الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا منافاة بين أن تكون العقوبة انتقاماً من المجرم بسبب إجرامه وبنفس الوقت هي مصداق لتحقيق العدل الإلهي، وكأنكم تفترضون أن الانتقام معنى يتجاوز تحقيق العدالة، ولو كان الأمر كذلك لم يتصف الله تعالى بهذه الصفة أو لم تكن من أسمائه الحسنى، يقول تعالى: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾، وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾، وقد جاء في لسان العرب في معنى النقمة قوله: نقم: النَّقِمةُ والنَّقْمةُ: المكافأَة بالعقوبة. [لسان العرب لابن منظور: ج١٢، ص٥٩٠]
وعليه فالانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) أو ممن رضي بقتله هو عين العدل والحق، جزاء لهم على ما صدر منهم، وقد روى الصدوق في علل الشرائع عن الهروي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك، فقلت: وقول الله (عزَّ وجل): ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾، ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم، ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتِل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب، لكان الراضي عند الله (عزَّ وجل) شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج١، ص٢٢٩].
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)