سنة (٣٨١هـ):
التاريخ السندي لحديث هارون بن موسى عن زيد بن علي عليه السلام وفيه بشارة أنَّ المهدي عليه السلام من آل محمّد عليهم السلام:
روى الخزّاز رحمه الله عن علي بن الحسن بن محمّد، قال: حدَّثنا هارون بن موسى ببغداد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال: حدَّثنا أحمد بن محمّد المقري مولى بني هاشم في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قال أبو محمّد: وحدَّثنا أبو حفص عمر بن الفضل الطبري، قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن الفرغاني، قال: حدَّثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو البلوي. قال أبو محمّد: وحدَّثنا عبد الله بن الفضل بن هلال الطائي بمصر، قال: حدَّثنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن محفوظ البلوي، قال: حدَّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا، قال: حدَّثني محمّد بن بكير، قال: دخلت على زيد بن علي عليه السلام وعنده صالح بن بشر، فسلَّمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق، فقلت له: يا ابن رسول الله، حدّثني بشيء سمعته من أبيك عليه السلام. فقال: نعم، حدَّثني أبي عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عز وجل، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله).
فقلت: زدني يا ابن رسول الله. قال: نعم، حدَّثني أبي، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذرّيتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه).
قال: فقلت: زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عز وجل عليكم. قال: نعم، حدَّثني أبي، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحبَّنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه معنا الجنَّة)، يا ابن بكير من تمسَّك بنا فهو معنا في الدرجات العلى، يا ابن بكير إنَّ الله تبارك وتعالى اصطفى محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم واختارنا له ذرّية، فلولانا لم يخلق الله تعالى الدنيا والآخرة، يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبد الله ونحن السبيل إلى الله ومنّا المصطفى والمرتضى، ومنّا يكون المهدي قائم هذه الأمّة.
قلت: يا ابن رسول الله، هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متى يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بكير إنَّك لن تلحقه، وإنَّ هذا الأمر يليه ستّة من الأوصياء بعد هذا _ أي الإمام الصادق عليه السلام _، ثمّ يجعل خروج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. فقلت: يا ابن رسول الله، ألست صاحب هذا الأمر؟ فقال: أنا من العترة، فعدت فعاد إليَّ، فقلت: هذا الذي تقوله عنك أو عن رسول الله. فقال: (لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) [الأعراف: ١٨٨]، لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أنشأ يقول:
نحن سادات قريش * * * وقوام الحقّ فينا
نحن أنوار التي من * * * قبل كون الخلق كنّا
نحن منّا المصطفى المختار * * * والمهدي منّا
فينا قد عرف الله * * * وبالحقّ أقمنا
سوف يصلاه سعيراً * * * من تولّى اليوم عنّا
قال علي بن الحسين: وحدَّثنا محمّد بن الحسين البزوفري بهذا الحديث في مشهد مولانا الحسين بن علي عليهما السلام، قال: حدَّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار. وعن سلمة بن الخطّاب، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن صالح، قال: كنت عند زيد بن علي عليه السلام فدخل عليه محمّد بن بكير... وذكر الحديث(١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) كفاية الأثر: ٢٩٨ - ٣٠١.