الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الإرشاد للشيخ المفيد (قدّس سرّه) أن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) إذا وصل الكوفة يخرج إليه بضعة عشرة آلاف في أعناقهم المصاحف يدعون البترية يطلبون منه الرجوع عن الكوفة.
والنص الوارد هو التالي:
قال: وروى أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه: إذا قام القائم (عجّل الله فرجه) سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم... . [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٨٤]
وهذه الرواية على فرض ثبوتها -وإلّا فإنها رواية مرسلة- فيها ما يأتي:
١) الرواية تتحدث عن أُناس منحرفين عقائدياً حيث أطلقت عليهم الرواية اسم البترية وهم طائفة من الزيدية يقولون بالنص على أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسنين وزين العابدين (عليهم السلام) فقط، ويدّعون أن الإمامة بعدهم شورى في أولاد الحسنين لمن قام منهم بالسيف.
٢) إن هذه الطائفة توالي قوماً غصبوا حقوق أهل البيت (عليهم السلام) وأزالوهم عن مراتبهم.
٣) إن هؤلاء الأقوام الذين يقتلهم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) رفعوا السلاح في وجهه وردوا دعوته ولم يستمعوا إليه.
٤) إن هؤلاء ليسوا من رجال العلم والعلماء بل هم من جهلة الأمة، فالروايات تعبر عن علماء الدين برواة الحديث، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): فمن كان من رواة حديثنا صائناً لنفسه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه.
وعن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه): وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ص٤٤٠، ب٤٥، ح٤]
ومن هنا يتضح أن دعوى قتل الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لعلماء الدين دعوى باطلة منشؤها الجهل بتعابير الروايات فأصحاب هذه الدعوى قد وقعوا في جهل مركب. إن لم نقل إن البعض يتعمد هذا الفهم لإبعاد الناس عن المرجعية في زمن الغيبة الكبرى، لغايات غير خافية على اللبيب. نسأل الله العصمة من الشطط والخطأ والتجني والقول بلا علم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)