الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٥٨٦) كيف تخضع له (عجّل الله فرجه) الدول والحكومات (١)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٥٨٦) كيف تخضع له (عجّل الله فرجه) الدول والحكومات (١)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ محمد علي الدكسن تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٦/١٧ المشاهدات المشاهدات: ٣٤٨١ التعليقات التعليقات: ٠

كيف تخضع له (عجّل الله فرجه) الدول والحكومات (١)

الشيخ محمد علي الدكسن

أشارت الروايات إلى أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أخبر أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يخرج بالسيف، وهذه الكلمة اتخذها المستهزئون وسيلة للتهريج, فجعلوا يسخرون قائلين: ما فائدة السيف في مقابل الأسلحة الفتاكة التي لا تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته رماداً؟ كالقنابل على اختلاف أنواعها وأقسامها، والصواريخ القريبة والبعيدة المدى, والمدافع والرشاشات والبنادق والمسدسات، والدبابات والمدرعات والمصفحات وغيرها من الوسائل البرية والبحرية والجوية المدمرة المبيدة للبشر.
فما قيمة السيف وما تأثيره أمام هذه الأجهزة و الوسائل السريعة الإبادة؟
للإجابة على هذا السؤال لا بأس بذكر مقدمة، لعلها تكون ضرورية ومفيدة:
أشارت الروايات وصرّحت بنزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) من السماء، بدليل قوله سبحانه في رد على من أدعى قتله: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسيحَ عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذينَ اخْتَلَفُوا فيهِ لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء: ١٥٧ – ١٥٨].
فإنّ الأحاديث دلت على وجود عيسى ابن مريم (عليه السلام) في السماء، وانه حي يرزق، وقد مضى على صعوده ما يقرب ألفين سنة، وتقول الأحاديث إنه ينزل من السماء عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنّه يقتدي بالإمام (عجّل الله فرجه) في الصلاة ويصلي خلف الإمام (عجّل الله فرجه).
انظر إلى حكمة الله البالغة وتدبيره العظيم، حيث أنه رفع عيسى بن مريم (عليه السلام) إلى السماء ليدّخره ليوم عظيم وهدف كبير وغاية أسمى.
فما هي الفائدة والحكمة من نزول عيسى بن مريم (عليه السلام) إلى الأرض عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وما العلاقة بين النزول والظهور؟
ينبغي أنْ لا ننسى أنّ عدد المسيحيين في العالم اليوم هو أكثر من ألف مليون نسمة، بضمنهم، رؤساء وشعوب الدول الأوربية، كلهم أو أكثرهم، ورؤساء الدول الأفريقية وشعوبها، والدول الأمريكية الشمالية منها والجنوبية فإنّهم مسيحيون كذلك.
وعقيدة المسيحيين في عيسى ابن مريم (عليه السلام) مشهورة ومعروفة.
فإذا سمع المسيحيون بأنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) قد نزل من السماء، واقتدى بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند الظهور المقدّس. فهل تبقى في العالم حكومة مسيحية أو شعب مسيحيّ يحارب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟!
الجواب لا.
بل نجد المسيحيين يدخلون تحت راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويعتنقون دين الإسلام.
وتوجد روايات وأحاديث تشير إلى هذا المعنى:
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال في خبر طويل: ...فإذا اجتمع عنده عشرة آلاف رجل، فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلّا آمن به وصدّقه.
وجاء هذا الحديث بصورة أخرى: ...فإذا اجتمع عنده العقد. عشرة آلاف رجل، فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا أحد ممن يعبد غير الله تعالى إلاّ آمن به وصدّقه، وتكون الملة واحدة: ملة الإسلام وكل ما كان في الأرض - من معبود سوى الله تعالى - تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.
نقول بناء على هذا سوف تتعطل الأسلحة بجميع أنواعها وتنتفي الحاجة لاستعمالها.
وأمّا اليهود فإنهم يجتمعون عند الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فيخرج لهم ألواح التوراة المدفونة في بعض الجبال، فيجدون فيها أوصاف الإمام وعلائمه، فلا يبقى يهودي إلا ويعتنق دين الإسلام.
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: ...وإنما سُمي بالمهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية.
وفي بعض الروايات إنه سمي بالمهدي لأنه يهدي إلى أسفار من التوراة فيستخرجها من جبال الشمال، فيدعو لها اليهود، فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة نحواً من ثلاثين ألفاً.
وفي كتاب (إسعاف الراغبين): وإنّ المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكيا، وأسفار التوراة من جبل بالشام، يحاجُّ به اليهود فيسلم كثير منهم.
والظاهر أنّ الدفعة الأولى التي تدخل في الإسلام من اليهود هم ثلاثون ألفاً، ثم تتوالى الدفعات حتى لا يبقى يهودي إلّا ويدخل في الإسلام.
هذا بالنسبة إلى اليهود والنصارى.
وأمّا سائر الأديان والملل، فمن الواضح أنّ هذا التبدُّل المفاجئ العظيم الذي يجعل في الدول والشعوب سوف يترك أثراً كبيراً على الحكومات اللادينية، كبلاد الصين وروسيا وكثير من بلاد الشرق الأقصى، فهي لا تستطيع أنْ تتجاهل هذه الحقيقة التي تغير مجرى حياة أهل العالم، خاصة وأنّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يرسل إليهم الدعاة والمبلغين لكي يدعوهم إلى الإسلام الصحيح الكامل الذي لا زيادة فيه ولا نقصان، فلا تستطيع تلك الدول إلّا الخضوع و الانقياد للحاكم الجديد القوي المقتدر، وهناك حديث يشير أنه لا يبقى أحد ممن يعبد غير الله تعالى إلّا ويؤمن بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويصدّقه.
وأمّا الشيعة فسوف يأتي الحديث عنهم في الحلقة القادمة إنْ شاء الله.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016