(٣): الدعاء في اليوم الثالث من شهر شعبان الذي صدر من الناحية للوكيل القاسم بن العلاء: (١)
قال الطوسي رحمه الله في المصباح: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمّد عليه السلام: (أنَّ مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه. وادع فيه بهذا الدعاء: اللّهُمَّ إِنّي أسْألُكَ بِحَقَّ المَوْلُودِ فِي هذا اليَوْم، الْمُوعودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّماء وَمَنْ فِيها وَالأرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، وَلَمَّا يَطَأ لابَيَتْها، قَتِيل العَبْرَةِ وَسَيَّدِ الاُسْرَةِ، المَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ فِي يَوْم الكَرَّةِ، المُعَوَّض مِنْ قَتْلِهِ أنَّ الأئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَالفَوْزَ مَعَهُ فِي أوْبَتِهِ، وَالأوْصِياء مِنْ عُتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتَّى يُدْرِكُوا الأوْتارَ، وَيَثْأرُوا الثَّأرَ، وَيُرْضُوا الجَبَّارَ، وَيَكُونُوا خَيْرَ أنْصارٍ، صَلَّى الله عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلافِ الليْل وَالنَّهارِ. اللّهُمَّ فَبِحَقّهِمْ إِلَيْكَ أتَوَسَّلُ وَأسْألُ سُؤالَ مُقْتَرفٍ مُعتَرفٍ مُسِيءٍ إِلى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَأمْسِهِ، يَسْألُكَ العِصْمَةَ إِلى مَحَلّ رَمْسِهِ. اللّهُمَّ فَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ، وَبَوَّئْنا مَعَهُ دارَ الكَرامَةِ وَمَحَلَّ الإقامَةِ. اللّهُمَّ وَكَما كَرَّمْتَنا بِمَعْرفَتِهِ فَأكْرمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلّمُ لأمْرهِ، وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرهِ وَعَلى جَمِيع أوْصِيائِهِ وَأهْل أصْفِيائِهِ المَمْدُودِينَ مِنْكَ بِالعَدَدِ الاِثْنَي عَشَرَ، النُّجُوم الزُّهَر، وَالحُجَج عَلى جَميع البَشَر. اللّهُمَّ وَهَبْ لَنا فِي هذا اليَوْم خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَانْجِحْ لَنا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ كَما وَهَبْتَ الحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدّهِ، وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ(٢)، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أوْبَتَهُ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ)(٣).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) يحتمل أن يكون المقصود من الناحية الإمام المهدي عليه السلام، لأنَّ القاسم بن العلاء كان وكيلاً عنه عليه السلام أيضاً، إلاَّ أن الأرجح أنَّ المقصود هو الإمام العسكري عليه السلام، لإطلاق لفظ الناحية عليه عليه السلام أيضاً، مضافاً إلى وجود القرينة وهي نصّهم في الدعاء على أنَّ القاسم بن العلاء وكيل أبي محمَّد عليه السلام.
(٢) روى ابن قولويه رحمه الله عن محمّد بن جعفر القرشي الرزّاز الكوفي، قال: حدَّثني خالي محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، قال: حدَّثني موسى بن سعدان الحنّاط، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن إبراهيم بن شعيب الميثمي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إنَّ الحسين بن علي عليهما السلام لمَّا ولد أمر الله عز وجل جبرئيل عليه السلام أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله ومن جبرئيل عليه السلام)، قال: (وكان مهبط جبرئيل عليه السلام على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة، فبعث في شيء فأبطا فيه، فكُسر جناحه واُلقي في تلك الجزيرة يعبد الله فيها ستمائة عام حتَّى ولد الحسين عليه السلام، فقال الملك لجبرئيل عليه السلام: أين تريد؟ قال: إنَّ الله تعالى أنعم على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بنعمة فبُعثتُ اُهنّيه من الله ومنّي، فقال: يا جبرئيل احملني معك لعلَّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الله لي). قال: (فحمله، فلمَّا دخل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهنَّأه من الله وهنَّأه منه وأخبره بحال فطرس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل أدخله. فلمَّا أدخله أخبر فطرس النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بحاله، فدعا له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: تمسَّح بهذا المولود وعد إلى مكانك). قال: (فتمسَّح فطرس بالحسين عليه السلام وارتفع، وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمَا إنَّ اُمّتك ستقتله وله عليَّ مكافاة أن لا يزوره زائر إلاَّ بلَّغته عنه، ولا يُسلّم عليه مسلّم إلاَّ بلَّغته سلامه، ولا يُصلّي عليه مصلّ إلاَّ بلَّغته عليه صلاته)، قال: (ثمّ ارتفع). (كامل الزيارات: ١٤٠ و١٤١/ ح ١٦٥/١).
(٣) مصباح المتهجّد: ٨٢٦ و٨٢٧؛ المزار لابن المشهدي: ٣٩٧ - ٣٩٩؛ إقبال الأعمال ٣: ٣٠٣ - ٣٠٤؛ مختصر البصائر: ١٥٠ - ١٥٢/ ح ٣؛ المصباح للكفعمي: ٥٤٣ و٥٤٤.