فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » أجوبة أهل البيت (عليهم السلام) عن المسائل المهدوية
 كتب أخرى

الكتب أجوبة أهل البيت (عليهم السلام) عن المسائل المهدوية

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: السيد حيدر العذاري تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٣/١٠ المشاهدات المشاهدات: ٣٨٦٤٠ التعليقات التعليقات: ٤

أجوبة أهل البيت (عليهم السلام) عن المسائل المهدويّة

إعداد: السيّد حيدر العذاري

الفهرست

الإهداء
المقدمة
سؤال سلمان الفارسي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال سلمان الفارسي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن معرفة المهدي (عليه السلام)؟
سؤال أُبي بن كعب لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن دلائل المهدي وعلاماته؟
سؤال نعثل اليهودي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الثاني عشر من أوصياءه؟
سؤال جندل اليهودي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن اسم المهدي (عليه السلام) وغيبته وعلامات ظهوره؟
سؤال أبو سعيد الخدري يسال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن معنى توزيع المال صحاحا؟
سؤال الخدري لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن عدد الأئمة بعده؟
سؤال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن كيفية انتفاع الشيعة بغيبة المهدي (عليه السلام)؟
سؤال ابن عباس للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الخلفاء والأوصياء والحجج بعده؟
سؤال الإمام علي (عليه السلام) للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال الإمام الحسين (عليه السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن حتمية المهدي (عليه السلام)؟
سؤال عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن اسم المهدي (عليه السلام) وصفته؟
سؤال سليم بن قيس لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأئمة
سؤال الاصبغ لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن الحيرة والغيبة؟
سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى العترة؟
سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن علامات الفرج وعن الفزعة؟
سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الحسين (عليه السلام) عن عدد الأئمة (عليهم السلام) وأسمائهم؟
سؤال بعض المسلمين للإمام علي (عليه السلام) عن أم المهدي (عليه السلام)
سؤال صعصعة للإمام علي (عليه السلام) عن وقت خروج الدجال؟
سؤال الحكم بن عيينة للإمام علي (عليه السلام) عن أقوام آخر الزمان؟
شيعة الدجال هم البكائون على عثمان والخوارج
سؤال سلمان الفارسي لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن القائم؟
سؤال للإمام الحسين (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام).
سؤال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال عيسى الخشاب للإمام الحسين (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
سؤال جابر للإمام الباقر (عليه السلام) عن أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟
سؤال أبو بصير للإمام الباقر (عليه السلام) حول كيفية طول السنين في زمن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) حول كيفية حدوث الخسوف والكسوف في شهر واحد؟
سؤال حمران للإمام الباقر (عليه السلام) عن صاحب الأمر والقائم به؟
سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن سبب تسمية القائم قائما؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت ظهور صاحب الأمر (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن خيرة الإماء؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن اختيار المهدي (عليه السلام) للصعب أم الذلول؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام)؟
سؤال حمران للإمام الباقر (عليه السلام) عن معنى الأجل المحتوم والموقوف؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن الغيبة الصغرى والكبرى؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن حال المنتظِر؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن علامة تشخيص الصاحب؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن صفة صاحب الأمر؟
سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن الكوفة إبان دخول جيش السفياني ومدة مكوثه فيها وحال الأسرى؟
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت انتهاء الاختلاف في الشام؟
سؤال ابن عطا للإمام الباقر (عليه السلام) عن ولادة المهدي (عليه السلام)
سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن راية المهدي (عليه السلام)
سؤال أبو الجارود للإمام الباقر (عليه السلام) عن الشهداء مع المهدي (عليه السلام)
معنى العذاب الواقع برواية الإمام الباقر (عليه السلام)
سؤال أُم سعيد للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة ظهور المهدي (عليه السلام)
سؤال أبو خالد الكابلي للإمام الباقر عن وصف صاحب هذا الأمر
سؤال محمد بن مسلم للإمام الباقر (عليه السلام) عن معنى الليل إذا يغشاها
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)
سؤال زرارة للإمام الباقر (عليه السلام) عن الغيبة؟
سؤال جابر الجعفي للإمام الباقر (عليه السلام) عن فرجهم؟
سؤال محمد بن مسلم للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت خروج القائم؟
سؤال جابر للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت حدوث هذا الأمر؟
سؤال القصير للإمام الباقر (عليه السلام) عما يفعله القائم بعائشة إذا خرج؟
تمني عبد الملك بن أعين أن يدرك أمر أهل البيت (عليهم السلام)
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) حول كيفية انتفاع الناس بالإمام الغائب؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن دور المرأة في حركة الإمام (عليه السلام)؟
سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
سؤال بعض أصحاب الصادق (عليه السلام) عن التكليف؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) حول معرفة الإمام؟
سؤال النضري للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصفة التي يعرف بها صاحب الأمر؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى إتمام الكلمات والكلمة الباقية
سؤال السيد الحميري للإمام الصادق (عليه السلام) عن صحة وقوع الغيبة؟
سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامات التي تسبق الظهور؟
سؤال أبو سعيد الخراساني للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب تسمية المهدي، بالمهدي؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة القائم؟
سؤال الرقي للإمام الصادق (عليه السلام) عن اسم القائم (عليه السلام)
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن سلسلة الأئمة بعده؟
سؤال صفوان للإمام الصادق (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن خصائص المهدي (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الإيمان بالغيب؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الناقور؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن قتال المشركين
سؤال الدهني للإمام الصادق (عليه السلام) عمن يعرف المجرمون بسيماهم؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معاني كلمات سورة الغاشية؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى العذاب الأكبر؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى ليظهره على الدين كله
سؤال أبو بصير للإمام الباقر (عليه السلام) عن متى يتبين الحق؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن أنصار القائم (عليه السلام)؟
سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن القائم؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن ولادة القائم (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن زعماء الحزب القرشي وأنصارهم؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب لعن راية الحق؟
سؤال عبد الله بن سنان للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجه التشابه بين المهدي والنبي موسى (عليه السلام)؟
سؤال مجموعة من الشيعة للإمام الصادق (عليه السلام) عن تناظر القائم (عليه السلام) مع الأنبياء السابقين (عليهم السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجود مثل للإمام القائم (عليه السلام) في القرآن؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب طول الغيبة؟
سؤال الهاشمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الحكمة من الغيبة؟
سؤال سدير الصيرفي للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجه التشابه بين النبي يوسف (عليه السلام) والإمام المهدي (عليه السلام)؟
سؤال الكاهلي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الزمن الذي لا يجد الفرد موضعا لصدقته؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب الغيبة؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن التكليف في زمن الغيبة؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد العرب الذين ينصرون المهدي؟
سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد العرب الأنصار؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الرايات المشتبهة,وجوابه بان أمرهم أضوء من الشمس!
سؤال مهزم الأسدي للإمام الصادق (عليه السلام) عن وقت تحقق الأمر الذي ينتظرونه؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن وقت انتهاء هذا الأمر؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الفرج؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى طوبى لمن تمسك بأمرهم في زمن الغيبة؟
سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن الخوف من الموت قبل إدراك الظهور!
سؤال الفضيل بن يسار للإمام الصادق (عليه السلام) حول معرفة الإمام (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن القيادة زمن الغيبة
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الرخاء وزمن الشدة
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى المحاضير؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل في زمن الغيبة؟
سؤال آخر للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الغيبة والعمل فيه؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن عمل الناس إذا غاب إمامهم؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل في زمن غيبة الإمام (عليه السلام)؟
سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى السبطة؟
سؤال آخر حول معنى السبطة..
سؤال الساباطي للإمام الصادق (عليه السلام) عن أيما أفضل: العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟
سؤال عبد الله بن سنان للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية دعاء الغريق؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل زمن الغيبة؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن استلامه زمام الأمور؟
سؤال يعقوب السراج للإمام الصادق (عليه السلام) عن فرج الشيعة؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عما يستريح إليه؟
سؤال أبو بصير ومحمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن الثلث الباقي من الناس؟
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة القائم؟
سؤال عبد الكريم للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى استدارة الفلك؟
سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامات التي تسبق الظهور؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عذاب خزي الدنيا؟
سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامات خروج القائم؟
سؤال الثمالي للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية حدوث النداء؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) حول أسماء أصحاب القائم وعددهم وأماكنهم
سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصوت؟
سؤال بن الصامت للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة بين يدي هذا الأمر؟
سؤال عمر بن حنظلة للإمام الصادق (عليه السلام) عما إذا خرج أحد من أهل بيته قبل هذه العلامات أيخرج معه؟
سؤال خلاد الصائغ للإمام الصادق (عليه السلام) إذا خرج السفياني فما حالنا؟
سؤال فضل الكاتب للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامة بينهم وبينه؟
سؤال سدير للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة قبل السفياني؟
سؤال الحضرمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن التكليف إذا خرج السفياني؟
سؤال بن ابي منصور للإمام الصادق (عليه السلام) عن اسم السفياني؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن اليماني
سؤال بن سدير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الخسف
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية التمييز بين النداء الصادق والنداء الكاذب؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) بعد ظهور الحقائق كيف يستمرون في قتال القائم؟
سؤال هشام بن سالم للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة النداء الصادق من الكاذب؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن النداء هل هو خاص أو عام؟
سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن حقية النداء؟
سؤال الحلبي للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية النداء
سؤال آخر عن النداء
سؤال هشام للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة نداء السماء من نداء إبليس؟
سؤال بن مسلمة للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية معرفة المحق في النداء من المبطل؟
سؤال البجلي للإمام الصادق (عليه السلام) عن ذكر النداء باسم القائم في القرآن؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن بقاء أهل الحق مع أهل الباطل بعد النداء؟
سؤال بن سرحان للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامة التي تسبق الصيحة؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) حول الأشهر
سؤال الفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأعظم إيمانا في أنصار القائم (عليه السلام)؟
وفي سؤال مشابه
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد من يخرج مع القائم (عليه السلام)؟
سؤال الأزدي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصاحب؟
سؤال الخثعمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن مدة ملك القائم (عليه السلام)؟
سؤال آخر عن مدة ملك القائم (عليه السلام)
أسئلة متعددة من المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) حول المهدي وعلاماته وظهوره وغيرها..
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية بدء المهدي بالظهور؟
سؤاله عن تأويل قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله)؟
سؤاله عن البقعة التي يظهر فيها المهدي (عليه السلام)؟
سؤاله عن ولادة المهدي (عليه السلام)؟
سؤاله عمن يخاطبه (عليه السلام) ولمن يخاطب؟
سؤاله عن سن ظهوره؟
سؤاله عن مكان ظهوره وكيفيته؟
سؤاله عما يصنعه (عليه السلام) بأهل مكة؟
سؤاله عما يصنعه (عليه السلام) بالبيت؟
سؤاله عن إقامة الإمام (عليه السلام) في بمكة؟
سؤاله عن دار المهدي (عليه السلام)، ومجتمع المؤمنين؟
سؤاله عن مكان تواجد المؤمنين في عصر ظهور الإمام (عليه السلام)؟
سؤاله عن حركة الإمام (عليه السلام) بعد دخوله العراق؟
سؤاله عن دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
سؤاله عن أعمال الإمام (عليه السلام) بعد دخوله الشام؟
سؤاله عن بعض الشيعة الذين لا يقولون بالرجعة؟
سؤاله عن مدة ملكه (عليه السلام)؟
سؤال الفضيل بن يسار للإمام الصادق (عليه السلام) عما يلقى المهدي (عليه السلام) من الناس؟
سؤال بن عطاء المكي للإمام الصادق (عليه السلام) سيرة المهدي (عليه السلام)؟
سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد الملائكة الذين يكونون مع المهدي (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية السلام على الإمام المهدي (عليه السلام)؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن مكان منزل المهدي (عليه السلام)؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن بعض خصائص الإمام المهدي (عليه السلام)..
سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن سهولة أمر القائم (عليه السلام)؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد الحلقة؟
سؤال السيد علي بن الإمام الصادق (عليه السلام) لأخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) عن الماء المعين؟
سؤال بن عجلان للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية العلم بظهور القائم؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن الكرة؟
سؤال سليمان الديلمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى (وجعلكم ملوكا)
سؤال معاوية بن عمار للإمام الصادق (عليه السلام) عن المعيشة الضنكا
سؤال بن نجيح للإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عمن عرف الأئمة ولم يعرف إمام زمانه؟
سؤال عقبة للإمام الصادق (عليه السلام) عن أحقية الرجعة؟
سؤال محمد بن تمام للإمام الصادق (عليه السلام) عن حال من جحد واحد من الأئمة (عليهم السلام)؟
وفي سؤال مماثل
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأثني عشر مهديا؟
سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام المهدي (عليه السلام)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن خصائص الأنصار
سؤال الفضيل بن اليسار للإمام الصادق (عليه السلام) عن توجيهاته إذا خرج السفياني؟
سؤال عبيد بن زرارة عن للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة الإمام
سؤال السيد علي بن الإمام الصادق (عليه السلام) لأخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) عن الخامس من ولد السابع؟
سؤال يعقوب السراج للإمام الصادق (عليه السلام) عن خلو الأرض من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأئمة الأربعة عشر (عليهم السلام)
سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى تزايلهم؟
سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر؟
سؤال البطائني للإمام الكاظم (عليه السلام) عن حتمية السفياني؟
سؤال داود بن كثير للإمام الكاظم (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
سؤال ابن الجهم للإمام الكاظم (عليه السلام) عن الفرج؟
سؤال ابن البكير للإمام الكاظم (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: وله اسلم من في السماوات والأرض؟
سؤال الهروي للإمام الرضا (عليه السلام) عن مشروعية قتل المهدي لذراري قتلة الحسين (عليه السلام)؟
سؤال الريان للإمام الرضا (عليه السلام) عن جواز تسمية المهدي بصاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي؟
سؤال الحسين بن خالد للإمام الرضا (عليه السلام) عن انتهاء وقت التقية؟
سؤال الحسن بن إبراهيم للإمام الرضا (عليه السلام) عن سلطان بني العباس..
سؤال أحمد بن عمر للإمام الرضا (عليه السلام) عن بقاء الأرض بغير إمام؟
سؤال بن أبي نصير للإمام الرضا (عليه السلام) عن الحدث الذي يقع ما بين الحرمين؟
سؤال الحسين بن خالد للإمام الرضا (عليه السلام) حول بعض التكاليف
سؤال ابن دلف للام الرضا (عليه السلام) عن الإمام بعد الحسن العسكري؟
سؤال محمد ابن الفضيل للإمام الرضا (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: والله متم نوره؟
سؤال الإمام الرضا (عليه السلام) عن سبب الغيبة؟
سؤال البزنطي للإمام الرضا (عليه السلام) عن الرؤيا؟
سؤال البزنطي للإمام الرضا عن معنى البيوح
سؤال عبد العظيم الحسني للإمام الجواد (عليه السلام) عن القائم نفسه المهدي؟
سؤال القيسي للإمام الجواد (عليه السلام) عن وقوع الحيرة عند الغيبة..
سؤال داود بن أبي القاسم للإمام الجواد (عليه السلام) عن البداء لله في المحتوم؟
سؤال صقر بن ابي دلف للإمام الجواد (عليه السلام) عن الأيام..
سؤال عبد العظيم الحسني للإمام الهادي (عليه السلام) عن عقائده
سؤال أبو هاشم الجعفري للإمام الهادي (عليه السلام) عن كيفية ذكر القائم؟
سؤال محمد بن عبد الجبار للإمام العسكري (عليه السلام) عن الإمام والحجة بعده؟
سؤال يعقوب بن منفوس للإمام العسكري (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر؟
سؤال أبو الأديان الخادم للإمام العسكري (عليه السلام) عن طرق تشخيص المهدي (عليه السلام)..
سؤال احمد الأشعري للإمام العسكري (عليه السلام) عن علامة يطمئن إليها قلبه؟
سؤال أبو هاشم الجعفري للإمام العسكري (عليه السلام) عن ولده؟
المصادر

الإهداء

إلى سيدي ومولاي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عن معاوية بن عمّار، عن الإمام الصادق أنه قال:
(الراوية لحديثنا يشدّ به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد).(١)

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته مصابيح الدجى وأعلام الهدى والعروة الوثقى، سيما بقية الله في أرضه وحجته على عباده الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)...
وبعد: تحظى الأسئلة الموجهة من قبل أصحاب اهل البيت (عليهم السلام) واستفساراتهم الخاصة بقضايا خاتم أوصياء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) الإمام الثاني عشر (عليه السلام) بمكانة مميزة، نظرا لما تحويه من إثارة لكوامن العقول وتأسيس لمعالم العقيدة المهدوية والحاجة الفكرية الملحة التي ينشدها العقل الشيعي باستمرار ويتطلع لها..
والأهم من تلك الأسئلة إجابات أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) باعتبارها أجوبة محكمة رصينة، نابعة من معينها الصافي، ومعدنها الأصيل، تروي ظمأ السائل، وتشفي غليله، وتردم هوته، وتسد خلته، وهي مع أخواتها من الأحاديث المهدوية تمثل المنظومة الفكرية الواضحة لتلك العقيدة..
وكنت منذ زمن بعيد أعيش مع تلك الأحاديث متأملا في تلك الأسئلة ومتفكرا في أجوبتها فأجد انتعاشا فكريا لا نظير له، ومن هنا أحببت أن أجمعها في كتاب مستقل، وأقدمها للقارئ المحترم كي يعيش معها وجهاً لوجه، حتى كأنه هو السائل وهو من يستمع الجواب من المعصوم مباشرة..
وقد عزمت على التعليق على كل حديث من هذه الأحاديث، وقد علقت على بعضها فعلا، لكن استثنيت عن إدراجها في هذا الكتاب لا لشيء إلا من اجل المحافظة على الجو الخاص لتلك الأحاديث الشريفة ولا أعكر صفو القارئ بكلمات غيرهم.. وستبقى كلماتهم وأحاديثهم كماء المطر كل ينفعه بحسبه..
هذا وأملي أن يدعو لنا القارئ الكريم لإتمام ما يلزم إتمامه من مواضيع تخص الإمام الغائب المنتظر روحي له الفداء..
سؤال سلمان الفارسي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن المهدي (عليه السلام)؟
عن حذيفة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فذكرنا ما هو كائن ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي.
فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين (عليه السلام).(٢)

* * *

سؤال سلمان الفارسي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن معرفة المهدي (عليه السلام)؟
قال العلامة المجلسي رحمه الله: روى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش مما أخذه من كتاب المقتضب بإسناده عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوما فلما نظر إلي وقال: يا سلمان إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا.
قال: قلت: يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.
قال: يا سلمان فهل علمت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة، الحسن والحسين فدعاهما فأطاعا فسمانا الله عز وجل بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود، وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، والله فاطر وهذه فاطمة، والله ذو الإحسان وهذه الحسن، والله المحسن وهذا الحسين. ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الله عز وجل سماء مبنية وأرضا مدحية، أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع.
فقال سلمان: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم: فوالى وليهم، وتبرأ من عدوهم فهو والله منا، يرد حيث نرد، ويسكن حيث نسكن.
قلت: يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا يا سلمان.
قلت: يا رسول الله فأنى لي بهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم جعفر ابن محمد لسان الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي ابن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله، ثم [م ح م د] سماه باسمه ابن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله.
قال سلمان: فبكيت ثم قلت: يا رسول الله فأنى لسلمان لإدراكهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم حقيقة المعرفة.
قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت: يا رسول الله إني مؤجل إلى عهدهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان اقرأ (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا  ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).(٣)
قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي وقلت: يا رسول الله بعهد منك؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إي والذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني ولعلي وفاطمة والحسن والحسين، وتسعة أئمة وكل من هو منا ومظلوم فينا إي والله يا سلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الإيمان [محضا] ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار والثارات ولا يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ).(٤)
قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه.(٥)

* * *

سؤال أُبي بن كعب لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن دلائل المهدي وعلاماته؟
عن محمد بن الفضل النحوي، عن محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، عن علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: دخلت على رسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعنده اُبي بن كعب، فقال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والارضين.
فقال له اُبي وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا اُبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وأنه لمكتوب عن يمين عرش الله: مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وعلم وذخر، وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عز وجل معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسر أمره، وأوضح سبيله، وقواه على عدوه، ولم يهتك ستره.
فقال له اُبي بن كعب: ما هذه الدعوات يا رسول الله؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: (اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا) فإن الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح لك صدرك، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك.
قال له اُبي: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتبعه رشيدا، ومن ضل عنه هويا.
قال: فما اسمه وما دعاؤه؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): اسمه علي ودعاؤه: (يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد) من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين، وكان قائده إلى الجنة.
قال له اُبي يا رسول الله فهل له من خلف ووصي؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم له مواريث السماوات والأرض.
قال: ما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحكام وبيان ما يكون.
قال: فما اسمه؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): اسمه محمد وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات، ويقول في دعائه: (اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي) فركب الله عز وجل في صلبه نطفة مباركة زكية، وأخبرني (عليه السلام) أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا وراضيا مرضيا، يدعو ربه فيقول في دعائه " يادان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضى، واغفر ذنوبهم ويسر أمورهم، واقض ديونهم واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم اجعل لي من كل غم فرجا " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة.
يا اُبي إن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفه زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى.
قال له اُبي: يا رسول الله كأنهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضا.
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): وصفهم لي جبرائيل عن رب العالمين جل جلاله.
قال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم يقول في دعائه: (يا خالق الخلق ويا باسط الرزق ويا فالق الحب ويا بارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الأحياء ودائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله) من دعا بهذا الدعاء قضى الله عز وجل له حوائجه، وحشره عز وجل يوم القيامة مع موسى بن جعفر.
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها عنده عليا، يكون لله في خلقه رضيا في علمه وحكمه، ويجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة، وله دعاء يدعو به (اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة).
وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها عنده محمد بن علي، فهو شفيع شيعته ووارث علم جده، له علامة بينة وحجة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقول في دعائه: (يا من لا شبيه له ولا مثال أنت الله لا إله إلا أنت ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقى، أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك) من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة.
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفه لا باغية ولا طاغية، بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكل سر مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه به، وحذره من عدوه، ويقول في دعائه: (يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور) من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة.
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه، وعزا لأمة جده، وهاديا لشيعته، وشفيعا لهم عند ربه، ونقمة على من خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهانا لمن اتخذه إماما، يقول في دعائه: (يا عزيز العز في عزه، يا عزيز أعز ني بعزتك، وأيدني بنصرك، وأبعد عني همزات الشياطين، وادفع عني بدفعك، وامنع مني بمنعك، واجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد) من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل معه ونجاه من النار ولو وجبت عليه. وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة، يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله [عليه] ميثاقه في الولاية، ويكفر بها كل جاحد، فهو إمام تقي نقي سار مرضي هاد مهدي، يحكم بالعدل ويأمر به، يصدق الله عز وجل ويصدقه الله في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة، يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم، كدادون مجدون في طاعته.
فقال له اُبي: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله عز وجل فناداه العلم: اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله، وله رايتان وعلامتان، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عز وجل، فناداه السيف: اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله، يخرج جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين، وأفوض أمري إلى الله عز وجل.
يا اُبي طوبى لمن أحبه وطوبى لمن لقيه، وطوبى لمن قال به، به ينجيهم الله من الهلكة وبالإقرار بالله وبرسول الله وبجميع الأئمة، يفتح الله لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا.
قال اُبي، يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل أنزل علي اثنتي عشر صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته.(٦)

* * *

سؤال نعثل اليهودي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الثاني عشر من أوصياءه؟
قال أبو محمّد بن شاذان رضي الله عنه: حدّثنا محمّد بن أبي عمير وأحمد بن محمّد بن أبي نصر رضي الله عنهما جميعاً عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قدم يهودي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقال له نعثل، فقال: يا محمّد إني أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك.
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): سل يا أبا عمارة.
قال: يا محمّد صف لي ربك.
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، كيف يوصف الخالق الواحد الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والبصائر أن تحيط قدرته؟! أجلّ عمّا يصفه الواصفون؛ نأى في قربه، وقَرُبَ في نأيه، كيَّف الكيف فلا يقال كيف، أيّن الأين فلا يقال أين. تنقطع الأفكار عن معرفته. وليُعلم أن الكيفية منه والأينونية، وهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك (إنه واحد لا شبه له) أليس الله واحداً والإنسان واحد؟ ووحدانيته قد أشبهت وحدانية الإنسان؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): الله واحد وأحديُّ المعنى، والإنسان واحد ثنوي؛ جسم عرض (وبدن)(٧) وروح، وإنما التشبيه في المعاني لا غير.
قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن وصيك، من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، إن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون.
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم، إن وصييِّ والخليفة من بعدي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، يتلوه تسعة من صلب الحسين، أئمّة أبرار.
قال: فسمهم لي يا محمّد!
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم، إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن، وبعد الحسن الحجة بن الحسن عليّ، فهذه إثنا عشر إماماً على عدد نقباء بني إسرائيل.
قال: فأين مكانهم في الجنَّة؟
قال: معي وفي درجتي.
قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأنهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة، فأخبرني يا رسول الله عن الثاني عشر من أوصيائك.
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يغيب حتى لا يرى، ويأتي على أمتي زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج.
فانتفض نعثل، وقام من بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول: صلوات الله عليك يا سيد المرسلين وعلى أوصيائك الطاهرين..(٨)

* * *

سؤال جندل اليهودي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن اسم المهدي (عليه السلام) وغيبته وعلامات ظهوره؟
قال أبو محمّد بن شاذان عليه الرحمة والغفران: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطي رضي الله عنه قال: حدّثنا زفر بن الهذيل، قال: حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش، قال: حدّثنا مورّق، قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمّد أخبرني عمّا ليس لله، وعمّا ليس عند الله، وعمّا لا يعلمه الله؟
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): أما ما ليس لله، فليس لله شريك؛ وأما ما ليس عند الله، فليس عند الله ظلم؛ وأما مالا يعلمه الله، فذلكم قولكم معاشر اليهود إن عزيراً ابن الله، والله لا يعلم له ولداً.
فقال جندل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله حقاً، ثمّ قال: يا رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران (عليه السلام) فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمّد، واستمسك بالأوصياء مِن بعده، فقد أسلَمْتُ ورزقني الله ذلك، فأخبرني بالأوصياء (مِنْ) بعدك لأستمسك بهم.
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا جندل أوصيائي مِنْ بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل.
فقال: يا رسول الله! إنهم كانوا اثني عشر، هكذا وجدنا في التوراة.
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم، الذين هم أوصيائي من بعدي إثنى عشر.
فقال: يا رسول الله كلهم في زمن واحد؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا، خلف بعد خلف، فإنك لن تدرك إلا ثلاثة.
قال: سمِّهم لي يا رسول الله!
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): نعم، إنَّك تدرك سيد الأوصياء ووارث علم الأنبياء، وأبا الأئمّة الأتقياء عليّ بن أبي طالب بعدي، ثمّ ابنيه الحسن، والحسين، فاستمسك بهم بعدي، فلا يغرّنك جهل الجاهلين، فإذا كان وقت ولادة ابني عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه.
فقال: يا رسول الله أسامي الأوصياء الذين يكونون أئمّة المسلمين بعد عليّ بن الحسين؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): فإذا انقضت مدة عليّ قام بالأمر محمّد ابنه، يدعى بالباقر، فإذا انقضت مدَّةُ محمّد قام بالأمر بعده جعفر ابنه، يدعى بالصادق، فإذا انقضت مدَّةُ جعفر قام بالأمر بعده موسى ابنه، يدعى بالكاظم، فإذا انقضت مدَّةُ موسى قام بالأمر بعده عليّ ابنه يدعى بالرضا، فإذا انقضت مدَّةُ عليّ قام بالأمر بعده محمّد ابنه، يدعى بالتقي، فإذا انقضت مدَّةُ محمّد قام بالأمر بعده عليّ ابنه، يدعى بالنقي، فإذا انقضت مدَّةُ عليّ قام بالأمر بعده الحسن ابنه، يدعى بالزكي، ثم يغيب عن الناس إمامهم.
قال: يا رسول الله يغيب الحسن منهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا، ولكن ابنه الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة.
قال: يا رسول الله فما اسمه؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا يسمّى حتى يظهره الله، فقال جندل: قد بشَّرنا موسى بن عمران بك وبالأوصياء من ذريتك.
 ثم تلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا).(٩)
قال جندل: فممن خوفهم؟
قال: يا جندل في زمن كل واحد منهم شيطان يعتريه ويؤذيه، فإذا أذن الله للحجَّة خرج، وطهّر الأرض من الظالمين، فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للسالكين في محجته والثابتين في موالاته ومحبته، أولئك مِمَّنْ وصفهم الله في كتابه، فقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ(١٠) وقال: (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).(١١)
ثم قال جابر: عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن عليّ (عليهم السلام)، ثُمَّ خرج إلى الطائف، فمرَّ فدعا بشربة من لبن فشربه، وقال: كذا عهد إليَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن، ثم مات، ودفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوداء، رحمه الله تعالى.(١٢)

* * *

سؤال أبو سعيد الخدري يسال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن معنى توزيع المال صحاحا؟
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ذكر المهدي فقال: يخرج عند كثرة اختلاف الناس وزلازل، فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى به ساكن السماء وساكن الأرض ويقسم المال قسمة صحاحا.
قال: قلت وما صحاحا؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): بالسواء.
قال: ويغنم الناس حتى لا يحتاج أحد أحدا، فينادي مناد: من له إلي من حاجة؟ فلا يجيبه أحد من الناس إلا إنسان واحد، فيقول له: خذ.
قال: فيحثو في ثوبه ما لا يستطيع حمله، فيقول: إحمل علي فيأبى عليه، فيخفف منه حتى يصير بقدر ما يستطيع أن يحمله فيقول: ما كان في الناس أجشع نفسا من هذا، فيرجع إلى الخازن فيقول: إنه قد بدا لي رده، فيأبى أن يقبله فيقول: إنا لا نقبل ممن أعطيناه، قال: فيمكث سبعا، أو ثماني أو تسعا - يعني سنة - ولا خير في العيش بعد هذا. أو قال: لا خير في الحياة بعده.(١٣)

* * *

سؤال الخدري لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن عدد الأئمة بعده؟
عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول للحسين (عليه السلام): يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام، تسعة من ولدك أئمة أبرار، تاسعهم قائمهم.
فقيل: يا رسول الله كم الأئمّة بعدك؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): اثنا عشر تسعة من صلب الحسين (عليه السلام).(١٤)

* * *

سؤال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن كيفية انتفاع الشيعة بغيبة المهدي (عليه السلام)؟
عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله عز وجل على نبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمَنْ أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟
فقال (عليه السلام): هم خلفائي يا جابر وأئمّة المسلمين من بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمّد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمّد بن عليّ، ثم عليّ بن محمّد، ثم الحسن بن عليّ، ثم سمييِّ وكنييِّ حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا مَنْ امتحن الله قلبه للإيمان.
قال جابر: فقلت له: يا رسول الله (فهل) تنتفع الشيعة به في غيبته؟
فقال (عليه السلام): أي والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب.
يا جابر! هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلا عن أهله،.. إلى آخر الحديث.(١٥)

* * *

سؤال ابن عباس للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الخلفاء والأوصياء والحجج بعده؟
ابن مسرور، عن ابن عامر، عن المعلى، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي.
وقيل: يا رسول الله ومن أخوك؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): علي بن أبي طالب.
قيل فمن ولدك؟
قال: المهدي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لأطال الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.(١٦)

* * *

سؤال الإمام علي (عليه السلام) للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن المهدي (عليه السلام)؟
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت: يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا بل منا يختم الله به الدين كما فتح بنا وبنا ينقذون من الفتنة كما انقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم. (١٧)

* * *

سؤال الإمام الحسين (عليه السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن حتمية المهدي (عليه السلام)؟
عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال للحسين (عليه السلام): التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل.
قال الحسين (عليه السلام): فقلت: يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن؟
فقال (عليه السلام): أي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا تثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه.(١٨)

* * *

سؤال عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن اسم المهدي (عليه السلام) وصفته؟
عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ساير عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟
فقال (عليه السلام): أما اسمه فان حبيبي عهد إلي أن لا احدث باسمه حتى يبعثه الله.
قال: فأخبرني عن صفته؟
قال (عليه السلام): هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الامآء.(١٩)

* * *

سؤال سليم بن قيس لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأئمة.
قال الشيخ الجليل أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل رضي الله عنه في كتابه الموسوم بإثبات الرجعة: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع رضي الله عنه قال: حدثنا حمَاد بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر اليماني، قال: حدثنا أبان بن أبي عياش، قال: حدثنا سليم بن قيس الهلالي، قال، قلت لأمير المؤمنين (عليه السلام): إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعته منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم؟
قال: فقال علي (عليه السلام): قد سألتَ فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقًا وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وخاصاً وعاماً، ومحكماً ومتشابهاً، وتحفظّاً وتوهمّاً، وقد كُذِب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في عهده حتى قام خطيباً، فقال: أيٌها الناس قد كثر الكذب عليَّ، فمن كذب عليَّ متعمٍداً فليتبوَأ مقعده من النار، ثمَ كُذب عليه من بعده أكثر مما كُذب عليه في زمانه، وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر للإيمان، متصنِّع بالإسلام، لا يتأثَّم ولا يتحَرّج أن يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) متعمِّداً، فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدِقوه، ولكنهم قالوا: هذا رجل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) رآه وسمع منه، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر، ووصفهم بما وصف، فقال عز وجل: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ)(٢٠) ثمّ تقربوا بعده إلى الأئمّة الضّالة، والدُعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فوَلَّوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصمه الله تعالى، فهذا أحد الأربعة.
ورجل آخر سمع من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) شيئاً ولم يحفظه على وجهه، ووهم فيه، ولم يتعمد كذباً، فهو في يده، يقول به ويعمل به ويرويه، ويقول: أنا سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فلو علم المسلمون أنَه وهمٌ لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهمُ لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) شيئاً أمر به ثم نهى عنه، أو سمعه نهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم (يعلم)(٢١) الناسخ، فلو علم أنَه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
ورجل رابع لم يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وهو مبغض للكذب خوفاً من الله تعالى وتعظيماً لرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) (لم ينسَ)(٢٢)، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، ويعلم أن أمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كأمر القرآن، وفيه كما في القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الكلام له وجهان، كلام عام وكلام خاص مثل القرآن، قال الله تبارك وتعالى: (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(٢٣) فاشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
وليس كل أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان يسأله عن الشيء، وكلُ من يسأله عن الشيء فيفهم، وكلُ من يفهم يستحفظ، وقد كان فيهم قوم لم يسألوه عن شيء قط، وكانوا يحبّون أن يجيء الأعرابي الطارئ أو غيره فيسأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهم يستمعون.
وكنت أدخل عليه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في كل يوم دخلة، وفي كل ليلة دخلة، فيُخليني فيها يجيبني بما أسأل، وأدور معه حيث دار، قد علم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، وربَما كان يأتيني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة لم يقم عني فاطمة ولا أحد من بنيِّ، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكتُّ ونفدت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصَها وعامَا وظهرها وباطنها، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علماً أملاه عليَ، وما ترك شيئاً علّمه الله من حلال أو حرام أو أمر أو نهي أو طاعة أو معصية أو شيء كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد من قبله إلا علَّمنيه، وحفظته فلم أنسَ حرفاً واحداً منها، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا أخبرني بذلك كله وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً، وكان يقول: اللهم علمِّه وحفِّظه ولا تنسه شيئاً مما أخبرته وعلّمته.
فقلت له ذات يوم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! منذ دعوت الله بما دعوت لم أَنسَ شيئاً، ولم يفتني شيءٌ مما علَّمتني، وكلما علَّمتني كتبته، أفَتَتَخُّوف عليّ النسيان؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا أخي لست أتخوَّف عليك النسيان، إني أحب أن أدعو لك، وقد أخبرني الله تعالى أنه قد أجابني فيك وفي شركائك، الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته وطاعتي، وقال فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ).(٢٤)
قلت: من هم يا رسول الله؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): الذين هم الأوصياء بعدي، والذين لا يضرهم خذلان من خذلهم، وهم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليَّ الحوض، بهم تُنصر أمتي وبهم يمطرون، وبهم يُدفع البلاء، وبهم يستجاب الدعاء.
قلت: سَمّهم لي يا رسول الله!
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): (أنت يا عليّ أولهم، ثم ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسين، ثم سمِيك ابنه علي زين العابدين، وسيولد في زمانك يا أخي فاقرأه مني السلام، ثم ابنه محمّد الباقر، باقر علمي وخازن وحي الله تعالى، ثم ابنه جعفر الصادق، ثم ابنه موسى الكاظم، ثم ابنه علي الرضا، ثم ابنه محمّد التقي، ثم ابنه علي النقي، ثم ابنه الحسن الزكي، ثم ابنه الحجة القائم، خاتم أوصيائي وخلفائي، والمنتقم من أعدائي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (والله إني لأعرفه يا سليم حين يبايع بين الركن والمقام، وأعرف أسماء أنصاره وأعرف قبائلهم).
قال محمّد بن إسماعيل: ثم قال حماد بن عيسى: قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد الله (عليه السلام)، فبكى وقال: قد صدق سُلَيْمٌ، فقد روى لي هذا الحديث أبي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ (عليهم السلام) أنه قال: قد سمعت هذا الحديث عن أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سأله سليم بن قيس.(٢٥)

* * *

سؤال الاصبغ لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن الحيرة والغيبة؟
عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أرغبة منك فيها؟
فقال (عليه السلام): لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكنى فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.
فقلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟
قال (عليه السلام): ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين.
فقلت: وإن هذا لكائن؟
فقال (عليه السلام): نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.
فقلت: ثم ما يكون بعد ذلك؟
فقال (عليه السلام): ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات.(٢٦)

* * *

سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى العترة؟
عن ابن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن معنى قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) من العترة؟
فقال (عليه السلام): أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) حوضه.(٢٧)

* * *

سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن علامات الفرج وعن الفزعة؟
عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن يونس، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انتظروا الفرج في ثلاث.
قيل: وما هن؟
قال (عليه السلام): اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟
قال (عليه السلام): أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)(٢٨) قال: إنه يخرج الفتاة من خدرها ويستيقظ النائم ويفزع اليقظان.(٢٩)

* * *

سؤال لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
عن سليمان بن هلال قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟
فقال (عليه السلام): إذا درج الدارجون، وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك
فقال: يا أمير المؤمنين عليك السلام ممن الرجل؟
فقال (عليه السلام): من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومجفو أهلها إذا أتت، ومعدن صوفتها إذا اكتدرت لا يجبن إذا المنايا هلعت، ولا يحور إذا المؤمنون اكتنفت ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت مشمر مغلولب طفر ضرغامة حصد مخدش ذكر سيف من سيوف الله رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد، وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن تبعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص إن قال فشر قائل وإن سكت فذو دعاير.
ثم رجع إلى صفة المهدي (عليه السلام) فقال (عليه السلام): أوسعكم كهفا، وأكثركم علما وأوصلكم رحما اللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة واجمع به شمل الأمة فأنى جاز لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له ولا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته.(٣٠)

* * *

سؤال للإمام الحسين (عليه السلام) عن عدد الأئمة (عليهم السلام) وأسمائهم؟
عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن نعمان قال كنت عند الحسين (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة، فسلم فرد عليه الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله مسألة.
فقال (عليه السلام): هات..
قال: كم بين الإيمان واليقين؟
قال (عليه السلام): أربع أصابع.
قال: كيف؟
قال (عليه السلام): الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه، وبين السمع والبصر أربع أصابع. قال: فكم بين السماء والأرض.
قال (عليه السلام): دعوة مستجابة.
قال: فكم بين المشرق والمغرب؟
قال (عليه السلام): مسيرة يوم للشمس.
قال: فما عز المرء؟
قال (عليه السلام): استغناؤه عن الناس.
قال: فما أقبح شيء؟
قال (عليه السلام): الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغناء، والحرص في العالم.
قال: صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال (عليه السلام): اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.
قال: فسمهم لي.
قال: فأطرق الحسين (عليه السلام) ثم رفع رأسه فقال (عليه السلام): نعم أخبرك يا أخا العرب، إن الإمام والخليفة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أبي أمير المؤمنين علي بن طالب (عليه السلام) والحسن وأنا وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده الخلف المهدي، هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان.
 قال: فقام الإعرابي وهو يقول:

مسح النبي جبينه  * * * فله بريق في الخدود
أبواه من أعلا قريش * * * وجده خير الجدود(٣١)
* * *

سؤال بعض المسلمين للإمام علي (عليه السلام) عن أم المهدي (عليه السلام)
مقتضب الأثر: ص ٣١ - قال ومما حدثني به هذا الشيخ الثقة أبو الحسين عبد الصمد بن علي وأخرجه إلي من أصل كتابه وتاريخه في سنة خمس وثمانين ومائتين سماعة من عبيد بن كثير أبي سعد العامري قال: حدثني نوح بن دراج، عن يحيى بن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن أبي جحيفة السوائي من سواءة بن عامر، والحرث بن عبد الله الحارثي الهمداني، والحرث بن شرب، كل حدثنا أنهم كانوا عند علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فكان إذا أقبل ابنه الحسن (عليه السلام) يقول: مرحبا يا بن رسول الله، وإذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت وأمي يا أبا ابن خيرة الإماء.
فقيل له: يا أمير المؤمنين ما بالك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين؟ ومن ابن خيرة الإماء؟
فقال (عليه السلام): ذاك الفقيد الطريد الشريد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين هذا، ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام).(٣٢)

* * *

سؤال صعصعة للإمام علي (عليه السلام) عن وقت خروج الدجال؟
الطالقاني، عن الجلودي، عن الحسين بن معاذ، عن قيس بن حفص، عن يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان، فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟

فقال له علي (عليه السلام): اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال (عليه السلام): احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء. وكان الحلم ضعفا، والظلم فخرا، وكانت الامراء فجرة، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادات الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والإثم والطغيان. وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنار، وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف، واختلفت الأهواء، ونقضت العقود، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج. وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيف، وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه. فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: ألا إن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته، تضيئ كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بن عينيه مكتوب " كافر " يقرأه كل كاتب وأمي. يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل، تطوى له الارض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة. ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين، من الجن والإنس والشياطين يقوم: إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أنا ربكم الاعلى. وكذب عدو الله إنه الأعور يطعم الطعام، ويمشي في الاسواق، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول [تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا]. ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة، على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه. ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابة من الأرض، من عند الصفا، معها خاتم سليمان، وعصى موسى، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن، فيطبع فيه " هذا مؤمن حقا " وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه " هذا كافر حقا " حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها، فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل، ولا عمل يرفع " ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ثم قال (عليه السلام): لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فانه عهد إلي حبيبي (عليه السلام) أن لا اخبر به غير عترتي. فقال النزال بن سبرة لصعصعة: ما عنى أمير المؤمنين بهذا القول؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي، وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام يطهر الأرض، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة [صلوات الله عليهم أجمعين].(٣٣)

* * *

سؤال الحكم بن عيينة للإمام علي (عليه السلام) عن أقوام آخر الزمان؟
محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن الاشعث عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن الصباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة قال: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان قال إليه رجل [فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج] فقال أمير المؤمنين: والذي فلق الحبة وبرء النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد.
فقال الرجل: وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟
قال (عليه السلام): بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، ويسلمون لنا، فاولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا.(٣٤)

* * *

شيعة الدجال هم البكائون على عثمان والخوارج
عن أحمد بن محمد، وعبد الله بن عامر بن سعد، عن محمد بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): كان أمير المؤمنين يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان، والباكي على أهل النهروان، إن من لقي الله مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله عز وجل ساخطا عليه، ولا يدرك الدجال. فقال رجل: يا أمير المؤمنين فان مات قبل ذلك؟ قال: فيبعث من قبره حتى لا يؤمن به وإن رغم أنفه.(٣٥)

* * *

سؤال سلمان الفارسي لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن القائم؟
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) خاليا فقلت: يا أمير المؤمنين متى القائم من ولدك؟
فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، ويضيع حقوق الرحمان، ويتغنى بالقرآن فإذا قتلت ملوك بني العباس اولي العمى والالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام).(٣٦)

* * *

سؤال للإمام الحسين (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام).
عن مالك بن عطية، عن ثابت بن أبي صفية دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث أن الحسين (عليه السلام) قال: يظهر الله قائمنا فينتقم من الظالمين.
فقيل له: يا بن رسول الله، من قائمكم؟
قال (عليه السلام): السابع من ولد ابني محمد بن علي، وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني، وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.(٣٧)

* * *

سؤال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن هارون بن عيسى العبدي، عن عبد الله بن مسلم بن قعنب، عن سليمان بن هلال قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟
فقال: إذا درج الدارجون، وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك.
فقال: يا أمير المؤمنين عليك السلام ممن الرجل؟
فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومجفو أهلها إذا أتت، ومعدن صوفتها إذا اكتدرت لايجبن إذا المنايا هلعت، ولايحور إذا المؤمنون اكتنفت ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت مشمر مغلولب طفر ضرغامة حصد مخدش ذكر سيف من سيوف الله رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد، وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن تبعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص إن قال فشر قائل وإن سكت فذو دعاير. ثم رجع إلى صفة المهدي (عليه السلام) فقال: أوسعكم كهفا، وأكثركم علما وأوصلكم رحما اللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة واجمع به شمل الامة فأنى جاز لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له ولا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه وأومأ بيده إلى صدره شوقا إلى رؤيته.(٣٨)

* * *

سؤال عيسى الخشاب للإمام الحسين (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
عن محمد بن يحيى العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن حمدان بن منصور، عن سعد بن محمد، عن عيسى الخشاب قال: قلت للحسين بن علي (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر؟ قال: لا ولكن صاحب هذا الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه المكني بعمه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر.(٣٩)

* * *

سؤال جابر للإمام الباقر (عليه السلام) عن أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟
عن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فطوبى(٤٠) للثابتين على أمرنا في ذلك الزَّمان، إنَّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله، فيقول: عبادي وإمائي! آمنتم بسرِّي، وصدَّقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً، منكم أتقبّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي.
قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله! فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: حفظ اللّسان، ولزوم البيت.(٤١)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الباقر (عليه السلام) حول كيفية طول السنين في زمن المهدي (عليه السلام)؟
عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه قال:
إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء، ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم. فيمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشر سنين من سنينكم هذه، ثم يفعل الله ما يشاء.
قال قلت له: جعلت فداك فكيف يطول السنين؟
قال (عليه السلام): يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون.
قال قلت له: إنهم يقولون: إن الفلك إن تغير فسد.
قال (عليه السلام): ذلك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله تعالى القمر لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون (عليه السلام)، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون.(٤٢)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) حول كيفية حدوث الخسوف والكسوف في شهر واحد؟
عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الأزدي، قال: كنت جالسا عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال: آيتان تكونان قبل قيام القائم (عليه السلام) لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره.
فقال رجل: يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): إني أعلم ما تقول، ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام).(٤٣)

* * *

سؤال حمران للإمام الباقر (عليه السلام) عن صاحب الأمر والقائم به؟
عن النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن ابن بكير، عن حمران قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إني قد دخلت المدينة وفي حقوي هميان فيه ألف دينار وقد أعطيت الله عهدا أنني انفقها ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما أسألك عنه.
فقال (عليه السلام): يا حمران سل تجب ولا تنفق دنانيرك.
فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله أنت صاحب هذا الأمر والقائم به؟ قال (عليه السلام): لا.
قلت: فمن هو بأبي أنت وأمي؟
فقال (عليه السلام): ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين المشرف الحاجبين، عريض مابين المنكبين، برأسه حزاز، وبوجهه أثر رحم الله موسى.(٤٤)

* * *

سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن سبب تسمية القائم قائما؟
عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): يا ابن رسول الله لم سمي علي أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لأحد بعده؟ قال (عليه السلام): لأنه ميرة العلم، يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره.
قال: فقلت: يا ابن رسول الله فلم سمي سيفه ذا الفقار؟
فقال (عليه السلام): لأنه ما ضرب به أحدا من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة.
قال: فقلت: يا ابن رسول الله فلستم كلكم قائمين بالحق؟
قال (عليه السلام): بلى.
قلت: فلم سمي القائم قائما؟
قال (عليه السلام): لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) ضجت الملائكة إلى الله عز وجل بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟
فأوحى الله عز وجل إليهم: قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لانتقمن منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عز وجل عن الائمة من ولد الحسين (عليه السلام) للملائكة فسرت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عز وجل بذلك القائم أنتقم منهم.(٤٥)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت ظهور صاحب الأمر (عليه السلام)؟
عن الفزاري، عن عباد بن يعقوب، عن يحيى بن سالم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا وأخملنا شخصا.
قلت: متى يكون؟
قال (عليه السلام): إذا سارت الركبان ببيعة الغلام، فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية لواء، فانتظروا الفرج.(٤٦)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن خيرة الإماء؟
أحمد بن علي الحميري قال: حدثنا الحكم أخو مشمعل الأسدي قال: حدثني عبد الرحيم القصير قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول أمير المؤمنين (عليه السلام): بأبي ابن خيرة الإماء، أهي فاطمة (عليها السلام)؟
فقال (عليه السلام): إن فاطمة (عليها السلام) خيرة الحرائر. ذاك المبدح بطنه، المشرب حمرة، رحم الله فلانا.(٤٧)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن اختيار المهدي (عليه السلام) للصعب أم الذلول؟
روى يعقوب بن يزيد عن سليمان بن الحسن قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام)، أخبرني عنكم؟
قال (عليه السلام): نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم (منا) أمن وأمان وسلم وإسلام، وفاتح ومفتاح، حتى إذا استوى بنو عبد المطلب فلم يدر أي من أي، أظهر الله عز وجل (لكم) صاحبكم فاحمدوا الله عز وجل، وهو يخير الصعب والذلول.
فقلت: جعلت فداك فأيهما يختار؟
قال (عليه السلام): يختار الصعب على الذلول.(٤٨)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام)؟
عن جعفر بن محمد بن مالك، عن عباد بن يعقوب عن يحيى بن يعلى، عن أبي مريم الأنصاري، عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أخبرني عن القائم (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام): والله ما هو أنا ولا الذي تمدون إليه أعناقكم ولا يعرف ولادته، قلت: بما يسير؟ قال: بما سار به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) هدر ما قبله واستقبل.(٤٩)

* * *

سؤال حمران للإمام الباقر (عليه السلام) عن معنى الأجل المحتوم والموقوف؟
عن ثعلبة، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في قوله تعالى: (ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)(٥٠) قال: إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف.
قال له حمران: ما المحتوم؟
قال (عليه السلام): الذي لا يكون غيره.
قال: وما الموقوف؟
قال (عليه السلام): هو الذي لله فيه المشية.
قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): لا والله إنه من المحتوم.(٥١)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن الغيبة الصغرى والكبرى؟
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لآل محمد غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة؟
قال (عليه السلام): فقال لي: نعم... يا أبا بصير إحداهما أطول من الأخرى ثم لا يكون ذلك يعنى ظهوره (عليه السلام) حتى يختلف ولد فلان وتضيق الحلقة وتظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل، ويلجأون منه إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم).(٥٢)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن حال المنتظِر؟
عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم قال: دخلت على مولاي الباقر (عليه السلام) وعنده أناس من أصحابه فجرى ذكر الإسلام قلت: يا سيدي فأي الإسلام أفضل؟
قال (عليه السلام): من سلم المؤمنون من لسانه ويده.
قلت: فأي الأخلاق أفضل؟
قال (عليه السلام): الصبر والسماحة.
قلت: فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟
قال (عليه السلام): أحسنهم خلقا.
قلت: فأي الجهاد أفضل؟
قال (عليه السلام): من عقر جواده وأهريق دمه.
قلت: فأي الصلاة أفضل؟
قال (عليه السلام): طول القنوت.
قلت: فأي الصدقة أفضل؟
قال (عليه السلام): ن تهجر ما حرم الله عز وجل عليك.
قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان؟
قال (عليه السلام): لا أرى لك ذلك.
قلت: إني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم الوليد.
قال (عليه السلام): يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت، وقلة الرضى بما قسم الله.
قلت: يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك؟
قال (عليه السلام): يا عبد الغفار إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة.
قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسر به، أراكم مقتلين مشردين خائفين وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول: يخرج اليوم أو غدا.
قال (عليه السلام): يا عبد الغفار إن قائمنا (عليه السلام) هو السابع من ولدي وليس هو أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إن الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين (عليه السلام) والتاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
قلت: فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟
قال (عليه السلام): إلى جعفر، وهو سيد أولادي وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله، ولقد سألت عظيما يا عبد الغفار، وإن لأهل الإجابة، ثم قال (عليه السلام): ألا إن مفتاح العلم السؤال. وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وإنما..... تمام العمى طول السكوت على الجهل.(٥٣)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن علامة تشخيص الصاحب؟
عن موسى بن هلال الضبي، عن عبد الله بن عطا قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن شيعتك بالعراق كثير، ووالله ما في أهل البيت مثلك كيف لا تخرج؟
فقال (عليه السلام): يا عبد الله بن عطا، قد أمكنت الحشوة من اذنيك والله ما أنا بصاحبكم.
قلت: فمن صاحبنا؟
قال (عليه السلام): انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم.(٥٤)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن صفة صاحب الأمر؟
عن ابن مسكان، عن مالك الجهني قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إنما نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس.
فقال (عليه السلام): لا والله لا يكون ذلك أبدا، حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه.(٥٥)

* * *

سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن الكوفة إبان دخول جيش السفياني ومدة مكوثه فيها وحال الأسرى؟
عن ابن عاصم الحافظ، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فان القتل بها والفتنة.
قلت: إلى أي البلاد؟
فقال (عليه السلام): إلى مكة، فإنها خير بلاد يهرب الناس إليها.
قلت: فالكوفة؟
قال: الكوفة ما ذا يلقون؟ يقتل الرجال إلا شامي ولكن الويل لمن كان في أطرافها، ماذا يمر عليهم من أذى بهم، وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالا من يعبر الفرات، ومن لا يكون شاهدا بها.
قال: فما ترى في سكان سوادها؟
فقال (عليه السلام): بيده يعني لا. ثم قال: الخروج منها خير من المقام فيها.
قلت: كم يكون ذلك؟
قال (عليه السلام): ساعة واحدة من نهار.
قلت: ما حال من يؤخذ منهم؟
قال (عليه السلام): ليس عليهم بأس أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر، أما لا يجوزون بهم الكوفة.(٥٦)

* * *

سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت انتهاء الاختلاف في الشام؟
علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسى، عن محمد بن موسى عن أحمد بن أبي أحمد، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجر بن حليم، عن المغيرة ابن سعد، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: إذا اختلف رمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.
قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال (عليه السلام): رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعله الله رحمة للمؤمنين، وعذابا على الكافرين فإذا كان كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب، حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر، والموت الأحمر. فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي.(٥٧)

* * *

سؤال ابن عطا للإمام الباقر (عليه السلام) عن ولادة المهدي (عليه السلام)
عن علي بن الحسين، عن العباس بن عامر، عن موسى بن هلال، عن عبد الله بن عطا قال: خرجت حاجا من واسط، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) فسألني عن الناس والأسعار.
فقلت: تركت الناس ما دين أعناقهم إليك لو خرجت لاتبعك الخلق.
فقال (عليه السلام): يابن عطا أخذت تفرش اذنيك للنوكى، لا والله ما أنا بصاحبكم ولا يشار إلى رجل منا بالأصابع ويمط إليه بالحواجب إلا مات قتيلا أو حتف أنفه.
قلت: وما حتف أنفه؟
قال (عليه السلام): يموت بغيظه على فراشه، حتى يبعث الله من لا يؤبه لولادته.
قلت: ومن لا يؤبه لولادته؟
قال (عليه السلام): انظر من لا يدري الناس أنه ولد أم لا؟ فذاك صاحبكم.(٥٨)

* * *

سؤال الثمالي للإمام الباقر (عليه السلام) عن راية المهدي (عليه السلام)
عن ابن تغلب، عن الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): [كأني] أنظر إلى القائم قد ظهر على نجف الكوفة، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، عمودها من عمد عرش الله تبارك وتعالى، وسائرها من نصر الله جل جلاله، لا يهوي بها إلى أحد إلا أهلكه الله عز وجل
قال: قلت: تكون معه أو يؤتى بها؟
قال (عليه السلام): بل يؤتى بها يأتيه بها جبرائيل.(٥٩)

* * *

سؤال أبو الجارود للإمام الباقر (عليه السلام) عن الشهداء مع المهدي (عليه السلام)
عن علي بن عمارة، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أوصني؟
فقال (عليه السلام): أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك، وتقعد في دهماء (٦٠) هؤلاء الناس وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شئ. واعلم أن لبني أمية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت من أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له. واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم البلية حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله، لا يوارى قتيلهم، ولا يرفع صريعهم، ولا يداوى جريحهم، قلت من هم؟
قال (عليه السلام): الملائكة.(٦١)

* * *

معنى العذاب الواقع برواية الإمام الباقر (عليه السلام)
(سأل سائل بعذاب واقع)(٦٢) قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن معنى هذا، فقال (عليه السلام): نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام، عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي (عليه السلام).(٦٣)

* * *

سؤال أُم سعيد للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة ظهور المهدي (عليه السلام)
عن أبي جعفر أحمد بن يزيد قال: حدثني أبو محمد، عن أم سعيد الاحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك يا بن رسول الله اجعل في يدي علامة من خروج القائم؟
قالت: قال لي: يا أم سعيد إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب وخرج رجل من تحته، فذاك عند خروج القائم.(٦٤)

* * *

سؤال أبو خالد الكابلي للإمام الباقر عن وصف صاحب هذا الأمر
عبد الواحد بن عبد الله، عن محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن الضريس، عن أبي خالد الكابلي قال: لما مضي علي بن الحسين دخلت على محمد بن علي الباقر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك، قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسي به ووحشتي من الناس، قال: صدقت يا أبا خالد تريد ماذا؟ قلت: جعلت فداك قد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده قال: فتريد ماذا يا أبا خالد؟ قال: أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه، فقال: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد ولقد سألتني عن أمر ما لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة.(٦٥)

* * *

سؤال محمد بن مسلم للإمام الباقر (عليه السلام) عن معنى الليل إذا يغشاها
أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (والليل إذا يغشى) قال: الليل في هذا الموضع الثاني غش أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته التي جرت له عليه وأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يصبر في دولتهم حتى تنقضي قال: "والنهار إذا تجلى" قال: النهار هو القائم منا أهل البيت (عليهم السلام) إذا قام غلب دولة الباطل. والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) به ونحن فليس يعلمه غيرنا.(٦٦)
سؤال للإمام الباقر (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)
عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زيد أبي الحسن عن الحكم بن أبي نعيم قال: أتيت أبا جعفر (عليه السلام) وهو بالمدينة فقلت له: علي نذر بين الركن والمقام إذا أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا، فلم يجبني بشيء، فأقمت ثلاثين يوما، ثم استقبلني في طريق فقال (عليه السلام): يا حكم وإنك لههنا بعد؟
فقلت: إني أخبرتك بما جعلت الله علي فلم تأمرني ولم تنهني عن شيء ولم تجبني بشيء.
فقال (عليه السلام): بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه.
فقال (عليه السلام): سل عن حاجتك.
فقلت: إني جعلت لله علي نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا؟
فان كنت أنت، رابطتك، وإن لم تكن أنت، سرت في الأرض فطلبت المعاش.
فقال (عليه السلام): يا حكم كلنا قائم بأمر الله.
قلت: فأنت المهدي؟
قال (عليه السلام): كلنا يهدي إلى الله
قلت: فأنت صاحب السيف؟
قال (عليه السلام): كلنا صاحب السيف ووارث السيف.
قلت: فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟
فقال (عليه السلام): يا حكم كيف أكون أنا وبلغت خمسا وأربعين، وإن صاحب هذا أقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة.(٦٧)

* * *

سؤال زرارة للإمام الباقر (عليه السلام) عن الغيبة؟
علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسى، عن محمد بن أحمد القلانسي عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه.
قلت: ولم ذلك؟
قال (عليه السلام): يخاف وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل.(٦٨)

* * *

سؤال جابر الجعفي للإمام الباقر (عليه السلام) عن فرجهم؟
عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): متى يكون فرجكم؟
فقال: هيهات هيهات، لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقي الصفو.(٦٩)

* * *

سؤال محمد بن مسلم للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت خروج القائم؟
عن علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون. فلا يبقي في الأرض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيصلي خلفه.
فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزناء، وأكل الربا، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه، وفي شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا. فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عز وجل، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.(٧٠)

* * *

سؤال جابر للإمام الباقر (عليه السلام) عن وقت حدوث هذا الأمر؟
الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: [قلت] لأبي جعفر (عليه السلام) متى يكون هذا الأمر؟
فقال: أنى يكون ذلك يا جابر ولما تكثر القتلى بين الحيرة والكوفة.(٧١)

* * *

سؤال القصير للإمام الباقر (عليه السلام) عما يفعله القائم بعائشة إذا خرج؟
عن ماجيلويه عن عمه عن البرقى، عن محمد بن سليمان، عن داود بن النعمان، عن عبد الرحيم القصير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): أما لو قد قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة (عليها السلام) منها.
قلت: جعلت فداك ولم يجلدها الحد؟
قال: لفريتها على أم إبراهيم (عليهما السلام). قلت: فكيف أخره الله للقائم؟
فقال: لان الله تبارك تعالى بعث محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) رحمة وبعث القائم نقمة.(٧٢)

* * *

تمني عبد الملك بن أعين أن يدرك أمر اهل البيت (عليهم السلام)
عن أبي بكر الحضرمي، عن عبد الملك بن أعين، قال: قمت من عند أبي جعفر (عليه السلام) فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي قوة؟
فقال (عليه السلام): أما ترضون أن أعداءكم يقتل بعضهم بعضا، وأنتم آمنون في بيوتكم إنه لو كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا، وجعل قلوبكم كزبر الحديد، لو قذفتم بها الجبال فلقتها، وأنتم قوام الأرض وخزانها.(٧٣)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) حول كيفية انتفاع الناس بالإمام الغائب؟
عن الفضل بن الصقر عن أبي معاوية، عن سليمان بن مهران الاعمش، عن الصادق (عليه السلام) قال: لم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور، أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله.
قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟
قال (عليه السلام): كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.(٧٤)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن دور المرأة في حركة الإمام (عليه السلام)؟
عن محمد بن عمران، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يكن(٧٥) (يكون) مع القائم ثلاث عشرة امرأة.
قلت: وما يصنع بهن؟
قال: يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى كما كان (كن) مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قلت: فسمهن لي قال: القنواء بنت رشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الاحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية.(٧٦)

* * *

سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
عن الوليد بن عقبة، عن الحارث بن زياد، عن شعيب، عن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): لا.
فقلت: فولدك؟
فقال: لا.
فقلت فولد ولدك هو؟
قال (عليه السلام): لا.
فقلت: فولد ولد ولدك؟
فقال: لا.
قلت: من هو؟
قال: الذي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا، لعلى فترة من الائمة، كما أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعث على فترة من الرسل.(٧٧)

* * *

سؤال بعض أصحاب الصادق (عليه السلام) عن التكليف؟
عن محمد بن كثير، عن أبي بكر الحضرمي قال: دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله (عليه السلام) وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى؟
فقال (عليه السلام): اجلسوا في بيوتكم! فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح.(٧٨)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) حول معرفة الإمام؟
عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي سعيد المكاري عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بأي شيء يعرف الإمام؟
قال (عليه السلام): بالسكينة والوقار.
قلت: بأي شيء؟
قال (عليه السلام): وتعرفه بالحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد ويكون عنده سلاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
قلت: يكون إلا وصيا ابن وصي؟
قال (عليه السلام): لا يكون إلا وصيا وابن وصي.(٧٩)

* * *

سؤال النضري للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصفة التي يعرف بها صاحب الأمر؟
عن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بما يعرف صاحب هذا الأمر؟
قال (عليه السلام): بالسكينة والوقار والعلم والوصية. (٨٠)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى إتمام الكلمات والكلمة الباقية
عن العلوي، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد ابن الحسين بن زيد الزيات، عن محمد بن زياد الأزدي: عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ)(٨١) ما هذه الكلمات؟
قال (عليه السلام): هي الكلمات التي تلقاها آدم (عليه السلام) من ربه فتاب عليه. وهو أنه قال: (يارب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم.
فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله: (فأتمهن)؟
قال (عليه السلام): يعني فأتمهن إلى القائم (عليه السلام) اثني عشر إماما، تسعة من ولد الحسين (عليه السلام).
قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٨٢)؟
قال (عليه السلام): يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟
فقال (عليه السلام): إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن؟
لأن الله هو الحكيم في أفعاله (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).(٨٣)

* * *

سؤال السيد الحميري للإمام الصادق (عليه السلام) عن صحة وقوع الغيبة؟
عن حمدان بن سليمان: عن محمد بن إسماعيل بن روح عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية رضي الله عنه، قد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) وأنقذني به من النار، وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به فقلت له: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك (عليهم السلام) في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع؟
فقال (عليه السلام): ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، وقال قصيدته المعروفة...(٨٤)

* * *

سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامات التي تسبق الظهور؟
عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهم السلام): إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.
قلت: ما هي جعلني الله فداك؟
قال (عليه السلام): ذلك قول الله عز وجل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ - يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام) - بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(٨٥)، قال: يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم. ونقص من الأموال، قال: كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الأنفس، قال: موت ذريع. ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع. وبشر الصابرين، عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عليه السلام). ثم قال لي: يا محمد هنا تأويله إن الله تعالى يقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).(٨٦)

* * *

سؤال أبو سعيد الخراساني للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب تسمية المهدي، بالمهدي؟
عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن أبي سعيد الخراساني، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المهدي والقائم واحد؟
فقال (عليه السلام): نعم.
فقلت: لأي شيء سمي المهدي؟
قال (عليه السلام): لأنه يهدي إلى كل أمر خفي وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم.(٨٧)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة القائم؟
عن جعفر بن بشير، عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا أسمع، فقال: تراني أدرك القائم (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام): يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟
فقال: إي والله وأنت هو - وتناول يده - فقال (عليه السلام): والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبيا بسيفك في ظل رواق القائم صلوات الله عليه.(٨٨)

* * *

سؤال الرقي للإمام الصادق (عليه السلام) عن اسم القائم (عليه السلام)
عن الفزاري، عن محمد بن أحمد المديني، عن ابن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قد طال هذا الأمر علينا حتى ضاقت قلوبنا ومتنا كمدا!
فقال (عليه السلام): إن هذا الأمر آيس ما يكون وأشد غما: ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه.
فقلت: جعلت فداك ما اسمه؟
قال (عليه السلام): اسمه اسم نبي واسم أبيه اسم وصي.(٨٩)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن سلسلة الأئمة بعده؟
عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على سيدي جعفر بن محمد (عليهم السلام)، فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟
فقال لي: يا مفضل الإمام من بعدي ابني موسى، والخلف المأمول المنتظر (م ح م د)، بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى.(٩٠)

* * *

سؤال صفوان للإمام الصادق (عليه السلام) عن المهدي (عليه السلام)؟
عن محمد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) أنه قال: (من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلم) نبوته.
فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن المهدي من ولدك؟
قال (عليه السلام): الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته).(٩١)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن خصائص المهدي (عليه السلام)؟
عن أبي الصباح عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون أن يفضى هذا الأمر إلى من لم يبلغ؟
قال (عليه السلام): نعم.
قلت: ما يصنع؟
قال (عليه السلام): يورث كتبا ولا يكله الله إلى نفسه.(٩٢)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الإيمان بالغيب؟
عن علي ابن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) عن قول الله عز وجل (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(٩٣)؟
فقال (عليه السلام): المتقون شيعة علي (عليه السلام)، والغيب فهو الحجة الغائب وشاهد ذلك قول الله عز وجل: (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).(٩٤)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الناقور؟
عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٩٥)؟
قال (عليه السلام): إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله عز وجل.(٩٦)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن قتال المشركين
عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سئل أبي عن قول الله: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)(٩٧).. (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)(٩٨)؟
فقال (عليه السلام): إنه لم يجيء تأويل هذه الآية ولو قد قام قائمنا سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية وليبلغن دين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال الله.(٩٩)

* * *

سؤال الدهني للإمام الصادق (عليه السلام) عمن يعرف المجرمون بسيماهم؟
عن معاوية الدهني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ)(١٠٠)
فقال (عليه السلام): يا معاوية ما يقولون في هذا؟
قلت: يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة، فيأمر بهم، فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم، فيلقون في النار.
فقال لي: وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه؟
فقلت: جعلت فداك وما ذلك؟
قال (عليه السلام): لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.(١٠١)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معاني كلمات سورة الغاشية؟
عن محمد بن سليمان عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)(١٠٢)؟
قال (عليه السلام): يغشاهم القائم السيف.
قال: قلت: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
قال (عليه السلام): خاضعة لا تطيق الامتناع.
قال: قلت: (عَامِلَةٌ
قال: عملت بغير ما أنزل الله.
قال: قلت: (نَاصِبَةٌ
قال: نصبت غير ولاة الأمر.
قال: قلت: (تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً
قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنم.(١٠٣)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى العذاب الأكبر؟
عن محمد بن حسين بن عجلان، عن مفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ)(١٠٤)؟
قال (عليه السلام): الأدنى غلاء السعر، والأكبر: المهدي بالسيف.(١٠٥)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى ليظهره على الدين كله
عن عبد الله بن حماد، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى في كتابه (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(١٠٦)؟
فقال (عليه السلام): والله ما انزل تأويلها بعد.
قلت: جعلت فداك ومتى ينزل؟
قال (عليه السلام): حتى يقوم القائم إن شاء الله فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت الصخرة يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله قال: فينحيه الله فيقتله.(١٠٧)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الباقر (عليه السلام) عن متى يتبين الحق؟
عن أبي بصير قال: سئل أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عن تفسير قول الله عز وجل (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(١٠٨)؟
قال (عليه السلام): يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق، فقوله: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لابد منه.(١٠٩)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن أنصار القائم (عليه السلام)؟
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تبارك وتعالى (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)(١١٠)؟
قال: فقال لي: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟
قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن الله لا يبعث الموتى.
قال: فقال (عليه السلام): تبا لمن قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى.
قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه.
قال: فقال لي: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم، فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم؟ هذه دولتكم فأنتم تقولون فيها الكذب، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة، قال: فحكى الله قولهم فقال: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ).(١١١)

* * *

سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
عن شعيب، عن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): لا.
فقلت: فولدك؟
فقال (عليه السلام): لا.
فقلت فولد ولدك هو؟
قال (عليه السلام): لا.
فقلت: فولد ولد ولدك؟
فقال (عليه السلام): لا.
قلت: من هو؟
قال (عليه السلام): الذي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا، على فترة من الأئمة، كما أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعث على فترة من الرسل.(١١٢)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن القائم؟
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن سنن الأنبياء (عليهم السلام) ما وقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.
قال أبو بصير: فقلت له: يا بن رسول الله! ومن القائم منكم أهل البيت؟
فقال (عليه السلام): يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الامآء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عز وجل فيفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهم السلام) فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز وجل إلا عبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره الشركون.(١١٣)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن ولادة القائم (عليه السلام)؟
عن خلاد بن قصار قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) هل ولد القائم؟
قال (عليه السلام): لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي.(١١٤)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن زعماء الحزب القرشي وأنصارهم؟
روى عبد الله بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة [فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة] أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات.
قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟
قال (عليه السلام): نعم منهم ومن مواليهم.(١١٥)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب لعن راية الحق؟
عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب.
قلت له، مم ذلك؟
قال (عليه السلام): مما يلقون من بني هاشم.(١١٦)
وفي رواية اخرى، عن قتيبة الأعشى، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب، أتدري لم ذلك؟
 قلت: لا.
قال (عليه السلام): للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه.(١١٧)

* * *

سؤال عبد الله بن سنان للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجه التشابه بين المهدي والنبي موسى (عليه السلام)؟
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: في القائم سنة من موسى بن عمران (عليه السلام).
فقلت: وما سنة موسى بن عمران؟
قال (عليه السلام): خفاء مولده وغيبته عن قومه.
فقلت: وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟
قال (عليه السلام): ثماني وعشرين سنة.(١١٨)

* * *

سؤال مجموعة من الشيعة للإمام الصادق (عليه السلام) عن تناظر القائم (عليه السلام) مع الأنبياء السابقين (عليهم السلام)؟
عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب، على مولانا أبي عبد الله جعفر ابن محمد (عليه السلام) فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وأبلى الدموع محجريه، وهو يقول: سيدي! غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي وأسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد، فما احس بدمعة ترقى من عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عواير أعظمها وأفظعها وتراقي أشدها وأنكرها ونوايب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننا أنه سمة لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى الله يابن خير الورى عينيك، من أي حادثة تستنزف دمعتك، وتستمطر عبرتك، وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟
قال: فزفر الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه، وقال (عليه السلام): ويلكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والأئمة من بعده عليه وعليهم السلام، وتأملت فيه مولد قائمنا وغيبته وإبطاؤه وطول عمره وبلوى المؤمنين (به من بعده) في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذكره: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)(١١٩) يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت علي الأحزان.
فقلنا: يا بن رسول الله كرمنا وشرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم؟
قال (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسى (عليه السلام)، وقدر غيبته غيبة عيسى (عليه السلام)، وقدر إبطاؤه تقدير إبطاء نوح (عليه السلام) وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر دليلا على عمره.
فقلت: اكشف لنا يا بن رسول الله عن وجوه هذه المعاني؟
قال (عليه السلام): أما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة، فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من (النساء) بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه.
كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم والأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم (عليه السلام) ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلى أن يتم نوره ولو كره المشركون.
وأما غيبة عيسى (عليه السلام) فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل وكذبهم الله عز وجل بقوله: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)(١٢٠) كذلك غيبة القائم (عليه السلام) فان الأمة تنكرها (لطولها) فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد وقائل يقول: إنه ولد ومات وقائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما وقائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعدا وقائل يعصي الله عز وجل بقوله: إن روح القائم (عليه السلام)، ينطق في هيكل غيره.
وأما إبطاء نوح (عليه السلام) فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز وجل جبرئيل الروح الأمين بسبعة نوات فقال: يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه واغرس هذه النوى فان لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين.
فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزهى الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.
 ثم إن الله تبارك وتعال لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا فأوحى الله عز وجل عند ذلك إليه وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفى (الأمر للإيمان) من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة.
فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم.
وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وسنوح الضلالة، فلو أنهم تسنموا (مني) من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ولاستحكمت سرائر نفاقهم وتأبد حبال ضلالة قلوبهم وكاشفوا إخوانهم بالعداوة وحاربوهم على طلب الرئاسة والتفرد بالأمر والنهي وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلا (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا).(١٢١)
قال الصادق (عليه السلام) وكذلك القائم (عليه السلام) تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم (عليه السلام).
قال المفضل: فقلت: يا بن رسول الله إن النواصب تزعم أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي!
قال (عليه السلام): لا يهد الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشك من صدورها في عهد أحد من هؤلاء وفي عهد علي (عليه السلام) مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم؟!
ثم تلا الصادق (عليه السلام) (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا).(١٢٢)
وأما العبد الصالح الخضر (عليه السلام) فان الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلى إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم (عليه السلام) في أيام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من إنكاره عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام)، وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة. (١٢٣)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجود مثل للإمام القائم (عليه السلام) في القرآن؟
عن إسحاق بن محمد، عن القاسم ابن الربيع، عن علي بن الخطاب، عن مؤذن مسجد الأحمر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل في كتاب الله مثل للقائم؟
فقال: نعم، آية صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه.(١٢٤)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب طول الغيبة؟
عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقائم منا غيبة يطول أمدها.
فقلت له: ولم ذاك يا بن رسول الله؟
قال (عليه السلام): إن الله عز وجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم وأنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله عز وجل: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ)(١٢٥) أي سننا على سنن من كان قبلكم.(١٢٦)

* * *

سؤال الهاشمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الحكمة من الغيبة؟
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل.
فقلت له: ولم جعلت فداك؟
قال (عليهم السلام): لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم.
قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟
فقال (عليه السلام): وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، لموسى (عليه السلام) إلا وقت افتراقهما. يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم، صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا.(١٢٧)

* * *

سؤال سدير الصيرفي للإمام الصادق (عليه السلام) عن وجه التشابه بين النبي يوسف (عليه السلام) والإمام المهدي (عليه السلام)؟
عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف (عليه السلام).
قال: قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟
فقال لي: وما ينكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف (عليه السلام) كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما يفعل بيوسف، إن يوسف (عليه السلام) كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب (عليه السلام) وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: أئنك لانت يوسف. قال: أنا يوسف.(١٢٨)
وفي خبر آخر، عن فضالة، عن سدير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في القائم سنة من يوسف.
قلت: كأنك تذكر حيرة أو غيبة؟
قال لي: وما تنكر من هذا هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف (عليه السلام) كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتى قال لهم يوسف (عليه السلام): أنا يوسف. فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته، لقد كان يوسف إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز وجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي).(١٢٩)
وفي خبر اخر، عن فضالة، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر لشبه من يوسف.
فقلت: فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة؟
فقال (عليه السلام): ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك؟
إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه ورادوه وكانوا إخوته وهو أخوهم، لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه، وقال لهم: أنا يوسف فعرفوه حينئذ فما ينكر هذه الأمة المتحيرة أن يكون الله عز وجل يريد في وقت [من الأوقات] أن يستر حجته عنهم، لقد كان يوسف إليه ملك مصر، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه مكانه لقدر على ذلك [والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر]. فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الأمر يتردد بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم، ولا يعرفونه حتى يأذن الله له أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف حتى قال له إخوته: إنك لانت يوسف قال: أنا يوسف.(١٣٠)

* * *

سؤال الكاهلي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الزمن الذي لا يجد الفرد موضعا لصدقته؟
عن الكاهلي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعا يعني لا يجد له عند ظهور القائم (عليه السلام) موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه.
فقلت وأنى يكون ذلك؟
فقال (عليه السلام): عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما يطلع الشمس أينما تكونون فإياكم والشك والارتياب انفوا عن نفوسكم الشكوك وقد حذرتم فاحذروا ومن الله أسأل توفيقكم وإرشادكم.(١٣١)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن سبب الغيبة؟
عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة لابد للقائم (عليه السلام) من غيبة.
قلت: ولم؟
قال (عليه السلام): يخاف على نفسه وأومأ بيده إلى بطنه.(١٣٢)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن التكليف في زمن الغيبة؟
عن خالد بن نجيح، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم.
قلت: ولم؟
قال (عليه السلام): يخاف وأومأ بيده إلى بطنه. ثم قال: يا زرارة: وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته [منهم من يقول مات أبوه ولم يخلف و] منهم من يقول هو حمل، ومنهم من يقول هو غائب ومنهم من يقول: ما ولد ومنهم من يقول: قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تبارك وتعالى يجب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
قال زرارة: فقلت: جعلت فداك، فان أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟
قال (عليه السلام): يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء. اللهم عرفني نفسك، فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.
ثم قال (عليه السلام): يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة.
قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟
قال (عليه السلام): لا، ولكن يقتله جيش بني فلان يخرج حتى يدخل المدينة، فلا يدري الناس في أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم الله عز وجل، فعند ذلك فتوقعوا الفرج.(١٣٣)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد العرب الذين ينصرون المهدي؟
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: مع القائم (عليه السلام) من العرب شيء يسير.
فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير؟
قال (عليه السلام): لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير.

* * *

سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد العرب الأنصار؟
عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب!
قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟
قال (عليه السلام): نفر يسير!
قلت: والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير!
قال (عليه السلام): لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير.(١٣٤)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الرايات المشتبهة، وجوابه بان أمرهم أضوء من الشمس!
عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه ومعي غيري فقال لنا: إياكم والتنويه يعني باسم القائم وكنت أراه يريد غيري فقال لي: يا أبا عبد الله إياكم والتنويه والله ليغيبن سنينا من الدهر وليخملن حتى يقال: مات هلك بأي واد سلك ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه ولترفعن اثنا عشر رأيه مشتبهة لا يعرف أي من أي.
قال: فبكيت.
فقال لي: ما يبكيك؟
قلت: جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي؟
قال (عليه السلام): فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال (عليه السلام): أهذه الشمس مضيئة؟
قلت: نعم.
قال (عليه السلام): والله لأمرنا أضوء منها.(١٣٥)

* * *

سؤال مهزم الأسدي للإمام الصادق (عليه السلام) عن وقت تحقق الأمر الذي ينتظرونه؟
عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال: أخبرني جعلت فداك متى هذا الأمر الذي تنتظرونه؟ فقد طال!
فقال (عليه السلام): يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا يصيرون.(١٣٦)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن وقت انتهاء هذا الأمر؟
عن أبي بصير، عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه نريح أبداننا؟
قال: بلى ولكنكم أذعتم فأخره الله.(١٣٧)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الفرج؟
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك متى الفرج؟
فقال (عليه السلام): يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره.(١٣٨)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى طوبى لمن تمسك بأمرهم في زمن الغيبة؟
عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال الصادق (عليه السلام): طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية.
فقلت له، جعلت فداك، وما طوبى؟
قال (عليه السلام): شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عز وجل (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ).(١٣٩)

* * *

سؤال أبو حمزة للإمام الصادق (عليه السلام) عن الخوف من الموت قبل إدراك الظهور!
تأويل الآيات: ج ٢ ص ٦٦٥ - ٦٦٦ ح ٢١ - قال روى صاحب كتاب البشارات مرفوعا إلى الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي، وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت.
قال: فقال لي: يا أبا حمزة أو ترى الشهيد إلا من قتل؟
قلت: نعم جعلت فداك.
فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر - أمرنا - كان كمن قتل تحت راية القائم، بل والله تحت راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). (١٤٠)

* * *

سؤال الفضيل بن يسار للإمام الصادق (عليه السلام) حول معرفة الإمام (عليه السلام)؟
عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (يوم ندعوا كل اناس بامامهم)(١٤١)؟
فقال (عليه السلام): يا فضيل اعرف إمامك فانك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره لا بل بمنزلة من كان قاعدا تحت لوائه.
قال: ورواه بعض أصحابنا: بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).(١٤٢)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن القيادة زمن الغيبة
عن الحرث بن مغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القائم إمام ابن إمام، يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه.
قلت: أصلحك الله إذا فقد الناس الإمام عمن يأخذون؟
قال (عليه السلام): إذا كان ذلك فأحب من كنت تحب وانتظر الفرج فما أسرع ما يأتيك.(١٤٣)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الرخاء وزمن الشدة
عن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن أمية ابن علي عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل نحن أو أصحاب القائم (عليه السلام)؟
قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم، وعدد أشياء من نحو هذا مثل هذه.
فقلت: فما نتمنى القائم (عليه السلام) إذا كان على هذا؟
فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم.(١٤٤)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى المحاضير؟
عن سيف التمار، عن أبي المرهف قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): هلكت المحاضير.
قلت: وما المحاضير؟
قال (عليه السلام): المستعجلون - ونجا المقربون، وثبت الحصن على أوتادها، كونوا أحلاس بيوتكم، فان الفتنة على من أثارها، وإنهم لا يريدونكم بحاجة إلا أتاهم الله بشاغل لأمر يعرض لهم.(١٤٥)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل في زمن الغيبة؟
عن علي بن الحارث بن المغيرة، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون فترة لا يعرف المسلمون إمامهم فيها؟
فقال (عليه السلام): يقال ذلك.
قلت: فكيف نصنع؟
قال (عليه السلام): إذا كان ذلك فتمسكوا بالأمر الأول حتى يتبين لكم الآخر.(١٤٦)

* * *

سؤال آخر للإمام الصادق (عليه السلام) عن زمن الغيبة والعمل فيه؟
عن الحميري، عن محمد بن عيسى والحسين بن طريف جميعا عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علم يرى فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الحريق.
فقال أبي: هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟
قال (عليه السلام): إذا كان ذلك ولن تدركه، فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الأمر.(١٤٧)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن عمل الناس إذا غاب إمامهم؟
عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.
فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟
قال (عليه السلام): يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم.(١٤٨)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل في زمن غيبة الإمام (عليه السلام)؟
عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عمن أثبته عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم دهرا من عمركم لا تعرفون إمامكم؟
قيل له: فإذا كان ذلك كيف نصنع؟
قال (عليه السلام): تمسكوا بالأمر الأول حتى يستيقن.(١٤٩)

* * *

سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى السبطة؟
عن محمد بن همام بإسناده يرفعه إلى أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يصيبهم فيها سبطة، يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم نجم.
قلت: فما السبطة؟
قال (عليه السلام): الفترة.
قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟
قال (عليه السلام): كونوا على ما أنتم عليه، حتى يطلع الله لكم نجمكم.(١٥٠)

* * *

سؤال آخر حول معنى السبطة..
عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: يا أبان يصيب العالم سبطة يأرز العلم بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها.
قلت: فما السبطة؟
قال (عليه السلام): دون الفترة، فبينماهم كذلك إذ طلع لهم نجمهم.
فقلت: جعلت فداك فكيف نكون ما بين ذلك؟
فقال لي: كونوا على ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها.(١٥١)

* * *

سؤال الساباطي للإمام الصادق (عليه السلام) عن أيما أفضل: العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟
عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل: العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟
فقال (عليه السلام): يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق، واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة، مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة واحدة مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه، أضعافا مضاعفة إن الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد؟
فقال (عليه السلام): إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل إلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش، مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم، فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال، فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟
فقال (عليه السلام): سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة، ولا يعصون الله عز وجل في أرضه، وتقام حدوده في خلقه، ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق.
أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد، فأبشروا.(١٥٢)

* * *

سؤال عبد الله بن سنان للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية دعاء الغريق؟
عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق.
قلت: كيف دعاء الغريق؟
قال (عليه السلام): يقول: يا ألله يا رحمن، يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
فقلت: يا ألله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك.
قال (عليه السلام): إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.(١٥٣)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن العمل زمن الغيبة؟
عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهل، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك.
قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟
قال (عليه السلام): إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله.(١٥٤)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى؟
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى؟
فقال (عليه السلام): نعم، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله.(١٥٥)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن استلامه زمام الأمور؟
عن صباح بن سيابة عن المعلى بن خنيس قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله (عليه السلام) حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى؟
قال (عليه السلام): فضرب بالكتب الأرض، ثم قال: أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني.(١٥٦)

* * *

سؤال يعقوب السراج للإمام الصادق (عليه السلام) عن فرج الشيعة؟
عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى فرج شيعتكم؟
قال: فقال (عليه السلام): إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم، وطمع فيهم [من لم يكن يطمع فيهم]، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
فقلت: ما تراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)
قال: سيف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ودرعه، وعمامته وبرده، وقضيبه، ورايته، ولامته، وسرجه، حتى ينزل مكة، فيخرج السيف من غمده، ويلبس الدرع، وينشر الراية والبردة والعمامة، ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره، فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر، فيبتدر الحسني إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه، ويبعثون برأسه إلى الشام. فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس ويتبعونه ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله عز وجل دونها، ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي (عليه السلام) إلى مكة، فيلحقون بصاحب هذا الأمر، ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق، ويبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها ويرجعون إليها.(١٥٧)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عما يستريح إليه؟
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الأرض بلا إمام عادل.
قال: قلت له: جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه.
قال (عليه السلام): يا أبا محمد ليس يرى امة محمد فرجا أبدا مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم، أتاح الله لأمة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) برجل منا أهل البيت، يشير بالتقى، ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملاها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار جورا وظلما.(١٥٨)

* * *

سؤال أبو بصير ومحمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن الثلث الباقي من الناس؟
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس.

فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟
فقال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي.(١٥٩)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة القائم؟
عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما علامة القائم؟
قال (عليه السلام): إذا استدار الفلك، فقيل مات أو هلك في أي واد سلك.
قلت: جعلت فداك ثم يكون ماذا؟
قال (عليه السلام): لا يظهر إلا بالسيف.(١٦٠)

* * *

سؤال عبد الكريم للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى استدارة الفلك؟
عن أحمد بن الحسن، عن زائدة بن قدامة، عن عبد الكريم قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم فقال: أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك، حتى يقال مات أو هلك، في أي واد سلك.
فقلت: وما استدارة الفلك؟
فقال (عليه السلام): اختلاف الشيعة بينهم.(١٦١)

* * *

سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامات التي تسبق الظهور؟
عن أبي أيوب الخزاز، والعلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.
قلت: ما هي جعلني الله فداك؟
قال (عليه السلام) ذلك قول الله عز وجل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ)، يعني المؤمنين قبل خروج القائم (بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(١٦٢)، قال: يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم. (ونقص من الأموال)، قال: كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الأنفس، قال: موت ذريع. ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع. وبشر الصابرين، عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عليه السلام). ثم قال لي: يا محمد هنا تأويله إن الله تعالى يقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).(١٦٣)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عذاب خزي الدنيا؟
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قوله عز وجل (..لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى..)(١٦٤) ما هو عذاب خزي الدنيا؟
قال (عليه السلام): وأي خزي يا أبا بصير أشد من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس ما هذا؟ فيقال: مسخ فلان الساعة.
فقلت: قبل قيام القائم أو بعده؟
قال (عليه السلام): لا، بل قبله.(١٦٥)

* * *

سؤال محمد بن مسلم للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامات خروج القائم؟
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون. فلا يبقي في الأرض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيصلي خلفه.
فقلت له: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟
قال (عليه السلام): إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه، وفي شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا. فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(١٦٦) ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عز وجل، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.(١٦٧)

* * *

سؤال الثمالي للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية حدوث النداء؟
عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟
قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم.
فقلت له: فكيف يكون النداء؟
قال (عليه السلام): ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.(١٦٨)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) حول أسماء أصحاب القائم وعددهم وأماكنهم
أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال حدثنا محمد بن زياد، عن أبي عبد الله الخراساني قال حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام): حدثني أبي قال: والله لقد كان يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم رجلا فرجلا، ومواضع منازلهم ومراتبهم. فكلما عرفه أمير المؤمنين عرفه الحسن، وكلما عرفه الحسن فقد صار علمه إلى الحسين، وكلما عرفه الحسين فقد عرفه علي بن الحسين، وكلما علمه علي بن الحسين فقد صار علمه إلى محمد بن علي، وكلما قد علمه محمد بن علي فقد علمه وعرفه صاحبكم - يعني نفسه -.
قال أبو بصير قلت مكتوب؟
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): مكتوب في كتاب، محفوظ في القلب، مثبت في الذكر لا ينسي.
قال: قلت: جعلت فداك أخبرني بعددهم وبلدانهم ومواضعهم فذاك يقتضي من أسمائهم؟
قال: فقال (عليه السلام): إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني.
قال: فلما كان يوم الجمعة أتيته.
فقال (عليه السلام): يا أبا بصير أتيتنا لما سألتنا عنه؟
قلت: نعم جعلت فداك.
قال (عليه السلام): إنك لا تحفظ فأين صاحبك الذي يكتب لك؟
فقلت: أظن شغله شاغل وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي.
فقال (عليه السلام) لرجل في مجلسه: أكتب له هذا ما أملاه رسول الله على أمير المؤمنين وأودعه إياه، من تسمية أصحاب المهدي وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس: (...وذكر أسمائهم وأسماء مدنهم وعددهم..) إلى أن قال (عليه السلام): فيقول قائلهم: إن كان من يأتيهم أمثالهم فلا خوف عليكم منهم، فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه، وهم غرباء محتوون. فإن أتى جيش لهم ونهضتم إلى هؤلاء، وهؤلاء، وكانوا كشربة الظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله على أذانهم وعيونهم بالنوم، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم (عليه السلام). " وإن أصحاب القائم يلقى بعضهم بعضا كأنهم يقولون وإن افترقوا عشاء والتقوا غدوة. وذلك تأويل هذه الآية: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)(١٦٩)
قال أبو بصير: قلت جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟
قال (عليه السلام): بلى، ولكن هذه التي يخرج الله فيها القائم. وهم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين، يمسح الله بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم.(١٧٠)

* * *

سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصوت؟
عن الحسين بن المختار قال: حدثني بن أبي يعفور قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (أمسك بيدك هلاك الفلاني (اسم رجل من بني العباس) وخروج السفياني وقتل النفس، وجيش الخسف، والصوت.
قلت: وما الصوت أهو المنادي؟
فقال (عليه السلام): نعم، وبه يعرف صاحب هذا الأمر، ثم قال: الفرج كله هلاك الفلاني (من بني العباس).(١٧١)

* * *

سؤال بن الصامت للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة بين يدي هذا الأمر؟
عن محمد بن الصامت، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): بلى.
قلت: ما هي؟
قال (عليه السلام): هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر، فقال: لا إنما [هو] كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا.(١٧٢)

* * *

سؤال عمر بن حنظلة للإمام الصادق (عليه السلام) عما إذا خرج أحد من أهل بيته قبل هذه العلامات أيخرج معه؟
عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني.
فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟
قال (عليه السلام): لا، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).(١٧٣)
فقلت له: أهي الصيحة؟
فقال (عليه السلام): أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل.(١٧٤)

* * *

سؤال خلاد الصائغ للإمام الصادق (عليه السلام) إذا خرج السفياني فما حالنا؟
عن عباد بن يعقوب، عن خلاد الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: السفياني لابد منه، ولا يخرج إلا في رجب.
فقال له رجل: يا أبا عبد الله! إذا خرج فما حالنا؟
قال (عليه السلام): إذا كان ذلك فإلينا.(١٧٥)

* * *

سؤال فضل الكاتب للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامة بينهم وبينه؟
عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: ليس لكتابك جواب، اخرج عنا، فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال: أي شيء تسارون يا فضل؟
إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله، ثم قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان.
قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟
قال (عليه السلام): لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا وهو من المحتوم.(١٧٦)

* * *

سؤال سدير للإمام الصادق (عليه السلام) عن علامة قبل السفياني؟
عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد الأزدي، عن سدير قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير إلزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغ أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.
قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شيء؟
قال (عليه السلام): نعم، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال: ثلاث رايات: راية حسنية، وراية أموية، وراية قيسية، فبيناهم [على ذلك] إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط.(١٧٧)

* * *

سؤال الحضرمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن التكليف إذا خرج السفياني؟
عن ابن عميرة، عن الحضرمي قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) كيف نصنع إذا خرج السفياني؟
قال (عليه السلام): تغيب الرجال وجوهها منه، وليس على العيال بأس، فإذا ظهر على الاكوار الخمس يعنى كور الشام فانفروا إلى صاحبكم.(١٧٨)

* * *

سؤال بن ابي منصور للإمام الصادق (عليه السلام) عن اسم السفياني؟
عن قتيبة بن محمد، عن عبد الله بن أبي منصور، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اسم السفياني؟
فقال (عليه السلام): وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كنوز الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج.
قلت: يملك تسعة أشهر؟
قال (عليه السلام): لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما.(١٧٩)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن اليماني
عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما خرج طالب الحق. قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) ترجو أن يكون هذا اليماني؟
فقال (عليه السلام): لا، اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه.(١٨٠)

* * *

سؤال بن سدير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الخسف
عن حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن خسف البيداء؟
قال (عليه السلام): أما صهرا على البريد على اثني عشر ميلا من البريد الذي بذات الجيش.(١٨١)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية التمييز بين النداء الصادق والنداء الكاذب؟
عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينادي مناد من السماء: إن فلانا هو الأمير، وينادي مناد: إن عليا وشيعته هم الفائزون.
قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟
فقال (عليه السلام): إن الشيطان ينادي: إن فلانا وشيعته هم الفائزون - لرجل من بني أمية.
قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟
قال (عليه السلام): يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون.(١٨٢)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) بعد ظهور الحقائق كيف يستمرون في قتال القائم؟
عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) عجبت أصلحك الله وإني لأعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب: من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟
فقال (عليه السلام): إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم العقبة.(١٨٣)

* * *

سؤال هشام بن سالم للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة النداء الصادق من الكاذب؟
عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الجريري أخا إسحاق يقول لنا: إنكم تقولون: هما نداءان فأيهما الصادق من الكاذب؟
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قولوا له: إن الذي أخبرنا بذلك وأنت تنكر أن هذا يكون هو الصادق.(١٨٤)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن النداء هل هو خاص أو عام؟
عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام).
قلت: خاص أو عام؟
قال (عليه السلام): عام يسمع كل قوم بلسانهم.
قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام) وقد نودي باسمه؟
قال (عليه السلام): لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل فيشكك الناس.(١٨٥)

* * *

سؤال زرارة للإمام الصادق (عليه السلام) عن حقية النداء؟
عن هشام، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): النداء حق؟
قال (عليه السلام): إي والله، حتى يسمعه كل قوم بلسانهم، وقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس.(١٨٦)

* * *

سؤال الحلبي للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية النداء
عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.
قلت: وكيف النداء؟
قال (عليه السلام): ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون قال: وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون.(١٨٧)

* * *

سؤال آخر عن النداء
عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم وأشياء كان يقولها من المحتوم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): واختلاف بني فلان من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.
قلت: وكيف يكون النداء؟
قال (عليه السلام): ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض ألا إن الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون.(١٨٨)

* * *

سؤال هشام للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة نداء السماء من نداء إبليس؟
عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية.
قال: فقلت: كيف ذلك؟
فقال (عليه السلام): واحدة من السماء، وواحدة من إبليس
فقلت: كيف تعرف هذه من هذه؟
فقال (عليه السلام): يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.(١٨٩)

* * *

سؤال بن مسلمة للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية معرفة المحق في النداء من المبطل؟
عن عبد الرحمان بن مسلمة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يوبخونا، ويقولون: من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا؟
فقال (عليه السلام): ما تردون عليهم؟
قلت: فما نرد عليهم شيئا.
قال: فقال (عليه السلام): قولوا لهم: يصدق بها إذا كانت من كان مؤمنا بها قبل أن تكون قال الله عز وجل: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).(١٩٠)

* * *

سؤال البجلي للإمام الصادق (عليه السلام) عن ذكر النداء باسم القائم في القرآن؟
عن الحسين بن موسى، عن فضيل بن محمد مولى محمد بن راشد البجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: أما إن النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين.
فقلت: فأين هو أصلحك الله؟
فقال (عليه السلام): في (طسم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)(١٩١).. قوله: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).(١٩٢)
قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير.(١٩٣)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن بقاء اهل الحق مع اهل الباطل بعد النداء؟
عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تمضي الأيام والليالي حتى ينادى مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا يا أهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء.
قال: قلت: أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء؟
قال (عليه السلام): كلا إنه يقول في الكتاب: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).(١٩٤)

* * *

سؤال بن سرحان للإمام الصادق (عليه السلام) عن العلامة التي تسبق الصيحة؟
عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب.
قلت: وما هي؟
قال (عليه السلام): وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.(١٩٥)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) حول الأشهر
عن الحسين بن أبي العلا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجب؟
قال (عليه السلام): ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه، وكانوا يسمونه الشهر الأصم.
قلت: شعبان؟
قال (عليه السلام): تشعبت فيه الأمور.
قلت: رمضان؟
قال (عليه السلام): شهر الله تعالى وفيه ينادى باسم صاحبكم واسم أبيه.
قلت: فشوال؟
قال (عليه السلام): فيه يشول أمر القوم.
قلت: فذو القعدة؟
قال (عليه السلام): يقعدون فيه.
قلت: فذو الحجة؟
قال (عليه السلام): ذلك شهر الدم.
قلت: فالمحرم؟
قال (عليه السلام): يحرم فيه الحلال ويحل فيه الحرام.
قلت: صفر وربيع؟
قال (عليه السلام): فيها خزي فظيع، وأمر عظيم.
قلت: جمادى؟
قال (عليه السلام): فيها الفتح من أولها إلى آخرها.(١٩٦)

* * *

سؤال الفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأعظم إيمانا في أنصار القائم (عليه السلام)؟
عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام) قوله عز وجل (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)(١٩٧)، إنهم لمفتقدون عن فرشهم ليلا، فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.
قال: فقلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟
قال (عليه السلام): الذي يسير في السحاب نهارا.(١٩٨)

* * *

وفي سؤال مشابه
عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أذن الأمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.
قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟
قال (عليه السلام): الذي يسير في السحاب نهارا وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا).(١٩٩)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد من يخرج مع القائم (عليه السلام)؟
عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله (عليه السلام) كم يخرج مع القائم (عليه السلام)؟ فإنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا؟
قال (عليه السلام): ما يخرج إلا في أولي قوة، وما يكون أولو القوّة أقل من عشرة آلاف.(٢٠٠)

* * *

سؤال الأزدي للإمام الصادق (عليه السلام) عن الصاحب؟
عن الأزدي قال: دخلت أنا وأبو بصير، على أبي عبد الله (عليه السلام) وعلي بن عبد العزيز معنا فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أنت صاحبنا؟
فقال (عليه السلام): إني لصاحبكم!؟ ثم أخذ جلدة عضده فمدها، فقال: أنا شيخ كبير، وصاحبكم شاب حدث.(٢٠١)

* * *

سؤال الخثعمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن مدة ملك القائم (عليه السلام)؟
عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم يملك القائم؟
قال (عليه السلام): سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه.(٢٠٢)

* * *

سؤال آخر عن مدة ملك القائم (عليه السلام)
روى عبد الكريم الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم يملك القائم (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام): سبع سنين، يطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم، فيكون [سنو] ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه. وإذا آن قيامه، مطر الناس جمادى الآخرة، وعشرة أيام من رجب، مطرا لم تر الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب.(٢٠٣)

* * *

أسئلة متعددة من المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) حول المهدي وعلاماته وظهوره وغيرها..
ورد في كتاب: (الهداية الكبرى) لأبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي من علماء الشيعة المتوفى سنة: (٣٣٤هـ) انه قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن ابن الفرات، عن محمد ابن المفضل عن أبيه المفضل بن عمر انه قال: سألت سيدي الصادق (عليه السلام) هل للمأمور المنتظر المهدي (عليه السلام) من وقت موقّت يعلمه الناس؟
فقال (عليه السلام): حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.
قلت: يا سيدي ولم ذاك؟
قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)(٢٠٤).
[وهو الساعة التي قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا)].
وقال: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)(٢٠٥) ولم يقل إنها عند أحد، وقال: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)(٢٠٦) الآية.
وقال: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).(٢٠٧)
وقال: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)(٢٠٨).
قلت: فما معنى يمارون؟
قال (عليه السلام): يقولون متى ولد؟ ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكل ذلك استعجالا لأمر الله، وشكا في قضائه، ودخولا في قدرته أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشر مآب.
قلت: أفلا يوقت له وقت؟
فقال (عليه السلام): يا مفضل لا أوقّت له وقتا، ولا يوقت له وقت، إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه، وادعى أنه ظهر على سرّه، وما لله من سرّ إلا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله، وما لله من خبر إلا وهم أخص به لسره، وهو عندهم وإنما ألقى الله إليهم ليكون حجة عليهم.

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية بدء المهدي بالظهور؟
قال المفضل: يا مولاي! فكيف بدء ظهور المهدي (عليه السلام) وإليه التسليم؟
قال (عليه السلام): يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره، وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنه قد قصصنا ودللنا عليه، ونسبناه وسميناه وكنيناه، وقلنا سمي جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيه لئلا يقول الناس: ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا.
والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم، حتى ليسميه بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ثم يظهره الله كما وعد به جده (صلّى الله عليه وآله وسلم) في قوله عز وجل (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).(٢٠٩)

* * *

سؤاله عن تأويل قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله)؟
 قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٢١٠)؟
قال (عليه السلام): هو قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(٢١١).
فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كله واحدا كما قال جل ذكره (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)(٢١٢).
وقال الله: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(٢١٣).
قال المفضل: قلت: يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) هو الإسلام؟
قال (عليه السلام): نعم يا مفضل، هو الإسلام لا غير.
قلت: يا مولاي أتجده في كتاب الله؟
قال (عليه السلام): نعم من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)(٢١٤).
وقوله تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)(٢١٥). ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)(٢١٦).
وقوله تعالى في قصة فرعون: (حَتّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(٢١٧).
وفي قصة سليمان وبلقيس: (قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(٢١٨).
وقولها: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).(٢١٩)
وقول عيسى (عليه السلام): (قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(٢٢٠).
وقوله عز وجل: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)(٢٢١).
وقوله في قصة لوط (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(٢٢٢).
وقوله: (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).(٢٢٣)
وقوله تعالى (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(٢٢٤).
قلت: يا سيدي كم الملل؟
قال: أربعة وهي شرائع.
قال المفضل: قلت: يا سيدي المجوس لم سموا المجوس؟
قال (عليه السلام): لأنهم تمجسوا في السريانية وادعوا على آدم وعلى شيث وهو هبة الله أنهما أطلقا لهم نكاح الأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات والمحرمات من النساء، وأنهما أمراهم أن يصلوا إلى الشمس حيث وقفت في السماء ولم يجعلا لصلاتهم وقتا، وإنما هو افتراء على الله الكذب وعلى آدم وشيث (عليهم السلام).
قال المفضل: يا مولاي وسيدي لم سمي قوم موسى اليهود؟
قال (عليه السلام): لقول الله عز وجل (إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ)(٢٢٥) أي اهتدينا إليك.
قال: فالنصارى؟
قال (عليه السلام): لقول عيسى (عليه السلام) (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ)(٢٢٦) وتلا الآية إلى آخرها (٢٢٧) فسموا النصارى لنصرة دين الله؟
قال المفضل: فقلت: يا مولاي فلم سمي الصابئون الصابئين؟
فقال (عليه السلام): إنهم صبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل والملل والشرائع، وقالوا: كلما جاؤا به باطل، فجحدوا توحيد الله تعالى، ونبوة الأنبياء، ورسالة المرسلين، ووصية الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم معطلة العالم.
قال المفضل: سبحان الله ما أجل هذا من علم؟
قال (عليه السلام): نعم، يا مفضل فألقه إلى شيعتنا لئلا يشكوا في الدين.

* * *

سؤاله عن البقعة التي يظهر فيها المهدي (عليه السلام)؟
قال المفضل: يا سيدي ففي أي بقعة يظهر المهدي (عليه السلام)؟
قال (عليه السلام): لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين، فمن قال لكم غير هذا فكذبوه.

* * *

سؤاله عن ولادة المهدي (عليه السلام)؟
قال المفضل: يا سيدي ولا يرى وقت ولادته؟
قال (عليه السلام): بلى والله، ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه سنتين وتسعة أشهر أول ولادته وقت الفجر من ليلة الجمعة، لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول من سنة ستين ومائتين وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة التي بشاطئ دجلة يبنيها المتكبر الجبار المسمى باسم جعفر، الضال الملقب بالمتوكل وهو المتأكل لعنه الله تعالى وهي مدينة تدعى بسر من رأى وهي ساء من رأى، يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ولا يراه المشكك المرتاب، وينفذ فيها أمره ونهيه، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيلقاه هناك من يسعده الله بالنظر إليه، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستين ومائتين فلا تراه عين أحد حتى يراه كل أحد وكل عين.

* * *

سؤاله عمن يخاطبه (عليه السلام) ولمن يخاطب؟
قال المفضل: قلت: يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب؟
قال الصادق (عليه السلام): تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ويخرج أمره ونهيه إلى ثقاته وولاته ووكلائه ويقعد ببابه محمد بن نصير النميري في يوم غيبته بصابر ثم يظهر بمكة. ووالله يا مفضل كأني أنظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وعلى رأسه عمامة صفراء، وفي رجليه نعلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) المخصوفة وفي يده هراوته (عليه السلام) يسوق بين يديه عنازا عجافا حتى يصل بها نحو البيت ليس ثم احد يعرفه، ويظهر وهو شاب.

* * *

سؤاله عن سن ظهوره؟
قال المفضل: يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة؟
فقال (عليه السلام): سبحان الله وهل يعرف ذلك؟ يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجده وجل ذكره.

* * *

سؤاله عن مكان ظهوره وكيفيته؟
قال المفضل: يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟
قال (عليه السلام): يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده، ويلج الكعبة وحده، ويجن عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل (عليهم السلام)، والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل: يا سيدي قولك مقبول، وأمرك جائز، فيمسح (عليه السلام) يده على وجهه ويقول: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)(٢٢٨).
ويقف بين الركن والمقام، فيصرخ صرخة فيقول:
يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض! ائتوني طائعين! فترد صيحته (عليه السلام) عليهم وهم على محاريبهم، وعلى فرشهم، في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوها، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر، حتى يكون كلهم بين يديه (عليه السلام) بين الركن والمقام. فيأمر الله عز وجل النور فيصير عمودا من الأرض إلى السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الأرض، ويدخل عليه نور من جوف بيته، فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت (عليهم السلام). ثم يصبحون وقوفا بين يديه، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر.
قال المفضل: يا مولاي يا سيدي فاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) يظهرون معهم؟
قال (عليه السلام): يظهر منهم أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهم السلام) في اثني عشر ألفا مؤمنين من شيعة علي (عليه السلام) وعليه عمامة سوداء.
قال المفضل: يا سيدي فبغير سنة القائم (عليه السلام) بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه؟
فقال (عليه السلام): يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم (عليه السلام) فبيعته كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع لها والمبايع له، بل يا مفضل يسند القائم (عليه السلام) ظهره إلى الحرم، ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء ويقول: هذه يد الله، وعن الله، وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)(٢٢٩) الآية.
فيكون أول من يقبل يده جبرئيل (عليه السلام) ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجن، ثم النقباء ويصبح الناس بمكة، فيقولون: من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة؟
وما هذا الخلق الذين معه؟
وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم تر مثلها؟ فيقول بعضهم لبعض: هذا الرجل هو صاحب العنيزات.
فيقول بعضهم لبعض: انظروا هل تعرفون أحدا ممن معه، فيقولون: لا نعرف أحدا منهم إلا أربعة من أهل مكة، وأربعة من أهل المدينة، وهم فلان وفلان ويعدونهم بأسمائهم، ويكون هذا أول طلوع الشمس في ذلك اليوم، فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين، يسمع من في السماوات والأرضين: يا معشر الخلائق! هذا مهدي آل محمد - ويسميه باسم جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويكنيه، وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين - بايعوه تهتدوا، ولا تخالفوا أمره فتضلوا.
فأول من يقبل يده الملائكة، ثم الجن، ثم النقباء ويقولون: سمعنا وأطعنا ولا يبقى ذو أُذن من الخلائق إلا سمع ذلك النداء، وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبر والبحر، يحدث بعضهم بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم.
فإذا دنت الشمس للغروب، صرخ صارخ من مغربها: يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الاموي من ولد يزيد بن معاوية فبايعوه تهتدوا، ولا تخالفوا عليه فتضلوا، فيرد عليه الملائكة والجن والنقباء قوله، ويكذبونه، ويقولون له: سمعنا وعصينا، ولا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر إلا ضل بالنداء الأخير.
وسيدنا القائم (عليه السلام) مسند ظهره إلى الكعبة، ويقول: يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث، ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام فها أنا ذا نوح وسام، ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل، ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع، فها أنا ذا موسى ويوشع، ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون. ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فها أنا ذا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) فها أنا ذا الحسن والحسين، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) فها أنا ذا الأئمة (عليهم السلام) أجيبوا إلى مسألتي، فاني أنبئكم بما نبئتم به وما لم تنبئوا به.
ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني، ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله على آدم وشيث (عليهما السلام)، ويقول أمة آدم وشيث هبة الله: هذه والله هي الصحف حقا، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها، وما كان خفي علينا، وما كان أسقط منها وبدل وحرف، ثم يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة والانجيل والزبور فيقول أهل التوراة والانجيل والزبور: هذه والله صحف نوح وإبراهيم (عليهما السلام) حقا، وما اسقط منها وبدل وحرف منها هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والانجيل الكامل وإنها أضعاف ما قرأنا منها.
ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون: هذا والله القرآن حقا الذي أنزله الله
على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وما اسقط منه وحرف وبدل.
ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام، فتكتب في وجه المؤمن " مؤمن " وفي وجه الكافر " كافر " ثم يقبل على القائم (عليهم السلام) رجل وجهه إلى قفاه، وقفاه إلى صدره ويقف بين يديه فيقول: يا سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم (عليه السلام): بين قصتك وقصة أخيك.
 فيقول الرجل كنت وأخي في جيش السفياني وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء وتركناها جماء، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة، وكسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت، وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها، فصاح بنا صائح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الأرض، وابتلعت كل الجيش، فوالله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي. فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى، فقال لأخي: ويلك يا نذير! امض إلى الملعون السفياني بدمشق، فأنذره بظهور المهدي من آل محمد (عليهم السلام)، وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء، وقال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين، وتب على يده، فإنه يقبل توبتك، فيمر القائم (عليه السلام) يده على وجهه فيرده سويا كما كان، ويبايعه ويكون معه.

* * *

قال المفضل: يا سيدي! وتظهر الملائكة والجن للناس؟
قال (عليه السلام): إي والله يا مفضل، ويخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته وأهله.
قلت: يا سيدي ويسيرون معه؟
قال: إي والله يا مفضل ولينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد أصحابه (عليه السلام) حينئذ ستة وأربعون الفا من الملائكة وستة آلاف من الجن وفي رواية أخرى: ومثلها من الجن بهم ينصره الله ويفتح على يديه.

* * *

سؤاله عما يصنعه (عليه السلام) بأهل مكة؟
قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة؟
قال (عليه السلام): يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلا من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة.

* * *

سؤاله عما يصنعه (عليه السلام) بالبيت؟
قال المفضل: يا سيدي فما يصنع بالبيت؟
قال (عليه السلام): ينقضه فلا يدع منه إلا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس ببكة في عهد آدم (عليه السلام) والذي رفعه إبراهيم وإسماعيل (عليهم السلام) منها وإن الذي بني بعدهما لم يبنه نبي ولا وصي، ثم يبنيه كما يشاء الله وليعفين آثار الظالمين بمكة والمدينة والعراق وسائر الأقاليم، وليهدمن مسجد الكوفة، وليبنيه على بنيانه الأول، وليهدمن القصر العتيق، ملعون ملعون من بناه.

* * *

سؤاله عن إقامة الإمام (عليه السلام) في بمكة؟
قال المفضل: يا سيدي يقيم بمكة؟
قال (عليه السلام): لا يا مفضل بل يستخلف منها رجلا من أهله، فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه، فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا مهدي آل محمد التوبة التوبة فيعظهم وينذرهم، ويحذرهم، ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير، فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد إليهم أنصاره من الجن والنقباء ويقول لهم: ارجعوا فلا تبقوا منهم بشرا إلا من آمن، فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شيء وأنا تلك الرحمة لرجعت إليهم معكم، فقد قطعوا الأعذار بينهم وبين الله، وبيني وبينهم، فيرجعون إليهم، فوالله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله ولا من ألف واحد.

* * *

سؤاله عن دار المهدي (عليه السلام)، ومجتمع المؤمنين؟
قال المفضل: قلت: يا سيدي فأين تكون دار المهدي، ومجتمع المؤمنين؟
قال: دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين.

* * *

سؤاله عن مكان تواجد المؤمنين في عصر ظهور الإمام (عليه السلام)؟
قال المفضل: يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟
قال (عليه السلام): إي والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها، وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، (والسبع خطة من خطط همدان)، وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها كربلا، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة.
ثم تنفس أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت: ففخرت كعبة البيت الحرام، على بقعة كربلا، فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري على كربلا، فانها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أويت إليها مريم والمسيح وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) وفيها غسلت مريم عيسى (عليه السلام) واغتسلت من ولادتها وإنها خير بقعة عرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) منها وقت غيبته، وليكونن لشيعتنا فيها خيرة إلى ظهور قائمنا (عليه السلام).

* * *

سؤاله عن حركة الإمام (عليه السلام) بعد دخوله العراق؟
قال المفضل: يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين؟
قال (عليه السلام): إلى مدينة جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين.
قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟
قال: يرد إلى قبر جده (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا معاشر الخلائق، هذا قبر جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد.
فيقول (عليه السلام): ومن معه في القبر؟
فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر، فيقول: وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون: من أبو بكر وعمر؟
وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وعسى المدفون غيرهما.
فيقول الناس: يا مهدي آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما ههنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأبوا زوجتيه.
فيقول للخلق بعد ثلاث: أخرجوهما من قبريهما، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما، ولم يشحب لونهما.
فيقول: هل فيكم من يعرفهما؟
فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما.
فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟
فيقولون: لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام، ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي (عليه السلام) ويكشف الجدران عن القبرين، ويقول للنقباء: ابحثوا عنهما وانبشوهما.
فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما.
فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها، فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها.
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف حقا، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما، ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي (عليه السلام): كل من أحب صاحبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وضجيعيه، فلينفرد جانبا، فتتجزء الخلق جزئين أحدهما موال والآخر متبرئ منهما.
فيعرض المهدي (عليه السلام) على أوليائهما البراءة منهما فيقولون: يا مهدي آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) نحن لم نتبرأ منهما، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؟
من نضارتهما وغضاضتهما، وحياة الشجرة بهما؟
بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما، ومن صلبهما، وأخرجهما، وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي (عليه السلام) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية. ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم (عليه السلام)، وجمع النار لإبراهيم (عليه السلام)، وطرح يوسف (عليه السلام) في الجب، وحبس يونس (عليه السلام) في الحوت، وقتل يحيى (عليه السلام)، وصلب عيسى (عليه السلام) وعذاب جرجيس ودانيال (عليهم السلام)، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) لاحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن (عليه السلام) وقتل الحسين (عليه السلام)، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإراقة دماء آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكل دم سفك، وكل فرج نكح حراما، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم (عليه السلام) إلى وقت قيام قائمنا (عليه السلام) كل ذلك يعدده (عليه السلام) عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.
قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟
قال: هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى ما شاء ربهما.
ثم يسير المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف، وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا.

* * *

سؤاله عن دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
قال المفضل: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
قال: في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر، ورايات المغرب، ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد.
والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره، ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف، فالويل لمن اتخذ بها مسكنا فان المقيم بها يبقى لشقائه، والخارج منها برحمة الله.
والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال: إنها هي الدنيا، وإن دورها وقصورها هي الجنة، وإن بناتها هن الحور العين، وإن ولدانها هم الولدان وليظنن أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها، وليظهرن فيها من الامراء على الله وعلى رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، والحكم بغير كتابه، ومن شهادات الزور، وشرب الخمور و[إتيان] الفجور، وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلا دونه، ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات، حتى ليمر عليها المار فيقول: ههنا كانت الزوراء.
 ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم! يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز، ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلا. فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام)، ويقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟
 فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وأنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو؟
فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد، وتورق، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السلام) حتى يبايعوه.
فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية، فانهم يقولون: ما هذا إلا سحر عظيم.
فيختلط العسكران فيقبل المهدي (عليه السلام) على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام، فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرا، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لأصحابه: لا تأخذوا المصاحف، ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها.

* * *

سؤاله عن أعمال الإمام (عليه السلام) بعد دخوله الشام؟
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي (عليه السلام)؟
قال (عليه السلام): يثور سرايا على السفياني إلى دمشق، فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة. ثم يظهر الحسين (عليه السلام) في اثني عشر ألف صديق واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلاء، فيالك عندها من كرة زهراء بيضاء.
ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وينصب له القبة بالنجف، ويقام أركانها: ركن بالنجف، وركن بهجر، وركن بصنعا، وركن بأرض طيبة، لكأني أنظر إلى مصابيحه تشرق في السماء والأرض، كأضواء من الشمس والقمر، فعندها تبلى السرائر، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)(٢٣٠).
ثم يخرج السيد الأكبر محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أنصاره والمهاجرين، ومن آمن به وصدقه واستشهد معه، ويحضر مكذبوه والشاكون فيه والرادون عليه والقائلون فيه أنه ساحر وكاهن ومجنون، وناطق عن الهوى، ومن حاربه وقاتله حتى يقتص منهم بالحق، ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى ظهور المهدي مع إمام إمام، ووقت وقت، ويحق تأويل هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(٢٣١).
قال المفضل: يا سيدي ومن فرعون وهامان؟
قال (عليه السلام): أبو بكر وعمر.
قال المفضل: قلت: يا سيدي ورسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما يكونان معه؟
فقال (عليه السلام): لابد أن يطآ الأرض إي والله حتى ما وراء الخاف، إي والله وما في الظلمات، وما في قعر البحار، حتى لا يبقى موضع قدم إلا وطئا وأقاما فيه الدين الواجب لله تعالى.
ثم لكأني أنظر - يا مفضل - إلينا معاشر الأئمّة بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) نشكوا إليه ما نزل بنا من الأمة بعده، وما نالنا من التكذيب والرد علينا وسبينا ولعننا وتخويفنا بالقتل، وقصد طواغيتهم الولاة لأمورهم من دون الأمة بترحيلنا عن الحرمة إلى دار ملكهم، وقتلهم إيانا بالسم والحبس، فيبكي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول: يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم.
 ثم تبتدئ فاطمة (عليها السلام) وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر، وأخذ فدك منها ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار، وخطابها له في أمر فدك، وما رد عليها من قوله: إن الأنبياء لا تورث، واحتجاجها بقول زكريا ويحيى (عليهما السلام) وقصة داود وسليمان (عليهما السلام). وقول عمر: هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك وإخراجها الصحيفة وأخذه إياها منها، ونشره لها على رؤوس الأشهاد من قريش والمهاجرين والأنصار وسائر العرب وتفله فيها، وتمزيقه إياها وبكائها، ورجوعها إلى قبر أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها، واستغاثتها بالله وبأبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتمثلها بقول رقيقة بنت صيفي:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل أهلك فاشهدهم فقد لعبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت دونك الحجب
لكل قوم لهم قرب ومنزلة * عند الاله على الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت حل بنا * أملوا اناس ففازوا بالذي طلبوا

وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذا وعمر بن الخطاب وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بضم أزواجه وقبره وتعزيتهم وجمع القرآن وقضاء دينه، وإنجاز عداته، وهي ثمانون ألف درهم، باع فيها تليده وطارفه وقضاها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
وقول عمر: اخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك، وقول فضة جارية فاطمة: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) مشغول والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه، وجمعهم الجزل والحطب على الباب لاحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب.
وقولها: ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟
تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متم نوره، وانتهاره لها.
وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا.
فقالت وهي باكية: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل.
فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب.
وإدخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله، حتى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وإسقاطها إياه.
وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقه خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: وا أبتاه، وا رسول الله، ابنتك فاطمة تكذب وتضرب، ويقتل جنين في بطنها.
وخروج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمر العين حاسرا، حتى ألقى ملاءته عليها، وضمها إلى صدره وقوله لها: يا بنت رسول الله قد علمتي أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين، فالله الله أن تكشفي خمارك، وترفعي ناصيتك، فوالله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أن محمدا رسول الله ولا موسى ولا عيسى ولا إبراهيم ولا نوح ولا آدم، [ولا] دابة تمشي على الأرض ولا طائرا في السماء إلا أهلكه الله.
ثم قال: يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فافني غابر الأمة.
فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج الدار، وصاح أمير المؤمنين (عليه السلام) بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب، فأسقطت محسنا فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فانه لاحق بجده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيشكو إليه.
وحمل أمير المؤمنين (عليه السلام) لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار، يذكرهم بالله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وعهده الذي بايعوا الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها، فكل يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.
ثم يشكو إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) المحن العظيمة التي امتحن بها بعده.
وقوله: لقد كانت قصتي مثل قصة هارون مع بني إسرائيل وقولي كقوله لموسى: (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٢٣٢) فصبرت محتسبا وسلمت راضيا وكانت الحجة عليهم في خلافي، ونقضهم عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله.
واحتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الأوصياء من سائر الأمم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم، وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي.
وخروج طلحة والزبير بعائشة إلى مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها إلى البصرة، وخروجي إليهم وتدكيري لهم الله وإياك، وما جئت به يا رسول الله، فلم يرجعا حتى نصرني الله عليهما حتى أهرقت دماء عشرين ألف من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمل، فما لقيت في غزواتك يا رسول الله وبعدك أصعب يوما منه أبدا، لقد كان من أصعب الحروب التي لقيتها، وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدبني الله بما أدبك به يا رسول الله في قوله عز وجل: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)(٢٣٣).
وقوله: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)(٢٣٤). وحق والله يا رسول الله تأويل الآية التي أنزلها الله في الأمة من بعدك في قوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(٢٣٥).
يا مفضل ويقوم الحسن (عليه السلام) إلى جده (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا جداه كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة عبد الرحمان ابن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته يا جداه، وبلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الدعي اللعين زيادا إلى الكوفة في مائة ألف وخمسين ألف مقاتل فأمر بالقبض علي وعلى أخي الحسين وسائر إخواني وأهل بيتي، وشيعتنا وموالينا وأن يأخذ علينا البيعة لمعاوية لعنه الله، فمن يأبى منا ضرب عنقه وسير إلى معاوية رأسه.
فلما علمت ذلك من فعل معاوية، خرجت من داري، فدخلت جامع الكوفة للصلاة، ورقأت المنبر واجتمع الناس، فحمدت الله وأثنيت عليه، وقلت: معشر الناس عفت الديار، ومحيت الآثار، وقل الاصطبار، فلا قرار على همزات الشياطين وحكم الخائنين، الساعة والله صحت البراهين، وفصلت الآيات، وبانت المشكلات، ولقد كنا نتوقع تمام هذه الآية تأويلها قال الله عز وجل: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).(٢٣٦)
فلقد مات والله جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقتل أبي (عليه السلام) وصاح الوسواس الخناس في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة، وخالفتم السنة، فيا لها من فتنة صماء عمياء، لا يسمع لداعيها ولا يجاب مناديها، ولا يخالف واليها، ظهرت كلمة النفاق، وسيرت رايات أهل الشقاق، وتكالبت جيوش أهل المراق، من الشام والعراق، هلموا رحمكم الله إلى الافتتاح، والنور الوضاح، والعلم الجحجاح، والنور الذي لا يطفى، والحق الذي لا يخفى.
أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة، ومن تكاثف الظلمة فوالذي فلق الحبة، وبرء النسمة، وتردى بالعظمة، لئن قام إلي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة، لا يكون فيها شوب نفاق، ولا نية افتراق، لاجاهدن بالسيف قدما قدما، ولأضيقن من السيوف جوانبها ومن الرماح أطرافها، ومن الخيل سنابكها، فتكلموا رحمكم الله.
فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة، إلا عشرون رجلا فانهم قاموا إلي فقالوا: يا ابن رسول الله ما نملك إلا أنفسنا وسيوفنا، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون، وعن رأيك صادرون، فمرنا بما شئت! فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم.
فقلت: لي أسوة بجدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) حين عبد الله سرا، وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا فلما أكمل الله له الأربعين صار في عدة وأظهر أمر الله، فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده.
ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت: اللهم إني قد دعوت وأنذرت، وأمرت ونهيت، وكانوا عن إجابة الداعي غافلين، وعن نصرته قاعدين، وعن طاعته مقصرين ولأعدائه ناصرين، اللهم فأنزل عليهم رجزك، وبأسك وعذابك، الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت.
ثم خرجت من الكوفة راحلا إلى المدينة، فجاؤني يقولون: إن معاوية أسرى سراياه إلى الأنبار والكوفة، وشن غاراته على المسلمين، وقتل من لم يقاتله وقتل النساء والأطفال، فأعلمتهم أنه لا وفاء لهم، فأنفذت معهم رجالا وجيوشا وعرفتهم أنهم يستجيبون لمعاوية، وينقضون عهدي وبيعتي، فلم يكن إلا ما قلت لهم، وأخبرتهم.
ثم يقوم الحسين (عليه السلام) مخضبا بدمه هو وجميع من قتل معه، فإذا رآه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بكى، وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه، وتصرخ فاطمة (عليها السلام) فتزلزل الأرض ومن عليها، ويقف أمير المؤمنين والحسن (عليهم السلام) عن يمينه، وفاطمة عن شماله، ويقبل الحسين (عليه السلام) فيضمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى صدره، ويقول (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا حسين! فديتك قرت عيناك وعيناي فيك.
وعن يمين الحسين حمزة أسد الله في أرضه، وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار، ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهن صارخات وأمه فاطمة تقول: (هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٢٣٧).
اليوم (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)(٢٣٨).
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع.
ثم قال (عليه السلام): لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر!
قال: وبكى المفضل بكاء طويلا ثم قال: يا مولاي ما في الدموع يا مولاي؟
فقال (عليه السلام): ما لا يحصى إذا كان من محق.
ثم قال المفضل: يا مولاي ما تقول في قوله تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)(٢٣٩)؟
قال (عليه السلام): يا مفضل والموؤدة والله محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟
قال الصادق (عليه السلام): تقوم فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيقول: اللهم أنجز وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني، وضربني وجزعني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش، وسكان الهواء، ومن في الدنيا، ومن تحت أطباق الثرى، صائحين صارخين إلى الله تعالى، فلا يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة، دون من قتل في سبيل الله، فانه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٢٤٠).

* * *

سؤاله عن بعض الشيعة الذين لا يقولون بالرجعة؟
قال المفضل: يا مولاي إن من شيعتكم من لا يقول برجعتكم؟
فقال (عليه السلام): إنما سمعوا قول جدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ونحن سائر الأئمة نقول: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٢٤١)، قال الصادق (عليه السلام): العذاب الأدنى عذاب الرجعة، والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)(٢٤٢).
قال المفضل: يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ)(٢٤٣) وقوله: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(٢٤٤) وقوله: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٢٤٥).
قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟
قال المفضل: فوالله (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(٢٤٦).
وقوله: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)(٢٤٧).
وقوله: عن إبراهيم (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)(٢٤٨).
وقد علمنا أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين.
وقوله: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(٢٤٩) والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم.
قال (عليه السلام): يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟
قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به، ولا تختبرني ولا تبتلني، فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم أخذت.
قال الصادق (عليه السلام): صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا فأين يا مفضل الآيات من القرآن في أن الكافر ظالم؟
قال: نعم يا مولاي قوله تعالى: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ).(٢٥٠)
- والكافرون هم الفاسقون - (٢٥١) ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس إماما.
قال الصادق (عليه السلام): أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا؟ ومقصرة شيعتنا تقول: معنى الرجعة أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي.
ويحهم متى سلبنا الملك حتى يرد علينا.
قال المفضل: لا والله وما سلبتموه ولا تسلبونه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة.
قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عز وجل (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(٢٥٢).
والله يا مفضل إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإن فرعون وهامان تيم وعدي.
قال المفضل: يا مولاي فالمتعة؟
قال: المتعة حلال طلق والشاهد بها قول الله عز وجل: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا).(٢٥٣)
أي مشهودا والقول المعروف هو المشتهر بالولي والشهود، وإنما احتيج إلى الولي والشهود في النكاح، ليثبت النسل ويصح النسب ويستحق الميراث، وقوله: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)(٢٥٤).
وجعل الطلاق في النساء المزوجات غير جائز إلا بشاهدين ذوي عدل من المسلمين وقال في سائر الشهادات على الدماء والفروج والأموال والأملاك: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)(٢٥٥).
وبين الطلاق عز ذكره فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ)(٢٥٦).
ولو كانت المطلقة تبين بثلاث تطليقات تجمعها كلمة واحدة أو أكثر منها أو أقل لما قال الله تعالى: (وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ).. إلى قوله: (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)(٢٥٧).
وقوله: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)(٢٥٨).
هو نكر يقع بين الزوج وزوجته، فيطلق التطليقة الأولى بشهادة ذوي عدل.
وحد وقت التطليق هو آخر القروء، والقرء هو الحيض، والطلاق يجب عند آخر نقطة بيضاء تنزل بعد الصفرة والحمرة، وإلى التطليقة الثانية والثالثة ما يحدث الله بينهما، عطفا أو زوال ما كرهاه، وهو قوله: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٢٥٩).
هذا لقوله في أن للبعولة مراجعة النساء من تطليقة إلى تطليقة، إن أرادوا إصلاحا وللنساء مراجعة الرجال في مثل ذلك.
ثم بين تبارك وتعالى فقال: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)(٢٦٠). وفي الثالثة، فان طلق الثالثة بانت فهو قوله: (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ)(٢٦١) ثم يكون كسائر الخطاب لها.
والمتعة التي أحلها الله في كتابه وأطلقها الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الله لسائر المسلمين فهي قوله عز وجل: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)(٢٦٢).
والفرق بين المزوجة والمتعة أن للزوجة صداقا وللمتعة اجرة.
فتمتع سائر المسلمين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الحج وغيره، وأيام أبي بكر، وأربع سنين في أيام عمر، حتى دخل على أخته عفرا فوجد في حجرها طفلا يرضع من ثديها فنظر إلى درة اللبن في فم الطفل فأغضب وأرعد واربد وأخذ الطفل على يده، وخرج حتى أتى المسجد، ورقا المنبر وقال: نادوا في الناس إن الصلاة جامعة، وكان غير وقت صلاة يعلم الناس أنه لأمر يريده عمر فحضروا فقال: معاشر الناس من المهاجرين والأنصار وأولاد قحطان من منكم يحب أن يرى المحرمات عليه من النساء، ولها مثل هذا الطفل؟
قد خرج من أحشائها وهو يرضع على ثديها وهي غير متبعلة؟
فقال بعض القوم: ما نحب هذا؟
فقال: ألستم تعلمون أن أختي عفرا بنت خيثمة أمي وأبي الخطاب غير متبعلة؟
قالوا: بلى قال: فاني دخلت عليها في هذه الساعة، فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها أنى لك هذا؟
فقالت: تمتعت.
فأعلموا سائر الناس! أن هذه المتعة التي كانت حلالا للمسلمين في عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد رأيت تحريمها، فمن أبي ضربت جنبيه بالسوط فلم يكن في القوم منكر قوله، ولا راد عليه، ولا قائل لا يأتي رسول بعد رسول الله أو كتاب بعد كتاب الله، لا نقبل خلافك على الله وعلى رسوله وكتابه. بل سلموا ورضوا.
قال المفضل: يا مولاي فما شرائط المتعة؟
قال (عليه السلام): يا مفضل لها سبعون شرطا من خالف فيها شرطا واحدا ظلم نفسه.
قال: قلت: يا سيدي قد أمرتمونا أن لا نتمتع ببغية ولا مشهورة بفساد ولا مجنونة وأن ندعو المتعة إلى الفاحشة، فان أجابت فقد حرم الاستمتاع بها، وأن نسأل أفارغة أم مشغولة ببعل أو حمل أو بعدة؟ فان شغلت بواحدة من الثلاث فلا تحل، وإن خلت فيقول لها: متعيني نفسك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) نكاحا غير سفاح أجلا معلوما باجرة معلومة وهي ساعة أو يوم أو يومان أو شهر أو سنة أو ما دون ذلك أو أكثر، والاجرة ما تراضيا عليه من حلقة خاتم أو شسع نعل أو شق تمرة إلى فوق ذلك من الدراهم والدنانير أو عرض ترضى به، فان وهبت له حل له كالصداق الموهوب من النساء المزوجات الذين قال الله تعالى فيهن: (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)(٢٦٣).
ثم يقول لها: على ألا ترثيني ولا أرثك، وعلى أن الماء لي أضعه منك حيث أشاء، وعليك الاستبراء خمسة وأربعين يوما أو محيضا واحدا، فإذا قالت: نعم أعدت القول ثانية وعقدت النكاح، فان أحببت وأحبت هي الاستزادة في الأجل زدتما، وفيه ما رويناه فان كانت تفعل فعليها ما تولت من الإخبار عن نفسها ولا جناح عليك.
 وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): لعن الله ابن الخطاب فلولاه ما زنى إلا شقي أو شقية. لأنه كان يكون للمسلمين غناء في المتعة عن الزنا ثم تلا (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)(٢٦٤).
ثم قال: إن من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير كفارة وإن من شرط المتعة أن ماء الرجل يضعه حيث يشاء من المتمتع بها، فإذا وضعه في الرحم فخلق منه ولد كان لاحقا بأبيه.
ثم يقوم جدي علي بن الحسين وأبي الباقر (عليهم السلام) فيشكوان إلى جدهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل بهما ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل المنصور بي، ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به الرشيد، ثم يقوم علي بن موسى فيشكو إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المأمون، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المتوكل، ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المعتز.
ثم يقوم المهدي (عليه السلام) سمى جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وعليه قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مضرجا بدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم شج جبينه، وكسرت رباعيته، والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا جداه وصفتني ودللت علي، ونسبتني وسميتني وكنيتني، فجحدتني الأمة وتمردت وقالت: ما ولد ولا كان، وأين هو؟ ومتى كان وأين يكون؟ وقد مات ولم يعقب، ولو كان صحيحا ما أخره الله تعالى إلى هذا الوقت المعلوم، فصبرت محتسبا وقد أذن الله لي فيها بإذنه يا جداه.
فيقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)(٢٦٥).
ويقول: (جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)(٢٦٦) وحق قول الله سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٢٦٧).
ويقرأ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)(٢٦٨).
فقال المفضل يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟
فقال الصادق (عليه السلام): يا مفضل إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: اللهم حملني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلى يوم القيامة، ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها وغفر جميعها.
قال المفضل: فبكيت بكاء طويلا وقلت: يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم.
قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل ما هو إلا أنت وأمثالك بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلون على هذا الفضل، ويتركون العمل فلا يغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تبارك وتعالى فينا (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ).(٢٦٩)
قال المفضل: يا مولاي فقوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٢٧٠) ما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ظهر على الدين كله؟
قال (عليه السلام): يا مفضل لو كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا صابئية ولا نصرانية، ولا فرقة ولا خلاف ولا شك ولا شرك، ولا عبدة أصنام، ولا أوثان، ولا اللات والعزى، ولا عبدة الشمس والقمر، ولا النجوم، ولا النار ولا الحجارة، وإنما قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٢٧١).
في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة، وهو قوله: (قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(٢٧٢).
فقال المفضل: أشهد أنكم من علم الله علمتم، وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم، وبأمره تعملون.
ثم قال الصادق (عليه السلام): ثم يعود المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة، وتمطر السماء بها جرادا من ذهب، كما أمطره الله في بني إسرائيل على أيوب، ويقسم على أصحابه كنوز الأرض من تبرها ولجينها وجوهرها.
قال المفضل: يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟
قال الصادق (عليه السلام): أول ما يبتدئ المهدي (عليه السلام) أن ينادي في جميع العالم: ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكره حتى يرد الثومة والخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأملاك فيوفيه إياه.
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يكون؟
قال (عليه السلام): يأتي القائم (عليه السلام) بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها، الكوفة ومسجدها، ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه الله لما قتل الحسين بن علي (عليه السلام)، و[هو] مسجد ليس لله ملعون ملعون من بناه.

* * *

سؤاله عن مدة ملكه (عليه السلام)؟
 قال المفضل: يا مولاي فكم تكون مدة ملكه (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام): قال الله عز وجل: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)(٢٧٣).
والمجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم، بل هو دائم أبدا، وملك لا ينفد، وحكم لا ينقطع، وأمر لا يبطل إلا باختيار الله ومشيته وإرادته، التي لا يعلمها إلا هو، ثم القيامة وما وصفه الله عز وجل في كتابه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا.(٢٧٤)

* * *

سؤال الفضيل بن يسار للإمام الصادق (عليه السلام) عما يلقى المهدي (عليه السلام) من الناس؟
عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من جهال الجاهلية.
قلت: وكيف ذاك؟
قال (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر.(٢٧٥)،(٢٧٦)

* * *

سؤال بن عطاء المكي للإمام الصادق (عليه السلام) سيرة المهدي (عليه السلام)؟
عن عبد الكريم بن عمرو قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن عطاء المكي، عن شيخ من الفقهاء يعني أبا عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟
فقال: يصنع كما صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديدا.(٢٧٧)

* * *

سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد الملائكة الذين يكونون مع المهدي (عليه السلام)؟
عن عمر بن أبان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة، وقد لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فينتفض هو بها فتستدير عليه، فيغشيها بخداجة من إستبرق، ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عمودها من عمود العرش، وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شيء أبدا إلا أهلكه الله، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حيث يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.
قلت: كل هؤلاء الملائكة؟
قال (عليه السلام): نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم (عليه السلام) حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام) فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض مريض إلا عادوه، ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم إلى وقت خروجه (عليه السلام).(٢٧٨)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية السلام على الإمام المهدي (عليه السلام)؟
عن عمر بن ذاهب قال: قال رجل لجعفر بن محمد (عليه السلام): نسلم على القائم بإمرة المؤمنين؟
قال (عليه السلام): لا ذلك اسم سماه الله به أمير المؤمنين لا يسمى به أحد قبله ولا بعده إلا كافر.
قال: كيف نسلم عليه؟
قال (عليه السلام): تقول: السلام عليك يا بقية الله.
قال: ثم قرأ (عليه السلام) (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).(٢٧٩)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن مكان منزل المهدي (عليه السلام)؟
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله.
قلت: يكون منزله؟
قال (عليه السلام): نعم، هو منزل إدريس (عليه السلام)، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين.(٢٨٠)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن بعض خصائص الإمام المهدي (عليه السلام)..
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إني أريد أن أمس صدرك؟
فقال (عليه السلام): افعل!
فمسست صدره ومناكبه.
فقال (عليه السلام): ولِمَ يا أبا محمد؟
فقلت: جعلت فداك إني سمعت أباك وهو يقول: إن القائم واسع الصدر، مسترسل المنكبين، عريض ما بينهما.
فقال (عليه السلام): يا أبا محمد إن أبي لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكانت تسحب على الأرض وإني لبستها فكانت وكانت، وإنها تكون من القائم كما كانت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مشمرة كأنه ترفع نطاقها بحلقتين، وليس صاحب هذا الأمر من جاز أربعين.(٢٨١)

* * *

سؤال المفضل للإمام الصادق (عليه السلام) عن سهولة أمر القائم (عليه السلام)؟
عن عيسى بن سليمان، عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد ذكر القائم (عليه السلام)
فقلت: إني لأرجو أن يكون أمره في سهولة.
فقال (عليه السلام): لا يكون ذلك حتى تمسحوا العرق والعلق.(٢٨٢)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن عدد الحلقة؟
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة.
قلت: وكم (تكملة) الحلقة؟
قال (عليه السلام): عشرة آلاف، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، نزل بها جبرائيل يوم بدر.
ثم قال (عليه السلام): يا أبا محمد وما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير.
قلت: فمن أي شيء هي؟
قال (عليه السلام): من ورق الجنة، نشرها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام)، فلم تزل عند علي (عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراءها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا.
ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وسلم الذي عليه يوم أحد، وعمامته السحاب، ودرعه درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) السابغة، وسيفه (سيف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ذو الفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يقرأ كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراءة من علي (عليه السلام).(٢٨٣)

* * *

سؤال السيد علي بن الإمام الصادق (عليه السلام) لأخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) عن الماء المعين؟
عن موسى بن القاسم وأبي قتادة معا عن علي بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما تأويل قول الله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)(٢٨٤)؟
فقال (عليه السلام): إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون.(٢٨٥)

* * *

سؤال بن عجلان للإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية العلم بظهور القائم؟
عن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عند أبي عبد الله (عليه السلام).
فقلت: كيف لنا أن نعلم ذلك؟
قال (عليه السلام): يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب " طاعة معروفة ".(٢٨٦)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن الكرة؟
عن محمد بن عبد الله بن الحسين قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فجرى بينهما حديث فقال أبي، لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الكرة؟
قال (عليه السلام): أقول فيها ما قال الله عز وجل وذلك أن تفسيرها صار إلى رسول الله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة قول الله عز وجل (تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ)(٢٨٧) إذا رجعوا إلى الدنيا، ولم يقضوا ذحولهم.
فقال له أبي: يقول الله عز وجل (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ)(٢٨٨)، أي شيء أراد بهذا؟
فقال (عليه السلام): إذا انتقم منهم وباتت بقية الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت.(٢٨٩)

* * *

سؤال سليمان الديلمي للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى (وجعلكم ملوكا)
عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا)(٢٩٠)؟
فقال (عليه السلام): الأنبياء رسول الله وإبراهيم وإسماعيل وذريته، والملوك الأئمة (عليهم السلام) قال: فقلت: وأي ملك أعطيتم؟
فقال (عليه السلام): ملك الجنة، وملك الكرة.(٢٩١)

* * *

سؤال معاوية بن عمار للإمام الصادق (عليه السلام) عن المعيشة الضنكا
عن إبراهيم بن المستنير، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)(٢٩٢)؟
قال (عليه السلام): هي والله للنصاب.
قال: جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا؟
قال (عليه السلام): ذاك والله في الرجعة، يأكلون العذرة.(٢٩٣)

* * *

سؤال بن نجيح للإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
عن عبد الله بن نجيح قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) قوله عز وجل (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٢٩٤)
قال (عليه السلام): يعني مرة في الكرة ومرة أخرى يوم القيامة.(٢٩٥)

* * *

سؤال أبان للإمام الصادق (عليه السلام) عمن عرف الأئمة ولم يعرف إمام زمانه؟
عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن سعيد، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه أمؤمن هو؟
قال (عليه السلام): لا.
قلت: أمسلم هو؟
قال (عليه السلام): نعم.(٢٩٦)

* * *

سؤال عقبة للإمام الصادق (عليه السلام) عن أحقية الرجعة؟
أحمد بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال (عليه السلام): نعم.
فقيل له: من أول من يخرج؟
قال (عليه السلام): الحسين يخرج على أثر القائم (عليهما السلام).
قلت: ومعه الناس كلهم؟
قال (عليه السلام): لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا)(٢٩٧) قوم بعد قوم.(٢٩٨)

* * *

سؤال محمد بن تمام للإمام الصادق (عليه السلام) عن حال من جحد واحد من الأئمة (عليهم السلام)؟
عن عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن الحكم بن أيمن، عن محمد بن تمام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن فلانا مولاك يقرئك السلام ويقول لك: اضمن لي الشفاعة.
فقال (عليه السلام): أمن موالينا؟
قلت: نعم.
قال: أمره أرفع من ذلك.
قال: قلت: إنه رجل يوالي عليا ولم يعرف من بعده من الأوصياء.
قال (عليه السلام): ضال.
قلت: فأقر بالأئمة جميعا وجحد الآخر.
قال (عليه السلام): هو كمن أقر بعيسى وجحد بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، أو أقر بمحمد وجحد بعيسى (عليه السلام)، نعوذ بالله من جحد حجة من حججه.(٢٩٩)

* * *

وفي سؤال مماثل
عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قلت له: أرأيت من جحد إماما منكم ما حاله؟
قال (عليه السلام): من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام لان الإمام من الله، ودينه دين الله، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله مما قاله.(٣٠٠)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأثني عشر مهديا؟
عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت للصادق (عليه السلام): يا ابن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم (عليه السلام) اثنا عشر إماما. فقال (عليه السلام): قد قال " اثنا عشر مهديا " ولم يقل " اثنا عشر إماما " ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا.(٣٠١)

* * *

سؤال بن أبي يعفور للإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام المهدي (عليه السلام)؟
عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله الصادق: (عليه السلام) من أقر بالأئمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء (عليهم السلام) وجحد محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) نبوته.
فقلت: سيدي ومن المهدي من ولدك؟
قال (عليه السلام): الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.(٣٠٢)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن خصائص الأنصار
عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: ما بلغ من علمكم؟
قال (عليه السلام): ما بلغ من سؤالكم.
فقال الرجل: بحر ماء هذا هل تحته شيء؟
قال أبو عبد الله: نعم رأي العين أحب إليك أو سمع الأذن؟
قال الرجل بل رأي العين لان الأذن قد تسمع ما لا تدري ولا تعرف وما يرى بالعين يشهد بالقلب.
فأخذ بيد الرجل فأنطلق حتى أتى شاطئ البحر فقال: أيها العبد المطيع لربه أظهر ما فيك فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، وظهر ماء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك وألذ من الزنجبيل.
فقال له: يا أبا عبد الله جعلت فداك لمن هذا؟
قال (عليه السلام): للقائم وأصحابه.
قال: متى؟
قال (عليه السلام): إذا قام القائم وأصحابه فقد الماء الذي على وجه الأرض حتى لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون إلى الله بالدعاء فيبعث الله لهم هذا الماء فيشربونه، وهو محرم على من خالفهم.
قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلا مسرجة ملجمة ولها أجنحة.
فقلت: يا أبا عبد الله ما هذه الخيل؟
فقال (عليه السلام): هذه خيل القائم وأصحابه.
قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟
قال (عليه السلام): إن كنت من أنصاره.
قال: فأشرب من هذا الماء؟
قال (عليه السلام): إن كنت من شيعته.(٣٠٣)

* * *

سؤال الفضيل بن اليسار للإمام الصادق (عليه السلام) عن توجيهاته إذا خرج السفياني؟
عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن خرج السفياني ما تأمرني؟
قال (عليه السلام): إذا كان ذلك كتبت إليك.
قلت: فكيف أعلم أنه كتابك؟
قال (عليه السلام): أكتب بعلامة كذا وكذا، وقرأ آية من القرآن.
قلت لفضيل: وما تلك الآية؟
قال: ما حدثت أحدا بها غير بريد العجلي.
قال زرارة: أنا أحدثك بها: (أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) إلى آخر الآية قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم.(٣٠٤)

* * *

سؤال عبيد بن زرارة عن للإمام الصادق (عليه السلام) عن معرفة الإمام
عن علي بن النعمان عن عبيد بن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ترك الأرض بغير إمام؟
قال (عليه السلام): لا.
قلنا: تكون الأرض وفيها إمامان؟
قال (عليه السلام): لا إلا إمامان أحدهما صامت لا يتكلم، ويتكلم الذي قبله والإمام يعرف الإمام الذي بعده.(٣٠٥)

* * *

سؤال السيد علي بن الإمام الصادق (عليه السلام) لأخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) عن الخامس من ولد السابع؟
عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن جده محمد، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.
فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟
قال (عليه السلام): يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.(٣٠٦)

* * *

سؤال يعقوب السراج للإمام الصادق (عليه السلام) عن خلو الأرض من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟
عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟
فقال (عليه السلام): إذن لا يعبد الله، يا أبا يوسف!(٣٠٧)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن الأئمة الأربعة عشر (عليهم السلام)
ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن زيد، عن الحسن بن موسى، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل، قال: قال الصادق (عليهم السلام): إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا " قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟
فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم.(٣٠٨)

* * *

سؤال للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى تزايلهم؟
ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل مخالفيه في الأول؟ قال لآية في كتاب الله عز وجل (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟
قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين، فكذلك القائم (عليه السلام) لن يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عز وجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله (عز وجل) فقتلهم.(٣٠٩)

* * *

سؤال أبو بصير للإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر؟
علي بن الحسين، عن محمد العطار، عن محمد بن الحسن الرازي، عن محمد بن علي، عن ابن جبلة، عن علي بن أبي حازم عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام): يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم): كذب الوقاتون، يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء. ثم قال: يا أبا محمد إنه لابد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر.
 قلت: جعلت فداك أي شيء الطاعون الأبيض؟ وأي شيء الطاعون الأحمر؟
قال (عليه السلام): الطاعون الأبيض الموت الجاذف، والطاعون الأحمر السيف ولا يخرج القائم حتى ينادي باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [في شهر رمضان] ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل (عليه السلام).(٣١٠)

* * *

سؤال البطائني للإمام الكاظم (عليه السلام) عن حتمية السفياني؟
عن الفزاري، عن الحسن بن علي بن يسار عن الخليل بن راشد، عن البطائني قال: رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهم السلام) من مكة إلى المدينة، فقال يوما لي: لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني.
قلت له: يا سيدي أمره من المحتوم؟
قال (عليه السلام): من المحتوم.. ثم أطرق ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء.(٣١١)

* * *

سؤال داود بن كثير للإمام الكاظم (عليه السلام) عن صاحب الأمر؟
عن علي بن حسان، عن داود بن كثير قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر؟
قال (عليه السلام): هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن أهله الموتور بأبيه.(٣١٢)

* * *

سؤال ابن الجهم للإمام الكاظم (عليه السلام) عن الفرج؟
الفضل، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن شيء من الفرج؟
فقال (عليه السلام): أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟
قلت: لا أدري إلا أن تعلمني.
فقال (عليه السلام): نعم، انتظار الفرج من الفرج.(٣١٣)

* * *

سؤال ابن البكير للإمام الكاظم (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: وله اسلم من في السماوات والأرض؟
عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها)؟ قال: أنزلت في القائم (عليه السلام) إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض (عليهم السلام) فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة، وما يؤمر به المسلم، ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلا وحد الله. قلت له: جعلت فداك إن الخلق أكثر من ذلك؟ فقال: إن الله إذا أراد أمرا قلل الكثير، وكثر القليل.(٣١٤)

* * *

سؤال الهروي للإمام الرضا (عليه السلام) عن مشروعية قتل المهدي لذراري قتلة الحسين (عليه السلام)؟
عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذ اخرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟
فقال (عليه السلام): هو كذلك.
فقلت: وقول الله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر اخرى) ما معناه؟
قال (عليه السلام): صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم، ويفتخرون بها، ومن رضي شيئا كان كمن أتاه، ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذ اخرج لرضاهم بفعل آبائهم.
قال: قلت له: بأي شيء يبدأ القائم منكم إذا قام؟
قال (عليه السلام): يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم لأنهم سرّاق بيت الله عز وجل.(٣١٥)

* * *

سؤال الريان للإمام الرضا (عليه السلام) عن جواز تسمية المهدي بصاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي؟
عن علي بن الحسن بن فضالة، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: القائم المهدي بن الحسن لا يرى جسمه ولا يسمى (سميه) باسمه أحد بعد غيبته حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق.
فقلنا له: يا سيدنا وإن قلنا صاحب الغيبة، وصاحب الزمان والمهدي؟
قال (عليه السلام): هو كله جائز مطلق، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه، ليخفي اسمه عن أعدائنا فلا يعرفوه.(٣١٦)

* * *

سؤال الحسين بن خالد للإمام الرضا (عليه السلام) عن انتهاء وقت التقية؟
عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قال عليّ بن موسى الرّضا (عليه السلام): لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له؛ وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.
فقيل له: يا ابن رسول الله إلى متى؟
قال (عليه السلام): إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فَمَنْ ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا.
فقيل له: يا ابن رسول الله ومَنْ القائم منكم أهل البيت؟
قال: الرابع مِنْ ولدي، ابن سيّدة الإماء، يطهّر الله عز وجل به الأرض من كل جور، ويقدّسها من كلّ ظلم، وهو الذي يشكُّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه؛ فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين النّاس فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الَّذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظلٌ، وهو الذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدُّعاء إليه، يقول: ألا إنَّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فأتَّبِعُوه، فإنّ الحقّ معه وفيه، وهو قول الله عز وجل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).(٣١٧)

* * *

سؤال الحسن بن إبراهيم للإمام الرضا (عليه السلام) عن سلطان بني العباس..
عن عبيدالله بن موسى، عن محمد بن موسى، عن. أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن بن إبراهيم قال: قلت للرضا (عليه السلام): أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس؟
فقال (عليه السلام): كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم.(٣١٨)

* * *

سؤال أحمد بن عمر للإمام الرضا (عليه السلام) عن بقاء الأرض بغير إمام؟
عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قلت له هل تبقى الأرض بغير إمام؟
قال (عليه السلام): لا.
قلت: فإنا نروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد؟
قال (عليه السلام): لا تبقى... إذا لساخت.(٣١٩)

* * *

سؤال بن أبي نصير للإمام الرضا (عليه السلام) عن الحدث الذي يقع ما بين الحرمين؟
عن احمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قرب هذا الأمر؟
فقال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)، حكاه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفنا، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلا، فقال: أما ترى بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم؟
فقلت: لهم الجلا؟
قال: وغيرهم، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء.
فقلنا له: جعلنا فداك أخبرنا بما يكون في سنة المائتين
قال: لو أخبرت أحدا لأخبرتكم، ولقد خبرت بمكانكم، فما كان هذا من رأي أن يظهر هذا مني إليكم، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شيء من الحق لم يقدر العباد على ستره.
فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك آل فلان على رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما.
قال (عليه السلام): قد قلت ذاك لك.
فقلت: أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟
قال (عليه السلام): لا.
قلت: يكون ماذا؟
قال (عليه السلام): يكون الذي تقول أنت وأصحابك.
قلت: تعني خروج السفياني؟
فقال (عليه السلام): لا.
فقلت، فقيام القائم؟
قال (عليه السلام): يفعل الله ما يشاء.
قلت: فأنت هو؟
قال (عليه السلام): لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال (عليه السلام): إن قدام هذا الأمر علامات، حدث يكون بين الحرمين.
قلت: ما الحدث؟
قال (عليه السلام): عضبة(٣٢٠) تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا.(٣٢١)

* * *

سؤال الحسين بن خالد للإمام الرضا (عليه السلام) حول بعض التكاليف
عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك، حديث كان يرويه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة؟
فقال لي: وما هو؟
قلت له: روى عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبد الله (عليه السلام) في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن فقال له: جعلت فداك إن هذا قد آلف الكلام وسارع الناس إليه، فما الذي تأمر به؟
فقال (عليه السلام): اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض.
 قال: وكان عبد الله بن بكير يقول: والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم.
قال: فقال لي أبو الحسن (عليه السلام): الحديث على ما رواه عبيد، وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير إنما عنى أبو عبد الله (عليه السلام) بقوله: ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك، وما سكنت الأرض من الخسف بالجيش.(٣٢٢)

* * *

سؤال ابن دلف للام الرضا (عليه السلام) عن الإمام بعد الحسن العسكري؟
ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن الصقر ابن دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إن الإمام بعدي ابني علي أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمامة بعده في ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت.
فقلت له: يا بن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر فقلت له: يا بن رسول الله ولم سمي القائم؟
قال (عليه السلام): لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمي المنتظر قال: لان له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكثر فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.(٣٢٣)

* * *

سؤال محمد ابن الفضيل للإمام الرضا (عليه السلام) عن معنى قوله تعالى: والله متم نوره؟
الشيخ محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية قلت: (والله متم نوره)؟ قال: (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم) ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، (والله متم نوره): الإمامة لقوله عز وجل: (الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) والنور هو الإمام.
قلت له: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
قال: (عليه السلام) هو الذي أمر الله رسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق.
قلت: (ليظهره على الدين كله
قال (عليه السلام): على جميع الأديان عند قيام القائم لقول الله تعالى: (والله متم نوره) بولاية القائم (ولو كره الكافرون) بولاية علي (عليه السلام).
قلت: هذا تنزيل؟
قال (عليه السلام): نعم، أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل.(٣٢٤)

* * *

سؤال الإمام الرضا (عليه السلام) عن سبب الغيبة؟
عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه.
قلت له: ولم ذلك يا ابن رسول الله؟
قال (عليه السلام): لان إمامهم يغيب عنهم.
فقلت: ولم؟
قال لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف.(٣٢٥)

* * *

سؤال البزنطي للإمام الرضا (عليه السلام) عن الرؤيا؟
ابن أبي الخطاب، عن البزنطي قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن مسألة للرؤيا فأمسك ثم قال: إنا لو أعطيناكم ما تريدون، لكان شرا لكم واخذ برقبة صاحب هذا الأمر.
قال: وقال (عليه السلام): وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل لهم، فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا، ولا تغتروا بمن أمهل له فكأن الأمر قد وصل إليكم.(٣٢٦)

* * *

سؤال البزنطي للإمام الرضا عن معنى البيوح
ابن عيسى، عن البزنطي، عن الرضا (عليه السلام) قال: قدام هذا الأمر قتل بيوح. قلت: وما البيوح؟
قال: دائم لا يفتر.(٣٢٧)

* * *

سؤال عبد العظيم الحسني للإمام الجواد (عليه السلام) عن القائم نفسه المهدي؟
عن محمد بن هارون الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن علي (عليهم السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره؟
فابتدأني فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وإن الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.(٣٢٨)

* * *

سؤال القيسي للإمام الجواد (عليه السلام) عن وقوع الحيرة عند الغيبة..
عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام): من الخلف بعدك؟
قال (عليه السلام): ابني علي ابني علي ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه ثم قال: إنها ستكون حيرة! قلت: فإذا كان ذلك فإلى من؟
فسكت ثم قال (عليه السلام): لا أين حتى قالها ثلاثا.
فأعدت.
فقال (عليه السلام): إلى المدينة.
فقلت: أي المدن؟
فقال (عليه السلام): مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها.(٣٢٩)

* * *

سؤال داود بن أبي القاسم للإمام الجواد (عليه السلام) عن البداء لله في المحتوم؟
عن داود بن أبي القاسم قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهم السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟
قال (عليه السلام): نعم.
قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم (عليه السلام)؟
قال (عليه السلام): القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد.(٣٣٠)

* * *

سؤال صقر بن ابي دلف للإمام الجواد (عليه السلام) عن الأيام..
عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره قال: فنظر إلي حاجب المتوكل فأمر أن أدخل إليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟
فقلت: خير أيها الأستاذ.
فقال: اقعد.
قال الصقر: فأخذني ما تقدم وما تأخر، فقلت: أخطأت في المجيء، قال: فوحى الناس عنه، ثم قال: ما شأنك وفيم جئت؟
قلت: لخير ما.
فقال: لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك؟
فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين.
فقال: اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك.
فقلت: الحمد لله.
فقال: تحب أن تراه؟
قلت: نعم.
قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد.
قال: فجلست، فلما خرج، قال لغلامه: خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه.
قال: فأدخلني إلى الحجرة وأومأ إلى بيت، فدخلت فإذا هو (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد عليّ السلام، ثم أمرني بالجلوس فجلست، ثم قال (عليه السلام): يا صقر ما أتى بك؟
قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك، قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال (عليه السلام): يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء.
فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا أعرف معناه.
فقال (عليه السلام): وما هو؟
قلت: قوله (صلّى الله عليه وآله وسلم): " لا تعادوا الأيام فتعاديكم " ما معناه؟
فقال (عليه السلام): نعم الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض، فالسبت اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، والأحد اسم أمير المؤمنين (عليه السلام)، والاثنين الحسن والحسين، والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهم السلام)، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، وإليه تجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال (عليه السلام): ودع فلا آمن عليك.(٣٣١)

* * *

سؤال عبد العظيم الحسني للإمام الهادي (عليه السلام) عن عقائده
عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا.
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا ثبتت عليه حتى ألقى الله عز وجل.
فقال (عليه السلام): ها تها أبا القاسم.
فقلت: إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء، خارج من الحدين: حد الإبطال، وحد التشبيه، وأنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام، ومصور الصور، وخالق الأعراض والجواهر، ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه، وإن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، وأقول: إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي.
فقال (عليه السلام): ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده؟
قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟
قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
قال: فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله..
وأقول: إن المعراج حق، والمسائلة في القبر حق، وإن الجنة حق، والنار حق، والصراط حق، والميزان الحق، (وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(٣٣٢)..
وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
فقال علي بن محمد (عليه السلام): يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.(٣٣٣)

* * *

سؤال أبو هاشم الجعفري للإمام الهادي (عليه السلام) عن كيفية ذكر القائم؟
عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟
فقلت: ولِمَ جعلني الله فداك؟
فقال (عليه السلام): لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه.
قلت: فكيف نذكره؟
قال (عليه السلام): قولوا: الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه.(٣٣٤)

* * *

سؤال محمد بن عبد الجبار للإمام العسكري (عليه السلام) عن الإمام والحجة بعده؟
قال أبو محمّد ابن شاذان عليه الرحمة والغفران: حدّثنا محمّد بن عبد الجبار رضي الله عنه قال: قلت لسيدي الحسن بن عليّ (عليهم السلام)، يا ابن رسول الله جعلني الله فداك، أحب أن أعلم مَنْ الإمام، وحجة الله على عباده مِنْ بعدك؟
قال (عليه السلام): إنَّ الإمام، والحجَّة بعدي ابني سميّ رسول الله، وكنيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه.
فقلت: مِمَّنْ (يتولد) هو يا ابن رسول الله؟
قال (عليه السلام): مِنْ ابنة ابن قيصر ملك الروم، ألا إنه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة، ثمّ يظهر، ويقتل الدجال فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فلا يحل لأحد أن يسمّيه أو يكنيّه باسمه وكنيته قبل خروجه صلوات الله عليه.(٣٣٥)

* * *

سؤال يعقوب بن منفوس للإمام العسكري (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر؟
عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسين بن هارون، عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم عن يعقوب بن منفوس قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهم السلام) وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له: سيدي من صاحب هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) فقال: هذا صاحبكم، ثم وثب فقال له: يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ثم قال لي: يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا.(٣٣٦)

* * *

سؤال أبو الأديان الخادم للإمام العسكري (عليه السلام) عن طرق تشخيص المهدي (عليه السلام)..
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين: عن أبي الأديان قال: كنت أخدم الحسن بن عليّ بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علّته التي توفي فيها صلوات الله عليه، فكتب معي كتابا وقال: امض بها إلى المدائن، فإنَّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فمن؟
قال (عليه السلام): مَنْ طالبك بجوابات كتبي فهو القائم مِنْ بعدي.
فقلت: زدني.
فقال (عليه السلام): مَنْ يصلي عليَّ فهو القائم من بعدي.
فقلت: زدني.
فقال: مَنْ أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله عمّا في الهميان.
وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سرّ من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (عليه السلام)، فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل، وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّونه..
فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة، لأنِّي كنت أعرفه يشرب النبيذ، ويقامر في الجوسق، ويلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت فلم يسألني عن شيء، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصلِّ عليه، فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة.
فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ صلوات الله عليه على نعشه مكفناً، فتقدم جعفر بن عليّ ليصلِّي على أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن عليّ وقال: تأخر يا عمّ فأنا أحقّ بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر، وقد أربدَّ وجهه واصفرّ.
فتقدم الصبي وصلّى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه (عليهم السلام). ثمَّ قال: يا بصريّ هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه.
فقلت في نفسي: هذه بيّنتان، بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن عليّ وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه؟
فقال: والله ما رأيته قطّ ولا أعرفه.
فنحن جلوس، فقدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن عليّ (عليهم السلام) فعرفوا موته، فقالوا: فمن (نعزي)؟
فأشار الناس إلى جعفر بن عليّ فسلّموا عليه وعزّوه وهنّوه وقالوا: إن معنا كتباً ومالاً، فتقول ممن الكتب؟ وكم المال؟
فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب.
قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان (وفلان) وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير فيها مطلية، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام.
فدخل جعفر بن عليّ على المعتمد وكشف له ذلك، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية، فطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلاً بها لتغطّى حال الصبيّ، فسُلّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزّنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم.(٣٣٧)

* * *

سؤال احمد الأشعري للإمام العسكري (عليه السلام) عن علامة يطمئن إليها قلبه؟
قال الصدوق رضي الله عنه: حدّثنا عليّ بن عبد الله الورَّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهم السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدءاً: يا أحمد بن إسحاق! إنَّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام)، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجَّة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه يُنزِّل الغيث، وبه يُخْرجُ بركات الأرض.
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله! فَمَنْ الخليفة والإمام بعدك؟
فنهض (عليه السلام) مسرعاً، فدخل البيت، ثُمَّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنَّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق! لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حُججه ما عرضت عليك ابني هذا؛ إنه سمِّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيّه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلمًا.
يا أحمد بن إسحاق مَثَلُهُ في هذه الأمّة كمثل الخضر (عليه السلام)، ومثله مثل ذي القرنين؛ والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبَّته الله عز وجل على القول بإمامته، ووفقه للدُّعاء بتعجيل فرجه.
قلت: يا مولاي! هل من علامة يطمئن إليها قلبي؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بقيّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه؛ فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق!
فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت فرحاً مسروراً، فلمَّا كان من الغد عدتُ إليه، فقلت: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت (به) عليَّ، فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال (عليه السلام): طول الغيبة، يا أحمد!
فقلت (له): يا ابن رسول الله! وإن غيبته لتطول؟
قال (عليه السلام): إي، وربِّي؛ حتَّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه.
يا أحمد بن إسحاق! هذا أمر من (أمر) الله جلّت عظمته، وسرٌّ من سرِّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك، واكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا (غداً) في عليين.(٣٣٨)

* * *

سؤال أبو هاشم الجعفري للإمام العسكري (عليه السلام) عن ولده؟
عن محمد بن يحيى عن احمد بن إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي محمد (عليه السلام): جلالتك تمنعني عن مسألتك فتأذن لي في أن أسألك؟
قال (عليه السلام): سل.
قلت: يا سيدي هل لك ولد؟
قال (عليه السلام): نعم.
قلت: فان حدث حدث فأين أسأل عنه؟
فقال (عليه السلام): بالمدينة.(٣٣٩)

المصادر

القران الكريم
إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات/ الحر العاملي، ت: ١١٠٤هـ/ تحقيق: هاشم المحلاتي/ دار الكتب الإسلامية - طهران ١٣٦٦هـ/ ط: ١.
إثبات الوصية/ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الهذلي/ دار الأضواء - بيروت/ ط: ٢ - ١٩٨٨م.
الاختصاص/ الشيخ المفيد، ت: ٤١٣هـ/ تعليق وتصحيح: علي اكبر الغفاري/ مؤسسة الاعلمي - بيروت.
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد/ الشيخ المفيد، ت: ٤١٣هـ/ ط: دار المفيد – بيروت.
إعلام الورى بأعلام الهدى/ الفضل بن الحسن الطبرسي، ت: ٥٤٨هـ/ مؤسسة آل البيت لإحياء التراث/ قم المقدسة: ١٤١٧هـ.
الامالي/ الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، ت: ٤٦٠هـ/ مؤسسة الوفاء - بيروت.
بحار الأنوار/ العلامة المجلسي، ت: ١١١١هـ/ دار إحياء التراث العربي - بيروت.
بصائر الدرجات الكبرى/ محمد بن الحسن الصفار، ت: ٢٩٠هـ/ مؤسسة الاعلمي.
تأويل الآيات الظاهرة/ السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي الغروي/ من علماء النصف الثاني من القرن العاشر/ دار الجوادين - بيروت. ط: الاولى - ٢٠١٢م.
تفسير العياشي/ محمد بن مسعود بن عياش السلمي العياشي، ت: ٣٢٠هـ/ تعليق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي/ مؤسسة الاعلمي للمطبوعات - بيروت.
تفسير القمي/ أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي/ مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم١٤٠٤هـ.
ثواب الأعمال/ الشيخ الصدوق، ت: ٣٨١هـ/ ط: ٣ - ١٣٦٨ش/ مطبعة الأمير، منشورات الشريف الرضي - قم/ تقديم: السيد محمد مهدي الخرسان.
الخرائج والجرائح/ قطب الدين الراوندي/ ت: مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)/ قم المقدسة.
الخصال/ الشيخ الصدوق، ت: ٣٨١هـ/ مؤسسة الاعلمي - بيروت.
دلائل الإمامة/ الشيخ محمد بن جرير الطبري الامامي (من أعلام القرن الرابع)/ مؤسسة الاعلمي - بيروت.
روضة الواعظين/ محمد بن فتال النيشابوري الشهيد، ت: ٥٠٨هـ/ تحقيق: السيد محمد مهدي الخرسان/ منشورات الرضي - قم المقدسة.
عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عليه السلام)/ يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي/ انتشارات نصايح - ١٤١٦هـ.
علل الشرائع/ ابن بابويه القمي/ ت: ٣٨١هـ/ منشورات المكتبة الحيدرية - ١٣٨٦هـ/ النجف الاشرف.
عيون أخبار الرضا/ الشيخ الصدوق، ت: ٣٨١هـ/ مؤسسة الاعلمي/ ط: الاولى - ١٤٠٤هـ - بيروت.
الغيبة/ الشيخ أبو زينب النعماني، ت: ٣٦٠هـ/ أنوار الهدى - قم: ١٤٢٢هـ.
الغيبة/ الشيخ الطوسي، ت: ٤٦٠هـ/ مؤسسة المعارف الإسلامية - قم: ١٤١١هـ.
قرب الإسناد/ أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري (من أعلام القرن الثالث الهجري)/ تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – بيروت - ١٩٨٣م/ ط: ١.
الكافي/ الشيخ الكليني، ت: ٣٢٩هـ/ المكتبة الإسلامية - طهران، ١٣٨٨هـ.
كامل الزيارات/ جعفر بن محمد بن قولويه، ت: ٣٦٧هـ/ تصحيح عبد الحسين الاميني/ المطبعة المرتضوية - النجف الاشرف ١٣٥٦هـ.
كشف الغمة في معرفة الأئمة/ علي بن عيسى الاربلي، ت: ٦٩٢هـ/ دار الأضواء - بيروت.
كفاية الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر/ محمد بن علي الخزاز القمي، ت: ٤٠٠هـ/ تحقيق: عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي/ انتشارات بيدار - قم: ١٤٠١هـ.
كمال الدين تمام النعمة/ الشيخ الصدوق، ت: ٣٨٠هـ/ نشر الحوزة العلمية - قم المقدسة.
المحاسن/ احمد بن محمد بن خالد البرقي/ دار الكتب الإسلامية/ طهران
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي/ السيد محمد الميرلوحي/ ترجمة السيد ياسين الموسوي/ إصدار مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي.
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل/ المحدث النوري الطبرسي، ت: ١٣٢٠هـ/ مؤسسة آل البيت لإحياء التراث/ ط: ١ المحققة.
معاني الأخبار/ الشيخ الصدوق، ت: ٣٨١هـ/ مؤسسة النشر الإسلامي – قم المقدسة ١٣٧٩هـ.
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي/ الشيخ علي الكوراني/ دار المرتضى - بيروت/ الطبعة الجديدة - ٢٠٠٩م.
الملاحم والفتن/ ابن طاووس، ت: ٦٦٤هـ/ مؤسسة الاعلمي - بيروت ١٩٨٨م/ ط: ١.
نهج البلاغة/ تعليق: محمد عبده/ دار المعرفة/ بيروت - لبنان.
الهداية الكبرى/ أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي/ ت: ٣٣٤هـ/ مؤسسة البلاغ/ ط: ١ - ١٤١١هـ/ بيروت - لبنان.

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة / ج: ٢، ب١١- صفات القاضي.
(٢) عقد الدرر: ٢٤.
(٣) الإسراء: ٥-٦.
(٤) القصص: ٥-٦.
(٥) الهداية الكبرى: ١٥٨.
(٦) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ٢٦٠.
(٧) ما بين المعقوفتين أثبتناه من كفاية الأثر: ١٣؛ عنه البحار: ٣٦, ص٢٨٣ (المركز).
(٨) مختصر كفاية المهتدي: ٧٤.
(٩) النور: ٥٥.
(١٠) البقرة: ٣.
(١١) المجادلة: ٢٢.
(١٢) مختصر كفاية المهتدي: ٧٨.
(١٣) دلائل الإمامة: ٤٧.
(١٤) المعجم الموضوعي: ص ١٨٤.
(١٥) مختصر كفاية المهتدي: ص٦٧, ولم يذكر تكملة الحديث.
(١٦) كمال الدين: ١,٢٨٠.
(١٧) البحار: ج٥١, ص٦٣.
(١٨) إعلام الورى: ص٤٠٠/ كشف الغمة: ج٣, ص٣١١.
(١٩) إعلام الورى: ٤٣٤.
(٢٠) المنافقون: ٤.
(٢١) في بعض نسخ المصادر: يحفظ. (المحقق)
(٢٢) في نهج البلاغة: ولم يهم, وفي الخصال: لم يسه.(المحقق)
(٢٣) الحشر: ٧.
(٢٤) النساء: ٥٩.
(٢٥) مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي: ص٤٦ وما بعدها.
(٢٦) الكافي: ج١, ص ٣٣٨.
(٢٧) معاني الأخبار: ص٩٠, ح٤, باب معنى الثقلين والعترة.
(٢٨) الشعراء: ٤.
(٢٩) غيبة النعماني: ص٢٦٠, ح٨.
(٣٠) غيبة النعماني: ص٢١٢/ البحار: ج٥١, ص١١٥.
(٣١) كفاية الأثر: ٢٣٢.
(٣٢) مقتضب الأثر لابن العياش: ٣١.
(٣٣) كمال الدين: ٢/٥٢٥ -٥٢٨/ باب٤٦/ ح١.
(٣٤) المحاسن: ١/ ٤٠٧/ ح٩٢٦.
(٣٥) مختصر بصائر الدرجات: ٢٠.
(٣٦) العدد القوية: ٧٥ -٧٧/ اليوم الخامس عشر/ ح١٢٦.
(٣٧) إثبات الهداة: ج٣, ص٥٦٩.
(٣٨) غيبة النعماني: ٢١٢.
(٣٩) كمال الدين: ١/٣١٨.
(٤٠) (فيا طوبى)كما في بعض النسخ المطبوعة.
(٤١) كمال الدين/ الصدوق: ٣٣٠/ باب ٣٢/ ح ١٥.
(٤٢) الإرشاد: ص ٣٦٥.
(٤٣) غيبة الطوسي: ٤٤٣, ح٤٣٥.
(٤٤) إثبات الهداة: ج٣, ص٥٣٨, ح٤٩٤.
(٤٥) علل الشرائع: ١٦٠/ باب: ١٢٩, ح١.
(٤٦) غيبة النعماني: ١٨٤, ح٣٥.
(٤٧) إثبات الهداة: ج٣, ص٥٣٨, ح٤٩٦.
(٤٨) كمال الدين: ص٣٠٩, ح١٣.
(٤٩) غيبة النعماني: ص١٧٣, ح١٠.
(٥٠) الأنعام: ٢.
(٥١) غيبة النعماني: ص٣١٢, ح٥.
(٥٢) المصدر السابق.
(٥٣) كفاية الأثر: ص٢٥٠.
(٥٤) كمال الدين: ص٣٠٥, ح٢.
(٥٥) غيبة النعماني: ص٣٣٧, ح٣.
(٥٦) البحار: ج٥٢, ص٢٧١.
(٥٧) المصدر السابق.
(٥٨) غيبة النعماني: ص١٧٢, ح٨.
(٥٩) البحار: ج٥٢, ص٣٢٦.
(٦٠) في البحار (دهمك).
(٦١) غيبة النعماني: ١٩٤/ باب ١١, ح٢.
(٦٢) المعارج: ١.
(٦٣) تفسير القمي: ٢/٣٨٥.
(٦٤) إثبات الهداة: ٧, ١٤٩, ح ٧٢٤.
(٦٥) غيبة النعماني: ٢٨٨.
(٦٦) تفسير القمي: ٢, ص٤٢٥.
(٦٧) الكافي: ١/٥٣٦, ح١.
(٦٨) الغيبة للنعماني: ١٧٦, ح١٨.
(٦٩) غيبة الطوسي: ٢٢٩ / رقم٢٨٧.
(٧٠) كمال الدين: ١ /٣٣٠/ باب٣٢, ح١٦.
(٧١) الغيبة للطوسي: ٤٤٥ -٤٤٦/ رقم٤٤١.
(٧٢) علل الشرائع: ٥٧٩/ باب ٣٨٥, ح١٠.
(٧٣) الخرائج والجرائح: ٢/ ٨٣٩/ باب١٤, ح٥٥.
(٧٤) كمال الدين: ص١٩٩, ح٢٢.
(٧٥) وفي نسخة دلائل الإمامة المطبوعة (يكر) بدل يكن.
(٧٦) إثبات الهداة: ٧: ١٥, ح ٧٢٥.
(٧٧) الكافي: ج١, ص٣٤١, ح٢١.
(٧٨) مستدرك الوسائل: ج١١, ص٣٦, ح٧.
(٧٩) غيبة النعماني: ص٢٤٩, ح٤٠.
(٨٠) البحار: ج٢٥, ص١٣٦.
(٨١) البقرة: ١٢٤.
(٨٢) الزخرف: ٢٨.
(٨٣) الأنبياء: ٢٣.
(٨٤) كمال الدين: ج١, ص٣٣.
(٨٥) البقرة: ١٥٥.
(٨٦) غيبة النعماني: ص ٢٥٠ ب ١٤ ح ٥/ سورة آل عمران, الاية: ٧.
(٨٧) بحار الأنوار: ج٥١, ص٣٠.
(٨٨) الكافي: ج١, ص٣٧١, ح٤.
(٨٩) غيبة النعماني: ص١٨١, ح٢٩.
(٩٠) كمال الدين: ص٣٣٤, ح٤.
(٩١) المصدر السابق: ص٤١١.
(٩٢) غيبة النعماني: ص٣٢٢, والبحار: ج٥١, ص٤٣.
(٩٣) البقرة: ١ – ٣.
(٩٤) كمال الدين: ص٣٤٠, ح٢٠/ والآية: ٢٠ من سورة يونس.
(٩٥) المدثر: ٨.
(٩٦) الكافي: ج١, ص٣٤٣, ح٣٠.
(٩٧) التوبة: ٣٦.
(٩٨) البقرة: ١٩٣.
(٩٩) تفسير العياشي: ج٢, ص٥٦, ح٤٨/ البحار: ٥١, ص٥٥.
(١٠٠) الرحمن: ٤١.
(١٠١) بصائر الدرجات: ص٣٧٩, ح١٧/ البحار: ٥٢, ص٣٢٠.
(١٠٢) الغاشية: ١.
(١٠٣) ثواب الأعمال: ص ٢٤٨.
(١٠٤) السجدة، الآية: ٢١.
(١٠٥) تأويل الآيات الظاهرة: ج٢, ص٤٤٤/ البحار: ٥١, ص٥٩.
(١٠٦) التوبة: ٣٣.
(١٠٧) المصدر السابق: ج٢, ص٦٨٨/ البحار: ج٥١, ص٦٠.
(١٠٨) فصلت، الآية: ٥٣.
(١٠٩) الكافي: ج٨, ص٣٨١, ح٥٧٥.
(١١٠) النحل: ٣٨.
(١١١) الكافي: ج٨, ص٥٠/ تفسير العياشي: ج٢, ص٢٥٩/ البحار: ج٥٣, ص٩٣/ سورة النحل، الآية: ٣٨.
(١١٢) الكافي: ج١, ص٣٤١, ح٢١/ غيبة النعماني: ص١٨٦, ح٣٨.
(١١٣) كمال الدين: ص٣٤٥, ح٣١/ البحار: ج: ٥١, ص ١٤٦.
(١١٤) غيبة النعماني: ص٢٤٥, ح٤٦/ البحار: ج٥١, ص ١٤٨.
(١١٥) الإرشاد: ص ٣٦٤ / روضة الواعظين: ج ٢ ص ٢٦٥ - كما في الإرشاد بتفاوت يسير، إعلام الورى: ص ٤٣١ ب ٤ ف ٣ - كما في الإرشاد، مرسلا عن عبد الله بن المغيرة / كشف الغمة: ج ٣ ص ٢٥٥ - عن الإرشاد. البحار: ج٥٢, ص٣٣٨.
(١١٦) غيبة النعماني: ص٢٩٩, ح ٣٩٥/ البحار: ج٥٢, ص٣٧٣.
(١١٧) المصدر السابق.
(١١٨) كمال الدين: ص٣٤٠, ح١٨/ البحار: ج٥١, ص٢١٦.
(١١٩) الإسراء: ١٣.
(١٢٠) النساء: ١٥٧.
(١٢١) هود: ٣٧.
(١٢٢) يوسف: ١١٠.
(١٢٣) كمال الدين: ص ٣٥٢, ح٥٠/ غيبة الطوسي: ص١٠٤/ البحار: ج٥١, ص٢١٩.
(١٢٤) غيبة الطوسي: ص٢٦٠/ البحار: ج٥١, ص٢٢٤.
(١٢٥) الانشقاق: ١٩.
(١٢٦) كمال الدين: ص٢٤٥, ح٧/ البحار: ج٥٢, ص٩٠.
(١٢٧) علل الشرائع: ص٢٤٥, ح٨/ كمال الدين: ص٤٨١, ح١١/ البحار: ج٥٢, ص٩١.
(١٢٨) الكافي: ج١, ص٣٣٦, ح٤.
(١٢٩) كمال الدين: ص٣٤١, ح٢١/ البحار: ج٥١, ص١٤٢/ الآيات: ٨٩ -٩٠, سورة يوسف.
(١٣٠) غيبة النعماني: ص١٦٤, ح٤/ دلائل الإمامة: ص٢٩٠/ البحار: ج٥٢, ص ١٥٤.
(١٣١) غيبة النعماني: ص١٥٠, ح٨/ البحار: ج٥١, ص١٤٦.
(١٣٢) الكافي: ج١, ص٣٣٨, ح٩.
(١٣٣) غيبة النعماني: ص٢٠٤, ح٦.
(١٣٤) كمال الدين: ص٣٤٢, ح٢٤/ البحار: ج٥٢, ص ١٤٦.
(١٣٥) غيبة النعماني: ص١٥١, ح٩.
(١٣٦) غيبة النعماني: ص٢٩٤, ح١١/ البحار: ج٥٢, ص١٠٣.
(١٣٧) غيبة النعماني: ص٢٨٨, ح١.
(١٣٨) الكافي: ج١, ص٤٧١, ح٣.
(١٣٩) كمال الدين: ص٣٥٨, ح٥٥/ سورة الرعد, الآية: ٢٩.
(١٤٠) تأويل الآيات الظاهرة ج ٢ ص ٦٦٥ - ٦٦٦ ح ٢١.
(١٤١) الإسراء الآية: ٧١.
(١٤٢) الكافي: ج١, ص٣٧١, ح٢.
(١٤٣) إثبات الوصية: ص ٢٢٦ – ٢٢٧.
(١٤٤) الاختصاص: ص٢٠/ بحار الأنوار / ج٥٢, ص١٤٤.
(١٤٥) بحار الأنوار: ج ٥٢, ص ١٣٨.
(١٤٦) البحار: ج٥٢, ص١٣٢.
(١٤٧) غيبة النعماني: ص١٥٩, ح٤/ البحار: ج٥٢, س١٣٣.
(١٤٨) كمال الدين: ص٣٥٠, ح٤٤/ البحار: ج٥٢, ص١٤٩.
(١٤٩) البحار: ج٥٢, ص١٤٩.
(١٥٠) غيبة النعماني: ص١٥٩, ح٦.
(١٥١) البحار: ج٥٢, ص١٣٤.
(١٥٢) الكافي: ج١, ص٣٣٣, ح٢/ كمال الدين: ص٦٤٥, ح٧.
(١٥٣) كمال الدين: ص٣٥١, ح٤٩.
(١٥٤) الكافي: ج١, ص٣٤٠, ح٢٠/ غيبة النعماني: ص١٧٣, ح٩.
(١٥٥) غيبة النعماني: ص ١٧٢, ح٧/ البحار: ج٥٢, ص١٥٦.
(١٥٦) الكافي: ج٨, ص٣٣١, ح٥٠٨.
(١٥٧) الكافي: ج٨, ص٢٢٤.
(١٥٨) البحار: ج٥٢, ص٢٦٩, ح١٥٨.
(١٥٩) كمال الدين: ص٦٥٥, ح٢٩/ غيبة الطوسي: ص٢٠٦/ البحار: ج٥٢, ص٢١٣.
(١٦٠) غيبة النعماني: ص١٥٦, ح١٩.
(١٦١) المصدر السابق.
(١٦٢) البقرة: ١٥٥.
(١٦٣) كمال الدين: ص٦٤٩/ سورة: آل عمران, الآية: ٧.
(١٦٤) فصلت, الآية: ١٦.
(١٦٥) غيبة النعماني: ص٢٦٩, ح٤١.
(١٦٦) هود: ٨٦.
(١٦٧) مستدرك الوسائل: ج١٢, ص٣٣٥.
(١٦٨) غيبة الطوسي: ص٢٦٦.
(١٦٩) البقرة: ١٤٨.
(١٧٠) كتاب يعقوب بن نعيم: على ما في ملاحم ابن طاووس. دلائل الإمامة : ص ٣٠٧.
(١٧١) غيبة النعماني: ص ٢٥٧, ح١٦.
(١٧٢) غيبة النعماني: ص٢٦٢, ح٢١/ البحار: ج٥٢, ص ٢٣٥.
(١٧٣) الشعراء: ٤.
(١٧٤) الكافي: ج٨, ص٣١٠, ح٤٨٣.
(١٧٥) غيبة النعماني: ص٣٠٧, ح٧.
(١٧٦) الكافي: ج٨, ص٢٦٤, ح٣٨٣.
(١٧٧) البحار: ج٥٢, ص٢٧٠.
(١٧٨) البحار: ج٥٢, ص٢٧٢, ح ١٦٦.
(١٧٩) كمال الدين: ص٦٥١, ح١١.
(١٨٠) أمالي الطوسي: ص٦٦١, ح ١٣٧٦.
(١٨١) قرب الإسناد: ص٥٨.
(١٨٢) غيبة النعماني: ص ٢٦٤ ب ١٤ ح ٢٨.
(١٨٣) غيبة النعماني: ص٢٦٤, ح٢٩.
(١٨٤) المصدر السابق.
(١٨٥) كمال الدين: ص٦٥٠, ح ٨.
(١٨٦) غيبة النعماني: ص٢٧٤, ح٥٤.
(١٨٧) الكافي: ج٨, ص٣١٠, ح٤٨٤.
(١٨٨) البحار: ج٥٢, ص ٢٨٩.
(١٨٩) غيبة النعماني: ص ٢٦٥, ح٣١.
(١٩٠) كمال الدين: ص٦٥٠, ح٦/ يونس: ٣٥.
(١٩١) الشعراء: ١-٢.
(١٩٢) الشعراء: ٤.
(١٩٣) غيبة النعماني: ص٢٦٣, ح٢٣.
(١٩٤) تفسير العياشي: ج١, ص٢٠٧/ سورة آل عمران, الآية: ١٧٩.
(١٩٥) غيبة النعماني: ص٢٥٢, ح١٠.
(١٩٦) البحار: ج٥٢, ص٢٧٢, ح١٦٥.
(١٩٧) البقرة: ١٤٨.
(١٩٨) كمال الدين: ص١٦٧٢, ح٢٤/ البحار: ج٥٢, ص٢٨٦.
(١٩٩) غيبة النعماني: ص٣١٢, ح٣/ البقرة: ١٤٨.
(٢٠٠) كمال الدين: ص٦٥٤, ح٢٠.
(٢٠١) قرب الإسناد: ص٢١/ البحار: ج٥٢, ص٢٨٠.
(٢٠٢) غيبة الطوسي: ص٢٨٣/ البحار: ج٥٢, ص٢٩١.
(٢٠٣) المصدر السابق.
(٢٠٤) الأعراف, الآية: ١٨٧.
(٢٠٥) لقمان, الآية: ٣٤.
(٢٠٦) محمد, الآية: ١٨.
(٢٠٧) القمر, الآية: ١.
(٢٠٨) الشورى, الآية: ١٧-١٨.
(٢٠٩) التوبة, الاية: ٣٣.
(٢١٠) الأنفال: ٣٩.
(٢١١) آل عمران: ١٩.
(٢١٢) آل عمران: ٨٥.
(٢١٣) آل عمران: ٨٥.
(٢١٤) آل عمران: ١٩.
(٢١٥) الحج: ٧٨.
(٢١٦) البقرة: ١٢٨.
(٢١٧) يونس: ٩٠.
(٢١٨) النمل: ٣٨.
(٢١٩) النمل: ٤٤.
(٢٢٠) آل عمران: ٥٢.
(٢٢١) آل عمران: ٨٣.
(٢٢٢) الذاريات: ٣٦.
(٢٢٣) البقرة: ١٣٦.
(٢٢٤) البقرة: ١٣٣.
(٢٢٥) الأعراف: ١٥٦.
(٢٢٦) آل عمران: ٥٢.
(٢٢٧) (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
(٢٢٨) الزمر: ٧٤.
(٢٢٩) الفتح: ١٠.
(٢٣٠) الحج: ٢.
(٢٣١) القصص: ٥-٦.
(٢٣٢) الأعراف: ١٥٠.
(٢٣٣) الاحقاف: ٣٥.
(٢٣٤) النحل: ١٢٧.
(٢٣٥) آل عمران: ١٤٤.
(٢٣٦) آل عمران: ١٤٤.
(٢٣٧) الأنبياء: ١٠٣.
(٢٣٨) آل عمران: ٣٠.
(٢٣٩) التكوير: ٨ – ٩.
(٢٤٠) آل عمران: ١٦٩-١٧٠.
(٢٤١) السجدة: ٢١.
(٢٤٢) إبراهيم: ٤٨.
(٢٤٣) الأنعام: ٨٣ وفي سورة يوسف: ٧٦.
(٢٤٤) الأنعام: ١٢٤.
(٢٤٥) آل عمران: ٣٣ – ٣٤.
(٢٤٦) آل عمران: ٦٨.
(٢٤٧) الحج: ٧٨.
(٢٤٨) إبراهيم: ٣٥.
(٢٤٩) البقرة: ١٢٤.
(٢٥٠) البقرة: ٢٥٤.
(٢٥١) لعل هذا اقتباس من آيات قرآنية.
(٢٥٢) القصص: ٥-٦.
(٢٥٣) البقرة: ٢٣٥.
(٢٥٤) النساء: ٤.
(٢٥٥) البقرة: ٢٨٢
(٢٥٦) الطلاق: ١.
(٢٥٧) الطلاق: ١-٢.
(٢٥٨) الطلاق: ١.
(٢٥٩) البقرة: ٢٢٨.
(٢٦٠) البقرة: ٢٢٩.
(٢٦١) البقرة: ٢٢٨-٢٣٠.
(٢٦٢) النساء: ٢٤.
(٢٦٣) النساء: ٤.
(٢٦٤) البقرة: ٢٠٤- ٢٠٥.
(٢٦٥) الزمر: ٧٤.
(٢٦٦) النصر: ١.
(٢٦٧) التوبة: ٣٣.
(٢٦٨) الفتح: ١-٣.
(٢٦٩) الأنبياء: ٢٨.
(٢٧٠) التوبة: ٣٣.
(٢٧١) التوبة: ٣٣.
(٢٧٢) الأنفال: ٣٩.
(٢٧٣) هود: ١٠٥- ١٠٨.
(٢٧٤) بحار الأنوار: ج٥٣/ من صفحة ١ إلى صفحة ٣٥.
(٢٧٥) القر- بالضم- البرد كما في اقرب الموارد.
(٢٧٦) غيبة النعماني: ص ٢٩٦, ح١/ البحار: ج٥٢, ص٣٦٢.
(٢٧٧) غيبة النعماني: ص٢٣٠, ح١٣/ البحار: ج٥٢, ص٣٥٢.
(٢٧٨) كامل الزيارات: ص١١٩, ح٥.
(٢٧٩) الكافي: ج١, ص٤١١, ح٢/ سورة هود: ٨٦.
(٢٨٠) البحار: ج٥٢, ص٣٧٦, ح١٧٧.
(٢٨١) بصائر الدرجات: ص٢٠٨, ح٥٦/ الخرائج والجرائح: ج٢, ص٦٩١, ح٢.
(٢٨٢) غيبة النعماني: ص٢٤٨, ح٣.
(٢٨٣) غيبة النعماني: ص٣٠٧, ح٢.
(٢٨٤) الملك: ٣٠.
(٢٨٥) كمال الدين: ٣٣٧, ح٣.
(٢٨٦) كمال الدين: ص٦٥٤, ح٢٢.
(٢٨٧) النازعات: ١٢.
(٢٨٨) النازعات: ١٢-١٣.
(٢٨٩) مختصر بصائر الدرجات: ص٢٨.
(٢٩٠) المائدة: ٢٠.
(٢٩١) مختصر بصائر الدرجات: ص٢٨.
(٢٩٢) طه: ١٢٤.
(٢٩٣) تفسير القمي: ج٢, ص٦٥.
(٢٩٤) التكاثر: ٣ و٤.
(٢٩٥) تأويل الآيات الظاهرة: ج٢, ص٨٥٠, ح١.
(٢٩٦) كمال الدين: ج٢, ص٣٧٧, ح٣.
(٢٩٧) النبأ: ١٨.
(٢٩٨) البحار: ج٥٢, ص١١٣, ح١٧.
(٢٩٩) غيبة النعماني: ص١١٢, ح٤.
(٣٠٠) غيبة النعماني: ص١٢٨, ح٣.
(٣٠١) كمال الدين: ص٣٥٨, ح٥٦.
(٣٠٢) كمال الدين : ج ٢ ص ٣٣٣ ب ٣٣ ح ١.
(٣٠٣) دلائل الإمامة: ٣٥.
(٣٠٤) تفسير العياشي: ج٢,٢٦٠, ح٢٩.
(٣٠٥) البحار: ج٢٥, ص١٠٧.
(٣٠٦) الكافي: ج١, ص٣١١.
(٣٠٧) دلائل الإمامة: ٧؛ وفي بصائر الدرجات: ١٤٢, والمحاسن: ٢٣٤: فقال: يا أبا يوسف! لا، إن ذلك لبين في كتاب الله تعالى، فقال: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) عدوكم ممن يخالفكم.
(٣٠٨) كمال الدين: ٢ /٣٣٥.
(٣٠٩) علل الشرائع: ١٤٧/ باب: ١٢٢, ح٢.
(٣١٠) غيبة النعماني: ٢٨٩/ باب: ١٦, ح٦.
(٣١١) إثبات الهداة: ج٣, ص٧٤٠, ح١٢٢.
(٣١٢) المصدر السابق.
(٣١٣) غيبة الطوسي: ٤٥٩/ رقم ٤٧٢.
(٣١٤) تفسير العياشي: ١/ ١٨٣/ ح٨٢.
(٣١٥) علل الشرائع: ص٢٢٩, ح١/ عيون أخبار الرضا: ج١, ص٢٧٣, ح٥/ البحار: ج٥٢: ص٣١٣.
(٣١٦) الهداية الكبرى: ص١٤١.
(٣١٧) كمال الدين: ٣٧١, ح٥/ الشعراء: ٤.
(٣١٨) غيبة النعماني: ص٣١٥, ح١١.
(٣١٩) بصائر الدرجات: ص ٤٨٩ ب ١٢ ح ٨.
(٣٢٠) في الارشاد والغيبة للطوسي(عصبية) بدل (عضبة).
(٣٢١) قرب الإسناد: ص١٦٣/ البحار: ج٥٢, ص١٨٣.
(٣٢٢) معاني الأخبار: ص ٢٦٦, ح١.
(٣٢٣) كمال الدين: ٢ص ٣٧٨.
(٣٢٤) تأويل الآيات الظاهرة: ٦٦١-٦٦٢.
(٣٢٥) علل الشرائع: ٢٤٥, عيوم اخبار الرضا: ١/٢٧٣.
(٣٢٦) قرب الاسناد: ٣٨٠, ح١٤٣٠.
(٣٢٧) قرب الاسناد: ٣٨٤/ ح١٣٥٣.
(٣٢٨) كمال الدين: ص ٣٥١, ح١.
(٣٢٩) غيبة النعماني: ص١٩١, ح٣٦.
(٣٣٠) غيبة النعماني: ص٣١٥, ح١٠.
(٣٣١) كمال الدين: ج٢, ص٣٥٦, ح٩.
(٣٣٢) الحج: ٧.
(٣٣٣) كمال الدين: ج ٢ ص ٣٧٩ ب ٣٦ ح ١.
(٣٣٤) المصدر السابق.
(٣٣٥) مختصر كفاية المهتدي: ١٠٧.
(٣٣٦) كمال الدين: ج٢, ص٣٥٦, ح٢.
(٣٣٧) كمال الدين: ٤٧٦ - ٤٧٩/ باب ٤٣/ ح ٢٦.
(٣٣٨) كمال الدين: ٣٨٤, ح١.
(٣٣٩) إرشاد المفيد: ٣٤٢.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٢ / ٤.٥
 التعليقات
الدولة:
الإسم: محمد الجبوري
بغداد
النص: السلام عليكم ..........نشكر مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (ع) على اضافة هذا االكتاب القيم واعتبره من المصادر المهمة .. والشكر موصول لسماحة السيد حيدر العذاري على هذا الجهد ...
تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٣/٢٧ ٠٤:٤٧ م
إجابة التعليق

الدولة:
الإسم: الدكتور عبد الحسن صالح العبودي
العراق
النص: السلام عليكم ............. فعلاً استفدت من مطالعتي لهذا الكتاب وعشت معه جواً ايمانياص رائعاً ... الله يوفق السيد حيدر العذاري لكل خير .. كما اتمنى أن تنشر بقية كتبه المهدوية في هذه الصفحة لنستفيد منها .. شكرا مركز الدراسات..
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٥/١١ ١١:٤١ ص
إجابة التعليق

الدولة:
الإسم: الشيخ مصطفى محمد علي البغدادي
الكاظمية
النص: السلام عليكم...... استاذي العزيز سماحة السيد حيدر العذاري المحترم .. يوما بعد يوم تثبت لنا ابداعك المتجدد وخاصة في القضية المهدوية وفعلا كتبك وبحوثك نورت لنا الطريق ولا انسا كم كنت تحدثنا عن الامام المهدي روحي فداه يوم كنت تدرسنا العلوم الدينية في النجف الاشرف... شكرا لك سيدي..... تلميذك مصطفى البغدادي
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٥/١١ ١١:٥١ ص
إجابة التعليق

الدولة:
الإسم: عماد الدين تبريزيان بور
آذربيجان
النص: سلام الله عليكم... صدقا هذا الكتاب للسيد حيدر العذاري افادني جدا واعتمدته في تبليغاتي واجابتي عن اسئلة المسلمين الشيعة .. نشكر موقعكم الموقر على نشر هذا الكتاب واتمنى ان احصل عليه في مكتبات قم المقدسة ان شاء الله..
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٦/١١ ٠٦:٥١ ص
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016