(٩) سنة (٣٢٩هـ):
آخر توقيع صدر من الإمام المهدي عليه السلام وهو دعاء الاستخارة لنائبه الرابع:
قال ابن طاووس رحمه الله في فتح الأبواب: دعاء مولانا المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين في الاستخارات، وهو آخر ما خرج من مقدَّس حضرته أيّام الوكالات: روى محمّد بن علي بن محمّد في كتاب جامع له، ما هذا لفظه: استخارة الأسماء التي عليها العمل، ويدعو بها في صلاة الحاجة وغيرها، ذكر أبو دلف محمّد بن المظفَّر رحمة الله عليه أنَّها آخر ما خرج: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّي أسألك باسمك الذي عزمت به على السماوات والأرض، فقلت لهما: ائتيا طوعاً أو كرهاً، قالتا: أتينا طائعين، وباسمك الذي عزمت به على عصا موسى فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأسألك باسمك الذي صرفت به قلوب السحرة إليك حتَّى قالوا: آمنا بربّ العالمين ربّ موسى وهارون، أنت الله ربّ العالمين، وأسألك بالقدرة التي تبلي بها كلّ جديد، وتجدّد بها كلّ بال، وأسألك بحقّ كلّ حقّ هو لك، وبكلّ حقّ جعلته عليك، إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد، وتسلّم عليهم تسليماً، وتهيّئه لي وتسهّله عليَّ، وتلطف لي فيه برحمتك يا أرحم الراحمين، وإن كان شرّاً لي في ديني ودنياي وآخرتي، أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد، وتسلّم عليهم تسليماً، وأن تصرفه عنّي بما شئت، وكيف شئت، (وحيث شئت)، وترضيني بقضائك، وتبارك لي في قدرك، حتَّى لا اُحبّ تعجيل شيء أخَّرته، ولا تأخير شيء عجَّلته، فإنَّه لا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا علي يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام)(١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) فتح الأبواب: ٢٠٥ و٢٠٦.