الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أن إحدى الغايات والأهداف من وجود السفراء الأربعة هو حفظ الكيان الشيعي على المستوى العقائدي والمستوى الاجتماعي، وكل ذلك يقتضي بحسب الظروف الموضوعية إيجاد شخصيات بعيدة عن أعين السلطات وجلاوزتها وهو الأمر الذي لم يكن قابلاً للتحقق بيسر وسلاسة فيما لو كان هؤلاء السفراء من البيت العلوي لا سيما إذا أخذنا ظاهرة التشدد والتضييق الكبير الذي كانت تمارسه السلطة العباسية تجاه العلويين والذي كان يتخذ عدة أشكال من الظلم والتعسف مراقبة واعتقالاً واغتيالاً، فيعود اختيار هؤلاء السفراء من العلويين تعطيلاً للغاية والهدف والمصالح العامة المتوخاة من وجود السفير الذي يقتضي عمله في كثير من الأحيان السرية والكتمان وعدم تشخيص السلطات ارتباطهم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وبالتالي لا يمكن لتلك السلطات أن تشدد الرقابة وتفرق الجواسيس حول كل فرد من أفراد المجتمع لمعرفة من يعارضها، والسفراء مهما كانوا مقربين من الأئمة وسائرين في خطّهم فبإمكانهم التغطية على أمرهم والحذر والكتمان بالقول والفعل حسب ما يرونه مناسباً وموافقاً للظروف والأوضاع السائدة آنذاك، مضافاً إلى ذلك أن هؤلاء السفراء الخاصون بالإمام (عجّل الله فرجه) كانوا يمتلكون كل مقومات الأهلية للقيام بهذا الدور وتلك الوظيفة على أكمل وجه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)