سنة (٢٥٩هـ):
أوّل حجّة للإمام المهدي عليه السلام مع جدَّته اُمّ الحسن العسكري عليه السلام وعمره (٤) سنوات:
روى النوري رحمه الله نقلاً عن علي بن الحسين المسعودي في كتابه إثبات الوصيّة، عن الحميري، عن أحمد بن إسحاق، قال: دخلت على أبي محمّد عليه السلام فقال لي: (يا أحمد، ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشكّ والارتياب؟)، قلت: يا سيّدي، لمَّا ورد الكتاب بخبر سيّدنا ومولده، لم يبقَ منّا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلاَّ قال بالحقّ، فقال: (أمَا علمتم أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة الله). ثمّ أمر أبو محمّد عليه السلام والدته بالحجّ في سنة تسع وخمسين ومائتين، وعرَّفها ما يناله في سنة ستّين، وأحضر الصاحب عليه السلام فأوصى إليه وسلَّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه، وخرجت اُمّ أبي محمّد عليه السلام مع الصاحب عليه السلام جميعاً إلى مكّة، وكان أحمد بن محمّد بن مطهَّر أبو علي المتولّي لما يحتاج إليه الوكيل، فلمَّا بلغوا بعض المنازل من طريق مكّة، تلقّى الأعراب القوافل، فأخبروهم بشدَّة الخوف، وقلَّة الماء، فرجع أكثر الناس إلاَّ من كان في الناحية، فإنَّهم نفذوا وسلموا، وروي أنَّه ورد عليهم الأمر بالنفوذ(١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) خاتمة المستدرك ٤: ٥٥ و٥٦.