(١) سنة (٣٧هـ):
معركة صفين وفيها طلب المؤمنون من أمير المؤمنين عليه السلام نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبى عليهم ذلك، وادَّخرها لقائم آل محمّد عليهم السلام: (١)
روى النعماني رحمه الله عن محمّد بن همّام، قال: حدَّثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدَّثنا أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (لمَّا التقى أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البصرة نشر الراية راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزلزلت أقدامهم، فما اصفرَّت الشمس حتَّى قالوا: آمنّا يا بن أبي طالب، فعند ذلك قال: لا تقتلوا الأسرى، ولا تجهزوا على الجرحى، ولا تتَّبعوا مولّياً، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ولمَّا كان يوم صفّين سألوه نشر الراية فأبى عليهم فتحمَّلوا عليه بالحسن والحسين عليهما السلام وعمّار بن ياسر رضي الله عنه، فقال للحسن: يا بني، إنَّ للقوم مدَّة يبلغونها، وإنَّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلاَّ القائم صلوات الله عليه)(٢).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) في (١/ صفر/ ٣٧هـ) كانت وقعة صفّين بين جيش أمير المؤمنين عليه السلام وبين جيش القاسطين من أهل الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان. قال نصر بن مزاحم في وقعة صفّين (ص ١٩٦): (تقاتلوا في تمام ذي الحجّة، ثمّ تركوه في المحرَّم، ثمّ ابتدؤا به في غرَّة صفر). وكان معاوية وأصحابه نزلوا صفّين على شريعة الفرات ومنعوا عليّاً وأصحابه الماء، فأنفذ علي شبث بن ربيعي وصعصعة بن صوحان فقالا في ذلك لطفاً وعنفاً، فقالوا: أنتم قتلتم عثمان عطشاً. فقال عليه السلام: (أرووا السيوف من الدماء ترووا من الماء، فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين)، فحملا في سبعة عشر ألف رجل حملة رجل واحد، ففرق بعضهم وانهزم الباقون، فأمر علي عليه السلام أن لا يمنعوهم الماء. وانتهت الوقعة بعد مائة وعشرة أيّام، بحيلة رفع المصاحف وما تلاه من مسألة التحكيم. (راجع: أعيان الشيعة ١: ٤٦٦).
(٢) الغيبة للنعماني: ٣١٩/ باب ١٩/ ح ١.
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم عجل لوليك الفرج بخير وعافية ونصر