الأشهر:
 الحدث المهدوي لهذا اليوم:
 التاريخ:
١٧ / رمضان المبارك / ١٤٤٥ هـ.ق
٢٨ / مارس / ٢٠٢٤ م
٩ / فروردین / ١٤٠٣ هـ.ش
 البحث:
 الصفحة الرئيسية » التقويم المهدوي » ذي الحجة » (١٢) سنة (١٠هـ): خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الكعبة المشرَّفة، وفيها ذكر حوادث آخر الزمان:
 ذي الحجة

الوقائع (١٢) سنة (١٠هـ): خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الكعبة المشرَّفة، وفيها ذكر حوادث آخر الزمان:

القسم القسم: ذي الحجة تاريخ الواقعة تاريخ الواقعة: ١٢ / ذو الحجّة / ١٠ هـ.ق تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٥/٢٦ المشاهدات المشاهدات: ٤٢٨٥ التعليقات التعليقات: ٠

(١٢ ذي الحجّة) سنة (١٠هـ):

خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الكعبة المشرَّفة، وفيها ذكر حوادث آخر الزمان:
روى المجلسي رحمه الله عن جامع الأخبار، قال: روى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع، فلمَّا قضى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما افترض عليه من الحجّ أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب، ونادى برفيع صوته: (أيّها الناس)، فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق، فقال: (اسمعوا، إنّي قائل ما هو بعدي كائن فليبلّغ شاهدكم غائبكم)، ثمّ بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتَّى بكى لبكائه الناس أجمعين، فلمَّا سكت من بكائه قال: (اعلموا رحمكم الله أنَّ مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة، ثمّ يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة، ثمّ يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتَّى لا يرى فيه إلاَّ سلطان جائر، أو غني بخيل، أو عالم مراغب في المال، أو فقير كذّاب، أو شيخ فاجر، أو صبي وقح، أو امرأة رعناء)، ثمّ بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقام إليه سلمان الفارسي وقال: يا رسول الله، أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يا سلمان، إذا قلَّت علماؤكم، وذهبت قُرّاؤكم، وقطعتم زكاتكم، وأظهرتم منكراتكم، وعلت أصواتكم في مساجدكم، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقدامكم، والكذب حديثكم، والغيبة فاكهتكم، والحرام غنيمتكم، ولا يرحم كبيركم صغيركم، ولا يوقّر صغيركم كبيركم. فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم، ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين بينكم لفظاً بألسنتكم. فإذا اُوتيتم هذه الخصال توقَّعوا الريح الحمراء أو مسخاً أو قذفاً بالحجارة، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْأَياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: ٦٥]).
فقام إليه جماعة من الصحابة، فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (عند تأخير الصلوات، واتّباع الشهوات، وشرب القهوات، وشتم الآباء والاُمهات. حتَّى ترون الحرام مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وجفا جاره، وقطع رحمه، وذهبت رحمة الأكابر، وقلَّ حياء الأصاغر، وشيَّدوا البنيان، وظلموا العبيد والإماء، وشهدوا بالهوى، وحكموا بالجور، ويسبُّ الرجل أباه، ويحسد الرجل أخاه، ويعامل الشركاء بالخيانة، وقلَّ الوفاء، وشاع الزنا، وتزيَّن الرجال بثياب النساء، وسلب عنهنَّ قناع الحياء، ودبَّ الكبر في القلوب كدبيب السمّ في الأبدان، وقلَّ المعروف، وظهرت الجرائم، وهوّنت العظائم، وطلبوا المدح بالمال، وأنفقوا المال للغناء، وشغلوا بالدنيا عن الآخرة، وقلَّ الورع، وكثر الطمع والهرج والمرج، وأصبح المؤمن ذليلاً، والمنافق عزيزاً، مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم خالية من الإيمان، واستخفّوا بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كلّ هوان. فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الحنظل، فهم ذئاب وعليهم ثياب، ما من يوم إلاَّ يقول الله تبارك وتعالى: أفبي تغترّون؟ أم عليَّ تجترؤون؟، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) [الحجّ: ١١٥]، فوَعزَّتي وجلالي، لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة، ولا أنبتُّ ورقة خضراء، فوا عجباه لقوم آلهتهم أموالهم، وطالت آمالهم، وقصرت آجالهم، وهم يطمعون في مجاورة مولاهم، ولا يصلون إلى ذلك إلاَّ بالعمل، ولا يتمُّ العمل إلاَّ بالعقل)(١).
* وروى القمّي رحمه الله في تفسيره عن أبيه، عن سليمان بن مسلم الخشّاب، عن عبد الله بن جريح المكّي، عن عطا بن أبي رياح، عن عبد الله بن عبّاس، قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال: (ألا اُخبركم بأشراط الساعة؟)، وكان أدنى الناس منه يومئذٍ سلمان رحمة الله عليه، فقال: بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ من أشراط القيامة: إضاعة الصلوات، واتّباع الشهوات، والميل إلى الأهواء، وتعظيم أصحاب المال، وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممَّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنَّ عندها يليهم أمراء جورة، ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة)، فقال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنَّ عندها يكون المنكر معروفاً والمعروف منكراً، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويُصدَّق الكاذب ويُكذَّب الصادق)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها تكون إمارة النساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب طرفاً، والزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، ويجفو الرجل والديه ويبرّ صديقه، ويطلع الكوكب المذنب)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة، ويكون المطر قيظاً، ويغيظ الكرام غيظاً، ويحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا: لم أبع شيئاً، وقال هذا: لم أربح شيئاً، فلا ترى إلاَّ ذامّاً لله)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم أقوام إن تكلَّموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوا حقّهم ليستأثرون أنفسهم بفيئهم وليطؤن حرمتهم وليسفكنَّ دماءهم وليملأنَّ قلوبهم دغلاً ورعباً، فلا تراهم إلاَّ وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنَّ عندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب يلون أمّتي، فالويل لضعفاء أمّتي منهم والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيراً ولا يوقّرون كبيراً ولا يتجاوزون من مسيء، جثَّتهم جثَّة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبَّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ولتركبنَّ ذوات الفروج السروج فعليهنَّ من أمّتي لعنة الله)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنَّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس، وتحلّى المصاحف، وتطول المنارات، وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة)، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده وعندها تحلّى ذكور أمّتي بالذهب، ويلبسون الحرير والديباج، ويتَّخذون جلود النمور صفافاً)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يظهر الربا، ويتعاملون بالعينة والرشى، ويوضع الدين وترفع الدنيا)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق، فلا يقام لله حدّ ولن يضرّوا الله شيئاً)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والعازف ويليهم أشرار أمّتي)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحجّ أغنياء أمّتي للنزهة، وتحجّ أوساطها للتجارة، وتحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقوام يتَّعلمون القرآن لغير الله ويتَّخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقَّهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا، ويتغنّون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، ذاك إذا انتهكت المحارم، واكتسبت المآثم، وتسلَّط الأشرار على الأخيار، ويفشو الكذب، وتظهر اللجاجة، وتغشو الفاقة، ويتباهون في اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر، ويستحسنون الكوبة والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتَّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الأمَة، ويظهر قرّاؤهم وعبّادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات: الأرجاس والأنجاس)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يخشى الغني على الفقير حتَّى أنَّ السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في كفّه شيئاً)، قال سلمان: وإنَّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يتكلَّم الرويبضة)، فقال: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي واُمّي؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يتكلَّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلَّم، فلم يلبثوا إلاَّ قليلاً حتَّى تخور الأرض خورة، فلا يظنّ كلّ قوم إلاَّ أنَّها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء الله، ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهباً وفضَّةً _ ثمّ أومأ بيده إلى الأساطين فقال _ مثل هذا، فيومئذٍ لا ينفع ذهب ولا فضَّة، فهذا معنى قوله: (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) [محمّد: ١٨])(٢).

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ٥٢: ٢٦٢ - ٢٦٤/ ح ١٤٨.
(٢) تفسير القمّي ٢: ٣٠٣ - ٣٠٧.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016