الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب الإيمان بالأئمة المعصومين (عليهم السلام) ثابت لهم على نحو العموم المجموعي لا الاستغراقي، وعليه لا يمكن تجزئة الإيمان بكل واحد منهم بشكل مستقل عن الآخر، بل لابد أن يكون الإيمان ثابتاً للمجموع بما هو مجموع فيكون جميع الأئمة (عليهم السلام) موضوعاً واحداً لهذا الحكم، ولذا لا يتحقق الامتثال العقائدي إلّا بالإيمان بجميع الأئمة (عليهم السلام)، ولذا روى الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام): المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤١٠]، وقال (عليه السلام): من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤١٠]
والحديث الذي نقلتموه بحسب سياقه المفترض وارد في أصل إنكار الإمام القائم (عجّل الله فرجه) ولا علاقة له بكون الإمام مولوداً أو غير مولود باعتبار أن الحديث وارد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وفي عصره ومعلوم أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يكن مولوداً حينها، وإنما كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بصدد بيان أن إنكار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بعد أن أخبر المسلمين به على حد إنكار نبوة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ورسالته، ولا يمكن أن نستفيد من هذا الحديث أو أن نستدل به على الغيبة أو ولادته قبل ظهوره المقدس بقرون طويلة، فإن الحديث لم يتعرض لذلك، نعم ورد في أحاديث أخرى عنه (صلّى الله عليه وآله) ضرورة الإيمان بالإمام (عجّل الله فرجه) في زمن غيبته وهو بطبيعة الحال يقتضي أن يكون مولوداً ثم يغيب ويظهر للناس بعد ذلك، فقد جاء عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤١٣]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)