الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢٨٨) خطورة التغيرات البطيئة
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢٨٨) خطورة التغيرات البطيئة

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٥ المشاهدات المشاهدات: ٣٢٢٣ التعليقات التعليقات: ٠

خطورة التغيرات البطيئة

الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي

التغيّر قانون الوجود، وما نحسبه ثابتاً هو متغير من حيث نشعر أو لا نشعر، فالوجود يخفي في داخله سلسلة طويلة من التغيرات المستمرة، التي نرى بعضها ولا نرى الكثير منها، حتى قيل في الفلسفة أن قانون الوجود الإمكاني الثابت هو التغير -الوجود الإمكاني طبعاً، وهو ما عدا الواجب (جل وعلا) كما هو واضح-
والملاحظة المهمة هنا، هي أن الإنسان يلتفت عادة إلى التغير السريع والنوعي، أما التغير البطيء فلا يلتفت إليه عادة إلا بعد تمامه، تماماً كما إذا كنت تنظر لوجهك كل يوم في المرآة، فإنك لن ترى تغيراً ملحوظاً واضحاً فيه، لكنك إذا نظرت إلى صورتك قبل عشر سنوات لبان الفرق واضحاً.
وهذا يدعونا -فيما يدعونا باعتبارنا منتظرين نرجو أن نكون فاعلين- إلى أن نكون على قدر المسؤولية وأن نلاحظ التغيرات الفردية والاجتماعية البطيئة، ومعرفة التغيرات الإيجابية من السلبية، لأن خطر الأخيرة سيكون كارثياً لو فات الأوان.
من هنا ينبغي علينا أن نلتفت إلى أمور عديدة، مثلاً علينا أن نرصد حركات المدّعين للمهدوية من بداية دعاواهم، ونحاول أن نئدها في مهدها، ببيان حقيقة الأمر فيها وكشفها للناس بكل حزم وجدية، وإلا فإن التسامح معها ربما يغري أناساً ويرمي بهم في واد سحيق، وقد كنا نعدهم من الصالحين.
كذلك علينا أن نراقب الوافدات الثقافية علينا ونرى مدى تلائمها مع مقتضيات الانتظار والتمهيد لليوم الموعود، ونعمل على توضيح الأمر لأنفسنا أولاً وللجيل الصاعد ثانياً، ولا نترك الأمر على عواهنه حتى تتغلغل الثقافة في العقول والنفوس، فيكون جهادنا آنذاك جهاداً في غير عدو، ورمياً من دون قوس!
وهكذا علينا أن نراقب عن كثب الأحداث والتغيرات الاجتماعية المحلية والعالمية وما أدى إليها وما أدت إليه، ونستشرف منها النتائج، لنرى مدى ملائمتها لأحداث ما قبل الظهور – طبعاً من دون جزم بذلك إلا ما دل الدليل القاطع عليه –
ومن نفس المنطلق علينا أن نراقب أنفسنا نحن، فلربما نحسب أنفسنا نعمل جاهدين للتمهيد للظهور، وهو المرجو من كل موال، ولكن ربما قد طرأت علينا بعض التغيرات المادية أو الروحية التي تجعل القلب خاملاً أو مدبراً، وبالتالي فحالة الإدبار ربما تستمر من حيث لا نشعر، حتى ينتكس القلب ويجمد، فلا تؤثر فيه المواعظ.
من هذا كله نعرف السبب في جعل إحدى أهم صفات المؤمن الحق هي أن يكون عارفاً بنفسه؛ حتى يعرف قدرها، وبزمانه؛ حتى لا تهجم عليه اللوابس.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016