المهدي (عجّل الله فرجه) في عيون أهل البيت (عليهم السلام)
سامي جواد يوسف
من ميزات أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أنها مترابطة ويفسر بعضها بعضاً، ولهذا عندما يستدل الباحث في أي موضوع يخص التشريع الإسلامي يكون اعتماده على حديث المعصوم أياً كان.
هذا الأمر ينطبق بعينه على عقيدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فالحديث النبوي المشهور لدى عامة المسلمين والذي يقول فيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيظهر في آخر الزمان أحد من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، ولا يجوز لكم ذكر اسمه.
من هذا الحديث استدل المخالفون لعقيدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنه من نسل الحسين (عليه السلام) باعتماد اسمه محمد بن عبد الله.
طبقاً لاسم رسول الله وللحديث النبوي أعلاه، وإن كان اعتماد اسم الشخص دون اسم أبيه هو المتعارف كما جاء في نص الآية الكريمة: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً﴾.
إذن الاسم هو دون ذكر اسم الأب.
ولكن حتى ندحض هذه الشبهة نرى بأن هناك حديثاً آخر لمعصوم آخر ألا وهو الإمام الصادق (عليه السلام) يوضح حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالقول «اسمه اسم نبي واسم أبيه اسم وصي» [البحار ج٥١ص٣٨] والوصي هو الحسن (عليه السلام) وأبو المهدي (عجّل الله فرجه) هو الحسن العسكري (عليه السلام) وبهذا جاء هذا الحديث مصداقاً وتوضيحاً لحديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
الإمام الصادق (عليه السلام) عاش فترة نستطيع أن نقول عنها بالذهبية بالنسبة للفقه الإمامي حيث عمل على توضيح علوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، فقد أسس المدارس والحلقات وترجم الكتب وبث الأحاديث النبوية وحرص على التعليم والتعلم وخرج فقهاء ومحدثين باسم المذهب كان لهم وقع وموقع رائع في تاريخ الفقه الجعفري.
وفي هذا المجال لابد من ذكر أهم ما يعترض معتقدات الشيعة من شبهات، ومن الطبيعي تكون فكرة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) أحداها لهذا نجد أن الإمام الصادق (عليه السلام) ذكر قرابة خمسمائة حديث يذكر فيها هوية وأخبار الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ليقطع دابر المشككين بهوية الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ومن كل النواحي كأن يكون نسبه أو صغر سنه أو غيبته.
وعلى سبيل المثال هذه الرواية التي جاءت في الكافي والتي تقول: عندما دخل أبي بصير ومعه غلام خماسي على الإمام الصادق (عليه السلام) - والخماسي قصد به صبي طوله خمسة أشبار أو عمره خمس سنوات - وهنا قال الإمام الصادق (عليه السلام): «كيف أنتم إذا احتج عليكم بمثل سِنِّه - يقصد الغلام الخماسي - ثم قال سيلي عليكم بمثل سِنِّه».
وهنا يأتي الاستفهام من صحابته (قدس سرهم) عن قصده في حديثه، فنقول قصد به الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الذي استلم الإمامة وهو بعمر خمس سنوات، وبحديثه هذا كأنه يرد على من يشكك في كيفية كون عمر المعصوم خمس سنوات وهو يقود الأمة الإسلامية.