الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا توجد استحالة عقلية تمنع من رؤية الإمام (عجّل الله فرجه)، بل هو أمر ممكن في نفسه، وقد حصل لكثير من المؤمنين والأولياء الصالحين، والروايات أيضاً أشارت إلى إمكانية أن يرى الناس الإمام (عجّل الله فرجه) في أيام غيبته من دون أن يعرفوه في ساعة اللقاء، فقد روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام): وأمّا سنة من يوسف فالستر، يجعل الله بينه وبين الخلق حجاباً يرونه ولا يعرفونه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٨١]
وكذلك ما جاء عن السفير الثاني (رضي الله عنه) قوله: والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٧٠]، وإنما تحصل أحياناً قرائن وشواهد بعد اللقاء يتولد بسببها الاطمئنان والوثوق لأصحاب الرؤية بأن الذين التقوا به هو الإمام (عجّل الله فرجه) من خلال ما يظهر على يديه (عجّل الله فرجه) من المعجزات أو الكرامات الخارقة للعادة، بل قد يحصل للأوحدي من الناس التشرف بلقائه مع المعرفة.
وهذا المقدار لا يتنافى مع ما ورد في الروايات التي منعت مشاهدة الإمام (عجّل الله فرجه)، كما ورد في توقيع السمري والذي جاء فيه: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥١٦]، باعتبار أن المقصود من معنى المشاهدة هنا هي (السفارة) لا الرؤية المجردة بقرينة ما ورد في نفس التوقيع من غلق باب السفارة: ... ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة الثانية... . [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥١٦]
ولا يخفى أن الذي يزعم أن الإمام (عجّل الله فرجه) يعلمه بعض العلوم والمعارف إن كان قاصداً من هذه الدعوى أنه مأمور من قبل الإمام (عجّل الله فرجه) لإيصال هذه العلوم للآخرين، فمعنى ذلك أنه قد ادَّعى السفارة والوكالة عن الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا لا سبيل لتصديق دعواه ولا متابعة قوله، إلّا إذا جاء بمعجزة بينة كما جاء بها الأنبياء السابقون (عليهم السلام) لا تدع مجالاً للتشكيك، وهذا ما نقطع بعدمه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)