فوائد الانتظار ودوره في بناء المجتمع
السيد أسد الله الهاشمي
الانتظار باعث على الحركة والنشاط، خلافاً لمن ظنّ أنّه سبب للخمول والانحلال، لذا يحث الإنسان للتهيّؤ، ويسدّده لطريق الحق والعدالة، ويرغّبه لإزالة الباطل، فله دور تربوي مهم وحياتي.
إنّ انتظار الفرج طبقاً لآيات القرآن الكريم وروايات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الكثيرة إحدى العقائد البنّاءة والثورية، ومن أهم العوامل الملهمة والباعثة لإيجاد أرضية تكامل وتحوّل للناس، تسيّرهم نحو حكومة العدل والإيمان.
والانتظار في الإسلام سيّما عند المذهب الحق، مذهب الشيعة هو المحرّك المثير وينبوع المقاومة، والإيثار، والنهوض، والحركة المستمرّة.
فعلى هذا، أوّل نقطة يجب الانتباه إليها هي المعرفة، والاطّلاع على محتوى الانتظار، والميل والتعلق به. يجب أنْ نرى في هذا الجانب ما هي الخصائص والفضائل التي جعلها أئمة وأولياء الدين لمنتظري ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنصاره. ولتنوير الأذهان إليك بعض هذه الصفات:
- ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ قال: من أقرّ بقيام القائم (عليه السلام) أنّه حق.
﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾. وهم أهل القناعة والاعتصام، خصّهم الله باحتمال الضيم في الدنيا، وجبلهم على خلائق الصبر، برأهم الله من طهارة الولادة، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذّبة أفئدتهم من رجس الشقاق، ليّنة عرائكهم.
- أجرأ من ليث وأمضى من سنان.
- رهبان بالليل اسود بالنهار.
- مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغير أبداً.
فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه، وصحّت معرفته، ولم يجد في نفسه حرجاً ممّا قضينا وسلّم لنا أهل البيت (عليهم السلام).
فمن أدرك زمانه فليتمسّك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكّه.
وإنّ قلوبهم أشدّ من زبر الحديد، لو مرّوا بالجبال الحديد لتدكدكت.