الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٤٣) التبشير بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) الذي يملؤها قسطاً وعدلاً
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٤٣) التبشير بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) الذي يملؤها قسطاً وعدلاً

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: هلال آل فخر الدين تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٤٠٧٧ التعليقات التعليقات: ٠

التبشير بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) الذي يملؤها قسطاً وعدلاً

هلال آل فخر الدين

إن شعار المهدي (عجّل الله فرجه) الذي تهفوا له قلوب أُمم الأرض كافة وكما بشرت به الرسالات والكتب السماوية وغيرها من الملل والنحل والنظريات والفلسفات وبالخصوص نبي الرحمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته في ظهوره «ليملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»، إنه شعار كما يقول المناطقة جامعاً مانعاً، حيث خيم كابوس الظلم وأطبق الجور على الأرض وأحاط بها الرعب والفساد والجوع والأمراض والجهالة من كل مكان، حتى إذا ظهر المهدي (عجّل الله فرجه) نشر راية السلام والعدالة والتسامح والحوار... الخ.
وهذا ما تؤكده الأحاديث الصحيحة عن المنذر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والهداة من أهل بيته وأخبار الأنبياء ودعوات الصلحاء والفلاسفة والمروي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنه عند ظهوره يرسل الصحابة الحكماء للتحاور وبسط الحجج عن مشروع المهدي الإصلاحي العالمي، وأن تلك المحاورات لتستمر مع الغرب ما يقارب سبعة سنوات، ويكون رسولها سيدنا (المسيح) ومنطلقها من (انطاكية) في تركيا الأوربية، ولا يعني ما تذكره الكتب من إرسال جيش من أصحابه أو جماعة من حوارييه لا تتجاوز (٢٥٠) أن يكونوا قوة عسكرية، لمواجهة جيوش الغرب وآلته الحربية المدمرة، وهذا ما لا يقره منطق العقل ولا خطط الحرب.
إن هؤلاء الصفوة أو الحكماء الذين يختارهم الإمام لابد أن يكونوا على قدر كبير من المعرفة والفهم وقابليات الحوار وأبعاد الانفتاح والتسامح حتى يتمكنوا من بعد جولات من الحوار والنقاش أن يفتحوا صدور الغرب لدعوة المصلح العالمي بما تحمله من آيات إلهية وقيم إنسانية ومعايير أخلاقية سامية ترتشفها القلوب الضامئة وتتلقفها المجتمعات التعيسة التي تعيش في حيرة وتمزق وضياع.
والإمام لم يأتي ليشن الحروب أو الحروب الاستباقية المدمرة لأنه (عجّل الله فرجه) جاء لينعش الشعوب المحطمة المقهورة ويأخذ بها إلى الأمن والسلام والحياة الكريمة، فهو لم يأتي سفاكاً أو مبيداً أو جزاراً، إنه رحمة لكل البشرية المعذَّبة، إنه المنقذ لها من العبودية المنقذ لها من الضلال والجهل.
وهنا أشير وأؤكد على أن ما يرفعه بعض السذج أو ما يتفوه به بعض الجهلة من أقوال وترهات الشعارات سواء من تصوير المهدي وهو ممتشق للحسام ويهفوا به على الرقاب يمنة ويسرة، أو أنه القتال المبير أو السفاك العظيم وكان كل همه القتل وجل غايته الرعب وما يصبوا إليه الإرهاب، فهذا كذب صراح وزيف دجال واعتداء صارخ على مقام المهدي المخلص، والإمام المشفق والخليفة الإلهي الخاتم، صاحب القلب الكبير الرحيم سليل الأنبياء والمرسلين، الذي هو طوال حياته يرى أهوال الجبابرة وجرائم القياصرة وما عانته البشرية من ويلات ونكبات وقنابل ذرية وعنقودية وجرثومية وذكية مدمرة للأُمم والشعوب ومجازر وحشية ومجاعات مليونية وأمراض وأوبئة تفتك بالبشرية، إلخ.
إن همه إسعاد البشرية وبرنامجه إنقاذها من مخالب الغطرسة، ومشروعه أهداف رفيعة سامية وفي كافة المسارات الإنسانية التوحدية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والعلمية والصحية، إنه المبشر للبشرية بتطبيق دولة العدل الإلهي وانتشالها من هوة الجاهلية والأخذ بيدها لما تتوق إليه من الحياة الهنيئة الآمنة وما تتوخاه من تفيؤ العدالة والسلام والحرية.
وإني لأرفض كل تلك الشعارات والمقولات لأنها تتناقض والذكر الحكيم: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ فهل الصلحاء والأبدال يقترفوا شن الغارات وبقر البطون أو تفجير الناس؟ كما وأن هذه الدعاوى منافية للسنة النبوية العطرة ومسيرة أهل البيت (عليهم السلام) مع خصومهم وأعدائهم.
وإني لأعتقد أن كل تلك الأقوال والأراجيف والشعارات إنما حصلت وأخذت هذا المنحى المجانب للحق والحقيقة إنما حصلت بسبب قيام الدولة العباسية وما رافقها من سيول دماء وإرهاب وتقتيل فأرادوا لها مخرج مقدس يتلفعون به ويكممون به الأفواه فجاءوا بـ(المهدي) السفاك أو السفاح المبير، أنها أحد وسائل الطغاة في تسخير الدين لمآربهم الخبيثة وجرائمهم المنكرة حتى جعلوا من تفرعنهم وسيلة دينية لقمع كل من يطالب بالإصلاح ورميه إمّا بالفتنة أو الرفض والمروق أو الردة، وحتى بالزندقة لكي يصفوا لهم الجو وتخلوا لهم الساحة يعبثوا بها ما يشاؤون تحريفاً للصحيح وتظليلاً للحق.
فنحن نهيب بخطبائنا وكتّابنا وعلمائنا أن يقرؤوا الأخبار بتمعن وأن يمحصوا الروايات فيرفضوا السقيم أو المدسوس والمكذوب ويأخذوا بالصحيح، وأن يتفوهوا وفق سيرة نبي الرحمة المصطفى ومدرسة أهل البيت القرآنية وما أكدوه، وغيرهم عن المهدي المنتظر أمل الدنيا ومنقذها الذي «يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
وأخيراً ننشد بهذه المناسبة العطرة قول الشاعر الألمعي:

اليوم في أسمى الخلائق مولداً * * * أنبشر الهادي البشير أم الهدى
هي فرحة عم الإله بها عباده * * * وخص بها الحبيب محمداً

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016