لا حجة ولا إمام في الأرض!
حيدر الراجح
الجميع يعلم أن التاريخ الإسلامي كتب على أيدي أغلبها غير أمينة وبترخيص واجازة من السلطات الحاكمة أما الكتّاب الثقات فكانوا دائماً محاربين ومطاردين لكنهم جاهدوا واجتهدوا في حفظ الأمانة رغم قلة ما ورد قياساً مع الروايات المدسوسة والمزورة لأنه وعلى مر الأزمان السلطة كانت بيد الظلمة والسلاطين الفجرة وهذا ماساهم في اضاعة الكثير من التراث الإسلامي المعتدل وكان هذا مبرراً لكثير من الجهلة ممن يعتبرون أنفسهم ذوي درجات علمية عليا بأن يطعنوا بالكثير من الاعتقادات الراسخة والثابتة وأهم ما ثير مؤخراً حول حقيقة الإمام المنتظر المهدي (عجّل الله فرجه) هل هو مولود أم لا؟ هل هو معصوم أم لا؟ هل يوجد في الأرض حجة أم لا؟ والكثير من التساؤلات من هذا القبيل مما أعطت المبرر للمتصيدين بالماء العكر أن يزمروا ويهرجوا للتغرير بالشباب المسلم ودعوتهم إلى موضة الإلحاد أؤكد (موضة وليس اعتقاد) من يشكك الآن في قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ممن يعتبر نفسه شيعياً فهو يتحد مع أفكار ابن تيمية والخوارج من حيث يعلم أو لا يعلم فأقول له:
إن أصول الدين خمسة التوحيد والنبوة والعدل والإمامة والمعاد، فإن انتفت إحدى الأصول فالنتيجة الضياع لأن هذه الأصول الواحدة مكملة للأخرى متصلة بالتوحيد لله (جل وعلا).
نأتي إلى أصل الإمامة إن كان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يولد فمن هو الإمام الثاني عشر الآن؟ أم إنه ولد ومات كما هو رأي التيمية الذين يعتقدون إن هشام ابن عبد الملك هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقد مات، أما قضية عصمة الإمام فهذا بحث واضح وثابت بالدليل العقلي والنقلي أن الإمام لابد أن يكون معصوماً.
إن إنكار وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يعني الآن الأرض خالية من الحجة ثم إذا كان الإمام غير موجود ولا ضرورة لوجود حجة في الأرض فما هي ضرورة وجود مرجع الدين ومن أين أتى بالمشروعية التي استند عليها واستمد بقاءه على بساط المرجعية؟ ينكر وجود الإمام لكنه لا ينكر وجود رواية عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تقول: أما الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة حديثنا...، وثبت بالدليل أن رواة الحديث هم مراجع التقليد .
وكما يقول هذا المتمنطق الفيلسوف الفلته أن لا وجود للحجة إذن ما الغاية من العبادة وهل يعقل أن تتغير أصول الدين ويحصل بها حذف واستحداث؟ اليوم لا توجد إمامة وغداً تعود الإمامة ويحذف المعاد والخ.
هذا يذكرني بما يعتقد به الخوارج وينكرونه من أدلة قرآنية تثبت وجود الإمام (عجّل الله فرجه) فقد توحد معهم في الاعتقاد فنجد أن التيمية في عداء وخبث معلن لآل الرسول (صلوات ربي عليهم) هي معاداة للرسول نفسه من خلال ما يروّج له هؤلاء ومنها قضية السرداب والمسردب واستخفافهم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فالرد القرآني كان على المنكرين قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً * إذ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً...إلى قوله تعالى... لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَداً﴾
كم بقوا من سنين؟ أين؟ في الكهف، في السرداب، هؤلاء أيضاً من المسردبين، فان التيمية المنحرفين اصحاب الخرافات والخزعبلات لا ينكرون قضية الكهف وأصحاب الكهف ولكنهم ينكرون نفس الوضع والحال الذي مر به الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). وهذا يدل على الحقد التيمي الداعشي المنحرف على الرسول الأكرم وعلى آل بيته (صلوات ربي عليهم أجمعين)، ثم يأتي من يحسب على شيعة المهدي ويطعن قضية المهدي من الخلف بأفكاره الشيطانية ليعطي تبريراً للتيمية بأن يصرحوا ويقولوا هذا رمزكم ومرجعكم ينكر وجود إمامه فكيف لا ننكره نحن؟ لا أستغرب أن من أنكر وجود الإمام له غاية عظمى لربما سينصب نفسه نبياً أو اماماً بدليل أنه نفى العصمة لكي تتطابق الصفات عليه أعاذنا الله وإياكم من سوء العاقبة، اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت، اللهم ثبتنا على ولاية الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
رسالة إلى مروج هذه الشبهة أقول له: إن كنت تعتقد بأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) غير موجود فبالأحرى بك أن تعتقد بأن النبي (صلّى الله عليه واله) غير موجود وخرافة لأنه لم يذكر في التوراة والانجيل باسم محمد. هزلت والله.