الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٤٨) قيام الساعة وآخر الزمان
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٤٨) قيام الساعة وآخر الزمان

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد يوسف البيومي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٥/٢٩ المشاهدات المشاهدات: ٤٣١٠ التعليقات التعليقات: ٠

قيام الساعة وآخر الزمان

السيد يوسف البيومي

لا بد أن معظم من سيقرأ هذه المقالة قد ترامى إلى مسامعه هذه المقولة: (علامات قيام الساعة وشرائط آخر الزمان)، وقد لا يميز البعض أنهما مختلفان تمام الاختلاف، فقيام الساعة هو انتهاء هذا العالم بشكل كلي، وبداية الحساب الإلهي، أما آخر الزمان فهو ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وإليكم الفروقات المهمة بينهما:
أولاً: علامات آخر الزمان:
ومن تلك العلامات ما ورد في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد: قد جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عجّل الله فرجه) وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها:
١- خروج السفياني.
٢- وقتل الحسني.
٣- اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي.
٤- كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات.
٥- خسفٌ بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب.
٦- قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم سور الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملّكه للشامات.
٧- خلع العرب أعنتها وتملّكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه.
٨- خروج ستين كذاباً كلهم يدَّعي النبوة، وخروج اثني عشر رجلاً من آل أبي طالب كلهم يدَّعي الإمامة لنفسه.
٩- وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأنفس والأموال والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه، حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلّة ريع لما يزرعه الناس.
١٠- مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير.
١١- نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلُّ أهل لغة بلغتهم، ووجهٌ وصدرٌ يظهران من السماء للناس في عين الشمس.
١٢- وأموات يُنشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون.
١٣- ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته؛ كما جاءت بذلك الأخبار.
ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون، وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنها الأثر المنقول، وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق. [كتاب الإرشاد الشيخ المفيد، ج٢، ص٣٦٨]
أما عن أسباب وقوع هذه الأمور هو:
عدم الانسياق ضمن الأوامر والحدود التي وضعتها الشريعة الغراء للبشرية وتعدي على هذه الحدود الموضوعة من الشارع المقدس، وإتباع الأهواء، والمقاييس الذاتية حسب كل ما تشتهي وتريد النفوس البشرية الضعيفة.
ودور هذه الشريعة الإلهية هو تحصين المؤمنين من كل هذه الأسباب التي تسبب الهلاك، حين حرمت اتباع الأهواء، وتم توضيح السبل.
إلّا أن الروايات المباركة التي أوضحت أسباب الفتن:
فقد خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فقال: أيها الناس، إنما بَدْءُ وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع وأحكام تُبتدَع، يُخالَف فيها كتابُ الله، يتولى فيها رجال رجالاً.
فلو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حِجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيُمزجان فيجيئان معاً فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى. [كتاب الكافي، ج١، ص٥٤، بالبدع والرأي والمقاييس، ح١]
فإن هذه العلامات هي بوادر ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، وقد عبرت الروايات الكثيرة المعتبرة أن الساعة لا تقوم حتى ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وإليكم جملة من هذه الروايات:
عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا، وذلك حين يأذن الله (عزَّ وجل) له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله، عباد الله فأتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله (عزَّ وجل) وخليفتي. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق، ج١، ص٦٥، ح٢٣٠]
وعنه (صلى الله عليه وآله): لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق، ج١، ص٧١، ح٢٩٣]
ومن خلال التعبير الواضح والذي لا يحتاج لكثير من التأويل أن آخر الزمان هو غير قيام الساعة، فقد عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن عدم قيام الساعة بقوله: لا تقوم الساعة حتى...، وفي الرواية الثانية: لا تذهب الدنيا حتى...، إذن فإن قيام الساعة وانتهاء الدنيا هو خلاف آخر الزمان ولا يجب الخلط بينهما.
ثانياً: علامات قيام الساعة:
أما عن علامات قيام الساعة أي انتهاء البشرية، وكذلك نهاية العالم، فقد ورد من طرق أهل البيت (عليهم السلام) عن تفسير قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا﴾.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدّابة، والرجل يكون مصراً ولم يعمل على الإيمان، ثمّ تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه. [تفسير العياشي، في تفسير الآية ١٥٨ من سورة الأنعام]
وعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): من أشراط الساعة أن يفشوا الفالج، وموت الفجأة. [كتاب الكافي، ج٣، ص٢٦١، ح٣٩.وعنه في كتاب بحار الأنوار، ج٦، ص٣١٢، ح١٥]
وفي رواية أخرى سُئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن الساعة فقال: عند إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر. [كتاب الخصال، للشيخ الصدوق، ص٣٠]
وبالطبع ومن خلال ملاحظة بسيطة لتلك الروايات فإن من أهم شروط قيام الساعة فهي طلوع الشمس من المغرب، بينما في علامات آخر الزمان هما الخسوف والكسوف، لذلك فإن الالتفات لتلك العلامات من المهم في محل لتفرقة بينهما، ونسأل الله تعالى حسنى العاقبة.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016