا نشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انحط إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثة عشر ملكاً كلهم ينتظر القائم (عليه السلام) وهم الذين كانوا مع نوح (عليه السلام) في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم الخليل (عليه السلام) حيث القي في النار وكانوا مع عيسى (عليه السلام) حيث رفع وأربعة آلاف مسومين ومردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً يوم بدر وأربعة آلاف ملك الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليه السلام) فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستيذان وهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام) وما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف الملائكة)(2571).
أخرج الرواية صاحب الغيبة فيها اختلاف وأكثر تفصيل يرفعها بسندين عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة... يلبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا لبسها انتفضت به...) ثم يذكر خبر الفرس والراية التي يأتيه بها جبرائيل، إلى أن يقول: (ويهبط بها تسعة آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً(2572)...)، ثم خبر الملائكة الذين مع الأنبياء وفيه زيادة على ما ورد عند الصدوق قال: (وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر... وأربعة آلاف مسومين كانوا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً كانوا معه يوم بدر...) ثم الملائكة الذين أرادوا القتال مع الإمام الحسين (عليه السلام) حتى قال: (وهم ينتظرون خروج القائم (عليه السلام))(2573).
والرواية الثانية أيضاً التي أخرجها النعماني عن أبان بن تغلب من ضمنها الرواية الواردة في الإكمال جاء فيها إلى أن يذكر خبر الفرس والراية التي يأتيه بها جبرائيل وزيادة على القول السابق يقول: (وينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عمودها من عمد عرش الله(2574)، وسائرها من نصر الله(2575)، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ويعطي المؤمن قوة أربعين رجلاً...) ثم يذكر خبر الملائكة ثلاثمائة وثلاثة عشر الذين كانوا مع الأنبياء وفيها ما لم يذكره الصدوق: (والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل... وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر بدريين) بعدها يكمل خبر الملائكة الذين أرادوا للنزول مع الإمام الحسين (عليه السلام) حتى قال: (وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (عليه السلام) إلى وقت خروجه)(2576).
وأخرجها صاحب كامل الزيارات كما في الرواية الثانية الواردة في الغيبة وفيها: (ثم ينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب)(2577)، وكذلك نقلتها عدة مصادر عن ابان بن تغلب باختلاف يسير في الألفاظ أو تقديم وتأخير في بعض العبارات وايرادها باختصار عند البعض وتودي نفس المضمون العام في الروايات التي ذكرها المؤرخون الثلاثة في أعلاه(2578)، وفي رواية مشابهة عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (كأني بالقائم (عليه السلام) على ظهر النجف لابس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...) إلى أن يقول: (لا يبقى أهل بلد الا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى يكون آية له ثم ينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب)(2579).
ومن الإمكانيات المتاحة للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور ورد في الروايات عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن قائمنا اذا قام مد الله (عزَّ وجلَّ) لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه)(2580).
والملاحظ اليوم في عصرنا الحالي أن وسائل الاتصال وصلت إلى الحداثة والتطور التكنلوجي حتى بات بالإمكان أن تعقد الاجتماعات الدولية أو الاتصالات الإعلامية ونقل الحدث من خلال الوسائل الالكترونية والجميع حاضر في بلده وتعقد اجتماعات في نفس الساعة لعدة أشخاص وكل واحد منهم في مكان ما من الأرض بفضل وسائل الاتصال السريعة والمتطورة فبالإمكان تبادل الرؤية والكلام معاً واليوم هذا بات متاحاً في كل أنحاء الكرة الارضية، ومع سماعك له يمكنك ايضاً ان تتصل به وتكلمه أو تبعث بالبريد المذكور عبر الرسائل السريعة الواردة في تطور هذه التكنلوجيا في عصرنا الحاضر ومن خلالها يمكن ان يجمع أصحابه ويتصل بهم وتصلهم أخباره وتعاليمه كما ورد في الروايات ان ترى نور هذا الشمراخ أو لسماع حديث الحجة (عجّل الله فرجه) ومشاهدته وهو في مكانه، ولعل في المستقبل سيحصل تطور أكثر مما نحن عليه اليوم تجهل عقولنا إدراكه ووصفه في عصرنا الحالي ولعلها تظهر وتحل الكثير من الرموز في تلك الروايات، حتى ورد عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه بالمغرب وكذا بالمغرب يرى أخاه بالمشرق)(2581).
ومن المحتمل أن تلك الإمكانيات الموجودة اليوم وما تصل اليه من تقدم ستكون تحت تصرف الدولة المهدوية وتكون واسطتها وتحت يدها وأضف عليها التطور المستمر الحاصل حتى عصر الظهور، اما بشأن الفرس المشار اليه في الرواية ومن خلال ترجمة بعض معانيه ما هو الا اشارة إلى واسطة النقل التي ستكون تحت تصرف الإمام (عجّل الله فرجه) كما قيل في مقتضى الكثير من الأخبار السابقة (طي الأرض) وقد ذكرت بعض الآراء التي تقول الانتقال في عصره بوسائط النقل السريعة له ولأصحابه لم تتوفر في زمن نطق تلك الروايات وكما ذكر من باب كلم الناس على قدر عقولهم اشير لها بلغة ذلك العصر أو بالرمزية التي سيتضح معناها حال ظهوره مع احتمالية الدقة في الآراء المطروحة بشأنها من عدمها، ومن المحتمل ايضاً ان مد السمع والبصر ممكن ان يكون من باب الايمان العالي والتقوى حتى يصبح الواحد منهم مؤمناً كاملاً يبصر للحق ويعرفه ويستمع للحق وهذا من خلال معرفتهم لإمامهم (عجّل الله فرجه) واتصالهم به عقائدياً حتى لا يسمع الا ما يقوله امامه ولا يبصر الا بما يأمره به ولا يبصر الحق الا فيه لكثرة الفتن والحركات الضالة حينها.
ورد في بعض التحليلات حول المركب الخاص به من خلال كلمة الشمراخ ومعناها رأس الجبل فيمكن أن يكون معنى الخبر ان تلك الواسطة ذات ارتفاع امامي دقيق وطويل يشبه قمة الجبل وهذا الوصف ينطبق على الدبابات التي يكون امامها المدفع وينطبق على الطائرات الحديثة التي يكون مقدمها مخروطي الشكل مدبباً، ولكن هذا الخبر كما في تعبير الرواية بالفرس يراد به الواسطة الأرضية لا الجوية اذ نعرف انطباقه على الدبابة ويؤيد هذه الأطروحة بان عدداً من الدول تجعل الدبابات ذات لونين غامق وفاتح على شكل بقع كبيرة اللون كالفرس الأبلق، وفي أطروحة ثانية ومن منطلق ان معنى الشمراخ هو جبهة غرة الفرس كانت طويلة وجميلة فيكون معنى الخبر مقدمة الواسطة التي يتنقل فيها الامام (عجّل الله فرجه) يمكن ان يصدق عليها هذا الوصف مجازاً ويبدو ان الزجاجة الواسعة التي تكون مقدمة السيارة هي المقصودة من الخبر أي انه يركب سيارة اعتيادية ذات لونين ومن حيث فهم الفرس الشمراخ طبقاً للأطروحة الثانية هو الأفضل من خلال وصفه بانه له نور ولها عدة احتماليات من باب ان المركب أو السيارة لها نور يميزها عن غيرها من باب اعجازي أو يكون النور معنوياً يعبر عن هدى وعدل يصدر عن راكب تلك السيارة يعني الامام (عجّل الله فرجه)، أو ممكن القول ان هذا النور مادي صادر من تلك السيارة من هذا القبيل لم تكتشف لحد الآن فلعلها تصمم في المستقبل(2582).
وان أردنا أن نقرب الفكرة أكثر وان كان هذا لا مانع فيه ان كان بالطرق الاعجازية بقدرة الله (عزَّ وجلَّ) كما هو حادثة الإسراء والمعراج التي ذكرت في مصادر الفريقين من دون حاجة للتطرق لتفاصيلها لكن الإشارة إلى انتقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بواسطة البراق وانتقاله بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وعرج به إلى السماء ما هي الا بقدرة الله (عزَّ وجلَّ) نقول ان الامام (عجّل الله فرجه) اول من بشر به جده محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وانه وراث الأنبياء (عليهم السلام) وامكانياتهم لذا لا مانع ان يكون له شيء اشبه بتلك الناقلة تكون خاصة به.
وما اشير له في بعض الروايات من المحتمل انها تلمح إلى مركب خاص متطور لم يعلم مدى تطوره أو الإمكانيات التي فيه لعله يسير في الارض وفي السماء، فقد ورد عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل)(2583)، وهنا الحديث يرتبط مع سابقاته من الاحاديث بقضية النور اشارة إلى نور راكبه وطريق هدايته للبشرية والقباب هنا كما في وصف الشمراخ ان رأس القبة المعروف انه يكون مدبباً وهنا سبع مراكب لا يعلم في ايها هو وهذه لعلها تحمله وتحمل معه بعض من أصحابه وعدم معرفته في أي منها يحتمل لغرض حمايته أو التمويه عن مكانه لاحتمالية تعرضه للخطر وبهذه الرمزية وما اشير قبلها انه يأتي بمركبة امتزجت فيها كل انواع التطور البعيد عن الفكر البشري حتى وقنا الحاضر.
وما هذا إلّا اشارة إلى مدى التقدم العلمي في عصره، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (العلم سبعة وعشرون جزءاً فجميع ما جاءت به الرسل جزأين فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزأين فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءاً فبثها في الناس وضم الجزأين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءاً)(2584).
اما ما ورد في وصف الراية في الحديث بأنها راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكما في حديث النعماني الثاني (وينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عمودها من عمد عرش الله وسائرها من نصر الله) أو كما في كامل الزيارات: (إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب) ولعل تلك الراية هي التي وصفها الإمام الصادق (عليه السلام) بما ينقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين نشرها في بعض حروبه قال للإمام الحسن (عليه السلام): (... إن هذه الراية لا ينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه)(2585)، وقال: (....، وهي راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نزل بها جبرائيل يوم بدر ثم قال: ما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير [قيل له ] فمن أي شيء هي؟ قال من ورق الجنة نشرها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام) فلم تزل عند علي (عليه السلام) حتى اذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم (عليه السلام)...)(2586).
وليس مستغرباً عند أحد ان لكل جيش أو دولة راية خاصة بها حتى يومنا الحالي تميزها عن غيرها أما ما اتصفت به هذه الراية انها راية اعتيادية الا أن ما يميزها هو انها راية حق ربانية حتى في مادتها اذ بوصفها انها من ورق الجنة اي خامتها من نسيج نبات الجنة أو من ورقه نباتها المباشر الذي لا يبلى كنبات الدنيا وجدت بقدرة الله منذ زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى قيام القائم (عجّل الله فرجه) ونشر تلك الراية والقوة التي فيها كونها وكما انتصر بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم بدر سينتصر بها القائم (عجّل الله فرجه) عند خروجه بقوة الملائكة وبعزيمة قائدها الذي يهوي بها على الظلم والباطل فتبعث نور الهداية اينما حلت حتى تنتشر بين المشرق والمغرب كما ورد في الأخبار أن الامام (عجّل الله فرجه) يفتح الله له ما بين المشرق والمغرب حتى لا يبقى احد الا قال لا اله الا الله.
أما ما ورد من ذكر للملائكة كما اشير مسبقاً انها معه منذ الولادة تنصره ولعل الواضح من الرواية ان مجموع تلك الرواية بالذات ممن كانوا مع الأنبياء المذكورين من الملائكة ومع جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومع الإمام الحسين (عليه السلام) هم ثلاثة عشر ألفاً وثلاثمائة وثلاثة عشر، اما ارتباطها معه ومع المركب الذي قيل انه يخرج من نور من المرجح انه له ارتباط مستمر من الولادة إلى عصر الظهور من خلال الرواية التي تروى عن امه (عليها السلام) حين قالت: (لما ولد السيد[تقصد الإمام الحجة] (عجّل الله فرجه) رأيت نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السماء ورأيت طيوراُ بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير فاخبرنا أبو محمد (عليه السلام) بذلك فضحك ثم قال: تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج...)(2587).
2 - وفي رواية أخرجها الصدوق بأنه يكون مكتوباً على راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): (البيعة لله عز وجل)(2588).
ورد ذكر نفس الخبر بأن المكتوب على تلك الراية: (البيعة لله) ونقلته عدة مصادر(2589)، وما هي إلا راية للتوحيد أي لا يبقى أهل ملة على الأرض إلا توحيد الله والإسلام وعلى الجميع ان يوحد الله وان لا مناص من ذلك حتى تغلب على جميع اهل الاديان وورد في بعض الروايات ما يؤدي المعنى نفسه انه يكون فيها: (الرفعة لله (عزَّ وجلَّ))(2590)، والبيعة لله كما هو النداء الذي ينادي به جبرائيل (عليه السلام) بعد ان يقوم الامام (عجّل الله فرجه) بين الركن والمقام(2591)، حتى سميت بالراية الغالبة(2592)، من الغلبة والانتصار وإعلاء كلمة الله.
3 - واخرج المصنف رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن لنا أهل البيت راية من تقدمها مرق(2593)، ومن تأخر عنها محق(2594)، ومن تبعها لحق(2595))(2596).
ورد هذا الحديث ضمن كلام طويل يروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وعند إكمال بعض من أجزائه في الرواية الطويلة تتضح معاني ما أخرجه من الصدوق إذ قال: (... ألا وإني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغاراً وأحلم الناس كباراً معنا راية الحق من تقدمها مرق ومن تأخر عنها محق ومن لزمها لحق وإنا أهل بيت الرحمة وبنا فتحت أبواب الحكمة وبحكم الله حكمنا وبعلم الله علمنا ومن صادق سمعنا فإن تتبعونا تنجوا وإن تتولوا يعذبكم الله بأيدينا...[ويكمل حديث طويل ثم يقول] إن منا قائماً عفيفة أحسابه سادة أصحابه تنادوا عن اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثاً...)(2597).
نلاحظ أن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) يصدق القول على الحق بإتباعهم بأنهم راية وانها فيهم دون غيرهم وإتباعهم فيه نجاة ومخالفتهم فيه هلاك فهم أبواب الحكمة وعلم الله حتى يختم الله هذا الحق بالقائم منهم (عجّل الله فرجه) فالواجب إتباعها وعدم التأخر عنها، وإتباع هداهم والتصديق والاعتراف لهم بالحق واللحاق والتصديق أيضاً بآخرهم على الهدى من لم يدرك من مضى منهم ومن المرجح انه هذا المراد من هذه الرواية.
4 - روي عن أبي حمزة الثمالي قال: (قال أبو جعفر (عليه السلام) كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) قد ظهر على نجف الكوفة فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعمودها من عمد عرش الله تعالى، وسائرها من نصر الله، (عزَّ وجلَّ) ولا تهوي بها إلى أحد لا أهلكه الله تعالى، قال: قلت: أو تكون معه أو يؤتى بها؟ قال بلى يؤتى بها يأتيه بها جبرئيل (عليه السلام))(2598).
اخرج الرواية عدد من المصنفين باختلاف السند كذلك مرفوعة عن ابي حمزة عن ابو جعفر (عليه السلام) مع اختلاف يسير في اللفظ بتقديم أو تأخير بعض العبارات بالمضمون ذاته(2599)، واشير إلى مصاديقها في روايات سابقة والواضح ان علاماتها ان يكون النصر حليفه (عجّل الله فرجه) أين ما حط رحال رايته وانها مذخورة في مكان لا يعلمه أحد كونها راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذا ان اعتمدنا بالقول على أنها راية عادية كباقي الرايات التي تحمل شعار الجيش أو الدولة، وان حملناها على الرمزية فمن المحتمل أن تكون خطة أو خارطة فتح العالم ومفتاح أسرار كل أعداء الله والظالمين حتى تسبب بهلاكهم بكشف أسرارهم والنصر عليهم يكون فيها البيعة لله وتوحيده وبها يكشف اسرار القرآن الكريم وعلومه التي تفتح الطريق أمامه لفتح العالم كله.
5 - وفي رواية وردت فيها عدة مضامين في النص على الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخذنا منها ما ذكر في خبر سيفه، قال: (... وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله (عزَّ وجلَّ) فناداه السيف أخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تعقده عن أعداء الله فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله تعالى...)(2600).
وهذه الرواية أخرجها عدد من الرواة بطولها بالصيغة الواردة عند الصدوق كما ذكرها في كتاب آخر له(2601)، ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (... وسيظهر الله مهدينا على الخلق والسيف المسلول لإظهار الحق)(2602)، وقال (عليه السلام): (كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجيئ صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان)(2603).
من خلال مسار الروايات وكلمة السيف في الرواية لعل دلالتها هي أيضاً حملت على الرمزية في وصف السلاح لان السيف في هكذا معركة تعد لفتح العالم بالسيف والجهاد في سبيل الله لدفع الظلم ومنع الباطل فالسيف بعينه لا يجدي نفعاً فيها ومن المحتمل انه يحمل سيفاً كرمز له أو شعار كما هو الحال اليوم مع التطور في نوع السلاح في العالم الا أن أغلب جيوش العالم المقاتلة تحمل نوع خاصاً بها من الحراب أو ما شابهه فضلاً عن السلاح المتطور وكما يلاحظ في عصرنا اليوم ان القائد الذي يتقدم الجيوش أو يفتتح الاستعراضات العسكرية في أكبر جيوش العالم تشاهده يحمل سيفاً لكن ليس للقتال فكلمة السيف هي للرمزية عن السلاح وكما أسلفنا بأنه حال نطق الروايات بلغة عصرها وعلى مقدرة الفهم من باب كلم الناس على قدر عقولها، وما أشير في الرواية بان السيف ينطق ويخبره بأن يقتل أعداء الله فهذا أيضاً يحمل على التلميح لان علمه بساعة حربه وقيامه معد لها وعنده الكتاب المعهود المختوم بالذهب الذي فيه خطة قيامه فضلاً عن علم المعصوم الخاص لكن يمكن القوم ان هذا يعطي دلالة بان السيف ينطق ليخبره بالخروج وقتل أعداء الله أي ان الظروف باتت متاحة وان الظلم قد وصل إلى ما يدعو لخروجه وقيامه بالحق لقتل أعداء الله كما اعد له أي لا يمكن التأخر عنهم فقد حانت ساعة خروجه والأرض مهيأة له وأمده الله بجنده وملائكته وتمت له البيعة فتكون ساعة القيام ويكون سلاحه كما اشير في احتمالات المركب الذي له فيكون سلاحه وأسلحة جيشه من الأنواع المتطورة التي تعد اهم واسطة لهذا الفتح العالمي حتى تضاهي ما يمتلكه أعداؤه من سلاح أو أفضل منها بالتطور المتزايد وبعلم الإمام وما اعد له لتطبيق الأطروحة المهدوية الإلهية وإيقاف الاستكبار والظلم الحاصل على البشرية وبانه سيظهر الحق ويجيئ بأمر غير الذي كان والمرجح ان هذا ينطبق حتى على نوع السلاح بنوع جديد ومتطور.
المبحث الثاني: أقوال بعض الفرق في الغيبة والرد عليها:
ذكرت هذه المواضيع في بداية الكتاب من قبل المصنف إذ لعله كان يرى من المناسب ان تكون في مقدمة المواضيع في كتابه حيث كان زمانه القريب على بداية عصر الغيبة الكبرى فيه الكثير من النقاشات والخلافات حول الغيبة وفكرتها وصاحب الغيبة هذا فضلاً عن الإشكالات حول الإمامة بصورة عامة لذا وضعها مقدمة لكتابه قبل ان يطرح الأخبار والروايات التي تتحدث عن الغيبة كما حصل مع المصنف في كثير من المواقف، ونرى انه من المناسب ان تكون هذه الإشكالات آخر مباحث الأطروحة في هذا المبحث والمبحث الذي يليه بعد ان تناولنا أخبار الغيبة والروايات التي تبشر بصاحب الغيبة كي تكون فكرة عند من يطلع على موضوع الغيبة لعله تتولد لديه القناعة وتتضح لديه الفكرة حول ما يطرح من إشكالات هذه الفرق أو الشبهات المطروحة ويتيسر له فهم الردود عليها وخاصة اليوم لا توجد مثل تلك المناظرات ولا تكون الردود المطروحة على الاعتراضات بالأمر الغريب على من يطلع على المباحث السابقة بعد ان تكون لديه فكرة عن الإمام الغائب وغيبته وما دار حولها من أخبار وقد اختصرنا على اصل الروايات المطروحة في هذه الإشكالات وأقوال الفرق الواردة في الكتاب حول الغيبة والردود المطروحة عليها وذلك لطولها مع محاولة الحفاظ على مضمونها العام(2604)، واغلبها تدور مواضيعها عن سبب الغيبة أو أن أباه لم ينص عليه أو انه لم يولد بعد وبعض هذه الفرق يسوق الغيبة في شخصيات غير الامام المهدي (عجّل الله فرجه) وقد طرحنا مع هذه الردود المطروحة على اقوال تلك الفرق حول الغيبة بعض الأحاديث السابقة الذكر لموضع حاجتها هنا، وسنضع ردود المصنف ونضع بعض الاستدلالات بما ورد من أحاديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) مع محاولة إعطاء فكرة تحليلية مع كل إشكال والفرق التي طرحت أراءها في الغيبة هي:
أولاً - قول الكيسانية(2605)، في الغيبة:
ينقل المصنف رأي الكيسانية في الغيبة ويقول انهم يدعون هذه الغيبة لمحمد بن الحنفية (رضي الله عنه)، ويروي في ذلك أبيات شعرية للسيد بن محمد الحميري في ذلك حسب معتقد الكيسانية وكان الحميري(2606)، حينها منهم قال:
ألا إن الأئمة من قريش * * * ولاة الأمر أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * * * وهم أسباطنا والأوصياء
فسبطٌ سبط إيمان وبر * * * وسبطٌ قد حوته كربلاء
وسبطٌ(2607) لا يذوق الموت * * * حتى يقود الجيش يقدمه اللواء
يغيب فلا يرى عنا زماناً * * * برضوى(2608) عنده عسل وماء(2609)
ويقول الصدوق أن السيد الحميري بقي ضالاً يعتقد الغيبة في محمد بن الحنفية حتى لقي الإمام جعفر بن محمد (عليهم السلام) ورأى علامات الإمامة وشاهد فيه دلالات الوصية فسأله عن الغيبة فذكر له أنها حق وهي تقع في الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وأخبره بموت محمد بن الحنفية وأن الإمام الباقر (عليه السلام) شهد دفنه فرجع السيد الحميري واهتدى على يد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وقال بغيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)(2610)، وقال بعدها قصيده طويلة في غيبة القائم مما جاء فيها:
بأن ولي الأمر والقائم الذي * * * تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد أن يغيبها * * * فصلى عليه الله من متغيب(2611)
ثم يقول المصنف أن الراوي لهذا الحديث يدعى حيان السراج(2612) من الكيسانية ومتى صح موت محمد بن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت في الاخبار واقعة به(2613)، ومن الدلالة هنا على بطلان قولهم هو الشاعر السيد الحميري الذي كان يقول بقولهم في الغيبة وبعد أن اتضح له الأمر وعرف الحق على يد الإمام الصادق (عليه السلام) اهتدى وخالف مقالتهم فيعد رداً عليهم من شخص كان منهم ودحض قولهم بشعره بعد هدايته.
وما أساس قولهم هذا لاعتقادهم أن امامهم محمد بن الحنفية لم يمت وأنهم لم يحصروا الإمامة في الأئمة من أبناء علي وفاطمة (عليهما السلام) وجعلت الإمامة بعد الحسن والحسين (عليهما السلام) في محمد بن الحنفية وكانوا يعتقدون أنه لم يمت وانه بجبل رضوى، بين نمر وأسد يحرسانه ومعه رزقه إلى وقت خروجه وزعموا ان السبب في غيبته ان هذا تدبيراً من الله وانه يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً(2614).
وأخرج المسعودي ما رواه الصدوق عن الكيسانية بقولهم في إمامة محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) وقسم من أشعار الحميري توضح قولهم في الغيبة بأنها في محمد بن الحنفية(2615)، ونقلت تلك الأخبار الواردة عند الصدوق في مصادر اخرى بتصرف وبعضها باختصار(2616) ونقل الشهرستاني ما ورد عن السيد الحميري من شعر وأقوال الكيسانية في محمد بن الحنفية كما وردت عند الصدوق(2617).
ويروي الصدوق احتجاجاً للإمام الصادق (عليه السلام) حين دخل عليه حيان السراج فقال له: (يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن الحنفية؟ قال: يقولون أنه حي يرزق، فقال الصادق (عليه السلام) حدثني أبي (عليه السلام) أنه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن غمضه وأدخله حفرته وزوج نساءه وقسم ميراثه، فقال: يا أبا عبد الله إنما مثل محمد بن الحنفية في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم شبه أمره للناس، فقال الصادق (عليه السلام) شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه؟ قال: بل على أعدائه، فقال: أتزعم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عدو عمه محمد بن الحنفية؟ فقال: لا، فقال الإمام الصادق (عليه السلام): يا حيان إنكم صدفتم(2618) عن آيات الله وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ﴾ (الأنعام: 157).
وأخرج الكشي مثل الرواية وفيها بعد أن كتب محمد بن الحنفية وصيته حتى قال الإمام الباقر لولده الصادق (عليهما السلام) والتي يحدث بها حيان: (فما برحت حتى غمضته وغسلته وكفتنه وصليت عليه ودفنته) ثم يكمل الإمام الصادق (عليه السلام) حديثه لحيان قال: (فإن كان هذا موتاً فقد والله مات، قال: فقال لي [يقصد حيان ] رحمك الله شَبهٌ على أبيك، قال: فقلت سبحان الله أنت تصدف على قلبك، فقال لي: وما الصدف على القلب؟ قال: قلت الكذب)(2619).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (ما مات محمد بن الحنفية حتى أقر لعلي بن الحسين (عليه السلام) وكانت وفاة محمد بن الحنفية سنة أربع وثمانين من الهجرة)(2620)، وفي خبر يرويه الصدوق عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: (دخلت على محمد بن الحنفية وقد اعتقل لسانه(2621) فأمرته بالوصية فلم يجب، قال فأمرت بطست فجعل فيه الرمل فوضع فقلت له: خط بيدك، قال فخط بيده في الرمل ونسخت أنا في صحيفة)(2622).
وأورد الكشي مثلها باختلاف يسير تعطي وضوحاً أكثر في المعنى منها محادثة الإمام الصادق (عليه السلام) مع حيان السراج فقال له: (يا حيان أليس من تزعم ويزعمون وتروي ويرون لم يكن في بني اسرائيل شيء الا وهو في هذه الأمة مثله؟ قال بلى، فقلت: هل رأينا ورأيتم وسمعنا وسمعتم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه وقسمت أمواله وهو حي لا يموت؟ فقام ولم يرد علي شيئاً)(2623).
وخير دليل على بطلان قول الكيسانية والواضح فيها التشويه والطعن في مذهب الامامية، وخير دليل أيضاً على ولاء محمد للأئمة هو قول الإمام الصادق (عليه السلام): (ما مات محمد بن الحنفية حتى أقر لعلي بن الحسين (عليه السلام))(2624)، حتى يكفينا من هذا رداً ما ورد عن محمد بن الحنفية نفسه أنه سأله أبو خالد الكابلي هل هو الإمام فقال: (علي وعليك وعلى كل مسلم علي بن الحسين [عليه السلام])(2625)، باعتبار أن الإمامة ممتدة في نسل الإمام الحسين من ولده علي بن الحسين (عليهم السلام) وكذلك قول الإمام الباقر (عليه السلام): (فأمرته) أي انه متأكد بطاعته للمعصومين وحتى لم يقدر بالكلام خط بيده على الرمل امتثالاُ لأمر الإمام المعصوم وهو على فراش الموت وكذلك احتجاج الإمام الصادق (عليه السلام) على السراج بتقسيم الأموال وتزويج النساء فكيف يكون حياً وخروجه منه دون أي رد وكذلك قول الإمام وفعله حجة حين يغسله ويكفنه ويدفنه بيده ما هي الا حجتا إخلاص ابن الحنفية للإمام للمعصوم وتجهيزه عند موته، ويكفي نفياً لقول الكيسانية بقول الصدوق متى ما صح موت محمد ابن الحنفية وقد تواتر الخبر في موته بغض النظر عن اختلاف وقتها(2626)، وبموته يثبت بطلان حجتهم وقولهم بغيبته.
ثانياً - قول الناووسية(2627) في الغيبة:
واخرج الصدوق خبر الناووسية بأنها قالت بأمر الغيبة فاعتقدوها جهلاً منهم في الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) حتى أبطل الله قولهم بوفاته (عليه السلام) وبقيام الإمام الكاظم (عليه السلام) مقام أبيه(2628).
ويكفي في ردع قولهم هو وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) الذي دون تاريخ وفاته في مصادر الفريقين في المدينة المنورة في شوال سنة (148ه / 765م) وله من العمر (65 سنة) استمرت امامته (34 سنة) ودفن بالبقيع(2629)، وكذلك يبطل قولهم من خلال القاعدة التي وضعها الإمام الصادق (عليه السلام) حين قال: (إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم)(2630)، وهذه القاعدة على لا تنطبق بهذا التسلسل الا بعد الامام محمد الجواد وعلي الهادي العسكري (عليهم السلام) ثم القائم (عجّل الله فرجه) ابن الحسن العسكري (عليه السلام).
ثالثاً - قول الواقفة(2631) على موسى بن جعفر (عليه السلام) في الغيبة:
وقالت هذه الفرقة بالغيبة أنها في الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) فابطل الله قولهم بإظهار موته وموضع قبره، ثم بقيام الرضا علي بن موسى (عليه السلام) بالأمر بعده وظهور علامات الإمامة فيه مع ورود النصوص عليه من آبائه (عليهم السلام)(2632).
توفي الإمام الكاظم (عليه السلام) لخمس بقين من رجب سنة (183هـ/ 799م) وعمر(55 سنة) ومدة إمامته (35 سنة)(2633)، وقد نص الإمام الكاظم على ولده الرضا (عليهما السلام) من بعده في كثير من المناسبات وأمام أصحابه وأشار فيها إلى الرضا (عليه السلام) ومنها انه بعث يوما إلى أصحابه وقال: (أتدرون لم دعوتكم؟ فقالوا لا، فقال: اشهدوا أن ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي...)(2634)، وقد أجمع أصحاب أبيه بالإمامة إليه الا من شذ منهم من الواقفة والسبب الظاهر في ذلك طمعهم في ما كان في أيديهم من الأموال في مدة حبس الامام الكاظم (عليه السلام) وما كان عندهم من ودائعه فحملهم ذلك على إنكار وفاته وإنكار خليفته من بعده وقد فسد قولهم المخالف للمعقول وانقرضوا والحمد لله(2635).
ثم يذكر الصدوق ثلاث روايات طويلة تشير إلى حادثة وفاة الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) في أحدها يذكر انه حضر لمشاهدته بعد أن توفي أكثر من خمسين رجل بأمر السندي بن شاهك(2636)، ليشهدوا على وفاته بعد أن كشفه لهم وأمرهم بتغسيله وتكفينه ثم صلى عليه بن شاهك ودفن، وفي رواية اخرى تقول قد أشرف على تكفينه وتغسيله سليمان بن أبي جعفر(2637) هو وولده وغلمانه لم يذكر فيها من صلى عليه وفي ثالثة قيل انه اطلع عليه سبعون رجلاً ممن يعرفونه من شيعته وغسله وكفنه سليمان بن أبي جعفر(2638).
وذكرت نفس الأخبار في التغسيل والتكفين وقيل ان ابن شاهك ادخل عليه جمع من الفقها والناس من بغداد ليشهدوا على موته ثم وضع على الجسر ببغداد ونظر الناس في وجهه وان من تولى تجهيزه هو سليمان بن ابي جعفر ودفن في مقابر قريش(2639)، وخير دليل على نفي تلك الرواية هو التي قال فيها السندي بأنه سأل الامام الكاظم (عليه السلام) حين حضرته الوفاة أن يأذن له في تكفينه فأبى وقال: (إنا أهل بيت مهور نسائنا وحج نائلنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفني وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان فتولى ذلك منه)(2640).
وفي حديث طويل للإمام الكاظم (عليه السلام) يحدث فيه المسيب(2641) وكان موكلاً به دعاه قبل وفاته بثلاثة أيام ومما جاء في حديثه قال: (... فأن علياً ابني هو إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته فانك لن تضل ما لزمته... وان هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم انه يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات ان يكون ذلك أبدا...) ثم يقول المسيب وقد حضر تغسيل الإمام وتكفينه: (فو الله لقد رأيتهم بعيني وهم يضنون أنهم يسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون شيئاً ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر لهم المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فأني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي (عليه السلام) يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق (عليه السلام) ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ثم حمل (عليه السلام) حتى دفن في مقابر قريش...)(2642).
اي أن القوم قد شبه لهم أنهم يغسلونه وذلك بحضور الإمام الرضا (عليه السلام) بينهم وهم يعتقدون انهم يغسلونه لكن الإمام هو من يغسله وفي كلا الحالتين أن الرواية تثبت وفاة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ونصه على ابنه من بعده ودليها أيضاً ما روي عن المسيب، وقال الصدوق في أحد كتبه رداً على الواقفة على إمامة موسى بن جعفر (عليه السلام) الذين يزعمون انه حي وينكرون امامة الرضا (عليه السلام) ويحتجون بحديث للإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الإمام لا يغسله إلا الإمام) ويقولون الواقفة لو أن الرضا امام لغسل أبيه وان الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) غسله غيره، ويرد بعد هذا الحديث الصدوق قائلاً: (لا حجة لهم علينا في ذلك لان الصادق (عليه السلام) انما نهى أن يغسل الإمام الا من يكون إماماً فإن دخل من يغسل الإمام في نهيه فغسله لم يبطل ذلك إمامة الامام بعده ولم يقل (عليه السلام) أن الإمام لا يكون الا الذي يغسل من قبله من الأئمة (عليهم السلام) فبطل تعلقهم علينا بذلك... وأن الرضا (عليه السلام) قد غسل أباه موسى ابن جعفر (عليهما السلام) من حيث خفي على الحاضرين لغسله غير من اطلع عليه ولا تنكر الواقفة أن الامام يجوز أن يطوي الله تعالى له البعد حتى يقطع المسافة البعيدة في المدة اليسيرة)(2643).
وفي مكان آخر من الكتاب يشير المصنف إلى رد على الواقفة بقوله: (ومذهبنا في غيبة الإمام في هذا الوقت لا يشبه مذهب الممطورة(2644) في موسى بن جعفر لأن موسى مات ظاهراً ورآه الناس ميتاً ودفن دفناً مكشوفاً ومضى لموته أكثر من مائة وخمسين سنة لا يدعي أحد أنه رآه ولا يكاتبه ولا يراسله ودعواهم أنه حي فيه إكذاب الحواس التي شاهدته ميتاً وقد قام بعده عدة أئمة فأتوا من العلوم بمثل ما أتى به موسى (عليه السلام) وليس في دعوانا هذه غيبة الإمام إكذاب للحس ولا محال ولا دعوى تنكرها العقول ولا تخرج من العادات وله إلى هذا الوقت من يدعي من شيعته الثقات المستورين أنه باب إليه وسبب يؤدي عنه إلى شيعته أمره ونهيه ولم تطل المدة في الغيبة طولاً يخرج من عادات من غاب فالتصديق بالاخبار يوجب امامة ابن الحسن (عليهما السلام)... كما جاءت الاخبار في الغيبة فأنها مشورة متواتره وكانت الشيعة تتوقعها وتترجاها كما يترجون بعد هذا قيام القائم (عليه السلام) بالحق واظهار العدل)(2645).
وهنا الصدوق يحتج عليهم بموت الإمام وقد ذكر الاخبار في ذلك وقد رأته الناس ظاهراً عند موته موضوعاً على الجسر وانه دفن علناً أمام الناس ولحين كتابته لهذه الأخبار كان قد مضى من الوقت مائة وخمسين سنة ولم يدعِ أي شخص انه شاهده أو يكاتبه أو يراه، ومن هذا دليل آخر ورد في بعض الأخبار قيل ان سبب المناداة على الجسر على وفاة الامام ان قوم ادعوا انه هو القائم وان حبسه هي غيبته فحين توفي الامام (عليه السلام) ووضع جثمانه الطاهر على الجسر ببغداد ونظرت إليه الناس حتى نودي عليه هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه هو القائم الذي لا يموت فانظروا إليه فنظر إليه الناس فشاهدوه قد توفي(2646).
وفي رواية ينقلها الصدوق فيها احتجاج على الواقفة قال رجل للإمام الرضا (عليه السلام): إن عندنا رجلاً يذكر أن أباك حي وأنك تعلم من ذلك ما تعلم؟ فقال (عليه السلام) سبحان الله مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يمت موسى بن جعفر؟ بلى والله لقد مات وقسمت أمواله ونكحت جواريه)(2647).
والرواية أثبتها المصنف في عيون أخبار الرضا (عليه السلام)(2648)، فموت الإمام الكاظم (عليه السلام) واشتهار موته عند الناس ومدفنه وخبر تغسيله والشاهد عليه من الموالين والمبغضين وهو نفسه أخبر بالنص على ابنه من بعده وقد شهد به كثير من أصحابه ما هو إلا دليل على بطلان قول الواقفة.
رابعاً - قول الواقفة(2649) على الحسن العسكري (عليه السلام) في الغيبة:
وهذه الفرقة ادعت على الحسن بن علي بن محمد (عليه السلام) أن الغيبة وقعت به لصحة أمر الغيبة عندهم وجهلهم بموضعها وأنه القائم المهدي فلما صحت وفاته (عليه السلام) بطل قولهم فيه وثبت بالأخبار الصحيحة التي قد ذكرناها في هذا الكتاب أن الغيبة واقعة بأبنه (عليه السلام) دونه، ويروي بعدها رواية طويلة تتحدث عن صفات ومناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(2650)، وخبر وفاته بسامراء في شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وما حصل بعد وفاته من أحداث(2651).
ويحتج أحد المؤرخين على قولهم بان الغيبة قد وقعت بالإمام العسكري (عليه السلام) يقول بما أنهم اعترفوا بموته فمن أين لهم العلم بحياته واذا جاز خلو يوم من الامام (عليه السلام) فيجوز شهراً بل دهراً بل أبداً وهذا اعتزال عن رأي الامامية وخروج عنها إلى مذهب الخوارج والاحتجاج على قولهم: (لا نثبت وجود ولد لم نشاهده) والرد عليهم بانه اذا قامت الدلالة أغنت عن المشاهدة واذا لزمت المشاهدة لإثبات اي شيء عندهم والا انتفى وجوده فهذا ينفي وجود الرب والأنبياء السالفة والأئمة الذين لم نشاهدهم وكثير من الموجودات غير المشاهدة وهذا دخول في الجهل، وإنكارهم باطل على أن لا عقب له وذلك بعد قيام الأدلة من النبي والأئمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على وجوده(2652).
وبحسب احتجاج المصنف بوفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وما ثبت من روايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) بأن الأئمة اثنا عشر وكذلك تواتر الروايات بوجود الخلف بعد العسكري (عليه السلام) وانه الغائب يبطل قول هؤلاء الواقفة، ويكفي رداً عليهم هو قول الإمام العسكري (عليه السلام) بالحادثة المشهورة عندما اجتمع عنده أربعون رجلاً يسألونه عن الخلف بعده حتى عرض عليهم الغلام وقال: (هذا إمامكم بعدي وخليفتي عليكم أطيعوا ولا تفترقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا أما أنكم لا ترونه بعد يومكم هذا...)(2653)، فيكون ذلك حجة على من قال ان الغيبة وقعت في غير القائم (عجّل الله فرجه) من الأئمة (عليهم السلام) وما قول الواقفة إلا لجهلهم أو عنادهم ولعل هذه الفرق جاءت نتيجة الصراعات بعد وفاة العسكري (عليه السلام) وما بدر من اعتراضات جعفر أخيه وتحركات السلطة وهذا ما حذر منه الإمام العسكري (عليه السلام) من الافتراق بعده، وخير دليل على ذلك انهم اشتبهوا والتبس عليهم الامر فوقفوا عليه وذلك من خلال قول بعض الواقفة حينما سئلوا عن الامر وما تقولون في الامام اهو جعفر ام غيره قالوا: (لا ندري ما نقول في ذلك أهو من ولد الحسن ام من اخوته فقد اشتبه علينا الامر إنا نقول إن الحسن بن علي كان إماماً وقد توفي وإن الأرض لا تخلو من حجة ونتوقف ولا نتقدم على شيء حتى يصح لنا الأمر ويتبين)(2654).
خامساً - قول المعتزلة(2655) في الغيبة:
وأخرج الصدوق ما كتبه بعض الامامية إلى أبي جعفر بن قبة الرازي(2656) كتاباً يسألونه عن مسائل عدة بمقالة المعتزلة منها مسائل عن الغيبة فيها قول المعتزلة ورد في مضمونها بان الحسن العسكري (عليه السلام) مضى ولم ينص فقد ادعوا دعوى يخالفون فيها وهم محتاجون إلى أن يثبتوا صحتها، وقولهم لو كان الحسن بن علي (عليه السلام) قد نص على من تدعون إمامته لسقطت الغيبة؟ والجواب هنا أن الغيبة لا تعني العدم فقد يغيب الإنسان في بلد يكون معروفاً فيه ومشاهداً لأهله ويكون غائباً عن بلد آخر وقد يكون الإنسان غائب عن قوم دون قوم وعن أعدائه لا عن أوليائه فيقال انه غائب ومستتر وانما قيل غائب عن أعدائه وعمن لا يوثق بكتمان أمره من أوليائه وان الامام (عجّل الله فرجه) ليس مثل آبائه (عليهم السلام) ظاهراً للخاصة والعامة وأولياه مع هم الذين ينقلون خبر وجوده وغيبته وهم عندنا ممن تجب بنقلهم الحجة ونقلوا ذلك كما نقلوا إمامة آبائه وان خالفهم مخالفوهم فيها ومثلها كما وجب بنقل المسلمين صحة آيات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإن خالفهم مخالفوهم من أهل الكتاب أو المجوس(2657).
ويمكن الرد هنا على هذه الجزئية فضلاً عن الرد الوارد فأما النص عليه فكما ذكر في المباحث السابقة وتواتر الأخبار عليه من جهة آبائه وان قولهم أبيه لم ينص عليه وكأنهم لم يطلعوا على أخبار آبائه (عليهم السلام) عنه ومنها قول ابيه: (كأني بكم قد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما أن المقر بالأئمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المنكر لودي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمنكر لرسول الله كمن أنكر جميع الأنبياء لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما أن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه الله)(2658).
أمّا المخالفة بشأن الغيبة فيرد عليهم وكأن الرازي هنا يقول لهم لا تكونوا كالمجوس وأهل الكتاب حين خالفوا نبوة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكما صح عندنا إمامة آبائه (عليهم السلام) بالنقل وأضف عليها الأخبار الكثير في ولادته وسترها وكذلك خفائه في حياة أبيه حرصاً على حياته حتى عرضه على بعض خاصته ليثبت حجته ويعلمهم بالخلف من بعده وكما ورد من أحاديث سابقة الذكر في ثنايا البحث واحتجاجهم هنا وحسب رد الرازي ان غيبة الشخص لا تعني نفيه وما نقل يدلنا عليه وكما قيل في الروايات من وقوع الغيبة فيه هي الخوف من القتل وانه يعمل على وفق وصية معهودة من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتطبيقها يحتم الغيبة فتصدقون ما ورد عن جده وآبائه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مسائل شتى وتكذبون القول بشأن الإمام الغائب وانه مولود وغائب بما صح بذلك الكم الوارد من الروايات حتى وان صدق من بينها رواية واحدة فلا يعقل تكذيبها كلها.
ويورد النوبختي بمقالة الشيعة في الغيبة من المناسب طرحها هنا بمضمونها بانه نحن مستسلمون بإمامة الحسن العسكري (عليه السلام) ومعترفون بأن له خلفاً قائماً من صلبه وهو الإمام بعده وهو غائب حتى يظهر ويعلن أمره ويأذن الله بذلك ويأمر بما يريد من ظهوره وخفائه ولا يجب البحث عن ذلك فهو خائف مستور بستر الله وكشفه دون أوانه هو إباحة لدمه ودمائنا وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما ويظهره الله اذا شاء لأنه اعلم بتدبيره في خلقه واعرف بمصلحتهم(2659).
ويطرح المصنف اشكالية اخرى للمعتزلة ويطرح الرد عليها، بقولهم اذا ظهر كيف يعرف انه محمد بن الحسن بن علي (عليهم السلام)؟ والجواب في رأيين الرأي الأول بأنه يجوز ذلك بنقل من تجب بنقله الحجة من أوليائه كما صحت إمامته عندنا بنقلهم [لعله يقصد بنقل آبائه (عليهم السلام) يمكن معرفته كما وصفوا عصر ظهروه وعلاماته وشخصه]، وجواب آخر أن قد يجوز أن يظهر معجزاً يدل على ذلك وهذا الجواب الثاني، وان كان الرأي الاول صحيحاً اي بالنقل بما ورد عن آبائه عنه ولا نقول بأنه لابد من إقامة معجزة وانما نجوز ذلك اللهم الا أن يكون لا دلالة غير المعجزة حينها لابد من إثبات الحجة إذا كان لا بد من إثبات واجباً وصلاحاً لا فساد كما علمنا ذلك بأن الأنبياء أقاموا المعجزات في وقت دون وقت ولم يقيموها في كل يوم كما سأل المشركون النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يقيم لهم عدة معجزات لم يحققها لهم وان كان قد أقام لهم غير الذي سألوا عنه من المعجزات(2660).
وسئل الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت فبأي شيء يعرف من يجيء بعده، قال: بالهدى والإطراق(2661) وإقرار آل محمد له بالفضل ولا يسأل عن شيء إلا أجاب)(2662)، ويدحض المفيد اشكالهم بقوله: (فأما قول الخصوم إذا كان الإمام غائباً منذ ولد وإلى أن يظهر داعياً إلى الله تعالى ولم يكن رآه على قول أصحابه أحد الا من مات قبل ظهوره فليس للخلق طريق إلى معرفته بمشاهدة شخصه ولا التفرقة بينه وبين غيره بدعوته وإذا لم يكن الله تعالى يظهر الأعلام والمعجزات على يديه ليدل بها على أنه الإمام المنتظر دون من ادعى مقامه في ذلك النبوة له إذ كانت المعجزات دلائل النبوة والوحي والرسالة، وهذا نقض مذهبهم وخروج قول الأئمة كلها أنه لا نبي بعد نبينا عليه وآله السلام)(2663).
وأضف على ذلك بأن علامات ظهوره ودلائله وبيناته التي ستظهر حين ظهوره وقد يقيم المعجزات فيعرفه الناس وكذلك بتطبيق الروايات الواردة بظهوره على أرض الواقع والتي تدل عليه وانها من فعله دون غيره وكذلك الوصف الجسماني له ما يعطي صورة لمن شك فيه والعلامات أولى بتفصيل هذا الأمر وكما غاب موسى (عليه السلام) عن قومه ثم ظهر لهم وبين آياته وعرفه قومه.
ويختم كلامه المصنف برد لابن قبة على المعتزلة بقوله: (لم يبعث الله (عزَّ وجلَّ) بأضعاف من بعث من الأنبياء (عليهم السلام) وِلمَ لَم يبعث في كل قرية نبياً وفي كل عصر ودهر نبياً أو أنبياء إلى أن تقوم الساعة وَلِمَ لَم يبين معاني القرآن حتى لا يشك فيه شاك ولم تركه محتملاً للتأويل وهذه المسائل تضطرهم إلى جوابنا)(2664).
لعل ابن قبة هنا يريد أن يقول إن هذا كله متعلق بظهور الإمام القائم (عجّل الله فرجه) الذي سيوضح كل هذا عند ظهوره وحتى الإشكالات التي ترد على غيبته ولم يرد عليها بتمام الرد أو لم يقتنع البعض بالردود التي طرحت عليها فتكون القناعة التامة بظهوره وعلى يديه، واما نفيهم بعدم وجود النص فمع هذا الكم من الروايات فيعد إنكارهم هذا جحود فهم الأقرب لعصر طرح تلك الروايات ونحن اليوم ابعد منهم زمناً ونعترف بتلك الروايات في النص عليه وكما أنهم غير مجبرين على تصديقها إن وجد أحد منهم اليوم فكذلك لسنا مجبرين على قبول ادعائهم كونه لا يستند على شيء سوى الإنكار، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قلت يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا بل منا يختم الله به الدين كما فتح بنا وبنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك...)(2665).
سادساً - الرد على الزيدية(2666) على ما قالوا في الإمامة والغيبة:
1 - في كلام لأحد المشايخ الشيعة في الرد على الزيدية:
لم يذكر اسم هذا الشيخ الذي يوضح القول بغيبة صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) على ان غيبته مبنية على القول بإمامة آبائه (عليهم السلام) والقول بإمامة آبائه مبني على القول بتصديق محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإمامته وهذا باب شرعي لا عقلي ومبني على الكتاب والسنة كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ (النساء: 59)، وان جميع الزيدية والامامية اتفقوا على ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما خليفتان من بعدي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) بان تقام بينات الله بقبول الحجة على الناس من بعد الرسول كما في صفة رسوله قال تعالى: ﴿قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: 108) ومراد الحديث ظاهراً ومكشوفاً علينا ان نعتقد بأن الكتاب لا يخلو من مقرون به من عترة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعرف التأويل والتنزيل فالحديث يوجب ذلك، وما دام في الأرض من حاجة به إلى مدبر وسائس ومعلم من آل إبراهيم لقوله تعالى: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران: 34)، وقد صح أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) منه اي من تلك الذرية التي بعضها من بعض وكانت الإمامة من صلب الحسين من يقوم مقامه لذا دلت الآية على ما دلت عليه السنة(2667).
والواضح من رد هذا الشيخ على الزيدية انهم يريدون الامام ظاهراً لا غائباً وما هو سبب غيبته فهو يوضح سبب الغيبة بما صح من آبائه (عليهم السلام) وان الامام القائم (عجّل الله فرجه) من ذرية الامام الحسين بما صح من القرآن بانه ذرية بعضها من بعض وأنهم من ذرية إبراهيم وكذلك هذا ما صح من السنة الشريفة ويردهم بالقول ان اعتقدوا بما ورد في قوله فواجب عليهم الاعتقاد بالإمام الغائب وزيادة على ذلك تعزيزاً لرد الشيخ في سبب غيبته انه يخاف على نفسه القتل والانتفاع منه بما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآبائه (عليهم السلام) منها قول ابي عبد الله (عليه السلام): (ان لصاحب هذا الأمر غيبة فليتقِ الله عبدٌ ويتمسك بدينه)(2668).
ويعطينا هذا الحديث تصوراً واضح ان من يشكك بهذا الامر فهو غير متمسك بدينه وعليه ان يتقي الله ولا يشك وخير دليل واضح ان الأئمة (عليهم السلام) كل واحد منهم أقر بالذي بعده فنصدق به ونهتدي بهديه حتى وصل الأمر أن الإمام الهادي (عليه السلام) أيضاً نص على ولده العسكري (عليه السلام) وصدق الأمر بإمامته وكذلك هو حال العسكري (عليه السلام) بما فرغ من روايات كثيرة انه نص على ولده القائم (عجّل الله فرجه) فالمصدق بحال ابيه وانه امام معصوم مفترض الطاعة واجب التصديق بما يقوله وخاصة ان الزيدية يدعون انهم يعترفون بالأئمة (عليهم السلام) ولا ينكرونهم مع قولهم بأئمة الزيدية واتباعهم لهم.
وفي خبر ينقل عن زيد بن علي يدحض احتجاجهم هذا بانهم يريدون الإمام مشهوراً وذلك حين حدث رجل يدعى ابا بكر الحضرمي قال زيد: (ليس الإمام منا من أرخى عليه ستره وإنما الامام من اشهر سيفه، قال له ابو بكر الحضرمي: يا ابا الحسن[ يقصد زيد] أخبرني عن علي بن ابي طالب [عليه السلام] أكان إماماً وهو مرخى عليه ستره أو لم يكن إماماً حتى خرج وشهر سيفه؟ فلم يجب زيد فردد عليه ذلك ثانياً وثالثاً كل ذلك لا يجيب بشيء، فقال أبو بكر الحضرمي: إن كان علي بن ابي طالب [عليه السلام] إماماً فقد يجوز أن يكون بعده إمام وهو مرخى عليه ستره وإن كان علي [عليه السلام] لم يكن إماماً وهو مرخى عليه ستره فأنت ما جاء بك هاهنا)(2669).
2 - وفي اعتراض آخر للزيدية وجوابه:
يقولون في اعتراضهم ويطعنون بالقول أن الأئمة اثنا عشر وهذا قول أحدثه الامامية وولدوا فيه أحاديث كاذبة؟ ويرد مصنف الكتاب هنا بأن الأخبار في هذا الباب كثيرة نقلها المخالفون من أصحاب الحديث اذ يروى عن عبد الله بن مسعود أن جماعه قد عرضوا عليه مصاحفهم وفيهم فتى شاب قال له: (هل عهد إليكم نبيكم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كم يكون من بعده خليفة، قال: إنك لحدث السن وأن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك نعم عهد إلينا... أن يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل) ونقل الخبر في هذا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بطرق مستفيضة قال: (يلي هذه الأمة اثنا عشر... كلهم من قريش وكلهم لا يرى مثله) وبعضهم روى (اثنا عشر خليفة) وبعضهم (اثنا عشر أميراً) فصح هذا عند الامامية بذكر الأئمة الاثني عشر أخباراً صحيحة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)(2670).
قالوا أيضاً: (فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد عرّفَ أمته أسماء الأئمة الاثني عشر فلم ذهبوا يميناً وشمالاً وخبطوا هذا الخبط العظيم)؟ والرد هنا من المصنف عليهم بما مضمونه بانكم قلتم ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) استخلف علياً (عليه السلام) ونص عليه وبين أمره فلماذا أكثر الأمة ذهبت عنه وتباعدت منه وان قلتم لا أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم ينص على علي (عليه السلام) فلم أودع ذلك في كتبكم وتكلمتم به فإن الناس قد يذهبون عن الحق وان كان واضحاً وعن البيان وان كان مشروحاً كما ذهبوا عن التوحيد إلى الإلحاد(2671).
ويطرح الصدوق بنفس السياق اعتراضين آخرين بالطعن بصحة خبر ان الأئمة اثني عشر والتي يصرون فيها على ان القول بالاثني عشر خبر غير صحيح تركنا ذكرهما توخياً للاختصار وتشابه الاعتراضات وطول الردود عليها(2672) ويختم المصنف حديثه بالرد على إشكال الطعن الوارد عن الزيدية بان الأئمة ليس كما تدعي الشيعة اثني عشر فيقال لهم: (أفيكذب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قوله أن الأئمة اثنا عشر. فأن قالوا أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يقل هذا القول، قيل لهم: إن جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقي طبقات الإمامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول: إن قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من كنت مولاه. ليس من قول الرسول)(2673).
وهذا الموضوع مفرغ منه في أحاديث الاثني عشر وأسماء الأئمة والرد عليهم واضح في أعلاه وخاتمه في الرد انهم يكذبون ما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما غاية هذا الانكار ما هي لجهل القائلين به وما كانت هذه الافكار والجحود بحق أهل البيت الا تنفيذاً لرغبة السلطات الحاكمة المعاصرة لأزمنتهم وافكار وضعها أشخاص معدودون بقيت لما بعدهم وصدقها من صدقها لجهلهم بحقائق الامور وصدقوا تلك البدع المظلة من الزيدية أو من غيرهم فان كان الاعتراض لغرض الاستعلام والمعرفة فلا بأس به والا كان من الظلال.
وزيادة في وإثبات للحجة بما ورد عن سلمان المحمدي(رضي الله عنه) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال في خطبة له: (معاشر الناس إني راحل عنكم قريب ومنطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيراً واياكم والبدع فإن كل بدعة ضلالة وأهلها في النار معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، قال: فلما نزل عن المنبر تبعه جماعة حتى دخل بيت عائشة فدخلت اليه وقلت: بأبي وامي يا رسول الله سمعتك تقول: [واعاد عليه ما قال] فما الشمس وما القمر وما الفرقدين وما النجوم الزاهرة؟ فقال: أما الشمس فأنا وأما القمر فعلي فإذا فقدتموني فتمسكوا به بعدي وأما الفرقدان فالحسن والحسين فإذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما وأما النجوم الزاهرة فالأئمة التسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم، ثم قال: إنهم الأوصياء والخلفاء بعدي أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى، قلت فسمهم لي يا رسول الله، قال: أولهم سيدهم علي بن أبي طالب وسبطاي وبعدهما زين العابدين علي بن الحسين وبعده محمد بن علي الباقر علم النبيين والصادق جعفر بن محمد وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته فإنهم عترتي من دمي ولحمي علمهم علمي وحكمهم حكمي من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي)(2674).
أما الوارد في احتجاج المصنف في انهم ان كذبوا خبر الاثني عشر هل يتمكنوا في نفي حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أو انكاره وهذا الخبر قد أثقلت المصادر في نقله وتواتره ولا يوجد ما يرد هذا القول حتى انه ورد في مصادر الفريقين عن السنة(2675)، والشيعة(2676)، وحادثته مشهورة في حجة الوداع والمعروف بحديث الغدير وخبرها مشهور عند جميع المسلمين بمختلف طوائفهم.
3 - اعتراض للزيدية وجوابه:
يقولون أن الامامية تقول جعفر بن محمد (عليه السلام) نص على ابنه إسماعيل وأشار إليه فإذا كان خبر الاثني عشر صحيحاً فكان على الأقل هو من يعرفه ويعرف شيعته لئلا يغلطوا هذا الغلط وان إسماعيل مات في حياته وقال: (ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني)؟ والرد هنا يقال لهم ما ذلك الخبر ومن رواه ومن تلقاه بالقبول فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً وإنما هذه حكاية أوجدها قوم قالوا بإمامة إسماعيل(2677) ليس لها أصل لأن الخبر بذكر الأئمة الاثنا عشر (عليهم السلام) قد رواه العام والخاص عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام)، والحديث المروي عن الصادق (عليه السلام) (ما بدا لله...) فان يعني ما ظهر لله أمر كما ظهر في إسماعيل ابني إذ اخترمه في حياته ليعلم بذلك انه ليس بإمام بعدي وهنا بدأ لي أي مثل القول بدا لي شخص اي ظهر لي حتى ورد عنه (عليه السلام) قال: (من زعم أن الله يبدو له في شيء اليوم لم يعلمه أمس فأبرأوا منه)(2678).
وتعضيداً للرد الوارد هنا ورداً على قولهم بإمامة إسماعيل يروى عن أبي بصير قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل فقال: لا والله يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو إلا إلى الله (عزَّ وجلَّ) ينزل واحداً بعد واحد) وقال: (أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد؟ لا والله ولكن عهد من الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه)(2679)، وكذلك يكفي رداً من الامام الصادق (عليه السلام) هو نصه على الامام بعده اذ قال لجماعة من أصحابه: (استوصوا بابني موسى خيراً فإنه أفضل ولدي ومن أُخلف بعدي وهو القائم مقامي والحجة لله تعالى على كافة خلقه بعدي)(2680).
وفي شرح المازندراني لهذه الأخبار هذا حين اعتقد بعض الشيعة أن إسماعيل هو وصي لأبيه بعده فلذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام) بعد موت إسماعيل: (ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني) وليس معناه ان الله تعالى رجع عن الحكم بإمامته بعد أبيه وبدا له بداء ندامة وإنما ان الله تعالى ما أظهر شيئاً كان مخفياً للخلق مثل ما أظهر من عدم إمامة ابني إسماعيل اذ اخترمه واماته قبلي ليعلم الناس انه ليس بإمام(2681).
ثم أكمل الصدوق الرد على قولهم بأنه كيف ينص الإمام الصادق (عليه السلام) على إسماعيل بالإمامة مع قوله فيه: (إنه عاص لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي) وفي حديث (والله لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي)، وفي رواية عن الوليد بن صبيح قال: (جاءني رجل فقال لي: تعال حتى أريك ابن الرجل قال: فذهبت معه قال: فجاء بي إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر، قال فخرجت مغموماً فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه قال: فخرجت اشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه، قال فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: (لقد ابتلى بني بشيطان يتمثل في صورته) وقد روي ان الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي فكيف ينص عليه بالإمامة(2682).
وللتعليق على هذه الأخبار في قوله عاص من المحتمل انها غير دقيقة والدليل الرواية التي يقول فيها الإمام الصادق (عليه السلام) انه ابتلي بشيطان والثاني يظهر متعلقاً بأستار الكعبة وهذا ليس ذنب إسماعيل ان يمتثل الشيطان بصورته، ونقلت نفس هذه الرواية في مصادر اخرى(2683) ولعل البكاء والتعلق بأستار الكعبة لعلمه بفعل الشيطان وتشبهه بصورته لغرض الطعن بحجة الله الامام الصادق (عليه السلام) في أحد أبنائه وكذلك تعد دليلاً على ان الشيطان لا يتمثل في صورة نبي أو وصي على حد القول الوارد عند الصدوق وخاصة الأئمة المعصومين بان الله أذهب عنهم الرجس، ولم أقف على الروايتين الاولى والثانية عند غيره وان قلنا بصحة الرواية بان قال: (لا يشبهني ولا يشبه احد من آبائي) فهذا من المعقول كونه لا يشبههم في العصمة والإمامة وهذا دليل على انه ليس الإمام بعده وان صدقت الرواية القائلة بأنه عاص فهذا أيضاً يثبت انه ليس الإمام بعد ابيه فأفعاله لا تشبه أفعال المعصوم والغريب في هذا كله وفي أمر الزيدية هنا انهم يحتجون بمقالة الإسماعيلية في الإمامة وكأنهم ليس عندهم حجة يحتجون بها أي يستخدمون عقيدة غيرهم ليدفعوا بها غايتهم وما هذا الا دليل على ضعفهم ووهن مقالتهم وكأنهم المدافعون عن الإسماعيلية وليس هم من الزيدية اما ان كان ميلهم إلى الإسماعيلية وعقيدتهم زيديه فما هذا الا طريق ليس فيه ثبات على حق وطعنهم هذا بخط الإمامة للطعن بالإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) كونهم أصحاب المذاهب التي هي في الاصل تمت للتشيع بصلة لم تتمكن إثباتها لنفسها بغض النظر عن غاياتهم الا انهم فشلوا في ذلك ومنها الزيدية هنا تحتج بمقالة الإسماعيلية في الامامة وهم مذهبين مستقلين عن بعض إشارة إلى مدى ضعفهم.
4 - اعتراض آخر للزيدية وجوابه:
وقالوا: (بأي شيء تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتكم على الإسماعيلية القائلين بإمامته)؟ ويدفع هذا الاعتراض من المصنف بأننا ندفع إمامته بما ذكر من الأخبار الواردة بالنص على الاثني عشر وبموته في حياة أبيه فالأخبار الواردة بالنص على الأئمة (عليهم السلام) ذكرناها في هذا الكتاب، وأما ما ورد في موت إسماعيل يروى عن سعيد بن عبد الله الاعرج(2684) قال: (قال أبو عبد الله (عليه السلام): (لما مات إسماعيل(2685) أمرت به وهو مسجى أن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره ثم أمرتهم فغطوه ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت اكشفوا عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه وعوَّذته ثم قلت: درجوه، فقلت بأي شيء عوذته؟ قال بالقرآن) ثم يشير المصنف هنا إلى أن هذا الخبر فيه فائدة هي انه قال امرت به فغسل ولم يقل غسلته وفيه ما يبطل إمامة إسماعيل لان الإمام لا يغسله إلا إمام، ويروى انه حين مات اسماعيل وانتهى ابو عبد الله (عليه السلام) إلى القبر قعد إلى جانب القبر ولم ينزل في القبر وقال: (هكذا صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإبراهيم ولده)، وينقل المصنف بعدها عدة أخبار للإمام الصادق (عليه السلام) عند موت ابنه إسماعيل منها انه جزع لموته وقيل أنه كتب على كفنه (إسماعيل يشهد أن لا إله الا الله)(2686).
اورد المصنف نفس الرواية في كتاب آخر له وكذلك أخرجها بعض المتأخرين في خبر موت اسماعيل(2687) وخير دليل في الرد نفسه الذي يورده المصنف انه الامام الصادق (عليه السلام) امر بغسله ولم يغسله لان المعصوم من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) لا يغسله الا معصوم حتى لا تثبت حجة بانه غسله والواضح أن الإمام الصادق (عليه السلام) يلمح لهم بأنه ليس من المعصومين وهذا ليس طعناً في إسماعيل وإنما كرامة له ان يقف ابيه الصادق (عليه السلام) على غسله وتكفينه ويعوذه بالقرآن وكشف عن وجهه وقبله مرتين قبل أن يكفن ثم بعد أن كفن وامر بفتح الكفن وشاهده من حضر يؤكد ذلك.
وفي خبر عن موت إسماعيل يكفي رداً على هذا كله وما ورد في شأن الحاضرين في موته يذكر ان الإمام الصادق (عليه السلام) دعا بثلاثين رجلاً عند وفاة إسماعيل وفيهم داود بن كثير الرقي(2688) وابو بصير وامر داود بكشف وجه إسماعيل فقال: (تأمله يا داود فأنظره أحي هو أم ميت؟ فقال: بل ميت فجعل يعرض على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال (عليه السلام) اللهم اشهد ثم أمر بغسله وتجهيزه ثم قال: يا مفضل احسر عن وجهه فحسر عن وجهه فقال: احي هو أم ميت انظروه اجمعكم، فقال: بل يا سيدنا ميت، فقال: شهدتم بذلك وتحققتموه؟ قالوا نعم، وقد تعجبوا من فعله، فقال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده، قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، فقال للجماعة: انظروا أحي هو أم ميت؟ فقالوا: بل ميت يا ولي الله، فقال: اللهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللهِ﴾ ثم أومى إلى موسى (عليه السلام) وقال: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ (الصف: 8)، ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد لينا القول فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا اسماعيل ولدك فقال: اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى فقال: هو الحق ومعه ومنه إلى أن يرث الله الارض ومن عليها)(2689).
5 - اعتراض آخر للزيدية وجوابه:
قالوا ان الامامية اختلفت بعد أن مضى الحسن بن علي (عليه السلام) فزعم بعضهم أن ابنه كان عمره سبع سنين ومنهم من قال كان صبياً أو رضيعاً وكيف كان فأنه لا يصلح للإمامة ورئاسة الأمة ومدبر جيوشها والمقاتل والدافع عنهم كونه صبياً ورضيعاً لا يصلح لمثل هذه الامور اذ لا يمكنه ادارة هذه الامور أو غيرها؟ والجواب هنا من المصنف أنهم نسوا كتاب الله ولولا ذلك لم ترمو الامامية بالباطل وقد نسيتم قصة عيسى (عليه السلام) وهو في المهد ﴿قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ﴾ (مريم: 30-31) فلو آمن بنو اسرائيل ثم حزبهم أمر العدو كيف كان يفعل المسيح (عليه السلام) وكذلك القول في يحيى (عليه السلام) وقد أعطاه الله الحكم صبياً فإن جحدوا ذلك فقد جحدوا كتاب الله ومن لم يقدر على دفع خصمه الا بعد أن يجحد كتاب الله فقد وضح بطلانه(2690).
6 - في عدد من اعتراضات للزيدية على نسبه وإمامته:
وشك الزيدية بنسب هذا المولود ويدفعون ان يكون للحسن (عليه السلام) ولد؟ فيقال لهم: (قد شك بنو اسرائيل في المسيح ورموا مريم بما قالوا: ﴿لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا﴾ (مريم: 27) فتكلم المسيح ببراءة أمه (عليه السلام) فقال: ﴿قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ (مريم:30) فعلم أهل العقول أن الله (عزَّ وجلَّ) لا يختار لأداء الرسالة مغمور النسب كذلك الإمام إذا ظهر كان معه من الآيات الباهرة والدلائل الظاهرات ما يعلم بعينه دون الناس هو خلف الحسن بن علي (عليه السلام))، وبعدها ثم يطلبون الدليل بوفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)؟ والجواب عن هذا بان الأخبار في موته كثيرة(2691).
ونضع رداً على الإشكاليين السابقين مع ما وضح من ردود مقارنة لتكلم عيسى (عليه السلام) بوقت مناسب للدفاع أمره وعن والدته أمام بني اسرائيل وهو في المهد وكذلك الإمام (عجّل الله فرجه) وذلك في لحظة تقدم جعفر بالصلاة على أبيه اراد الدفاع عن قضيته وتكلم أمام الحاضرين وله من العمر خمس سنوات حتى أنهم لم يكونوا يعرفوه من قبل ولعلهم نقلوا تلك الحادث في مواطن كثيرة وقال): تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد أربد وجهه وأصفر، فتقدم الصبي وصلى عليه...)(2692)، وفيه اشارات بانه يا جعفر انا ابن أخيك حين قال يا عم امام الحاضرين، وهذا أبي وانا أصلي عليه ليثبت حجته ولا يوجد لديه اخوة، وكذلك فيها اثبات لموت الامام العسكري (عليه السلام).
والراد على كونه صبياً فكيف له بشؤون الحكم أو الامامة فحسب قول المصنف في رده فقد جحدوا القرآن أي انه أن يردوا قول القرآن الكريم في يحيى (عليه السلام) ﴿يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (مريم: 12) وهنا يحيى أي انه أخذ الفهم والعلم والعزم والاقبال على الخير والاجتهاد وهو صغير حدث السن(2693)، وعلى هذا الاساس ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (يكون هذا الأمر في أصغرنا سناً وأجملنا ذكراً ويورثه الله علماً ولا يكله إلى نفسه)(2694)، أما إمامته في صغر سنة فكذلك من آبائه (عليهم السلام) الامام الجواد (عليه السلام) خلف أباه وعمره ثماني سنوات وبقيت امامته سبع عشرة سنة(2695).
ثم ينقل المصنف اعتراض للزيدية بقوله: (ويقول قائلاً منهم: فهلا دلكم تنازع ام الحسن وجعفر في ميراثه أنه لم يكن له ولد؟ لأنا بمثل هذا نعرف من يموت ولا عقب له أن لا يظهر ولده، ويقسم ميراثه بين ورثته)ورداً على هذا الاعتراض يقال بان تدبير الله في أنبيائه ورسله وخلفائه ربما يجرى على ما هو معهود وما هو معتاد وربما يجري خلاف المعتاد فلا يحمل أمرهم في كل الاحوال على العادات كما لا يحمل أمر المسيح (عليه السلام) على العادات(2696)، والمعروف أن المسيح جرى في أمره غير المعتاد كما هو حال البشرية ومنها كما حصل في ولادته فلعل هذا الطرح للتشبيه فيه أن أمر الامام الحجة (عجّل الله فرجه) سيكون خلاف ما هو معهود وما هو معتاد عليه في كثير من اموره وهذا بتدبير الله على وفق المصلحة المبتغاة وفق التخطيط المعد له منها عدم ظهوره علناً للمطالبة بميراثه وذلك للحفاظ عليه من المخاطر المحدقة به.
يقول المفيد عن هذه الجزئية بانه لا ولد له بانها نشأت من إنكار جعفر بأن لا ولد لأخيه ولد في حياته واستحواذه على التركة بدعوى استحقاقها بميراثه حتى جرى ما جرى من حبس الجواري ليتأكد هل بقي ولد أخيه يقول: (هذه ليست شبهة يعتمدها عاقل في ذلك فضلاً عن حجة، لاتفاق الأمة على أن جعفراً لم تكن له عصمة الأنبياء فيمتنع عليه لذلك إنكار حق ودعوى باطل بل كان من جملة الرعية التي يجوز عليها الزلل ويعتريها السهو ويقع منها الغلط ولا يؤمن منها تعمد باطل ويتوقع منها ضلال)(2697)، اي ان التشبيه هنا بإنكار هذا المولود هو ومن يقول بهذه الشبهة فحاله كحال جعفر فهو أساس من قال بها ونطقت منه وشيعها طمعاً في الميراث.
وفي رد آخر للشيخ المفيد حول الوصية والنص على الإمام بعد الحسن العسكري (عليه السلام) وذلك من خلال الوصية التي عهد بها الامام العسكري (عليه السلام) إلى والدته بأمور الوقف وصدقاته وانه لم يذكر بها الامام بعده واسند النظر فيها إلى والدته دون غيرها فهذا ليس بشيء يعتمد انكار ولد له قائم من بعده وذلك لغرضه من قبل هذا بإخفاء ولادته وستر حاله ومع اضطراره إلى شهادة بعض خواص الدولة العباسية على الوصية وغيرهم من الشهود وحتى اثبتت وصيته عند قاضي الزمان فيكون ذلك لغرض ابعاد انظارهم عنه وعدم التنبه عليه والابتعاد في الاجتهاد بطلبه وجعل اعتقادهم بعدم وجوده وقد اشتبه الامر حتى ظن البعض انه دليل على بطلان مقالة الامامية في وجود ولد للحسن (عليه السلام) مستور عن الجمهور فهذا الظن بعيداً عن الفطنة والفهم بعيداً عن تصور حال العقلاء وتدبيرهم في المصالح وما يعتمدونه في ذلك(2698).
ويقول الزيدية: (فإن جاز له أن يشك في هذا لم لا يجوز أن نشك في كل من يموت ولا عقب له ظاهر)؟ والجواب على هذا بأنا لا نشك في أن للحسن العسكري (عليه السلام) ولد وذلك بشهادة من أثبت وشهد بأن له ولداً من الفضلاء والشيعة الأخيار(2699)، والشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة المنكر ومثالاً على هذا هو قصة موسى (عليه السلام) لان الله أراد أن ينجي بني اسرائيل من العبودية ويصير دينه على يديه أوحى إلى امه: ﴿فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (القصص: 7) فلو أن أباه عمران مات في ذلك الوقت فان الحكم في ميراثه كالحكم في ميراث الحسن (عليه السلام) ولم يكن هذا دلالة على نفي الولد، وخفي على مخالفينا فقالوا أن موسى ليس حجة في ذلك الوقت وقالوا أن الامام عندنا حجة ونحن إنما شبهنا ولادة موسى وغيبته بولادة الامام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيبته وكذلك غيبة يوسف (عليه السلام) لم يقف على خبره أبوه مع قرب المسافة بينهما لولا تدبير الله ودخول اخوته عليه فعرفهم وهم له منكرون، وكذلك شبهنا أمر حياته بأصحاب الكهف لبثوا ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً وهم أحياء(2700).
والأخبار في هذا الباب كثيرة وردت في طيات البحث مسبقاً بالنص على ولادته وإمامته وأسباب خفاء مولده وطول عمره كما هو وارد في التاريخ وليس بغريب، ويعلق المفيد على شبهة مماثلة يقول: (وقد أجمع علماء من الملل على ما كان ستر ولادة ابراهيم الخليل (عليه السلام) ذلك بتدبير ابيه وامه في إخفاء أمره عن ملك زمانه لخوفهم عليه منه وبستر ولادة موسى بن عمران (عليه السلام) وبمجيء القرآن بشرح ذلك على البيان والخبر ان امه ألقته في اليم...فما الذي ينكر خصوم الامامية من قولهم ستر الحسن (عليه السلام) ولادة ابنه المهدي عن أهله وبني عمه وغيرهم من الناس واسباب ذلك أظهر من أسباب ستر من عددناه وسميناه... والخبر بصحة ولد الحسن (عليه السلام) قد ثبت بأوكد ما تثبت به أنساب الجمهور من الناس إذا كان النسب يثبت بقول قابلة ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهن بحضور ولادة النساء وتولي معاونتهن عليه وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون سواه وبشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه، وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الديانة والفضل والورع والزهد والعبادة والفقه عن الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه اعترف بولده المهدي (عجّل الله فرجه) وآذنهم بوجوده ونص لهم على إمامته من بعده وبمشاهدة بعضهم له طفلاً وبعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً وإخراجهم إلى الشيعة بعد أبيه الأوامر والنواهي والأجوبة عن المسائل وتسليمهم له حقوق الأئمة من أصحابه)(2701).
ثم يقول المصنف فان قالوا بعدم صحة ما طرحنا وان هذه أمور لا دليل على صحتها معهم؟ والجواب عن هذا في الأخبار ما اسند عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)، فأن قيل كيف التمسك به ولا نهتدي لمكانه ولا يصله أحد؟ حينها يقال لهم أن نتمسك بالإقرار بإمامته وبالنجباء القائلين بإمامته والمثبتين لولادته وولايته المصدقين في النص عليه وباسمه ونسبه من أبرار الشيعة العالمين بالكتاب والسنة لما صح وروده عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) وقد دلت الدلائل على طاعة هولا الأئمة الأحد عشر (عليهم السلام) الذين مضوا ووجب القعود معهم ان قعدوا والنهوض معهم ان نهضوا والاستماع منهم ان نطقوا وعلينا أن نفعل كل ما دلت عليه الدلائل(2702).
والرد واضح مما يورده المصنف بانه يقول واجب الالتزام بما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) وما قالوا بحقه وإمامته وبحسب الاعتقاد ان هذا الرد وجه للزيدية كونهم يعتقدون بإمامة من مضى من آبائه فيحتج عليهم بانهم واجب الالتزام بما قالوه كونهم مفترضي الطاعة على من يقول بإمامتهم وكون اعتراضاتهم هنا هي رد على ما أخبر به الأئمة (عليهم السلام) فالواجب التسليم والطاعة لهم وقد بينوا للناس أمر القائم والغيبة كما بينوا غيرها من الامور وأخذها الناس، ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أبى الله أن يجري الأشياء الا بالأسباب فجعل لكل شيء سببا وجعل لكل سبب شرحاً وجعل لكل شرح مفتاحاً وجعل لكل مفتاح علماً وجعل لكل علم باباً ناطقاً ومن عرفه عرف الله ومن انكره أنكر الله ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونحن)(2703)، فالواجب طاعتهم بكل ما أخبروا به ومنها القضية المهدوية والغيبة والابتعاد عن التشكيك بما صح وروده عنهم كأن يؤخذ بعض كلامهم ويترك بعضه وهنا القائل بهذا كالمشكك بعصمة الأئمة (عليهم السلام).
7 - اعتراض آخر للزيدية ورده:
يعترض الزيدية هنا معتمدين قول الواقفة بأنهم يعارضون الامامية في موت موسى بن جعفر (عليه السلام) ويقولون انكم قلتم هذا بالعرف والمشاهدة وقد أخبر الله في شأن عيسى (عليه السلام) ﴿وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ﴾ (النساء: 157) وقد راه القوم بحكم المشاهدة وانهم رأوه مصلوباً فليس هذا بمنكر مثل سائر الأئمة قال بعض الناس بغيبتهم؟ والجواب عن هذا بأن ليس الأئمة (عليهم السلام) في هذا كسبيل عيسى (عليه السلام) حيث ادعت اليهود قتله وكذبهم الله في ذكره بقوله: ﴿وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ﴾(2704) وأئمتنا (عليهم السلام) لم يرد في شأنهم أنهم شبهوا وإنما ذلك من قول الغلاة وقد أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (إنه ستخضب هذه من هذا) وأخبر كذلك بقتل الحسنين (عليهما السلام) وأخبر بمن بعدهما من الأئمة إلى الحسن العسكري (عليه السلام) فالمخبرون بموت الأئمة (عليهم السلام) هم النبي والأئمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد والمخبرون بقتل عيسى هم اليهود فالكذب على المخبرين بموتهم غير جائز لانهم معصومون وهو على اليهود جائز(2705).
الرد المطروح اعلاه فيه حجة قوية أي أن من قال أن عيسى (عليه السلام) قتل وصلب هم اليهود وصدقتم هذا وتحتجون به بالرغم من كون قضية عيسى (عليه السلام) في ثوابت الإسلام انه رفعه الله والزيدية أو الواقفة باحتجاجهم هذا كأنهم لا يعلمون بهذا الأمر أو لا يعترفون به أو فسروه برأيهم به وأما موت الأئمة (عليهم السلام) وفي بعضها كما يحتج المصنف أنه أخبر بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصح عندهم والدليل أيضاً أن الأئمة كل واحد منهم ينص على الذي بعده فأمر الزيدية في طرح احتجاجاتهم فيه نوع من الإرباك من باب أنهم يعترفون ببعض الأئمة ومن باب يحتجون بقول غيرهم من الفرق وان صح القول بان الاحتجاجات هذه تنسب لهم فهذا ينم عن جهلهم بالأمر كله وافتقار حجتهم أما قول الواقفة الذي يحتج به الزيدية في وفاة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) فقد ثبت بالتواتر في أخبار وفاته واثبت بعضه في قول الواقفة مسبقاً.
ويضع الشريف المرتضى رداً على قول تلك الفرق السابقة القائلة في الغيبة في غير محلها حيث يسميها الفرق الشيعية البائدة بعد أن يثبت الأصل في امامة صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) والقول بغيبته منها الرد على الكيسانية القائلة بإمامة محمد بن الحنفية وانه صاحب الزمان والناووسية القائلين بان الامام الصادق (عليه السلام) انه هو المهدي ثم الواقفة القائلين بان المهدي المنتظر هو موسى ابن جعفر (عليهما السلام) [ويمكن أن نضع معها الزيدية كونها تحتج بمقالة تلك الفرق] يقول: (لان العلم بموت ابن الحنفية كالعلم بموت ابيه واخوته (عليهم السلام) وكذلك العلم بوفاة الصادق (عليه السلام) كالعلم بوفاة من توفى من آبائه وأجداده وأبنائه (عليهم السلام) فصارت مواقفهم في صفات الإمام غير نافعة...)(2706).
وللطوسي تعليقاً عاماً على كل الفرق المشككة هنا بما يشابه الإشكالات المطروحة عند الصدوق بعد أن يذكر عدة روايات بما قيل بأنها في غيره أو الأخبار الواقفة على أحد غيره ويطرح استدلالات كثيرة يقول في نهايتها: (فقولهم يفسد بما دللنا عليه أن الأئمة (عليهم السلام) اثنا عشر فهذا القول يجب إطراحه(2707) على أن هذه الفرق كلها قد انقرضت بحمد الله ولم يبقَ قائل يقول بقولها وذلك بطلان هذه الأقاويل)(2708).
المبحث الثالث: شبهات واعتراضات عامة لبعض المخالفين والرد عليها:
يعد هذا المبحث تتمة لموضوع الإشكالات المطروحة حول الغيبة في المبحث السابق الا أنه لا تعني أراء فرقة معينة إنما هو ما نقله المصنف من إشكالات واعتراضات عامة للمخالفين لقضية الغيبة بصورة عامة أو على صاحب الغيبة (عجّل الله فرجه) وقد وضع المصنف اغلب هذه الإشكالات المطروحة هنا تحت عناوين عامة لم ينسبها إلى شخصيات معينة أو إلى من قال أو طرح هذا الإشكال بعينه بل يطرحها كمحل إشكال عام ولعل تلك الشبهات والاعتراضات كانت متداولة بين بعض الناس في زمان المصنف اي يتبنى هذه الآراء عدة أشخاص أو فئة معينة من الناس وليس هناك شخص واحد مثلاً يقول رد إشكال أو جواب على اعتراض وقد وضعنا عناوين فقراتها كما وردت في أصل الكتاب، والبعض الآخر منها ينسبها إلى الذين طرحوها ويذكر معهم من رد على هذه الشبهات والاعتراضات الواردة مع طرح الآراء التي تنقضها وقد ذكرها المصنف في الكتاب بنصوص مطولة اختصرنا على أصل تلك النصوص ونقلناها هنا بالمفهوم العام لها من دون إخلال بالمعنى المراد منها، ووضعنا بعض الردود المناسبة على بعضها في إشكالات مشابهة لها من مصادر اخرى واغلب هذه الإشكالات والشبهات المذكورة في الكتاب لم يتعرض لها أحد للمناقشة أو التحليل والشرح لذا وضعنا الكثير من الآراء حولها:
1 - رد إشكال:
يطرح المصنف إشكال وارد في حينه لم يذكر مصدر الإشكال أو ممن طرح قيل فيه: (ما أنكرتم إذ قد ثبت لكم ما ادعيتم من الغيبة كغيبة موسى ومن حل محله من الأئمة الذين وقعت بهم الغيبة أن تكون حجة موسى لم تلزم أحداً إلا من بعد أن أظهر دعوته ودل على نفسه وكذلك لا تلزم حجة إمامكم هذا لخفاء مكانه وشخصه حتى يظهر ويدل على نفسه كذلك فحينئذٍ تلزم حجته وتجب طاعته وما بقي فلا تلزم حجته ولا تجب طاعته)(2709).
ويرد الصدوق على هذا الإشكال بأن الخصوم أو أصحاب هذا الإشكال قد أغفلوا السبب في استتار حجج الله أو ظهورهم كما أخبرنا بذلك في كتابه العزيز عن قصة موسى (عليه السلام) أنه كان له شيعة عارفون به ومنتظرون له قبل إظهار دعوته كما في قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ (القصص: 15)، أي انه كان هناك من ينتظره قبل إظهار نبوته يعرفونه ويعرفهم بموالاته من دون معرف شخصه بعينه، وكذلك حال نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان هناك أقوام يعرفونه قبل نبوته وحتى قبل ولادته وقبل ظهور دعوته منهم سلمان (رضي الله عنه) وعبد المطلب وابو طالب وبحيري الراهب وغيرهم كثير، وصاحب زماننا (عجّل الله فرجه) حفظ أولياؤه المؤمنون وأهل المعرفة وقته وزمان ولادته ونسبه وشواهد أيامه وعلاماته وهم على يقين بأمره حين غيبته من دون رؤيته واغفل ذلك أهل الجحود والإنكار(2710).
هنا ممكن القول لهذا الذي يطرح هذا الإشكال كيف يضمن أنه يبقى حياً حتى يظهر الإمام الغائب حينها تصح لك طاعته اي انك تعترف بحقه ان ظهر وان لم يظهر لا طاعة لك له عليك هذا كلام متناقض في طرح الإشكال وهل تعتبرها وصية والى من توصي ايها المعترض، بأنه إن ظهر أطيعوه وأنت ما موقفك ان ظهر وقد أطاعه من أخذ بكلامك وانت لا تعترف بالأمر إذن إشكال باطل ومتناقض فلابد من وجود من ينتظر ظهوره ويطيعه كما كان لموسى (عليه السلام) كان هناك من ينتظر ظهوره دون أن يراه أو يعرف شخصه حسب ما رد بذلك الشيخ الصدوق وبما ورد عن الأئمة (عليهم السلام)، وتنزلاً مع الاشكال المطروح فان سبب الغيبة وضِحت أهدافه مسبقاً وكذلك وجوده وقد شاهده عدة أشخاص على مختلف الأزمنة وحدثوا بقصص لقاءاتهم به والتي افرد لها في الاطروحة مبحثاً(2711)، كاملاً ونقلتها عدة مصادر اشير لها في نفس المبحث كلها تدل على وجوده مع الحفاظ على عنوان الغيبة العام مع تلك المشاهدات واللقاءات من دون الإخلال بالتخطيط العام المعد لحمايته وخفائه.
وكذلك يمكن القول أن هناك من يعرف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) باطلاعه على الآثار والأخبار الواردة من جهة جده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآبائه (عليهم السلام) وتتبع تلك الآثار وعرف منها إمامه حتى أن كثيراً منها بشرت به قبل أن يولد وعرف بذلك الكثير من أصحاب الأئمة والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها ما ينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) بما حدث به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الامام علي (عليه السلام) قال: (... ألا ابشرك؟ ألا اخبرك يا علي؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل (عليه السلام) عندي آنفاً وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً من ذريتك من ولد الحسين)(2712)، وغيرها كثير من الأحاديث التي نصت عليه، أما هذا المشكل هنا ان أراد أن يعرف إمامه حقاً وليس لغرض التشكيك والطعن يكفي رداً قول الامام الصادق (عليه السلام): (اِعرف إمامك فإنك إن عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر...)(2713)، وهذا المعترض يسأل عن أمر وغير مدرك بأنه أ سيدركه ام لا.
2 - جواب على اعتراض:
في فقرة يضعها المصنف في اعتراض يرد عليه في الغيبة يقول: (وقد يعترض معترض... بأن يقول: ما بال الغيبة وقعت بصاحب زمانكم هذا دون من تقدم من آبائه الأئمة بزعمكم وقد نجد شيعة آل محمد (عليهم السلام) في زماننا هذا أحسن حالاً وأرغد عيشاً منهم في زمن بني أُمية إذ كانوا في ذلك الزمان مطالبين بالبراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى غير ذلك من أحوال القتل والتشريد وهم في هذا الحال وادعون سالمون وقد كثرت شيعتهم وتوافرت أنصارهم وظهرت كلمتهم بموالاة أكابر أهـل الدولة لهم وذوي السلطان والنجدة منهم)(2714).
ويرد المصنف هنا بأنه كذلك أهل الغفلة والتكذيب جهلوا حكمة الله وتدبيره في الاستتار والظهور بحسب الإمكان لأهل الإيمان حتى وان كان الحال في عصور الأئمة السابقين أصعب ولم تكن بهم غيبة الا أنهم أسروا وأخبروا شيعتهم بان صاحب السيف هو الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) وعرف هذا بين مواليهم وعند أعدائهم ولا يقوم حتى تسمع الصحية من السماء باسمه واسم أبيه وينتشر الأمر بين أنصار آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولو كان في هذا الزمان ظاهراً موجوداً ومعروفاً لدى شيعته قبل وقت الظهور المراد له فمن المحتمل أن يذاع أمره من شيعته بحسن ظن ووصل الأمر إلى مخالفيهم وممكن أن يكون ذلك في أوقات الجدال بالدلالة على شخصه ومكانه من دون قصد كما حصل مع هشام بن الحكم حين ناظر احد الشاميين بحضرة الصادق (عليه السلام) وسئل عن هذا الذي يصفه ويمتدحه من هو فأشار بيده إلى الامام الصادق (عليه السلام)، وكذلك فرعون حين قتل أولاد بني اسرائيل لما ذاع منهم بأن موسى (عليه السلام) يخرج من بينهم، وكذلك ما فعل النمرود حين علم بولادة إبراهيم (عجّل الله فرجه) وعلمه بان هلاك مملكته على يديه، وايضاً ما حصل مع جواري الحسن العسكري (عليه السلام) بعد وفاته وحبست جواريه حتى يضعن حملهن، لذا أخفى الله موسى وإبراهيم (عليهم السلام) حتى بلوغ غاية مدة الاستتار والظهور، وكذلك وقعت الغيبة في إمامنا (عجّل الله فرجه) فأستتر شخصه وظلوا عن معرفة مكانه أو شخصه من ولادته حتى غيبته(2715).
والمعروف في سبب الغيبة هو بسبب الظالمين اذ يقول المرتضى: (أما سبب الغيبة فهو اخافة الظالمين له (عليه السلام) وقبضهم يده عن التصرف فيما جعل اليه التصرف والتدبير له لان الامام إنما ينتفع به إذا كان ممكناً مطاعاً مخلى بينه وبين أغراضه ليقوم الجناة ويحارب البغاة ويقيم الحدود ويسد الثغور وينصف المظلوم من الظالم وكل هذا لا يتم الا مع التمكين فإذا حيل بينه وبين مراده سقط عنه فرض القيام بالإمامة فإذا خاف على نفسه وجبت غيبته ولزم استتاره)(2716)، ويمكن إضافة دليل على هذا ان آباؤه (عليهم السلام) جميعهم قتلوا وذلك بسبب تخوف السلطات من تحركاتهم لعلمهم بإمكانيتهم اذا حصل لهم التمكين لذا كون دور الغيبة والإعداد لنشر دولة العدل على يد الثاني عشر منهم (عجّل الله فرجه) فوجبت غيبته.
ومن باب آخر بأن الغيبة وقعت به ولم تقع لأحد من آبائه ومع الأسباب المطروحة فهناك سبب آخر: (أن من سلف من آبائه (عليهم السلام) يأمن مع ظهوره وأن هو لم يظهر لم يأمن على دمه وأنه متى قتل أحد من آبائه (عليهم السلام) عند ظهوره لم تمنع الحكمة من إقامة خليفة يقوم مقامه وأن ابن الحسن (عليه السلام) لو يظهر لسفك القوم دمه ولم تقض الحكمة التخلية بينهم وبينه ولو كان في المعلوم للحق صلاحٌ لإقامة إمام من بعده لكفى في الحجة...)(2717)، أي ان الغيبة واجبة في الحفاظ على آخر الحجج وان كان في الوصية والنص من يكون بعده لوجب ظهوره وإلّا فأنه لا يأمن على دمه.
3 - جواب على اعتراض آخر:
(ومما سأل عنه جهال المعاندين للحق أن قالوا: أخبرونا عن الإمام في هذا الوقت يدعي الإمامة أم لا يدعيها ونحن نصير إليه فنسأله عن معالم الدين فإن كان يجيبنا ويدعي الإمامة علمنا أنه الإمام وإن كان لا يدعي الإمامة ولا يجيبنا إذا صرنا إليه فهو ليس بإمام سواء)(2718).
والرد من المصنف بانه دل على أمام زماننا الصادق الذي قبله أي ان أباه أشار بإمامته وكفاه مؤونة الادعاء فلا يدعيها لنفسه إلّا أنه يقول للتذكير والتأكيد ومثالاً على ذلك نص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الإمام علي (عليه السلام) واستغنائه عن الادعاء لنفسه أما ما تسألون عن معالم الدين لو جئتم مسترشدين ومقرين بإمامته لعرفكم وعلمكم [ ولعل وهذا فرض بحسب السؤال لو كان ظاهراً لهم] وان جئتم لغرض أن تذيعوا أمره لم يجبكم لأنه يخاف على نفسه منكم، ومثالها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باستتاره في الغار ان قلتم كان متوقياً كذلك الإمام (عجّل الله فرجه) متوقياً في هذا الوقت وان قلتم ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد ظهر بعد ذلك ودعا لنفسه قلنا انه كان نبياً قبل ان يخرج من الغار ويظهر من الغار ولم ينقص ذلك نبوته وكذلك الإمام يكون إماماً وان كان يستتر أو ظهر وأصحاب الإمام كذلك كأصحاب النبي حين لم يدلوا المشركين عليه أو هم أصلاً لا يعلمون بمكانه وان كانوا يعلمون الا أنهم أنكروا معرفة مكانه عند المشركين لدفعهم القتل عن نفس النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكذلك مثلاً لو أن مسلماً أنكر إسلامه عند جماعه يقتلون المسلمين هذا لا يخرجه من الإسلام إذن الإمام وان جحد إمامته ممن يخاف على نفسه لم يخرجه ذلك من الإمامة(2719).
في رد للمرتضى على من يتكلم عن الغيبة وهو لا يقر بالإمامة أصلاً كما هو محل الإشكال هنا ورد الوارد عن الصدوق يقول المرتضى: (الا كان السائل بالخيار بين أن يتكلم في إمامة ابن الحسن (عليهما السلام) ليعرف صحتها من فسادها وبين أن يتكلم في سبب الغيبة فإذا بان أنه لا سبب صحيحاً لها انكشف بذلك بطلان امامته قلنا لا خيار في مثل ذلك لان الشك في إمامة ابن الحسن (عليهما السلام) يجب أن يكون الكلام معه في نفس إمامته والتشاغل في جوابه بالدلالة عليها ولا يجوز مع هذا الشك وقبل ثبوت هذه الإمامة أن يتكلم في سبب الغيبة، لان الكلام في الفروع لا يسوغ الا بعد احكام الاصول)(2720)، أي انه كيف يمكن الرد على من يشكل في أصل الإمامة وتعريفه بالغيبة وسببها قبل أن تكون له قناعة بإمامة الأئمة أو إمامة الثاني عشر (عليهم السلام).
ويرد المرتضى على اشكالية مشابهة في أمر الاستتار وذلك عند الحديث عن الفرق بن استتار النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الغار من عدم وجوده وهل يوجد فرق، فليس لهم أن يفرقوا بين الأمرين بأن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما استتر من كل أحد وانما استتر من أعدائه وكذلك إمام الزمان (عجّل الله فرجه) مستتر من الجميع، وذلك أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما استتر في الغار كان مستتراً من أوليائه وأعدائه وقد يجوز عندنا وعندكم أن يستتر بحيث لا يكون معه أحد من ولي ولا عدو إذا اقتضت المصلحة ذلك وإذا رضوا لأنفسهم بهذا الفرق قلنا مثله في حال الامام الحجة (عجّل الله فرجه) لأنا قد بينا أن الإمام يجوز أن يلقاه في حال الغيبة جماعة من أوليائه وأن ذلك مما لا يقطع بالقول على فقده(2721).
ويكمل الصدوق حديثه ويقول: (فإن قالوا: فإذا جوزتم للإمام أن يجحد إمامته أعداءه عند الخوف فهل يجوز للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يجحد نبوته عند الخوف من أعدائه؟ قيل لهم: قد فرق قوم من أهل الحق بين النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين الإمام بأن قالوا: إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الداعي إلى رسالته والمبين للناس ذلك بنفسه فإذا جحد ذلك وأنكره للتقية بطلت الحجة ولم يكن يبين عنه والإمام قد قام له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بحجته وأبان أمره فإذا سكت أو جحد كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد كفاه ذلك)...، وإن حكم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحكم الإمام سيان في التقية إذا كان قد صدع بأمر الله (عزَّ وجلَّ) وبلغ رسالته وأقام المعجزات فأما قبل ذلك فلا وقد محا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اسمه من الصحيفة في صلح الحديبية(2722) حين أنكره البعض فقال لعلي (عليه السلام): (إمحه وأكتب(2723): هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله) فلم يضر ذلك نبوته، وكذلك قد قبل الله عذر عمّار حين حمله المشركون على سب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأرادوا قتله فسبه فلما رجع إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال): قد أفلح الوجه يا عمار، قال ما أفلح وقد سببتك يا رسول الله، فقال: (عليه السلام): أليس قلبك مطمئناً بالإيمان؟ قال بلى يا رسول الله(2724)، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ﴾ (النحل: 106)(2725) لذا جاز للإمام أن يجحد إمامته ويستر أمره جاز أن يستر شخصه متى أوجبت الحكمة غيبته وإذا جاز أن يغيب يوماً لعله موجبة جاز سنة وإذا جاز سنة جاز مائة سنة وإذا جاز مائة سنة جاز أكثر من ذلك إلى الوقت الذي توجب الحكمة ظهوره كما أوجبت غيبته وهذا كله بعهد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم بعهد معهود إليه مني حتى يقول الناس: ما لله في آل محمد حاجه ويشك آخرون في ولادته...)(2726).
ولإثبات مصادر الأحاديث السابقة التي ذكرها الصدوق، فقد ذكر صلح الحديبية في عدد من كتب الحديث وذكرت بعبارة: (هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله)(2727)، واخرج الحديث القائل بغيبة القائم (عجّل الله فرجه) بعهد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عدد من المتأخرين نقلاً عن الصدوق والذي انفرد بذكره(2728)، وقيل أن الحديث أعلاه مروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما ورد ذلك في بعص المصادر(2729)، وحديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع عمار (رضي الله عنها) انفرد الصدوق بذكره بتلك الصيغة، الا أنه ورد بمعاني وألفاظ مقاربة في مصادر العامة وفيه: (كيف تجد قلبك؟ قال مطمأن بالإيمان، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إن عادوا فعد)(2730).
والرد على الاحتجاج واضح التعبير والتشبيه لتقريب الفكرة حيث يقول لهم أن تغيير الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العبارة من رسول الله إلى ذكر اسمه فقط محمد بن عبد الله هذا ليس مثبتاً بانه ينفي نبوته وهو اعلم بما يفعل اذ كان الهدف منها هو إتمام الصلح وابقاء اصحابه في سلامة عن القتال وحفاظاً على وصولهم إلى بيت الله الحرام بأمان، وكذلك عمار انه أكره على ما فعل ولكن قلبه لا يحب تلك الفعلة وهو مطمئن بإيمانه وما حصل له من باب التقية من سطوة المشركين حينها إذ لم يضر مع إيمانه ما نطق به، وكذلك الإمام (عجّل الله فرجه) كما اتضح في الروايات وأجيز له بالغيبة والاستتار خشية من أعدائه ولعله محب أن يكون بين مواليه وأحبائه لكن اسباب الغيبة لعلها لم تزل وليومنا الحالي وان طالت غيبته أو قصرت ذلك لا ينفي إمامته وبما أورد المصنف محتجاً بالحديث: (والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم بعهد معهود إليه مني) أي أن غيبته بأمر رباني معهود إليه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمره أمر الله: ﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى﴾ (النجم: 3).
لذا الواجب التصديق فاستتاره وظهوره هو بعهد وليس تنزلاً عن رغبات المشككين وفق شروط وعلامات وضعت لذلك فكما كانت حكمة استتاره اوجبت غيبته كذلك لظهوره حكمة توجب خروجه وظهوره وهذه الادعاءات عندهم لا تعني إنكار غيبته أو امامته كما أنكر المشركون على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يكتب في الصلح رسول الله ويكتب اسمه بدلاً عنها فاعتراضهم لا يعني نفي نبوته أو إنكارها.
وعناد المعاندين لا يكفيهم أي حجة تدعوهم للقناعة فكل قوم يكذب ما نقل صاحبه ومعرفتنا بمحمد وآله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هي تصديق قولهم وبما نقل عنهم وبما أخبروا به بالغيبة فواجب المؤمن التصديق بهم هي معرفة الله ويكفينا في هذا قولاً هو ما روي عن أبي حمزة قال: (قال لي أبو جعفر (عليه السلام) إنما يعبد الله من يعرف الله فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله (عزَّ وجلَّ) وتصديق رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وموالاة علي (عليه السلام) والإتمام به وبأئمة الهدى (عليهم السلام) والبراءة إلى الله (عزَّ وجلَّ) من عدوهم هكذا يعرف الله)(2731).
يعلق أحد الباحثين على حكمة الظهور أو الغيبة والاسباب المتعلق وكيف للإمام (عجّل الله فرجه) يعلم بحكمتها ووقتها وعلاماتها أكثر من غيره فيقول: (والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حيث يعلم الشرائط والأسباب مكلف على الأقل بحماية تلك الأسباب عن التخلف والانحراف لئلا يتأخر تأثرها أو ينخفض عما هو المطلوب إنتاجها...)(2732)، اي انه ملتزم بعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وليس بحسب ما تدعوه أهواء المشككين الذين هم مشككون بأصل الإمامة وليس الغيبة.
4 - اعتراضات ابن بشار ابو الحسن علي بن احمد(2733) وإجابات ابن قبة الرازي:
هنا ينقل المصنف اعتراضات لشخص يدعى ابن بشار بان مجمل ما طرحه هو ينكر ما قيل في الغيبة أو وجود هذا الإمام ويصفه بان هذا كله مجرد ادِّعاء وان أصحابه أسرفوا في الادعاء وانه يسلم لهذه الدعوى ويقر على نفسه بالإبطال إن أثبتوا دعواهم وان قدروا على ذلك أبطلوا دعوانا وان عجزوا وضح ما يقول من زيادة عجزهم في إثبات ذلك وتعلقوا بعدم أي لا وجود لهذا الذي تتدعون ووصفهم بالأبدية أي لا مرجع لهم ثم ينكر من يقول بإمامة جعفر عم الامام المهدي (عجّل الله فرجه) ويستغرب من ذلك، وفي نفس الوقت يعترف بأنه لابد من وجود إمام قائم من أهل هذا البيت تجب به حجة الله ويختم قوله: (كنا واياكم قد اجمعنا على انه لا يخلوا احد بيوت هذه الدار من سراج زاهر) وملخص إشكال ابن بشار انه يبحث عن الدليل على وجود الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وغيبته لأنه لم تتولد عنده قناعه بالأمر اي بالعادة يجدون احد من أهل هذه الدار حاضراً بشخصه وليس غائباً الا انه يبحث عن إثبات الغيبة وإمامة الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) وكذلك ويبحث عن صحة من يقول بأنها لعمه جعفر أخ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(2734).
في رد طويل يطرحه المصنف بما قاله ابن قبة الرازي بما يقارب التسع صفحات نأخذ مجمله والرد على بعضها وبعض هذه الإشكالات تنفيها الاحاديث والروايات الواردة في فصول البحث فلا حاجة للتكرار وسنطرحها باختصار ثم نعلق عليها، ومفهوم هذه الردود بصورة عامة المطروحة عن ابن قبة بمضمونها بانه لا يثبت القول في الإمام الحجة وغيبته (عجّل الله فرجه) بالادعاء وان دعوة ابن بشار خالية من البرهان فيضعها ابن قبة في استفهامات ويرد عليها، منها قول ابن بشار ومن يقول بقوله أين ذلك الإمام دلونا عليه؟ جوابه كيف تحبون أن ندلكم عليه هل نأمره أن يأتيكم ويعرض نفسه عليكم أو نبني له داراً ونحوله لكم ليعلم أهل المشرق والمغرب ذلك وان هذا لا نقدر عليه ولا هو واجب عليه، وان قلتم من اي وجه تلزمنا حجته وتجب علينا طاعته؟ هنا يقول الرازي بانا نقر لابد من رجل ولد أبي الحسن العسكري (عليه السلام) تجب حجة الله به هو بأننا لا نتكلم في فرع لم يثبت أصله وهذا الرجل الذي تجحدون وجوده وأنه يثبت له الحق بعد أبيه والذي لا تختلفون معنا في أبيه وصحة أمره فلا داعي للنظر في ذلك لإقراركم بأبيه وان بطل الحق لأبيه إلى ما تقولون أبطل قولنا فبما اتفق على صحة أمر ابيه فانه لابد لرجل من ولده وأكثر الأخبار معروفه والمنقولة في ذلك عن الأئمة (عليهم السلام) أنها للحسن وابنه من بعده (عليهما السلام)(2735).
أمّا ما ورد من أخبار في جعفر فإنها يسيرة قليلة وموقعها موقع شبهة لا حجة وحجج الله لا تثبت بالشبهات وقد رأت أقوام في جعفر ما اختلف في امامته منها قالت بعد اخوه محمد ومنها بعد أخوه الحسن العسكري (عليه السلام) وقوم قالوا بعد أبيه والأخبار لا تتجاوز ذلك لكن ما سلف الاخبار من أسلافنا وأسلافهم ما يدل على إمامة الحسن (عليه السلام) منها عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع القائم) وهذه ما توجب إمامة الحسن (عليه السلام) وابنه ولم يثبت لجعفر أي حجة في أيام الحسن على من شاهده والإمام ثابت الحجة على من رآه ومن لم يره وان الإمام لا يقوم مقامه إلا إمام(2736).
وللعودة على حجة الغيبة وانها لا تنفي امامته فذلك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثابت الحجة حتى وأن غاب في الغار والإمام ثابت الحج وأن كان غائباً حتى وان كان لعلة أخرى فما الفرق فلا ننسى أنه قد ملأ آباؤه (عليه السلام) آذان شيعتهم بأن غيبته تكون وعرفوهم ماذا يفعلون عند غيبته، ثم ما يدل على بطلان الأمر لجعفر لمن يقول بإمامته منها مولاته وتزكيته لفارس بن حاتم(2737)، وقد تبرأ من أبيه وشاع هذا الأمر في الأمصار عند الأولياء والأعداء، وكذلك استعان جعفر بمن استعان في طلب الميراث من ام الحسن (عليه السلام)، وقوله انه بعد أخيه محمد ومحمد مات قبل ابيه فكيف يقيم من يخلفه وأبوه حي وهو الحجة والامام ومتى جرت هذه السنة، ثم يكمل رده على ابن بشار وانا لا نختلف معك بانه لابد من إمام قائم تجب حجته ولا نختلف معكم الا في كيفية غيبته وظهوره وقيامه ثم يعطي أدلة اخرى ويطالب أصحاب جعفر خاصة ما يدل انها لهم دون خصومهم حتى يقبل ذلك وبعدها يوجه نصيحة لابن بشار لإعادة النظر فيما كتب من اعتراض وما قال وان يتأمل فيما ورد عليه من جواب(2738).
ويمكن أن نعلق على الشبهات المطروحة من خلال المفهوم الوارد في الردود بعدة نقاط:
أ - انه ليس من المنطق أن تطلب من شخص أنه يؤمن بإمامة الحجة (عجّل الله فرجه) وبغيبته أن يدلك عليه بشخصه عيناً فهذا غير ممكن قبل الظهور وان كان القصد ان يدلك عليه بأنك تريد معرفة أمره وغيبته وسببها فبحسب قول ابن بشار انه يؤمن لا بد من وجود حجة من هذا البيت اي أنه يؤمن بالأئمة السابقين (عليهم السلام) ويكفيه دليلاً وحجة هذا الكم من الروايات ومع انتفاء امر ابن بشار كونه في عصور سابقة طرح سؤاله هذا الا ان الجواب لمن يشكل حتى في العصر الحالي.
ب - اما ما قيل في جعفر فقد أثبت القول في أمره مسبقاً(2739) وكذلك أنه لا يوجد ما ينص عليه وقد دحضها الرازي بما مضمونه ان اخبار جعفر لا تعد شيئاً يحصى مقابل الروايات التي تنص على الإمام المهدي من جهة آبائه (عليهم السلام) وكذلك يكفي القول في دفع امامة جعفر فكيف بإمام أن يستعين بالسلطة على أهل بيته ومحاولة الاستحواذ على الميراث والوشاية بأسرة أخية واختصامه مع الجدة أمام القاضي فهل من يقال عنه إمام يحتكم بالقوة على أهل بيته وكان المتعلق بجعفر وبالقول بإمامته كانه لا يعلم ما فعل جعفر بعد وفاة أخية وطمعه في الميراث وكذلك تزكيته لرجل من الغلاة وهو فارس بن حاتم وهو ملعون من قبل الإمام الهادي (عليه السلام).
ج - اما غيبته لا تنفي امامته بما اخبر به آبائه (عليهم السلام) وامروا بالصبر على الغيبة والانتظار وهي عكس قوله بالا بدية بان لا مرجع لهم بل ان رواياتهم هي المرجع بعدهم لما دلوا عليه اي انهم وضعوا قواعد لشيعتهم قبل وقوع الغيبة حتى لعلمهم بما سيحصل من تشكيك وان الجهل بالغيبة بحكمة الغيبة وسببها هنا لا يعني نفيها أو نفي امامته: (فان قيل أي فرق بين وجوده غائباً لا يصل اليه أحد ولا ينتفع به بشر وبين عدمه؟ والا جاز أن يعدمه الله تعالى حتى اذا علم أن الرعية تمكنه وتسلم له أوجده الله كما جاز أن يبيحه الاستتار حتى يعلم منهم التمكين له فيظهره...)(2740).
د - وبحسب قول السيد محمد باقر الصدر ويكفينا ثقة تحقيقه بالأمر يقول: (وأكدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك وقد احصي أربعمائة حديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من طرق إخواننا أهل السنة كما احصى مجموع الاخبار الواردة في الإمام المهدي من طرق الشيعة والسنة فكان أكثر من ستة آلاف رواية وهذا رقم احصائي كبير لا يتوفر في كثير من قضايا الإسلام البديهية التي لا يشك فيها مسلم عادة)(2741). وأغلب المصادر التي تشير إلى هذ الأحاديث استخدمت في البحث هنا.
د - وأضف على ذلك دليلاً آخر على وجوده ولعل ابن بشار هذا عاش إلى زمان معين في عصر الغيبة الصغرى ألم يسمع بتوجيه الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ودلائله منذ لحظة وفاة أبيه ومنها وفد القميين الذين شاع خبرهم حينها وكذلك مدة السفارة والنواب الأربعة التي استمرت ما يقارب لسبعين سنة وما يمكن القول أن ابن بشار هذا لا يبحث عن الحقيقة أو يستعلم على وجود الامام بإشكالاته هذه وإنما هو أحد أمرين أما جاهل فلم يسمع بشيء عن الامام الحجة طوال تلك المدة التي عاصرها وثبتت حجتها عند الكثير بالمشاهدة والمكاتبة والسفراء فهذا لا يعقل هذا من جانب، وأما ان ابن بشار جاحد متعمد في طرحه هذا يبث فيه التشكيك لا أكثر.
5 - شبهات من المخالفين ودفعها:
يقول المصنف أن مخالفونا(2742)، قالوا: (عن العادات والمشاهدات تدفع قولكم بالغيبة)؟ ويرد المصنف بقوله: (إن البراهمة تقدر أن تقول مثل ذلك في آيات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتقول للمسلمين: إنكم بأجمعكم لم تشاهدوها فلعلكم قلدتم من لم تجب تقليده أو قبلتم خبراً لم يقطع العذر، ومن أجل هذه المعارضة قالت عامة المعتزلة على ما يحكى عنهم: أنه لم يكن للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غير القرآن فأما من اعترف بصحة الآيات التي هي غير القرآن احتاج إلى أن يطلق الكلام في جواز كونها بوصف الله تعالى بالقدرة عليها ثم في صحة وجود كونها على أمور قد وقفنا عليها وهي غير كثيرة الرواة، فقالت الامامية فارضوا منا بمثل ذلك وهو أن نصحح هذه الأخبار التي تفردنا بنقلها عن أئمتنا بأن تدل على جواز كونها بوصف الله تعالى ذكره بالقدرة عليها وصحة كونها بالأدلة العقلية والكتابية والأخبار المروية المقبولة عند نقلة العامة)(2743).
وبعد ان يحتج المصنف بقول المعتزلة والبراهمة على المخالف لعله هنا الواضح من غرضه ليس الطعن في آيات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإنما لغرض إلقاء الحجة على المخالف هنا على قوله ببطلان الغيبة ثم يدعوه للتدقيق بهذه الأخبار الواردة بشأن الغيبة في والتي تفرد بنقلها الأمامية واثبات صحتها بالأدلة العقلية والكتابية والأخبار المروية المقبولة ولعله أراد أن يقول للمخالف هنا تعال لنثبت الاخبار في الغيبة بدل الجدال فيها كونها منقولة عن الأئمة (عليهم السلام) كما صدقنا بما نقل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم نشاهده ولم نعاينه والتي أنكرها البراهمة ونحن أخذناها بالنقل ولم نشاهدها ولكن نصدقها فلا تكون كالبراهمة في تكذيبهم لهذه الاخبار كونهم يحتجون بانها منقولة فيدعوه بعدم التشبه بمثل مقالتهم على الأنبياء وان الأخبار في الغيبة منقولة وغير مشاهدة أو معاينة.
ثم يقول: (قال الجدلي(2744) فنقول: أنه ليس بإزائنا جماعة تروي عن نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ضد ما نروي مما يبطله ويناقضه أو يدعون أن أولنا ليس كآخرنا)؟ ويرد عليه ويقال له: (ما أنكرت من برهمي قال لك إن العادات والمشاهدات والطبيعيات تمنع أن يتكلم ذراع مسموم مشوي(2745)، وتمنع من انشقاق القمر(2746)، وأنه لو انشق القمر وانفلق لبطل نظام العالم)، واما الرد على قوله الثاني بانه ليس بإزائهم من يدفع قول (أن أولنا ليس كآخرنا) فيرد عليه بأنه (لو شهد هذه الآيات الخلق الكثير لكان حكمه حكم القرآن فقد بان بأن الجدلي مستعمل للمغالطة...)(2747).
الرد على قول الجدلي بحادثة الذراع المسموم يقول له كيف يمكن لك أن تثبت هذا لبرهمي يشكل عليك في ذلك اذ تقول انك لا يوجد ما يضد روايتكم وهذا ينكره البراهمة ويقولون كيف يتكلم هذا الذراع وهو خارج الطبيعة ولعله يريد أن يقول لهذا الجدلي أن هذا أخذته من الروايات المنقولة وانك لم تعش تلك الحادثة أو عصرها، وفي نفس الوقت تنكر الحديث المسند عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا)(2748)، وان أولهم كآخرهم في الفضل وليس في المقام فالنبوة هنا غير الإمامة وتأييداً للقول ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) محدثاً أحد أصحابه عن الأئمة وفضلهم قال: (خلقنا واحداً وعلمنا واحد وفضلنا واحداً وكلنا واحد عند الله (عزَّ وجلَّ)... أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد)(2749)، والجدلي هنا يقلب الحديث ويقول أولنا ليس كآخرنا أي انه ينكر الحديث فبدل أن ينكر هذا الحديث هل اثبت احتجاج البراهمة فكأنما يقول له تنكر ما يحلو لك وتثبت ما يحلو لك من دون حجة وان هذا ليس اعتراضاً من المصنف بنقله لحادثة الذراع بل جعلها محل شاهدها لغرض دحض قول الجدلي واثبات حجة بالغيبة وصاحبها وبأنا عرفناها بالروايات هذا فضلاً عن أن الصدوق صاحب الكتاب عاصر هو وأبوه مدة من عصر الغيبة الصغرى.
بعدها يرد الجدلي بان عدداً لا يحصى من الأتباع في حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى بعد وفاته جماعة لا يحصر عددهم يروون آياته ويحصونها؟ والجواب عليه بان هذا ما تقوله عامة الأمة ولكن رواها نفر يسير فلا تدعي أن لا أحد يدفعها عنك، بعدها يرد الجدلي ويقول الجدلي أن أخبارنا عن آيات نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كالأخبار عن آيات موسى والمسيح (عليهم السلام) وأخبار المجوس والبراهمة عن أيام آبائهم وأسلافهم، فيرد عليه ان البراهمة تزعم أن أسلافهم أمثالاً موجوده ونظائر مشاهدة قبلوه على طريق الإقناع، ثم يشير الجدلي إلى أن هذه الفرقة هناك من يفضلها وهناك جماعات مثل حالها تروي عمن يسندون إليه الخبر، حينها يوجه الرد على الجدلي من قبل المصنف بانه يقول له بأن كتابه يقرأ وحتى لو أطلع عليه من ليس من أهل الصناعة يعلم استعمالك للمغالطة(2750).
والمغالطة واضحة في قول هذا الجدلي بحسب الرد المطروح ضده اذ انه يعود للروايات في أخبار النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكذلك ان رواتها اقل ممن اطلع عليها اي انه ممكن أن يحتج عليك أحد ويردها عليك بان الذين عاصروا تلك الاحداث هم أكثر ممن رواها ويجعلها هنا الجدلي بانها كما حصل مع من آيات لباقي الأنبياء ولعل المصنف أو الخبر المنقول في الرد يشير للجدلي بان البراهمة وغيرهم يستندون على روايات وأخبار من سلفهم، وهذا الجدلي المعترض والذي يعتمد في حديثه على الأخبار الواردة بحق النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويستخدمها كحجته، والواضح أن هذه الردود التي يطرحها الصدوق بما ورد في شأن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهدف الاستدلال والاقناع أيضاً وكأنما يريد ان يقول له كما تحتج انت ايها الجدلي بأخبار عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، نحن أيضاً نستند على الروايات في شأن الغيبة وهي من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن الأئمة (عليهم السلام) ثم يختم رده عليه بان طرح الجدلي هذا للمغالطة وليس للاستعلام أو للتوصل إلى نتيجة في الأمر المطروح حول الغيبة (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
بعدها يستغرب الجدلي بقوله: (ما كنت أحسب أن امرءاً مسلماً تسمح نفسه بأن يجعل الأخبار عن آيات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عروضاً في غيبة ابن الحسن... (عليهم السلام) ويدعي تكافؤ التواتر فيهما والله المستعان؟ الرد المطروح هنا من المصنف: (إنا قد بينا الوجه الذي من أجله ادعينا التساوي في هذا الباب وعرفناك أن الذي نسميه الخبر المتواتر هو الذي يرويه ثلاثة أنفس فما فوق وأن الاخبار عن آيات الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأصل يرويها العدد القليل والمحنة التي بيننا وبينك أن نرجع إلى أصحاب الحديث فنطلب منهم من روى انشقاق القمر وكلام الذراع المسمومة وما يجانس ذلك من آياته فإن أمكنه أن يروي كل آية من هذه الآيات عن عشرة أنفس من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عاينوا أو شاهدوا فالقول قوله وإلّا فإن الموافق ادعى التكافؤ فيما هما مثلان ونظيران وشبيهان والحمد لله)(2751).
ويمكن أن يكون الرد على هذا الإشكال مع ما طرحه المصنف بان هذا المشكل يستغرب من الاستدلال بما ورد عن آيات الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لغرض محاججته فلو احتج عليك بآيات مشابهة وقصص من غير موارد كأحداث الأمم السابقة أو الأنبياء السابقين لعله لا يصدقها ولكن هنا المصنف يحاججه بأمور معروفة عند المسلمين كون الجدلي مطلعاً على أخبارها والظاهر بعدها من الرد ان اخبار الذراع وانشقاق القمر لم يرويها الكثير من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يتجاوزوا العشرة أو لشدة معرفة الصدوق بالخبر يقول له الخبر المتواتر يرويه ثلاثة أنفس وكأنما يريد أن يقول للجدلي أن هذه الأخبار لم يرويها حتى ثلاثة كما أتضح في خبر الذراع ان المصادر لم تروهِ عن أي أحد من الصحابة بل خبر عام، ثم انه يقول له نرجع إلى أصحاب الحديث في ذلك وهم يحكمون به لعلمه بضعف هذه الأخبار والصدوق هنا غير معترض على تلك الأخبار اذا لم يتضح ذلك في كلامه وإنما الهدف الاثبات والحجة على هذا الشخص وانه كما عرف بالروايات عرفنا خبر الغيبة بالروايات فضلاً عن أنها نقلت عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأحد عشر إماماً من الأئمة (عليهم السلام) وفوق هذا كله خبر اللوح الذي عند الزهراء (عليها السلام) فلا يمكن الطعن بهذا كله وحتى وأن طعن بهذا كله فلا يعقل أن لا يصح بعضه.
ثم يضيف الصدوق: (إنا قد استعبدنا بالإقرار بعصمة الإمام كما استعبدنا بالقول به والعصمة ليست ظاهر الخليقة فتُرى وتشاهد ولو أقررنا بإمامة إمام وأنكرنا أن يكون معصوماً لم نكن أقررنا به فإذا جاز أن نكون مستعبدين من كل إمام بالإقرار بشيء غائب عن أبصارنا فيه جاز أن نستعبد بالإقرار بإمامة إمام غائب عن أبصارنا لضرب من ضروب الحكمة يعلمه الله تبارك وتعالى اهتدينا إلى وجهه أو لم نهتد ولا فرق)(2752).
وكما هو الإقرار بالمعصومين واجب فالواجب أيضاً الإقرار بقولهم وفعلهم وعملهم وما أوصوا به فهذا كله حجة على من يقر بهم ومن هذا ما وصل منهم (عليهم السلام) من أخبار بشأن الغيبة فكما أقررنا بالماضين منهم واجب الاقرار بالغائب (عجّل الله فرجه) منهم وهنا يصفها المصنف بالاستعباد ليس بمعنى الاستعباد وانما القصد هو اقرار قطعي منا بقولهم بالغيبة كما أقررنا بقولهم بأشياء غابت عنا لم نكن لنعلمها لولا اخبارهم لنا فكما صدقناهم نصدق قولهم ونقر به فما بال الجدلي أو حتى من يقول بقوله ليومنا هذا ان وجد يعترف بتلك الحوادث ولا يعترف بالغيبة التي روي خبرها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومذكورة في مصادر العامة وكما في حديث أوردناه مسبقاً عن مصادر الشيعة ونذكره مصادر العامة هو حين سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): فقال: (بل منا بنا يختم كما بنا فتح...)(2753).
ويقول المصنف: (إن حال إمامنا (عليه السلام) اليوم في غيبته حال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ظهوره وذلك أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما كان بمكة لم يكن بالمدينة ولما كان بالمدينة لم يكن بمكة ولما سافر لم يكن بالحضر ولما حضر لم يكن في السفر وكان في جميع أحواله حاضراً بمكان غائباً عن غيره من الأماكن ولم تسقط حجته عن أهل الاماكن التي غاب عنها فهكذا الإمام (عليه السلام) لا تسقط حجته وإن كان غائباً عنا كما لم تسقط حجة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عمن غاب عنه وأكثر ما استعبد به الناس من شرائط الإسلام وشرائعه فهو مثل ما استعبدوا به من الاقرار بغيبة الامام وذلك أن الله تبارك وتعالى مدح المؤمنين على إيمانهم بالغيب قبل مدحه لهم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بسائر ما أنزل الله (عزَّ وجلَّ) على نبيه وعلى من قبله من الأنبياء (عليهم السلام) وبالآخرة فقال: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (البقرة: 3)... وأن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كأَن يكون بين أصحابه فيغمى عليه وهو يتصبب عرقاً فإذا أفاق قال: قال الله (عزَّ وجلَّ) كذا وكذا وأمركم بكذا ونهاكم كذا وأكثر مخالفينا يقولون إن ذلك كان يكون عند نزول جبرائيل (عليه السلام)عليه، فسئل الصادق (عليه السلام) عن الغشية التي كانت تأخذ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أكانت تكون عند هبوط جبرائيل (عليه السلام) فقال: لا إن جبرائيل كان إذا أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يدخل عليه حتى يستأذنه وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد وإنما ذلك عند مخاطبة الله (عزَّ وجلَّ) إياه بغير ترجمان وواسطة)(2754).
والرواية السابقة انفرد الصدوق بروايتها بتلك الصيغة ورواها بعض المتأخرين نقلاً عنه(2755)، وهنا الناس لم يشاهدوا الله تبارك وتعالى يناجي رسوله ويخاطبه ولا شاهدوا الوحي ووجب عليهم الإقرار بالغيب الذي لم يشاهدوه وتصديق الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى أخبرنا الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه العزيز: ﴿ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾(2756)، وقال (عزَّ وجلَّ): ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ﴾ (الانفطار: 10-12)(2757)، ونحن لم نشاهدهم ولو لم نصدق بهم خرجنا على الإسلام ونكون رادين على الله ذكره وكذلك حذرنا الله من الشيطان ولم نَره ويجب علينا أن نحذره ونؤمن بوجوده وكذلك المسالة في القبر ونحن لا نرى شيئاً من ذلك ولا نسمعه وأخبرنا عنه، وكذلك معراج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السماء ولم نرى ذلك ولا نشاهده ولا نسمعه(2758).
واستدلال المصنف بالغيبيات والإقرار بها من قال جميع المسلمين دون أن يشاهدوها ومدحهم الله على الاقرار بالغيب قبل الصلاة والزكاة والإيمان بالوحي ونزول جبرائيل وكذلك الإيمان بوجود ابليس والكرام الكاتبين، وأضف عليها كذلك الإيمان بعذاب القبر والمحشر والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب والسماوات السبع والأرضيين السبع والعرش والملائكة والأنبياء والأمم السابقة وايماننا بأن الحسنة تكتب والذنب يكتب وغيرها من الشواهد وآمن بها المسلمين فهل يستطيع أحد منهم أن يقول أنه عاينها أو شاهدها سوى الإيمان والتصديق بها من تقدم من المسلمين ومن تأخر حتى أقرب الناس لرسول الله فلو كذبها أحد خرج عن الاسلام على حد قول المصنف أعلاه، فلماذا هذا النكران لغيبة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الذي بشر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما آمنوا بما بشرهم بغيرها من الامور وآمنوا بها وقد جاء ذكره في مصادر الفريقين وانه الثاني عشر من نسل الزهراء وعلي (عليهما السلام) وخير دليل انه لم يأتِ حكم أو خلافة تمت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بصلة من اثني عشر شخصاً الا ما ورد بشأن المعصومين (عليهم السلام) ومضى احد عشر ولم يبقَ إلا واحد منهم فيكتمل الاثنا عشر من نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليقيم دولة العدل الإلهي بعد تفشي الظلم.
6 - مناظرة المصنف مع ملحد(2759) عند ركن الدولة(2760):
ورد إشكال على المصنف من ملحد في مجلس ركن الدولة يقول فيه انه وجب على إمامكم الخروج فقد كاد الروم أن يغلبوا المسلمين(2761)؟ فأجابه الصدوق بان أهل الكفر كانوا أكثر في أيام النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد كتم أمره اربعين سنة بأمر الله وأظهر لمن وثق به وثم كتم نبوته ثلاث سنين عمن لم يثق به واظهرها فقط لمن وثق به ثم قاطعه المشركين وخرج إلى شعب ابي طالب وبقي فيها ثلاث سنين حتى أكلت الارضة صحيفة القطيعة(2762)، فرب قائل يقول لم لا يخرج لغلبة المشركين وهذا كله بأمر الله حين غاب وحين ظهر وخرج، وكذلك الإمام (عجّل الله فرجه) إذا أذن الله له بالخروج خرج وان الله أقد على أعدائه إذا أراد أن يعجل بهم العقوبة، ثم يطرح الملحد إشكالاً آخر بمضمون حديثه بأنه لا يؤمن بإمام لا إرادة له ولا تلزمني حجته ما لم أره؟ فيجيبه الصدوق بانه لا تلزمك حجة الله تعالى ذكره لأنك لا تراه ولا تلزمك حجة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأنك لم تره، وحينها احتج ركن الدولة على الملحد ويقول له ان الشيخ يقول الإمام غاب ولا يرى لأن الله (عزَّ وجلَّ) لا يرى فيختم الصدوق كلامه بأن هذا سبيل جميع المجادلين في أمر صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)(2763).
إن رد الصدوق على هذا الملحد شافياً ووافياً في اسكاته حتى أن ركن الدولة أيد كلام الصدوق بان الامام (عجّل الله فرجه) غائب وليس لأنك لا تراه لا يعد حجة كما أن لا ترى الله وبالأساس انه ملحد فكما يقول المصنف هذا سبيل جميع المجادلين في أمر الغيبة، ويعلق أحد الباحثين في الإجابة على إشكالية مشابهة بأنه لماذا لم يظهر بعد أن زالت الدولة البويهية التي كانت حامية للتشيع في وقتها ثم تكالبت الثورات والحروب والى عدة قرون وانتشار الخراب والدمار وتحكم عدة دول بأمور المسلمين فلماذا لا يتصل الامام الغائب بشيعته، فيجيب الباحث هذا بعدة فقرات نأخذ أهمها قال: (يجب أن لا نتوقع من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الظهور الكامل تحت أي ظرف من الظروف باعتباره مذخوراً لنشر العدل الكامل في العالم كله لا لرفع المظالم الوقتية ولا بد أن لا يغيب عن بالنا أيضاً أن الإسراع بالظهور قبل أوانه يوجب جزماً فشل التخطيط الإلهي لليوم الموعود لان نجاحه منوط بشروط معينة وظروف خاصة لا تتوفر قبل اليوم الموعود جزماً...)(2764).
7 - إجابات أبي سهل النوبختي(2765) على شبهات المخالفين:
ينقل الصدوق بعض شبهات المخالفين من كتاب التنبيه(2766) لأبي سهل والردود عليها وقد ذكر بعض الإشكالات حول إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته ويرد عليها ويعطي أدلة على الامامة بصورة عامة اخذنا منها ما قيل في الغيبة من شبهات ويرد عليها واغلب مواد تلك الشبهات طرحت في الشبهات السابقة لكن ذكرناها زيادة في التثبيت بما ورد فيها من ردود واغلبها ردود شافية لا تحتاج إلى تعليق أو إضافة عليها فضلاً عن تكرارها وهي:
أ - يقول المخالفون إذا وجب من إمام عالم بالكتاب والسنة ولا تجوز مخالفته وواجب الطاعة بالنص عليه فمن هو هذا الإمام سموه لنا ودلونا عليها؟ فيجيب عليه في مقدمه طوليه لحديثه ثم يرد فيها بأنه صح بنقل الشيعة النص من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على علي (عليه السلام) صح بمثل ذلك النقل النص من علي على الحسن ومن الحسن على الحسين (عليهم السلام) ثم من إمام إلى إمام إلى الحسن العسكري (عليه السلام) ثم على الغائب الإمام بعده لان رجال أبيه الثقات كلهم شهدوا بذلك وكان الاتصال بين الشيعة وبن الإمام (عجّل الله فرجه) عن طريق الثقات(2767) متصل ويخرج من كتبه وأمره ونواهيه على يديه إلى الشيعة وغيبته كما غاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الغار أو في الشعب وهذا لم يبطل نبوته كونه متوقياً وكذلك الإمام يجوز أن يستتر الإمام المدة الطويلة إذا خاف ولا تبطل حجة الله(2768).
يضع الطوسي على مثل هكذا إشكالية رداً مناسباً استناداً للحديث القائل: (تمسكوا بالأول حتى يصح لكم الآخر) فما هو إلا دليل على وجوب الخلف لأنه يقضي وجوب التمسك بالأول ولا يبحث عن أحوال الآخر إذا كان مستوراً غائباً في تقية حتى يأذن الله في ظهوره ويكون الذي يظهر أمره ويشهر نفسه(2769)، أي أنك يجب أن تأخذ بما أوصى به الماضون من الأئمة (عليهم السلام) بأمر الغيبة وترك التشكيك كما أنك تقول بإمامة من مضى فتمسك بالتكليف المناط بك منهم بالانتظار للغائب والا تصبح ناكراً لطاعة من مضى بالتشكيك بما أوصى.
ب - فأن قالوا كيف يصنع من احتاج أن يسأل عن مسألة؟ فيقال له كما كان يصنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الغار من جاء إليه ليسلم ويتعلم منه فإن كان ذلك سائغاً في الحكمة كان هذا مثله سائغاً(2770).
وامامته ورد تفصيل النص عليها، ومن خلال هذا الرد انه ممكن ان يلتقي الامام (عجّل الله فرجه) مع خواص شيعته ويلهمهم ما يحتاجون اليه والدليل هو كثرة اللقاءات والمشاهدات التي رويت في عصر الغيبة الكبرى، وكذلك الإمام (عجّل الله فرجه) وضع قاعدة لشيعته للاعتماد عليها وهي قوله: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم)(2771)، وهذا القاعدة معتمدة في مذهب الامامية ولها تفصيلاتها.
ج - سأل المخالفون ان ابن الحسن (عجّل الله فرجه) لم يظهر ظهوراً تاماً للخاصة والعامة فمن أين علمتم على وجوده في العالم، وهل رأيتموه أو أخبركم جماعه وتواترت أخبارها أنها شاهدته وعاينته؟ فيقال لهم ان أمر الدين كله يعلم بالاستدلال فقد عرفنا الله (عزَّ وجلَّ) بالأدلة ولم نشاهده وعرفنا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالأخبار وعرفنا نبوته وصدقه بالاستدلال وعلمنا انه استخلف علياً (عليه السلام) بالاستدلال وعرفنا ان النبي والأئمة (عليهم السلام) عالمون بالكتاب والسنة ولا يجوز عليهم شيء من الغلط ولا النسيان ولا تعمد الكذب بالاستدلال وعلمنا أن الامامة في ولد الحسين (عليه السلام) ولا تكون في أخ ولا قرابة والإمام لا يمضي حتى ينص على الإمام بعده فلما صحت وفاة وإمامة الحسن (عليه السلام) ثبت أنه قد خلف من ولده إماماً وهذا وجه من الدلالة عليه، وقد أخلف الحسن العسكري (عليه السلام) جماعة من ثقاته ممن يروي عنه الحلال والحرام ويؤدي كتبه من الشيعة إليه وأموالهم ويخرجون بالجوابات عليها وكانوا بموضع الستر والعدالة فلما مضى أجمعوا جميعاً على أنه قد أخلف ولداً وأمروا الناس على أن لا يسألوا عن اسمه وان يستروا هذا عن أعدائه خوفاً عليه ثم كانت كتبه تخرج إلى الشيعة بالأمر والنهي على أيدي رجال أبيه الثقات لأكثر من عشرين سنة حتى مضى أكثر رجال أبيه ممن شهد بإمامته لذا تصح غيبته بالمشهور من الأخبار(2772).
أي أن أكبر دليل بالشهادة علية وبإمامته هو رجال أبيه المعاصرين له ومنهم السفير الأول والثاني وغيرهم كثر ممن شهد بهذا كما أسلف في الروايات المطروحة في مباحث الأطروحة انهم خير شاهد حتى عاصر أغلبهم زمن الغيبة الصغرى وخرج على بعضهم الكثير من التواقيع دلالة تثبت صحة قوله وغيبته وحتى تعد بعضها معجزات كأن يخبر بقدر المال المحمول إليه عن طريق السفراء أو يخبر بموت أحد الناس فيكون ما قال وغيرها وكذلك كثرة الاخبار الواردة بعدد الأئمة الاثني عشر وانها في نسل الحسين (عليه السلام) والأشخاص الذين عرض عليهم الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ولده وفوق هذا أن من أشهر الذين شاهدوه هو جعفر ومن كان حاضرا حين الصلاة على أبيه فضلاً عما قيل في اللقاءات في مبحث سابق(2773).
8 - كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي، ونقضه من قبل ابن قبة الرازي:
ويورد المصنف في آخر هذه المناظرات والاعتراضات الواردة في الإمامة ككل والغيبة على وجه الخصوص نقضاً لابن قبة الرازي على كتاب الإشهاد لصاحبه ابي زيد العلوي ولا يوجد ذكر لهذا الكتاب في أي مصدر آخر سوى ما نقله الصدوق وهذا الكتاب هو عبارة عن عدة إشكالات طرحها العلوي في الطعن بإمامة بعض الأئمة (عليهم السلام) محاولا الطعن في حجج الامامية في إمامة الأئمة (عليهم السلام) بصورة عامة ويقدم حججه في ذلك من خلال نقله لبعض آراء الفرق كالزيدية والمعتزلة القائلة في إمامة أبناء الأئمة غير الاثني عشر معصوماً وقد نقلها المصنف كلها بما يزيد على التسعة والعشرين صفحة أغلبها إشكالات على الامامة بصورة عامة ومعها ردود ابن قبة على هذا الكتاب أخذنا منها موضع الحاجة فيما يتعلق بقضية الغيبة فقط ولذلك لطول هذه المواضيع المذكورة فيها والتي قد تأخذنا إلى مباحث أطول لتشعب مواضيعها وكثرة الإشكالات الواردة فيها بالإمامة والتي يحتاج للرد عليها وقت وجهد أكبر اذ لا يسع المقام لطرحها هنا وقد أفرغنا في مباحث سابقة الكثير من المواضيع والأحاديث تشير إلى إمامتهم (عليهم السلام) ككل وإمامة الحجة الغائب (عجّل الله فرجه) بما روي عن النبي والأئمة (عليهم السلام)(2774).
وما طرح من إشكالات في كتاب العلوي وردها ابن قبة هي قوله بإمامة جعفر بن الامام علي الهادي (عليه السلام)؟ فرد ابن قبة بان هذه الاخبار في جعفر هذا تفاوتت واختلفت لأنه حكى منا ومنهم عنه بانه قال: (إني إمام بعد أخي محمد، ومنهم من قال أني إمام بعد أخي الحسن، ومنهم من قال: أني إمام بعد أبي علي، ومنهم من قال أني إمام بعد أخي الحسن)ويقول ابن قبه ان هذه الأخبار يكذب بعضها بعض والخبر في ابي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) متواتر لا يتناقض وما ظهر ان جعفر جاهل بأحكام الله (عزَّ وجلَّ) وهو انه طالب ام ابي محمد بالميراث وفي حكم آبائه أنه: (الأخ لا يرث مع الأم)(2775) فاذا كان جاهلاً بهذا القدر من الفقه حتى تبين نقصه وجهله فكيف يكون إماماً وهذا دلالة على انه ليس بإمام ويرد ابن قبة على قول العلوي بان الامامية تدعي (للحسن ولداً) وان هذا ليس ادِّعاء وإنما هذا ما نقله الأسلاف في حاله وغيبته واختلاف أمره واختلاف الناس فيه وهذه كتبهم من شاء فلينظر(2776).
فضلاً عن الردود السابقة في جعفر أضف عليها، أن القائلين بإمامة جعفر قولهم باطل لان الإمام يجب أن يكون معصوماً وأعلم الإمة بالإحكام وجعفر لم يكن معصوماً وما ظهر من افعاله تنافي العصمة، وزيادة في الاستدلال على بطلان إمامة جعفر وذلك لان لا خلاف بين الامامية على أن الإمامة لا تجتمع في أخوين بعد الحسنين (عليهما السلام) وكما قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أبى الله أن تجتمع الإمامة لأخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام))(2777).
وفي إشكال آخر يطرحه العلوي في كتابه عن الغيبة بانه لما استتر إمامكم عن مسترشده(2778)، فان قلتم في تقية فالمسترشد يجوز أن يكون في تقية من طلبه فاذا كانت التقية جائزة للإمام فهي جائزة للمأموم أجوز وما باله في تقية في إرشادهم وليس له تقية من تناول أموالهم والله يقول: ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (يس: 21)(2779)، وقال: ﴿إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ (التوبة: 34)(2780)، ثم يقول العلوي فهذا ما يدل على أن أهل الباطل يطلبون الدنيا والمتمسكين بالكتاب لا يسألون الناس أجراً(2781).
ورد ابن قبة عليه بان الإمام لم يستتر عن مسترشدة وإنما خوفاً على نفسه من الظالمين وأما التقية للمأموم فهي جائزة ليتقي ويهرب من الظالم اذا خاف على نفسه وأما قوله أن الإمام في تقية من ارشادهم وليس في تقية من متناول أموالهم فهذا غير صحيح فقد علمهم وأرشدهم الحلال والحرام وحثهم على الحق وشهدوا بذلك(2782)، أما قوله عن الاموال بأنه يتناول أموالهم وإنما يسألهم الخمس الذي فرضه الله ليضعه حيث أمره والذي جاء بالخمس الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى﴾ (الأنفال: 41) وقال: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً﴾ (التوبة: 103)، فأن كان في هذا عيب أو طعن فهو على من ابتدأ به ثم يحتج ابن قبة على العلوي بأن يقول له لو خرج منكم إمام وغلب اي تمكن هل يأخذ الخمس والخراج والحق من المغانم وما أشبه ذلك فان قال لا فقد خالف حكم الإسلام وان قال نعم احتج عليه بمثل بقول الله تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ وهذا بمثل ما احتج به هو(2783).
ولعل العلوي هنا من خلال طرحه جاهل بأحكام القرآن أساساً الذي وضح قضية الخمس وأحكام الزكاة وغيرها ولا يعرف آراء المذاهب بل يطرحها على هواه وليس على سبيل النقاش حتى كانت حجة ابن قبة عليه اقوى من أن ترد فيما لو حكم امام منهم وأخذ الخمس والخراج والمغانم وكأن العلوي في طرحه يحدث بغير شريعة الاسلام وما نصه الله في كتابه العزيز، وحتى للرجوع لتفسير الآيات وكأنه يفسر على هواه اذ في الآيات منها دعوة للإيمان والأخرى تشير للرهبان والاحبار انهم يحمون بالأموال ويأخذون الرشوة والحال هنا في وضع الأئمة (عليهم السلام) انهم يطبقون شرع الله ولا يجبرون أحد على دفع هذه الأموال فمن شاء أثيب عليها والقرآن يوضحها بالآيات التي أوردها ابن قبة في رده على العلوي وما احتجاج العلوي هو احتجاج على صاحب التشريع (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ومن إشكالات العلوي في كتاب الإشهاد يوجهه للإمامية بأن لا يجوز إمامة من لا يعرف وهل يوجد سبيل لمعرفة صاحبكم حتى نجيز له الإمامة كما نجوز للموجودين من سائر العترة وإلا لا سبيل لتجويز الإمامة للمعدومين وتبطل الإمامة لمن تدعون(2784).
والرد عليه من ابن قبة: (يقال لصاحب الكتاب: هل تشك في وجود علي بن الحسين وولده (عليهم السلام) الذين نأتم بهم؟ فإذا قال: لا، قيل له هل يجوز أن يكونوا أئمة؟ ان قال: نعم قيل له: فأنت لا تدري لعلنا على صواب في اعتقاد إمامتهم وأنت على خطأ وكفى بهذا حجة عليك وإن قال: لا قيل له: فما ينفع من إقامة الدليل على وجود إمامنا؟ وأنت لا تعترف بإمامته مثل علي بن الحسين (عليه السلام)... ثم يقال له: إنا علمنا أن في العترة من يعمل التأويل ويعرف الأحكام بخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)... ثم علمنا أن الحق في هذه الطائفة من ولد الحسين (عليه السلام)...ثم ظهر لنا من علم هذه الطائفة بالحلال والحرام والأحكام ما لم يظهر من غيرهم ثم ما زالت الأخبار ترد بنص واحد على آخر حتى بلغ الحسن بن علي (عليه السلام)فلما مات ولم يظهر النص والخلف بعده رجعنا إلى الكتب التي كان أسلافنا رووها قبل الغيبة فوجدنا فيها ما يدل على أمر الخلف بعد الحسن (عليه السلام) وأنه يغيب عن الناس ويخفى شخصه وان الشيعة تختلف وأن الناس يقعون في حيرة من أمره...)(2785).
وله إشكال آخر يقول: (إن الإمام لا يكون إلا ظاهراً موجوداً)؟ يرد ابن قبة عليه بأن هذه حكاية من لا يعرف أقاويل خصمه فما زالت الامامية تعتقد أن الإمام لا يكون إلا ظاهراً مكشوفاً أو باطناً مغموراً وأخبارهم في ذلك أشهر من أن تخفى... ولو لم يكن في هذا المعنى إلا خبر كميل بن زياد لكفى)، ثم يقول ابن قبة بما مضمونه أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دل على عترته بإجماعكم وإجماعنا والتي هي خاصة فيهم وهي لهم دون غيرهم في كل زمان بدلالة قوله: (إنهم لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي الحوض)(2786).
ويكفينا في كل هذا حجة أن العلوي هذا أو من يقول مثل قوله ان كان يعترف بإمامة الأئمة (عليهم السلام) قبل الامام الحجة (عجّل الله فرجه) أثبتنا لك امامته بما ورد عنهم بشأنه وبهذا تلزم الحجة على كل من يحتج بهذا، وان كنت لا تعترف بإمامة آبائه (عليهم السلام) فلا حاجة لكل إثبات في ذلك وهل بقوله: (حتى نجيز له الإمامة كما نجوز للموجودين من سائر العترة)وهنا يضع نفسه في محل التجويز من عدمه وكأنه هو من يشرع أو يرفض ومع هذا ان جوز لسائر العترة أمرهم فهل إجازتهم متجزئه بضنه في شيء دون آخر حتى يرفض قولهم بالغيبة وصاحبها ام يرفض فكرتهم كلها كونه من الزيدية.
ويكفينا قولاً من هذا كله هو حديث الثقلين المروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمثبت في مصادر المدرستين قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله (عزَّ وجلَّ) وعترتي أهـل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(2787) وورد مثل الحديث في مصادر العامة مع بعض الاختلاف بصياغة الجمل(2788)، وسُئل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى الحديث هذا قال: (أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهـديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حوضه)(2789).
وفي قول للمرتضى عن وجه الحاجة العقلية للإمام واستلهام شيعته وأوليائه منه في غيبته قال: (ينتفعون به في حال غيبته النفع الذي نقول انه لابد منه في التكليف منه لأنهم مع علمهم بوجوده بينهم وقطعهم على وجوب طاعته عليهم ولزومها لهم لا بد أن يهابوه ويخافوه في ارتكاب القبائح ويخشوا تأديبه وانتقامه ومؤاخذته وسطوته فيكثر منهم فعل الواجب ويقل ارتكاب القبيح أو يكون ذلك أقرب وأليق وهذه هي جهة الحاجة العقلية إلى الإمام)(2790).
وفي تعليق أخير يضعه أحد الباحثين في قضية الغيبة يقول: (انك إذا سرحّت فكرك فيما جرت فيه عادة الله في الآفاق والأنفس وفي سير القرون الأولى من زمن آدم إلى يومنا هذا وجدت أنه كلما غلب الظلم والجور بعث الله من لدنه من تبلغ به حجته وتتضح بهـم حجته ليهـلك من يهـلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة وتقوم الحجة على الخلق)(2791).
ومنها يمكن القول ان البشارة بالمصلح من آل محمد (عجّل الله فرجه) هي بشارة للخير اذ إنَّه سيقيم العدل ويدحض الظلم وينشر دولة العدل الإلهي فهذا ما يتمناه كل انسان على وجه البسيطة لكي يعيش بسلام ويتنعم بأمان، ولم تكن البشارة بالظلم أو الهيمنة حتى ينكرها أصحاب هؤلاء المذاهب أو المشككين وانما هي لصالح البشرية جميعاً فلا يضدها إلا من يجد الظلم في نفسه ويخشى ميزان العدل أن يطاله والذين مضوا من هؤلاء المحتجين أنهم دافعوا عن آرائهم دون معرفة تامة أو إحاطة بموضوع الغيبة وأخبار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بشأنه من الفريقين وأما الأديان فكلها تقول بوجود مصلح فمن أفضل من ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما بال المعترضين من المسلمين ألا يرغبوا بان يكون قائد دولة العدل منهم ومن نسل نبيهم كما بشر به آباؤه الذين لم يصلنا منهم الا خيراً وهم من بشر بالخير كله في آخر الزمان على يد قائمهم (عجّل الله فرجه).
وبالكم الوارد من الروايات لا يمكن نفيه كله أو الطعن في صحته حتى وان اختصت القضية المهدوية في أساس فكرتها بالتشيع الا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر كل ما نقل فيها ونقلت تلك الروايات من كلا الفريقين وذكر خبر الغيبة وصاحبها بروايات واضحة بغض النظر عن الخلاف، وعلى قول لأحد المؤرخين يقول: (إن مجرد الخلاف لا يستلزم البطلان والا لما سلم دين على وجه الأرض وأيضاً أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن افتراق امته بعده إلى ثلاث وسبعين فرقه(2792)...)(2793).
فصاحب هذا الأمر (عجّل الله فرجه) هو الذي تخفى ولادته على الناس ويغيب عنهم شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج وأنه هو الذي يقسم ميراثه وهو حي كما اثبت ذلك بالنصوص الواردة عن آبائه(2794)، فلما بطل وقوع الغيبة لمن ادعيت له من محمد بن علي بن الحنفية (رضي الله عنه) والإمام الصادق (عليه السلام) والإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بما صح من وفاتهم فصح وقوعها بمن نص عليه النبي والأئمة الأحد عشر (عليه السلام) وهو الحجة بن الحسن بن علي الهادي (عليهم السلام)(2795).
بعد إتمام فصول هذه الاطروحة الموسومة بـ(الرواية المهدوية من خلال كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق ت: 381ه دراسة تحليلية مقارنة) خرجت من خلال الدراسة مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات موزعة على عدة نقاط وهي:
1 - لم تحدد المصادر والدراسات التي تناولت حياة الشيخ الصدوق وترجمت له بتحديد سنة ولادته وخاصة أنه ولد في زمن الغيبة الصغرى وخرجت من خلال الدراسة هنا بأنه ولد بحدود سنة (306هـ/ 918م)، ونشد بأن الشيخ كان موفقاً في دفاعه عن الحجة (عجّل الله فرجه).
2 - يعد الكتاب موضوع البحث من أهم المصادر الذي يتناول القضية المهدوية بعد كتاب الغيبة للنعماني وذلك كون الروايات الواردة في الكتاب تعد موثقة بتوثيق صاحب الكتاب ومن حدثه بها وعلى رأسهم أبوه وتجد أن رواياته معتمدة عنده أغلب الباحثين والمؤلفين في هذا المجال من المتقدمين ممن أتى بعده ومن المتأخرين أيضاً.
3 - لم يقدم من حققوا الكتاب توضيحات عامة حول الكتاب أو تفسير غريب ألفاظه أو تخريج الآيات الواردة فيه أو تخريج رواياته واكتفوا ببعض التعليقات أو التقديم للكتاب.
4 - تعد الدراسات التي تتعلق في القضية المهدوية ذات مغزى مهم وواسع يهم البشرية ومن خلال الدراسة هنا يتبين أن دراسة الكتب بهذا الصدد دراسة مهمة توضح الكثير مما غمض أو خفي من روايات وذلك من خلال تحليلها والتركيز على الرمزيات الواردة فيها والتي تحتاج إلى وقفة وتحليل وخاصة في اختلاف الالفاظ حين نطق الروايات بلغة عصرها ومن خلال دراسة الكتب محاولة للوقف على معاني تلك المفردات وخاصة في ما نطقه الأئمة (عليهم السلام) في أحاديثهم قد يستغرب البعض من سماعها ومن خلال فكها أو ترجمتها قد نتوصل من خلالها لفهم بعض ما التبس علينا أو ما يدور حول القضية المهدوية كما هو في كتابنا موضوع البحث اذ حاولنا الوصول إلى الفهم العام لهذه الروايات من خلال روايات في مصادر أخرى تقارنها أو توضح معناها لذا ننصح الباحثين للخوض في مجال دراسة الكتب التي تتناول روايات أهل البيت (عليهم السلام) وخاصة بما يتعلق بالقضية أو قل العقيدة المهدوية.
5 - أثبت المصنف ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بعدد كبير من الروايات ونقله لحادثة الولادة التي ثبت نقلها عند غيره من المصنفين الشيعة كما أثبت ذلك في الدراسة، وكذلك من خلال رواياته ومقارنتها مع غيرها أن ولادة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) هي سنة (255هـ)، وبغض النظر عن حادثة الولادة إلّا أنها تثبت أن الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) الإمام محمد المهدي بن الحسن العسكري (عليهم السلام) انه مولود واثبات الولادة ورد في مصادر المدرستين وقد أثبتناه في الأطروحة.
6 - ما يدور حول قضية السيدة نرجس (عليها السلام) وطريقة شرائها ذكر المصنف الرواية من دون الوقوف على بعض النقاط الغير واضحة في الرواية منها الحرب التي اسرت فيها ومن هو جدها قيصر الروم أو كيفية إسلامه أخذها على ظاهر الرواية حاولنا من خلال الدراسة اثباتها وتحليل جزء من حيثيات تلك الرواية ومقارنتها بما ورد في مصادر اخرى بهدف التوصل ولو لتوضيح جزء من موضوعها ويمكن أن تخرج من خلالها دراسة أكاديمية أو بحث مستقل لو عثر على بعض المصادر أو المخطوطات التي تهم الموضوع.
7 - من أجمل الاستدلالات التي طرحها المصنف أثبتناها من خلال الدراسة في مصادر اخرى هو أن موضوع الغيبة ليس غريباً على البشرية وأنها حاصلة في البشرية من قبل كما هو فيما ذكر من أخبار بعض الأنبياء (عليهم السلام) عن أقوامهم فضلاً عن روايات أهل البيت (عليهم السلام) التي أشارت للغيبة وهذا الموضوع أيضاً ممكن أن تخرج منه دراسة أو على الأقل بحث مستقل رصين.
8 - قضية غيبة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرغم أن مصنف الكتاب لم يقف عليها أو لم يركز عليها تركيزاً معتداً به حاولنا كذلك توضيحها بصورة توظف لصالح البحث كقضية استدلال وحجة عن الغيبة بالرغم من قصر وقت غيبة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الا أنها تعد غيبة.
9 - وبما طرحه المصنف في إثبات طول العمر وما أخرجناه من استدلال حول إمكانية طول العمر وبما ورده عدد من المصنفين أخرجنا بعض رواياتهم وكذلك بعض ما قيل في إمكانية أن يعيش الإنسان لفترات طويلة لو كان عالماً ببعض متعلقات صحة الإنسان أو اتباع أنظمه معية في الحياة الشخصية للفرد لذا يعتبر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مولود ولا زال على قيد الحياة كونه يحمل أعظم العلوم وما غمض على البشرية علمه عنده كما أثبتنا ذلك في الدراسة بروايات آبائه (عليهم السلام).
10 - تعد روايات أهل البيت (عليهم السلام) حول الغيبة أهم اثبات للقضية المهدوية ولم يضم الكتاب موضوع البحث جميع تلك الروايات بالرغم من اتفاقها بما ورد في غيره من المصادر وقد حاولنا إضافة عدد من تلك الروايات من مجموعة من المصادر فضلاً عن ما طرحه المصنف بما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة (عليهم السلام) ومع هذا لا يمكن أخرجناها جميعها وهي كذلك يمكن اخراج دراسة مستقلة منها كرسالة أو أطروحة تحت عنوان الروايات الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) في الغيبة وذلك بحسب ما شاهدنا من كم هائل من الروايات تخص تلك المفردة على وجه الخصوص.
11 - الاتفاق ما بين ما طرحه المصنف من علامات الظهور وما طرحه غيره من المصنفين تتفق جميعها أن لا ظهور قبل العلامات الحتمية وهذا بحسب الروايات الواردة عن محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآل محمد (عليهم السلام).
12 - كما تتفق رواياته مع غيره من المصنفين ان عدد أنصاره أو قادة الفتح هم الثلاثمائة وثلاثة عشر وكذلك الجيش بعدد عشرة آلاف رجل.
13 - هبوط عيسى (عليه السلام) وصلاته خلف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما أثبتها الصدوق في كتابه والكتب التي قورنت بها روايات الكتاب.
14 - كما ثبت عند الصدوق وعند غيره أن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) منصور بالملائكة.
15 - وما اثبت من خلال ما طرحه المصنف وما اخرج في الدراسة من إشكالات واعتراضات واقوال في الغيبة من قبل اصحاب الفرق وبعض المشككين قد رد عليها الصدوق أو طرح ما ورد عند غيره من إشكالات مع ردودها أضفنا عليها بعض التحليلات والردود التي تبطل حجج أصحاب الفرق في الغيبة وقد توضح بعض من تلك الإشكالات ويمكن التوسع بهذا الموضوع اكثر مما طرح الا أن محاولة التزامنا بما طرح في الكتاب جعله يقف عند هذا الحد الوارد في المبحث الخاص به ومع ذلك أعتقد أن موضوع الإشكالات والاعتراضات يحتاج إلى وقفة من الباحثين المختصين على تلك الإشكالات بالرغم من أنها طرحت في أزمنة سابقة وقد يعتقد البعض أنها قد انتهت الا أنها تطرح اليوم بأشكال وصيغ اخرى من قضية اليأس من الظهور ولطول الأمد فيمكن أن ينتج منها دراسة موسعة قد تسعف المتحيرين في قضية الغيبة وصاحبها (عجّل الله فرجه).
16 - ويكفينا في توثيق روايات الكتاب هو توثيقات كبار المؤرخين الشيعة واعتمادهم اعتماداً كلياً في مصنفاتهم وخاصة منهم العاملي في اثبات الهداة والبحراني في حلية الابرار وكذلك المجلسي في بحاره والذي نقل جميع روايات كتاب إكمال الدين فضلاً عن المتقدمين هذا ما يدل على أهمية الكتاب وأثره في الروايات المهدوية ما بين عصري المتقدمين والمتأخرين.
17 - اتضح من خلال الدراسة في هذا الكتاب وخاصة أن مصنفه من كبار علماء ومؤرخي التشيع أنه لا يمكن احتواء هذا الموضوع بصورة عامة وفك جميع رمزياته بهذه الدراسة أو كتابنا موضوع البحث فقط اذ لازال الموضوع محل نقاش وتحليل ويمكن الخوض في كل جوانبه كل واحده منها على حدة وبصورة مستقلة وقد تخرج من كل عنوان عام لهذه المواضيع الواردة في مباحث وفقرات الأطروحة دراسة متفردة بعنوانها مثلاً يمكن الكتابة في علامات الظهور لوحدها اذ لا توجد دراسة أكاديمية مستقلة في جامعة من جامعات العراق على قدر اطلاعنا تخص موضوع العلامات على حدة، وكذلك يمكن الكتابة في قضية الجيش والكتابة عن دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور وحيثياتها وتفاصيل الحكم والنظام وفيها الكثير من التفاصيل.
18 - وأخيراً يمكن القول ان هذا العدد من الروايات المذكورة في الكتاب موضوع البحث وفي غيره من المصادر والتي بمجملها تشير إلى أن الثاني عشر من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) المنصوص عليهم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بن الحسن العسكري (عليه السلام) بأنه ولد ثم غاب ثم سيظهر في وقت ما استدل بها جميع من ذكرها من مصنفي الإمامية وعند غيرهم بأساليب مختلفة فالإمامية ذكروها بهدف إثبات امامته وغيبته وانه هو الغائب الذي سيظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجورا، فكثرة تلك الروايات وتواترها يمكن أن نعتبرها إثباتاً تاريخياً كافياً لا يمكن انكاره بغض النظر عن أسانيدها على انها بمجموعها تثبت ذلك وبمضمونها الاجمالي فهي تولد اطمئناناً وقناعة على أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بن الحسن العسكري (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر بأنه قد ولد كما ذكر خبر ولادته في مصادر كلا المدرستين، ثم غاب الغيبة الصغرى بعد وفاة والده ثم عصر السفراء ثم غاب الغيبة الكبرى سنة (329هـ) وسيظهر بعد طول غيبته في وقت ما غير معلوم حين يشاء الله (عزَّ وجلَّ).
ملحق رقم (1)
شيوخ الصدوق أو ممن روى عنهم من العلماء أو من الذين التقى بهم في رحلاته وسمع منهم وحدث عنهم في كتاب إكمال الدين مع ذكر عدد الروايات التي أخذها عنهم في الكتاب وورد ذكرهم في الجدول حسب التسلسل الابجدي وذكر وفي نهاية الجدول ذكر من لم يعرف باسمه وذكر بكنيتهِ(2796).
اسم الراوي - عدد الروايات
ابان بن تغلب - 5
ابراهيم بن محمد العلوي - 1
ابراهيم بن محمد بن عبد الله - 1
احمد بن الحسن القطان بن علي بن عبد ربه - 17
احمد بن اسحاق الدينوري - 2
احمد بن محمد بن صقر الصائغ العدل - 3
احمد بن زياد بن جعفر الهمداني - 22
احمد بن محمد بن يحيى العطار - 16
احمد بن محمد بن الحسين البزاز - 5
احمد بن محمد بن رزمه القزويني - 1
احمد بن محمد بن إسحاق بن يسار - 1
احمد بن محمد بن اسحاق المعاذي - 1
احمد بن هارون القاضي - 2
احمد بن موسى - 1
احمد بن الحسين الميثمي - 1
ابو العباس احمد بن الحسين بن عبد الله بن مهران - 2
اسحاق بن موسى - 1
ثعلبة بن ميمون - 1
جعفر بن محمد بن مسرور - 10
جعفر بن علي بن الحسن بن عبد الله... - 3
جعفر بن محمد بن مسرور - 5
جعفر بن الحسين - 1
جعفر بن علي بن احمد بن برزخ - 2
ابو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري - 1
الحارث بن المغيرة - 1
الحاكم ابو محمد بكر... بن الحنفي الشاشي - 2
الحسن بن عبد الله بن سعيد - 5
الحسن بن علي بن شعيب ابو محمد الجوهري - 2
الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي - 1
الحسين بن احمد بن ادريس - 11
الحسين بن ابراهيم بن تاتانة - 1
الحسين بن علي بن محمد القمي البغدادي - 2
الحسين بن سعيد - 7
حمزة بن محمد....... بن زيد بن علي - 1
ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي - 2
شرف الدين الصدوق ابو علي احمد بن محمد - 1
الشريف ابو الحسن علي بن موسى - 2
ابو الحسين صالح بن شعيب الطالقاني - 1
عبد الله بن جعفر الحميري - 1
عبد الله بن جعفر - 1
عبد الله بن محمد - 1
عبد الله بن محمد الصائغ - 3
عبد الله بن محمد بن عبد الله... القرشي - 1
عبد الله بن محمد... السجزي - 4
عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري - 13
ابو القاسم عتاب بن محمد الحافظ - 1
علي بن احمد بن موسى - 4
علي بن احمد الدقاق - 18
علي بن احمد بن مهزيار - 1
علي بن الحسين بن بابويه القمي والد الصدوق - 160
علي بن مهزيار - 5
علي بن الفضل البغدادي - 1
علي بن عبد الله بن احمد بن ابي عبد الله البرقي - 6
علي بن عبد الله الوراق الرازي - 7
علي بن احمد بن محمد بن موسى بن عمران - 5
علي بن الحسين شاذويه المؤدب - 4
علي بن محمد بن الحسن القزويني - 1
علي بن محمد - 1
علي بن الحسن بن الفرج المؤذن - 2
عمار بن الحسين بن اسحاق الاسروشي - 2
ابو الحسن علي بن موسى... بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) - 1
ابو الحسن علي بن الحسن...علي بن ابي طالب (عليه السلام) - 1
ابو الحسن علي بن محمد بن حباب - 1
ابو الحسن علي بن عثمان... الهمداني.... المغربي - 8
ابو الحسن علي بن عبد الله...الاسواري - 2
محمد بن موسى بن المتوكل - 37
محمد بن محمد بن عصام الكليني - 8
محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد - 132
محمد بن علي بن ما جيلويه - 25
محمد بن عمر بن الحافظ البغدادي - 9
محمد بن يونس - 1
محمد بن احمد الشيباني - 6
محمد بن ابراهيم بن يونس - 1
محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي - 1
محمد بن علي بن احمد البزرجي - 1
محمد بن زياد بن جعفر الهمداني - 1
محمد بن علي بن بشار القزويني - 2
محمد بن مسعود - 6
محمد بن علي بن حاتم النوفلي - 4
محمد بن عثمان العمري - 1
محمد بن محمد الخزاعي - 3
محمد بن الحسن بن عباد - 1
محمد بن علي بن متيل - 3
محمد بن هارون الزنجاني - 1
محمد بن عبد الحميد - 1
محمد بن سنان - 1
ابو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحاق المكتب الطالقاني - 41
ابو الحسن محمد بن علي بن الشاه... المروزي - 1
ابو سعيد محمد... بن علي بن الصلت القمي - 1
ابو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن اسحاق - 1
ابو بكر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم - 1
ابو جعفر محمد بن علي الاسود - 4
ابو الفرج محمد المظفر بن نفيس المصري - 1
ابو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي - 1
المفضل بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي - 23
المفضل بن عمر - 3
موسى بن جعفر - 1
موسى بن جعفر بن وهب البغدادي - 1
يونس بن عبد الرحمن - 1
ابو احمد بن محمد السراج الهمداني - 1
ابو محمد بن حمزة العلوي - 1
ابو أيوب - 1
ابو الحسن بن ثابت الدواليبي - 2
ملحق رقم (2)
المعمرين الذين وردت أسماؤهم وأعمارهم في الكتاب تصاعدياً حسب أعمارهم(2797).
اسم المعمر - أعمارهم بالسنين
أرطاه بن دشهبة المزني - 120
شيح بن هانئ - 120
عدي بن حاتم طي - 120
قردة بن ثعلبة بن نفاثة السلوي - 130
لبيد بن ربيعة الجعفري - 140
مصاد بن جناب بن مرارة منبني عمرو- 140
ابو زيد البدر بن حرملة الطائي النصراني- 150
ابو الطحمان القيني- 150
عباد بن شداد اليربوعي - 150
الحارث بن كعب المذحجي - 160
أماباة بن قيس بن الحارث بن شيبان الكندي - 160
عميرة بن هاجر بن عمير بن عبد العزى بن قمير - 170
ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي- 180
نصر بن دهمان بن بصار بن بكر بن سليم...- 190
تيم الله بن ثعلبة بن عكاية - 200
ثعلبة بن كعب بن زيد بن عبد الاشهل الاوسي - 200
سويد بن حذاق العبدي - 200
سيف بن وهب بن جذيمة الطائي - 200
صيفي بن رياح بن أكثم - 200
اوس بن ربيعة بن كعب بن امية الاسلمي - 214
حبابة الوابلية - 236
ربيع بن ضبع بن وهب بن بيض... بن فزارة - 240
معدي كرب الحميري - 250
محصن بن عتاب بن عمرو الزبيدي - 250
جعفر بن قبط - 300
ذو الأصبع العدواني بن حارث بن محرث - 300
رداء بن كعب بن ذهل بن قيس النخعي - 300
زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة - 300
شربة بن عبد الله الجعفي - 300
شق الكاهن - 300
عبيد الابرص - 300
عامر بن الظرب العدواني - 300
عوف بن كنانة الكلبي - 300
مستوغر بن ربيعة بن كعب بن زيد بن مناة - 300
عبيد بن شرهة الجرهمي - 350
اكثم بن صيفي احد بن... تميم - 360
الربيع بن الضبع الفزاري - 380
دويد بن دريد بن نهد- 450
ذو القرنين - 500
قس بن ساعدة الأيادي - 600
هبل بن عبد الله بن كنانة - 600
عزيز مصر الملك- 700
مزيقاء عمر بن عامر بن ماء السماء - 800
شداد بن عاد بن ارم - 900
ريانيك ملك الهند - 925
اروى بن سليم - 1000
الوليد بن الريان بن دومغ - 1700
دومغ بن الريان - 3000
لقمان العادي الكبير - 3500
معمر المغربي- لم يذكر كم عاش
العرام بن منذر بن زبيد بن قيس بن حارثة - =
المساج بن السباع الضبي - =
ملحق رقم (3)
النص الموجود في الصحيفة التي عند مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتي نظر فيها جابر يقول جابر أنه بعد أن أذنت له مولاتنا الزهراء (عليها السلام) أن ينظر في الصحيفة قال: (فقرأت فإذا فيها، ابو القاسم محمد أُمه آمنة بن وهب، أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أُمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أبو محمد الحسن بن علي البر، أبو عبد الله الحسين بن علي التقي أُمهما فاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أبو محمد علي بن الحسين العدل أُمه شهر بانويه بنت يزدجر ابن شاهنشاه، أبو جعفر محمد بن علي الباقر أُمه أُم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق أُمه أُم فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر، أبو ابراهيم موسى بن جعفر الثقة أُمه جارية اسمها حميدة، أبو الحسن علي بن موسى الرضا أُمه جارية نجمة، أبو جعفر محمد بن علي الزكي أُمه جارية اسمها خيزران، أبو الحسن علي بن محمد الأمين أُمه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن علي الرفيق أُمه جارية اسمها سمانة وتكنى بأم الحسن، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله تعالى على خلقه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين)(2798).
ملحق رقم (4)
النص الكامل الوارد في اللوح الذي عند مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام).
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله نزل بهِ الروح الأمين من عند رب العالمين، عظّم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومذل الظالمين وديان يوم الدين، إني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدّته إلا جعلت له وصيّاً وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك الحسن والحسين، وجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدة أبيه وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين وابنه سمي جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ولأُسرَّنَّه في أوليائه وأشياعه وأنصاره، وانتجب بعده موسى فتنة عمياء حندس لان خيط وصيتي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي لا يشقون أبداً، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي ألا ان المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي وعلي وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأقّرنَّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني علي وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أَكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ستذلُّ أوليائي في زمانه ويتهادى برؤوسهم كما يتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين، مرعوبين، وجلين، تصبغ الارض من دمائهم ويفشو الويل والرنه في نسائهم أولئك حقاً، أدفع بهم كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأرفع القيود والأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)(2799).
ملحق رقم (5)
عدد من أسماء الوكلاء وغير الوكلاء ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (عجل الله فرجه) ورآه وكلمه وأسماء مدنهم(2800).
اسماء الوكلاء - المدينة التي منها
عثمان بن سعيد العمري - بغداد
محمد بن عثمان العمري - =
حاجز - =
البلالي - =
العطار - =
العاصي - الكوفة
محمد بن ابراهيم بن مهزيار - الاهواز
احمد بن اسحاق - قم
محمد بن صالح - همدان
البسامي - الري
الاسدي - =
القاسم بن العلاء - اذربيجان
محمد بن شاذان - نيسابور
ابو القاسم بن أبي حليس - بغداد
ابو عبد الله الكندي - =
ابو عبد الله الجنيدي - =
هارون القزاز - =
النيلي - =
ابو القاسم بن دبيس - =
ابو عبد الله بن فروخ - =
مسرور الطباخ - =
احمد ومحمد ابنا الحسن - =
اسحاق الكاتب من بني نيبخت - =
صاحب النواء - =
وصاحب الصرة - =
محمد بن كشمرد - همدان
جعفر بن حمدان - =
محمد بن هارون بن عمران - =
حسن بن هارون - الدينور
احمد بن أخيه - =
ابو الحسن - =
ابن باشالة - اصفهان
زيدان - الصميرة
الحسن بن النضر - قم
محمد بن محمد - =
علي بن محمد بن اسحاق وابوه - =
الحسن بن يعقوب - =
القاسم بن موسى وابنه - الري
ابو محمد بن هارون - =
صاحب الحصاة - =
علي بن محمد - =
محمد بن محمد الكليني - =
ابو جعفر الرفاء - =
مرداس - قزوين
علي بن احمد - =
رجلان من - فاقتر
ابن الخال - شهرزور
المحروج - فارس
صاحب الألف دينار - مرو
صاحب المال - =
الرقعة البيضاء - =
ابو ثابت - =
محمد بن شعيب ابن صالح - نيسابور
الفضل بن يزيد وابنه الحسن - اليمن
الجعفري - =
ابن الأعجمي - =
الشمشاطي - =
صاحب المولودين - مصر
صاحب المال - مكة
وأبو رجاء - =
ابو محمد بن الوجنا - نصيبين
الحصيني - الاهواز
القرآن الكريم
اولاً - المخطوطات.
* الصدوق، ابو جعفر محمد بن علي القمي (ت 381ه / 991م).
1 - مخطوط، (إكمال الدين وإتمام النعمة)، الناسخ: محمد يوسف السروي، نسخت سنة (1037هـ)، نسخة مكتبة آية الله السيد الكلبيكاني قدس سره، محفوظة في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، النجف الاشرف، بتسلسل (10/ 1/49).
ثانياً - المصادر الاولية.
* الأبرص، ابو زياد عبيد بن جشم بن عامر بن مالك (ت 554ه / 1159م).
2 - ديوان عبيد بن الأبرص، شرح: اشرف أحمد عدرة، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1994م).
* ابن الأثير، عز الدين ابن أبي علي بن أبي الكرم الشيباني، (ت630هـ/1232م).
3 - أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد عوض واخرون، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1996م).
4 - الكامل في التاريخ، تحقيق: ابي الفداء عبد الله القاضي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1987م).
5 - اللباب في تهذيب الانساب، د. تحق، د.ط، الناشر: مكتبة المثنى، (بغداد، د. ت).
6 - النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: علي حسن علي الحلبي، ط1، دار ابن الجوزي، (الرياض، 1421 ه).
* الاحسائي، محمد بن علي بن ابراهيم، (ت: 880 ه / 1475م).
7 - عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية، تقديم: شهاب الدين المرعشي، ط1، الناشر: مطبعة سيد الشهداء، (قم، 1983م).
* الاربلي، ابو الحسن علي بن عيسى بن ابي الفتح، (ت 693هـ/ 1293م).
8 - كشف الغمة في معرفة الأئمة، د: تحق، ط1، دار الاضواء، (بيروت، د. ت).
* الازرقي، محمد بن عبد الله بن احمد، (ت: 250هـ/ 864 م).
9 - أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، تحقيق: عبد الملك عبد الله دهيش، ط1، د. د، (مكة المكرمة، 2003م).
* ابن اسحاق، محمد بن يسار، (ت: 151 ه /768م).
10 - السيرة النبوية أو سيرة ابن إسحاق، تحقيق: محمد حميد الله، د. ط، الناشر: معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، (فاس، 1976م).
* الاسترابادي، محمد باقر(ت 1041هـ/1631م)
11 - الرواشح السماوية، تحقيق: نعمة الله الجليلي وغلام حسين، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ).
* الاسكافي، أبو علي محمد بن همام، (ت 336 / 947 م).
12 - التمحيص، نشر وتحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، د. ط، (قم، د. ت).
13 - منتخب الانوار في تواريخ الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، تحقيق: علي رضا هزار، ط1، الناشر: مكتبة دليل ما، (قم، 2001م).
* الاصفهاني، ابو الفرج بن علي بن الحسين، (ت: 356 ه / 966م).
14 - الاغاني، حقيق: علي النجدي، د.ط، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (القاهرة، 1993م).
15 - مقاتل الطالبيين، تحقيق: احمد صقر، ط2، منشورات الشريف الرضي، (قم، 1416 ه).
* الاصفهاني، ابي نعيم، (ت 430هـ/1038م).
16 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، د. تحق، ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1988م).
17 - دلائل النبوة، تحقيق: محمد رواس قلعجي، ط2، دار النفائس، (بيروت، 1986م).
* ابن أعثم الكوفي، ابو محمد احمد، (ت 314هـ/ 926م).
18 - كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، ط1، دار الاضواء، (بيروت، 1991م).
* البحراني، ميثم بن علي بن ميثم، (ت: 699ه / 1299م).
19 - النجاة في القيامة في تحقيق أمر الامامة، د. تحقيق، ط1، الناشر: مجمع الفكر الاسلامي، (قم، 1417 ه).
* البحراني، سليمان بن عبد الله الماحوزي، (ت 1121ه / 1709م).
20 - الاربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: مهدي رجائي، ط 1، الناشر: مطبعة امير، (قم، 1417هـ).
* البحراني، عبد الله نور الله (من تلامذة العلامة المجلسي).
21 - عوالم العلوم والمعارف والاحوال من الآيات والأخبار والاقوال في أحوال الامام الحجة بن الحسن المهدي، ط1، الناشر: عطر عطرت، (قم، 1432هـ).
* البحراني، هاشم، (ت 1109هـ/1697 م).
22 - البرهان في تفسير القرآن، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين، ط2، منشورات دار الاعلمي، (بيروت، 2006م).
23 - حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار (عليهم السلام)، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1413 ه).
24 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص والعام، تحقيق: علي عاشور، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2001م).
25 - المحجة فيما نزل في القائم الحجة (عجّل الله فرجه)، تحقيق: محمد منير الميلاني، ط1، مؤسسة النعمان، (بيروت، 1992 م).
26 - مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق: عباد الله الطهراني، ط1، مؤسسة المعارف (قم، 1415ه).
27 - ينابيع المعاجز واصول الدلائل، تحقيق: فارس حسون كريم، ط1، الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1416هـ).
* البحراني، يوسف، (ت1186 / 1772م).
28 - الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة، تحقيق: محمد تقي الايرواني، د. ط، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، د. ت).
* البخاري، أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم، (ت: 256ه / 869م).
29 - صحيح البخاري، د. تحق، دار صادر، (بيروت، د. ت).
* البخاري، ابو نصر سهل بن عبد الله، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
30 - سر السلسلة العلوية في انساب السادة العلوية، تقديم: محمد صادق بحر العلوم، د.ط، منشورات المكتبة الحيدرية، (النجف الاشرف، 1962م).
* البرسي، رجب، (ت 813هـ/ 1410م).
31 - مشارق انوار اليقين في اسرار أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: علي عاشور، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1999م).
* البرقي، ابو جعفر احمد بن محمد بن خالد، (ت: 274 أو 280هـ/887 - 893م).
32 - المحاسن، تحقيق: مهدي الرجائي، ط3، الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت، (د. م، 2011م).
* البزاز، ابي بكر احمد بن عمر بن عبد الخالق العتكي، (ت:292هـ/904م).
33 - البحر الزخار المعروف بمسند البزاز، تحقيق: محفوظ الرحمن زيد، ط1، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، (دمشق، 1988م).
* البغدادي، ابو بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد المعروف بالخطيب البغدادي، (ت 463 ه / 1070م).
34 - تاريخ الانبياء، تحقيق: آسيا كليبان البارح، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2004م)
35 - تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها المعروق بتاريخ بغداد، تحقيق: بشار عواد، ط1، دار الغبر الاسلامي، (بيروت، 2001م).
* البغدادي، عبد القادر بن عمر، (ت: 1093هـ/ 1682م).
36 - خزانة الادب ولب لباب لسان العرب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط 4، الناشر: مكتب الخانجي، (القاهرة، 1997 م).
* البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، (ت 739هـ/ 1338م).
37 - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: علي محمد البجاري، ط1، دار الجيل، (بيروت، 1992م).
* البغدادي، الكاتب، (ت: 320هـ/ 933م).
38 - تاريخ الأئمة، تاريخ مجموع اشرف على جمعه محمود الحسيني المرعشي عدد من علماء الشيعة، د. ط، الناشر مكتبة المرعشي النجفي، (قم، 1406 ه).
* البغوي، الحسين بن مسعود، (ت 516 ه / 1122م).
39 - شرح السنة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ط2، الناشر: المكتب الاسلامي، (بيروت، 1983م).
* البلخي، أبو زيد أحمد بن سهل، (ت 322 ه / 933م).
40 - البدء والتاريخ، تحقيق: خليل عمران المنصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 997م).
* البياضي، زين الدين ابي محمد علي بن يونس العاملي، (ت: 877ه / 1472م).
41 - الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، تحقيق: محمد باقر البهبودي، د. ط، الناشر: مطبعة الحيدري، (د. م، د. ت).
* البيهقي، ابو بكر احمد بن الحسين، (ت: 458 ه / 1065م).
42 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبد المعطي قلجي، ط1، دار الريان، (القاهرة، 1988م).
* البيضاوي، ناصر الدين ابو الخير عبد الله بن عمر، (ت: 69ه / 1291م).
43 - انوار التنزيل واسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي، تقديم: محمد عبد الرحمن المرعشلي، ط1، دار احياء التراث، (بيروت د. ت).
* الترمذي، ابو عيسى محمد بن عيسى، (ت 279هـ/ 892م).
44 - الجامع الكبير أو سنن الترمذي، تحقيق: بشار عواد معروف، ط1، دار الغرب الإسلامي، (بيروت، 1996 م).
45 - الشمائل المحمدية، تحقيق: اسامة الرحال، ط1، دار الفيحاء، (دمشق، 2001م).
* التستري، نور الله الحسيني المرعشي، (ت 1019هـ/1610م).
46 - شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل، تحقيق: شهاب الدين الحسيني المرعشي، ط1، الناشر: مكتبة السيد المرعشي، (قم، د. ت).
* التفرشي، مصطفى بن الحسين الحسيني، (من أعلام القرن الحادي عشر الهجري).
47 - نقد الرجال، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (قم، 1418هـ).
* الثعلبي، ابو إسحاق احمد، (ت: 427 ه / 1035م).
48 - قصص الأنبياء المسمى بالعرائس، د. تحق، د. ط، الناشر: مكتبة الجمهورية العربية، (القاهرة، د. ت).
49 - الكشف والتبيان المعروف بتفسير الثعلبي، تحقيق: محمد بن عاشور، ط1، دار إحياء التراث، (بيروت، 2002م).
* الثمالي، ابو حمزة ثابت بن دينار، (ت148هـ/765م).
50 - تفسير القرآن الكريم، جمع وتحقيق: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، ط، دار المفيد، (بيروت، 2000م).
* الجاحظ، ابي عثمان عمرو بن بحر، (ت: 255هـ/ 869 م).
51 - البيان والتبيين، تحقيق: فوزي عطية، د. ط، دار صعب، (بيروت، د. ت).
* أبي الجارود، زياد بن المنذر العبدي، (ت224ه /838م).
52 - تفسير أبي الجارود في مسنده، تحقيق: علي شاه زاده، ط1، دار الحديث، (قم، 1434هـ).
* ابن جبير، ابو الحسين محمد الكناني الاندلسي، (ت 614هـ/ 1217م).
53 - رحلة ابن جبير، ط1، دار الشرق العربي، (بيروت، 2007م).
* الجريري، ابي الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، (ت 390هـ/ 999م).
54 - الجليس الصالح الكافي والانيس الناصح الشافي، تحقيق: احسان عباس، ط1، الناشر: عالم الكتب، (بيروت، 1993م).
* الجزائري، نعمة الله (ت: 1112ه / 1700م).
55 - الانوار النعمانية، ط1، دار القارئ ودار الكوفة، (بيروت، 200 م).
56 - النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ط1، الناشر: المكتبة الحيدرية، (قم، 142هـ).
* جمال الدين، ابي منصور بن زين الدين حسن الشهيد الثاني (المعروف بصاحب المعالم)، (ت 1011ه / 1602 م).
57 - التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حل الإشكال في معرفة الرجال للسيد احمد بن طاووس الحسيني، (ت: 664هـ/ 1247م)، تحقيق: محمد حسن ترحيني، ط1، الناشر: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1988م).
58 - منتقى الجنان في الأحاديث الصحاح والحسان، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، د. ط، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، (قم، 1406هـ).
* الجوهري، ابو عبد الله احمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، (ت 401هـ/1010م).
59 - مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة، ط1، الناشر: مؤسسة البعثة، (قم، 1429هـ).
* ابن الجوزي، ابو الفرج شمس الدين أبو المظفر بن فرغلي بن عبد الله البغدادي سبط الحافظ، (ت: 654هـ/1256م).
60 - تذكرة الخواص أو (تذكرة خواص الأمة)، تقديم: محمد صادق بحر العلوم، د. ط، الناشر: مكتبة نينوى، (طهران، د. ت).
* ابن الجوزي، ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، (ت 597هـ/ 1200م).
61 - صفة الصفوة، تحقيق: طارق محمد، د. ط، دار ابن خلدون، (القاهرة، د. ت).
62 - المنتظم في تاريخ الملوك والامم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1992م).
63 - الوفاء بأحوال المصطفى، تحقيق: محمد زهري النجار، د. ط، الناشر: المؤسسة السعيدية، (الرياض، د. ت).
* ابن حبان، ابو حاتم محمد بن حبان بن احمد التميمي، (ت: 354هـ/965م).
64 - صحيح ابن حبان بترتيب بن لبان، علاء الدين بن علي الفارسي (ت 739هـ/ 1339م) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ط2، نشر: مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1993م).
* ابن حجر، احمد بن محمد المكي الهيتمي، (ت 974 / 1566م).
65 - القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، تحقيق: مصطفى عاشور، د. ط، الناشر: مكتبة القرآن، (القاهرة، د. ت).
* ابن حجر، شهاب الدين ابو الفضل احمد بن علي العسقلاني، (ت852هـ/ 1448م).
66 - تهذيب التهذيب، تحقيق: حمادة ضميرة، ط2، دار احياء التراث، (بيروت، 1993م).
67 - لسان الميزان، د. تحقيق، ط2، الناشر: مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 1971م).
68 - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، تحقيق: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي، ط1، د. دار، (الرياض، 2001م).
* ابن الحجام، محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار البزاز، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
69 - تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليهم، تحقيق: فارس تبريزيان، ط1، الناشر: مؤسسة الهادي، (قم، 1420هـ).
* الحراني، ابو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
70 - تحف العقول عن آل الرسول، تحقيق: حسين الأعلمي، ط1، منشورات ذوي القربى، (قم، 1424هـ).
* ابن حزم، ابو محمد علي بن احمد، (ت: 456ه / 1063م).
71 - جوامع السيرة النبوية، تحقيق: عبد الكريم سامي الجندي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2003م).
72 - جمهرة أنساب العرب، مراجعة: عبد المنعم خليل، ط5، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2009م).
* الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله بن احمد، (من أعلام القرن الخامس الهجري).
73 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت، تحقيق: محمد باقر المحمودي، ط2، منشورات الأعلمي، (بيروت، 2010 م).
* الحسيني، شرف الدين علي الاسترابادي النجفي، (ت 965هـ/ 1557 م).
74 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، تحقيق ونشر: مدرسة الامام المهدي، ط1، (قم، 1407 ه).
* الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر(المعروف بالعلامة الحلي)، (ت726هـ/1325م)
75 - الالفين في امامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ط1، الناشر: مكتبة الألفين، (الكويت، 1985 م).
76 - الباب الحادي عشر، شرح: مقداد بن عبد الله السيوري، ط1، الناشر: هيئة محمد الامين، (كربلاء، 2003م).
77 - ترتيب خلاصة الاقوال في معرفة الرجال، تحقيق: مجمع البحوث الاسلامية، ط1، نشر: مجمع البحوث الاسلامية، (مشهد، 2001م).
78 - المستجاد من كتاب الإرشاد، تحقيق: محمد البدري، ط1، الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية، (قم، 1417هـ).
79 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين، تحقيق: حسين الدركهاي، ط3، دار المفيد، (بيروت، 2013م).
80 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب، تحقيق ونشر: مجمع البحوث السلامية، ط1، (مشهد، 1412 ه).
81 - منهاج الكرامة في معرفة الامامة، تحقيق: عبد الرحيم المبارك، ط1، الناشر: انتشارات تاسوعا، (قم، د. ت).
* الحلي، رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر، (من اعلام القرن الثامن الهجري).
82 - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1408 ه).
* الحلي، نجم الدين أبو القاسم بن الحسن بن سعيد (المعروف بالمحقق الحلي)، (ت: 676 ه / 1277م).
83 - المسلك في اصول الدين، تحقيق: رضا الاستادي، ط 1، الناشر: مركز البحوث الإسلامية، (مشهد، 1414هـ).
84 - شرائع الاسلام، تعليق: صادق الشيرازي، ط2، الناشر: انشارات استقلال، (قم، 1409هـ).
* الحلي، الحسن بن سليمان، (كان حياً سنة 802ه / 1399 م).
85 - مختصر بصائر الدرجات، د.تحقيق، ط1، نشر المطبعة الحيدرية، (النجف الأشرف، 1950 م)
86 - تفضيل الأئمة على الانبياء والملائكة، تحقيق: مشتاق صالح المظفر، ط1، الناشر: مكتبة العلامة المجلسي، (قم، 1430هـ).
* الحلبي، تقي الدين أبي الصلاح (ت: 474ه / 1081م).
87 - تقريب المعارف في الكلام، تحقيق: رضا الاستاذي، د. ط، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1404هـ).
* الحلواني، الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر، (من اعلام القرن الخامس).
88 - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، نشر وتحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، (قم، 4140هـ).
* ابن حمزة، عماد الدين ابي جعفر محمد بن علي الطوسي، (من اعلام ق 6هـ).
89 - الثاقب في المناقب، تحقيق: نبيل رضا علوان، ط3، الناشر: مؤسسة أنصاريان، (قم، 1419هـ).
* الحميري، ابو العباس عبد الله بن جعفر، (من اعلام القرن الثالث الهجري).
90 - قرب الاسناد، تحقيق: مؤسسة آل البيت، ط1، الناشر: مؤسسة آل البيت، (بيروت، 1993م).
* الحميري، اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة (من أعلام القرن الثاني الهجري).
91 - ديوان السيد الحميري، تقديم وشرح: ضياء حسين الأعلمي، ط1، منشورات الأعلمي، (بيروت، 1999م).
* الحموي، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله البغدادي، (ت626هـ/1228م).
92 - معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، تحقيق: إحسان عباس، ط1، دار الغرب الإسلامي، (بيروت، 1993 م).
93 - معجم البلدان، د. ط، دار صادر، (بيروت، 1977م).
* الحنبلي، مرعي بن يوسف المقدسي، (من اعلام القرن الحادي عشر الهجري).
94 - فرائد فوائد الفكر في الامام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، تحقيق: سامي الغريري، ط2، مؤسسة دار الكتاب الاسلامي، (قم، 2007 م).
* الحويزي، عبد علي جمعه العروسي، (ت: 1112هـ/ 1700م).
95 - تفسير نور الثقلين، تعليق: هاشم المحلاتي، ط1، نشر: مؤسسة إسماعليان، (قم، 1412هـ).
* الخراساني، إبراهيم الجويني، (من أعلام القرن السابع والثامن الهجري).
96 - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام)، تحقيق: محمد باقر المحمدي، ط1، دار الحبيب، (طهران، 1428هـ).
* الخزاعي، دعبل بن علي، (ت246 ه / 860 ه).
97 - ديوان دعبل الخزاعي، شرح: حسن حمد، ط1، الناشر: دار الكتاب العربي، (بيروت، 1994م).
* الخصيبي، ابو عبد الله الحسين بن حمدان، (ت: 334 ه / 945م).
98 - الهداية الكبرى، د. تحقيق، ط4، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 1991م).
* ابن خلكان، ابو العباس شمس الدين احمد بن محمد بن ابي بكر، (ت 681هـ/1282م).
99 - وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان، تحقيق: احسان عباس، ط1، دار صادر، (بيروت، 1977م).
* الخوارزمي، الموفق بن احمد بن محمد المكي، (ت: 568هـ/1168م).
100 - المناقب، مالك المحمودي، ط2، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1411هـ).
* الدار قطني، علي بن عمر، (ت 385 /995م).
101 - سنن الدار قطني، تحقيق: مجدي منصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1996م).
* ابن داوود، سليمان بن الأشعث السجستاني، (ت: 275هـ/ 889م).
102 - صحيح سنن ابي داوود، تحقيق: محمد ناصر الدين، ط1، دار المعارف، (الرياض، 1998م).
* ابن داوود، تقي الدين الحسن بن علي الحلي، (ت بعد سنة 707هـ/ 1307م).
103 - رجال ابن داود، ط1، الناشر: المطبعة الحيدرية، (النجف، 1972م).
* الديلمي، الحسن بن أبي الحسن محمد، (من أعلام القرن الثامن الهجري).
104 - إرشاد القلوب، تحقيق: هاشم الميلاني، ط2، دار الأسوة، (قم، 2004م).
* الذهبي، شمس الدين محم بن احمد بن عثمان، (ت748هـ/1347 م).
105 - تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1992م).
106 - تجريد اسماء الصحابة، د. تحق، د. ط، دار المعرفة، (بيروت، د. ت).
107 - دول السلام، تحقيق: حسين إسماعيل مروة، ط1، دار صادر، (بيروت، 1999م).
108 - سير اعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعلي ابو زيد، ط9، مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1993م).
109 - العبر في خبر من غبر، تحقيق: محمد سعيد، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1985م).
* الرازي، احمد بن محمد بن المظفر المختار، (ت: 631ه / 1233م).
110 - ما نزل من القرآن في علي بن ابي طالب (عليه السلام)، تحقيق: حسن الموسوي، ط1، دار ومخطوطات العتبة العباسية المقدسة، (كربلاء، 2013م).
* الرازي، محمد بن فخر الدين بن ضياء الدين بن عمر، (ت 604هـ/1207م).
111 - تفسير الفخر الرازي الشهير (التفسير الكبير ومفاتيح الغيب)، د. تحقيق، ط1، دار الفكر، (بيروت، 1981م).
112 - المحصول في علم اصول الفقه، تحقيق: طه جابر فياض العلواني، ط3، الناشر: مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1997م).
* الرازي، محمد بن عمر بن الحسين الشافعي، (ت: 606هـ/ 1209م).
113 - الشجرة المباركة في انساب الطالبية، تحقيق: مهدي رجائي، ط2، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، (قم، 2000م).
* الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر، (ت 666هـ/ 1267م).
114 - مختار الصحاح، ط1، مكتبة لبنان، (بيروت، 1986م).
* الرازي، ابو لقاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
115 - كفاية الاثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر، تحقيق: محمد كاظم الموسوي، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1430هـ).
* الرازي، سديد الدين محمود الحمصي، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
116 - المنقذ من التقليد، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، (قم، 1412هـ).
* الراوندي، محمد بن سعيد بن هبة الله بن الحسن، (ت 573هـ/ 1178م).
117 - الخرائج والجرائح، تحقيق ونشر: مؤسسة الامام المهدي، (عجّل الله فرجه) ط1، (قم، 1409هـ).
118 - الدعوات، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي، ط1، (قم، 1407هـ).
119 - قصص الأنبياء، تحقيق: غلام رضا، ط1، مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد، 1 198م).
120 - عجالة المعرفة في اصول الدين، تحقيق: محمد رضا الجلالي، د. ط، الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، (بيروت، 1998م).
* الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، (ت: 1205ه / 1772م).
121 - تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مصطفى حجازي، د.ط، الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون، (الكويت، 1977 م).
* الزراري، احمد بن محمد بن سليمان بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني الكوفي، (ت 368هـ/ 978 م).
122 - رسالة أبي غالب الزراري إلى ابنه في ذكر آل أعين وتكملتها لأبي عبد الله الغضائري، (ت 411هـ/1020م)، تحقيق: محمد رضا الحسيني، ط1، الناشر: مركز البحوث والتحقيقات الاسلامية، (قم، 1411هـ).
* الزرندي، جمال الدين بن يوسف الحنفي، (ت 757ه /1356م).
123 - معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول والبتول، تحقيق: محمد كاظم المحمودي، ط، مجمع احياء الثقافة الاسلامية، (قم، 2004م).
* الزمخشري، ابو القاسم جار الله محمود بن عمر بن احمد، (ت 538هـ/ 1143م).
124 - أساس البلاغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود، ط1، دار الكنب العلمية، (بيروت، 1998م).
* الزيات، بي عتاب عبد الله، (ت: 401هـ/ 1010م).
125 - طب الأئمة، تحقيق: محمد مهدي حسن الخرسان، ط2، (قم، 1411هـ).
* السبزواري، محمد بن محمد (من اعلام القرن السابع الجري).
126 - جامع الاخبار أو معارج اليقين في اصول الدين، تحقيق: علا آل جعفر، ط1، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، (بيروت، 1993م).
* السجستاني، ابو حاتم سهل بن محمد بن عثمان البصري، (ت235هـ/849م).
127 - المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم وما قالوه في منتهى أعمارهم، تحقيق: محمد أمين الخانجي، ط1، الناشر: مطبعة السعادة، (القاهرة، 1905م).
* السدآبادي، عبيد الله بن عبد الله، (من اعلام القرن الخامس الهجري).
128 - المقنع في الامامة، تحقيق: شاكر شبع، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1414هـ).
* السمرقندي، محمد بن الحسين بن عبد الله الحسيني المدني، (ت 996هـ/1587م).
129 - تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبد الله وابي طالب، تحقيق: انيس الكتبي، ط1، الناشر: خزانة الكتب الحسينية الخاصة، (د. ت، د. م).
* السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، (ت 911هـ/1505م).
130 - إحياء الميت بفضائل أهل البيت، تحقيق: عباس احمد صقر الحسيني، ط1، دار المدينة المنورة، (المدينة المنورة، 1420ه).
131 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواووي، تحقيق: ابو قتيبة نظر محمد الفاريابي، ط2، مكتبة الكوثر، (بيروت، 1415هـ).
132 - الجامع الصغير في احاديث البشير والنذير، د. تحق، ط1، دار الفكر، (بيروت، 1981م).
133 - الحاوي في الفتاوي، تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2000م).
134 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، تحقيق: عبد الله محسن التركي، ط 1، دار هجر، (القاهرة، 2003م).
135 - الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير، تحقيق: محمد نزار تميم وهيثم نزار تميم، د. ط، دار الارقم، (بيروت، د. ت).
136 - العرف الوردي في اخبار المهدي (عجل الله فرجه)، تحقيق: مصطفى صبحي الخضر، ط1، دار الكوثر، (دمشق، 2001م).
137 - المزهر في علوم اللغة وانواعها، تحقيق: محمد احمد جاد واخرون، د.ط، منشورات المكتبة العصرية، (بيروت، 1986م).
* ابن سعد، محمد بن منيع الزهري، (ت 230هـ/844 م).
138 - كتاب الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، ط1، الناشر: مكتبة الخانجي، (القاهرة / 2001م).
* السلمي، يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي، (ت685هـ/1286م).
139 - عقد الدرر في أخبار المنتظر، تحقيق: مهيب بن صالح، ط1، الناشر: مكتبة المنار، (عمان، 1989م).
* السمعاني، ابو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور، (ت562هـ/1166م).
140 - الأنساب، تحقيق: عبد الله عمر البارودي، ط1، دار الجنان، (بيروت، 1988م).
* السمهودي، نور الدين علي بن احمد، (ت 911هـ/ 1505م).
141 - وفاء الوفا بأخبار المصطفى، تحقيق: خالد عبد الغني، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2006م).
* ابن سيدة، ابو الحسن علي بن اسماعيل النحوي، (ت 458هـ/1047م).
142 - المخصص، د. تحق، د. ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، د. ت).
* ابن شاذان ابي الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسين القمي، (من اعلام القرني الرابع والخامس الهجريين).
143 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: نبيل رضا علوان، ط2، الناشر: أنصاريان، (قم، 1413هـ).
* الشافعي، كمال الدين محمد بن طلحة، (ت 652هـ/1254م).
144 - الدر المنتظم في السر الاعظم، تحقيق: ماجد أحمد عطية، ط1، دار الهادي، (بيروت، 2004م).
* الشامي، جمال الدين يوسف بن حاتم، (من اعلام القرن السابع الهجري).
145 - الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي، ط2، (قم، 1431هـ).
* الشبراوي، عبد الله بن محمد بن عامر، (ت 1171هـ/ 1757م).
146 - الإتحاف بحب الأشراف، تحقيق: سامي الغريري، ط1، دار الأسوة، (قم، 2002م).
* الشريف المرتضى، علي بن الحسين الموسوي، (ت 436هـ/1044م).
147 - الشافي في الامامة، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب، ط2، مؤسسة الصادق للطباعة، (طهران، 2004 م).
* الشريف الرضي، محمد بن حسين، (ت 406/ 1015م).
148 - المجازات النبوية، تصحيح: مهدي شوسمند، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ).
* الشهرستاني، ابو الفتح محمد بن عبد الكريم، (ت 548هـ/1155م).
149 - الملل والنحل، تحقيق: محمد بن فريد، د. ط، (القاهرة، 2003م).
* الشهيد الثاني، زين الدين بن علي بن احمد العاملي، (ت 965هـ/1557م).
150 - حقائق الايمان، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1409هـ).
* أبي شيبة، ابي بكر عبد الله بن محمد بن ابراهيم العبسي، (ت235هـ/849م).
151 - المصنف، تحقيق: اسامة ابراهيم محمد، ط1، الناشر: مؤسسة الفاروق الحديث (القاهرة، 2008م).
* الشيرازي، علي خان، (ت 1130هـ/ 1717م).
152 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، ط2، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1983م).
* ابن الصباغ، علي بن محمد بن احمد المالكي المكي، (ت 855هـ/1451م).
153 - الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة (عليهم السلام)، ط2، دار الأضواء، (بيروت، 1988م).
* الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، (ت 381هـ/ 991م).
154 - إكمال الدين وإتمام النعمة، تقديم وتصحيح: محمد مهدي السيد حسن الخرسان، ط 1، دار المرتضى، (بيروت، 2009م).
155 - إكمال الدين وإتمام النعمة، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1985م).
156 - إكمال الدين وإتمام النعمة، تصحيح وتعليق: حسين الأعلمي، ط1، الناشر: مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1991م).
157 - أمالي الصدوق، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، منشورات مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2009م).
158 - الاعتقادات، تحقيق: عصام عبد السيد، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1413هـ).
159 - التوحيد، تحقيق: هاشم الحسيني الطهراني، د. ط، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، د. ت).
160 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، دار طليعة النور، (قم، 1425هـ).
161 - الخصال، تحقيق: علي أكبر غفاري، ط1، مؤسسة الاعلمي للنشر، (بيروت، 1990م).
162 - صفات الشيعة، تحقيق: اللجنة العلمية في مكتبة يارسا، ط1، الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2009 م).
163 - علل الشرائع، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، ط1، منشورات المكتبة الحيدرية، (قم، 1425هـ).
164 - عيون أخبار الرضا، د. تحق، ط1، الناشر: انتشارات الشريف الرضي، (قم، 1378هـ).
165 - مشيخة الفقيه، شرح وترجمة وتعليق: محمد جعفر شمس الدين، ط2، دار الهادي، (بيروت، 2005م).
166 - معاني الاخبار، تحقيق: علي أكبر غفاري، ط، دار المعرفة، (بيروت، 1979م).
167 - من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر غفاري، ط2، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، 1404هـ).
168 - الهداية، نشر وتحقيق: مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام)، ط1، (قم، 1418هـ).
* الصفار، ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، (ت290هـ/ 902م).
169 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمد، تحقيق: مؤسسة الامام المهدي (عجل الله فرجه)، ط1، الناشر: عطر عترت، (قم، د. ت).
* الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك، (ت: 764هـ/ 1363م).
170 - الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناوؤط وتزكي مصطفى ط1، دار إحياء التراث، (بيروت، 2000م).
* ابن طاووس، رضي الدين ابو القاسم علي بن سعد الدين ابي ابراهيم موسى بن جعفر محمد الحسني الحسيني، (ت664هـ/1265م).
171 - التشريف بالمنن في التعريف بالملاحم والفتن، تحقيق ونشر: مؤسسة صاحب الامر، ط1، (اصفهان، 1416 ه).
172 - جمال الاسبوع بكمال المشروع، تحقيق: جواد قيومي، ط1، الناشر: مؤسسة الآفاق، (قم، د. ت).
173 - سعد السعود للنفوس، تحقيق: مركز الأبحاث في قسم إحياء التراث، ط1، الناشر: بو ستان كتاب قم، (قم، 1422هـ).
174 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، د. تحق، د. ط، الناشر: مطبعة الخيام، (قم، 1980م).
175 - فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، د. تحق، د. ط، دار الذخائر، (قم، د. ت).
176 - فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة، تحقيق: غلام حسين المجيدي، ط1، الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي، (قم، 1419هـ).
177 - اللهوف في قتلى الطفوف، د. تحق، ط1، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1993 م).
178 - مصباح الزائر، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (قم، 1417هـ).
179 - مهج الدعوات ومنج العبادات، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، منشورات دار الاعلمي، (بيروت، 1994 م).
180 - اليقين باختصاص مولانا علي بأمرة المؤمنين، تحقيق: الانصاري، ط1، مؤسسة الثقلين لإحياء التراث، (بيروت، 1989م).
* الطبري، محمد بن جرير بن رستم، (من أعلام القرن الرابع الهجري).
181 - دلائل الإمامة، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية في مؤسسة البعثة، ط1، الناشر: مؤسسة البعثة، (قم، 1992م).
182 - المسترشد في امامة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، تحقيق: احمد المحمودي، ط1، الناشر: مؤسسة الثقافة الإسلامية، (قم، د. ت).
183 - نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة، تحقيق: باسم محمد الاسدي، ط 1، الناشر: دليل ما، (قم، 2007 م).
* الطبري، أبو جعفر محمد بن ابي القاسم محمد بن علي، (من علماء القرن السادس الهجري).
184 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، تحقيق: مكتبة الكوثر، ط1، مؤسسة مدين، (قم، 1428 ه).
* الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير، (ت 310هـ / 922م).
185 - تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، ط2، دار المعارف، (القاهرة، د. ت).
186 - جامع البيان عن تأويل أي القرآن المعروف بتفسير الطبري، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، دار هجر، (القاهرة، 2001م).
* الطبراني، أبو القاسم سليمان بن احمد، (ت 360هـ/970م).
187 - المعجم الأوسط، تحقيق: معاذ طارق وعبد المحسن إبراهيم، ط1، دار الحرمين، (القاهرة، 1995 م).
* الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، (ت548هـ/ 1153م).
188 - سيرة المعصومين المسمى (أعلام الورى وأعلام الهدى)، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، ط1، دار الحجة (عجّل الله فرجه)، (قم، 2004م).
189 - مجمع البيان في تفسير القرآن، ط1، دار المرتضى، (بيروت، 2006م).
190 - مكارم الاخلاق، تحقيق: حسين الاعلمي، ط2، منشورات الاعلمي، (بيروت، 2001م).
* الطبرسي، ابو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، (من علماء القرن السادس).
191 - الاحتجاج، د. تحق، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2009م).
* الطرابلسي، ابو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، (ت 449هـ/1057م).
192 - كنز الفوائد، تحقيق: عبد الله نعمة، د. ط، دار الاضواء، (بيروت، 1985 م).
* الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت460هـ/1067م).
193 - الاستبصار فيما اختلف فيه من الاخبار، تحقيق: حسن الموسوي، ط3، دار الكتب الإسلامية، (طهران، 1390هـ).
194 - الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، د. تحقيق، ط2، دار الأضواء، (بيروت، 1986م).
195 - التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: احمد حبيب قيصر العاملي، د. ط، دار إحياء التراث، (بيروت، د. ت).
196 - تلخيص الشافي، تحقيق: حسين بحر العلوم، ط1، الناشر: مؤسسة انتشارات المحبين، (قم، د. ت).
197 - تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد، تحقيق: حسن الخرسان، ط2، دار الكتب الإسلامية، (طهران، د. ت).
198 - رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي، ط5، نشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1430 ه).
199 - الرسائل العشر، د. تحقيق، ط2، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1414هـ).
200 - الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني وعلي احمد ناصح، ط3، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 2004م).
201 - الفهِرست، تحقيق: محمد صادق آل بحر العلوم، د. ط، الناشر: المكتبة المرتضوية، (النجف، د. ت).
202 - كتاب الأمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة، ط1، دار الثقافة، (قم، 1414هـ).
203 - مصباح المتهجد، تصحيح: حسين الاعلمي، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1998م).
* الطوسي، ابو جعفر محمد بن علي المعروف بابن حمزة، (من أعلام القرن السادس الهجري).
204 - الوسيلة إلى نيل الفضيلة، تحقيق: محمد الحسون، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1408هـ).
* العاملي، بدر الدين بن احمد، (ت: 1060ه / 1650م).
205 - الحاشية على اصول الكافي، تحقيق: علي الفاضلي، ط1، دار الحديث، (قم، 1425هـ).
* العاملي، محمد بن الحسن الحر، (ت: 1104هـ/ 1692).
206 - اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، تحقيق شهاب الدين تقديم: شهاب الدين المرعشي، ط1، منشورات الاعلمي (بيروت، 2004م).
207 - الجواهر السنية في الاحاديث القدسية، ط1، الناشر: مكتبة المفيد، (قم، د. ت).
208 - كشف التعمية في حكم التسمية، تحقيق: مهدي حمد، ط1، دار الهادي، (بيروت، 2004 م).
209 - هداية الأمة إلى أحكام الأئمة، تحقيق: قسم الحديث في مجمع البحوث الإسلامية، ط1، نشر: مجمع البحوث الإسلامية، ط1، (مشهد، 1414هـ).
210 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث د.ط، (قم، 1414 ه).
* العاملي، محمد بن علي الموسوي، (ت 1009هـ/ 1600م).
211 - مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط1، (مشهد، 1410 ه).
* ابن العبري، ريغوريوس ابي الفرج بن اهرون الطبيب، (ت685هـ/1286م).
212 - تاريخ مختصر الدول، تحقيق: أنطوان صالحاني اليسوعي، ط2، دار الرائد اللبناني، (بيروت، 1983م).
* عبد الوهاب، حسين (من اعلام القرن الخامس).
213 - عيون المعجزات، تحقيق: فلاح الشريفي، د. ط، مؤسسة بضعة الرسول (عليها السلام)، (د. م، 2001م).
* ابن عبد البر، أبو عمر يوسف القرطبي، (ت 463هـ/ 1070م).
214 - جامع بيان العلم وفضله، تحقيق: ابي الأشبال الزهيري، ط1، دار ابن حزم، (الرياض، 1994م).
215 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تصحيح: عادل مرشد، ط1، دار الاعلام، (عمان، 2002م).
* ابن عبد ربه، احمد بن محمد الأندلسي، (ت 328هـ/ 939 م).
216 - العقد الفريد، تحقيق: مفيد محمد قميمة، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1983م).
* ابن عساكر، ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، (ت571هـ/1157م).
217 - تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل واجتاز بنواحيها من وارديها واهلها، تحقيق: محب الدين ابي سعيد العموري، د. ط، دار الفكر، (بيروت، د.ت).
* العلوي، محمد بن علي بن الحسين، (من اعلام القرن الخامس الهجري).
218 - المناقب، تحقيق: حسين البروجردي، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1428 ه).
* الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ت 40هـ/642 م).
219 - نهج البلاغة (ما جمعه الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، شرح: محمد عبده، ط3، دار القارئ، (بيروت، 2013).
* الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)(ت: 95ه /695م).
220 - الصحيفة السجادية، نشر وتحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، (قم، 1411هـ)
* ابن عنبة، جمال الدين احمد بن علي الحسني (ت 828هـ/ 1424م).
221 - عمدة الطالب في أنساب أبي طالب، ط1، منشورات مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 2015م).
* العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي، (ت320هـ/932م).
222 - تفسير العياشي، تحقيق: هاشم المحلاتي، د. ط، الناشر، المكتبة العلمية الإسلامية، (طهران، د. ت).
* ابن الغضائري، احمد بن الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم ابي الحسن الواسطي البغدادي، (من أعلام القرن الخامس الهجري).
223 - الرجال، تحقيق: محمد رضا الحسيني الجلالي، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ).
* ابن فارس، ابو الحسن احمد بن زكريا، (ت: 395ه / 1004م).
224 - معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، د. ط، الناشر: مكتب الاعلام الإسلامي، (قم، 1984م).
* الفراهيدي، الخليل بن احمد، (ت: 170هـ/786م).
225 - كتاب العين، تحقيق، عبد الحميد هنداوي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2003 م).
* الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، (ت 817هـ/1414م).
226 - القاموس المحيط، تحقيق: مكتب التراث في مؤسسة الرسالة، ط8، مؤسسة الرسالة، (بيروت، 2005).
* القاضي النعمان، ابو حنيفة بن محمد التميمي المغربي، (ت 363هـ/ 925م).
227 - دعائم الاسلام وذكر الحلال والحرام وقضايا الاحكام عن اهل بيت رسول الله عليه وعليهم افضل السلام، تحقيق: آصف علي أصر فيضي، د.ط، دار المعارف، (القاهرة، 1963م).
228 - شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار، تحقيق: محمد الحسيني الجلالي، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1409هـ).
* القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الانصاري، (ت671هـ/ 1272م).
229 - الجامع لإحكام القرآن، د. تحق، د. ط، دار احياء التراث، (بيروت، 1985م).
* القفطي، جمال الدين أبي الحسن علي، (ت: 646هـ/1248م).
230 - أخبار العلماء بأخبار الحكماء د. تحق، د.ط، الناشر: مكتبة المتنبي، (القاهرة، د. ت).
* القلقشندي، ابي العباس احمد، (ت821هـ/ 1418م)
231 - نهاية الارب في معرفة أنساب العرب، تحقيق: ابراهيم الأبياري، ط3، دار الكتاب اللبناني، (بيروت، 1991م).
* القمي، ابو الحسن علي بن ابراهيم، (من اعلام القرنين 3 و4 الهجريين).
232 - تفسير القمي، تحقيق: طيب الموسوي الجزائري، ط3، مؤسسة دار الكتاب للطباعة، (قم، 1984م).
* القمي، محمد بن الحسن، (من اعلام القرن السابع).
233 - العقد النضيد والدر الفريد في فضائل أمير المؤمنين واهل بيت النبي (عليهم السلام)، تحقيق: علي واسط الناطقي، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ).
* القمي، ابو الفضل سديد الدين بن شاذان بن جبريل، (من اعلام القرن السادس الهجري).
234 - الفضائل، تحقيق: محمود البدري، ط1، الناشر: دار زائر، (قم، د. ت).
* القمي، محمد بن طاهر بن محمد حسين الشيرازي، (ت: 1089هـ/1678م)
235 - الاربعين في امامة الائمة الطاهرين، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مطبعة الامير، (قم، 141هـ).
* القمي، سعد بن عبد الله ابي خلف الاشعري، (ت299 أو301هـ/911 م، 913م).
236 - المقالات والفرق، تصحيح وتقديم: محمد جواد مشكور، ط1، الناشر: مطوعات عطامي، (طهران، د. ت).
* القمي، ابو الحسن علي بن الحسين بن بابويه، (ت 329 ه / 940م).
237 - الامامة والتبصرة من الحيرة، تحقيق مدرسة الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مدرسة الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، (قم، 1404هـ).
* القمي، ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، (ت 368هـ/ 978 م).
238 - كامل الزيارات، تحقيق: جواد القيومي، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1417هـ).
* القمي، محمد بن أحمد بن علي بن الحين (ت 412ه / 1021م).
239 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام)، تحيق ونشر: مدرية الإمام المهدي، ط1، (قم، 1407هـ).
* ابن قنفذ، ابو العباس احمد بن الخطيب القسطيني، (ت 810هـ/1410م).
240 - وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام، تحقيق: سليمان الصيد، د. ط، دار الغرب الإسلامي، (بيروت، د. ت).
* ابن قيم الجوزية، ابو عبد الله محمد بن ابي بكر بن ايوب، (ت751هـ/1350م).
241 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، تحقيق: يحيى عبد الله الثمالي، د. ط، دار علم الفوائد، (الرياض، د. ت).
* الكاشاني، محسن بن مرتضى الفيض، (ت 1091 ه / 1680 م).
242 - نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين، تحقيق: مهدي الانصاري القمي، ط1، الناشر: مطبعة آرين، (طهران، 1993م).
243 - تفسير الصافي، ط2، الناشر: مكتبة الصدر، (طهران، 1416 ه).
* الكاشاني، المرتضى بن محسن بن محمد، (ت 1115هـ/1703م).
244 - معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام)، تعليق: علي الأحمدي الميانجي، ط3، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1431هـ).
* ابن كثير، عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي، (ت774هـ/1372م).
245 - البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن محسن التركي، ط1، دار هجر، (القاهرة، 1997م).
246 - تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي محمد، ط2، دار طيبة، (الرياض، 1999م).
247 - صحيح قصص الأنبياء، تحقيق: سليم بن عيد الهلالي، ط1، دار غراس، (الكويت، 2002م).
248 - النهاية في الفتن والملاحم، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، د. ط، دار الحديث، (القاهرة، د. ت).
249 - الكركي، الحسين بن الحسن، (ت 1001ه / 1592م).
250 - دفع المناواة في التفضيل والمساواة، تحقيق: مهدي الرجائي، د. ط، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، 1421هـ).
* الكشي، ابو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز، (من اعلام القرن الرابع الهجري).
251 - رجال الكشي، تحقيق: احمد الحسيني، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2009م).
* الكفعمي، تقي الدين ابراهيم بن علي الحسن بن محمد، (ت 905/ 1499م).
252 - المصباح أو (جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الواقية)، د. تحق، ط3، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1983 م).
* الكليني، محمد بن يعقوب، (ت 329هـ/ 940م).
253 - اصول الكافي، د. تحق، ط1، منشورات الفجر، (بيروت، 2007م).
* الكنجي، ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي، (ت 658هـ/1259م).
254 - البيان في أخبار صاحب الزمان(عجل الله فرجه)، تحقيق: محمد هادي الاميني، ط3، دار إحياء التراث اهل البيت، (طهران، 1985م).
* الكوفي، ابو العباس احمد بن محمد بن سعد المعروف بابن عقدة الكوفي، (ت 332هـ/ 943م).
255 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: عبد الرزاق محمد حسين، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1424هـ).
* الكوفي، فرات ابي القاسم بن ابراهيم، (ت352 ه /963 م).
256 - تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد كاظم، ط2، مؤسسة الطباعة والنشر في وزارة الثقافة، (طهران، 1995 م).
* المازندراني، محمد بن علي بن شهر اشوب، (ت588هـ/ 1192م).
257 - معالم العلماء (تتمة كتاب الفهرست للشيخ الطوسي)، د. ط، منشورات المكتبة الحيدرية، (النجف الاشرف، 1961م).
258 - مناقب آل أبي طالب، تحقيق: يوسف البقاعي، ط2، دار الاضواء، (بيروت، 1991م).
* المازندراني، محمد بن صالح، (ت 1081هـ/ 1670م).
259 - شرح اصول الكافي، تحقيق: علي عاشور، ط1، دار احياء التراث، (بيروت، 2008م).
* ابن ماجة، ابو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، (ت 273هـ/ 888م).
260 - سنن ابن ماجة، تحقيق: محمد ناصر الالباني، ط1، دار المعارف، (الرياض، د. ت).
* ابن ماكولا، الأمير الحافظ، (ت475هـ/102م).
261 - إكمال الاكمال في رفع الارتياب عن المؤلف والمختلف في الاسماء والكنى والالقاب، تصحيح: نايف العباس، د.ط، دار الكتاب الاسلامي، (القاهرة، د.ت).
* المجلسي، محمد باقر، (ت1111هـ/ 1699م).
262 - بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ط2، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1983م).
263 - قصص الأنبياء، تحقيق: محسن عقيل، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2007 م).
264 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق: هاشم الرسولي، ط2، دار الكتب الإسلامية، (طهران، 1405ه).
* المروزي، نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، (ت: 228هـ/842م).
265 - الفتن، تحقيق: سهيل زكار، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر، (بيروت، 1993م).
* المرتضى، ابو القاسم علي بن الطاهر اب احمد الحسين، (ت436هـ/1044م).
266 - أمالي المرتضى، تحقيق: محمد بدر الدين النعساني، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1403هـ).
267 - الذخيرة في علم الكلام، د. تحقيق، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2012 م).
268 - المقنع في الغيبة، تحقيق: محمد علي الحكيم، د. ط، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، (بيروت، 1998م).
* المزي، جمال الدين ابي الحجاج يوسف، (ت742هـ/1342م).
269 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، ط1، مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1992م).
* المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين(ت346هـ/956م).
270 - إثبات الوصية، ط1، دار الأضواء، (بيروت، 1988م).
271 - أخبار الزمان، د. تحق، دار الاندلس، (بيروت، 1996 م).
272 - التنبيه والاشراف، د. تحق، د. ط، مطابع بيرل، (ليدن، 1893م).
273 - مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: مصطفى السيد، د. ط، المكتبة الوقفية، (القاهرة، 2003م).
* مسلم، ابو الحسين بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت261هـ/874م).
274 - صحيح مسلم، تحقيق: عماد زكي البارودي، د. ط، المكتبة الوقفية، (القاهرة، 2010م).
* المشهدي، محمد بن محمد رضا القمي، (من اعلام القرن الحادي عشر الهجري).
275 - تفسير كنز الدقائق وبحر الغراب، تحقيق: حسين ردكاهي، ط1، منشورات مؤسسة الضحى، (طهران، 1430هـ).
* المغازلي، ابو الحسن علي بن محمد الواسطي، (ت: 483هـ/ 1090م).
276 - مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، تحقيق: تركي بن عبد الله الوادعي، ط1، دار الاثار، (صنعاء، 2003م).
* المفيد، محمد بن محمد بن النعمان العكبري،(ت413هـ/1022م).
277 - الاختصاص، د. تحق، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2009م).
278 - الإرشاد، د: تحقيق، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2008 م).
279 - الامالي، تحقيق: الحسين استاد ولي وعلي أكبر غفاري، د. ط، الناشر: جماع المدرسين في الحوز العلمي، (قم، 1403 ه).
280 - ايمان ابي طالب، تحقيق: مؤسسة البعثة، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، د. ت).
281 - الرسائل الأربعة في الغيبة، تحقيق: علاء آل جعفر، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1994م).
282 - المسائل العشرة في الغيبة، تحقيق: فارس حسون، ط1، الناشر: مكتبة دليل، (مشهد، 2006م).
283 - مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، تحقيق: مهدي نجف، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1993م).
* المقريزي، تقي الدين علي بن عبد القادر بن محمد، (ت 845هـ/ 1441م).
284 - إمتاع الأسماع بما للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الاحوال والاموال والحفد والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1999م).
* المقرئ، احمد بن محمد بن علي الفيومي، (ت 770هـ/1368م).
285 - المصباح المنير، ط1، الناشر: مكتبة لبنان، (بيروت، 1987م).
* ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي الأنصاري،(ت711هـ/ 1311م).
286 - لسان العرب، تحقيق امين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق، ط3، دار إحياء التراث العربي، (بيروت، د. ت).
* الموصلي، شيخ الشافعية شرف الدين أب محمد عمر بن شجاع الدين محمد بن عبد الواحد، (ت: 657هـ/1259م).
287 - مناقب آل محمد المسمى النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم، تحقيق: علي عاشور، ط 1، منشورات مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2003 م).
* النجاشي، احمد بن علي بن احمد بن العباس الاسدي (ت450هـ/ 1057م).
288 - فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر بـ(رجال النجاشي)، د. تحق، ط1، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 2010م).
* النجفي، بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي، (ت803هـ/1400م).
289 - سرور اهل الايمان في علامات ظهور صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، تحقيق: قيس العطار، ط2، دار: دليل ما، (قم، 1428هـ).
290 - السلطان المفرج عن أهل الايمان فيمن رأى صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، تحقيق: قيس العطار، ط1، الناشر دليل ما، (قم، 1426هـ).
291 - منتخب الانوار المضيئة، تحقيق: لجنة التحقيق في مؤسسة الامام الهادي (عليه السلام)، ط1، الناشر: مؤسسة الامام الهادي (عليه السلام)، (قم، 2000م).
* ابن النديم، ابو الفرج محمد بن اسحاق الوراق، (ت: 385هـ/995 م).
292 - الفهرست، د. تحق، د. ط، دار المعرفة، (بيروت، د. ت).
* النسائي، ابو عبد الرحمن احمد شعيب، (ت 303هـ/915م).
فضائل الصحابة، د. تحقيق، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1984 م).
* النعماني، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن ابراهيم ين جعفر الكاتب، (ت360هـ/970م)
293 - الغيبة، تحقيق: فارس حسون، ط1، الناشر: مؤسسة مدين، (قم، 2005 م).
* النووي، ابو زكريا محيي الدين بن شرف، (ت676هـ/1277م).
294 - صحيح مسلم بشرح النووي، د. تحق، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1987م).
* النوبختي، الحسن بن موسى، (من أعلام القرن الثالث).
295 - فرق الشيعة، ط1، منشورات الرضا، (بيروت، 2012م).
* النيسابوري، الفضل بن شاذان الازدي، (ت 260هـ/ 873م).
296 - الإيضاح في الرد على سائر الفرق، تحقيق: جلال الدين الحسيني الارموي، ط1، دار التاريخ العربي، (بيروت، 2009م).
297 - مختصر إثبات الرجعة، تحقيق ونشر: قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، ط1، (كربلاء، 2016 م).
* النيسابوري، محمد بن الفتال، (ت508هـ/ 1114م).
298 - روضة الواعظين، تحقيق: غلام حسين ومجتبى الفرجي، ط1، مؤسسة دليل، (قم، 2003م).
* النيسابوري، ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، (ت: 403هـ/1012م).
299 - المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط2، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2002 م).
* النيلي، علي بن عبد الكريم، (من اعلام القرن الثامن).
300 - المنتقى من السلطان المفرج عن أهل الإيمان، تحقيق: مركز الدراسات التخصصية، ط1، منشورات: بقية العترة، (قم، 1429هـ).
* ابن هشام، محمد بن عبد الملك، (ت: 183 ه /799م).
301 - سيرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، تحقيق: محمد فتحي، ط1، دار الصحابة، (القاهرة، 1995م).
* ابن هلال، ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي المعروف (ابن هلال الثقفي)، (ت 283هـ/ 896م).
302 - الغارات أو الاستنفار والغارات، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب، ط1، دار الأضواء، (بيروت، 1987م).
* الهلالي، سليم بن قيس، (ت: 76 ه / 695م).
303 - كتاب سليم بن قيس، تحقيق: محمد باقر الانصاري، ط1، دار الهادي، (قم، 1420هـ)
* الهندي، علاء الدين بن حسام الدين المتقي، (ت975هـ/1567م).
304 - البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، تحقيق: علي اكبر غفاري، د.ط، مطبعة الخيام، (قم، 1979م).
305 - كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، تصحيح وتعليق وضبط: بكري حياني وصفوة السقا، ط5، مؤسس الرسالة، (بيروت، 1985 م).
* الهيتمي، ابو العباس احمد بن محمد بن حجر المكي، (ت974هـ/ 1566م).
306 - القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، تحقيق: مصطفى عاشور، د. ط، الناشر: مكتبة القرآن، (القاهرة، د. ت).
* الهيثمي، نور الدين علي بن ابي بكر، (ت807هـ/1404م).
307 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، د. تحق، د. ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1988م).
* الواحدي، ابو الحسن علي بن احمد، (ت: 468هـ/1075م).
308 - أسباب نزول الآيات، تحقيق: صفوان عدنان، ط1، الدار الشامية، (بيروت، 1995 م).
* اليافعي، ابو محمد عبد الله بن اسعد بن علي بن سليمان المكي، (ت768هـ/1367م).
309 - مرآة الجنان وعبرة اليقضان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، تحقيق: خليل منصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1997م).
* اليعقوبي، أحمد بن ابي يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح، (ت 292هـ/ 904م).
310 - تاريخ اليعقوبي، د. تحق، ط2، دار صادر، (بيروت، 2010م).
* اليعمري، ابو الفتح محمد بن محمد بن محمد ابن سيد الناس، (ت734هـ/1333م).
311 - عيون الأثر في فنون المغازي والسير، تحقيق: محمد العيد الخطراوي، د. ط، دار ابن كثير، (بيروت، د. ت).
* ابو يعلي، أحمد بن علي بن المثنى التميمي، (ت 307هـ/919 م).
312 - مسند ابو يعلي الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، د.ط، دار المأمون للتراث، (بيروت، د. ت).
ثالثاً - المراجع الثانوية.
* آبادي، محمد صادق الخاتون.
313 - كشف الحق أو الأربعون، تحقيق وترجمة: ياسين الموسوي، ط4، مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف، 2015م).
* إبراهيم، كنعان جليل.
314 - مدعوا المهدوية والسفارة (من 11هـ إلى 411هـ)، ط1، من اصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، (بغداد، 2013م).
* الأبطحي، مرتضى الموحد.
315 - الشيعة في أحاديث الفريقين، ط1، الناشر: المؤلف، (د. م، 1416هـ).
* الأثري، ابي اسامة سليم بن عيد الهلالي.
316 - صحيح الانباء المسند من أحاديث الأنبياء، ط1، دار ابن حزم، (بيروت، 2008م).
* الاحسائي، أحمد زين الدين.
317 - الرجعة، ط1، الناشر: مؤسسة فكر الأوحد، (دمشق، 2006 م).
* اسبر، محمد علي.
318 - أهل البيت في دراسة حديثة، ط1، الناشر: الدار الإسلامية، (بيروت، 1990م).
* اشتياني، عباس إقبال.
319 - آل نوبخت، ترجمة: علي هاشم الاسدي، ط1، نش: مؤسسة الاستانة، (قم، 2003م).
* الاشكوري، احمد.
320 - العقيدة المهدوية معالجات وإشكالات، ط2، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 1434هـ).
* الأصبهاني، محمد باقر الموسوي الخونساري.
321 - روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ط1، الدار الإسلامية، (بيروت، 1991م).
* الأصفهاني، محمد مير لوحي.
322 - مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي، ترجمة وتحقيق: ياسين الموسوي، ط1، الناشر مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي، (النجف الاشرف، 1427هـ).
* الأمين، محسن.
323 - أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، د. ط، دار التعارف، (بيروت، 1983 م).
* الأميني، عبد الحسين أحمد.
324 - الغدير في الكتاب والسنة والادب، ط3، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1967م).
* الأميني، محمد باقر.
325 - نرجس والدة الامام المنتظر (عجّل الله فرجه)، ترجمة: زهراء الموسوي، ط1، دار النبلاء، (بيروت، 2004 م).
* الأنصاري، باسم.
326 - موسوعة طب الأئمة، ط2، دار المرتضى، (بيروت، 2007م).
* الأنصاري، محمد علي بن احمد القراجه التبريزي، (ت1310هـ/1892م).
327 - اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء، تحقيق: دار فاطمة للتحقيق، ط1، الناشر: دفتري نشر الهادي، (قم، 1418هـ).
* الأيماني، مهدي الفقيه.
328 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند أهل السنة، ط2، دار التعارف، (بيروت، 1982م).
329 - حقيقة المهدوية في السلام، ترجمة: محمد رضا المهري، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1420هـ).
* الايرواني، محمد باقر.
330 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بين التواتر وحساب الاحتمال ط1، الناشر: مركز الأبحاث العقائدي، (قم، 1420 ه).
* البابيدي، احمد بن مصطفى الدمشقي، (ت 1318هـ/ 1900م).
331 - معجم اسماء الاشياء، تحقيق: احمد عبد التواب، د.ط، دار الفضيلة، (القاهرة، د. ت).
* البراقي، حسين احمد النجفي.
332 - تاريخ الكوفة، تحقيق: ماجد احمد العطية، ط1، الناشر: المكتبة الحيدرية، (قم، 1424هـ).
* البروجردي، آقا حسين الطباطبائي.
333 - جامع آحاديث الشيعة، ط1، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، 1399ه).
* بروكلمان، كارل.
334 - تاريخ الأدب العربي، ترجمة: عبد الحليم النجار، ط5، دار المعارف، (القاهرة، 1996م).
* البستوي، عبد العليم عبد العظيم.
335 - المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة، ط1، دار ابن حزم، (بيروت، 1990م).
* البغدادي، إسماعيل باشا.
336 - هدية العارفين وأسماء المؤلفين وآثار المصنفين، د. ط، الناشر: وكالة المعارف، (اسطنبول، 1951م).
* التبريزي، ابو طالب التجليل.
337 - من هو المهدي، د. ط، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، د. ت).
338 - تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن الشبهات الواهية، ط1، الناشر، المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، (قم، 1433هـ).
* التبريزي، جواد.
339 - رسالة مختصرة على إمامة الأئمة الاثني عشر، ط2، الناشر: مطبعة شريعت، (قم، 1425هـ).
340 - رسالة مختصرة في النصوص الصحيحة، ط1، الناشر: مطبعة سلمان الفارسي، (قم، 1419هـ).
* تبريزيان، عباس.
341 - العد التنازلي في علامات ظهور المهدي، ط2، دار الاثير، (بيروت، 2004 م).
* التستري، محمد تقي.
342 - قاموس الرجال، نشر وتحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، (قم، 1419 ه).
* الجابلقي، علي أصغر بن محمد البروجردي، (ت1313هـ/ 1895م).
343 - طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1410هـ).
* جاسم، سامي حمود الحاج.
344 - المنهج التاريخي في كتابي ابن مطهر وابن داود الحليين في علم الرجال، ط1، دار الشؤون الثقافية العامة، (بغداد، 2014م).
* الحائري، أيوب.
345 - الإمام المهدي المصلح العالمي، ط3، دار الولاء، (بيروت، 1426هـ).
* الحائري، جعفر عباس.
346 - بلاغة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، ط 1، دار الحديث، (قم، 1425هـ).
* الحائري، علي اليزدي.
347 - الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب، ط3، دار النعمان، (النجف، 1971م).
* الحائري، محمد بن علي الاردبيلي الغروي.
348 - جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد، ط1، الناشر: مكتبة السيد المرعشي، (قم، 1983م).
* الحتي، حنا نصر.
349 - قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، ط3، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2002م).
* الحدادي، علي.
350 - جيش الإمام المهدي في الكتاب والسنة، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2007م).
* حرز الدين، محمد.
351 - مراقد المعارف، تحقيق: محمد حسين حرز الدين، ط1، الناشر: مطبعة الآداب، (النجف الأشراف، 1971 م).
* الحسيني، نذير.
352 - المصلح العالمي من النظرية إلى التطبيق، ط2، مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية، (د. م، 2004م).
* الحسيني، محمد رضا.
353 - الدرر توقيعات المهدي المنتظر، ط1، الناشر: العارف للمطبوعات، (بيروت، 2015م).
* الحصيني، عبد الرحيم.
354 - الامام المهدي قيادة معاصرة، ط1، الناشر: مركز اور للدراسات، (د. م، د. ت).
* الحكيمي، محمد رضا.
355 - الإمام المنتظر أمل المعصومين الأطهار، ط1، نشر: مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1995م).
* الخزازي، محسن.
356 - بداية المعارف الالهية في شرح عقائد الامامية لمحمد رضا المظفر، ط10، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1433هـ).
* الخوئي، ابو القاسم الموسوي.
357 - معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ط5، الناشر: مؤسسة الإمام الخوئي الإسلامية، (د. م، 1991م).
* داود، نبيلة عبد المنعم.
358 - نشأة الشيعة الإمامية، ط1، دار المؤرخ العربي، (بيروت، 1994 م)
* دحلان، احمد بن زيني.
359 - اسنى المطالب في نجاة أبي طالب، تحقيق: حسن علي السقاف، ط2، دار النووي، (الأردن، 2007م)، .
* الدوخي، يحيى عبد الحسين.
360 - حقيقة المهدوية والغيبة، ط1، الناشر: دار مشعر، (قم، 1432 ه).
* الري شهري، محمد.
361 - الحج والعمرة في الكتاب والسنة، ط1، دار الحديث (قم، د. ت).
362 - ميزان الحكمة، ط1، الناشر: دار الحديث، (قم، 1416 ه).
363 - موسوعة الأحاديث الطبية، ط1، دار الحديث، (قم، 1425هـ).
* أبو رية، محمود.
364 - أضواء على السنة المحمدية، ط6، دار المعارف، (القاهرة، د. ت).
* الزبيدي، ماجد ناصر.
365 - أروع القصص في من رأى المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته الكبرى، ط1، دار الباقر، (بيروت، 2005م).
366 - 500 سؤال حول الامام المهدي، ط2، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2013م).
* الزركلي، خير الدين زكريا بن محمد.
367 - الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء العرب والمستعربين والمستشرقين)، ط15، (دار العلم للملايين، بيروت، 2002م)
* السادة، مجتبى.
368 - رؤى مهدوية، ط1، الناشر: أطياف للنشر، (القطيف، 2016 م).
* السبحاني، جعفر.
369 - الأئمة الاثنا عشر، ط1، دار جواد الأئمة، (بيروت، 2015 م).
* سرور، ابراهيم حسين.
370 - المهدي وأحداث الظهور، ط2، دار الصفوة، (بيروت، 2014م).
* سليمان، كامل.
371 - يوم الخلاص في ظل القائم (عجّل الله فرجه)، ط2، الناشر: ال علي (عليهم السلام)، (قم، 1425هـ).
* سهلب، حسن.
372 - تاريخ العراق في العهد البويهي، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2008م).
* الشاهرودي، علي النمازي.
373 - مستدرك سفينة البحار، تحقيق: حسن علي النمازي، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1405 ه).
374 - مستدرك علم رجال الحديث، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1426هـ).
* شبر، عبد الله.
375 - طب الأئمة (عليهم السلام)، ط1، دار المرتضى، (بيروت، 2009م).
* الشيرازي، مرتضى.
376 - السيدة نرجس (عليه السلام)، مدرسة الاجيال، ط1، مركز الرسول الأعظم للتحقيق والنشر، (بيروت، 1997م).
* الشيرازي، ناصر مكارم.
377 - قصص القرآن مقتبس من تفسير الأمثل، د. ط، مؤسسة أنصاريان، (قم، د. ت).
378 - القواعد الفقهية، ط3، الناشر: مدرسة أمير المؤمنين (عليه السلام)، (قم، 1411هـ).
* الشيرازي، محمد رضا.
379 - لماذا الغيبة، ط2، دار الاثير، (بيروت، 2011م).
* الصافي، حسين الموسوي.
380 - امهات الأئمة المعصومين دراسة تاريخية تحليلية علمية، ط1، الناشر: قسم الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2015).
* الصدر، محمد باقر.
381 - بحث حول المهدي، د. ط، دار التعارف، (بيروت، 1977م).
* الصدر، محمد محمد صادق.
382 - موسوعة الإمام المهدي، ط1، منشورات بني الزهراء (عليها السلام)، (قم، 1425هـ).
* الصدر، صدر الدين.
383 - المهدي، د. ط، الناشر: مكتبة المنهل، (الكويت، 1978 م).
* الصدر، علي الحسيني.
384 - الامام المهدي (عجّل الله فرجه) من ولادته إلى دولته، مؤسسة معارف الامامية، (د. م، 1423هـ).
* الصغير، محمد حسين علي.
385 - الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، ط1، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 2009م).
* الطباطبائي، محمد حسين.
386 - الميزان في تفسير القرآن، ط 1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1997م).
387 - سنن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1416هـ).
* الطبرسي، حسين النوري.
388 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (بيروت، 1987م).
* الطبسي، محمد رضا النجفي.
389 - الشيعة والرجعة، ط3، مطبعة الآداب، (النجف الأشرف، 1966م).
* الطبلبي، شكيب بديرة.
390 - نافذة على أهلم الفرق والمذاهب الاسلامية، ط1، الناشر: مركز المصطفى، (قم، 1434هـ).
* الطهطاوي، علي احمد عبد العال.
391 - تفسير الأحلام من كلام الأئمة والإعلام (محمد بن سيرين، البخاري، ابن حجر)، ط2، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2005م).
* الطهراني، أقا بزرك.
392 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ط3، دار الأضواء، (بيروت، 1983 م).
* آل طه، حسن.
393 - جامع الاثر في امامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي، ط1، (قم، 1414هـ).
* طي، محمد.
394 - المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ط1، الناشر: مركز الغدير للدراسات والبحوث، (بيروت، 1999م).
* عاشور، علي.
395 - المكنون من علم آل محمد، ط1، دار الصفوة، (بيروت، 2009م).
* العاملي، أكرم بركات.
396 - حقيقة مصحف فاطمة عند الشيعة، ط1، دار الأضواء، (بيروت، 1997م).
* العاملي، جعفر مرتضى.
397 - الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ط4، دار الهادي (عليهم السلام)، (بيروت، 1995م).
* عبد العظيم، سعيد.
398 - قصص الأنبياء عظات وعبر، ط1، دار العقيدة، (القاهرة، د. ت).
* العسكري، مرتضى.
399 - أحاديث ام المؤمنين عائشة، ط7، الناشر: كلية اصول الدين، (طهران، 1997م).
* العطاردي، عزيز الله.
400 - مسند الامام الرضا ابي الحسن علي بن موسى (عليهما السلام)، ط، الناشر: المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام)، (قم، 1406هـ).
* العلوي، عادل.
401 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وطول العمر في نظرة جديدة، ط1، الناشر: المؤسسة الإسلامية للتبليغ، (قم، 1418 ه).
* علي، جواد.
402 - المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية، ترجمة: أبو العيد دودو، ط2، منشورات دار الجمل، (المانيا، 2007م).
* العميدي، ثامر هاشم.
403 - دفاعٌ عن الكافي، ط1، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، (د. م، 1995م).
404 - غيبة الامام المهدي عند الإمام الصادق (عليه السلام)، د. ط، الناشر: مركز الرسالة، (د. م، د. ت)
* عمر، أحمد مختار.
405 - معجم اللغة العربية المعاصرة، ط1، الناشر: عالم الكتب، (القاهرة، 2008م).
* الفتلي، مهدي حمد.
406 - نهج الخلاص، ط1، الناشر: مكتبة الشهاب الثاقب، (بغداد، 2006م).
* الفياض، نزار.
407 - الامام محمد بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام)بن الحنفية، ط1، دار الحوراء، (بغداد، 2005م).
* قاسم، نعيم.
408 - المهدي المُخلص (عجّل الله فرجه)، ط2، دار الهادي، (بيروت، 2009م).
* القائني، مجتبى.
409 - الغيبة مفهوماً واسباباً، ط1، الناشر: قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، (كربلاء، 2011م).
* القبانجي، حسن.
410 - مسند الامام علي (عليه السلام)، تحقيق: طاهر السلامي، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2000م).
* القرشي، باقر شريف.
411 - حياة الامام المنتظر المصلح الأعظم، تحقيق: مهدي باقر، ط 1، دار جواد الأئمة، (بيروت، 2008 م).
* القزويني، محمد كاظم الموسوي.
412 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من المهد إلى الظهور، ط1، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1985م).
* القطيفي، احمد بن صالح الطوق، (ت 1245هـ/ 1829م).
413 - نعمة المنان في إثبات صاحب الزمان، تحقيق: مصطفى آل مرهون، ط1، دار المصطفى، (بيروت، 2008م).
414 - اثبات الامامة المسمى(الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب)، تحقيق: حلمي السنان، ط1، دار الهادي، (قم، 1418هـ).
* القفاري، ناصر عبد الله علي.
415 - تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن شبهات الوهابية، ط1، الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، (طهران، 1433هـ).
* القمي، عباس.
416 - الانوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية، ط2، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1421هـ).
417 - الدر النظيم في لغات القرآن الكريم، تحقيق: رضا استاذي، ط1، الناشر: مؤسسة الطبع والنشر للآستانة الرضوية المقدسة، (مشد المقدسة، 1428هـ).
418 - سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، ط2، دار الاسوة، (طهران، 1416هـ).
419 - كحل البصر في سيرة سيد البشر، ط1، دار الصفوة، (بيروت، 1993م).
420 - منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ترجمة وتحقيق: هاشم الميلاني، ط1، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف، 2006م).
* القندوزي سليمان بن ابراهيم، (ت1294هـ/1877م).
421 - ينابيع المودة لذوي القربى، تحقيق: علي جمال، ط1، دار الأسوة، (قم، 1996م).
* الكاظمي، مصطفى السيد حيدر.
422 - بشارة الإسلام في علامات المهدي عليه السلام، تحقيق: نزار الحسن، ط1، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 2007م).
* الكلبايكاني، لطف الله الصافي.
423 - منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه)، ط2، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1983م).
* الكلبايكاني، علي الافتخاري.
424 - خصائص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في القران، ط2، الناشر: مؤسسة أنصاريان، (قم، 2003م).
* الكلباسي، ابي المعالي محمد بن محمد بن ابراهيم (ت 1315هـ/ 1898م).
425 - الرسائل الرجالية، تحقيق: محمد حسين، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ).
* الكوراني، علي.
426 - الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مكتبة نرجس، منشور على شبكة الانترنيت (narges- library.blgspot.com)، (د. م، 2013م).
427 - شمعون الصفا وصي عيسى وجد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)لأمه، ط1، (د. م، 2014م)
428 - المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط2، د. د، (قم، 1427هـ).
* المالكي، فاضل.
429 - الغيبة والسفراء الاربعة، ط1، الناشر: مركز الابحاث العقائدية، (قم، 1420هـ).
* محي الدين، نزيه.
430 - الحداثوية والقضية المهدوية، ط4، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 2015م).
* محمد، جواد.
431 - سلمان الفارسي، ط3، منشورات دار الاعلمي (بيروت، 1985م).
* محمد، حسين نجيب.
القوى الروحية لدى النبي (صلى الله عليه واله) والائمة (عليه السلام)، ط1، منشورات دار الفجر، (بيروت، د. ت).
* المحمودي، محمد باقر.
432 - نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، ط1، الناشر: مطبعة النعمان، (النجف الاشرف، 1965 م).
* المرعشي، شهاب الدين.
433 - شرح إحقاق الحق وزهاق الباطل، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1406هـ).
* مركز الرسالة.
434 - المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي، ط1، الناشر: مركز الرسالة، (قم، 1417هـ).
* المظاهري، حسين.
435 - الثقات الأخيار من رواة الأخبار، ط1، الناشر، مؤسسة الزهراء (عليها السلام)، (قم، 2006م).
* ابو معاش، سعيد.
436 - الإمام المهدي في القرآن والسنة، ط3، نشر: مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد، 1430 ه).
* المنيني، إبراهيم.
437 - المهدي المنتظر والمعمرون من البشر، ط1، دار المحجة، (بيروت، 2011م).
* مهران، محمد بيومي.
438 - الإمامة وأهل البيت، ط2، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، (قم، 1995 م).
* الموسوي، جلال.
439 - السفياني حتم مر، ط4، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 2015 م).
* الموسوي، فاروق.
440 - الحتميات من علائم الظهور، ط2، الناشر: مؤسسة السبطين العالمية، (قم، 1427هـ).
* الموسوي، هادي.
441 - شمس الامامة وراء سحب الغيب، ط1، الناشر: الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2014م).
* الموسوي، ياسين.
442 - الحيرة في عصر الغيبة، ط2، الناشر: قسم الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2008م).
* مؤسسة المعارف الإسلامية.
443 - معجم أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ونشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، ط2، (قم، 1428هـ).
* مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام).
444 - موسوعة كلمات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام)، (قم، 1433هـ).
* الميلاني، علي الحسيني.
445 - نفحات الأزهار في خلاصة عقبات الانوار، ط1، د. دار، (قم، 1414 ه).
* نجاد، محمد تقي أكبر.
446 - موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، منشورات: مسجد جمكران المقدس، (قم، 1427هـ).
* النجفي، هادي.
447 - موسوعة أحاديث أهل البيت (عليه السلام)، ط1، دار إحياء التراث، (بيروت، 2002م).
* النوري، حسين الطبرسي، (ت 1212هـ/ 1797م).
448 - جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة (عجّل الله فرجه)، نشر وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، (النجف الأشرف، 1427هـ).
449 - مستدرك الوسائل ومستنبط الوسائل، نشر وتحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (بيروت، 1987م).
450 - النجم الثاقب في احوال الحجة الغائب، تحقيق: ياسين الموسوي، ط 1، الناشر: أنوار الهدى، (قم، 1996م).
* الهمذاني، احمد الصابري.
451 - المهدي على لسان الحسين (عليه السلام)، ط1، مكتبة المعارف الإسلامية، (قم، 1411هـ).
* وحدة الدراسات والنشرات في شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة.
452 - الامام المهدي (عجّل الله فرجه) والغيبة، ط1، دار الضياء، (النجف الاشرف، 2010م).
* الوشنوي، محمد قوام.
453 - حياة النبي وسيرته، ط1، دار الاسوة، (قم، 1416هـ).
* آل ياسين، محمد حسن.
454 - الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، (النجف، 2015م).
* اليزدي، محمد كاظم الطباطبائي.
455 - العروة الوثقى، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1423هـ).
رابعاً - البحوث:
* عبد الحكيم، ظافر عبد النافع.
456 - عبد المطلب جد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بحث منشور في مجلة كلية التربية الأساسية، الجامعة المستنصرية، عدد(12)، (بغداد، 2012م).
خامساً - الرسائل والأطاريح الجامعية:
* البدري، صباح حسن فلاح.
457 - الرواية التاريخية في مؤلفات الشيخ محمد بن علي الملقب بالصدوق، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة واسط، (واسط، 2013 م).
* السويعدي، عبد الزهرة عودة لعيبي.
458 - احاديث الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند جمهور المسلمين دراسة تاريخية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، (بغداد، 2013م).
459 - اخبار الامام المهدي (عليه السلام) في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، (ت 229هـ/843م) دراسة مقارنة، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، (بغداد، 2017م).
* شوكان، سجاد حنتوش.
460 - الرواية التاريخية عند الشيخ الصدوق (ت381هـ)، في كتابه عيون أخبار الرضا(عليه السلام) رسالة ماجستير غير منشوره، كلية التربية، جامعة بابل، (بابل، 2013م).
* صيام، محمد يوسف محمود.
461 - المهدي المنتظر عند فرق الشيعة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الحرة، (هولندا، 2010م)، منشورة على موقع الكتروني (www.mahdi-lip.com).
* الموسوي، ثائر عبد الزهرة محسن.
462 - الشيخ الصدوق وجهوده الحديثية (كتاب من لا يحضره الفقيه أنموذجاً)، رسالة ماجستير غير منشوره، جامعة الكوفة، (كلية الفقه، 2010م).
سادساً - المواقع الالكترونية:
* مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
463 - (book /www.mahdi.net).
464 - (main/mahdi.net - (m.
* مكتبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) المركزية الالكترونية.
465 - www.mahdi-lip.com)).
* مكتبة الشيخ الصدوق الإلكترونية.
466 - (librarsaduq.blogspot.com).
* مواقع تقارير علمية.
467 - (https://video.search.yahoo.com).
468 - ((ar.Wikipedia.org@yahoo.com.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الأسدي، (ت:450هـ/ 1057م)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المعروف بـ(رجال النجاشي)، د. تحق، ط1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، (بيروت، 2010م) ص372؛ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت:460هـ/1067م)، الفِهرست، تحقيق: محمد صادق آل بحر العلوم، د. ط، الناشر: المكتبة المرتضوية، (النجف، د. ت)، ص 156-157.
(2) وهي إحدى مدن بلاد فارس وكانت تعرف باسم كمندان وحرف اسمها وصارت تعرف بقم نسب إليها الكثير من العلماء ويطلق عليهم لقب القمي، للمزيد ينظر: الحموي، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي، (ت: 626هـ/ 1228م)، معجم البلدان، د. ط، (دار صادر، بيروت، 1977م)، ج4، 397 - 398.
(3) لا يوجد تفسير في المصادر التاريخية أو كتب الرجال ما يوضح سبب اطلاق هذا اللقب عليه ولعله من الصدق، يقال: (رجل صَدُوق من قوم صدق) ينظر: الزمخشري، ابي القاسم جار الله محمود بن عمر بن احمد، (ت: 538هـ/ 1143م)، اساس البلاغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1998م)، ج1، ص 541.
(4) ابو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي شيخ القميين في عصره وفقيههم وثقتهم توفي سنة (ت:329هـ/ 940م)، ينظر: النجاشي، رجال، ص250؛ الحلي، ترتيب خلاصة الاقوال في معرفة الرجال، تحقيق: مجمع البحوث الإسلامية، ط1، نشر: مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد، 2001م)، ص301.
(5) المعروف بابن أبي بحر النوبختي ثالث السفراء للإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) من سنة(305هـ/ 917م) إلى سنة (326ه / 937 م) وقبره مزار معروف ببغداد في الجانب الشرقي منها، للمزيد ينظر: الاسكافي، أبي علي محمد بن همام، (ت: 336 / 947 م)، التمحيص، نشر وتحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، د. ط، (قم، د. ت)، ص17؛ علي، جواد، المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية، ترجمة: أبو العيد دودو، ط2، منشورات دار الجمل، (المانيا، 2007م)، ص131 - 145.
(6) الصدوق، ابي جعفر محمد بن علي القمي (ت:381هـ/991م)، إكمال الدين واتمام النعمة، تصحيح وتعليق: محمد مهدي الخرسان، ط 1، دار المرتضى، (بيروت، 2009م)، مقدمة المصحح، ص5؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص250 - 251.
(7) الصدوق، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، دار طليعة النور، (قم، 1425هـ)، مقدمة المحقق، ص6، علل الشرائع، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، ط1، منشورات المكتبة الحيدرية، (قم، 1425هـ)، ج1، مقدمة المحقق، ص 3، ص 8.؛ الطوسي، الغيبة، تحقيق، عباد الله الطهراني وعلي احمد ناصح، ط3، الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 2004م)، ص 320، ص366.
(8) الصدوق، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، مقدمة المحقق، ص6-7، الخصال، تحقيق: علي أكبر غفاري، ط1، مؤسسة الاعلمي للنشر، (بيروت، 1990م)، مقدمة المحقق ص، ب - ج؛ الطوسي، الفهرست، ص157؛ الزركلي، خير الدين زكريا بن محمد، الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء العرب والمستعربين والمستشرقين)، ط15، (دار العلم للملايين، بيروت، 2002م)، ج6، ص274.
(9) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، مقدمة المصحح، ص6 - 7، الخصال، مقدمة المحقق ص، (د - و)؛ للمزيد حول حياة الشيخ الصدوق الاجتماعية والسياسية واهم مميزات عصره والحكام الذين عاصرهم وعلاقته =بالبويهيين وعلمه ورحلاته وشيوخه وتلامذته والرواة عنه ومن اثنى عليه من العامة والخاصة وأشهر العلوم التي برع فيها وتفاصيل مصنفاته التي أخرجها في شتى المجالات وتعامله مع الرواية التاريخية في مصنفاته ومنهجه العلمي في كتبه حتى وفاته ومدفنه، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص372 - 373؛ الطوسي، الفهرست ص157 - 158؛ سهلب، حسن، تاريخ العراق في العهد البويهي دراسة في الحياة الفكرية (334-447هـ/945 - 1055م)، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2008م)، ص165؛ محسن، ثائر عبد الزهرة، الشيخ الصدوق وجهوده الحديثية (كتاب من لا يحضره الفقيه أنموذجاً)، رسالة ماجستير غير منشوره، جامعة الكوفة، (كلية الفقه، 2010 م)، ص 2 - 70؛ شوكان، سجاد حنتوش، الرواية التاريخية عند الشيخ الصدوق (ت: 381هـ)، في كتابه عيون أخبار الرضا (عليه السلام) رسالة ماجستير غير منشوره، جامعة بابل، (كلية التربية، 2013م)، ص 1 - 36؛ البدري، صباح حسن فلاح، الرواية التاريخية في مؤلفات الشيخ محمد بن علي الملقب بالصدوق، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة واسط، (كلية التربية، 2013 م)، ص99 - 133.
(10) بفتح أولها والعامة يسمونها نَشَاوور وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء للمزيد، ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص 331 - 332.
(11) إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 28.
(12) محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن الصلت القمي من أهل مدينة بخارى ورد زائراً إلى قم والتقى مع الشيخ الصدوق الذي يكن له كل الاحترام وكان فرحاً للقائه به وهو من أهل العلم سديد الرأي زاهداً كان والد الصدوق يروي عنه أيضاً، ينظر: إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 28؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1426هـ)، ج6، ص430.
(13) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص28 - 29.
(14) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص29.
(15) سيكون الحديث في المبحث الاول من الفصل الرابع بذكر عدد من الذين التقوا بالإمام وشاهدوه في غيبته، ص410 - 454.
(16) اطلع الباحث على نسخة مخطوط للكتاب تحت عنوان (إكمال الدين وإتمام النعمة) نسخت سنة 1037ه الناسخ: محمد يوسف السروي، محفوظ في مكتبة أية الله السيد الكلبيكاني قدس سره، محفوظة في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، بتسلسل (10/ 1/49) النجف الاشرف؛ ذكر اسم الكتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة) نشرت هذه النسخة على موقع مركز الدراسات التخصصية على شبكة الانترنيت (mahdi.net main)؛ في نسخه مخطوط اخرى نسخت سنة(1279هـ) وهي نسخة خاصة بالسيد محمد محمد صادق الصدر الشهيد الصدر الثاني(قدس سره الشريف) يقول انها في مكتبته الخاصة أشار إلى اسم الكتاب بـ(إكمال الدين وإتمام النعمة) فقط بهذه الصيغة للأسف لم نتمكن من الاطلاع عليها لكن أشار اليها من خلال كتابه الموسوم موسوعة الإمام المهدي، ط1، منشورات بني الزهراء (عليها السلام)، (قم، 1425هـ)، ج2، ص542.
(17) نزلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع، للمزيد حول تفسير الآية ينظر: الرازي، محمد بن فخر الدين بن ضياء الدين بن عمر، (ت: 604هـ/ 1207م)، تفسير الفخر الرازي الشهير بـ(التفسير الكبير ومفاتيح الغيب)، د. تحق، ط1، دار الفكر، (بيروت، 1981م)، ج11، ص 139.
(18) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، مقدمة المصحح، ص8؛ ابن الجوزي، ابي الفرج شمس الدين أبو المظفر بن فرغلي بن عبد الله البغدادي سبط الحافظ، (ت: 654هـ/ 1256م) تذكرة الخواص أو (تذكرة خواص الأمة)، تقديم: محمد صادق بحر العلوم، د. ط، الناشر: مكتبة نينوى، (طهران، د. ت)، ص30.
(19) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، مقدمة المصحح، ص8 – 9.
(20) الخوارزمي، الموفق بن احمد بن محمد المكي، (ت: 568هـ/ 1172م)، المناقب، تحقيق: مالك المحمودي، ط2، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1411هـ)، ص135؛ الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر(المشهور بالعلامة الحلي)، (ت: 726هـ/ 1325م)، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين، تحقيق: حسين الدركهاي، ط3، دار المفيد، (بيروت، 2013م)، ص254.
(21) الصدوق، إكمال الدين، نسخة المخطوط التي اطلع عليها الباحث، ج2، ورقه 213.
(22) الصدوق، عيون أخبار الرضا، د. تحق، ط1، الناشر: انتشارات الشريف الرضي، (قم، 1378هـ)، ص69، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر غفاري، ط2، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، 1404هـ)، ص136.
(23) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، واجهة الكتاب.
(24) قيل المقصود منها هو المهدي من عترة فاطمة (عليها السلام)، وان الله يتم نوره ولا يبقى أحد الا أقر بالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويكون ذلك عند خروج المهدي من آل محمد (عجَّل الله فرجه)، ينظر: الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، (ت:548هـ/ 1153م)، مجمع البيان في تفسير القرآن، ط1، دار المرتضى، (بيروت، 2006م)، ج5، ص36؛ المجلسي، محمد باقر، (ت:1111هـ/ 1699م)، بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار، د. ط، دار احياء التراث، (بيروت، 1983م)، ج51، ص60. القزويني، محمد كاظم الموسوي، الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من المهد إلى الظهور، ط1، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1985م)، ص 54.
(25) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، مقدمة المصحح، ص8 –9، ج1، ص139، ص147، ص155.
(26) الصدوق، إكمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، ط 1، مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1985م)، مقدمة المصحح، ص20 - 22.
(27) مخطوط محفوظة بمركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بتسلسل، (10 / 1/ 49)، النجف الاشرف.
(28) النسخة تعود للصدر، صاحب كتاب موسوعة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ينظر: ج 2، ص 542.
(29) نسخة بتحقيق: علي أكبر غفاري، طبعت في قم سنة (1985م)؛ ونسخة بتعليق وتصحيح حسين الاعلمي، ط1، الناشر: مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1991م).
(30) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تقديم: محمد مهدي الخرسان، مقدمة المصحح، ص25 - 26.
(31) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تقديم: محمد مهدي الخرسان، مقدمة المصحح، ص25-26؛ بروكلمان، كارل، تاريخ الأدب العربي، ترجمة: عبد الحليم النجار، ط5، دار المعارف، (القاهرة، 1996م) ج3، ص347.
(32) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص139.
(33) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج 1، ص27 - 52.
(34) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 54 - 99.
(35) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج 1، ص103-138.
(36) ينظر: إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 139 - 162.
(37) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص168-170.
(38) هو أبو عبد الله الفارسي الرامهرمزي الاصبهاني أسبق الفرس إلى الإسلام صحب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخدمه حتى روى عنه الكثير صاحب أربعة من الرهبان المسيح الذين أخبروه دين الإسلام حتى قال بحقه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (سلمان منا أهل البيت) توفي سنة(36ه /656م)، للمزيد ينظر: الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك، (ت: 764هـ/ 1362م)، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناوؤط وزكي مصطفى، ط1، دار احيا التراث، (بيروت، 2000م)، ج15، ص192 - 193.
(39) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص170 - 173.
(40) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص174-199؛ من خلال البحث سنحاول أن نعطي فكرة عن سبب ورود مثل هكذا أخبار عامة وما في الكتاب وما علاقتها بموضوع الغيبة.
(41) الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 201 - 210.
(42) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص210 - 237.
(43) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 243 - 276.
(44) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 278 - 308.
(45) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 317 - 374؛ في الباب التاسع والثلاثون يتحدث عن قصة الخضر (عليه السلام) والباب الأربعون يتحدث عن ذو القرنين وفي القصتين شواهد ودلالات لها علاقة بقضية الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) سنتطرق إليها في فصول البحث لاحقاً.
(46) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص376-383.
(47) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 383 - 469.
(48) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 469 - 573.
(49) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 574 - 578.
(50) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 578-604.
(51) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 605 - 610.
(52) الصدوق، إكمال الدين، مخطوط، ج 1، ص 3 - 8.
(53) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 611 - 616.
(54) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: علي أكبر، ج2، ص 681 - 685، إكمال الدين، تصحيح: حسين الاعلمي، ج2، ص619 - 623.
(55) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح، محمد مهدي، مقدمة المصحح، ص 25؛ الطهراني، أقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ط3، دار الأضواء، (بيروت، 1983م)، ج4، ص79 - 80.
(56) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص30 - 39.
(57) هو محمد بن الحسن بن الوليد القمي جليل القدر له عدة كتب منها كتاب الجامع وكتاب التفسير حدث عن ابو جعفر القمي كثيراً توفي سنة (343هـ/ 954م)، ينظر، الطوسي، الفهرست، ص156.
(58) السند هو ما ارتفع من الأرض والجمع إسناد وكل شيء اسند إليه شيئاً فهو مسند وله الكثير من المعاني فيقال اسند في الشعر إسنادا وبمعنى هنا ساند أي انه اسند الخبر، وقيل ان السند والإسناد في الاصطلاح هو الإخبار عن طريق المتن وسمي سنداً لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه، الذي يبحث في صحة الحديث وضعفه ليعمل به أو يترك والمتواتر منه متصل السند لا يبحث عن رجاله أي انه صحيح الخبر لكثرة اتصاله وطرقه، للمزيد ينظر: ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي الأنصاري، (ت:711هـ/ 1311م)، لسان العرب، تحقيق امين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق، ط3، دار إحياء التراث العربي، (بيروت، د ت)، ج6، ص386 - 388؛ ابن حجر، احمد بن علي بن محمد العسقلاني، (ت: 852هـ/ 1448م)، نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، تحقيق: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي، ط1، د. دار، (الرياض، 2001م)، ص42؛ السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، (ت: 911هـ/1505م)، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: ابو قتيبة نظر محمد الفاريابي، ط2، مكتبة الكوثر، (بيروت، 1415هـ)، ج1، ص27.
(59) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 39 - ص43، ص93. ص139، ص177، ص230، ص346، ص381، ص437، ص581، ص588، ص600، ص601؛ للتعرف عن مجموع =شيوخ الصدوق ومن حدث عنهم وأسانيده التي استخدمها في اغلب مصنفاته وعددهم (252)، ينظر: الصدوق، مشيخة الفقيه، شرح وترجمة وتعليق: محمد جعفر شمس الدين، ط2، دار الهادي، (بيروت، 2005م)، ص7 - 250، (ذكر في الكتاب جميع مشايخه ومن روى عنهم ومن ضمنهم مشايخه الذين روى عنهم في كتابه إكمال الدين وقد ترجم لهم شارح الكتاب ورد ذكرهم في صفحات متعددة من الكتاب)، معاني الأخبار، تصحيح: علي اكبر غفاري، ط1، دار المعرفة، (بيروت، 1979م)، مقدمة المصحح ص 37 - 68؛ إكمال الدين، تصحيح: علي اكبر غفاري، مقدمة المصحح، ج1، ص 15؛ المجلسي، محمد تقي، (ت: 1070هـ/ 1658م)، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي بناه، ط1، الناشر: بنياد فرهنك، (قم، د. ت) ج14، (جميع ما تناوله المجلسي في هذا الجزء من كتابه هو عبارة عن شرح لكتاب مشيخة الصدوق والذي اثبت فيه صحة أسانيد ومجموع رواة الصدوق في كتبه وقد ترجم لهم وفق الاحرف الابجدية وفي صفحات متعددة من الكتاب لذا لم نذكر ارقام تلك الصفحات ويمكن الرجوع اليهم حسب الاحرف الابجدية كما ما هو مثبت بالملحق)؛ ينظر: ملحق رقم (1) جدول بأسماء شيوخ الصدوق ومن حدث عنهم الواردين في الكتاب موضوع البحث وضعناهم في جدول توخياً للاختصار اغلبهم من شيوخه وقد أوفت المصادر المشار إليها بنقل سيرتهم ووثاقتهم ومن أجازه الفتيا منهم ونقل الرواية تركنا التطرق إليها لأنها أشبعت بالتوضيح في تلك المصادر والدراسات السابقة).
(60) لم أعثر على ترجمة له.
(61) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص71.
(62) وهو عبارة عن كتاب ذكره فيه صاحبه ابي زيد العلوي عدة اعتراضات على قضية الإمامة والغيبة ولم يبقى من الكتاب شيء سوى النصوص التي نقلها الصدوق في كتابه هنا موضوع البحث عند نقله لردود ابن قبه الرازي على كتاب الإشهاد تحت عنوان نقض كتاب الاشهاد، ينظر: إكمال الدين، ص109 - 138، وقد عمد أحد الباحثين على تخريج هذه النصوص وتدقيقها وجمعها على شكل كتاب صغير مستقل من خلال تخريجها من كتاب إكمال الدين، ينظر: العلوي أبو زيد عيسى بن محمد، (ت: 326هـ/919م)، نصوص مجموعة من بقايا كتاب الإشهاد جمع: جمال الشامي، د. ط، (د. م، 2014م)، ص1 - 19.
(63) ابو يزيد عيسى بن محمد بن احمد بن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، عالم وفقيه كبير من علماء الزيدية توفي سنة (326هـ/ 919م)، ينظر: البخاري، أبو نصر سهل بن عبد الله، (من أعلام القرن الرابع الهجري)، سر السلسلة العلوية في انساب السادة العلوية، تقديم: محمد صادق بحر العلوم، د.ط، منشورات المكتبة الحيدرية، (النجف الاشرف، 1962م)، ص63.
(64) اخرج منه مقالة الزيدية في الغيبة، ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص109.
(65) ابو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي من المتكلمين له الكثير من الكتب عن الإمامة ومنها كتاب نقض الإشهاد قيل انه كان معتزلياً وأصبح أماميا أشهر كتبه الإنصاف في الإمامة لم تحدد سنة وفاته، ينظر: المازندراني، محمد بن علي بن شهر أشوب، (ت588هـ/ 1192م)، معالم العلماء (تتمة كتاب الفهرست للشيخ الطوسي)، د. ط، منشورات المكتبة الحيدرية، (النجف الاشرف، 1961م)، ص95؛ الحلي، خلاصة الأقوال، ص383.
(66) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص109.
(67) اسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي من علماء بغداد تزامن عصره مع زمن الغيبة الصغرى ويعد احد الشعراء تسلم بعض المناصب الإدارية في عصره ويلقب بالكاتب من كبار الشيعة ومن وجهائها فيلسوفاً متكلماً في القرن 3هـ وكان قريباً من المعتزلة وأخذ عناصر علم الكلام من المعتزلة توفي سنة (311هـ/ 923م)، له كتب كثيرة منها كتاب التنبيه في الإمامة وكتاب المجمل في الإمامة توفي، ينظر: ابن النديم، ابو الفرج محمد بن إسحاق الوراق، (ت: 385هـ/ 995م)، الفهرست، د. تحقيق، د. ط، دار المعرفة، (بيروت، د. ت)، ص251؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان، (ت: 748هـ/ 1347م)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1992م)، ج13، ص401 - 409؛ اشتياني، عباس اقبال، آل نوبخت، ترجمة: علي هاشم الاسدي، ط1، نشر: مؤسسة الأستانة الرضوية، (قم، 2003م)، ص124.
(68) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص105.
(69) من المرجح انه كتاب المعمرين لابي حاتم السجستاني المتقدم على عصر الصدوق وابي حاتم هذا له كتاب يتحدث في عن المعمرين من البشر منذ زمن آدم (عليه السلام) والانبياء من بعده ومن مشاهير العرب من المعمرين، ينظر: السجستاني، ابي حاتم سهل بن محمد بن عثمان البصري، (ت:235هـ/849م)، المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم وما قالوه في منتهى أعمارهم، تحقيق: محمد أمين الخانجي، ط1، الناشر: مطبعة السعادة، (القاهرة، 1905م)، ص1-3؛ وعند الحديث عن عن اخبار المعمرين بما ورد في كتاب الصدوق ومقارنتها بما ورد في كتاب السجستاني وجدنا نفس الاخبار فعلى الارجح انه هو كتاب المعمرين للسجستاني، ينظر: المبحث الرابع من الفصل الثاني الاطروحة، ص 261 - 268.
(70) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص498.
(71) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص426.
(72) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 435-457.
(73) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 54 - 56، ص90، ص 175 - 177، ص186، 195، ص 196، ج2، ص480 - 509.
(74) هو دعبل وقيل اسمه محمد بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نشهل بن خداش بن خالد. بن عمر بن مزيقا يكنى ابا علي شاعراً متقدم وهو من الشيعة المشهورين من أصحاب الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ومن أشهر القائلين بمدح اهل البيت (عليهم السلام) توفي سنة (ت: 246هـ/860 م)، ينظر: الاصفهاني، أبو الفرج بن علي بن الحسين، (ت: 356هـ/ 966م)، الأغاني، تحقيق: علي النجدي، د. ط، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (القاهرة، 1993م)، ج20، ص120 - 121.
(75) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص347 - 348؛ هذا البيت الخامس والاربعين من قصيدته (التائية) يمدح آل البيت (عليهم السلام) وتسمى القصيدة التائية الكبرى، ينظر: دعبل بن علي الخزاعي (ت: 246هـ/860 م)، ديوان شعر دعبل الخزاعي، جمعه: عبد الكريم الأشتر، ط2، مجمع اللغة العربية، (دمشق، 1983م)، ص87؛ الاصفهاني، الا غاني، ج20، ص121.
(76) هو ابو زياد عبيد بن الابرص بن جشم بن عامر بن مالك بن الحارث بن ثعلبة يتصل نسبة بمضر لم تحدد سنة ولادته وقيل انه عاش ثلاثمائة سنة وقيل مئة وذكر انه اشار إلى طول عمره في احدى قصائده إلى عمره في مائتي وعشرين سنة وقيل انه قتل سنة (554م)، ينظر: ديوان عبيد بن الأبرص، شرح: اشرف أحمد عدرة، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1994م)، ص 7 - 12.
(77) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص500.
(78) الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 249 - 316، ج2، ص 317 - 480.
(79) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص40، ص 49، ص160 - 161.
(80) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 83، ص 103، ص110.
(81) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص208.
(82) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص275.
(83) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص312.
(84) الزيدية هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة (عليها السلام) إلا أنهم جوزوا الإمامة في أولاد الحسن أو الحسين (عليهما السلام) حتى أنهم ساقوا الإمامة في زيد وأبنائه من بعده، للمزيد ينظر: الشهرستاني، ابي الفتح محمد بن عبد الكريم، (ت: 548هـ/1155م)، الملل والنحل، تحقيق: محمد بن فريد، د. ط، (القاهرة، 2003م)، ج1 ص163 - 168.
(85) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 138 - 190.
(86) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص138.
(87) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص47 - 48.
(88) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص334.
(89) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج71، ص281، ص223، ص240، ج2، ص411، ص426.
(90) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص202.
(91) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص327.
(92) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 309 - 312، ج2، ص 425، ص469.
(93) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص291.
(94) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص291.
(95) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص332 - 337.
(96) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص190، ص203، ص221، ص312، ج2 ص332، ص 403، ص602.
(97) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1 ص203، 221، ج2، ص403، ص583.
(98) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص307.
(99) روضة المتقين، ج14، ص10 - 12.
(100) رجلاً فاضلاً ديناً من ثقات الشيخ الصدوق سمع منه بهمدان، ينظر: الحلي، خلاصة الاقوال، ص70؛ المظاهر، حسين، الثقات الاخيار من رواة الاخبار، ط1، الناشر: مؤسسة الزهراء (عليها السلام)، (قم، 2006م) ص 51.
(101) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص92.
(102) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 347.
(103) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص280 - 281.
(104) في كثير من صفحات الكتاب ولكثرة تعليقات الشيخ الصدوق، ينظر: إكمال الدين، ج1، ص71، ص208، ص 209، ج2، ص362، ص451، ص476، ص 513، ص 578.
(105) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص345.
(106) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص345 - 346.
(107) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، 97.
(108) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص383-388.
(109) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج 2، ص363-373، وقصص اخرى في الكتاب، ينظر: ج2 ص514، ص574، ص515-574.
(110) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 247.
(111) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص42، وغيرها كثير من الشواهد في صفحات الكتاب، ينظر:ج1، ص43، ص47، ج2، ص 281، ص284، ص275، ص401.
(112) لم نذكر شواهد عن الموضوع وذلك كونها طويلة بعض الشيء والاختصار يخل بوحدة موضوع المحادثة وأحلنا القارئ إلى صفحات الكتاب، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص303 - 306، ج2، ص 333-336، وسنتطرق لهذه المواضيع في مناسباتها بما روي عن آبائه (عليهم السلام) في مباحث الاطروحة ينظر: المبحث الثاني من الفصل الثالث، ص320 - 328، ص348-366.
(113) ينظر: إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 40.
(114) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 376.
(115) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص279 ن ص286.
(116) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 108، 105، ص 116 - 120.
(117) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص 82، ص86، ص 99، ص 513.
(118) هو هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس تسنم الخلافة سنة (170هـ/765م) وعمره إحدى وعشرون سنة توفي سنة (193هـ/ 788 م)، للمزيد ينظر: الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير، (ت: 310هـ / 922م)، تاريخ الرسل والملوك (تاريخ الطبري)، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، ط2، دار المعارف، (القاهرة، د. ت)، ج 8، ص230 - 342.
(119) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص340 - 343.
(120) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 462، ج1، ص 85، ص 399، ص264، ص 477، ص423، ص 451، ص452، ص491.
(121) ينظر: الصدوق، كمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج1، ص86، وعنده إحالة إلى كتابه (علل الشرائع)، ص362، وهناك إحالة إلى كتاب السر المكتوم عن علامات القائم (عجَّل الله فرجه) ذكرها في ص 589.
(122) ابو القاسم سعد بن عبد الله ابن أبي خلف الاشعري القمي من شيوخ الطائفة ووجوهها صنف كتباً كثيرة منها كتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) توفي سعد سنة (301هـ /913م)، وقيل سنة (299هـ/ 911م)، ينظر: النجاشي، رجال، ص173 - 175.
(123) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، تصحيح: محمد مهدي، ج2، ص 412 - 520.
(124) وهذا الاسلوب تجده متبع في أغلب أبواب الكتاب لذا لم نشر إلى اي صفحة فقد تحاشينا تكرار الروايات التي ذكرت في الابواب المتشابهة.
(125) سيكون المبحث الثاني من هذا الفصل خاصاً عن السيدة نرجس (عليها السلام) ينظر: ص68 - 95.
(126) إكمال الدين، ج2، ص388-389.
(127) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص392.
(128) وللمزيد أكثر عن قصة إبراهيم وموسى (عليهما السلام) ينظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، (ت: 573هـ/ 1178م)، قصص الأنبياء، تحقيق: غلام رضا، ط1، مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد، 1989م)، ص103-117، ص148-176؛ المجلسي (صاحب البحار)، قصص الأنبياء، تحقيق: محسن عقيل، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2007 م)، ص186-243، ص358-501.
(129) محمد بن محمد بن النعمان العكبري، (ت:413هـ/1022م)، المسائل العشرة في الغيبة، تحقيق: فارس حسون، ط1، الناشر: مكتبة دليل، (مشهد، 2006م)، ص53؛ الطوسي، ابي جعفر محمد بن الحسن (460هـ/1067م)، الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني وعلي احمد ناصح، ط3، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 2004م)، ص105.
(130) كان هذا في زمان النمرود حينما علم ان في ارض كنعان يولد مولود يكون هلاكهم على يديه، للمزيد ينظر: المبحث الاول من الفصل الثاني، ص147 - 152.
(131) الراوندي، قصص الانبياء، ص103؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص200.
(132) الراوندي، قصص الانبياء، ص147؛ المجلسي، قصص الانبياء، 363 - 364.
(133) من الفتور أو فتر أي لانت مفاصلها وهي كالضعف، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص174.
(134) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص389.
(135) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص392.
(136) ينظر: الطبرسي، رضي الدين ابو نصير الحسن بن الفضل، (ت: 548ه /1153م)، سيرة المعصومين المسمى (أعلام الورى وأعلام الهدى)، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، ط1، دار الحجة (عجَّل الله فرجه)، (قم، 2004م)، ص409؛ النيسابوري، روضة الواعظين، ج2، ص 35؛ المازندراني، شرح اصول الكافي، ج7، ص335-336؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص10؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص2 - 3؛ النوري، حسين الطبرسي، (ت: 1212هـ/ 1797م)، النجم الثاقب في أحوال الحجة الغائب، تحقيق: ياسين الموسوي، ط 1، الناشر: انوار الهدى، (قم، 1996م)، ج1، ص144 - 147.
(137) ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، (ت:273ه / 887م) سنن ابن ماجة، تحقيق محمد ناصر الالباني، ط1، دار المعارف، (الرياض، د. ت)، ص680، حديث (4085)؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص415.
(138) للمزيد عن حادثة ولادة عيسى (عليه السلام)، ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص 266؛ ابن كثير، عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي، (ت:774هـ/ 1372م)، صحيح قصص الأنبياء، تحقيق: سليم بن عيد الهلالي، ط1، دار غراس، (الكويت، 2002م)، ص464؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص 625.
(139) بلد على دجلة فوق بغداد خفف الناس لفظها فسميت سامراء للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص171.
(140) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص394-396، ص427، لم يرجح الصدوق بين الروايات بل ذكرها هكذا بالعموم.
(141) محمد بن يعقوب، (ت: 329هـ/ 940م)، اصول الكافي، د. تحق، ط1، منشورات الفجر، (بيروت، 2007م) ج1، ص329-330.
(142) ابو علي محمد بن همام بن سهيل، (ت 336هـ/ 947م)، منتخب الانوار في تواريخ الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، تحقيق: علي رضا هزار، ط1، الناشر: مكتبة دليل ما، (قم، 2001م) ص90 - 91.
(143) إثبات الوصية، ص272، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: مصطفى السيد، ط1، الناشر: المكتبة التوفيقية، (القاهرة، 2003م)، ج4، ص190.
(144) الإرشاد، د: تحقيق، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2008 م)، ص440.
(145) مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، تحقيق: مهدي نجف، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1993م)، ص61.
(146) الغيبة، ص231 - 235، ص238؛ وينظر أيضاً: آبادي، محمد صادق الخاتون، كشف الحق أو الأربعون، تحقيق وترجمة: ياسين الموسوي، ط4، نشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف، 2015م)، ص26 - 33؛ الصغير، محمد حسين، الإمام المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه)، ط1، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 2009م)، ص12 - 13.
(147) سيرة المعصومين، ص409؛ وينظر أيضاً الاربلي، ابي الحسن علي بن عيسى بن ابي الفتح(ت: 693هـ/1293م)، كشف الغمة في معرفة الأئمة، د. تحق، د.ط، دار الأضواء، (بيروت، د. ت)، ج3، ص326؛ المجلسي؛ بحار الأنوار، ج51، ص2 - 5؛ القمي، عباس، منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، ترجمة وتحقيق: هاشم الميلاني، ط1، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف، 2006م)، ص10؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص268.
(148) ابي العباس شمس الدين احمد بن محمد بن ابي بكر، (ت: 681هـ/1282م)، وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان، تحقيق: احسان عباس، ط1، دار صادر، (بيروت، 1977م)، ج4، ص176.
(149) كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج3، ص234، ص243.
(150) جمال الدين بن يوسف الحنفي، (ت: 757ه /1356م)، معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول والبتول، تحقيق: محمد كاظم المحمودي، ط، مجمع احياء الثقافة الإسلامية، (قم، 2004م)، ص184.
(151) علي بن محمد بن احمد المالكي المكي، (ت: 855هـ/ 1451م)، الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة (عليهم السلام)، ط2، دار الأضواء، (بيروت، 1988م)، ص282.
(152) الشبراوي، عبد الله بن محمد بن عامر، (ت: 1171هـ/ 1757م)، الإتحاف بحب الأشراف، تحقيق: سامي الغريري، ط1، دار الأسوة، (قم، 2002م)، 369؛ القطيفي، احمد بن صالح الطوق، (ت: 1245هـ/ 1829م)، نعمة المنان في إثبات صاحب الزمان، تحقيق: مصطفى آل مرهون، ط1، دار المصطفى، (بيروت، 2008م)، ص387؛ القندوزي سليمان بن ابراهيم، (ت:1294هـ/1877م)، ينابيع المودة لذوي القربى، تحقيق: علي جمال، ط1، دار الأسوة، (قم، 1996م)، ج3، ص171.
(153) وقد رجحوا بين الروايات وأعطوا أدلتهم عليها في خبر الولادة وسنة الولادة وسبب الاختلاف فيما بينها للمزيد أكثر عن هذا الموضوع ينظر: ألمجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص2 - 6؛ آبادي، كشف الحق، ص26، 33؛ القمي، منتهى الآمال، ص10-11؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص262-269؛ وبما يتعلق بخبر ولادته والقائلين بها أو منكريها عند نخبة من علماء وأئمة الحديث وأعلام التاريخ عند أهل السنة، ينظر: الإيماني، مهدي الفقيه، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) عند أهل السنة، ط2، دار التعارف، (بيروت، 1982م)، مج 1، ص23-103؛ السويعدي، عبد الزهرة عودة لعيبي، احاديث الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) عند جمهور المسلمين دراسة تاريخية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، (بغداد، 2013م)، ص 2836.
(154) اكمال الدين، ج1، ص 252.
(155) مسلم، ابي الحسين بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت: 261هـ/ 874م)، صحيح مسلم، تحقيق: عماد زكي البارودي، د. ط، المكتبة الوقفية، (القاهرة، 2010م)، ج2، ص186، حديث(1822)؛ البستوي، عبد العليم عبد العظيم، المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة، ط1، دار ابن حزم، (بيروت، 1990م)، ص34-35.
(156) سليمان بن الأشعث السجستاني، (ت: 275هـ/ 888 م)، صحيح سنن ابي داوود، تحقيق: محمد ناصر الدين، ط1، دار المعارف، (الرياض، 1998م)، ج3، ص 19 - 20؛ الترمذي، ابي عيسى محمد بن عيسى، (ت: 279هـ/ 892 م)، الجامع الكبير أو سنن الترمذي، تحقيق: بشار عواد معروف، ط1، دار الغرب الاسلامي، (بيروت، 1996 م)، ج4، ص85.
(157) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، حديث (4086)، ص680؛ ابي داوود، سنن ابي داوود، ج3، 21؛ واخرجه ايضاً الهندي، علاء الدين بن حسام الدين المتقي، (ت975هـ/1567م)، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، تحقيق: علي اكبر غفاري، د.ط، مطبعة الخيام، (قم، 1979م)، ص89.
(158) بحار الانوار، ج37، 213.
(159) ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، ج19، ص113، ترجمة (159)؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج12، ص70، ترجمة (3352)؛ اليافعي، ابي محمد عبد الله بن اسعد بن علي بن سليمان المكي (ت:768هـ/1367م)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، تحقيق: خليل منصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1997م)، ج2، ص127؛ السمرقندي، محمد بن الحسين بن عبد الله الحسيني المدني، (ت: 996هـ/1587م)، تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبد الله وابي طالب، تحقيق: انيس الكتبي، ط1، الناشر: خزانة الكتب الحسينية الخاصة، (د. م، د. ت)، ص54.
(160) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص389.
(161) إكمال الدين، ج2، ص 292.
(162) المسعودي، اثبات الوصية، ص273؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص409؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص3.
(163) إكمال الدين، ج2، ص390.
(164) ينظر: اثبات الوصية، ص 273؛ الغيبة، ص273؛ سيرة المعصومين، ص409؛ آبادي، كشف الحق، ص29؛ القمي، تاريخ الإمام الثاني عشر، ص19 - 20.
(165) الصدوق، اكمال الدين، ص392 - 393.
(166) الصدوق، إكمال الدين، ج 2، ص393.
(167) السردق أو السرادق ما أحاط البناء والجمع سرادقات وقيل كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء وقيل ان السردق أو السرادقات هو ما يمد فوق صحن الدار، للمزيد ينظر: ابن منور، لسان العرب، ج6، ص234؛ أما لتوضيح المعنى المراد هنا من سرادق العرش ورد أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سئل عن الحجب وفصل فيها توضيحاً ثم يأتي على السرادق وهي مرحلة تلي الحجب وفيها عدة انواع قال: (... وهي حجب مختلفة غلظ كل حجاب مسيرة سبعين الف عام ثم سرادقات الجلال وهي سبعون سردقا في كل سردق سبعون الف ملك بين كل سردق وسردق مسيرة خمسمائة عام ثم سردق العز ثم سردق الكبرياء ثم سردق العظمة ثم سردق القدس ثم سردق الجبروت ثم سردق الفجر ثم النور الابيض ثم سردق الوحدانية وهو مسيرة سبعين الف عام في سبعين الف عام ثم الحجاب الاعلى وانقضى كلامه (عليه السلام)، فقال عمر: لا بقيت ليوم لا أراك فيه يا أبا حسن)، ينظر: الصدوق، التوحيد، تحقيق: هاشم الحسيني الطهراني، د. ط، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، د. ت)، ص278؛ والواضح من حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) أنها بعد تاتي الحجب وقبل العرش، وهنا من خلال الحديث الوارد عند الصدوق أن الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) حمل اليها ولم يجاوزها بعد أن حملاه الملكين.
(168) الكافي، ج1، ص27.
(169) اثبات الوصية، ص274.
(170) الكافي، ج1، ص 163.
(171) مجمع البيان، ج7، ص50.
(172) الكافي، الكليني، ج1، ص 247.
(173) الصفار، ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، (ت290ه / 902م)، بصائر الدرجات في فضائل آل محمد، تحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، الناشر: عطر عترت، (قم، د. ت)، ص 814.
(174) للمزيد ينظر: مجمع البيان، ج7، 50.
(175) الصدوق، اكمال الدين، ج2، 393.
(176) اثبات الوصية، 274.
(177) الغيبة، ص239؛ آبادي، كشف الحق، ص30.
(178) الراوندي، قصص الانبياء، ص103 - 104؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص192.
(179) أبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن الأحنف، (ت: 256ه /869 م)، صحيح البخاري، د تحق، دار صادر، (بيروت، د. ت)، ص612، حديث (3436)؛ صحيح مسلم، ج2، ص461، حديث (2550).
(180) الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص303.
(181) الكافي، ج1، ص 131 - 135، ص 137.
(182) الصدوق، اكمال الدين، ج 2، ص395.
(183) الغيبة، ص 245 - 246؛ القزويني، الامام المهدي من المهد حتى الظهور، ص147 - 148.
(184) اثبات الوصية، ص275.
(185) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، حديث (3164)، ص536.
(186) الطبرسي، مكارم الأخلاق، تحقيق: حسين الاعلمي، ط2، منشرات الاعلمي، (بيروت، 2001م)، ص216.
(187) الصدوق، اكمال الدين، ج 2، ص395.
(188) الكليني، الكافي، ج1، ص 114.
(189) الديلمي، الحسن بن أبي الحسن محمد، (من أعلام القرن الثامن الهجري)، ارشاد القلوب، تحقيق: هاشم الميلاني، ط2، دار الأسوة، (قم، 2004م)، ج2، ص313؛ القمي، تاريخ الإمام الثاني عشر، ص31.
(190) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص266؛ ورد مثل الحديث هذا عن الامام السجاد بنفس المضمون، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص303.
(191) الكافي، ج1، ص131.
(192) الكليني، الكافي، ج1، ص343.
(193) أبي عبد الله محمد بن جعفر بن ابراهيم ين جعفر الكاتب، (ت 360هـ/ 970م)، الغيبة، تحقيق: فارس حسون، ط1، الناشر: مؤسسة مدين، (قم، 2005 م) ص251.
(194) الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص 297 - 298.
(195) إكمال الدين، ج2، ص397؛ الطوسي، الغيبة، ص250؛ الصدر، ج1، ص296.
(196) الطبرسي، مكارم الاخلاق، ص219.
(197) الميل هو الذي تكتحل به العين ويسمى الملمول، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص236.
(198) إكمال الدين، ج2، ص464؛ لم يذكر في الرواية من هذا المولود هل هو الحجة (عجَّل الله فرجه) ام غيره والمرجح انه الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) الا أن حكيمة في الرواية لم تصرح بالاسم ولعل هذا من باب التكتم على أمر ولادة الحجة.
(199) المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص342؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص392؛ الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج9، ص505.
(200) اكمال الدين، ج2، ص581، ولعله يقصد هنا كفر الطاعة لا كفر الجحود.
(201) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص355، ص582؛ علل الشرائع، ج1، ص 310؛ المفيد، الإرشاد، ص445؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص407.
(202) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص395 - 396؛ وقيل أبو جعفر، ينظر: الطبري الصغير، محمد بن جرير بن رستم، (من أعلام القرن الرابع الهجري)، دلائل الإمامة، د. تحق، ط2، الناشر: مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 1988م)، ص267؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص171.
(203) الكافي، ج1، ص204؛ العاملي، محمد بن الحسن الحر، (ت: 1104هـ/ 1692)، كشف التعمية في حكم التسمية، تحقيق: مهدي حمد، ط1، دار الهادي، (بيروت، 2004م)، ص122؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص33.
(204) اكمال الدين، ج2، ص388.
(205) الطوسي، الغيبة، 273؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الارنؤوط وعلي ابو زيد، ط9، مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1993م)، ج13، ص120.
(206) محمد بن عمر بن الحسين الشافعي، (ت: 606هـ/1209 م)، الشجرة المباركة في انساب الطالبية، تحقيق: مهدي رجائي، ط2، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، (قم، 2000م)، ص92؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص333.
(207) تذكرة الخواص، ص363.
(208) الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص 250 - 251-253 - 256، ج2، ص583.
(209) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن سلمة الانصاري من صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شهد معارك بدر واحد وقيل انه شهد سبع عشرة غزوة مع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشهد صفين مع امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) كان من الحافظين للحديث قيل انه توفي سنة اربع وسبعين وقيل سبع وسبعين وعمره اربع وتسعون سنة، للمزيد ينظر: ابن الأثير، عز الدين ابن أبي علي بن أبي الكرم الشيباني، (ت:630هـ/1232م)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: محمد عوض واخرون، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1996م)، ج1، ص492 - 496.
(210) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص261.
(211) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص276 - 277.
(212) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 407.
(213) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص434.
(214) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص396.
(215) الكافي، ج 1، ص204؛ إثبات الوصية، ص20؛ كشف التعمية في حكم التسمية، ص17-18؛ المجلسي، ج1، ص33.
(216) النيسابوري، الفضل بن شاذان الازدي، (ت:260هـ/ 873 م) صاحب الإمام الرضا (عليه السلام)، الإيضاح في الرد على سائر الفرق، تحقيق: جلال الدين الحسيني الارموي، ط1، دار التاريخ العربي، (بيروت، 2009م)، ص 475.
(217) الكافي، ج1، ص204.
(218) الكليني، الكافي، ج 1، ص329-337، ج2، ص318.
(219) الاسكافي، منتخب الانوار، ص91؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص407؛ الكلبايكاني، لطف الله الصافي، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عجَّل الله فرجه)، ط2، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1983م)، ص 63 - 66.
(220) ابو داوود، سنن أبي داوود، ج2، ص 20؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص363؛ الكنجي، ابي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي، (ت: 658هـ/ 1259م)، البيان في أخبار صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه)، تحقيق: محمد هادي الاميني، ط3، دار احياء التراث اهل البيت، (طهران، 1985م)، ص480؛ السلمي، يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي، (ت: 685هـ/ 1286م) عقد الدرر في اخبار المنتظر، تحقيق: مهيب بن صالح، ط1، الناشر: مكتبة المنار، (عمان، 1989م) ص89؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص284؛ ابن حجر، ابي العباس احمد بن محمد المكي الهيتمي، (ت: 974ه / 1566م)، القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، تحقيق: مصطفى عاشور، د. ط، الناشر: مكتبة القرآن، (القاهرة، د. ت)، ص33؛ الهندي، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، ص90؛ القطيفي، نعمة المنان، ص387 - 388.
(221) المروزي، نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، (ت: 228هـ/842 م)، الفتن، تحقيق: سهيل زكار، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر، (بيروت، 1993م)، ج5، ص227؛ السيوطي، العرف الوردي في اخبار المهدي (عجل الله فرجه)، تحقيق: مصطفى صبحي الخضر، ط1، دار الكوثر، (دمشق، 2001م) ص79.
(222) للمزيد أكثر حول أسماء الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) من الأسماء المذكورة في القران المجيد والكتب السماوية وأخبار اهل البيت ومن كتب السير والرجال، ينظر: الخصيبي، ابي عبد الله الحسين بن حمدان، (ت: 334هـ/945 م)، الهداية الكبرى، د. تحق، ط4، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 1991م)، ص 353؛ واخرج الطبري (75) اسماً، في دلائل الإمامة، ص502؛ واخرج منها النوري مائة واثنين وثمانين اسماً، ينظر: النجم الثاقب، ج1، ص 175-280؛ واخرج الحائري (186) اسم ولقب في كتابه الزام الناصب، ينظر: علي اليزدي، الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب، ط3، دار النعمان، (النجف، 1971 م)، ج1، ص481-491.
(223) اكمال الدين، ج1، ص 277، هذا ما لا يحتاج إلى توضيح فأسمه محمد ولقبه أبا القاسم.
(224) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص218.
(225) اكمال الدين، ج1، ص281.
(226) المسعودي، إثبات الوصية، ص271؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص256؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص29.
(227) المفيد، الرسائل الأربعة في الغيبة، تحقيق: علاء آل جعفر، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1994م)، ص5؛ القزويني، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، ص29.
(228) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص271.
(229) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص302.
(230) المفيد، الإرشاد، ص464؛ القمي، تاريخ الإمام الثاني عشر، ص25.
(231) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص353؛ معاني الاخبار، ص65؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص30.
(232) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص353؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص30.
(233) إكمال الدين، ج2، ص579.
(234) الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص532، حديث (3571).
(235) المفيد، الإرشاد، ص464؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص30.
(236) الزرندي، معارج الوصول، ص196؛ الحنبلي، مرعي بن يوسف المقدسي، (من اعلام ق11ه)، فرائد فوائد الفكر في الامام المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه)، تحقيق: سامي الغريري، ط2، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، (قم، 2007م)، ص253.
(237) الكنجي، البيان في إخبار صاحب الزمان، ص509؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، 286.
(238) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص392.
(239) ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 364.
(240) السلمي، عقد الدرر، ص225.
(241) اللبة مكان في جسم الإنسان وسط الصدر والمنحر جمعها لبات واللبة موضع القلادة من الصدر وقيل اللبب هو المنحر، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص218.
(242) من السر هو الموضع ما تقطعه القابلة من سرة الصبي فيقال الموضع الذي قطع منه السر، ينظر: الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر، (ت:666هـ/1267م)، مختار الصحاح، ط1، مكتبة لبنان، (بيروت، 1986م)، ص124.
(243) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص399.
(244) الكافي، ج1، ص 202، ص330.
(245) يقال غلام خماسي ورباعي أي طال خمسة أشبار أو أربعة أشبار، ينظر: ابن منظور لسان العرب، ج4، ص216.
(246) واضح الجين أي الجبين الحسن الواسع ويقال صلته أو صلت الجبين، أي بان واتضح والجبين فوق الصدر من يمين الجبهة وشمالها والصدغ هو ما بين العين والأذن، ينظر: ابن سيدة، ابي الحسن علي بن إسماعيل النحوي، (ت: 458هـ/ 1047م)، المخصص، د. تحق، د. ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، د. ت)، ج1، ص89.
(247) دري لشدة توقده يقال كوكب دري، وقيل دري منسوب للدر، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص84 - 85.
(248) المقلتين مفردها مقلة شحمة العين التي تجمع السواد والبياض والمقل النظر والمقلة نسبة إلى عين الشمس، ينظر: منظور، لسان العرب، ج13، ص156.
(249) من عطوف ومعطفة معطوفة احداهما على الاخرى والعطيفة القوس فيقال قوس عطفى كل ذلك لتعطفها وانحنائها، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج9، ص268.
(250) هو شامة سوداء في البدن، ينظر، ابن منظور، لسن العرب، ج4، ص266.
(251) وهي أعلى الرأس وأعلى كل شيء يسمى ذؤابة جمعها ذوائب ويسميها بعض العرب النمغة والغاذبة والنابعة والامعة ما ينتأ من رأس الانسان من أعلاه، للمزيد ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص55؛ البابيدي، احمد بن مصطفى الدمشقي، (ت 1318هـ/ 1900م)، معجم أسماء الأشياء، تحقيق: احمد عبد التواب، د. - د. ط، دار الفضيلة، (القاهرة، د. ت)، ص147.
(252) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص400.
(253) هو نقاء الخدين من الشعر والامرد الشاب الذي بلغ خروج لحيته وطر شاربه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص70.
(254) الناصع في كل لون خلص ووضح والناصع الخالص من كل شيء وواضح يقال نصع لونه نصوعاً اي اشتد بياضه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج14، ص163 - 164.
(255) ابلج هو التباعد بين الحاجبين ويقصد منه انه ما بين الحاجبين اذا نقيا من الشعر، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص477.
(256) المسنون من الوجه الخد اللطيف الرقيق، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص91.
(257) قنا الأنف هو طول الأنف ورقة ارنبتيه مع وجود احيداب في وسطه، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص 132.
(258) يقال رجل اشم اذا كان فيها ارتفاع في قصبة الانف ويقال الشمم، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص132.
(259) الاروع الرجل الذي يعجبك حسنه، ينظر، الرازي، مختار الصحاح، ص111.
(260) شجرة تنبت في الجبال وتسمى الشوع قضبانه طوال وينبت في السهول، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج11، ص143.
(261) وجه الرجل يسمى غرته والغرة وهو بياض في الجبهة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص10، ص43.
(262) المضيء من الكواكب، هو معروف من كواكب السماء ويشبه به النور فيسمى كوكب فيقال غلام كوكب اذا ترعرع وحسن وجهه، ينظر: ابو حنيفة، القاضي النعمان بن محمد التميمي المغربي، (ت: 363هـ/ 973م) شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، تحقيق: محمد الحسيني الجلالي، ط1، الناشر مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1989م)، مج3، ص378؛ ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص190.
(263) المسك نوع من انواع الطيب الفارسي تسميه العرب المشموم، والفتاة من الفت أي المفتت أو ما تكسر، اما جمعها فتات المسك هو خلط المسك مع انواع الطيب الاخرى وتطريه وتعجنه، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج11، ص200؛ الرازي، مختار الصحاح،، ص261؛ ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص169 - 170.
(264) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص407.
(265) الوفر هنا تعني طول الشعر إلى الاذنين ولا يتعداهما، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص64.
(266) الاسود، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص105.
(267) وهو الشعر الذي لا جعودة فيه فيقال رجل سبط الشعر، ينظر: الفراهيدي، الخليل بن احمد، (ت:170هـ/786م)، كتاب العين، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2003م)، ج2، ص211.
(268) شحمة الاذن هي معلق القرط، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص140.
(269) السمت حسن النحو في مذهب الدين يقال سمت يسمت سموتاً، يقال السمت اتباع الهدي والحق وحسن الجورة ويدل ايضاً على حسن حديث الرجل، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص354.
(270) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص407.
(271) يقال جبل شامخ طويل في السماء وجمعها شوامخ، ينظر: الفراهيدي، العين، ج2، ص352.
(272) لا يوجد في كتب التراجم أو معاني الاسماء ما يعطي وصفاً دقيقاً لها لكن الواضح منها، كما أشار إلى ذلك ابن سيدة أنه الشخص المتوسط الطول الممدود القامة وليس بطويل ولا قصير بل هو فوق القصير يقال رجل مديد الجسم وهنا تعني حسن الطول، ينظر: المخصص، ج2، ص65 - 66.
(273) الزجج وازج هو طول الحاجبان ودقتهما، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص92.
(274) شدة سواد العين ووسعتها، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص99.
(275) السهل الطويل من الخدين وقيل انه الخد القليل اللحم، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص91.
(276) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص411.
(277) وتسمى الشكلة وهي حمرة تخلط البياض أي كل خليطين من بياض وحمرة ويسمى الازهر هو اختلاط البياض بالحمرة ويسمى اختلاط الابيض بالاحمر امشاج، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، 100، ج2، ص107-109.
(278) مبدح وتسمى منتدح أو منداح البطن أي ضخيم البطن ومدور وكلها متقاربة، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص27؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص 475.
(279) الفخذ هو ما بين الساق والورك والجمع أفخاذ، اعراض الفخذ هو عظمهما وامتلاء ما بينهما، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص 48، ص50.
(280) اي عظيم رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين وفي صفة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان جليل المُشاش اي عظيم رؤوس العظام، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص113.
(281) المنكب هو مجتمع الرأس والعضد والكتف والمنكبان عرقان في العنق من المنكب إلى أصل العنق، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص159.
(282) الشامة علامة مخالفة لسائر لون وهي الخال شامة سوداء، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص111.
(283) ذكرت بعدة اوصاف وتسمى خاتم النبوة موجودة ما بين كتفي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقيل انها على شكل بيضة الحمامة وقيل هي عبارة عن شعرات مجتمعات، للمزيد ينظر: الترمذي، الشمائل المحمدية، تحقيق: اسامة الرحال، ط1، دار الفيحاء، (دمشق، 2001م)، ص26 - 30.
(284) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص586.
(285) رجل ربع وربعة ومربوع معتدل الخلق، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص 71.
(286) الارشاد، ص463؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص351.
(287) الإقحوان هو البابونج وهو نبت طيب الرائحة حواليه ورق ابيض ووسطه اصفر، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص 218.
(288) الارجوان وهو شجر له نور احمر احسن ما يكون وكل لون يشبهه فهو ارجوان وقيل انه كلمة فارسية اصلها أرغوان، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص100.
(289) الندى هو البلل ما يسقط في الليل، ينظر: ابن منظور، ج14، ص96.
(290) سمح هو ما يدل على سلاسة وسهولة ويقال رجل سمح أي جواد ويقال سمح في سيرة اذا أسرع، ينظر: ابن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج3، ص99.
(291) سخي من سخا يسخو والسخاء الجود، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص123.
(292) الهامة رأس كل شيء وهي وسط عظم الرأس ويوجد فيها يافوخ الانسان وتسمى أم الدماغ، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص54 - 56.
(293) رضرضة من رضاض الشيء بالضم فتاته وكل شيء كسرته فقد رضرضته، عود العنبر نوع من الطيب، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص103، ص191.
(294) الغيبة، ص265 - 266؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص273 - 277.
(295) الراوندي، الخرائج والجرائح، تحقيق ونشر: مؤسسة الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) ط1، (قم، 1409هـ)، ج2، ص691.
(296) الجبهة هي موضع السجود وتعني هنا واسع الجبهة، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص88.
(297) ابن طاووس، رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى الحسني الحسيني، (ت:664هـ/ 1265م)، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، د. تحق، د. ط، الناشر: مطبعة الخيام، (قم، 1980م)، ص177؛ الزرندي، معارج الوصول، ص191.
(298) اللون لون عربي وكذلك كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مشرب بالحمرة وهو الذي يقول اهل المعرفة بالحلي عند العرب الرفق والسمرة ولا يقولون ابيض اللوان الناس وهذا افضل لون عند العرب وهو أكثر ألوان أشرافهم، ينظر: ابو حنيفة، شرح الأخبار، مج3، ص378.
(299) جسم الاسرائيلي وذلك الوصف كون اجسام بني اسرائيل أجسام جسيمة وهم في الأغلب أجسم من العرب، ينظر: ابو حنيفة، شرح الاخبار، مج3، ص378.
(300) نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة، تحقيق: باسم محمد الاسدي، ط 1، الناشر: دليل ما، (قم، 2007 م)، ص385؛ السلمي، عقد الدرر، ص100؛ الزرندي، معارج الوصول، ص191؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص288؛ الهيتمي، القول المختصر، ص36؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص273.
(301) اللحية اسم يجمع ما على الخدين والذقن من الشعر وكث تعني كثيف الشعر وهو الكثير، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص65.
(302) رجل أكحل وهو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص235.
(303) براق يلمع ويتلألأ أو كثير اللمعان ذو بريق ويقال توقد تلألأ، الثنايا هي مقدمة الأسنان وهما أربع اثنان من الأسفل واثنان من الأعلى، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج1، ص146، ج2، ص111.
(304) البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، ص100؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص36.
(305) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص277.
(306) للمراجعة ومطابقة أوصاف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع ما ذكر في الروايات السابقة من اوصاف الحجة (عجَّل الله فرجه) وانها تتطابق مع بعضا بنسبة عالية في الوصف ينظر: البخاري، صحيح البخاري، (باب صفة النبي)ص628-631؛ الترمذي، الشمائل المحمدية، ص15 - 26؛ الكليني، الكافي، ج1، ص281؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص474.
(307) سنورد فقره خاصة عن الروايات الواردة عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن الغيبة بما ورد في كتاب الصدوق في الفصل الخاص بالروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) عن الغيبة، ينظر: المبحث الثالث من الفصل الثالث، ص401 - 409.
(308) احمد بن المتوكل العباسي لقب بالمعتمد تولى الحكم سنة (256ه / 869م) ومات سنة (279هـ/892م)، للمزيد ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص189.
(309) لم نتوسع في ذكر سيرة الامام العسكري (عليه السلام) كونها خرجت فيها الكثير من الدراسات المخصوصة بشكل مفصل للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص63؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص362-370؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص273 - 279؛ الكوراني، علي، الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مكتبة نرجس، منشور على شبكة الانترنيت (narges- library.blgspot.com)، (د. م، 2013م)، الكتاب كله يتحدث عن سيرة الامام العسكري (عليه السلام) بتفاصيلها.
(310) تعني الصحيفة، وقيل انه اسم، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص184.
(311) النرجِس بالكسرة من الريايحين، وهو نبات طيب الرائحة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج 14، ص102؛ الحتي، حنا نصر، قاموس الاسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، ط3، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2002م)، ص41.
(312) من الصقل والصقلة الخاصرة ليست منتفخة ولا نحيفة وكذلك تدعى الانثى صقلة وجمعها صقال، وقيل ان الصقيل هو احد اسماء السيف، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص377 - 378؛ السيوطي، المزهر في علوم اللغة وانواعها، تحقيق: محمد احمد جاد واخرون، د.ط، منشورات المكتبة العصرية، (بيروت، 1986م) ج1، ص410.
(313) ريحانة مفرد كلمة الريحان وتجمع رياحين قيل انه كل بقل طيب أو أطراف كل بقلة طيبة وقيل انه كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم وعرفت الريحانة بأنها الطاقة والريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح والريحان الرزق، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج5، ص358.
(314) سوسن أو السوسن نبت أعجمي وهو معروف واجناسه كثيرة وأطيبه الأبيض، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص 430.
(315) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص 383، ص395 - 396؛ (المؤرخين التالية أسماؤهم يذكرون أسماءها بتفاوت فمنهم من يذكر لها اسمين أو ثلاث)، الاسكافي، منتخب الانوار، ص91؛ الطوسي، الغيبة، ص 238، ص235، ص244؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص425؛ النجفي، منتخب الأنوار، ص110، ص114؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج13، ص121؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص15؛ آبادي، كشف الحق، ص21، ص24، ص28؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص135.
(316) من سكنة أرض كرمان له العديد من الكتب على نحو خمسمائة مصنف يقال عنه ان حديثه قريب من السلامة كان عالماً فقيهاً متكلماً بالأخبار، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص 367؛ الطوسي، الفهرست، ص 132؛ الحائري، محمد بن علي الاردبيلي الغروي، جامع الرواة وازاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد، ط1، الناشر: مكتبة السيد المرعشي، (قم، 1983م) ج2، ص79.
(317) هو بشر بن سليمان البجلي الكوفي من ولد أبي ايوب الانصاري (لم اعثر على ترجمه له أكثر من هذه)، الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص384؛ ابن داوود، تقي الدين الحسن بن علي الحلي، (ت: بعد سنة 707هـ/ 1307م)، رجال ابن داوود، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، د. ط، الناشر: المطبعة الحيدرية، (النجف، 1972 م) ص 57؛ ابن حجر، شهاب الدين ابي الفضل احمد بن علي العسقلاني، (ت: 852هـ/ 1448م)، لسان الميزان، د تحقيق، ط2، مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 1971م) ج2، ص24؛ الخوئي، ابو القاسم الموسوي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ط5، الناشر: مؤسسة الامام الخوئي الاسلامية، (د. م، 1991م) ج4، ص224.
(318) يقال هذا لمن يبيع الغلمان والجواري، ينظر: السمعاني، ابي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي، (ت: 562هـ/ 1166م)، الأنساب، تحقيق: عبد الله عمر البارودي، ط1، دار الجنان، (بيروت، 1988م) ج5، ص470.
(319) وهو المملوك وسمي العبيد رقيقاً لانهم يرقون لمالكهم ويذلون ويخضعون وقيل رقيقة تعني إماء والرقيق مفردها رق والرقيق نقيض الغليظ وقيل ان المراد من الرقيق هم العبيد المخصوصين، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج5، ص287 - 289.
(320) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص384.
(321) جيل من الناس معروف واحدهم يسمى رومي ينتمون إلى عيصو بن نبي الله اسحاق (عليه السلام) ويسمون ايضاً بالرومان ويقال ان رومان اسم رجل، وقيل سموا بالروم نسبة إلى بلادهم وقد اسلم قسم منهم اما بالسبي أو الاختيار، للمزيد ينظر: السمعاني، الانساب، ج3، ص104؛ ابن منظور، لسان العرب، ج5، ص 378.
(322) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص384-385.
(323) لم أعثر على ترجمة.
(324) غير معلوم من هو القيصر حينها، لان كل ملوك الرومان الكبار يسمون ويلقبون بالقيصر، ينظر: ابن الجوزي، اي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، (ت: 597هـ/1200م)، المنتظم في تاريخ الملوك والامم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1992م) ج2، ص45؛ ولم تذكر السنة التي فيها الحادثة هذه فلم نتمكن من الترجمة له وسنحاول إثبات اسمه بتحليل بعض الروايات في الجوانب التي سنناقش فيها هذه الرواية لاحقاً في هذا المبحث.
(325) ويسمى شمعان بالعربية، شمعون بالسريانية الصفا بن حمون وصي عيسى (عليه السلام) ومن خواص أصحابه وقيل انه كان نبياً، وبقي في قومه إلى بعث الله يحيى بن زكريا (عليه السلام) وهو ابن عمة مريم (عليها السلام) وقيل انه ابن عمها ويقال له بطرس وقد رافق عيسى وامه (عليهما السلام) منذ طفولته ووقف إلى جانبهما، وذكر ان نصب وصياً لعيسى (عليه السلام) في الثامن عشر من ذو الحجة وقتل في الليلة التي استشهد فيها الحسين بن علي (عليهما السلام) [ ليس في سنة (61هـ) بل في سنة أخرى فقط انه صادف في نفس الليلة] وقتل وصلب منكساً، (لم اعثر له على ترجمة خاصة في كتب التراجم وأغلب مصادرنا تذكره باختصار)، ينظر: اليعقوبي، أحمد بن ابي يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح، (ت: 292هـ/904 م)، تاريخ اليعقوبي، د. تحق، ط2، دار صادر، (بيروت، 2010م)، ج، ص77؛ المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، ص64؛ الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص50؛ المفيد، مسار الشيعة، ص41؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق: ابي الفداء عبد الله القاضي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1987م)، ج1، ص244؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص 697؛ المجلسي، بحار الانوار، ج 25 ص 186، ج39 ص165، ج45 ص204، الأميني، محمد باقر، نرجس والدة الامام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، ترجمة: زهراء الموسوي، ط1، دار النبلاء، (بيروت، 2004 م) ص 19 - 22، ويذكره احد المتأخرين بانه شمعون وصي عيسى ويسمى أيضاً بطرس وبتريوس باليونانية تعني الصخرة ولد بطرس في بيت صيدا في مصب نهر الأردن وكان من تلاميذ يحيى وثم عيسى (عليهما السلام) وكان عمره ثلاثاً وأربعين سنة حين رفع عيسى (عليه السلام) ويكبر عيسى بعشرين سنة، وقيل أنه نصبه في الثامن عشر من ذو الحجة وأن ام مليكة أم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من ذريته قتل في عام 68م، ينظر: الكوراني، علي، شمعون الصفا وصي عيسى وجد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) لأمه، ط1، د. دار، (د. م، 2014م) ص113 - 115، ص217، ص173. (ما ذكره الكوراني في كتابه باعتماده على عدد من المصادر المسيحية لم أتمكن من الحصول عليها).
(326) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 385 - 386.
(327) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 387.
(328) من المحتمل هنا ان لفظة (وأنت مشركة بالله) لعله من باب قوله تعالى: ﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ...ﱠ سورة آل عمران، جزء من الآية [19 ] اذ ورد في تفسيرها قيل التسليم لله ولأوليائه وهو التصديق وعن الباقر (عليه السلام) قال: (ان الله فضل الإيمان على الإسلام بدرجه)، ينظر: تفسير القمي، ج1، ص99؛ وقوله تعالى: ﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ، سورة آل عمران، آية [85]، اي من يتخذ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه بل يعاقب عليه، ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج2، ص272، فعليه يمكن القول ان السيدة نرجس يجب ان تكون مصداقاً لهذا القول ان تكون مؤمنة مسلمة لله والتسليم لأوليائه فهي التي ستكون اماً للحجة (عجَّل الله فرجه) والذي على يديه سيعم العدل والمساواة على وجهة البسيطة بالإسلام.
(329) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص387.
(330) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص387.
(331) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص388.
(332) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص208 - 114؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص489 - 496؛ النجفي، بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي، (ت:803هـ/ 1400 م)، منتخب الأنوار المضيئة، تحقيق: لجنة التحقيق في مؤسسة الامام الهادي (عليه السلام)، ط1، الناشر: مؤسسة الامام الهادي (عليه السلام)، (قم، 2000م)، ص105 - 115؛ النيسابوري، محمد بن الفتال، (ت:508هـ/ 1114م)، روضة الواعظين، تحقيق: غلام حسين المجيدي ومجتبى الفرجي، ط1، مؤسسة دليل، (قم، 2003م)، ج1، ص567 - 575؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، تحقيق: يوسف البقاعي، ط2، دار الأضواء، (بيروت، 1991م)، ج4، ص 472-481؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص6 - 11؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص136-140.
(333) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص208 - 114؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص489 - 496؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص6 - 11؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص136-140.
(334) اكمال الدين، ج2، ص383.
(335) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص 352؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص433.
(336) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص388.
(337) هذا يدل على وجود بناء على قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) في العصر العباسي.
(338) إكمال الدين، ج2، ص383.
(339) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 384.
(340) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 384.
(341) الطوسي، الغيبة، ص394.
(342) المجهول من ألفاظ الجرح والذم في الجرح والتعديل والمجهول من حكم علماء الرجال عليه بالجهالة، ينظر: الاسترابادي، محمد باقر(ت:1041هـ/1631م)، الرواشح السماوية، تحقيق: نعمة الله الجليلي وغلا محسين، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ)، ص103؛ جاسم، سامي حمود الحاج، المنهج التاريخي في كتابي ابن مطهر وابن داود الحليين في علم الرجال، ط1، دار الشؤون الثقافية العامة، (بغداد، 2014م)، ص 94.
(343) معجم رجال الحديث، ج4، ص 224.
(344) رجال النجاشي، ص 367؛ الفهرست، ص132.
(345) معجم رجال الحديث، ج16، ص132.
(346) الكوراني، شمعون الصفا، ص 226.
(347) لما ولد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أصاب الناس زلزلة عمت جميع الدنيا وزال كل شيء يعبد دون الله (عزَّ وجلَّ) عن موضعه وزلزل ايوان كسرى فسقطت منه ثلاث عشرة شرفة وخمدت نار فارس وظهرت الكثير من العلامات، للمزيد ينظر: اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص7 - 14.
(348) الكليني، الكافي، ج 1، ص 161.
(349) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، 255.
(350) القمي، ابو الحسن علي بن ابراهيم، (من اعلام القرنين 3 و4 الهجريين)، تفسير القمي، تحقيق: طيب الموسوي الجزائري، ط3، مؤسسة دار الكتاب للطباعة، (قم، 1984م)، ج2، ص365.
(351) الكافي، الكليني، ج1، ص273؛ القزويني، الامام المهدي من المهد إلى الظهور، ص56؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص299.
(352) ابو القاسم فرات بن ابراهيم، (ت:352هـ/ 963م)، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد كاظم، ط2، مؤسسة الطاعة والنشر في وزارة الثقافة، (طهران، 1995 م)، ص481.
(353) العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي، (ت: 320هـ/ 932م)، تفسير العياشي، تحقيق: هاشم المحلاتي، د. ط، الناشر، المكتبة العلمية الإسلامية، (طهران، د ت)، ج2، ص87؛ البحراني، هاشم، (ت: 1109هـ/1697 م)، المحجة فيما نزل في القائم الحجة (عجَّل الله فرجه)، تحقيق: محمد منير الميلاني، ط1، مؤسسة النعمان، (بيروت، 1992 م) ص 78.
(354) يقال حلم ورؤيا فقيل أن الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فهما عبارة عما يراه النائم في نومه من أشياء، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص304.
(355) ان إبراهيم (عليه السلام) رأى في المنام ان يذبح ابنه اسحاق وقيل إسماعيل وقد حكى القصة لابنه حتى قال له ابنه امض إلى ما أمرك الله: للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص224-225.
(356) يذكر أن يوسف (عليه السلام) قد رأى في المنام في ليلة وافقت ليلة القدر أن أحد عشر كوكباً نزلن من السماء وسجدن له ومعهما الشمس والقمر فقص تلك الرؤيا على أبيه وقد أمره أبيه على أن لا يقصها على أخوته، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص279.
(357) وهنا يعطي يعقوب تأويل الرؤيا لابنه يوسف (عليهما السلام) ويأمره بالكتمان، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص340؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص126.
(358) في التفسير هي إشارة واضحة ان رؤيا نبي الله ابراهيم (عليه السلام) أن يذبح ابنه اسماعيل (عليه السلام) في المنام وليس في اليقظة، ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج8، 244؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص 108.
(359) أي أنها صدقا الرؤيا وسلما أمرهما إلى الله، للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص225 - 226.
(360) ثم أمر إبراهيم (عليه السلام) أن يفدي ابنه أن يذبح كبش، للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص225 - 226.
(361) البخاري، صحيح البخاري، ص 1238؛ الطهطاوي، علي احمد عبد العال، تفسير الأحلام من كلام الأئمة والإعلام (محمد بن سيرين، البخاري، ابن حجر)، ط2، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2005م)، ص47.
(362) مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص361؛ ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص642.
(363) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص387.
(364) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 388.
(365) الكليني، الكافي، ج1، ص 153 - 155.
(366) الالهام ما يلقى في الروع ويستلهم الله الرشاد وألهم الله فلان وهنا الالهام أن يلقي الله في النفس أمراً يبتغيه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي يخص الله به من يشاء من عباده، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص346.
(367) العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص263.
(368) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص 253.
(369) المسعودي، اثبات الوصية، ص 257، الذهبي، ابو عبد الله محمد بن احمد بن عثمان، (ت: 748هـ/ 1347م) العبر في خبر من غبر، تحقيق: محمد السعيد بسيوني، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1985م)، ج1، ص364.
(370) هو الزبير بن جعفر بن المتوكل يلقب بالمعتز بالله وامه تسمى قبيحة تسنم السلطة سنة (252هـ/866م) وله من العمر ثماني عشرة سنة خلعه الأتراك من السلطة ثم قتل في شهر رجب لثلاثة بقين منه سنة (255هـ/869م)، ينظر: المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج4، ص 159، الصفدي، الوافي بالوفيات، ج14، ص124.
(371) للمزيد أكثر حول هذه الحروب ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج9، ص240 - 21، ص؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج12، ص 3؛ ابن الاثير، الكامل، ج6، ص146، ص24-249؛ ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله عبد المحسن التركي، ط1، دار هجر، (القاهرة، 1998م)، ج14، ص460، ص468.
(372) هو احمد بن محمد بن المعتصم تسنم السلطة سنة (248هـ) ويكنى ابي العباس امه صقلبية بقي في السلطة مدة ثلاث سنين وثمانية أشهر وكانت وفاته سنة (252هـ)، ينظر المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص139.
(373) المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص298؛ ابن العبري، ريغوريوس ابي الفرج بن اهرون الطبيب، (ت: 685هـ/ 1286م)، تاريخ مختصر الدول، تحقيق: أنطوان صالحاني اليسوعي، ط2، دار الرائد اللبناني، (بيروت، 1983م)، ص243، ص247.
(374) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص351 - 352.
(375) المسعودي، التنبيه والاشراف، د. تحق، د. ط، مطابع بيرل، (ليدن، 1893م)، ص171.
(376) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص 354.
(377) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج14، ص124.
(378) المسعودي، التنبيه والاشراف، ص172 - 173.
(379) للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج9، ص 373 - 437.
(380) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص362.
(381) المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص299.
(382) اكمال الدين، ج2، ص391.
(383) ينظر: الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 354؛ النيشابوري، روضة الواعظين، ج2، ص6؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص12؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص142؛ آبادي، كشف الحق، ص26؛ الشيرازي، مرتضى، السيدة نرجس (عليها السلام)، مدرسة الاجيال، ط1، مركز الرسول الأعظم للتحقيق والنشر، (بيروت، 1997م)، ص93.
(384) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص 388.
(385) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 391.
(386) اثبات الوصية، ص272.
(387) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص260؛ الشيرازي، السيدة نرجس، ص 94 - 95.
(388) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص391.
(389) الصدوق، إكمال الدين، ج2، 395؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص425؛ العاملي، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، تحقيق شهاب الدين تقديم: شهاب الدين المرعشي، ط1، منشورات الاعلمي (بيروت، 2004م)، ج5، ص 21 - 22.
(390) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص426.
(391) هو احمد بن جعفر بن المتوكل تسنم السلطة سنة مائتين وست وخمسين وقبض سنة مائتين وتسع وسبعين، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص 189.
(392) ابو محمد الحسن بن المحدث محمد بن عبد الملك تولى القضاء في زمن المعتمد سنة (240هـ/ 854م) ومات في سنة (261هـ/ 856م) بمكة، للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج9، ص515؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج12، ص518.
(393) وكان أهم ما شغل العباسيين في تلك المدة هي حركة صاحب الزنج والتي بدأت في البصرة وتمكن من الاستيلاء على عدد من المدن الواقعة تحت سلطة الدولة العباسية حتى كادت حركته ان تطيح بالدولة العباسية واستمرت حركته للفترة الممتدة ما بين (255هـ - 270هـ/ 869م - 883م)، للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج9، ص 431 - 437، ص622 - 626، ص 628 - 661.
(394) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص427.
(395) ينظر: الطبري، دلائل الإمامة، ص220؛، الصافي، حسين الموسوي، امهات الأئمة المعصومين دراسة تاريخية تحليلية، ط1، الناشر: قسم الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2015)، ج2، ص260.
(396) احمد بن طلحة المعتضد بالله من ام رومية بويع سنة (279هـ/ 892م) وتوفي سنة (289هـ/ 901م)، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص216.
(397) يقال ان كل ما بين العقدين يدعى نيفاً ينظر: ابن فارس، ابو الحسن احمد بن زكريا، (ت:395هـ/4 100م)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، د. ط، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، (قم، 1984م)ج6، ص374.
(398) جعفر بن احمد المقتدر بالله وامه تدعى شغب بويع سنة (295هـ/ 907م) قتل سنة (320هـ/932م)، المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص272.
(399) سير أعلام النبلاء، ج13، ص121؛ الأميني، نرجس والدة الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، ص 90.
(400) الارشاد، ص439؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص455.
(401) المفيد، المسائل العشرة في الغيبة، ص57.
(402) كشف الغمة، ج3، ص211.
(403) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، 329.
(404) الصدوق، إكمال الدين، ج2، 395؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص425؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص21؛ وقد عاين الباحث مكان القبر المشار اليه بتاريخ 13 ذو القعدة 1439ه وهو جوار قبري الامامين العسكرين (عليهم السلام) ثم قبر السيدة نرجس (عليه السلام) مما يلي قبر الإمام العسكري (عليه السلام) ومكتوب عليه نرجس خاتون ومليكة ام الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ويقع بالقرب من نهاية مدفن العسكرين (عليهم السلام) عند نهاية رجليهما قبر السيدة حكيمة (عليها السلام).
(405) وتسمى سوسن وسلسل وريحانة من النساء العارفات الصالحات دفت بجانب ضريحي المامين العسكرين (عليهم السلام) في سامراء، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص322؛ عبد الوهاب، حسين، (من اعلام القرن الخامس الهجري)، عيون المعجزات، تحقيق: فلاح الشريفي، د. ط، الناشر: مؤسسة بضعة الرسول (عليها السلام)، (د. م، 2001م)، ص334؛ الصافي، امهات المعصومين (عليهم السلام)، ص214، (لم تحدد المصادر معلومات كثيرة عنها).
(406) الكليني، الكافي، ج1، ض322.
(407) الكليني، الكافي، ج1، ص322؛ البخاري، سر السلسلة العلوية في انساب السادة العلوية، ص39؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص220؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص362.
(408) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص960؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص42.
(409) التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، نشر وتحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، (قم، 1419هـ)، ج12، ص239؛ الصافي، امهات المعصومين، ص215.
(410) من الثقات، ينظر: ابن داوود، رجال ابن داود،، ص185؛ الحلي، ترتيب خلاصة الأقوال، ص 403.
(411) ابو الحسن بن مالك بن جعفر الحميري القمي شيخ القميين وجههم له مصنفات كثيرة منها كتب في مسائل الرجال ومكاتباتهم للإمامين العسكريين (عليهم السلام) وله كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه) كان حياً بعد سنة (290هـ/ 902م)، وهو ثقة ومن أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام)، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص 211؛ الحلي، خلاصة الاقوال، ص 269.
(412) ابو إسحاق الأهوازي له كتاب البشارات وهو ثقه، ينظر: الكشي، ابو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز، (من اعلام القرن الرابع الهجري)، رجال الكشي، تحقيق: احمد الحسيني، ط1، مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 2009م)، ص377؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص18؛ الحلي، ترتيب خلاصة الأقوال، ص63، يقول عنه العلامة الحلي ان طريق رواية الصدوق منه صحيح، ينظر: ترتيب خلاصة الأقوال، ص490.
(413) لم يذكر اسمه في الرواية.
(414) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص407 - 408.
(415) الصدوق، إكمال الدين، ج2، 407 - 410.
(416) المفيد، الإرشاد، ص439؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص 548؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص455؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج6، ص250؛ الذهبي، العبر في خبر من غبر، ج1، ص373.
(417) هو علي بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي له حال جليل وفخر عظيم، يقال انه كان نصرانياً واسلم عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) كان حياً حتى سنة (226هـ/ 840 م) بما ذكر عنه من روايات ويعد من الثقات، ينظر: الكشي، رجال الكشي، ص388 - 389؛ جمال الدين، ابي منصور بن زين الدين حسن الشهيد الثاني (المعروف بصاحب المعالم)، (ت: 1011ه / 1602 م)، التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حل الإشكال في معرفة الرجال للسيد احمد بن طاووس الحسيني، (ت: 664هـ/ 1265م)، تحقيق: محمد حسن ترحيني، ط1، الناشر: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1988م)، ص183.
(418) الغيبة، ص263-267.
(419) دلائل الإمامة، ص291 - 292.
(420) يورد فيها رواية طويلة عن حادثة لقاء إبراهيم بن مهزيار مع الحجة (عجَّل الله فرجه) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص407، ص420 - 423.
(421) يقال ان كل من يقتدى به ويقدم في الامور فهو امام، والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) امام الأمة والخليفة امام الرعية والقرآن امام المسلمين والجمع الأئمة والامام الطريق والإمام بمنزلة القدام أي يقدمهم يقال فلان يؤم القوم أي قدامهم، ويقال أم القوم في الصلاة، للمزيد ينظر: الفراهيدي، العين، ج1، ص88؛ الرازي، مختار الصحاح، ص11.
(422) توضح هذه الآية مشيئة الله في الخلق الذي اراده وان يجعل من ذريته انبياء ومرسلين وعباداً صالحين أئمة مهتدين وان يجعلهم خلفاء على خلقي في ارضي نهوهم عن معصيتي وما حصل لآدم (عليه السلام) بعدها واستفسار الملائكة عن هذا الخلق الذي اراده الله وامرهم بالسجود له وهم الأقرب إلى الله إلى أن عصى إبليس لأمر الله في السجود لأدم (عليه السلام) إلى ان توضح معصية ادم (عليه السلام) وكيف تاب الله عليه بعد ان علمه ما لم يعلمه الملائكة حتى علمه بمعاني كل شيء من الخلق ومنها أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) واقر بولاية علي (عليه السلام) وقد اوضح المفسرون ذلك التفسير بما تبعها من آيات قرآنيه تلت هذه الآية، للمزيد ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج، ص29 - 41؛ القمي، تفسير القمي، ج1، ص37 - 42؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص96-100، ص105 - 106.
(423) وهي من الديانات المشهورة في الهند وينتسب هؤلاء البراهمة لرجل منهم يقال له (براهم) واطلق عليهم البراهمة نسبة اليه وبراهم هذا وهو الذي مهد لهم أصل عقيدتهم وقال بنفي وانكار النبوات أصلاً وان الاعتقاد بالنبوات مستحيل في العقول حتى قال براهم هذا: (مالنا نتبع بشر مثلنا) وانكر عقائد المسلمين ومنها الحج حتى قال: (ان كل هذه الامور مخالفة لقضايا العقل) وينقسمون إلى ثلاثة اقسام وهم أصحاب البدد واصحاب الفكرة والوهم واصحاب التناسخ وكل واحده منها لها اعتقاداتها وفيها تفصيل، للمزيد ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج2، ص237-242.
(424) الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص30؛ في عبارة المصنف) من زعم أن الدنيا تخلو ساعة من إمام لزمه أن يصحح مذهب البراهمة) لعله يقصد انك ايها المعترض الاولى ان ترد على منكري النبوة من البراهمة بدل انكارك للإمامة.
(425) الباب الحادي عشر، شرح: مقداد عبد الله السيوري، ط1، الناشر: هيأة محمد الامين، (كربلاء، 2003م)، ص154.
(426) الكليني، الكافي، ج1، ص103.
(427) للمزيد عن قصة نبي الله ادم (عليه السلام) وامر المعصية والتوبة ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص 35 - 72؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص 37 - 111؛ الجزائري، نعمة الله(ت: 1112هـ/1700م)، النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين، ط1، الناشر: المكتبة الحيدرية، (قم، 1426هـ) ص31 - 61.
(428) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص41؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص326.
(429) الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص57 - 58؛ المغازلي، ابو الحسن علي بن محمد الواسطي، (ت: 483هـ/ 1090م)، مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، تحقيق: تركي بن عبد الله الوادعي، ط1، دار الآثار، (صنعاء، 2003م)، ص115.
(430) الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص119.
(431) الكليني، الكافي، ج1، ص103-104؛ العاملي، إثبات الهداة، ج1، ص103.
(432) الطبري، دلائل الإمامة، ص226.
(433) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عقب ابراهيم ونحن أهل البيت عقب ابراهيم وعقب محمد صلوات الله عليهما)، ينظر: ابن الحجام، محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار البزاز، (من إعلام القرن الرابع الهجري)، تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليهم، تحقيق: فارس تبريزيان، ط1، الناشر: مؤسسة الهادي، (قم، 1420هـ)، ص300.
(434) الطبرسي، مجمع البيان، ج7، ص 59؛ الشبراوي، الإتحاف بحب الأشراف، ص236.
(435) الصدوق، معاني الأخبار، ص126.
(436) معاني الأخبار، 126، الخصال، ج1، 305.
(437) قيل هذا بحق الأئمة (عليهم السلام) وقد وعدهم الله أن يستخلفهم في الأرض من بعد ظلمهم وغصبهم، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص108.
(438) أورد المؤلف هنا مباحث فلسفية عميقة حول موضوع اختيار الخليفة ووجوب طاعته ووجوب وجوده في كل زمان والسجود والطاعة من الملائكة ومعصية الشيطان وهنا حاولنا الإشارة اليها فقط بغية إيضاح مضامين النصوص المقدمة منه اذ التطرق اليها يجرنا إلى مباحث اخرى خارج الموضوع للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 31 - 44، الصدوق، الاعتقادات، تحقيق: عصام عبد السيد، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، 1412هـ)، ص89 - 91.
(439) السدآبادي، عبيد الله بن عبد الله، (من أعلام القرن الخامس الهجري)، المقنع في الإمامة، تحقيق: شاكر شبع، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1993م)، ص47 - 48.
(440) الحلي الحسن بن سليمان، (كان حياً سنة 802ه / 1399 م)، تفضيل الأئمة على الأنبياء والملائكة، تحقيق: مشتاق صالح المظفر، ط1، الناشر: مكتبة العلامة المجلسي، (قم، 1430هـ)، ص171 - 174.
(441) الهلالي، سليم بن قيس، (ت: 76هـ/ 695م)، كتاب سليم بن قيس، تحقيق: محمد باقر الانصاري، ط1، دار نشر الهادي، (قم، 1420 ه)، ص382.
(442) الصدوق، معاني الأخبار، ص56؛ الخصال، ج 1، ص31؛ الطبري، نوادر المعجزات، ص191؛ الزرندي، معارج الوصول، ص 24.
(443) مناقب أمير المؤمنين، ص145 - 146؛ القطيفي، إثبات الإمامة المسمى (الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب)، تحقيق: حلمي السنان، ط1، دار الهادي، (قم، 1418هـ)، ص60؛ القمي، محمد بن طاهر بن محمد حسين الشيرازي، (ت: 1089هـ/ 1678م)، الاربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مطبعة الامير، (قم، 141هـ)، ص54.
(444) اي وضع فيه كل ما يحتاج إليه من امور الدين، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص38.
(445) اكمال الدين، ج2، ص605.
(446) الحلي، كشف اليقين، ص245.
(447) النعماني، الغيبة، ص75.
(448) قيل انه عنى بها علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ينظر: الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تقديم: خليل الميس، ط1، دار الفكر، (بيروت، 1995م)، ج6، ص389؛ الرازي، احمد بن محمد بن المظفر المختار، (ت: 631ه / 1233م)، ما نزل من القرآن في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، تحقيق: حسن الموسوي، ط1، دار ومخطوطات العتبة العباسية المقدسة، (كربلاء، 2013م)، ص49.
(449) الكليني، الكافي، ج1، ص173؛ الصدوق، الخصال، ج2، ص478 - 479.
(450) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص379؛ البحراني، سليمان بن عبد الله الماحوزي، (ت: 1121ه / 1709م)، الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: مهدي رجائي، ط 1، الناشر: مطبعة امير، (قم، 1417هـ)، ص173 - 177، نقلها بعدة طرق مع اختلاف بسيط.
(451) العاملي، تفضيل الأئمة، ص269.
(452) العاملي، تفضيل الأئمة، ص274.
(453) القمي، ابي الفضل سديد الدين بن شاذان بن جبريل، (من اعلام القرن السادس الهجري)، الفضائل، تحقيق: محمود البدري، ط1، الناشر: دار زائر، (قم، د ت)، ص310؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص106.
(454) هكذا وجدتها في الرواية ولعله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكى اشفاقاً عليهم لما سيصيبهم من بعده.
(455) نجعلهم ولاة وأئمة ونورثهم الارض أي نوطئ لهم في الأرض: للمزيد ينظر: الطبري، جامع البيان، ج20، ص36.
(456) الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله بن احمد، (من أعلام القرن الخامس الهجري)، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت، تحقيق: محمد باقر المحمودي، ط2، منشورات الاعلمي، (بيروت، 2010 م)، ج1، ص430 - 431؛ البحراني، هاشم، (ت: 1109هـ/ 1697م)، البرهان في تفسير القرآن، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين، ط2، منشورات دار الاعلمي، (بيروت، 2006م)، ج6، ص53؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص168.
(457) الصدوق، الاعتقادات، ص104.
(458) تعني ليقتدى به، ينظر: الثعلبي، الثعلبي، ابو اسحاق احمد، (ت: 427هـ/1035م)، الكشف والتبيان المعروف بتفسير الثعلبي، تحقيق: محمد بن عاشور، ط1، دار احياء التراث، (بيروت، 2002م)، ج1، ص 269.
(459) ومن أولادي اجعل أئمة يقتدى بهم فقال لا ينال اي ولا يصيب، ينظر: الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج1، 269.
(460) عن الباقر (عليه السلام) قال: (هم الأئمة ومن اتبعهم)، ينظر: البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص54.
(461) عن الرضا (عليه السلام) في حديثه عن الإمامة ووراثتها في ذرية إبراهيم قال: (فهي ولد علي (عليه السلام) إلى يوم القيامة اذ لا نبي بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ينظر: البحراني، البرهان في تفسير القران، ج6، ص165.
(462) إكمال الدين، ج2، ن ص605 - 606.
(463) القمي، محمد بن الحسن، (من أعلام القرن السابع الهجري)، العقد النضيد والدر الفريد في فضائل أمير المؤمنين واهل بيت النبي (عليهم السلام)، تحقيق: علي واسط الناطقي، ط1، دار الحديث، (قم، 1422ه)، ص18.
(464) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أجر النبوة أن لا تؤذوهم ولا تقطعوهم ولا تغصبوهم وتصلَوهم ولا تنقضوا العهد فيهم) قيل هي محبة محمد وال محمد، للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ص275 - 276؛ الرازي، ما نزل من القرآن، ص255.
(465) السيوطي، إحياء الميت بفضائل أهل البيت، تحقيق: عباس احمد صقر الحسيني، ط1، دار المدينة المنورة، (المدينة المنورة، 1420ه)، ص12.
(466) الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص397؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص231 - 232.
(467) الكليني، الكافي، ج1، 166؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص70.
(468) الزرندي، معارج الوصول، ص29.
(469) عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص222.
(470) الصدوق، معاني الاخبار، ص67.
(471) الحلي، الالفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ط1، الناشر: مكتبة الألفين، (الكويت، 1985 م)، ص47.
(472) الكليني، الكافي، ج1، ص176؛ الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص398؛ الرازي، ابي لقاسم علي بن محمد بن علي القمي، (من أعلام القرن الرابع الهجري)، كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر، تحقيق: محمد كاظم الموسوي، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1430هـ)، ص274.
(473) الطبري، أبي جعفر محمد بن أبي القاسم محمد بن علي، (من علماء القرن السادس الهجري)، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، تحقيق: مكتبة الكوثر، ط1، مؤسسة مدين، (قم، 1428 ه)، ص207.
(474) الصدوق، الخصال، ص93.
(475) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 607-609.
(476) من أصل نفل والنفل الغُنمُ والجمع الأنفال فيقال نفلت فلاناً أعطيته نفلاً وغُنماً والإمام ينفل الجند اذ جعل لهم ما غنموا والنافلة العطية يعطيها تطوعاً بعد الفريضة من صدقه أو صلاح عمل أو عمل خير، للمزيد ينظر: الفراهيدي، العين، ج4، ص252.
(477) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص247؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج3، ص91 - 92.
(478) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص338؛ الرازي، ما نزل من القران، ص163.
(479) الحسكاني، شواهد التنزيل، ج، ص92.
(480) الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص311.
(481) السخاخ الأرض الحرة اللينة وارض سخاء، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج2، ص226.
(482) اكمال الدين، ج1، ص201.
(483) ماج هو الماء المالح يقال مؤج الماء يمؤج مؤجة فهو مأج، ينظر: الفراهيدي، العين، ج4، ص114.
(484) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص202.
(485) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص203.
(486) أبو الجارود، زياد بن المنذر العبدي، (ت224ه /838 م)، تفسير أبي الجارود في مسنده، تحقيق وتخريج: علي شاه زاده، ط1، دار الحديث، (قم، 1434هـ)، ص258.
(487) الكليني، الكافي، ج1، ص104؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص225.
(488) علي بن الحسين الموسوي، (ت: 436ه / 1044م)، الشافي في الإمامة، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب، ط2، مؤسسة الصادق للطباعة، (طهران، 2004 م)، ج1، ص49.
(489) المرتضى، الشافي في الإمامة، ج1، ص50.
(490) عن ابي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (نزلت في علي ابن ابي طالب (عليه السلام)، فقلت له: إن الناس يقولون لنا فما منعه أن يسمى علياً واهل بيته في كتابه، قال: قولوا لهم أن الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسم ثلثاً ولا أربعاً حتى كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي فسر ذلك لهم وانزل الحج فلم ينزل طوفوا اسبوعاً حتى فسر ذلك لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنزل ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ فنزلت في علي والحسن والحسين وقال من كنت مولاه فعلي مولاه)، ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص250.
(491) الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص148.
(492) النعماني، الغيبة، ص83.
(493) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص205.
(494) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص206.
(495) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 208.
(496) ينظر: الصدوق، أمالي الصدوق، تحقيق: حسين الأعلمي، ط1، منشورات مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2009م)، ص292؛ الطوسي، أمالي الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة، ط1، دار الثقافة، (قم، 1414هـ)، ص441؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص232.
(497) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص204.
(498) الكليني، الكافي، ج 1، ص107.
(499) الكليني، الكافي، ج1، ص113.
(500) الكليني، الكافي، ج1، ص114.
(501) الصدوق، إكمال الدين، ج1 ص210 - 211.
(502) إكمال الدين، ج1، ص 211 - 218.
(503) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص264 - 265.
(504) ينظر: الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص191؛ مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص 186، حديث(1822)؛ ابو داود، سنن أبو داوود، ج3، ص19، حديث (4280)؛ الترمذي، الجامع الكبير، ج4، ص80، حديث (2223).
(505) الكليني، الكافي، ج1، ص167؛ النعماني، الغيبة، ص60؛ الاربلي، كشف الغمة، ج1، ص93.
(506) النعماني، الغيبة، ص61؛ الراوندي، مكارم اخلاق النبي والائمة، ص155.
(507) سورة.
(508) الكليني، الكافي، ج1، ص111.
(509) ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص139.
(510) ابن طاووس، رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى الحسني الحسيني، (ت: 664هـ/1265م)، اليقين باختصاص مولانا علي بأمرة المؤمنين، تحقيق: الأنصاري، ط1، مؤسسة الثقلين لإحياء التراث، (بيروت، 1989م)، ص539.
(511) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص132؛ القمي، الاربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، ص50 - 51.
(512) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص218.
(513) يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص141.
(514) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص219.
(515) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص221.
(516) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص226.
(517) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص227.
(518) الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص455؛ الرازي، ما نزل من القرآن، ص182.
(519) القمي، تفسير القمي، ج2، ص170-171.
(520) للمزيد ينظر: الكافي، ج1، ص 111-114، ص126، ص157 - 158، ص165 - 167.
(521) الكليني، الكافي، ج1، ص146.
(522) قيل فيها أن الله أمر الأئمة (عليهم السلام) كل واحد منهم يسلم الأمر إلى من بعده، للمزيد ينظر: الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: احمد حبيب قيصر العاملي، د. ط، دار إحياء التراث، (بيروت، د. ت)، ج3، ص234.
(523) النعماني، الغيبة، ص60 - 61.
(524) وضع مصنف الكتاب بحثاً خاصاً عن معنى العترة والذرية والسلالة نشير له باختصار، يوضح فيها ان المراد من الحديث هو علي والذرية من ولده الأوصياء الاثنا عشر (عليهم السلام) وربما يقال ان علياً (عليه السلام) ليس من الذرية أو النسب بعودته إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الا أن اتفاق الأمة ان الوصية كانت بحق علي (عليه السلام) وانه لم يفارق حكم كتاب الله ولا يعقل ان يكون ابناه اعلم منه بكتاب الله وهما اخذا العلم منه إذن الحديث في علي وولده (عليهم السلام) من بعده وإنهما لم يفترقا وهذا الباب يشير إلى امر اتصال الحجج إلى يوم القيامة وان القرآن لا يخلو من حجة مقترن اليه من الأئمة الذين هم العترة الطاهرة ولا تخلو الأرض من حجة على خلقه ظاهراً مشهوراً أو خاف مغمور وأن معنى الآل هنا هم العترة من ولد فاطمة (عليها السلام)، للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص237 - 243؛ وعن الموضوع هذا ينظر: الاربلي، كشف الغمة، ج، ص41 - 45.
(525) الصدوق، إكمال الدين، ج1 ص231-235؛ ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص303؛ الرازي، كفاية الأثر، ص41؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص106، ص109؛ البحراني، الأربعون حديثاً، ص68.
(526) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص300.
(527) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص236.
(528) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص304؛ السيوطي، إحياء الميت، ص16؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص145.
(529) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص429.
(530) المفيد، الاختصاص، د. تحق، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2009م)، ص183.
(531) ابي داود، سنن أبي داود، ج3، ص19.
(532) الطبري، بشارة المصطفى، ص47.
(533) للمزيد حول قصة نبي الله نوح (عليه السلام) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص81 - 87؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص132-139.
(534) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص236.
(535) عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: قلت له ان من عندنا يزعمون أن قول الله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ أنهم اليهود والنصارى فقال: اذ يدعونكم إلى دينهم ثم أشار بيده إلى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون، قال: قل أبا جعفر الذكر القرآن)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص261؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص174 - 175.
(536) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص136؛ الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص334؛ الحلي، كشف اليقين، ص51.
(537) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص144؛ الحلي، كشف اليقين، ص51؛ البحراني، الاربعون حديثاً، ص451.
(538) القاضي النعمان، شرح الأخبار، ج1، ص90.
(539) ابن المغازلي، مناقب أمير لمؤمنين، ص188؛ السيوطي، إحياء الميت، ص24؛ البحراني، الأربعون حديثاً، ص75.
(540) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص276؛ البحراني، الأربعون حديثاً، ص76.
(541) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 378، ص598.
(542) الطبري، جامع البيان، ج13، ص142؛ الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج5، ص272؛ الطبري، بشارة المصطفى، ص327؛ الرازي، ما نزل من القرآن، ص80.
(543) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص599.
(544) لهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص453.
(545) الصدوق، معاني الأخبار، ص157.
(546) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص382.
(547) الكليني، الكافي، ج1، ص295.
(548) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص443.
(549) البخاري، صحيح البخاري، ص656، حديث(3713).
(550) يروى ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع لما قضى الحج رحل إلى المدينة بمن معه من المسلمين حتى وصل إلى موضع يعرف بغدير خم فيه ماء يصلح للنزول فيه فنز هو والمسلمون حيث نزل عليه قوله تعالى: ﴿يا أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ﴾ [سورة المائدة، آية: 67] وقد أنزلها الله في هذا الموضع لعلمه ان تجاوز الغدير تفرق عنه الكثير من الناس إلى بلادهم، وحينها نزل النبي في الموضع هذا وكان يوماً شديد الحر وامر بجمع الرحال في ذلك الكان ونصبت له على شكل المنبر ثم نادى بالصلاة ثم صعد المنبر ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي خبة طويله له حتى قال: (ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا بلى، فقال لهم: وقد أخذ بضبعي علي (عليه السلام) فرقعها حتى رُئي بياض ابطيهما: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم نزل فصلى ركعتين ثم زلت الشمس فصلى بالناس ونزل في خيمة وامر علياً ان ينزل بإزائه في خيمة ثم امر المسلمين ان يدخلوا على علي (عليه السلام) فوجاً فوجاً ليهنوه ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين وكان فيمن أطنب في التهنئة عمر قال: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة) للمزيد ينظر: المفيد، الارشاد، ص116 - 120؛ الحلي، كشف اليقين، ص237-250.
(551) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص331-332؛ القمي، تفسير القمي، ج1، 174؛ ابن الحجام، تأويل ما نزل من القرآن، ص100؛ الحسكاني، شواهد التزيل، ج1، ص187؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج3، ص313.
(552) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين اخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لاحد ان يقول لم فعل الله ذلك فان الإمامة خلافة الله (عزَّ وجلَّ) وليس لاحد ان يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)ينظر: الصدوق، معاني الأخبار، ص126 - 127؛ للمزيد حول قصة هارون وموسى (عليهما السلام) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص160 - 174؛ المجلسي، قصص، الانبياء، ص 358 - 380.
(553) هي كلمة التوحيد باقية في ذرية ابراهيم ونسله وقيل الكلمة الباقية إلى يوم الدين هي الإمامة وقيل هم محمد وال محمد، ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج7، ص59.
(554) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص382؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص70.
(555) السيدة المحجبة هند بنت امية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بين يقظة بن مرة المخزومية تزوجها النبي في السنة الرابعة للهجرة وكان آخر من مات من امهات المؤمنين عمرت حتى بلغها خبر مقتل الحسين (عليه السلام) فحزنت عليه كثيراً فلم تلبث بعده كثيرا وتوفيت، ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص201 - 202.
(556) الرازي، كفاية الاثر، ص 280.
(557) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص461.
(558) الكليني، الكافي، ج1، ص171.
(559) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص277.
(560) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الذين آمنوا بالنبي وأمير المؤمنين والذرية الأئمة والأوصياء (عليهم السلام) ألحقنا بهم ذريتهم ولم ننقص ذريتهم من الحجة التي جاء بها محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في علي وحجتهم واحده وطاعتهم واحده)، وهي في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، 332؛ ابن الحجام، تأويل ما نزل من القران، ص334.
(561) الرازي، كفاية الأثر، ص72.
(562) الرازي، كفاية الأثر، ص327.
(563) اجمع الكثير من المفسرين باختلاف الروايات والسند أنها نزلت في النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) في بيت ام مسلمة وخصتهم، ينظر: أبو الجارود، تفسير ابي الجارود، ص165؛ مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص415 حديث(2424) مع اختلاف يسير؛ الترمذي، الجامع الكبير، ج5، ص262 - 263؛ الطبري، جامع البيان، ج22، ص9؛ الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج 8، ص36؛ الطوسي، التبيان، ج 8، ص339؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص119؛ البحراني، الاربعون حديثاً، ص38.
(564) الكليني، الكافي، ج1، ص172؛ الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص269؛ النعماني، الغيبة، ص77؛ القمي، تفسير القمي، ج2، ص193؛ ابن الحجام، تأويل ما نزل من القران، ص248.
(565) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص429؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص109.
(566) القمي، العقد النضيد، ص92.
(567) الصدوق، أمالي الصدوق، ص340.
(568) الشافي في الإمامة، ج2، ص65 - 66.
(569) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص73؛ النيشابوري، محمد بن فتال، (ت: 508هـ/1114م)، روضة الواعظين، تحقيق: غُلا محسين المجيدي ومجتبى الفرجي، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1423هـ)، ج1، ص113 - 115؛ الطبري، بشارة المصطفى، ص327.
(570) صحيح البخاري، ص773 حديث (4416)؛ صحيح مسلم، ج2، ص408 حديث(2404).
(571) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص255.
(572) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 65 - 66.
(573) ورد في تفسيرها عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: (هم الأئمة من آل محمد يؤدي الإمام الإمامة إلى إمام بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه)، ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص249.
(574) الكليني، الكافي، ج1، ص165.
(575) الطبري، دلائل الإمامة، ص233.
(576) إكمال الدين، ج2، ص317.
(577) الطوسي، الغيبة، ص233؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص418.
(578) المسعودي، إثبات الوصية، ص283.
(579) الزرندي، معارج الوصول، ص198.
(580) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص236.
(581) ابن طاووس، اليقين، ص634.
(582) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص244.
(583) الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص134.
(584) المفيد، الاختصاص، ص196؛ البحراني، علي بن عبد الله، منار الهدى في النص على الأئمة الاثني عشر النجباء، تحقيق: عبد الحليم عوض، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2009م)، ج2، ص309.
(585) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص246.
(586) سورة.
(587) القمي، تفسير القمي، ج1، ص 142؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص55.
(588) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص249.
(589) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص250.
(590) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص253.
(591) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص271؛ العاملي، إثبات الهداة، ج1، ص225.
(592) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 255.
(593) الصدوق، الخصال، ج2، ص475؛ الحلبي، تقي الدين أبي الصلاح (ت: 474ه / 1081م)، تقريب المعارف في الكلام، تحقيق: رضا الاستاذي، د. ط، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1404هـ)، ص176؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص241.
(594) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص270.
(595) سنن أبي داوود، ج3، ص20 - 21؛ آل ياسين، محمد حسن، الامام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف، 2015م)، ص57.
(596) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص413.
(597) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص171.
(598) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص680، حديث (4085، 4086)؛ آل ياسين، الامام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرجه)، ص56.
(599) المسعودي، إثبات الوصية، ص279؛ الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص171؛ ابن طاووس، اليقين، ص620.
(600) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص272؛ الطوسي، الغيبة، ص143.
(601) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص43.
(602) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 323.
(603) ينظر: الرازي، كفاية الأثر، ص123؛ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج1، ص125 - 126.
(604) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص269.
(605) تفسير القمي، ج2، ص307.
(606) ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص282.
(607) القمي، تفسير القمي، ج2، 77.
(608) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص319.
(609) البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج3، ص121.
(610) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص599.
(611) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص599.
(612) النعماني، الغيبة، ص31 - 32؛ البحراني، البرهان، ج7، 445.
(613) القمي، تفسير القمي، ج2، ص205.
(614) للمزيد عما نزل بحقه من القرآن ينظر: البحراني، المحجة فيما نزل في القائم الحجة، تحقيق: محمد منير الميلاني، ط1، مؤسسة النعمان، (بيروت، 1992م)، ص16الى نهاية الكتاب يذكر فيه (132 آية) نزلت بحق القائم (عجَّل الله فرجه).
(615) يعلق الصدوق عن هذه المعنى بأنه جماعة قالوا بالفترة وزعموا أن الإمامة منقطعة كما انقطعت النبوة والرسالة بعد النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهذا القول مخالف للحق وذلك لكثرة الروايات التي وردت بأن الأرض لا تخلو من حجة منذ زمن آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص589؛ ويرد الشيخ الطوسي على من يقول بالفترة بقوله: (فقولهم باطل بما دللنا عليه أن الزمان لا يخلو عن إمام في حال من الأحوال بأدلة عقلية وشرعية وتعلقهم بالفترات بين الرسل باطل لان الفترة عبارة عن خلو الزمان من نبي ونحن لا نوجب النبوة في كل حال وليس في ذلك دلالة على خلو الزمان من إمام على أن القائلين بذلك قد انقرضوا ولله الحمد فسقط هذا القول)، ينظر: الغيبة، ص221.
(616) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 589.
(617) ينظر: البحراني، البرهان، ج8، ص 380؛ المحجة فيما نزل في القائم الحجة (عجَّل الله فرجه)، ص258؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج24، ص214.
(618) القمي، تفسير القمي، ج2، ص441.
(619) الكلمة هنا من أصل ثأر ويقال استثأر فلان فهو مستثئر اذا استغاث ليثأر بمقتوله ويقال هذا لمن يستغيث بمن ينجده على ثأره، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص 78.
(620) الحلبي، تقريب المعارف في الكلام، ص172.
(621) الغيب كل ما غاب عنك والغيب ما غاب عن العيون ويقال سمعت صوتاً من وراء الغيب أي من موضع لا أراه والغيب كل ما غاب عن العيون سواء كان محصلاً في القلوب أو غير محصل ويقال الغيب الموضع الذي لا يرى ويقال غاب الرجل غيباً ومغيباً وتغيب: سافر أو بان، والمعنى في تفصيل للمزيد ينظر، ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص151 - 153.
(622) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص952.
(623) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص29.
(624) للطلاع على قصة نبي الله آدم (عليه السلام)، ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص89 - 155؛ الكليني، الكافي، ج8، ص64 - 66؛ ابن طاووس، سعد السعود للنفوس، تحقيق: مركز الابحاث في قسم احياء التراث، ط1، الناشر: بو ستان كتاب قم، (قم المقدسة / 1422هـ)، ص94-101؛ الجزائري، النور المبين، ص31-68.
(625) الكتاب هو القرآن لا شك فيه انزل من عند الله وهو نور للمتقين ويؤمنون بالغيب بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمنون بالحياة بعد الموت والموت وهذا كله غيب وه ما غاب عن أمر العباد وقيل الغيب هو القرآن، للمزيد ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج1، ص 163 - 166.
(626) الصدوق، إكمال الدين، ج، ص35 - 37.
(627) لمزيد أكثر حول تفسير الآيتين السابقتين، ينظر: الطوسي، التبيان، ج6، ص332؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص87.
(628) للمزيد عن هذا الموضوع ينظر: ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء،، ص12-13؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص 48 - 49؛ الموسوي، هادي، شمس الامامة وراء سحب الغيب، ط1، الناشر: الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2014م)، ص65.
(629) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص155؛ ابن طاووس، سعد السعود، ص101.
(630) للاستزادة أكثر حول قصة النبي إدريس (عليه السلام) وحياته، ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص73 - 81؛ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والامم، ج1، ص233 - 238؛ القفطي، جمال الدين أبي الحسن علي، (ت: 646هـ/ 1248م)، أخبار العلماء بأخبار الحكماء د. تحق، د. ط، الناشر: مكتبة المتنبي، (القاهرة، د ت)، ص2 - 5؛ ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن محسن التركي، ط1، دار هجر، (القاهرة، 1997م)، ج1، ص 234 - 236؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص120 - 132؛ الجزائري، النور المبين، ص69 - 78.
(631) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص139.
(632) ابن عساكر، ابي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، (ت:571هـ/1157م)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل واجتاز بنواحيها من وارديها واهلها، تحقيق: محب الدين ابي سعيد العموري، د. ط، دار الفكر، (بيروت، د. ت)، ج62، ص279، ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والامم، ج1، ص235.
(633) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص140 - 142.
(634) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص142 - 144.
(635) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص925.
(636) الطبري، جامع البيان عن تأويل القرآن المعروف بتفسير الطبري، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، دار هجر، (القاهرة، 2001م)، ج19، ص 565؛ البلخي، أبي زيد أحمد بن سهل، (ت: 322هـ/ 933م)، البدء والتاريخ، تحقيق: خليل عمران المنصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 997م)، ج1، ص216؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء،، ص45؛ الجزائري، النور المبين، ص74.
(637) ورد في تفسير رفعه هنا ان الله بعد أن رفعه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة ويقال أنه طلب من ملك الموت أن يقبض روحه ليرى شدة الموت وقيل روحه ردت إليه بعد ساعة ويقال أنه اسكن الجنة بأمر الله وهو حي أما الرفعة هو رفع محله بالرسالة ولم يرد منها رفعة المكان، ينظر: الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج6، ص220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص329.
(638) السهلة أحد المساجد بالكوفة موضع بيت ادريس ومنه رفع إلى السماء، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص290.
(639) الراوندي، قصص الانبياء، ص81؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص317.
(640) للاطلاع على قصة نبي الله نوح (عليه السلام) ينظر: ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج1، ص239 - 251؛ الأثري، ابي اسامة سليم بن عيد الهلالي، صحيح الانباء المسند من أحاديث الأنبياء، ط1، دار ابن حزم، (بيروت، 2008م)، ص201-238.
(641) للمزيد حول قصة نبي الله هود (عليه السلام) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص88 - 95؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص72 - 85؛ الجزائري، النور المبين، ص91 - 95.
(642) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص144 - 145.
(643) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص145.
(644) الطوسي، التبيان، ج8، ص192؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص61 - 62.
(645) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص146، هنا جبرائيل (عليه السلام) يخبر نوح عن الله (عزَّ وجلَّ).
(646) قصص الأنبياء، ص87.
(647) للاطلاع أكثر عن قصة نبي الله صالح (عليه السلام) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص95-102؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص89 - 100؛ المجلسي، قصص الأنبياء، 173 - 185.
(648) اكمال الدين، ج1، ص146 - 147.
(649) الراوندي، قصص الأنبياء، ص90 - 92؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص167.
(650) هكذا في المصدر.
(651) المجلسي، قصص الانبياء، ص158.
(652) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص187؛ الكليني، الكافي، ج8، ص151 - 152.
(653) سيكون لنا حديث عن موضوع الدجال في علامات الظهور وما اتصل من حديثه مع الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) في الفصل الاخير من البحث.
(654) مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص601 حديث (2936)؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص64؛ الأثري، صحيح الأنبياء، ص244.
(655) الكليني، الكافي، ج8، ص154؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص135.
(656) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص222؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص254 - 256؛ للمزيد أكثر عن قوم هود وقصة عقابهم بالريح ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي محمد سلامة، ط2، دار طيبة، (الرياض، 1999م)، ج7، ص285، ج8، ص208.
(657) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص147 - 148.
(658) الراوندي، قصص الأنبياء، ص99؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص180.
(659) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، 232؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص220 - 221؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص256؛ ابن كثير، تفسير القرآن، ج3ص444.
(660) للاستزادة عن قصة نبي الله ابراهيم (عليه السلام)، ينظر: ابن كثير، صحيح قصص الانبياء، ص103 - 126؛ دخيل، علي محمد علي، قصص القرآن الكريم ط1، دار المرتضى، (بيروت، 2003م)، ص46 - 62.
(661) اسمه آزر بما صرح به القرآن الكريم ﴿وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾، [سورة الأنعام آية:74 ]، ويسمى تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام)، ينظر: ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص258؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص106؛ وورد في آزر عدة آراء منها قيل ان اسم ابي ابراهيم تارخ ولا يوجد خلاف بين النسابين في ذلك أما في دلالة القرآن أنه آزر وقيل ان في لغتهم آزر تعني هي كلمة ذم وكأنما ابراهيم يخاطب أباه يا مخطئ أتتخذ آزر صنماً وآزر اسم صنم، وفي رأي قيل أن آزر هو جد إبراهيم لأُمه وقيل عمه وذلك لأن أباء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلهم موحدين إلى آدم حتى ورد عنه قال: (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنسي بدنس الجاهلية) فلو كان في آبائه كافر لم يصفهم جميعهم بالطهارة، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص67 - 69.
(662) نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح من أشهر ملوك الأرض قد ملكها من الشرق والغرب وكان مقره في أرض بابل ويسمى النمرود بالضحاك قيل أن الله أهلكه بعد أن سلط عليه البعوض، للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص233 - 250.
(663) ولعل المقصود من قوله: (لم يكن أُوتي ان الله سينجيه) انهم لم يكن بعلمهم وتنجيمهم أو لم يتضح لهم بان الله سينجيه من مكر النمرود ومن الحرق اي أن أمر نجاته بقى مخفياً عليهم.
(664) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص149.
(665) إكمال الدين، ج1، ص149.
(666) قصص الأنبياء، ص 103 - 104؛ قصص الأنبياء، ص191 - 192.
(667) تاريخ الطبري، ج1، ص234 - 235.
(668) ورد في تفسيرها انه قال له اعتزلكم اي اتنحى عنكم جانباً واعتزل ما تعبدون من دون الله وادعو ربي وقيل انه اعتزلهم بأن خرج إلى ناحية في الشام، للمزيد ينظر: الطوسي، التبيان، ج7، ص131.
(669) قيل انه لما اعتزلهم آنس الله وحشته بأولاد كرام على الله وجعلناهم كلهم أنبياء ولسان الصدق هي رحمة من الله انا جعلناهم رسل الله (عزَّ وجلَّ)، ينظر: الطوسي، التبيان، ج7، ص132.
(670) إكمال الدين، ج1، ص150.
(671) إكمال الدين، ج1، ص150.
(672) ورد في معنى لسان الصدق عليا هو ان جعل الله له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين هو علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، ينظر: القمي، تسير القمي، ج2، ص51؛ البحراني، البرهان، ج5، ص122.
(673) معاني الأخبار، ص128 - 129.
(674) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص241 - 242؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص261 - 262.
(675) للاطلاع على قصة نبي الله لوط، ينظر: ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص159 - 171؛ عبد العظيم، سعيد، قصص الأنبياء عظات وعبر، ط1، دار العقيدة، (القاهرة، د. ت)، ص77 - 102.
(676) والمقصود هنا انه يقول ذاهب إلى مرضاة ربي وهو المكان الذي امره الله بالذهاب اليه، للمزيد ينظر: الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج8، ص149.
(677) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص244 - 251؛ المسعودي، أخبار الزمان، د. تحق، دار الاندلس، (بيروت، 1996 م)، ص229 - 331؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص105 - 108.
(678) ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص403.
(679) للطلاع على قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص339 - 357؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص126 - 138؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص104 - 118؛ الجزائري، قصص الأنبياء، ص159-192.
(680) هي البئر الكثير الماء بعيدة القعر، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص162.
(681) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص151 - 152.
(682) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص154.
(683) ابن كثير، تفسير القرآن، ج4، ص374.
(684) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص336، ص 348؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص111.
(685) للمزيد ينظر: السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، تحقيق: عبد الله محسن التركي، ط 1، دار هجر، (القاهرة، 2003م)، ج8، ص280 - 281؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ط 1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1997م)، ج11، ص260.
(686) مجمع البيان، ج5، ص344.
(687) الراوندي، قصص الأنبياء، ص127، ص138.
(688) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص93؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص299.
(689) ابن الجوزي، المنتظم، ج1 319.
(690) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص86؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص310؛ دخيل، قصص القرآن الكريم، ص89.
(691) للمزيد أكثر عن قصة نبي الله موسى (عليه السلام)، ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص148 - 175؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، 130 - 148؛ الشيرازي، ناصر مكارم، قصص القرآن مقتبس من تفسير الأمثل، د. ط، مؤسسة أنصاريان، (قم، د. ت)، ص187 - 228.
(692) لم يوضح في الرواية من هو هذا الفقيه فقط وصفه بالفقيه والظاهر من خلال الرواية انه احد علمائهم الذي كان له علم بظهور موسى ويعرف علاماته ومنتظراً لظهوره حتى كان بني اسرائيل يستمعون لحديثه بهذا الصدد فقد كانوا يجتمعون عنده ويسمعون منه إلى علامات موسى وظهوره حتى ظهر لهم موسى وهم مع الفقيه الذي يحدثهم عن موسى فانكب هذا الفقيه على قدمي موسى يقبلهما حين عرفه، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص156.
(693) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص155 - 157.
(694) قصص الأنبياء، ص148.
(695) ابن الجوزي، المنظم، ج1، ص322 - 333؛ اببن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص254 - 256؛ الاثري، صحيح الانباء، ص500 - 501.
(696) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص 388 - 389؛ القمي، تفسير القمي، ج2، ص135 - 136؛ ابن كثير، تفسير القرآن، ج4، ص220 - 223.
(697) مدين قيل انها محاذية لتبوك وحيزها من كورة مصر وقيل ما بين وادي القرى والشام وقيل بين الشام والمدينة ويذكر أيضاً ان مدين اسم قبيلة وسميت مدين نسبة إلى مدين بن ابراهيم (عليه السلام) وهي مسكن قوم شعيب، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج5، ص77.
(698) نبي الله شعيب (عليه السلام) يذكر انه غاب عن قومه ما شاء الله وكان كهلاً وعاد إليهم بعد غيبته شابا يدعوهم إلى الله، للمزيد ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص142 - 147؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص352 - 357.
(699) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 156 - 157.
(700) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص149 - 151؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص373 - 375.
(701) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص386.
(702) ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص334 - 335؛ ابن كثير، الصحيح من قصص الانبياء، ص259 - 261؛ الاثري، صحيح الانباء، ص503.
(703) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص 408، ص434؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص146، ص152.
(704) الراوندي، قصص الأنبياء، ص153؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص365.
(705) ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص337؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص347.
(706) القمي، تفسير القمي، ج1، ص239 - 240؛ البحراني، تفسير البرهان، ج3، ص206 - 207.
(707) الصدوق، كمال الدين، ج1، ص157 - 161.
(708) ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص345 - 347؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص216، قصص الانبياء، ص363 - 366.
(709) يوشع بن نون هو وصي موسى قام بالأمر بعد موسى محارباً الطواغيت وقد اوصاه بكتمان أمره وأن يوصي من بعده من يقوم بالأمر وكانت نبوة يوشع في آخر عمر موسى واقام في بني اسرائيل سبعاً وعشرين سنة إلى أن مات، للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص452؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص376؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص494.
(710) ذكر اليعقوبي عدد من الذين قاموا بأمر بني اسرائيل بعد ان كان الله يرحمهم في كل مرة يرتدون بها فيرسل لهم من ينقذهم ويقوم بأمرهم من بعد يوشع إلى زمان داوود قبل ان يبعثه الله وكان عددهم أكثر من احد عشر وقسم منهم أنبياء، للمزيد ينظر: اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص54 - ص51.
(711) للمزيد حول قصة نبي الله داوود (عليه السلام) ينظر: ابن كثير، صحيح قصص الانبياء، ص405 - 412؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص542 - 558.
(712) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 162 - 163.
(713) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص47.
(714) جالوت هو من القبط سلطه الله على بني اسرائيل بعد ان عصوا امر الله وعملوا بالمعاصي بعد ان كان فيهم نبياً يدعوهم الله فأذلهم وقتلهم واخرجهم من ديارهم واخذ اموالهم حتى رجعوا إلى نبيهم ليسأل الله لهم ان يبعث لهم ملك يقاتلون معه ضد جالوت فأرسل لهم طالوت وكان داوود (عليه السلام) من ضمن الجيش المقاتل لجالوت حتى رماه داوود بحجر فقتله، للمزيد أكثر حول قصة جالوت وطالوت ينظر: الكليني، الكافي، ج8، ص169؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص531 - 541.
(715) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص164 - 165.
(716) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج، ص174؛ الجزائري، قصص الأنبياء، ص316.
(717) كان داوود (عليه السلام) اذا مر بالبراري فقرأ الزبور تسبح معه الجبال والطير والوحوش والآن الله له الحديد مثل الشمع يتخذ منه ما يحب، ينظر: البحراني، البرهان، ج6، ص325؛ الطباطبائي، القصص القرآنية، ص555.
(718) للطلاع أكثر حول قصة النبي سليمان (عليه السلام)، ينظر: ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص175-17؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص573 - 608.
(719) إكمال الدين، ج1، ص 165 - 166.
(720) الراوندي، قصص الأنبياء، ص205-206؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص575 - 576.
(721) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص56.
(722) كان ملكه أم من ملك داوود وعلم منطق الطير كمنطق بني آدم واوتي من كل شيء وكان شاكراً لله فيها، للمزيد ينظر: الثعلبي، الكشف والتبيان، ج7، ص194.
(723) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج22، ص259؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص 175 - 176، الجزائري، قصص الأنبياء، ص344.
(724) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص503؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص613.
(725) آصف بن برخيا يقال انه كاتب سليمان ويقال انه اسمه بلخيا وذو النور ويقال انه الخضر (عليه السلام) وعنده الاسم الأعظم وقيل انه ابن خالة سليمان وقيل من علماء بني اسرائيل، ينظر: ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص180؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص335؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص599.
(726) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص166.
(727) قصص الانبياء، ص232.
(728) العياشي، تفسير العياشي، ج3، ص137؛ المجلسي، قصص الانبياء، 602 - 603؛ الجزائري، قصص الانبياء، ص351.
(729) بختنصر يذكر انه هو نفسه نبو خذ نصر ملك بابل كان في زمان معد بن عدنان وان الله سلطه على بني اسرائيل لقتلهم الانبياء فكان أخر من قتلوا يحيى (عليه السلام) حتى خرب بخت نصر أرضهم وخرب المسجد الاقصى ونسف نسفاً وهدم المساجد والكنائس وخرب الحصون وسبى ذراريهم وكان من ضمن الاسرى دانيال وعزير وكانوا أطفالاً (عليهما السلام) حتى وجد بخت نصر في سجون بني اسرائيل احد الانبياء يسمى أرميا فقال له ما خطبك فأخبره ان الله بعثه إلى قومه ليحذرهم فكذبوه وحبسوه فقال بخت نصر بئس القوم فيقال ان هذا النبي قد دعا عليهم فأهلكهم الله وقال لبخت نصر ان الله اخبره انه سيسلطه على بني اسرائيل حتى يقال ان بخت نصر غزا جميع أرض العرب وبلغ أقصى ناحية المغرب، للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص558 - 565؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، 406-409؛ الجزائري، النور المبين، ص392 - 393.
(730) يقال انه أصبح من المقربين لبختنصر بعد ان رأى من كرامته وعلمه وتأويله للرؤيا وقد كان محبوساً في جب في أرض بابل حتى أخرجه وولاه كثيراً من امور ملكه وكان لا يقطع أمراً دونه يقال حتى أصبح بختنصر موحداً يعبد الله، للمزيد حول قصة نبي الله دانيال (عليه السلام) ينظر: الراوندي، قصص الأنبياء، ص222 - 237؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص417 - 420؛ ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص433-434.
(731) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 167؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص375 - 379.
(732) هو عزير بن حيوة ويقال ابن سوريق بن أيوب والمشهور عزيراً ويعتقد انه هو نفسه أرميا نبي من أنبياء اليهود كان ما بين داوود وسليمان وبين زكريا ويحيى (عليهم السلام) يقال ان الله ألهمه حفظ التوراة وسردها على بني إسرائيل يذكر ان الله أماته مائة عام ثم أحياه، للمزيد ينظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص383-392؛ الشيرازي، قصص القرآن، ص356 - 358.
(733) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص167.
(734) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص140 - 141؛ القمي، تفسير القمي، ج1، ص90 - 91؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج40، ص320 - 327؛ السيوطي، الدر المنثور، ج3، ص206 - 218.
(735) ابن نبي الله زكريا (عليهما السلام) وابن خالة عيسى (عليه السلام) كانت ولادته معجزة بعد ان كبر والداه وبلغا من العمر حتى كرمهم الله بيحيى وجعله رحمة لهم وقد اعطاه الله الحكم والفهم وهو صبي مات مقتولاً وقطع رأسه في زمن أحد ملوك دمشق عندما أراد ان يتزوج من أحد محارمه قامت تلك المرأة بأرسال من يقتله بعد أن منع يحيى هذا الملك من الزواج منها وقد كرمه الله واعطاه الكثير وكان أول من آمن بعيسى (عليه السلام)، للمزيد ينظر: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج64، ص 168 - 217؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص393 - 425؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص627 - 641؛ الجزائري، قصص الانبياء، ص364-370.
(736) للاستزادة أكثر حول قصة نبي الله عيسى (عليه السلام) ينظر: الراوندي، قصص الانبياء، ص264 - 280؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص642 - 700؛ الجزائري، النور المبين، ص 373 - 391.
(737) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص167؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص637.
(738) التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، تحقيق ونشر: مؤسسة الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط2، (قم، 1433هـ)، ص635؛ ابن كثير، تفسير القرآن، ج5، ص216.
(739) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص167 - 168؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص654، ذكرت هذه القصة في الكثير من مصادر التاريخ العام مع اختلاف في النقل الا أنها تؤدي نفس المعنى المراد من القصة.
(740) ابن الجوزي، المنتظم، ج2، ص21؛ الشيرازي، قصص القران، ص373 - 376.
(741) الراوندي، قصص الأنبياء، ص276 - ابن الجوزي، المنتظم، ج2، ص37 - 39؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص507 - 518؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص 693 - 697؛ الشيرازي، قصص القرآن، ص385 - 389؛ الجزائري، النور المبين، ص387 - 390.
(742) الثعلبي، الكشف والبيان، ج3، ص410 - 411.
(743) ابن كثير، تفسير القرآن، ج2، ص450 - 454، النهاية في الملاحم والفتن، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، د. ط، دار الحديث، (القاهرة، د. ت)، ج1، ص154 - 155.
(744) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص169 - 170.
(745) الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص608.ابن الجوزي، المنتظم، ج2، ص48؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص248، يمكن الرجوع لجميع هذه المصادر للاستزادة عن السيرة المباركة.
(746) بحار الانوار، ج23، ص33.
(747) وقيل انها نزلت في النجاشي وأصحابه حين أسلموا وفيها تفصيل، للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص 177 - 179؛ ابن كثير، تفسير القرآن، ج3، ص167.
(748) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص311.
(749) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص326.
(750) للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص307 - 310؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص577 - 582.
(751) الطوسي، الغيبة، ص332؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص188.
(752) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، 22؛ ابن حزم، ابي محمد علي بن احمد، (ت: 456ه / 1063م)، جوامع السيرة النبوية، تحقيق: عبد الكريم سامي الجندي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 3003م)، ص11؛ ابن قنفذ، ابي العباس احمد بن الخطيب القسطيني، (ت: 810هـ/ 1407 م)، وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام، تحقيق: سليمان الصيد، د. ط، دار الغرب الإسلامي، (بيروت، د. ت)، ص95.
(753) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص24.
(754) ابن هشام، محمد بن عبد الملك، (ت: 183هـ/799م)، سيرة النبي، تحقيق: محمد فتحي السيد، ط1، دار الصحابة، (القاهرة، 1995م)، ج2، ص 7 - 33؛ مسلم، صحيح مسلم، ج1، ص 73 - 95؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص22 - 32، ص39-40؛ المفيد، الاختصاص، ص 16؛ ابن حزم، جوامع السيرة، ص11، ص44؛ ابن قنفذ، وسيلة الاسلام، ص97؛ القمي، منتهى الآمال، ج1، ص80 - 81؛ السبحاني، السيرة المحمدية، ص 64 - 66، ص 100 - 101؛ للاطلاع على السيرة العطرة للنبي الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص19 - 161.
(755) محي الدين، نزيه، الحداثوية والقضية المهدوية، ط4، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 2015م)، ص133.
(756) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص168 - 169.
(757) قصص الأنبياء، ص271، ص283.
(758) سيرة المعصومين، ص28.
(759) معناها عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (يجدون نعته وصفته ونبوته مكتوباً في الكتابين...)، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص275 - 277.
(760) ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص487.
(761) لم تزل الأنبياء (عليهم السلام) تبشر كما بشر بعضهم ببعض حتى بعث الله عيسى (عليه السلام) فبشر بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، ينظر: الكليني، الكافي، ج8، ص67؛ البحراني، البرهان، ج7، ص526.
(762) الثعلبي، قصص الأنبياء المسمى بالعرائس، د. تحق، د. ط، الناشر: مكتبة الجمهورية العربية، (القاهرة، د. ت) ص456.
(763) للمزيد ينظر: الخرائج والجرائح، ج1، ص73 - 82.
(764) صومعه من البناء لتلطيف اعلاها وهي منار الراهب والاصمع المحدد والصومعة دقيقة الرأس مرتفعة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص407.
(765) انطاكية اول من بناها انطيخيس الملك الثالث بعد الاسكندر وهي قصبة العواصم في الثور الشامية موصوفه بالنزاهة والجمال وعذوبة الماء يكثر فيها الزيتون، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص66 - 70.
(766) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 70 - 171.
(767) على ما يبدوا أن غسل وتكفين الميت كان معروفاً في التشريع عند الاديان التي سبقت الإسلام اليهودية والمسيحية فكانوا يتوجهون هكذا في غسل وتكفين موتاهم وهنا لكون الرجل حسب فرض الرواية مات موحداً وبحضور سلمان فقد قام بتغسيله وتكفينه وبحكم مصاحبة لسلمان (رضي الله عنه) لعدد من الرهبان قد عرف بعض هذه التشريعات قبل أن يسلم.
(768) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص171 - 172.
(769) من أصل عجم والعجم نوى التمر والنبق والواحدة عجمة ومعجوم يطلق على النوى الذي يتصف بالصلابة وقيل انه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج9، ص 70؛ ولعل المقصود هنا مع هذا الوصف ان خاتم النبوة الذي شاهده سلمان انه جسم له بروز بسيط يتصف بالصلابة.
(770) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص172 - 174.
(771) ابن طاووس، مهج الدعوات ومنج العبادات، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، منشورات دار الاعلمي، (بيروت، 1994 م)، ص375.
(772) ابن سعد، محمد بن منيع الزهري، (ت: 230هـ/844 م)، كتاب الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، ط1، الناشر: مكتبة الخانجي، (القاهرة / 2001م)، ج4، ص69 - 75؛ النيشابوري، روضة الواعظين، ج2، ص42 - 48؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص299 - 304؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج23، ص380-390؛ ابن الاثير، اسد الغابة، ج2، ص510 - 513؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج22، ص355-368؛ الطبرسي، حسين النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان، تحقيق: جواد قيومي، ط1، نشر مؤسسة الكوكب، (قم، 1411هـ)، ص40 - 45؛ الفقيه، محمد جواد، سلمان الفارسي، ط3، منشورات دار الاعلمي (بيروت / 1985م)، ص51 - 77، لم نذكر تفاصيل الروايات الواردة في المصادر لطول الأخبار التي يذكرونها فمنهم من يذكر خبر واحد ومنهم من يذكر جميع الأخبار الواردة في إسلامه مع اختلافها وتركناها للقارئ.
(773) الوافي بالوفيات، ج15، ص192.
(774) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص596.
(775) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص169، ج2، ص595 - 596.
(776) ابن الجوزي، صفة الصفوة، تحقيق: طارق محمد، د. ط، دار ابن خلدون، (القاهرة، د. ت)، ج1، ص178.
(777) إكمال الدين، ج1، ص170.
(778) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص29.
(779) الطوسي، الغيبة، ص113.
(780) ابن حجر، (ت: 852ه / 1448 م)، تهذيب التهذيب، تحقيق: حمادة ضميرة، ط2، دار احياء التراث، (بيروت، 1993م)، ج2، ص369.
(781) ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج1، ص178.
(782) تاريخ مدينة دمشق، ج21، ص459؛ سير اعلام النبلاء، ج1، ص554 - 555.
(783) يروى أن امير المؤمنين (عليه السلام) سئل من كان وصي عيسى فقال: (آبي) وتوهم انه قال أبي ولم يذكر في الرواية عن لقائه بسلمان، ينظر: النيسابوري، روضة الواعظين، ج2، ص48؛ الطبرسي، نفس الرحمن، ص53.
(784) للمزيد ينظر: اثبات الوصية، ص 90 - 91.
(785) الطبرسي، نفس الرحمن، ص47.
(786) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص174 - 177.
(787) السجستاني، المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم، ص69 - 70؛ الجاحظ، ابي عثمان عمرو بن بحر، (ت: 255هـ/ 869م)، البيان والتبيين، تحقيق: فوزي عطية، د. ط، دار صعب، (بيروت، د. ت)، ج1، ص163؛ اليعمري، ابي الفتح محمد بن محمد بن محمد ابن سيد الناس، (ت: 734هـ/ 1333م)، عيون الأثر في فنون المغازي والسير، تحقيق: محمد العيد الخطراوي، د. ط، دار ابن كثير، (بيروت، د. ت) ج1، ص146؛ البغدادي، عبد القادر بن عمر، (ت: 1093هـ/ 1682م)، خزانة الادب ولب لباب لسان العرب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط 4، الناشر: مكتب الخانجي، (القاهرة، 1997 م)، ج2، ص89 - 90؛ الزركلي، الاعلام، ج5، ص196.
(788) هو أسعد ابو كريب بن مليكرب اليماني من حمير ملك على قومه ثلاثمائة وستاً وعشرين سنة قيل انه توفي قبل البعثة بسبعمائة سنة وكتب شعراً عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اودعه عند أهل المدينة يتوارثونه خلفاً عن سلف وكان موجوداً عند ابو أيوب الانصاري وهو الذي أعطاه للنبي وتبع معناه الرجل الصالح وتبع هذا يسمى تبع الاوسط، ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج7، ص257 - 258.
(789) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص177 - 178.
(790) ابن اسحاق، محمد بن يسار، (ت: 151هـ/768م)، سيرة ابن اسحاق، تحقيق: محمد حميد الله، د. ط، الناشر: معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، (فاس، 1976م)، ج1، ص29 - 34؛ ابن هشام، سيرة ابن هشام، ج1، ص58 - 63؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص105 - 109؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج11، ص3 - 22؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج11، ص38-39.
(791) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج11، ص12 - 13؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، ص38 - 39.
(792) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج11، ص13 - 14؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، ص39 - 40.
(793) جد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحاضنه وكافله اسمه شيبة الحمد لشيبة كانت في رأسه ويكنى ابا الحارث سيد قريش عبد المطلب بن هاشم عمرو بن عبد مناف بن المغير بن قصي بن كلاب زيد بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، توفي وعمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثماني سنين، اي انه توفي سنة (578م) وكان عمره اثنين وثمانين وفي رواية مائة وعشرون، وفي رواية انه توفي في السنة التاسعة من عام الفيل، للمزيد حول حياة عبد المطلب، ينظر: ابن اسحاق، سيرة ابن اسحاق، مج 1، ج1، ص3-16، ص47-50؛ ابن هشام، السيرة، ج1، ص148 - 153، ص220؛ ابن سعد، الطبقات، ج1، ص62 - 74؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص246 - 251؛ الكافي، الكليني، ج1، ص278؛ اليعمري، عيون الأثر، ج1، ص99-104؛ عبد الحكيم، ظافر عبد النافع، عبد المطلب جد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بحث منشور في مجلة كلية التربية الأساسية، الجامعة المستنصرية، عدد(12)، 2012م، ص403 - 431.
(794) ابا طالب بن عبد المطلب واسمه عبد مناف عم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكافله وناصره توفي في السنة العاشرة من البعثة قبل ثلاث سنين من الهجرة وقد واراه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيده فتوالت على الرسول المصائب بعد وفاته، للمزيد ينظر: ابن اسحاق، سيرة ابن اسحاق، مج1، ج4، ص220 - 224؛ ابن هشام، السيرة، ج2، ص 29؛ الكليني، الكافي، ج1، ص278؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص29 - 30.
(795) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص178 - 180
(796) ابن اسحاق، سيرة ابن اسحاق، مج 1، ج1، ص43، ص47؛ ابن هشام، سيرة النبي، ج1، ص220، ص234؛ الكليني، الكافي، ج1، ص 284؛ اليعمري، عيون الاثر، ج1، ص99، ص103.
(797) إكمال الدين، ج1، ص182.
(798) الاصفهاني، ابو نعيم، (ت 430هـ/1038م)، دلائل النبوة، تحقيق: محمد رواس قلعجي، ط2، دار النفائس، (بيروت، 1986م)، ج1، ص99-100؛ المازندراني، ج1، ص48؛ المجلسي، بحار الانوار، ج15، ص255.
(799) اليعمري، عيون الاثر، ج1، ص88.
(800) الوفاء بأحوال المصطفى، تحقيق: محمد زهري النجار، د. ط، الناشر: المؤسسة السعيدية، (الرياض، د. ت)، ج 1، ص136 - 137.
(801) ويذكر انه مات موحداً مؤمناً على دين الإسلام عكس ما يقال في بعض المصادر فالذي حمى نبي الإسلام الا يكون على دينه حتى ان قريش قاطعت بني هاشم لما قدمه ابا طالب لنصرة النبي ومنعهم عنه ويروى عن ابي بكر والعباس بن عبد المطلب: (ان ابا طالب لم يمت حتى قال لا اله الا الله)، و اشتد الأمر عليه بعد وفاته وخرج من مكة فلم تكن له منعة ونصرة فيها بعده للاستزادة عن هذا الموضوع وحياة ابي طالب ينظر: المفيد، ايمان ابي طالب، تحقيق: مؤسسة البعثة، ط1، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، (قم، د. ت)، ص18 - 41؛ الشيرازي، علي خان، (ت: 1130هـ/ 1717م)، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، ط2، مؤسسة الوفاء، (بيروت، 1983م)، ص41 - 62؛ دحلان، احمد بن زيني، اسنى المطالب في نجاة ابي طالب، تحقيق: حسن علي السقاف، ط2، دار النووي، (الاردن، 2007م)، 35 - 60.
(802) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص180 - 182.
(803) الكليني، ج1، ص284 - 285.
(804) يقال إنها طريقة للقدماء للحساب ترمز للحروف والجمل من خلال حركات في اصابع اليدين من خلال عقد في الأصابع وضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف وقد وضع لهذه الطريقة سبعاً وثلاثين صورة من اوضاع أصابع اليد اليمنى واليسرى من خلال عقد الانامل والمراد من إسلام ابي طالب بعقد الجمل هو ان أبا طالب أسلم بالإشارة والرمز وانه عقد أصابع يده بهيئة خاصة تدل على ألفاظ التوحيد فقد وضع أصابع رأس الخنصر والبنصر والوسطى من اليد اليمنى إلى الكف قريب من اصولها وهذا الوضع علامة الثلاثة ثم وضع باطن العقد التحتانية من سبابة اليمنى على ظهر الابهام منها بانحناء وهذا الوضع علامة الستين فأشار ابو طالب بهذا الوضع إلى ثلاث وستين الذي هو عدد حروف هذه الكلمات (اله أحد جواد) فاظهر إسلامه، ينظر: الصدوق، معاني الأخبار، ص285، ؛ الطهراني، آقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ط3، دار الأضواء، (بيروت، 1983 م)، ج7، ص9.
(805) إكمال الدين، ج2، ص457، ص466.
(806) الكليني، الكافي، ج1، ص285؛ الصدوق، معاني الأخبار، ص285؛ الكركي، الحسين بن الحسن، (ت: 1001ه / 1592م)، دفع المناواة في التفضيل والمساواة، تحقيق: مهدي الرجائي، د. ط، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، 1421هـ)، ص170 - 171، ص174؛ المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص78.
(807) الخرائج والجرائح، ج3، ص1075.
(808) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويكنى ابا الفضل يذكر انه اكبر من النبي بسنتين أو ثلاث، ينظر: ابن الاثير، اسد الغابة، ج3، ص163.
(809) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص182.
(810) مناقب آل ابي طالب، ج1 ص49.
(811) الصدوق إكمال الدين، ج1، ص182 - 183.
(812) للمزيد ينظر: مناقب آل أبي طالب، ج1، ص53-55.
(813) للمزيد ينظر: ابو بكر احمد بن الحسين، (ت: 458هـ/ 1065م)، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبد المعطي قلجي، ط1، دار الريان، (القاهرة، 1988م)، ج2، ص5-6.
(814) للمزيد ينظر: سيرة ابن اسحاق، ج1، ص28؛ سيرة ابن هشام، ج1، ص216.
(815) للمزيد ينظر: الثمالي، أبي حمزة ثابت بن دينار، (ت148هـ/765م)، تفسير القرآن الكريم، جمع وتحقيق: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، ط، دار المفيد، (بيروت، 2000م)، ص267؛ الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج8، ص42 - 43؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص 118 - 119.
(816) الكليني، الكافي، ج1، ص278 - 279.
(817) الكليني، الكافي، ج1، ص285.
(818) ناقش بعض الباحثين حادثة شق الصدر وعدوها من الافتراءات في السيرة النبوية (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن الروايات المدسوسة الموضوعة واعطوا فيها توضيحات وافية لا يسع المقام لذكرها هنا للمزيد ينظر: العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ط4، دار الهادي (عليهم السلام)، (بيروت، 1995م)، ج2، ص85 - 93؛ ابو رية، محمود، أضواء على السنة المحمدية، ط6، دار المعارف، (القاهرة، د. ت)، ص 158-162.
(819) وهو سيف بن ذي يزن بن ذي اصبح بن مالك ابن ابي سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل ابن الغوث بن عريب... وهو من حمير ويكنى ابا مرة الفياض توفي في السنة الثالثة من عمر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو اخر ملوك اليمن من قحطان وقيل ان اسمه معد يكرب وقيل ان اسمه النعمان بن قيس، ينظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص158؛ ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، د. تحق، ط 1، الناشر: شركة ابناء شريف الانصاري، (بيروت، 2012م)، ص643؛ الزركلي، الاعلام، ج3، ص149.
(820) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص183 - 185.
(821) يعتبر عبد المطلب وكما أسلفنا فيما مضى من أخبار بأنه له علم بخبر رسول الله ومن العارفين بشأنه ولعله أراد الاستزادة والتأكيد بما عند هذا الملك من علم وبقي مستمعاً له ولم يفصح عما عنده حتى سمع الخبر من الملك وحينها أخبره بأنه قد ولد هذا المولود.
(822) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص185 - 186.
(823) الازرقي، محمد بن عبد الله بن احمد، (ت: 250هـ/ 864 م)، أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، تحقيق: عبد الملك عبد الله دهيش، ط1، د. د، (مكة المكرمة، 2003م)، ج1، ص229 - 234؛ الاصفهاني، دلائل النبوة، 94 - 99؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج2، ص9 - 14؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج3، ص446-450؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص42 - 44؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج2، ص276 - 280؛ العسكري، مرتضى، احاديث ام المؤمنين عائشة، ط7، الناشر: كلية اصول الدين، (طهران، 1997م)، ج2، ص272 - 274.
(824) تاريخ اليعقوبي، ج2، ص12.
(825) لهذا الملك قصة طويلة تداولتها أغلب المصادر روي فيها جميع ما دار في حياته إلى حين مقتله تزامن ذكرها في المصادر مع خبر تداعي أعمدة ايوان كسرى في يوم ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث تفرق ذكر إخباره وسط الأخبار للاستزادة عن هذا الموضوع ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص112 - 147؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج1، ص115 - 130؛ ابن الجوزي المنظم، ص149-152، ص276 - ص280.
(826) ويكتب في المصادر بحيرا الراهب كان مؤمناً على دين عيسى المسيح (عليه السلام)، وقيل انه يهودي ويسمى جرجيس، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص72؛ ابن حجر، الاصابة، ص133.
(827) بصرى من مدن الشام من في دمشق وهي قصبة حوران مشهورة عند العرب قديماً فتحت سنة ثلاثة عشر هجرية، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص441.
(828) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 187 - 189.
(829) الهاصر تعني الاسد الشديد الذي يفترس ويكسر والأنزع الذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين، ينظر الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص191، هامش (3).
(830) الصدوق، كمال الدين، ج1، ص190.
(831) سيرة ابن اسحاق، ج1، ص52 - 55؛ الاميني، عبد الحسين أحمد، الغدير في الكتاب والسنة والادب، ط3، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1967م)، ج7، ص342 - 344.
(832) السيرة النبوية، ج1، ص236 - 239.
(833) الاصفهاني، ج1، ص168 - 170.
(834) دلائل النبوة، ج2، ص27 - 29.
(835) كشف الغمة، ج1، ص22 - 23.
(836) على ما يبدوا ان هذه اللفظة (نبي السيف) وردت كثيراً في الروايات في كتابنا موضوع البحث وفي مصادر اخرى والملاحظ انها استخدمت من قبل الرهبان في الروايات المنقولة عنهم وقد تعكز عليها الكثير من اعداء الإسلام ومنهم المستشرقين في اشارة منهم على دموية الإسلام وانه انتشر بالسيف وجعلوها مثلبة على الاسلام وهذا مفهوم خاطئ فالإسلام انتشر بالحجة والبيان والتسامح لمن أصغى لتعاليمه وأحكامه حتى عاشت الكثير من الطوائف تحت ظل الاسلام مع بقائها على أديانها مع إعطاها الحرية بالدخول إلى الاسلام من عدمه وذلك بعقد الجزية وقد حصل هذا في كثير من العهود الاسلامية وهذا من تعاليم الإسلام لقوله تعالى: ﴿لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة: 256)، وان اسلمنا للقول بتلك اللفظة (نبي السيف) فهذا يدل على قوة الإسلام ومنعته وشدته ولم تكن الا على الكفار أعداء الله والدين الذين حاولوا القضاء على الإسلام فنزل قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الانفال: 61)، فانه انتشر بالسيف لمن عاند وكابر من باب الجهاد في سبيل الله دون إكراه يقع بالدخول في الاسلام فهو دين التسامح والعدل لا دين السيف فقط كما يصوره اعداء الإسلام.
(837) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص191.
(838) الاصفهاني، ج1، ص171 - 172.
(839) دلائل النبوة، ج2، ص24 - 25.
(840) ابي العباس عبد الله بن جعفر، (من اعلام القرن الثالث الهجري)، قرب الإسناد، تحقيق: مؤسسة آل البيت، ط1، الناشر: مؤسسة آل البيت، (بيروت، 1993م)، ص324؛ الكوراني، علي، السيرة النبوية برواية اهل البيت، د. ط، (دار المرتضى، د. ت) ج1، ص128.
(841) الحلي، رضي الدين علي بن يوسف، (من اعلام القرن الثامن الهجري)، العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1408هـ)، ص128-133؛ الكوراني، السيرة، ج1، ص128، 135؛ الوشنوي، محمد قوام، حياة النبي وسيرته، ط1، دار الاسوة، (قم، 1416هـ)، ج1، ص54-56.
(842) المازندراني، ج1، ص65 - 66؛ القمي، عباس، كحل البصر في سيرة سيد البشر، ط1، دار الصفوة، (بيروت، 1993م)، ص67.
(843) الهداية الكبرى، ص49 - 50.
(844) لم أجد له ترجمه سوى ما ذكر في سياق الروايات.
(845) الصدوق، إكمال، ج1، ص190.
(846) الحلي، ص133 - 134.
(847) ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص280؛ القاضي النعمان، شرح الاخبار، ج1، ص184 - 185؛ الاصفهاني، دلائل النبوة، ج1، ص172 - 173؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص596؛ اليعمري، عيون الأثر، ج1، ص116؛ الحلي، العدد القوية، ص 142؛ الكوراني، السيرة، ج1، ص137.
(848) وهو بن امية بن عبد شمس قيل انه أسلم يوم الفتح وفي رواية انه مات قبل فتح مكة وكان يعمل جزاراً، ينظر: ابن حجر، الإصابة، ص365.
(849) بن عبد شمس بن عبد مناف من المؤلفة قلوبهم، لا تذكر المصادر في ترجمته اكثر من ذلك، ينظر: ابن الاثير، اسد الغابة، ج3، ص95؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج16، ص285.
(850) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص192 - 193.
(851) ابن هشام، سيرة النبي، ج1، ص243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص280؛ القاضي النعمان، شرح الاخبار، ج1، ص184 - 185؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص67؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص596؛ الكوراني، السيرة، ج1، ص137.
(852) ابو المويهب لم اجد له ترجمة ولعله ذكر باسم آخر بسبب تشعب اخبار الرهبان وكثرتها.
(853) نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة الكناني قيل انه بلغ من العمر مائة سنة مات في عهد يزيد بن معاوية، ينظر: ابن حجر، الإصابة، ص1530.
(854) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 194.
(855) المازندراني، ج1، ص67؛ الحلي، ص145؛ المجلسي، ج15، ص359.
(856) يقول الصدوق انه ولد في سيل العرم وعاش إلى ملك ذي نواس وكان يسكن البحرين ويزعم عبد القيس انه منهم والازد تقول انه منهم وهو الرأي الاكثر قولاً واولاده يقولون نحن من الازد، ينظر: إكمال الدين، ج1، ص 196؛ وقيل هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن بن غسان ويسمى سطيح الذئبي، ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص112.
(857) أنو شروان ابن قباذ مزدك وقد مضى على حكمه أربع وثلاثون سنة وثمانية أشهر من ولادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ينظر: الاربلي، كشف الغمة، ج1، ص14؛ للطلاع على موضوع سقوط الايوانات وخمود نار فارس التي لم تنطفأ من الف سنة ورجم الشياطين وطاق كسرى وانخراق نهر دجلة، ينظر: ابن الجوزي، الوفا باحوال المصطفى، ج1، ص278 - 288؛ القمي، كحل البصر، ص24 - 27؛ الكوراني، السيرة النبوية، ج1، ص102 - 104.
(858) الموبذان فقيه الفرس وحاكم المجوس، ينظر: الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، (ت: 817هـ/1414م)، القاموس المحيط، نشر وتحقيق: مكتب التراث في مؤسسة الرسالة، ط8، (بيروت، 2005)، ص339.
(859) النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر من ملوك العراق من قبل كسرى قيل انه عمر مائة واربع عشرة سنة، للمزيد ابن خلدون، تاريخ، ج1، ص314؛ الزركلي، الاعلام، ج8، ص35.
(860) عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغساني من المعمرين من الحيرة وهو ابن اخت سطيح الكاهن، ينظر: المرتضى، ابي القاسم علي بن الطاهر اب احمد الحسين، (ت: 436هـ/ 1044م)، أمالي المرتضى، تحقيق: محمد بدر الدين النعساني، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1403هـ)، ج1، ص188؛ الزركلي، الأعلام، ج4، ص153.
(861) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص196.
(862) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص 8؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص112 - 113؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج1، ص 126؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، ص49؛ ابن الجوزي، الوفا بأحوال المصطفى، ج1 ص165 - 16؛ الاربلي، كشف الغمة، ج1، ص21؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص400 - 401.
(863) لم أجد له ترجمه.
(864) الصدوق، ج1، ص197 - 198.
(865) ينظر: اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص 9؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص27؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج3، ص418؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص56؛ ابن الجوزي، الوفا بأحوال المصطفى، ج1، ص91؛ المجلسي، بحار الانوار، ج15، ص260.
(866) لم أجد له أي ترجمة.
(867) كعب بن اسد القرظي كان سيد وصاحب عقد بني قريظة، ابن هشام ج2، ص143.
(868) نسبة إلى قريظة وهو اسم رجل نزل أولاده حصناً بالقرب من المدينة وقريظة والنضير اخوان من أولاد هارون النبي (عليه السلام) وهم كثر، ينظر: ابن الأثير، اللباب في تهذيب الأنساب، د. تحق، د. ط، الناشر: مكتبة المثنى، (بغداد، د. ت)، ج3، ص26؛ وكانت هذه الحادثة عندما نكث بنو قريظة عهودهم مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكانت بعد معركة الخندق في السنة الخامسة للهجرة حيث نالوا من النبي بالكلام وصاروا يحرضون العرب ضد الإسلام، للمزيد ينظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص34-56، ص70 - 97؛ الوشنوي، حياة النبي وسيرته، ج2، ص215 - 224.
(869) موس رجل ماس مثل مال والموس تعني تأسيس، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص222؛ ولعل الكلمة هنا البؤس كما في الرواية الثانية التي تأتي بعد رواية الصدوق وقد صحفت هنا إلى الموس.
(870) لم يتضح معنى الكلمة هنا وهل يقصد التمور أي التمر؟
(871) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص198 - 199.
(872) يقال توكف الاثر أو الخبر اي تتبعه أو توقعه والتوكف من التوقع والانتظار ويقال توكف الأخبار اي انتظارها والسؤال عنها فيقال فلان يتوكف الخبر اي يتوقعه وقيل ما زلت اتوكفه حتى لقيته، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص386 - 387.
(873) من خلال الرواية والواضح من عبارة قد أظل زمانه لعله يريد القول أن زمان خروج هذا النبي لم يعرف أو لم يحدد متى يخرج هذا النبي.
(874) الاصفهاني، دلائل النبوة، ج1، ص81؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج2، ص80 - 81؛ اليعمري، عيون الأثر، ج1، ص131؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص505 - 506.
(875) زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى القريشي العدوي قيل انه عم عمر ابن الخطاب وقيل ابن عمه قتل قبل البعثة بخمس سنين، ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات، ج15، ص24؛ ابن حجر، الإصابة، ص520.
(876) ورد في معنى كلمة أَظَلَّك تعني دنى منك أو بالقرب منك أو أقبل عليكم، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص262.
(877) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص199.
(878) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص200.
(879) ينظر: ابن اسحاق، سيرة ابن اسحاق، ج2، ص98 - 99؛ ابن هشام، سيرة ابن هشام، ج1، ص287 - 288؛ الاصفهاني، دلائل النبوة، ج1 ص 100 - 101؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج2، ص122-123؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص38؛ اليعمري، عيون الاثر، ج1، ص142؛ الوشنوي، حياة النبي وسيرته، ج، ص75.
(880) بدأ عصر الغيبة الصغرى باستشهاد الإمام الحسن العسكري (عليهم السلام) في الثامن شهر ربيع الأول سنة (260هـ/874م) وتنتهي بوفاة السفير الرابع ابي الحسن علي بن محمد السمري في النصف من شعبان سنة (329هـ/941م)، ومدتها ما يقارب السبعون عاماً حافلة بالإحداث حيث انتقلت فيها السفارة والوكالة الخاصة عن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بين أربعة من خيار خلق الله وهم عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد بن عثمان والحسين بن روح وعلي بن محمد السمري (رضي الله عنه)، وانتقلت فيها السلطة بين ستة من حكام بني العباس وهم المعتمد الذي عاصر استشهاد الإمام العسكري (عليهم السلام) وبداية الغيبة الصغرى حتى سنة (279هـ/ 892م) ثم المعتضد إلى سنة (289هـ/ 901م) ثم المكتفي إلى سنة (295هـ/907م) ومن بعده المقتدر إلى (320هـ/932م) ثم القاهر إلى سنة (322هـ/933م) ثم الراضي حتى عام (329هـ/ 941م) وهو عام وفاة السفير الرابع السمري عليه الرحمة وانقطاع السفارة فيها وبداية الغيبة الكبرى الطويلة للأمر الذي يريده الله حتى اليوم المعهود لظهوره (عجَّل الله فرجه)، للمزيد أكثر عن تفاصيل الغيبة وما أحاط بها من أحداث وعصر السفراء الأربعة، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص219 - 229، ص345 - 395؛، ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص345 - 630، ج2، ص6 - 175؛ المالكي، فاضل، الغيبة والسفراء الأربعة، ط1، الناشر: مركز الأبحاث العقائدية، (قم، 1420هـ)، ص23-57؛ علي، المهدي المنتظر، ص95 - 140، ص239 - 243؛ وبما يتعلق بحكام بني العباس في هذه الفترة وما جرى في عصرهم ومدد حكمهم، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص179 - 315؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج6، ص246 - 507، ج7، ص3 - 151.
(881) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص30.
(882) القمي، ابي الحسن علي بن الحسين بن بابويه (والد الصدوق)، (ت: 329هـ/940م)، الإمامة والتبصرة من الحيرة، تحقيق مدرسة الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (قم، 1404هـ)، ص32؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص256.
(883) أشرنا إلى تفسيرها مسبقاً وزيادة على ذلك يقول الكنجي ولابد من أن يكون ذلك في آخر الزمان، ينظر: البيان في أخبار صاحب الزمان، ص521.
(884) الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص 170 - 171.
(885) البخاري، صحيح البخاري، ص613، حديث (3440)؛ مسلم، صحيح مسلم، ص604، حديث (2940)؛ الكنجي، البيان في أخبار صاحب الزمان، ص524 - 525؛ الموسوي، فاروق، الحتميات من علائم الظهور، ط2، الناشر: مؤسسة السبطين العالمية، (قم، 1427هـ)، ص300.
(886) الكليني، الكافي، ج، ص113.
(887) الطوسي، الغيبة، ص136.
(888) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص38.
(889) الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص196.
(890) القمي، الإمامة والتبصرة، ص38.
(891) الكليني، الكافي، ج1، ص166.
(892) السلمي، عقد الدرر، ص214؛ ؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص273؛ الزرندي، معارج الوصول، ص198؛ السيوطي، الحاوي في الفتاوي، تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2000م)، ج2، 58.
(893) إكمال الدين، ج1، ص 45.
(894) المرتضى، المقنع في الغيبة، تحقيق: محمد علي الحكيم، د. ط، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، (بيروت، 1998م)، ص52.
(895) البيعة تعني المعاهدة والمعاقدة والمعاقدة، ينظر: ابن منظور لسان العرب، ج1، ص558؛ ويشير أحد الباحثين عن المقصود بالبيعة في هذا المقام انها) في لغة الأئمة (عليهم السلام) تعني إعطاء عهد يطوق العنق وتقضي بعدم محاربة الظالم في حال لزومها بقضاء سبق من الله تعالى كما جرى لآباء القائم (عليهم السلام) بعد الحسين الشهيد سلام الله عليه) ينظر: سليمان، كامل، يوم الخلاص في ظل القائم (عجَّل الله فرجه)، ط2، الناشر: ال علي (عليهم السلام)، (قم، 1425هـ)، ص89.
(896) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص432.
(897) النعماني، الغيبة، ص176؛ الطوسي، الغيبة، ص292؛ الطبرسي، ابي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، (من علماء القرن السادس)، الاحتجاج، د. تحق، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2009م)، ج2، ص535؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص340؛ القائني، مجتبى، الغيبة مفهوماً واسباباً، ط1، الناشر: قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، (كربلاء، 2011م)، ص30.
(898) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص311؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص414؛ سليمان، كامل، يوم الخلاص، ص89.
(899) الكليني، الكافي، ج1، ص211.
(900) الرازي، كفاية الاثر، ص330.
(901) الغيبة، ص90.
(902) المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص216.
(903) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص460؛ سرور، ابراهيم حسين، المهدي وأحداث الظهور، ط2، دار الصفوة، (بيروت، 2014م)، ص72؛ علي، المهدي المنتظر، ص81.
(904) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، نفسه، ص45.
(905) المرتضى، المقنع في الغيبة، ص55؛ الطوسي، الغيبة، ص94 - 93؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص192.
(906) الحلي، نجم الدين أبي القاسم بن الحسن بن سعيد، (ت: 676هـ/ 1277م)، المسلك في اصول الدين، تحقيق: رضا الاستادي، ط 1، الناشر: مركز البحوث الاسلامية، (مشهد، 1414هـ)، ص282.
(907) ابن كثير، تفسير القران، ج1، ص23.
(908) الطوسي، التبيان، ج1، ص351.
(909) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص47.
(910) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص46 - 47.
(911) القمي، الإمامة والتبصرة، ص120؛ الكليني، الكافي، ج1، ص208؛ الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص297؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص284.
(912) الرازي، كفاية الأثر، 331.
(913) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص595.
(914) الكليني، الكافي، ج 1، ص132، ص257.
(915) الحلي، تفضيل الأئمة على الأنبياء، ص349.
(916) الطبرسي، الاحتجاج، ج1، ص71، ص 73، ص75؛ النيشابوري، روضة الواعظين، ج1، ص226، 229، 231؛ المجلسي، بحار الانوار، ج37، ص211، ص213 - 214.
(917) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص311؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص974 - 975؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص90؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص427.
(918) الغيبة، ص95.
(919) الاربلي، كشف الغمة، ج2، ص25؛ الزرندي، معارج الوصول، ص200؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص67.
(920) لعل المقصود منها هو الاختباء وراء الأبنية أو مخابئ لهم مبنية وحينها تكشف بوسيلة ما دون عناء، ولعل هذه الجملة تعبير مجازي عن الاختباء والهرب.
(921) إكمال الدين، ج2، ص600.
(922) العياشي، تفسير العياشي، ج 2، ص230؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص36؛ القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، (ت:671هـ/ 1272م)، الجامع لإحكام القرآن، د. تحق، د. ط، دار احياء التراث، (بيروت، 1985م)، ج8، ص121؛ البحراني، المحجة، ص85 - 88؛ تفسير البرهان، ج3، ص 407؛ القندوزي،، ينابيع المودة، ج3، ص480.
(923) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص595.
(924) الصدوق، أمالي الصدوق، ص38؛ الخوارزمي، المناقب، ص75؛ القمي، العقد النضيد، ص78.
(925) الموصلي، شيخ الشافعية شرف الدين أب محمد عمر بن شجاع الدين محمد بن عبد الواحد، (ت: 657هـ/ 1257م)، مناقب آل محمد المسمى النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم، تحقيق: علي عاشور، ط 1، منشورات مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2003 م)، ص160.
(926) ابن كثير، تفسير القرآن، ج6، ص263.
(927) لعل المقصود بانهم أظهروا إيمانهم وتصديقهم بإمامة الأئمة وإمام الزمان (عليهم السلام)ولكنهم خلاف ذلك.
(928) الشهيد الثاني، زين الدين بن علي بن احمد العاملي، (ت: 965هـ/ 1557م)، حقائق الإيمان، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1409 ه)، ص95.
(929) كما حصل عند غياب الأنبياء (عليهم السلام) والأوصياء وقد نفذ الصبر من بعض أتباعهم وكذبوا أمرهم.
(930) الصغير، الإمام المهدي نصب عينيك، ص43-44.
(931) الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص222؛ ابن كثير، تفسير القرآن، ج4، ص328. الكلبايكاني، علي الافتخاري، خصائص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في القران، ط2، الناشر: مؤسسة أنصاريان، (قم، 2003م)، ص01 - 102.
(932) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص47.
(933) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص47.
(934) الحلي، المسلك، ص275.
(935) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص454.
(936) الحلي، المسالك، ص282.
(937) الطوسي، تلخيص الشافي، تحقيق: حسين بحر العلوم، ط1، الناشر: مؤسسة انتشارات المحبين، (قم، د. ت)، ج1، ص94.
(938) المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص68؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص267.
(939) النعماني، الغيبة، ص143؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص288؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص414.
(940) الصدوق، علل الشرائع، ج، ص292.
(941) ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، د. تحق، ط1، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1993 م)، ص42.
(942) النجفي، منتخب الانوار، ص 139.
(943) الشيرازي، محمد رضا، لماذا الغيبة، ط2، دار الأثير، (بيروت، 2011م)، ص39.
(944) الكافي، ج1، ص206.
(945) المفيد، مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، تحقيق: مهدي نجف، ط1، دار المفيد، (قم، 1431هـ)، ص385.
(946) المفيد، مسار الشيعة، ص385.
(947) ان أمر الغيبة والاعتراف بالإمام الغائب الحجة (عجَّل الله فرجه) وبغيبته وانه سيظهر في آخر الزمان ليس هذا فقط ما يذكر عن الشيعة الأمامية فقد اعترف بهذا الامر الكثير من علماء السنة ومفكريهم وقد انبرى أحد المؤرخين لجمع أسماء من قال بهذا وبأسمائهم وأسماء مصنفاتهم وحتى أرقام الصفحات التي ذكرت فيها الأحاديث بهذا الشأن وما قالوا فيه ونقلهم للأحاديث التي تشير اليه وحتى في كتب الصحاح وقد وصل عدد من ذكرهم إلى (311) شخص، للمزيد ينظر: دخيل، علي محمد، الإمام المهدي (عليهم السلام)، ط2، دار المرتضى، (بيروت، 1983م)، ص255 - 308.
(948) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص207.
(949) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص209 - 210.
(950) الطوسي، الغيبة، ص292؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص438؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص535؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص93؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص428؛ سليمان، يوم الخلاص، ص110؛ القزويني، الامام المهدي من المهد حتى الظهور، ص252.
(951) سنتطرق في فقرة لاحقة من البحث حول بعض الذين التقى بهم.
(952) سليمان، يوم الخلاص، ص109 - 110.
(953) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص436؛ الطوسي، الغيبة، ص292.
(954) الحائري، أيوب، الامام المهدي المصلح العالمي، ط3، دار الولاء، (بيروت، 1426هـ)، ص46.
(955) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص332، ص402.
(956) الكافي، ج1، ص208؛ الغيبة، ص175.
(957) من اسماء مدينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقيل انها سميت طيبة لطيب تربتها ورائحتها الحسنة، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص53.
(958) وفي توضيح لمعنى: (وما بثلاثين من وحشه) قيل انه (عجَّل الله فرجه) منزله في طيبة ويستأنس بثلاثين من أوليائه ويحتمل أن يكون هذا حاله في غيبته الصغرى، ومع هؤلاء الثلاثين من أصحابه فهو ليس بمستوحش معهم ويحتمل ان يكون المراد من الثلاثين هو بقائه على هيئته بعمر الثلاثين سنة أبداً وهذا السن ما به من وحشة والله العالم، ينظر: المازندراني، محمد بن صالح، (ت: 1081هـ/ 1670م)، شرح اصول الكافي، تحقيق: علي عاشور، ط1، دار احياء التراث، (بيروت، 2008م)، ج2، ص264 - 265.
(959) الكليني، الكافي، ج1، ص 208 - 210؛ النعماني، الغيبة، ص175.
(960) القزويني، الامام المهدي من المهد حتى الظهور، ص254 - 256.
(961) القزويني، الامام المهدي من المهد حتى الظهور، ص257 - 258.
(962) المرتضى، الذخيرة في علم الكلام، د. تحق، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2012 م)، ص419.
(963) الراوندي، عجالة المعرفة في اصول الدين، تحقيق: محمد رضا الجلالي، د. ط، الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، (بيروت، 1998م)، ص39 - 40.
(964) دخيل، الإمام المهدي، ص 139.
(965) وردت في القرآن الكريم كالتالي، (الم)وردت في بداية كل من سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة، (المر) في سورة الرعد، (الر) في سورة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر، (المص) في سورة الأعراف، (كهيعص) في سورة مريم، (حم عسق) سورة الشورى، (طسم) الشعراء والقصص، (طس) سورة النمل، (يس) سورة يس، ولم يذكرها المصنف (طه) سورة طه، (ص) سورة ص، (حم) سورة غافر وفصلت والزخرف والدخان والجاثية والاحقاف، (ق) سورة ق، (ن) سورة القلم، واختلف أهل التفسير في تفسيرها ومعانيها وأسباب وضعها بهذه الصورة ولا يسع المقام هنا للتطرق إليها، للطلاع على معاني هذه الأحرف في فواتح السور، ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص25، ج2، ص2، ص119، ص202؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص41 - 42، ج4، ص 159 - 161، ج5، ص117، ج6، ص5، ص42، ص74، ص 304، ج7، ص5 - 6، ص105، ج8، ص34، ص194، ص259، ج9، ص 5-7، ص 28، ص178، ج10، ص63.
(966) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص574 - 577.
(967) القمي، تفسير القمي، ج2، ص317؛ القندوزي، ينابيع المودة، ص486.
(968) الكليني، الكافي، ج1، ص132-133، ص136 - 138؛ الحائري، إلزام الناصب، ج2، ص331؛ محمد، حسين نجيب، القوى الروحية لدى النبي والأئمة (عليهم السلام)، ط1، منشورات دار الفجر، (بيروت، د. ت)، ص31.
(969) الصفار، بصائر الدرجات، ج1، ص373؛ الكليني، الكافي، ج1، ص136.
(970) الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص527.
(971) القمي، تفسير القمي، ج2، ص267 - 268؛ البحراني، المحجة، ص190.
(972) ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص130.
(973) القصد هنا أن السابع في تسلسل الائمة هو الامام الكاظم (عليهم السلام) والخامس من ولده بعد الرضا والجواد والهادي والعسكري والخامس هو الامام الحجة (عجَّل الله فرجه).
(974) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص317، ص376-379.
(975) ابن حجر، لسان الميزان، د. تحق، ط2، الناشر: مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1971 م)، ج5، ص130، حديث (437)؛ الدوخي، يحيى عبد الحسين، حقيقة المهدوية والغيبة، ط1، الناشر: دار مشعر، (قم، 1432هـ)، ص61. (976) الهندي، البرهان، ص170.
(977) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 53، ج2، ص337.
(978) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص226.
(979) النعماني، الغيبة، ص129؛ البحراني، الاربعون حديثاً، ص223؛ الحائري، إلزام الناصب، ج1، ص434.
(980) القمي، الامامة والتبصرة، ص82 - 83.
(981) الرسائل الأربعة في الغيبة، الرسالة الاولى، ص4 - 5.
(982) إكمال الدين، ج2، ص377.
(983) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص378 - 380.
(984) البرقي، المحاسن، ج1، ص252؛ الكليني، الكافي، ج1، ص231؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص414؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص73؛ الإيماني، مهدي فقيه، حقيقة المهدوية في السلام، ترجمة: محمد رضا المهري، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1420هـ)، ص27.
(985) الطوسي، الغيبة، ص420؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص239.
(986) وكان من أمر يونس (عليهم السلام) مع قومه وفراره منهم عند تطاول المدة في خلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه وغيبته عنهم حتى لم يعلم احد منهم اين مستقره الا الله وهو في جوف الحوت في قرار بحر وامسك عليه رمقه وبقي حياً حتى قذف بالقرب من شجرة اذ لم يكن له معرفة بمكان قذفه، وقيل انه غاب أربعين يوماً عن قومه في بطن الحوت وهل يقدح هذا بنبوته، للاطلاع على قصة يونس (عليهم السلام) ينظر: المفيد، المسائل العشرة في الغيبة، ص78؛ الطوسي، التبيان، ج7، ص273؛ ابن كثير، صحيح قصص الانبياء، ص251؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص721-731.
(987) عجالة المعرفة، ص40.
(988) اكمال الدين، ج2، ص477.
(989) الرازي، كفاية الأثر، ص73.
(990) السيوطي، إحياء الميت بفضائل أهل البيت، ص35.
(991) الطوسي، الغيبة، ص144.
(992) الصدوق، الخصال، ج2، ص612؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص123.
(993) الصدوق، معاني الاخبار، ص209.
(994) الرازي، سديد الدين محمود الحمصي، (من اعلام القرن الرابع الهجري)، المنقذ من التقليد، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، (قم، 1412هـ)، ج1، ص498.
(995) الصدر، محمد باقر، بحث حول المهدي، د. ط، دار التعارف، (بيروت، 1977م)، ص 79 - 80؛ الخزازي، محسن، بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الامامية لمحمد رضا المظفر، ط10، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1433هـ)، ج2، ص150.
(996) يقال تشحط المقتول بدمه اي يتخبط ويضطرب ويتمرغ، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص45.
(997) إكمال الدين، ج2، ص279.
(998) الصدوق، الخصال، ج2، ص625؛ الحراني، تحف العقول، ص81.
(999) من اصحاب الامام الباقر (عليهم السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص139.
(1000) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص578.
(1001) المحاسن، ج1، ص 278.
(1002) الكافي، ج8، ص47.
(1003) المجلسي، ج52، ص126.
(1004) الفسطاط هو بيت من الشعر، وقيل ان الفسطاط هو ضرب أو جمع من الابنية، ويقال فسطاط المِصر هو مجتمع أهله أو مجتمع أهل الكورة حول مسجد جماعتهم، للمزيد ينظر: ابن منظور، ج10، ص262.
(1005) إكمال الدين، ج2، ص578.
(1006) البرقي، المحاسن، ج1، ص277؛ النعماني، الغيبة، ص206؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص125.
(1007) البرقي، المحاسن، ج1، ص278.
(1008) اول معارك الإسلام اذ وقعت معركة بدر في شهر رمضان السنة الثانية للهجرة وكان النصر فيها حليف المسلمين، أما معركة احد فوقعت في شهر شوال السنة الثالثة للهجرة خسر المسلمون في هذه المعركة وأشهر من استشهد فيها الحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، للمزيد ينظر: ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص14-32، ص44-56.
(1009) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص579 - 581.
(1010) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص321.
(1011) الكليني، ج1، ص204 - 206.
(1012) القمي، ص122.
(1013) بحار الانوار، ج52، ص127، ص146.
(1014) إكمال الدين، ج2، ص579.
(1015) تفسير العياشي، ج2، ص20.
(1016) البحراني، البرهان، ج4، ص137؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص129.
(1017) النعماني، الغيبة، ص207؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص140.
(1018) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص47.
(1019) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص48.
(1020) ورد في تفسيرها انها تخاطب الأنبياء (عليهم السلام) عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (... كان الميثاق عليهم مأخوذاً عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة، فقال ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي امامكم والأئمة الهادون أئمتكم قالوا بلى شهدنا فقال الله تعالى: ﴿أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ أي لئلا تقولوا يوم القيامة ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ﴾، للمزيد ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص247.
(1021) الصفار، بصائر الدرجات، ص146؛ الكليني، الكافي، ج2، ص8؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص279.
(1022) الحسكاني، شواهد التنزيل، ج2، ص159؛ الخوارزمي، المناقب، ص312؛ الحلي، منهاج الكرامة في معرفة الامامة، تحقيق: عبد الرحيم المبارك، ط1، الناشر: انشارات تاسوعا، (قم، د. ت)، ص130.
(1023) الصفار، بصائر الدرجات، ص229؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص142 - 143.
(1024) الفخر الرازي، المحصول في علم اصول الفقه، تحقيق: طه جابر فياض العلواني، ط3، الناشر: مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1997م)، ج5، ص72؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص307 (لم أعثر عليه في كتب الصحاح).
(1025) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص25، حديث (223)؛ الكليني، الكافي، ج1، ص17(ينقله عن الصادق (عليه السلام).
(1026) عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (هم الأئمة)، ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص422؛ البحراني، البرهان، ج2، ص286.
(1027) ورد في تفسيرها ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مخاطباً جماعة من أصحابه قال: (يا هؤلاء ألستم تعلمون إني رسول الله إليكم؟ قال: بلى، قال: ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه أنه من أطاعني فقد أطاع الله؟ قالوا: بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وأن من طاعته من طاعتك، قال: فإن من طاعته أن تطيعوني ومن طاعتي أن تطيعوا أئمتكم إن صلوا قعوداً فصلوا قعوداً أجمعين)، ينظر: الثعلبي، الدر المنثور، ج4، ص545؛ ورد في شرحها ان الله قرن طاعته بطاعة رسوله في حديث ينقل عن ابي هريرة قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الامير فقد أطاعني ومن عصى الامير فقد عصاني)، وهنا ناقل الحديث لم يوضح من الامير المقصود، ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج2، ص364.
(1028) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص48 - 49.
(1029) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص421؛ البحراني، البرهان، ج2، ص284.
(1030) النيسابوري، ابي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، (ت: 403هـ/ 1012م)، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط2، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2002 م)، ج3، ص 158؛ المعتزلي، مناقب علي ابن ابي طالب، ص309.
(1031) المفيد، الاختصاص، ص224 - 225؛ البحراني، البرهان، ج2، ص288.
(1032) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص59؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص245.
(1033) الصفار، بصائر الدرجات، ص360؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج39، ص343.
(1034) الرازي، كفاية الأثر، ص102؛ المجلسي، بحا الانوار، ج36، ص290.
(1035) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 50.
(1036) الكليني، الكافي، ج 8، ص64 - 68؛ العاملي، إثبات الهداة، ج3، ص5؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج26، ص63،
(1037) القمي، تفسير القمي، ج1، ص383؛ الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص327.
(1038) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص586.
(1039) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص85.
(1040) للاطلاع عل قصة أيوب (عليه السلام) ينظر: ابن كثير، صحيح قصص الأنبياء، ص229 - 233؛ المجلسي، قصص الأنبياء، 343 - 350.
(1041) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص514.
(1042) السيوطي، الحاوي، ج2، ص70؛ الهيتمي، القول المختصر، ص40؛ مؤسسة المعارف الإسلامية، معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ونشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، ط2، (قم، 1428هـ)، ج1، ص265.
(1043) السلمي، عقد الدرر، ص286.
(1044) الكليني، الكافي، ج1، ص344؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص61.
(1045) النجفي، منتخب الانوار، ص138.
(1046) القمي، تفسير القمي، ج، ص367؛ الحلي، كشف اليقين، ص75؛ الحلي، تفضيل الأئمة، ص214؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص160.
(1047) الحلي، تفضيل الأئمة، ص213؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص183.
(1048) الرازي، كفاية الأثر، ص103، المجلسي، بحار الانوار، ج36، 303.
(1049) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص51.
(1050) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص679، حديث (4084)؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص236؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص175.
(1051) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص50، ص51، ص160 - 162.
(1052) أبي شيبة، ابي بكر عبد الله بن محمد بن ابراهيم العبسي، (ت: 235هـ/ 849م)، المصنف، تحقيق: اسامة ابراهيم محمد، ط1، الناشر: مؤسسة الفاروق الحديث (القاهرة، 2008م)، ج8، ص679؛ ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص 679، حديث (4085)؛ البزاز، ابي بكر احمد بن عمر بن عبد الخالق العتكي، (ت:292هـ/904م)، البحر الزخار المعروف بمسند البزاز، تحقيق: محفوظ الرحمن زيد، ط1، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، (دمشق، 1988)، ج2، ص243، حديث (644)؛ مؤسسة المعارف،، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج2، ص321.
(1053) الراوندي، الخرائج، ج2، ص953 - 954.
(1054) الكليني، الكافي، ج1، ص249؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص60.
(1055) إكمال الدين، ج1، ص227.
(1056) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص514.
(1057) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص433.
(1058) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص448؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص955؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص150؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص 41.
(1059) الطبرسي، مجمع البيان، ج10، ص233.
(1060) القذة بالقذة مثلاً لشيئين يستويان ولا يتفاوتان، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج11، ص72.
(1061) القمي، تفسير القمي، ج2، ص413؛ البحراني، البرهان، ج، ص246.
(1062) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص413.
(1063) عن الباقر (عليه السلام) قال: (فأمّا من عيسى فيقال له أنه مات ولم يمت)، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص162.
(1064) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص51.
(1065) دلائل الامامة، ص286.
(1066) النعماني، الغيبة، ص244.
(1067) إكمال الدين، ج2، ص603 - 604.
(1068) ينظر: الصفار، بصائر الدرجات، ص333؛ القمي، الإمامة والتبصرة، ص116؛ الكليني، الكافي، ج1، ص137؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص219.
(1069) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص330؛ النجفي، منتخب الانوار، ص308؛ الكاظمي، مصطفى السيد حيدر، بشارة الإسلام في علامات المهدي (عليه السلام)، تحقيق: نزار الحسن، ط1، مؤسسة البلاغ، (بيروت، 2007م)، ص138.
(1070) وهذا خطاب من الله تعالى لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعني الذي اخترناك به من اخبار ما يعظم شأنه حين أخبره بمكر اخوة يوسف حين ألقوه في الجب بالرغم من انه لم يقرأ الكتب ولم يكن ممن خالط أهلها أخبر به نبيه بوحي من جهته ليدل على نبوته، للمزيد ينظر: الطوسي، التبيان، ج6، ص201.
(1071) إكمال الدين، ج1، ص43.
(1072) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص153، ج2، ص604.
(1073) التميمة قيل انها قلائد من خرز تنظم وتعقد في العنق وكان الاعراب يعلقونها على اولادهم ينفون بها الحسد والعين وقيل العوذ التي تعلق على المولود ولها الكثير من المعاني للمزيد، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص54.
(1074) العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص365؛ الكليني، الكافي، ج1، ص138؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص693؛ الاحسائي، أحمد زين الدين، الرجعة، ط1، الناشر: مؤسسة فكر الاوحد، (دمشق، 2006 م)، ص185.
(1075) ورد في قصة يوسف كما ذكر في المبحث السابق انه بين يوسف وبين والده مسيرة تسعة أيام وهنا يذكر ثمانية عشر يوم وكما ورد الخبر عند الصدوق ورد عند غيره بأنها ثمانية عشر يوماً ولعل التسعة أيام حين قال عند البشارة بلقائهم بيوسف من المرجح أنهم سلكوا طريقاً مختصراً أو من المحتمل تكون التسعة أيام من حدود فلسطين حتى لقائهم بيوسف في حدود مصر كونه خرج لاستقبال ابيه في نقطة أقرب وهذا وارد في الروايات ومن المحتمل أنهم ركبوا دواباً سريعة وصحيحة مكنتهم من الوصول بصورة أسرع أو قل أنهم أسرعوا بالمسير وذلك بسبب الاشتياق من يعقوب لولده يوسف كونه بشر بإلقاء به وما يؤيد ذلك من الحديث ان مسيرهم كان تسعة وهذا غير المسافة المعروفة بانها ثمانية عشر يوماً والإمام يقسم في الحديث أنهم ساروا تسعة أيام عند البشارة أي انهم هموا بالمسير فاختصروا تلك المسافة.
(1076) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص155، ج2، ص324.
(1077) ينظر: القمي، الامامة والتبصرة، ص122؛ الكافي، ج1، ص207؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص309؛ الطبري، دلائل الامامة، ص285.
(1078) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص52.
(1079) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص311؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص974-975؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص90؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص427.
(1080) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص52.
(1081) النعماني، الغيبة، ص181؛ الدوخي، حقيقة المهدوية والغيبة، ص191.
(1082) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص53.
(1083) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص200 - 201.
(1084) البرقي، ابي جعفر احمد بن محمد بن خالد، (ت: ما بين عامي 274 أو 280هـ/ 887 - 893م)، المحاسن، تحقيق: مهدي الرجائي، ط3، الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، (د. م، 2011م)، ج1، ص254؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص266.
(1085) ورد في تفسيرها ينقل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ان بني اسرائيل لما طال عليهم الامد فقست قلوبهم اخترعوا كتاباً من عند انفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم واستلذته وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم فقالوا: تعالوا ندع بني اسرائيل إلى كتابنا هذا فمن تبعنا عليه تركناه ومن كره أن يتبعنا قتلناه ففعلوا ذلك...)، للمزيد ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج8، ص21.
(1086) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص42.
(1087) وحدة الدراسات والنشرات في شعبة الاعلام في العتبة العباسية المقدسة، الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) والغيبة، ط1، دار الضياء، (النجف الاشر، 2010م)، ص 124 - 127.
(1088) لم يذكر مثال للتشبيه في الكتاب موضوع البحث عن نبي الله يحيى (عليه السلام) وهذه الزيادة من قبل الباحث، للمزيد عن قصة يحيى (عليه السلام) ينظر: المجلسي، قصص الأنبياء، ص627 - 641.
(1089) الطوسي، الغيبة، ص242.
(1090) ينظر: ملحق رقم (2) أسماء المعمرين وأعمارهم الواردة في الكتاب لم نذكرهم هنا في المتن توخياً للاختصار واخذنا امثلة منهم ففقط وأحلنا البقية منهم في الملحق.
(1091) إكمال الدين، ج2، ص469 - 470.
(1092) ابن طاووس، سعد السعود، ص101؛ الجزاري، النور المبين، ص68.
(1093) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص68؛ الجزائري، قصص الأنبياء، ص77.
(1094) تاريخ اليعقوبي، ج1، ص16
(1095) البغدادي، ابي بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد المعروف بالخطيب البغدادي، (ت: 463هـ/ 1070م)، تاريخ الانبياء، تحقيق: آسيا كليبان البارح، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2004م)، ص43.
(1096) تاريخ اليعقوبي، ج1، ص28؛ سعد السعود، ص109.
(1097) الطرابلسي، ابي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، (ت: 449هـ/ 1057م)، كنز الفوائد، تحقيق: عبد الله نعمة، د. ط، دار الاضواء، (بيروت، 1985 م)، ج2، ص117؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص446؛ المنيني، ابراهيم، المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) والمعمرون من البشر، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2011م)، ص91.
(1098) الطرابلسي، كنز الفوائد، ج2، ص117؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص456.
(1099) ابن طاووس، سعد السعود، ص109؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص503.
(1100) مروج الذهب، ج1، ص50.
(1101) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص41؛ المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص50؛ البغدادي، تاريخ الانبياء، ص141.
(1102) ابن طاووس، سعد السعود، ص116؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص226.
(1103) المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص51؛ ابن طاووس، سعد السعود، ص116.
(1104) البغدادي، تاريخ الأنبياء، ص250.
(1105) الراوندي، الخرائج، ج2، ص965؛ النجفي، منتخب الانوار، ص163.
(1106) إكمال الدين، ج1، ص306، ج2، ص470.
(1107) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص155؛ البلخي، البدء والتاريخ، ج1، ص215؛ المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص40؛ ابن طاووس، سعد السعود، ص101.
(1108) البلخي، البدء والتاريخ، ج1، ص27؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص85؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص134.
(1109) الصدوق، أمالي الصدوق، ص369؛ المجلسي، قصص الأنبياء، ص132.
(1110) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص10.
(1111) الطرابلسي، كنز الفوائد، ج2، ص117.
(1112) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص8 - 13؛ الطرابلسي، كنز الفوائد، ج2، ص117.
(1113) وكان اسمه خضرويه بن قابيل بن آدم (عليه السلام) ويقال خضرون ويقال جعدا وانه سمي الخضر لأنه جلس على أرض بيضاء فاهتزت فأخضرت فسمي الخضر والصحيح ان اسمه بليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل في قصته انه كان مع العبد الصالح ذي القرنين بعد مكن الله له في الأرض ومكن له من كل شيء سببا حتى وصفت له عين الحياة من شرب منها لم يمت حتى ينفخ في الصور فخرج للبحث عنها ومعه أصحابه وعلى مقدمتهم الخضر فوصل إلى ثلاثمائة وستين عين ماء فأعطى كل واحد منهم حوت مالح وامرهم بغسلها في العيون والخضر معهم فغسل حوته فانساب منه في الماء حياً حينها شرب منها الخضر وارتمس فيها فرجع وأخبر ذا القرنين وقال له هل شربت منه قال نعم حينها قال له أنت صاحبها فأبشر بطول العمر مع الغيبة عن الابصار إلى ان ينفخ في الصور، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 358 - 359، ص362؛ وذكر نفس الخبر عند، القمي، تفسير القمي، ج2، ص42، ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص359 - 365.
(1114) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص361.
(1115) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص363.
(1116) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص365 - 367؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص121 - 122؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص359 - 360.
(1117) للمزيد ينظر: السجستاني، كتاب المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم، ص2 - 3؛ الطرابلسي، كنز الفوائد، ج2، ص121؛ المنيني، المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) والمعمرين، ص229-230.
(1118) النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ج2، ص172؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص253.
(1119) يروي الصدوق قصته بخبر طويل نوردها بهذا الشكل توخياً للاختصار، ذو القرنين ويسمى اسكندروس من أهل الاسكندرية قيل انه رأى رؤيا أن اخذ بقرني الشمس في شرقها وغربها وبعد أقصها على قومه أسموه ذا القرنين ثم علا صوته وعز في قومه حتى قال أسلمت لله ودعا قومه للإسلام فأسلموا هيبة له وبنى مسجداً عظيماً وبعدها هم في الخروج بحثاً عن شيء وقال لقومه: (لكني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره يقاد ويدفع من خلفه لا يدري أين يؤخذ به) حتى خرج فأوحى الله اليه أنه يا ذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق ما بين مطلع الشمس ومغربها وهذا تأويل رؤياك وقد مكن له الله وأعطاه العلم والفهم والهيبة والسلطان وسخر له النور والظلمة وجعلها من جنوده وكان يدعو إلى الله اين ما ذهب وان أجابوه قبل وان عصوا أغشاهم الظلمة حتى يستجيبوا، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: أن ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله حجة على عباده فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً حتى قيل: مات أو هلك بأي واد سلك ثم ظهر ورجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر وفيكم من هو على سنته، وأن الله (عزَّ وجلَّ) مكن لذي القرنين في الارض وجعل له من كل شيء سبباً وبلغ المغرب والمشرق وان الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الارض وغربها حتى لا يبقى منهلاً)، وفي رواية أن أحدهم سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو على المنبر فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبي كان أو ملك وأخبرني عن قرنيه أذهب كانا أو فضة؟ فقال (عليه السلام): لم يكن نبياً ولا ملكاً ولا كان قرناه من ذهب ولا فضة ولكنه عبداً أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله وانما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ثم عاد اليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله)، يروي الصدوق خبره عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن ذا القرنين لم يكن نبياً ولكنه كان عبداً صالحاً أحب الله فأحبه الله وناصح لله فناصحه الله أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً ثم رجع اليهم فضربوه على قرنه الآخر وفيكم من هو على سنته) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص364 - 373؛ واخرج نفس القصة المذكورة عند القمي، تفسير القمي، ج2، ص40 - 42؛ وورد نفس الخبر مع بعض الاختلاف فيما اشير له عن طريق امير المؤمنين (عليه السلام)، ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج5، ص 189 - 190.
(1120) الصدوق، اكمال الدين، ج2، 373.
(1121) تذكرة الخواص، ص364؛ المنيني، المهدي المنتر والمعمرين، ص239.
(1122) للاطلاع على تفاصيل قصة أصحاب الكهف، ينظر: الثعلبي، قصص الأنبياء، ص465 - 484.
(1123) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص476.
(1124) ابن كثير، تفسير القران، ج5، ص150.
(1125) السلمي، عقد الدرر، ص213؛ الصدر، صدر الدين، المهدي، د. ط، الناشر: مكتبة المنهل، (الكويت، 1978 م)، ص105.
(1126) ذكرنا خبره في باب من بشر بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(1127) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 513.
(1128) كنز الفوائد، ج2، ص133؛ الخرائج، ج3، ص1082؛ منتخب الأنوار، ص 193.
(1129) المعمرين، ص69؛ تذكرة الخواص، ص365.
(1130) هو جد العزيز ملك مصر الذي كان في زمن يوسف (عليه السلام) عمر 3000 سنة وولده الريان والد العزيز 1700سنة وعمر العزيز الملك 700 سنة، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص504؛ النجفي، منتخب الانوار، ص193.
(1131) النجفي، منتخب الأنوار، ص193؛ المنيني، المهدي المنتظر والمعمرين، ص235.
(1132) للمزيد ينظر: إكمال الدين، ج2، ص515 - 574، يقال ان هذه القصة هي في الاصل كتاب لمصنفه أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير البغدادي المعروف بالرقاشي وهو شاعر ونقل الكثير من الكتب من الفارسية وكان ينقل الكتب المنثورة إلى الشعر توفي سنة (220هـ/835م) واسم الكتاب بلوهر وبرداسف وقيل بلوهر وبردانية، ينظر: ابن النديم، الفهرست، ص232؛ البغدادي، اسماعيل باشا، هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، د.ط، الناشر: وكالة المعارف، (اسطنبول، 1951م)، ص1؛ واصل كتاب بلوهر ويوذاسف مفقود ومن المحتمل أن الصدوق اطلع على هذا الكتاب.
(1133) بحار الانوار، ج75، ص380 - 444.
(1134) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص513.
(1135) الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص253.
(1136) البيضاوي، ناصر الدين ابي الخير عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي الشافعي، (ت: 69ه / 1291م)، انوار التنزيل واسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي، تقديم: محمد عبد الرحمن المرعشلي، ط1، دار إحياء التراث، (بيروت د. ت)، ج5، ص18.
(1137) سيكون موضوع الفصل الثالث من البحث هو ما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والائمة (عليهم السلام) بوقوع الغيبة في الإمام الثاني عشر (عجَّل الله فرجه) فمن المصلحة في موضوع البحث هو التطرق إلى أخبار الغيبات السابقة في الأنبياء ومواضيع وقصص طول العمر لتقريب موضوع الغيبة بصورة عامة إلى الذهان بعدها طول عمر الإمام الغائب وطول غيبته بما أشار إليه النبي والأئمة صلوات الله عليهم بهذا الشأن.
(1138) الرازي، المنقذ من التقليد، ج2، ص401.
(1139) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص515.
(1140) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص574.
(1141) كشف الغمة، ج3، ص355.
(1142) العلوي، عادل، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) وطول العمر في نظرة جديدة، ط1، الناشر: المؤسسة الاسلامية للتبليغ، (قم، 1418 ه)، ص55، يشير المؤلف إلى أبحاث وتقارير واسماء من القرن الماضي لم أتمكن من الحصول عليها واعتمدنا قول المؤلف.
(1143) العلوي، الامام المهدي وطول العمر، ص56 - 57.
(1144) الامام المهدي وطول العمر، ص 57.
(1145) الدوخي، حقيقة المهدوية، ص 198.
(1146) سليمان، يوم الخلاص، ص126.
(1147) موقع على الانترنيت (https://video.search.yahoo.com).
(1148) موقع على الانترنيت ((ar. Wikipedia.org @yahoo.com.
(1149) القزويني، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، ص342.
(1150) القزويني، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، 345-346.
(1151) مركز الرسالة، المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي، ط1، الناشر: مركز الرسالة، (قم، 1417هـ)، ص174.
(1152) الصدر، بحث حول المهدي، ص26-27، وللاطلاع أكثر عن الاستدلالات العقلية طول العمر يراجع هذا البحث.
(1153) اسبر، محمد علي، أهل البيت في دراسة حديثة، ط1، الناشر: الدار الإسلامية، (بيروت، 1990م)، ص218 - 219؛ ويقول هذا الباحث أنه نقل هذه الفتوى عن كتاب نهضة المهدي لمرتضى مطهري المطبوع سنة 1987م في بيروت وقد ذكر فيها نص الفتوى وذكر من حرر الفتوى من شيوخ اهل السنة والجماعة وهو (الشيخ محمد المنتصر الكتاني) واقرت الفتوى اللجنة المؤلفة من (الشيخ صالح بن عنيمن والشيخ أحمد علي والشيخ عبد الله خياط)، ولم أتمكن من الحصول على هذه الطبعة لمطهري وحصلت على نسخة حديثة طبعت سنة (2006م) لا يوجد فيها ذكر لهذه الفتوى ولم نتمكن من الحصول على هذه الفتوى من مصادر أهل السنة والجماعة.
(1154) للمزيد ينظر: العميدي، ثامر هاشم، دفاعٌ عن الكافي، ط1، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، (د. م، 1995م)، ج1، ص568 - 592، وأشرنا إلى عدد منهم في المبحث الاول في الفصل الاول وللمزيد أكثر ينظر الكتاب المشار اليه.
(1155) ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم منها في الآية (10) من سورة الصافات إذ قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾، وقد ورد في مجمل تفسيرها عن الشياطين اثناء دنوهم من السماء واستراق السمع اي يسمعون كلام الملائكة ويقولون ذلك إلى ضعفة الجن ويوسوسون بها في قلوب الكهنة ويوهمونهم انهم يعرفون الغيب لذا كانوا يرمون بالشهب من كل جوانب السماء اذا ارادوا الصعود إلى السماء للاستماع ومن يسترق السمع يتبعه شهاب فيحرقه قبل ان ينقل ما استمع والثاقب من الشهب المنير المضيء، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص227؛ ورد في كتب اللغة ان الشهاب هو شعلة نار ساطعة وجعها شهبٌ وانه يقال للكوكب الذي ينقض على أثر الشيطان بالليل ويدركه بشهاب الثاقب والثاقب منها المسرع قبل ان يلقي ما استرقه من السمع وغيرها من المعاني، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص222؛ ولعل المقصود في الحديث من الشهاب الثاقب هو حين يخرج الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ويقبل كالشهاب حينما تسقط وتحرق الملائكة وكذلك يكون حال الإمام حينها منيراً كالشهاب الثاقب ومسرعاً في قدمه حين يأذن الله بظهوره ليقيم القسط والعدل ويرد الأمر إلى نصابه.
(1156) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص276 - 277، ج2، ص324.
(1157) القمي، ص 119.
(1158) الرازي، ص131.
(1159) الاربلي، ج3، ص327.
(1160) الخراساني، إبراهيم الجويني، (من أعلام القرنين السابع والثامن الهجريين)، في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام)، تحقيق: محمد باقر المحمدي، ط1، دار الحبيب، (طهران، 1428هـ)، ج2، ص335.
(1161) العدد القوية، ص70؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص72.
(1162) الطبرسي، ص413؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص75.
(1163) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص315.
(1164) روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه سئل عن طوبى قال: (شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن ابي طالب (عليه السلام) وليس مؤمن الا وفي داره غصن من أغصانها...)، للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص337، معاني الاخبار، ص112.
(1165) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص276.
(1166) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص276.
(1167) الراوندي، ج3، ص1148.
(1168) الغيبة، ص456.
(1169) النجفي، ص49؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص75؛ المجلسي، بحار الانوار ج51، ص72.
(1170) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص277.
(1171) سيرة المعصومين، ص413.
(1172) فرائد السمطين، ج2، ص335.
(1173) المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص72؛ التستري، نور الله الحسيني المرعشي، (ت:1019هـ/1610م)، شرح احقاق الحق وإزهاق الباطل، تحقيق: شهاب الدين الحسيني المرعشي، ط1، الناشر: مكتبة السيد المرعشي، (قم، د. ت)، ج13، ص177؛ الهمذاني، احمد الصابري، المهدي على لسان الحسين (عليه السلام)، ط1، مكتبة - المعارف الإسلامية، (قم، 1411هـ)، ص6؛ البحراني، هاشم، غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، تحقيق: علي عاشور، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2001م)، ج7، ص133.
(1174) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص277، ج2، ص579.
(1175) الترمذي، سنن الترمذي، ج5، حديث (3571) ص532.
(1176) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص39.
(1177) الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص335.
(1178) الحراني، ابو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة، (من اعلام القرن الرابع الهجري)، تحف العقول عن آل الرسول، تحقيق: حسين الاعلمي، ط1، منشورات ذوي القربى، (قم، 1424هـ)، ص33.
(1179) الصدوق، الخصال، ج2، ص616.
(1180) النعماني، الغيبة، ص 206.
(1181) إكمال الدين، ج2، ص321، ص578 - 579؛ ونقل بهذا المعنى أحاديث كثيره عن الامام الصادق (عليه السلام) في عدة مصادر، للمزيد ينظر: مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص105-130.
(1182) النعماني، الغيبة، ص207؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص140.
(1183) المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص123؛ الكاشاني، محسن بن مرتضى الفيض، (ت: 1091هـ/ 1680 م)، نوادر الاخبار فيما يتعلق بأصول الدين، تحقيق: مهدي الأنصاري القمي، ط1، الناشر: مطبعة آرين، (طهران، 1993م)، ص249؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص553؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص133.
(1184) الكلبايكاني، ص498 - 505.
(1185) الكبريت الأحمر يقال انه من الجوهر ومعدنه موجود خلف بلاد التبت في وادِ يسمى وادي النمل الذي مر به النبي سليمان (عليه السلام) وانه شديد الصلابة ويقال ان في كل شيء كبريت ما خلا الذهب والفضة اذا اذيب ذهب كبريته ويسمى الكبريت هذا الياقوت الأحمر والذهب الأحمر، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص16.
(1186) ليمحصن من أصل محص والمحص خلوص الشيء محصته محصاً خلصته من كل عيب والتمحيص قيل انه التطهير من الذنوب، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج4، ص122.
(1187) الصدوق، كمال الدين، ج 1، ص 278.
(1188) سيرة المعصومين، ص413.
(1189) الخراساني، ج2، ص336.
(1190) الاربلي، ج3، ص328.
(1191) المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص71؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص133؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص548؛ التبريزي، ابو طالب الجليل، من هو المهدي، د. ط، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، د. ت)، ص94؛ سليمان، يوم الخلاص، ص180.
(1192) النعماني، الغيبة، ص 213؛ الطوسي، الغيبة، ص438؛ الراوندي، الخرائج، ج3، ص1153؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ج4، ص250.
(1193) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص278.
(1194) الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج، ص366.
(1195) مكارم الأخلاق، ص429.
(1196) العاملي، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث د.ط، (قم، 1414 ه)، ج27، ص92؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص134؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص 125؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص553؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص518؛ سليمان، يوم الخلاص، ص179.
(1197) الصفار، بصائر الدرجات، ج2، ص169؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص124؛ الشاهرودي، علي النمازي، مستدرك سفينة البحار، تحقيق وتصحيح: حسن بن علي النمازي، د. ط، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، د. ت)، ج1، ص68 - 69.
(1198) النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج4، ص96؛ الهيثمي، نور الدين علي بن ابي بكر، (ت: 807هـ/ 1404م)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، د. تحق، د. ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1988م)، ج8، ص299؛ المقريزي، تقي الدين علي بن عبد القادر بن محمد، (ت: 845هـ/ 1441م)، إمتاع الأسماع بما للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1999م)، ج12، ص339 - 340.
(1199) ابن نهيك الصهباني الكوفي ينتسب لقبيلة مذحج واصله من اليمن ولد في سنة وهو من التابعين الثقة من خواص أصحاب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفي مقدمة من بايعه وكان عامله على هيت شهد معه صفين سكن الكوفة، وهو من أصحاب الامام الحسن (عليه السلام) استشهد على يد الحجاج الثقفي سنة(82هـ)، للمزيد ينظر: المفيد الاختصاص، ص7، الارشاد، ص213؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج6، ص177؛ الزركلي، الاعلام، ج5، ص234.
(1200) اوعية جمع وعاء واوعاها تعني أحفظها، ينظر: عبده، محمد، شرح نهج البلاغة، ما جمعه الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ط3، دار القارئ، (بيروت، 2012 م)، ج4، ص534.
(1201) من غمره الظلم حتى غطاه فهو لا يظهر، ينظر: نهج البلاغة، ج4، ص536.
(1202) إكمال الدين، ج1، ص279 - 283، ص290.
(1203) من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ج4، ص536-538.
(1204) ابي إسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد المعروف (ابن هلال الثقفي)، (ت: 283ه / 896م)، الغارات أو الاستنفار والغارات، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب، ط1، دار الاضواء، (بيروت، 1987م)، ص89-91.
(1205) القمي، ص26.
(1206) ج2، ص205 - 206.
(1207) الغيبة، ص221؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص211.
(1208) الامالي، تحقيق: الحسين استاد ولي وعلي أكبر غفاري، د. ط، الناشر: جماع المدرسين في الحوز العلمي، (قم، 1403 ه)، ص247 - 249.
(1209) احمد بن محمد الاندلسي، (ت:328هـ/939 م)، العقد الفريد، تحقيق: مفيد محمد قميمة، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1983م)، ج2، ص18 - 82.
(1210) الجريري، ابي الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، (ت: 390هـ/ 999م)، الجليس الصالح الكافي والانيس الناصح الشافي، تحقيق: احسان عباس، ط1، الناشر: عالم الكتب، (بيروت، 1993م)، ج4، ص134 - 135.
(1211) البداية والنهاية، ج12، ص335.
(1212) أبي عمر يوسف، (ت: ت 463هـ/ 1070م)، جامع بيان العلم وفضله، تحقيق: ابي الاشبال الزهيري، ط1، دار ابن حزم، (الرياض، 1994م)، ج2، ص984.
(1213) ابن الجوزي، ص141 - 142.
(1214) الحراني، تحف العقول، ص119 - 122؛ الطبري، بشارة المصطفى، ص40 - 48؛ المحمودي، محمد باقر، نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، ط1، الناشر: مطبعة النعمان، (النجف الاشرف، 1965 م)، ج8، ص208؛ الكوراني، المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط2، د. د، (قم، 1427هـ)، ص201.
(1215) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص286.
(1216) معاني الأخبار، ص112؛ الخصال، ج1، ص209.
(1217) العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص117؛ القبانجي، حسن، مسند الامام علي (عليه السلام)، تحقيق: طاهر السلامي، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 2000م)، ج9، ص276؛ الطبرسي، حسين النوري، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (بيروت، 1987م)، ج1، ص149.
(1218) الحلبي، تقريب المعارف، ص189؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، 142.
(1219) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص290.
(1220) الكافي، ج2، ص209.
(1221) الغيبة، ص137؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص97-98.
(1222) اثبات الوصية، ص279؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص277.
(1223) لهذا المصطلح معاني عده منها التجوال والطواف والجولان في الحرب، وجالت الخيول ويقال جال يجول جولة إذا دار وجولت البلاد تجويلاً اي جلت فيها كثيراً وجول في البلاد أي طوف ومنها جال القوم جولة وغيرها كثير تدل على كثرة الحركة، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص424 - 426.
(1224) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص291.
(1225) من اصل مرع ومرعا ومراعة وامرع ومرع المكان والوادي أخصب وأكلأ ويقال أمرع القوم أصابوا الكلأ فاخصبوا ويقال اذا أمرع الوادي إذا أخصب، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص83.
(1226) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص291.
(1227) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص292.
(1228) القمي، ص122؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص114.
(1229) النعماني، ص 197؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ص43.
(1230) سيرة المعصومين، ص414؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص260؛ الحنبلي، مرعي بن يوسف المقدسي، فرائد فوائد الفكر في الامام المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه)، (من علماء القرن الحادي عشر الهجري)، تحقيق: سامي الغريري، ط1، دار الكتاب الاسلامي، (قم، 2003م)، ص182 - 183.
(1231) من اصل رد يقال رجل مشرد شريد اي طريد وشردته اي طرته وجعلته طريد شريد، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج2، ص320.
(1232) من المطاردة والطرد مطارد الصيد والطريدة صيد اقبلت عليه الكلاب والقوم يطردون ليأخذوه والمطارد مطاردة الفرسان وطرادهم وهو حملة بعضم على بعض في الحرب ويرها، ينظر: المصدر السابق، ج3، ص41.
(1233) الفريد من أصل فرد والذي لا نظير له جعلها افراد وقيل الفريد الجوهرة النفيسة كأنها مفرده في نوعها وغيرها من المعاني كثير، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص214 - 215.
(1234) وحيداً فريد بمعنى واحداً اي بقي وحده لا أحد معه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص 231.
(1235) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص291.
(1236) كنز الفوائد، ج1، ص374؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص110.
(1237) شرح الأخبار، ج3، ص367،، مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ج4، ص58.
(1238) الجوهري، ابي عبد الله احمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، (ت: 401هـ/ 1010م)، مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة، ط1، الناشر: مؤسسة البعثة، (قم، 1429هـ)، ص67؛ الحنبلي، فوائد الفكر، ص38.
(1239) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص292.
(1240) الاربلي، ج3، ص328؛ الحويزي، عبد الاعلى ابن جمعة العروسي، تفسير نور الثقلين، تصحيح وتعليق: هاشم الرسولي، ط4، الناشر: مؤسسة اسماعيليان، (قم، 1412هـ)، ج5، ص271.
(1241) سيرة المعصومين، ص415؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص110؛ الكوراني، المعجم الموضوعي، ص188.
(1242) البحراني، ميثم بن علي بن ميثم، (ت: 699ه / 1299م)، النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، د. تحق، ط1، الناشر: مجمع الفكر الإسلامي، (قم، 1417هـ)، ص168؛ الكوراني، المعجم الموضوعي، ص188.
(1243) النعماني، الغيبة، ص166؛ الطوسي، الغيبة، ص457؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص419؛ التبريزي، من هو المهدي، ص109.
(1244) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 292.
(1245) الكليني، الكافي، ج1، ص146؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، 245.
(1246) الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص372حديث(3350)؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج8، ص441.
(1247) سئل الامام الصادق (عليه السلام) عن هذه الآية قال: (تلك ليلة القدر يكتب فيها وفد الحجاج وما يكون فيها من طاعة ومعصية أو موت أو حياة ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء ثم يلقيه إلى صاحب الأرض قال الحارث بن المغيرة البصري: ومن صاحب الارض؟ قال: صاحبكم)، ينظر: الصفار، بصائر الدرجات، ج1، ص393.
(1248) القمي، تفسير القمي، ج2، ص431 - 432.
(1249) الصفار، بصائر الدرجات، ج2، ص822؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص63.
(1250) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص247.
(1251) الحسيني، شرف الدين علي الاسترابادي النجفي، (ت: 965هـ/ 1557 م)، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، تحقيق ونشر: مدرسة الامام المهدي، ط1، (قم، 1407 ه)، ج2، ص821؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص71.
(1252) كل صحيفة من صحائف الخشب والكتف إذا كتب عليها سمي لوحاً، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج4، ص108 - 109؛ ويقال كل صفحة عريضة خشباً أو عظماً وقد ورد هذا في القرآن عبارة عن الواح موسى (عليه السلام) قال تعالى: ﴿وَأَلْقَى الْأَلْواحَ﴾ (الأعراف: 150)، ينظر: القمي، الدر النظيم في لغات القرآن الكريم، تحقيق: رضا استاذي، ط1، الناشر: مؤسسة الطبع والنشر للأستانة الرضوية المقدسة، (مشد المقدسة، 1428هـ)، ص196.
(1253) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص193.
(1254) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 294.
(1255) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص293 - 294؛ ينظر: ملحق رقم (3) النص الموجود في الصحيفة أحلناه بملحق توخياً للاختصار وأخذنا منه هنا موضع الحاجة.
(1256) العدد القوية، ص 70 - 71.
(1257) زين الدين ابي محمد علي بن يونس العاملي النباطي، (ت: 877ه / 1472م)، الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، تحقيق: محمد باقر البهبودي، د. ط، الناشر: مطبعة الحيدري، (د. م، د. ت)، ج2، ص137 - 139.
(1258) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص268.
(1259) ابن عبد البر، أبي عمر بن عبد الله القرطبي، (ت: 463/1070م) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تصحيح: عادل مرشد، ط1، دار الاعلام، (عمان، 2002م)، ص115.
(1260) الصدوق، اكمال الدين، ج1، ص298.
(1261) نوع من انواع الجواهر معروف واحدته زمردة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص80.
(1262) قد يرد هنا إشكال بان جابر بن عبد الله الأنصاري كان اعمى عند زيارته لقبر الامام الحسين (عليه السلام) في زيارة الأربعين (61هجرية) الا ان توجيه الكلام والأمر له من قبل الإمام الباقر (عليه السلام) بان قال له: (يا جابر انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك) يدل بانه ليس اعمى وان قيل انه كان اعمى البصر منذ زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) فلم نجد في الرواية التي تذكر زيارة الاربعين انه اعمى حتى ان عطية العوفي في الرواية يقول: (خرجت مع جابر زائرين قبر الحسين) اي مرافقاً له في الزيارة وليس دليلاً له لأنه اعمى وحتى حين قال له: (فالمسنيه، فالمسته) اي قبر الإمام الحسين (عليه السلام) هذا لا يدل على انه اعمى وانما يمكن القول طلب منه ذلك لكبر سنة وضعف حركته أو قل لتأثره حينها بالموقف ايضاً ومن ضمن ما يذكره عطية العوفي في خبر الزيارة يقول ان جابر بعد اغشي عليه ثم افاق قال: ثم جال ببصره حول القبر وقال السلام عليك ايتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين)، واما مع الامام الباقر (عليه السلام) وكلام الإمام له انظر في كتابك يقال كيف ينظر وهو أعمى أي كيف نظر في الكتاب حين قال له الإمام انظر في كتابك فمن المرجح انه غير مقصود النظر في الكتاب بواسطة العين وإنما انظر يعني ركز أو أصغي فيما اقول كون جابر يحفظ الحديث فهو قبل ذلك كان مبصر والمرجح أن عماه كان في آخر عمره، ولاطلاع على زيارة الاربعين المروية عن عطية العوفي ومعه جابر، ينظر: الطبري، بشارة المصطفى، ص106 - 108؛ ويذكر ان جابر (رضي الله عنه) ان عماه كان في آخر عمره توفي سنة (74ه وقيل77 وقيل 78ه) وله من العمر (94سنة)، ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب، ص114115؛ حتى قيل ان عندما نقل سلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الامام الباقر (عليه السلام) في آخر عمره وكان فاقداً لبصره، ينظر: المفيد، الارشاد، ص329؛ ينظر: عن قضية عمى جابر من عدمه، العاملي، أكرم بركات، حقيقة مصحف فاطمة عند الشيعة، ط1، دار الاضواء، (بيروت، 1997م)، ص59 - 60.
(1263) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص294 - 295.
(1264) ينظر ملحق رقم (4) النص الكامل المروي في اللوح.
(1265) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص296.
(1266) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص297 - 298.
(1267) القمي، ص103 - 105.
(1268) عيون أخبار الرضا، ج1، ص48 - 51.
(1269) ينظر: الكليني، الكافي، ج، ص 338 - 339؛ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص364 - 365؛ النعماني، الغيبة، ص68؛ المفيد، الاختصاص، ص184 - 186؛ الكراجكي، ابي الفتح محمد بن عثمان، (ت: 449 / 1057م)، الاستنصار في النص على الأئمة الاطهار، د. تحق، ط2، دار الاضواء، (بيروت، 1985 م)، ص18 - 20؛ السبزواري، محمد بن محمد (من اعلام القرن السابع الجري)، جامع الاخبار أو معارج اليقين في اصول الدين، تحقيق: علا آل جعفر، ط1، مسسة آل البيت لإحياء التراث، (بيروت، 1993م)، ص67 (لا يذكر الخبر كاملاً الا انه بنفس الحادثة المذكورة عند الصدوق بين الامام الباقر (عليه السلام) وجابر لكن لا ينقل النص الوارد في اللوح)؛ الديلمي، إرشاد القلوب، ج2، ص134 - 137؛ البرسي، رجب، (ت: 813هـ/ 1410م)، مشارق، انوار اليقين في اسرار أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: علي عاشور، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1999م)، ص159 - 160 (ينقله محذوفاً الاسانيد ويرويه بقوله عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) عن جابر؛ العاملي، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، ط1، الناشر: مكتبة المفيد، (قم، د. ت)، ص202 - 204(نقلاً عن الصدوق)؛ البحراني، غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، تحقيق: علي عاشور، ط1، مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2001م)، ج1، ص218 - 219(نقلاً عن الصدوق)؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص195 - 197(نقلاً عن الصدوق)؛ الأنصاري، محمد علي بن احمد القراجه التبريزي، (ت: 1310ه /1892م)، اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء، تحقيق: دار فاطمة للتحقيق، ط1، الناشر: دفتري نشر الهادي، (قم، 1418هـ)، ص187 - 188؛ القمي، سفينة البحار ومدينة الحكم والاثار، ط2، دار الاسوة، (طهران، 1416هـ)، ج1، ص532؛ ونقله باختصار في كتابه الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية، ط2، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1421هـ)، ص98 - 99؛ العاملي، حقيقة مصحف فاطمة، ص49 - ص57؛ آل طه، حسن، جامع الاثر في امامة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي، ط1، (قم، 1414هـ)، ص190 - 192.
(1270) القمي، ص232 - 235.
(1271) سيرة المعصومين، ص385 - 387.
(1272) كتاب الأمالي، ص291 - 292.
(1273) إكمال الدين، ج1، ص297 - 298.
(1274) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص297 - 298.
(1275) ج1، ص295 - 296، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص 136؛ الخصال، ج2، ص 478.
(1276) اثبات الوصية، ص282.
(1277) الغيبة، ص1139.
(1278) الحلبي، ص178.
(1279) الكراجكي، ص18.
(1280) الارشاد، ص329؛ كشف الغمة، ج2، ص336.
(1281) كفاية الأثر، ص301؛ التستري، إحقاق الحق، ج5، ص114.
(1282) الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص136؛ الحلي، المسلك في اصول الدين، ص278.
(1283) السدآبادي، عبيد الله بن عبد الله، (من اعلام القرن الخامس الهجري)، المقنع في الامامة، تحقيق: شاكر شبع، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1414هـ)، ص150.
(1284) لم يروي المصنف هذه الحادثة بسندها عن الامام الحسن (عليه السلام) بالمباشر بل يرفعها بسندها عما أخبر به الإمام الجواد (عليه السلام) يتحدث بتلك الحادثة التي حصلت مع أمير المؤمنين والإمام الحسن (عليهم السلام) ولقائهما بالخضر (عليه السلام) وكيف أجابه الامام الحسن (عليه السلام) حتى شهد بالوصاية لجميع الأئمة ومنهم الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) ويعترف بغيبته وانه سيظهر حسب ما ورد في النص: (وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) وهذا حتى قبل لم يولد الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) فلعل المصنف وضعها في باب ما ذكر في غيبة الإمام والنص عليه عن الإمام الحسن (عليه السلام) من باب الاستشهاد بها على غيبته الحجة (عجَّل الله فرجه) والنص عليه في شهادة الخضر (عليه السلام) بالوصاية للأئمة بصورة عامة وللإمام الحجة بوجه خاص وكان السبب في هذه الشهادة والاعتراف بوصاية الأئمة للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قبل الخضر هو اجابة الامام الحسن (عليه السلام) على مسائله.
(1285) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص299 - 300.
(1286) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص301.
(1287) البرقي، ج2، ص59 - 60.؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص254.
(1288) تفسير القمي، ج2، ص44، 45.
(1289) ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص337 - 338؛ النعماني، الغيبة، ص66 - 68؛ المسعودي، اثبات الوصية، ص170؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص67 - 68؛ الطبري الصغير، دلائل الإمامة، ص68 - 69؛ الطوسي، الغيبة، ص154-155؛ العاملي، إثبات الهداة، ج2، ص24؛ البحراني، حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار (عليهم السلام)، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1413هـ)، ج3، ص33 - 36.
(1290) للاطلاع أكثر عن موضوع الصلح ضمن أحداث سنة (41هـ)، ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص165؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص272-287(يروي أحداث ما قبل الصلح وأسبابه وشروطه)؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص271-274؛ الاربلي، كشف الغمة، ج2، ص161 - 165.
(1291) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص301.
(1292) ينظر: الرازي، كفاية الأثر، ص329؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص336؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص 19؛ ج51، ص132؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص223 - 224؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ص239 - 240.
(1293) الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص 336 - 337؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص20؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص424؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، 241 - 242.
(1294) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص302.
(1295) ابي بكر عبد الله بن محمد بن ابراهيم العبسي، (ت: 235هـ/ 849م)، المصنف، تحقيق: اسامة ابراهيم محمد، ط1، الناشر: مؤسسة الفاروق الحديث (القاهرة، 2008م)، ج13، ص364، (حديث 38659).
(1296) سنن ابن ماجة، ص60، حديث (4085).
(1297) ابو يعلي، أحمد بن علي بن المثنى التميمي، (ت: 307هـ/ 919 م)، مسند ابو يعلي الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، د.ط، دار المأمون للتراث، (بيروت، د. ت)، ج1، ص359.
(1298) الاصفهاني، ابي نعيم، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، د. تحق، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1988م)، ج3، ص177؛ ابن كثير، النهاية في الفتن والملاحم، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، د. ط، دار الحديث، (القاهرة، د. ت)، ج1، ص44؛ السيوطي، الجامع الصغير في احاديث البشير والنذير، د. تحقيق، ط1، دار الفكر، (بيروت، 1981م)، ج2، ص672.
(1299) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص415؛ ابن طاووس، الطرائف، ص178؛ الحلي، المسلك في اصول الدين، ص278 (لم يذكر عبارة يصلحه الله في ليلة وينقل نفس الحديث عن الإمام الحسين (عليه السلام)؛ الحلي، العدد القوية، ص71 (بتفاوت في ذكر الحديث في العبارات)؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص237؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص132.
(1300) الرازي، كفاية الأثر، ص396؛ المجلسي، بحار الانوار، ج14، ص42؛ ج51، ص156.
(1301) الصدوق إكمال الدين، ج1، ص302.
(1302) سيرة المعصومين، ص415؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص133؛ الهمذاني، المهدي على لسان الحسين، ص13.
(1303) الحلي، ص278.
(1304) الحلي، ص71.
(1305) البياضي، ص129؛ الكاشاني، نوادر الاخبار، ص224؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص212.
(1306) تركنا الحديث بالتفصيل عن أخبار جعفر وسيكون هناك حديث عن أخبار جعفر والمواريث وكم مرة شاهد الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) وذكر مناسباتها في المبحث الرابع من هذا الفصل..
(1307) الصدوق، اكمال الدين، ج 1، ص64؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص372.
(1308) يقال تربد وجهه من الغضب كأنه تسود منه مواضع، ينظر الفراهيدي، كتاب العين، ج2، ص89.
(1309) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص428؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص68.
(1310) الصدوق، اكمال الدين، ج2، ص404؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص960؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص50.
(1311) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص302.
(1312) الصدوق، ج1، ص69.
(1313) الجوهري، مقتضب الأثر، ص58؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص111؛ العاملي، إثبات الهداة، ج2، ص51 - 52؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص385.
(1314) المسلك في اصول الدين، ص278؛ الطبرسي، كشف الاستار، ص109.
(1315) النجفي، ص149.
(1316) الحلي، ص71؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص67.
(1317) الكليني، ج 8، ص144.
(1318) النعماني، الغيبة، ص32؛ البحراني، تفسير البرهان، ج7، 445 - 446.
(1319) ابن حمزة، عماد الدين ابي جعفر محمد بن علي الطوسي، (من اعلام القرن السادس)، الثاقب في المناقب، تحقيق: نبيل رضا علوان، ط3، الناشر: مؤسسة أنصاريان، (قم، 1419هـ)، ص201؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص12.
(1320) الرازي، كفاية الأثر، ص270؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص343؛ التبريزي، من هو المهدي، ص196.
(1321) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص303.
(1322) ابن داوود، ج3، ص20 حديث (4282).
(1323) عقد الدرر، ص 89 - 95.
(1324) ابي عبد الله محمد بن ابي بكر بن ايوب، (ت: 751هـ/ 1350م)، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، تحقيق: يحيى عبد الله الثمالي، د. ط، دار علم الفوائد، (الرياض، د ت)، ص143 - 148.
(1325) الحاوي للفتاوي، ج2، ص56 - 57.
(1326) الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص 325؛ الهيتمي، ابي العباس احمد بن محمد بن حجر المكي، (ت: 974هـ/ 1566م)، القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، تحقيق: مصطفى عاشور، د. ط، الناشر: مكتبة القرآن، (القاهرة، د. ت)، ص33؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص132.
(1327) المفيد، ص441.
(1328) الغيبة، ص180.
(1329) الاربلي، ج3، ص235؛ البحار، ج51، ص33.
(1330) الخراساني، ج2، ص327 - 328؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص74 - 75.
(1331) الطوسي، الغيبة، ص182؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، 174.
(1332) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص268 - 269.
(1333) من وتر كل شيء كان فرداً فهو وتر واحد والوتيرة الطريقة والمداومة والمواترة المتابعة، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج4، ص 345؛ ويقال الموتور من قتل له قتيل فلم يدرك دمه، ينظر الفيروزآبادي، القاموس المحيط، ص491؛ ويضع المجلسي بيان عن هذه الجزئية في الحديث (الموتور بابيه أو المكنى بعمه) حيث يقول: (الموتور بوالده أي قتل والده ولم يطلب بدمه والمراد بالوالد إما العسكري (عليه السلام) أو الحسين أو جنس الوالد يشمل جميع الأئمة (عليهم السلام) مكنى بابي جعفر أو ابي الحسن أو أبي محمد أيضاً ولا يبعد ان يكون المعنى لا يصرح باسمه بل يعبر عنه بالكناية خوفاً من عمه جعفر)، ينظر: بحار الانوار، ج51، ص37.
(1334) إكمال الدين، ج1، ص303.
(1335) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص339.
(1336) القمي، ص115.
(1337) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص80؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص133 - 134، (ايضاً ينقله عن الصدوق)؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص264.
(1338) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص92؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص152.
(1339) الطبري، ص286؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص78.
(1340) النعماني، الغيبة، ص184؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص37 - 38.
(1341) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص 311.
(1342) ينظر: القمي، الامامة والتبصرة، ص93؛ النعماني، الغيبة، ص168؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص190.
(1343) الكليني، الكافي، ج1، ص198؛ البحراني، مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق: عباد الله الطهراني، ط1، مؤسسة المعارف(قم، 1415هـ)، ج7، ص264؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص21.
(1344) الطبري، دلائل الامامة، ص267؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، 171؛ القرشي، باقر شريف، حياة الامام المنتظر المصلح الأعظم، تحقيق: مهدي باقر، ط 1، دار جواد الأئمة، (بيروت، 2008 م)، ص32.
(1345) النعماني، الغيبة، ص320؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص191.
(1346) لعل المقصود هنا من قبله اما تعني قبل ان يأتي الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) لحرب السفياني أو تعني يبعث رجل من قبله اي مكلف من قبل الامام، سيكون الحديث عنها في مبحث العلامات في الفصل الرابع من الاطروحة.
(1347) السيوطي، الحاوي، ج2، ص69.
(1348) يضع المؤرخ هنا لها عدة تفسيرات وشروح واعتراضات ويضع لها ردوداً بتفاصيل مطولة من عدة جهات لا يسع المقام لذكرها هنا، للمزيد ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص 408 - 412.
(1349) ينظر: الصدوق، ج1، ص306؛ اشير اليها في الفصل الأول المبحث الاول، ص54، والمبحث الرابع من الفصل الثاني، ص263.
(1350) يذكر ان أبا خالد الكابلي الاصغر اسمه وردان ولقبه كنكر كان خادماً عند محمد ابن الحنفية ويعتقد بإمامته حتى سأل عن الإمام الحق فأجابه محمد ابن الحنفية ان إمامه وإمام كل مسلم هو علي بن الحسين (عليه السلام) ومن حينها ذهب إلى الإمام وبقي في خدمته وصار من أصحابه وروى عنه، لم تحدد المصادر سنة ولادته أو وفاته والثاني، للمزيد ينظر: البرقي، رجال البرقي، ص8؛ الكشي، رجال الكشي، ص93 - 95.
(1351) إكمال الدين، ج1، ص305.
(1352) الفضل بن شاذان الأزدي، (ت: 260هـ/ 873 م)، مختصر إثبات الرجعة، تحقيق ونشر: قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، ط1، (كربلاء، 2016 م)، ص56 - 58؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص289.
(1353) الطبرسي، ج2، ص365 - 366.
(1354) سيرة المعصومين، ص398 - 399؛ العاملي، إثبات الهداة، ج2، ص؛ 80؛ البحراني، غاية المرام، ج2، ص280 - 281؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج36، ص386 - 387؛ القزويني، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، ص83.
(1355) قصص الأنبياء، ص365 - 366؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص290.
(1356) الراوندي، ج1، ص268 - 269؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص290.
(1357) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص307.
(1358) ينظر: سيرة المعصومين، ص413؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص135؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص224؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص287.
(1359) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص307.
(1360) سيرة المعصومين، ص 316؛ الكاشاني، نوادر الإخبار، ص 224، المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص135، الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص292، آبادي، كشف الحق، ص82.
(1361) البرقي، المحاسن، ج1، ص279؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص126.
(1362) النيسابوري، المستدرك على الصحيحين،، ج4، ص96؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج8، ص299؛ المقريزي،، إمتاع الأسماع، ج12، ص339 - 340.
(1363) الطوسي، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد، تحقيق: حسن الخرسان، ط2، دار الكتب الإسلامية، (طهران، د. ت)، ج6، ص170.
(1364) إكمال الدين، ج1، ص307؛ لم أجد الحديث عند غيره في المصادر الاولية كما هو عند الصدوق ونقله عنه فقط، المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص134؛ الأصفهاني، مكيال المكارم، ج2، 762.
(1365) القمي، الإمامة والتبصرة، ص48؛ الكليني، الكافي، ج1، ص171؛ البحراني، البرهان، ج6، ص216؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص256.
(1366) القمي، الإمامة والتبصرة، ص49؛ البحراني، البرهان، ج7، ص117؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص258.
(1367) رواها الصدوق في غير هذا الباب ضمن رواية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة هنا ونقلها عنه بعض المؤرخين، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص357 - 358؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1174؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص23.
(1368) النكُت هو ان تنكت الارض بقضيب فتؤثر بطرفه فيها ويقال جعل ينكت بقضيب أي يضرب الأرض بطرفه وقيل إن النكتُ تعني قرعك الأرض بعود أو بإصبع، وفي معنى آخر قيل أن ينكُت تعني يفكر ويحدث نفسه، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج14، ص277.
(1369) قيل ان البداء معناه ان لله (عزَّ وجلَّ) ان يبدأ بشي من خلقه فيخلقه قبل شيء ثم يأمر بمثل ما نهى عنه وذلك مثل نسخ الشرائع وتحويل القبلة وعدة المتوفى زوجها ولا يأمر الله عباده بأمر في وقت الا وهو يعلم ان الصلاح لهم في ذلك الوقت ويعلم ان لهم الصلاح في وقت آخر لهم في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، وقيل القصد من البداءات هو تبديل لأمر ما بحكمة الله ومشيئته من حال لحال وهو ظهور أمر منه تعالى ثان بعد ما كان الظاهر منه غير الاول فهو محو الاول واثبات الثاني والله عالم بها جميعاً منها محو الكتب واثبات غيرها في الأوقات والآجال وكثير من الامور وكلها بعلم الله وحكمته اول الامر وما يبدل اليه وقيل ان البداء بمعنى آخر هو ظهور الشي منه تعالى للغير على خلاف ما تقتضيه المقتضيات غير التامة والمعدات فلا استحالة فيه لأنه لا ينافي علمه وارادته به من الأزل كما في تفسير قوله تعالى في الآية (39) من سورة الرعد: ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾ وهنا انه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد على حرية مطلقة، وقد ورد عن ابي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال: (وهل يمحى الا ما كان ثابتاً وهل يثبت الا ما لم يكن)، وفي الموضوع تفاصيل وتفسير طويل للبداء كثيرة للطلاع أكثر، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص85-60؛ الصدوق، التوحيد، ص190 - 195.
(1370) الكليني، الكافي، ج1، 208؛ المسعودي، إثبات الوصية، ص284؛ الطوسي، الغيبة، ص165؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص118.
(1371) ينظر: الخصيبي، الهداية الكبرى، 362؛ المفيد، الاختصاص، ص184؛ الطبري، دلائل الامامة، ص284؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص414؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، 56.
(1372) النعماني، الغيبة، ص176؛ الطوسي، الغيبة، ص61؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص285 - 286.
(1373) الطوسي، الغيبة، ص218 - 222، ص 353 - 395؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص341-367، ص 630؛ وللمزيد عن هذه المدة ينظر: الفصل الأول من الأطروحة، ص 40 - 76.
(1374) الكليني، الكافي، ج1، ص210؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص58.
(1375) سنتطرق إلى هذا الأمر في الفصل اللاحق في باب من شاهده أو التقى به.
(1376) السبت والسبات قيل الدهر والدهر الأمد الممدود وقيل ان مدته ألف سنة، وقيل ان السبت بمعنى استراحة، وقيل مدته اسبوع وقيل انها عشرون خريفاً اي عشرون سنة وقيل السبت مدة من الزمان قلية كانت أو كثيرة، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج4، ص424، ج6، ص140 - 141، ومن المرجح هنا أنها مدة غيرة محدده أي انها اشارة إلى زمان مفتوح في اجله اي ان علمه عنده الله طويلة المد لم يحدد الأئمة (عليهم السلام) فيها نهاية الغيبة.
(1377) النعماني، الغيبة، ص69؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص63؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي (تاريخ الغيبة الكبرى)، ج3، ص11.
(1378) بحار الأنوار، ج51، ص135.
(1379) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص307.
(1380) المجلسي، بحار الانوار، ج2، ص303؛ البروجردي، آقا حسين الطباطبائي، جامع أحاديث الشيعة، ط1، الناشر: المطبعة العلمية، (قم، 1399ه)، ص276؛ الحائري، جعفر عباس، بلاغة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، ط 1، دار الحديث، (قم، 1425 ه)، ص39.
(1381) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 28.
(1382) الكليني، الكافي، ج1، ص32 - 34.
(1383) إكمال الدين، ج1، ص308.
(1384) لم أعثر على ترجتها.
(1385) إكمال الدين، ج1، ص312؛ لم ينقلها عنه بنصها غير المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص137.
(1386) الكليني، ج1، ص 210؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص138.
(1387) الغيبة، ص151 - 152؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص262.
(1388) المسعودي، ص279؛ القزويني، الامام المهدي من المهد إلى الظهور، ص88.
(1389) الغيبة، ص159؛ البحراني، المحجة، ص244 - 245.
(1390) النجفي ص39.
(1391) وذلك حين تغيب، ينظر ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص167.
(1392) القمي، تفسير القمي، ج2، ص408؛ البحراني، البرهان، ج8، ص224 - 225.
(1393) للمزيد ينظر: الطوسي، البيان، ج10، ص285؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج10، ص215.
(1394) النعماني، الغيبة، ص158؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص22 - 23.
(1395) قيل انه ثقه والده عطاء بن ابي رباح تلميذ ابن عباس وعبد الله وأخوه عبد الملك وعريفاً أو عريقاً من أصحاب الباقر والصادق (عليهم السلام)، ينظر: الحلي، ترتيب خلاصة الأقوال، ص276؛ ابن طاووس، التحرير الطاووسي، ص164.
(1396) الحشو من الكلام الفضل الذي لا يعتمد عليه، ينظر: الفرهيدي، كتاب العين، ج1، ص321.
(1397) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص309.
(1398) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص416؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص329؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص34؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص293.
(1399) من النوك اي الحمق وجمعها نوكى والانوك الأحمق فقيل نوكى أي حمقى، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج14، ص334.
(1400) ينظر: الكافي، ج1، ص 211؛ النعماني، الغيبة، ص172؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص191؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص138؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص337.
(1401) المفيد، المسائل الأربعة في الغيبة (الرسالة الثانية)، ص13.
(1402) النوك أو النوكى أو النواكه الحماقة مفردها أنوك وجمعها نوكى والانوك الاحمق للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب - ج14، ص334 - 335.
(1403) أي لا يبالى به، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص295.
(1404) الغيبة، ص172؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص138؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص338.
(1405) الرازي، كفاية الاثر، 356؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص358؛ الحصيني، الإمام المهدي قيادة معاصرة، ص104.
(1406) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص309.
(1407) إكمال الدين، ج2، ص332.
(1408) الكليني، الكافي، ج1، ص209؛ النعماني، الغيبة، ص181؛ ابن الحجام، تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي واله صلى الله عليهم، ص 397؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص 708.
(1409) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص339.
(1410) الطوسي، الغيبة، ص158؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص38؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص52؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج7، ص608.
(1411) المسعودي، ثبات الوصية، ص280؛ الطوسي، الغيبة، ص160؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج7، ص610.
(1412) القمي، تفسير القمي، ج2، ص379؛ البحراني، البرهان، ج8، ص81؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج24، ص100.
(1413) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص332.
(1414) من المرجح ان المقصود هنا قتل أصحاب الألوية هو في معركة أحد اذ يروى: (لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الالوية أبصر رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] جماعة من مشركي قريش فقال لعلي احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي وقتل شيبة بن مالك) للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص514.
(1415) الرازي، كفاية الأثر، ص203 - 205؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص118؛ البحراني، المحجة، ص228؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص326؛ آبادي، كشف الحق، ص90.
(1416) الصدوق، إكمال الدين، ص309.
(1417) القمي، ص134؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص392.
(1418) الصدوق، الخصال، ج2، ص478، عيون أخبار الرضا، ج1، ص59.
(1419) الكليني، ج1، ص342.
(1420) إثبات الوصية، ص283.
(1421) الغيبة، ص141.
(1422) المفيد، ص443.
(1423) كشف الغمة، ج3، ص310.
(1424) التجرد التعري ويقال تجرد للأمر أي جد فيه، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص42.
(1425) الكمشُ هو الرجل السريع الماضي والكميش الشجاع، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص156.
(1426) الرازي، كفاية الأثر، ص135؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص309.
(1427) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص59، هامش رقم (2).
(1428) الطوسي، الأمالي، ص514، ص923؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص387.
(1429) زياد بن المنذر ابو الجارود الهمداني الخارقي الكوفي زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية من الزيدية روى عن ابي جعفر وابي عبد الله (عليهم السلام) وتغير لما خرج زيد (رضي الله عنه) وروى عن زيد، ينظر: الغضائري، احمد بن الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم ابي الحسن الواسطي البغدادي، (من اعلام القرن الخامس الهجري)، الرجال، تحقيق: محمد رضا الحسيني الجلالي، ط1، دار الحديث، (قم، 1422ه)، ص61؛ الحلي، خلاصة الاقوال، ص210.
(1430) سئل الامام الصادق (عليه السلام): (وما استدارة الفلك؟ قال اختلاف الشيعة بينهم)، ينظر: النعماني، الغيبة، ص159؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص227.
(1431) من المحتمل أن المراد من عبارة قد بليت عظامه عند ذلك فارجوه أي تأملوا ظهوره اذا كثر قول ذلك بانه قد مات وبليت عظامه فان حديث الإمام المعصوم يؤكد وجوده قبل حينه اي قبل عصر امامته وغيبته ويخبر بما سيقوله الناس انه مات.
(1432) حبا أو حبواً يقال للصبي يحبو قبل ان يقوم اي ان الصبي يمشي على يديه وركبتيه أو يديه وبطنه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص36.
(1433) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص309.
(1434) الغيبة، ص 156؛ مؤسسة المعارف، معجم احاديث الامام المهدي، ج4، ص346.
(1435) سيرة المعصومين، ص416؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص136.
(1436) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص 679، حديث (4082، 4084)؛ النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج4، ص510، حديث (4832)؛ السيوطي، الدر المنثور، ج13، ص409؛ الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تصحيح وتعليق وضبط: بكري حياني وصفوة السقا، ط5، مؤسس الرسالة، (بيروت، 1985 م)، ج14، ص 267 - 268، حديث (38677، 38679).
(1437) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص ص311.
(1438) المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، 326.
(1439) الكليني، الكافي، ج1، ص244 - 245، ص250؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج27، ص67.
(1440) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 311.
(1441) النعماني، الغيبة، ص180؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص274؛ البرهان، ج5، ص495؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، 157.
(1442) النعماني، الغيبة، ص179180؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج1، ص388؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص273 - 274؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص292؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص431 - 432.
(1443) عبد الحميد، علي، كتاب الغيبة، نقلاً عن: المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص385.(لم أعثر على كتاب علي بن الحميد أو شيء عن مصنفه والمرجح انه كتاب مفقود اذ لم نجد عنه شيء لا مخطوط ولا مطبوع فضلاً عن مجهولية المؤلف).
(1444) الطوسي، التبيان، ج، ص13.
(1445) ذكرت تفاصيل هذه المواضيع في المبحث الرابع من الفصل الثاني في الأطروحة، ص 241 - 261.
(1446) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص312.
(1447) النعماني، الغيبة، ص166؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص218؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص300؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص358.
(1448) الغيبة، ص168 - 169؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص41 - 42.
(1449) الغيبة، ص223؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص42.
(1450) الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص330؛ الاثري، صحيح الأنباء، ص453.
(1451) النعماني، الغيبة، ص166، هامش (2)؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص358.
(1452) ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص420 - 425؛ الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص290 - 291.
(1453) الطوسي، الغيبة، ص470؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص36.
(1454) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 312.
(1455) الكليني، الكافي، ج1، ص 208؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص38.
(1456) الغيبة، ص158.
(1457) الطبري، ص287؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص345.
(1458) ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج17، ص333؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص543.
(1459) الصفار، بصائر الدرجات، ص739؛ المفيد، الاختصاص، ص174؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص321.
(1460) العياشي، تفسير العياشي، ج3، ص339 - 340؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص930 - 931.
(1461) القمي، تفسير القمي، ج1، ص383؛ الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص327.
(1462) بحار الأنوار، ج51، ص137.
(1463) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص313.
(1464) الطوسي، أمالي الطوسي، ص362؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص149؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص145؛ القمي، الانوار البهية، ص370؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص 518.
(1465) الكليني، الكافي، ج2، ص136.
(1466) للاطلاع عن هذا الموضوع بتفاصيله من الانتظار والعزلة والتقية، ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج2، ص 316، ص352، ص360 - 393.
(1467) النعماني، الغيبة، ص204؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص139.
(1468) الكليني، الكافي، ج2، ص138؛ المفيد، الأمالي، ص338؛ العميدي، ثامر هاشم، غيبة الامام المهدي عند الإمام الصادق (عليهم السلام)، د. ط، الناشر: مركز الرسالة، (د. م، د. ت)، ص268.
(1469) ورد في بعض نسخ المخطوط لا توجد كلمة (عليك) والملاحظ ان الحديث ففيه تقطيع والضمير بسنته راجع إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اذا كانت مع كلمة (عليك) أو بدونها راجع إلى صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه) كما هو الظاهر، ينظر: كمال الدين، تصحيح وتعليق: علي أكبر غفاري، ج1، ص332، هامش (1).
(1470) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص314.
(1471) الصراط المستقيم، ج2، ص132.
(1472) البحراني، غاية المرام، ج2، ص275؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص137؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص499.
(1473) أمالي الصدوق، ص163؛ العميدي، غيبة الإمام المهدي عند الصادق (عليهم السلام)، ص20.
(1474) المروزي، الفتن، ص147؛ ابن طاووس، التشريف بالمنن في التعريف بالملاحم والفتن، تحقيق ونشر: مؤسسة صاحب الأمر، ط1، (اصفهان، 1416هـ)، ص175؛ القزويني، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، من المهد إلى الظهور، ص555.
(1475) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص383؛ الاربلي، كشف الغمة، ج 3، ص280.
(1476) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص280 - 282؛ القمي، تاريخ الامام الثاني عشر، ص47.
(1477) ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص317 - 337.
(1478) قيل انه ابراهيم بن زياد الكرخي أو ابراهيم بن ابي زياد أو ابراهيم الكرخي والظاهر انه ابن ابي زياد من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ذكر انه بغدادي وقيل انه ابناء العجم بغدادي وقد نقل عنه الكثير، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص167؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج1، ص177.
(1479) المقصود هنا هارون العباسي حين استشهد الإمام الكاظم (عليه السلام) في سجن السندي بن شاهك سنة (183هـ/799م) بعد ان دس له السم، ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص297؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص230.
(1480) إكمال الدين، ج2، ص318، ص518.
(1481) الغيبة، ص92؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص401 - 402.
(1482) سيرة المعصومين، ص418؛ الصدر، علي الحسيني، الإمام المهدي (عليه السلام) من ولادته إلى دولته، د. ط، الناشر: سلسلة معارف الامامية، (د. م، 1423 ه)، ص54 - 55.
(1483) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص319، ص322.
(1484) الواضح من العبارة ان هؤلاء المهديين الاثني عشر بعد وفاة أو استشهاد الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)؛ وقد سماهم المجلسي (خلفاء الامام المهدي) واخرج فيهم أحاديث بباب خاص، ينظر: بحار الانوار، ج53، ص145-150.
(1485) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص337.
(1486) الكليني، ج1، ص343؛ المازندراني، محمد بن صالح، (ت: 1081هـ/ 1670م)، شرح اصول الكافي، تحقيق: علي عاشور، ط1، دار احياء التراث، (بيروت، 2008م)، ج7، ص381.
(1487) اثبات الوصية، ص283؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص118.
(1488) الخصال، ج2، ص478؛ عيون أخبار الرضا، ج1، ص59 - 60.
(1489) سيرة المعصومين، ص399؛ العاملي، ثبات الهداة، ج5، ص86.
(1490) الحلي، مختصر بصائر الدرجات، د. تحق، ط1، الناشر: المطبعة الحيدرية، (النجف الأشرف، 1950 م)، ص212؛ المجلسي، بحار الانوار، ج53، ص145.
(1491) الطوسي، الغيبة، ص150؛ الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص39؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص261.
(1492) ابو عبد الله المفضل بن عمر وقيل ابو محمد الجعفي الكوفي فيه قدح اذ قيل انه كان خطابياً لكن رجع عن ذلك واصبح من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ومن تلامذته المميزين وروى عنه الكثير وفيه مدح ايضاً لم تذكر سنة ولادته أو وفاته، للمزيد ينظر: الحلي، ترتيب خلاصة الاقوال، ص 412؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج19، 319 (أشار الخوئي إلى كل ما قيل عن المفضل ومن نقل عنه واحاديث المدح والقدح بحقه).
(1493) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص319.
(1494) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص399؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، 134؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص15، ج51، ص144؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص56؛ الميلاني، علي الحسيني، نفحات الأزهار في خلاصة عقبات الانوار، ط1، د. دار، (قم، 1414 ه)، ج5، ص 146؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، د.ط، دار التعارف، (بيروت، 1983 م)، ج2، ص56.
(1495) الثمالي، ابي حمزة ثابت بن دينار، (ت: 148هـ/ 765 م)، تفسير القرآن الكريم (المعروف بتفسير ابي حمزة)، جمع وتحقيق: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، د. ط، دار المفيد، (بيروت، د. ت)، ص80؛ الكليني، الكافي، ج1، ص341؛ المازندراني، شرح اصول الكافي،، ج7، ص369.
(1496) الكليني، الكافي، ج1، ص114؛ القمي، تفسير القمي، ج1، ص242؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج1، ص179.
(1497) الكليني، الكافي، ج1، ص243؛ المازندراني، شرح اصول الكافي، ج6، ص394، (للاطلاع على شرحاً مفصلاً وافياً حول النور المقصود وصفة خلق الأئمة (عليهم السلام) بما ورد في تلك الأحاديث لا يسع التطرق لها هنا في مجال البحث، للمزيد ينظر: الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص237 - 239؛ المازندراني، شرح اصول الكافي، ج6، ص394 - 397، ج7، ص369.
(1498) القمي، الإمامة والتبصرة، ص133؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص237 - 238؛ الطبري، نوادر المعجزات، ص194؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج43، ص12.
(1499) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص321، ص322-323.
(1500) ينظر: الكليني، ج1، ص204 - 205؛ النعماني، الغيبة، ص165 - 166؛ الطوسي، الغيبة، ص457؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص191؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص419 - 188؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص95؛ المازندراني، شرح الكافي، ج6، ص238.
(1501) المازندراني، ج6، 239.
(1502) اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة ولقبه مفرع والمعروف بالسيد الحميري الشاعر المشهور وسمي بالسيد وعلوياً وليس كونه فاطمياً أو علوياً وكان على مذهب الكيسانية الا انه تاب ورجع على يد الإمام الصادق (عليه السلام) حتى انه قال له: (سمتك امك سيداً ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء) قيل أنه ولد سنة (105هـ) ولم يثبت على سنة وفاته فقيل انه توفي سنة (173هـ) وقيل (178هـ) وقيل (179هـ)، ينظر: الكشي، رجال الكشي، ص 202 - 205؛ العسقلاني، لسان الميزان، ج2، 175؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج3، ص406؛ الزركلي، الاعلام، ج1، ص322.
(1503) كمال الدين، ج2، ص324 - 325.
(1504) ينظر: إكمال الدين، ج1، ص54 - 56.
(1505) قيل أن هذه القصيدة التي تربوا على احدى وعشرون بيت بان السيد قالها ذاكراً عدوله عن مذهب الكيسانية إلى مذهب الشيعة الإمامية وسميت القصيدة (إليك رددت الأمر)، ينظر: الحميري، ديوان السيد الحميري، تقديم وشرح: ضياء حسين الاعلمي، ط1، منشورات الاعلمي، (بيروت، 1999م)، ص 48 - 49.
(1506) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص289، ص400؛ المجلسي، بحار الانوار، ج47، ص317، ج51، ص15، ص145.
(1507) بشارة المصطفى، ص367 - 368؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص220.
(1508) الرسائل الأربع في الغية (الرسالة الثانية) ص 5.
(1509) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص326.
(1510) وفيها قيل خرطت العود اخرطه خرطاً اي قشرته ومنها خرط الشجرة يخرطها خرطاً انتزع الورق واللحاء عنها وخرطت الورق حتته هو ان تقبض على أعلاه ثم تمر يدك عليه إلى أسفله وفي المثل) دونه خرط القتاد) فيقال خرط الرجل العنقود، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص64 - 65.
(1511) نوع من النباتات الشاكة وهي ذات غصن وورق ونبتها كنبت الرمان وورقها كالسدر ولها ثمار كثمار النبق ومنبتها في تهامة اذا كبرت ونجظت قصبتها وغلظ شوكها يقال جبلة ويسمى العرفج والقتاد، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج11، ص190.
(1512) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص328.
(1513) الكليني، ج1، ص206؛ المازندراني، شرح الكافي، ج6، ص249.
(1514) اثبات الوصية، ص281؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، 49 - 51.
(1515) النعماني، ص173 - 174؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص111؛ العميدي، غيبة الامام المهدي عند الصادق (عليهم السلام)، ص142.
(1516) الغيبة، ص455؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص176.
(1517) الحلبي، ص191؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص 56.
(1518) المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص146؛ القمي، الانوار البهية، ص366؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص262.
(1519) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص327.
(1520) الصفار، ص127 - 130؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص137 - 140.
(1521) معاني الأخبار، ص400؛ البحراني، البرهان، ج4، ص318.
(1522) الكليني، ج1، ص270؛ البحراني، البرهان، ج4، ص318 - 322، (وقد نقل البحراني أغلب الأحاديث القائلة بهذا الصدد في كتابه).
(1523) فرات، ص219 - 220؛ النجفي، تأويل الآيات، ج1، ص242؛ الحويزي، عبد علي جمعه العروسي، (ت: 1112هـ/ 1700م)، تفسير نور الثقلين، تعليق: هاشم المحلاتي، ط1، الناشر: مؤسسة اسماعليان، (قم، 1412 ه)، ج2، ص537 - 538.
(1524) الراوندي، ج2، 597؛ المجلسي، بحار الانوار، ج46، ص144.
(1525) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص327 - 328.
(1526) الكاشاني، نوادر الأخبار، ص224؛ العاملي، الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، تحقيق: مشتاق المظفر، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1428)، ص329؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص146؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص93 - 94.
(1527) الصدوق، الاعتقادات، ص62.
(1528) الطبري، المسترشد في امامة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، تحقيق: احمد المحمودي، ط1، الناشر: مؤسسة الثقافة الإسلامية، (قم، د. ت)، ص229؛ الاحسائي، محمد بن علي بن ابراهيم، (ت: 880هـ/ 1475م)، عوالي اللآلئ العزيزية في الأحاديث الدينية، تقديم: شهاب الدين المرعشي، ط1، الناشر: مطبعة سيد الشهداء، (قم، 1983م)، ج3، ص314، (يرويه باختصار).
(1529) الرازي، كفاية الأثر، ص69؛ الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص134؛ الحلي، العدد القوية، ص83؛ البحراني، غاية المرام، ج1، ص143.
(1530) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص328.
(1531) الكليني، ج1، ص330؛ المجلسي، بحار الأنوار، ص52، ص111؛ القمي، الأنوار البهية، ص336.
(1532) الكليني، الكافي، ج1، ص330؛ الطوسي، الغيبة، ص335.
(1533) النعماني، الغيبة، ص217؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص141.
(1534) صعر تعني مآل أو المَيَلُ أو إمالةُ أو يلوي كأن يقال صعر في العنق أي يلوي عنقه وصعر وأصعر تعني حرك أو حركة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، 345 - 346؛ الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، (ت: 1205ه / 1772م)، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مصطفى حجازي، د.ط، الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون، (الكويت، 1977 م)، ج12، ص315. ومن المحتمل أن الامام (عليه السلام) بعد أن أنهى كلامه مال بكفه أو حركها أو جمع اصابعه إشارة إلى القلة أو الاقل.
(1535) النعماني، الغيبة، ص215؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص131.
(1536) من المرجح ان المقصود بتلك الرايات هي رايات مدعي المهدوية وان كل راية وأصحابها يدعون ان الحق عندهم حتى يوقعوا الناس في حيرة وشبهة فلا يثبت الا من قوي ايمانه وثبت على ولا يتهم منتظراً لأمرهم وما أوصوا به ولعل ظهور هذه الرايات في وقتها وبما ورد في الحديث انه لو ظهرت رايات بهذا العدد انتبهوا فإنها متشابهة أو ليست فيها راية المهدي (عجَّل الله فرجه).
(1537) يقال صُفَّةُ الدار وهي من البنيان تشبه البهو الواسع الطويل، وقيل ان الصفة هو موضع مظلل، وروي ان في مسجد المدينة موضع مظلل كأن يأوي اليه المساكين والفقراء من المهاجرين من لم يكن لهم منزل وعرفوا بأهل الصفة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص364؛ الزبيدي، تاج العروس، ج24، ص26.
(1538) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص329.
(1539) ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص207؛ النعماني، الغيبة، ص154؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص286؛ الحلبي، تقريب المعارف، 189؛ الطوسي، الغيبة، ص337؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص347؛ الحائري، الزام الناصب، ج2، ص163؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص140 - 143.
(1540) من كوى يقال نظرت من الكُوّة والكوة ونظرن من الكوى والكواء وفي داري كوى، وقيل مرقت الحمامة من الكوة، والكوة ثقب بالبيت، وكوة مفردة جمعها كوات وهي فتحة أو نافذة للتهوية والإضاءة ونحوها كوة سقف أو جدار أو خندق أو فرن، ينظر: الزمخشري، اساس البلاغة، ج2، ص150؛ الرازي، مختار الصحاح، ص243؛ عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة، ط1، الناشر: عالم الكتب، (القاهرة، 2008م)، ج3، ص1975.
(1541) الكليني، الكافي، ج1، ص208؛ النعماني، الغيبة، ص153 (ذكرت عبارة) التنويه باسم القائم) قبل الحديث الواضح انها ليست في حديث الامام) العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص57؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص147 - 148؛ الطبرسي، مستدرك الوسائل، ج12، ص285؛ التبريزي، من هو المهدي، ص120.
(1542) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص441؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص360.
(1543) في النسخة المخطوطة عبارة [ اختلاف سنين ] وليس السيفين، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ورقة 219؛ يعلق المجلسي على اختلاف السنين بقوله: (اي السنين المجدبة والقحط أو كناية عن تزول الحوادث في كل سنة، ينظر: بحار الانوار، ج52، ص112.
(1544) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 329.
(1545) القمي، الامامة والتبصرة، ص130؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص112؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص205.
(1546) لعل المقصود منها قوتين كانتا متحدتين ثم تتصارعان أو قل سلطة لبلد ما يحصل فيها اختلاف وصراع يؤثر على عامة الناس ومن الحديث لعلها في المنطقة الجزيرة العربية فتلجأ الناس إلى حرم الله وحرم رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(1547) النعماني، الغيبة، ص 177؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص187؛ منتخب الاثر، ص257؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص159.
(1548) من المرجح هنا انه حاكم لإحدى الدول ذات التأثير في المنطقة التي يحكم فيها وهذا يكون قتله قبل الظهور بقليل كما هو واضح في الحديث.
(1549) الطوسي، الغيبة، ص447؛ الراوندي، الخرائج، ج3، ص1163؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52 ص210.
(1550) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص329.
(1551) الكليني، ج1، ص211؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص59؛ العميدي، غيبة الامام المهدي عند الصادق (عليهم السلام)، ص141 - 142.؛ ويضع المازندراني حول عبارة (فاحب من كنت تحب) قال: (يعني انك تعلم أن الأرض لا تخلو من إمام من أهل بيت نبيك فأحبه وإن لم تعرفه بخصوصه وشخصه فإن ذلك يكفيك حتى يظهره الله عز وجل فإذا أظهره أطعه واتبعه واعرفه بشخصه، ينظر: شرح الكافي، ج6، ص270.
(1552) الغيبة، ص161؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص132؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص472.
(1553) المسعودي، اثبات الوصية، ص281؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص209؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص126.
(1554) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص330 - 332.
(1555) الغيبة، ص161؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص132.
(1556) النعماني، الغيبة، ص162؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص133.
(1557) النعماني، الغيبة، ص162؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص89 - 90؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص133؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص63؛ العميدي، غيبة الامام المهدي عند الصادق (عليهم السلام)، ص142.
(1558) ابان بن تغلب بن رباح ابو سعيد البكري الحريري مولى توفي سنة (141هـ/ 758م) روى عن ابي جعفر وابي عبد الله (عليهم السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، ط5، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1430 ه)، ص109.
(1559) يذكر ان الحية اذا دخلت إلى جحرها يقال أرزت الحية تأرز ثبتت في مكانها وأرزت لاذت بجحرها ورجعت اليه، ينظر: الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج1، ص115.
(1560) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص330.
(1561) النعماني، الغيبة، ص162 - 163؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص134؛ العميدي، غيبة الامام المهدي عند الصادق (عليهم السلام)، ص142.
(1562) الكليني، الكافي، ج1، ص209؛ النعماني، الغيبة، ص163؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص134.
(1563) بحار الانوار، ج52، ص135.
(1564) مسلم صحيح مسلم، ج1، ص80؛ النووي، ابي زكريا محيي الدين بن شرف، (ت: 676هـ/ 1277م)، صحيح مسلم بشرح النووي، د. تحق، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 1987م)، ج2، ص 176.
(1565) الكليني، الكافي، ج1، ص206؛ المحمودي، محمد باقر، نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، ط1، دار التعارف، (بيروت، 1976 م) ج2، ص692.
(1566) إكمال الدين، ج1، ص84، ص200 - 201؛ وللطلاع أكثر على عشرات الأحاديث بمصادرها حول موضوع أرز العلم وانحصاره في آخر الزمان بهذا المصطلح وما يتعلق بأمر المسجدين في آخر الزمان مكة والمدينة، ينظر: مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج1، ص341 - 356.
(1567) سورة المدثر، آية: 8.
(1568) إكمال الدين، ج2، ص331.
(1569) ينظر: القمي، الإمامة والتبصرة، ص123؛ الكليني، الكافي، ج1، ص211؛ النعماني، الغيبة، ص193؛ الطوسي، الغيبة، ص164؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص732؛ البحراني، البرهان، ج8، ص156؛ الحويزي، نور الثقلين، ج5، ص454؛ الحائري، إلزام الناصب، ج1، ص101.
(1570) إكمال الدين، ج1، ص298.
(1571) اثبات الوصية، ص282.
(1572) بحار الأنوار، ج52، ص284.
(1573) الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص732 - 733؛ البحراني، البرهان، ج8، ص 156، المحجة، ص238.
(1574) وهي مناظرة حصلت في دار يحيى بن خالد في زمن هارون العباسي وهو مجلس مستمر كل يوم أحد وقد حضرها الرشيد دون علم الحضور وحضرها هشام بن الحكم أحد موالي أهل البيت (عليهم السلام) وفيها أصحاب الملل والفرق وكان موضوع النقاش في هذه المناظرة بالذات عن موضوع الإمامة على وجه العموم ولم نذكرها كونها مناظرة طويله وتدخل موضوع البحث إلى مباحث أطول وموضوعها خارج عن عنوان ابواب الكتاب وعنوان فصول المباحث وغير معلوم سب ورودها في هذا الباب أو الغاية من طرحها هنا والواضح فيها ان هشام يناظر على إمامة الأئمة وبالأخص إمامة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وما قيل في معاوية واصحابه والمؤيدين ويرد على من يقارنه بأمير المؤمنين علي (عليه السلم) ذلك من خلال الأسئلة التي تطرح على هشام وكيف يرد عليهم حتى لمح لهم بإمامة موسى بن جعفر (عليه السلام) امام زمانهم حينها ولم يرد فيها لا حديث عن المعصوم ولا آية مجدر مباحث كلامية واستشكالات وردود، للاطلاع على المناظرة ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص340 - 345؛ المجلسي، بحار الانوار، ج48، ص197 - 203؛ لم يوضح الصدوق في هذا الخبر الذي نقله عن يحيى بن خالد هل هو البرمكي ام غيره وعلى الأكثر هو البرمكي نفسه كونه كان معاصراً ووزيراً لهارون العباسي، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص342.
(1575) هو علي بن جعفر بن محمد بن الحسن أبو الحسن العريضي من ولد الإمام الصادق (عليه السلام) سكن العريض من نواحي المدينة فنسب إليها وله كتاب في الحلال والحرام عن أبيه وأخيه الكاظم (عليهما السلام)، ينظر، ابن داوود،، رجال ابن داوود، ص136؛ الحلي، ترتيب خلاصة الأقوال، ص296.
(1576) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص339.
(1577) القمي، ص 113؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص310.
(1578) الكليني، ج1، ص206؛ الرازي، كفاية الأثر، ص380؛ التبريزي، من هو المهدي، ص221.
(1579) لعل المقصود هنا انه يرجع من كان يقول ان هذا الامام وغيبته هي واجبة ويعتقد بها الا انه يرجع عن قوله هذا.
(1580) الهداية الكبرى، ص361؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص418.
(1581) المسعودي، ص278؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص151.
(1582) الغيبة، ص156؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص418.
(1583) الطبري، ص287 - 288؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، 220.
(1584) الغيبة، ص337؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص229؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص113.
(1585) سيرة المعصومين، ص421؛ آل طه، جامع الأثر، ص503.
(1586) المازندراني، شرح الكافي، ج6، ص250 - 251.
(1587) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص339.
(1588) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص355.
(1589) ينظر: العاملي، ثبات الهداة، ج5، ص92؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص151؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص424.
(1590) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص425؛ الراوندي، الخرائج، ج3، ص1173؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص74؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص95؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص159.
(1591) الغيبة، ص159.
(1592) الكليني، الكافي، ج1، ص207؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص267؛ الايرواني، محمد باقر، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) بين التواتر وحساب الاحتمال ط1، الناشر: مركز الابحاث العقائدي، (قم، 1420هـ)، ص 29.
(1593) ينظر: المبحث الاول من الفصل الاول، ص40 - 55.
(1594) هو مولى علي بن يقطين له ثلاثون كتاباً في مجالات مختلفة ومسائله عن ابي الحسن موسى (عليه السلام)، وقيل انه كان وجهاً في أصحابنا عظيم المنزلة ولد في أيام هشام بن عبد الملك وقد امتدحه الإمام الرضا والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام)، ينظر: المازندراني، معالم العلماء، ص132؛ ابن داوود، رجال ابن داوود، ص207.
(1595) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص340.
(1596) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص421؛ الرازي، كفاية الأثر، ص381؛ الأربلي، كشف الغمة، ج3، ص330 - 331؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص152؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص92؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص151؛ الخاتون آبادي، كشف الحق، ص40؛ النوري، مستدرك الوسائل ومستنبط الوسائل، نشر وتحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (بيروت، 1987م)، ج12، ص 282؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص221؛ محيي الدين، الحداثوية، ص247؛ القرشي، حياة الامام المنتظر، ص217؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص224؛ مؤسسة المعارف، معجم الأحاديث الامام المهدي، ج5، ص421.
(1597) الرازي، كفاية الأثر، ص172؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص317.
(1598) الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص630؛ البحراني، البرهان، ج4، ص380.
(1599) الواحدي، ابي الحسن علي بن احمد، (ت: 468هـ/ 1075 م)، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، ط1، الدار الشامية، (بيروت، 1995 م)، ج2، ص1051؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج7، ص487.
(1600) الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص96.
(1601) القاضي النعمان، شرح الأخبار، ج3، ص471، دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام وقضايا الأحكام عن اهل بيت رسول الله عليه وعليهم افضل السلام، تحقيق: آصف علي أصر فيضي، د. ط، دار المعارف، (القاهرة، 1963م)، ج1، ص733؛ الريشهري، محمد، أهل البيت في الكتاب والسنة، ط2، نشر وتحقيق: دار الحديث الثقافية، (قم، د. ت)، ص421.
(1602) احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رجلاً ثقه ديناً فاضلاً، (لم أجد أكثر من ذلك)، ينظر: الحلي، ترتيب خلاصة الاقوال، ص70؛ المظاهري، حسين، الثقات الأخيار من رواة الأخبار، ط1، مؤسسة الزهراء (عليها السلام) الثقافية، (قم، 1428 ه)، ص51.
(1603) وهو ابو احمد محمد بن ابي عمير زياد بن عيسى الأزدي بغدادي الأصل والمقام لقي أبا الحسن موسى (عليه السلام) وسمع منه أحاديث كناه في بعضها) يا ابا احمد) وروى عن الرضا (عليه السلام) جليل القدر عظيم المنزل فينا وعند المخالفين قيل انه حبس في زمن المأمون يذكر انه له أربعة وتسعون كتاباً ضاع اغلبها وبقي مما حفظه وحدث به مما كان في ايدي الناس توفي سنة (217هـ/832م)، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص312-313؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج15، ص291.
(1604) إكمال الدين، ج2، ص345.
(1605) ينظر: الرازي، ص382؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص225؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص151؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص24.
(1606) الطبرسي، ج8، ص69؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج1، ص438؛ البحراني، البرهان، ج6، ص187.
(1607) الراوندي، ج3، 1165؛ النجفي، ص39 - 40؛ المجلسي، ج51، ص64.
(1608) مناقب آل أبي طالب، ج4، ص195؛ الكاشاني، تفسير الصافي، ط2، الناشر: مكتبة الصدر، (طهران، 1416 ه)، ج4، ص 148؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج4، ص212.
(1609) الصراط المستقيم، ج2، ص229؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج24، ص53.
(1610) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص346.
(1611) أبو الحسن أيوب بن نوح النخعي كان وكيلاً لابي الحسن وابي محمد (عليهما السلام) عظيم المنزلة عندهما مأموناً وكان شديد الورع كثير العبادة ثقه في رواياته وابوه كان قاضياً بالكوفة صحيح الاعتقاد، وقيل انه كان له كتاب في النوادر وقد وثقه أصحاب الرجال، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص99؛ الطوسي، رجال الطوسي، ص352.
(1612) الراوي هنا يشير إلى بيعة الإمام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد في عهد المأمون في السابع من شهر رمضان سنة (201هـ)، للمزيد عن هذا الموضوع ينظر: ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص244 - 244؛ ولعل المراد من قوله ان يرد الله إليك من غير سيف وذلك ضناً من ايوب بن نوح ان الإمام (عليه السلام) يمكن ان يتسنم زمام الأمور كلها بسهوله وذلك لأنه أصبح ولياً للعهد وباسمه ضربت النقود كما اشير لذلك في الحديث والمصادر التي نقلته وان الأمور متاحةً له على ذلك.
(1613) إكمال الدين، ج2، ص346.
(1614) الكليني، ج1، ص210 - 211؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص190؛ العاملي، ثبات الهداة، ج5، ص59؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص37؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص445.
(1615) الغيبة، ص173؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص293.
(1616) الطبرسي، ص421؛ العطاردي، عزيز الله، مسند الامام الرضا ابي الحسن علي بن موسى (عليهما السلام)، ط، الناشر: المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام)، (قم، 1406هـ)، ج1، ص222.
(1617) الاربلي، ج3، ص331؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص93.
(1618) الكليني، ج1، ص210 - 211؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص190؛ العاملي، ثبات الهداة، ج5، ص59.
(1619) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص346.
(1620) القمي، الإمامة والتبصرة، ص117؛ الكليني، الكافي، ج1، ص204؛ المسعودي، إثبات الوصية، ص280؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص107؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص190؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص284؛ داود، نبيلة عبد المنعم، نشأة الشيعة الإمامية، ط1، دار المؤرخ العربي، (بيروت، 1994 م)، ص284.
(1621) الخصيبي، الهداية الكبرى، ص364؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص25.
(1622) هو الحسن بن محبوب الزراد من أصحاب الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص334، ص354؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج6، ص115.
(1623) والصماء الداهية وفتنة صماء اي شديدة، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص155؛ وقيل في الفتنة الصماء: (العمياء التي لا سبيل إلى تسكينها في دهائها لان الأصم لا يسمع الاستغاثة فلا يقلع عما يفعله) ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: علي حسن علي، ط1، دار ابن الجوزي، (الرياض، 1421هـ) ص527.
(1624) من الصلم اي القطع والصلامة الفرقة من الناس والصليم الأمر الشديد، ينظر: الفيروزابادي، القاموس المحيط، ص 9112؛ وقيل ان صلم من الصلامات الفرق والطوائف والصليم الداهية، ينظر: السيوطي، الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير، تحقيق: محمد نزار تميم وهيثم نزار تميم، د. ط، دار الارقم، (بيروت، د. ت)، ص224.
(1625) البطانة يقال: بطنت الأمر إذا عرفت باطنه وبطانة الرجل صاحب سره وداخله أمره الذي يشاوره في أحواله والبطانة الخارج من المدينة وبالبطن ما احتيج إلى تفسيره، ينظر: ابن الأثير، النهاية، ص81.
(1626) الوليج فيها عدة معان منها قيل ان الوليجة هي البطانة وقيل وليجة فيه وليس منه فهو وليجة والرجل يكون في القوم وليس منهم يسمى وليجة والوليجة البطانة من المشركين وقيل أن وليجة الرجل بطانته ودخلاؤه وخاصته، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص392.
(1627) قيل فيها رجل حران اي عطشان وامرأة حرى من نسوة حرار وحراري أي عطشى ويقال في كل كبد حرى من الحر وهي تأنيث حران وهما للمبالغة يريد انها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، ينظر: ابن الأثير، النهاية، ص198؛ ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص114.
(1628) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص346 - 347.
(1629) احمد بن زكريا، لم أعثر على ترجمته.
(1630) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص347؛ لم أجد هذا الحديث بهذا المضمون عند غيره فقط نقله عنه اثنين من المتأخرين ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص93؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص 155.
(1631) القمي، ص114؛ العطاردي، مسند الإمام الرضا (عليه السلام)، ج1، ص222.
(1632) الصدوق، ج2، ص9؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص152؛ الحائري، الزام الناصب، ج 1، ص221.
(1633) المسعودي، إثبات الوصية، ص281.
(1634) الخرائج والجرائح، ج3، ص1168.
(1635) جاء في تفسير ﴿أَزِفَتِ الْأَزِفَةُ﴾ أي قربت القيامة، ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 7، ص 468؛ البحراني، البرهان، ج7، ص366. ولعل ورودها هو إشارة إلى قرب موعد الظهور وانه معروف فيما بعد قيامه واستشهاده (عجَّل الله فرجه) انه لا تبقى الدنيا إلا لمدة يسيره وثم تقوم القيامة.
(1636) النعماني، الغيبة، ص186؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص242 وفيه (بدناً بارزاً) بدل (يداً بارزاً)؛ الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص 214، (مثل دلائل الإمامة)؛ الأسترابادي، محمد مؤمن بن دوست الحسيني، (ت: 1088ه / 1677م)، الرجعة، تحقيق: فارس حسون كريم، ط1، دار الاعتصام، (قم، 1415هـ) ص173.
(1637) من المعروف ان الشيعة الإمامية تؤمن بالرجعة وخاصة بعد عصر الظهور وبعد استشهاد الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) وأشارت بذلك الروايات إلى الامام علي (عليه السلام) والامام الحسين وهذا وارد كثيراً من خلال احاديث النبي والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) اذ تحدث عن ذلك كتب التشيع بإسهاب واستدل الباحثون في هذا الامر ان الرجعة حصلت في الأمم السابقة فهي كذلك في هذه الامة، للمزيد عن هذا الموضوع ينظر: الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص18 - 28؛ العاملي، الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، ص71 - 173 (والكتاب هنا كله يتحدث عن الرجعة)؛ الاسترابادي، الرجعة، ص73 - 173.
(1638) الغيبة، ص440؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص289 - 290.
(1639) النجفي، ص67 - 69؛ العاملي، الإيقاظ من الهجعة، ص356؛ الاسترابادي، الرجعة، ص173؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص220.
(1640) وعن أحاديث النور وان الأئمة (عليهم السلام) هم نور الله قد وضع الكليني باباً خاصاً في كتابه عن معنى نور الأئمة، للمزيد ينظر: الكافي، ج1، ص114 - 116.
(1641) بحار الأنوار، ج51، ص153؛ لم أجد ما يشير إلى توضيح أكثر عن هذا الحديث الا ما ذكره المجلسي.
(1642) الرازي، كفاية الأثر، ص251 - 253؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج36، 337.
(1643) ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (... وروح القدس فيه حمل النبوة فإذا قبض النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام...)، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص163.
(1644) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص347.
(1645) الرازي، ص387 - 388؛ الكاشاني، نوادر الاخبار، ص267؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص605.
(1646) سيرة المعصومين، ص322؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج4، ص47؛ الطبرسي، النجم الثاقب، ج1، ص321.
(1647) الاربلي، ج3، 331 - 332؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص321؛ الشاهرودي، علي النمازي، مستدرك سفينة البحار، تحقيق: حسن علي النمازي، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1405 ه)، ج5، ص321 - 322.
(1648) الخراساني، ج2، ص336 - 337؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص90؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص548.
(1649) سيكون الحديث عن هذا الموضوع على وجهة الخصوص وبتفاصيله في الفصل اللاحق من البحث.
(1650) النجفي، تأويل الآيات، ج1، ص386؛ البحراني، البرهان، ج5، ص487؛ حلية الابرار، ج5، ص293.
(1651) القمي، تفسير القمي، ج2، ص118؛ ابن الحجام، تأويل ما نزل من القرآن، ص199 - 200.
(1652) الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص496؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص116-117.
(1653) البرسي، مشارق انوار اليقين، ص70؛ الكفعمي، تقي الدين ابراهيم بن علي الحسن بن محمد بن صالح، (ت: 905 / 1499م)، المصباح أو (جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الواقية)، د. تحق، ط3، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، (بيروت، 1983 م)، ص733؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص118.
(1654) الصدوق، الخصال، ج2، ص328؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص140 - 141.
(1655) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص235، ص208؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص127؛ ج52، ص325؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج7، ص298 - 299.
(1656) ابو الصلت الهروي هو عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ايوب بن ميسرة القرشي من سكنة نيسابور ورحل في الحديث إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن وهو خادم الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) اديب وفقيه وعالم وقد أخذ منه الكثير من الرواة وهو ثقة صحيح الحديث شيعي توفي سنة (236هـ/850م)، ينظر: المزي، جمال الدين ابي الحجاج يوسف، (ت: 742هـ/ 1342م)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، ط1، مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1992م)، ج18، ص73 - 81.
(1657) دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل بن داش بن خالد بن بن عبد دعبل بن انس بن خزيمة ويتصل نسبه بمضر وقيل ان أصله من الكوفة واكثر مقامه في بغداد وسافر إلى كثير من البلدان وهو من مشاهير الشيعة واشهر قصائده القصيدة التائية في اهل البيت قصد بها الإمام الرضا (عليه السلام) فأعطاه عشرة آلاف درهم وخلع عليه برده من ثيابه توفي دعبل سنة (246هـ/860م)، ينظر: الحموي، معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، تحقيق: إحسان عباس، ط1، دار الغرب الإسلامي، (بيروت، 1993 م)، ج3، ص1284 - 1287.
(1658) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص347 - 348.
(1659) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 348 - 351.
(1660) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص294 - 297؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص154.
(1661) كفاية الأثر، ص388 - 391.
(1662) الطبرسي، 328-330.
(1663) كشف الغمة، ج3، ص119؛ المجلسي، بحار الانوار، ج49، ص237 - 238؛ الشبراوي، الإتحاف بحب الأشراف، ص321 - 337 (يورد القصيدة وشرح للمعاني الألفاظ الغريبة أو الغير واضحه)؛ الأميني، الغدير، ج2، ص359 - 360.
(1664) النجفي، ص70 - 71؛ العاملي، إثبات الهداة، ج2، ص59؛ البحراني، حلية الابرار، ج4، ص613 - 614؛ غاية المرام، ج7، ص90 - 91؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج10، ص394 (باختصار)؛ العطاردي، مسند الإمام الرضا، ج1، ص223 - 224؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج7، ص192-194.
(1665) الخراساني، ج2، ص337-338؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص512؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص226.
(1666) الطبرسي، مجمع البيان، ج4، ص298-300؛ السيوطي، الدر المنثور، ج6، ص693 - 695.
(1667) التبيان، ج5، ص48 - 49.
(1668) الرازي، كفاية الأثر، ص353؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص156؛ الكاشاني، نوادر الاخبار، ص252؛ الحويزي، نور الثقلين، ج2، ص107؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص191.
(1669) ينظر: الخزاعي، دعبل بن علي، (ت246هـ/ 860 ه)، ديوان دعبل الخزاعي، شرح: حسن حمد، ط 1، الناشر: دار الكتاب العربي، (بيروت، 1994)، ص37 - 44؛ إكمال الدين، ج2، ص347 - 348، عيون أخبار الرضا، ج2، ص 294 - 297.
(1670) ينظر: الحموي، ج3، ص1284-1287.
(1671) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص351.
(1672) سيرة المعصومين، ص421 - 422.
(1673) كشف الغمة، ج3، ص331.
(1674) النجفي، ص345 - 346.
(1675) البياضي، ج2، 229؛ العطاردي، مسند الامام الرضا، ج1، ص225 - 226.
(1676) العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص93 - 94؛ الكاشاني، نوادر الاخبار، ص267 - 268؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص257؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص322؛ المازندراني، شرح الكافي، ج7، ص385؛ النجفي، هادي، موسوعة أحاديث أهل البيت، ط1، دار إحياء التراث العربي، (بيروت، 2002م)، ج8، 235.
(1677) الطبرسي، سير المعصومين، ص415؛ النوري، النجم الثاقب، ج1، ص300.
(1678) الكليني، الكافي، ج1، ص344.
(1679) ابو القاسم بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) له كتاب خطب امير المؤمنين (عليه السلام) ورد إلى الري هارباً من السلطان وسكن سرداباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي وكان يعبد الله ويصوم في ذلك السرداب ويخرج مستتراً منه حتى مرض ومات، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص238.
(1680) إكمال الدين، ج2، ص351 - 352.
(1681) ينظر: الرازي، كفاية الأثر، ص396؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص422 - 423؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1171 (باختصار)؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص73؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص231؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص408؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص222؛ الأمين أعيان الشيعة، ج2، ص57؛ الطبسي، محمد رضا النجفي، الشيعة والرجعة، ط3، مطبعة الآداب، (النجف الأشرف، 1966م)، ج1، ص62؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج5، ص497.
(1682) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص352.
(1683) الرازي، ص397؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص157؛ المشهدي، محمد بن محمد رضا القمي، (من اعلام القرن الحادي عشر الهجري)، تفسير كنز الدقائق وبحر الغراب، تحقيق: حسين ردكاهي، ط1، منشورات مؤسسة الضحى، (طهران، 1430 ه)، ج2، ص199.
(1684) سيرة المعصومين، ص422 - 423؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص410.
(1685) الطبرسي، ج2، ص510 - 511؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص283.
(1686) النجفي، ص309 - 310.
(1687) المعروف تاريخياً ان عدة اهل بدر جيش المسلمين الذي التقى مع كفار قريش هم ثلاثمائة وثلاثة عشر، ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج2، ص431.
(1688) الامة المعدودة في قوله تعالى من الآية: 8، من سورة هود: ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ﴾، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (الامة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص323.
(1689) القزع قطع السحاب الواحدة قزعة وهي رقيقة الظل مر تحت السحاب الكثير والقزع من الصوف ما تناتف في الربيع، ينظر، الفراهيدي، كتاب العين، ج3، ص386.
(1690) الكليني، الكافي، ج8، ص168؛ السيوطي، الحاوي، ج2، ص68؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص288؛ الحدادي، علي، جيش الامام المهدي في الكتاب والسنة، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2007م) ص14.
(1691) العياشي، ج1، ص65؛ النعماني، الغيبة، ص289 - 291؛ المشهدي، تفسير كنز الدقائق، ج2، ص199-201.
(1692) ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص292.
(1693) النعماني، الغيبة، ص326 - 327؛ الصدر، موسوع الامام المهدي، ج3، ص264، للمزيد حول اصحاب القائم، ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص261 - 291.
(1694) المفيد، الارشاد، ص464؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص226.
(1695) ابن الصباغ، الفصول المهم، ص293؛ المرعشي، شرح احقاق الحق، ج13، ص343؛ القرشي، حياة الإمام المهدي، ص291. (وسيكون هناك توضيح اكثر لهذا الحديث في فقرة علامات صحابه وعددهم في الفصل الخامس من الاطروحة، ينظر: ص 552 - 570.
(1696) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص353.
(1697) الرازي، كفاية الأثر، ص398 - 399؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص423؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1171 - 1172؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص230 - 233؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص30؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص57؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص495-496.
(1698) الطوسي، الغيبة، ص426؛ المجلسي، البحار، ج52، ص 103.
(1699) الكليني، الكافي، ج1، ص228؛ الطوسي، الغيبة، ص426؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص103 - 104.
(1700) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 354.
(1701) الصدوق، أمالي الصدوق، ص 251؛ التوحيد، ص81؛ صفات الشيعة (من كتاب جمع فيه عدد من مصنفات الصدوق)، تحقيق: اللجنة العلمية في مكتبة يارسا، ط1، الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، (بيروت، 2009 م)، ص182 - 184.
(1702) الرازي، كفاية الأثر، ص403 - 405؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص21؛ إثبات الهداة، ج2، ص119؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص131؛ المجلسي، بحار الانوار، ج 36، ص412؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج4، ص564؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص280؛ الكلبايكاني، كفاية الأثر، ص132.
(1703) النيشابوري، ج1، ص98 - 99؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص223 - 224؛ القمي، الأنوار البهي، ص346.
(1704) الطبرسي، ص423 - 424؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص332؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص239، ج51، ص32؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج1، ص479.
(1705) ابو الحسن الأهوازي كان أبوه نصرانياً وأسلم وقيل إن علياً أيضاً أسلم وهو صغير ومّن الله عليه بمعرفة هذا الأمر وروى عن الرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) وتوكل في بعض النواحي وكان ثقة لا يطعن فيه أحد، ينظر: الحلي، خلاصة الأقوال، ص311 - 312.
(1706) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص345.
(1707) القمي، ص93؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج6، ص5.
(1708) المسعودي، إثبات الوصية، ص282؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص191؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1173؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص74؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص159، ج52، ص150.
(1709) النعماني، الغيبة، ص165.
(1710) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص355.
(1711) القمي، ص93؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص95؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص155؛ الكاظمي بشار الاسلام، ص228؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص162.
(1712) الكليني، ج1، ص210؛ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق: هاشم الرسولي، ط2، دار الكتب الإسلامية، (طهران؛ 1405هـ)، ج4، ص56؛ النجفي، موسوعة أحاديث اهل البيت، ج8، ص362.
(1713) المسعودي، ص282.
(1714) النعماني، ص193؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص 155؛ العطاردي، مسند الإمام الرضا، ج1، ص218 (وهنا العطاردي ينقله خطاء اذ يورد الحديث عن النعماني ويقول انه رواه عن الامام الرضا (عليه السلام) والنعماني يرفعه بسنده عن الامام الهادي (عليه السلام).
(1715) شرح الكافي، ج6، ص268.
(1716) الكليني، الكافي، ج1، ص231؛ النجفي، موسوعة أحاديث أهل البيت، ج8، ص362.
(1717) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 355.
(1718) الغيبة، ص163؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص118؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص161.
(1719) الطبرسي، ص425؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص226؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص160.
(1720) الكليني، الكافي، ج1، ص204.
(1721) العاملي، بدر الدين بن احمد، (ت: 1060ه / 1650م)، الحاشية على اصول الكافي، تحقيق: علي الفاضلي، ط1، دار الحديث، (قم، 1425 ه)، ص214.
(1722) لم اعثر على ترجمة في كتب التراجم أو الرجال، سوى ما يذكر في الروايات باسمه فقط الصقر بن ابي دلف الكرخي ولم يروى عنه غير هذا الحديث عن الإمام الهادي (عليه السلام) ينظر: الصدوق، الخصال، ج2، ص395؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج10، ص151.
(1723) إكمال الدين، ج2، ص356.
(1724) الخصال، ص394 - 395؛ معاني الأخبار، ص123 - 124؛ المجلسي، بحار الانوار، ج2، ص238 - 239؛ ج50، ص194.
(1725) كفاية الأثر، ص406 - 409؛ المجلسي، بحار الانوار، 36، ص413؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج7، ص268 - 270.
(1726) النيسابوري، ج2، ص302.
(1727) سيرة المعصومين، ص424 - 425.
(1728) الخرائج والجرائح، ج1، ص412؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص52؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص159.
(1729) مناقب آل ابي طالب، ج1، ص372.
(1730) السبزواري، ص235.
(1731) ابن طاووس، جمال الاسبوع بكمال المشروع، تحقيق: جواد قيومي، ط1، الناشر: مؤسسة الآفاق، (قم، د. ت)، ص 35 - 36؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص159؛ العاملي، إثبات الهداة، ج2، ص64 - 65؛ الحويزي، تفير نور الثقلين، ج5، ص326؛ الجزائري، الانوار النعمانية، ط1، دار القارئ ودار الكوفة، (بيروت، 200 م)، ج2، ص77؛ الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج6، ص306.
(1732) ورد في تفسير هذه الآيات عن أحد أصحاب الرضا (عليه السلام) قال: (قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) أخبرني عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ إلى آخر السورة، فقال: التين والزيتون الحسن والحسين، قلت: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾؟ قال: ليس هو طور سينين ولكن طور سيناء، قلت وطور سينا؟ فقال: نعم هو أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: ﴿وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾؟ قال: هو رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمن الناس به من النار وأطاعوه)، ينظر: الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص814؛ البحراني، البرهان، ج8، ص320.
(1733) للمزيد أكثر عن قصة داوود (عليه السلام) والخصمين، ينظر: الثعلبي، تفسير الكشف والبيان، ج8، ص 188-199.
(1734) سورة الروم، جزء من الآية: 9.
(1735) الصدوق، الخصال، ج2، ص394.
(1736) الخصيبي، الهداية الكبرى، ص363؛ المسعودي، إثبات الوصية، ص279 - 208.
(1737) النعمان، دعائم الاسلام، ج2، ص145؛ الشريف الرضي، محمد بن حسين، (ت 406 / 1015 م)، المجازات النبوية، تصحيح: مهدي شوسمند، ط1، دار الحديث، (قم، 1422ه)، ص 358.
(1738) الجزائري، الأنوار النعمانية، ج2، ص77.
(1739) المجازات النبوية، ص359.
(1740) المسعودي، إثبات الوصية، 272؛ مروج الذهب، ج4، ص190
(1741) الصدوق، الخصال، ج2، ص394؛ النيسابوري، روضة الواعظين، ج2، ص301 - 302؛ البحراني، يوسف، (ت:1186 /1772 م)، الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة، تحقيق: محمد تقي الايرواني، ط1، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، (قم، 1409ه)، ج9، ص355.
(1742) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص374.
(1743) الرازي، كفاي الأثر، ص 411؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص232؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص97؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص199؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص160.
(1744) على الأرجح انه المعتز العباسي واسمه الزبير بن جعفر بن المتوكل وقد قتل في الثاني من شهر شعبان لسنة (255هـ/869م)، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص159؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج14، ص488، ص505، الواضح أنه قتل في الشهر والسنة التي ولد فيها القائم (عجَّل الله فرجه) فكان استمراراً للنسل الطاهر.
(1745) الكليني، الكافي، ج1، ص201؛ المفيد، الإرشاد، ص445؛ الطوسي، الغيبة، ص231؛ المجلسي، مرآة العقول، ج4، ص4؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص27 - 28.
(1746) البغدادي، الكاتب، (ت: 320هـ/ 933م)، تاريخ الأئمة، تاريخ مجموع اشرف على جمعه محمود الحسيني المرعشي وعدد من علماء الشيعة، د. ط، الناشر مكتبة المرعشي النجفي، (قم، 1406هـ)، ص23؛ الطوسي، الغيبة، ص223 المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص30؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص349.
(1747) النيشابوري، مختصر إثبات الرجعة، ص61؛ الأصفهاني، محمد مير لوحي، مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي، ترجمة وتحقيق: ياسين الموسوي، ط1، الناشر مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي، (النجف الاشرف، 1427 ه)، ص143 - 144؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص27.
(1748) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 374.
(1749) الرازي، ص412؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص97؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، 161.
(1750) البياضي، ج2، ص321؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص199 - 200؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص2؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص347.
(1751) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص375.
(1752) الرازي، ص412؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، 200؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص334.
(1753) الطوسي، الغيبة، ص357؛ الحلي، المسلك في أصول الدين، ص280؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص346.
(1754) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص238؛ الحويزي، نور الثقلين، ج5، 271.
(1755) يروى انه توفي في حياة أبيه حتى يذكر ان اخاه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حزن عليه كثيراً، هو ابو جعفر محمد بن علي الهادي (عليه السلام) ويعرف بمحمد البعاج وبسبع الدجيل توفي سنة (252هـ/866م) وقبره في قرية بلد من توابع الدجيل بالقرب من سامراء على بعد ستة فراسخ قريب من نهر دجلة وهو مزار معروف شيد سنة (1311هـ/1893م)، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص200؛ الحموي، معجم البلدان، ج1، ص481؛ حرز الدين، محمد، مراقد المعارف، تحقيق: محمد حسين حرز الدين، ط1، الناشر: مطبعة الآداب، (النجف الأشرف، 1971 م)، ج2، ص262 - 264.
(1756) النوبختي والقمي، الحسن بن موسى، وسعد بن عبد الله، (من علماء القرن الرابع الهجري)، فرق الشيعة، تحقيق: عبد المنعم الحفني، ط1، دار الرشيد، (القاهرة، 1992م)، ص97 - 109.
(1757) العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص215؛ المجلسي، بحار الانوار، ج4، ص118.
(1758) الصدوق، إكمال الدين، ج2.
(1759) النيشابوري، ص59؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص196 - 197؛ القرشي، حياة الإمام المهدي، ص224؛ القفاري، ناصر عبد الله علي، تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن شبهات الوهابية، ط1، الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، (طهران، 1433هـ)، ج2، ص400.
(1760) الرازي، ص413؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص97 - 98.
(1761) البياضي، ج2، 231؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص200 - 201.
(1762) ومن المحتمل ان الإمام العسكري (عليه السلام) قال من ابنة قيصر، لعل غايته هو للتعتيم وحماية السيدة نرجس من أي مخاطر وابعاد الأنظار عن زوجته وابنه في المستقبل، والاحتمال الثاني أن صاحب الامام من الموالين ممن يؤتمن على السر وهو يعرف السيدة نرجس (عليه السلام) زوجة الامام العسكري ويعرف أصها من الروم لذا اخبره بانه ابنه سيكون منها.
(1763) النيشابوري، مختصر إثبات الرجعة، ص 58؛ آبادي، كشف الحق، ص20؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص49.
(1764) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص375.
(1765) الرازي، كفاية الأثر، ص414؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص429؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص335؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص232؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص98؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص201؛ الصدر، علي الحسيني، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) من ولادته إلى دولته، د. ط، مؤسسة معارف الامامية، (د. م، 1423 ه)، ص 70 - 71.
(1766) النعماني، الغيبة، ص128؛ الموسوي، شمس الإمامة وراء السحاب، ص 99.
(1767) النعماني، الغيبة، ص129؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص98.
(1768) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص376.
(1769) ينظر: الرازي، كفاية الأثر، ص415؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص429؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص335؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص98؛ العاملي؛ الري شهري، ميزان الحكمة، ج1، ص178.
(1770) آمالي المفيد، ص35؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص135.
(1771) المفيد، الارشاد، ص 461 - 462؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص250.
(1772) الغيبة، ص163 - 164.
(1773) المفيد، الرسائل الأربع في الغيبة، (الرسالة الأولى)، ص6.
(1774) ذكر انه من الثقات من أصحاب الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) وقيل اصله من قم، ويروى انه عاش إلى ما بعد وفاة أبي محمد (عليه السلام) وذكر انه بعث إلى الحسين بن روح يطلب الإذن بالحج وإذن له ومات بعد أن انصرف من الحج ولم يحدد تاريخ وفاته، ينظر: الكشي، رجال الكشي، ص394؛ الطوسي، رجال الطوسي، ص397.
(1775) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص357 - 358.
(1776) الطبرسي، ص426؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص606 - 607؛ القرشي، حياة الإمام المهدي، ص223 - 226؛ الحصيني، الإمام المهدي، قيادة معاصرة، ص119.
(1777) الراوندي، ج3، ص 1174؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص90.
(1778) الصراط المستقيم، ج2، ص231 - 232؛ الحويزي، نور الثقلين، ج2، ص393.
(1779) النجفي، ص 74 - 75؛ القمي، الانوار البهية، ص355 - 356؛ ابو معاش، سعيد، الإمام المهدي في القرآن والسنة، ط3، نشر: مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد، 1430 ه)، ص66.
(1780) ذكر في كتب الرجال انه من أصحاب الإمام علي بن محمد الهادي وابنه العسكري (عليهما السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي، ط5، نشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1430 ه)، ص 393، ص 403؛ التفرشي، مصطفى بن الحسين الحسيني، (من أعلام القرن الحادي عشر الهجري)، نقد الرجال، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (قم، 1418 ه)، ج5، ص99.
(1781) يقال شثنت كفه وقدمه اي غليظة شثناً وشثونه يقال انها من صفات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شثن الكفين والقدمين أي انهما تميلان إلى الغلظ والقصر وقيل انه الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ينظر: ابن منظور، ج7، 30.
(1782) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص374، ص399.
(1783) الطبرسي، ص 427؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص35.
(1784) الراوندي، ج2، ص958.
(1785) كشف الغمة، ج3، ص334 - 335.
(1786) النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص262؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص231؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص188؛ مدينة المعاجز، ج7، ص608؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص25؛ السبحاني، جعفر، الأئمة الاثنا عشر، ط1، دار جواد الأئمة، (بيروت، 2015 م)، ص146.
(1787) لم ترد له ترجمة في كتب تراجم المتقدمين وذكر في أحد كتب التراجم الحديثة انه من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام)، ينظر: الشاهرودي، مستدرك علم رجال الحديث، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1426هـ)، ج8، ص 431، اخرج الشاهرودي ترجمته مستنداً على ما ذكر في كتاب إكمال الدين موضوع البحث.
(1788) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص395.
(1789) البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص233؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج16، 243؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص5؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص518؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص568؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص347.
(1790) الحلي، ص72.
(1791) لم اعثر على ترجمه له.
(1792) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص398.
(1793) الغيبة، ص250؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص 127؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص249.
(1794) الطبرسي، ص412؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص25؛ التبريزي، من هو المهدي، ص330.
(1795) الراوندي، ج2، 957؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي (تاريخ الغيبة الصغرى)، ج1، ص268.
(1796) السفير الثاني ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ويلقب بالسمان نسبة لأبيه أصبح سفيراً للإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) بعد وفاة أبية وقد وثقه الامام الحجة بكتاب خرج منه يعزيه بأبيه امتدت سفارته من سنة (280ه / 893م) حتى وفاته سنة (304هـ/916م) أو (305هـ/917م) ودفن في مدينة بغداد، للمزيد عن حياة السفير الثاني ينظر: الطوسي، الغيبة، ص366؛ علي، المهدي المنتظر، ص107130؛ ابراهيم، كنعان جليل، مدعوا المهدوية والسفارة (من 11ه الى411هـ)، ط1، من اصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، (بغداد، 2013م) ص260-270.
(1797) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص398.
(1798) السفير الاول ابو عمرو عثمان بن سعيد بن عمروا العمري الاسدي ويلقب بالعسكري لأنه من سامراء والسمان كونه يتاجر بالسمن جليل القدر وثقة استمرت سفارته لعشرين سنة من سنة (260هـ/ 873م) إلى سنة (280هـ/ 893م) ودفن في بغداد، للمزيد أكثر حول حياة السفير الاول، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص401؛ الغيبة، ص353 - 354؛ علي، المهدي المنتظر، ص98-106؛ ابراهيم، مدعو المهدوية، ص249 - 259.
(1799) الغيبة، ص357.
(1800) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص428؛ الأربلي، كشف الغمة، ج3، ص335؛ الحلي، المسلك في اصول الدين، ص280 - 281؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص198؛ التبريزي، جواد، رسالة مختصرة على إمامة الأئمة الاثني عشر، ط2، الناشر: مطبعة شريعت، (قم، 1425هـ)، ص25؛ القرشي، حياة الإمام المهدي، ص34.
(1801) ينظر: الكاشاني، نوادر الأخبار، ص232 - 233؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص130؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص346؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج6، ص67 - 68.
(1802) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص398.
(1803) إكمال الدين، ج2، ص403.
(1804) الكافي، ج1، ص202 - 203.
(1805) الطوسي، الغيبة، ص251؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص161.
(1806) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص411؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص196؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص26، ص54.
(1807) لم يذكر اسمه في الرواية.
(1808) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص399.
(1809) الكافي، ج1، ص 202 ص330؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص184 - 185؛ الطوسي، الغيبة، ص 234؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص957؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص70؛ المازندراني، شرح اصول الكافي، ج2، ص228؛ مهران، محمد بيومي، الإمامة وأهل البيت، ط2، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، (قم، 1995 م)، ج3، ص217.
(1810) لم أعثر له على ترجمه.
(1811) مدينة مشهورة بخراسان، للمزيد ينظر: الحمودي، معجم البلدان، ج1، ص479 - 480.
(1812) الحسين بن اسكيب وقيل بن اشكيب المروزي من سمرقند من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) ثقة وعلم متكلم مصنف للكتب جليل القدر مناظر، ينظر: الحلي، خلاصة الاقوال، ص160 - 161.
(1813) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص400 - 401.
(1814) نهران ببغداد الصراة الصغرى والكبرى ويأخذان من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحول ويصبان في نهر دجلة، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص399.
(1815) من المرجح انه يقصد الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) وذلك من خلال القصة والتقائه بابن سكيب حين عدد اسماء الأئمة (عليهم السلام) ووصل إلى اسم الامام العسكري (عليه السلام) ووقف واخبره بانه يحتاج لطلب الخليفة والواضح انها بعد وفاة الامام العسكري (عليه السلام) فيكون من التقى به هنا هو الحجة (عجَّل الله فرجه).
(1816) لعل المقصود منها مدينة كابل، احدى مدن الهند التي تمتد إلى سجستان وهي مدينة عظيمة، للمزيد بنظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص426 - 427.
(1817) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص401.
(1818) ثقة وقد وثقه الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) في توقيع خرج منه في اجابة على عدة مسائل من ضمنها قال فيه: (... وأما محمد بن شاذان فإنه رجل من شيعتنا أهل البيت) وذكر في بانه من الوكلاء للناحية المقدسة في نيشابور، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص405، ص 436؛ الطوسي، الغيبة، ص291.
(1819) لم أجد له ترجمه كاملة سوى اسمه المذكور في الرواية وتنتسب هذه الأسرة إلى علي العريضي بن الإمام الصادق (عليه السلام) ينظر: ابن عنبة، جمال الدين احمد بن علي الحسني (ت: 828هـ/ 1424م)، عمدة الطالب في أنساب أبي طالب، ط1، منشورات مؤسسة الأعلمي، (بيروت، 2015م)، ص 318.
(1820) صريا هو جبل في المدينة ويسمى صاري يقع في قبلي المدينة ليس عليه شيء لا نبات ولا ماء، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص389؛ وقيل انها مدينة أسسها الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) تقع على بعد ثلاثة اميال من المدينة، ينظر: المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ص366، هامش (4).
(1821) الواضح هنا اشارة إلى الرجل ان نفقته كانت معه ولم تكن قد ضاعت منه حين هذا اللقاء وانها معه وقد بشره بانها ستضيع منه لأنه يكذب فهي معه ويقول انها ضاعت منه وحسب الرواية انه ما اعطاه له الامام (عجَّل الله فرجه) ان كان يقصد الامام قد بقي معه ونفقته القديمة قد ضاعت منه فعلاً.
(1822) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص402، ص445 - 446.
(1823) الكليني، ج1، ص330.
(1824) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1095؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص291 - 295؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص 227 - 230؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52 - 29؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص521؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج5، ص 458 - 459؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج6، ص263 - 267.
(1825) يعد من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) والعسكري وهو قمي ثقة، ويروى انه له عدة كتب منها كتاب الدلائل والطب والإمامة والتوقيعات والغيبة ومسائل عن العمر وغيرها، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص389؛ المازندراني، معالم العلماء، ص73.
(1826) هو الجز الواقع في مؤخر الكعبة دون الكن اليماني بقليل، ويسمى الملتزم وهو الجزء الذي انشق بإذن الله لفاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين (عليه السلام) ودخلت منه إلى البيت وولدت فيه علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا يزال إلى الآن فيه علامة ولعله سمي بالمستجار لأن فاطمة استجارت به فأنشق لها وسمي الملتزم لما ورد أن الله يغفر ذنب من أقر له بذنوبه هنا عند الدعاء بهذا المكان وهو خلف باب الكعبة فلو دخل الداخل يصير أمامه من جهة خلف الكعبة، ينظر: الحلي، شرائع الاسلام، تعليق: صادق الشيرازي، ط2، الناشر: انتشارات استقلال، (قم، 1409هـ)، ج1، ص212، هامش (1)؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج13، ص348.
(1827) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص402.
(1828) الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص321.
(1829) الطوسي، الغيبة، ص251؛ الحلي، منتهى المطلب في تحقيق المذهب، تحقيق ونشر: مجمع البحوث السلامية، ط1، (مشهد، 1412 ه)، ج2، ص885؛ العاملي، محمد بن علي الموسوي، (ت: 1009هـ/ 1600م)، مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط1، (مشهد، 1410 ه)، ج8، ص475؛ زين الدين، جمال الدين أبي منصور الحسن، المعروف (بصاحب المعالم)، (ت: 1011ه / 1602 م)، منتقى الجنان في الأحاديث الصحاح والحسان، تصحيح: علي أكبر غفاري، د. ط، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، (قم، 1406هـ)، ج3، ص475؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج13، ص259؛ التبريزي، رسالة مختصرة في النصوص الصحيحة، ط1، الناشر: مطبعة سلمان الفارسي، (قم، 1419هـ)، ص28.
(1830) الطوسي، الغيبة، ص364؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص47؛ القرشي، حياة الامام المهدي، ص144.
(1831) القمي، الإمامة والتبصرة، 126؛ الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص402؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص321 - 322.
(1832) القمي، الإمامة والتبصرة، ص 3؛ الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص388.
(1833) لم أجد شيئاً عنه أو ترجمة خاصة له في المصادر أكثر من اسمه نسيم خادم الإمام العسكري (عليه السلام) كما ذكره الصدوق ومن خلال سياق الرواية انه رجل وليس انثى بما ذكر من تواتر في هذا الخبر كلها تقول نسيم.
(1834) إكمال الدين، ج2، ص394، ص403.
(1835) الهداية الكبرى، ص358.
(1836) المسعودي، ص275.
(1837) الطوسي، الغيبة، ص232؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص465؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص203؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص235؛ العاملي، هداية الأمة إلى أحكام الأئمة، تحقيق: قسم الحديث في مجمع البحوث الاسلامية، ط1، نشر: مجمع البحوث الإسلامية، ط1، (مشهد، 1414هـ)، ج5، ص152؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص161 - 162؛ النجفي، هادي، موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، ط1، دار حياء التراث، (بيروت، 2002م)، ج7، ص199.
(1838) الكليني، الكافي، ج2، ص364؛ الري شهري، محمد، موسوعة الأحاديث الطبية، ط1، دار الحديث، (قم، 1425هـ)، ج1، ص209.
(1839) خادم الامام العسكري (عليه السلام)، ينظر: الخصيبي، الهداية الكبرى، ص358.
(1840) الصندل خشب أحمر ومنه الأصفر طيب الريح، وقيل انه يستخدم في علاج بعض الأمراض، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج2، ص417؛ شبر، عبد الله، طب الأئمة (عليهم السلام)، ط1، دار المرتضى، (بيروت، 2009م)، ص471.
(1841) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص403.
(1842) الهداية الكبرى، ص358.
(1843) المسعودي، ص275.
(1844) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص215؛ الراوندي، الدعوات، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي، ط1، (قم، 1407هـ)، ص208؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص285؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص186؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص521.
(1845) لم أعثر على ترجمة له.
(1846) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص403.
(1847) الراوندي، ج2، ص960؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص40؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص521؛ المرعشي، شهاب الدين، شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1406هـ)، ج19، ص704.
(1848) إكمال الدين، ج2، ص404 - 405؛ كذلك ينظر: ملحق رقم (5) جدول بأسماء من ذكرهم وأسماء مدنهم.
(1849) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص439 - 440؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3 ص339 - 340؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص295؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص296 - 297؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص521؛ الحسيني، نذير، المصلح العالمي من النظرية إلى التطبيق، ط2، مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية، (د. م، 2004م)، ص70 - 71.
(1850) وقد تركنا التطرق إلى تراجمهم مجموعة هنا كون الموضوع سيطول الحديث فيه مما لا يسع المقام لذكره وللاطلاع على تراجم بعضهم من ورود أسمائهم في رواية الصدوق من وكلاء السفراء وبعض الأخبار عنهم ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص609 - 630؛ ويرصد أحد الباحثين عمل هؤلاء الوكلاء وتاريخ نشؤ العمل بالوكالة وما هو دور الوكيل في البلد التي يعمل فيها وكيفية اتصاله بالسفير ومعنى السفارة والنيابة والوكالة لغة واصطلاحاً ويناقشها من جميع جوانبها وما دار حولها من تساؤلات ويترجم لبعض منهم، ينظر: إبراهيم، مدعو المهدوية ص245 - 248، ص326 - 345.
(1851) من سفراء الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) من نصيبين ثقة وثقة الصدوق اذ عده مع السفراء من غير الوكلاء، وذكر اسمه النجاشي بانه الحسن بن محمد بن الوجنا ابو محمد النصيبي، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص405؛ رجال النجاشي، ص331؛ المظاهري، حسين، الثقات الأخيار من رواة الأخبار، ط1، نشر: مؤسسة الزهراء (عليها السلام)، (قم، 1428هـ)، ص121.
(1852) هكذا في المصدر.
(1853) وهي دار لخديجة بنت خويلد (عليها السلام) في زقاق من أزقة سوق الليل في مكة وتسمى أيضاً بدار الرضا (عليه السلام) أسكن الامام فيها مرأة من مواليهم وكان يكتريها الحجاج في موسم الحج وروي ان الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) التقى فيها عدد من الحجاج من مواليه، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص 274؛ ووصف ابن جبير هذه الدار التي فيها قبة الوحي وفيها مولد فاطمة (عليها السلام) والامام الحسن والحسين ويقول هو بيت صغير مائل في وسطه حجر اسود، ينظر: ابو الحسين محمد الكناني الاندلسي، (ت:614هـ/1217م)، رحلة ابن جبير، ط1، دار الشرق العربي، (بيروت، 2007م)، ص112.
(1854) دار الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في المدينة تقع إلى جنب منزل ابي ايوب الانصاري وكان يسقى فيها الماء التي تصدق بها الامام فيها محراب للإمام وأصبحت فيما بعد ملك للأشراف المنايفة ثم انتقلت منهم إلى شخص يدعى الشجاعي شاهين الجمالي وبناها مسكناً له، ينظر: السمهودي، نور الدين علي بن احمد، (ت: 911هـ/ 1505م) وفاء الوفا بأخبار المصطفى، تحقيق: خالد عبد الغني، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2006م) ج1، ص246.
(1855) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص405 - 406.
(1856) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، 961؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص612 - 613؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص246 - 247؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص297 - 298؛ المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج19، ص705؛ الري شهري، الحج والعمرة في الكتاب والسنة، ط1، دار الحديث (قم، د. ت)، ص144.
(1857) الطبري، دلائل الإمامة، ص295 - 301؛ الطوسي، الغيبة، ص273 - 280.
(1858) علي بن أحمد ابو القاسم الكوفي كان يقول انه من آل أبي طالب وفي آخر عمره فسد مذهبه اي صار من الغلاة وألف كتباً كثيرة توفي سنة (352هـ) وقبره في شيراز، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص254-255.
(1859) لم أعثر له على ترجمة.
(1860) من زبر فلان فلاناً يزبره زبراً وزبرة اي انتهره، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج2، ص172.
(1861) لعلهم هنا يعتقدون أنه سيد من ذرية الرسول ولا يعرفون بعينه لأنه يحضر الموسم ويشاهدهم ويشاهدونه ولا يعرفونه، أو لعلهم من خاصة أصحابه الذين يعرفونه ولا بعاد الخطر عنه ويجيبون من يسأل عنه بانه ابن رسول الله فذلك أمر طبيعي من تواجدهم في موسم الحج.
(1862) أشار الصدوق إلى معنى الفترة التي لا تجوز على الأئمة في كتابه بأن الفترة هي الاختفاء والسر والامتناع من الظهور وإعلان الدعوة لا ذهاب شخص وارتفاع عين الذات وقد قال الله (عزَّ وجلَّ) في قصة الملائكة: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ﴾ (الانبياء: 20) فلو كان الفتور ذهاباً عن الشيء وذاته لكانت الآية محالا لأن الملائكة ينامون والنائم في غاية الفتور والنائم لا يسبح لأنه إذا نام فتر عن التسبيح والنوم بمنزلة الموت والنائم فاتر بمنزلة الميت والذي لا ينام ولا يدركه فتور هو الله الذي لا إله الا هو والخبر دليل على ذلك) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ما من حي الإ وهو ينام ما خلا الله وحده (عزَّ وجلَّ)) فقيل أن الملائكة أنفاسهم تسبيح، لذا فالفترة هي الكف عن ظهار الأمر والنهي واللغة تدل على ذلك كأن يقال فتر فلان عن طلب فلان، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص596؛ المجلسي، بحار الانوار، ج56، ص185.
(1863) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص406.
(1864) الغيبة، ص253 - 254.
(1865) الراوندي، ج2، ص784؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص613 - 614؛ ابن طاووس، فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، د. تحق، د. ط، دار الذخائر، (قم، د. ت)، ص258؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص214؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص1.
(1866) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص435 - 436؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، 245 - 246؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص298؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص232 - 233؛ الحكيمي، محمد رضا، الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، أمل المعصومين الأطهار، ط1، نشر: مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 199م)، ص245.
(1867) ابراهيم بن مهزيار ابو اسحاق، ذكر في كتب الرجال باسمه فقط وعد من أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام)، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص18؛ الطوسي، رجال الطوسي، ص374.
(1868) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص406 - 411.
(1869) الخرائج والجرائح، ج3، ص1099 - 1100.
(1870) البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص192 - 201؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص32؛ القندوزي، ينابيع المودة، ص524؛ الحكيمي، الامام المنتظر امل المعصومين، ص254-262.
(1871) ذكره الصدوق في نفس الحكاية انه رجل من أهل الحديث، وقد روى عنه في كتب أخرى له، ينظر: الهداية، نشر وتحقيق: مؤسسة الامام الهادي (عليه السلام)، ط1، (قم، 1418هـ)، ص 50؛ وذكر باسمه فقط في كتب التراجم أحمد بن فارس بن زكريا، ينظر: الطوسي، الفهرست، ص36.
(1872) لم أجد ترجمة لهم.
(1873) أسد آباذ مدينة بينها وبين همذان مرحلة نحو العراق وقيل ان من بناها أسد بن عبد الله القسري، ينظر: البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، (ت: 739هـ/ 1338م)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: علي محمد البجاري، ط1، دار الجيل، (بيروت، 1992م)، ج1، ص72.
(1874) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص411 - 412.
(1875) الراوندي، ج2، ص788 - 789.
(1876) محمد بن علي بن الحسين، (من اعلام القرن الخامس الهجري)، المناقب، تحقيق: حسين البروجردي، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1428 ه)، ص164 - 168.
(1877) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص605؛ النيلي، المنتقى من السلطان، ص50 - 51؛ العاملي، ثبات الهداة، ج5، ص298 - 299؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص183؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص40.
(1878) سعد بن عبد الله بن ابي خلف القمي جليل القدر صاحب تصانيف كثيرة، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص427.
(1879) تعني اختلاط الشيء، ينظر: ابن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج3، ص232.
(1880) للمزيد ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 412 - 420.
(1881) الطبري، دلائل الإمامة، ص270 - 276؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص524 - 530؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص585 - 589؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج1، ص299-301؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص116 - 117؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص47 - 49؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص78-88.
(1882) لم أعثر على ترجمة له في كتب الرجال لكن ذكر في المصادر التي نقلت هذه الحادثة ذكرت بان اسمه إبراهيم بن محمد بن احمد الأنصاري وقيل محمد بن احمد الأنصاري، ينظر: الطبري دلائل الإمامة، ص270؛ الطوسي، الغيبة، ص259.
(1883) ورد هذا الدعاء عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في: الصحيفة السجادية، نشر وتحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، (قم، 1411هـ)، ص54.
(1884) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص423 - 424.
(1885) نقل هذا الدعاء، الكفعمي، مصباح الكفعمي، ج1، ص35.
(1886) كذلك هذا الدعاء نقل في كتب الدعية عند الامامية ومنها عند، ابن طاووس، فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة، تحقيق: غلام حسين المجيدي، ط1، الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي، (قم، 1419هـ)، ص324.
(1887) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص424 - 425.
(1888) ابن طاووس، فلاح السائل، ج2، ص325.
(1889) لم أعثر له على ترجمة.
(1890) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص425.
(1891) لم أعثر له على ترجمة.
(1892) ولعله يقصد تعب السفر.
(1893) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص425 - 426.
(1894) الطبري، دلال الإمامة، ص293-295؛ الطوسي، الغيبة، ص259 - 263؛ الحلواني، الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر، (من اعلام القرن الخامس)، نشر وتحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، (قم، 1408هـ)، ص146 - 151؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص119 - 122؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج10، ص483؛ المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج19، ص706.
(1895) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص270، ج2، ص31 - 35.
(1896) للمزيد والاطلاع على هذه اللقاءات ينظر: النوري، جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة (عجَّل الله فرجه)، نشر وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، (النجف الأشرف، 1427هـ)، (والكتاب كله يروي تسعة وخمسين قصة تتحدث عمن فاز بلقائه)؛ الحائري، الزام الناصب، ج2، ص83-85 (نقل إحدى وأربعون قصة)؛ وفي احصائية لعدد من رآه وتشرف بالحضور عنده ان عددهم (324) شخص في الغيبة الصغرى وردت هذه الاحصائية في كتابين عن الغيبة بالاستناد على عدد من المصادر ومن ضمنها كتاب إكمال الدين، ينظر: التبريزي، من هو المهدي، ص334 - 360؛ الحكيمي، الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، أمل المعصومين، ص368 - 376؛ كذلك ينظر: الزبيدي، ماجد ناصر، أروع القصص في من رأى المهدي (عليه السلام) في غيبته الكبرى، ط1، دار الباقر، (بيروت، 2005م)، (ضم الكتاب سبع وسبعون قصة تتحدث عن اللقاء به).
(1897) البخاري، سر السلسة العلوية، ص40 هامش رقم (1)، ص 41؛ الطوسي، الغيبة، ص290؛ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص256 - 259؛ مهران، الإمامة وأهل البيت، ج2، 215؛ ولا يوجد أثر لوجود قبره في سامراء أو في دار أبيه في الوقت الحاضر ولا يوجد ما يدل على أثر هذا القبر المشار إليه.
(1898) ابن شاذان، مختصر إثبات الرجعة، ص56؛ الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص305؛ الطبرسي، الاحتجاج، ص265 - 266.
(1899) لم أجد أكثر مما ذكره الصدوق ابو الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام) وحامل كتبه إلى الأمصار.
(1900) هو ما يوضع فيه النفقة ويشد على الوسط، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص 140.
(1901) لم يذكر في كتب الرجال والتراجم ويعرف عقيد الخادم خدم مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) وحضر وفاة الامام العسكري (عليه السلام) هذا حسب ما نقل في الروايات المروية عنه، ينظر: الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ج5، ص251.
(1902) ولعلها اشارة إلى السفير الاول أو الثاني فكلاهما كان يعرف بالسمان كما ورد في تراجمهم مسبقاً.
(1903) فلج بين الاسنان تباعد بينهما، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص313.
(1904) اي جذبه، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص39.
(1905) ويدعى حاجز بن يزيد الوشاء من وكلاء الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) وله قضايا تدل على جلالته، وقد أخبر بموته الامام الحجة (عجل الله فجه) قبل يومين أو ثلاث من موته حين سئل بعض أهل الري لمن يعطون الأموال فأشار لهم في توقيع إلى ان يعطوها إلى محمد بن جعفر ابي الحسين الاسدي بعد ان خرج وصل بأموال عن طريق حاجز الوشاء وفيه: (ان أردت أن تعامل أحد فعليك بابي الحسن الاسدي بالري) ومات حاجز بعدها بيومين وخبر اهل الري وهذا التوقيع في سنة (290هـ/ 902 م)، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص415 - 417؛ المظاهري، الثقات الأخيار ص96؛ وخرج توقيع يؤيد وثاقته حاجز عن الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) حينما شك رجل بأمر حاجز يدعى الحسن بن عبد الحميد وذهب إلى العسكر فخرج اليه: (ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ترد ما معك إلى حاجز بن يزيد)، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص448 الطبرسي، سيرة المعصومين، ص434.
(1906) ينظر: المبحث الثاني من الفصل الأول، ص 88 - 95.
(1907) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص428 - 429.
(1908) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص607 - 608؛ النيلي، علي بن عبد الكريم، (من اعلام القرن الثامن)، المنتقى من السلطان المفرج عن أهل الإيمان، تحقيق: مركز الدراسات التخصصية، ط1، منشورات: بقية العترة، (قم، 1429هـ)، ص40 - 41؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص281 - 284؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص228 - 229؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص611 - 614؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج50، 332؛ المالكي، الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة، ص12.
(1909) الخرائج والجرائح، ج3، ص1101 - 1104.
(1910) الصراط المستقيم، ج2، ص256 - 257.
(1911) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص426.
(1912) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ص960؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص258؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص189؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص47؛ المازندراني، شرح اصول الكافي، ج7، ص316.
(1913) موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص297 - 298.
(1914) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص324.
(1915) وصية الإمام العسكري (عليه السلام) كانت إلى والدته المسماة حديث وتكنى ام الحسن بوقفه وصدقاته واسناد النظر في ذلك إليها دون غيرها وحرص على عدم ذكر اسم ولده في الوصية لستر أمره وحراسته كي لا تنتبه السلطة له وتجتهد في البحث عنه وخاصة ان من كان شاهداً على هذه الوصية خواص الدولة العباسية منهم تدبر مولى الواثق وعسكر الخادم مولى المأمون والفتح بن عبد ربه وثبتت الوصية عند قاضي الزمان، ينظر: المفيد، المسائل العشرة في الغيبة، ص63 - 64؛ ولعل قاضي الزمان المقصود هنا هو نفسه القاضي ابن ابي الشوارب الذي وضعت دار الامام العسكري (عليه السلام) تحت رقابته اثناء مرضه وكذلك هو الذي وضعت السيدة نرجس والدة الإمام الحجة كذلك تحت رقابته تحت أعين نسائه مع نساء القصر بعد وفاة العسكري، ينظر: ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص608؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص 284؛ وهذا القاضي هو ابو محمد الحسن بن محمد بن عبد الملك بن ابي الشوارب الاموي ولي القضاء في زمن المعتمد وقد ناب في قضاء سامراء سنة أربعين ومئتين توفي سنة مئتين واحدى وستين، ينظر: الذهبي: سير اعلام النبلاء، ج12، ص518.
(1916) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص427؛ للمزيد عن قضية الميراث ينظر: الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص310-329؛ المبحث الاول من الفصل الثالث من الاطروحة بما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) الخبر رقم (2).
(1917) الكليني، الكافي، ج1، ص323 - 324؛ الصدر، المهدي، ص160.
(1918) إكمال الدين، ج2، ص429 - 430.
(1919) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص431.
(1920) الثاقب في المناقب، ص608 - 609.
(1921) الراوندي، ج3، ص1104 - 1105.
(1922) ينظر: النجفي (صاحب كتاب منتخب الانوار المضيئة)، السلطان المفرج عن أهل الايمان فيمن رأى صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه)، تحقيق: قيس العطار، ط1، الناشر دليل ما، (قم، 1426هـ)، ص65 - 68؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص229 - 232؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص185 - 188؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص299 - 300 (يرويه باختصار)؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص47؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج16، ص26 - 27؛ المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج19، ص643 - 644 (باختصار)؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج6، ص239 - 243.
(1923) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص431.
(1924) الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص317 - 319.
(1925) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص431 - 432.
(1926) ويكنى أبو الحسن أصبح وزير في الدولة العباسية لكل من المتوكل والمعتمد وقيل انه كان عاقلاً حازماً استمر في الوزارة حتى وفاته سنة (263هـ/876م)، ينظر: الذهبي، دول السلام، تحقيق: حسين إسماعيل مروة، ط1، دار صادر، (بيروت، 1999م)، ج1، 235؛ الزركلي، الاعلام، ج4، ص198.
(1927) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص64.
(1928) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1109؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص50؛ الحائري، إلزام الناصب، ج1، ص 361.
(1929) الكليني، الكافي، ج1، ص324؛ المفيد، الإرشاد، ص432؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص372؛ المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص455؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص205؛ التبريزي، تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن الشبهات الواهية، ط1، الناشر، المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، (قم، 1433هـ)، ج2، ص455.
(1930) للمزيد أكثر ينظر: موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص303 - 310.
(1931) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 404.
(1932) الارشاد، ص439.
(1933) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص960؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص187؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص42؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص71؛ التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، ج12، ص240.
(1934) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص314 - 315.
(1935) حينما يقول إلى العمري وابنه لعله هنا يعطينا دلالة بأنهما كانا يقومان مقام الوكالة كليهما أو قل ان عثمان بن سعيد سفيراً وابنه ينوب عنه أي ممكن ان يقال ان محمداً بن عثمان قام بدور الوكالة ثم سفيراً بعد وفاة أبيه.
(1936) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص458 - 459.
(1937) الخرائج والجرائح، ج3، ص109 - 110.
(1938) النجفي، ص236-238.
(1939) المجلسي، بحار الانوار، ج53 - ص190؛ الكاشاني، المرتضى بن محسن بن محمد، (ت: 1115هـ/1703م)، معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام)، تعليق: علي الأحمدي الميانجي، ط3، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1431هـ)، ج2، ص296 - 298؛ القرشي، حياة الإمام المهدي، ص79 - 80؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص 119 - 121.
(1940) الطوسي، الغيبة، ص287 - 290؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص532 - 534؛ الحائري، إلزام الناصب، ج1، ص435 - 438؛ القرشي، حية الإمام المهدي، ص 76 - 79.
(1941) إكمال الدين، ج2، ص435.
(1942) الطوسي، الغيبة، ص290؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص535؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص؛ 227؛ المجلسي، بحار الانوار، ح50، ص227؛ الكاشاني، معادن الحكمة، ج2، ص280؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص440.
(1943) ابن كثير، تفسير القرآن، ج4، ص408 - 409.
(1944) الثمالي، تفسير القرآن الكريم، ص212؛ السيوطي، الدر المنثور، ج، ص331 - 332.
(1945) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص337؛ الزبيدي، 500 سؤال حول الامام المهدي، ط2، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2013م)، ص76.
(1946) الخصيبي، الهداية الكبرى، ص381 - 382؛ النوري، النجم الثاقب، ج2، ص11-12.
(1947) موسوعة الامام المهدي، ج1، ص335 - 336؛ وللوقوف على بعض الملابسات والتوضيح في موضوع جعفر مع بعض التحليلات التي تخص هذه المدة، ينظر: الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص 288 - 338.
(1948) ابن شاذان، مختصر اثبات الرجعة، ص 56 - 58؛ إكمال الدين، ج1، ص305؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص365 - 366.
(1949) التوقيع في الكتاب إلحاق شيء فيه، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج4، ص392؛ والتوقيع هو ما يلحق بالكتاب بعد الفراغ منه، ينظر: ابن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج6، ص134.
(1950) للطلاع على هذه التواقيع بكل مضامينها في باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم (عجَّل الله فرجه)، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص434 - 459.
(1951) علي بن عاصم شيخ الشيعة في وقته ومات في حبس المعتضد وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه وحبس في المطامير ومات، ينظر: الزراري، احمد بن محمد بن سليمان بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني الكوفي، (ت: 368هـ/ 978 م)، رسالة أبي غالب الزراري إلى ابنه في ذكر آل أعين وتكملتها لأبي عبد الله الغضائري، (ت: 411ه /1020م)، تحقيق: محمد رضا الحسيني، ط1، الناشر: مركز البحوث والتحقيقات الاسلامية، (قم، 1411هـ)، ص115؛ وبناء على ما طرح انه مات في زمن المعتضد العباسي اي ان وفاته كانت بين (279هـ/ 892م - 289هـ/901م)، ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج4 ص216.
(1952) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص434.
(1953) ينظر: المبحث الاول من الفصل الاول فقرة اسمه وكنيته وموارد النهي عن تسمية واسبابها.
(1954) النعماني، الغيبة، ص300؛ الطوسي، الغيبة، ص333؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص31؛ للاطلاع على الروايات التي تشير إلى النهي عن التسمية، ينظر: الغيبة، ص299 - 307.
(1955) ينظر: العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص242؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص33؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص273؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص44؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص561؛ الشيرازي، القواعد الفقهية، ط3، الناشر: مدرسة أمير المؤمنين (عليه السلام)، (قم، 1411هـ)، ج1، ص99؛ وللاطلاع اكثر عن حكم جواز التسمية ومن عدمه ينظر: العاملي، كشف التعمية في حكم التسمية، ص 16 - 123، (الكتاب كله يختص بهذا الموضوع جمع فيه من الروايات ما توضح حكم البوح بالتسمية من عدمه).
(1956) هو ابو علي محمد بن ابي بكر بن همام بن سهيل الكاتب الاسكافي جليل القدر ثقة له روايات كثيرة توفي سنة(336هـ/ 947م)، ينظر: الطوسي، الفهرست، ص141.
(1957) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص435.
(1958) التمحيص، تقديم محمد باقر الأبطحي، نشر وتحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، د.ط، (قم، د. ت)، ص17.
(1959) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص437؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص339؛ الكاشاني، معادن الحكمة، ج2، ص309؛ نجاد، محمد تقي أكبر، موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، منشورات: مسجد جمكران المقدس، (قم، 1427هـ)، ص153.
(1960) الكافي، ج1، ص228 - 229.
(1961) من وكلاء الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من أهل همدان وخرج اليه العديد من التواقيع في هذا الباب، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 405؛ وقيل انه من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص403.
(1962) التقريع تعني التعنيف، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص222.
(1963) يقال قوام الامر نُظامه وعماده وقوام اهل بيته أو قيام أهل بيته هو الذي يقيم شأنهم والقيام المدبر وغيرها من المعاني، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج11، ص357 - 361.
(1964) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص335.
(1965) القمي، ص140.
(1966) الغيبة، ص 345 - 346.
(1967) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص439؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة؛ البحراني، المحجة، ص175؛ الحويزي، نور الثقلين، ج4، ص332؛ الجابلقي، علي أصغر بن محمد البروجردي، (ت1313هـ/ 1895م)، طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، تحقيق: مهدي الرجائي، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1410هـ)، ج2، ص328؛ الأبطحي، مرتضى الموحد، الشيعة في أحاديث الريقين، ط1، الناشر: المؤلف، (د. م، 1416ه)، ص539.
(1968) يشير الطوسي بان هنا المقصد في الرواية إلى من كان مذموماً وسيء المذهب من الخدم أو الوكلاء ممن كانوا بخدمة الأئمة (عليهم السلام) وفي زمان الغيبة كذلك من الممدوحين والمذمومين ويورد أسماءهم وطرف من أخبارهم أي أنه ليس أمراً عاماً بل على بعضهم، ينظر: الغيبة، ص346 - 417.
(1969) الغيبة، ص345؛ بحار الأنوار، ج51، ص343؛ الجابلقي، طرائف المقال، ج2، ص327.
(1970) ابن الحجام، تفسير ابن الحجام، ص255 - 256.
(1971) الثمالي، تفسير ابي حمزة الثمالي، ص273.
(1972) الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص137؛ الكاشاني، تفسير الصافي، ج1، ص359؛ البحراني، البرهان، ج6، ص333.
(1973) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 435.
(1974) الطوسي، الغيبة، ص290؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص535؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص339؛ المجلسي، بحار الأنوار، ح50، ص227؛ القمي، الأنوار البهية، 373.
(1975) ينظر: المبحث الثاني من الفصل الثالث من البحث.
(1976) الثمالي، تفسير أبي حمزة الثمالي، ص273.
(1977) تركنا الخوض في هذا الموضوع اذ فيه تفصيلات فقهية كثيرة وتأخذ مساحة واسعة من البحث تطرق إليها الكليني بما ورد فيه من روايات وأحاديث عنهم (عليهم السلام) يعطي فكرة للتساؤلات المطروحة فيها، ينظر: الكافي، ج1، ص345 - 352؛ وكذلك في بيان تفصيلاته ومستحقيه وأقسامه ينظر: ابن حمزة، ابي جعفر محمد بن علي الطوسي، (من أعلام القرن السادس الهجري)، الوسيلة إلى نيل الفضيلة، تحقيق: محمد الحسون، ط1، الناشر: مكتبة المرعشي، (قم، 1408 ه)، ص133 - 140.
(1978) الغريم يعني صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه) وكانت الشيعة ترمز قديماً بينها ويكون خطابها للتقية، ينظر: المفيد، الإرشاد، ص451؛ وقيل بان تسميته من قبل الشيعة بالغريم دليل واضح على إيمان قواعده الشعبية لأنه دائن لهم بحقوق وأموال وأنهم مرتبطون به مالياً إلى جانب الارتباط العقائدي، للمزيد ينظر: الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص596.
(1979) محمد بن جعفر ابو الحسين الكوفي الاسدي ساكن الري كان ثقه توفي سنة (313ه / 925)، وقيل انه من الوكلاء الممدوحين في الري كما ورد عن ذلك ان خرجت إليه له عدة تواقيع عن طريق السفراء وثقه الحجة (عجَّل الله فرجه) وامر بالتعامل معه بعد موت حاجز بن يزيد وله كتاب الرد على اهل الاستطاعة، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص415؛ الفهرست، ص 151؛ كذلك ينظر ترجمة حاجز الوشاء المبحث الاول من هذا الفصل في البحث، ص438؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص619.
(1980) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص437، ص456.
(1981) الكافي، ج1، ص336.
(1982) الطبري، دلائل الإمامة، ص 281؛ المفيد الإرشاد، ص435؛ الحلبي، تقريب المعارف، ص196؛ الطوسي، الغيبة، ص416 - 417؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص286 - 287.
(1983) الصفار، بصائر الدرجات، ص232-233؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج26، ص137.
(1984) اي ما تيسر لك من دَين وقيل يستنض حقه من فلان، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص277.
(1985) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص437.
(1986) ينظر: القمي، الإمامة والتبصرة، ص 140؛ الكليني، الكافي، ج1، ص333؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص 281؛ المفيد الإرشاد، ص448 - 449؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص214؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص79؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص295.
(1987) الواضح هنا ان المقصود هو الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) الذي بعث إلى ابي عبد الله الجنيد.
(1988) لم اعثر له على ترجمته اذ يوجد غيره بلقب الجنيد لكن لم أجد من يترجم لأبي عبد الله بن الجنيد، ولعله هو نفسه ابو عبد الله الجنيدي الذي ذكره الصدوق في جملة من رأى وكلم الإمام الحجة ووقف على معجزه ومن الوكلاء في بغداد، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص405؛ كذلك ورد عند الخوئي اذ لم يترجم له في باقي الكتب الرجالية، ينظر: معجم رجال الحديث، ج22، ص244.
(1989) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص437.
(1990) القمي، الإمامة والتبصرة، ص141؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص436؛ الراوندي، الخرائج، ج2، ص704؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص143؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص326.
(1991) الصفار، بصائر الدرجات، ص241؛ الكليني، الكافي، ج1، ص155؛ عاشور، علي، المكنون من علم آل محمد، ط1، دار الصفوة، (بيروت، 2009م)، ص171.
(1992) ولهذا مصاديق كثير بما روي عنهم في وراثة العلم للمزيد ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص131 - 137.
(1993) عده الصدوق من الوكلاء في الاهواز، وهو ابن ابراهيم بن مهزيار قيل ان أباه لما حضرته الوفاه دفع اليه مالا واعطاه علامة لمن يسلم المال والتقى بالعمري في بغداد وعرفه بالعلامة وأعطاه المال، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص404؛ الكشي، رجال الكشي، ص377؛ وعده الطوسي من أصحاب الحسن العسكري (عليه السلام)، ينظر: رجال الطوسي، ص402؛ اما قصة أبيه وكيف اوصى اليه ينقل عن محمد بن ابراهيم قال: (اجتمع عند ابي مالاً جليلاً فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعاً له فوعك وعكاً شديداً، فقال: يا بني ردني فهو الموت واتق الله في هذا المال وأوصى الي ومات فقلت في نفسي لم يكن ابي ليوصي بشيء غير صحيح احمل هذا المال إلى العراق واكتري داراً على الشط ولا اخبر احداً فان وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد (عليه السلام) والا تصدقت [ عند الكليني والا قصفت به، والمفيد والا أنفقته في ملاذي ] به فقدمت العراق واكتريت داراً على الشط فإذا أنا برسول معه رقعه فيها يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علماً فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي راس[ هكذا وردت في المصادر] فاغتممت فخرج الي: قد اقمناك مقام ابيك فأحمد الله)، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص332؛ الخصيبي، الهداية، ص368؛ المفيد الارشاد، ص448؛ الطوسي، الغيبة، 281 - 283؛ نجاد، موسوعة توقيعات الامام المهدي، ص99.
(1994) لم يذكر في المصدر انها خرجت من اي واحد من السفراء فعلى الأرجح انه العمري الأول كونه قريب عهد به.
(1995) في معنى للكلمة تأتي من الموت أو سرعة الموت، ينظر: المقرئ، احمد بن محمد بن علي الفيومي، (ت: 770هـ/1368م)، المصباح المنير، ط1، الناشر: مكتبة لبنان، (بيروت، 1987م)، ص250.
(1996) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 438.
(1997) التفسير المنسوب إلى الامام ابي محمد العسكري (عليه السلام)، تحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط2، الناشر: عطر عترت، (قم، 1433هـ)، ص604.
(1998) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص1117؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص230 - 231؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص108؛ المجلسي، بحار الانوار، ج53، ص185.
(1999) ينظر: المبحث الثالث من الفصل الثاني الفقرة الرابعة، وكذلك الفصل الثالث من البحث اذ ورد الكثير من أحاديث آبائه (عليهم السلام) بهذا الصدد.
(2000) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص438.
(2001) يكنى ابا القاسم غالي المذهب له كتب منها كتاب فرق الشيعة، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص410.
(2002) احدى مدن خراسان قيل ان من بناها ذو القرنين للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج5، ص113.
(2003) خوزستان إحدى محلات اصفهان المشتهرة بزراعة الحبوب والنخيل، ينظر الحموي: معجم البلدان، ج2، ص404 - 405؛ والخوزستاني هذا لم يذكر اسمه اومن هو ولعله أشار اليه كونه شخصية مشهورة في حينها أو ذا مال أو سلطه لذا يعد دلالة لمن ينسب للبلاد مع أو عند الناس ولعله الرجل من منطقة خوزستان.
(2004) إكمال الدين، ج2، ص439.
(2005) لم أجد للكاتب المقصود في الرواية ترجمة بهذا الاسم.
(2006) الغيبة، ص415.
(2007) كذلك أم أجد ترجمة بهذا الاسم.
(2008) الراوندي، ج2، ص695.
(2009) ينظر: البحراني، مدينة المعاجز، ج 8، ص168؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص294، ص363؛ نجاد، موسوعة توقيعات الإمام المهدي، ص297.
(2010) بلخ إحدى مدن خراسان المشهورة فتحها المسلمون في زمن عثمان، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، 479.
(2011) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص439.
(2012) القمي، ص141.
(2013) ينظر: الطبري، دلائل الإمامة، ص282؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص599؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص232؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص109.
(2014) الكليني، الكافي، ج1، ص152؛ البحراني، ينابيع المعاجز واصول الدلائل، تحقيق: فارس حسون كريم، ط1، النشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، (قم، 1416هـ)، ص104؛ عاشور، حقيقة علم آل محمد، ص61.
(2015) بما أن الرقعة التي حملها الرسول هذا لا تحتوي على كتابة وصاحبها خط فيها بإصبعه يمكن القصد انه قد وضع علامة أو إشارة أو مجرد حرك إصبعه عليها من دون كتابة شيء أو بدون حبر أو واسطة كتابه لعلمه بان من يرسل إليه هذا الرقعة يعرف شأنها أو ما فيها والأرجح إن فيها علامة إذ كان الرد على نفس الرقعة بعبارة: (كما تدور).
(2016) محتمل ان الرجل ذهب يسأل في دار الإمام فالمرجح انه التقى جعفر عم الإمام (عجَّل الله فرجه)، ويتضح من اسلوبه انه جعفر عم الامام اذ كذب على الرجل محاولاً أخذ المال منه الا أن الرجل لم يقتنع بجوابه وخرج منه.
(2017) ولعل المقصود هنا حامل الرسالة نفسه انه حين لم يقتنع بالجواب خرج يبحث على من يعطيه دلالة المال والرقعة.
(2018) في المخطوط (غدر به)، ينظر: إكمال الدين المخطوط، ص301؛ وهذا كما أخرجها المجلسي في خبر التوقيع كذلك (غدر)، ينظر بحار الأنوار، ج51، ص327.
(2019) ويظهر من سياق الحديث إن اللصوص استهدفوا المال وقصدوا الصندوق فزاغ المال عن أبصارهم اذ لم يكن بداخله فاخذوا ما فيه بدل المال المستهدف الذي كان فوقه فيجوز أن يقال إن هذا المال غزر أو غرر بسببه وكان هذا إخبار بالغيب، ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1130، هامش (3).
(2020) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص439.
(2021) الإمامة والتبصرة، ص142.
(2022) الطبري، ص282.
(2023) الراوندي، الخرائج، ج3، ص1129، ابن حمزة، الثاقب في المناقب؛ ص599؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص110.
(2024) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 440.
(2025) الكليني، ج1، ص336.
(2026) ينظر: ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص611؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص327؛ الحسيني، محمد رضا، الدّرر توقيعات المهدي المنتظر، ط1، الناشر: العارف للمطبوعات، (بيروت، 2015 م)، ص110.
(2027) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص 370.
(2028) يقال ليكتفي عن حاجتي ويعفني عنها اي يحبسني عنها وقيل كفت الشيء يكفته كفتاً وكفته ضمه وقبضه فيقال كفته الله اي قبضه الله والكفأت من مصدر كفت اذا ضم وقبض وكفأت الأرض ظهرها للأحياء وبطنها للأموات وتستخدم للأحياء والأموات كذلك يقال تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم وتكفتهم أمواتا في بطنهم، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص117.
(2029) تأتي من الحلم والرفق وعدم الاستعجال وتأتي من التأني ويقال أناه يؤنية إيناء أي أخره وحبسه وأبطأه، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص250.
(2030) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص440.
(2031) الكافي، ج1، ص335.
(2032) دلائل الامامة، ص 284.
(2033) عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص366؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص611؛ ابن طاووس، فرج المهموم، ص244 البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص111؛ الحسيني، الدرر في توقيعات المهدي المنتظر، ص162.
(2034) عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص 311؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص378.
(2035) هو من المذمومين الذي ورد اسمه في التوقيع الخارج عن الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) في لعن مدعي السفارة، للمزيد ينظر: الطوسي، الغيبة، ص411؛ احمد بن هلال العبرتائي منسوب إلى عبرتا قرية بناحية اسكاف بني جنيد من قرى النهروان غال ورد فيه ذم كثير من سيدنا ابي محمد العسكري (عليه السلام) وله روايات وتعد غير مقبولة ولد سنة (180هـ/796م) وتوفي (269هـ/882م)، ينظر: الحلي، خلاصة الأقوال، ص81.
(2036) ولعله السفير الاول بحسب وفاة العبرتائي سنة (269هـ) كان وقت سفارة عثمان بن سعيد الذي توفي (280هـ).
(2037) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص440.
(2038) المجلسي، بحار الانوار، ج 51، ص328؛ الحسيني، الدرر في توقيعات المهدي المنتظر، ص162.
(2039) ذكره الصدوق من الوكلاء للناحية المقدسة في أذربيجان، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص404؛ وهو القاسم بن العلا بن الفضيل بن اليسار الهندي ابوه من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقيل انه عمر مائة وسبعة عشر سنة، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص347؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص211.
(2040) الكشي، رجال الكشي، ص379 - 380؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج50، ص318؛ القزويني، الإمام المهدي من المهد حتى الظهور، ص213 - 215؛ نجاد، موسوعة توقيعات الإمام المهدي، ص90-91.
(2041) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص212؛ القطيفي، نعمة المنان، ص385.
(2042) الحسن بن الفضل بن يزيد وقيل بن زيد اليماني ممن رأى الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) ووقف على معجزاته ودخل سامراء ووقف على عشر دلالات ذكره الصدوق في اسماء وكلاء الناحية هو وابوه في اليمن، ينظر الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص405، ص440 - 441؛ الطوسي، الغيبة، ص282؛ وترجم له الخوئي، هكذا بالاعتماد على المصادر التي ذكرت روايته، ينظر: معجم رجال الحديث، ج6، ص88.
(2043) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص440.
(2044) لم يذكر في المصدر ما هي تلك المعاني أو الأسئلة المطروحة.
(2045) قرية من قرى مكة تقع بين مكة والجحفة وقيل بين المسجدين وهي ذات نخل وزرع، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص121 - 122.
(2046) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص441.
(2047) لم يوضح الصدوق من هو ابو جعفر، وفي المصادر التي نقلت الرواية تقول: هو محمد بن احمد وقيل انه من الوكلاء يومها، ينظر: الكليني، الكافي، ج1، ص334؛ المفيد، الارشاد، ص450؛ وهو ابو جعفر محمد بن احمد بن جعفر وقيل القمي ولقب العطار أدرك الإمام الهادي (عليه السلام) ومن اصحاب ابي محمد العسكري (عليهما السلام) ووكيله، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص402؛ لم أجد في كتب الرجال من كان وكيلاً بهذا الاسم غير ابو جعفر هذا.
(2048) لعله الامام (عجَّل الله فرجه) فلماذا لم يخبر ابو جعفر الرجل بالأمر من البداية وهو من الوكلاء ولماذا اخبره بان يذهب للمسجد ودخل عليه الرجل وضحك وكأنه يعرفه فالأرجح انه الامام، أما أبو جعفر مأمور بأن يحيل الرجل للذهاب للمسجد.
(2049) يقال إن العِدلان الحملان على الدابة من جانبين وجمعه أعدال يعدل احدهما بالآخر في الاستواء والعدلُ أحد حملي الجمل والعديل الذي يعادلك في المحمل، للمزيد ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج3، ص110 - 111.
(2050) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص441.
(2051) الكافي، ج1، ص334.
(2052) الحلبي، ص194.
(2053) ينظر: المفيد، الإرشاد، ص450 - 451؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص433؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص251؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص225 - 226؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص328.
(2054) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص282؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص407؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص311.
(2055) هو ابو الحسن علي بن محمد بن العدوي الشمشاطي كان شيخاً في الجزيرة ومن أفاضل أهل زمانه له كتب كثيرة، ينظر: ابن داود، تقي الدين الحسن بن علي بن الحلي، (ت: بعد 707هـ/1307م)، رجال ابن داود، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، ط1، الناشر: المطبعة الحيدرية، (النجف الاشرف، 1972م)، ص141.
(2056) لم أعثر له على ترجمه ولعله رجل من الشيعة.
(2057) نوع من انواع السفن الكبيرة تتخذ للقتال، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص360.
(2058) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص441.
(2059) بنو تميم بطون كثير ولم اجد فيها بطن يدعون بنو حنظلة ولعله اسم لأسرة متفرعة من بطن من بطون بني تميم وللمزيد ينظر: القلقشندي، ابي العباس احمد، (ت:821هـ/ 1418م)، نهاية الارب في معرفة أنساب العرب، تحقيق: ابراهيم الأبياري، ط3، دار الكتاب اللبناني، (بيروت، 1991م)، ص117 - 191.
(2060) من المحتمل أنه اطلق عليهم هذا الاسم لركوبهم البحر بتلك المراكب التي تسمى البوارج والتي تستخدم للقتال.
(2061) الكافي، ج1، ص333.
(2062) الهداية الكبرى، ص372.
(2063) الارشاد، ص449-450.
(2064) ينظر: الحلبي، تقريب المعارف، ص193؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص250؛ الحلي، المستجاد من كتاب الارشاد، تحقيق: محمد البدري، ط1، الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية، (قم، 1417هـ)، ص266 - 267؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص329؛ الحسيني، الدرر في توقيعات المهدي المنتظر، ص164.
(2065) الصدوق، عيون، أخبار الرضا، ج2، ص240؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص184.
(2066) الكليني، الكافي، ج1، ص163؛ البحراني، ينابيع المعجزات، ص147.
(2067) المفيد، الاختصاص، ص246؛ البحراني، ينابيع المعجزات، 137.
(2068) نصر بن عبد ربه ابو الرجاء المصري خرج بعد مولانا ابي محمد العسكري (عليه السلام) لطلب مولانا الحجة المنتظر (عجَّل الله فرجه) فوقف على معجزة صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه): ترجم على وفق ما ذكر في رواية الصدوق، ينظر: الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ج8، ص68؛ ولم نجد ترجمته عند غيره.
(2069) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص442.
(2070) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص698 - 699؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص213؛ البحراني، ؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص330؛ نجاد موسوعة توقيعات الامام المهدي، ص284.
(2071) لعله يقصد مدينته نصيبين التي هو وكيل فيها، وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة تقع في مفترق طرق القوافل بين الموصل وبلاد الشام، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج5، ص289.
(2072) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص442.
(2073) المجلسي، بحار الانوار، ج51، 330.
(2074) محمد بن هارون بن عمران الهمداني الذي ذكره المصنف من الوكلاء في همدان، الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص404؛ المفيد، الإرشاد، ص454؛ لا توجد له ترجمة خاصة في كتب الرجال أكثر من هذا.
(2075) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص442 - 443.
(2076) من الوكلاء في الري ترجم له مسبقاً.
(2077) عبد الوهاب، عيون المعجزات، 318؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص100.
(2078) ذكره الصدوق من ضمن الوكلاء في بغداد، ينظر: إكمال الدين، ج2، ص404؛ ولم اجد له ترجمة.
(2079) نقلت الراوية في بعض المصادر ذكر فيها قارورة وليس بستوقة، ينظر: عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص364؛ والظاهر من خلال الروايات كثرة استخدامها مع الأدوية وألفاظ الطب فالبستوقة هنا تعني عبارة عن وعاء يستخدم لحفظ الأدوية فيها وهي أشبه بزجاجة حفظ الأدوية، ينظر: الزيات، بي عتاب عبد الله، (ت: 401هـ/ 1010م)، طب الأئمة، تحقيق: محمد مهدي حسن الخرسان، ط2، (قم، 1411هـ)، ص129؛ المجلسي، بحار الانوار، ج59، ص164؛ والبستوقة من الفخار وهي معربة من كلمة بستو، ينظر: الزبيدي، تاج العروس، ج25، ص78.
(2080) البنفسج نوع من انواع الرياحين يستخرج منه عطور ودهان يستخدم لبعض العلاجات ومنها الصداع والحمى، ورد فيه عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (فضل البنفسج على الادهان كفضل الإسلام على الاديان نعم الدهن البنفسج ليذهب بالداء من الرأس والعينين فادهنوا به)، ينظر: الكليني، الكافي، ج6، ص328؛ الأنصاري باسم، موسوعة طب الأئمة، ط2، دار المرتضى، (بيروت، 2007م)، ج1، ص100، وقوله: (بنفسجين) الظاهر خلط معه شيء آخر وكان يطلق على خلطهما معاً بنفسجين.
(2081) إكمال الدين، ج2، ص443.
(2082) الظاهر انه دعا له قبل أن تحمل زوجة هذا الرجل بأربعة أشهر.
(2083) إكمال الدين، ج2، ص443 - 445.
(2084) ينظر: عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص364؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص443، ج3، ص1131؛ ابن طاووس، فرج المهموم، ض247؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص233؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص302-304؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص331 - 332.
(2085) عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص 328؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص179؛ العاملي، إثبات الهداة، ج4، 442.
(2086) الكليني، الكافي، ج1، ص320؛ العاملي، إثبات الهداة، ج4، ص421.
(2087) الصهر زوج البنت وزوج الأخت يقال له صهر، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، 428.
(2088) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص447.
(2089) العاملي، إثبات الهداة، ج5، 304؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص333؛ مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام)، موسوعة كلمات الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ط1، الناشر: مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام)، (قم، 1433هـ)، ص96 - 97.
(2090) لم اعثر له على ترجمة كون المصنف لم يوضح من هو فقط ذكره بكنيته ويتضح انه رجل موالي وثقة كون ابو جعفر أمنه على سر الحادثة والواضح ان هذا الحديث كان قبل وفاة العسكري (عليه السلام).
(2091) العباسية اسم لعدة مدن وقرى بنيت في أزمنة مختلفة منها العباسية في مكة والعباسية في صعيد مصر والعباسية في القيروان والعباسية في بغداد وعلى الأرجح هي المقصودة هنا وكانت احدى محلات بغداد وعلى الظن انها خربت الآن وكانت بالقرب من محلة باب البصرة وتنسب إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس اقطعت ارضها له ايام المنصور العباسي، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص75 - 76.
(2092) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص447.
(2093) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص304؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص333؛ الحسيني، الدرر في توقيعات المهدي المنتظر، ص193 - 194؛ موسوعة كلمات الإمام المهدي، ص90.
(2094) من اصحاب العسكري (عليه السلام) ووكيلاً له ترجمنا له مسبقاً ينظر: ص 473 هامش (5).
(2095) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص447.
(2096) الطوسي، ص343.
(2097) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1132؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص304؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص293.
(2098) من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص139، لم أجد أكثر من ذلك.
(2099) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص294؛ العاملي، إثبات الهداة، ج4، ص104.
(2100) لم أعثر على ترجمة له.
(2101) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص448.
(2102) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص304؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص334؛ الحسيني، الدرر في توقيعات المهدي المنتظر، ص170.
(2103) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص448.
(2104) اثبات الهداة، ج5، ص305؛ بحار الأنوار، ج51، ص 334.
(2105) الصفار، بصائر الدرجات، ص433؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج26، ص55.
(2106) جعفر بن حمدان عده المصنف من الوكلاء الناحية في همدان، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج2، 405.
(2107) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص449.
(2108) ينظر: العاملي، وسائل الشيعة، ج21، ص385 - 386؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج53، ص186؛ الجواهري، محمد حسن النجفي، (ت: 1266هـ/ 1849م)، جواهر الكلام في شرح شرايع الإسلام، تحقيق: محمود القوجاني، د. ط، دار الكتب الإسلامية (طهران، د. ط)، ج31، ص224؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج19، ص132؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص274 - 275.
(2109) فيها كثير من التفصيلات عن حكم الارث للطلاع ينظر: الطوسي، الوسيلة، ص309 - 342؛ البحراني، الحدائق الناظرة، ج25، ص33 - 35.
(2110) من أصحاب الإمام الهادي والعسكري (عليه السلام)، ينظر الطوسي، رجال، ص388 - ص400؛ التفريشي، نقد الرجال، ج3، ص295.
(2111) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص449.
(2112) الكليني، الكافي، ج1، ص 336؛ المفيد، الإرشاد، 454؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص280؛ الطوسي، الغيبة، 283 - 284؛ عبد الوهاب، عيون المعجزات، ص365؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص464؛ ابن حمزة، الثاقب بالمناقب، ص590؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، 305.
(2113) الصفار، بصائر الدرجات، ص 228، ص467؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص145، ص249.
(2114) ابن شاذان ابي الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسين القمي، (من اعلام القرنين الرابع والخامس الهجريين)، مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: نبيل رضا علوان، ط2، الناشر: أنصاريان، (قم، 1413هـ)، ص41؛ عاشور، حقيقة علم آل محمد، ص14.
(2115) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، 463.
(2116) لم ترد له ترجمة مستقلة قد اورده النجاشي من ضمن حديثه عن علي بن الحسين القمي والد الصدوق، وهو من وكلاء الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) كان تصل المكاتبات منه إلى السفير الثالث الحسين بن روح ومنها المكاتبة التي طلب فيها والد الصدوق الدعاء له بان يرزق بولدين وولد ببركتها الشيخ الصدوق واخيه، ينظر: رجال النجاشي، ص250؛ وكذلك يعد من شيوخ الصدوق ومن روى عنهم، ينظر: الصدوق، معاني الأخبار، ص64.
(2117) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص450.
(2118) الطوسي، الغيبة، ص368-372؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص355؛ الحائري، إلزام الناصب، ج1، 425؛ الامين، أعيان الشيعة، ج6، ص22.
(2119) سئل الامام الهادي (عليه السلام) قيل له: (انه ربما مات الميت عندنا وتكون الأرض ندية فنفرش القبر بالساج قبل أن نطبق عليه فهل يجوز ذلك؟ فكتب: ذلك يجوز)، ينظر: الكليني، الكافي، ج3، ص112.
(2120) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص450.
(2121) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص366؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص435؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1120؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص351.
(2122) الحلي، خلاصة الاقوال، ص387؛ ابن داود، رجال ابن داود، 323.
(2123) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص450.
(2124) العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص305؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص335.
(2125) الصفار، بصائر الدرجات، ص561؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص58.
(2126) والد الشيخ الصدوق والحديث هنا يشير به إلى ولادة الشيخ الصدوق.
(2127) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص450 - 451.
(2128) النجاشي، رجال النجاشي، ص 250 - 251؛ الطوسي، الغيبة، ص320؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص436؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1124؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص614؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص210؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص306؛ الحسيني، الدرر توقيعات المهدي المنتظر، ص43.
(2129) تولى امر السفارة بعد وفاة الشيخ ابو القاسم بن روح سنة(326ه / 937م) بالوصية له للقيام بامر السفارة لا يعرف تاريخ ولادته قيل انه بقي في السفارة ثلاث سنوات حتى وقت وقوع الغيبة الكبرى وتوفي سنة (329هـ/ 941م)، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص394؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51؛ الطهراني، الذريعة، ص360؛ ج4، ص58؛ ولقب بالسمري نسبة إلى منطقة سمر قيل انها بين البصرة وواسط، الحموي، معجم البلدان، ج3، ص246؛ للمزيد عن حياة السمري، ينظر: علي، المهدي المنتظر، ص239 - 243؛ إبراهيم، مدعو المهدوية، ص295 - 302.
(2130) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص451.
(2131) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص437؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، 1128؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص614؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص145؛ الكاشاني، معادن الحكمة، ج2، ص289.
(2132) الطوسي، الغيبة، ص394؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص251؛ الاصبهاني، محمد باقر الموسوي الخوانساري، روضات الجنات في احوال العلماء والسادات، ط1، الدار السلامية، (بيروت، 1991م)، ج4، ص267؛ ويضع احد المؤرخين تفصيلاً شاملاً لهذا اللغط الحاصل بهذا التاريخ ويثبت إن سنة الوفاة للسمري والقمي في نفس السنة (329هـ/941م)، للمزيد ينظر: الكلباسي، ابي المعالي محمد بن محمد بن ابراهيم، (ت:1315هـ/ 1898م)، الرسائل الرجالية، تحقيق: محمد حسين الدرايتي، ط1، دار الحديث، (قم، 1422هـ)، ج2، ص353 - 355.
(2133) الطوسي، الغيبة، ص395 - 396؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص431؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، 321.
(2134) سميت سنة (329 ه) بسنة تناثر النجوم لكثرة وفاة العلماء فيها كالكليني والصدوق والسمري وبداية وقوع الغيبة الكبرى، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، ص361، ص251؛ الحلي، خلاصة الاقوال، ص406؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج58، ص233.
(2135) الصفار، بصائر الدرجات، ص592؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج5، ص411.
(2136) من مشايخ الصدوق، ينظر: الصدوق، معاني الاخبار، ص65؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج17، ص364، لم أجد من يترجم له في كتب الرجال أو التراجم.
(2137) جعفر بن أحمد بن متيل القمي وكيلاً للإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) كان في جملة من يتصل بالسفير الثاني محمد بن عثمان العمري حتى كان يقوم مقامه وكان العمري في آخر أيامه لا يأكل طعاماً الا في منزله، ثم اصبح اتصاله مع ابي القاسم الحسين بن روح، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص369.
(2138) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص451.
(2139) الطوسي، الغيبة، ص370؛ الراوندي، الخرائج، ج3، ص1121؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص217.
(2140) قرية من قرى أصبهان وتعرف بآوة وأهلها من الشيعة، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص50.
(2141) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص452.
(2142) الغيبة، ص321.
(2143) الراوندي، الخرائج، ج3، ص1121؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص320؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، 336.
(2144) الصفار، بصائر الدرجات، ص590؛ المازندراني، مناقب آل اب طالب، ج4، ص238، واورد المازندراني كثير من الاخبار في هذا الجانب، للمزيد ينظر: مناقب آل ابي طالب، ج4، ص 237 - 251.
(2145) وكيل الوقف بواسط من خلال التعليقة الظاهرة عند الصدوق ما يدل على جلالة قدره، ينظر: الأمين، أعيان الشيعة، ج5، ص266؛ لم أجده في كتب الرجال.
(2146) لم اعثر له على ترجمة.
(2147) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 452.
(2148) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، 1119 - 1120؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص598؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص336؛ الموسوي، ياسين، الحيرة في عصر الغيبة، ط2، الناشر: قسم الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية المقدسة، (كربلاء، 2008م)، ص117 - 118.
(2149) هو علي بن احمد العلوي العقيقي له عدة كتب منها كاتب المسجد وكتاب الرجال قيل انه كان يسكن بدرب الشواء في بغداد، ينظر: الطوسي، الفهرست، ص97؛ ولعله قبل هذه الحادثة كان ساكناً في بغداد ثم انتقل للعيش في مصر ومات فيها.
(2150) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 452 - 453.
(2151) الطوسي، ص317 - 319.
(2152) العاملي، ج5، ص 307.
(2153) المجلسي، ج51، ص337 - 338؛ الجابلقي، طرائف المقال، ج2، ص634.
(2154) من مشايخ الصدوق، ينظر: الصدوق، مشيخة الفقيه، ص212.
(2155) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص455 - 456.
(2156) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص324 - 326؛ الراوندي، الدعوات، ص66؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص214؛ المجلسي، بحار الانوار، ج44، 273.
(2157) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص456.
(2158) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص599؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص176؛ نجاد، موسوعة توقيعات الامام المهدي، ص356.
(2159) الصدوق، الخصال، ص528؛ البحراني، ينابيع المعجزات، ص341.
(2160) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 456.
(2161) ابن حمزة، ص600.
(2162) ينظر: البحراني، مدينة المعاجز، ص 177؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص339.
(2163) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص471.
(2164) لم أعثر له على ترجمة والظاهر انه موالي يبحث عن إمامه.
(2165) قيل أشط في القضية أ جار وأشط في السوم واستط أي بعد، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص142.
(2166) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 457.
(2167) الغيبة، ص323.
(2168) النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص 235، المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص340، ج53، ص196.
(2169) الكليني، الكافي، ص204.
(2170) المرجئة فرقة تعتقد انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعه وان الله أخر تعذيبهم عن المعاصي وقالوا ان الإيمان بلا عمل وسموا مرجئه لإرجائهم حكم أهل الكبائر إلى يوم القيامة، للمزيد ينظر: القمي، سعد بن عبد الله ابي خلف الاشعري، (ت:299ه وقيل 301هـ/911 م، 913م) المقالات والفرق، تصحيح وتقديم: محمد جواد مشكور، ط1، الناشر: مطبوعات عطامي، (طهران، د. ت)، ص131.
(2171) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص457.
(2172) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص1132؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص600؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص340؛ القمي، الانوار البهية، ص350.
(2173) الكليني، الكافي، ج6، ص31.
(2174) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص457.
(2175) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص361؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص547 - 548؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1112؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص349؛ الكاشاني، معادن الحكمة، ج2، ص290.
(2176) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص459-462.
(2177) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 325.
(2178) ينظر: الكافي، ج1، ص211؛ النعماني، الغيبة، ص170؛ الطوسي، الغيبة، ص334؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص420 ابن طاووس، جمال الاسبوع، ص314؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص146.
(2179) ينظر: الطوسي، مصباح المجتهد، تصحيح: حسين الاعلمي، ط1، مؤسسة الاعلمي، (بيروت، 1998م)، ص294-296؛ ابن طاووس، جمال الأسبوع، ص315 - 318(يذكر الدعاء كاملاً)؛ المجلسي، بحار الانوار، ج53، ص187190؛ الكاظمي، بشار الإسلام، ص163؛ الحسيني، الدرر توقيعات المهدي المنتظر، ص46 - 49.
(2180) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص331 - 333.
(2181) القمي، الإمامة والتبصرة، ص127؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص420؛ ابن طاووس، جمال الاسبوع، ص256 (يورد فقرات الدعاء كاملاً)؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص22.
(2182) القمي، الامام والتبصرة، ص124؛ الكليني، الكافي، ص187؛ داود، نشأة الشيعة، ص247.
(2183) لم أعثر له على ترجمه.
(2184) احدى نواحي خراسان مدينة كبيرة تقع بين نيسابور ومرو، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص208.
(2185) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص463.
(2186) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1126 - 1128؛ ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص 602؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص207 - 209؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص309؛
(2187) الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بابي علي البغدادي من مشايخ الصدوق لم يروي عنه في باقي كتبه فقط في الاكمال، ينظر: معاني الأخبار، ص49.
(2188) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 464-465.
(2189) ينظر: ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص601-602؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1123-1125؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص179؛ نجاد، موسوعة توقيعات الامام المهدي، ص362.
(2190) الطوسي، الغيبة، ص324 - 326؛ المجلسي، بحار الانوار، ج44، ص273.
(2191) وعاء من خشب، ينظر: الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص875.
(2192) كلمة غشي هنا من أصل غشيت وتأتي بمعنى غطى كأن تقول غشيت الشيء غطيته، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص76 - 77، والظاهر أن المقصود هنا غشيهم الفرح أي غطاهم الفرح.
(2193) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص465.
(2194) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص 603؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص 1126؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج8، ص 180؛ نجاد، موسوعة توقيعات الامام المهدي، ص 363.
(2195) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص466 - 467.
(2196) للمزيد ينظر: الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج1، ص335؛ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج2، ص175؛ الاستبصار فيما اختلف فيه من الاخبار، تحقيق: حسن الموسوي، ط3، دار الكتب الإسلامية، (طهران، 1390هـ)، ج1، ص291؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج8، ص527، (يضع البروجردي في كتابه بحثاً مفصلاً في معنى من أكل مالهم (عليهم السلام) واكثر حديث عن الخمس هنا في هذا المعنى، للمزيد ينظر: جامع أحاديث الشيعة، ج8، ص523 - 531.
(2197) ينظر: الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص546 - 547؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص118؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج53، ص 182؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج6، ص129 - 133(واخرج في المعجم كم من المصادر التي تشير إلى هذا الخبر).
(2198) يقول الصدوق: (معنى اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع فسمي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا المعنى يتيماً وكذلك كل امام بعده يتيم بهذا المعنى والآية في أكل موال اليتامى ظلماً [قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعيراً﴾ (النساء: 10) ] فيهم نزلت وجرت بعدهم في سائر الايتام، كمال الدين، ج2، ص468؛ تفسير الآية ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص223.
(2199) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص225؛ الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص467؛ البحراني، البرهان، ج2، ص187.
(2200) الطبراني، أبي القاسم سليمان بن احمد، (ت: 360هـ/970م)، المعجم الأوسط، تحقيق: معاذ طارق وعبد المحسن إبراهيم، ط1، دار الحرمين، (القاهرة، 1995م)، ج2، ص360؛ الطوسي، أمالي الطوسي، ص290.
(2201) من مشايخ الصدوق إذ نقل عنه في الكتاب ثلاث روايات، ينظر: ملحلق رقم (1).
(2202) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص468.
(2203) ينظر: الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص 547؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1118؛ الكاشاني، معادن الحكمة، ج2، ص301.
(2204) إكمال الدين، ج2، ص468، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص175؛ البحراني، الحدائق الناظرة، ج22، ص303؛ اليزدي، محمد كاظم الطباطبائي، العروة الوثقى، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1423هـ)، ج6، ص255.
(2205) الطوسي، تهذيب الاحكام، ج9، ص158؛ البحراني، الحدائق الناظرة، ج22، ص303.
(2206) سنتطرق لهما في المبحث اللاحق.
(2207) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص462.
(2208) ينظر: الاسكافي، منتخب الانوار، ص92؛ الطوسي، الغيبة، ص395؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1128؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص431؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص545؛ ابن حمزة الثاقب في المناقب، ص603 - 604؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص321؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص360.
(2209) الطوسي، الغيبة، ص356؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص347.
(2210) الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج1، ص430، ويضع الصدر بحثاً تحليلياً مفصلاً عن دور السفراء في هذا الجانب واخبارهم بالغيبيات وكيف هو منهاج عملهم في السفارة واخراج التواقيع كذلك يوضح إمكانية تشابه الخطوط بين الاب والابن وانه من الممكن ذلك اذ لا يمكن ذكرها هنا لكثرة تفرعاتها وطولها، للمزيد ينظر: موسوعة الامام المهدي، ج1، ص 419 - 436.
(2211) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص435؛ الطوسي، الغيبة، ص290، ص362؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص534.
(2212) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص466؛ المجلسي، بحار الانوار، ج50، ص286.
(2213) الكليني، الكافي، ج1، ص337؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص435؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج1، ص 603.
(2214) الصفار، بصائر الدرجات، ص588؛ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص260.
(2215) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص216؛ البحراني، ينابيع المعاجز، ص305 - 306.
(2216) البحراني، ينابيع المعجزات، ص303.
(2217) الفراهيدي، كتاب العين، ج1، ص396.
(2218) الرازي، مختار الصحاح، ص171.
(2219) ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ص72؛ ابن منظور، لسان العرب، ج1، 374.
(2220) الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص195 - 196.
(2221) من أصل حتم والحتم يعني اللازم الواجب الذي لابد من فعله، ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ص186؛ ويقال الحتم احكام الامر والحتم القضاء وجمعه حتوم وحتم عليه الشيء اي أوجبه، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص52؛ والتفريق بين فهم العلامات وشراط الظهور اذ فيها بحث مطول يوضح الفرق بين هذه وتلك وامكانية تحققها واسباب وجود تلك الشروط والعلامات وارتباطها بعصر الظهور قبله بمدة قصيره أو طويلة، للمزيد عن الموضوع، ينظر: الصدر، موسوع الامام المهدي، ج2، ص393 - 449.
(2222) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص310، ص312 - 313.
(2223) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص582، ص584.
(2224) الصدوق - إكمال الدين، ج1، ص313.
(2225) لعل الاخبار ببني العباس هنا اشار ودلالة على ان كل ما يقولونه اهل البيت (عليهم السلام) سيتحقق حتى تصدق الناس ما بعده من احداث على اختلاف السنين فالمعروف تاريخياً ان ملك بني العباس قد ذهب ولعل اخبارهم ببني العباس واختلافهم وذهاب ملكهم هذا قبل ان يتحقق وتحقق اما انهم يحكمون حتى عصر الظهور فمن المرجح انها اشارة إلى الأنظمة الفاسدة التي تشبه حكم بني العباس وتسلطهم على الناس وقد يكون دولة من الدول ممن هم من نسل العباس يحكمون قبل عصر الظهور، ففي رواية عن علي بن ابي حمزة يروي ان الامام موسى ابن جعفر (عليه السلام) قال له: (يا علي لو ان اهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني قلت له: سيدي امره من المحتوم؟ قال نعم، ثم اطرق هنيئة ثم رفع راسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع ويذهب حتى يقال لم يبق منه شيء ثم يتجدد حتى يقال ما مر به شيء) وفي بعض الروايات في أحاديث المعصومين في حديثهم عن العلامات الحتمية يضعون هلاك بني العباس اولها وان نظام تتابع العلامات مثل نظام الخرز متتابع: (انما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً)، وعن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ذهب ملكهم) والمعروف ان دولة العباسيين اسست بعد وفاة الإمام الباقر (عليه السلام) بثمانية عشر عاماً اذ توفي سنة (114هـ)، وتولى ابو العباس السفاح أو خلفاء العباسيين سنة (132هـ)، للمزيد ينظر: النعماني، الغيبة، ص270، ص 314؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص268؛ وللمزيد عن بداية حكم العباسيين وظهورهم ينظر: المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص252؛ (ويضع الصدر تحليلاً يوضح فيه ذهاب ملك العباسيين مع علامات الظهور) ينظر: موسوعة الإمام المهدي، ج2، ص425459؛ وقد يكون المقصود من دولة بني العباس هي دولة من الدول من نسل العباس في آخر الزمان.
(2226) إكمال الدين، ج2، ص585.
(2227) سيرة المعصومين، ص417؛ كشف الغمة، ص 329 - 330.
(2228) الامامة والتبصرة، ص128.
(2229) الكافي، ج8، ص166.
(2230) الغيبة، ص261 - 262، ص266، ص272.
(2231) الصدوق، ج1، ص303.
(2232) الارشاد، ص457.
(2233) الغيبة، ص435، ص437.
(2234) سير المعصومين، ص440 - 441.
(2235) كشف الغمة، ج3، ص 257.
(2236) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص582، ص584.
(2237) النعماني، الغيبة، ص286؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص245.
(2238) الطوسي، الغيبة، ص447؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص210.
(2239) غمر تعني الكثير وقيل ان الغمر هو الغرق والغمرة الشدة وغمر كل شيء شدته كغمرة الهم والموت ونحوهما وغمرات الحرب والموت وغمائرها شدائدها وتأتي من باب الحيرة وقيل ان الغمر هو الحقد والغل، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص116 - 119؛ ولعل ورودها هنا تعني كثرة الفتن التي يغرق فيها للمجتمع ووقوعه في شده.
(2240) البرسي، مشارق انوار اليقين، ص64؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص163؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص254؛ سليمان، يوم الخلاص، ص547؛ الصغير، الإمام المهدي المنتظر، ص 189.
(2241) لم اجد له ترجمة.
(2242) مختصر اثبات الرجعة، ص63 - 63.
(2243) حركة تدعو للإمام المهدي ونصرته وخروجها قبل الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) يقودها رجل من خراسان يدعى الخراساني وهناك آراء تقول انه هو الحسني أو الحسيني أو الهاشمي لتقارب الروايات في حركاتهم وهناك من يقول انهم حركات مختلفة كلها تنصر الإمام تخرج من خراسان يحملون الرايات السود ويكون على مقدمة جيش الخراساني رجل يقال له شعيب بن صالح وقيل ايضاً انه صاحب حركة مستقلة وقيل ان شعيب هذا قائد جيوش الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وجيش الخراساني يهزم جيش السفياني حتى ينزل الخراساني في بيت المقدس ويوطئ للإمام المهدي سلطانه، للاطلاع عن حركة الخراساني اذ فيها تفاصيل كثيرة لا يسع المقام لذكرها جميعاً هنا، للمزيد ينظر: المروزي، الفتن، ص188؛ النعماني، الغيبة، ص301؛ البرسي، مشارق انوار اليقين، ص168؛ السيوطي، العرف الوردي، ص35، ص65؛ سليمان، يوم الخلاص، ص 554 - 575؛ تبريزيان، عباس، العد التنازلي في علامات ظهور المهدي، ط2، دار الاثير، (بيروت، 2004 م)، ص105 - 154.
(2244) النعماني، الغيبة، ص264.
(2245) ابن شاذان، مختصر اثبات الرجعة، ص65؛ المفيد، الارشاد، ص469؛ الطوسي، الغيبة، ص447؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1163؛ الموسوي، الحتميات من علائم الظهور، 402.
(2246) الطوسي، أمالي الطوسي، ص934؛ سليمان، يوم الخلاص، ص549.
(2247) النعماني، الغيبة، ص46؛ البحراني، غاية المرام، ج2، ص173.
(2248) النعماني، الغيبة، ص317؛ الطوسي، أمالي الطوسي، ص934.
(2249) النجفي، سرور اهل الايمان في علامات ظهور صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه)، تحقيق: قيس العطار، ط2، دار: دليل ما، (قم، 1428هـ)، ص53؛ تبريزيان، العد التنازلي في علامات ظهور المهدي، ص165، ص175.
(2250) الكليني، الكافي، ج8، ص123.
(2251) في خبر قيل انه يخرج من دمشق من واد بارض الشام ومعه أخواله من بني كلب واسمه معاوية بن عتبة وهو ربعة من الرجال دقيق الوجه جهوري الصوت طويل الأنف عينه اليمنى يحسبه من يرى اعور ويظهر الزهد يبايعه ثلاثين الفاً من كلب وأكثر أنصاره من كلب ويسفك الدماء ويكثر في زمانه الكفر والفسق ويكثر القتل ويقتل العلماء ويرسل جيشاً للعراق من سبعين الفاً فيقتل مائة الف فيخرج له رجل من تميم شعيب بن صالح فيهزمهم ويبعث بجيش لمكة فينهبها ثلاثة ايام ثم يبعث جيشاً للمدينة حينها يظهر المهدي (عجَّل الله فرجه) في مكة فيجهز له السفياني جيشاً من ثلاثين الف فيخرجون له فيخسف الله بهم الارض لا يفلت مهم الا رجلان يوصلان الخبر للسفياني، وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سئل عن اسمه قال: (حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمه بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان بن صخر بن امية بن عبد شمس ملعون في السماء ملعون في الارض اشر خلق الله (عزَّ وجلَّ) أبا والعن خلق الله جدا...يقتل من كان اسمه محمداً واحمد وعليا وجعفراً وحمزة وحسناً وحسيناً وفاطمة وزينب ورقية وام كلثوم وخديجة وعاتكة حنقاً وغضباً لآل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)) وخاتمة أمره أن يهزم جيشه في الكوفة ويهرب السفياني فليحقه بعض أصحاب الإمام ويأسرونه ويؤتى به إلى الإمام (عجَّل الله فرجه) ويقتله، للمزيد ينظر: ابن حماد، الفتن، ص 165 - 174؛ السلمي، عقد الدرر، ص 125، ص142 - 164، ص94؛ السيوطي، العرف الوردي، ص 24، 65، 75، ص107 - 109؛ الفتلي، مهدي حمد، نهج الخلاص، ط1، الناشر: مكتبة الشهاب الثاقب، (بغداد، 2006م)، ص635 - 652؛ الموسوي، جلال، السفياني حتم مر، ط4، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 2015 م)، ص30 - 95؛ السويعدي، أخبار الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، (ت: 229هـ/843م) دراسة مقارنة، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، (بغداد، 2017م)، ص 303 - 335؛ في رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) يذكر ان اسمه عثمان بن عبسه من ولد يزيد بن معاوية، ينظر: الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 397، والظاهر من القصد انه من نسل بني امية فالنسب هنا مرفوع ولا يتسلسل به ويذكر باختصار.
(2252) نسبة إلى هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس زوجة ابي سفيان لما استشهد حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) استخرجت كبده وأكلته، ينظر: ابن الاثير، اسد الغابة، ج7، ص281.
(2253) اليابس لفظ ضد الرطب والوادي اليابس نسب إلى رجل وقيل منه يخرج السفياني في آخر الزمان، ينظر: معجم البلدان، ج5، ص424، الوادي اليابس لم يترجم له احد أو يحدد موقعه بالضبط فقط الحديث يشير إلى انها المنطقة التي يخرج منها السفياني في آخر الزمان وعلى ظاهر الروايات انها منطقة في بلاد الشام يخرج منها.
(2254) اي مربوع الخلقة لا بالطويل ولا بالقصير، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج5، ص114.
(2255) ورد في التاريخ من هو بهذا الاسم عثمان بن عنبسه بن ابي سفيان ابن أخ معاوية وابن اخت الزبير وقد كان لدى بني امية رغبة في استخلافه بعد معاوية بن زيد وكان بدمشق وأبى ان يستخلف ووجد من نسله شخص اخر يسمى عثمان بن عنبسة الاصغر، ينظر: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج40، ص14 - 19.
(2256) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص584.
(2257) سيرة المعصومين، ص442.
(2258) الراوندي، ج3، ص1150.
(2259) النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص54؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص350؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص205
(2260) قبائل كثيرة وبطون واسعة منتشرة في كثير من المناطق منهم من سكن في عدد من مناطق الشام فبطن من عامر بن صعصعة، وفيهم بطن من قضاعة يسمون بنو كلب وبطن من ربيعة وبطن من بجلية ومن خثعم وبنو كنده من كلب وبنو كلفة، وهناك تفرعات كثيرة لبطون كلب منتشرة هنا وهناك، للمزيد ينظر: القلقشندي، نهاية الارب، ص401، ص407 - 408، والرواية اعلاه لم توضح السفياني من اي من بطون كلب لذا عرفناها بصورة عامة، اما بحسب الروايات التي تقول ان السفياني ينتمي نسباً إلى يزيد بن معاوية، فعرف تاريخياً أن أخوال يزيد بن معاوية ينتمون لكلب فأمه ميسون اصلها من كلب وهي بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة بن جناب الكلبي من كلب بن وبرة احدى بطون قضاعة، ينظر: ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، مراجعة: عبد المنعم خليل، ط5، دار الكتب العلمية، (بيروت، 2009م)، ج2، ص 451، ص452-457؛ ابن كثير البداية والنهاية، ج8، ص463؛ ومن المحتمل ان المقصودين هنا في الرواية أصلهم من هؤلاء.
(2261) ابن حماد، الفتن، ص165؛ الحنبلي، فرائد فوائد الفكر، ص306؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، 463.
(2262) النعماني، الغيبة، ص317؛ الطوسي، الغيبة، ص461؛ الموسوي، السفياني، حتم، ص53.
(2263) غير معلوم ما القصد بثاري واي ثار للسفياني هذا لم يتضح في الروايات.
(2264) إكمال الدين، ج2، ص585.
(2265) العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص350؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص205.
(2266) اي يا رب اطلب ثاري ولو كان بدخول النار، ينظر: النعماني، الغيبة، ص318، هامش (2).
(2267) النعماني، الغيبة، ص318؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص253.
(2268) الطوسي، التبيان، ج7، ص207.
(2269) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص583 - 586.
(2270) السبزواري، 348.
(2271) النعماني، الغيبة، ص311، ص313؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص204.
(2272) النعماني، الغيبة، ص275؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص366.
(2273) الطوسي، تهذيب الأحكام، ج4، ص333؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج10، ص80.
(2274) الحميري، قرب الإسناد، ص374؛ العطاردي، مسند الإمام الرضا، ج1، ص217.
(2275) تبدأ حركة السفياني في الشام بعد احداث طبيعية وسياسية وعسكرية ميدانية يستغلها السفياني لصالحه، فقد روي عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: رجفه تكون بالشام يهلك فيها اكثر من مائة الف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين... فاذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا فاذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستولي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي (عليه السلام))، وعن الباقر (عليه السلام): (... فاول ارض تخرب ارض الشام يختلفون عند ذلك ثلاث رايات راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني) وهؤلاء الاثنين يتغلب عليهم السفياني ويقتلهم وهذه الرايات الثلاث كلها رايات فساد تبحث عن السلطة والسيطرة، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (... وذا كان ذلك خرج السفياني... يخرج بالشام فينقاد له اهل الشام الا طوائف من المقيمين على الحق...)، والشام تصيبها فتنة وبعدها قتال الرايات الثلاثة وتحدث فيها مقتلة عظيمة ويحارب الابقع والاصهب ستة اشهر ويذل اهل الشام ويسيطر على كورها ويتوجه منها إلى قرقيسيا لمحاربة الاتراك وينصر عليهم ثم يتوجه تحو العراق ويفتك باهلها في بغداد حتى قيل انه على اثر حربه تأكل الوحوش جيف القتلى تلك التي تبقى عدة اسابيع وتصطبغ المياه بلون الدماء ثم يتوجه نحو الكوفة ويفتك بشيعة اهل البيت ثم يوجه انظاره إلى الحجاز مكة والمدينة اذ يرسل بجيشه ويستبيح المدينة ويظهر الامام في مكة فيتوجه جيش الملعون نحوها فيخسف به الارض في البيداء، للمزيد ينظر: النعماني، الغيبة، ص310 - 31؛ السلمي، عقد الدرر، ص121، ص125، ص143 - 154(اخرج السلمي روايات طويلة تبين اغلب تفاصيل حركته وسيطرته في الشام)؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص517 - 524؛ الموسوي، السفياني حتم، ص52 - 59، (وقد اقتصرنا عن حربه وسيطرته على الشام بهذه الروايات كون الموضوع يطول شرحه وله تفرعات أكثر وتركناها توخياً للاختصار اذ لم يشر اليها مصنف الكتاب موضوع البحث الا بالاحاديث العامة والتي تخبر برمزية هذه الأمور) كذلك للمزيد ينظر: السويعدي، أخبار الامام المهدي، ص324 - 327.
(2276) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص585.
(2277) القمي، الامامة والتبصرة، ص130.
(2278) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص443؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص206؛ الامين، اعيان الشيعة، ج2، ص73.
(2279) الطوسي، الغيبة، ص462؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص 1159.
(2280) النعماني، الغيبة، ص316؛ السلمي، عقد الدرر، ص155؛ المرعشي، شرح احقاق الحق، ج29، ص596.
(2281) النعماني، الغيبة، ص 310؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص248.
(2282) الطوسي، الغيبة، ص463؛ الحصيني، عبد الرحيم، الامام المهدي قيادة معاصرة، ط1، الناشر: مركز اور للدراسات، (د. م، د. ت)، ص234.
(2283) للصوت البعيد والنداء بعد مدى الصوت والنداء الدعاء بأرفع صوت، أما الصيحة تعني صيحة العذاب والصيحة الغارة والصيحة مصدر يراد به الصياح، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج14، ص97، ج7، ص 449.
(2284) وهي بيعة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قبل مجموعة من الانصار في منى بمنطقة العقبة عندما كان يعرض نفسه على القبائل وعرض الإسلام على مجموعة من ستة أشخاص من الخزرج فاسلموا فعرفت ببيعة العقبة الاولى فلما رجعوا إلى المدينة ذكروا لقومهم الخبر ودعوهم إلى الإسلام فلما اتى العام القادم أتى منهم أثنا عشر رجلاً والتقوا بالنبي في منى بالعقبة واسلموا وبايعوا النبي فعرفت ببيعة العقبة الثانية وارسل معهم مصعب بن عمير إلى يثرب يعلمهم ويقرئهم القرآن فلما رجع في السنة التالية في موسم الحج خرج إلى الحج من الأنصار ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتين وقدموا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبايعوه فعرفت ببيعة العقبة الثالثة وكانت بيعتهم سراً، للمزيد ينظر: ابن هشام، سيرة النبي، ج2، ص47 - 48، ص58 - 59، ص71 - 72؛ الوشنوي، حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وسيرته، ج1، ص201-206؛ أما عن صيحة ابليس في العقبة قيل انها بعد بيعة العقبة الثانية اي بعد ان تمت البيعة، صرخ الشيطان من راس العقبة بأنفذ صوت سمع قال: (يا أهل الجباجب [المنازل ] هل لكم في مذمم والصباة [ جمع صابي يقال للرجل اذا اسلم صابي ] معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم]: هذا أزب العقبة [اسم شيطان في العقبة] استمع اي عدو الله أما والله لأفرغن لك) أي لإبطال امرك، ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص364، هامش(5 و6)؛ القرطبي، الجامع لإحكام القرآن، ج17، ص168؛ المجلسي، بحار الانوار، ج60، ص256.
(2285) إكمال الدين، ج2، ص583.
(2286) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، 1160، النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص308؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص204.
(2287) النعماني، الغيبة، ص273.
(2288) النعماني، الغيبة، ص265 - 266؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص168.
(2289) النعماني، الغيبة، ص272؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص294.
(2290) النعماني، الغيبة، ص265؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص365؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص455.
(2291) إكمال الدين، ج2، ص 585.
(2292) العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص350؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص206.
(2293) النعماني، الغيبة، ص263، ص274؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص295.
(2294) الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص316؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص452؛ القرشي، حياة الامام المهدي، ص318.
(2295) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص584 - 586.
(2296) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص349؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص204؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص167.
(2297) النعماني، الغيبة، ص 263.
(2298) النعماني، الغيبة، ص260 - 261؛ السلمي، عقد الدرر، ص169.
(2299) النعماني، الغيبة، ص267؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص80؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص168.
(2300) الطوسي، الغيبة، ص177؛ الحويزي، نور الثقلين، ج4، ص46.
(2301) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص584.
(2302) القمي، ص 130؛ المجلسي، بحار الانوار، 205؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص 179.
(2303) اذا كان بالطريق الاعجازي يفهمه كل قوم بألسنتهم اما ان قيل لا بالوسائل الحديثة ممكن اي شيء.
(2304) ومن المرجح ان المقصود هو عثمان بن عنبسه.
(2305) الكليني، الكافي، ج1، ص166(وليس فيه كل قوم بألسنتهم)؛ المفيد، الارشاد، ص457 (ليس فيه كل قوم بألسنتهم) ص457؛ الطوسي، الغيبة، ص 435، ص461؛ الراوندي، الخرائج، ج3، ص1162 - 1163.
(2306) الرازي، كفاية الأثر، ص388؛ الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص337؛ العطاردي، مسند الإمام الرضا، ج1، ص223.
(2307) الطوسي، الغيبة، ص454؛ الهندي، البرهان، ص109.
(2308) يقال المكان خسفا اي غار في الارض، ينظر: المقرئ، المصباح المنير، ص65؛ وفي المعنى قيل خسف به الارض خسفاً اي غاب فيها وخسف المكان يخسف خسوفاً ذهب في الأرض ويقال خسف بالرجل أو القوم اذا اخذته الارض ودخل فيها والخسف هو إلحاق الارض الاولى بالثانية، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج4، ص91.
(2309) مكان يقع بين المسجدين يسمى البيداء وتقع بالقرب من المدينة وفي الروايات إن الخسف في البيداء الذي يقع في آخر الزمان يقع في تلك المنطقة وتسمى بيداء المدينة، ينظر: مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص580؛ وقيل انها أرض ملساء بين مكة والمدينة وقيل اقرب إلى مكة وقديماً كان قوماً يغزون البيت فبعث الله (عزَّ وجلَّ) جبرائيل فقال يا بيداء أبيديهم، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص523.
(2310) إكمال الدين، ج2، ص582.
(2311) عمق الشيء قعره والعمق المطمئن من الاراضي، والعمق كورة بنواحي حلب بالشام، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص156.
(2312) يقال ان الحرة هي كل أرض ذات حجارة سوداء واسم الحرة يطلق على كثير من ديار العرب ومنها الحرة التي على طريق مكة أو بالقرب منها وتسمى حرة شوران، وعلى طريق المدينة هناك أكثر من مكان يدعى الحرة منها حرة ليلى وحرة ميطان وحرة النار، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج2، ص245 - 250، والمرجح هنا في الرواية هي الحرة التي على طريق مكة وذلك بحسب الروايات المذكورة بان الظهور المقدس سيكون في مكة.
(2313) النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج4، ص565؛ السيوطي، العرف الوردي، ص50؛ الهندي، البرهان، ص113.
(2314) مجمع الزوائد، ج7، ص434.
(2315) النعماني، الغيبة، ص316.
(2316) تفسير ابي حمزة، ص274؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص173.
(2317) قيل هو واد في بطن منطقة إضم قرب المدينة المنورة، وقيل انه واد بالقرب من مكة ذو نخل وعيون كثيرة، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص 214 - 215، ج5، ص104.
(2318) لم توضح الرواية من هو عاملة.
(2319) الحسيني، تأويل الآيات، ج2، ص478؛ البحراني، البرهان، ج3، ص355.
(2320) الثنية طريق العقبة والثنية الطريقة في الجبل وقيل هي العقبة، وتسمى الثنية البيضاء قرب مكة وهي بالطريق من المدينة إلى مكة اسفل مكة قبل ذي طوى، وطوى واد مشهور بمكة في طريق الطائف، والعقبة جبل طويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طريق صعب إلى صعود الجبل، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص58، ج4، ص 45، ص135؛ ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص 142.
(2321) الفتن، ص203؛ الهندي، كنز العمال، ج11، ص277، مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج2، ص357.
(2322) القطيفة جمعها القطائف كساء مخمل وفرش مخملة، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج 11، ص229؛ ولعل هذا الراعي وجد اغطيتهم أو خيمهم لان الرواية تقول يأتي منهزم لعله مكان قد استقروا فيه للاستراحة فلم يجد سوى هذه الاغطية بعضها خسف به وبعضها على ظهر الأرض اي بقى ظاهراً مما يعطينا فكره انه الخسف هنا هو انشقاق الأرض بهم.
(2323) السيوطي، الحاوي، ج2، ص67؛ الهندي، القول المختصر، ص49.
(2324) الطبري، جامع البيان، ج 19، ص 310؛ الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج، ص95.
(2325) السلمي، عقد الدرر، ص158 - 164؛ القمي، تاريخ الامام الثاني عشر، ص165 - 166؛ الموسوي، الحتميات من علائم الظهور، 222 - 223؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص 133 - 140؛ وقد ورد في معجم أحاديث الإمام المهدي عشرات الروايات التي تتحدث عن الخسف بمخرجاتها لا يسع المقام للتطرق اليها هنا، للمزيد ينظر: ج2، ص351 - 357، ص 367 - 367؛ ج4، ص119 132، ص 143 - 159، ص 379، ص392، ص423 - 429؛ ج7، 499 - 505.
(2326) قيل ان الذين ينجون من الخسف ثلاثة يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم، ينظر: النعماني، الغيبة، ص290.
(2327) الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص185؛ البحراني، عبد الله نور الله (من تلامذة العلامة المجلسي)، عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال في أحوال الإمام الحجة بن الحسن المهدي، ط1، الناشر: عطر عطرت، (قم، 1432هـ)، ج 5، ص15 - 16، وللاطلاع على الرواية كاملة ينظر: مختصر بصائر الدرجات، ص179 - 194؛ عوالم العلوم، ج5، ص5 - 82.
(2328) ليست ظاهرة الخسف هذه الأولى من نوعها بل حصلت ظواهر خسف في الامم السابقة منها ساخت الأرض وخسفت بقارون وأصحابه لما تآمر مع بني اسرائيل على موسى (عليه السلام) ليرموه بامرأة زانية حينها اوحى الله له: (مر الأرض بما شئت، قال يا ارض خذيهم)، وكذلك قوم لوط اهلكم الله بان قلب الأرض عليها سافلها بجناح جبرائيل (عليه السلام)، للمزيد ينظر: ابن الجوزي، المنتظم، ج1، ص285، ص367 - 368؛ وغيرها من الأمثلة كثير ذكرت في مصادر التاريخ العام بحديثها عن تاريخ الأمم قبل الإسلام.
(2329) زكاء الرجل يزكو اذا صلح وزكيته بالتثقيل نسبة إلى الزكاء وهو الصلاح، ينظر: المقرئ، المصباح المنير، ص97؛ ويقول ابن منظور: (والزكاة من الصلاح ورجل تقي زكي اي زاك من قوم اتقياء أزكياء...) ينظر: لسان العرب، ج6، ص64.
(2330) إكمال الدين، ج1، ص 313.
(2331) ينظر: ابن شاذان، مختصر اثبات الرجعة، ص66؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص447؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص 343؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص192؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص167؛ الامين، أعيان الشيعة، ج2، ص80؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج2، ص503.
(2332) ابي شيبة، المصنف، ج8، ص679؛ السيوطي، العرف الوردي، ص52.
(2333) الطوسي، الغيبة، ص464 الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص 1154.
(2334) يقال مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت اي ان موضع البيت بكة وموضع القرية يسمى مكة، ومكة هو الحرم كله، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج5، ص181 - 182؛ لذا يمكن القول أن مدينة مكة هي كل الحرم والقرية المحيطة بها وبكة هو موضع البيت فالأرجح في الرواية ان المدينة فيه هي المقصود منها مكة.
(2335) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص325.
(2336) من المرجح انه هو نفسه النفس الزكية محمد بن الحسن كونه يقتل بين الركن والمقام وهو من نسل الهاشميين.
(2337) ولعله هو الرجل الذي اشير اليه انه يخرج في الكوفة بمجموعة من الضعفاء ويقتله امير جيش السفياني في ما بين الحيرة والكوفة، ينظر: النعماني، الغيبة، ص289؛ السلمي، عقد الدرر، ص157؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص 238.
(2338) محمد الملقب هنا بالنفس الزكية هو من اعقاب الحسن المثنى ابن الحسن الزكي (عليه السلام) ولد سنة (100 ه وقتل سنة 145هـ) في نصف رمضان وقيل في الخامس والعشرين من رجب وطبقت عليه بعض احاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى لقب بالمهدي وضن البعض حينها انه هو المهدي وقيل انه قتل بأحجار الزيت وكانت حربه مع العباسيين مع أنصاره خارج المدينة ولما تفرق أصحابه قتل بالقرب من داره، للمزيد ينظر: ابن عنبة، عمدة الطالب، ص121 - 123.
(2339) كشف الغمة، ج3، ص 255، ص259؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص290؛ الاربلي. (الاربلي يقول ان النفس الزكية غير محمد بن عبد الله)؛ ويضع الصدر الروايات القائلة بخبر الفتى الهاشمي ومحمد بن عبد الله بن الحسن وكذلك خبر نفس زكية الذي تذبح مع سبعين في الكوفة حيث يأخذها بالتحليل والمناقشة ويقول ان هؤلاء ليس هم المقصودين بروايات النفس الزكية التي تذبح في مكة قبيل الظهور المقدس ويضع عدة قرائن تثبت رفعاً لأي اشتباه يحصل في ذلك بحسب الروايات لان النفس الزكية لابد أنْ تذبح بين الركن والمقام وهذه الأسماء أو المشار اليهم لا تنطبق مع تلك الروايات حول النفس الزكية المذبوح قبل أيام من الظهور، للمزيد ينظر: موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص504 - 511؛ وان ما يهم في الموضوع إن النفس الزكية المعني بأهمية الروايات هو من يكون بينه وبين القيام المقدس خمسة عشر ليلة.
(2340) النجفي، سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان، ص93 - 95؛ بحار الانوار، ج52، ص307؛ القزويني، الإمام المهدي من المهد حتى الظهور، ص446.
(2341) قيل في معنى الضيعة في الأصل من الضياع ويقال مات ضيعة وضيعاً وضياعاً أي غير مفتقد، ينظر: ابن منظور لسان العرب، ج106؛ ومن المحتمل أن هذا الرسول يأخذ معه أخاه عند ذهابه إلى مكة ويقتل هو وأخوه ضيعة أي دون ان يدركهم احد في مكة أو ينقذهم أو يحاول إنقاذهم أو يفتقدهم وان أخاه يقتل في المدينة وهو في مكة وكلاهما من المحتمل يدعيان النفس الزكية كونهما من أصحاب القائم.
(2342) الطوسي، الغيبة، ص464؛ المجلسي، حار الأنوار، ج52، ص207.
(2343) المفيد، المسائل العشرة في الغيبة، ص110.
(2344) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص583.
(2345) المفيد، الإرشاد، ص459؛ الطوسي، الغيبة، ص445؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص442؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1162؛ البراقي، حسين احمد النجفي، تاريخ الكوفة، تحقيق: ماجد احمد العطية، ط1، الناشر: المكتبة الحيدرية، (قم، 1424هـ)، ص112.
(2346) من المرجح إنهم احدى القبائل التي يرجع نسبها إلى قريش.
(2347) النعماني، الغيبة، ص266؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص234؛ الامين، أعيان الشيعة، ج2، ص80.
(2348) ويعرف ابن الصياد وكذلك ابن صائد وفي عدد من احاديث للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذكر فيها وصفه وبقاءه ومقتله منها قال) الدجال رجل قصير جعد أعور مطموس العين...) وفي حديث قال: (اعور العين اليمنى...) وقال: (الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر...) وقال: (انه لا يولد له)، وقال عن مدة مكثه في الارض: (اربعين يوماً أو اربعين شهراً أو اربعين عاماً... ويبعث الله عيسى بن مريم كانه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه)، وعن اتباعه قال: (يتبع الدجال من يهود اصبهان سبعون الفاً...) وقال: (وليس من بلد الا يسطوه الدجال الا مكة والمدينة...) وقال: (معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار)، وفي بعض المعاني انه يأتي بالخوارق وانه بحسب ما روي طويل العمر ويعيش في جزيرة في البحر بحسب ما ورد في قصة الجساسة والمروي عن تميم الداري النصراني والذي تتطابق حديثه مع حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بذكر خبر الدجال ومخرجه، ينظر: مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص596-607، الأحاديث (2927، 2932، 2933، 2934، 2942، 2940، 2942، 2944)؛ وقيل عنه حين يخرج بفتنته: (فوالله ان الرجل ليأتيه وهو يحسب انه مؤمن فيتبعه مما يبعث من الشبهات...)، وقيل ان عيسى يقتله: (عند المنارة البيضاء شرقي دمشق...)، ابو داوود، سنن أبي داوود، ج3، ص31، (4319، 4320، 4321)؛ وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (يمكث أبو الدجال وامه ثلاثين عاماً لا يولد لهما ثم يولد غلام أعور...)، ينظر) الترمذي، سنن الترمذي، ج4، ص100، (224)؛ الشافعي، كمال الدين محمد بن طلحة، (ت: 652هـ/1254م)، الدر المنتظم في السر الاعظم، تحقيق: ماجد أحمد عطية، ط1، دار الهادي، (بيروت، 2004م)، ص199؛ الشامي، محمد بن يوسف الصالحي، (ت: 942هـ/1535م)، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، تحقيق: عادل احمد عبد الموجود، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1993م)، ج10، ص173 - 182؛ وقيل انه رجل من اليهود يخرج في آخر هذه الامة وسمي الدجال لأنه يدجل الحق بالباطل ولأنه يغطي الأرض بكثرة جموعه ويغطي على الناس بكفره ويدعي الربوبية وسمي بالدجال لكذبه واغلب انصاره من اليهود ويدعي الالوهية، وكلمة دجال تعني المموه ويقال الذهب أو يطلق على ماء الذهب بالدجال وبه شبه الدجال لأنه يظهر خلاف ما يضمر، وفتنه كثيره يخدع بها الناس ويصدقه البعض، وسمي المسيح دجالاً لان عينه ممسوحة وكذلك ان عيسى المسيح (عليه السلام) مسيح الهدى، وان الدجال مسيح الضلالة، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج4، ص294؛ ج13، ص99؛ ولعله سمي بالمسيح الدجال لكونه يدعي انه هو المسيح كذباً وزوراً أو لأنه ممسوحة احدى عينيه؛ وللمزيد ينظر: الموسوي، الحتميات من علائم الظهور، ص289 - 325؛ السويعدي، احاديث الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عند جمهور المسلمين، ص132 - 153؛ وجميع الروايات هنا في الدجال لم ترد في مصادر الامامية والواضح أن الواردة فيها عن السفياني نقلت عن مصادر العامة.
(2349) من أصل هنم وهينمة والهينمة الصوت وهو شبه قراءة غير بينة والهينمة الكلام الخفي لا يفهم والهنمة الدندنة، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص149.
(2350) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص474.
(2351) سنضع توضيحاً لمعنى هذه الكلمة وما ورد في الرواية بعد نهاية ذكر الوراية.
(2352) اذا كان مقدار ما بين إذنيه ميل فكيف بضخامة أجزاء جسده وهذا بلا شك كم فوارق الطبيعة المنسوبة لاحد المبطلين فعدم امكانية التصديق به بحسب القواعد الإسلامية العامة، للمزيد ينظر: الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج2، ص490.
(2353) وهذه المبالغة حول هذه الشخصية الفاسدة ورد ما يتعارض معها ويعد رداً على تلك المبالغة وذلك حين سئل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الدجال وانه معه الطعام والأنهار قال: (هو أهون على الله من ذلك)، ينظر: مسلم، صحيح مسلم، ج2، حديث (2939)؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج2، ص490.
(2354) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 474 - 475.
(2355) ابن حماد، ص315 - 317، ص326 - 329.
(2356) صحيح البخاري، ص1258 - 1259، (من حديث 7122 إلى حديث 7134).
(2357) صحيح مسلم، ج2، ص599 - 608، (من حديث 2933 إلى حديث 2947)؛ للمزيد ينظر: المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص195 - 198(اخذه عن الصدوق ويعطي المجلسي بعض الشروحات حول مفردات الحديث والرمزيات التي فيه)؛ مؤسسة المعارف، معجم، أحاديث الإمام المهدي، ج3، ص 5 - 35، (وردت في المعجم العشرات الروايات من المصادر من العامة التي ذكرت هذا الحديث وغيره من الأحاديث عن الدجال).
(2358) المستدرك على الصحيحين، ج4، ص474، ص 479، ص536 - 538، الاحاديث (8317، 8332، 8507، 8508).
(2359) الذهبي، تجريد اسماء الصحابة، د. تحق، د. ط، دار المعرفة، (بيروت، د. ت)، ج1، ص319.
(2360) البخاري، صحيح البخاري، ص237، حديث (1354)؛ مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص598، حديث، (2930)؛ الترمذي، الجامع الكبير، ج4، ص101، حديث(2249)؛ ابي داود، سنن أبي داود، ج3، ص34، حديث(4329)؛ الطبراني، المعجم الاوسط، ج4، ص164.
(2361) الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 8، ص 2 - 5.
(2362) البغوي، الحسين بن مسعود، (ت: 516هـ/ 1122م)، شرح السنة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ط2، الناشر: المكتب الاسلامي، (بيروت، 1983م)، ج15، ص71 - 72.
(2363) يروى أن الدجال يخرج ويظهر للناس بعض الامور التي فيها فتنة منها ان يجعل السماء تمطر ويقتل نفس ويحييها ثم يدعي الربوبية بعد أن يطرح افعاله هذه على الناس ويقول: (من يفعل هذا غير الرب) فيفر المسلمون إلى جبل يسمى (جبل الدخان) في الشام فيلحقهم إلى الجبل ويحاصرهم وبعد ان يشتد حصاره عليهم ينزل عيسى (عليه السلام) فيقتله هناك، للمزيد ينظر: الهيثمي، مجمع الزوائد، ج7، ص 344؛ الهندي، كنز العمال، ج14، ص325 - 326.
(2364) المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص195 - 200.
(2365) إكمال الدين، ج2، ص475 - 76.
(2366) القيان جمع قينة الأمة المغنية، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص 233.
(2367) الوضوح في هذه العبارة لعله يشير إلى تشابه الأدوار في مختلف جوانب الحياة فضلاً عن دقائق الأمور وخير مثال عليها في عصرنا الحالي من عمليات التحول الجنسي وزواج المثليين وخاصة في الدول الغربية وكذلك اخذ الألبسة من الطرفين فالرجال يلبسون ما للنساء والنساء تلبس ما للرجال.
(2368) من الغنم اذا بلغ سنته الأولى، للمزيد ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج7، ص187 - 188.
(2369) هنا قلوب الذئاب لعلها ترمز إلى القسوة بالوصف المراد في الحديث.
(2370) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص471 - 472.
(2371) الكليني، الكافي، ج8، ص 165؛ الصدوق، ثواب الأعمال، ص299.
(2372) نهج البلاغة، شرح: محمد عبده، ط3، دار القارئ، (بيروت، 2012م)، ج4، 579.
(2373) الرازي، كفاية الأثر، ص70؛ الشامي، جمال الدين يوسف بن حاتم، (من اعلام القرن السابع الهجري) تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، (قم، 1431هـ)، ص790.
(2374) الدم الغليظ ومفرده علقه والعلقة دودة في الماء تمص الدم، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص189.
(2375) منازل السفر قرب المياه أو على المياه، ينظر: الفراهيدي، كتاب العين، ج4، ص273.
(2376) كلمة اعجمية معربة اصلها تالسان وهو نوع من الاردية، ينظر: الفيروز ابادي، القاموس المحيط، ص445.
(2377) قرية من قرى حوران والعامة تقول فيق وهي في الاردن، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج1، ص233.
(2378) الصدوق، ج2، ص472 - 473.
(2379) عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (انتهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه حركه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) برجله ثم قال يا دابة الله فقال رجل من أصحابه يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضاً بهذا الاسم فقال لا والله ما هو الا له خاصة وهو الدابة التي ذكرها الله تعالى في كتابه: ﴿وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ﴾ (النمل: 82) ثم قال: يا علي اذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك)، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل سأله عن هذا ووضحه له ومن ضمن ما قال: (... على ان هذا في الرجعة...)، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج2، ص130؛ البحراني، البرهان، ج6، ص36.
(2380) مواريث الأنبياء تكون عند الأئمة (عليهم السلام) ومنها خاتم سليمان وعصى موسى كذلك يصل ميراثها إلى المهدي (عجَّل الله فرجه)، ينظر: الخصيبي، الهداية الكبرى، ص404.
(2381) عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (اذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه ايمانه) ينظر: القمي، تفسير القمي، ج1، ص222.
(2382) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص473 - 474.
(2383) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1133-113؛ الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص144؛ الاسترابادي، الرجعة، ص176 - ص181؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص193 - 195؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص81.
(2384) في عقائد الشيعة الإمام انه يرجع للحياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) وبعض الأولياء والشهداء والأنبياء وأهل الإيمان المحض وبعض أنصار الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) الذين ماتوا وكتب لهم ان يكونوا انصاره وكما وردت في بعض الروايات ان الرجعة وقعت في الأمم السابقة كذلك في هذه الامة منها ما روي في عودة يحيى بن زكريا (عليه السلام) وفي زمن عيسى (عليه السلام) حين كثرت الأمراض فكان يشفي المرضى ويحيي الموتى بأذن الله، وموضوع الرجعة فيه كثير من التفصيل وافرغت فيه كثير من الروايات والأحاديث النبوية الشريفة، للمزيد أكثر عن موضوع الرجعة ينظر: الكليني، الكافي، ج3، ص146-147؛ الاسترابادي، الرجعة، ص33 - ص176؛ للمزيد أكثر عن أخبار الرجعة وتفاصيلها ينظر: مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج7، ص 289، 397، 458، 459، 461، 463، 681.
(2385) الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج2، ص515.
(2386) احدى بلدان المشرق في خراسان هي ناحية كبيرة وولاية واسعة اسم مدينتها زرنج بينها وبين هراة عشرة ايام وهي عبارة عن ارض سبخة ورمال حارة بها نخيل وهي عبارة عن ارض سهلية واهلها من الفرس ومذهبها الحنفية وقيل انها البلدة الوحيدة التي امتنع اهلها عن لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهد بني امية، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص190 - 192.
(2387) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 245.
(2388) ينظر: النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص 48؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص122؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص68.
(2389) إكمال الدين، ج1، ص168.
(2390) ينظر: الراوندي، قصص الانبياء، ص283؛ الخرائج والجرائح، ج3، ص1062؛ العاملي، الإيقاظ من الهجعة، ص326؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص181.
(2391) مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص606، (2942).
(2392) الثعلبي، قصص الأنبياء المسمى بالعرائس، ص456.
(2393) الصدوق، كمال الدين، ج2، ص319. الطبرسي، سيرة المعصومين، ص399؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، 134؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص144.
(2394) الرازي، كفاية الأثر، ص329؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص336؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص 19؛ ج51، ص132؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص223 - 224.
(2395) مسلم، صحيح مسلم، ج1، ص83 - 84، حديث (244، 247).
(2396) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص280 - 281؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص109.
(2397) ورد هذا الحديث النبوي الشريف في مصادر المدرستين مع اختلاف يسير في اللفظ من مصدر لآخر، ينظر: مسلم، صحيح مسلم، ج1، ص265، الحديث (673)؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج1، ص274، حديث(235)؛ الحلي، منتهى المطلب، ج1، ص324؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج58، ص64.
(2398) وقد ذكر الكركي الكثير من موارد التفضيل للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) على عيسى (عليه السلام) للمزيد ينظر: دفع المناواة، ص198 - 204.
(2399) للمزيد عن هذه القصة ينظر: الثعلبي، الكشف والبيان، ج2، 239 - 250.
(2400) يطرح الصدر العديد من الآراء التي تشير إلى الرمزيات في قضية الدجال في ضوء الروايات المطروحة بشأنه من خلال رفض الأخبار أو قبولها ومعه يدور الامر في شيئين أما ان نرفض هذه الأخبار أو نحملها على المعنى الرمزي ورجحان المعنى الرمزي على الرفض، وبانه ليس رجلاً مصنفاً بتلك الصفات بل هو ظاهرة اجتماعية علمية كافرة، للمزيد ينظر: موسوعة الامام المهدي، ج2، ص482-490، ص511 - 517.
(2401) محمد بن مسلم بن رباح الثقفي اخرج الرواة عنه الكثير وقد روى عن الامام الباقر والصادق (عليهما السلام) توفي سنة مائة وخمسين وله من العمر سبعين سنة، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص 294.
(2402) سورة آل عمران، جزء من الآية: 7.
(2403) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص583.
(2404) النعماني، الغيبة، ص258؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص255؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1153؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج7، ص58 - 59.
(2405) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص68؛ النعماني، الغيبة، ص260؛ الحويزي، نور الثقلين، ج1، ص142 - 143.
(2406) من الغدق المطر الكبار القطر يقال أغدق المطر إغداقاً فهو مغدق، ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ص662.
(2407) الطوسي، الغيبة، ص449؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص214.
(2408) الشيخ العالم العابد ابو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي النيسابوري من أصحاب الرضا (عليه السلام) توفي سنة(236هـ)، ينظر: الكشي، رجال الكشي، ص393؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج11، ص446 - 448.
(2409) إكمال الدين، ج2، ص585.
(2410) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص449؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1170؛ المجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص70؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص285.
(2411) الغيبة، ص339 - 340.
(2412) قيل إن يونس (عليه السلام) غاب في بطن الحوت تسع ساعات وقيل اربع ساعات وفي رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: (لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة ايام) وحين لفظه الحوت إلى الساحل وكان قد بلي جلده ولحمه وبقي تحت ظل الشجرة حتى رد الله عليه بدنه كما كان ورجع إلى قومه حينها لم يعرفوه ظناً منهم انه قد غرق ثم وآمنو به، ينظر: القمي، تفسير القمي، ج319؛ الجزائري، النور المبين، ص399.
(2413) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص417؛ النجفي، سرور أهل الايمان، ص33 - 34.
(2414) النعماني، الغيبة، ص194 - 195؛ الطوسي، الغيبة، ص420؛ لمجلسي، بحار الانوار، ج52، ص385.
(2415) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص586.
(2416) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص449؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1149؛ الحلي، العدد القوية، ص65-66؛ الروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص568.
(2417) الارشاد، ص456.
(2418) الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص24؛ العاملي، الإيقاظ من الهجعة، ص284.
(2419) الطوسي، مصباح المجتهد، ص؛ ابن طاووس، مصباح الزائر، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ط1، (قم، 1417هـ)، ص455 - 456؛ المجلسي، بحار الانوار، ج53، ص95 - 96.
(2420) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص587.
(2421) ينظر: الحلي، العدد القوية، ص66؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص310، سرور أهل الإيمان، ص36؛ الحويزي، نور الثقلين، ج3، ص616.
(2422) النعماني، الغيبة، ص 263.
(2423) المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص305.
(2424) من اصل السفه والسفه ضد الحلم يقال سفيه من سفه نفسه وغبن رأيه، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص128.
(2425) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 588.
(2426) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1160؛ الكاظمي، بشارة الاسلام، ص128.
(2427) الطوسي، الغيبة، ص447؛ الحلي، العدد القوية، ص77؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص210.
(2428) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص588.
(2429) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 588.
(2430) وذلك لكون الخسوف على حساب المنجمين لا يكون الا في أواسط الشهر والكسوف في أواخره جزئياً أو كلياً، ينظر: النعماني، الغيبة، ص280، هامش رقم (1).
(2431) ينظر: الكليني، الكافي، ج8، ص 258؛ الغيبة، النعماني، ص280؛ المفيد، الإرشاد، ص458 - 459؛ الطوسي، الغيبة، ص444-445؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص153.
(2432) النعماني، الغيبة، ص 280؛ الحلي، العدد القوية، ص66؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص207.
(2433) الدار قطني، علي بن عمر، (ت:385 /995م)، سنن الدار قطني، تحقيق: مجدي منصور، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1996م)، ج2، ص51؛ الهندي، البرهان، ص107؛ الحنبلي، فرائد فوائد الفكر، ص255.
(2434) القزويني، الامام المهدي من المهد إلى الظهور، ص390 - 393.
(2435) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 588.
(2436) ينظر: الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص 1156؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص71.
(2437) داء معروف ويقال طُعِن الرجل أصابه الطاعون ويسمى المرض العام والوباء الذي يفسد الهواء فتفسد به الامزجة والابدان، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص169.
(2438) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 588.
(2439) ينظر: الحلي، العدد القوية، ص66؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص352؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص207.
(2440) ويطلق الاسم على المذكر والمؤنث وسمي جراد لأنه يجرد الارض اي يأكل ما عليها اذا وقع عليها فيقال ارض مجرودة اذا اصابها الجراد، ينظر: المقرئ، المصباح المنير، ص37.
(2441) النعماني، الغيبة، ص286؛ المفيد، الإرشاد، ص457؛ الطوسي، الغيبة، ص438؛ الطبرسي، كشف الأستار، ص175.
(2442) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص589.
(2443) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص339؛ العدد القوية، الحلي، ص66؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص352.
(2444) ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص128؛ السلمي، عقد الدرر، ص113؛ طي، محمد، المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ط1، الناشر: مركز الغدير للدراسات والبحوث، (بيروت، 1999م)، ص156.
(2445) يقال ان حجر موسى من حجارة رخوة تدعى الكذان فيها اثنتا عشرة حفرة وكان يحمل معهم في المخلاة فاذا نزل موسى وقومه ضربه بعصاه ينفجر منه الماء وكان يخرج من كل عين ماء عذب فيأخذونه فاذا فرغوا واراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء وهو حجر مربع الشكل وقيل انه مثل الرأس وقيل ان ينبجس عندما يضربه بعصاه ثم كثر حتى يصير انفجاراً فيأكلون ويشربون وهذه من نعم الله بلا مشقة وبلا مؤونة ومن آيات الله الباهرة، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص163-165؛ والحجر والعصى سيكونان عند الإمام (عجَّل الله فرجه).
(2446) الوقر تعني الحمل الثقيل وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار ويقال الوسق أيضا في حمل البعير، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص304.
(2447) الصدوق، إكمال الدين، ج 2، ص601.
(2448) الكليني، الكافي، ج1، ص 137؛ النعماني، الغيبة، ص244؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص 349 - 350؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج13، ص185؛ الاشكوري، العقيدة المهدوية معالجات وإشكالات، ط2، الناشر: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)، (النجف الاشرف، 1434هـ)، ص48.
(2449) الصفار، بصائر الدرجات، ص341؛ الكليني، الكافي، ج1، ص137؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص243.
(2450) النعماني، الغيبة، ص244؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص325.
(2451) توسمت فيه الخير اي تفرست من الفراسة، ينظر: لرازي، مختار الصحاح، ص300 - 301.
(2452) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص601.
(2453) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص110؛ البحراني، حلية الأبرار، ج5، ص315؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص325.
(2454) المفيد، الإرشاد، ص466؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص448؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص254.
(2455) المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص308؛ المجلسي، بحار الانوار، ج24، ص127.
(2456) العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص247؛ الكليني، الكافي، ج1، ص130؛ البحراني، البرهان، ج4، ص406.
(2457) لعل المقصود هنا انه يعرف مزاجه أو عرقه أو توجهه الفكري أو المذهبي.
(2458) المفيد، الاختصاص، ص262.
(2459) الراحة باطن الكف، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج2، ص5.
(2460) إكمال الدين، ج2، ص604.
(2461) ينظر: العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص112؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص328.
(2462) المفيد، الاختصاص، ص278؛ البحراني، ينابيع المعاجز، ص326.
(2463) بحار الانوار، ج52، ص367.
(2464) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص604.
(2465) الكليني، ج1، ص13.
(2466) الخرائج والجرائح، ج2، ص840.
(2467) ينظر: الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص117؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص352؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص112؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص328.
(2468) النعماني، الغيبة، ص245؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص536.
(2469) للمزيد ينظر: موسوعة الامام المهدي، ج3، ص 536-540.
(2470) لعلها اشارة إلى علي بن زيد بن الحسين بن علي العلوي الذي خرج على العباسيين في الكوفة بعد خروج صاحب الزنج في البصرة وكان خروج علي هذا سنة (256هـ/869م) وقتل سنة (257هـ/870م)، للمزيد ينظر: الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، تحقيق: احمد صقر، ط2، الناشر: منشورات الشريف الرضي، (قم، 1416 ه)، ص528؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج6، 227، وهو الأقرب إلى تلك الاحتماليات المشار اليها في الحديث، وللعلوين ثورات كثيرة على مدى التاريخ وخاصة في العصر العباسي والتي يتناول ذكرها في أغلب المصادر المؤرخة على السنين.
(2471) لعل المقصود هنا بني العباس.
(2472) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص244 - 245.
(2473) ينظر: البحراني، غاية المرام، ج7، ص121 - 122؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص 68-70، ج52، ص276 - 278؛ الحائري، الزام الناصب، ج1، ص205 - 207.
(2474) بحار الانوار، ج51، ص71.
(2475) ان كانت الاشارة إلى أحداث سابقة في التاريخ فقد ذكر الكثير من الحوادث الواقعة في المشرق والمغرب وبلاد العرب ما بين سنتي (255 ه إلى 260هـ) وردت في التاريخ لا يسع المقام لذكرها هنا، للمزيد ينظر: ابن الأثر، الكامل في التاريخ، ج6، ص197 - 248.
(2476) مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص589، حديث(2901)؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج4، ص50، حديث(2183).
(2477) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص668، حديث (4045)؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج4، ص67، حديث (2205).
(2478) البرقي، المحاسن، ج1، ص368؛ المجلسي، بحار الانوار، ج23، ص41.
(2479) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص312 - 313.
(2480) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص 447؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص342 - 343؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص292 - 293؛ القرشي، حياة الامام المهدي، ص290 - 291.
(2481) السلمي، عقد الدرر، ص133؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص231.
(2482) السادة، مجتبى، رؤى مهدوية، ط1، الناشر: أطياف للنشر، (القطيف، 2016 م)، ص182.
(2483) اسم لبلدتين أحدهما في خراسان تقع بين مرو وبلخ، والاخرى تقع بين قزوين وابهر وقيل انه عدة قرى يقع عليها هذا الاسم، للمزيد ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج4، ص5 - 6.
(2484) نوع من أنواع الخيل الشديدة في خلقها وعظمها وحسنها، ينظر: ابن سيدة، المخصص، ج3، ص159.
(2485) وهي كلمة ايضاً تطلق على الخيل التي عليها علامة أي مسومة بعلامة والخيل المسومة التي عليها ركبانها والمسومة المعلمة، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص441؛ ولعل المراد أن هؤلاء الرجال يركبون على خيل حسان ذات قوة وبها علامة تميزها أو ما يركبونه في عصر الظهور بما يمتاز به.
(2486) ولعل المقصود من هذه الصحيفة الاسماء المذكورة في بعض الروايات بأسماء أنصار الحجة (عجَّل الله فرجه) الثلاثمائة والثلاثة عشر بما روي عن الامام الصادق عن أمير المؤمنين (عليهما السلام)، ينظر: الطبري، دلائل الإمامة، ص302 - 314؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص288 - 294؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص297 - 301؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص276 - 299.
(2487) ولعل المقصود هو نفسه شعيب بن صالح المذكور في الروايات ولعل حرف الواو اضيف في نسخ أو نقل الرواية وقد اشرنا اليه مسبقاً في ترجمة الخراساني وترجمة السفياني بانه سيكون قاد الجيش أو وزير الامام الحجة (عجَّل الله فرجه) يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس...)، ينظر: الطوسي، الغيبة، ص444؛ وقيل انه حامل لوائه ومعه أربعة آلاف رجل، والذي يتزامن بروز هذه الشخصية مع السفياني واليماني، ينظر: الطبري، دلائل الامامة، ص257؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص119.
(2488) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص257 - 261.
(2489) ينظر: الطبرسي، سيرة المعصومين، ص392 - 395؛ الخراساني، فرائد السمطين، ج2، ص155 - 159؛ البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص155؛ البحراني، غاية المرام، ج1، ص148 - 152؛ المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج13، ص66.
(2490) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص65؛ النعماني، الغيبة، ص326 - 327؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص368.
(2491) المفيد، أمالي المفيد، ص45.
(2492) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص 446؛ البحراني، حلية الابرار، ج2، 626.
(2493) ابن حمزة الثاقب في المناقب، ص584.
(2494) الخصيبي، الهداية الكبرى، ص397.
(2495) الخصيبي، الهداية الكبرى، ص163؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج2، ص264.
(2496) ابن أعثم الكوفي، ابي محمد احمد، (ت: 314هـ/ 926م)، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، ط1، دار الاضواء، (بيروت، 1991م)، مج1، ص320؛ الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص279؛ الامين، أعيان الشيعة، ج1، ص206.
(2497) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 601.
(2498) ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص254؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص249؛ البحراني، البرهان، ج4، ص428.
(2499) تفسير العياشي، ج2، ص254؛ البحراني، البرهان، ج4، ص429.
(2500) المفيد، الارشاد، ص464؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص445.
(2501) ورد في تفسيرها بانها في أصحاب القائم (عجَّل الله فرجه) حين يجمعهم الله في مكة فيكون معه أصحابه الثلاثمائة والبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورايته وسلاحه وينادى باسمه في مكة يسمعه اهل الارض واسمه اسم نبي، ينظر: العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص65.
(2502) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص587.
(2503) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص587.
(2504) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص602.
(2505) إكمال الدين، ج2، ص352.
(2506) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج3، ص1156؛ الحلي، العدد القوية، ص66؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج1، ص139.
(2507) الكليني، الكافي، ج8، ص168؛ البحراني، المحجة، ص19 - 20؛ المشهدي، تفسير كنز الدقاق، ج2، ص200.
(2508) النعماني، الغيبة، ص248.
(2509) الطبرسي، مجمع البيان، 320؛ المشهدي، كنز الدقاق، ج2، ص201.
(2510) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص444.
(2511) الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج4، ص597؛ الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص263.
(2512) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص134؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج1، ص249.
(2513) للمزيد ينظر: الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص261 - 270.
(2514) الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص272.
(2515) ورد في الأخبار ان بعض أنصار الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) أناس أخيار منهم من يسمى بالأبدال من الشام والنجباء من مصر والعصائب بالعراق وفي رواية أخيار اهل العراق، والأغلب الاعم من هذه الروايات ورد ذكرها في مصادر العامة وفيها أحاديث مطولة في ذكرهم ومعاني هذه التصانيف واعدادهم، للمزيد ينظر، ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج1، ص296 - 305؛ ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص343 - 344؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج2، ص341 - 346؛ ج4، ص146 - 150.
(2516) لعل المقصود هنا هو تقواهم وطهارتهم وقو ايمانهم وانهم عينة القوم.
(2517) الطبري، دلائل الإمامة، ص305؛ البحراني، المحجة، ص34.
(2518) قيل إن الخافقان افق المشرق والمغرب والخافقان منتهى الأرض والسماء، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج4، ص159؛ ولعل المقصود في الحديث ان انصاره ما بين السماء للملائكة والارض من الناس.
(2519) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 603.
(2520) ينظر: الكاشاني، نوادر الأخبار، ص270؛ البحراني، حلية الابرار، ص417؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص327.
(2521) الصدوق، الخصال، ج2، ص626؛ الحراني، تحف العقول، ص82؛ النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، 356؛ المجلسي، بحار الانوار، ج10، ص104.
(2522) يقال كَلِبٌ تعني دهرٌ وكَلِبَ تعني اشتد أو شدة فيقال: (كَلِبَ الدهر عل أهله إذا ألح عليهم واشتد) ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12 - ص135 - 136.
(2523) الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص337.
(2524) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص601.
(2525) الخصال، ج2، ص649.
(2526) الصفار، ص460.
(2527) الكليني، ج1، ص249.
(2528) الغيبة، ص327، ص329؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص286.
(2529) الصفار، بصائر الدرجات، ص874 - 876؛ الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص10 - 11؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج6، ص26 - 28؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج27، ص43.
(2530) للمزيد ينظر: الكليني، الكافي، ج7، ص265؛ الراوندي، قصص الانبياء، ص198 - 211؛ المجلسي، قصص الانبياء، ص542 - 550، ص573 - 586.
(2531) إكمال الدين، ج2، ص601.
(2532) الكليني، الكافي، ج3، ص288؛ البحراني، حلية الابرار، ج5، ص316.
(2533) لواء تعني الأمير، والألوية المطارِد وهي دون الأعلام، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص245.
(2534) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص603.
(2535) ينظر: الكليني، ج8، ص96؛ الكاشاني، نوادر الأخبار، ص271؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص326؛ الحدادي، جيش الامام المهدي في الكتاب والسنة، ط1، دار المحجة البيضاء، (بيروت، 2007م)، ص76.
(2536) النعماني، الغيبة، ص326 - 327؛ الصدر، موسوع الإمام المهدي، ج3، ص264.
(2537) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص67؛ الحدادي، جيش الإمام المهدي، ص100.
(2538) الكافي، ج1، ص168؛ النعماني، الغيبة، ص60؛ الاربلي، كشف الغمة، ج1، ص93.
(2539) النعماني، الغيبة، ص61؛ الراوندي، مكارم اخلاق النبي والأئمة، ص155.
(2540) يطرح الصدر في كتابه بحثاً مطولاً لا يسع المقام لذكره لاختبار الامام المهدي (عجَّل الله فرجه) لأصحابه وللإمة عامة واسلوباً خاصاً لتمحيصهم وذلك لغرض تعويد الامة الإسلامية والبشرية عامة على شكل جديد من السلوك لم يكن معهوداً من قبل واختبارهم بأساليب الأنبياء ومن ضمنها يتناول هذه الرواية لخطبته في الكوفة واجفال أصحابه، للمزيد ينظر: موسوعة الإمام المهدي، ج3، ص507 - 530.
(2541) المفيد، الإرشاد، ص464؛ القمي، الأنوار البهية، ص382.
(2542) علي بن عبد الحميد، الغيبة، نقلاً عن المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص389.
(2543) مفردها زبرة اي قطعة من الحديد، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص12.
(2544) الكليني، الكافي، ج8، 158؛ النيسابوري، روضة الواعظين، ج2، ص88.
(2545) الطبري، دلائل الإمامة، ص239.
(2546) وهم أصحاب كثير النوى الأبتر وهي احدى فرق الزيدية يقولون ان الامامة شورى بين الامة ويميلون في الاصول إلى رأي المعتزلة وفي الفروع إلى مذهب ابي حنيفة، للمزيد ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص168 - 169.
(2547) الارشاد، ص464.
(2548) النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص340، سرور أهل الايمان، ص68.
(2549) بحار الانوار، ج26، ص 185.
(2550) الكليني، الكافي، ج1، ص 250.
(2551) المازندراني، شرح اصول الكافي، ج6، ص421.
(2552) وما قال لوط هذا الا بعد ما رأى من قومه من فعل المنكرات والفواحش والاعتداء على من يمر بقريتهم واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء حتى أرادوا الاعتداء على الضيوف الذين في بيت لوط وهم بالأصل جبرائيل واسرافيل وميكائيل فحاول لوط منعهم حتى كسروا الباب ودخلوا عليه بيته حتى نصره الله بجبرائيل ومنعهم عنه وضرب على وجوههم وعمي اهل المدينة حتى انزل الله عليهم العقاب في الصباح وقال الامام الباقر (عليه السلام) عن هذه القصة: ﴿قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ أي ركن أشد من جبرائيل معه في الحجرة...)، ينظر: الكليني، الكافي، ج5، ص328 - 329؛ البحراني، البرهان، ج4، ص126-127.
(2553) وهذا التوصيف لعله يشير إلى ان لا يقف شيء في وجههم وتقدمهم واي شيء حتى وان كان مثال جبل من حديد لا يعيق مسيرتهم فانهم اقدر على ازالة اي عارض مهما بلغت قوته ويدل على الاصرار والمسير في تحقيق الهدف.
(2554) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص603.
(2555) البحراني، حلية الابرار، ج5، ص258؛ المحجة، ص106؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص327؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج257 - 258.
(2556) الصدوق، الخصال، ج2، ص541؛ النيسابوري، روضة الواعظين، ج1، ص84.
(2557) العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص157؛ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 335؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص481.
(2558) القمي، تفسير القمي، ج2، ص87؛ الحسيني، تأويل الآيات، ج1، ص343.
(2559) الرازي، كفاية الأثر، ص397؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج51، ص157.
(2560) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص249.
(2561) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، 237 - 238؛ علل الشرائع، ج1، ص41.
(2562) البحراني، ج2، 2397 - 399.
(2563) السلمي، عقد الدرر، ص283؛ الحنبلي، فرائد فوئد الفكر، ص280.
(2564) ورد توضيح خبر الريح التي سخرت لسليمان في سورة القصص الآية[81] حيث كان سليمان يأمر الريح فتجتمع اليه وكانت ترتفع به إلى السماء وغيرها من الافعال، للمزيد ينظر: السيوطي، الدر المنثور، ج10، ص 330-333.
(2565) الكليني، الكافي، ج1، ص136 - 138.
(2566) النعماني، الغيبة، ص223.
(2567) الدهمة من السواد يقال فرس ادهم وبعير ادهم وناقة دهماء، ينظر: المقرئ، المصباح المنير، ص77.
(2568) من ماد بلق والبلق سواد وبياض والبلقة بالضم يقال فرس ابلق ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص26.
(2569) الشمراخ هي رأس مستدير طويل دقيق اعلى الجبل ويقال الشماريخ هي رؤوس الجبال والشمراخ من الغرر ما استدق وطال وسال مقبلاً حتى جلل الخيشوم ولم يبلغ الجحفلة والشمراخ من الغرر ما سال على الأنف، والجحفلة بمنزلة الشفة عند الدواب، والغرر من الغرة بياض في الجبهة ويقال الأغر من الخيل الذي غرته اكبر من الدرهمة توسطت جبهته فيقال اغر مشمرخ، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص 189، ج7، ص192، ج10، ص43.
(2570) من اصل نفض ونفضه فانتفض اي تحرك، ينظر: المقرئ، المصباح المنير، ص236.
(2571) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص602.
(2572) ولعله يقصد الملائكة الذين مع الراية فقط وليس الثلاثة عشر الف.
(2573) النعماني، ص221.
(2574) يذكر ان حملة العرش ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم الا الله فقد ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة آخرين)، ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص38؛ ولعل ان حامل هذا الراية أحد هؤلاء الملائكة أو مجموعة منهم كونهم في هذا الوصف بمقام أعمدة للعرش.
(2575) السائر تعني الباقي أو باقي الشيء والباقي الفاضل، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج6، ص133؛ لم اجد ما يوضح تلك العبارة على وجه الدقة ولعل القصد منها ان مسيرة تلك الراية كلها انتصارات بما وعد الله اي انه نصر من عند الله وبأذن الله اين ما تهوي أو اي يحط الامام (عجَّل الله فرجه) بتلك الراية هو وجيشه.
(2576) الغيبة، ص321 - 322؛ الحدادي، جيش الامام المهدي، ص79.
(2577) القمي، ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، (ت: 368هـ/ 978 م)، كامل الزيارات، تحقيق: جواد القيومي، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1417هـ)، 233 - 235.
(2578) الطبري، دلائل الإمامة، ص239 - 240؛ الشامي، الدر النظيم، ص757؛ النجفي، منتخب الانوار المضيئة، ص348؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج5، ص260 - 263؛ الحدادي، جيش الامام المهدي، ص80 - 81.
(2579) الحلي، العدد القوية، ص75؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52 - 391.
(2580) الكليني، الكافي، ج8، ص131؛ النجفي، سرور أهل الأيمان، ص77.
(2581) النجفي، سرور أهل الإيمان، ص115؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص391.
(2582) للمزيد ينظر: الصدر، موسوعة الامام المهدي، ج3، ص583 - 590.
(2583) العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص103؛ الحويزي، نور الثقلين، ج1، ص206.
(2584) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج2، ص841؛ الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص117؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، 336.
(2585) الكوفي، ابي العباس، احمد بن محمد بن سعد المعروف بابن عقدة الكوفي، (ت: 332هـ/ 943 م)، فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، تحقيق: عبد الرزاق محمد حسين، ط1، الناشر: دليل ما، (قم، 1424هـ)، ص88؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص360.
(2586) النعماني، الغيبة، ص 320؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص 367.
(2587) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص584؛ النيسابوري، روضة الواعظين، ج2، ص11.
(2588) إكمال الدين، ج2، ص587.
(2589) ابن طاووس، الملاحم، ص144؛ السلمي، عقد الدرر، ص278؛ الحلي، العدد اقوية، ص66؛ الهيتمي، القول المختصر، ص64؛ الحنبلي، فرائد فوائد الفكر، ص275.
(2590) المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص324؛ الحدادي، جيش الامام المهدي، ص28.
(2591) المفيد، الارشاد، ص461؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص444.
(2592) النعماني، الغيبة، ص329؛ الجفي، سرور اهل الايمان، ص92؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص370.
(2593) يقال مارقاً اي فاسداً، ومرق السهم يمرق مرقاً ومروقاً خرج من الجانب الآخر وفي الحديث ذكر الخوارج انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (أمرت بقتال المارقين) يعني الخوارج، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج13، ص58.
(2594) المحق النقصان وذهاب البركة وماحق شيء ذاهب والمحق قيل ان يذهب الشيء كله حتى لا يرى منه شيء ويقال محقه الله اي اذهب بركته، ينظر: المصدر السابق، ج13، ص83.
(2595) واللحق قيل قوم يلحقون قوم بعد مضيهم، المصدر السابق، ج12، ص251.
(2596) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص588.
(2597) الجاحظ، البيان والتبيين، ص238؛ الهندي، كنز العمال، ج14، ص292 - 295؛ مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ص76 - 87.
(2598) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص602.
(2599) ينظر: النعماني، الغيبة، ص321؛ العاملي، اثبات الهداة، ج5، ص169؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص326.
(2600) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص260.
(2601) ينظر: الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص62 - 65؛ الراوندي، قصص الأنبياء، ص362 - 364؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص204 - 206؛ القمي، الانوار البهية، ص376.
(2602) البرسي، مشارق أنوار اليقين، ص49؛ المجلسي، بحار النوار، ج26، 2264.
(2603) الكليني، الكافي، ج1، ص344؛ العاملي، إثبات الهداة، ج5، ص61؛ قاسم، نعيم، المهدي المُخلص (عجَّل الله فرجه)، ط2، دار الهادي، (بيروت، 2009م)، ص197.
(2604) للاطلاع على جميع ما طرحه المصنف بتفاصيلها من إشكالات وشبهات وردود، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص52 - 139.
(2605) فرقة تقول بإمامة محمد بن الحنفية لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة فسموا بالكيسانية وقيل أنهم سموا بالكيسانية نسبة إلى المختار الثقفي الملقب بكيسان وقيل وان الإمام علي (عليه السلام) لقبه بذلك وكان المختار يقول بإمامة محمد بن الحنفية دون أخويه، وقيل انها فرقة تنسب نسبة إلى شخص يدعى كيسان مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقيل انه تتلمذ على يد محمد بن الحنفية وقيل انه اقتبس منهما بعض الأسرار وعلم تأويل الباطن قيل انهم من المتحيرين واعتقادهم انه الدين طاعة رجل ومن لا رجل له لا دين له، ويقال ان بداية ظهورها بعد استشهاد الامام علي (عليه السلام) وان الإمامة في محمد بن الحنفية وقالوا انه أولى بالخلافة وخاصة بعد صلح الإمام الحسن مع معاوية وخرجت منهم فرق كثيرة ولها أقوال مختلفة، للمزيد ينظر: النوبختي، الحسن بن موسى، (من أعلام القرن الثالث)، فرق الشيعة، ط1، منشورات الرضا، (بيروت، 2012م)، ص 58 - 59؛ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص77 - 78؛ الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص156 - 163؛ ويضع الخوئي بيان على مجمل الأخبار الواردة في المختار الثقفي بأنه نسب إلى الكيسانية وهذا القول باطل فان محمد بن الحنفية لم يدعي الإمامة لنفسه حتى يدعو المختار الناس له وإنما كان اتصاله به اثناء أخذه بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) وقد قتل المختار ومحمد بن الحنفية حي وما قالته الكيسانية في محمد بن الحنفية هذا بعد وفاة محمد بن الحنفية وليس في حياته، ينظر: معجم رجال الحديث، ج19، ص109 - 110.
(2606) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص54.
(2607) والمقصود هنا محمد بن الحنفية كما هو معروف تاريخياً بعد أحداث كربلاء واستشهاد أغلب أولاد أمير المؤمنين (عليهم السلام) ولم يبقَ منهم سوى محمد بن الحنفية.
(2608) يقال انه جبل في المدينة والنسبة اليه رضوي وهو على يمين مكة من جهة المدينة، ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص51.
(2609) ينظر: الحميري، ديوان السيد الحميري،، ص20 - 21؛ الصدوق إكمال الدين، ج1، ص54.
(2610) إكمال الدين، ج1، ص 55.
(2611) الحميري، ديوان السيد الحميري، ص49؛ الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص55؛ المفيد، الارشاد، ص357.
(2612) لم أعثر له على ترجمه سوى ان اسمه حيان السراج والتقى بالإمام الصادق (عليه السلام) وحدثه بشأن محمد ابن الحنفية، ينظر: الكشي، رجال الكشي، ص223 - 224.
(2613) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 55 - 57.
(2614) الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص158؛ صيام، محمد يوسف محمود، المهدي المنتظر عند فرق الشيعة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الحرة، (هولندا، 2010م)، ص147814، (منشورة على شبكة الانترنت).
(2615) ينظر: مروج الذهب، ج3، ص78.
(2616) ينظر: الطبري، بشارة المصطفى، ص366 - 368؛ المجلسي، بحار الانوار، ج42، ص78 - 79؛ الكلبايكاني، منتخب الأثر، ص220، ص261؛ الفياض، نزار، الامام محمد بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) بن الحنفية، ط1، دار الحوراء، (بغداد، 2005م)، ص 118 - 128.
(2617) ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص158.
(2618) من أصل صدف والصدوف هو الميل عن الشيء فيقال أصدفني عنه أي أمالني وكذلك صدف تعني أعرض، للمزيد ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص305.
(2619) رجال الكشي، ص224.
(2620) إكمال الدين، ج1، ص57 - 58.
(2621) اعتقل لسانه اي لم يقدر على الكلام، ينظر: الرازي، مختار الصحاح، ص188.
(2622) إكمال الدين، ج1، ص58.
(2623) رجال الكشي، ص 223.
(2624) روي أن محمد ابن الحنفية ابتهل هو والامام علي بن الحسين (عليه السلام) في أمر الامامة قرب الحجر في مكة حتى دعا الله الامام السجاد (عليه السلام) قرب الحجر لينطق بالوصية فنطق بلسان عربي قال: (اللهم ان الوصية والامامة بعد الحسين بن علي إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) ابن فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)) فانصرف علي محمد بن علي ابن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (عليه السلام)، ينظر: القمي، الامامة والتبصرة، ص62؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص263.
(2625) الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص261.
(2626) قيل إنه توفي سنة (81هـ) ودفن بالبقيع وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان؛ للمزيد حول حياة محمد ابن الحنفية، ينظر: ابن سعد، طبقات ابن سعد، ج7، ص93 - 117؛ الاصفهاني، حلية الاولياء، ج3، ص174 - 179؛ ابن خلكان، وفيات الاعيان، ج4، ص169 - 173.
(2627) قيل انهم اتباع رجل يدعى ناووس من اهل البصرة اسمه عجلان بن ناووس وقيل انهم نسبوا إلى قرية ناوسا قالت ان الإمام الصادق (عليه السلام) حي ولن يموت حتى يظهر فيظهر أمره وهو القائم المهدي ومن مزاعمها ايضاً ان علياً (عليه السلام) انه باق وستنشق الأرض عنه قبل يوم القيامة فيملأ الارض عدلاً وقيل انهم يسمون بالصارمية، ينظر: النوبختي، فرق الشيعة، ص114؛ الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص174؛ صيام، المهدي المنتظر، ص160.
(2628) إكمال الدين، ج1، ص59.
(2629) النوبختي، فرق الشيعة، ص113؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص276؛ ابن خلكان، وفيات الاعيان، ج1، ص327.
(2630) النعماني، الغيبة، ص185؛ المسعودي، إثبات الوصية، ص281.
(2631) فرقة وقفت على إمامة الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) وقالت انه لم يمت وان حي ولا يموت حتى يملك شرق الارض وغربها ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وانه القائم المهدي وزعموا انه خرج من الحبس ولم يعلم به أحد وان السلطان واصحابه ادعوا موته، ومنهم من قال انه مات ورفعه الله اليه وان سيرده عند قيامه وانه هو الامام القائم ولم يأتموا بعده بإمام وان من قام بعده هؤلاء خلفاء وليس أئمة، للمزيد ينظر: النوبختي، فرق الشيعة، ص 129 - 131.
(2632) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص58.
(2633) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص414 الطبرسي، سيرة المعصومين، ص296؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج5، ص310؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص230.
(2634) الكليني، الكافي، ج1، ص190.
(2635) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص314 - 316.
(2636) يعرف بأبو نصر من موالي ابي جعفر المنصور ولاه الرشيد أمر مدينة دمشق يعرف بكونه إنساناً ذميم الخلق سندياً كاسمه توفي سنة مئتين وأربع في بغداد، ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، ج14، ص185.
(2637) سليمان بن المنصور العباسي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يعرف بأبو أيوب الهاشمي امه اسمها فاطمة من ولد طلحة بن عبيد الله التميمي كان أميراً على دمشق في زمن الرشيد والأمين ولي البصرة في زمن الرشيد واليه ينسب درب سليمان ببغداد توفي سنة (199هـ/814م) وعمره خمسين سنة، لمزيد ينظر: البغدادي، تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها المعروق بتاريخ بغداد، تحقيق: بشار عواد معروف، ط1، دار الغبر الاسلامي، (بيروت، 2001م)، ج10، ص31.
(2638) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص59 - 61.
(2639) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص91 - 93؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص312؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص227.
(2640) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص417 (رواه مختصراً)؛ المفيد، الإرشاد، ص380؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص312؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص274؛ المجلسي، بحار الانوار، ج48، ص234.
(2641) لم أعثر له على ترجمة وبعد اجراء إحصائية لأصحاب الإمام (عليه السلام) في كتب الرجال لم أجده من ضمن اصحابه ولم أجد من أصحابه من اسمه المسيب والظاهر من الرواية انه احد الحراس الموكلين بحراسة الإمام وكان يدور بينهما حديث حتى تأثر بالإمام واصبح من الموالين للإمام.
(2642) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص96؛ الطبري، دلائل الامامة، ص151؛ البحراني، مدينة المعاجز، ص 369؛ المجلسي، بحار الانوار، ج48، ص224.
(2643) عيون أخبار الرضا، ج1، ص97 - 98.
(2644) وهو لقب اطلق على بعض الواقفين على موسى بن جعفر (عليه السلام) اطلق عليهم حين وقعت مناظره بين شخص يدعى علي بن اسماعيل الميثمي وشخص يدعى يونس بن عبد الرحمن وهو من الواقفة وقد ناظرا بعضهما واشتد الكلام بينهم فقال علي إلى يونس أنتم كلاب ممطورة أي أنكم أنتن من الجيف لان الكلاب اذا أصابها المطر فهي أنتن من الجيف فلزمهم هذا اللقب فاذا قيل لرجل مطمور عرف انه من الواقفة، ينظر: القمي، المقالات والفرق، ص9293.
(2645) الصدوق، كمال الدين، ج1، ص109.
(2646) المفيد، الارشاد، ص380؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج4، ص353.
(2647) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص59 - 61.
(2648) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص98؛ العطاردي، مسند الامام الرضا، ج1، ص154.
(2649) افترق أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) بعد وفاته إلى أربعة عشر فرقه منها من قالت هو القائم ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهراً لان الأرض لا تخلو من امام وقد ثبت عندنا ان القائم له غيبتان وهذه احدى الغيبتين وسيظهر ويعرف ثم يغيب مرة اخرى، والثانية قالت انه مات ولكنه يحيا وهو القائم ومعنى القائم عندهم هو القيام بعد الموت وهم يقطعون بموته ولا يشكون بذلك وانه لا ولد له فيجب ان يحيا بعد الموت، وعدة فرق منهم قالت بإمامة جعفر أخيه ولكل منها مقالة في ذلك واخرى أبطلت الحمل سراً وانه لا ولد له وفرقه اخرى قالت انه ولد له ولداً بعد أن مات بثمانية أشهر، ومنهم من يسمون بالفطحية، وفرقة الإمامية الاثنا عشرية قالت بان الأرض لا تخلوا من حجة وهو الخلف الغائب ونحن نتولاه وهو الخلف الغائب حتى يظهر، للمزيد ينظر: النوبختي، فرق الشيعة، ص151-171.
(2650) للمزيد عن مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ينظر: ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص559 - 579.
(2651) الصدوق، إكمال الدين، ص 61 - 65.
(2652) البياضي، الصراط المستقيم، ج2، ص276 - 277.
(2653) الطوسي، الغيبة، ص357؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص346.
(2654) النوبختي، فرق الشيعة، ص166.
(2655) ويسمون اصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالعدلية ومن اهم عقائدهم انهم اتفقوا على ان كلام الله محدث مخلوق وكذلك اتفقوا على ان العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها وانقسمت هذه الفرقة إلى اثني عشر فرقة بأسماء اصحابها من حيث الآراء اذ أن لكل واحد منهم مقالة خاصة به واشهرها الواصلية اصحاب واصل بن عطاء الغزال تلميذ الحسن البصري في ايام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك وقولهم بنفي صفات الله والقول بالقدر والقول بالمنزلة بين المنزلتين وكذلك منهم فرقة الهذلية والنظامية والخطابية والبشرية والمعمرية والمرادية والثمامية والهاشمية والجاحظية والخياطية الكعبية والجبائية والبهشمية، للمزيد ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص65 - 98.
(2656) ابو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي متكلم عظيم القدر حسن العقيدة كان معتزلياً وتبصر له كتب في الكلام وقد اخذ عنه الكثير وله كتاب الانصاف في الامامة والمستثبت وكتاب الرد على الزيدية وغيرها، ينظر: النجاشي، رجال النجاشي، 361 - 361؛ الطبلبي، شكيب بديرة، نافذة على أهم الفرق والمذاهب الإسلامية، ط1، الناشر: مركز المصطفى، (قم، 1434هـ)، ص173 - 192.
(2657) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص79 - 80.
(2658) الرازي، كفاية الأثر، ص 414؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص428.
(2659) فرق الشيعة، ص168.
(2660) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص81.
(2661) السكوت والوقار، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص 153.
(2662) النعماني، الغيبة، ص250؛ المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص156.
(2663) المسائل العشرة في الغيبة، ص109.
(2664) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 82.
(2665) الاربلي، كشف الغمة، ج3، ص273؛ الصباغ، الفصول المهمة، ص288؛ البحراني، غاية المرام، ج7، ص112.
(2666) وهم اتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ساقوا الامامة في اولاد مولاتنا فاطمة (عليها السلام) الا انهم جوزوا ان تكون الامامة في كل فاطمي عالم وزاهد وشجاع وسخي خرج بالإمامة ان يكون اماماً سواء كان من اولاد الحسن أو الحسين (عليهما السلام) ويذكر ان زيداً تتلمذ على يد واصل بن عطاء واقتبس من الاعتزال في رأيه بحروب امير المؤمنين (عليه السلام) وبين اصحاب الجمل واهل الشام وما كان على يقين من الصواب ومع هذا تتلمذ عند واصل وكان في مذهب زيد جواز امامة المفضول مع قيام الافضل وكانت له آراء في الخلافة والامامة تخالف رأي الامامية حتى كانت له مناظرات مع الامام الباقر (عليه السلام) في هذا الشأن ولما قتل زيد قام من بعده يحيى بن زيد في خراسان وقتل كما قتل ابوه كما اخبره بذلك الامام الصادق (عليه السلام) وتوالى عليهم الكثير من الائمة الزيدية وخالفوا في مسائل الاصول وقالت بإمامة المفضول فيما بعد وغيرها وانقسمت الزيدية إلى ثلاث فرق وهم الجارودية والسليمانية والصالحية البترية، للمزيد ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص163 - 169؛ ويذكر ان زيد قتل سنة (122ه / 740م) بعد ان حاول القيام على الدولة الاموية في الكوفة وقطع رأسه وصلبت جثته في الكوفة مدة سنتين إلى عهد الوليد بن يزيد بن عبد الملك امر بإنزاله وحرق جثته، للمزيد أكثر عن قصة زيد وتعاليم الزيدية من بعده ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، ج7، ص188 - 189؛ احمد حسن خضري، قيام الدولة الزيدية في اليمن، ط1، الناشر: مكتبة مدبولي، (القاهرة، 1996م)، ص125 - 142.
(2667) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص82 - 83.
(2668) الكليني، الكافي، ج1، ص 206.
(2669) المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، ص320.
(2670) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص85 - 86؛ وقد نقل الصدوق في هذا أخبار كثيرة أوردناها في عدة مناسبات في الفصول السابقة من الأطروحة عنه وعن غيره من المصنفين.
(2671) إكمال الدين، ج1، ص86.
(2672) لاطلاع عليها ينظر: إكمال الدين، ج1، ص88 - 95.
(2673) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص95.
(2674) الرازي، كفاية الأثر، ص99 - 102؛ واخرج الحديث بعض المؤرخين عنه باختصار، ينظر: الحلي، العدد القوية، ص85؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، 343؛ المجلسي، بحار الانوار، ج 36، ص289؛ وللاطلاع أزيد عن الأحاديث التي تشير إلى ما ورد في مفردة الاثني عشر على وجه الخصوص، ينظر: مؤسسة المعارف، معجم أحاديث الإمام المهدي، ج3، ص501 - 525.
(2675) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص37، حديث (121)؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج6، ص79، حديث (3713)؛ النسائي، ابي عبد الرحمن احمد شعيب، (ت: 303هـ/ 915م)، فضائل الصحابة، د. تحق، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1984 م)، ص14.
(2676) الصفار، بصائر الدرجات، ص158؛ الكليني، الكافي، ج1، ص172؛ الطوسي، الرسائل العشر، د. تحق، ط2، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي، (قم، 1414هـ)، ص 98.
(2677) ويسمون الإسماعيلية قالوا ان الإمام بعد جعفر الصادق (عليه السلام) ابنه اسماعيل وقد اختلفوا في موته في حياة أبيه منهم من قال لم يمت الا انه أظهر موته تقية من بني العباس ومنهم من قال موته صحيح وفيهم فرقة خرجت تقول ان الإمامة بعد إسماعيل في ابنه محمد ووقفوا عليه وقالوا له رجعة بعد غيبته ومنهم من قال ان الإمامة في أئمة مستورين وبعدهم الأئمة الظاهرين القائمين ويسمون هؤلاء الباطنية وإن مذهب الإسماعيلية الأساس القول بإمامة اسماعيل أو محمد ابنه، للمزيد ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص175.
(2678) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص87.
(2679) الكليني، الكافي، ج1، ص166.
(2680) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص302.
(2681) شرح الكافي، ج6، ص89.
(2682) إكمال الدين، ج1، ص87 - 88.
(2683) ينظر: القمي، الامامة والتبصرة، ص71؛ المازندراني، مناقب آل ابي طالب، ج1، ص327.
(2684) سعيد بن عبد الله الاعرج مولى بني هاشم الكوفي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص215؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج9، ص109 - 110.
(2685) وردت الكثير من الأخبار التي تؤكد موته في حياة أبيه بمنطقة العريض في المدينة ودفن بالبقيع، ينظر: البخاري، سر السلسلة العلوية، ص35؛ المفيد، الإرشاد، ص358؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص294؛ لم أجد مصدر يثبت وفاته بالتحديد سوى أنها تذكر انه توفي قبل ابيه وفي حاشية بعض الكتب ذكر ان وفاته سنة (133هـ)، ينظر: البخاري، سر السلسة العلوية، ص35 هامش رقم (2)؛ النوبختي، فرق الشيعة، ص114، هامش رقم (2).
(2686) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 88 - 91.
(2687) ينظر: الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج1، ص112؛ العاملي، وسائل الشيعة، ج3، ص298؛ المجلسي، بحار الانوار، ج47، ص247؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج3، ص6.
(2688) من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام)، ينظر: الطوسي، رجال الطوسي، ص203.
(2689) المازندراني، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص327؛ المجلسي، بحار الانوار، ج47، ص254؛ الامين، أعيان الشيعة، ج3، ص317.
(2690) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 95 - 96.
(2691) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص96.
(2692) ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص607 - 608النجفي، منتخب الأنوار المضيئة، ص281 - 284؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج7، ص611 - 614.
(2693) ابن كثير، تفسير القرآن، ج5، ص 216.
(2694) السلمي، عقد الدرر، ص109؛ المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج29، ص278.
(2695) الطبرسي، سيرة المعصومين، ص342؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص263.
(2696) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص97.
(2697) المسائل العشرة في الغيبة، ص57.
(2698) المفيد، المسائل العشرة في الغيبة، ص63 - 64.
(2699) لعله يقصد هنا هم الاشخاص الذين أطلعهم الامام العسكري (عليه السلام) على ولده منذ ولادته وفي صباه في حياة أبيه حتى أنهم نقلوا أخبار مشاهدته لهم وكيف أطلعهم الامام على ولده المستور وحكوا حوادث تلك المشاهدات وكذلك الاشخاص الذين التقى بهم الامام الحجة نفسه (عجَّل الله فرجه) في زمن الغيبة الصغرى أو الكبرى كما أشرنا سلفاً في مباحث سابقه، ينظر: المبحث الاول من الفصل الرابع.
(2700) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص97.
(2701) المسائل العشرة في الغيبة، ص54 - 55.
(2702) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص97 - 98.
(2703) الصفار، بصائر الدرجات، ص28.
(2704) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص98.
(2705) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص98 - 99.
(2706) المقنع في الغيبة، ص37 - 39.
(2707) من أصل طرح وأطرحه وطرحه والطرح، وتعني لا حاجة لاحد فيه، ينظر: ابن منظور، ج8، ص137.
(2708) الغيبة، ص228.
(2709) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص52.
(2710) الصدوق، إكمال الدين، ج 1، ص52 - 53.
(2711) ينظر: المبحث الاول من الفصل الرابع، ص409 - 435.
(2712) النعماني، الغيبة، ص255.
(2713) الطوسي، الغيبة، ص459.
(2714) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 66.
(2715) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص66 - 68.
(2716) المقنع في الغيبة، ص52.
(2717) الرسائل العشر في الغيبة، ص69.
(2718) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص68.
(2719) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص66 - 70.
(2720) المقنع في الغيبة، ص47.
(2721) المقنع في الغيبة، ص59.
(2722) هو الصلح الذي عقد بين مشركي قريش ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في السنة السادسة للهجرة في ذي القعدة في منطقة الحديبية حين خرج معتمراً ومعه جماعة كثيرة من المسلمين من المهاجرين والأنصار واراد ان لا يكون في رحلتهم للاعتمار بان لا يحصل فيها قتال، وعقد الصلح وفق عدة شروط لمدة عشر سنوات وكان المكاتبة في الصلح مع سهيل بن عمرو حامل رسالة قريش حينها دعا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الامام علي (عليه السلام) ليكتب بنود الصلح فقال له: (اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال له سهيل لا نعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم ابيك...) بعدها محيت عبارة رسول الله وكتبت بدل عنها محمد بن عبد الله بأمره (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص86 - 91.
(2723) قيل أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يمح اسم الرسول قال: (لا أمحوه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) امحه واكتب محمد بن عبد الله فقال علي لا أمحوه فقال: رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أرني مكانه حتى أمحوه فمحاه وكتب محمد بن عبد الله...)، للمزيد ينظر: ابن حبان، ابي حاتم محمد بن حبان بن احمد التميمي، (ت: 354هـ/965م)، صحيح ابن حبان ترتيب بن لبان، علاء الدين بن علي الفارسي المتوفي سنة (739هـ/ 1339م) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ط2، نشر: مؤسسة الرسالة، (بيروت، 1993م)، ج11، ص212؛ المرعشي، شرح احقاق الحق، ج23، ص464.
(2724) ورد في الاخبار ان المشركين أخذوا عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (ما وراءك، قال: شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان، قال: إن عادوا فعد)، ينظر: الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج2، ص389، حديث (3362).
(2725) ورد في خبر هذه الآية هي استثناء ممن كفر بلسانه ووافق فقط في لفظة المشركين لما ناله من ضرب وأذى وقلبه يأبى ما يقول وهو مطمئن بالإيمان بالله وبرسوله وروي انها نزلت حين اتى عمار معتذراً إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فانزل الله هذه الآية، ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن، ج4، ص605.
(2726) إكمال الدين، ج1، ص70 - 71.
(2727) ينظر: البخاري، صحيح البخاري، ص483 - 486، الحديث (2731، 2732)، ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج11، ص212، النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج2، ص165، حديث (2657).
(2728) ينظر: العاملي، اثبات الهداة، ج3، ص459؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص68؛ الكلبايكاني، منتخب الاثر، ص267.
(2729) ينظر: الطوسي، الغيبة، ص341؛ الطبرسي، سيرة المعصومين، ص414؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص119.
(2730) النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج2، ص389، حديث (3362)؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج43، ص373؛ مهران، الامامة وأهل البيت، ج1، ص209.
(2731) الكليني، الكافي، ج1، ص105.
(2732) العاملي، محمد جميل حمود، الامام المهدي (عجَّل الله فرجه)فوق الشبهات، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت، 2010م)، ص162.
(2733) هو علي بن الحسين ابن بشار ويكنى ابو الحسن البشاري النيسابوري حدث عن محمد بن يعقوب الكرماني، ينظر: ابن ماكولا، الأمير الحافظ، (ت:475هـ/102م) إكمال الاكمال في رفع الارتياب عن المؤلف والمختلف في الاسماء والكنى والالقاب، تصحيح: نايف العباس، د.ط، دار الكتاب الاسلامي، (القاهرة، د.ت)، ج7، ص443.
(2734) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص71 - 73.
(2735) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص74 - 74.
(2736) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص74 - 75.
(2737) فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزل في العسكر وكان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) وهو مغال ملعون فاسد المذهب قيل انه قتله بعض أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) لا يلتفت إلى أحاديثه فهي كلها تخليط وابن فارس هذا لعنه الإمام الهادي (عليه السلام) وقال: (متهم غال) وعرف عنه انه من الكذابين المشهورين وقد ذكره الفضل بن شاذان في بعض كتبه:: الفاجر فارس بن حاتم القزويني) ويروى ان أبا الحسن (عليه السلام) أمر بقتله، ينظر: الحلي، خلاصة الاقوال، ص335.
(2738) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 76 - 79.
(2739) للمزيد ينظر: المبحث الأول من الفصل الرابع في الاطروحة الفقرة الثانية، ص435 - 453.
(2740) المرتضى، المقنع في الغيبة، ص55.
(2741) بحث حول المهدي، ص34.
(2742) لم يوضح المصنف من هم المخالفون هنا المقصودون في هذا الإشكال وحتى لا يشير إلى اسم أو عنوان ما عنهم ويجعل الحديث عاماً ولا يشير الكلام هنا له لو لغيره بل يتركه عاماً موجهاً بالرد على كل شبهة.
(2743) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 99 - 100.
(2744) الجدلي لم يذكر اسمه وشيء عنه ولعله يقصد من يجادله في الحديث أو هو صاحب هذه الإشكالات ولعله صاحب كتاب فيه عدة آراء اطلع عليها الصدوق.
(2745) قيل في السنة السابعة للهجرة بعد فتح حصن خيبر اهديت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شاة مشوية من زينب بنت الحارث وقد سألت زينب أي عضو أحب للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقيل لها الذراع فوضعت فيه السم وأكثرت فلما جاءت بها ووضعتها بين يدي رسول الله تناول الذراع واخذ منها مضغة فلم يسغها ومعه بشر بن البراء وقد اخذ منها وقد استساغها اما رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفظها ثم قال: (إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم) ثم اتى بها فاعترفت بما فعلت انتقاماً لما حل بقومها ومات بشر وقد تجاوز عنها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ينظر: ابن هشام، سيرة ابن هشام، ج3، ص346؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص15؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص103.
(2746) يروى بان هذه الحادثة حصلت في زمن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورويت عن أنس بن مالك وعن عبد الله بن مسعود ويطرح الخبر حيث اجتمع اليه عدد من المشركين وقالوا له ان كنت صادقاً فشق لنا القمر نصفين فقال لهم: (ان فعلت تؤمنوا، قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسأل لله (عزَّ وجلَّ) أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر وقد سلب نصفاً على ابي قبيس ونصفاً على قعيقان ورسول الله ينادي يا ابا سلمة بن عبد الاسد والارقم بن الارقم اشهدوا)، للمزيد ينظر: البخاري، صحيح البخاري، ص885، حديث(4864)؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، 292-303.
(2747) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص100.
(2748) القمي، محمد بن أحمد بن علي بن الحين (ت: 412ه / 1021م)، مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام)، تحيق ونشر: مدرية الامام المهدي، ط1، (قم، 1407هـ)، ص18؛ العاملي، تفضيل الأئمة - ص232؛ المجلسي، بحار الانوار، ج26، ص316.
(2749) النعماني، الغيبة، ص88؛ المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص399.
(2750) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص100 - 101.
(2751) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص101.
(2752) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص101.
(2753) المروزي، الفتن، ص229؛ الكنجي، البيان في أبار صاحب الزمان، ص506.
(2754) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص102.
(2755) المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص260؛ الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج2، ص21؛ الطباطبائي، سنن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ط1، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، (قم، 1416هـ)، ص409؛ والأحاديث بشأن الوحي وما يحصل حينها كثيرة لم نتطرق اليها توخياً للاختصار.
(2756) وورد في تفسيرها أنه ما يتكلم بكلام اي يرميه من فيه الا لديه حافظ حاظر معه يعني الملك الموكل به أما صاحب اليمين أو صاحب الشمال، ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج7، ص183.
(2757) ورد ان الله وصف الحفظة بالكرام انهم يكتبون أعمال بني آدم من خير وشر ولا يخفى عليهم شيء ويعلمون ما تفعلون من الظاهر دون الباطن، ينظر: المصدر السابق، ج10، ص221.
(2758) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص103.
(2759) الالحاد هو الشك في الله، ينظر: ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص247.
(2760) ابو علي الحسن بن بويه بن فنا خسرو الديليمي الملقب بركن الدولة بن بويه ولد سنة (284هـ/897م) صاحب أصبهان والري وهمدان كان ملكاً جليل القدر وعالي الهمة وهو والد عضد الدولة ومؤيد الدولة وفخر الدولة ملك في الري أربع وأربعين سنة توفي سنة (366ه / 976م)، ينظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص118 - 119.
(2761) ولعله هنا يقصد هجوم الروم على الثغور الإسلامية في عهد الدولة البويهية منها على الشام والجزيرة وحصل الكثير من الخراب في عدد من أنحاء الدولة الإسلامية نتيجة تلك الهجمات وانحصر أغلب تلك الأحداث ما بين عامي (358ه إلى 362 ه)، للمزيد ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج7، ص309 - 336.
(2762) بعد أن آمن المسلمون على أنفسهم حين خرجوا من مكة وبدأ الإسلام ينتشر وحماية المسلمين من النجاشي فكتب المشركون صحيفة مقاطعة للمسلمين في كل شيء واعتزلتهم الناس وعلقت في جوف الكعبة وبقي الرسول وأبو طالب في الشعب ثلاث سنوات حتى أرسل الله الارضة عليها فما بقي منها إلا أسماء الله فأخبر جبرائيل النبي بذلك فقال لعمه أبي طالب بالخبر فخرج إلى مكة وأخبر القوم فلما أخرجوها وجدوها كما قال، للمزيد ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص605 - 606.
(2763) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص103 - 104.
(2764) العاملي، الإمام المهدي، فوق الشبهات، ص161.
(2765) ابو سهل اسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة ومن متكلميها له عدة تصانيف منها الاستيفاء في الامامة والتنبيه في الامامة وغيرها لم تذكر تاريخ وفاته في المصادر، ينظر: الجاشي، رجال النجاشي، ص33؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج15، ص327.
(2766) لم أعثر على الكتاب.
(2767) الواضح هنا انه يحدثه عن زمن الغيبة الصغرى وعصر السفراء.
(2768) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص105 - 107.
(2769) الطوسي، الغيبة، ص225.
(2770) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 107.
(2771) الطوسي، الغيبة، ص290؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص535؛ المجلسي، بحار الأنوار، ح50، ص227.
(2772) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص108 - 109.
(2773) ينظر: المبحث الاول من الفصل الرابع في الاطروحة، ص409 - 435.
(2774) للطلاع على هذه المواضيع ينظر: الصدوق، إكمال الدين، ج، ص109 - 138؛ وكذلك للاطلاع على ما ورد بحقهم في النص على إمامتهم وإمام الحجة (عليهم السلام) على وجه الخصوص ينظر: المبحث الثالث من الفصل الأول من هذه الأطروحة، ص95 - 135.
(2775) ورد في حكم الميراث ان الرجل اذا ترك اماً وابناً الأم لها السدس وما بقي فإلى الابن، ينظر: الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص194؛ وبموجب هذا الحكم أن جعفر لا يرث.
(2776) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 120 - 121.
(2777) الطوسي، الغيبة، ص 222، ص225؛ المجلسي، بحار الانوار، ج25، ص251.
(2778) من اصل رشد ورشده هداه واسترشده طلب من الرشد واسترشده اذا اهتدى له والإرشاد الهداية، للمزيد ينظر، ابن منظور، لسان العرب، ج5، ص219.
(2779) الآية فيها دعوة للكفار باتباع من لا يسألونكم أموالكم وعلى ما جاءوكم من الهدى، للمزيد ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص204.
(2780) هي في حال الأحبار والرهبان يأخذون الرشى على الحكم وأكل المال بالباطل وتملكه من جهات يحرم منها أخذه، للمزيد ينظر: الطوسي، مجمع البيان، ج5، ص37.
(2781) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص 124 - 125.
(2782) ولعل الحديث هنا المقصودة منه في زمن السفراء اي في زمن الغيبة الصغرى.
(2783) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص124 - 126.
(2784) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص126.
(2785) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص126 - 127.
(2786) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص127.
(2787) ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين، ص303؛ الرازي، كفاية الأثر، ص41؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج23، ص106.
(2788) مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص410، حديث (2408)؛ النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص161، حديث (4711)؛ الهندي، كنز العمال، ج1، ص178.
(2789) الصدوق، معاني الاخبار، ص9091؛ عيون أخبار الرضا، ج1، ص60؛ البحراني، غاية المرام، ج2، ص323.
(2790) المقنع في الغيبة، ص74.
(2791) القطيفي، نعمة المنان، ص43.
(2792) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ستفترق امتي ثلاثاً وسبعين فرقة منها فرقة ناجية والباقون هالكون الناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم لا يعملون برأيهم فأولئك ما عليهم سبيل) ينظر: الرازي، كفاية الأثر، ص248؛ الطوسي، الرسائل العشر، ص127.
(2793) الاشكوري، العقيدة المهدوية، ص102.
(2794) وهذه النصوص كما اوردها المصنف في كتابه واثبتناها في فصلاً كاملاً من الأطروحة مع تخريجاتها من عشرات المصادر نصت عليه وعلى غيبته، للمزيد ينظر: الفصل الثالث من الاطروحة، ص 277 - 408.
(2795) الصدوق، إكمال الدين، ج1، ص65.
(2796) الاحصائية من إعداد الباحث بالاعتماد على نسخة الكتاب المعتمدة في الدراسة عن الذين روى عنهم المصنف بما سمعه من مشايخه أو من الذين التق بهم في رحلاته ووضعت تراجم بعض منهم في البحث؛ وللاطلاع على تراجم هؤلاء المشايخ وبالحقيقة أن أغلبهم مجهولو الوفاة ينظر: الصدوق، مشيخة الفقيه، ص7 - 250؛ المجلسي، محمد تقي، (اثبت في الكتابين كل من حدث عنهم الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه وعددهم 252 شيخاً وفيهم من ورد هنا في كتاب اكمال الدين اذ ورد ذكر أغلبهم في صفحات متعددة من الكتابين لذا لم نذكر ارقام الصفحات).
(2797) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص 263 - 273، ص471، ص 478-515؛ ومعظم الذين ذكرهم الصدوق مذكورين في كتاب السجستاني، المعمرين، ص2-10، ص31، ص36، ص39، ص41، ص69، ص64، ص7073، ص80، ص110؛ وذكر بعضهم عند الطوسي، الغيبة، ص 113 - 124؛ المجلسي، بحار الانوار، ج51، ص225 - 254.
(2798) خرج النص بعد مراجعة نسخة الكتاب المخطوط والنسخة المطبوعة المعتمدة في البحث، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، مخطوط، ورقة 196 - 197، إكمال الدين، ج1، ص293 - 294.
(2799) خرج النص بعد مراجعة نسخة الكتاب المخطوط والنسخة المطبوعة المعتمدة في البحث، ينظر: الصدوق، إكمال الدين، مخطوط، ورقة 197 - 198، إكمال الدين، ج1، 295 - 296.
(2800) الصدوق، إكمال الدين، ج2، ص404 - 405؛ وللاطلاع على تفصيل لبعض منهم للمزيد ينظر: علي، المهدي المنتظر، ص248 - 257؛ الصدر، موسوعة الإمام المهدي، (تاريخ الغيبة الصغرى)، ج1، ص609 - 630.