سنة (٣٠٤ أو ٣٠٥هـ):
علم النائب الثاني بوقت وفاته وقد حفر لنفسه قبراً قبل شهرين من وفاته:
روى الصدوق رحمه الله عن أبي جعفر محمّد بن علي الأسود رضي الله عنه أنَّ أبا جعفر العمري حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج، فسألته عن ذلك، فقال: للناس أسباب، ثمّ سألته بعد ذلك، فقال: قد اُمرت أن أجمع أمري. فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه(١).
* وروى الطوسي رحمه الله عن ابن نوح، قال: أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمّد، قال: حدَّثني [أبو] علي بن أبي جيد القمّي رحمه الله، قال: حدَّثنا أبو الحسن علي بن أحمد الدلاَّل القمّي، قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عثمان رضي الله عنه يوماً لاُسلّم عليه، فوجدته وبين يديه ساجة ونقّاش ينقش عليها ويكتب آياً من القرآن وأسماء الأئمّة عليهم السلام على حواشيها. فقلت له: يا سيّدي، ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تكون فيه اُوضع عليها _ أو قال: اُسند إليها _ وقد عرفت منه، وأنا في كلّ يوم أنزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن (فيه) فأصعد، وأظنّه قال: فأخذ بيدي وأرانيه، فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عز وجل ودفنت فيه وهذه الساجة (معي). فلمَّا خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقّباً به ذلك فما تأخَّر الأمر حتَّى اعتلَّ أبو جعفر، فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها، ودفن فيه. قال أبو نصر هبة الله: وقد سمعت هذا الحديث من غير [أبي] علي، وحدَّثتني به أيضاً اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله تعالى عنهما(٢).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) كمال الدين: ٥٠٢/ باب ٤٥/ ح ٢٩؛ الغيبة للطوسي: ٣٦٥ و٣٦٦/ ح ٣٣٣، وذلك أنَّ وفاته كانت في (٣٠/ جمادى الأولى/ ٣٠٤ أو ٣٠٥هـ).
(٢) الغيبة للطوسي: ٣٦٤ و٣٦٥/ ح ٣٣٢.