سنة (١٩٣هـ):
تصحيح الإمام الرضا عليه السلام لحديث روي عن الإمام الصادق عليه السلام في حقّ الإمام المهدي عليه السلام:
روى الكشّي رحمه الله عن علي بن محمّد بن قتيبة، قال: حدَّثني الفضل بن شاذان، قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن الواسطي ومحمّد بن يونس، قالا: حدَّثنا الحسن بن قياما الصيرفي(١)، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت: جُعلت فداك، ما فعل أبوك؟ قال: (مضى كما مضى آباؤه).
قلت: فكيف أصنع بحديث حدَّثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير أنَّ أبا عبد الله عليه السلام قال: (إن جاءكم من يخبركم أنَّ ابني هذا مات وكُفّن ولُبن وقُبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدّقوا به)؟
فقال: (كذب أبو بصير(٢)، ليس هكذا حدَّثه، إنَّما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر)(٣).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) الظاهر أنَّ (الحسن) تصحيف (الحسين)، وهو الحسين بن قياما الصيرفي، عدَّه الطوسي رحمه الله في رجاله (ص ٣٣٦/ الرقم ٤٩٩٧/٢٨) من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام، فقال: (الحسين بن قياما واقفي)، بل ورد في عيون أخبار الرضا عليه السلام (ج ٢/ ص ٢٢٦/ ح ١٣) أنَّه كان من رؤساء الواقفة. وقد دعا عليه الإمام الكاظم عليه السلام مرَّتين، وبقي على وقفه إلى أن مات. (راجع: تهذيب المقال ٢: ٤٣٦ - ٤٣٨).
(٢) قال السيّد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث (ج ٢١/ ص ٨٦): (هذه الرواية ضعيفة السند، ولا أقلّ من جهة الحسن بن قياما الصيرفي، على أنَّها معارضة بعدَّة روايات، منها: ما رواه الصفّار، قال: حدَّثنا أبو طالب بن عثمان بن عيسى، قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفر في منزله بمكّة، قال: فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (نحن اثنا عشر محدّثاً)، قال له أبو بصير: والله لسمعت من أبي عبد الله عليه السلام، قال: فحلَّفه مرَّة واثنتين أنَّه سمعت، قال: فقال أبو بصير: كذا سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول).
(٣) اختيار معرفة الرجال ٢: ٧٧٣/ ح ٩٠٢.