المسار
مسيرة الأربعين » أخبار الأربعين
الفهرس
أخبار الأربعين

ندوة الفتح الحسيني وزيارة الأربعين

ندوة الفتح الحسيني وزيارة الأربعين

عقدت مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية التابعة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ندوة بعنوان (ندوة الفتح الحسيني وزيارة الأربعين) في مدينة الأهواز في ايران حاضر فيها سماحة السيد علي الحسيني (دام عزّه)
استفاد المحاضر عنوان الفتح من كلام الإمام الحسين (عليه السلام) من كتاب له إلى أخيه محمّد بن الحنفية (رض):

(بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى محمّد بن علي ومن قبله من بني هاشم، أمّا بعد فإنّه مَن لحق بي استُشهد ومَن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام).
موضّحاً أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أخبر بقوله: (مَن لحق بي استُشهد) عن أمر مستقبلي بنحو القطع: أنّ كلّ مَن سيأتي معه سينال الشهادة بدون تحديد الأشخاص، فهو من علم الغيب الذي يختصّ ذاتاً بالله تعالى، ولكنّ الله يُطلع على غيبه مَن يشاء من عباده من الأنبياء والأئمة (عليهم السلام).
وقال (عليه السلام): (ومَن لم يلحق بي لم يدرك الفتح).
ما المراد بالفتح مع أنّهم قُتلوا ولم ينتصروا بحسب الموازين العسكرية المادية؟
وبعبارةٍ أُخرى: إنّ الفتح هو الاستيلاء، فحينما يُقال: فلان فتح مدينةً ما بمعنى استولى عليها، وصارت تحت سيطرته وحكمه وقيادته. والإمام الحسين (عليه السلام) قُتل، إذاً أين الفتح؟
إنّ الفتح هو الفتح المعنوي، يعني أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو المنتصر، ويزيد هو الخاسر. صحيح أنّ يزيد بحسب الظاهر قتل الحسين، ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) حيٌّ في الضمائر، وما قام به يبقى إلى ما شاء الله، فالفتح الذي حصل للإمام الحسين (عليه السلام) هو الفتح المعنوي للدين. ففي كتاب (فاجعة الطفّ) للمرجع الديني آية الله السيّد محمد سعيد الحكيم: (لا يبعد أن يكون مراده في كتابه هذا [يعني مراد الإمام الحسين (عليه السلام) في رسالته إلى محمّد بن الحنفية] أنّ في نهضته التي تنتهي به وبمَن معه للقتل والشهادة فتحاً للدين وللدعوة إلى الله تعالى، ويتناسب مع حجم التضحية التي تحصل فيه).
ثمّ استدلّ على هذا الفتح وهذا الانتصار الذي حقّقه الإمام الحسين (عليه السلام) بشهادته، بما قاله الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في جوابه لإبراهيم بن طلحة، حينما سأله بعد رجوعه بالعائلة الثاكلة للمدينة كأنّه شامت: يا علي بن الحسين، مَن غلب؟ فقال له الإمام (عليه السلام): إذا أردت أن تعلم مَن غلب ودخل وقت الصلاة فأذّن ثمّ أقم.
فإنّـه كالصريـح في أنّ تلك الفاجعـة الفظيعة هي السـبب في الحفاظ على الصلاة التي هي عمود الدين، وإظهار شعائره. كما يكشف عن شدّة الخطر الذي يتعرّض له الدين لو لم يقف في وجهه الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بنهضته المباركة، التي ختمت بهذه الفاجعة.
إنّ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) هي نهضة ناجحة فالإمام الحسين منتصر وفاتح ولكن فتح معنويّ وفتح للدين، ومن خلال هذا الفتح صارت المحافظة على تعاليم الإسلام، ومن أبرزها الصلاة، ولولا ثورة الإمام الحسين لاضمحلّ الدين، وأيّ فتح ونصر أكبر من هذا الفتح والنصر.
إذاً؛ الإمام الحسين (عليه السلام) حيّ، ومات يزيد الفاجر الظالم، وهو في مزبلة التاريخ، ولكن الحسين في ضمائر أهل الضمائر، وليس الإمام الحسين (عليه السلام) قدوةً لنا خاصّة، وإنّما هو قدوة لكلّ حرٍّ في العالم ، قال الزعيم الهندي غاندي: تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً لأنتصر، وغاندي هندوسي وليس بمسلم، وتُنسب كلمة إلى الزعيم الصيني الشيوعي حينما زاره ياسر عرفات وقال: جئت لأتعلّم منك النضال. قال له: أنتم المسلمين عندكم الحسين. يعتزّ بالإمام الحسين (عليه السلام) كلّ حرّ في العالم وعلى مدى الأجيال، إنّ ديمومة الدين والشعائر الدينية بنهضة الحسين (عليه السلام).
إنّ بني أُميّة بالذات ـ وخصوصاً يزيد (عليه اللعنة وسوء العذاب) ـ أرادوا أن يقضوا على معالم الإسلام وعلى أتعاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويزيد لم يكن مؤمناً بل كان كافراً؛ حيث كان يشرب الخمر، ويزني، ويقتل النفس المحترمة، ويلعب القمار، ويستمع إلى الغناء، والإسلام حرّم كلّ ذلك، ويسمّونه ـ والعياذ بالله ـ أمير المؤمنين وخليفة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فإذا كان هذا حال خليفتهم، فكيف بالنّاس والنّاس على دين ملوكهم، فأرادوا القضاء على الإسلام تماماً أو تشويه الإسلام الحقيقي.
هذه الأعمال الخسيسة الدنيئة الرذيلة التي قام بها الجيش الأُموي، حيث قطعوا رأس الإمام الحسين (عليه السلام) ورؤوس الشهداء، ورفعوها على الرماح، ولم يرعوا ما قاله النبي (صلّى الله عليه وآله): (إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور)، فلمـّا قُتل أبو جهل (لعنة الله عليه) في بدر جاء بعض المسلمين وقطع رأسه وجاء به إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فنهاه رسول الله عما فعله رغم أنّ من قطع رأسه مجرم.
وفي عصرنا الحاضر، الدواعش، والنصرة، وطالبان، ومَن سار سيرهم من التكفيريين، يقتلون ويقطعون الرؤوس، ويبقرون البطون، ويأكلون الأكباد، ويرتكبون كما ارتكب سيّدهم يزيد (على يزيد وعليهم لعنة الله)، وهذا شيء وجداني.
فنهضة الإمام الحسين إحياءٌ للدين

فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً * إلّا إذا دمه في كربلا سُفكا
يعني رأى الإمام الحسين (عليه السلام) أنّه يُقتل لا محالة، وقُضي الأمر من عالم الذّر، والإمام نفسه يعلم بذلك، ويدلّ عليه الأخبار، منها ما رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء محمّد بن الحنفيّة إلى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد الحسين (عليه السلام) الخروج في صبيحتها عن مكّة، فقال له: يا أخي، إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك و أخيك، و قد خفت أن يكون حالك كحال مَن مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ مَن بالحرم و أمنعه، فقال: يا أخي، قد خفت‏ أن‏ يغتالني‏ يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت، فقال له ابن الحنفيّة: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البرّ، فإنّك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد، فقال: أنظر فيما قلت.
فلمّا كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام)، فبلغ ذلك ابن الحنفيّة، فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ و قد ركبها ـ فقال: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى، قال: فما حداك‏ على الخروج عاجلاً؟ قال: أتاني رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله) بعدما فارقتك، فقال: يا حسين، اخرج (إلى العراق)، فإنّ اللّه قد شاء أن يراك قتيلاً. فقال محمّد بن الحنفيّة: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك، وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ فقال له: قد قال لي (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه قد شاء أن يراهنّ سباي).
إنّ الله يعلم أنّ هذا الدين لا يستقيم ولا يستمرّ إلّا بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وتضحيته للدين، شاء الله أن يكون ديمومة الدين بشهادته وبسبي عياله؛ لأنّ سبي العيال متمّم لنهضته (عليه السلام) وللفتح الذي حصل بنهضته، وليس المشيئة الإلهية بالقتل وسبي العيال أمراً عبثياً.
نحن نشترك في مجلس الإمام الحسين (عليه السلام) فكم تعلمنا من هذه المنابر والندوات، وفي ذلك استمرار واستقامة الدين الذي ضحّى الإمام الحسين والأنبياء (عليهم السلام) بأنفسهم من أجله.
أتعلم كم حقّق السبي من أهداف للإسلام؟ عندما خطبت السيدة زينب (عليها السلام) في الكوفة والشام أمام عبيد الله ويزيد (عليهما اللعنة والعذاب)، وكذلك بعض العلويات خطبنَ وبيّنّ الحقائق، وخطب الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الشام، حصل انقلاب؛ لأنّ كثيراً من الناس لم يكونوا يعلمون ما يجري، فكانوا يظنّون أن يزيد يمثّل الإسلام، يسمّونه أمير المؤمنين ويفعل ما يحلو له؛ لأنّ بني أمية وضعوا روايات على أنّ الأُمراء خطّ أحمر، يفعلون ما يحلو لهم، فلا تعترضوا عليهم، فليشرب الخليفة الخمر، وليزنِ، وليقتل، وجميع الناس عليهم التزام الصمت.
فكانت خطب الإمام السجاد والسيدة زينب والعلويات (عليهم السلام) ستؤدّي إلى حدوث انقلاب على يزيد وعلى بني أُمية، فكثير من الناس اهتدوا من خلال سبي العيال ومجيء الإمام (عليه السلام) مقيّداً بالسلاسل.
قال شيخ من أشياخ أهل الشام، لعلي بن الحسين: (الْحَمْدُ لله الَّذِي قَتَلَكُمْ، وَأَهْلَكَكُمْ، وَقَطَعَ قَرْنَ‏ الْفِتْنَةِ، فَلَمْ‏ يَأْلُ عَنْ شَتْمِهِمْ، فَلَمَّا انْقَضَى كَلَامُهُ قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): أَمَا قَرَأْتَ كِتَابَ الله (عَزَّ وَجَلَّ) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾. قَالَ: بَلَى. قَالَ فَنَحْنُ أُولَئِكَ. ثُمَّ قَالَ: أَمَا قَرَأْتَ: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ﴾.‏ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَنَحْنُ هُمْ. قَالَ: فَهَلْ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾. قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَنَحْنُ هُمْ،. فَرَفَعَ الشَّامِيُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ اللهمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ قَتَلَةِ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَمَا شَعَرْتُ بِهَذَا قَبْلَ الْيَوْم).
ثمّ ذكر المحاضر أنّ الفتح الحسيني يتجانس مع حجم النهضة الحسينية والتضحية الحسينية وسبي العيال، ومن جملة ثمرات هذا الفتح هي المشاركة المليونية في الزيارات المخصوصة، ولا سيّما في زيارة الأربعين من عموم إيران والعالم، وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من المستحبّات المؤكّدة، وأقلّ ما في الروايات من ثواب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): أنّ كلّ خطوةٍ يخطوها الزائر تُكتب له حسنة، وتُمحى عنه سيئة، وتُرفع له درجة.
عن هارون بن خارجة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إنّهم يرون أنّه مَن زار الحسين (عليه السلام) كانت له حجّة وعمرة، قال لي: (مَن زاره والله عارفاً بحقّه، غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: (مَن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقّه كان كمَن حجّ ثلاث حجج مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)).
عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مِنَ الْفَضْلِ لَمَاتُوا شَوْقاً وَتَقَطَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيْهِ حَسَرَاتٍ. قُلْتُ: وَمَا فِيهِ؟ قَالَ: مَنْ أَتَاهُ تَشَوُّقاً كَتَبَ الله لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَأَلْفَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ، وَأَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ، وَأَجْرَ أَلْفِ صَائِمٍ، وَثَوَابَ أَلْفِ صَدَقَةٍ مَقْبُولَةٍ، وَثَوَابَ أَلْفِ نَسَمَةٍ أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ الله، وَلَمْ يَزَلْ مَحْفُوظاً سَنَتَهُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ أَهْوَنُهَا الشَّيْطَانُ، وَوُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَحْفَظُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ، فَإِنْ مَاتَ سَنَتَهُ حَضَرَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، يَحْضُرُونَ غُسْلَهُ وَأَكْفَانَهُ وَالِاسْتِغْفَارَ لَهُ، وَ يُشَيِّعُونَهُ إِلَى قَبْرِهِ بِالاسْتِغْفَارِ لَهُ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وَيُؤْمِنُهُ الله مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ، وَمِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ أَنْ يروعانه [يُرَوِّعَاهُ‏]، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، وَيُعْطَى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نوراً [نُورٌ]، يُضِي‏ءُ لِنُورِهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: هَذَا مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ شَوْقاً إلَيْه، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا تَمَنَّى يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)).
وروي عن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) أنّه قال: (عَلَامَاتُ‏ الْمُؤْمِنِ‏ خَمْسٌ‏: صَلَاةُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم) .
وكذلك وردت أخبار في ثواب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الزيارات المخصوصة، حيث يشارك الملايين في زياراته المخصوصة، وهذا كلّه قليل إزاء ما قدّمه سيّدنا ومولانا أبو عبد الله (عليه السلام) من التضحيات الجسيمة، من أجل الدين ومن أجل المسلمين على مرّ الأجيال.
وفي كامل الزيارات عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (مَنْ لَمْ يَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مِنْ شِيعَتِنَا كَانَ مُنْتَقَصَ‏ الْإِيمَانِ‏ مُنْتَقَصَ الدِّينِ، وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ كَانَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّة).
آداب زائر الإمام الحسين (عليه السلام)
قال الإمام الصادق (عليه السلام) في آداب زائر الإمام الحسين: (يَلْزَمُكَ حُسْنُ الصَّحَابَةِ لِمَنْ يَصْحَبُكَ، وَيَلْزَمُكَ قِلَّةُ الْكَلَامِ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَيَلْزَمُكَ كَثْرَةُ ذِكْرِ الله، وَيَلْزَمُكَ نَظَافَةُ الثِّيَابِ‏، وَيَلْزَمُكَ الْغُسْلُ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ الْحَائِرَ، وَيَلْزَمُكَ الْخُشُوعُ وَكَثْرَةُ الصَّلَاةِ وَالصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَيَلْزَمُكَ التَّوْقِيرُ لِأَخْذِ مَا لَيْسَ لَكَ، وَيَلْزَمُكَ أَنْ تَغُضَّ بَصَرَكَ، وَيَلْزَمُكَ أَنْ تَعُودَ إِلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْ إِخْوَانِكَ إِذَا رَأَيْتَ مُنْقَطِعاً وَالْمُوَاسَاةُ، وَيَلْزَمُكَ التَّقِيَّةُ الَّتِي قِوَامُ دِينِكَ بِهَا، وَالْوَرَعُ عَمَّا نُهِيتَ عَنْهُ، وَالْخُصُومَةِ، وَكَثْرَةِ الْأَيْمَانِ، وَالْجِدَالِ الَّذِي فِيهِ الْأَيْمَانُ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَمَّ حَجُّكَ وَعُمْرَتُكَ، وَاسْتَوْجَبْتَ مِنَ الَّذِي طَلَبْتَ مَا عِنْدَهُ بِنَفَقَتِكَ وَاغْتِرَابِكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَرَغْبَتِكَ فِيمَا رَغِبْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ).
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، لا سيّما في زيارة الأربعين وبقية المناسبات، وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يذهب لزيارته فليصعد فوق السطح ويزور من هناك، فقد رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: (إِذَا بَعُدَتْ عَلَيْكَ الشُّقَّةُ، وَنَأَتْ بِكَ الدَّارُ، فَلْتَعْلُ عَلَى أَعْلَى مَنْزِلِكَ، وَلْتُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَلْتُومِ بِالسَّلَامِ إِلَى قُبُورِنَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصِلُ‏ إِلَيْنَ).

أخبار الأربعين : ٢٠١٨/٠٤/٢٤ : ١.٥ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.