الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا يوجد في الروايات الشريفة تعليل خاص يربط بين الأمرين، بل ورد استحباب هذه الزيارة كما ورد ذلك في استحباب زيارته (عليه السلام) في ليلة النصف من شهر رجب أو النصف من شهر رمضان، ولكن لا يمنع ذلك من وجود ارتباط بين المناسبتين يتأتى من نفس العلاقة والارتباط بين حركة الإمام الحسين (عليه السلام) وولده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لتطابق الأهداف والغايات فيهما، وليلتقي في تلك الليلة المكان الحسيني بالزمان المهدوي ليحكي لنا ذلك وحدة المشروع والنهضة، وحتى يستشعر الناس أن الثورة الحسينية لم تنتهِ أو تتوقف بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي ممتدة ومستمرة وما زالت تنبض بالحياة، وليتجلى لنا جميعاً انتصارها ومجدها كما أراد الله تعالى ذلك على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لا سيما إذا علمنا أن أرض كربلاء وضريح الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل رمزاً وعنواناً للوعد الإلهي بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من جهة ومن جهة أخرى يرسم لنا ملامح الأمل والتطلّع في فترة الانتظار والترقب لذلك الوعد والذي يعيشه جميع المؤمنين بل وحتى الملائكة، فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) في حديثه عن شهادة جده الإمام الحسين (عليه السلام): ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص١٩٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)