محمد بن الحسن الشيباني: في كشف البيان قال:
روي عن الباقر والصادق عليهما السلام أن فرعون وهامان ههنا شخصان من جبابرة
قريش يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان
فينتقم منهما بما أسلف.(٣)
(والروايات في أن هذه الآية نزلت في الأئمة من
آل محمد عليهم السلام كثيرة مذكورة في كتاب البرهان).(٤)
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: في مسند فاطمة عليها السلام قال: أخبرنا أبو
المفضل قال: حدثني علي بن الحسين المنقري الكوفي قال: حدثني أحمد بن زيد
الدهان، عن المحول (مكحول) بن إبراهيم، عن رشدم (رستم) بن عبد الله بن خالد
المخزومي، عن سليمان الأعمش، عن محمد بن خلف الطاهري، عن زازان، عن سلمان.
قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إن
الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلاّ جعل له اثنى عشر نقيباً، فقلت
يا رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، فقال (يا
سلمان)(٥)
هل علمت مَن نقبائي (ومن)(٦)
الاثنا عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال:
يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته وخلق من نوري علياً عليه
السلام ودعاه فأطاعه وخلق (منّي)(٧)
ومن نور علي فاطمة عليها السلام فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن
عليه السلام فدعاه فأطاعه وخلق مني ومن علي ومن فاطمة الحسين عليه السلام فدعاه
فأطاعه.
ثم سمَّانا بخمسة أسماء من أسمائه، فالله
المحمود وأنا محمد، والله العلي فهذا علي، والله الفاطر فهذه فاطمة، والله (ذو)
الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين، ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة
أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله (يخلق) سماءً مبنية ولا أرضا مدحية ولا
ملكاً ولا بشراً (دوننا)(٨)
نوراً (وكنا) نسبح الله و(ثم) نسمع (له) ونطيع.
(قال سلمان): فقلت: يا رسول الله صلى الله
عليه وآله بأبي أنت وأمي فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال يا سلمان: من عرفهم حق
معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد
ويسكن حيث نسكن فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله فهل يمكن إيمان بهم بغير
معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا (يا سلمان)، فقلت: يا رسول الله فأنى لي بهم
وقد عرفت إلى الحسين عليه السلام؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين عليه
السلام ثم ابنه محمد علي عليه السلام باقر علم الأولين والآخرين من النبيين
والمرسلين، ثم (ابنه) جعفر بن محمد لسان الله الصادق عليه السلام ثم (ابنه)
موسى بن جعفر عليه السلام الكاظم غيظه في سبيل الله عز وجل (صبراً في الله)، ثم
(ابنه) علي بن موسى الرضا لأمر الله عليه السلام، ثم (ابنه) محمد بن علي عليه
السلام المختار من خلق الله، ثم (ابنه) علي بن محمد الهادي الى الله، ثم الحسن
بن علي عليه السلام الصامت الأمين لسر الله، ثم ابنه محمد بن الحسن (الهادي)(٩)
المهدي (الناطق)(١٠)
القائم بحق الله (بأمر الله) عليه السلام.
ثم قال صلى الله عليه وآله: يا سلمان، إنك مدركه ومن كان مثلك ومن تولاه بحقيقة
المعرفة.
قال سلمان: فشكرت الله (كثيراً)(١١)
ثم قلت: (يا رسول الله)(١٢)
وإني مؤجل الى عهده؟ قال: يا سلمان اقرأ (فقرأ قوله تعالى): (فَإِذا
جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ
فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ
الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ
أَكْثَرَ نَفِيراً) قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي ثم قلت: يا رسول الله،
أبعهد منك؟ فقال: إي والله الذي أرسل محمداً (أرسلني) بالحق مني ومن علي وفاطمة
والحسن والحسين والتسعة، وكل من هو منا (ومعنا) ومضام فينا، إي والله (يا
سلمان)(١٣)
ليحضرن إبليس (له) وجنوده، وكل من محض الإيمان محضاً ومحض الكفر محضاً حتى يؤخذ
بالقصاص والأوتار (والأثوار)(١٤)
ولا يظلم ربك أحداً، ويحقق (وذلك) تأويل هذه الآية: (نُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ
وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)
قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وما يبالي سلمان متى
لقي الموت أو الموت لقاه (فقمت من بين يديه وما أبالي لقيت الموت أو لقيني).(١٥)