(١٥ شعبان المعظّم) سنة (٢٥٥هـ):
مشاهدة جارية الإمام الحسن العسكري عليه السلام لسطوع النور من الإمام المهدي عليه السلام عند ولادته وبلوغه أفق السماء:
روى الصدوق رحمه الله عن محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدَّثني أبو علي الخيزراني، عن جارية له كان أهداها لأبي محمّد عليه السلام فلمَّا أغار جعفر الكذّاب(٢٢٠) على الدار جاءته فارّة من جعفر، فتزوَّج بها. قال أبو علي: فحدَّثتني أنَّها حضرت ولادة السيّد عليه السلام، وأنَّ اسم اُمّ السيّد صقيل، وأنَّ أبا محمّد عليه السلام حدَّثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعو الله عز وجل لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمّد عليه السلام، وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر اُمّ محمّد. قال أبو علي: وسمعت هذه الجارية تذكر أنَّه لمَّا وُلد السيّد عليه السلام رأت لها نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أفق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثمّ تطير، فأخبرنا أبا محمّد عليه السلام بذلك فضحك، ثمّ قال: (تلك ملائكة، نزلت للتبرّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج)(٢٢١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(٢٢٠) هو جعفر بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق، ادَّعى الإمامة بعد أخيه الحسن بن علي عليهما السلام كذباً وزوراً ولهذا سمّي الكذّاب، كان يكيد لأخيه الحسن عليه السلام ويدسّ عليه وعلى شيعته الدسائس، وقد لحق بالموالين الأذى والحبس والتشريد من وشايته وافتراءاته، وجرائمه أكثر من أن تُحصى، وورد فيه ذموم كثيرة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام لا يسع المقام لذكرها، توفّي سنة (٢٨١هـ).
(٢٢١) كمال الدين: ٤٣١/ باب ٤٢/ ح ٧.