(٨ ربيع الأوّل) سنة (٢٦٠هـ):
شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في صباح يوم الجمعة، وعمره (٢٩) سنة، ودُفن في سامراء وانتقال الإمامة إلى صاحب العصر والزمان عليه السلام:
قال الصدوق رحمه الله في كمال الدين: وجدت مثبتاً في بعض الكتب المصنَّفة في التواريخ ولم أسمعه إلاَّ عن محمّد بن الحسين بن عباد أنَّه قال: مات أبو محمّد الحسن بن علي عليهما السلام يوم جمعة مع صلاة الغداة، وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتباً كثيرة إلى المدينة، وذلك في شهر ربيع الأوّل لثمان خلون منه سنة ستّين ومائتين من الهجرة، ولم يحضره في ذلك الوقت إلاَّ صقيل الجارية، وعقيد الخادم، ومن علم الله عز وجل غيرهما، قال عقيد: فدعا بماء قد أغلي بالمصطكي فجئنا به إليه فقال: (أبدء بالصلاة، هيّئوني)، فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل فأخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرَّة مرَّة ومسح على رأسه وقدميه مسحاً، وصلّى صلاة الصبح على فراشه وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد فأخذت صقيل القدح من يده. ومضى من ساعته صلوات الله عليه، ودُفن في داره بسُرَّ من رأى إلى جانب أبيه صلوات الله عليهما، فصار إلى كرامة الله جل جلاله وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة(١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) كمال الدين: ٤٧٣ و٤٧٤/ باب ٤٣/ ذيل الحديث ٢٥.