الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (١٦٣) عندما يستمر الغياب تلتهب جمرة الشوق
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (١٦٣) عندما يستمر الغياب تلتهب جمرة الشوق

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: جيهان عبد الوهاب تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٣ المشاهدات المشاهدات: ٣٨٠٥ التعليقات التعليقات: ١

عندما يستمر الغياب تلتهب جمرة الشوق

جيهان عبد الوهاب

-عندما يستمر الغياب وتذبل العيون التي أعناها ليل الفراق وتلتهب جمرة الشوق فتذيب القلوب وتهيج الآلام وترتفع الآهات ويطول الانتظار لابد من شد الرحال والسفر الى الحبيب وحث الخطى صوبه والوقوف ببابه والاحتماء بسده واللوذ به واللجوء إليه والجلوس تحت ظله, وحط الركاب عنده و الاقتراب منه حتى نسمع نبضات قلبه تخترق الوجود فتتلاشى وتتحطم مع سماع كل نبضة حجب الغيبة وجدرانها القاسية ونقترب منه حتى نشم عبير أنفاسه التي لولاها لما كانت لنا حياة, به وبأنفاسه نحيا وتحيا كل الكائنات ولولاه لما كان لنا وجود ولساخت بنا الأرض.
فينفجر ينبوع الحب المهدوي ونشرب من قدح العشق ونتذوق حلاوة الوصال.
ويكون الحبيب حاضراً في كل حركاتنا وسكناتنا لا نأنس إلا بذكراه, نتتبع أثره ونسهر على خطاه ونشعل سنين عمرنا شموعا لننير الدرب بانتظار محياه.
غير إن هذه الخطى وذلك المسير يجب أن يكون مصحوبا بمعرفة الحبيب.
فكيف نعشق من لا نعرف؟!
-فهنا يكون العشق حصيلة لتلك المعرفة ويتناسب طرديا معها فكلما كان المحب أكثر معرفة بمقامات الحبيب وصفاته وجماله ومحاسنه ازدادت لوعته واشتد حبه وكان ليله أطول وحزنه أعمق وبكاؤه ونحيبه أعظم وأدوم فلا يهنا له بال ولا يسكن له ألم ولا تبرد نار دموعه إلا بالاكتحال من خطى المحبوب.
-لكن كيف وأنى لنا ذلك وهل نتمكن مهما حاولنا من معرفة من انحسرت العقول عن كنه معرفته؟
وهل تتمكن عقولنا أن تدرك حقيقة الإمام أو تستوعب ذلك؟ يأتي الجواب بلا شك بالنفي.
-لكنها رشحات من وميض ذلك النور الساطع نحاول أن نتشبث بها لتنير لنا الدرب في طريقنا إلى ينبوع الحب المتدفق ومصدر كل فيض ورحمة ومنتهى كل حسن وجمال وكمال.
-لذا نرى أكثر من يشتاق إليه هم أئمتنا (عليهم السلام) لأنهم وحدهم من يعرف حقيقة الإمام (عجّل الله فرجه) فهذا علي (عليه السلام) يتأوه شوقا للإمام (عجّل الله فرجه) (آه - وأومى بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته)
وتهتز من الأعماق عندما ترى الصادق (عليه السلام) كيف يخاطبه ويناجيه ويقول سيدي غيبتك نفت رقادي.
قال سدير الصيرفي: دخلت أنا والمفضل بن عمر، وأبو بصير، وأبان بن تغلب، على مولانا أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب، مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقى في عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا، وسوالف البلايا.
-هكذا كان يشتاق الصادق (عليه السلام) للإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وهو لم يولد بعد.
وقبل أن تنطلق القوافل ونبدأ المسير باتجاه قطب رحى الوجود نقف لحظات ولحظات لنستشعر فيها حضور الإمام (عجّل الله فرجه) وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه وهو إحساسنا بوجود الإمام، بحياة الإمام، بحضور الإمام (عجّل الله فرجه).
-نحن نقرأ في دعاء عرفة كيف يخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) الله (عزّ وجل) حيث يقول: (أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا) فالله (عزّ وجل) لا يغيب عن أحد هو معكم أينما كنتم.
-وهو أقرب إليكم من حبل الوريد والإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مظهر لتلك الذات الإلهية المقدسة فهو لا يغيب عن أحد نحن من لا يلتفت اليه نحن من لا نشعر بوجوده نحن الغافلون عنه.
فالإمام حاضر بيننا مطلع على كل صغيرة وكبيرة لا يخفى عليه شيء مما يجري علينا يحضر مجالسنا ويمشي في أسواقنا يطأ فرشنا يغيث الملهوفين منا يشارك في تشييع جنائزنا يتألم لآلآم شيعته ومحبيه يدعو لهم فهو مظهر لتلك الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء.
-نهمس في أذن كل من لم يلتحق بركبنا أو لم يتمكن من الحصول على جواز السفر بعد ونقول إن القضية المهدوية ليست قضية جامدة جافة قضية علمية بحتة وصلتنا عنها الأدلة والبراهين وآمنا بها وصدقناها وانتهى الأمر وسيأتي ذاك الموعود في آخر الزمان ويخلصنا من كل ما نعانيه من ظلم وجور و...و...و.... .
-وكأنما الموعود قد غادرنا وسافر إلى كوكب آخر ونأى بنفسه بعيداً عنا له عالمه الخاص لا يعلم شيئاً عما يجري علينا جالس في مكانه حتى يأذن له بالخروج ليس الأمر كذلك.
-ومما يؤسف له أن يكون تعاطينا مع غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) بمنتهى القسوة والجفاء فلا يكون لاعتقادنا بوجوده وحياته أثر فعلي في حياتنا وتكون غيبته (عجّل الله فرجه) وعدم ولادته على حد سواء وهذا التعاطي السلبي مع الغيبة ينبغي علينا أن نلتفت إليه ونعالجه.
-إلا إنه بعيداً عن تلك الأجواء الملبدة بالغيوم هناك قلوب أشرقت بنور الإمام شاخصة أبصارها للقياه، متطلعة إلى بزوغ ذلك الفجر، هيّأت جوارحها لاستقباله.

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
الدولة:
الإسم: حسن الخلق
العراق
النص: اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
سلمت اناملكم كلام روعة ومعبر عن حالة يتامى المهدي عج
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٦/١١ ٠٤:٤٢ م
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016