مشاركات القرآء
هيأة التحرير
تعد مشاركات القراء المحور الأساس لعمل المجلة الثقافي، وقد حرصت هيأة التحرير أن تدخل أكبر عدد من مشاركاتهم ليتسنى لهم أن يقدموا ما بوسعهم في ثقافة الانتظار، والرسائل التي بين أيدينا إشارة إلى حالة المعافاة التي يمر بها الفكر العام عند قراءة الثقافة المهدوية.
والمجلة إذ تبارك جهود المشاركين تشدّ على أيدي الجميع بمواصلة الاستمرار ببناء ثقافة مهدوية ناضجة، وعلى هذا فالمجلة بانتظار مشاركات القراء الكرام. وهي غير مسؤولة عما ينشر هنا.
١ ـ لو رأيت الإمام المهدي لقت له:
أحمد خضير كاظم ـ العراق
لو رأيت الإمام المهدي لقلت له:
لقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس...
لو رأيت الإمام المهدي عليه السلام لقلت له:
إن ضن دهري عليّ... برؤية جمالك العلوي الباهر... وذلك النور الزاهر... وإن بخل زماني عليّ بتقبيل تراب قدميك الطاهرتين... وإن طال بي زمن البعد الغادر وإن حجبني عنك طول أملي وحظي العاثر... فلك لا لسواك أبذل عمري الفاني وأهدي ثواب عملي القاصر...
لو رأيت الإمام المهدي عليه السلام لقلت له:
إن لم يغن عني مالية... ولم يفدني سلطانية... وإن تطاول الزمان علي فمنعني لقاكا... هرعت مسارعا.. لتقبيل أقدام أبوابك الطاهرة... يا صاحب الزمان عجل فقلبي بحبكم آل البيت متيم وببعدكم يذوب ويحترق... يا صاحب الزمان عجل الله ظهورك... لم تبصر النور عيني لو لم تركم... لم تذق طعم الحياة روح لا تهواكم... لم ولن يطيب سمع بعيد عن أحاديثكم... بل كيف يكون وجه بغير وجودكم الأنور... يا نور الأكوان...
لو رأيت الإمام المهدي عليه السلام لقلت له:
لقد طال زمن البعد والفراق... فمتى يحين منا وقت اللقاء... وشدة أثر شدة وبلاء... وشدة ختمت شدائد دهرها... ستفتح الرزايا إن أغمضنا... وستفتح الشدائد إن رأينا... ضاقت ثم ضاقت ثم ضاقت... حتى حارت عقول العقلاء في تخبطها... وملة الله في الارض قد غيرت ... وشريعة الإسلام في النفوس لا تعدو الطقوس... يصرف لها وقت، ووقت في الطرب...
٢ ـ مفهوم الانتظار العرفاني:
يوسف العاملي ـ المغرب
بعد نهاية المسار العرفاني التوحيدي للسالك يكون في مرحلة يجد نفسه ووجوده وكيانه في انتظار حقيقي، ذلك لما وجده من قرب وبعد مفارقين لحقيقته الوجودية مع رب الأرباب، والسؤال الجوهري المطروح والمفروض، هل فعلا تحقق السالك بنهاية مساره العرفاني أم أن وجوده الإمكاني وقيده الزمكاني جعله يتوهم نهاية هذا المسار؟ فالمطلوب بالعرفان هو الله والمتحقق به هو الإنسان، الله مطلق ولا متناهي والإنسان في هذه الإطلاقية مطلق لكن في أقصى الحدود هو مقيد بوهمه الممزوج بسكره فيجعله ذلك في انتظار حقيقي لما هي عليه الحقيقة الإلهية في ذاتها.
فالإنسان الكامل (المهدي المنتظر عليه السلام) هو نفس كلية جعلت وركبت لغاية في إدراك الفهم الإلهي على أحسن فهم حقيقي ممكن للإنسان المؤمن بهذه النفس الكلية فهو كله رحمة وكله علم وكله هداية وكله فهم وكله عرفان وكله انتظار لما هو فيه من التجلي الذاتي الإلهي المتجلي عليه في كل شأن إلهي لذا فانتظاره هو ذاته انتظار لكل تجلي إلهي في الشأن الإلهي فنتحقق بالآية الكريمة ((فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)).
فالعارف المنتظر إنما ينتظر في الإمام المهدي عليه السلام وجه الله وباب الله الواسع الهادي لكل فهم إلهي فيكون في عرفانه منتظراً ويكون في انتظاره عارفا فيتحقق بالعرفاني الانتظاري والمعية الإلهية الموجودة بين العرفان والانتظار.
فالعبودية الحقة تتحقق دائما في نفس تحسن الظن بالله ولا نحسن الظن بالله إلا ونحن في انتظار ممزوج بعرفان سليم يجعل منا كائنات ترغب في رغبة الله فيها فاهمة معنى ذلك كله في توجهها إليه سبحانه، فالعليم لا يعبد إلا بعلم حقيقي، والسبحان لا يتوجه إليه إلا بعقل عقل عنه مراده فيه.
فالمهدي عليه السلام منتظَر ومنتظِر، هو من جهته ينتظِر الإذن في الخروج، ومنتظَر من جهتنا لأنه المخلوق الوحيد في زماننا من يعقل ويفهم مراد الحق في هذا الزمان الموسوم بالكثرة والشوق والعبثية والتناقض.
٣ ـ الامام المهدي عليه السلام، مطالعة في قاعدة اللطف
بقلم: ايناس سامي
لكي يستطيع الانسان السير في الطريق الصحيح الذي يوصله الى هدفه من دون أن يضل سبيله كان مقتضى اللطف الإلهي أن يزوده بالوسائل التي تضمن له سبل النجاح فكان أن زود الفرد بالحجة الباطنة التي هي العقل وأُودع في أصل فطرته توحيد الله . ثم زود المجتمعات بالحجج المعصومة التي تأخذ بيد الفرد الانساني الى كماله المنشود اعتماداً على مازوده الله به من قابليات. إذ أن العقل البشري لوحده غير قادر على تحديد الطريق الذي يسلكه كما أن الفطرة الإنسانية قد يخفت نورها لما قد يعلوها من غبار المعتقدات الباطلة وهذا ما تشير اليه الاية ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) اذاً فالإنسان محتاج في سيره الى الله ((يا أَيُّهَا الإِْنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ)) ولتحقيق السعادة الدنيوية والاخروية له ((وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآْخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا)) الى من يحقق الحكم الشرعي الواقعي والى القدوة الحسنة التي تجسد الأحكام الشرعية النظرية الى واقع عملي والى حكومة عادلة تحمي المجتمع من القوانين الجائرة والحكومات الظالمة. وإذا لاحظنا هذه المتطلبات نجد أن الهدف من بعثة الانبياء هو تحقيق هذه الأمور كما هو الحال في بعثة خاتم الانبياء محمدصلى الله عليه وآله وسلم. غير أن هذه الامور لم يتم تحقيقها كلياً فعلى مستوى التشريع لو قارنا ما شرع حسب متطلبات وحاجات المجتمع انذاك على مجتمعاتنا الحالية نلاحظ ان هناك كثيراً من التطورات ومن المستجدات التي لم تكن موجودة آنذاك وهي بحاجة الى رأي الشارع المقدس فيها. كما أنه لو نظرنا الى القيادة العامة وشمول هذه القيادة العادلة لكل العالم نجد انها لم تحقق رغم وجود الوعد الإلهي بذلك. لذلك نجد أن النبي صلوات الله عليه وآله عهد الأمر من بعده بما أوحى الله به اليه الى الأئمة ليكون هنالك وبأستمرار المثل الاعلى الذي يستطيع أن يحفظ الشريعة ويجسدها ويقود المجتمع نحو الفلاح ((لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ)) وحينما نأتي إلى دور الأئمة صلوات الله عليهم ابتداءً من الإمام علي عليه السلام وحتى الإمام العسكري عليه السلام نجد أنه لم تثن لهم الوسادة حتى يستطيعوا قيادة الأمة بالكامل والقضاء على الإتجاهات المنحرفة التي كانت تقود الناس الى الضلال والهاوية فلقد حوربوا ونفوا وقتلوا ولذلك نجد أن الأئمة عليهم السلام أنفسهم كانوا يوجهون الناس إلى الإمام الثاني عشر الامام المهدي¨ الذي يستطيع أن يحقق كل المتطلبات اللازمة لقيام الدولة والحكم الإلهي وبذلك تتحقق السعادة البشرية إلا أن ذلك رهن بتحقق الشرط الاساسي وهو الانقطاع التام للإمام واليقين بأنه هو المنقذ الوحيد والقادر على تخليص هذه الأُمة مما تعانيه من الويلات والمحن والى أن يتحقق هذا الشرط والى أن يأذن الله له بذلك لم يتركنا الإمام سدىً بل تلطف بنا على الرغم من عقوق الأعم الاغلب له وأوكلنا الى العلماء المتقين الذين لا زال يسددهم وليكونوا سبباً في نجاة الأُمة الى أن يأذن الله له بالظهور.