من سلسلة مصادر بحار الأنوار (٢)
السلطان المُفرّج عن أهل الإيمان
[فيمن رأى صاحب الزمان عجل الله فرجه]
تأليف: السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي
تحقيق: قيس العطّار
الفهرس
كلمة المكتبة
مقدمة المحقق
ترجمة المؤلّف:
ولادته:
مشايخه:
تلامذته:
الثناء عليه:
مؤلّفاته:
وفاته:
نحن والكتاب:
بقي شيء:
النسخة ومنهج التحقيق
السُّلطانُ المُفَرِّج عن أهل الإيمان [فيمن رأى صاحب الزمان عجل الله فرجه]
[المستدرك]
فهرس المصادر
كلمة المكتبة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال حجّة الله عجّل الله فرجه:
«وأمّا وجه الانتفاع بي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب»(١).
إنّ الإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وإن دعت الحكمة إلى استتاره عن الأبصار إلاّ أنّ اللطف - الّذي هو من أدلّة امتداد الإمامة - قد أوجب أن ينتفع الناس بوجوده (عليه السلام) بشكل من الأشكال، وأشارت الروايات إلى أنّ الانتفاع به (عليه السلام) إنّما يحصل بطريقين:
الأوّل: عامّ لجميع الناس.
الثاني: خاصّ بجملة من الأخيار.
أمّا الانتفاع العامّ؛ فقد جاء في عدّة من الروايات عن النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) ومنهم ذاته المباركة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فيما نقلناه في صدر الكلام؛ إذ شبّهت الروايات انتفاع الناس به (عليه السلام) في الغيبة الكبرى بالشمس إذا جلّلها السحاب.
روى جابر الجعفي، عن جابر الأنصاري أنّه سأل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): هل ينتفع الشيعة بالقائم (عليه السلام)؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إي والّذي بعثني بالنبوّة، إنّهم لينتفعون به، ويستضيؤون بنور ولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب»(٢).
قال العلاّمة الكبير والمحدّث الخبير مولانا محمّد باقر المجلسي (رحمه الله) (ت ١١١١ ه) في بيان الحديث النبويّ: «التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يومئ إلى أمور:
الأوّل: إنّ نور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه (عليه السلام)، إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائيّة لإيجاد الخلق، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم، وببركتهم والاستشفاع بهم والتوسّل إليهم يظهر العلوم والمعارف على الخلق، ويكشف البلايا عنهم، فلولاهم لاستحقّ الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب، كما قال تعالى: (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(٣)، ولقد جرّبنا مرارا لا نحصيها أنّ عند انغلاق الأمور وإعضال المسائل، والبعد عن جناب الحقّ تعالى، وانسداد أبواب الفيض، لمّا استشفعنا بهم، وتوسّلنا بأنوارهم، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت، تنكشف تلك الأمور الصعبة، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان.
الثاني: كما أنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها، ليكون انتفاعهم بها أكثر، فكذلك في أيّام غيبته (عليه السلام)، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره، في كلّ وقت وزمان، ولا ييأسون منه.
الثالث: أنّ منكر وجوده (عليه السلام) مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
الرابع: أنّ الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب، فكذلك غيبته (عليه السلام) أصلح لهم في تلك الأزمان، فلذا غاب عنهم.
الخامس: أنّ الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب، وربّما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما يكون ظهوره أضرّ لبصائرهم، ويكون سببا لعماهم عن الحقّ، وتحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته، كما ينظر الإنسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرّر بذلك.
السادس: أنّ الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها واحد دون واحد، فكذلك يمكن أن يظهر (عليه السلام) في أيّام غيبته لبعض الخلق دون بعض.
السابع: أنّهم (عليهم السلام) كالشمس في عموم النفع، وإنّما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسّر به في الأخبار قوله تعالى: (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(٤).
الثامن: أنّ الشمس كما أنّ شعاعها يدخل البيوت بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم الّتي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانيّة، والعلائق الجسمانيّة، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانيّة إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب»(٥).
وأمّا الانتفاع الخاصّ: فقد وردت الأخبار المتواترة الموثّقة بتشرّف جمع من الأولياء والأعيان والثقات بخدمته - (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) - وفازوا بشرف لقائه، وسعدوا برؤية طلعته الرشيدة، وغرّته الحميدة.
والفائزون بشرف اللقاء كثيرون، وقد شاهدوه في كلا الغيبتين الصغرى والكبرى، ومع الأخبار الكثيرة والمتواترة عن العلماء والفضلاء، لا يمكن لأحد إنكار وجحود واستحالة مشاهدته (عليه السلام) في زمن الغيبة مطلقا.
هذا؛ وقد دوّنت قضايا مشاهدته في كتب مستقلّة، أو ذكرت ضمن كتب تعرّضت لإثبات وجوده المقدّس (عليه السلام)، منها:
١ - إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب (عليه السلام) (جزءان)، للشيخ عليّ الحائري اليزدي (١٣٣٣ ه) - الجزء الثاني منه.
٢ - بحار الأنوار، للعلاّمة المجلسي (١١١١ ه)، الجزء الثاني والخمسون.
٣ - بدائع الكلام فيمن اجتمع بالإمام (عليه السلام)، للسيّد اليزدي الطباطبائي.
٤ - بغية الطالب فيمن رأى الإمام الغائب (عليه السلام)، للشيخ محمّد باقر البيرجندي القائني (١٣٥٢ ه).
٥ - بهجة الأولياء فيمن فاز بلقاء الحجّة (عليه السلام)، للشيخ محمّد تقي الألماسي (١١٥٩ ه).
٦ - تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي (عليه السلام)، للسيّد هاشم بن سليمان الكتكاني التوبلي البحراني (١١٠٧ ه).
٧ - الجزيرة الخضراء، لمجد الدين، فضل بن يحيى بن عليّ بن مظفّر الطيّبي الكوفي (من علماء القرن الثامن).
٨ - جنّة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجّة، للميرزا حسين النورىّ الطبرسيّ (١٣٢٠ ه).
٩ - دار السّلام فيمن فاز بسلام الإمام (عليه السلام)، للشيخ الميثمي العراقي.
١٠ - العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان (عليه السلام) (جزءان)، للشيخ علي أكبر النهاوندي (١٣٦٦ ه).
القسم الأوّل من جزئه الثاني بعنوان: «الياقوت الأحمر فيمن رأى الحجّة المنتظر».
١١ - كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (٣٨١ ه).
١٢ - هداية الأنام فيمن لقي الحجّة في المنام، للسيّد حسين اروميه اى، المشهور بـ «عرب باغي».
مضافا إلى الكثير من الكتب غير المطبوعة لحدّ الآن أو الّتي عبثت بها أيادي الدهر بين النقص والضياع.
ومن بين تلكم المدوّنات الّتي لم تر النور وبقيت لفترة طويلة مهجورة، وتراكم عليها غبار الزمن؛ من مصادر كتاب «بحار الأنوار» هذا الكتاب النفيس اللطيف الماثل بين يديك والمسمّى بـ «السلطان المفرّج عن أهل الإيمان» للسيّد الأجل الأكمل النحرير صاحب المقامات والكرامات النسّابة «بهاء الدين عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي» المتوفّى نحو ثمانمائة من الهجرة.
إذ سعت مكتبتنا من أجل الحصول على صور لنسخه الخطّيّة، ولكنّنا لم نحض إلاّ بنسخة مكتبة «الملك» في طهران، وبعد أن تمّ المراد، قام الأخ الفاضل الشيخ قيس بهجت العطّار (دامت توفيقاته) بتحقيقه على أحسن وجه، وقد بذل جهده في كافّة مجالات التحقيق من مقابلة، واستخراج المصادر، وتقويم النصّ. وأيضا نقدّم شكرنا الجزيل لسماحة السيّد حسن الموسوي البروجردي (دامت توفيقاته) على مساعيه الدؤوبة في إحياء هذا السفر القيّم.
وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا لتحقيق ونشر المزيد من التراث الشيعيّ الخالد، راجين منه (عزَّ و جلَّ) أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه.
وختاما، نقدّم هذا الجهد المتواضع بكلتا يدينا إلى صاحب العصر والزمان، وإمام الإنس والجانّ، الحجّة بن الحسن العسكريّ - (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) -.
والحمد لله أوّلا وآخرا..
مكتبة العلاّمة المجلسيّ (رحمه الله)
المشهد المقدّس الرضوي (عليه السلام) - ربيع الأوّل ١٤٢٥
مقدمة المحقق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.
وبعد،
فإنّ التشيّع كان وما زال وسيبقى الشرر اللاهب الذي يكوي جباه الطواغيت ويقضّ مضاجعهم ويقلّب جوانبهم على أحرّ من جمر الغضا، وكان مسيرة الخير والعطاء الثرّ الذي يرفد العالم بالحضارة السامية، وينادي بالحق والعدالة. ويرفع صوتها الذي حاول الظالمون خنقه عاليا.
لقد صدع رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة - بعد أن انطلق من غيابه في غار حراء - وحذر وأنذر ووعد وأوعد، فلم يصخ لدعوته إلاّ القلّة القليلة من عصبة الحقّ، التي كان قائدها وإمامها علي بن أبي طالب، الذي بذل كلّ أيّام عمره الشريف في سبيل المبادئ الحقة التي جاء بها الرسول الكريم عن الله العلي العظيم.
وقد وقفت قريش بغطرستها وجبروتها وبكلّ قواها في وجه الدعوة الجديدة، محاولة القضاء عليها، والإبقاء على موروثها الجاهلي.
والحفاظ على سيادتها وسلطتها، وعدم التنازل عن موقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وإن كان ذلك على حساب سحق المبادئ واستعباد الحقيقة واضطهاد الشعوب.
من هنا جاءت الهجرة النبويّة المباركة إلى المدينة المنوّرة، ليبدأ فصل جديد من الدعوة والكفاح عبر أمرّ المراحل وأصعب الظروف، فكان غياب الرسول القسريّ عن مكّة المكرّمة ومجتمعها الذي أبى أن يسجد لله إلاّ تحت بارقة السيوف وفي ظروف الانكسار، وذلك ما تجلّى في فتح مكّة المكرّمة.
لكنّ النفوس اللئيمة ظلّت تحوك المؤامرات - بعد أن عجزت عن المواجهة - ودأبت على التخطيط للمرحلة القادمة؛ وهي مرحلة ما بعد غياب النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فعقدت صحائف الغدر، ونكثت العهود والمواثيق التي جادت بها مراوغة وزورا واحتيالا.
فما إن مضى النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى ربّه حتّى أمسكت عصائب الغدر بأزمّة الأمور، عاضة بنواجذها عليها، منقلبة على أعقابها، كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز حيث يقول: (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ)، فعقدت فلتة السقيفة، وأبعدت عليّا (عليه السلام) عن واجهة الأمور، واغتصبت فدك فاطمة (عليها السلام)، وخمس الآل، وأحرقت بيت النبوّة والرسالة، وجرت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرموما ليبايع ضئيل تيم ووو... فما كان بيت النبوّة إلاّ معقل الهموم، وما كانت الزهراء إلاّ بيت الأحزان.
وغاب القائد عن دوره القيادي الريادي في ظلّ الحكم التيمي، وما أعقبه من الحكم العدوي، وما ثلّثوا به من الحكم الأموي. حتّى إذا كبت به بطنته، وأجهز عليه عمله، هرع المسلمون ليصححوا ما فرّطوا به، باحثين عن المجد الإسلامي الضائع، فكان دور الظهور العلوي وإعادة المسير النبوي، لكن وقفت في وجه تلك المسيرة المباركة أغربة العصبيّة القبلية، والتمييز الطبقي، والمدّ القرشي مرّة أخرى، فكان صدر عليّ (عليه السلام) وبئر الهموم والأسرار.
حتّى إذا خضبت لحيته المباركة من دم رأسه الشريف، قام زكيّ أهل البيت الحسن المجتبى (عليه السلام) بمهام الإمامة والخلافة، إلاّ أنّ العواء الأموي القرشي أبى إلاّ أن يكون هو الحاكم المطلق المستبد المستعبد للمسلمين، فكان الظلم والظلام.
بعد ذلك غاب السبط المجتبى وأخوه الحسين (عليهما السلام) متلفّعين ببرد الصمت المقهور بعد أن كانا متلفعين بكساء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). ثمّ أطلق الإمام الحسين صرخته المدوية في وجه الظالمين، ليثبّت في عالم اللوح أنّ الخلود للحق. وأنّ الامامة منصب إلهي لا يمكن أن يمحى من عالم الوجود، فكانت كربلاء، وكانت الدماء، وكانت المأساة.
وهكذا ظلّت الحقيقة مجروحة القلب، نازفة الوريد، ظمآنة الفؤاد، عبر دموع السجّاد (عليه السلام)، وعلوم الصادقين (عليهما السلام)، وسجن الكاظم (عليه السلام)، وإبعاد الرضا (عليه السلام)، واغتيال شباب الجواد (عليه السلام)، وخان صعاليك الهادي (عليه السلام)، فلمّا قرب بزوغ فجر المهدي المنتظر من آل محمّد، ضربت قيود الحصار على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من قبل الظالمين، ليئدوا الشمس في مهدها، لكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون.
لقد ولد الإمام المهدي المنتظر بعين الله، واستبشرت به ملائكة السماء، وسرّت به قلوب المؤمنين، وأخبر والده خلّص الشيعة بهذا المولود الكريم، فرأوه وآمنوا به، وظهرت لهم منه المعاجز والكرامات، وكان المؤمّل للنجاة والخلاص، فخاف الظالمون من هذا النور الإلهي الذي بشّر به الله ورسوله والأئمّة، فأرادوا أن يغتالوه وهو في عمر الورد، فوقعت الإرادة الربانيّة بغيبته الصغرى، وكانت السفارة والسفراء. ثمّ شاء الله أن تقع الغيبة الكبرى حتّى يأذن هو سبحانه وتعالى بالفرج؛ فرج آل محمّد.
وفي خضمّ هذا الصراع الطويل بين الحق والباطل، والنور والظلام، والإمامة والتسلّط، دأب السلطويون وأتباع الظلمة والفراعنة على تزييف الحقائق، وإنكار كلّ ما يمتّ إلى وجود هذا الإمام المنتظر بصلة، مفترضين أنّه لم ير النور بعد، متجاوزين على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الأئمّة المعصومين (عليهم السلام).
ولقد قال قائلهم(٦) قصيدة له نكراء - أرسلها من بغداد إلى النجف الأشرف - ينكر فيها وجود الإمام المهدي، مطلعها:
أيا علماء العصر يا من لهم خبر * * * بكل دقيق حار في مثله الفكر
لقد حار منّي الفكر في القائم الذي * * * تنازع فيه الناس والتبس الأمر
فتصدى له رهط من العلماء الشعراء، فأجابوه بقصائد عصماوات أثبتوا فيها الحق ودفعوا الباطل، منهم المفسّر العلاّمة المرحوم الشيخ محمّد جواد البلاغي، حيث أجابه بقصيدة مطلعها:
أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر * * * فها أنا مالي فيه نهي ولا أمر
يقول فيها:
وها هو بين الناس كالشمس ضمها * * * سحاب ومنها يشرق البرّ والبحر
به تدفع الجلي ويستنزل الحيا * * * وتستنبت الغبرا ويستكشف الضرّ
ويقول مخاطبا للمعترض:
فدع عنك وهما تهت في ظلماته * * * ولا يرتضيه العبد كلاّ ولا الحرّ
وقد جاء في الآثار عن كلّ واحد * * * أحاديث يعيى من تواترها الحصر
تعرفنا ابن العسكري وأنّه * * * هو القائم المهدي والواتر الوتر
كما أجابه العلاّمة الأديب الشيخ المرحوم محمّد حسين كاشف الغطاء بقصيدة مطلعها:
بنفسي بعيد الدار قرّبه الفكر * * * وأدناه من عشّاقه الشوق والذكر
تستّر لكن قد تجلّى بنوره * * * فلا حجب تخفيه عنهم ولا ستر
ولاح لهم في كلّ شيء تجلّيا * * * فلا يشتكى منه البعاد ولا الهجر
كما أجابها العلاّمة المرحوم السيّد محسن الأمين بقصيدة مطلعها:
نأوا وبقلبي من فراقهم جمر * * * وفي الخدّ من دمعي لبينهم غمر
يقول فيها:
وقد كان في السرداب أعظم آية * * * من الحجة المهدي حار بها الفكر
أرادوا به سوءا فخيب سعيهم * * * وعاقبة البغي الندامة والثبر
وعلى كلّ حال، فإن الحقيقة لا تهتضم، وإذا اهتضمت ثأرت لنفسها، ولذلك تجد جمّا غفيرا من علماء العامّة أنصفوا وأعطوا المسألة حقّها، فاعترفوا بوجود الإمام الحجّة، وأنّه مولود، وأنّه غاب بإذن الله، وما زال حيّا يرزق، إلى أن يأذن الله في ظهوره، والقائلون بهذا من العامّة قرابة مائة نفس من علمائهم، منهم:
ابن طلحة الشافعي، والشافعي الكنجي، وابن الصبّاغ المالكي، وسبط ابن الجوزي، ومحيي الدين بن عربي، وعبد الرحمن الجامي، وعبد الحق الدهلوي، وابن الخشاب البغدادي، والمتقي الهندي، وابن روزبهان الشيرازي، والناصر لدين الله العبّاسي، والقندوزي الحنفي، وصلاح الدين الصفدي، وصدر الدين القونوي، وجلال الدين الرومي، ومحمّد الصبان المصري، ورشيد الدين الدهلوي، وولي الله الدهلوي، وعبد العزيز الدهلوي، وشمس الدين ابن الجزري الشافعي، وعبد الرحمن السيوطي، والحافظ محمّد بن مسعود البغوي، وابن حجر الهيتمي، والسيّد مؤمن الشبلنجي، وابن الوردي صاحب تتمة المختصر في أخبار البشر، والشيخ علي القاري، والميبدي صاحب شرح الديوان، وابن خلّكان، والقرماني صاحب أخبار الدول، والزرندي الحنفي، ومحبّ الدين بن النجّار صاحب ذيل تاريخ بغداد، وابن الأثير الجزري، وأبو الفداء المؤرخ المعروف، وعلاء الدولة السمناني، وابن شحنة الحنفي، ومحمّد خواند أمير صاحب روضة الصفا، والديار بكري صاحب تاريخ الخميس، وابن العماد الحنبلي، والشبراوي، وآخرون كثيرون ليس هذا محل استقصائهم.
غير أنّ الذي ينبغي أن نقوله: هو أنّ اختراق الحقيقة لحجب الظلام، إنّما كانت بفضل الجهود المضنية المتظافرة لأتباع مذهب الحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، حيث حفظوا ورووا ودوّنوا وشرحوا وبيّنوا وبثّوا روايات أهل العصمة، حتّى تمت الحجّة الإلهيّة (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) فاهتدى بنورها من شاء أن يهتدي، وضلّ عنها من شقي وخاب، وكان من السبّاقين في هذا المضمار مؤلف هذا الكتاب السيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم الحسيني النيلي النجفي.
المؤلّف:
هو السيّد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن علي بن محمّد بن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن اسامة بن أحمد بن علي بن محمّد ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)(٧).
ولادته:
لم ينصّ المترجمون للسيّد المؤلّف على سنة ولادته، لكنّ الظاهر أنّ سنة ولادته هي حدود سنة ٧٤٠ ه فما قبلها، لأنّ أحد مشايخه هو السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني المتوفّى سنة ٧٥٤ ه، فأقلّ ما يفترض بشكل طبيعي للتلمذة هو أن يكون عمر السيّد المؤلّف ١٤ عاما حين التلمذة، فتكون ولادته حدود سنة ٧٤٠ ه.
مشايخه:
١ - سعيد بن رضي الدين البغدادي، أو سعيد بن أحمد بن الرضي(٨).
٢ - جدّه السيّد عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد، وقد صرّح بالنقل والرواية عنه في كتابيه «الدرّ النضيد» و«الأنوار المضيئة»(٩).
٣ - عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم العتائقي الحلّي، المتوفّى حدود سنة ٧٩٠ ه، لأنّه فرغ من كتابه «صفوة الصفوة» سنة ٧٨٧ ه، والعتائقي من علماء الحلّة، ولد وتعلّم فيها، ومال إلى الفلسفة والتاريخ، وساح في فارس وغيرها سنة ٧٤٦ ه، وأقام في أصفهان، ثمّ عاد إلى الحلّة، ثمّ رحل إلى النجف، والعتائقي نسبة إلى العتائق قرية من قرى الحلّة(١٠). وله مؤلّفات كثيرة.
قال السيّد النيلي: ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة خمس وثمانين وسبعمائة حكى إليّ شفاها المولى الأجل الأوحد، العالم الفاضل، القدوة الكامل، المحقّق المدقّق، جامع الفضائل، ومرجع الأفاضل، افتخار العلماء في العالمين، كمال الملّة والدنيا والدين، عبد الرحمن ابن العتائقي(١١)....
٤ - السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني، المتوفّى سنة ٧٥٤ ه، وهو ابن اخت العلاّمة الحلّي(١٢).
٥ - السيّد ضياء عبد الله بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني، ابن اخت العلاّمة الحلّي(١٣).
٦ - الشيخ فخر المحقّقين فخر الدين محمّد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ، المتوفّى سنة ٧٧١ ه، وهو ابن العلاّمة الحلّي(١٤).
٧ - الشيخ الحاج القاري المجوّد، الصالح الخيّر، الزاهد، العابد العالم المحقّق، شمس الدين محمّد بن قارون، وهو من الأعيان الأماثل، وأهل التصديق الأفاضل(١٥).
٨ - السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن معية الحسني الديباجي، المتوفّى سنة ٧٧٦ ه(١٦).
٩ - الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن جمال الدين مكّي، المعروف بالشهيد الأوّل، المستشهد سنة ٧٨٦ ه(١٧).
١٠ - يحيى بن النحل الكوفي الزيدي، وصفه بأنّه خطيب واعظ استاذ شاعر(١٨).
تلامذته:
١ - الشيخ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي، المتوفّى سنة ٨٤١ ه(١٩).
٢ - الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد الحلّي(٢٠).
هذا ما وقفنا عليه من مشايخه وتلامذته، ولا شكّ أنّهم أكثر من ذلك بكثير، لما ستقف عليه من كثرة مؤلّفاته المفقودة، بل بعض الموجود منها غير مطبوع، ومن الطبيعي أن يذكر فيها عددا آخر وفيرا من مشايخه، وربّما تلامذته الراوين لكتبه، وذلك ما ستكشف عنه الأيّام.
الثناء عليه:
لقد امتاز السيّد النيلي بميزات كثيرة، وكان جامعا لعلوم وفنون شتّى، فهو عالم، محدّث، فقيه، شاعر، صاحب كرامات، ومؤلّفاته خير شاهد على عبقريّته وجامعيّته، ولعلّ ما صدر من الثناء والتقريض بحقّه من الأعلام أقلّ ممّا هو عليه من علوّ الشأن والمكانة.
قال تلميذه أبو العبّاس ابن فهد الحلّي: المولى السيّد المرتضى العلاّمة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسّابة(٢١).
وقال تلميذه الآخر الشيخ حسن بن سليمان الحلّي: السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني أسعده الله بتقواه وأصلح أمر دنيا واخراه(٢٢).
وقال ابن أبي جمهور: وحدّث المولى السيّد المرتضى، العلاّمة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسّابة(٢٣)....
ووصفه المجلسي قائلا: السيّد المعظّم المبجّل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي(٢٤).
وقال الأفندي في ترجمته: الفقيه، الشاعر الماهر، العالم الفاضل الكامل، صاحب المقامات والكرامات العظيمة... كان من أفاضل عصره وأعاظم دهره(٢٥).
وقال الميرزا النوري: السيّد الأجل الأكمل، الأرشد المؤيّد، العلاّمة النحرير، بهاء الدين علي... النيلي النجفي النسّابة(٢٦).
ووصفه في موضع آخر قائلا: السيّد الأجل النحرير(٢٧)...
وقال المحدّث القمّي: وله مؤلّفات شريفة قد أكثر من النقل عنها نقدة الأخبار وسدنة الآثار(٢٨)....
وقال في هديّة العارفين: النيلي - بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني العلوي، النيلي الأصل، النجفي الموطن، المعروف بالنسّابة، من الشيعة الإماميّة(٢٩)....
وفي إيضاح المكنون: بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي، الشيعي، المعروف بالنسّابة(٣٠).
وكلمات المدح والثناء والإطراء في حقّ هذا العالم الأديب النسّابة كثيرة جدّا، يكفي منها ما ذكرناه، ولعلّ الوقوف على مؤلّفاته يفصح بشكل أكبر عن عبقريّة هذا الرجل ومنزلته العلميّة.
مؤلّفاته:
يبدو أنّ المؤلّف (رحمه الله) كان كثير التأليف، حيث أغنى المكتبة الإسلاميّة بمجموعة رائعة من المؤلّفات في فنون شتّى، وكلّما ظهر كتاب من كتبه إلى الوجود وقفنا على مؤلّفات اخرى له نصّ عليها وذكرها المؤلّف بنفسه، فمن كتبه وآثاره التي وقفنا عليها:
١ - إصلات القواضب:
ويظهر أنّه في الردّ على المخالفين والنواصب، حيث قال المؤلّف - تعليقا على الحديث (٣) الذي فيه قول الإمام (عليه السلام) «واتّق الشذاذ من آل محمّد» -: أمّا كونهم شذاذا فلأنّ الشاذّ هو الضعيف، ولا شيء أضعف من مقالتهم، ولا أوهن من حجّتهم، وقدّمنا ذلك في كتابنا المسمّى بـ «إصلات القواضب».
٢ - الإنصاف في الردّ على صاحب الكشّاف:
قال العلاّمة الطهراني: نسبه إليه السيّد حسين المجتهد الكركي المتوفّى سنة ١٠٠١ ه في كتابه «دفع المناواة» ولا يبعد اتحاده مع أحد الكتابين اللّذين ذكرهما هو في كتابه الأنوار المضيئة(٣١). ويعني بالكتابين «تبيان انحراف صاحب الكشّاف» و«النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف».
٣ - الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة الإلهيّة:
قال المحدّث النوري: كتاب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة في مجلّدات عديدة قيل أنّها خمسة، وقد عثرنا بحمد الله تعالى على المجلّد الأوّل منه، وهو في الأصول الخمسة، وفي ظهره فهرست جميع ما في هذه المجلّدات، بترتيب بديع واسلوب عجيب، بخطّ كاتب الكتاب، وقد سقط من آخر الكتاب أوراق، وتاريخ الفهرست يوم الأحد ١٧ جمادى الاولى بالمشهد الشريف الغروي - سلام الله على مشرّفه - سنة ٧٧٧ ه، ويظهر من قرائن كثيرة أنّها نسخة الأصل، ويظهر من الفهرست أنّ في هذه المجلّدات ما تشتهيه الأنفس من الحكمة الشرعيّة العلميّة والعمليّة، وأبواب الفقه المحمّدي، والآداب والسنن، والأدعية المستخرجة من القرآن المجيد(٣٢).
ومواضيع هذه المجلّدات الخمسة على ما وصفها صاحب المعالم هي:
المجلّد الأوّل: في علم الكلام، وفيه إثبات ما عليه الطائفة الاثنا عشريّة، وبطلان غيره، بالأدلّة النقليّة والبراهين العقليّة، ونكت وفوائد جليلة، وكلّ ذلك مستند إلى القرآن.
المجلّد الثاني: في بيان الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعامّ والخاص، والمطلق والمقيّد، وغير ذلك من مباحث اصول الفقه.
المجلّد الثالث والرابع: في فقه آل محمّد (عليهم السلام)(٣٣)...
المجلّد الخامس: مشتمل على أسرار القرآن وقصصه مع فوائد أخر(٣٤).
وقد طبع «منتخب الأنوار المضيئة» أخيرا، وقوبل مع المجلّد الأوّل من أصل «الأنوار المضيئة»، فكان المنتخب هو انتخاب من الباب الثاني عشر من باب الإمامة، وهو الباب المختصّ بالإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن (عليهما السلام)، وقد اشتمل المنتخب على اثني عشر فصلا:
الفصل الأوّل: في إثبات إمامته ووجوده وعصمته بالأدلّة العقليّة.
الفصل الثاني: في إثبات ذلك من الكتاب العزيز.
الفصل الثالث: في إثبات ذلك بالأخبار من جهة الخاصّة.
الفصل الرابع: في إثبات ذلك من جهة العامّة.
الفصل الخامس: في ذكر والدته وولادته.
الفصل السادس: في ذكر غيبته والسبب الموجب لتواريه عن شيعته.
الفصل السابع: في ذكر طول تعميره.
الفصل الثامن: في ذكر رواته ووكلائه.
الفصل التاسع: في ذكر توقيعاته.
الفصل العاشر: في ذكر من شاهده وحظي برؤيته.
الفصل الحادي عشر: في ذكر علامات ظهوره (عليه السلام).
الفصل الثاني عشر: في ذكر ما يكون في أيّامه (عليه السلام)(٣٥).
وقد أطلنا في وصف هذا الكتاب ومشخصاته لما له من علاقة بكتابنا هذا أعني «السلطان المفرّج عن أهل الإيمان» كما سيأتي.
٤ - إيضاح المصباح لأهل الصلاح:
وهو شرح للمصباح الصغير الذي اختصره شيخ الطائفة عن مصباحه الكبير، وأكثره يتعلّق بالتراكيب العربية لكتاب المصباح، وهو في مجلّدين موجودين في مكتبة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، برقم ٤٥٦٨ و٨١٦٢، وكتب على الصفحة الاولى من المخطوطة أنّه ابتدأ بتأليفه في الحضرة الكاظميّة الجواديّة سنة ٧٨٤ ه(٣٦).
٥ - تبيان انحراف صاحب الكشّاف:
صرّح المؤلّف في أوائل كتابه «الأنوار المضيئة» بأنّ له ثمانمائة إيراد على كتاب الكشّاف في مجلّدين، أحدهما خاصّ بصاحب الكشّاف، سمّاه «تبيان انحراف صاحب الكشّاف» والآخر عامّ سمّاه «النّكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف»(٣٧).
٦ - الدرّ النضيد في تعازي الإمام الشهيد:
صرّح المؤلّف في كتابه الأنوار المضيئة باسم هذا الكتاب وموضوعه وأجزائه، حيث قال بعد الإشارة إلى مسألة حمل رأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد لعنه الله: وقد سبق لنا شرح هذا الحال وتفصيل هذا الإجمال في كتابنا المسمّى بـ «الدرّ النضيد في تعازي الإمام الشهيد» وهو ثلاثة عشر جزءا... وهو كتاب لم يسبق إلى مثله أحد من الأصحاب في هذا الباب... عشرة أجزاء منها تقرأ في ليال عشر، والجزء الحادي عشر يقرأ في اليوم التاسع [كذا]، والجزءان الآخران: أحدهما القتل والآخر الثأر(٣٨).
٧ - الرجال أو رجال النيلي:
قال الميرزا الأفندي: واعلم أنّ للسيّد علي بن عبد الحميد كتابا في الرجال، لكن قد شاركه في تأليفه السيّد جلال الدين ابن الأعرج، ثمّ نقل عن خطّ الشيخ علي سبط الشهيد عن خط الشيخ حسن ابن الشهيد، ما ملخّصه أنّ المؤلّف (رحمه الله) كان منقطعا عن الناس، وليس له اطلاع كاف على أحوالهم، فلمّا أراد أن يكون كتابه الرجالي مشتملا على جميع علماء الأصحاب، أو كل مهمّة ترجمة العلماء المتأخّرين للسيّد جمال الدين ابن الأعرج، لثقته به واعتماده على قوله(٣٩).
٨ - الزبدة:
قال المؤلّف في الأنوار المضيئة: وأقمنا البرهان على ذلك في كتابا المسمّى بالمفتاح، وكذا في كتابنا المسمّى بالزبدة(٤٠).
٩ - سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان (عليه السلام): وهو ينقسم إلى قسمين، أوّلهما في علامات ظهور القائم (عليه السلام)، وثانيهما في الأحاديث التي تشتمل على ذكر شيء ممّا يكون في أيّامه (عليه السلام). وقد حقّقنا هذا الكتاب وهو ماثل للطبع.
١٠ - السلطان المفرّج عن أهل الإيمان: وهو الكتاب الماثل بين يديك.
١١ - الغيبة:
نقل عنه المجلسي روايات كثيرة، لكنّها جميعا موجودة في سرور أهل الإيمان، غير أنّه صرّح في أوّل كتاب سرور أهل الإيمان بأنّ أخباره منقولة من كتاب الغيبة(٤١).
١٢ - المفتاح:
قال المؤلّف في الأنوار المضيئة: وأقمنا البرهان على ذلك في كتابنا المسمّى بـ «المفتاح»(٤٢).
١٣ - النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف:
صرّح المؤلّف في أوائل كتابه «الأنوار المضيئة» بأنّ له ثمانمائة إيراد على كتاب الكشّاف في مجلّدين، أحدهما خاصّ بصاحب الكشّاف سمّاه «تبيان انحراف صاحب الكشّاف»، والآخر عام سمّاه «النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف»(٤٣).
هذا ما وقفنا عليه من مؤلّفات هذا العالم الفاضل النسّابة الشاعر الأديب، ونحن على يقين من أنّ العثور على مؤلّفاته أكثر فأكثر سيوقفنا على آفاق أوسع وصورة أوضح لعبقريّة هذا العالم الذي ظلّت كثير من مؤلّفاته طيّ النسيان.
وفاته:
كما لم ينصّ المترجمون للمؤلّف على ولادته، كذلك لم ينصّوا على وفاته، غير أنّه لا شكّ في أنّه توفّي في حدود سنة ٨٠٣ ه، وذلك لأنّ الشيخ أبا العبّاس ابن فهد الحلّي، روى عنه مباشرة في كتابه «المهذّب البارع» داعيا له بدوام فضائله، ممّا يعني أنّه كان حيّا آنذاك، حيث أتمّ ابن فهد كتابه المهذّب البارع في سنة ٨٠٣ ه، فيكون السيّد النيلي متوفّى في هذه السنة أو قريبا منها.
نحن والكتاب:
هذه النسخة تضم كتابين، الأوّل كتاب سرور أهل الإيمان، والثاني السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، فقد كتب على الجهة اليمنى من الورقة الاولى من النسخة «كتاب الغيبة»، وكتب على الجهة اليسرى منها «أخبار منقولة في غيبة حضرة إمامنا الحجّة المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين».
ويبتدئ متن النسخة بكتاب سرور أهل الإيمان، حيث ابتدأ بقوله «أخبار منقولة من خطّ السيّد السعيد الكامل علي ابن عبد الحميد من كتاب الغيبة، أوّل لفظه (رحمه الله): فمن ذلك ما صحّ لي روايته»...
وانتهى كتاب سرور أهل الإيمان بقول الناسخ: «إلى هنا نقل من خطّ السيّد السعيد المرحوم علي بن عبد الحميد، نقله العبد عبد الله وإن كان فيه بعض الكلمات لم يدركها العبد لصعوبة خط السيّد». وقد ألحق به قصيدة ميمية للسيّد النيلي، كتب بعدها «إلى هاهنا ما وجدنا [من] القصيدة الشريفة الميمية المسمّاة بالمحمّديّة في منقبة صاحب الزمان قاطع البرهان عليه وشريف آبائه أفضل التحيّة وأكمل السّلام، للسيّد الأيّد الموفّق المؤيّد بهاء الملّة والشريعة والطريقة والحقيقة والدين علي بن عبد الحميد الحسيني نوّر الله تعالى ضريحه النفيس القدّيس بمنائح الغفران، والحمد لله الكريم المنعم الديان، وأكمل الصلاة وأفضل التحيّة والسّلام على محمّد وآله الطهر الكرام وسلّم تسليما كثيرا».
بعد ذلك يبتدئ متن هذا الكتاب الذي بين يديك، حيث يبتدئ من السطر ١٥ من الصفحة ٤٩ من الخطيّة، ففيه «بسم الله الرحمن الرحيم، أيضا نبذة منتقاة من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، تأليف السيّد العالم الكامل الفاضل بهاء الملّة والدين علي بن عبد الحميد، وهو منقول من خطّه، فمن ذلك ما اشتهر وذاع»....
وينتهي هذا الكتاب - وبه انتهاء النسخة - بقول الناسخ: «وأتى السيّد بأشياء في آخر الحكاية [يعني حكاية المدائن الستّ] حذفت لعدم الحاجة إليها، هذا آخر ما وجد منقولا من خط السيّد علي بن عبد الحميد تغمّده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنّته، آمين، والحمد لله وحده، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين أجمعين».
وواضح من قوله في أوّل هذا الكتاب «نبذة منتقاة من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان» ومن قوله في آخره «وأتى السيّد بأشياء في آخر الحكاية حذفت لعدم الحاجة إليها»، أنّ الموجود في هذه النسخة ليس كلّ الكتاب وإنّما بعضه، ويؤكّد ذلك ما استدركناه من كتاب مختصر بصائر الدرجات، حيث صرّح تلميذ المؤلّف الحسن بن سليمان الحلّي بأنّه ينقل عن كتاب أستاذه، فقال: ونقلت أيضا من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، تصنيف السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، ما صورته»(٤٤)...
ومهما يكن الأمر فإنّ نقل تلميذه عن هذا الكتاب لا يدع مجالا للشكّ في انتساب هذا المؤلّف لمؤلّفه، وأنّه هو (رحمه الله) سماّه بهذا الاسم.
وفي بحار الأنوار عند بيان الأصول والكتب المأخوذ منها: وكتاب الأنوار المضيئة، وكتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، وكتاب الدر النضيد في تعازي الإمام الشهيد، وكتاب سرور أهل الإيمان، كلّها للسيّد النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي(٤٥)....
ونقل عنه في البحار عدّة حكايات، ثمّ قال: هذا آخر ما أخرجناه من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان(٤٦).
وقال الميرزا النوري بعد نقله خبر المدائن الست عن ظهر كتاب التعازي: ورواه أيضا السيّد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي في كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي البغدادي، عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السّلام(٤٧)....
وقال الطهراني في الذريعة: السلطان المفرّج عن أهل الإيمان للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي... ينقل عنه في البحار، وكذا في الدمعة الساكبة(٤٨)، اختصره بعض علمائنا لا أعرف اسمه وعصره(٤٩)....
وفي إيضاح المكنون: كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، لبهاء الدين علي ابن عبد الحميد النجفي الشيعي، كان في حدود سنة ٨٠٠ ه، وهو استاذ ابن فهد الحلّي(٥٠).
وفي هديّة العارفين: النيلي بهاء الدين علي... له الإنصاف في الردّ على صاحب الكشّاف.... كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان(٥١).
وخلاصة القول: هو أنّ نسبة هذا الكتاب للسيّد النيلي ممّا لا ريب فيها، وقد أطبق على ذلك كلّ من ذكر الكتاب والمؤلف.
وأمّا موضوع الكتاب، فإنّا وجدنا في هذه النسخة خمسة عشر خبرا كلّها فيمن تشرّف برؤية صاحب الزمان آخرها خبر الجزائر، وأضفنا إليها الخبر الذي رواه ابن سليمان الحلّي عن السلطان المفرّج، فكانت ستّة عشر خبرا، ورجحنا أن تكون الحكاية الأولى من جنّة المأوى من ضمن هذا الكتاب، فصارت سبعة عشر خبرا كلّها فيمن تشرّف بلقيا الإمام الحجّة (عليه السلام)، فلعلّ اسم الكتاب هو السلطان المفرّج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان، ولا أقلّ من أنّه لا يخرج في موضوعه عن هذا الإطار.
فالأخبار (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (١٥) (١٧) كلّها يرويها السيّد النيلي عمّن عاصرهم وعاصروه، وفيها كرامات وقضايا لمن رأوا الحجّة (عليه السلام) في الغيبة الكبرى.
والأخبار (١٠) (١١) (١٢) (١٤) نقلها عن كتب الأصحاب، حيث نقل الأوّل عن كتاب ربيع الألباب للسيّد علي بن طاووس، ونقل الثلاثة الأخرى عن كتاب كشف الغمّة للاربلي، وهذه الأخبار الأربعة أيضا فيها ذكر من رأوا الحجّة (عليه السلام) في الغيبة الكبرى.
والروايات (٧) (٨) (٩) (١٣) (١٦) رواها بإسناده، وهي كلّها مرويّة في كتب الأصحاب بأسانيدهم، وفيها ذكر من رأوا الحجّة (عليه السلام) قبل غيبته الصغرى، اللهمّ إلاّ الرواية (١٦) فهي غير واضحة زمان الرؤية.
والذي يهمنا قوله هنا: هو أنّه لا كلام ولا شكّ في أنّ الكثيرين من الشيعة تشرّفوا برؤية الإمام الحجّة (عليه السلام) قبل غيبته الصغرى، وفي أثنائها، وكان له وكلاء معلومون يرونه ويسألونه، وهم وسائط بينه (عليه السلام) وبين المؤمنين.
غير أنّ الكلام وقع - أو ربّما يقع - في إمكان التشرّف برؤية الإمام (عليه السلام) ولقياه في غيبته الكبرى لما ورد في التوقيع الذي أخرجه الشيخ علي بن محمّد السّمري، ونسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله (عزَّ و جلَّ)، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم»(٥٢).
فإنّ هذا النصّ يبدو أنّه ينفي وقوع المشاهدة في الغيبة الكبرى(٥٣)، وبالمقابل هناك قطع - من مجموع عدّة وقائع وكرامات - بوقوع رؤيته (عليه السلام) لبعض الذين منّ الله عليهم بذلك، لذلك ذكر العلماء رضوان الله عليهم وجوها في الجمع بين الأخبار النافية لوقوع الرؤية وبين العلم بوجود من رآه بالجملة.
قال العلاّمة المجلسيّ (رحمه الله) في بيان له عند خبر الصدوق المزبور: لعلّه محمول على من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه (عليه السلام) إلى الشيعة على مثال السفراء، لئلاّ ينافي الأخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه (عليه السلام)(٥٤).
وقال السيّد عبد الله الشبّر (رحمه الله): إنّ ذلك محمول على من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه (عليه السلام) إلى الشيعة الأبرار على نحو السفراء والنّوّاب، وإلاّ فقد استفاضت الأخبار وتظافرت الآثار عن جمع كثير من الثقات الأبرار من المتقدّمين والمتأخّرين ممّن رأوه وشاهدوه في الغيبة الكبرى، وقد عقد لها المحدثون في كتبهم أبوابا على حدّة، سيما العلاّمة المجلسي في البحار، وصرّح بجمل هذا الخبر ونحوه على ذلك لئلاّ ينافي سائر الأخبار(٥٥).
وقال آية الله العظمى السيّد الخوئي (رحمه الله): التكذيب راجع إلى من يدعي النيابة عنه (عليه السلام) نيابة خاصّة في الغيبة الكبرى، ولا يكون راجحا إلى من يدعي الرؤية بدون دعوى شيء، والله العالم(٥٦).
وقال الشيخ لطف الله الصافي: إنّه لو استظهر من هذا التوقيع حرمان الناس كلّهم عن التشرّف بلقائه، ينافي الحكايات المتواترة التي لا شكّ في صحّتها، سيّما تشرّف عدّة من أكابر العلماء، وهذه قرينة على أنّ المراد من كون من يدعي المشاهدة كذابا مفتريا، من يدعيها كما كان متحقّقا للسفراء في عصر الغيبة الصغرى، فيدعي بها النيابة والسفارة والوساطة بين الناس وبين الإمام (عليه السلام)(٥٧).
وقد ذكر الميرزا النوري (رحمه الله) عدّة وجوه في حلّ هذه الإشكاليّة، وهي باختصار:
الأوّل: إنّه [أي نفي المشاهدة] خبر واحد مرسل غير موجب علما، فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع من مجموعها بل ومن بعضها المتضمّن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها عن غيره (عليه السلام).
الثاني: ما ذكره في البحار....
الثالث: ما يظهر من قصّة الجزيرة الخضراء، حيث قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل المازندراني: فقلت للسيّد شمس الدين محمّد - وهو العقب السادس من أولاده (عليه السلام) -: يا سيّدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر أنّه قال لما أمر بالغيبة الكبرى: من رآني بعد غيبتي فقد كذب، فكيف فيكم من يراه؟ فقال: صدقت، إنّه (عليه السلام) إنّما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه....
الرابع: ما ذكره العلاّمة الطباطبائي في رجاله في ترجمة الشيخ المفيد، أنّ المشاهدة المنفيّة أن يشاهد الإمام (عليه السلام) ويعلم أنّه الحجّة (عليه السلام) حال مشاهدته له، ولم يعلم من المبلّغ ادّعاؤه ذلك.
الخامس: ما ذكره (رحمه الله) فيه أيضا بقوله: وقد يمنع امتناعه في شأن الخواصّ وإنّ اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار ودلالة بعض الآثار(٥٨).
والذي أراه أنّ النصّ الذي في نسخة الكتاب الذي أخرجه السمريّ (قدّس سرّه) ناظر إلى تكذيب من يدّعي المشاهدة بمعنى ظهور الإمام (عليه السلام) قبل السفياني والصيحة، إذ الكتاب يحدّد زمن وقوع الغيبة الكبرى من جهة، ويذكر علامة لانتهائها - وهي خروج السفياني والصيحة - من جهة أخرى، ويؤيّد ذلك ما يشعر به قوله (عليه السلام) «وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة» من أنّ المدّعي ليس من الشيعة، وعلى هذا تكون هذه الرواية أجنبيّة عن إمكان الرؤية المبحوث عنها في زمان الغيبة الكبرى.
وعلى جميع التقادير، فإنّ إمكان التشرّف برؤيته في زمان الغيبة الكبرى ممّا تسالم عليه علماء الطائفة.
قال السيّد المرتضى (رحمه الله) - في جواب من قال «فإذا كان الإمام غائبا بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق، ولا ينتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه -: الجواب أوّل ما نقوله إنّا غير قاطعين على أنّ الإمام لا يصل إليه أحد ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم، ولا سبيل إلى القطع عليه(٥٩)....
وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الجواب عن هذا السؤال: إنّا أوّلا لا نقطع على استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم، ولا يعلم كلّ إنسان إلاّ حال نفسه، فإن كان ظاهرا له فعلّته مزاحة، وإن لم يكن ظاهرا علم أنّه إنّما لم يظهر له لأمر يرجع إليه وإن لم يعلمه مفصّلا لتقصير من جهته(٦٠).
وقال السيّد ابن طاووس (رحمه الله): مع أنّه (عليه السلام) حاضر مع الله جلّ جلاله على اليقين، وإنما غاب من لم يلقه عنهم، لغيبتهم عن حضرة المتابعة له ولربّ العالمين(٦١).
وفي هذا الكتاب الماثل بين يديك نقل المصنّف وروى عن معاصريه كرامات جمّة صدرت من صاحب الزمان (عليه السلام)، وتشرّف برؤيته جماعة منهم، وبعضهم من المخالفين الذين نالتهم إفاضته (عليه السلام) وشملتهم رعايته، وقد استبصروا بعد العمى وعادوا إلى الرشد واتّبعوا الهدى.
بل بعضهم من النّصارى وغيرهم كما في خبر الجزائر أو المدائن الست، وقد أجرى الله على لسان أحدهم مقولة الحق عند ناصبي من النواصب، وبمحضر جماعة منهم. وقد كثر البحث والنقاش والجدال حول قضية الجزيرة الخضراء والمدائن الست، وهل هما يصبان في مصب واحد أم هما قضيتان في مكانين مختلفين، وبعد ذلك وقع الكلام في مقدار اعتبار إسنادهما ومصداقيتهما. وعلى كلّ الفروض فإنّ مثل هذه الحوادث والكرامات تبقى محاطة بأسرار إلهيّة وبشيء من الغموض الذي شاءته السماء لها، وبالتالي فهي فوق قوانين الطبيعة ولو من جهة ما، فلا ضير أن تبقى خاضعة للردّ والقبول.
غير أنّ من جملة الإشكالات التي طرحت حول قضيّة الجزائر أو المدائن الست أنّ عثمان بن عبد الباقي حدّث في جمادى الثانية من سنة ٥٤٣ ه عن أحمد بن محمّد الأنباري في شهر رمضان من هذه السنة، وهذا لا يمكن لأنّ شهر رمضان يكون بعد شهرين من جمادي الثانية(٦٢)!!
لكن هذا الإشكال مرتفع في نسختنا؛ لأنّ العبارة فيها «عن الشيخ العالم أبي القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، عن الأجلّ العالم الحجّة كمال الدين أحمد بن محمّد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السّلام ليلة الخميس عاشر شهر رمضان بعد الفطور في السنة المذكورة قال: كنّا عند الوزير عون الدين يحيى به هبيرة في شهر رمضان سنة اثنين وأربعين وخمسمائة ونحن على طبقة».... ويعني بالسنة المذكورة هي التي ذكرها من بعد وهي سنة ٥٤٢ ه، فالإشكال مرتفع تماما.
ويبدوا أنّ منشأه كان بسبب النقل بالمعنى؛ لأنّ المنقول في غير نسختنا هو قولهم «سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة» بدل «بعد الفطور في السنة المذكورة»، وقولهم «بالسنة المقدم ذكرها» بدل «سنة اثنين وأربعين وخمسمائة». ومن هنا تولّد إشكالهم، وأمّا على ما في نسختنا فالتاريخ صحيح بلا كلام، لأنّ عثمان بن عبد الباقي يكون قد حدّث في جمادى الثانية من سنة ٥٤٣ ه، عن ابن الانباري في شهر رمضان سنة ٥٤٢ ه.
وعلى كلّ حال، فإنّ الروايات والأحاديث والأخبار التي ترتبط بالإمام الحجّة (عليه السلام) ليس من الصحيح البتّ برفضها، وتكذيب نقلتها، وخصوصا ما في هذا الكتاب الذي روى فيه عددا لا بأس به من الكرامات والتشرّفات التي حصلت لمعاصريه، وكان نقلتها كما وصفهم المصنّف على غاية من التديّن والجلال والوثاقة.
بقي شيء:
وهو أنّ بعض الأعلام ذهب إلى اتحاد كتاب الغيبة مع كتاب منتخب الأنوار المضيئة، وردّ هذا الاتحاد في مقدّمة منتخب الأنوار المضيئة بوجهين: أوّلهما: إنّ العلاّمة المجلسي نقل عن كتاب الغيبة للسيّد النيلي عدّة روايات وهي غير موجودة في منتخب الأنوار المضيئة، وثانيهما: أنّه صرّح في أوّل منتخب الأنوار المضيئة أنّ المنتخب هو شخص آخر غير السيّد النيلي، فلا وجه للقول بالاتحاد. وذهب بعضهم إلى اتحاد الغيبة مع سرور أهل الإيمان(٦٣).
وهذا الرد يمكن الركون إليه في خصوص اتحاد الغيبة والمنتخب، لكنّ الذي نرجّحه هو اتحاد الغيبة مع أصل الأنوار المضيئة، بمعنى أنّ كتاب الغيبة ليس تأليفا مستقلاّ، وإنّما هو اسم آخر لما يخصّ صاحب الزمان من كتاب الأنوار المضيئة(٦٤)، بل لا أبعد أن يكون «سرور أهل الإيمان» و«السلطان المفرّج» مأخوذين من أصل الأنوار المضيئة، وأنّه قد يطلق عليهما اسم كتاب الغيبة، ويؤيّد ذلك عدّة قرائن:
١ - نقل المجلسي كثيرا من أحاديث سرور أهل الإيمان، بعضها بالتصريح بأنّها من كتاب سرور أهل الإيمان - وهي الأحاديث (١) (٣) (١٥) (١٦) (١٧) (١٨) (٢٠) (٢٢) (٢٨) (٢٩) - وبعضها بالتصريح بأنّها من كتاب الغيبة - وهي الأحاديث (٤) (٣٢) (٣٦) (٣٧) (٣٨) (٣٩) (٤٠)(٦٥) (٤٤) (٤٥) (٤٦) (٥٠) (٥١) (٧٧) (٧٨) (٧٩) (٨٠) (٨١) (٨٤) (٨٥) (٨٦) (٨٨) (٨٩) (٩٠) (٩١) (٩٢) (٩٣) (٩٤) (٩٦) (١٠٠) - وبعضها بعنوان روى السيّد علي بن عبد الحميد دون ذكر اسم كتاب، وهي الأحاديث (٩) (١٠) (٣٩) (٤٠)(٦٦) (٤١) (٤٣) (٦٦) (٦٧) (٦٨) (٧٠) (٧٢) (٧٣) (٧٥) (٧٦)، كما روى الحديث (٦٥) عن الأنوار المضيئة. ولم نجد ولا حديثا واحدا رواه المجلسي عن السيّد علي أو عن سرور أهل الإيمان أو عن الغيبة دون أن يكون موجودا في سرور أهل الإيمان.
٢ - إنّ الفصل العاشر من منتخب الأنوار المضيئة يلائم موضوعه وبعض مرويّاته ما في السلطان المفرّج، والفصل الحادي عشر يلائم موضوعه وكثير من مرويّاته ما في القسم الأوّل من سرور أهل الإيمان، والفصل الثاني عشر يلائم موضوعه وكثير من مرويّاته ما في القسم الثاني من سرور أهل الإيمان، بل بعض تعليقات المؤلّف بعينها موجودة في سرور أهل الإيمان وفي منتخب الأنوار المضيئة.
٣ - إنّ المولى حسام الدين ابن كاشف الدين نقل عن كتاب الغيبة للسيّد النيلي، قضيّة حسين المدلّل(٦٧)، وهذه القضيّة موجودة في السلطان المفرّج عن أهل الإيمان(٦٨)، وهذا يؤيّد اتحادهما.
٤ - نقل الميرزا النوري في جنّة المأوى حكاية طويلة عن كتاب الغيبة للسيّد علي النيلي، رواها عن شمس الدين محمّد بن قارون، وفيها رؤية محمود الفارسي للإمام الحجّة عجّل الله فرجه، وشمس الدين محمّد بن قارون روى عنه السيّد علي النيلي عدّة حكايات مشافهة في السلطان المفرّج(٦٩)، فبقرينة الراوي وموضوع الحكاية ومناسبتها للسلطان المفرّج، يستشعر أنّ هناك ارتباطا بين العنوانين.
وعلى كلّ حال، فإنّ هناك ترابطا قويّا بين الأنوار المضيئة، والغيبة، وسرور أهل الإيمان، والسلطان المفرّج، وبعض الأول وكلّ الثلاثة التي بعده تصب في موضوع واحد، فلا يبعد أن تكون الكتب الثلاثة الأخيرة كلّها مأخوذة عن الأوّل(٧٠)، وربّما يكون حلّ هذه المسألة بشكل تام منوطا بظهور كتاب الأنوار المضيئة.
النسخة ومنهج التحقيق
اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على النسخة الوحيدة التي عثرنا عليها في مكتبة ملك الوطنيّة في طهران، المحفوظة برقم ٢٢٦٣، وهي بخط النسخ، وتعود كتابتها إلى القرن العاشر الهجري، وقد احتوت هذه النسخة على كتابي سرور أهل الإيمان والسلطان المفرّج عن أهل الإيمان، وذكرت هذه النسخة في فهرست مكتبة ملك بعنوان «كتاب الغيبة»، وهي تتكوّن من ٨٨ صفحة، في كلّ صفحة ١٩ سطرا، وكلّ صفحة بحجم ١٣ ٦ / ١٨ سم، وينتهي كتاب سرور أهل الإيمان مع قصيدة للسيّد النيلي في نهاية السطر ١٤ من الصفحة ٤٩، ويبتدئ كتاب السلطان المفرّج من أوّل السطر ١٥ من الصفحة ٤٩ إلى نهاية النسخة أعني الصفحة ٨٨.
وقد اعتمدنا أيضا على ما نقله العلاّمة المجلسي عن السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، كما اعتمدنا على ما وجدناه في منتخب الأنوار المضيئة، وما في جنّة المأوى.
وقد اتبعنا في التحقيق المنهج التالي:
١ - حصلنا على المصوّرة وكتبناها بالكتابة الحديثة.
٢ - قابلنا أحاديثها وأخبارها وحكاياتها مع ما نقله العلاّمة المجلسي، ومع ما وجدناه منها في منتخب الأنوار المضيئة، وجنّة المأوى واعتبرنا ذلك بمنزلة نسخة اخرى.
٣ - قابلنا باقي الأحاديث والأخبار والحكايات مع مصادرها إن صرّح بها، وإلاّ فمع المصادر الام لها.
٤ - النسخة التي بأيدينا سقيمة، وقد صرّح كاتبها بأنّه لم يستطع قراءة بعض مواردها ملقيا التبعة على صعوبة خطّ السيّد النيلي، فما كان خطأ قطعيا لم نشر إليه.
٥ - خرجنا الآيات القرآنيّة الكريمة بعد أن ضبطنا شكلها وحصرناها بين قوسين مزهرين.
٦ - كلّ ما حصرناه بين القوسين ( ) أشرنا إلى موضع سقطه أو اختلافه.
٧ - كلّ ما حصرناه بين المعقوفتين [ ] أشرنا إلى مأخذنا فيه، فإن كان من عندنا أشرنا إلى ذلك أيضا.
٨ - حصرنا الأقوال المحكية بين الأقواس الصغيرة « ».
٩ - كتبنا بعض الهوامش والتعليقات الإيضاحيّة رفعا للغموض.
ختاما:
لقد بذلنا قصارى جهودنا في تحقيق هذا الكتاب الذي لم ير النور من قبل، وحاولنا إخراجه بأفضل شكل ممكن، فما وجد فيه من خلل أو خطأ فهو عن قصور لا تقصير، فليتقبل بعين الرضا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
قيس العطّار
١ / شوال المكرم / ١٤٢٥ ه. ق
السُّلطانُ المُفَرِّج عن أهل الإيمان [فيمن رأى صاحب الزمان عجل الله فرجه]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أيضا نبذة منتقاة من كتاب «السلطان المفرّج عن أهل الإيمان» تأليف السيّد العالم الكامل الفاضل بهاء الملّة والدين عليّ بن عبد الحميد وهو منقول من خطّه.
فمن ذلك ما اشتهر وذاع، حتّى [ملأ](٧١) الأسماع(٧٢)، وسبق هذا بالعيان، لكثير من أبناء الزمان(٧٣)، وهو قصّة أبي راجح الحمّاميّ بالحلّة.
وبعد(٧٤)، حكى لي(٧٥) ذلك جماعة من الأعيان الأماثل، وأهل التصديق(٧٦) الأفاضل، منهم الشيخ (المحترم الحاج القاري المجوّد)(٧٧) الزاهد العابد العالم(٧٨) المحقّق شمس الدين محمّد بن قارون، قال:
كان الحاكم بالحلّة شخصا يدعى مرجان الصغير، رفع(٧٩) إليه أنّ أبا راجح هذا يسبّ الصحابة، فأحضره وأمر به(٨٠) فضرب ضربا [شديدا](٨١) مهلكا على جميع بدنه، حتّى [أنّه](٨٢) ضرب على وجهه فسقطت ثناياه، وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة(٨٣) من الحديد، وخرق أنفه ووضع فيه شركة من الشعر، وشدّ فيها حبلا، وسلّمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به(٨٤) في أزقّة الحلّة، والضرب يأخذ [هُ](٨٥) من جميع جوانبه حتّى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.
فاخبر الحاكم [بذلك](٨٦) فأمر بقتله، فقال الحاضرون: إنّه شيخ كبير وقد حصل [له](٨٧) ما يكفيه وهو ميّت لما به فاتركه فهو يموت حتف أنفه، ولا تتقلّد دمه(٨٨)، وبالغوا في ذلك حتّى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه وورم(٨٩) لسانه، فنعاه(٩٠) أهله بالموت، ولم يشكّ أحد أنّه يموت من ليلته.
فلمّا كان من الغداة(٩١) دخل(٩٢) عليه الناس فإذا هو [قائم يصلّي](٩٣) على أتمّ ما كان في حال صحّته(٩٤)، وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت، وجراحاته قد اندملت(٩٥) ولم يبق لها أثر، [و](٩٦) الشجّة قد زالت من وجهه، فعجبوا(٩٧) من حاله وسألوه عن أمره، فقال: إنّي لمّا عاينت الموت ولم يبق لي لسان أسأل الله تعالى [به](٩٨)، كنت(٩٩) أسأله بقلبي واستغثت إلى مولاي وسيّدي محمّد بن الحسن القائم (عليه السلام)(١٠٠)، فلمّا جنّ عليّ الليل فإذا بالدار قد امتلأت نورا وإذا مولاي(١٠١) قد أمرّ يده الشريفة على وجهي وقال [لي](١٠٢): اخرج وكدّ على عيالك فقد عافاك الله؛ فأصبحت كما ترون.
وحكى الشيخ شمس الدين محمّد بن قارون المذكور، [قال](١٠٣): وأقسم بالله أنّ هذا أبو(١٠٤) راجح، كان ضعيف التركيب، أصفر اللون، شين الوجه، مقرطم(١٠٥) اللحية، وكنت دائما أدخل الحمّام الذي هو فيه وأراه(١٠٦) على [هذه الحالة و](١٠٧) هذا الشكل، فلمّا أصبح(١٠٨) كنت ممّن دخل عليه، فرأيته وقد اشتدّت قوّته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمرّ وجهه، وعاد كأنّه ابن عشرين سنة، ولم يزل على ذلك حتّى أدركته الوفاة.
ولمّا شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضر(١٠٩) عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة و[هو](١١٠) الآن على ضدّها كما وصفناه ولم ير بجراحاته أثرا، وثناياه قد عادت، فداخله(١١١) في ذلك رعب عظيم، وكان يجلس في مقام الإمام القائم(١١٢) (عليه السلام) [في الحلّة](١١٣) ويعطي ظهره القبّة(١١٤) الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها وعاد يلطف(١١٥) بأهل الحلّة، ويحسن إلى محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ولم ينفعه ذلك، بل لم يلبث [في ذلك إلاّ](١١٦) قليلا حتّى مات. وكان ذلك في سنته(١١٧).(١١٨)
ومن ذلك ما حدّثني الشيخ المحترم العالم الفاضل الحاج القاري(١١٩) شمس الدين محمّد بن قارون المذكور، قال: كان رجل(١٢٠) من أصحاب السلاطين [يسمّى](١٢١) المعمّر بن شمس المعروف(١٢٢) [ب](١٢٣) مذوّر(١٢٤)، فضمن(١٢٥) القرية المعروفة بـ «برس»؛ وقف(١٢٦) العلويّين، وكان له نائب يقال له: ابن الخطيب، وغلام يتولّى نفقاته يدعى: عثمان، وكان ابن الخطيب من أهل [الصلاح و](١٢٧) الإيمان بالضدّ من عثمان، وكانا دائما يتجادلان.
فاتفق أنّهما حضرا في مقام إبراهيم الخليل (عليه السلام) بمحضر جماعة من الرعيّة والقوّام(١٢٨)، فقال ابن الخطيب لعثمان: [يا عثمان](١٢٩) الآن اتّضح الحقّ واستبان، أنا أكتب على يدي من أتولاّه؛ وهم عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام)، واكتب أنت من تتولاّه؛ [وهم](١٣٠) أبو بكر وعمر وعثمان، ثمّ تشدّ يدي ويدك (بسير، وتوقد نار شديدة، وتدخل يدي ويدك)(١٣١)، فمن أحرقت(١٣٢) يده [بالنار](١٣٣) كان على الباطل، ومن سلمت يده كان على الحقّ. فنكل عثمان وأبى أن يفعل، فأخذ الحاضرون(١٣٤) بالعياط عليه.
[هذا](١٣٥)، وكانت أمّ عثمان مشرفة عليهم تسمع حديثهم(١٣٦)، فلمّا رأت ذلك لعنتهم(١٣٧) وشتمتهم وتهدّدتهم(١٣٨) وبالغت في ذلك، فعميت في الحال، فلمّا أحسّت بذلك نادت إلى رفقائها فصعدن(١٣٩) إليها، فإذا هي صحيحة العينين لكن لا ترى بهما(١٤٠) شيئا، فقادوها وأنزلوها، ومضوا بها إلى الحلّة، وشاع خبرها بين أصحابها وأقاربها وأترابها(١٤١)، فأحضروا لها الأطبّاء من بغداد والحلّة فلم يقدروا لها على شيء.
فقالت [لها](١٤٢) نسوة مؤمنات كنّ أخدانها: إنّ الذي أعماك هو القائم (عليه السلام)، فإن تشيّعت(١٤٣) وتولّيت وتبرّأت ضمنّا لك العافية [على الله تعالى](١٤٤)، وبدون هذا لا يمكن(١٤٥) الخلاص؛ فأذعنت لذلك ورضيت به.
فلمّا كانت ليلة الجمعة جئن بها(١٤٦) حتّى ادخلت(١٤٧) القبّة الشريفة في مقام الإمام(١٤٨) صاحب الزمان (عليه السلام) وبتن بأجمعهنّ في باب القبّة.
فلمّا كان هزيع من(١٤٩) الليل وإذا هي [قد](١٥٠) خرجت عليهنّ وقد ذهب العمى عن بصرها(١٥١)، وهي تعدّهنّ(١٥٢) واحدة بعد واحدة وتصف ثيابهنّ وحليهنّ، فسررن بذلك وحمدن الله على حسن العافية وقلن لها: كيف كان ذلك؟
فقالت: إنّكنّ(١٥٣) لمّا جعلتنني في القبّة وخرجتنّ عنّي أحسست بيد قد وضعت على وجهي(١٥٤)، وقائل يقول لي: اخرجي فقد عافاك الله، فانكشف العمى عنّي، ورأيت القبّة قد امتلأت نورا، ورأيت رجلا(١٥٥) فقلت [له](١٥٦): من أنت يا سيّدي؟ فقال: محمّد بن الحسن، ثمّ غاب عنّي.
فقمن وخرجن إلى بيوتهنّ، وتشيّع ولدها عثمان، وحسن اعتقاده واعتقاد امّه المذكورة، واشتهرت القصّة بين أولئك الأقوام ومن سمع هذا الكلام، واعتقد(١٥٧) وجود الإمام القائم (عليه السلام)، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم(١٥٨).
ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة خمس وثمانين وسبعمائة(١٥٩) حكى إليّ(١٦٠) شفاها(١٦١) المولى الأجل الأوحد(١٦٢) العالم الفاضل، القدوة الكامل، المحقّق المدقّق، [جامع](١٦٣) الفضائل، ومرجع الأفاضل، افتخار العلماء(١٦٤) في العالمين، كمال الملّة والدنيا(١٦٥) والدين، عبد الرحمن ابن العتائقي(١٦٦)، وكتبه وخطّه(١٦٧) الكريم عندي، وصورته(١٦٨):
قال العبد الفقير إلى رحمة الله، عبد الرحمن (بن محمّد)(١٦٩) بن إبراهيم العتائقي(١٧٠): إنّي كنت أسمع في الحلّة السيفية حماها الله بأنّ المولى الكبير المعظّم جمال الدين [ابن](١٧١) الشيخ [الأجل](١٧٢) الأوحد الفقيه القاري نجم الدين جعفر بن الزهدري كان فلج(١٧٣)، فعالجته جدّته لأبيه بعد موت أبيه بكلّ علاج للفالج فلم يبرأ.
فاشير عليها بأطبّاء بغداد(١٧٤) فأحضرتهم له(١٧٥)، فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ، فقيل(١٧٦) لها: ألا أبتّيه(١٧٧) تحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان (عليه السلام) لعلّ الله يعافيه ويبرئه، ففعلت وأباتته(١٧٨) تحتها، وإنّ صاحب الزمان (عليه السلام) أقامه وأزال [عنه](١٧٩) الفالج.
[ثمّ](١٨٠) بعد ذلك حصل بيني وبينه اخوّة(١٨١) حتّى كنّا لم نكد نفترق، وكان له دار العشرة(١٨٢) يجتمع فيها وجوه أهل الحلّة وشبابهم(١٨٣) وأولاد الأماثل منهم، فاستحكوه(١٨٤) عن هذه الحكاية، فقال(١٨٥):
إنّي كنت مفلوجا وعجز الأطبّاء عنّي - وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضا في الحلّة من قضيّته - وأنّ الحجّة صاحب الزمان (عليه السلام) قال لي وقد أنا متني(١٨٦) جدّتي تحت القبّة: قم، فقلت: إنّي(١٨٧) لا أقدر على القيام منذ سنين(١٨٨)، فقال لي(١٨٩): قم بإذن الله، وأعانني على القيام، فقمت وزال عنّي الفالج، وانطبق الناس عليّ حتّى كادوا يقتلوني، وأخذوا ما كان عليّ من الثياب تقطيعا وتنتيفا(١٩٠) يتبرّكون بذلك(١٩١)، وكساني الناس من ثيابهم، ورحت إلى البيت وليس فيّ(١٩٢) أثر الفالج، وبعثت إلى الناس ثيابهم.
وكنت أسمعه يحكي ذلك للناس ولم يستحكه أحد(١٩٣) مرارا شتّى(١٩٤)، ثمّ توفّي رضى الله عنه سنة خمس وخمسين وسبعمائة في الجارف.
ومن ذلك ما أخبرني به من أثق به - وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغروي سلام الله على مشرّفه، مأثور، وصورته(١٩٥) -: إنّ الدار التي أنا ساكنها الآن - وهي في سنة تسع وثمانين وسبعمائة - كانت لرجل من أهل الخير والصلاح يدعى حسين المدلّل(١٩٦)، وبه يعرف ساباط المدلّل، ملاصق(١٩٧) جدران الحضرة الشريفة، وهو مشهور بالمشهد الشريف.
وكان هذا(١٩٨) الرجل له عيال وأولاد(١٩٩) وأطفال، فأصابه فالج، فمكث مدّة لا يقدر على القيام وإنّما يرفعه عياله ويحطّونه عند حاجته وضروراته، ومكث على [ذلك](٢٠٠) مدّة مديدة، فدخل على عياله وأهله بذلك شدّة شديدة، واحتاجوا إلى الناس، واشتدّ عليهم اليأس(٢٠١).
فلمّا كان سنة عشرين وسبعمائة هجريّة في ليلة من لياليها بعد ربع من(٢٠٢) الليل أنبه عياله فانتبهوا(٢٠٣)، فإذا الدار والسطح قد امتلآ نورا يأخذ بالأبصار، فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إنّ الإمام القائم(٢٠٤) (عليه السلام) جاءني فقال(٢٠٥) [لي](٢٠٦): قم يا حسين، فقلت: يا سيّدي أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني فذهب ما بي، وها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي، وقال لي: إنّ(٢٠٧) هذا الساباط دربي إلى زيارة جدّي فأعلن فيه(٢٠٨) كلّ ليلة. فقلت: سمعا وطاعة [لله ولك يا مولاي](٢٠٩).
وقام الرجل وخرج إلى الحضرة الشريفة [الغروية](٢١٠)، وزار الإمام (عليه السلام)، وحمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام، وصار(٢١١) هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له النذور(٢١٢) عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره مرّة من المرّات(٢١٣) ببركات الإمام القائم (عليه السلام)(٢١٤).
ومن ذلك ما حدّثني به الشيخ الصالح الخيّر العالم الفاضل شمس الدين [محمّد](٢١٥) بن قارون المذكور [سابقا](٢١٦): أنّ رجلا يقال له (محمّد بن)(٢١٧) النجم، ويلقّب الأسود، في القرية المعروفة بدقوسا على الفرات العظمى، وكان من أهل الخير والصلاح، وكان له زوجة تدعى فاطمة، خيّرة صالحة، ولها ولدان؛ ابن يدعى عليّا، وابنة تدعى زينب، فأصاب الرجل وزوجته العمى، وبقيا على حالة صعبة(٢١٨)، وكان ذلك في سنة اثني عشر وسبعمائة، وبقيا على ذلك مدّة مديدة.
فلمّا كان في بعض الليالي أحسّت المرأة بيد تمرّ على وجهها، وقائل يقول: قد أذهب الله عنك العمى، فقومي في خدمة(٢١٩) زوجك أبي علي، فلا تقصّري في خدمته، ففتحت عينيها(٢٢٠) فإذا الدار قد امتلأت نورا، وعلمت أنّه الإمام(٢٢١) القائم (عليه السلام)(٢٢٢).
ومن ذلك ما نقلته(٢٢٣) عن بعض أصحابنا المؤمنين الصالحين ومن(٢٢٤) خطّه المبارك ما صورته: عن محيي الدين الأربلي أنّه حضر عند أبيه ومعه(٢٢٥) رجل، فنعس فوقعت عمامته عن رأسه، فبدت في رأسه ضربة هائلة، فسأله عنها، فقال [له](٢٢٦): هذه(٢٢٧) من صفّين. فقيل [له](٢٢٨): وكيف(٢٢٩) ذلك وواقعة صفّين قديمة؟!
فقال: كنت مسافرا إلى مصر، فصاحبني إنسان من غزّة، فلمّا كنّا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفّين، فقال لي الرجل: لو كنت في أيّام صفّين لروّيت سيفي من عليّ وأصحابه، فقلت له: وأنا(٢٣٠) لو كنت [في أيّام صفّين](٢٣١) لروّيت سيفي من معاوية وأصحابه، وها أنا وأنت من أصحاب عليّ ومعاوية، [واعتركنا عركة عظيمة](٢٣٢) واضطربنا، فما شعرت(٢٣٣) بنفسي إلاّ مرميا لما بي وإنسان(٢٣٤) يوقظني بطرف رمحه، ففتحت عيني فنزل إليّ ومسح الضربة وبرئت(٢٣٥)، فقال البث: هنا، ثمّ غاب قليلا وعاد [و](٢٣٦) معه رأس خصمي مقطوعا والدوابّ معه، فقال [لي](٢٣٧): هذا رأس عدوّك، وأنت نصرتنا فنصرناك (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)(٢٣٨).
فقلت: من أنت؟ فقال: فلان ابن فلان - يعني الصاحب (عليه السلام)(٢٣٩) - ثمّ قال لي: وإذا سئلت عن هذه الضربة فقل: ضربتها بصفّين(٢٤٠).
ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي الأديان، قال: كنت أخدم الحسن بن عليّ (عليه السلام) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علّته التي توفّي فيها (عليه السلام)، فكتب معي كتبا وقال: امض بها إلى المدائن فإنّك ستغيب خمسة عشر يوما، وتدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
فقال أبو الأديان: يا سيّدي، إذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجواب(٢٤١) كتبي فهو القائم بعدي.
قلت: زدني. قال: من صلّى عليّ فهو القائم بعدي.
قلت: زدني. قال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي. ثمّ منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان.
فخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جوابها(٢٤٢)، ودخلت سرّ من رأى في يوم الخامس عشر - كما قال [لي] (عليه السلام) -، [و] إذا [أنا](٢٤٣) بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا بجعفر أخيه على الباب والشيعة حوله يعزّونه ويهنّئونه. فقلت في نفسي: إن يك هذا الإمام فقد بطلت إمامته؛ لأنّي كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب في الطنبور.
فتقدّمت وعزّيت وهنّئت فلم يسألني عن شيء، وخرج عقيد فقال: يا سيّدي، قد كفّن أخوك فقم وصلّ عليه، فدخل جعفر بن عليّ والشيعة خلفه يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة.
فلمّا صرنا بالدار وإذا نحن بالحسن بن عليّ (علیهما السلام) على نعشه مكفّن، فتقدّم جعفر ابن عليّ ليصلّي عليه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه فلج، فجذب رداء جعفر فقال: تنحّ يا عمّ، أنا أحقّ بالصلاة على أبي منك، فتأخّر جعفر وقد اربدّ وجهه، وتقدّم الصبيّ فصلّى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه، ثمّ قال: يا بصريّ، هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: بقي الهميان.
ثمّ خرجنا إلى جعفر وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيّدي، من الصبي لنقيم الحجّة عليه؟ فقال(٢٤٤): والله ما رأيته قطّ ولا أعرفه. فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن (عليه السلام) فعرّفوا بموته، فقالوا: فمن؟ فأشار الناس إلى جعفر ابن علي، فسلّموا [عليه](٢٤٥) وعزّوه وهنّؤوه وقالوا: معنا كتب ومال، فتقول: ممّن الكتب؟ وكم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: يريدون منّا(٢٤٦) أن نعلم الغيب.
فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان [وفلان وفلان](٢٤٧)، وهميان [فيه](٢٤٨) ألف دينار، وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا [إليه](٢٤٩) الكتب والمال وقالوا: الذي وجّهك لأخذ ذلك هو الإمام.
فدخل جعفر على المعتمد وكشف له ذلك، فوجّه المعتمد خدمه فقبضوا على [صقيل](٢٥٠) الجارية وطالبوها بالصبي، فأنكرته وادّعت حملا بها لتغطّي حال الصبي، فسلّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى [بن خاقان](٢٥١) فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم(٢٥٢).
ومن ذلك ما صحّ لي روايته عن الشيخ أحمد بن محمّد الإيادي، يرفعه إلى إسماعيل بن علي، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) وهو في المرضة التي مات فيها، فبينا أنا عنده إذ قال لخادمه عقيد(٢٥٣) - وكان الخادم أسود نوبيّا قد خدم من قبل(٢٥٤) الرضا، وهو مربّي(٢٥٥) الحسن (عليه السلام) - وقال له: يا عقيد، أغل لي ماء بمصطكى، فأغلى [له](٢٥٦)، ثمّ جاءت به صقيل الجارية، فلمّا صار القدح بيده وهمّ بشربه جعلت يداه ترتعد حتّى ضرب القدح ثناياه، فتركه من يده، وقال لعقيد: ادخل البيت فإنّك ترى صبيّا ساجدا فائتني به.
قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت البيت فإذا بصبيّ ساجد، رافع سبّابته نحو السماء، فأوجز في صلاته، فقلت: إنّ سيّدي يأمرك بالخروج إليه، فجاءت صقيل، فأخذت بيده(٢٥٧) فأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام).
قال أبو سهل: فلمّا مثل بين يديه سلّم عليه، فإذا هو درّيّ اللون، في شعر رأسه قطط، مفلّج الأسنان، فلمّا رآه الحسن (عليه السلام) بكى وقال: يا سيّد أهل زمانه اسقني الماء فإنّي ذاهب إلى ربّي، فأخذ الصبيّ القدح المغليّ بالمصطكى(٢٥٨) بيده، ثمّ حرّك شفتيه ثمّ سقاه. فلمّا شربه قال: هيّئوني للصلاة - وكانت صلاة الغداة يوم الجمعة - فطرح في حجره منديلا(٢٥٩) فوضّأه واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه.
فقال له: أبشر يا بني، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجّة الله في أرضه، وأنت ولدي ووصيّي ووارثي، وأنت محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، ولدك رسول الله وبشّر بك، وأنت خاتم الأئمّة المعصومين، وسمّاك وكنّاك، بذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، وصلّى الله على أهل البيت إنّه حميد مجيد. ومات الحسن (عليه السلام) من وقته، (عليهم السلام) أجمعين(٢٦٠).
ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى رشيق المازندراني(٢٦١)، قال: بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر، وأمرنا أن يركب كلّ واحد منّا فرسا ونجنب آخر، ونخرج مخفّين ولا يكون معنا قليل ولا كثير، وقال: الحقوا بسرّمن رأى - فوصف لنا محلّة ودارا - فإذا رأيتموها ستجدون عند(٢٦٢) الباب خادما أسود، فاكبسوا الدار، ومن رأيتم فيها فائتوني برأسه.
فوافينا سرّ من رأى، ووجدنا الأمر كما ذكره، وفي الدهليز الخادم الأسود(٢٦٣) وبيده تكّة ينسجها، فسألناه عن الدار من فيها؟ قال: صاحبها، فو الله ما التفت إلينا وقلّ اكتراثه [بنا](٢٦٤)، فكبسنا الدار كما أمرنا، فرأينا(٢٦٥) دارا سرية ومقابل باب الدار سترا ما نظرت قطّ إلى أنبل منه، كأنّ الأيدي قد رفعت عنه في ذلك الوقت، ولم يكن في الدار أحد.
فرفعنا الستر، فإذا بيت كبير كأنّ فيه بحر ماء، [و](٢٦٦) في أقصى البيت(٢٦٧) حصير قد علمنا أنّه(٢٦٨) على الماء، فوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلّي، فلم(٢٦٩) يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا.
فسبق أحمد بن عبد [الله](٢٧٠) ليتخطّى البيت، فغرق في الماء، ولم يزل يضطرب حتّى مددت [يدي](٢٧١) فخلّصته وأخرجته(٢٧٢) مغشيّا عليه ساعة. ثمّ عاد صاحبي الثاني إلى مثل ذلك الفعل فناله مثل ذلك وبقي(٢٧٣) مبهوتا. فقلت(٢٧٤) لصاحب البيت: يا سيّدي، المعذرة إلى الله وإليك، فو الله ما علمت كيف الخبر ولا(٢٧٥) إلى من أجيء، وأنا تائب إلى الله. فما التفت إلى شيء ممّا قلناه ولا انتقل(٢٧٦) عمّا كان فيه، فهالنا ذلك وانصرفنا عنه.
وقد كان المعتضد ينتظرنا، وقد تقدّم إلى الحجّاب إذا وافينا أن ندخل عليه في [أيّ](٢٧٧) وقت [كان](٢٧٨)، فوافيناه في بعض الليل ودخلنا عليه(٢٧٩)، فسألنا(٢٨٠) عن الخبر، فحكينا له ما رأينا. فقال: ويحكم، لقيكم أحد قبلي؟ قلنا: لا. قال: جرى منكم ذلك إلى أحد غيري(٢٨١)؟ قلنا: لا. قال: أنا نفيّ من جدّي، إن بلغني هذا الخبر لأضربنّ أعناقكم، فلم يجسر أحد منّا أن يحدّث بشيء إلاّ بعد موته(٢٨٢).
ومن ذلك ما صحّ لي روايته عن السيّد [الزاهد](٢٨٣) الفاضل رضي الملّة والحقّ والدين عليّ بن موسى(٢٨٤) بن جعفر الطاوس الحسني في الكتاب(٢٨٥) المسمّى بـ «ربيع الألباب» (الذي بعضه بخطّه، من الجزء الثاني، ما صورته: حديث عن المهدي (عليه السلام) مليح، والذي رواه لنا كان صالحا)(٢٨٦): روى حسن بن محمّد بن القاسم (من ناحية العمود)(٢٨٧) قال: (وافى شخص)(٢٨٨) من ناحية الكوفة يقال له: عمارة(٢٨٩)، على الطريق يطلب(٢٩٠) الحمالية من سواد الكوفة، فتذاكرنا أمر القائم المهدي(٢٩١) من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقال لي: يا حسن، احدّثك حديثا عجيبا(٢٩٢)؟ فقلت له: هات ما عندك.
قال: جاءت قافلة من طيّء يكتالون من عندنا [من](٢٩٣) الكوفة، وكان فيهم رجل وسيم وهو زعيم القافلة، فقلت لمن حضر: هات لنا(٢٩٤) الميزان من دار العلوي. فقال ذلك الرجل(٢٩٥) البدوي: وعندكم هنا علويّ؟ فقلت: يا سبحان الله! معظم الكوفة علويّون.
فقال البدوي: العلوي، والله تركته [ورائي](٢٩٦) في البريّة في بعض البلدان.
فقلت: فكيف خبره؟ فقال(٢٩٧): (اعلم أنّني شيخ جماعتي ومقدّمها)(٢٩٨)، فغزونا(٢٩٩) في نحو من(٣٠٠) ثلاثمائة فارس أو دونها، (وكان دليلنا(٣٠١) قد ضلّ عنّا وضللنا عنه)(٣٠٢)، فبقينا ثلاثة أيّام بلا زاد واشتدّ بنا الجوع.
فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السهم على بعض الخيل نأكلها، فاجتمع رأينا على ذلك، ورمينا سهما(٣٠٣) فوقع على فرسي، فغلّطت فقلت(٣٠٤): ما أقنع، فعدنا بسهم آخر فوقع السهم(٣٠٥) عليها أيضا، فلم أقبل، وقلت: نرمي ثالث مرّة(٣٠٦) [فرمينا](٣٠٧) فوقع عليها [أيضا](٣٠٨)، وكانت عندي تساوي ألف دينار، [وهي](٣٠٩) أحبّ إليّ من ولدي.
فقلت: دعوني أتزوّد من فرسي بمشوار، فأنا إلى اليوم(٣١٠) ما أجد لها غاية، فركضتها إلى رابية بعيدة منّا قدر فرسخ، (فمرّت تحتي مثل الريح العاصف إلى أن أشرفت على الرابية، فإذا جارية)(٣١١) تحطب تحت الرابية، فقلت: يا جارية، لمن(٣١٢) أنت؟ ومن أهلك؟ قالت: أنا لرجل علويّ في هذا الوادي، ومضت من عندي، فرفعت مئزري على رمحي، فأقبلت إليّ الخيل(٣١٣)، فقلت [لهم](٣١٤): أبشروا بالخير، الناس منكم قريب(٣١٥) في هذا الوادي.
فمضينا فإذا خيمة(٣١٦) في وسط الوادي(٣١٧)، فطلع إلينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يكون من الرجال، ذؤابتاه(٣١٨) إلى سرّته، وهو يضحك ويحيّينا(٣١٩) بالتحيّة.
فقلت [له](٣٢٠): يا وجه العرب العطش، فنادى: يا جارية هاتي من عندك ماء(٣٢١)، فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء، فتناول منهما قدحا ووضع يده فيه وناولنا إيّاه، وكذلك فعل بالقدح الآخر(٣٢٢)، فشربنا عن أقصانا من القدحين وأرجعتهما(٣٢٣) علينا جميعا(٣٢٤) وما نقص من القدحين(٣٢٥).
فلمّا روينا قلنا [له](٣٢٦): الجوع يا وجه العرب، فرجع بنفسه ودخل الخيمة، وأخرج بين يديه(٣٢٧) منسفا(٣٢٨) فيه زاد وضعه(٣٢٩) وقد وضع يده فيه، وقال: يجيئني(٣٣٠) منكم عشرة عشرة، فأكلنا جميعا من ذلك المنسف(٣٣١)، والله يا فلان ما تغيّر [ولا نقص](٣٣٢).
فقلنا: نريد الطريق الفلاني، فقال: ها ذاك دربك(٣٣٣)، وأومأ لنا إلى معلم ومضينا.
فلمّا ابتعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم من عند أهلكم للكسب(٣٣٤)، والمكسب قد حصل لكم، فنهى بعضنا بعضا، وأمر بعضنا بالخلسة(٣٣٥)، ثمّ اجتمع رأينا على أخذهم، فرجعنا نريد أخذهم(٣٣٦).
فلمّا رجعنا ورآنا(٣٣٧) راجعين شدّ وسطه بمنطقته(٣٣٨)، وأخذ سيفه(٣٣٩) فتقلّد به، واعتقل(٣٤٠) رمحه، وركب فرسا أشهب، والتقانا(٣٤١) وقال: لا تكون أنفسكم القبيحة دبّرت لكم القبيح، فقلنا: هو ما(٣٤٢) ظننت، ورددنا عليه ردّا قبيحا، فزعق بنا زعقة(٣٤٣) فما رأينا إلاّ من دخل قلبه الرعب، وولّينا من بين يديه منهزمين، فخطّ خطّة بيننا وبينه وقال: وحقّ جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إن عبرها أحد منكم لأضربنّ رقبته(٣٤٤)، فرجعنا والله عنه بالرغم منّا، ها ذاك العلوي حقّا [هو والله](٣٤٥)، لا ما هو مثل هؤلاء(٣٤٦).
ومن ذلك ما صحّ لي روايته عن الصاحب المعظّم العامل الكامل العالم الفاضل عليّ بن عيسى مصنّف كتاب «كشف الغمّة في مناقب الأئمّة» ما صورته: حكى لي السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسيني، عن أبيه عطوة، أنّه [كان به أدرة، و](٣٤٧) كان زيديّ المذهب، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإماميّة ويقول: لا أصدّقكم ولا أقول بمذهبكم حتّى يجيء صاحبكم - يعني المهدي (عليه السلام) - فيبرئني من هذا المرض، ويتكرّر(٣٤٨) هذا القول منه، فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا، فأتيناه سراعا، فقال: الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي، فخرجنا ولم(٣٤٩) نر أحدا، فعدنا إليه وسألناه فقال: إنّه دخل إليّ شخص وقال: يا عطوة، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك ممّا بك، ثمّ مدّ يده فعصر قروتي ومشى، فمددت يدي فلم أر [لها](٣٥٠) أثرا.
قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به قلبه(٣٥١). واشتهرت هذه القصّة وسألت عنها عن أبيه فأقرّ بها(٣٥٢).
فهذا صورة ما نقلته من تصنيفه بخطّ يده(٣٥٣).
ومن ذلك بالطريق المذكور أنّه قال: سمعنا شيخا من أهل الحديث يقال له: أحمد بن فارس الأديب، يقول: سمعت بهمدان حكاية حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني، فسألني أن أثبتها له بخطّي، ولم أجد إلى مخالفته سبيلا، وقد كتبتها وعهدتها على من حكاها: [وذلك](٣٥٤) أنّ بهمدان أناسا يعرفون ببني راشد، وهم كلّهم يتشيّعون ومذهبهم مذهب أهل الإمامة، فسألت عن سبب تشيّعهم من بين أهل همدان، فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا: إنّ سبب ذلك أنّ جدّنا الذي ننتسب إليه خرج حاجّا، فقال: إنّه لمّا صدر من الحجّ وصار(٣٥٥) منازل في البادية، قال: فنشطت للنزول وللمشي، فمشيت طويلا حتّى أعييت ونعست، فقلت في نفسي: أنام نومة تريحني وإذا جاء أواخر القافلة قمت.
قال: فما انتبهت إلاّ بحرّ الشمس ولم أر أحدا، فتوحّشت ولم أر طريقا ولا أثرا، فتوكّلت على الله (عزَّ و جلَّ) وقلت: أتوجّه(٣٥٦) حيث وجّهني، فمشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء قريبة العهد بغيث، وإذا تربتها أطيب تربة، فنظرت في سواء تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنّه سيف، فقلت: ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به، فقصدته.
فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلّمت عليهما فردّا عليّ ردّا جميلا، وقالا: اجلس فقد أراد الله بك خيرا، وقام أحدهما فدخل واحتبس غير بعيد، ثمّ خرج فقال لي فرقا وجلا(٣٥٧): [قم](٣٥٨) فادخل، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن منه ولا أبرم(٣٥٩) منه، وتقدّم الخادم إلى ستر على باب بيت فرفعه، ثمّ قال [لي](٣٦٠):
ادخل، فدخلت البيت فإذا فتى جالس في وسط البيت وقد علّق فوق رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمسّ رأسه، وكأنّ الفتى [بدر](٣٦١) يلوح.
فسلّمت وردّ السّلام بألطف كلام وأحسنه، ثمّ قال لي: أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله. فقال: أنا القائم من آل محمّد، أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - وأملأ الأرض [قسطا و](٣٦٢) عدلا كما ملئت جورا [وظلما](٣٦٣).
قال: فسقطتّ على وجهي وتعفّرت، فقال: لا تفعل، ارفع رأسك، أنت فلان، من مدينة بالجبل يقال لها همدان. فقلت: صدقت يا سيّدي ومولاي. فقال: أتحبّ أن تؤوب إلى أهلك؟ قلت: نعم يا سيّدي وابشّرهم بما أتاحه الله لي، فأومأ [إلى](٣٦٤) الخادم، فأخذ بيدي وناولني صرّة وخرج ومشى معي خطوات، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة مسجد. فقال: أتعرف هذا البلد؟ قلت: إنّ بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسدآباد(٣٦٥) وهي تشبهها. فقال لي: هذه أسدآباد، امض راشدا، ثمّ التفتّ فلم أره، فدخلت أسدآباد ونظرت [فإذا] في الصرّة أربعون أو خمسون دينارا، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشّرتهم بما يسّره الله (عزَّ و جلَّ) لي، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير(٣٦٦).
ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي الحسن عليّ بن سنان الموصلي، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) قدم من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم [والعادة](٣٦٧)، ولم يكن عندهم خبر بوفاة الحسن (عليه السلام)، فلمّا وصلوا إلى سرّ من رأى سألوا عن سيّدنا الحسن (عليه السلام)، فقيل لهم: إنّه قد فقد، فقالوا: فمن وارثه؟ قالوا: أخوه جعفر بن علي، فسألوا عنه، فقيل(٣٦٨): خرج متنزّها وركب زورقا في دجلة يشرب ومعه المغنّون. قال: فتشاور القوم وقالوا: ليست هذه صفة الإمام، وقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتّى نردّ هذه الأموال على أصحابها. فقال أبو العبّاس محمّد بن جعفر الحميري القمّيّ: قفوا بنا حتّى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره على الصحّة.
فلمّا انصرف دخلوا إليه وسلّموا عليه وقالوا: يا سيّدنا، نحن من قم، وفينا جماعة من الشيعة وغيرها، [و](٣٦٩) كنّا نحمل إلى سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام) الأموال. فقال: وأين هي؟ قالوا: معنا. فقال: احملوها إليّ. فقالوا: [لا](٣٧٠)، إنّ لهذه الأموال خبرا طريفا، [فقال: وما هو؟ قالوا:](٣٧١) إنّها تجمع ويكون فيها من عامّة الشيعة الدينار والديناران، ثمّ يجعلونها في كيس ويختمون عليه، وكنّا إذا وردنا بالمال قال سيّدنا أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام): جملة المال كذا وكذا دينارا، من عند فلان كذا، [ومن عند فلان كذا](٣٧٢)، حتّى يأتي على أسماء الناس كلّهم، ويقول ما على نقش الخواتيم. فقال جعفر: كذبتم، تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب.
فلمّا سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض، فقال لهم: احملوا هذا المال إليّ. فقالوا: إنّا قوم مستأجرون وكلاء، وإنّا لا نسلّم المال إلاّ بالعلامات التي كنّا نعرفها من سيّدنا الحسن (عليه السلام)، فإن كنت الإمام فبرهن لنا وإلاّ رددناها إلى أصحابها يرون فيها رأيهم.
فدخل جعفر [على] الخليفة - وكان بسرّ من رأى - فاستعدى عليهم، فلمّا أحضروا(٣٧٣) قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر. قالوا(٣٧٤): أصلح الله أمير المؤمنين، إنّا أقوام مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال، وهي لجماعة، وأمرونا [بأن](٣٧٥) لا نسلّمها إلاّ بعلامة ودلالة، وجرت هذه العادة مع أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام).
فقال الخليفة: وما كانت الدلالة التي مع أبي محمّد الحسن؟
قال القوم: كان يصف الدنانير، وأصحابها، والأموال، [و](٣٧٦) كم هي، فإذا فعل ذلك سلّمناها إليه، وقد وفدنا إليه مرارا وكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يك هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، وإلاّ رددناها على أصحابها.
فقال جعفر: يا أمير المؤمنين، هؤلاء قوم كذّابون، [يكذبون](٣٧٧) على أخي، وهذا علم الغيب.
فقال الخليفة: القوم رسل، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين.
قال: فبهت جعفر ولم يحر جوابا، فقال القوم: يتطوّل أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتّى نخرج من هذه البلدة. قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها.
فلمّا خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، كأنّه خادم، فصاح: يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، أجيبوا مولاكم(٣٧٨). فقالوا: أنت مولانا؟ فقال: معاذ الله، بل أنا عبد مولاكم، فسيروا إليه.
قالوا: فسرنا معه حتّى دخلنا دار مولانا الحسن بن عليّ (عليه السلام)، فإذا ولده القائم سيّدنا (عليه السلام) قاعد على سرير كأنّه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلّمنا عليه، فردّ علينا السّلام، وقال: جملة المال كذا وكذا دينارا، حمل فلان كذا، وحمل فلان كذا، ولم يزل يصف حتّى وصف الجميع، ثمّ وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدوابّ، فخررنا سجّدا لله تعالى وقبّلنا الأرض بين يديه، وسألناه عمّا أردنا فأجاب، وحملنا إليه الأموال، وأمرنا القائم (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سرّ من رأى بعدها شيئا [من المال](٣٧٩)، وأنّه ينصب لنا ببغداد وكيلا تحمل إليه الأموال، وتخرج من عنده التوقيعات.
قالوا: فانصرفنا من عنده، [ودفع](٣٨٠) إلى أبي العبّاس محمّد بن جعفر الحميري شيئا من الحنوط(٣٨١) والكفن، وقال له: أعظم الله أجرك في نفسك. قال: فما بلغ أبو العبّاس عقبة همدان حتّى توفّي (رحمه الله).
وكان [بعد](٣٨٢) ذلك تحمل الأموال إلى بغداد إلى النّوّاب المنصوبين بها، وتخرج من عندهم التوقيعات(٣٨٣).
ومن ذلك ما صحّ لي روايته عن الشيخ الصدر الأعظم عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي العالم الفاضل، مصنّف كتاب «كشف الغمّة»، فإنّه روى في(٣٨٤) آخر المجلّد الثاني من الكتاب عند ذكر أخبار مولانا وسيّدنا وإمامنا الإمام القائم محمّد ابن الحسن (عليه السلام)، ما هذا لفظه: حدّثني جماعة من [ثقات](٣٨٥) إخواني أنّه كان في البلاد الحليّة شخص يقال له: إسماعيل بن الحسن الهرقلي، من قرية يقال لها: هرقل، مات في زماني وما رأيته، حكى لي ولده شمس الدين قال(٣٨٦): حكى لي والدي أنّه خرج فيه - وهو شابّ - على فخذه الأيسر توثة(٣٨٧) مقدار قبضة الإنسان، وكانت في كلّ ربيع تنشقّ(٣٨٨) ويخرج منها دم وقيح، ويعطّله(٣٨٩) ألمها عن كثير من أشغاله، وكان مقيما بهر قل.
فحضر إلى الحلّة يوما ودخل إلى مجلس السيّد السند(٣٩٠) السعيد رضي الملّة(٣٩١) والدين عليّ بن طاووس (رحمه الله) وشكا إليه ما يجده [منها](٣٩٢)، وقال: اريد أن اداويها، فأحضر له أطبّاء الحلّة وأراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة(٣٩٣) فوق العرق الأكحل، وعلاجها خطر، ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق ويموت.
فقال [له](٣٩٤) السيّد الأيّد السعيد رضي الملّة والدين(٣٩٥) قدّس الله روحه: أنا متوجّه إلى بغداد وربّما كان أطباؤها أعرف [وأحذق](٣٩٦) من هؤلاء [فاصحبني](٣٩٧)، فأصعد معه وأحضر الأطبّاء، فقالوا(٣٩٨) كما قال أولئك، فضاق صدره.
فقال له السيّد(٣٩٩) السعيد قدّس الله روحه: إنّ الشارع(٤٠٠) قد فسح [لك](٤٠١) في الصلاة في هذه الثياب، وعليك الاجتهاد في الاحتراز(٤٠٢) ولا تغرر بنفسك، فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله.
فقال له والدي: إذا كان هذا الأمر هكذا(٤٠٣) وقد حصلت في(٤٠٤) بغداد فأتوجّه إلى زيارة المشهد الشريف بسرّ من رأى على مشرّفه السّلام، ثمّ أنحدر إلى أهلي، فحسّن له ذلك، فترك ثيابه [ونفقته](٤٠٥) عند السيّد السعيد المذكور(٤٠٦) وتوجّه.
قال: فدخلت(٤٠٧) المشهد، وزرت الأئمّة (عليهم السلام)، ونزلت السرداب، واستغثت(٤٠٨) بالله تعالى وبالإمام (عليه السلام)، وقضيت بعض الليل في السرداب، وبقيت(٤٠٩) في المشهد إلى الخميس، ثمّ مضيت إلى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا، وملأت إبريقا كان معي، وصعدت اريد المشهد الشريف.
فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور، وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم، فالتقينا، فرأيت شابّين - أحدهما عبد مخطوط، والآخر(٤١٠) منهما متقلّد سيفا - وشيخا متنقّبا بيده رمح، والآخر متقلّد بسيف وعليه فرجيّة ملوّنة فوق السيف وهو محنّك بعذبته.
فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ووضع كعب رمحه(٤١١) في الأرض، ووقف الشابان عن يسار الطريق، وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي، ثمّ سلّموا عليه فردّ (عليهم السلام).
فقال له صاحب الفرجيّة: أنت غدا تروح إلى أهلك؟ فقال: نعم، [فقال له](٤١٢) تقدّم حتّى أبصر ما يوجعك. قال: فكرهت ملامسته(٤١٣) وقلت [في نفسي](٤١٤): أهل البادية لا يكادون يحترزون عن النجاسة، وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول. ثمّ إنّي مع(٤١٥) ذلك تقدّمت إليه فلزمني بيده ومدّني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة(٤١٦) فعصرها بيده فأوجعني، ثمّ استوى في سرج فرسه(٤١٧) كما كان، فقال لي الشيخ: أفلحت يا إسماعيل، فعجبت من معرفته اسمي، فقلت: أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله تعالى. قال: فقال [لي الشيخ](٤١٨): هذا هو الإمام. قال: فتقدّمت إليه فاحتضنته وقبّلت فخذه.
ثمّ إنّه سار(٤١٩) وأنا أمشي معه محتضنه، فقال: ارجع، فقلت: لا افارقك أبدا.
فقال: المصلحة رجوعك، فأعدته، فقال(٤٢٠) مثل القول الأوّل، فقال الشيخ: يا إسماعيل ما تستحي؟ يقول لك الإمام مرّتين «ارجع» فتخالفه؟! فجبهني بهذا القول، فوقفت فتقدّم خطوات والتفت إليّ وقال: إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر - يعني الخليفة المستنصر - فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه، وقل لولدنا الرضي ليكتب [لك](٤٢١) إلى عليّ بن عوض، فإنّني أوصيته(٤٢٢) يعطيك الذي تريد، ثمّ سار وأصحابه معه، فلم أزل قائما أبصرهم حتّى بعد(٤٢٣)، وحصل عندي أسف بمفارقته، فقعدت إلى الأرض ساعة.
ثمّ مشيت إلى المشهد، فاجتمع القوّام حولي وقالوا: نرى وجهك متغيّرا، أأوجعك شيء؟ قلت: لا. قالوا: أخاصمك أحد؟ قلت: لا، ليس عندي ممّا تقولون [خبر](٤٢٤)، لكن أسألكم: هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ قالوا: بلى(٤٢٥) من الشرفاء أرباب الغنم. فقلت: لا، بل هو الإمام القائم(٤٢٦) (عليه السلام). فقالوا: الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجيّة؟ قلت: [هو](٤٢٧) صاحب الفرجيّة. فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضه بيده وأوجعني، ثمّ كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا، فتداخلني الشك من الدّهش فأخرجت رجلي الاخرى فلم أر شيئا، فانطبق الناس [عليّ](٤٢٨) فمزّقوا قميصي، فأدخلني القوّام خزانة ومنعوا الناس عنّي.
وكان ناظر [بين](٤٢٩) النهرين بالمشهد، فسمع الضجّة وسأل عن الخبر، فعرّفوه، فجاء إلى الخزانة وسألني عن اسمي، وسألني منذ كم خرجت من بغداد؟ فعرّفته أنّي خرجت في أوّل الاسبوع، فمشى عنّي وبتّ بالمشهد وصلّيت الصبح، وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد، ورجعوا عنّي، ووصلت إلى أوانا(٤٣٠) وبتّ بها، وبكّرت منها اريد بغداد، فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون من يمرّ(٤٣١) عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان، فسألوني عن اسمي ومن أين جئت، فعرّفتهم، فاجتمعوا عليّ ومزّقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم، وكان ناظر [بين](٤٣٢) النهرين كتب إلى بغداد وعرّفهم الحال، ثمّ حملوني إلى بغداد، وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام، وكان الوزير القمّي (رحمه الله) قد طلب السيّد الأيّد(٤٣٣) السعيد رضي الدين عليّ بن طاووس (رحمه الله)(٤٣٤) وتقدّم أن يعرّفه صحّة هذا الخبر.
قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبي(٤٣٥)، فردّ أصحابه الناس عنّي، فلمّا رآني قال: أعنك يقولون؟ قلت: نعم. فنزل عن دابّته وكشف عن فخذي فلم ير شيئا، فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي، وأدخلني على الوزير وهو يبكي ويقول: يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي، فسألني الوزير عن القصّة فحكيت له، فأحضر الأطبّاء الذين كانوا(٤٣٦) أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها، فقالوا: ما دواؤها إلاّ القطع بالحديد، ومتى قطعها مات.
فقال لهم [الوزير](٤٣٧): فبتقدير أن تقطع ولا يموت، في كم يبرأ(٤٣٨)؟ فقالوا: في شهرين وتبقى [في](٤٣٩) مكانها حفرة بيضاء ولا ينبت فيها شعر.
فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة أيّام، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم فرآها(٤٤٠) وهي مثل اختها وليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح. فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.
ثمّ أنّه أحضر(٤٤١) عند الخليفة المستنصر، فسأله عن القصّة، فعرّفه بها كما جرى، فتقدّم له بألف دينار، فلمّا حضرت قال: [خذ](٤٤٢) هذه فأنفقها. قال له(٤٤٣): ما أجسر آخذ منه حبّة واحدة. فقال الخليفة: ممّن تخاف؟ قال: من الذي فعل معي هذا؛ قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا. فبكى الخليفة وتكدّر، وخرج من عنده ولم يأخذ شيئا(٤٤٤).
خبر الجزائر وصورته: حكى الأجلّ [العالم](٤٤٥) الحافظ حجّة الإسلام سعيد بن رضي الدين(٤٤٦) البغدادي(٤٤٧)، عن الشيخ الأجل المقري خطير الدين حمزة بن المسيّب ابن الحارث أنّه حكى في داره(٤٤٨) بالعصفرة(٤٤٩) بمدينة السّلام في ثامن عشر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة، عن الشيخ العالم أبي القاسم(٤٥٠) [عثمان](٤٥١) بن عبد الباقي [بن](٤٥٢) أحمد الدمشقي [في سابع عشر جمادى الآخرة من](٤٥٣) سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، عن(٤٥٤) الأجل العالم [الحجة](٤٥٥) كمال الدين أحمد بن محمّد [بن](٤٥٦) يحيى الأنباري بداره بمدينة السّلام ليلة الخميس(٤٥٧) عاشر شهر رمضان (بعد الفطور في السنة المذكورة)(٤٥٨).
قال: كنّا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في شهر رمضان (سنة اثنين وأربعين وخمسمائة)(٤٥٩) ونحن على طبقة(٤٦٠)، وعنده جماعة، فلمّا أفطر من كان حاضرا وتقوّض أكثر (الناس ممّن كان جالسا)(٤٦١)، أردنا الانصراف، فأمرنا بالتمسّي عنده، وكان في مجلسه تلك الليلة شخص(٤٦٢) لا أعرفه ولم أكن قد رأيته من قبل، ورأيت الوزير يكثر إكرامه، ويقرّب مجلسه، ويصغي إليه، ويستمع(٤٦٣) قوله دون الحاضرين.
فتجارينا الحديث والمذاكرة حتّى أمسينا وأردنا الانصراف، فعرّفنا أصحاب الوزير(٤٦٤) أنّ الغيث ينزل وأنّه يمنع من يريد الخروج، فأشار الوزير بتمسّينا(٤٦٥) عنده.
فأخذنا نتحادث، فأفضى الحديث إلى حديث(٤٦٦) في الأديان والمذاهب، ورجعنا إلى دين الإسلام وتفرّق المذاهب فيه. فقال الوزير: أقلّ طائفة مذهب الشيعة، وما(٤٦٧) يمكن أن يكون(٤٦٨) منهم في خطّتنا هذه؟! (وهم الأقلّ من أهلها)(٤٦٩)، وأخذ يذمّ أحوالهم ويحمد الله على قلّتهم في أقاصي الأرض.
فالتفت الشخص(٤٧٠) الذي كان الوزير مقبلا عليه ومضيفا(٤٧١)، فقال: أيّها الوزير(٤٧٢) أدام الله أيّامك، (أتأذن لي أن)(٤٧٣) احدّث بما عندي فيما [قد](٤٧٤) تفاوضتم فيه أم أعرض عنه؟ فصمت الوزير هنيئة، ثمّ قال: قل ما عندك.
فقال الرجل(٤٧٥): خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي المعروفة بالباهليّة(٤٧٦) ولها رستاق عظيم(٤٧٧) الذي يعرفه التجّار، وعدّة ضياعها ألف ومائتا ضيعة، في كلّ ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى، وهم قوم نصارى، وجميع (من في تلك)(٤٧٨) الجزائر من حولها(٤٧٩) على دينهم [ومذهبهم](٤٨٠)، ومسيرة بلادهم [وجزائرهم مدّة شهرين، وبينهم وبين البرّ مسيرة](٤٨١) عشرين(٤٨٢) يوما، وكلّ من في البرّ من الأعراب وغيرهم نصارى، وتتّصل بالحبشة والنوبة، وجميعهم(٤٨٣) نصارى وتتّصل بالبربر(٤٨٤) وهم على دينهم، فإن حدّ هذا كان بقدر كلّ من في الأرض وإن(٤٨٥) لم نضف إليهم الافرنج والروم، وغير خفي علم ما(٤٨٦) بالشام والعراق (وغيرهما من بلاد المسلمين على كثرتها)(٤٨٧) من النصارى.
واتّفق أنّنا سرنا في البحر(٤٨٨) وأوغلنا فيه، (وحكم علينا الهول، فتعدّينا جميع)(٤٨٩) الجهات التي كنّا نريد الوصول(٤٩٠) إليها، ورغبنا في المكاسب (لأنّا كلّما بعدنا كان متاعنا أنفق والحاصل أكثر، ووصلنا إلى مكان لم [نكن](٤٩١) نريده)(٤٩٢)، ولم نزل على المسير(٤٩٣) حتّى وصلنا(٤٩٤) إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران، فيها المدن الجليلة(٤٩٥) والرساتيق الجميلة(٤٩٦).
فأوّل جزيرة(٤٩٧) وصلنا إليها وأرسي المركب بها سألنا(٤٩٨) عنها(٤٩٩) الناخداه(٥٠٠): أيّ شيء هذه الجزيرة؟ فقال: والله [إنّ](٥٠١) هذه جزيرة لم أصل إليها قطّ(٥٠٢) ولا عرت فيها(٥٠٣)، (ولا رسيت فيها عمري)(٥٠٤)، وأنا وأنتم في معرفتها سواء. فلمّا قدمنا (وأرسينا بها المركب)(٥٠٥) وصعدت التجّار إلى مشرعة تلك المدينة، سألنا(٥٠٦) ما اسمها؟ فقيل: هذه(٥٠٧) المباركة، فسألنا عن سلطانها و[ما](٥٠٨) اسمه؟ فقالوا: اسمه الطاهر بن صاحب الأمر(٥٠٩)، فقلنا: [و](٥١٠) أين سرير ملكه؟ فقالوا(٥١١): بالزاهرة.
فقلنا: وأين الزاهرة؟ فقالوا: بينكم وبينها مسيرة عشر ليال في البحر وخمسة وعشرين ليلة في البرّ، وهم قوم مسلمون مؤمنون(٥١٢).
فقلنا: ومن يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع؟ فقالوا: تحضرون عند نائب السلطان. فقلنا: وأين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له، بل هو في داره، وكلّ من عليه حقّ يحضر عنده ويسلّمه إليه.
فتعجّبنا من ذلك وقلنا: ألا تدلّونا عليه؟ فقالوا: بلى، وجاء معنا من أدخلنا داره، فرأيناه رجلا صالحا عليه عباءة وتحته عباءة وهو مفترشها، وبين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر فيه(٥١٣)، فسلّمنا عليه فردّ علينا السّلام وحيّانا، وقال: من أين أقبلتم؟ فقلنا: من [أرض](٥١٤) كذا وكذا. فقال: كلّكم مسلمون؟ فقلنا: لا، [بل](٥١٥) فينا المسلم واليهودي والنصراني. فقال: (هاتوا أموالكم، ثمّ أخذ منّي ومن أصحابي - من اليهودي والنصراني - المال والجزية)(٥١٦)، - ويناظر المسلم عن مذهبه.
فوزن والدي عن خمسة نفر نصارى - عنه وعنّي وعن ثلاثة نفر كانوا معنا - ثمّ وزن سبعة(٥١٧) نفر كانوا يهودا، وقال للباقي: هاتوا مذاهبكم، فشرعوا معه في مذاهبهم. فقال: لستم مسلمين، بل(٥١٨) أنتم خوارج، وأموالكم تحلّ للمسلم المؤمن، وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله [واليوم الآخر](٥١٩) وبالوصيّ وبالأوصياء من ذرّيّته حتّى مولانا صاحب الزمان وليّ الأمر(٥٢٠) صلوات الله عليه وسلامه. فضاقت بهم الأرض بما رحبت(٥٢١) ولم يبق إلاّ أخذ أموالهم.
ثمّ قال لنا: يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث اخذت منكم الجزية. فلمّا عرف أولئك [القوم](٥٢٢) أنّ أموالهم معرّضة للنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانه(٥٢٣) (الذي هو من قبله)(٥٢٤)، فأجاب سؤالهم وتلا: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)(٥٢٥).
فقلنا للربّان والناخداه: هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا رفقاءنا(٥٢٦)، وما يحسن منّا(٥٢٧) أن نتخلّف عنهم، بل(٥٢٨) نكون معهم [أينما يكونون](٥٢٩) حتّى نعلم ما تستقرّ عليه حالهم.
فقال الربان: والله ما أعلم أين المسير في هذا البحر، فاستأجرنا ربّانا ورجالا وقلعنا القلع(٥٣٠)، وسرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتّى كان قبل طلوع الشمس(٥٣١)، فكبّر الربّان وقال: هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرانها قد(٥٣٢) بانت، ثمّ سرنا حتّى تضاحى النهار.
فقدمنا (شريعة الزاهرة، فصعدنا فرأينا)(٥٣٣) مدينة لم تر العيون أحسن منها، ولا أخفّ على القلب، ولا أرقّ من نسيمها، ولا أطيب من هوائها، ولا أعذب من مائها، وهي ساكتة(٥٣٤) البحر، على جبل من صخر أبيض كأنّه لون الفضّة البيضاء(٥٣٥)، وعليها سور ممّا(٥٣٦) يلي البحر، [والبحر](٥٣٧) محيط بها(٥٣٨)، والأنهار مخترقة(٥٣٩) في وسطها، يشرب منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمّامات والميض(٥٤٠)، وفواضل الأنهار ترمي في البحر، ومدى الأنهار فرسخ ونصف (أو دونه، تجري من جبل هذا قدر ما بينه وبين المدينة)(٥٤١)، وفي لخقوق(٥٤٢) ذلك الجبل بساتين المدينة والأشجار(٥٤٣)، ومزارعها عند العيون، وثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب منها.
(ثمّ إنّك ترى الذئب والنعجة يرعيان)(٥٤٤)، ولو قصد قاصد لتخلية دابّته(٥٤٥) في زرع غيره لترعى فيه(٥٤٦) ما رعته، ولا قطعت منه قطعة(٥٤٧)، ولقد شاهدت السباع والهوامّ رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرّون عليها فلا تؤذيهم.
فلمّا قدمنا المدينة وأرسى المركب فيها - وما كان صحيبنا من البواقي والروائح(٥٤٨) من المباركة بشريعة الزاهرة - صعدنا فرأينا مدينة عظيمة [عيناء](٥٤٩) كثيرة الخلق وسيعة الربقة، فيها الأسواق الكثيرة، والمعاش العظيم، يرد إليها الخلق من البرّ والبحر، وأهلها على أحسن الحال(٥٥٠)، ولا يكون على وجه الأرض من (أهل الأديان من الامم مثلهم ولا أكثر من أمانتهم)(٥٥١)، حتّى أنّ المتعيّش بسوق المدينة(٥٥٢) يرد إليه من يبتاع منه(٥٥٣) الحاجة إمّا بالوزن أو بالذرع فيبايعه عليها، ثمّ يقول: يا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك، هذه صورة مبايعتهم، ولا يسمع بينهم لغو المقال ولا السفه ولا التهمة(٥٥٤)، ولا يسبّ بعضهم بعضا، وإذا أذّن المؤذّن للصلاة(٥٥٥) لا يتخلّف منهم متخلّف - ذكرا كان أو انثى - إلاّ ويسعى إلى الصلاة، حتّى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كلّ منهم إلى بيته حتّى يكون وقت الصلاة الاخرى، فيكون الحال كما كان.
فلمّا دخلنا(٥٥٦) المدينة(٥٥٧) أمرنا(٥٥٨) بالحضور عند السلطان، فحضرنا داره، (وهي دار عظيمة، وفيها عدّة دور)(٥٥٩)، ودخلنا إليه إلى بستان(٥٦٠) في وسطه قبّة من قصب، والسلطان في تلك القبّة، وعنده جماعة، وفي باب القبّة ساقية تجري.
فوافينا القبّة وقد أقام المؤذّن للصلاة، فلم يكن أسرع من أن امتلأ ذلك(٥٦١) البستان بالناس، وقامت(٥٦٢) الصلاة، فصلّى بهم جماعة، فلا والله لم تنظر عيني أخشع(٥٦٣) لله منه، ولا ألين جانبا للرعيّة(٥٦٤)، فصلّى من صلّى مؤتمّا(٥٦٥).
فلمّا قضيت الصلاة التفت إلينا وقال: هؤلاء القادمون؟ فقلنا: نعم - وكانت مخاطبة الناس له(٥٦٦): يا ابن صاحب الأمر - فقال: على خير مقدم.
ثمّ قال: أنتم تجّار أم أضياف؟ فقلنا: تجّار. فقال: من فيكم(٥٦٧) المسلم ومن فيكم من أهل الكتاب؟ (فقلنا: نحن من أهل الكتاب، وقال الذين زعموا الإسلام: نحن مسلمون)(٥٦٨). فقال: (إنّ الإسلام فرّق شعثا فصار شعبا)(٥٦٩)، فمن أيّ قبيل أنتم؟
وكان معنا شخص يعرف بالمقري روزبهان(٥٧٠) بن أحمد الأهوازي يزعم أنّه على مذهب الشافعي، فقال [له](٥٧١): أنا رجل شافعيّ. قال: فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال: كلّنا (إلاّ هؤلاء الأرمن و)(٥٧٢) إلاّ هذا - حسان بن غيث - فإنّه رجل مالكيّ.
فقال: يا شافعيّ(٥٧٣)، أنت تقول بالإجماع؟ قال: نعم. قال: إذن تعمل بالقياس؟
ثمّ قال: [بالله](٥٧٤) يا شافعيّ، هل تلوت ما أنزل الله يوم المباهلة؟ قال: نعم. قال: ما هو؟ قال: قوله تعالى: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)(٥٧٥).
فقال: بالله عليك من أبناء الرسول؟ ومن نساؤه؟ ومن نفسه؟ فأمسك روزبهان(٥٧٦). فقال: بالله عليك(٥٧٧) هل بلغك وأتاك(٥٧٨) أنّ غير الرسول والوصيّ والبتول والسبطين دخل تحت الكساء؟ قال: لا، [فقال](٥٧٩): والله لم تنزل هذه الآية إلاّ فيهم، ولا خصّ بها سواهم.
ثمّ قال: بالله عليك يا شافعيّ ما تقول فيمن طهّره الله بالدليل القاطع، هل ينجّسه المخلوقون(٥٨٠)؟ قال: لا. قال: بالله عليك يا شافعيّ(٥٨١) هل تلوت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٥٨٢)؟ قال: نعم. قال: بالله عليك من يعني بذلك؟ فأمسك. فقال: والله ما عنى بها إلاّ أهلها.
ثمّ بسط لسانه وتحدّث بحديث أمضى من السهام وأقطع من الحسام، فقطع الشافعي ووافقه، فقام عند ذلك وقال: عفوا عفوا(٥٨٣) يا ابن صاحب الأمر، انسب إليّ نفسك(٥٨٤). فقال: أنا الطاهر بن محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين(٥٨٥)، الذي أنزل الله فيه (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)(٥٨٦) هو والله الإمام المبين، ونحن الذين أنزل الله فينا (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٥٨٧).
يا شافعيّ، نحن أهل البيت، ونحن ذرّيّة الرسول، ونحن اولوا الأمر(٥٨٨). فخرّ الشافعيّ مغشيّا عليه لمّا سمع منه ذلك المقال، ثمّ أفاق(٥٨٩) وآمن به، وقال: الحمد لله الذي منحني بالإيمان والإسلام(٥٩٠) ونقلني من التقليد إلى اليقين.
ثمّ أمر لنا بإقامة الضيافة، فبقينا على ذلك ثمانية أيّام، ولم يبق في المدينة إلاّ من جاء إلينا [وحادثنا](٥٩١)، فلمّا انقضت الأيّام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا(٥٩٢) لنا بالضيافة، ففسح(٥٩٣) لنا(٥٩٤) في ذلك، فكثرت علينا الأطعمة والفاكهة، وعملت [لنا](٥٩٥) الولائم، فلبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.
وعلمنا وتحقّقنا أنّ تلك المدينة مسيرة شهرين [كاملين](٥٩٦) برّا وبحرا. وبعدها مدينة اخرى(٥٩٧) اسمها الرائقة، سلطانها القاسم بن صاحب الأمر، مسيرة ملكها شهران، وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم. وبعدها مدينة اخرى اسمها طلوم(٥٩٨)، سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر، مسيرة رستاقها وضياعها شهران. وبعدها مدينة اخرى(٥٩٩) اسمها الصافية، سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر، (وهي على الصفة المذكورة)(٦٠٠) بالحكاية(٦٠١). وبعدها مدينة اخرى اسمها عناطيس(٦٠٢)، سلطانها هاشم بن صاحب الأمر، وهي أعظم المدن [كلّها](٦٠٣) وأكبرها وأعظمها دخلا، ومسيرة ملكها أربعة أشهر.
فتكون مسيرة تلك(٦٠٤) المدن الخمس (وملكها ورستاقها مدّة)(٦٠٥) سنة، لا يوجد في [أهل](٦٠٦) تلك [الخطط و](٦٠٧) المدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الاثني عشري(٦٠٨) الموحّد القائل بالولاية والبراءة، [وهم](٦٠٩) الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم، يحكمون بالعدل وهم به يأمرون، ليس(٦١٠) على وجه الأرض مثلهم، ولو اجتمع(٦١١) أهل (الدنيا بأسرهم)(٦١٢) لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف البلاد(٦١٣) والمذاهب.
ولقد أقمنا [عندهم](٦١٤) سنة كاملة نترقّب ورود صاحب الأمر إليهم لأنّهم يزعمون(٦١٥) أنّ هذه(٦١٦) سنة وروده، فلم يرد ولم(٦١٧) يوفّقنا [الله](٦١٨) للنظر إليه.
وأمّا روزبهان(٦١٩) وحسّان فإنّهما أقاما بالزاهرة، وشرّفا برؤيته(٦٢٠)، وقد كنّا لمّا استكثرنا هذه المدن وأهلها ودخلها(٦٢١) سألنا عنها، فقيل: (إنّها عكرة وأعمالها، وهي لصاحب الأمر وما يليها من المدن والضياع)(٦٢٢).
فلمّا سمع الوزير(٦٢٣) عون الدين ابن هبيرة هذا الكلام(٦٢٤) نهض فدخل حجرة لطيفة، وقد انقضى الليل، فأمر بإحضارنا واحدا واحدا، وقال: إيّاكم (وإذاعة هذا الحديث)(٦٢٥) ولا ترجعوا فيه لأحد(٦٢٦)، وشدّد وأكّد(٦٢٧) علينا ذلك(٦٢٨)، فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منّا مما سمعه ولا حرفا واحدا حتّى هلك(٦٢٩). وكنّا إذا حضرنا في موضع واجتمع أحد منّا(٦٣٠) بصاحبه يقول: أتذكر شهر رمضان كذا(٦٣١)؟ فيقول: نعم، [سترا لحال الشرط](٦٣٢).(٦٣٣)
فأسماء أولاد صاحب الأمر خمسة، والمدائن ستّ: المباركة وفيها نائب الطاهر، الزاهرة سلطانها الطاهر بن صاحب الأمر، الرائعة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر، طلوم سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر، الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر، عناطيس(٦٣٤) وسلطانها هاشم بن صاحب الأمر، فالبنون (عليهم السلام) خمسة والمدائن ستّ.
وأتى السيّد بأشياء في آخر الحكاية حذفت لعدم الحاجة إليها. هذا آخر ما وجد منقولا من خطّ السيّد علي بن عبد الحميد تغمّده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنّته، آمين، والحمد لله وحده، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين أجمعين.
وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي (بن إبراهيم)(٦٣٥) بن مهزيار، قال: كنت نائما في مرقدي، إذ رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول: حجّ السنة، فإنّك تلقى صاحب الزمان، وذكر الحديث بطوله.
ثمّ قال: يا بن مهزيار (- ومد يده - ألا أنبئك الخبر؟)(٦٣٦) إنّه إذا فقد(٦٣٧) الصيني، وتحرّك المغربي، وسار العبّاسي، وبويع السفياني، يؤذن لوليّ الله، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء(٦٣٨)، فأجيء [إلى](٦٣٩) الكوفة، فأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأوّل، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام.
وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريّان، فآمُرُ بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة(٦٤٠) الأولى، فينادي مناد من(٦٤١) السماء: يا سماء انبذي، ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلاّ مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان.
قلت: يا سيّدي، ما يكون بعد ذلك؟ قال: الكرّة الكرّة، الرجعة الرجعة(٦٤٢)، ثمّ تلا هذه الآية (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(٦٤٣).(٦٤٤)
عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ، المحمود الحاجّ المعتمر، شمس الحقّ والدين محمّد بن قارون قال: دعيت إلى امرأة فأتيتها وأنا أعلم أنّها مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوّجها أهلها من محمود الفارسيّ المعروف بأخي بكر، ويقال له ولأقاربه: بنو بكر، وأهل فارس مشهورون بشدّة التسنّن والنصب والعداوة لأهل الإيمان وكان محمود هذا أشدّهم في الباب، وقد وفّقه الله تعالى للتشيّع دون أصحابه. فقلت لها: واعجباه كيف سمح أبوك بك؟ وجعلك مع هؤلاء النواصب؟ وكيف اتّفق لزوجك مخالفة أهله حتّى ترفضهم؟ فقالت: يا أيّها المقرئ إنّ له حكاية عجيبة إذا سمعها أهل الأدب حكموا أنّها من العجب، قلت: وما هي؟ قالت: سله عنها سيخبرك.
قال الشيخ: فلمّا حضرنا عنده قلت له: يا محمود ما الّذي أخرجك عن ملّة أهلك، وأدخلك مع الشيعة؟ فقال: يا شيخ لمّا اتّضح لي الحقّ تبعته، اعلم أنّه قد جرت عادة أهل الفرس(٦٤٥) أنّهم إذا سمعوا بورود القوافل عليهم، خرجوا يتلقّونهم، فاتّفق أنّا سمعنا بورود قافلة كبيرة، فخرجت ومعي صبيان كثيرون وأنا إذ ذاك صبيّ مراهق، فاجتهدنا في طلب القافلة، بجهلنا، ولم نفكّر في عاقبة الأمر، وصرنا كلّما انقطع منّا صبيّ من التعب خلوه إلى الضعف، فضللنا عن الطريق، ووقعنا في واد لم نكن نعرفه، وفيه شوك، وشجر ودغل، لم نر مثله قطّ فأخذنا في السير حتّى عجزنا وتدلّت ألسنتنا على صدورنا من العطش، فأيقنّا بالموت، وسقطنا لوجوهنا.
فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض، قد نزل قريبا منّا، وطرح مفرشا لطيفا لم نر مثله تفوح منه رائحة طيّبة، فالتفتنا إليه وإذا بفارس آخر على فرس أحمر عليه ثياب بيض، وعلى رأسه عمامة لها ذؤابتان، فنزل على ذلك المفرش ثمّ قام فصلّى بصاحبه، ثمّ جلس للتعقيب.
فالتفت إليّ وقال: يا محمود! فقلت: بصوت ضعيف لبّيك يا سيّدي، قال: ادن منّي، فقلت: لا أستطيع(٦٤٦) لما بي من العطش والتعب، قال: لا بأس عليك.
فلمّا قالها حسبت كأن قد حدث في نفسي روح متجدّدة، فسعيت إليه حبوا فمرّ(٦٤٧) يده على وجهي وصدري ورفعها إلى حنكي فردّه حتّى لصق بالحنك الأعلى ودخل لساني في فمي، وذهب ما بي، وعدت كما كنت أوّلا.
فقال: قم وائتني بحنظلة من هذا الحنظل وكان في الوادي حنظل كثير فأتيته بحنظلة كبيرة فقسّمها نصفين، وناولنيها وقال: كلّ منها فأخذتها منه، ولم اقدم على مخالفته وعندي(٦٤٨) أمرني أن آكل الصبر لما أعهد من مرارة الحنظل، فلمّا ذقتها فإذا هي أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك شبعت ورويت.
ثمّ قال لي: ادع صاحبك، فدعوته، فقال بلسان مكسور ضعيف: لا أقدر على الحركة، فقال له: قم لا بأس عليك فأقبل إليه حبوا وفعل معه كما فعل معي ثمّ نهض ليركب، فقلنا بالله عليك يا سيّدنا إلاّ ما أتممت علينا نعمتك، وأوصلتنا إلى أهلنا، فقال: لا تعجلوا وخطّ حولنا برمحه خطّة، وذهب هو وصاحبه فقلت لصاحبي: قم بنا حتّى نقف بازاء الجبل ونقع على الطريق، فقمنا وسرنا وإذا بحائط في وجوهنا فأخذنا في غير تلك الجهة فإذا بحائط آخر، وهكذا من أربع جوانبنا.
فجلسنا وجعلنا نبكي على أنفسنا ثمّ قلت لصاحبي: ائتنا من هذا الحنظل لنأكله، فأتى به فإذا هو أمر من كلّ شيء، وأقبح، فرمينا به، ثمّ لبثنا هنيئة وإذا قد استدار من الوحش ما لا يعلم إلاّ الله عدده، وكلّما أرادوا القرب منّا منعهم ذلك الحائط، فإذا ذهبوا زال الحائط، وإذا عادوا عاد.
قال: فبتنا تلك الليلة آمنين حتّى أصبحنا، وطلعت الشمس واشتدّ الحرّ وأخذنا العطش فجزعنا أشدّ الجزع، وإذا بالفارسين قد أقبلا وفعلا كما فعلا بالأمس، فلمّا أرادا مفارقتنا قلنا له: بالله عليك إلاّ أوصلتنا إلى أهلنا، فقال: ابشرا فسيأتيكما من يوصلكما إلى أهليكما ثمّ غابا.
فلمّا كان آخر النهار إذا برجل من فراسنا، ومعه ثلاث أحمرة، قد أقبل ليحتطب فلمّا رآنا ارتاع منّا وانهزم، وترك حميره فصحنا إليه باسمه، وتسمّينا له فرجع وقال: يا ويلكما إنّ أهاليكما قد أقاموا عزاءكما، قوما لا حاجة لي في الحطب، فقمنا وركبنا تلك الأحمرة، فلمّا قربنا من البلد، دخل أمامنا، وأخبر أهلنا ففرحوا فرحا شديدا وأكرموه وأخلعوا عليه.
فلمّا دخلنا إلى أهلنا سألونا عن حالنا، فحكينا لهم بما شاهدناه، فكذّبونا وقالوا: هو تخييل لكم من العطش.
قال محمود: ثمّ أنساني الدّهر حتّى كأن لم يكن، ولم يبق على خاطري شيء منه حتّى بلغت عشرين سنة، وتزوّجت وصرت أخرج في المكاراة ولم يكن في أهلي أشدّ منّي نصبا لأهل الإيمان، سيّما زوّار الأئمّة (عليهم السلام) بسرّ من رأى فكنت أكريهم الدّوابّ بالقصد لأذيّتهم بكلّ ما أقدر عليه من السرقة وغيرها وأعتقد أنّ ذلك ممّا يقرّبني إلى الله تعالى.
فاتّفق أنّي كريت دوابّي مرّة لقوم من أهل الحلّة، وكانوا قادمين إلى الزيارة منهم ابن السهيلي وابن عرفة وابن حارب، وابن الزهدري، وغيرهم من أهل الصلاح، ومضيت إلى بغداد، وهم يعرفون ما أنا عليه من العناد، فلمّا خلوا بي من الطريق وقد امتلئوا عليّ غيظا وحنقا لم يتركوا شيئا من القبيح إلاّ فعلوه بي وأنا ساكت لا أقدر عليهم لكثرتهم، فلمّا دخلنا بغداد ذهبوا إلى الجانب الغربيّ فنزلوا هناك، وقد امتلأ فؤادي حنقا.
فلمّا جاء أصحابي قمت إليهم، ولطمت على وجهي وبكيت، فقالوا: ما لك؟ وما دهاك؟ فحكيت لهم ما جرى عليّ من اولئك القوم، فأخذوا في سبّهم ولعنهم وقالوا: طب نفسا فإنّا نجتمع معهم في الطريق إذا خرجوا، ونصنع بهم أعظم ممّا صنعوا.
فلمّا جنّ الليل، أدركتني السعادة، فقلت في نفسي، إنّ هؤلاء الرفضة لا يرجعون عن دينهم، بل غيرهم إذا زهد يرجع إليهم، فما ذلك إلاّ لأنّ الحقّ معهم فبقيت مفكّرا في ذلك، وسألت ربّي بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يريني في ليلتي علامة أستدلّ بها على الحقّ الذي فرضه الله تعالى على عباده.
فأخذني النوم فإذا أنا بالجنّة قد زخرفت، فإذا فيها أشجار عظيمة، مختلفة الألوان والثمار، ليست مثل أشجار الدنيا، لأنّ أغصانها مدلاّة، وعروقها إلى فوق، ورأيت أربعة أنهار: من خمر، ولبن، وعسل، وماء؛ وهي تجري وليس لها جرف(٦٤٩) بحيث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت، ورأيت نساء حسنة الأشكال ورأيت قوما يأكلون من تلك الثمار، ويشربون من تلك الأنهار، وأنا لا أقدر على ذلك، فكلّما أردت أن أتناول من الثمار، تصعّد إلى فوق، وكلّما هممت أن أشرب من تلك الأنهار، تغوّر إلى تحت فقلت للقوم: ما بالكم تأكلون وتشربون؟ وأنا لا اطيق ذلك؟ فقالوا: إنّك لا تأتي إلينا بعد.
فبينا أنا كذلك وإذا بفوج عظيم، فقلت: ما الخبر؟ فقالوا: سيّدنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد أقبلت، فنظرت فإذا بأفواج من الملائكة على أحسن هيئة، ينزلون من الهواء إلى الأرض، وهم حافّون بها، فلمّا دنت وإذا بالفارس الذي قد خلّصنا من العطش باطعامه لنا الحنظل، قائما بين يدي فاطمة (عليها السلام) فلمّا رأيته عرفته، وذكرت تلك الحكاية، وسمعت القوم يقولون: هذا م ح م د بن الحسن القائم المنتظر، فقام الناس وسلّموا على فاطمة (عليها السلام).
فقمت أنا وقلت: السّلام عليك يا بنت رسول الله، فقالت: وعليك السّلام يا محمود أنت الذي خلّصك ولدي هذا من العطش؟ فقلت: نعم، يا سيّدتي، فقالت: إن دخلت مع شيعتنا أفلحت، فقلت: أنا داخل في دينك ودين شيعتك، مقرّ بإمامة من مضى من بنيك، ومن بقي منهم، فقالت: أبشر فقد فزت.
قال محمود: فانتهت وأنا أبكي، وقد ذهل عقلي ممّا رأيت فانزعج أصحابي لبكائي، وظنّوا أنّه ممّا حكيت لهم، فقالوا: طب نفسا فو الله لننتقمنّ من الرفضة فسكتّ عنهم حتّى سكتوا، وسمعت المؤذّن يعلن بالأذان، فقمت إلى الجانب الغربيّ ودخلت منزل اولئك الزوّار، فسلّمت عليهم، فقالوا: لا أهلا ولا سهلا اخرج عنّا لا بارك الله فيك، فقلت: إنّي قد عدت معكم، ودخلت عليكم لتعلّموني معالم ديني، فبهتوا من كلامي، وقال بعضهم: كذب، وقال: آخرون جاز أن يصدق.
فسألوني عن سبب ذلك، فحكيت لهم ما رأيت، فقالوا: إن صدقت فإنّا ذاهبون إلى مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فامض معنا حتّى نشيّعك هناك فقلت: سمعا وطاعة، وجعلت اقبّل أيديهم وأقدامهم، وحملت إخراجهم وأنا أدعو لهم حتّى وصلنا إلى الحضرة الشريفة، فاستقبلنا الخدّام، ومعهم رجل علويّ كان أكبرهم، فسلّموا على الزوّار فقالوا له: افتح لنا الباب حتّى نزور سيّدنا ومولانا، فقال: حبّا وكرامة، ولكن معكم شخص يريد أن يتشيّع، ورأيته في منامي واقفا بين يدي سيّدتي فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، فقالت لي: يأتيك غدا رجل يريد أن يتشيّع فافتح له الباب قبل كلّ أحد، ولو رأيته الآن لعرفته.
فنظر القوم بعضهم إلى بعض متعجّبين، فقالوا: فشرح ينظر إلى واحد واحد فقال: الله اكبر هذا والله هو الرجل الذي رأيته ثمّ أخذ بيدي فقال القوم: صدقت يا سيّد وبررت، وصدق هذا الرجل بما حكاه، واستبشروا بأجمعهم وحمدوا الله تعالى ثمّ إنّه أدخلني الحضرة الشريفة، وشيّعني وتولّيت وتبرّيت.
فلمّا تمّ أمري قال العلويّ: وسيّدتك فاطمة تقول لك: سيلحقك بعض حطام الدنيا فلا تحفل به، وسيخلفه الله عليك، وستحصل في مضايق فاستغث بنا تنجو، فقلت: السمع، والطاعة، وكان لي فرس قيمتها مائتا دينار فماتت وخلف الله عليّ مثلها، وأضعافها، وأصابني مضايق فندبتهم ونجوت، وفرّج الله عنّي بهم؛ وأنا اليوم اوالي من والاهم، واعادي من عاداهم، وأرجو بهم حسن العاقبة.
ثمّ إنّي سعيت إلى رجل من الشيعة، فزوّجني هذه المرأة، وتركت أهلي فما قبلت أتزوّج منهم، وهذا ما حكا لي في تاريخ شهر رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة هجريّة، والحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله(٦٥٠).
١ - الانوار النعمانيّة في معرفة النشأة الانسانيّة: للمحدّث السيّد نعمة الله بن عبد الله الموسويّ الجزائريّ التستري (ت ١١١٢ ه)، طبع مجتمع بني فاطمة في تبريز سنة ١٣١٢ ه، بتعليق ثقة الإسلام القاضي الطباطبائي.
٢ - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار: للمولى الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت ١١١١ ه)، طبع مؤسسة الوفاء في بيروت سنة ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
٣ - الثاقب في المناقب: لعماد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ الطوسي، المعروف بابن أبي حمزة (من أعلام القرن السادس)، نشر مؤسسة أنصاريان في قم، الطبعة الثالثة سنة ١٤١٩ ه بتحقيق نبيل رضا علوان.
٤ - جمال الاسبوع:
٥ - جنّة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجّة (عليه السلام) أو معجزته في الغيبة الكبرى: للشيخ المحدث الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، (ت ١٣٢٠ ه)، المطبوع في المجلّد ٥٣ من الطبعة الحديثة من البحار.
٦ - الخرائج والجرائح: لأبي الحسين سعيد بن هبة الله، المشهور بالقطب الراوندي (ت ٥٧٣ ه)، الطبعة الاولى سنة ١٤٠٩ ه، بنشر وتحقيق مؤسسة الإمام الهادي «عج» في قم.
٧ - دلائل الإمامة: لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير (من أعلام القرن الخامس الهجري)، تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة لمؤسسة البعثة في قم، الطبعة الاولى سنة ١٤١٣ ه.
٨ - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم: للعلاّمة زين الدين أبي محمّد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي (ت ٨٧٧ ه)، الطبعة الاولى للمكتبة المرتضويّة في طهران سنة ١٣٨٤ ه.
٩ - الغيبة: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه)، الطبعة الثانية لمؤسسة المعارف الإسلاميّة سنة ١٤١٧ ه، بتحقيق عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح.
١٠ - فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم: للسيّد الزاهد أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، (ت ٦٦٤ ه)، الطبعة الأولى لدار الذخائر للمطبوعات في قم بالاوفسيت عن طبعة النجف الأشرف سنة ١٣٦٨ ه.
١١ - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي (ت ٦٩٣ ه)، نشر مكتبة بني هاشم في تبريز سنة ١٣٨١ ه.
١٢ - كمال الدين وتمام النعمة: لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الملقّب بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه)، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، بتصحيح وتعليق المرحوم علي أكبر الغفاري.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) كمال الدين للصدوق: ٤٨٥، الغيبة للطوسي: ٢٩١، الاحتجاج للطبرسي ٢: ٢٨٤، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ٣: ١١١٥، الدرة الباهرة للشهيد الأوّل: ٤٨. وانظر: بحار الأنوار ٥٢: ٩٢ / ٧ و٥٣: ١٨ / ١٠ و٧٥: ٣٨٠ / ١.
(٢) كمال الدين: ٢٥٣ / ٣، كفاية الأثر للخزّاز: ٥٤ - ٥٥، إعلام الورى: ٣٧٥، تفسير روح الجنان لأبي الفتوح الرازي ٣: ٤٢٣، قصص الأنبياء للراوندي: ٣٦٠. وانظر: بحار الأنوار ٣٦: ٢٥٠ / ٦٧ و٥٢: ٩٢ / ٨.
(٣) الأنفال: ٣٣.
(٤) الإسراء: ٧٢.
(٥) بحار الأنوار ٥٢: ٩٣ - ٩٤.
(٦) وهو وإن لم يذكر اسمه، إلاّ أن الظاهر أنّه محمود شكري الآلوسي.
(٧) النسب كاملا مأخوذ عن منتخب الأنوار المضيئة عن المؤلّف نفسه في كتابه الأنوار المضيئة.
(٨) انظر الحديث ١٥ من كتاب «السلطان المفرّج عن أهل الإيمان» إذ يبدو أنّه ينقل عنه مباشرة.
(٩) انظر الذريعة ٨: ٨٢، ٢: ٤١٥، ومقدمة منتخب الأنوار المضيئة: ٢١.
(١٠) انظر الأعلام ٣: ٣٣٠، ومعجم المؤلفين ٥: ١٦٧، وخاتمة المستدرك ٣: ٢٠٦، والذريعة في عدّة أماكن، منها ١٣: ١١٧ و١٧٦ و٢٧٦ و٣٨٢ و٣٩١، ١٤: ١٣٠.
(١١) الحديث (٣) من كتاب السلطان المفرّج من أهل الإيمان.
(١٢) انظر الذريعة ٢: ٣٩٧ و٤١٥، وخاتمة المستدرك ٢: ٣٠١، الطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٤٢.
(١٣) انظر الذريعة ٢: ٣٩٧ و٤١٥، وخاتمة المستدرك ٢: ٣٠١، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٤٢، وأعيان الشيعة ٨: ٦٩.
(١٤) انظر الذريعة ٢: ٣٩٧ و٤١٥، وخاتمة المستدرك ٢: ٣٠١، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٢٤ و١٨٥.
(١٥) انظر الأحاديث (١) (٢) (٥) من كتاب «السلطان المفرّج عن أهل الإيمان».
(١٦) انظر عوالي اللئالي ١: ٢٥ / ح ٨، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٩٧.
(١٧) انظر الذريعة ٢: ٣٩٧ و٤١٥، وخاتمة المستدرك ٢: ٣٠١، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٤٢.
(١٨) انظر عوالي اللئالي ١: ٢٥ / ح ٨.
(١٩) انظر المهذّب البارع ١: ١٩٤، والذريعة ٢: ٤١٥، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٤٢.
(٢٠) انظر مختصر بصائر الدرجات: ١٦٥ - ١٦٧، والذريعة ٢: ٤١٥، والطبقات ٣ - القرن الثامن - ص ١٤٢.
(٢١) المهذّب البارع ١: ١٩٤. وانظر عوالي اللئالي ١: ٢٥ / ح ٨.
(٢٢) مختصر بصائر الدرجات: ١٦٥ / ح ١٣٩. ووصفه مرّة اخرى بهذا الوصف في ص: ١٤٩ / ح ٥٠٨.
(٢٣) عوالي اللئالي ٣: ٤٠ - ٤١ / ح ١١٦.
(٢٤) بحار الأنوار ٥٣: ٢٠٢.
(٢٥) رياض العلماء ٤: ١٢٤.
(٢٦) خاتمة المستدرك ٢: ٢٩٦.
(٢٧) خاتمة المستدرك ٣: ١٨٢.
(٢٨) سفينة البحار ٣: ٦٢٤.
(٢٩) هدية العارفين ١: ٧٢٦.
(٣٠) إيضاح المكنون ٢: ١٣.
(٣١) الذريعة ٢: ٣٩٧ / رقم ١٥٩٤.
(٣٢) مستدرك الوسائل ٨: ٢٤٧.
(٣٣) إلى هنا وصف صاحب المعالم حسب ما نقله عنه سبطه الشيخ علي. الذريعة ٢: ٤١٧.
(٣٤) هذا المجلّد كان عند الشيخ علي سبط صاحب المعالم، وقد وصف محتويّاته هو (رحمه الله)، فقال: وقد اتفق لي شراء المجلّد الخامس من هذا الكتاب، وهو مشتمل على أسرار القرآن... الذريعة ٢: ٤١٧.
(٣٥) انظر مقدّمة منتخب الأنوار المضيئة: ٤٤، ومقدمة المنتخب: ٣ - ٤.
(٣٦) ونسبه العلاّمة الطهراني في الذريعة ٢: ٥٠٠ خطأ للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن علي بن محمّد ابن محمّد بن علي بن جلال الدين عبد الحميد بن عبد الله بن اسامة الحسيني.
(٣٧) انظر الذريعة ٣: ١٧٨ و٣٣٢. وقال (رحمه الله) أنّه رأى النقل عنه بعنوان «بيان الجزاف في تبيان انحراف صاحب الكشّاف».
(٣٨) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة: ٣١، عن الورقة ٨٧ من مخطوطة الأنوار المضيئة. وانظر الذريعة ٨: ٨١ - ٨٢ / ٢٩٦.
(٣٩) انظر رياض العلماء ٤: ١٣١ - ١٣٣.
(٤٠) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة: ٣٧، عن الورقة ١٨٨ من مخطوطة الأنوار المضيئة.
(٤١) انظر ما سيأتي تحت عنوان «بقي شيء».
(٤٢) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة: ٣٧، عن الورقة ١٨٨ من مخطوطة الأنوار المضيئة.
(٤٣) انظر الذريعة ٣: ١٧٨ و٣٣٢.
(٤٤) مختصر بصائر الدرجات: ٤٢٩ / ح ٥٠٨.
(٤٥) بحار الأنوار ١: ١٧.
(٤٦) بحار الأنوار ٥٢: ٧٧.
(٤٧) جنّة المأوى المطبوع مع البحار ٥٣: ٢٢١.
(٤٨) ممّا يؤسف له أنّ القسم المختصّ بالحجّة (عليه السلام) من هذا الكتاب غير مطبوع، وإلاّ لقابلنا ما نقله عن السلطان المفرّج وسرور أهل الإيمان مع ما في نسختنا من هذين الكتابين، وربّما وجد فيه ما نستدركه.
وانظر الذريعة ١٢: ١٧٣ / ضمن الرقم ١١٥٧ حيث صرّح بأنّ صاحب الدمعة ينقل عنهما.
(٤٩) الذريعة ١٢: ٢١٧ / برقم ١٤٣٩. والظاهر أنّه يعني بالاختصار هذه النبذة المنتقاة. وإذا صحّ ما في هامش ٥: ١٠٨ من الذريعة - ولم يكن من تصرّفات المنزوي - فإنّ العلامة الطهراني لم تكن عنده نسخة منه؛ حيث قال في معرض الكلام عن الجزيرة الخضراء: قال شيخنا في جنّة المأوى بعد ذكر الحكاية أنّه ذكرها بهذا الإسناد السيّد علي بن عبد الحميد النيلي في كتابه السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، ولم أظفر بنسخته.
(٥٠) إيضاح المكنون ٢: ٣٠٣.
(٥١) هديّة العارفين ١: ٧٢٦.
(٥٢) كمال الدين: ٥١٦ / ح ٤٤، الغيبة للطوسي: ٣٩٥ / ح ٣٦٥.
(٥٣) كما قال الشيخ جعفر كاشف الغطاء في ردّ من التزم بقضيّة الجزيرة الخضراء: وكأنّه لم ير الأخبار الدالّة على عدم وقوع الرؤية من أحد بعد الغيبة الكبرى، ولا تتبع كلمات العلماء الدالّة على ذلك. الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الإخباريين: ٨٧. ط. حجريّة.
(٥٤) بحار الأنوار ٥٢: ١٥١. وقال به علي الكورانيّ في عصر الظهور: ٢٥٣ وأضاف: ولعلّ هذا سبب التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية.
(٥٥) شرح الزيارة الجامعة: ٣٥.
(٥٦) صراط النجاة ٢: ٤٤٩.
(٥٧) مجموعة الرسائل ٢: ٢١٢.
(٥٨) جنّة المأوى المطبوع مع البحار ٥٣: ٣١٩ - ٣٢٠.
(٥٩) تنزيه الأنبياء: ٢٣٥.
(٦٠) الغيبة: ٩٩.
(٦١) كشف المحجّة: ٥٣.
(٦٢) انظر كتاب «جزيرة خضرا افسانه يا واقعيّت»: ٢١٦.
(٦٣) انظر روضات الجنّات ٤: ٣٣٥، والنجم الثاقب ١: ١١٩، والذريعة ١٦: ٧٧.
(٦٤) البتّ بهذا الاحتمال مرهون بمطابقة ما في «سرور أهل الإيمان» و«السلطان المفرّج» مع أصل الأنوار المضيئة.
(٦٥) الحديثان (٣٩) (٤٠) رواهما في المجلّد ٥٢ عن كتاب الغيبة، كما رواهما في المجلّد ١٠٠ عن السيّد علي النيلي دون ذكر اسم كتاب.
(٦٦) راجع الهامش السابق.
(٦٧) انظر الذريعة ١٦: ٧٧.
(٦٨) انظر الحكاية (٤).
(٦٩) انظر الحكايات (١) (٢) (٥).
(٧٠) لكن يبقى أنّ الظاهر من نقل ابن سليمان الحلّي عن هذا الكتاب أنّه كتاب مستقل على انفراد، ويمكن حلّ ذلك بأن يكون كتابا مستقلا ضمن كتاب آخر، كما هو دأب السيّد ابن طاووس في كتاب التتمات والمهمات؛ حيث أنّه يحتوي على عدّة كتب لكلّ منها اسمه الخاص.
(٧١) عن البحار.
(٧٢) في البحار: البقاع.
(٧٣) في البحار: «وشهد بالعيان أبناء الزمان» بدل «وسبق هذا بالعيان لكثير من أبناء الزمان».
(٧٤) في البحار: وقد.
(٧٥) ليست في البحار.
(٧٦) في البحار: الصدق.
(٧٧) ليست في البحار.
(٧٨) ليست في البحار.
(٧٩) في البحار: فرفع.
(٨٠) في البحار: «بضربه» بدل «به».
(٨١) عن البحار.
(٨٢) عن البحار.
(٨٣) في النسخة: ميلة. والمثبت عن البحار.
(٨٤) في النسخة: «بدورانه» بدل «أن يدوروا به»، والمثبت عن البحار.
(٨٥) من عندنا.
(٨٦) عن البحار.
(٨٧) عن البحار.
(٨٨) في البحار: بدمه.
(٨٩) «ورم» ليست في البحار.
(٩٠) في النسخة: «فنعوه». وفي البحار: «فنقله أهله في الموت». والمثبت هو الأقرب لما في النسخة.
(٩١) في البحار: الغد.
(٩٢) في البحار: غدا.
(٩٣) عن البحار.
(٩٤) في البحار: «على أتم حالة» بدل «على أتمّ ما كان في حال صحّته».
(٩٥) في البحار: «واندملت جراحاته» بدل «وجراحاته قد اندملت».
(٩٦) عن البحار.
(٩٧) في البحار: فعجب الناس.
(٩٨) عن البحار.
(٩٩) في النسخة والبحار: «فكنت»، والمثبت من عندنا.
(١٠٠) في البحار: «صاحب الزمان» بدل «محمّد بن الحسن القائم».
(١٠١) في البحار: «بمولاي صاحب الزمان».
(١٠٢) عن البحار.
(١٠٣) عن البحار.
(١٠٤) كانت في النسخة: «أبا»، ثمّ شطب عليها وكتب «أبو»، والأصوب «أبا» لكنّا أثبتنا ما في النسخة والبحار.
(١٠٥) في البحار: مقرّض.
(١٠٦) في البحار: «وكنت دائما أراه» بدل «وأراه».
(١٠٧) عن البحار.
(١٠٨) في البحار: أصبحت.
(١٠٩) في البحار: وأحضره.
(١١٠) عن البحار.
(١١١) في البحار: فداخل الحاكم.
(١١٢) ليست في البحار.
(١١٣) عن البحار.
(١١٤) في البحار: القبلة. وهو تصحيف قطعا.
(١١٥) في البحار: يتلطّف.
(١١٦) عن البحار.
(١١٧) قوله «وكان ذلك في سنته» ليس في البحار.
(١١٨) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٠ - ٧١ / الرقم ٥٥. قال: روى السيّد علي بن عبد الحميد في كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان عند ذكر من رأى القائم (عليه السلام)، قال: فمن ذلك....
(١١٩) قوله: «الحاج القاري» ليس في البحار.
(١٢٠) ليست في البحار.
(١٢١) من عندنا.
(١٢٢) في البحار: يسمّى.
(١٢٣) من عندنا.
(١٢٤) في النسخة: «مدود هكذا» بدل «مذوّر»، والمثبت عن البحار.
(١٢٥) في البحار: يضمن.
(١٢٦) في البحار: ووقف.
(١٢٧) عن البحار.
(١٢٨) في البحار: والعوامّ.
(١٢٩) عن البحار.
(١٣٠) من عندنا.
(١٣١) ليست في البحار.
(١٣٢) في البحار: «فأيّهما احترقت» بدل «فمن أحرقت».
(١٣٣) عن البحار.
(١٣٤) في البحار: «فأخذ الحاضرون من الرعيّة والعوام بالعياط عليه».
(١٣٥) عن البحار.
(١٣٦) في البحار: كلامهم.
(١٣٧) في البحار: «لعنت الحضور الذين كانوا يعيطون على ولدها عثمان» بدل «لعنتهم».
(١٣٨) في البحار: وتهدّدت.
(١٣٩) في النسخة: «قصدوا»، والمثبت عن البحار.
(١٤٠) ليست في البحار.
(١٤١) في البحار: وترائبها.
(١٤٢) عن البحار.
(١٤٣) بين «تشيعت» و«تولّيت» هناك علامة، ومثلها في الهامش، وكتب عندها كلمة لم استطع قراءتها تماما، وأظنّها: «للإمام».
(١٤٤) عن البحار.
(١٤٥) في البحار: لا يمكنك.
(١٤٦) في البحار: «حملنها» بدل «جئن بها». وكانت في النسخة «جيء بها». وما أثبتناه أقرب لها.
(١٤٧) في البحار: أدخلنها.
(١٤٨) ليست في البحار.
(١٤٩) في البحار: «ربع الليل» بدل «هزيع من الليل».
(١٥٠) عن البحار.
(١٥١) في البحار: «عنها» بدل «عن بصرها».
(١٥٢) في البحار: تقعدهن.
(١٥٣) ليست في البحار.
(١٥٤) في البحار: يدي.
(١٥٥) في البحار: الرجل.
(١٥٦) عن البحار.
(١٥٧) كذا في النسخة والبحار، والأصوب: واعتقدوا.
(١٥٨) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧١ - ٧٣ / ضمن الرقم ٥٥.
(١٥٩) في البحار: سبعمائة وتسع وخمسين.
(١٦٠) في البحار: لي.
(١٦١) ليست في البحار.
(١٦٢) في البحار: الأمجد.
(١٦٣) عن البحار.
(١٦٤) قوله «افتخار العلماء» كان في نسختنا بعد قوله «القدوة الكامل»، فوضعناه هنا موافقة لما في البحار لأنّه أنسب.
(١٦٥) قوله «والدنيا» ليس في البحار.
(١٦٦) في البحار: العماني.
(١٦٧) في البحار: وكتب بخطّه.
(١٦٨) في البحار: ما صورته.
(١٦٩) ليس في البحار.
(١٧٠) في البحار: القبائقي.
(١٧١) عن البحار.
(١٧٢) عن البحار.
(١٧٣) في البحار: «به فالج» بدل «فلج».
(١٧٤) في البحار: فأشار عليها بعض الأطبّاء ببغداد.
(١٧٥) ليست في البحار.
(١٧٦) في البحار: وقيل.
(١٧٧) في البحار: تبيّتينه.
(١٧٨) في البحار: وبيّتته.
(١٧٩) عن البحار.
(١٨٠) عن البحار.
(١٨١) في البحار: صحبة.
(١٨٢) في البحار: المعشرة.
(١٨٣) في النسخة: «وشابههم»، والمثبت عن البحار، ولعلّ ما في النسخة فيه سقط والصواب «ومن شابههم».
(١٨٤) في البحار: فاستحكيته.
(١٨٥) في البحار: فقال لي.
(١٨٦) في البحار: أباتتني.
(١٨٧) في البحار: «يا سيدي» بدل «إنّي».
(١٨٨) في البحار: سنتي.
(١٨٩) ليست في البحار.
(١٩٠) غير واضحة في النسخة، ولعلّها «وتشقيقا»، والمثبت عن البحار.
(١٩١) في البحار: «فيها» بدل «بذلك».
(١٩٢) في البحار: بي.
(١٩٣) في البحار: «ولمن يستحكيه» بدل «ولم يستحكه أحد».
(١٩٤) في البحار: مرارا حتّى مات (رحمه الله). وإلى هنا ينتهي النص عنده. عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٣ / ضمن الرقم ٥٥.
(١٩٥) في البحار: «ما صورته» بدل «مأثور وصورته».
(١٩٦) في النسخة: «المذلل»، والمثبت عن البحار، وكذا المورد الآتي.
(١٩٧) في البحار: ملاصقة.
(١٩٨) ليست في البحار.
(١٩٩) قوله «وأولاد» ليس في البحار.
(٢٠٠) عن البحار.
(٢٠١) في البحار: الناس.
(٢٠٢) ليست في البحار.
(٢٠٣) في البحار: فانتبهوا في الدار فإذا الدار.
(٢٠٤) ليست في البحار.
(٢٠٥) في البحار: وقال.
(٢٠٦) عن البحار.
(٢٠٧) ليست في البحار.
(٢٠٨) في البحار: «فاغلقه في» بدل «فاعلن فيه».
(٢٠٩) عن البحار.
(٢١٠) عن البحار.
(٢١١) في النسخة: فصار. والمثبت عن البحار.
(٢١٢) ليست في البحار.
(٢١٣) في البحار: «من المراد» بدل «مرّة من المرّات».
(٢١٤) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٣ - ٧٤ / ضمن الرقم ٥٥.
(٢١٥) عن البحار.
(٢١٦) عن البحار.
(٢١٧) ليست في البحار.
(٢١٨) في البحار: ضعيفة.
(٢١٩) في البحار: «إلى» بدل «في خدمة».
(٢٢٠) في النسخة: عينها. والمثبت عن البحار.
(٢٢١) ليست في البحار.
(٢٢٢) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٤ - ٧٥ / ضمن الرقم ٥٥.
(٢٢٣) في البحار: نقله.
(٢٢٤) في البحار: «من» دون الواو.
(٢٢٥) في النسخة: «وعمه»، والمثبت عن البحار، ولعلّ صواب ما في النسخة: «وعنده».
(٢٢٦) عن البحار.
(٢٢٧) في البحار: هي.
(٢٢٨) عن البحار.
(٢٢٩) في النسخة: فكيف. والمثبت عن البحار.
(٢٣٠) قوله «له وأنا» ليس في البحار.
(٢٣١) عن البحار.
(٢٣٢) عن البحار.
(٢٣٣) في البحار: أحسست.
(٢٣٤) في البحار: مرميّا لما بي فبينما أنا كذلك وإذا بإنسان يوقظني.
(٢٣٥) في البحار: وتلاءمت.
(٢٣٦) عن البحار.
(٢٣٧) عن البحار.
(٢٣٨) الحج: ٤٠.
(٢٣٩) في البحار: يعني صاحب الأمر.
(٢٤٠) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٥ / ضمن الرقم ٥٥.
(٢٤١) في كمال الدين: بجوابات.
(٢٤٢) في كمال الدين: جواباتها.
(٢٤٣) عن كمال الدين.
(٢٤٤) في النسخة: فيقول، والمثبت عن كمال الدين.
(٢٤٥) عن كمال الدين.
(٢٤٦) في النسخة: بنا. والمثبت عن كمال الدين.
(٢٤٧) عن كمال الدين.
(٢٤٨) عن كمال الدين.
(٢٤٩) عن كمال الدين.
(٢٥٠) عن كمال الدين.
(٢٥١) عن كمال الدين.
(٢٥٢) كمال الدين: ٤٧٥ - ٤٧٦ / ضمن الحديث ٢٥، الثاقب في المناقب: ٦٠٧ - ٦٠٨ / ح ٥٥٤، الخرائج والجرائح ٣: ١١٠١ - ١١٠٤ / ح ٢٣. وانظره باختصار شديد في الصراط المستقيم ٢: ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٢٥٣) في النسخة: عقيل. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. وكذا في الموارد الآتية.
(٢٥٤) في منتخب الأنوار المضيئة: قبله.
(٢٥٥) في منتخب الأنوار المضيئة: «الذي ربّى» بدل «مربّي».
(٢٥٦) عن منتخب الأنوار.
(٢٥٧) قوله «فأخذت بيده» ليس في منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٥٨) في منتخب الأنوار المضيئة: «والمصطكى» بدل «بالمصطكى».
(٢٥٩) في منتخب الأنوار: منديل.
(٢٦٠) رواه بنفس السند في منتخب الأنوار المضيئة: ٢٥٨ - ٢٦٠.
ورواه الطوسي في الغيبة: ٢٧١ - ٢٧٣ / ضمن الحديث ٢٣٧ عن أحمد بن علي الرازي، عن محمّد بن علي، عن عبد الله بن محمّد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني، قال: قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي... وهو باختصار شديد في الصراط المستقيم ٢: ٢٣٣.
وانظر كمال الدين: ٤٧٣ - ٤٧٤ / ضمن الحديث ٢٥، قال: ووجدت مثبتا في بعض الكتب المصنفة في التواريخ ولم أسمعه إلاّ عن محمّد بن الحسين بن عباد أنّه قال:...
(٢٦١) في منتخب الأنوار المضيئة: «الماذرائي»، وفي بعض نسخه «المازراني» وفي بعضها «الماذراي». وفي الغيبة للطوسي: «رشيق صاحب المادراي»، وفي الخرائج وكشف الغمّة: «رشيق حاجب المادراني»، وفي فرج المهموم عن الخرائج: «رشيق الحاجب المادراني».
(٢٦٢) في منتخب الأنوار المضيئة: على.
(٢٦٣) في منتخب الأنوار المضيئة: خادم أسود.
(٢٦٤) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٦٥) في منتخب الأنوار المضيئة: فوجدنا.
(٢٦٦) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٦٧) في النسخة: الستر. والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٦٨) في النسخة: «قد علمناه» بدل «قد علمنا أنّه»، والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٦٩) في النسخة: لم. والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٠) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧١) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٢) في النسخة: «فأخرجته». والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٣) في منتخب الأنوار المضيئة: فبقيت.
(٢٧٤) في منتخب الأنوار المضيئة: وقلت.
(٢٧٥) كلمة «لا» ليست في منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٦) في منتخب الأنوار المضيئة: ولا انفتل.
(٢٧٧) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٨) عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٧٩) في منتخب الأنوار المضيئة: وأدخلنا إليه.
(٢٨٠) في النسخة: «وسألنا»، والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٨١) ليست في منتخب الأنوار المضيئة.
(٢٨٢) منتخب الأنوار المضيئة: ٢٥٥ - ٢٥٧.
ورواه الطوسي في الغيبة: ٢٤٨ - ٢٥٠ / ح ٢١٨ عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن النضر، عن القنبري، عن رشيق.
وهو باختصار قليل في الخرائج والجرائح ١: ٤٦٠ - ٤٦١ / ح ٥، وكشف الغمّة ٢: ٤٩٩ - ٥٠٠، وعن الخرائج في فرج المهموم: ٢٤٨. وهو باختصار شديد في الصراط المستقيم ٢: ٢١٠ / ح ٥.
(٢٨٣) عن البحار.
(٢٨٤) في النسخة والبحار: محمّد. والمثبت هو الصواب.
(٢٨٥) في البحار: في كتابه.
(٢٨٦) ما بين القوسين ليس في البحار، وبدله قوله: «قال».
(٢٨٧) ليست في البحار.
(٢٨٨) في البحار: كنت أنا وشخص.
(٢٨٩) في البحار: «عمار مرّة» بدل «عمارة».
(٢٩٠) ليست في البحار.
(٢٩١) ليست في البحار.
(٢٩٢) في البحار: بحديث عجيب.
(٢٩٣) عن البحار.
(٢٩٤) ليست في البحار.
(٢٩٥) قوله «ذلك الرجل» ليس في البحار.
(٢٩٦) عن البحار.
(٢٩٧) في البحار: قال.
(٢٩٨) ليست في البحار.
(٢٩٩) في البحار: «فررنا» بدل «فغزونا».
(٣٠٠) ليست في البحار.
(٣٠١) غير واضحة في النسخة، وما أثبتناه أقرب للمعنى.
(٣٠٢) ليست في البحار.
(٣٠٣) في البحار: بسهم.
(٣٠٤) في البحار: فغلطتهم وقلت.
(٣٠٥) ليست في البحار.
(٣٠٦) في البحار: «بثالث» بدل «ثالث مرّة».
(٣٠٧) عن البحار.
(٣٠٨) عن البحار.
(٣٠٩) عن البحار.
(٣١٠) في البحار: «فإلى اليوم» بدل «فأنا إلى اليوم».
(٣١١) في البحار: فمررت بجارية.
(٣١٢) في البحار: من.
(٣١٣) في البحار: «وأقبلت إلى أصحابي».
(٣١٤) عن البحار.
(٣١٥) في النسخة: قرية. والمثبت عن البحار. ولعلّ ما في النسخة مصحف عن «قريبة».
(٣١٦) في البحار: بخيمة.
(٣١٧) في النسخة: الجماعة. والمثبت عن البحار.
(٣١٨) في البحار: ذؤابته.
(٣١٩) في البحار: ويجبيئنا.
(٣٢٠) عن البحار.
(٣٢١) في البحار: الماء.
(٣٢٢) في البحار: «بالآخر» بدل «بالقدح الآخر».
(٣٢٣) في البحار: ورجعتا.
(٣٢٤) ليست في البحار.
(٣٢٥) في البحار: وما نقصت القدحان.
(٣٢٦) عن البحار.
(٣٢٧) في البحار: «بيده» بدل «بين يديه».
(٣٢٨) غير واضح رسمها في النسخة، وقد شرحت في الهامش لكن الشرح غير واضح أيضا، والمثبت أقرب شيء لرسمها، وفي البحار: «منسفة فيها زاد».
(٣٢٩) في البحار: ووضعه.
(٣٣٠) في البحار: يجيء.
(٣٣١) في النسخة: «المنيسف». وفي البحار: «تلك المنسفة».
(٣٣٢) عن البحار، وفيه «ما تغيّرت ولا نقصت».
(٣٣٣) في البحار: دربكم.
(٣٣٤) في البحار: لكسب.
(٣٣٥) في البحار: «به»، وفي النسخة: «بالحرسة»، والمثبت هو الأقرب لها.
(٣٣٦) قوله «نريد أخذهم» ليس في البحار.
(٣٣٧) في البحار: «فرجعنا فلمّا رآنا راجعين» بدل «فلمّا رجعنا ورآنا راجعين».
(٣٣٨) في البحار: بمنطقة.
(٣٣٩) في البحار: سيفا.
(٣٤٠) في البحار: وأخذ.
(٣٤١) غير واضحة في النسخة، ولعلّها «والتفت إلينا». والمثبت عن البحار.
(٣٤٢) في البحار: كما.
(٣٤٣) في البحار: «فزعق بزعقات» بدل «فزعق بنا زعقة».
(٣٤٤) في البحار: عنقه.
(٣٤٥) عن البحار.
(٣٤٦) عنه في بحار الأنوار ٥٢: ٧٥ - ٧٧ / ضمن الرقم ٥٥ ثمّ قال: هذا آخر ما أخرجناه من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان.
(٣٤٧) عن كشف الغمّة، والعبارة فيه: «العلوي الحسيني أنّ أباه عطوة كان به أدرة وكان زيدي المذهب».
(٣٤٨) في كشف الغمّة: وتكرر.
(٣٤٩) في كشف الغمّة: فلم.
(٣٥٠) عن كشف الغمّة.
(٣٥١) كذا في النسخة والمصدر. وأظن أن صوابها «ليس به قروة».
(٣٥٢) في كشف الغمّة: «وسألت عنها غير ابنه فأخبر عنها فاقرّ بها».
(٣٥٣) كشف الغمّة ٢: ٤٩٧.
(٣٥٤) عن كمال الدين.
(٣٥٥) في كمال الدين: وساروا.
(٣٥٦) في كمال الدين: أسير.
(٣٥٧) قوله «فرقا وجلا» ليس في كمال الدين.
(٣٥٨) عن كمال الدين.
(٣٥٩) في كمال الدين: ولا أضوأ.
(٣٦٠) عن كمال الدين.
(٣٦١) عن كمال الدين.
(٣٦٢) عن كمال الدين.
(٣٦٣) عن كمال الدين.
(٣٦٤) عن كمال الدين.
(٣٦٥) في النسخة: «سناباد» بدل «بأسدآباد»، وهي غلط قطعا. لأنّ سناباد بخراسان، وأسدآباد عند همدان. والمثبت عن كمال الدين. وكذا في الموردين الآتيين.
(٣٦٦) كمال الدين: ٤٥٣ - ٤٥٤ / ح ٢٠، الثاقب في المناقب: ٦٠٥ - ٦٠٦ / ح ٥٥٣، الخرائج والجرائح ٢: ٧٨٨ / ح ١١٢.
(٣٦٧) عن كمال الدين.
(٣٦٨) في النسخة: فقالوا. والمثبت عن كمال الدين.
(٣٦٩) عن كمال الدين.
(٣٧٠) عن كمال الدين.
(٣٧١) عن كمال الدين.
(٣٧٢) عن كمال الدين.
(٣٧٣) في النسخة: حضروا. والمثبت عن كمال الدين.
(٣٧٤) في النسخة: قال. والمثبت عن كمال الدين.
(٣٧٥) عن كمال الدين.
(٣٧٦) عن كمال الدين.
(٣٧٧) عن كمال الدين.
(٣٧٨) في النسخة: بأموالكم. والمثبت عن كمال الدين.
(٣٧٩) عن كمال الدين.
(٣٨٠) عن كمال الدين.
(٣٨١) في النسخة: الخيوط. والمثبت عن كمال الدين.
(٣٨٢) عن كمال الدين.
(٣٨٣) كمال الدين: ٤٧٦ - ٤٧٩ / ح ٢٦ عن أبي العبّاس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمّد بن مهران الآبي العروضي بمرو، عن أبي الحسين بن زيد بن عبد الله البغدادي، عن أبي الحسن علي بن سنان الموصلي، عن أبيه. وعنه في الخرائج والجرائح ٣: ١١٠٤ - ١١٠٨ / ح ٢٤. وهو في الثاقب في المناقب: ٦٠٨ - ٦١١ / ح ٥٥٥.
(٣٨٤) في النسخة: «أن». والمثبت من عندنا.
(٣٨٥) عن كشف الغمّة.
(٣٨٦) في النسخة: «أيضا». والمثبت عن كشف الغمّة.
(٣٨٧) في النسخة: «ثوية»، والمثبت عن المصدر. والتوثة: بثرة متقرّحة.
(٣٨٨) في كشف الغمّة: تشقق.
(٣٨٩) في كشف الغمّة: ويقطعه.
(٣٩٠) قوله «السيّد السند» ليس في كشف الغمّة.
(٣٩١) قوله «الملة و» ليس في كشف الغمّة.
(٣٩٢) عن كشف الغمّة.
(٣٩٣) في النسخة: الثوية. والمثبت عن كشف الغمّة.
(٣٩٤) عن كشف الغمّة. وكان في النسخة «قال» والمثبت «فقال» عن كشف الغمّة.
(٣٩٥) في كشف الغمّة: فقال له السعيد رضي الدين.
(٣٩٦) عن كشف الغمّة.
(٣٩٧) عن كشف الغمّة.
(٣٩٨) في النسخة: قالوا. والمثبت عن كشف الغمّة.
(٣٩٩) ليست في كشف الغمّة.
(٤٠٠) في كشف الغمّة: الشرع.
(٤٠١) عن كشف الغمّة.
(٤٠٢) في كشف الغمّة: الاحتراس.
(٤٠٣) في كشف الغمّة: «على ذلك» بدل «هكذا».
(٤٠٤) في كشف الغمّة: «وصلت إلى» بدل «حصلت في».
(٤٠٥) عن كشف الغمّة.
(٤٠٦) في كشف الغمّة: عند السعيد رضي الدين وتوجّه.
(٤٠٧) في كشف الغمّة: فلمّا دخلت.
(٤٠٨) في النسخة: واستعنت. والمثبت عن كشف الغمّة.
(٤٠٩) في كشف الغمّة: وبتّ.
(٤١٠) في كشف الغمّة: «وكل واحد» بدل «والآخر».
(٤١١) ساقطة من كشف الغمّة المطبوع.
(٤١٢) عن كشف الغمّة.
(٤١٣) في كشف الغمّة: ملامستهم.
(٤١٤) عن كشف الغمّة.
(٤١٥) في كشف الغمّة: بعد.
(٤١٦) في النسخة: الثوية. والمثبت عن كشف الغمّة.
(٤١٧) في كشف الغمّة: «سرجه» بدل «سرج فرسه».
(٤١٨) عن كشف الغمّة.
(٤١٩) في كشف الغمّة: ساق.
(٤٢٠) في كشف الغمّة: «فأعدت عليه» بدل «فأعدته فقال».
(٤٢١) عن كشف الغمّة.
(٤٢٢) في كشف الغمّة: أوصيه.
(٤٢٣) في كشف الغمّة: «إلى أن غابوا عنّي» بدل «حتّى بعد».
(٤٢٤) عن كشف الغمّة.
(٤٢٥) في كشف الغمّة: «هم» بدل «بلى».
(٤٢٦) ليست في كشف الغمّة.
(٤٢٧) عن كشف الغمّة.
(٤٢٨) عن كشف الغمّة.
(٤٢٩) عن كشف الغمّة.
(٤٣٠) في النسخة: «واد» بدل «أوانا»، والمثبت عن كشف الغمّة. وأوانا: بلدة كثيرة البساتين نزهة من نواحي دجيل بغداد، بينهما وبين بغداد عشرة فراسخ.
(٤٣١) في كشف الغمّة: ورد.
(٤٣٢) عن كشف الغمّة.
(٤٣٣) قوله «السيّد الأيّد» ليس في كشف الغمّة.
(٤٣٤) قوله «علي بن طاووس» ليس في كشف الغمّة.
(٤٣٥) غير واضحة في النسخة، ولعلّها «المتولي»، والمثبت عن كشف الغمّة.
(٤٣٦) ليست في كشف الغمّة.
(٤٣٧) عن كشف الغمّة.
(٤٣٨) في كشف الغمّة: تبرأ.
(٤٣٩) عن كشف الغمّة.
(٤٤٠) ليست في كشف الغمّة.
(٤٤١) في النسخة: «ثمّ تعلم أنّه حضر»، والمثبت عن كشف الغمّة.
(٤٤٢) عن كشف الغمّة.
(٤٤٣) ليست في كشف الغمّة.
(٤٤٤) كشف الغمّة ٢: ٤٩٣ - ٤٩٦.
(٤٤٥) عن جنة المأوى.
(٤٤٦) في نسخة بدل من نسختنا: «سعيد بن أحمد الرضي». وفي جنة المأوى: «سعيد بن أحمد بن الرضي».
(٤٤٧) ليست في جنّة المأوى.
(٤٤٨) في جنّة المأوى: في داري.
(٤٤٩) في نسخة بدل بهامش نسختنا: بالظفريّة. وهذا موافق لما في جنّة المأوى.
(٤٥٠) في جنّة المأوى: «حدّثني شيخي العالم ابن أبي القاسم». وكتب المحدّث النوري عندها: «كذا في نسخة كشكول المحدّث البحراني».
(٤٥١) عن جنّة المأوى.
(٤٥٢) عن جنّة المأوى.
(٤٥٣) عن جنّة المأوى.
(٤٥٤) في جنّة المأوى: «قال حدّثني» بدل «عن».
(٤٥٥) عن جنّة المأوى.
(٤٥٦) عن جنّة المأوى.
(٤٥٧) ليست في جنّة المأوى.
(٤٥٨) في جنّة المأوى: سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
(٤٥٩) في جنّة المأوى: «بالسنة المقدم ذكرها». وهذا يعني سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
(٤٦٠) في نسخة بدل من نسختنا: ضيافة.
(٤٦١) في جنّة المأوى: «من حضر حاضرا» وأصلحها المحقّق «من حضر خاصرا» وشرحها بأنّ معناها «قام أكثر أهل المجلس وكلّ منهم وضع يده على خاصرته من طول الجلوس وكسالته». ولا يخفى ما فيه من بعد وتكلّف.
(٤٦٢) في نسخة بدل من نسختنا: «نصراني».
(٤٦٣) في جنّة المأوى: ويسمع.
(٤٦٤) في نسخة بدل من نسختنا: «بعض الغلمان» بدل «أصحاب الوزير».
(٤٦٥) في جنّة المأوى: «أن نمسي» بدل «بتمسينا».
(٤٦٦) في جنّة المأوى: «حتّى تحادثنا» بدل «إلى حديث».
(٤٦٧) «ما» ادخلت عن نسخة بدل.
(٤٦٨) في جنّة المأوى: «يكون أكثر منهم».
(٤٦٩) في نسخة بدل من نسختنا: «وهم قليلون في البلاد وفي أقصى الأرض».
(٤٧٠) في نسخة بدل من نسختنا: النصراني.
(٤٧١) في جنّة المأوى: «مصغيا إليه» بدل «ومضيفا».
(٤٧٢) قوله «أيّها الوزير» ليس في جنّة المأوى.
(٤٧٣) ليست في جنّة المأوى.
(٤٧٤) عن جنّة المأوى.
(٤٧٥) ليست في جنّة المأوى.
(٤٧٦) في النسخة: «بالباهيّة»، والمثبت عن جنّة المأوى. وفي نسخة بدل من نسختنا «بالراهبة»، وهي غير واضحة تماما ولعلّها «بالزاهيّة».
(٤٧٧) ادخلت في نسختنا عن نسخة بدل. والذي في جنّة المأوى «الرستاق الذي».
(٤٧٨) ليست في جنّة المأوى.
(٤٧٩) في جنّة المأوى: «التي كانت حولهم» بدل «من حولها».
(٤٨٠) عن جنّة المأوى.
(٤٨١) عن جنّة المأوى.
(٤٨٢) في النسخة: «عشرون». وابدلناها بمقتضى الزيادة.
(٤٨٣) في جنّة المأوى: وكلهم.
(٤٨٤) في النسخة: «بالبر»، والمثبت عن جنّة المأوى.
(٤٨٥) «إن» ليست في جنّة المأوى، فالعبارة فيه: «ولم».
(٤٨٦) في جنّة المأوى: «عنكم من» بدل «علم ما».
(٤٨٧) بدلها في جنّة المأوى: «والحجاز».
(٤٨٨) في النسخة: الجزائر. والمثبت عن جنّة المأوى.
(٤٨٩) بدلها في جنّة المأوى: «وتعدينا».
(٤٩٠) في جنّة المأوى: «نصل» بدل «نريد الوصول».
(٤٩١) من عندنا.
(٤٩٢) ليست في جنّة المأوى.
(٤٩٣) في جنّة المأوى: «ذلك» بدل «المسير».
(٤٩٤) في نسخة بدل من نسختنا، وفي جنّة المأوى: صرنا.
(٤٩٥) في جنّة المأوى: الملدودة.
(٤٩٦) ليست في جنّة المأوى.
(٤٩٧) في جنّة المأوى: مدينة.
(٤٩٨) في جنّة المأوى: «بها وقد سألنا». وقوله: «وقد» زائد.
(٤٩٩) ليست في جنّة المأوى.
(٥٠٠) الناخداه: هو المتصرّف في السفينة المتولّي لأمرها، معرّبة. انظر تاج العروس ٢: ٥٨١.
(٥٠١) عن جنّة المأوى.
(٥٠٢) ليست في جنّة المأوى.
(٥٠٣) في جنّة المأوى: «ولا أعرفها» بدل «ولا عرت فيها». وكان في النسخة «ولا أعرى فيها» والمثبت بمقتضى ما في هامش النسخة حيث قال: «عار في الأرض أي ذهب».
(٥٠٤) ليست في جنّة المأوى.
(٥٠٥) عن نسخة بدل من نسختنا. وفي جنّة المأوى: «فلما ارسينا بها».
(٥٠٦) في جنّة المأوى: وسألنا.
(٥٠٧) في جنّة المأوى: هي.
(٥٠٨) عن جنّة المأوى.
(٥٠٩) قوله «بن صاحب الأمر» عن نسخة بدل من نسختنا. وهو ليس في جنّة المأوى.
(٥١٠) عن جنّة المأوى.
(٥١١) في جنّة المأوى: فقيل.
(٥١٢) عن نسخة بدل من نسختنا. وهي ليست في جنّة المأوى.
(٥١٣) في جنّة المأوى: إليه.
(٥١٤) عن جنّة المأوى.
(٥١٥) عن جنّة المأوى.
(٥١٦) في جنّة المأوى: «يزن اليهوديّ جزيته والنصراني جزيته».
(٥١٧) في جنّة المأوى: تسعة.
(٥١٨) في جنّة المأوى: «وإنّما» بدل «بل».
(٥١٩) عن جنّة المأوى.
(٥٢٠) قوله «ولي الأمر» ليس في جنّة المأوى.
(٥٢١) قوله «بما رحبت» عن نسخة بدل من نسختنا. وهو ليس في جنّة المأوى.
(٥٢٢) عن جنّة المأوى.
(٥٢٣) في جنّة المأوى: سلطانهم.
(٥٢٤) عن نسخة بدل من نسختنا، وهو ليس في جنّة المأوى.
(٥٢٥) الأنفال: ٤٢.
(٥٢٦) في جنّة المأوى: رفقة.
(٥٢٧) في جنّة المأوى: لنا.
(٥٢٨) «بل» ليست في جنّة المأوى.
(٥٢٩) عن جنّة المأوى.
(٥٣٠) القلع: شراع السفينة. وقلعنا: أي رفعنا. أي رفعنا وأصلحنا الشراع لتسير السفينة.
(٥٣١) في جنّة المأوى: الفجر.
(٥٣٢) في جنّة المأوى: «وجدرها إنّها قد بانت».
(٥٣٣) بدلها في جنّة المأوى: إلى.
(٥٣٤) في جنّة المأوى: راكبة.
(٥٣٥) ليست في جنّة المأوى.
(٥٣٦) في جنّة المأوى: «إلى ما» بدل «ممّا».
(٥٣٧) عن جنّة المأوى.
(٥٣٨) في جنّة المأوى: «يحوط الذي يليه منها» بدل «محيط بها».
(٥٣٩) في جنّة المأوى: منحرفة. وكانت في النسخة «مخترقة تجري» لكن كتب فوق كلمة «تجري» «ز». وهي ليست في جنّة المأوى.
(٥٤٠) ليست في جنّة المأوى. والميض: جمع ميضاة. ولعلّها مصحفة عن «مياضي».
(٥٤١) ليست في جنّة المأوى.
(٥٤٢) في جنّة المأوى: «تحت»، وفي النسخة: «لحق». والمثبت عن هامش النسخة، إذ كتب في الهامش: «اللخقوق شق في الأرض كالوجار، وفي الحديث: إنّ رجلا كان واقفا مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فوقصت ناقته في أخاقيق جرذان [قال الأصمعي: إنّما هو لخاقيق] واحدها لخقوق وهي شقوق في الأرض». انظر لسان العرب ١٠: ٣٢٨، وفيه: «وقيل: اللّخقوق الوادي». والظاهر أنّ هذا هو المراد.
(٥٤٣) في جنّة المأوى: وأشجارها.
(٥٤٤) في جنّة المأوى: «ويرعى الذئب والنعجة عيانا».
(٥٤٥) في جنّة المأوى: دابة.
(٥٤٦) في جنّة المأوى: في زرع غيره لما رعته.
(٥٤٧) في جنّة المأوى: «ولا قطعت حمله» بدل «ولا قطعت منه قطعة».
(٥٤٨) في جنّة المأوى: وما كان صحبنا من الشوابي والذوابيح.
(٥٤٩) عن جنّة المأوى: وعيناء: خضراء.
(٥٥٠) في جنّة المأوى: القاعدة.
(٥٥١) في جنّة المأوى: الأمم والأديان مثلهم وأمانتهم.
(٥٥٢) ليست في جنّة المأوى.
(٥٥٣) في النسخة: «ما به» بدل «منه»، والمثبت عن جنّة المأوى.
(٥٥٤) في نسخة بدل من نسختنا وفي جنّة المأوى: النميمة.
(٥٥٥) في جنّة المأوى: وإذا نادى المؤذن الأذان.
(٥٥٦) في جنّة المأوى: وصلنا.
(٥٥٧) في جنّة المأوى: دخلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها. ولا داعي لهذه الزيادة، إذ تقدّم أنّهم قدموا المدينة وأرسي المركب فيها وأنّهم دخلوها ورأوا وصفها ووصف أهلها.
(٥٥٨) في جنّة المأوى: أمرونا.
(٥٥٩) ليست في جنّة المأوى. والظاهر أنّ الأصوب «وهي دار عظيمة وفيها عدّة بيوت».
(٥٦٠) في جنّة المأوى: بستان صوّر في وسطه.
(٥٦١) ليست في جنّة المأوى.
(٥٦٢) في جنّة المأوى: وأقيمت.
(٥٦٣) في جنّة المأوى: أخضع.
(٥٦٤) في جنّة المأوى: لرعيّته.
(٥٦٥) في جنّة المأوى: مأموما.
(٥٦٦) في جنّة المأوى: وكانت تحيّة الناس له أو مخاطبتهم له.
(٥٦٧) في جنّة المأوى: منكم. وكذا المورد التالي.
(٥٦٨) في جنّة المأوى: فعرفناه ذلك.
(٥٦٩) في جنّة المأوى: إنّ الإسلام تفرّق شعبا.
(٥٧٠) في جنّة المأوى: «ابن دربهان»، وفي كشكول البحراني: «اسمه دربهان».
(٥٧١) عن جنّة المأوى.
(٥٧٢) ليست في جنّة المأوى، وكانت في النسخة: «كلنا لأهل الأرض الى»، والمثبت من عندنا لأنّه أقرب ما يصحّ به المعنى.
(٥٧٣) قوله «يا شافعي» ليس في جنّة المأوى.
(٥٧٤) عن جنّة المأوى.
(٥٧٥) آل عمران: ٦١.
(٥٧٦) في جنّة المأوى: «يا ابن دربهان فأمسك» بدل «فأمسك روزبهان».
(٥٧٧) ليست في جنّة المأوى.
(٥٧٨) قوله «وأتاك» ليس في جنّة المأوى.
(٥٧٩) عن جنّة المأوى.
(٥٨٠) في جنّة المأوى: المختلفون.
(٥٨١) قوله «يا شافعي» ليس في جنّة المأوى.
(٥٨٢) الأحزاب: ٣٣.
(٥٨٣) «عفوا» الثانية ليست في جنّة المأوى.
(٥٨٤) في جنّة المأوى: نسبك.
(٥٨٥) قوله «بن أبي طالب أمير المؤمنين» ليس في جنّة المأوى.
(٥٨٦) يس: ١٢.
(٥٨٧) آل عمران: ٣٤.
(٥٨٨) في نسخة بدل من نسختنا: أولى بالأمر.
(٥٨٩) قوله «ذلك المقال ثمّ أفاق» ليس في جنّة المأوى.
(٥٩٠) في جنّة المأوى: منحني بالإسلام. والظاهر أنّ «منحني» في كليهما مصحفة عن «متعني».
(٥٩١) عن جنّة المأوى.
(٥٩٢) في النسخة: يقوم. والمثبت عن جنّة المأوى.
(٥٩٣) في جنّة المأوى: ففتح.
(٥٩٤) في جنّة المأوى، ونسخة بدل من نسختنا: لهم.
(٥٩٥) عن جنّة المأوى.
(٥٩٦) عن جنّة المأوى، وفيه «كاملة»، والمثبت من عندنا.
(٥٩٧) ليست في جنّة المأوى.
(٥٩٨) في جنّة المأوى: ظلوم. وفي هامش نسختنا شرح «طلوم» بالطّلمة، فقال: «الطّلمة بالضم: الخبزة، وهي التي يسمّيها الناس الملّة، وإنّما الملّة اسم الحفرة نفسها، فأمّا التي تملّ فيها فهي الطّلمة والخبزة والمليل. وفي الحديث أنّه (عليه السلام) مرّ برجل يعالج طلمة لأصحابه في سفر وقد عرق، فقال: لا يصيبه حرّ جهنّم أبدا، صحاح». وهو في الصحاح ٥: ١٩٧٦.
(٥٩٩) ليست في جنّة المأوى.
(٦٠٠) ليست في جنّة المأوى.
(٦٠١) في جنّة المأوى: بالحكام. فالعبارة فيه «صاحب الأمر (عليه السلام) بالحكام». وهو تصحيف قطعا.
(٦٠٢) يمكن قراءتها في نسختنا: «ضاطس». والمثبت عن جنّة المأوى.
(٦٠٣) عن جنّة المأوى.
(٦٠٤) ليست في جنّة المأوى.
(٦٠٥) في جنّة المأوى: والمملكة مقدار.
(٦٠٦) عن جنّة المأوى.
(٦٠٧) عن جنّة المأوى.
(٦٠٨) قوله «الاثني عشري» ليس في جنّة المأوى.
(٦٠٩) من عندنا. وفي جنّة المأوى: الذي يقيم... ويؤتي... ويأمر... وينهى»، بصيغة المفرد.
(٦١٠) في جنّة المأوى: وليس.
(٦١١) في جنّة المأوى: جمع.
(٦١٢) في نسخة بدل من نسختنا: «الأرض على اختلاف مذاهبهم».
(٦١٣) في جنّة المأوى: الأديان.
(٦١٤) عن جنّة المأوى.
(٦١٥) في جنّة المأوى: زعموا.
(٦١٦) في جنّة المأوى: «أنّها» بدل «أنّ هذه».
(٦١٧) قوله «يرد ولم» ليس في جنّة المأوى.
(٦١٨) عن جنّة المأوى.
(٦١٩) في جنّة المأوى: ابن دربهان.
(٦٢٠) في جنّة المأوى: «يرقبان رؤيته» بدل «وشرّفا برؤيته».
(٦٢١) قوله «ودخلها» ليس في جنّة المأوى.
(٦٢٢) في نسخة بدل من نسختنا، وفي جنّة المأوى: «عمارة صاحب الأمر واستخراجه».
(٦٢٣) ليست في جنّة المأوى.
(٦٢٤) في جنّة المأوى: «ذلك» بدل «هذا الكلام».
(٦٢٥) في نسخة بدل من نسختنا، وفي جنّة المأوى: وإعادة ما سمعتم.
(٦٢٦) في جنّة المأوى: «أو إجراءه على ألفاظكم» بدل «ولا ترجعوا فيه لأحد».
(٦٢٧) في نسختنا وجنّة المأوى: وتأكّد. والمثبت من عندنا.
(٦٢٨) ليست في جنّة المأوى.
(٦٢٩) في نسخة بدل من نسختنا: «حتّى أهلك الله تعالى ابن هبيرة وعجّل الله بروحه إلى أسفل الجحيم، والحمد لله ربّ العالمين».
(٦٣٠) في جنّة المأوى: «واحدنا» بدل «أحد منّا».
(٦٣١) ليست في جنّة المأوى.
(٦٣٢) عن جنّة المأوى. وبعده: «فهذا ما سمعته ورويته والحمد لله وحده، وصلواته على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين، والحمد لله ربّ العالمين».
(٦٣٣) جنّة المأوى المطبوع مع البحار ٥٣: ٢١٣ - ٢٢٠ قال: في آخر كتاب في التعازي عن آل محمّد (عليهم السلام) ووفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي الله عنه، عن الأجل العالم الحافظ... ثمّ قال: قلت: وروى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي... وقال السيّد الأجل علي بن طاووس في آخر كتاب جمال الأسبوع... ووجدت رواية متّصلة الاسناد بأنّ للمهدي صلوات الله عليه أولادا جماعة ولاة في أطراف بلاد البحر على غاية عظيمة من صفات الأبرار، والظاهر، بل المقطوع به أنّه إشارة إلى هذه الرواية... ورواه أيضا السيّد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي البغدادي، عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السّلام... الخ، ورواه المحدث الجزائري في الأنوار عن المولى الفاضل الملقّب بالرضا علي ابن فتح الله الكاشاني، قال: روى الشريف الزاهد.
انظر الصراط المستقيم ٢: ٢٦٤ - ٢٦٦ باختصار، وجمال الأسبوع: ٣١٠، والأنوار النعمانيّة، وما نقله الميرزا النوري موجود في مجموعة خطية في المكتبة الرضويّة المقدّسة برقم ١٨٥١ ذكرت باسم مصباح الأنظار، وهي في الواقع مجموعة رسائل وكتب ومتفرّقات.
(٦٣٤) في النسخة: عناطس. والمثبت بمقتضى ما مرّ.
(٦٣٥) ليست في البحار.
(٦٣٦) ليست في البحار.
(٦٣٧) في بعض نسخ مختصر البصائر: قعد.
(٦٣٨) ليست في البحار.
(٦٣٩) عن البحار.
(٦٤٠) ليست في البحار.
(٦٤١) في البحار: «فينادي مناد الفتنة من السماء» والظاهر أن تغيير موضعها من أخطاء النسخ أو الطباعة.
(٦٤٢) كلمة «الرجعة» الثانية ليست في البحار.
(٦٤٣) الاسراء: ٦.
(٦٤٤) مختصر البصائر: ٤٢٩ - ٤٣٠ / ح ٥٠٨ «ونقلت أيضا من كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان، تصنيف السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، ما صورته: وبالطريق المذكور...». وعنه في بحار الأنوار ٥٣: ١٠٤ - ١٠٥ / ح ١٣١. ثمّ قال المجلسي «أقول: ورأيت في أصل كتابه مثله»، وهذا الحديث غير موجود في نسختنا من السلطان المفرج، فلعلّه كان موجودا في نسخة المجلسي وأنّه كان عنده أصل الكتاب كاملا لا النبذة المنتقاة منه، أو لعلّ المجلسي يعني بأصل كتابه كتاب الغيبة، أو كتاب الأنوار المضيئة، فلاحظ.
وانظر دلائل الامامة: ٥٣٩ - ٥٤٢ / ح ٥٢٢، وكمال الدين: ٤٦٥ - ٤٦٦ / ح ٢٣، والغيبة للطوسي: ٢٦٢ - ٢٦٧ / ح ٢٢٨.
(٦٤٥) الظاهر أنّه بالفتح، موضع للهذيل أو بلد من بلدانهم كما في القاموس، منه (رحمه الله). أقول: بل هو بالضم لما سبق قبل أسطر من قوله «وأهل فارس مشهورون بشدّة التسنّن والنصب والعداوة».
(٦٤٦) هذا هو الظاهر، والنسخة «لم استطع»، منه (رحمه الله).
(٦٤٧) فأمرّ ظ.
(٦٤٨) أي وعندي من العقيدة والنظر أنّه أمرني أن آكل الصبر.
(٦٤٩) الجرف بالضم وبضمّتين ما تجرفته السيول، وأكلته من الأرض، ومنه المثل «فلان يبني على جرف هار، لا يدري ما ليل من نهار» وجمعه أجرف، ويقال للجانب الذي أكله الماء من حاشية النهر أيضا، أو هو بضمّتين، فكأنّه أراد أن تلك الأنهار كان لها جداول مستوية وكانت المياه تجري فيها مملوءة، بحيث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت، ولم تقع فيها.
(٦٥٠) جنّة المأوى المطبوع مع البحار ٥٣: ٢٠٢ - ٢٠٨ / الحكاية الأولى، قال: حدّث السيّد المعظّم المبجّل، بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي المعاصر للشهيد الأوّل في كتاب الغيبة، عن الشيخ العالم الكامل... وقد رجحنا أنّ هذه الحكاية من كتاب السلطان المفرّج لمناسبة الموضوع والراوي.