الإمام (عجّل الله فرجه) مطلع على نياتنا ويقضي حاجاتنا
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
الإمام (عجّل الله فرجه) يعلم بأحوالنا ومطلع على نياتنا، جهرنا بها أم لم نجهر.
الإمام (عجّل الله فرجه) يعلم ما نريد فعله وما نضمر.
هذا ما دلت عليه الأدلة سواء كانت عقلية أم قرآنية أم روائية.
ولكن كيف يطلع الإمام (عجّل الله فرجه) على خفيات النيات ومكنون النفوس؟
في البداية لابد أن نعرف أن الأدلة التي دلَّت على عصمة الإمام (عجّل الله فرجه) ودلَّت على كونه واسطة الفيض الإلهي، وأنه الشاهد والرقيب، هي بذاتها الدالة على ما ندعيه من اطِّلاع الإمام (عجّل الله فرجه) على الخواطر والنيات وعلمه بمكنون الأنفس والخفيات.
فالإمام (عجّل الله فرجه) مطلع على ذلك كله ومن هنا ينبغي لنا أن نراعي هذه الحالة وفي نفس الوقت أن نحسن الطلب منه (عجّل الله فرجه)، فمثلاً لو كانت لنا حاجة منه (عجّل الله فرجه) ينبغي لنا أن نكتبها، لنترجم حاجتنا بشكل مهذب كما نفعل عندما نطلب من الآخرين حاجة، وأن نقصد أشرف الأماكن لإرسال الطلب الذي دوّنا فيه حاجتنا، حتى نحظى بالإقبال منه (عجّل الله فرجه) لتكون حاجتنا محل قبول وإمضاء.
وأمّا عن كيفية اطِّلاع الإمام (عجّل الله فرجه) على صغائر الأمور وكبائرها فإنه يمكن أن يقرب بما هو مقرر في محله من العلوم العقلية من أن ما يقع في صقع الذهن البشري لأي إنسان فإنه يكون حاضراً عنده جملة أو تفصيلاً، فإن المعلومات التي ترد الذهن لا شك في حضورها عند صاحب هذا الذهن وهذا أمر لا ارتياب فيه ولا تردد.
وحيث إن الأدلة قد دلَّت أن صقع عالم الإمكان وصفحة الوجود كلها حاضرة عند أهل البيت (عليهم السلام) وعند إمام العصر (عجّل الله فرجه)، لأنه هو واسطة الفيض، ومن خلاله ينزل الأمر ليفرق على المخلوقات، فلابد أن تكون ما في هذه الصفحة حاضرة بكل ما فيها عند الإمام (عجّل الله فرجه) نظير حضور المعلومات عند متلقيها إذا أرادها.
ولكن ليعلم أن كل هذا ليس ذاتياً للإمام (عجّل الله فرجه) وبمعزل عن الإرادة الإلهية والقدرة الربانية، حتى يقال بمنافاته للتوحيد بل هو عين ما حصل للأنبياء من أولي العزم (عليهم السلام) من إحياء وخلق وإعجاز وتصرف، فيكون الإيمان بهذا المعنى كمالاً في التوحيد ومرتبة عالية من العبودية والإذعان للمشيئة الإلهية.