الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » مصدر الأمل ومزيل الجهل
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات مصدر الأمل ومزيل الجهل

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد رياض الفاضلي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٤/٠٩/٠٦ المشاهدات المشاهدات: ٥٢٩ التعليقات التعليقات: ٠

مصدر الأمل ومزيل الجهل

السيّد رياض الفاضليّ

من المعلوم بالضرورة في الإسلام أنّ اليأس من روح الله تعالى من المحرّمات بل هو من الذنوب الكبيرة، كما ورد في آيات وروايات وفتاوى، أمّا الآيات التي نهت عن اليأس من روح الله تعالى عدّة آيات منها:
قوله تعالى: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر: ٥٦].
والقنوط: في اللغة كما في لسان العرب: حرف القاف: قنط: الْقُنُوطُ: الْيَأْسُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْيَأْسُ مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: أَشَدُّ الْيَأْسِ مِنَ الشَّيْءِ.
فالقنوط هو اليأس أو أشدّ مراتب اليأس وقطع الأمل من رحمته التي وسعت كلّ شيء كما في الآيات والروايات ويتضح ذلك جليّاً في أدعيتهم (سلام الله عليهم أجمعين).
وقوله تعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: ٨٧].
واليأس: كما في لسان العرب: حرف الياء: يأس : اليأس : القنوط ، وقيل : اليأس نقيض الرجاء.
ومن الآيتين تبيّن الحال في أمر اليأس ومنع الآيات منه ومن ييأس ويقنط ولا يرجو رحمة الله سبحانه وتعالى فهو كما في الآية الأولى ضالّ وفي الآية الثانية كافر بمعنى من معاني الكفر.
وأمّا في الروايات الشريفة فننقل منها:
ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "كان أبي (عليه السلام) يقول: ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء. ولو وُزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا" وسائل الشيعة.
ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى (عليه السلام) ذهب ليقتبس لأهله ناراً فانصرف إليهم وهو نبي مرسل" الكافي ج٥.
هاتين الروايتين يتضح منهما أن الأمل بالله تعالى لا يحده حدّ وأن الله سبحانه وتعالى يجزل العطايا لمن يرجو بما يرجوه وبما لا يرجوه كما في الرواية الثانيّة لم يذهب لطلب النبوّة حسب الظاهر إنّما ذهب لطلب النار وعاد وهو نبي مرسل، فأيّ يأس يبقى مع كلّ هذا العطاء الإلهي.
ومن نعم الله سبحانه وتعالى هو وجود الشفعاء والمنقذين من الأنبياء والرسل والمعصومين جميعاً (سلام الله عليهم) من أولهم الى خاتمهم وآله خير البشر (عليهم السلام أجمعين).
فهم سفن النجاة ومصابيح الدجى وأوّل الخير وآخره ومن أحبهم فقد رزقه الله تعالى الأمل وبولايتهم لا أثر لليأس ولا عين، وهذا المعنى في الزيارة الجامعة: ".. كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم تقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق، ورأيكم علم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.." .
وقوله كذلك:".. أنتم نور الأنوار، وهداة الأبرار، وأئمة الأخيار، وأصفياء الجبار، بكم فتح الله، وبكم يختم، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينزل الغيث، وينفس الهم، ويكشف السوء، ويدفع الضر ويغني العديم ويشفي السقيم، بمنطقكم نطق كل لسان، وبكم سبح السبوح القدوس، و بتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح، فيكم نزلت رسله وعليكم هبطت ملائكته وإليكم بعث الروح الأمين، وآتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين..."بحار الأنوار: ج .٩٩.
وفي كلّ زمان الكون تحت رعاية حجّة الله سبحانه وتعالى في ذلك الزمان، وفي زماننا الكون تحت رعاية صاحب (الأمر سلام الله عليه) فأيّ يأس وقنوط يبقى ونحن تحت رعاية الامام الرؤوف الشفيع الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما في غيبة الشيخ الطوسي: عن أبي الحجاف قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):" أبشروا بالمهدي قالها ثلاثا يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملا قلوب عباده عبادة ويسعهم عدله".
فأول الحديث بشارة، ويكرّرها سيد الكائنات (صلّى الله عليه وآله)ثلاثاً ثم يذكر أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا.
فلا يأس في قلب من والاهم (سلام الله عليهم) وهو ينتظر الخير كلّ الخير، والنصر كلّ النصر، والرحمة الإلهية التي تعمّ الكون بظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016