الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٤٧) الإيجابية في زمن الانتظار
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٤٧) الإيجابية في زمن الانتظار

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ صادق الرواغة تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٥/٢٩ المشاهدات المشاهدات: ٣٧١٥ التعليقات التعليقات: ٠

الإيجابية في زمن الانتظار

الشيخ صادق الرواغة

يمر الإنسان بأطوار ومراحل متنوعة ومختلفة في حياته، قد تكون متجانسة وقد تكون متباينة، ولكل مرحلة من تلك المراحل متطلباتها الخاصة بها، وإن كان هناك عناصر مشتركة لا يمكن الاستغناء عنها تشارك جميع تلك المراحل، إلّا أنه تبقى لكل مرحلة طبيعتها وظروفها.
ففي مرحلة الصبا ما يحتاج إليه الصبي مختلف تماماً عما يحتاج إليه الغلام، كما أن احتياجات الشباب مختلفة عن احتياجات الرجال، وهكذا أيضاً بالنسبة للإناث، فلهن متطلباتهن الخاصة في مرحلة الصبا والتي تختلف بدورها عن مرحلة النضج والبلوغ والتكامل الأنثوي.
ففي كل مرحلة هو بحاجة ماسة لما ينسجم وتلك المرحلة، لكي يسير في خطى النضج والرشد والتكامل الاجتماعي والفكري والأخلاقي والسلوكي والإيماني والروحي.
هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن لكل مكان وزمان أيضاً ظروفه الخاصة به، والتي لابد أن يتعامل معها الإنسان وفق المعطيات والآليات التي تخدمه في سبيل تحقيق ما يهدف إليه، كما وأن لكل قضية ظرفها وآليات التعامل معها.
لذلك علينا أن ندرس طبيعة الدور الذي لابد أن نقوم به في هذه المرحلة الحرجة من حياة الشيعة والتي نحتاج فيها للإمام المنقذ والمخلص الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
ولكي نتعرف على طبيعة دورنا، فعلينا أن نتعرف على طبيعة دور الإمام صاحب العصر (عجّل الله فرجه): فدوره رسالي غيبي، وسوف يظهر ليقدم لنا إسلاماً أصيلاً واضحاً لا لبس فيه، ولا مجال لاختلاف المذاهب وتنوع الاجتهادات، إسلاماً كما جاء به النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم)، من غير تأويل أو تعدد للآراء فيه، حتى أن الناس ليقولون أنه جاء بدين جديد وإسلام لا عهد لنا به، كما تشير إليه الأحاديث، ولكن ليس هناك بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) دين جديد، إذ أن القرآن الكريم الأحاديث تدل على أن رسالة النبي هي خاتمة الرسالات والديانات، ففي الآية من سورة المائدة، يقول تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
وورد: حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة.
فابتعاد الناس عن الإسلام وتعاليم السماء، وتهاونهم في القضايا الدينية والإسلامية، ضيع معها الكثير من ملامح الإسلام، وحل بدلها ملامح بعيدة عن قيم الإسلام وعن القيم الاجتماعية المثلى، التي نشأنا وتربينا عليها، وأصبحنا نستورد عادات وقيما غريبة عن بيئتنا الثقافية والدينية والاجتماعية، وأصبحنا نتباهى بها ونتسابق لتحريكها في أوساطنا، ولم يعد هناك رادع قيمي واجتماعي، لفقدان الحس الديني والاجتماعي وانحسارهما عن واقعنا وحياتنا.
فأمام هذا كله، ما هي طبيعة الدور المنشود في ظل هذا العصر الذي نترقب فيه ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟ وما هي مسؤوليتنا الدينية والاجتماعية؟!
وقبل الإجابة على هذين التساؤلين، لابد أن ندرس طبيعة المرحلة ومتطلباتها، التي تهيئ لمرحلة قادمة أكثر تكامل، ونحن إذا نتطلع إلى تحقيق العدل ورفع الظلم وإحقاق الحق، ونتطلع إلى القمة الواقعية للإسلام، علينا أن نسعى إليها بكل جد واجتهاد، باذلين في ذلك الجهد لأجل توفير الظروف الموضوعية في كل مفصل من مفاصل الحياة، لنعيش الإسلام بكل قيمه ومبادئه، نوفر الظرف في البيت في الحارة وفي المجتمع وفي السوق وفي المدرسة وفي العمل، وندخله في عقل وقلب هذا الجيل والأجيال اللاحقة، وأن لا نتهاون بصغار الأشياء فلكل عمل مهما كان صغيرا أو ربما ينظر إليه البعض على أنه هامشي دور مهم، كما هي الجداول المتفرقة والتي تجتمع في مصب واحد حتى تتكون نهرا جارفا، وسيلاً عارماً.
ملامح المرحلة:
تعيش الإنسانية وضعاً مزرياً في كثير من الأصعدة، بما تجتاحها من حروب طاحنة ومشاكل تعصف بها بين فترة وأخرى، كما أن التقدم التكنولوجي والمعلوماتي، وتطور الحياة البشرية قد ساعد في توغل الإنسان في الماديات وملذات الدنيا، فافتقد عندها الحس الديني وهجرت القيم الدينية وأقصيت المبادئ الإسلامية عن واقع الحياة، مع كل ذلك تبدل نظر الناس واهتمامهم، فأصبح الهمّ هو بما يرتبط بتحقيق المصالح الدنيوية وعدم الاهتمام بالشأن الديني العام، وزال العدل والقسط، وحل الظلم والجور، وانساق الناس خلف رغباتهم وأهوائهم ومصالحهم، فلا ضوابط ولا حدود لتلك النزعات والرغبات.
ونحن أمام هذا الواقع المرير الذي هز أركان الأمن والاستقرار، نتطلع مع كل ذلك إلى تحقيق العدل والمساواة، ورفع الظلم عنا وعن العالم، ونتطلع إلى غد مشرق وشمس يوم جديد تتبدل فيه الأحوال إلى الأحسن والأفضل، ذلك اليوم هو اليوم الذي يظهر فيه المخلص والمنقذ للبشرية، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
هذا فيما يرتبط بالوضع الإنساني، أما فيما يرتبط بالوضع الشخصي والفردي أو الاجتماعي كسلوك وعمل، فإننا نعيش بونا شاسعا بين متطلبات المرحلة وبين سلوكياتنا ومفاهيمنا، بل بين الدين وبيننا إذ باتت الدنيا والرغبات هي الشغل الشاغل لنا.
ويمكن أن نتحدث في ثلاثة محاور، كمدخل لوظيفتنا في ظل الواقع المعيش:
أولاً: الإعداد والتهيئة الروحية والفكرية.
قد أسلفنا القول: بأن لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان متطلبات خاصة بها، لابد من توفيرها أو العمل لأجل توفيرها، وإن كانت هناك متطلبات مشتركة فلا يصح أن يعيش الصبي ما يحتاجه الكبير، كما لا يصح أن نوفر للكبير ما يحتاج إليه الصبي وهكذا، كما أن لكل زمان ومكان ظروفه أيضاً.
يتطلع المسلم لتحقيق العدل وإرساء دعائم الحق وتحكيم القيم والمبادئ الإسلامية، وما هذه الرغبة لديه إلّا لأنه يستشعر الظلم وإضاعة الحقوق، وفقدان المساواة، والغبن الواقع عليه، فهذا من المطالب التي يرجو كل إنسان أن تتحقق وينعم معها بالحياة الهانئة والسكينة والاطمئنان.
وهنا إذا كانت كل تلك الأمور وغيرها تشكل مطلباً يتطلع كل منا لتوفره، وإذا كنا نطمح أن تصل دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والتي تحقق كل ذلك وأكثر منه في صعد الحياة المختلفة والمتنوعة، هنا؛ لابد أن نقوم بالإعداد والتهيؤ لدولة مرتقبة يعم فيها الخير والصلاح والسعادة في أرجائها المختلفة، وإلا فكيف نطلب ما نعجز نحن أو نبتعد عن توفيره وسلوكه، ثم كيف يكون ذلك مطلبا لنا ونحن أبعد ما يكون عن ذلك النهج، وقد قلنا سابقاً أننا بحاجة حين التطلع لقمة الإسلام إلى توفير الظروف من هنا وهناك في سبيل الوصول لتلك الدولة المباركة، بمعنى أن نكون جادين في تطبيق مفاهيم الدين وقيمه ومبادئه على واقعنا، الشخصي والاجتماعي على حد سواء.
فإنسان اليوم يعيش مفارقة واضحة بين ما يريد تحققه والتطلع إليه، وبين واقعه الذي يعيشه، إذ أن واقعه يحتاج لتغيير، بما فيه من انحرافات فكرية وأخلاقية وسلوكية، فمن يتطلع إلى تحكيم القيم والمبادئ عليه أن يسعى في طريق تحقيق ذلك في واقعه هو قبل التطلع للدولة التي يعم فيها الخير والصلاح لكل البشرية.
إن العمل فرع المعرفة، فلا عمل بدون معرفة، والذي لا يعرف تكليفه لا يمكن أن يؤدي دوره، لعدم معرفته بمتطلبات ذلك الدور لفقدان العلم والمعرفة، إن قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قضية غيبية، إذ أنها من الأمور المستقبلية التي لا يعلم وقت تحققها إلّا الله سبحانه وتعالى، وكل العلامات التي صرحت بها الروايات الواردة، أو ما يراها البعض على أنها علامات ما قبل عصر الظهور، إنما هي مقدمات للظهور المبارك، من دون توقيت للزمن.
إن الكثير من الناس يستغرقون في البحث عن علامات الظهور، وتطبيق بعض ما في الروايات الواردة من تلك العلامات على الواقع والأحداث التي تعصف بالأمة الإسلامية، في محاولة للتأكيد على قرب ظهوره المبارك، وهم مستغرقون في الابتعاد عن المنهج الذي يدعو إليه جوهر الغيبة المباركة، بأن نكون على استعداد تام لمرحلة عصر الظهور.
فمع ذلك الاستغراق في تأويل بعض ما في الروايات ومحاولة تطبيقها على كل تلك الأحداث، إلّا أننا نعيش واقعاً مزرياً متوغلاً في اللامبالاة بعملية الإعداد لتلك المرحلة.
فمن الأمور الشائعة بين المؤمنين: انتظار الفرج، ولكن هناك ثمة فرق واضح بين الانتظار الحقيقي الصادق والانتظار الكاذب، وبين الانتظار الادعائي وبين الانتظار الواقعي!
فالانتظار الحقيقي الواقعي هو انتظار يصحبه عملية استعداد وتهيئة نفسية وفكرية وأخلاقية وسلوكية والتي تمهد لعصر الظهور، أما الانتظار بمعناه المألوف والذي يعني السير في الاتجاه المعاكس، أو الانتظار الذي لا عمل فيه ولا حراك، فهو انتظار زائف بما للكلمة من معنى، إذ أن الإمام (عجّل الله فرجه) لا يريد أناسا لا هم لهم إلّا أنفسهم وإشباع رغباتهم والتوغل في الابتعاد عن كل قيم الدين ومبادئه، ولا يريد أناساً يفصّلون الدين حسب أهوائهم ورغباتهم، فيقدمون ويعملون ما يوافق ميولهم حتى وإن كانت القيم الدينية والأعراف الاجتماعية لا تقبل به، فهو عندهم ليس فيه أي إشكال، مبررين بقولهم أن الدين لا يمنع ذلك! وما ذلك إلّا للتهاون بالقيم الدينية والاجتماعية.
فلو تطرقنا على سبيل المثال لا الحصر إلى مسألة الحجاب، فهو في الواقع حجاب المفاتن عن أعين الناظرين وعدم ارتداء الملابس الملفتة أو التي تحتوي على الزينة، والتي تشد الناس إليها وإلى شكلها وألوانها، مع كونها تفصل المفاتن تفصيلاً واضحاً، ومع كل ذلك فتراها تلجأ للإمام صاحب العصر للنظر في قضاياها وما يشغل بالها لأجل تحقيقه!
وعلى هذا فقس فيما يرتبط بالآخرين من الرجال والشباب.
ثانيا: تربية النفس
الرسالات السماوية جاءت لتربية الإنسان، وإن كان قد ولد على الفطرة والتي هي الإسلام والإيمان والتوحيد، إلّا أن الإنسان وبفعل بعض العوامل النفسية تتحكم فيه، ينحرف عن الفطرة ويميل إلى الهوى والرغبات والشهوات والمصالح.
يقول الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم): كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه. [العلامة المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار، ج٣، ص٢٨١]
إن من أكبر الجهاد هو جهاد النفس وتربيتها، في محاولة لإرجاعها للفطرة السليمة التي تشير إليها الرواية السابقة عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وإغفالها يعني توغلها في المنكرات والأخطاء، فلا يبقى مجال بعد ذلك لتهذيبها أو تربيتها.
يصف الإمام السجاد (عليه السلام) شيعة صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) والمنتظرين لظهوره، بأنهم قوم قد تكاملت فيهم الصفات الفكرية والتربوية والأخلاقية، فيرون غيبته كحضوره في اهتمامهم بتربية أنفسهم وتهذيبها، فيقول كما ورد عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي في خبر، عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، يقول: يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره (عليه السلام) أفضل من أهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً.وقال (عليه السلام): انتظار الفرج من أعظم الفرج. [العلامة المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار: ج٣٦، ص٣٨٧]
كما أن في الرواية أمر آخر لا يقل أهمية عن تربية النفس، وهو أنهم يعملون على تربية أنفسهم، كما ويقومون بوظيفتهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمتلكون الحس الديني والاجتماعي، فيسعون لتوفير الظروف وتهيئتها بما يتناسب وجوهر الغيبة.
ثالثاً: التحرك والتمهيد للظهور
لا يمكن أن ننكر وجود الصعاب في طريق التمهيد للظهور المبارك، ولكن لا يعني ذلك أن نقف مكتوفي الأيدي بتلك الحجة، فأي عمل وحركة لابد وأن يقع في طريقها بعض المعوقات التي تمنع تقدمها وانتشارها، كما أن المجتمع بما فيه من مشاكل يحتاج لجهد جهيد وعمل شاق وعملية حراك مستمرة، وقد قلنا سابقا أن علينا توفير الظروف المناسبة والمناخ الملائم لما قبل الظهور، وعلى المؤمنين التحرك على الصعيد الاجتماعي كما الفردي، بدعوة الناس إلى دين الله الحق، والتمسك بكل قيم الدين والعمل بمبادئه وتكريسها في واقعنا المعيش، وتربية الأنصار والتبشير بثورته ونهضته المباركة.
وهذا ما توضحه الرواية عن الإمام السجاد (عليه السلام)، حيث يقول: الدعاة إلى دين الله (عزَّ وجل) سراً وجهراً.
الانتظار حراك:
إن الانتظار الحقيقي يتضمن حركة بناء مستمرة، واستعداداً لظهور المنقذ الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يعيش الناس في حكومته حياة رغيدة هانئة مستقرة مطمئنة، يأتيها رزقها في كل حين بأذن ربها.
إن الإنسانية تحث الخطى نحو مسيرة التكامل الفردي والاجتماعي، بل الإنساني في أصعدته المختلفة، وإن كان هناك بعض المظاهر التي توحي بخلاف ذلك، إلّا أن الحركة هي باتجاه التكامل، العلمي والمعرفي والأخلاقي والاجتماعي والتربوي.. الخ.
ففي زمنه تتكامل أبعاد الحياة الإنسانية، فلا يحتاج الناس في زمنه لشيء ينقصهم، إذ أن كل شيء متوفر بين أيديهم، فلقد روي عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): تواصلوا وتباروا وتراحموا فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعا يعني لا يجد له عند ظهور القائم (عليه السلام) موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه فقلت وأنى يكون ذلك فقال: عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما يطلع الشمس أينما تكونون فإياكم والشك والارتياب أنفوا عن نفوسكم الشكوك وقد حذرتم فاحذروا ومن الله أسأل توفيقكم وإرشادكم. [العلامة المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار: ج٥١، ص١٤٦]
فلو أن إنسانا توعده أبوه بأنه إذا عاد ورآه على حاله التي يكره أن يراه عليها، لتحرك الابن سريعا في علاج ذلك، ولقام بما يراه مناسباً لإرضاء والده!
ختاماً:
-إن أهم صفة نتصف بها هي أن تكون الغيبة عندنا بمنزلة العيان والمشاهدة، بمعنى أن يكون تصرفنا وسلوكنا في زمن غيبته، كما لو كان حاضرا بيننا.
ومثال ذلك عندما يصف أمير المؤمنين (عليه السلام) المتقين كما في النهج: عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون. [نهج البلاغة خطبة رقم:١٩٣]
فعندما يصل الإنسان لمرحلة الإيمان واليقين، فعند ذلك يرى ما لا يُرى بالعين ببصيرته وقلبه، وهذا يحتاج لتفاعل قلبي وإيمان راسخ.
- الاهتمام بالنفس وتربيتها وإعدادها، وعدم إغفالها.
-ترسيخ علاقتنا بالإمام صاحب العصر (عجّل الله فرجه) بالسير على نهجهم وخطاهم.
-التعرف على إمامنا ومهمته ووظيفته ومسؤوليته، وأن نحاول أن نهيأ أنفسنا لمرحلة الظهور، وأن نعد لها الظروف المناسبة من هنا وهناك.
التحلي بالأمل لأن الإيمان بقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تبدد اليأس، لأن في نهاية المطاف لابد للحق أن يسود والخير يعم البشرية جمعاء, فلا مجال لليأس في ظل هذه العقيدة التي تبث الأمل والتطلع لمستقبل مشرق.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلاً.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016