أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » الانتظار والمنتظرون » (١٢٢٨) كيفية إثبات وجود الإمام (عجّل الله فرجه)

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 الانتظار والمنتظرون

الأسئلة والأجوبة (١٢٢٨) كيفية إثبات وجود الإمام (عجّل الله فرجه)

القسم القسم: الانتظار والمنتظرون السائل السائل: حسنين الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٢/٠٤/٠١ المشاهدات المشاهدات: ١٥٧٦ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

إحدى الزميلات معي في الجامعة دار بيني وبينها نقاش واتَّضح أنها لا تعترف بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وتطلب مني إثبات لوجود الإمام (عجّل الله فرجه).
كيف أقنعها بوجوده (عجّل الله فرجه)؟ هل أذكر لها المهدوية في الأديان السماوية كونها تعترف بوجود شخص منقذ في آخر الزمان؟
أم أذكر وجود وإثبات ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) من كتب علماء أهل السنة؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
لا نعلم طبيعة هذه الأخت ومستواها الفكري، فضلاً عن الدوافع التي تبعثها على إنكار العقيدة المهدوية، فلكل حيثية من هذه الحيثيات منهجية خاصة في الحوار والنقاش، فبعض المنكرين للعقيدة المهدوية قد يعود إنكارهم بسبب الجهل وعدم المعرفة، والبعض الآخر قد ينكرها تقليداً للبيئة والمذهب الذي نشأ فيه، فيصعب عليه الانعتاق أو التحرر مما ورثه من أهله ومحيطه، والبعض الآخر قد تستهويه فكرة (كل ممنوع مرغوب) ليعبث بكل ما هو ثمين ومقدس بدعوى أنه حرٌ ومستقل في أفكاره الخاصة، والبعض الآخر قد يبحث عن الشهرة وجذب الأنظار من خلال المبدأ القائل (خالِف تُعرف) لإثبات وجوده الشخصي.
وكما ترى يا أخانا العزيز الأسباب كثيرة والدوافع عديدة ولا نعلم على وجه الدقة الدواعي التي دعت هذه الزميلة (هداها الله تعالى) أن تذهب إلى ما ذهبت إليه، لاسيما أنك تقول بأنها تؤمن بعقيدة المنقذ في آخر الزمان، ولا ندري لماذا آمنت بذلك ولم تؤمن بأن هذا المنقذ هو الحجة المهدي ابن الإمام الحسن العسكري (عليهما السلام) بعد أن كان الدليل النقلي المعصوم عندنا متوفر ومتحد على كلا الفكرتين بما هو فوق مستوى التواتر والاستفاضة، فهل أن ما رواه الآخرون من أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى أقوى دلالة وإثباتاً مما رواه الحسن والحسين والصادق والباقر (عليهم السلام) جميعاً، أم هل جاز أن يصدق الرواة الآخرون الذين رووا فكرة المخلص والمنقذ، ويكذب مئات الرواة في ما رووه عن أهل البيت (عليهم السلام) أن المخلص هذا هو المهدي (عجّل الله فرجه) لا غير، فحكم الأمثال على كل حال في حكم العقل والوجدان واحد فارد فيما يجوز أو لا يجوز، فإن جاز صدق أولئك جاز صدق هؤلاء أيضاً، وإن جاز كذب هؤلاء جاز كذب أولئك أيضاً، فلماذا صارت هذه الزميلة تؤمن ببعض وتكفر ببعض آخر؟
هل ذلك لأن الفكرة التي تقول بوجود إمام حي غائب يخرج في آخر الزمان بحد ذاتها صعبة عسيرة على الفهم والاستيعاب فتتجاوز في صعوبتها وتعقيدها بقية عقائد الغيب وقضاياه وأسراره، والتي يُعتبر الإيمان بها واعتناق مضامينها هي أول صفات المؤمنين التي مدحهم وأثنى عليهم بسببها القرآن الكريم، يقول تعالى: ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ولكن يا ترى أي غيب هذا الذي يمدح الله تعالى في قرآنه المتقين بالإيمان به، هل هو الإيمان بوجوده تعالى، إن كان كذلك فقد اشترك معهم في هذه الصفة حتى المشركين الذين آمنوا أيضاً بوجود هذا الخالق ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾، وهل يا ترى أن الإيمان بالغيب يعني الإيمان بالجنة والنار والملائكة ويوم القيامة؟ أوَليس هذه العقيدة تؤمن بها جميع الديانات الأخرى من غير الإسلام وتؤمن بها حتى الهندوسية وبعض الديانات الوثنية، بل حتى الفراعنة لا يتخلفون عن الإيمان بالغيب بهذا المعنى، وحتماً لن تجد الجواب إلّا إذا جئت إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذي يقولون لك: إن هذه الصفة التي مدحها الله تعالى للمتقين إنما هي صفة خاصة بهؤلاء المتقين دون غيرهم لم يشركهم فيها أحد سواهم، وإلّا لن يبقى معنى فارق يميزهم عن غيرهم، فقد اشترك الجميع في الجميع حتى ما عاد من فضل يتفاضلون فيه بينهم.
فقد سأل أبو بصير الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿هُدى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ فقال (عليه السلام): وأمّا الغيب فهو الحجة الغائب وشاهد ذلك قول الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٤٠]
وأين هذه الأخت الزميلة عن قوله تعالى: ﴿إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرضِ خَلِيفَةً﴾، فهل لها أن تدلنا عليه في زماننا هذا أو أنها تعتقد أن الله تعالى قد تخلى عن قراره هذا وترك الأرض بلا خليفة ولا إمام نزولاً عند رغبة إبليس، أو أنه استخلف عليهم غير معصوم ليطيعوه في الضلال والتيه فيدخلهم من عماية إلى أخرى!
أوَليس هذا الإمام والخليفة هو ما دلّت عليه متواترات المسلمين أنه المائز بين أن يموت الإنسان موت الجاهلية أو موت الإيمان، فأين هي عما روته جميع مصادر المسلمين (من مات بلا إمام مات ميتة جاهلية)، لا تختلف كثيراً عن ميتة أبي لهب وأبي جهل، فهل تتوهم أن هذا الإمام أو هذا الخليفة يمكن أن يكون بعض حكام هذا العالم وسلاطينه من الظالمين وأهل الطغيان؟
فسلها يا أخانا العزيز عن إمام زمانها هذا الذي تؤمن به وترى أن طاعته واجبة عليها وبيعته منقذة لها من الضلال والجاهلية.
سلها يا أخانا العزيز عن سورة القدر وعن ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ الذي يتكرر في كل عام في تلك الليلة وعلى أي أولياء الله تعالى تتنزل؟ وفي أي توقيت يحصل ذلك النزول للملائكة والروح؟ فهل نزولها لأجل التبرك والتيمن أو أن نزولها كما هو صريح السورة لأجل كل الأوامر التي تصدر في تلك السنة والتي يفرق فيها كل أمر حكيم؟ لاسيما إذا علمنا أن بقاع الأرض مختلفة في أوقات الليل، وما من وقت يمر على الأرض إلّا وهناك حدوث لليل وزوال للنهار، فعلى أي توقيت يتنزل الملائكة والروح في تلك الليلة؟ فلو لم يكن هناك مكان خاص تتنزل إليه لبقينا في أوهام لا تنتهي لنرجح هذا المكان أو ذاك المكان، بلا مرجح ولا دليل، فلا مناص من القول بأن نزولها إنما هو على المكان الذي فيه خليفة الله تعالى والإمام الذي جعله للناس هادياً وسبيلاً لهم.
ورد عن داود بن فرقد، قال: سألته عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ فقال (عليه السلام): ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود. فقلت له: إلى من؟ فقال (عليه السلام): إلى من عسى أن يكون؟ أن الناس في تلك الليلة في صلاة ودعاء ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٢٤٠]
ولأجل ذلك روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) نصيحته للشيعة في حوار المخالفين قوله: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾ تفلجوا، فو الله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا بـ﴿حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾ فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله). [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢٤٩]
وختاماً فإن ما ذكرناه هي منبهات تكفي لمن ألقى السمع وأراد الحق، واكتفينا بذلك عن إيراد مئات الأحاديث والروايات التي تدل على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيبته مما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، ولا ريب أن الإنسان إذا صدق مع نفسه في البحث عن جواب ما ذكرنا فإنه يصل إلى الحق بكل يسر وتيسير، وأمّا إذا أنكر وأبى فقد شرع له ديناً خاصاً به ينسجم مع هواه وما يريد.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٢ / ٣.٥
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016