هل الاعتقاد بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من مختصّات الشيعة؟
الشيخ محمد جواد الطبسي
الاعتقاد بظهور مصلح عالمي مسألة قرآنيّة، ولهذا فإنّ جميع المسلمين سنّة وشيعة يعتقدون بهذا الأمر، ويعدّ أيضاً من المعتقدات الأساسيّة للمسلمين، حيث يعتقد الشيعة نظراً للروايات الكثيرة المرويّة عن النبيّ والأئمة الطاهرين بأنّ المهدي هو الإمام الثاني عشر، ويعتقدون أيضاً أنّه من الذريّة الطاهرة لفاطمة الزهراء (عليه السلام)، وهو الابن التاسع للإمام الحسين (عليه السلام)، ولأجل هذه العقيدة الراسخة فقد بذل الشيعة جهوداً كبيرة لحفظها وتكريمها.
ولقد قام الشيعة على مدى التاريخ من أجل الحفاظ على هذا المعتقد ببحثه وتحليله، سواءً من الجهة العلميّة أو الروائيّة، وهكذا من الناحية التفسيريّة والكلاميّة، وكتبوا كتباً كثيرة على هذا الصعيد. وقد بذلت هذه الجهود من قبل ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. وكتب أيضاً كبار العلماء من العامّة منذ أزمنة بعيدة وذلك لشدّة عنايتهم بهذه العقيدة.
فعقدوا لذلك فصولاً في كتبهم وأشاروا إلى ما ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، حيث نقلوا عنه ما يقارب من ٤٠٠ رواية حول المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، فلو جمعنا ما رواه الشيعة والسنّة عن النبيّ وسائر المعصومين لوصل إلى ٦٠٠٠ رواية.(١)
وإليك قائمة بأسماء مجموعة من الكتب العلميّة والتاريخيّة والروائيّة لدى العامّة، والتي ذكرت ضمن فصول حول القضيّة المهدويّة، وهي:
١ - مسند أحمد: ٣ / ٣٦.
٢ - مسند أبي يعلى: ٣ / ٢٧٤.
٣ - سنن الترمذي: ٢ / ٢٧٤.
٤ - سنن أبي داود: ٤ / ١٠٧.
٥ - سنن ابن ماجة: ٢ / ١٣٦٨. ٦ المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري: ٤ / ٥٧٧.
٧ - ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: ٢٧٣.
٨ - القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة: ٢٤١.
٩ - الشبلنجي في نور الأبصار: ١٨٦.
١٠ - ابن الصبان المصري في إسعاف الراغبين: ١٤٠.
١١ - دستور العلماء للنگري: ٣ / ٢٩١.
١٢ - ابن خلّكان في تاريخه: ٢ / ٤٥١.
١٣ - ابن الأثير الجزري في النهاية: ١ / ١٧٤.
١٤ - محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل: الباب ١٢.
١٥ - سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ: ٣٧٨.
١٦ - السيّد أحمد زيني دحلان في الفتوحات: ٣٢٢.
١٧ - ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: ٢٠٥.
١٨ - محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى: ١٣٦.
وتعرّض أيضاً عشرات من كتّاب العامّة إلى خصوصيّات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وكيفيّة ظهوره. (٢)
ومنهم من كتب كتاباً مستقلاًّ حول الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وكتب عن خصائصه من ولادته إلى ظهوره، وإليك أسماءهم بالتفصيل:
١ - البرهان للعلاّمة المتّقي الهندي.
٢ - تحديق النظر لمحمّد بن عبد العزيز.
٣ - تلخيص البيان لابن كمال باشا.
٤ - العرف الوردي لجلال الدين السيوطي.
٥ - العطر الوردي لمحمّد بن محمّد الحسيني.
٦ - عقد الدرر ليوسف بن يحيى الشافعي.
٧ - علامات المهدي لجلال الدين السيوطي.
٨ - فرائد فوائد الفكر لمرعي بن يوسف الحنبلي.
٩ - القطر الشهدي لشهاب الدين الحلواني.
١٠ - القول المختصر لأحمد بن عليّ الهيثمي.
١١ - المشرب الوردي للملاّ سلطان الحنفي.
١٢ - مناقب المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
١٣ - نعت المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
١٤ - البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.
وبهذا اتّضح أنّ الاعتقاد بخروج رجل من نسل فاطمة في آخر الزمان، ويكون القضاء على الظلم والجور على يديه لا يختصّ بالشيعة فحسب، بل هو اعتقاد عامّ يعترف به جميع المسلمين، بل كما مرّ عليك أنّه يعتبر اعتقاداً عالميّاً وعامّاً موجوداً لدى جميع الديانات والمذاهب، وأنّه ما زال باقياً إلى اليوم.
فكلّ الديانات بشّرت أتباعها بظهور مصلح عظيم في آخر الزمان، حتّى النظم الإلحاديّة، فإنها أخبرت بوصول المجتمع إلى مستوى تنعدم فيه الطبقيّة والتمايز الاجتماعي، ومع هذا كلّه فإنّ الإسلام الحنيف، والمذهب الشيعي، بالخصوص ذكر القضيّة المهدويّة وبيّن فلسفة ذلك ما لم تبيّن في دين آخر.
الهوامش:
(١) نور المهدي: ٣٧.
(٢) راجع معجم أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): ١ / ٥