(٢٧ جمادى الآخرة) سنة (١٣هـ):
ذكرى موت أبي بكر ودخول يهودي على الإمام علي عليه السلام وسؤاله عن سبع مسائل منها أوصياء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعددهم:
قال الحمويني في (فرائد السمطين): أخبرني الشيخ الإمام العلاَّمة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي _ كتابة في شهر ربيع شهور سنة إحدى وسبعين وستّمأة _ وأبيه، عن السيّد النسّابة فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمّد الدوري، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين، قال: حدَّثني محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: نبَّأنا محمّد بن أبي القاسم، عن حبّان السرّاج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل، قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتَّى قام على رأس عمر، فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمّة بكتابهم وأمر نبيّهم؟ قال: فطأطأ رأسه فقال: إيّاك أعني، وأعاد عليه القول، فقال له عمر: ما ذاك؟ قال: إنّي جئتك مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال: ومن هذا الشاب؟ قال: هذا علي بن أبي طالب، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أبو الحسن والحسين عليهما السلام ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا زوج فاطمة بنت رسول الله، فأقبل اليهودي على علي عليه السلام قال: كذلك أنت؟ قال: (نعم). قال: إنّي اُريد أن أسألك عن ثلاث، وثلاث، وواحدة، قال: فتبسَّم علي عليه السلام ثمّ قال: (يا هاروني، ما منعك أن تقول سبعاً؟)، فقال: أسألك عن ثلاث فإن علمتهنَّ سألت عمَّا بعدهنَّ، وإن لم تعلمهنَّ علمت أنَّه ليس فيكم علم، قال علي: (فإنَّني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أجبتك في كلّ ما تريد لتدعنَّ دينك ولتدخلنَّ في ديني؟)، قال: ما جئت إلاَّ لذاك، قال: (فاسأل)، قال: فأخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض أيّ قطرة هي؟ وأوّل عين فاضت على وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شيء اهتزَّ على وجه الأرض أيّ شيء هو؟ فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام، قال: فأخبر عن الثلاث الأخر، أخبرني عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم كم بعده من إمام عدل؟ وفي أيّ جنّة يكون؟ ومن يساكنه معه في جنَّته؟ فقال: (يا هاروني، إنَّ لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم من الخلفاء اثنا عشر إماماً عدلاً لا يضرُّهم من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، وأنَّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمّد في جنَّته مع أولئك الاثني عشر إماماً العدل)، قال: صدقت، والله الذي لا إله إلاَّ هو إنّي لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى عليه السلام، قال: فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصيّ محمّد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يُقتل؟ قال: (يا هاروني، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً، ثمّ يُضرب ضربة هنا يعني قرنه فتخضب هذه من هذا)، قال: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله، وأنَّك وصيّه، ينبغي تفوق ولا تفاق، وأن تُعظَّم ولا تُستضعف، ثمّ مضى به علي عليه السلام إلى منزله فعلَّمه معالم الدين(١).
ورواه الكليني رحمه الله عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حنّان بن السرّاج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل(٢).
وروى النعماني رحمه الله قريباً منها عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدَّثنا محمّد بن المفضَّل بن إبراهيم بن قيس بن رمّانة الأشعري من كتابه، قال: حدَّثنا إبراهيم بن مهزم، قال: حدَّثنا خاقان بن سليمان الخزّاز، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سَلَمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة(٣).
وروى الصدوق رحمه الله أربع روايات بهذا المضمون في (كمال الدين): الأولى عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله ومحمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس جميعاً، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن ابن فضال، عن أيمن بن محرز الحضرمي، عن محمّد بن سماعة الكندي، عن إبراهيم بن يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام.
والثانية عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حيّان السرّاج، عن داود بن سليمان الغسّاني، عن أبي الطفيل.
والثالثة عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام.
والرابعة عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام(٤).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) أنظر: شرح إحقاق الحقّ ٨: شرح صفحة ٢١٥ و٢١٦، عن فرائد السمطين.
(٢) الكافي ١: ٥٢٩ و٥٣٠/ باب فيما جاء في الاثني عشر.../ ح ٥.
(٣) الغيبة للنعماني: ٩٧ - ١٠٠/ باب ٤/ ح ٢٩.
(٤) كمال الدين: ٢٩٦ - ٣٠٢/ باب ٢٦/ ح ٥ - ٨.